المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 02 تشرين الثاني/11

 

متى 15/15-21/رجل الله المختار
وتبعه جمهور كبير، فشفى جميع مرضاهم وأمرهم أن لا يخبروا أحدا عنه، ليتم ما قال النبي إشعيا: ها هو فتاي الذي اخترته، حبيبي الذي به رضيت. سأفيض روحي عليه، فيعلن للشعوب إرادتي. لا يخاصم ولا يصيح، وفي الشوارع لا يسمع أحد صوته. قصبة مرضوضة لا يكسر، شعلة ذابلة لا يطفئ. يثابر حتى تنتصر إرادتي، وعلى اسمه رجاء الشعوب.

عناوين النشرة
*
لا شيء في هذه الدنيا الفانية يستحق أن يفقد الإنسان من أجله ذاته وكرامته ونعمة المحبة/الياس بجاني
*النائب خالد زهرمان: مجموعة مخصصة للإغتيالات دخلت إلى لبنان من سوريا 
*العرب يبحثون خياراتهم في ظل "مكابرة" الأسد.. والأوروبيون يرونه متجهًا نحو "التدمير الذاتي"
*أردوغان: الأسد أصبح فاقداً للشرعية.. وضحايا النظام السوري "شهداء" 
*المحكمة الدولية: أكثرمن 60 شخصا تقدموا بطلبات مشاركة كمتضررين في قضية عياش
*عماد الحوت: خطف مواطنين سوريين والتوغل في الأراضي اللبنانية مخالفان لشرعة حقوق الإنسان
*النائب سمير الجسر: أجوبة شربل عن صادر والسوريين المخطوفين لم تكن شافية
*أهالي المسجونين يقطعون طريق المطار والمشرفية
*اشكال في
LAU بيروت بين "المستقبل" و"أمل"
*المستقبل" يستنكر ممارسات طلاب "8 آذار" غير الحضاريّة في الجامعة اللبنانية- الأميركية
*الرئيس الجميل من السراي: متمسكون بالمحكمة.. ولا مصالحة إلا على أساس الحقيقة
*إرسلان التقى الأسد: سوريا تجاوزت المحنة وستعود أقوى مما كانت عليه
*أجراس الإنذار بدأت تدق بقوة/بان كي مون/الشرق الأوسط
*القوات: أنصار عون يتسلحون استعداداً لأعمال أمنية وكل حزب لم يعلن لبنان وطنه النهائي مشكوك في انتمائه
*ايلي ماروني: كلام الأسد ذكّرني بالصحاف
*النظام السوري يعود إلى "سيناريو العصابات الإرهابية ولكن في الداخل/فادي شامية/المستقبل
*عن أي ممانعة يتحدث نصرالله/مصطفى علوش/المستقبل
*لا لقانون حزب الله الانتخابي/علي حماده/النهار  
*سوريا زرعت ألغاماً على طول الحدود من القاع حتى عرسال 
*سكايز: حرق شركة "فيرست لينك" يأتي في سياق الترهيب المتعمد لوسائل الاعلام 
*العفو الدولية" تطالب الأحزاب المصرية بالإلتزام بإصلاحات في مجال حقوق الإنسان 
*صلاح حنين: بالتمويل أو عدمه.. المحكمة مستمرة
*سمير فرنجية: أمر مذلّ التعامل مع المسيحيين كأقلية
*لقاء سيدة الجبل أعلن بيانه الختامي: الكنيسة ساهمت في اتفاق الطائف وإطلاق ربيع لبنان
*البطريرك الراعي من بغداد: آن لهذا الشرق ألا يكون أرض دمار وحرب بل أرض محبة
*الراعي غادر مع بطريرك السريان الى العراق: زيارتنا للتضامن مع الشعب العراقي واخوتنا المسيحيين ولم نطالب مرة بثأر او عنف بل بالسلام والتضحية والعطاء
*يونان: نسعى لحياة لائقة للاجئين العراقيين لحين عودتهم
*البرزنجي: نحن شعب واحد لا نتجزأ ونؤيد حوار الحضارات
*كلام البطريرك الراعي في بغداد خفف الحزن عن كنيسة سيدة النجاة الثكلى
*القوّات تعلن عزمها رفع دعوى ضد "المنار" وموقع العونيين والمحامية الخنساء
*الربيع العربي: القضية ليست مسيحية/غسان حجار/النهار      
*المفتي علي الأمين: "حزب الله" و"حركة أمل" لا يمثلان كل الشيعة.. ولا مبرر لـ7 أيار جديد فالسراي معهم  
*لجنة الدفاع استمعت الى وزير الداخلية عن ملابسات خطف جوزف صادر وشبلي العيسمي والاخوة الجاسم
*المكتب السياسي الكتائبي: لإعادة النظر بمرسوم التجنيس
*تداعيات الوضع الاقليمي تستوجب تشاورا مستمرا لتحصين الداخل
*النائب محمد قباني وجه سؤالا الى الحكومة عن قطاع الكهرباء: لن نقبل بمخالفة قوانين سنها ويسنها المجلس النيابي
*اناشد رئيس الجمهورية التدخل وحماية الدستور من الانتهاكات
*هزيم: نرفض تحويل الطائفة الاورثوذكسية الى حزب سياسي ونجهل برنامج وطروحات المعارضة السورية ولم يتم اي اتصال معها
*أوكل لبري المهمة وأوكل لعون ضرورة بقاء حكومة ميقاتي تحسباً لتطورات "سيئة" في سورية/"حزب الله" يسعى لإحياء الحوار لتمرير "صيغة ما" لتمويل المحكمة
*الجيش اللبناني يؤكد تدخل وحداته لمعالجة أي خرق سوري
فارس سعيد لـ السياسة: اللبنانيون سيقفون سداً منيعاً أمام أي محاولة لإيقاع الفتنة بينهم/14 آذار: تهديد الأسد بإحراق المنطقة غير قابل للتنفيذ
*التلويح بالخيار العسكري جدي لكنه "خدعة" في الوقت نفسه/رسالة إسرائيلية خطرة إلى المجتمع الدولي: سنضرب إيران إذا لم تشدد العقوبات عليها
*موارنة لبنان والمهجر لا يثقون بالراعي وسيقفون منه على مسافة واسعة من الحذر/حميد غريافي/السياسة
*تهديدات النظام السوري والنهاية السوداء/داود البصري/السياسة
*العربي :الورقة تنص على وقف العنف فوراً وسحب الآليات من الشوارع وبدء الحوار في القاهرة
*اجتماع عربي استثنائي غداً للبحث في الرد السوري على المبادرة
*لوفيغارو: محادثات أميركية- إيرانية/انقسامات داخل "الحرس الثوري" حيال الأزمة السورية
*الغالبية أكدت أن الانتفاضة شعبية ولاترتبط بمؤامرة خارجية/تعاطف واسع للشعوب العربية مع الثورة السورية
*راسموسن زار ليبيا في اليوم الأخير من مهمة الأطلسي 
*كلينتون: قادة ليبيا الجدد لا يتمتعون بخبرة سياسية ويواجهون مهمة بالغة التعقيد
*المكتب الاعلامي لنقولا رد على وزير الداخلية: مستشاروه غير مطلعين على الدستور ونظام مجلس النواب وهما يعطيان النائب الحق بمراقبة جميع اجهزة الدولة
*أكرم شهيّب: وليد بك لم يخرج عن ثوابته ليعود اليها مجدداً والعلاقة مع حزب الله يجب ان تستمر وتمويل المحكمة اكثر من ضروري  
*بعد تحذير الأسد وتهديد نصرالله وقلق بان هل يعود لبنان ساحة لحروب الآخرين/اميل خوري/النهار
*تمرَّدَ الاتحاد .. فردّت الوصاية بتعيين وزيرها الأمين
*رفض العرب لللفّ والدوران والاحتيال يُسقط "الجنرال وقت/أسعد حيدر/المستقبل
*العيسمي للسفير السوري في واشنطن: ضيعتي تتسع لجثماني
*التغييرات في القيادة السعوديّة: إستعداد لمواجهة المدّ الإيراني/اسعد بشارة/الجمهورية
*بين العراق البعثي والعبثي/طارق الحميد/الشرق الأوسط
*أوساط ميقاتي تنفي تلويحه بالاستقالة ولهذه الأسباب يُصعّد عون ضد رئيس الحكومة/غاصب المختار/السفير
*جنبلاط لم يعد خائفاً من سوريا/نقولا ناصيف/الأخبار
*أبي نصر: المسيحيون يحتاجون إلى قائد روحي يعمل لتطبيق السينودس

تفاصيل النشرة

لا شيء في هذه الدنيا الفانية يستحق أن يفقد الإنسان من أجله ذاته وكرامته ونعمة المحبة
الياس بجاني/01/11/11: غالباً ما ننساق وننجر في حياتنا وراء مقتنيات ومواقع دنيوية هي بالنهاية ليست لنا لأننا لن نتمكن من أخذ أي منها يوم يفتكر الرب أرواحنا ويستردها. فكل ما على هذه الأرض باقٍ عليها إلا الإنسان الذي جبل من التراب وإلى التراب يعود مهما تجبر وتكبر وظلم. محظوظ الإنسان الذي يبقى واعياً لهذه الحقائق الثابتة دون غيبوبة الجهل والطمع وحرمان الغير مما هو له. الله انعم علينا بكل شيء لأنه أب محب وذلك لنتشارك به مع الآخرين وأوصانا أن نحب هؤلاء الآخرين لأننا جميعا أبناءه وهو يريدنا أن نعود إلى بيتنا السماوي بحريتنا بعد أن نثبت بأعمالنا وإيماننا أننا نستحقه عن جدارة. حتى نعود إلى منازلنا السماوية علينا التسلح بالمحبة وممارستها مع كل الناس، فالمحبة لا تعرف الحقد ولا الكراهية ولا الحروب ولا الطمع ولا الغيرة ولا الأذى ولا الكبرياء ولا الأنانية ولا الكفر ولا الجهود. المحبة تسامح وتغفر وتعطي وتساعد وتصبر. فلنتسلح بالمحبة ونتعامل بصدق وشفافية وإيمان مع كل إنسان قريباُ كان أو بعيداً كأخ لأننا جميعا أخوة وأخوات والله هو أب الجميع، ولنتذكر أن أبينا الله قدم ابنه الوحيد قرباناً من أجل أن يعتقنا من عبودية الخطيئة وهو يريدنا أحراراً وليس عبيداً فليتمجد اسم أبينا الرب في كل مكان وزمان. نعم لا شيء في هذه الدنيا الفانية يستحق أن نفقد من أجله ذاتنا وكرامتنا وإيماننا ومحبتنا لله وطاعتنا له، لأنه ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه

النائب خالد زهرمان: مجموعة مخصصة للإغتيالات دخلت إلى لبنان من سوريا 
جدد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان التأكيد أنَّ "هناك مجموعة مخصصة للإغتيالات دخلت من سوريا وانتشرت في شمال لبنان وبتغطية من قبل احد الاحزاب النافذة"، وأضاف: "علت صرختي بالامس في إجتماع لجنة  الدفاع الوطني، لأنَّ هذه المجموعة اما اتت لتنفذ اغتيالات معينة او لتغتال المعارضين السوريين وبالاخص ان المعلومات تشير إلى أنَّ هذه المجموعة مزودة بأسلحة كاتمة للصوت". وفي حديث لقناة "
lbc"، قال زهرمان: "لم يكن لدى وزير الداخلية (والبلديات مروان شربل) اي تعليق على هذا الموضوع، لأن ليس لديه معلومات"، وأضاف: "طالبنا القوى الامنية بمتابعة هذا الموضوع وهؤلاء الأشخاص". من جهة ثانية، أشار زهرمان إلى أنَّ "النمرة التي كانت تحملها السيارة التي قامت بخطف (المهندس في "الميدل إيست") كانت مزورة".(رصد NOW Lebanon)

شبه إجماع غربي على أنّ "النظام السوري قادر على أن يبعث رسائل قاسية والساحة اللبنانية تشكل له أسهل صندوق بريد"
العرب
يبحثون خياراتهم في ظل "مكابرة" الأسد.. والأوروبيون يرونه متجهًا نحو "التدمير الذاتي"

تدخل الأزمة السورية منعطفًا جديدًا ستتضح آفاقه بنتيجة اجتماع جامعة الدول العربية الأربعاء لاستعراض خلاصة اتصالات ومباحثات اللجنة العربية برئاسة قطر مع القيادة السورية وبحث الخيارات المتاحة عربيًا في ظل ما رشح من معلومات تفيد بتمنع الوفد السوري الرسمي إلى الدوحة عن الإجابة على المبادرة العربية لحل الأزمة في سوريا.. وفي هذا السياق أعادت مصادر عربية التأكيد على ما كانت قد أعلنته لموقع "
NOW Lebanon" عشية زيارة وفد جامعة الدول العربية دمشق من "تيقّن معظم الدول العربية بأنّ النظام السوري لن يتجاوب مع المبادرة العربية المقترحة لوقف دوامة العنف في سوريا، وأنه يتعامل مع هذه المبادرة بعقلية المراوغة والمناورة لكسب مزيد من الوقت على صعيد عملياته العسكرية والإمنية ضد المتظاهرين"، مشيرةً إلى أنّ "النظام في سوريا يبدو مصممًا على المضي قدمًا في خياره الأمني الدموي بوجه التحركات الشعبية المعارضة لإعادة بسط حكمه ونفوذه بالقوة على الشعب السوري، بينما الأحداث والتطورات العربية التي لم يتعظ النظام السوري من نتائجها، تؤكد بأنّ سياسة المكابرة والتعنت لم تنفع بعض حكام وأنظمة المنطقة في تجنب السقوط على أيدي شعوبهم الثائرة". وفي سياق متقاطع، رأت مصادر دبلوماسية أوروبية لموقع "NOW Lebanon" أنّ النظام السوري سائر نحو ما وصفته "التدمير الذاتي"، واضعةً في هذا الإطار "تصريحات الرئيس بشار الأسد الأخيرة وما تضمنته من تهديدات وتحذيرات بإشعال المنطقة"، ولفتت هذه المصادر إلى أنّ "تهديدات الأسد تمت قراءتها أوروبيًا على أنها تدل إلى ذعر متعاظم ينتاب النظام السوري وليست دليل قوة، حتى أنّ بعض المحللين الأوروبيين بلغوا حد اعتبارها مؤشرًا على دخول النظام في سوريا مرحلته الأخيرة وأنه يعيش حاليًا مخاض السقوط الذي لن يستغرق أكثر من بضعة أشهر"، معربة عن اعتقادها بأنّ "أرضية النظام السوري ستنهار أكثر فأكثر، سواءً على المستوى الإقتصادي والمالي أو على صعيد تزايد وتيرة الإنشقاقات في صفوف الجيش السوري، ضباطًا وجنودًا". إلا أنّ المصادر الأوروبية أكدت في الوقت نفسه أنّ "التشكيك بقدرة النظام السوري على إشعال حرب إقليمية يجرّ إليها عددًا من دول المنطقة، لا يعني الإستخفاف بقدرة هذا النظام على ممارسة بعض الأعمال التخريبية في المنطقة"، ولفتت إلى أنّ "أوّل ما يحضر من مخاوف على هذا الصعيد، تلك المتعلقة بالساحة اللبنانية نظرًا لما لحلفاء النظام السوري من سطوة وقدرات عسكرية وأمنية في لبنان"، معربةً في هذا المجال عن "مخاوف على الاستقرار اللبناني عمومًا وعلى أمن مقرّات البعثات الدولية والأممية وسلامة الوحدات الدولية العاملة في إطار قوات "يونيفل" جنوبيّ لبنان"، وفي السياق عينه أشارت المصادر إلى وجود "شبه إجماع في الأوساط الغربية على أنّ النظام السوري قادر على أن يبعث "رسائل قاسية" إلى المجتمع الدولي كلما ازداد الطوق العربي والدولي عليه، والساحة اللبنانية تشكل له أسهل "صندوق بريد" يستخدمه لهذا الغرض".

أردوغان: الأسد أصبح فاقداً للشرعية.. وضحايا النظام السوري "شهداء" 
وكالات/قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن النظام السوري يستخدم القوات المسلحة في قمع شعبه علي نطاق واسع، مشدداً علي أن أنقرة لن تسكت علي ذلك الأمر. واعتبر أردوغان، في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء، ضحايا الثورة السورية "شهداء"، مضيفاً أن الرئيس السوري بشار الأسد فاقداً للشرعية. وأكد ثقته في أن الشعب السوري سيحقق أهداف ثورته ازاء ما يحدث، مشيراً الي ان سوريا تمر بمرحلة سيئة للغاية. وأعرب عن أسفه تجاه الجهات التي تدعم هذا الظلم ، قائلاً أن "قتل شخص يعني قتل الانسانية جمعاء وللأسف فإن النظام السوري يقتل شعبه بالمئات والآلاف كل يوم". وأوضح أردوغان أن النظام الذي قتل المتظاهرين لا يستند الي ارادة الشعب بل يحاول استخدام قواته العسكرية لإسكات شعبه وليس لتحقيق أمنياته وطوحاته. واشار ان النظام السوري عمل مع النظام التركي لمدة 9 سنوات لكنه لم يقدر تلك الصداقة واطاح بها رغم النصائح التركية التي قدمت له، بل بالرغم من ذلك فإنه يواصل الظلم ضد شعبه في حماة وحمص ودير الزور ، مضيفا ان هذا الظلم ورثه عن أبيه. وأكد ان السلطات التركية لن تسكت علي ذلك تماما بل ستتخذ موقفا من تلك الأحداث ضد النظام السوري الحالي، مضيفا بأنه مؤمن تجاه الشعب السوري لأنه سوف يحقق أهداف ثورته ومقاومته المجيدة وسيعلو الحق وتتحقق الحريات.

المحكمة الدولية: أكثرمن 60 شخصا تقدموا بطلبات مشاركة كمتضررين في قضية عياش
نهارنت/أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تعميماً أن أكثر من 60 شخصاً تقدموا بطلبات مشاركة بصفة متضررين في الإجراءات المقامة أمام المحكمة في قضية سليم عياش وآخرين. وعياش هو أحد المتهمين الأربعة في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق حريري وهم، مصطفى بدرالدين وأسعد صبرا وحسين عنيسي. وحدّد قاضي الإجراءات التمهيدية تاريخ 8 أيلول كموعد نهائي لتقديم الطلبات وقد انتهت هذه المهلة أمس الاثنين. وينتمي مقدمو الطلبات إلى مختلف أطياف المجتمع اللبناني ومن بينهم أشخاص تعرضوا لشتى أنواع الأذى من جرّاء اعتداء 14 شباط 2005. وقد أجرت وحدة المتضررين المشاركين في الإجراءات التابعة للمحكمة مقابلات مع هؤلاء وغيرهم من المتضررين. وتضطلع هذه الوحدة بمهمة إعلام المتضررين بحقوقهم أمام المحكمة، ومساعدتهم في تقديم طلبات المشاركة عند الاقتضاء. وستُترجم طلبات المشاركة الآن وتُقدّم فيما بعد إلى قاضي الإجراءات التمهيدية الذي ينظر في كل طلب مشاركة على حدة، ويصدر قرارًا في هذا الشأن في الوقت المناسب. وقد تستغرق تلك العملية بضعة أشهر. ووفقًا لقرار قاضي الإجراءات التمهيدية، قد يُمنح المتضررون الذين لم يقدموا طلباتهم ضمن المهلة الزمنية المحددة، الحق في المشاركة في الإجراءات إذا بيّنوا أسبابًا وجيهةً تبرر إيداعهم طلباتهم بعد انقضاء تلك المهلة.

عماد الحوت: خطف مواطنين سوريين والتوغل في الأراضي اللبنانية مخالفان لشرعة حقوق الإنسان

دان نائب "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت عمليات خطف مواطنين سوريين على الأراضي اللبنانية، متهماً الحكومة بالتقصير لعدم قدرتها على حماية المواطنين والمقيمين على أراضيها.

الحوت وفي حديث لـ "إذاعة الفجر" اعتبر ألا قيمة للادعاء بأن الاتفاقيات والمواثيق بين لبنان وسوريا يتيح للجيش السوري التوغل في لبنان بحجة الحصانة الديبلوماسية، لافتاً إلى أن هذه الإجراءات مخالفة لشرعة ومواثيق حقوق الإنسان، داعياً الحكومة اللبنانية لإثبات سيادتها على أراضيها. وإذ لفت إلى مواقف بعض القوى الداعمة بالمطلق للنظام السوري التي توجد حالة من عدم التوازن والقلق، اعتبر الحوت أن الوضع الأمني سيبقى تحت السيطرة. وعن جلسة الغد في مجلس النواب، توقع الحوت أن تكون جلسة صاخبة بين النواب بمداخلات لمساءلة الحكومة حول ملف المخطوفين وتقصيرها في هذا الإطار، وبين نواب القوى الحليفة للنظام في سوريا التي ستنبري للرد، لافتاً إلى كون المجلس النيابي المكان الطبيعي لهكذا مساءلات. (إعلام الجماعة الإسلامية)

 

النائب سمير الجسر: أجوبة شربل عن صادر والسوريين المخطوفين لم تكن شافية

لفت رئيس لجنة الدفاع النيابية، عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر إلى أن "جلسة لجنة الدفاع النيابية كانت هادئة ومثمرة"، إلا أنه أشار إلى "أن الاجوبة التي قدمها وزير الداخلية (مروان شربل بشأن المخطوفين جوزف صادر والمعارض السوري شبلي العيسمي، والمواطنين السوريين من آل جاسم) لم تكن كافية وشافية في بعض الاوقات، وبالاخص أن معالي الوزير تذرع بأسباب ليست مقنعة". الجسر وفي تصريح لإذاعة "صوت لبنان ـ 100.5" شدد على أنه "ليس هناك من تناقض بين ما قدمه (المدير العام لقوى الامن الداخلي) اللواء (اشرف) ريفي ووزير الداخلية الذي قال إن ما ما ذكره اللواء ريفي هو انطلاقاً من تحقيقات بين يديه، وأن اللواء ريفي لم يأت بشيء من رأسه، ولم يستنتج".(رصد NOW Lebanon)

 

أهالي المسجونين يقطعون طريق المطار والمشرفية

أفادت إذاعة "صوت لبنان-100.5" أنّ عددًا من أهالي المحكومين والموقوفين في سجن رومية عمدوا قبل بعض الوقت إلى قطع طريق مطار رفيق الحريري الدولي بالإطارات المشتعلة، مطالبين بخفض مدة السنة السجنية إلى تسعة أشهر. وذكرت الإذاعة أن عدداً آخر من الأهالي توجه إلى طريق المشرفية ـ الشياح وقام بقطع الطريق بالإطارات المشتعلة. كما علمت الإذاعة أن الأهالي ينوون تنظيم تجمعات في عدد من المناطق اللبنانية منها زحلة والصياد على طريق دمشق الدولية.

 

اشكال في LAU بيروت بين "المستقبل" و"أمل"

نهارنت/وقع اشكال طالبي في الجامعة اللبنانية-الأميركية في بيروت بين طلاب من تيار "المستقبل" واخرون من "حركة أمل" في ذكرى ميلاد الرئيس السابق رفيق الحريري.

وأفاد تلميذ في الجامعة، في اتصال هاتفي مع موقعنا، أن "طلاب "حركة أمل" تهجموا على طلاب "المستقبل"، مستخدمين العبارات النابية، وبدأوا برمي الحجارة وحاويات القمامة عليهم، ما دفع بطلاب المستقبل الرد عليهم". وقال التلميذ، طالباً عدم الكشف عن هويته، أن مسؤول أمن الجامعة أصيب بجروح لدى محاولته تفريق الطلاب. وأضاف أن قوى من الجيش دخلت الى حرم الجامعة وتعمل على وقف الاشكال، في حين علقت الجامعة دروسها وامتحاناتها.

 

المستقبل" يستنكر ممارسات طلاب "8 آذار" غير الحضاريّة في الجامعة اللبنانية- الأميركية

إستنكر  قطاع الشباب في "تيار المستقبل" الممارسات غير الحضارية التي تتكرر من طلاب قوى "8 آذار" خلال كل نشاط يقيمه التيار في الجامعة اللبنانية ـ الاميركية، وذلك على خلفية الاعتداء الذي شنّه طلاب من "8 آذار" على طلاب التيار في الجامعة خلال احياء ذكرى ميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وفي هذا السياق، قال قطاع الشباب في بيان: "إثر إنتهاء هيئة قطاع الشباب في الجامعة اللبنانية – الأميركية (L.A.U)  - حرم بيروت من إحتفالها بذكرى ميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كانت دعت إليه كل المنظمات الشبابية، أصر طلاب قوى "8 آذار" على تعكير صفو المناسبة وتكرار ما اعتادوا عليه من "تشبيح" وممارسات غير حضارية". وأضاف البيان: "مع عودة المشاركين بالإحتفال إلى حرم الجامعة، فوجئوا بحشد من طلاب "8 آذار" يستقبلهم بإطلاق العبارات النابية بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري و"تيار المستقبل" والمراجع الدينية، ما أدى إلى هرج ومرج في محيط الجامعة، بفعل إنزعاج أهالي المنطقة من تصرف طلاب "8 آذار" الذين بادروا إلى رشق الطلاب خارج الحرم بالآلات الحادة". وإذ استنكر قطاع الشباب "هذه الممارسات غير الحضارية التي تتكرر في كل نشاط يقيمه التيار في الجامعة"، عوّل على "دور إدارة الجامعة في حماية حق كل الطلاب بالتعبير عن رأيهم بكل حرية وديموقراطية، ومعاقبة المتسبيين بالإشكال بعيداً عن أي تسويات أو تبويس لحى".(إعلام "المستقبل")

 

الرئيس الجميل من السراي: متمسكون بالمحكمة.. ولا مصالحة إلا على أساس الحقيقة

أشار رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل إلى أن تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان "مهمٌ جدًا لكن هناك أمرًا أبعد من ذلك يتعلق باقتناع الحكومة بضرورة إحقاق الحق في لبنان والتمسك بالعدالة". وقال: "ما يهمنا هو الإهتمام بالعدالة ككل لأن العدل أساس الملك، وإذا كنا حقيقةً نريد مصالحة ووحدة وطنية فلا يمكن إلا أن ننطلق من معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة في البلد، ولذلك نظرتنا الى المحكمة الدولية (الخاصة بلبنان) هي من هذا المنطلق الشامل، وألا نكتفي غدًا بموضوع التمويل ثم نعود ونستدرك الأمر بقضايا أخرى"، مشددًا على وجوب أن "يكون هناك اقتناع بأن هذه المحكمة مصلحة وطنية بالدرجة الأولى، قبل أي شيء أخر، وأنها مدخل أساسي لتحقيق الوحدة الوطنية، فلا مصالحة إلا على أساس الحقيقة، لذلك نحن متمسكون بمبدأ المحكمة الدولية، ونأمل أن يستمر دولة الرئيس (رئيس الحكومة نجيب ميقاتي) في كل هذا الجهد حتى تتحقق هذه المحكمة بكل معنى الكلمة وفي كل مراحلها وليس فقط في مرحلة التمويل".

الجميل، وخلال زيارته رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بعد ظهر اليوم في السرايا، حيث عرض معه للأوضاع في لبنان والمنطقة، قال: "هي زيارة طبيعية لدولة الرئيس، وخصوصًا في هذا الظرف الذي يمر به البلد"، وأضاف: "ومن منطلق موقعي الطبيعي في المعارضة وتمسكي بمبادىء 14 آذار، أحببت أن أتشاور مع دولة الرئيس حول مجموعة من الأمور، وقد شجعته بدءا على التمسك بالمحكمة الدولية"، معربًا عن تمنيه في أن "تتعاطى الدولة في الأمور العامة بشفافية أكثر، حيث تحصل الكثير من الأحداث في البلد، وهناك انتهاج لسياسة النعامة ووضع الرأس في الرمل لكي لا نرى ماذا يحصل، وهذ أمر غير طبيعي، فمن من حق الناس معرفة ما يحصل، وهناك الكثير من الأحداث التي تحصل والدولة غائبة عنها ولا تكشف الحقيقة والواقع، وهذا أمر لا يطمئن المواطن الذي يفترض أن يكون مطمئنا". وأردف: "صحيح أن هناك أمورًا صعبة التحقيق، لكن على الأقل يجب أن تكون هناك مصارحة حقيقية لجهة بعض الأحداث، فهناك عمليات خطف وتفجير، وهناك شؤون تتعلق بالإدارة، والمصارحة غائبة عن المواطن، ومن الضروري أن تحصل المكاشفة وأن تكون هناك شفافية في التعاطي".

وأضاف الجميل: "أطلعت دولة الرئيس (ميقاتي) على تحركاتي لاسيما زياراتي للقاهرة وأنقرة، فمن الضروري أن يواكب لبنان ما يحدث حوله في العالم العربي وأن يقوم بدوره، فدورنا ليس تصدير السلاح إطلاقًا أو تصدير المزيد من الأفكار العنفية، بل أن نصدر أهم شيء لدينا، وهي هذه الصيغة اللبنانية والحوار اللبناني والتعايش الطبيعي بين كل مكونات الشعب، ودورنا نحن اللبنانيين تصدير ثقافة الحوار وثقافة السلام والتواصل بين بعضنا البعض، وهذا ما نحاول تحقيقه في الاتصالات التي نجريها على الصعد العربية والإقليمية والدولية"، وتابع قائلاً: "علينا أن نحدد دور لبنان ونساهم في نشر ثقافة الحوار لاسيما في ظل هذا التحرك العربي حولنا، خصوصًا أننا نعرف أن بعض الدول ليس لديها إلى حدّ بعيد ثقافة الإنتخابات والديمقراطية". وأشار في هذا السياق إلى أن "دور لبنان العريق في هذه التجربة هو أن يستطيع إيصالها وأن تكون هذه التجربة اللبنانية الغطاء الطبيعي للتحرك العربي، وخصوصًا في ظل الكوارث التي نشهدها".

وفي السياق ذاته، أردف الجميل: "من هذا المنطلق كنت تكلمت مع الأمين العام لـ"جامعة الدول العربية" (نبيل العربي) وإقترحنا شرعة يتفق عليها عربيًا وتكون الإطار الطبيعي لإعادة الأنظمة على أثر هذه الثورات، سواء في اليمن أو في ليبيا وكل الدول المعنية، بحيث تتضمن هذه الشرعة القواسم المشتركة التي يجب أن تجمع كل هذه الثورات من أجل بناء أنظمة مستقرة من أجل السلام الداخلي والسلام في المنطقة". وختم بالقول: "هذا ما نعمل لأجله، إن كان خلال لقاءاتنا مع شيخ الأزهر (أحمد الطيب) أو الأمين العام للجامعة العربية أو وزير خارجية تركيا (أحمد داود أوغلو) وفي كل الإتصالات في الداخل ونحن مستمرون في هذا الإطار".(الوطنية للإعلام)

 

إرسلان التقى الأسد: سوريا تجاوزت المحنة وستعود أقوى مما كانت عليه

نهارنت/ أعلن رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" أن سوريا تجاوزت المحنة وستعود أقوى مما كانت عليه" شاكرا "أهلنا الموحدين الدروز في جبل العرب الذين عبروا بمسيرتهم في السويداء عن التأييد للقيادة السورية". وشدد ارسلان بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد أن سوريا تتعرض لمؤامرة "كونها تمثل خط الدفاع القومي العربي الاول في مواجهة المخططات الصهيونية المدعومة من الغرب وبعض الدول الإقليمية". وتشهد سوريا احتجاجات غير مسبوقة ضد النظام منذ 15 آذار الماضي وأقع قمع المتظاهرين من حينها 3000 قتيل حسب الأمم المتحدة فيما تقول السلطات أنها تقاتل "مجموعات إرهابية" تقتل الناس والأمن معا. وعبر إرسلان عن استنكاره "الشديد للمواقف التي يتخذها البعض في لبنان والمنطقة والتي تعبر عن حقيقة الإرتهان للمخططات المشبوهة وتؤكد على صوابية موقفنا وقراءتنا للتطورات". وأضاف "سوريا التي أعطت العالم على مر العصور دروسا في الحضارة والقومية العربية الأصيلة، قد تجاوزت المحنة وستعود أقوى مما كانت عليه، وهي لا تحتاج الى دروس او خرائط طريق من أحد". وتوجه بشكر خاص "لأهلنا الموحدين الدروز في جبل العرب الذين عبروا بمسيرتهم في السويداء عن التأييد للقيادة السورية وعلى رأسها الرئيس الأسد وبرنامجه الإصلاحي أصدق التعبير عن حقيقة موقفنا كطائفة معروف عنها تاريخيا انها من حماة الثغور كجزء لا يتجزأ من المشروع القومي العربي المتمسك بجذوره وأصالته".

 

أجراس الإنذار بدأت تدق بقوة!

بان كي مون/الشرق الأوسط

بعدما تعدى عدد سكان العالم سبعة مليارات نسمة، بدأت أجراس الإنذار تدق وبقوة، ولا سيما في ضوء الاحتجاجات العامة التي تعد في واقع الأمر هي التعبير الشعبي عن حقيقة واضحة وضوح الشمس، وهي أن حالة عدم اليقين الاقتصادية وتقلبات الأسواق وعدم المساواة قد وصلت إلى نقطة الأزمة.

في الواقع، يعيش الكثير من الناس في خوف شديد وينتابهم الإحباط نتيجة الشك والغضب من تضاؤل فرصهم في الحياة. ويتساءل الناس في كل مكان، حول طاولات المطبخ وفي الساحات العامة: من الذي سيتولى عائلتي ومجتمعي؟ إن التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومات في هذه الأوقات الصعبة لا يتمثل في نقص الموارد، ولكنه يتمثل في انعدام الثقة، حيث يفقد الناس ثقتهم في قيام القيادات والمؤسسات العامة بما يتعين عليها القيام به.

وستجتمع مجموعة الـ20 في مدينة كان الفرنسية على خلفية هذه المشكلة. وفي الواقع، يملك زعماء أكبر اقتصادات العالم فرصة تاريخية - ومسؤولية تاريخية في الوقت نفسه - للحد من نقص الثقة، ولكي يتم القيام بذلك، يجب عليهم أن يتحدوا. وفي ظل تلك الأزمة، يجب عليهم توضيح الهدف وتقديم حلول جريئة، حيث إن زمن المساومة على خطوات تدريجية قد ولّى منذ أمد بعيد. وخلال قمة 2009 في لندن، اتسم قادة المجموعة بالشجاعة والإبداع لتحقيق الاستقرار في النظام المالي العالمي، ولذا فإننا بحاجة إلى قيادة طموحة اليوم.

إننا ندرك جميعا أن الميزانيات تتمدد بشكل ضئيل للغاية وأصبح التقشف المالي هو الشيء السائد في جزء كبير من العالم. وستكون الأولوية القصوى لاجتماع المجموعة في مدينة كان هي دعم القرارات التي تم اتخاذها في بروكسل حول الأزمة في منطقة اليورو. ومن الواضح حتى الآن أن أي استجابة فعالة لهذه التحديات المتعددة يجب أن تكون استجابة عالمية.

ويجب أن يقترن ذلك بخطة اجتماعية طموحة طويلة الأجل. في الواقع، لا يمكننا إهمال الفئات الأكثر عرضة للخطر - الفقراء والنساء والشباب. إن هذه الفئات الأقل مسؤولية هي التي تدفع الثمن الأكبر. إن مطالبتهم بالانتظار حتى يتم حل المشاكل الأخرى لا يؤدي فقط إلى نتائج عكسية ولكنه شيء غير أخلافي في الأساس. ويجب أن يتفق الزعماء في «كان» على خطة عمل ملموسة لتحقيق الرفاهية لجميع الدول والشعوب، وليس للأغنياء والأقوياء فحسب.

بالنسبة للفقراء: أقر القادة في قمة مجموعة الـ20 العام الماضي في سيول بواقع أساسي، وهو أنه لا يمكن أن يكون هناك نمو مستدام بدون تنمية، وأن الاقتصادات الناشئة هي المحرك الأساسي للمستقبل. ويجب على قادة المجموعة في «كان» إظهار الدعم القوي لجدول الأعمال الذي يتحيز للفقراء ويؤيد النمو والذي يتجسد في الأهداف الإنمائية للألفية. إننا نعلم تماما ما يتعين علينا القيام به، حيث ينبغي علينا مواصلة الاستثمار في السياسات والبرامج التي تحقق المكاسب الضخمة - في مجال صحة النساء والأطفال والغذاء والزراعة والمساواة بين الجنسين، على سبيل المثال لا الحصر.

بالنسبة للنساء والشباب: نزل الشباب في جميع أنحاء العالم إلى الشوارع ليطالبوا بحقوقهم وبمنحهم صوتا أقوى في الحياة الاقتصادية والسياسية. ويكفي أن نعلم أن النساء والشباب يشكلون أكثر من ثلثي سكان العالم، ولذا فإنهم هم الاقتصاد الناشئ في عالم الغد بكل ما تحمل الكلمة من معنى. ينبغي علينا أن نستمع إليهم وأن نقوم بكل ما بوسعنا لتلبية احتياجاتهم وخلق الفرص، بدءا من الرعاية الصحية للأمهات وحتى الوظائف.

وبالنسبة لكوكب الأرض ككل: فكما أنه لا يمكن أن يكون هناك أي نمو مستدام بدون تنمية، لا يمكن أن تكون هناك تنمية مستدامة بدون حماية الكوكب. تعتمد صحتنا الجماعية والثروة والرفاهية على كيفية الاعتناء بـ«رأس المال الطبيعي» للأرض الذي يتمثل في الهواء والأنهار والمحيطات والتربة والغابات والتنوع الكامل من النباتات والحيوانات.

وفي شهر يونيو (حزيران) المقبل، وبعد 20 عاما من مؤتمر قمة الأرض الأصلي في مدينة ريو دي جانيرو، سوف تستضيف الأمم المتحدة مؤتمرا كبيرا حول التنمية المستدامة. إن مؤتمر قمة الأرض في «ريو +20» يمثل فرصة لتحديد مسار واضح نحو مستقبل أفضل - مستقبل من الحلول المتكاملة لمشاكل مترابطة. ويعني هذا اتخاذ مبادرات جديدة في مجال الأمن الغذائي والمياه، كما يعني التقدم بشأن تغير المناخ والطاقة المتجددة، بما في ذلك وسائل مبتكرة للتمويل.

وقبل كل شيء، يعني هذا البحث وراء الأفق والتفكير الاستراتيجي في الوضع الذي يجب أن نكون عليه بعد عقد من الآن. وقبل ثلاث سنوات في العاصمة البريطانية لندن، ناقش القادة كيفية «تحفيز» النمو العالمي على المدى القصير، ولكن في «كان» فإننا بحاجة إلى التركيز على تعزيز الاستثمار طويل الأجل - اتخاذ القرارات الصحيحة اليوم حتى نتمكن من تشكيل العالم في المستقبل.

وعلى المدى الجغرافي الكبير لأعضائها، يتعين على مجموعة الـ20 أن تعالج أزمة عدم المساواة التي تتزايد بشكل كبير، وإذا ما فشلنا في القيام بذلك، فإن المستقبل سوف يأتي إلينا حاملا معه الانتقام. إن الاغتراب الاجتماعي وعدم الاستقرار سوف يعملان على تقويض آفاق السلام والأمن والرخاء للجميع.

وبالنسبة لقادة المجموعة في «كان»: فإن هذه القمة ستكون بمثابة اختبار، لأن العالم يراقب ما يحدث عن كثب ولأن القرارات المتخذة سوف تؤثر على جميع البلدان والأشخاص، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وستحدث كارثة إذا ما فشلت تلك القمة في التوصل إلى أهدافها.

في الواقع، يمكننا من خلال الحكمة والتبصر أن نستغل هذه اللحظة في إرساء الأسس لازدهار صحي واقتصادي شامل للجميع. ومن خلال العمل معا، والآن، يمكننا التراجع عن حافة الهاوية، وأن نساعد الأجيال المقبلة. دعونا نتفق على أنه لا يمكن تأجيل هذه الخيارات الصعبة.

* الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

"القوات": أنصار عون يتسلحون استعداداً لأعمال أمنية وكل حزب لم يعلن لبنان وطنه النهائي مشكوك في انتمائه"

المستقبل/كشف نواب كتلة "القوات اللبنانية" ان أنصار رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "يتسلحون ويتدربون حديثا استعدادا لأعمال أمنية"، معتبرين أن "حزب الله" لن يستغني عن تحالفه مع عون "لأنه لن يكون لديه أفضل من هذا البوق للترويج لسياساته وطموحاته". ورأوا أن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "في الموقع الوطني الصلب والصحيح"، مشددين على أن "لا حوار إلا لبحث سلاح "حزب الله"، وكل حزب لم يعلن أن لبنان هو وطنه النهائي هو حزب مشكوك في إنتمائه الى هذا الوطن".

زهرا

أكد عضو الكتلة النائب أنطوان زهرا أنه "ليس من حق النائب ميشال عون اتهام الآخرين بما يقوم به على صعيد الفتنة"، كاشفاً أن "أنصار عون يتسلحون ويتدربون حديثاً استعداداً لأعمال أمنية".

وقال في حديث الى تلفزيون "القوات اللبنانية" LFTV أمس: "الزواج بين التيار العوني و"حزب الله"، على الرغم من أن أحد أطرافه مارونياً، إلا انه ليس زواجاً مارونياً، وبالتالي المؤشرات السياسية المقبلة لا توحي بأن "الجنرال العنيد" يمكن أن يستمر طويلاً في تحالفه مع "حزب الله"، لكن من المؤكد أنه سيكون الخاسر الأكبر". ورأى أن "حزب الله" لن يستغني عن تحالفه مع عون "لأنه لن يكون لديه أفضل من هذا البوق للترويج لسياساته وطموحاته"، مشيراً الى أن "حزب الله" لديه "البدائل والنفس الطويل والمشروع الاستراتيجي الذي سيجعله ينكفئ عن المواجهة في المرحلة الحالية وسيتعاطى بمرونة مع التطورات وما سيحصل في الشرق الأوسط، وينتظر ظرفاً أفضل كما إيران، لأنه صاحب مشروع استراتيجي يستطيع الانتظار، أما عون فهو صاحب مشروع آني سلطوي لا يستطيع الانتظار، وهذا ما يجعله الأكثر حدة في التعبير عن طموحات "حزب الله" ومشاريعه الآنية".

ولفت الى أن النائب جنبلاط أعلن في الجمعية العمومية للحزب "التقدمي الاشتراكي"، مبادئ أساسية "وهو يحافظ على موقع وسطي ما على صعيد الداخل اللبناني والعلاقات العربية، ولكن مع التأكيد أن ما كُتب قد كُتب وأن الثورات العربية ذاهبة الى إنتاج الحرية والديموقراطية وأن في لبنان، مع حفاظه على شعرة معاوية مع "حزب الله" وتسميته بسلاح المقاومة الذي هو حاجة دفاعية، عاد وأكد ضرورة وضع استراتيجية دفاعية تستوعب هذا السلاح وأكد ضرورة استمرار عمل المحكمة وتحقيق العدالة، وبالتالي فإن جنبلاط قال الكلام الذي تؤمن به قوى 14 آذار مع إعادة تأكيده ان ثورة الأرز هي من الصفحات المضيئة في تاريخ لبنان الحديث والتي شارك فيها، وبالتالي، فإن جنبلاط هو في الموقع الوطني الصلب والصحيح والذي آمل أن يتجه إليه كل اللبنانيين".

وشدد على "المعارضة الايجابية والبناءة"، معتبراً أن مقولة أن المعارضة دائماً رابحة والموالاة تتآكل هي "مقولة صحيحة".

حبيب

انتقد عضو الكتلة النائب فريد حبيب المواقف التي أطلقها عون من الكورة، لا سيما لجهة الدعوة الى التغيير في انتخابات العام 2013، سائلاً إياه: "ماذا حققت أنت وصهرك سوى السرقة والاحتيال الى درجة أنهما باتا يستطيعان شراء لبنان؟".

ورأى في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، أن حديث عون "مخجل"، لافتاً الى أن المشاركين في الاحتفال الذي أقيم في بلدة كفرحزير "من الفريق نفسه وليسوا من أبناء الكورة بل أتوا من جبيل وعكار وزغرتا، وعلى الرغم من كل ذلك لم يتجاوز الحضور الـ1500 شخص".

ورفض تحميل زيارة عون لبطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم، أي معنى، قائلاً: "أبواب البطريرك مفتوحة لكل الناس". واعتبر أن "كل الناس باتوا يعرفون عون، "وليس محرزاً" التعليق على كلامه".

وأكد "الاستعداد لإجراء الانتخابات غداً، وخصوصاً في الكورة، وسنسقط رأس كل من يحاول النيل من لبنان". وعن المساعي للعودة الى طاولة الحوار، تساءل "علامَ سنتحاور"، مشدداً على "أننا لن نعود الى الحوار إلا لبحث سلاح "حزب الله"، وهذا شرطنا الاساسي".

معلوف

استغرب عضو الكتلة النائب جوزف معلوف "الدفاع المستميت من رئيس حزب لبناني (الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله) عن النظام السوري والرئيس السوري بشار الأسد".

وقال خلال تمثيله رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في افتتاح قسم لـ"القوات اللبنانية" في حوش الزراعنة في زحلة أمس: "ان كل حزب موجود على الأرض اللبنانية، ما لم يعلن أن لبنان هو وطنه النهائي وأن الكيان اللبناني هو الكيان النهائي، هو حزب مشكوك في انتمائه الى هذا الوطن". وأكد أن "جميع مكونات 14 آذار أعلنت منذ زمن بعيد نهائية هذا الوطن ولبنان أولاً وأخيراً".

ورأى أن "الحكومة الحالية باطلة لأنها قامت في الأصل على باطل"، مشدداً على أنها "حكومة مصالح، وعندما تتضارب المصالح تتوقف القرارات والتعيينات والترقيات ولا يمكن ضبط الوضع الأمني، وخير دليل على ذلك التصاريح المتناقضة لوزير الداخلية (مروان شربل) عن عودة الاغتيالات السياسية إلى الساحة اللبنانية".

وعن شبكة الاتصالات التابعة لـ"حزب الله" والتي مدّها في زحلة باتجاه ترشيش، قال: "إن رئيس بلدية زحلة الحالي (جوزف دياب المعلوف) هو الذي وقّع قرار تمديد الشبكة في النطاق العقاري للمدينة".

وأوضح أن كتلة "نواب زحلة" تمد يدها للجميع "شرط أن يكونوا صادقين وأن تكون نهائية قرارهم هي هذا الوطن"، لافتاً الى أن "عملنا في الأحزاب ومن يعمل بكل ضمير في هذه الأحزاب ومعها، عليه أن يساهم في بناء هذا الوطن، سواء في العمل التشريعي أو في مساندة السلطة التنفيذية

 

ايلي ماروني: كلام الأسد ذكّرني بالصحاف

المستقبل/ رأى عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني، ان "رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط هو نفسه وليد جنبلاط المتمايز دائماً والذي يشكّل بوصلة رئيسية في الحياة السياسية اللبنانية"، ولفت الى ان هذا "التمايز يجعله في موقع الوسط القادر على لعب دوره"، مؤكداً ان "مواقفه شكّلت مفاجأة لقوى الثامن من آذار".

واعتبر في حديث لـ "المركزية" أمس، ان "النائب جنبلاط بدأ بالانعطافة في مواقفه منذ فترة ليست بقصيرة، إذ تمايز عن الجو العام لمواقف الحكومة لتبدو قريبة في بعض المحطات من مواقف قوى 14 آذار". واشار الى ان "لا أحد يلزمه البقاء في الحكومة إلا إذا كانت هناك التزامات تفرض البقاء، لكنه اعلن تمسكه بضرورة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، معلنا "اننا ننتظر ما إذا كان موقفه سيرفض في الحكومة عند طرحه، بالاضافة الى موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي". وفي ملف تمويل المحكمة، رأى أنهم "يحاولون تأجيل البتّ بهذا الموضوع لإطالة عمر الحكومة ومصداقيتهم بالالتزامات، لانه سبق للرئيس ميقاتي ان اعلن التزامه بالتمويل في المحافل الدولية والعربية". وعلّق على تهديد الرئيس السوري بشار الاسد بحصول زلزال في المنطقة في حال التدخل الاجنبي في الازمة السورية، فقال: "لقد ذكّرني بكلام العقيد معمر القذافي قبل سقوط ليبيا، كما ذكرني بمواقف الصحّاف في بغداد، لذلك على الرئيس الاسد أن يبدأ بالإصلاح، فهذا التهديد دليل الى ان النظام السوري مأزوم وقلق جداً".

 

النظام السوري يعود إلى "سيناريو العصابات الإرهابية" .. ولكن في الداخل

فادي شامية/المستقبل

بعد احتلال العراق في العام 2003 خاف النظام السوري على نفسه، ولم يجد من وسيلة لدرء الخطر إلا باعتماد "سيناريو العصابات الإرهابية". و"العصابات الإرهابية" في مفهوم هذا النظام هي جماعات إسلامية سنية، راغبة بممارسة الجهاد، من دون أن تكون بالضرورة جماعات غالية أو تكفيرية.

استفاد النظام السوري من كون هذه الجماعات مقموعة لديه، وتوجد أعداد كبيرة منها في السجون، فعرض على هؤلاء إمكانية الإفراج عنهم مقابل التوجه إلى العراق لقتال القوات الأميركية، وهو خيار لا يمكن لهذه الجماعات رفضه، لأنها تريد الجهاد أصلاً، ولأن البقاء في سجون نظام الأسد أشد من الموت نفسه.

ووفق السيناريو إياه؛ فإن النظام يستفيد من جهتي القاتل والمقتول؛ فهو يتخلص من الجماعات الإسلامية من جهة، ويضرب خصومه من جهة أخرى، وعند الضرورة فإنه يقمع هذه الجماعات ويمنعها من التوجه إلى العراق فينال "الأمان" من الولايات المتحدة الأميركية... وهذا ما حصل بالفعل.

ولأن النتائج كانت جيدة، فقد نقل النظام السوري السيناريو نفسه إلى لبنان، حيث كان يغض الطرف عن الجماعات الإسلامية السنية الراغبة بممارسة "الجهاد" أسوة بـ"حزب الله"، قبل أن يطبق عليها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، ويقدمها قرابين في معرض تقربه من الغرب وبهدف إطالة أمد وصايته على لبنان، على أساس أنه يواجه التطرف الإسلامي.

والواقع أن هذا السيناريو طُبق في لبنان قبل العراق (أحداث الضنية عام 2000 على سبيل المثال لا الحصر)، ولكن بعد العام 2003 استخدم النظام السوري هذا السيناريو لمواجهة التوجه الاستقلالي اللبناني، لا سيما الشق السني منه، ممثلاً بالرئيس رفيق الحريري (تبني مجموعة إسلامية قصف تلفزيون "المستقبل" في حزيران 2003 على سبيل المثال لا الحصر)، الأمر الذي تطور إلى الحد الأقصى مع اغتيال الرئيس الحريري في شباط من العام 2005 وتبني مجموعة إسلامية مجهولة العملية (نطق باسمها شاب مخطوف يدعى أحمد أبو عدس) على نحو كاذب، بإقرار من الجميع راهناً. كان السيناريو المرسوم يقضي بتحميل جماعات إسلامية سنية اغتيال الزعيم اللبناني السني الأبرز.

في العام 2007، وبهدف تقليم أظافر تيار "المستقبل" في بيئته "السنية"، صدّر النظام السوري مجموعة جديدة من الإسلاميين المعتقلين لديه، ولكن هذه المرة إلى لبنان بدلاً من العراق. أراد النظام السوري بتصديره التنظيم الذي عُرف لاحقاً باسم "فتح- الإسلام" أن يُتعب تيار "المستقبل" في مناطق نفوذه، وأن يحرجه أمام حلفائه المسيحيين إذا ما تساهل مع المجموعات الإسلامية، وأن يُتعب الجيش اللبناني نفسه إذا ما قرر المواجهة، فيما تكفل حلفاؤه في لبنان بالحملة الإعلامية على أساس أن "المستقبل" موّل وسلّح هذه الجماعات للوقوف في وجه "حزب الله"، ثم "انقلب السحر على الساحر"!

في مذكرة سرية صادرة عن السفارة الأميركية في دمشق، تحمل الرقم 15810، نشرها موقع و"يكيليكس"، ونقلتها عنه تباعاً صحيفتا "الجمهورية" و"المستقبل" في وقت سابق من هذا العام، كشفت ناشطة سوريّة في مجال حقوق الإنسان أنّ "أعمال الشغب التي حصلت في سجن صيدنايا بين تموز وكانون الأول 2008 وكانون الثاني 2009 كانت من تنظيم جماعات إسلامية متشددة، ممن تم إرسالهم إلى العراق في العام 2003 للقتال هناك". وجاء في اجتماع ضم مسؤولين من السفارة الأميركية في دمشق والناشطة الحقوقية أن الأخيرة ذكرت أنّها سجّلت خلال الأشهر الأربعة الأخيرة مقابلات مع ثلاثة عسكريين وحارس سجن وسجين سابق في صيدنايا، وبحسب الذين حاورتهم الناشطة، "قدّمت الحكومة السورية فرصة إلى السجناء في صيدنايا للحصول على تدريبات عسكرية في سوريا، ومن ثم السفر إلى العراق لمحاربة قوات التحالف، كاشفة أن بين الذين عادوا من العراق، بقي الكثير منهم أحراراً وعلى علاقة بالنظام، وتم إرسال آخرين إلى لبنان، بينما تم القبض على مجموعة ثالثة (من الإسلاميين) وزجّ أعضائها في سجن صيدنايا مجدداً". وتعود أهمية الوثيقة في أنها تظهر كيفية استغلال النظام السوري الإسلاميين، سواء بإرسالهم إلى العراق أو لبنان، وكيف أنه صدّر "سيناريو العصابات الإرهابية" على الدوام إلى جيرانه ليقبض الثمن لصالح نظامه في سوريا.

غداة اندلاع الثورة السورية- التي لم يتوقعها بشار الأسد- عاد النظام السوري، وفق نظرية معروفة في العلم الجنائي، إلى الأسلوب نفسه، ولكن هذه المرة استعمل "سيناريو العصابات الإهاربية" في الداخل السوري، حيث ارتكبت أجهزة الأمن السورية الفظائع بحق المدنيين، ونسبت ذلك إلى جماعات أصولية متطرفة، بل أجبرت ذوي الضحايا على توقيع إقرار بهذا المعنى رغماً عنهم، تحت طائلة عدم تسليم معتقليهم أو جثث ذويهم، أو حتى تحت التعذيب والتهديد بالاعتقال أو الموت.

وتُنبئ مجريات الأحداث في سوريا اليوم أن النظام السوري ما يزال يتمسك بأسلوبه المعهود، لكن من سوء حظه هذه المرة أن العالم ما عاد قابلاً للخداع بهذا السيناريو، بعد التجارب السابقة في العراق ولبنان وسواهما، وبعد التضحيات المذهلة التي قدمها الشعب السوري، لا ليكشف خداع نظامه فحسب، بل ليُسقط شرعيته... وإلى الأبد. اللافت، على الصعيد اللبناني، أن استعمال النظام السوري سيناريو الجماعات الإرهابية داخل سوريا، خلافاً للسابق، أدى إلى إرباك غير مسبوق لدى حلفائه اللبنانيين، إذ ليس قليلاً أبداً أن يضطر حزب يربط اسمه بالذات الإلهية، وهو أصولي ومسلح حتى العظم، إلى تخويف العالم والمسيحيين على وجه الخصوص من "البديل الإسلامي" للنظام السوري!، حتى لكأنك تخال نفسك تستمع إلى حزب يميني في فترة الحرب الأهلية اللبنانية لا إلى "حزب الله"! كما ليس بالقليل أبداً أن يضطر حلفاء هذا الحزب، من رتبة وئام وهاب فما فوق، إلى مهاجمة "الأخوان المسلمين"، بدعوى أنهم عملاء المخابرات الأميركية الجدد، في الوقت الذي يجد فيه "حزب الله" وهؤلاء الحلفاء أنفسهم مضطرين، بفعل صعود "الأخوان"، إلى الإشادة بـ"حماس" ("أخوان" فلسطين) وبـ"الأخوان المسلمين" في مصر، وبحزب "النهضة" في تونس... ما يرسم مشهداً بالغ التناقض، ويعبر عن حالة الضياع التي يعيشها حلفاء سوريا راهناً في لبنان... ولعله يكفي هؤلاء اليوم أنهم يشهدون ويبررون تلغيم النظام السوري الحدود مع لبنان، وكأنه في جوار عدو، في الوقت الذي كانوا يعيبون على قوى 14 آذار مطالبتها بمجرد ترسيم الحدود، على أساس أن هذه المطالبة تنم عن عداء تجاه سوريا

 

عن أي ممانعة يتحدث نصرالله؟

مصطفى علوش/المستقبل

"كفانا نفاقاً فما نفعه كل هذا العناق فنحن انتهينا وكل الحكايا التي قد حكينا نفاق نفاق" نزار قباني

 عريضة موثقة في سجلات وزارة الخارجية الفرنسية تحت رقم 3547 بتاريخ 15/6/1936 موجهة الى "ليون بلوم" رئيس الحكومة الفرنسية: "إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم، ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من الداخل. إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم إرسال المواد الغذائية لإخوانهم اليهود الطيبين الذين لجأوا الى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونشروا على أرض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئاً بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة على الرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا. إننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري ورغبته في تحقيق استقلاله، ولكن سوريا لا تزال بعيدة عن هذا الهدف الشريف خاضعة لروح الإقطاعية الدينية للمسلمين. ونحن الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على هذه المذكرة نستعرض حكومة فرنسا ضماناً لحريته واستقلاله، ويضع بين يديها مصيره ومستقبله وهو واثق أنه لا بد أن يجد لديهم سنداً قوياً لشعب علوي صديق قدم لفرنسا خدمات عظيمة".

لقد قمت بعرض هذه الوثيقة المعروفة والمنسوبة الى بعض الوجهاء العلويين في سوريا، ويقال أن والد حافظ الأسد كان من ضمنهم، ليس للإمعان في الاتهامات ذات الخلفية المذهبية، ولكن للتأكيد على أن تماهياً ما كان قد خطر ببال بعض من وجوه الأقليات الدينية في المنطقة مع المشروع الصهيوني، وقد يكون أيضاً لهذا الفكر مسوغاته التاريخية، فلم يكن العالم في الشرق وفي الغرب واحة لتعدد الأفكار والمعتقدات، ولطالما تعرضت الكثير من الشعوب لتجارب مريرة على خلفية هذا النوع من الصراعات. ولكن تفكيراً كهذا لدى نخب في مجتمع معين، لا بد أن يكون ترك آثاره في وعي الكثيرين من أبناء هذا المجتمع، وتعابير السخرية من قضية فلسطين تتردد في ستينات القرن العشرين في كثير من البيوت والعائلات التي كانت أو أصبحت لاحقاً في موقع القرار في نظام حزب البعث أولاً ومن ثم في نظام عائلة الأسد.

كل هذه المقدمة الطويلة أتت لتقول بأن وصف نظام "بالممانع" أو "المقاوم" أو غيره من الصفات الديماغوجية، يجب أن يستند الى وقائع تاريخية، أو بطولات معينة أو إنجازات على المستوى العسكري أو حتى الديبلوماسي أو السياسي.

وإذا عدنا الى تاريخ النظام البعثي السوري الذي انطلق سنة 1963، نرى أن هذا النظام انشغل في بدايته بالتذابح الداخلي الذي أدى الى تطيير النخب العسكرية من الجيش العربي السوري مما ساهم في انكشاف سوريا عسكرياً وأدى بالتالي الى هزيمة حزيران 1967. وهنا أذكر قول أحد أركان هذا النظام بعد احتلال الجولان حين صرح بأن سوريا انتصرت لأن إسرائيل لم تتمكن من القضاء على النظام!

وأنا لا أريد أن أدخل في نظرية المؤامرة وخيالاتها في الحديث على أن زمرة من القيادات سلمت الجولان الى العدو، فعقلي لا يقبل حتى هذا الاحتمال، ولكن المنطق كان يقول أن على هذه القيادة التي حصلت الهزيمة على عهدها أن تستقيل لفشلها في حماية سوريا من العدوان. ولكن بدلاً من ذلك فقد استمر أركان هذا النظام في صراعهم الداخلي الذي أدى الى تدهور أوضاع سوريا على مختلف المستويات. كان هذا الى أن حصلت "الحركة التصحيحية" التي أدخلت سوريا في عهد عائلة الأسد سنة 1970.

ومن المقولات المضحكة التي يسوقها نظام الأسد هي أن هذا النظام أمن استقرار سوريا السياسي والاقتصادي من خلال ديمومة الحكم. ولكن لو راجعنا الأحداث التي مرت على سوريا في سبعينات وثمانينات القرن العشرين لكان من الواضح أنه كانت بعيدة كل البعد عن الاستقرار على الرغم من سياسة القمع الدموي التي مارسها النظام للمحافظة على وجوده، منذ إعلان الدستور الجديد سنة 1973، الى قمع الاخوان المسلمين والمجازر الملحقة بهذا الملف في تدمر وحماه وحلب ودمشق وجسر الشغور، الى قمع مشاريع الانقلابات ومن ضمنها ما دبره الأخ اللدود رفعت الأسد. كل هذا ساهم في إضعاف سوريا على مختلف المستويات التي بقي رئيسها يقاوم ويمانع على المنابر كلما دعت الحاجة الى خطاب طنّان رنّان في أدبيات العروبة والوحدة والحرية والاشتراكية.

ولكن على الجبهة، وبعد فترة قصيرة من حرب الاستنزاف، فقد تحول الجولان المحتل ليصبح أكثر المواقع سلاماً في عالمنا المضطرب بعد هدية العدو للنظام الذي انسحب من مدينة القنيطرة الساقطة عسكرياً بحكم الواقع الجغرافي، ولكن أعطى لنظام الأسد الفرصة للاحتفال، في وقت أفرج عن عدد من العملاء الإسرائيليين المعتقلين في سوريا بقرار جمهوري لم يعرف إلا لاحقاً.

لقد دخل بعدها هذا النظام في حوار ملتبس مع الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي إسرائيل، من خلال وزير الخارجية الأميركي "هنري كيسنجر" الذي أرسى لتفاهمات قد تكون البديل السوري لاتفاقات "كمب ديفيد". وقد غطى هذا التفاهم السوري الأميركي الإسرائيلي الاحتلال الطويل للبنان تحت ستار قوات الردع العربية. وأعاد هذا الاتفاق تجديد نفسه بعد مشاركة النظام في حرب "عاصفة الصحراء" الى جانب القوات الأميركية بعد احتلال الكويت.

وللحديث عن بطولات هذا النظام فنحن نذكر كيف انسحبت قواته سريعاً أمام الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982، وكيف تساقطت الطائرات في البقاع. ولكن هذا النظام فعل ما هو بارع به وهو إتمام ما بدأه العدو الإسرائيلي في الجنوب وبيروت بضرب منظمة التحرير الفلسطينية من خلال الإجهاز على المقاومة الفلسطينية في البقاع والشمال ولاحقاً من خلال شبيحة حركة أمل الذين حاصروا مخيمات بيروت الفلسطينية.

طبعاً ناهيك عن المحادثات السرية والعلنية والمستمرة بين النظام السوري وإسرائيل والذي دفع الكثيرين الى القناعة بأن إسرائيل هي المدافع الأول عن وجود نظام عائلة الأسد والقرائن هنا لا تعد ولا تحصى.

ويأتي رغم كل ذلك أمين عام حزب ولاية الفقيه ليقول إن نظام الأسد هو مقاوم وممانع، وهو أعرف العارفين بزيف هذا الادعاء.

إن ما يجمع النظامين السوري والإيراني هو حلف الضرورة، فإيران بحاجة لبوابتها الى لبنان، والنظام السوري يحتاج الى حلفاء مرهونين له ليضمن استمراره ومن ضمن هؤلاء الحلفاء الى جانب إسرائيل فهو نظام وتشعبات ولاية الفقيه، فعن أي ممانعة يتحدث نصرالله؟!

() عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل

 

لا لقانون "حزب الله" الانتخابي  

علي حماده/النهار  

أتت هذه الحكومة ورئيسها في سياق انقلاب أمني أدى الى تغيير موازين القوى استناداً الى منطق الترهيب والترغيب، فأصبحت الغالبية التي أفرزتها انتخابات 2009 أقلية مع انتقال وليد جنبلاط من معسكر الى آخر، بالتزامن مع نزع نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي قناعيهما، وانضمامهما الى الفريق الذي يوقده "حزب الله" محلياً والنظام في سوريا من الخارج.

بناء على هذا المعطى المركزي، فإن أساس قيام الحكومة الحالية جاء لتمثيل من كنا ولا نزال نعتقد أنهم قتلة رفيق الحريري ورفاقه هنا، وقتلة الشعب السوري هناك، وبالتالي فإنها تعكس حالة شاذة في الحياة السياسية للبنان، حيث أنها تقترب الى حدّ بعيد من فعل مكافأة من قتل رفيق الحريري وسائر شهداء الاستقلال الثاني، ومعهم من يقتلون الشعب السوري راهناً بمنحهم حكومة في لبنان ما فتئت تعمل وفق التوجهات العامة لراعييها المحلي والإقليمي.

هذه حقيقة أقوى من مزاعم نجيب ميقاتي بأنه جاء ليحمي لبنان من انفجار، وهي بالتأكيد أقوى من مزاعمه أنه ليس تابعاً لـ"حزب الله". فالحصيلة النهائية لقيام هذه الحكومة تفيد أن "حزب الله" يحكم البلاد مع مجموعة من القوى الضعيفة في بيئآتها كميقاتي والصفدي، وغيرهما. ونستثني وليد جنبلاط الذي يمثل غالبية ساحقة داخل بيئته، وإن يكن هو في الحقيقة من صنع الأكثرية الجديدة التي على أساسها قامت الحكومة الحالية. من هذه الخلفية ننظر الى مشروع قانون الانتخابات الذي تقدم به وزير الداخلية مروان شربل، او الى تلك الجلبة التي يحدثها بعض الأطراف السياسيين حول قانون انتخابات جديد. ففي الوقت الذي يتعامل فيه نصف اللبنانيين او أكثر مع الحكومة بإعتبارها حكومة انقلابية، ويتعامل معها الخارج العربي والأجنبي على أنها امتداد للنظامين في سوريا وايران، وواجهة محلية لـ"حزب الله" المصنّف ارهابياً في معظم أرجاء العالم، يدور نقاش وجدل غريب جداً حول قانون انتخابات تعد له هذه الحكومة المثقلة بالشوائب والنواقص والعلل، وكأن الدنيا بألف خير، وكأن لبنان الواقع على تماس مع أزمات المنطقة ولا سيما الثورة السورية، والمواجهة العربية – الايرانية المفتوحة، قادر اليوم على البحث في مشروع انتخابات يمكن ان يغير وجهه وطبيعته في أخطر المراحل وأدقها، وذلك بما يمكّن "حزب الله" من استكمال مخططه القاضي بنسف طبيعة الكيان وتركيبته وتوازناته. وقانون الانتخابات الجديد الذي أرسلوه  ليمهر بخاتم وزارة الداخلية، والذي اقنعوا الرئيس ميشال سليمان بأنه يدخله معادلة التمثيل الشعبي، هو بالذات حصان طرواده آخر يختبئ وراءه "حزب الله" والنظام في سوريا من أجل التحكم في البلاد نهائياً.

إننا نعتقد، لا بل نؤمن بأن هذه الحكومة غير مؤهلة للبحث في قانون انتخابات جديد، لأنها آيلة الى السقوط. والمطلوب من الذين صنعوا الأكثرية الحالية، عنينا وليد جنبلاط، أن يصحّحوا المسار بالأفعال، أي ان يسقطوا الحكومة قبل أن يدهمهم قانون انتخابات "حزب الله"!

 

سوريا زرعت ألغاماً على طول الحدود من القاع حتى عرسال 

أكد مصدر أمني لموقع " NOW Lebanon" أنَّ "السلطات السورية قامت بزرع ألغام مضادة للأفراد من جهة الحدود في بلدة القاع مروراً بالسلسلة الشرقية الشمالية، حتى جرود بلدة عرسال". وأفادت المصادر نفسها أنَّ "خبراء المتفجرات في الجيش السوري عملوا على مدى يومين بزرع الألغام على طول الحدود المذكورة، وذلك بحجة منع تهريب السلاح إلى الداخل السوري".

 

سكايز": حرق شركة "فيرست لينك" يأتي في سياق الترهيب المتعمد لوسائل الاعلام 

إستنكر "مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية - سكايز" (عيون سمير قصير)، حرق مكتب شركة "فيرست لينك" للانتاج في منطقة كركول الدروز والتي هي في توأمة مع قناة "حياتنا الفضائية"، معتبراً انه يأتي "في سياق الترهيب المتعمد لوسائل الاعلام". "سكايز"، وفي بيان، طالب الأجهزة الامنية المعنية بـ"تكثيف الجهود لكشف الفاعلين وتقديمهم الى العدالة، وكذلك العمل الجاد لحماية مراكز ومقار المؤسسات الاعلامية على اختلافها وتنوعها، بغض النظر عن توجهاتها السياسية". (الوطنية للإعلام)

 

العفو الدولية" تطالب الأحزاب المصرية بالإلتزام بإصلاحات في مجال حقوق الإنسان 

طالبت "منظمة العفو الدولية" الأحزاب المصرية بـ"توقيع بيان تلتزم بموجبه بإصلاحات جدية في مجال حقوق الإنسان"، معتبرةً أن "هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأحزاب السياسية التي ستتنافس في الإنتخابات المزمع إجراؤها الشهر المقبل". وأضافت أنه "من حق المواطنين المصريين أن يتوقعوا في نهاية المطاف تحقيق التغيرات التي ما زالت تبدو بعيدة المنال بعد قرابة عام من 25 كانون الثاني"، داعيةً إلى "وضع حد لتهميش المرأة في الحياة السياسية المصرية". واقترحت "المنظمة" أن "يتضمن الإعلان الذي تدعو الأحزاب إلى توقيعه عشرة تعهدات، هي إنهاء حالة الطوارئ وإصلاح أجهزة الأمن، وإنهاء الإحتجاز الذي يعزل المعتقل عن العالم الخارجي ومكافحة التعذيب، وضمان عدالة المحاكمات، وتعزيز الحق في حرية التجمع وتكوين الجمعيات والإنضمام إليها وحرية التعبير، والتحقيق في الإنتهاكات التي وقعت في ظل حكم (الرئيس المصري المخلوع) حسني مبارك، وإعمال الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية، وتعزيز حقوق الذين يعيشون في مناطق عشوائية، وإنهاء التمييز، وحماية حقوق المرأة، وإلغاء عقوبة الإعدام". (أ.ف.ب.)

 

صلاح حنين: بالتمويل أو عدمه.. المحكمة مستمرة

 المستقبل/أعلن النائب السابق صلاح حنين أنه "بالتمويل أو عدمه، المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مستمرة"، لافتاً الى أن "عدم التمويل سيحمّل لبنان وزر العقوبات الدولية".

وقال في حديث لـ"المركزية" أمس: "من ناحية المبدأ، تمّ بت انشاء المحكمة اضافة الى موافقة شعبية وحكومية وجميع القوى السياسية عليها على طاولة الحوار، وتالياً لا نفهم كيف تتم إعادة النظر في موضوع تم بته اصلا". واعتبر ان "المجتمع الدولي سيموّل المحكمة في حال تقاعس لبنان عن فعل ذلك، ويعتبر هذا الأمر ديناً عليه"، لافتاً الى أن "عدم التمويل لن يوقف المحكمة، وسيعاني معارضو التمويل من وجودها أمامهم، ومن مشاكل من المتوقع ان تصدر عنها، اضافة الى تشدد المجتمع الدولي في العقوبات التي ستفرض على لبنان".

وأعلن أن "من يطالب بمناقشة هذا الموضوع اليوم، هم أنفسهم من أخرجوا الارادة اللبنانية عن موضوع المحكمة الدولية، حيث كان هناك نية أن تنشأ بالإرادتين الدولية واللبنانية"، مشيراً الى ان "العرض في الاساس كان ان تنشأ المحكمة بمعاهدة وافقت عليها الحكومة، ولكن رئيس مجلس النواب نبيه بري اقفل مع "حزب الله" المجلس ورموا المفتاح". واوضح أن "من يطالب اليوم بعدم تمويل المحكمة هو من اخرج الارادة اللبنانية من المعاهدة، عندها أتى المجتمع الدولي وأخذ نص المعاهدة المفترضة، وأصدرها بقرار دولي نحن ملزمون به، انطلاقاً مما جاء في مقدمة الدستور بأن "لبنان عضو مؤسس وفاعل في الأمم المتحدة ويطبق مواثيقها كاملة

 

سمير فرنجية: أمر مذلّ التعامل مع المسيحيين كأقلية

المستقبل/عزا عضو قوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية عدم إطلاع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي على مقررات لقاء "سيدة الجبل" الى "غيابه عن لبنان"، لافتاً الى ان "هذا اللقاء تم على قاعدة المبادئ التي حددتها الكنيسة". وشدد على "ضرورة ان يلعب المسيحيون دوراً اساسياً في نقل العالم العربي من حالة الى اخرى، وهذا ما سنبحثه في لقائنا مع البطريرك الراعي". واوضح في حديث أمس، ان "البطريرك الراعي كان خارج لبنان خلال التحضير للقاء "سيدة الجبل"، وكنّا في إنتظار عودته من جولته الرعوية الى الولايات المتحدة الاميركية لوضعه في صورة ما تداولنا به في اللقاء"، مشيراً الى ان "ما يهمنا تأكيد إلتزام المسيحيين بهذا الربيع العربي الذي يشبههم". واعلن ان "ما صدر في وثيقة اللقاء يؤكد غالبية آراء المسيحيين، إذ ان دورهم ليس مساندة او مساعدة انظمة الاستبداد على البقاء والاستمرار"، معرباً عن أسفه "لوجود قوى سياسية في لبنان تربط مصيرها بمصير هذه الانظمة". واكد ان "ما نسعى اليه هو ان هذه القوى حرّة في خياراتها لكنها ليست حرة بربط مصير المسيحيين بهذه الخيارات"، قائلا: "اننا حاولنا بلورة فكرة اساسية، ان المسيحيين ليسوا اقلية والتعامل معهم كأقلية امر مذل، وهم ليسوا في حاجة الى حماية من احد، لأن حمايتنا تأتي من عملنا وليس من خلال وضعهم تارة في إطار حماية سورية او ايرانية او غربية".

 

"لقاء سيدة الجبل" أعلن بيانه الختامي: الكنيسة ساهمت في اتفاق الطائف وإطلاق ربيع لبنان

نرفض وضع المسيحيين في مواجهة مع "ربيع العرب" وربط مصيرهم بمصير أنظمة القمع والاستبداد والسجون

سلام لبنان يتطلب استعادة الدولة سيادتها المفقودة

وطنية - 31/10/2011 عقد "لقاء سيدة الجبل" مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم في "نادي الصحافة"، أعلن خلاله البيان الختامي للقاء مع التعديلات التي أضيفت الى الوثيقة التي كانت قد أذيعت في نهاية اللقاء الذي عقد في فندق "الريجنسي بالاس".

وحضر النواب فؤاد السعد، هنري حلو، سيرج طورسركيسيان وأنطوان سعد، الأمين العام لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، النائبان السابقان سمير فرنجية وصلاح حنين، النقيب السابق للمحامين ميشال ليان، ميشال مكتف، رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض وعدد من أعضاء الأمانة العامة لقوى 14 آذار وإعلاميون.

استهل اللقاء بكلمة ترحيبية لرئيس نادي الصحافة يوسف الحويك، ثم تولى عضوا أمانة سر "لقاء سيدة الجبل" بهجت سلامة وشارل جبور تلاوة البيان، وجاء فيه:

"إن "لقاء سيدة الجبل" انعقد تحت عنوان "دور المسيحيين في الربيع العربي". وهذا يعني اولا أن المجتمعين - قبل اللقاء وبنتيجة مداولاته - متفقون على أن ما يحصل في المنطقة العربية منذ نحو سنة هو ربيع بالفعل يدعو الى الأمل والإستبشار. وهو يعني ثانيا أن المجتمعين يشعرون بانتماء أصيل إلى هذا الربيع ووعوده. وهو يعني ثالثا أنهم يرون لأنفسهم دورا في تعزيز هذا الربيع، انطلاقا من خصوصيتهم المسيحية، وهويتهم اللبنانية بالشراكة مع المسلمين واقعا وتعريفا، وانتمائهم إلى العروبة الحضارية التي يعبر عنها اليوم أبطال الإنتفاضات السلمية الديموقراطية خير تعبير.

هذه المعاني تضمنتها الوثيقة التي بين أيديكم، والصادرة عن اللقاء، الذي ضم 684 شخصية مسيحية لبنانية، من سياسيين وقادة رأي وناشطين في الشأن العام، كما تخللته 48 مداخلة من المشاركين. هذا الأمر دفعنا الى إدخال تعديلات على نص الوثيقة التي عرضت في الخلوة، وخصوصا لجهة التذكير بدور الكنيسة في بلورة الأسس والمفاهيم التي ارتكز عليها اتفاق الطائف واعتبار هذا الاتفاق نموذجا يقدمه لبنان لارساء ديموقراطية عربية تقوم على الجمع بين المواطنة والتعددية.

كذلك جرى إدخال فقرة خاصة تتعلق بثقافة السلام والعيش معا، متساوين في حقوقنا والواجبات، متنوعين في انتماءاتنا المتعددة، ومتضامنين في سعينا المشترك نحو مستقبل أفضل لجميعنا، مسيحيين ومسلمين.

وقد انبثق من لقاء سيدة الجبل هيئة متابعة مكونة من: ادمون رباط، اسعد بشارة، الياس ابو عاصي، الياس الزغبي، الياس مخيبر، انطوان قربان، انطوان قسيس، ايلي محفوض، بطرس معوض، بهجت سلامة، جان حرب، جواد بولس، دوري صقر، رجينا قنطرة، زياد الصايغ، سامي نادر، سعد كيوان، سمعان اسكندر، سمير فرنجية، سيمون ج. كرم، شارل جبور، شوقي داغر، طانيوس شهوان، طوني حبيب، فارس سعيد، فهد زيفه، كمال اليازجي، كمال ريشا، مروان صقر، ميشال الخوري، ميشال حجي جورجيو، ميشال ليان، نسيم الضاهر ونوفل ضو، للقيام بالخطوات الآتية:

الخطوة الأولى: تنظيم لقاءات حوارية في كل المناطق اللبنانية لمناقشة وثيقة "دور المسيحيين في الربيع العربي" وتطويرها، وتأمين التواصل مع الانتشار اللبناني للغاية نفسها.

الخطوة الثانية: الاتصال بالفاعليات المدنية في كل الطوائف اللبنانية وفي المجتمع المدني لتحضير مؤتمر وطني حول "دور لبنان في الربيع العربي".

الخطوة الثالثة: المساهمة في إنشاء مركز للأبحاث والدراسات حول ثقافة الربيع العربي، ثقافة العيش معا في ظل الحرية والديموقراطية والدولة المدنية.

تتضمن هذه الوثيقة ثلاثة أقسام: ما نريد التذكير به على ضوء مواقف الكنيسة، وما نرفضه من مواقف سياسية تعرض المسيحيين لأخطار أكيدة، وما نريد العمل من أجله لتجديد دور المسيحيين في لبنان والشرق.

أولا- ما نريد التذكير به

نريد التذكير أولا بدور الكنيسة في إطلاق ربيع لبنان الذي شكل الإشارة الأولى لربيع العرب. "فلقد وضع نداء المطارنة الموارنة في 20 أيلول 2000 - والكلام للمجمع البطريركي الماروني- الأسس لإنهاء سلطة الوصاية السورية واستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر (...) فبعدما كان لبنان ساحة لتسلط الآخرين، صار ساحة شهادة أبنائه جميعا لحريتهم، وزخما لأكبر انتفاضة شعبية في العصر الحديث. لقد تمكنت الكنيسة بمشاركة معظم الشعب اللبناني من أن تحفر تاريخ لبنان الحديث بإبرة الحق والإيمان، فوق صخرة الظلم والليل الطويل، فتمكنت من إنقاذ الوطن واستعادة الدولة". و"شكلت انتفاضة الاستقلال، اثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، لحظة تاريخية، فتحت الباب للخلاص الوطني باتحاد غالبية الشعب اللبناني على نحو غير مسبوق. إن خروج الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، بعد ثلاثين سنة من سلطة الوصاية، كان تتويجا لنضال الشعب اللبناني المقيم والمنتشر، واتحاده، وبمثابة الحلم الذي تحول إلى حقيقة".

نريد التذكير ثانيا بدور الكنيسة في اتفاق الطائف. فلقد "ساهمت الكنيسة المارونية، والكلام للمجمع البطريركي الماروني، في بلورة الأسس والمفاهيم التي ارتكز عليها هذا الاتفاق. ونظرت الكنيسة إلى هذا الاتفاق على أنه مدخل لطي صفحة الصراعات الماضية بين من كان يطالب، باسم العدالة، بتحسين شروط مشاركته في الدولة، وبين من كان يسعى، باسم الحرية، إلى حماية الكيان وتثبيت نهائيته. ورأت الكنيسة كذلك أن هذا الاتفاق يثبت أولوية العيش المشترك على كل ما عداه، ويجعل منها أساسا للشرعية". كما رأت أن "مقدمة اتفاق الطائف حسمت الجدل حول طبيعة العقد الاجتماعي بين اللبنانيين، فاعتبرت أن العيش المشترك هو في أساس هذا العقد وأن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". والمجتمعون في خلوة "سيدة الجبل" يرون أن اللبنانيين - من خلال هذا العقد الإجتماعي وتجربته الغنية - لديهم ما يقولونه لمجتمعاتنا العربية الساعية إلى الحرية والديموقراطية والعدالة في ظل الشراكة الوطنية والعيش معا.

نريد التذكير ثالثا بأن الكنيسة كانت سباقة في مطالبتها يقيام الدولة المدنية، الحديثة والديموقراطية القائمة، كما جاء في المجمع البطريركي الماروني، على "التوفيق بين المواطنية والتعددية" وعلى "التمييز الصريح، حتى حدود الفصل، بين الدين والدولة، بدلا من اختزال الدين في السياسة، أو تأسيس السياسة على منطلقات دينية لها صفة المطلق". وهذه المسألة باتت اليوم مطروحة بقوة في كل الدول التي تحررت من أنظمة الاستبداد.

نريد التذكير رابعا بدور الكنيسة في بلورة مفهوم العيش المشترك بما "يتخطى مستوى التساكن أو التعايش بين المجموعات المتعددة" ليشكل نمط حياة مميزا، "يؤمن للانسان فرصة التواصل والتفاعل مع الآخر بحيث تغتني شخصيته من تلقيها جديد الآخر، وتغني هي بدورها شخصية الآخر، وذلك دون إلغاء للخصوصيات والفوارق التي تصبح في هذه الحال مصدر غنى للجميع".

ثانيا- ما نرفضه

نرفض أولا وضع المسيحيين في مواجهة ربيع العرب الذي يرتكز على قيمتي الحرية والعدالة، وهما قيمتان تقعان في أساس الكرامة الانسانية، بعيدا عن منطق الايديولجيات التي تقسم العالم بين معسكرين، خير وشر، والتي أقامت عليها أنظمة الاستبداد شرعيتها الأساسية. فهذا الربيع العربي يشكل خبرا سعيدا للبنان، الذي ظل، على مدى أكثر من نصف قرن، موضوعا لمحاولات حثيثة رمت، بدعوى "تعريب" نظامه، الى جعله شبيها بالأنظمة المحيطة. أما اليوم، فها هي المنطقة العربية - في سعيها المصمم للتخلص من عبوديات القرن الماضي والتهميش التاريخي - تنحاز الى معنى لبنان، بما يحمل هذا المعنى من قيم الحرية والديموقراطية والتعددية والانفتاح على العالم.

نرفض ثانيا ربط مصير المسيحيين بمصير أنظمة القمع والاستبداد التي حولت العالم العربي الى سجن كبير، فأخرجت شعوبها من الحاضر والمستقبل ووضعتها على هامش التاريخ. إنه موقف أخلاقي يفرضه إيماننا بالانسان وحقه في الكرامة والحرية، فلا نقبل أن نكون مع الجلادين ضد الضحايا. وهو أيضا موقف وطني، إذ تتحمل هذه الأنظمة الاستبدادية مسؤولية حرب كلفتنا ثمنا باهظا: 144240 قتيلا، 17415 مفقودا، و197506 جرحى. هذا الى تدمير مدننا وقرانا، وهجرة مئات الألوف من أبنائنا، وتفتيت مجتمعنا، ومصادرة مؤسساتنا، وتعميم الفساد، وتحويل القضاء الى أداة لتصفية الحسابات.

نرفض ثالثا كل المشاريع الهادفة الى ضرب الحضور المسيحي الاصيل في هذا الشرق وتحويل المسيحيين الى مجرد أقلية تبحث عن حماية لها من هنا أو هناك. والخلاف ليس كما يصوره البعض، خلافا حول اختيار الجهة التي نوكل إليها مهمة تأمين الحماية - حماية خارجية سورية، ايرانية أو غربية، أو حماية داخلية "شيعية" لمواجهة خطر "سني" أو "سنية" لدرء خطر "شيعي" - انما هو خلاف حول مبدأ الحماية نفسه الذي يحول المسيحيين الى أهل ذمة ويفقدهم حضورهم ودورهم. وهذا ما لا يمكن القبول به.

نرفض رابعا العنف الذي يواكب هذا الربيع العربي. فهو عنف الأنظمة الاستبدادية في مواجهة مطالب الشعوب المشروعة. وهو أيضا وفي الوقت نفسه عنف قوى التطرف التي ما زالت تتشبث بمنظومات ايديوليجية متداعية، وتحاول جاهدة وقف عجلة التاريخ.

ثالثا - ما نريده

نريد أولا إطلاق دينامية مدنية في الوسط المسيحي قادرة على التواصل مع ديناميات مدنية شبيهة لها في الطوائف الأخرى وفي المجتمع المدني من أجل إعادة الحياة الى ربيع لبنان والتشارك مع القوى الديموقراطية التي ظهرت في ربيع العرب بغية وضع تصور سليم لعالم عربي ديموقراطي وتعددي قادر على استعادة دوره وموقعه في العالم بعد تغييب قسري دام نصف قرن.

نريد ثانيا استعادة دور المسيحيين التاريخي في الشرق والمساهمة في إطلاق نهضة عربية ثانية تؤسس لثقافة جديدة، "ثقافة العيش معا"، ذلك أن العيش معا، متساوين في الحقوق والواجبات ومختلفين في انتماءاتنا المتعددة، بات يشكل اليوم - بسبب التغيرات النوعية الهائلة التي أدخلتها العولمة - تحديا جسيما ليس فقط للعالم العربي، بل للبشرية جمعاء.

نريد ثالثا العمل على إنهاء دورة العنف المستمرة منذ عقود، وبناء سلام لبنان بالتعاون مع كل المخلصين. فنحن اليوم أمام لحظة مصيرية: إما العودة بلبنان الى ما كان عليه في العقود الثلاثة الأخيرة، ساحة عنف مجاني للقوى الاقليمية والخارجية، تستجيب لأوهام البعض في أن مستقبلهم لا يزال يتطلب مزيدا من الدماء والعذابات والدمار، وإما إعادة صوغ لبنان بلدا يطيب العيش فيه، ودولة قادرة على النهوض بمسؤولياتها.

سلام لبنان يحتاج أولا الى استخلاص دروس الحرب والادراك، كما جاء في المجمع البطريركي الماروني، أن مصير كل واحد منا مرتبط بمصير الآخر، وأن خلاص لبنان يكون لكل لبنان أو لا يكون، ويقوم بكل لبنان أو لا يقوم، ذلك أنه ليس من حل لمجموعة دون أخرى، ولا لمجموعة على حساب أخرى".

سلام لبنان يحتاج ثانيا الى استعادة الدولة لسيادتها المفقودة منذ عام 1969 وتأكيد حقها الحصري في امتلاك القوة المسلحة. فلم يعد مقبولا ولا مبررا وجود جيشين في دولة واحدة، يخضع أحدهما لإمرة السلطة الشرعية، ويخضع الآخر لإمرة حزب سياسي أو دولة أجنبية.

سلام لبنان يحتاج ثالثا الى تحرير الدولة من صراعات الطوائف عليها والشروع، تأسيسا على اتفاق الطائف، في بناء دولة مدنية، كي لا تبقى هواجس الطوائف ومخاوفها المحرك الأساسي للتاريخ اللبناني.

سلام لبنان يحتاج رابعا الى إنهاء حقبة سوداء في تاريخ العلاقات اللبنانية-السورية ودعم حرية الشعب السوري وكرامته وحقه في إقامة نظام ديموقراطي في سوريا، الأمر الذي يشكل الشرط الأساس لإقامة علاقات تعاون وصداقة بين البلدين تضمن مصلحة الشعبين اللبناني والسوري.

سلام لبنان يحتاج خامسا الى طي صفحة الماضي مع الفلسطينيين، ودعم الجهود الرامية الى إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي شرط السلام في المنطقة.

نريد رابعا إرساء ثقافة جديدة، هي ثقافة السلام والعيش معا، متساوين في حقوقنا والواجبات، متنوعين في انتماءاتنا المتعددة، ومتضامنين في سعينا المشترك نحو مستقبل أفضل لجميعنا، مسيحيين ومسلمين. وهذه الثقافة تتطلب شجاعة الاقدام على العيش معا متجاوزين مخاوفنا الطائفية المتحدرة من الماضي، وغير باحثين عن "أمان زائف" يغرينا به الانغلاق داخل "قبيلة" ما، أكانت قبيلة طائفية أم حزبية، تقليدية أم "حديثة"، موروثة أم اختيارية، محكومة لرمزية دينية أم محددة بلون أو راية أو شعار. كما تتطلب أيضا شجاعة المضي في "العيش معا" رغم الصعوبات، مدركين أن مستقبلنا المشترك لا يرتسم لمرة واحدة والى الأبد، بل يتطلب عناية دائمة وتسويات نبيلة متجددة.

إن تحديد دور المسيحيين في الربيع العربي ليس شأنا مسيحيا خاصا، إنما هو شأن المسلمين أيضا، وهو شأنهما معا وسويا، ذلك "أن المسيحيين في الشرق، كما جاء في رسالة بطاركة الشرق الكاثوليك الأولى، هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين. كما أن المسلمين في الشرق جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسيحيين. ومن هذا المنطلق، فنحن مسؤولون بعضنا عن بعض أمام الله والتاريخ".

حوار

سئل جبور: إن البطريرك الراعي لدى عودته من العراق سئل عن وثيقة "سيدة الجبل"، فتبين أنه ليس على علم بمضمونها، هل سيتوجه وفد منكم لشرح هذه الوثيقة له؟

أجاب: "نحن نحترم كل المرجعيات الروحية والمدنية والسياسية، وسيكون لنا لقاءات معها كلها من أجل تعميم هذه الوثيقة ونشرها، لأنها بالنسبة إلينا لا تعبر فقط عن موقف إنما عن نهج والتزام بنمط حياة وعيش كريم، وبالتالي هذا الالتزام تحديدا أتى من نصوص كنسية ومن نص كبير جدا اسمه المرجع الماروني، وكان غبطة البطريرك الراعي، يوم كان مطرانا، أحد المساهمين في هذا النص، وربما جولته الخارجية الراعوية لم تسمح له فعلا بالاطلاع على نص هذه الوثيقة بسبب تنقله من ولاية الى أخرى. وفور عودته من العراق سيكون لنا لقاءات معه ومع غيره من المرجعيات من أجل الاتفاق على تعميم هذه الوثيقة. وللتذكير فقط، إنها للمرة الثانية على التوالي في تاريخ الجماعة المسيحية تنطلق قوى سياسية أو فريق سياسي مسيحي يستند الى نص كنسي ومسيحي من أجل تعميمه ونشره. المرة الأولى كانت مع لقاء قرنة شهوان عندما تم الاستناد الى بيان مجلس المطارنة في أول أيلول. وهذه المرة الثانية يتم الاستناد من خلال لقاء سيدة الجبل الى نصوص كثيرة لها علاقة بالمجمع البطريركي الماروني، وهو المجمع الثاني في تاريخ الكنيسة المارونية".

سئل: هل ستعقد لقاءات مع ربيع العالم العربي في مختلف الدول العربية؟

أجاب بهجت سلامة: "عندما نقول نحو إنشاء دعوة لمؤتمر وطني حول دور لبنان في الربيع العربي، في البداية نعقد مؤتمرا وطنيا، ثم تليه هذه الخطوة، لكننا لن نقررها الآن، ولكن من المؤكد أنها أحد الاهداف طبيعيا".

سئل: ركزتم على اتفاق الطائف، ونسمع البطريرك الراعي يطالب بعقد اجتماعي جديد، فما رأيكم؟

أجاب جبور: "لا نعلم بدقة ما يقصده غبطة البطريرك الراعي بالعقد الاجتماعي الجديد. ما يعنينا على مستوى اتفاق الطائف أنه تعبير دقيق عن شراكة مسيحية - إسلامية، وهذه الشراكة وهذا الطائف شكلا المدخل لشراكة فعلية، وإنه لنموذج على مستوى الحريات والتعدد والتنوع في لبنان، هذا هو المقصود بأن يكون اتفاق الطائف المنطلق من أجل طائف على المستوى العربي لتكريس الشراكة المسيحية - الاسلامية أولا، ولتكريس التعدد والتنوع داخل المجتمعات العربية".

سئل: بعد الذي جرى مع الاقباط في مصر، أما زلتم تصنفون الثورة هناك بالربيع العربي؟

أجاب جبور: "إن ما جرى مع الاقباط في مصر هو نوع من المؤامرة استهدفت الربيع العربي والدور المصري. لا شك في أن ما حصل مع الاقباط مؤسف جدا، ونحن ندينه، ولكن ليس المستهدف فقط الاقباط في مصر، بل المستهدف هو الربيع العربي في مصر والربيع المصري، وثمة مؤامرة للنيل من دور الثورة في مصر، وأصبحت معروفة الجهات والقوى السياسية التي تريد أن تضرب الربيع العربي، وهي تحديدا تصنف من سوريا وايران اللتين تخشيان هذا الربيع العربي والغايات التي يمكن أن يصل اليها".

 

"البطريرك الراعي من بغداد: آن لهذا الشرق ألا يكون أرض دمار وحرب بل أرض محبة

وصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى العراق، تلبيةً لدعوة بطريرك السريان الإنطاكي مار إغناطيوس يوسف الثالث، وبضيافة رئاسة مجلس الوزراء، في الذكرى السنوية الأولى لمجزرة كنيسة سيدة النجاة، يرافقه النائب البطريركي المطران كميل زيدان ومسؤول الإعلام والبروتوكول في بكركي المحامي وليد غياض، وعدد من الأساقفة وكهنة الكنيسة السريانية الكاثوليكية. في مطار بغداد، كان في استقبال الراعي والوفد المرافق سفير لبنان في بغداد هزاع شريف، وحضر أيضًا ممثل رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، الذي رحب بدوره بالراعي. وعند الساعة الخامسة مساء، دخل موكب المحتفلين بالذبيحة الالهية الى كنيسة سيدة النجاة. وفي ختام القداس ألقى الراعي كلمة تحت عنوان "حبة الحنطة إن وقعت في الارض وماتت، اتت بثمر كثير". وأضاف: "في عنصرة "سينودس" الشرق الأوسط، تأّملنا في معنى حضورنا كمسيحيين في بلداننا في الشرق الأوسط، أن نكون مثل حبة الحنطة، أن نعطي ونبذل ونتفانى في سبيل أوطاننا ومجتمعاتنا". وقال: "وجودنا هو وجود محبة وسلام ومصالحة وعدالة وأخوّة وقبول للآخر المختلف، لنعيش جمال المسيحية والكنيسة"، مشيرًا إلى أن "العراق يتمخض ويتألم، وشعبه يبحث عن السلام والطمأنينة، وإذا بهؤلاء الشهداء يسقطون في ختام السينودس". وتابع الراعي: "هذه هي الشركة والمحبة، نحملها من الكنيسة في لبنان، لنقول لكم نحن معكم متضامنون، ونحن معكم وبكم مترابطون، فهذه الرسالة أيضا حملني إياها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي قبل وصولنا الى مطار بيروت اتصل هاتفيًا ليقول لي: "قولوا لشعب العراق الحبيب أن لبنان الذي اختبر الموت والقيامة هو معكم، ومتضامن معكم في كل شيء". وأضاف: "نحن وإذ نصلي، نذكر معنا أيضًا كل بلداننا في الشرق الأوسط، التي معظمها يعيش آلامًا ونرجو أن تكون آلام مخاض وأن تكون مثل حبة حنطة تموت من أجل حياة جديدة". وختم الراعي بالقول: "آن لهذا الشرق ألا يكون أرض دمار وحرب أرض حديد ونار بل أرض محبة وسلامة وإخاء وطمأنينة وحضارة للشعوب". (الوطنية للإعلام)

 

الراعي غادر مع بطريرك السريان الى العراق: زيارتنا للتضامن مع الشعب العراقي واخوتنا المسيحيين ولم نطالب مرة بثأر او عنف بل بالسلام والتضحية والعطاء

يونان: نسعى لحياة لائقة للاجئين العراقيين لحين عودتهم

البرزنجي: نحن شعب واحد لا نتجزأ ونؤيد حوار الحضارات

 وطنية - 13/10/2011 غادر بيروت بعد ظهر اليوم، البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي وبطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الى العراق للمشاركة في الذكرى السنوية لمتفجرة سيدة النجاة التي ذهب ضحيتها عدد كبير من المؤمنين داخل الكنيسة.

وكان في وداعهما في المطار، وزير البيئة ناظم الخوري ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وكان الخوري اصطحب الراعي من بكركي الى المطار.

كما شارك في الوداع بالمطار، سفير العراق في لبنان عمر البرزنجي والعميد الركن رولان ابو جودة ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وعدد كبير من المطارنة والشخصيات. ورافق الراعي الى العراق، المعاون البطريركي المطران كميل زيدان ومدير الاعلام في بكركي المحامي وليد غياض، فيما رافق يونان المطران انطوان بيلوني والمونسنيور جورج مصري والمونسنيور حنا الشيخ والاب حنا ياكوب.

الراعي

وفي المطار، صرح الراعي: "هذه مناسبة كلها رجاء مع سيدنا صاحب الغبطة البطريرك يونان، لاحياء الذكرى السنوية الاولى للحادثة المؤلمة التي حصلت بالاعتداء على ابناء الكنيسة الكاثوليكية في كنيسة سيدة النجاة في بغداد، والتي ذهب ضحيتها 48 شخصا في بيت الله اثناء اقامتهم الصلاة وعلى رأسهم كاهنان شابان، فكان من الضرورة ان نذهب معا الى بغداد لكي نعبر عن تضامننا مع الشعب العراقي، كل الشعب العراقي، الذي بالتأكيد يرفض العنف والحرب، ولنعلن اخوتنا وتضامننا مع اخوتنا المسيحيين ومع اهل الضحايا ونحن ككنيسة على مقربة منهم جميعا، والكنيسة دائما هي ضد العنف وضد الحرب لان هذه الاعمال ضد الله والانسان والانسانية، وهذا كله اعتداء على الله مهما كانت اسباب الاعتداءات".

اضاف: "زيارتنا ايضا لنقول لاخوتنا المسيحيين ان يتشجعوا ويحافظوا على وجودهم، ويعطوا معنى لهؤلاء الضحايا الـ 48 وما ذلك الا تواصل لالام المسيح لخلاص العالم وفدائه، وهذا هو مفهومنا المسيحي، فنحن لم نطالب مرة بثأر او بعنف، انما نطالب دائما بالسلام والتضحية والعطاء، وهذا هو السلاح الوحيد الذي يمكن ان تنكسر فيه قوة العنف وقوة السلاح. وهكذا تعلمنا من السيد المسيح، الذي انتصر بصليبه على الخطيئة والشر. ونحن نقول لاهالي الضحايا ولكل شعبنا المسيحي في العراق، ان يواصلوا رسالة المحبة والمصالحة والسلام، وهذا كله له ثمن وقد دفعوا ثمنه غاليا".

وتابع: "سنوجه نداءنا ايضا للعراق ولكل الاسرة في العالم، انه لا يمكن ان تبنى اوطان وان تتعايش الشعوب مع بعضها البعض الا بالسلام والعدالة والحقيقة والمحبة، هذه الكلمات التي يتردد صداها في العالم بأسره منذ ايام في اسيزي مع كل ممثلي ديانات العالم والكنائس".

سئل: ما مدى صحة المعلومات التي اوردتها بعض وسائل الاعلام من انكم تلقيتم نصائح بعدم زيارة العراق لاسباب امنية لكنكم اصررتم على الذهاب؟

اجاب: "لم يقل لي احد بعدم الذهاب الى العراق، بل الجميع قالوا لي نهنئكم والبطريرك يونان ونهنىء كل الذين سيغادرون. نحن لسنا ذاهبين الى معركة حرب في العراق، بل الى وطن في امس الحاجة الى سلام ومصالحة. ولقد لمسنا كل تشجيع وعلامة رجاء كبيرة وهذه الكنيسة هي كنيسة لبنان، وشعب لبنان يلعب الدور التضامني".

اضاف: "نشكر البطريرك يونان على ترتيب هذا الاحتفال، ونشكر معالي الوزير ناظم الخوري على تمثيله لفخامة رئيس الجمهورية، وقد زودنا الرئيس سليمان اليوم من خلال اتصال هاتفي بمحبته وتحيته للعراق ولشعب العراق وتضامنه معهم جميعا، ونتمنى ان يتمم الله الامنيات التي حملها فخامة الرئيس في قلبه، وهو طالب بأن يكون لبنان مركزا للقاء الحضارات والاديان من اجل تنفيذ العدالة والحقيقة". وتوجه الراعي الى السفير العراقي قائلا: "نحملكم كل المحبة والتضامن ككنيسة وكلبنانيين مع الشعب العراقي، ونتمنى ان تنتهي الاحداث وتصل الى حلول وان يولد العراق من جديد ويأخذ دوره في الاسرة الدولية، لان العراق يعنينا كمسيحيين فتاريخ الخلاص مع سيدنا ابراهيم بدأ من ارض العراق وللاسف ان العراق اليوم هو ضحية الحديد والنار".

يونان

أما يونان فقال: "الفرحة تبدو في قلوب وعيون الجميع، ونحن نشكر غبطة أخينا البطريرك الراعي على القيام بهذه الزيارة ونذهب اليوم كرسل سلام ومحبة ورجاء للجميع وليس فقط لذوي الضحايا في كاتدرائية سيدة النجاة، ولكن للشعب العراقي بأسره لانه شعب حضارة، شعب بلاد الرافدين. لذلك عندما سمعت بنبأ زيارة البطريرك الراعي الى العراق فرحت كثيرا وافتخرت بأن أشاركه الزيارة كونها اول زيارة لبطريرك ماروني لبلاد الرافدين".

وردا على سؤال عن دعوته العراقيين اللاجئين خارج بلادهم للعودة الى العراق، قال: "هذا الموضوع دقيق جدا ومعقد، لان العراق الحبيب لا يزال في مرحلة انتقالية ولو كان انهى وقطع شوطا كبيرا في نهضته كبلد ديموقراطي وحضاري في هذا العالم. ونحن نسعى مع كل المسؤولين لان ينظروا الى هذه القضية، أي قضية اللاجئين العراقيين المهاجرين من كل الفئات لا سيما المسيحيين الذين اضطروا الى التهجير بسبب الاوضاع، لكي يجد العراقيون الحياة اللائقة حيث هم وكي يعودا الى بلدهم".

البرزنجي

بدوره، تمنى البرزنجي للراعي ويونان "سفرا آمنا"، وخاطبهما قائلا: "نتمنى ان تكونا بين اخوانكم، وكل العراقيين سوف يفرحون بهذه الزيارة التاريخية، قيادة وشعبا، وخصوصا الاخوة المسيحيين الذين سيشعرون بطمأنينة من خلال تشجعيكم لهم بالبقاء على ارضهم لان هذه الارض هي لنا جميعا، والمسيحيون في العراق لهم تاريخ مجيد وطويل، وهم صنعوا مع كل العراقيين تاريخ وحضارة وثقافة العراق. نحن شعب واحد لا نتجزأ، ونؤيد حوار الحضارات لكي نكون قريبين من بعضنا لان هذه الديانات هي كلها ديانات سماوية تشجع على الخير. وأنا استغرب عندما يقدم احد على قتل او إيذاء المسيحي في العراق، لاننا كنا دائما نجد المسيحي محبا للسلام وبعيدا كل البعد عن الارهاب والاذى، ويجب البر مع المسيحيين".

 

كلام البطريرك الراعي في بغداد خفف الحزن عن كنيسة سيدة النجاة الثكلى

ونداء للبدء بدعوى تطويب الكاهنين الشهيدين ورفاقهما الـ 45

بغداد – حبيب شلوق/النهار

من داخل كاتدرائية سيدة النجاة "ام الشهداء" في بغداد، أطلق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي نداء امس، من اجل تطويب "شهداء كاتدرائية سيدة النجاة" الـ47 الذين سقطوا قبل سنة في مجزرة ارهابية تركت بصمات شظاياها على جدران الكنيسة الثكلى وسقفها والمقاعد والمذبح. ونداء البطريرك الراعي من الكاتدرائية الجريحة، ازاح مسحة حزن عملت في الوجوه اثلاما عميقة قد لا تمحى في الزمن القريب، ليخيم فرح عميق في نفوس متشحة بالسواد. والكاتدرائية التي غصت مقاعدها ومساحتها المترامية بالمصلين فتحت ذراعيها لتصفق طويلا لزياح انطلق من دار البطريركية الملاصق، اليها، وسط تدابير امنية مشهودة، يتقدمها كشافة اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدو – اشورية حاملة صور الشهداء الـ45 يحوطهم الابوان الشهيدان وسيم صبيح وثائر سعدالله.

على واجهة الكنيسة انتشر جنود عراقيون مدججون بالسلاح، وفي الباحة والطرق المؤدية الى الكاتدرائية، مدرعات وسيارات عسكرية بالعشرات، وجنود في كل مكان.

والقداس بدأ برئاسة بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحوطه البطاركة: الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والكلداني الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي، والاشوري ادي الثالث، ومطارنة سريان كاثوليك وارثوذكس يتقدمهم المطران ساويروس حاوا واشوريون، والنائب البطريركي الماروني المطران كميل زيدان، والسفير البابوي المطران جورجيو لينكوا.

وتحت لافتة رفعت فوق المدخل كتب عليها "دماء الشهداء بذار الحياة"، ولافتة اخرى "انا حنطة الله طحنتني انياب السباع لاشهد للمسيح" وثالثة "علمنا لنصلي من اجل اعدائنا"، انطلقت تراتيل ايذانا ببدء القداس الذي استهله مطران بغداد للسريان يوسف عبا، بكلمة "تقدير عميق لاصحاب الغبطة واعضاء الوفد الآتين من لبنان"، مستنكرين "الحدث الهمجي الذي حصل كما في مجزرة اطفال بيت لحم منذ اكثر من الفي عام".

ورحب بمستشار رئيس الوزراء نوري المالكي جورج باخوس، والقائم بالاعمال اللبناني هزاع شريف، ووزراء ونواب عراقيين ومشايخ مسلمين سنة وشيعة.

وتلا رسالة من البابا بينيديكتوس السادس عشر ارسلها باسمه امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال ترشيتسيو برتوني، اكد فيها "ان قداسته قريب منكم ويصلي لاجل السلام والاستقرار في بلدكم"، ورسالة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يستنكر المجزرة ويؤكد العيش المشترك والوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين.

وبعد الانجيل الذي ركز على الغفران، القى البطريرك يونان عظة شرح فيها معنى التضحية "في هذه الكنيسة الشاهدة والشهيدة"، وقال "احبوا اعداءكم وباركوا لاعنيكم". واضاف: "جئنا نعبر عن افتخارنا واعتزازنا بشهادة اخوينا الابوين الشابين والاخوات والاخوة وسيم وثائر"، وامل في "ان تثمر الشهادة خيرا لبلدكم العزيز".

وتليت النيات المعبرة عن حزن شديد على الضحايا مع استمرار الرجاء المسيحي، وكان بين من تلا النيات الدكتور ملحم خلف مؤسس جمعية "فرح العطاء" والعامل لتأسيس فرع للجمعية في بغداد.

صلاة جنائزية

وبعد القداس اقيمت رتبة صلاة البخور لراحة انفس الضحايا، وتلا البطريرك الراعي الانجيل، ثم القى كلمة انتقد فيها "من يسعى الى افقار الشرق من المسيحية"، وقال: "ان المسيح مات على الصليب ليفتدي البشرية"، مشيرا الى "الذين نهجوا نهجه في هذه الكاتدرائية ليفتدوا ليس اخوتهم المسيحيين فحسب بل كل العراقيين"، مشبها اياهم بحبة الحنطة التي "ان لم تمت في الارض لا تثمر ثمارا كثيرة"، واعرب عن "تأثره الشديد" بالمجزرة، وقال: "ان من استشهدوا كانوا ذبيحة عن عراقنا الحبيب من اجل العدالة والمحبة والاستقرار والسلام". واضاف: "اتينا بروح الشركة والمحبة باسم مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك وباسم مجلس الاساقفة لمشاركة كنيسة العراق في هذه الذبيحة المقدسة لراحة انفس الشهداء، على امل تطويبهم وبدء دعواهم في مجمع القديسين (...)".

وهنا علا تصفيق حاد.

وتابع: "ان كل الشهداء في العراق يستصرخون المسؤولين في العراق وخارجه من اجل بذل الجهود للسلام والاستقرار والمصالحة. آن لهذا الشرق الذي انطلقت منه الديانات السماوية الثلاث الا يكون ارض حديد ونار بل ارض محبة وسلام واستقرار. ويا ابناء كنيسة العراق حولوا دموعكم دموع فرح وقيامة".

رسالة سليمان

ونقل الراعي رسالة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وفيها: "قولوا لشعبنا في العراق ان لبنان الذي اختبر المعاناة والالم والموت متضامن معكم، وهو معكم في سبيل السلام والاستقرار".

لقاءات رسمية

واليوم يعقد البطريرك الراعي لقاءات رسمية يتوجها بلقاء نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي يستقبل الراعي ممثلا الرئيس جلال طالباني الموجود خارج البلاد. وكان وزير البيئة ناظم الخوري ممثلا رئيس الجمهورية ميشال سليمان ودع الراعي ويونان في المطار امس في حضور سفير العراق عمر البرزنجي والعميد الركن رولان ابو جودة ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم وشخصيات.

وسئل الراعي: ما مدى صحة المعلومات التي اوردتها بعض وسائل الاعلام عن انكم تلقيتم نصائح بعدم زيارة العراق لاسباب امنية لكنكم اصررتم على الذهاب؟

فأجاب: "لم يقل لي احد بعدم الذهاب الى العراق، بل الجميع قالوا لي نهنئكم والبطريرك يونان ونهنئ كل الذين سيغادرون. نحن لسنا ذاهبين الى معركة حرب في العراق، بل الى وطن في امس الحاجة الى سلام ومصالحة. ولقد لمسنا كل تشجيع وعلامة رجاء كبيرة، وهذه الكنيسة هي كنيسة لبنان، وشعب لبنان يلعب الدور التضامني (...)".

 

القوّات تعلن عزمها رفع دعوى ضد "المنار" وموقع العونيين والمحامية الخنساء

أشارت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" إلى أن موقع "التيار الوطني الحرّ" نقل عن تلفزيون "المنار" الدعوى التي تقدمت بها المحامية مي الخنساء ضد حزب "القوات اللبنانيّة" على خلفية أحد المقالات المنشورة على موقع إدعت أنه تابع للحزب. وأكّدت الدائرة أن "في ما نشر إساءة متعمدة الى حزب "القوات" ورئيسه الدكتور سمير جعجع، كون القيمين على الموقع وعلى التلفزيون المذكورين يعلمون تمام العلم أن الموقع الذي نشر المقالة لا علاقة له بـ"القوات اللبنانية" لا من قريب ولا من بعيد"، مشيرة إلى أن عدم ارتباط هذا الموقع الإلكتروني بـ"القوّات" تؤكده الوقائع، إذ أنها كانت عممت بيانات متعددة منذ 2005 تُعلم فيها المعنيين والرأي العام أن لا علاقة لها بالموقع المذكور، كما أن الصور المعروضة على تلفزيون "المنار" وموقع "المنار" تثبت أن الشعار ليس شعار الموقع الإلكتروني الرسمي لـ"القوات". وأعلنت الدائرة الإعلاميّة أنه بناء على ما تقدّم قرر حزب "القوات اللبنانية" أن يتقدم بدعوى ضد الموقع الإلكتروني لتابع لـ"التيار الوطني الحر" وضد تلفزيون "المنار" لأن في تصرفهما هذا قصد واضح في الإساءة اليه وفي النيل من سمعته وتعكير علاقاته مع الأطراف اللبنانية، بالإضافة الى دعوى ضد المحامية الخنساء لأنها تعلم تمام العلم أن الموقع الذي تدعي عليه ليس عائداً لـ"القوات" ولأنها نشرت أوراق دعوى لا تزال قيد التحقيق مما يخالف قانون العقوبات، ولأنها أرادت عن سابق تصوّر وتصميم أن تلحق الضرر المعنوي بالقوات اللبنانية.

* فريق موقع القوات اللبنانية

 

الربيع العربي: القضية ليست مسيحية

غسان حجار/النهار      

قد يكون من المبكر الكتابة عن الربيع العربي، على ما قال الكاتب الفرنسي مارك ليفي في حديثه الى "النهار" أمس خوفاً من تحليل الحوادث خطأ، اذ اننا ما زلنا نعيش في قلب الحدث، وقراءته في شكل جيد وموضوعي تتطلب المزيد من الوقت. لذا يعطي نفسه سنوات، ولو قليلة، قبل البدء بكتاب متوقع.

لكن آخرين سبقوه الى هذا الأمر، اذ صدر عن "سلسلة كتب المستقبل العربي" كتاب لعدد من المؤلفين بعنوان "الربيع العربي الى أين؟" ينظر الى التطورات بإيجابية مطلقة. وجاء في تقديم له ان الثورات العربية "فاجأت المعرفة المعهودة، أو السائدة في مناخات عربية مارست القطيعة مع الديموقراطية لعقود طويلة. وبفعل هذه الثورات أصبحنا نعلم ان الممكن كان كامناً في الواقع ولم نره. وغدونا نعلم ان من سميناهم، بحرفية عالية "فاعلين" ليسوا هم من فعّلوا هذا الممكن. من فعّلوه أناس عاديون كانوا في بحوثنا، كائنات هلامية، نملأ بها احصاءاتنا".

هكذا ننطلق من واقع متبدل، ربما يكون مؤلماً في بعض جوانبه، لكن المؤكد انه سيكون مفتاحاً لغد مختلف، ومدخلاً الى ديموقراطية ما، او الى أشكال جديدة من الحكم، قد لا تكون بالضرورة اسلامية، كما يرى البعض، اذ ان الذين يعيشون في ظل أنظمة اسلامية، يطمحون الى التغيير ويعملون له.

ثم ان هواجس التغيير والقلق منه يعيشها الجميع في عالمنا العربي اليوم، وان كان هاجس البقاء أقوى لدى المسيحيين والدروز والعلويين وبعض الأكراد. فالسنة متوجسون في البحرين والكويت والسعودية وسوريا، والشيعة قلقون في هذه الدول وفي لبنان والإمارات، ودروز فلسطين وسوريا ولبنان ينتابهم الخوف، والأكراد يفتشون عن مستقبلهم ان في العراق أو تركيا أو سوريا أو لبنان أو إيران، والبهائيون يفتشون عن هوية من طهران الى بيروت...

القضية ليست مسيحية، كما يحلو للبعض تصويرها، وخوف المسيحيين لا يشبه فكرهم وعقيدتهم، ولا يشبه تاريخهم النهضوي في اطلاق مشاريع العلمنة والعروبة، ولا يشبه تبنيهم الديموقراطية، وتوقهم الدائم الى الحرية، والى رفع الظلم ومحاربة الاستبداد.

العالم الإسلامي كله يهتز، ويعيش أهله في حيرة لا يرون لها أفقاً واضحاً، فما بال المسيحيين، والحال هذه، ينطقون اليوم بعدما صمتوا دهراً، وبغير مسار التاريخ المعاصر، كأنهم يؤثرون في التاريخ وفي تغيير معالم شرق أوسط جديد.

ثم ان اعتراضهم على مسار الحوادث والمتغيرات لا يبدل في الأمر شيئاً، فالسلطات المسلحة بالعتاد والرجال، تنهار الواحدة تلو الأخرى، لذا كان من الأفضل للمسيحيين ان يكونوا رؤيويين، لا ان يمضوا مع الكنيسة التي تذكر بوقوف مثيلتها الفرنسية قبل عهود ضد الثورة الفرنسية وحركات أخرى للتغيير في العالم، قبل ان يعتلي عرش الفاتيكان البابا يوحنا بولس الثاني فيدفع باتجاه الثورات، وينتصر لثورة بلاده على الشيوعية مستهلاً عهداً جديداً من التغيير.

 

المفتي علي الأمين: "حزب الله" و"حركة أمل" لا يمثلان كل الشيعة.. ولا مبرر لـ7 أيار جديد فالسراي معهم  

لفت مفتي صور وجبل عامل السابق السيد علي الأمين إلى أنَّه "في كل مجتمع تعددي إذا لم يتضامن ابناؤه باتجاه الحفاظ على التعددية فيه، يمكن ان يتغلب الرأي الأحادي".

ورأى السيد الأمين أنَّ "لبنان يعيش حالة اللادولة، لأنَّ قوى الأمر الواقع تمنعها من بسط سلطتها في كثير من المواقع"، مشدداً على ضرورة قيام "الدولة المدنية التي تحترم كل المعتقدات الدينية وتحافظ على الحريات"، لافتاً إلى أنَّ "ولاية الفقيه ليست مرجعية دينية تحكم كل الشيعة حتى لا يخرج عنها الإنسان"، وأضاف: "حتى في إيران وحتى لو أصبح النظام قائم على ولاية الفقيه هناك الكثير يخالفون الولي الفقيه، وهذا يعني أن ولاية الفقيه ليست شأنا دينياً يجب أن يلتزم به المسلم، بل هي شأن سياسي"، وأضاف: "ولاية الفقيه تسمح بالرأي الآخر، ولكن ليس هذا ما نراه، فقد رأينا القمع في إيران عندما خرج من يعبر عن رأيه في الشوارع، فيعطون الحرية إذاً لأنصارهم أي تعطى الحرية ضمن الإنتماء الحزبي، أمَّا خارج الإنتماء الحزبي فلا توجد لهم حرية".

ورداً على سؤال لماذا لم تستطيعوا أن تشكلوا بديلاً من "حزب الله" و"حركة امل"، أجاب السيد الامين: "أتكلم عن نفسي، إذ ليست مهمتي أن أجد بديلاً من "حزب الله"، بل مهتي كرجل دين توجيه النصح"، وأضاف: "مع الأسف، ففي الحكومات التي تعاقبت كان هناك توافق على أن هذه الطائفة وكيلها الحصري "حزب الله" و"حركة أمل" والطائفة الأخرى وكيلها هذا الطرف أو ذاك، ما يعني أنَّ منطق المحاصصة كان موجوداً وشاركت فيه 14 آذار"، لافتاً إلى أنَّ "القوى الحاكمة هي التي كرست هذه الوكالة الحصرية".

وعن دور للطائفة الشيعية في الربيع العربي، قال الأمين: "الطائفة الشيعية نسيج من شعوب المنطقة ومصيرها مصيرهم، والآن هناك وجود للسطوة الحزبية بالإضافة إلى ضعف الدولة اللبنانية، فلا يوجد صوت يقول إنَّ هذه الطائفة مع الربيع العربي، والحرية لا تتجزاء، فنحن مع هذا الربيع العربي ومع تطلعات هذا الربيع، ونرفض أن تختزل الطائفة الشيعية بأحزاب"، وأضاف: "نحن مع ان يعبر السلفيون وغير السلفيين عن أرائهم، ونعتقد ان هذه السلفية لم تعد الى هذه الدرجة من الظلامية ويمكن التحاور معها والوصول الى قواسم مشتركة، وهي جزء من الشعب في الوطن العربي والاسلامي ومن حقهم ان يعبروا عن ارائهم".

وبخصوص المعارضة السورية، رأى الأمين أنَّ "مشهد المعارضة السورية لا يعكس الصورة السلفية التي لا تبدو ظاهرة في التظاهرات"، وسأل: "هل إذا كان السلفي يريد الحرية أقف ضد الحرية؟، وحتى التيارات الاسلامية المتشددة، فلا أرى إمتداد لها في الحركات الشعبية".

وأضاف السيد الأمين: "نحن مع النهج الذي ارساه الامام السيد موسى الصدر لجهة عدم ربط الطائفة الشيعية في سياسات وانظمة خارجية"، لافتاً إلى انَّ "أهم حليف يبقي النظام (في سوريا) هو الشعب وليس التحالفات الخارجية، فالاحزاب التي ربطت انفسها بانظمة معينة وتحالفات معينة هي التي تدفع الثمن، ولماذا يجب أن تدفع الطائفة الشيعية كلها الثمن؟".

وعن اتهام الأشخاص الأربعة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ذكر الأمين بأنَّ "الرئيس سعد الحريري نفسه قال إنَّ هذا الاتهام هو لأشخاص وليس لطائفة، لكن (أمين عام "حزب الله") السيد (حسن نصرالله) نصرالله قال إنَّه إتهام لطائفة، فهذا الكلام مرفوض لأنَّ لا سماحة السيد حسن يمثل الطائفة الشيعية ولا الرئيس بري يمثل الطائفة الشيعية كلها".

ولدى سؤاله عن أحداث 7 أيار، اوضح السيد الامين أنَّ القصيدة التي كتبها كان للإعتذار من بيروت، وقال: "إعتذرت من بيروت يومها لأنَّ بيروت ليست مدينة لأهل بيروت وحدهم، بل هي لكل اللبنانين، لكنها تركت ولم ينصرها أحد وحتى دولتنا العزيزة لم تنصر بيروت"، وأضاف: "اما ان يتجدد لسماح الله، فلا توجد مبررات لتجدده، والآن لا يوجد من يمنعهم ("حزب الله") من مد شبكة (إتصالات) هنا أو هناك، ولا توجد دولة تمنعهم حتى يحاصروا السرايا الحكومية، فالسرايا معهم".

وفي شأن العلاقة السعودية ـ الإيرانية، رأى الأمين أنَّه "عندما تتحسن العلاقة بين إيران والسعودية يمكن أن ينعكس إرتياحاً في المنطقة ككل".

 

 لجنة الدفاع استمعت الى وزير الداخلية عن ملابسات خطف جوزف صادر وشبلي العيسمي والاخوة الجاسم

شهيب: لا يجوز الخطف بالايجار ولنحم المؤسسات والقضاء

الضاهر: سلوك الطاشناق يستجلب المشكلة السورية الى لبنان

زهرمان: انتقال متخصصين بالاغتيالات من سوريا الى الشمال

قاسم هاشم: لوقف الاتهامات السياسية ولتبق الأمور في إطارها

 وطنية - 31/10/2011 عقدت لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات جلسة عند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم في في قاعة مكتبة مجلس النواب، برئاسة النائب سمير الجسر، للبحث في اشكاليات خطف جوزف صادر وشبلي العيسمي والاخوة الجاسم.

حضر الجلسة وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل والنواب: مروان حمادة، زياد القادري، علي عسيران، عمار حوري، خالد الضاهر، خالد زهرمان، علي عمار، احمد فتفت، انطوان زهرا، عبد المجيد صالح، اكرم شهيب، نبيل دي فريج، محمد الحجار، محمد قباني، جان اوغاسبيان، رياض رحال، ادغار معلوف والان عون.

بعد الجلسة وزعت المعلومات الرسمية الآتية: "عقدت لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النيابية جلسة لها عند الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الاثنين الواقع فيه 31/10/2011 برئاسة النائب سمير الجسر وحضور السادة النواب، وذلك لبحث في اشكاليات خطف جوزف صادر وشبلي العيسمي والاخوة الجاسم، فحضر الجلسة اعضاء والعديد من السادة النواب من خارج اللجنة، وقد استمعت اللجنة الى معالي وزير الداخلية مروان شربل حول هذه القضايا الحساسة، ودار خلال الجلسة بعض النقاشات بين السادة النواب".

شهيب

ولدى مغادرته الجلسة، قال شهيب: "كانت جلسة اليوم في لجنة الدفاع والداخلية اكثر صراحة حيث استمعنا الى معالي وزير الداخلية مروان شربل الذي قدم معلومات اعتبرناها اولية ومفتوحة نظرا لحساسية واهمية ملف الخطف، وطالبنا بجدية استكمال المعطيات الامنية ووضعها بتصرف القضاء المختص، وبأن يفعل وزير العدل شكيب قرطباوي ملف الاخوة الاربعة من آل الجاسم بعد العرض الذي قدمه وبشجاعة اللواء اشرف ريفي، والذي هو برأيي باب اساسي للكشف عن مصير المخطوفين بمن فيهم المناضل شبلي العيسمي الباب الاساسي للملف الموجود في القضاء العسكري، والمعطيات التي نشر بعضها في الاعلام المرئي والمقروء فيها اتصالات وتحقيقات هي الباب الاساس".

أضاف: "من هنا، اود ان اؤكد انه لا يجوز للدولة واجهزتها الاستقالة من دورها مهما كانت الظروف، وكل تماد بالتخلي والتطنيش سيساهم في مزيد من التفكك والتسيب الامني، فسيادة الدولة ستبقى منقوصة ما لم تتمكن من معرفة مصير من يعيش على ارضها ومن يلجأ اليها، ولا يجوز أبدا ان يكون هناك خطف بالايجار ولا ان يجمد ملف قضائي بهذا الحجم وبهذه الاهمية السياسية والامنية وايضا الاهمية الانسانية، لان هذا اللاجىء هو انسان له حقوق في شرعة حقوق الانسان وهناك قوانين ترعى ذلك، ولا يجوز ان يسيب هذا الوضع لانه يؤدي الى تفكك كل شيء. فلنحم المؤسسات والدولة والقضاء، ونتعاون جميعا، وتبقى هذه الملفات وتفعل بالامن والقضاء ولا تسيس".

وسئل: من المسؤول عن تجميد هذا الملف؟

أجاب: "هذه الجلسة الثالثة وسبقها جلستان للجنة حقوق الانسان، وهناك ملف منقوص وشكوك، ففي موضوع الاخوة الاربعة لآل جاسم قيل كلام واضح، فهل الوالدة والوالد دخلا وخرجا عبر الحدود؟ وهل لا يزالان هنا ام لا؟ ثانيا تفويض المحامي عبر وكالة للتنازل واسقاط الحق وعند كاتب العدل، فهل سأل عنهم احد؟ حتى الان لا اجوبة ولهذا السبب قلت نحن بحاجة الى اجوبة واضحة".

وعن وجود العيسمي في واشنطن ولقائه السفير السوري هناك واشتراطه عليه للعودة الى سوريا الا ينشر مذكراته والا يغادر سوريا وان يقدم اعتذارا للقيادة السورية، قال: "صحيح، لدينا معلومات من اهالي المخطوف العيسمي انه التقى السفير السوري في واشنطن وكان هناك هذا العرض فرفضه العيسمي".

وردا على سؤال حول الخطوة التالية، قال شهيب: "يجب ان يتابع هذا الملف حتى النهاية عبر القضاء وعبر وزارة الداخلية، وان يصار الى طلب جلسة عامة سرية لمناقشته، لان الانسان في لبنان اهم من الموارد الكهربائية والنفطية ويجب ان تعطى له القيمة، والمسألة تستحق جلسة للجان المشتركة بحضور الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والوزراء المعنيين لفتح هذا الملف بشكل اوسع وادق لتبيان الحقيقة للشعب اللبناني ولاهل المخطوفين".

الضاهر

اما الضاهر فقال: "على ارض لبنان ارض الحريات، لبنان ملجأ النازحين والخائفين، هناك ظواهر مقلقة على ارض لبنان، عمليات خطف وحجب حريات وتهديد الانسان في حريته، ومن هذه الظواهر طبعا خطف جوزف صادر وشبلي العيسمي والاخوة الاربعة من آل الجاسم وخطف عدنان حلوم ونضال مروان حيدر بتاريخ 22/9/2011 من منزل شخص في وادي خالد على الحدود مع سوريا وادخاله الى داخل سوريا حيث استلمهم الشيخ غوار المعروف في حمص. خطف الاخوين الصحن وآخر من آل الصالح واطلاقهم والكلام عن اربع سيارات سوداء رباعية الدفع لسلبهم مئتي دولار".

أضاف: "طبعا هناك تضييق على المعارضين السوريين حتى في تطبيب الجرحى، وللمعلومات لا يستطيع أي جريح ان يتطبب في مستشفيات البقاع حتى ولو كان من الحدود البقاعية فيتم الاتيان به الى مستشفيات طرابلس او عكار لانها الوحيدة التي تستقبل هؤلاء الجرحى. اما الموضوع الاخطر الذي اتحدث فيه هو ما صدر وسمعناه جميعا عن موضوع الطلب الى اكثر من سبعة آلاف كردي سوري بترك منطقة النبعة - برج حمود بأمر من حزب الطاشناق. ولا أعرف اذا كان حزب الطاشناق يريد حربا ارمنية كردية في برج حمود. ثم بأي حق يقوم حزب لبناني مهما كانت صفته، بتهجير الناس؟ فهل نسي حزب الطاشناق ان الارمن جاءوا الى لبنان نازحين ومهجرين وخائفين وتمت استضافتهم والاهتمام بهم؟".

وتابع: "نطالب الدولة بكل اجهزتها ومؤسساتها ورئاساتها ان تمنع هذه الجريمة بحق السوريين الاكراد، وانا اعتبر ان هذا السلوك من حزب الطاشناق يستجلب المشكلة السورية الى لبنان، وهم يتحملون كل تداعيات هذه المشكلة. ولعلي اعتبر ان تصرف حزب الطاشناق هو استجابة للطلب السوري للتضييق على المعارضين السوريين، وهذه امور خطيرة تستوجب منا كلبنانيين ان نؤكد على المعاني السامية، فإذا كان رب العالمين في القرآن يقول للناس لا اكراه في الدين فالذي خلق الناس وكونهم لا يجبرهم على عبادته. في السياسة، من حق جميع الناس ان يحبوا النظام السوري ان يكرهوه، ومن حق الناس ان تطبل وتزمر للنظام السوري، ومن حقهم ان يكونوا ضد النظام ومع الشعب السوري. نحن نؤكد ان لبنان سيبقى ملجأ ومأوى لكل الهاربين والمطالبين بالحرية والداعين الى العدالة والحق، ونحن في لبنان نعتبر ان هذه الظواهر لا تهدد فقط نازحا او مهجرا سوريا، انما تستهدف النظام اللبناني وتستهدف لبنان بكل شرائحه وابنائه وبكل طوائفه، ولا يجوز لنا ان نسمح بإرهاب الناس وخطفهم وقتلهم والاساءة اليهم هم الذين لجأوا الى ارض الحرية وارض العدالة".

زهرمان

بدوره، قال زهرمان: "في خضم هذه الجلسة التي كانت تبحث عن مصير المخطوفين، وجدتها مناسبة لاثير موضوعا خطيرا امام لجنة الدفاع الوطني والداخلية والامن وامام وزير الداخلية، واضع هذا الموضوع الان برسم الرأي العام اللبناني، فقد نمت الينا معلومات عن ان هنالك مجموعة متخصصة في موضوع الاغتيالات انتقلت من سوريا الى شمال لبنان وقد زودت بمسدسات حربية فيها كواتم صوت، ووزعت هذه المجموعات على اكثر من منطقة في الشمال وخصوصا في منطقة عكار، وتحت غطاء حزب سياسي له حضوره في منطقة شمال لبنان هذه المعلومة أضعها برسم الحكومة اللبنانية وبرسم كل المسؤولين لان هذه المجموعة لم تأت الى لبنان للسياحة انما لتنفيذ عمليات اغتيال".

وردا على سؤال عن هوية هذا الحزب، قال: "عندما يأتي الوقت نكشف ذلك، ولن اسمي انما استطيع القول بأنه حزب له حضوره الفاعل في منطقة الشمال، وبوجه خاص في منطقة عكار، وهناك اكثر من 12 شخصا وزعوا في عكار مزودين بكواتم صوت ومتخصصين في موضوع الاغتيالات".

هاشمورد النائب قاسم هاشم على كلام زملائه فقال: "بحسب المعلومات، والواضح انه لم يطرأ اي جديد ما بين لجنة حقوق الانسان ولجنة الدفاع والداخلية، سواء أكان على مستوى المعلومات او على مستوى القضايا التي طرحت امام اللجنتين، وكل ما في الامر ان النقاش استمر بالأسلوب نفسه والآليات نفسها التي ابتعدت كثيرا عن بعدها القانوني والحقوقي والانساني واستمرت بالاستهداف السياسي وبتوجيه الاتهامات السياسية من دون اية معلومات او ادلة ثبوتية لدى اي من طارحيها. وكان وزير الداخلية واضحا في جلسته اليوم كما كان في لجنة حقوق الانسان. والسؤال اليوم: لماذا الاستمرار في اثارة هذه القضايا على هذا المستوى والى اي اهداف او غايات؟ فإذا كان الموضوع موضوعا انسانيا وحقوقيا صحيحا فلنترك الامر والقضية للاصول التي يجب ان نتعاطى من خلالها ولتبق الامور في اطارها المؤسساتي وليأخذ كل صاحب قضية وكل جهاز وعلى اي مستوى من المستويات القضائية دوره في هذه القضية فيجب ان لا تتعدى هذه المسألة اطارها القانوني والحقوقي، وان يقلعوا عن الاتهامات السياسية واستغلال الظروف السياسية الطارئة لتسجيل المواقف هنا او هناك، والاصول تقتضي ان تعيد هذه القضايا الى السلطات القضائية والسلطات الامنية لتستمر في تحقيقاتها للوصول الى نهايات هذه القضايا وفق ما تقتضيه الاصول المؤسساتية، لا بتوجيه الاتهامات والاستمرار بها لأغراض سياسية ولتحقيق مكاسب وانجازات سياسية".

أضاف: "لنكف عن هذا الاستهداف وهذا الاستقطاب في هذه القضية على هذا المستوى ولنبقيها في اطارها القانوني البحت بعيدا عن اي استهداف سياسي لأن الكل يرفض من منطلق انساني وقانوني اي خطف لأي انسان على الاراضي اللبنانية وخارجها ومن حق الجميع ان يقول رأيه السياسي اينما كان ولكن علينا ألا نستغل هذه القضية للاستثمار السياسي الذي يريده البعض لأغراضه الخاصة. وهذا لا يمكن أن يفيدنا على المستوى الوطني اللبناني ولا يمكن استهداف العلاقة اللبنانية- السورية بتوجيه الاتهامات جزافا من هنا ومن هناك، فحينا يتحدثون عن مجموعات تنقل السلاح الى سوريا، وهنالك ملفات خطيرة وملفات سيتم اظهارهها وتبيانها في الوقت المناسب. فكفى هذه العنتريات مباشرة او مناورة من هذا الفريق او ذاك ولتبق الامور في اطارها بعيدا عن اي كيدية فالكيدية باتت تتحكم بهذه المواضيع في هذه الظروف السياسية".

 

المكتب السياسي الكتائبي: لإعادة النظر بمرسوم التجنيس

تداعيات الوضع الاقليمي تستوجب تشاورا مستمرا لتحصين الداخل

 وطنية - 31/10/2011 عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الدوري الأسبوعي برئاسة رئيس الحزب الرئيس أمين الجميل، وبعد التداول في آخر المستجدات في لبنان والخارج أصدر المجتمعون بيانا أشار الى ان "المكتب السياسي اطلع من رئيس الحزب على طبيعة ونتائج الزيارة التي قام بها الى تركيا، واللقاءات السياسية التي أجراها، وأبرزها جلستا العمل مع وزير الخارجية أحمد داوود اوغلو، والتي تندرج في اطار مبادرته الرامية الى وضع شرعة اطار لمستقبل الشعوب العربية بين الثورات والأنظمة الجديدة".

واكد الرئيس الجميل ان "تركيا هي دولة اقليمية اساسية قادرة على لعب دور مهم في هذا المجال بالتكامل مع الدور العربي، وان الوزير التركي مصمم على ان يكون دور بلاده عاملا فاعلا لضمان حق الشعوب في تقرير مصيرها".

واعتبر ان "الوضع الاقليمي العام وتداعياته على الساحتين العربية واللبنانية يستوجبان التشاور المستمر في ما بين القيادات والأطراف المعنية على الصعد اللبنانية والعربية والاقليمية والدولية، وذلك لدرء تداعيات الحراك الدائر في بعض الدول العربية وبصورة خاصة من اجل تحصين الساحة اللبنانية في وجه المخاطر المحدقة بأمن واستقرار البلاد".

وتوقف المكتب السياسي عند "المرسوم الجمهوري الذي قضى بسحب الجنسية اللبنانية من غير مستحقيها"، مشيرا الى انه بالقدر الذي يرحب بهذا القرار فهو يعتبره "غير كاف"، متسائلا عن "مدى اهمية مرسوم تصحيحي طال حوالى 300 شخص مقابل المرسوم القديم الذي جنس عشوائيا نحو مئتي الف شخص سنة 1997 خلافا للقوانين وللتوازن الديموغرافي في لبنان".

ودعا المسؤولين الى "اعادة النظر في مرسوم التجنيس بأكمله، على ان تتقدم الحكومة بمشروع قانون يضع الاطر الصحيحة بمنح الجنسية اللبنانية لمستحقيها وبشكل يحفظ مصلحة البلاد

 

النائب محمد قباني وجه سؤالا الى الحكومة عن قطاع الكهرباء: لن نقبل بمخالفة قوانين سنها ويسنها المجلس النيابي

اناشد رئيس الجمهورية التدخل وحماية الدستور من الانتهاكات

 وطنية - 31/10/2011 وجه رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب محمد قباني سؤالا الى الحكومة بواسطة رئاسة مجلس النواب، "حول قطاع الكهرباء وقانونية عمل مقدمي الخدمات جاء فيه: "بالإشارة الى الموضوع اعلاه وعملا بالنظام الداخلي لمجلس النواب، نتوجه الى الحكومة بالسؤال الآتي:

"بداية يجب التأكيد على أهمية التزام الإدارات المختلفة بدءا من الوزراء باحترام وتنفيذ القوانين جميعا، ولن نقبل بتجاهل أو تجاوز أو مخالفة القوانين التي سنها ويسنها المجلس النيابي. وبالتأكيد لن نقبل بمخالفة الدستور من قبل الحكومة أو الوزراء. وأبدأ بجانب واحد من قطاع الكهرباء. وفي هذا المجال فالقانون واضح وشبه وحيد وهوالقانون رقم 462 بتاريخ 2/9/2002 العائد لتنظيم قطاع الكهرباء. وهذا القانون نافذ طالما انه لم يعدل سواء أعجب الوزير أم لم يعجبه.

في القانون: الخطوة الأساس في قانون الكهرباء تأليف "الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء" ان أهم وظائف الهيئة الناظمة وأولها وضع استراتيجية قطاع الكهرباء، وتحضير المخططات التوجيهية.ان توصياتنا المتكررة وآخرها بتاريخ 7/4/2010 أكدت على مطالبتنا (البند7) (العمل على إيجاد صيغة قانونية إدارية فنية للاستعانة بالقطاع الخاص في تأمين خدمات التوزيع والفوترة والجباية مما يحقق عائدا أعلى وخدمة أفضل عبر مقدمي الخدمة (PROVIDERS SERVICE) وتطبيق القانون يعني إخضاع عملية تلزيم مقدمي الخدمات لترخيص الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء.والمستغرب ان دفاتر الشروط لما يسمى مقدمي الخدمات Providers Service Distribution تنص على ان الملتزم لكل منطقة عليه وضع خطة الإستثمار(Plan Investment) والمخطط التوجيهي بعد التلزيم وليس قبله. مرة أخرى يضع وزير الطاقة العربة قبل الحصان، ويخالف القانون والمنطق العاقل.المخطط التوجيهي بعد تلزيم تنفيذ المشروع؟ ثم ما هي الصفة القانونية لمقدمي الخدمات؟ هل هم مقاولون أو مستثمرون أم أصحاب امتيازات توزيع؟. لم يتضمن دفتر الشروط العام أوالخاص اوملحقاتها ما يشير من قريب او من بعيد الى أن قطاع الكهرباء ستتم تشركته ولاحقا خصخصته، او الى أي نص آخر يفي بانتهاء عمل مقدمي الخدمات عند البدء بعملية تشركة مؤسسة كهرباء لبنان تمهيدا لخصخصتها بحسب أحكام القانون رقم 462، علما بأنه ورد في ورقة سياسية للقطاع في لبند 9 منها (تشركة كهرباء لبنان) بأن أعمال التشركة ستبدأ في العام 2010 وان عقد مقدمي الخدمات هو إجراء لتخفيف مسؤولية مؤسسة كهرباء لبنان في أثناء التحضير لعملية التشركة.

وفي الشق المالي طرحنا أسئلة لم نتلق أجوبة عليها ومنها:

ما هي الجدوى المالية من مقدمي الخدمات وبالتالي ما هي كلفة مقدم الخدمات لكل كيلو واط ساعة؟.ان قيمة المشروع الإجمالية تتجاوز الألف مليار ليرة أي حوالي 750 مليون دولار على الأقل تنفق في مشروع غير مضمون النتائج إلا للملتزمين أنفسهم، الذي ستؤخذ نسبة مئوية من الجباية لتوضع في حساب فرعي لتغطية نفقاتهم، وهي أصلا لا تغطي إلا جزءا من الكلفة الفعلية للقطاع. وستزيد بالتالي من أعباء قطاع الكهرباء على الخزينة. ان المرسوم الإشتراعي لمؤسسة كهرباء لبنان أناط بالمؤسسة حصرا الإنتاج والنقل والتوزيع ولم يعطها حق تجيير أي من المهام المذكورة الى الغير. ويشمل لمشروع استدانة من القطاع الخاص وهذا الأمر يحصره الدستور اللبناني بصدور قانون في المجلس النيابي يجيز ذلك. كما ان هناك رهنا لمداخيل مستقبلية للخزينة وتجييرا لها للغير ويلزم بنفقات مستقبلية مرتبطة بفوائد غير محددة. وبالتالي فإن الدولة ستتولى الإنفاق على المحروقات اللازمة لانتاج الكهرباء، فيما لا تسترد كامل الجباية كما الوضع الحالي. إذ يذهب قسم أساسي منها الى الشركات الملتزمة وحصة الخزينة غير معروفة. أي ان الدولة تدفع والشركات تقبض؟.ثم ان وزير الطاقة تصرف بعملية التلزيم على هواه ودون التقيد بالأصول والمناقبية المطلوبة. فهو قد منع عنوة إحدى الشركات وهي كهرباء زحلة من الإشتراك ومارس ضغطا وبرسائل خطية على الشريك الأساسي للمنطقة الوسطى من أجل ذلك. وعندما لجأت الشركة المذكورة الى القضاء صدر قرار لمجلس شورى الدولة بتاريخ 12/7/2011 بوقف تنفيذ قرار وزير الطاقة رقم 2397 تاريخ 12/1/2011. إلا ان وزير الطاقة رفض تنفيذ القرار القضائي المذكور. كما انه وبمساعدة المايسترو البارع في طبخ تفاصيل دفاتر الشروط وإجراءات التلزيم استطاع التحكم بنتائج تلزيمات المناطق الثلاث.وعندما لم تعجبه نتيجة إحدى المناطق وهي الجنوب أعاد تلزيمها فيما صدق الإلتزامين الآخرين.ويهمنا الإشارة الى ان وزيرة المالية السابقة رفضت بدراسة محكمة بتاريخ 27/4/2011 الموافقة على تلزيم أشغال مقدمي الخدمات".

اضاف قباني "ارفق ربطا نص هذه الدراسة طالبا اعتبارها مستندا ملحقا بهذا السؤال. كذلك رفض وزير المالية الحالي الموافقة على هذا التلزيم ايضا ولنفس الأسباب.

ورغم ذلك يحاول وزير الطاقة للمرة الثالثة ممارسة ضغوط سياسية على وزير المال من أجل تغيير رأيه، وهو يتجنب إحالة الملف الى مجلس الوزراء.

السؤال هو الآتي:

1- كيف يسمح لوزير بمخالفة الدستور عن طريق تلزيم مشاريع فيها استدانة من القطاع الخاص وانفاق حوالي 750 مليون دولار ورهن لمداخيل مستقبلية للخزينة دون صدور قانون من المجلس النيابي يجيز ذلك؟

2- أين هو المخطط التوجيهي العام لقطاع الكهرباء الذي هو من مهام الهيئة الناظمة للقطاع؟ وكيف يمكن المباشرة بمشاريع تنفيذية قبل إنجاز المخطط التوجيهي وإقراره؟ ألا يدعو وضع العربة قبل الحصان الى الريبة؟

3- كيف يمكن مخالفة قانون الكهرباء رقم 462 الساري المفعول الذي يخضع عملية تلزيم مقدمي الخدمات للهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء. فيتم ذلك قبل تأليف الهيئة الناظمة؟

4- كيف يحق لمؤسسة كهرباء لبنان التصرف بأموال الجباية وتجييرها الى مقدمي الخدمات في حين ان وزارة المالية هي التي تقوم بدفع ثمن المحروقات ومن حقها استرداد كامل قيمة الجباية مما يشكل خسارة واضحة للخزينة؟

5- كيف يجوز لوزير الطاقة رفض تنفيذ قرار لمجلس شورى الدولة؟

6- كيف يجوز لوزير الطاقة عدم الإلتزام برفض وزراء المالية لمشروعه؟ وكذلك عدم رفع الخلاف بينه وبين وزراء المال الى مجلس الوزراء؟ والمضي في عملية التلزيم كأن وزارة الطاقة هي دكان يملكه شخصيا؟

7- من الذي سيقوم بمحاسبة وزير الطاقة على هذه المخالفات الجسيمة للدستور والقوانين والمؤسسات الدستورية أي مجلسي النواب والوزراء؟ وكيف سيتم تصحيح الأداء في وزارة الطاقة والمياه؟.

إلا أنني ومن ناحية ثانية أتوجه الى رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور مناشدا فخامته "التصدي لعملية انتهاك الدستور والحرص على احترام النصوص الدستورية من قبل جميع المسؤولين".

وعمم النائب قباني، كتابا كانت أرسلته وزيرة المال السابقة ريا حفار الحسن، الى مؤسسة كهرباء لبنان، في معرض ردها على طلب المؤسسة الموافقة على تلزيم أشغال

Providers Service Distribution لمدة أربع سنوات.

وختم النائب قباني بالقول: "هذا سؤال موجه الى الحكومة، ومن ناحية اخرى أتوجه الى فخامة رئيس الجمهورية وهو المؤتمن على الدستور ان يتدخل لحماية الدستور اللبناني من هذه الانتهاكات التي يتعرض لها".

 

هزيم: نرفض تحويل الطائفة الاورثوذكسية الى حزب سياسي ونجهل برنامج وطروحات المعارضة السورية ولم يتم اي اتصال معها

 وطنية 31/10/2011 اعتبر بطريرك انطاكيا وسائر المشرق لروم الاورثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم هزيم في حديث ينشر غدا في جريدة " لوريان لو جور"، "أنه لم يتم اي اتصال بينه وبين المعارضة السورية. لذا، هو يجهل برنامجها وطروحاتها ورؤيتها لاي سوريا تريد". وعلى الصعيد اللبناني رفض هزيم تحويل الطائفة الاورثوذكسية الى حزب سياسي. واعتبر "أن لا مرشحين للكنيسة للمناصب الادارية. وأن هذه المسؤولية تقع على عاتق رجال السياسة الاوروثوذكس وليس الاكليريكيين". واكد "أنه هو من يمثل الطائفة في لبنان عند حضوره، وأنه على مسافة متساوية من جميع الافرقاء السياسيين في البلد".

 

أوكل لبري المهمة وأوكل لعون ضرورة بقاء حكومة ميقاتي تحسباً لتطورات "سيئة" في سورية 

"حزب الله" يسعى لإحياء الحوار لتمرير "صيغة ما" لتمويل المحكمة

 بيروت - "السياسة": يستعجل رئيس مجلس النواب نبيه بري في خطواته ومساعيه لإعادة إحياء هيئة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان, حيث سجل في الأيام الأخيرة تحركاً نشطاً لموفديه في اتجاه الفرقاء المختلفين ولا سيما منهم تيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي", بهدف إقناعهم بضرورة المشاركة.

وكشف مصدر سياسي مطلع ل¯"السياسة" أن بري نال موافقة رئيسي الجمهورية والحكومة بداية ثم انتقل لإقناع النائب وليد جنبلاط الذي وافق مبدئياً ولكنه أثار تساؤلات عن جدول أعمال الحوار, لأن جنبلاط يريد عدم حصره ببند سلاح "حزب الله". وفي خطوة تالية بعث بري رسالة إلى رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة بأن مجرد موافقة تياره على إحياء الحوار ستعني فتح الباب لحل قضية تمويل المحكمة الدولية ايجابياً, ولم يتلق بري بعد جواباً من "المستقبل".

وأكد المصدر أن وراء حماسة بري للحوار أسباباً إقليمية ومحلية, والهدف الرئيسي خارجي يتجاوز في أهميته المعطيات والتفاصيل اللبنانية, وقد وصلت معلومات إلى قياديين لبنانيين أن "حزب الله" هو الذي يقف خلف بري, لأنه يخشى بشكل متزايد من تطورات الوضع في سورية, وبات على قناعة (وإن أعلن عكس ذلك) أن نظام الأسد ساقط أو أن سورية ذاهبة إلى سنوات من الاقتتال والفوضى, الأمر الذي سينعكس على وضعه الستراتيجي.

وفي هذا الاطار, تلقت قيادة الحزب طلباً إيرانياً بضرورة الانفتاح على العالم وهذا ما فعله بإرسال وفد إلى روسيا ثم التحضير لزيارة إلى الصين, وترافق ذلك مع تبدل في علاقة الحزب بقوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان, إذ بدأ مسؤولوه بزيارة قيادات هذه القوات, وهم من دول أوروبية فاعلة ومؤثرة, مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا, وتجاوزت النقاشات معهم الإطار العسكري الميداني إلى قضايا سياسية.

أما الخطوات الأخرى التي خطاها الحزب فكانت في اتجاه الداخل, فكان لقاء السيد حسن نصر الله-جنبلاط الأخير, حيث قبل "حزب الله" أن يكون لرئيس "الاشتراكي" موقفه المتميز في موضوعي سورية والمحكمة الدولية, بشرط استمرار التنسيق داخلياً.

وبالتزامن مع ذلك أبلغ الحزب حليفه ميشال عون أن الحفاظ على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي حالياً هو ضرورة قصوى لأن سقوطها يعني بكل بساطة انفراط الأكثرية الحالية, وعودة الرئيس سعد الحريري أو الرئيس فؤاد السنيورة عبر الاستشارات النيابية إلى رئاسة الحكومة. وقد نشبت أزمة صامتة بين عون و"حزب الله" ولكن الثاني أقنع الأول بالقبول والسكوت.

بقي على "حزب الله" استدراج الخصوم وفي مقدمهم "تيار المستقبل" إلى حملته "الانفتاحية", فأوكل لبري صاحب الموقع الدستوري الثاني في البلاد, وصاحب أول دعوة لطاولة الحوار الوطني, مهمة إقناع هؤلاء الخصوم وفي يده الثمن الذي يعتقده أنه المطلوب, أي تمويل المحكمة ب¯"صيغة ما" لا يعارضها "حزب الله", ولكن من دون أن تعني موافقته على عمل وشرعية المحكمة.

الصفقة الجديدة التي يريدها "حزب الله" من طاولة الحوار, تفترض أن يكون جدول الأعمال مفتوحاً, ليشمل إجراءات ضبط الحدود من الجهة اللبنانية التزاما بالاتفاقات الأمنية مع النظام السوري, وضبط الإعلام اللبناني وعدم التحريض على نظام الأسد, والبحث في ضمان عدم "تسييس" المحكمة الدولية, وتأمين الشرعية لاستمرار حكومة الرئيس ميقاتي, وضمان عدم محاصرتها دولياً وإسقاطها محلياً, إذا تطورت الأمور نحو الأسوأ (من وجهة نظر الحزب) في سورية.

في المقابل شكلت الحوادث الأمنية المتكررة, والتي تبين أن قوى "8 آذار" تقف خلفها, وسيلة "الإقناع" الثانية لفريق "14 آذار" ليوافق على العودة للحوار, تماماً كما شكلت التظاهرات والتظاهرات المضادة واهتزاز الاستقرار في العام 2006, وسيلة لإقناع الجميع بالمشاركة في حوار مجلس النواب ابتداء من شهر مارس. وتماماً كما شكلت أحداث مايو 2008 مقدمة لحوار الدوحة. ففريق الثامن من آذار يهدد بحرب أهلية بالمفرق إذا لم ينصع الخصوم لفخ طاولة الحوار مجدداً.

وختم المصدر: "إن موقف قوى 14 آذار المبدئي هو رفض الحوار إلا في بند واحد هو السلاح غير الشرعي, وأي قبول بالعودة إلى طاولة الحوار, وفقاً لمصدر قيادي في هذا الفريق, خارج هذا الشرط, سيكون بمثابة لدغ جديد من الجحر نفسه للمرة الثالثة على التوالي".

 

الجيش اللبناني يؤكد تدخل وحداته لمعالجة أي خرق سوري

بيروت - "السياسة" والوكالات: أشارت قيادة الجيش اللبناني, أمس, في بيان, إلى أنه "كَثُر في الآونة الأخيرة الحديث عن تطورات تحصل على الحدود البرية مع سورية, فتارةً يتم تداول معلومات حول دخول قوات عسكرية إلى الأراضي اللبنانية, ومطاردة فارين, وتارةً يتم الحديث عن عمليات زرع ألغام داخل أو خارج الحدود اللبنانية, وقد ترافقت هذه المعلومات مع تساؤلات حول دور الجيش حيال هذه التطورات". وأكدت قيادة الجيش أنَّ "وحدات الجيش تتدخل بصورة فورية لمعالجة أي خرق إذا حصل, وهي تتابع مهماتها بدقة لجهة ضبط الحدود ومنع التهريب وتسلل المسلحين, عملاً بتوجيهات السلطة السياسية, كما أنها تنسق مع الجانب السوري عند الحاجة في إطار الاتفاقيات المعقودة بين البلدين, وذلك لمعالجة أي خلل أمني على الحدود المشتركة بما يحفظ الأمن والاستقرار على جانبي هذه الحدود". في سياق متصل, تقدمت مجموعة من الجيش السوري, أمس, باتجاه منطقة مشاريع القاع محلة الجورة, حيث عمدت إلى زرع عدد من الألغام والأشراك قبل أن تنسحب إلى مواقعها داخل الأراضي السورية. تجدر الإشارة إلى أن الحدود في منطقة مشاريع القاع البقاعية متداخلة بين لبنان وسورية.

 

فارس سعيد لـ السياسة: اللبنانيون سيقفون سداً منيعاً أمام أي محاولة لإيقاع الفتنة بينهم  

"14 آذار": تهديد الأسد بإحراق المنطقة غير قابل للتنفيذ

السياسة/أكدت أوساط بارزة في قوى "14 آذار" لـ"السياسة", "أن المواقف التصعيدية للرئيس السوري بشار الأسد تعكس بكثير من الوضوح المأزق الذي يعانيه نظامه بعد اشتداد الضغوط العربية والدولية عليه لوقف مسلسل إجرامه بحق الشعب السوري المطالب بالحرية والديمقراطية, وبعد تزايد عدد الضحايا الأبرياء الذين سقطوا برصاص الجيش السوري منذ بدء الانتفاضة في مارس الماضي, محذرة من مخاطر إفشال دمشق مهمة الوفد الوزاري العربي, لأن ذلك سيزيد من حدة الصراع في سورية ويفتح الباب واسعاً أمام شتى الاحتمالات التي لن تكون بالتأكيد لمصلحة النظام الذي سيجد نفسه مضطراً للعب ببعض الأوراق التي لا تزال بحوزته لفك عزلته إذا أمكن ذلك.

وفي هذا الإطار, قال منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد "إن الجواب الواضح على التهديدات التي أطلقها الرئيس الأسد جاء من وفد الجامعة العربية الذي دعاه إلى عدم اللف والدوران والإجابة بوضوح على ورقة العمل التي تقدمت بها الجامعة العربية, وبرأيي أن تهديد الأسد بإحراق المنطقة غير قابل للتنفيذ لأنه لا يمكن أن يكون قادراً على تنفيذ تهديداته إلا بالتواطؤ والتفاهم مع الجانب الإيراني في هذا المجال, ولا نرى أن طهران مستعدة للدخول في إشعال المنطقة لأسباب عدة, منها داخلية على مستوى القيادة, ومنها نتيجة موازين القوى التي طرحت نفسها في هذه المرحلة في العالم العربي".

وأشار سعيد إلى أن افتعال مشكلات أمنية في لبنان هو جزء مما يحاول أن يقوم به الأسد من أجل حماية نظامه, ولكن هذا الموضوع أيضاً غير قابل للتنفيذ لأسباب عدة أبرزها أن أي تدخل سوري في إشعال أي فتنة في لبنان سيقابل من قبل اللبنانيين بالوقوف سداً منيعاً أمام هذه المحاولات البائسة لهذا النظام البائس الذي يمر بمرحلة لا يُحسد عليها أبداً.

واعتبر أن نظام الأسد وضع الورقة اللبنانية على الطاولة, لكنه لن ينجح في استخدامها لأنه سيواجه بحزم, مشيراً إلى أن الميليشيا الأساسية في لبنان, وهي "حزب الله", غير قادرة على تنفيذ أي تهديد داخلي, مشدداً على أن الحرص الذي أبداه الأسد وحسن نصر الله على بقاء حكومة نجيب ميقاتي يشير إلى أن هناك مخرجاً ما للتمويل يحاول أن يطرحه الفريق الآخر, كما أن الرئيس ميقاتي ولأسباب طائفية ومناطقية ووطنية وعربية وأخلاقية عليه أن يمول هذه المحكمة.

من جهته, علق عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني على تهديدات الأسد بالقول: "لقد ذكرني بكلام العقيد معمر القذافي قبل سقوط ليبيا, كما ذكرني بمواقف الصحاف في بغداد, لذلك على الرئيس الاسد أن يبدأ بالإصلاح".

واضاف في تصريح إلى "وكالة الأنباء المركزية" ان "هذا التهديد دليل على ان النظام السوري مأزوم وقلق جداً".

إلى ذلك, أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا أنه "ليس من حق رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون اتهام الآخرين بما يقوم به على صعيد الفتنة", كاشفاً أن "أنصار عون يتسلحون ويتدربون حديثاً استعداداً لأعمال أمنية للانتقام من "الأحرار في لبنان" إذا ما ارتبك النظام في سورية".

وإذ اعتبر أن "الزواج بين التيار الوطني الحر وحزب الله ليس زواجاً مارونياً, على الرغم من أن أحد أطرافه ماروني", رأى زهرا أن "المؤشرات السياسية المقبلة لا توحي بأن "الجنرال العنيد" يمكن أن يستمر طويلا في تحالفه مع "حزب الله", لكن من المؤكد أنه سيكون الخاسر الأكبر", مؤكداً أن "حزب الله لن يستغني عن تحالفه مع عون لأنه لن يكون لديه أفضل من هذا "البوق" للترويج لسياساته وطموحاته".

 

التلويح بالخيار العسكري جدي لكنه "خدعة" في الوقت نفسه 

رسالة إسرائيلية "خطرة" إلى المجتمع الدولي: سنضرب إيران إذا لم تشدد العقوبات عليها

تل أبيب - يو بي اي: ذكرت تقارير صحافية في إسرائيل, أمس, أن تلويح رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك بمهاجمة المنشآت النووية في إيران هي خدعة لدفع الولايات المتحدة إلى تشديد العقوبات على الجمهورية الإسلامية ومحاولة إقناع روسيا والصين بتأييدها, لكنها في الوقت نفسه خطيرة لأن "الخيار العسكري" مطروح على الطاولة.

وواصلت صحيفة "يديعوت أحرونوت", أمس, تناول هذا الموضوع بتوسع وبعنوانها الرئيسي, محذرة من أن هجوماً ضد إيران سيجلب الدمار إلى إسرائيل, وأن الولايات المتحدة تتعقب الاستعدادات الإسرائيلية لضرب إيران.

وكتب كبير المحللين في الصحيفة ناحوم برنياع أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين يعتبرون شن عملية عسكرية إسرائيلية مكشوفة هي خطوة تكلفتها كبيرة للغاية وبما لا يقاس مع نجاعتها, ووصفوها بأنها "خطوة بذيئة وخطيرة وتفتقر للمسؤولية".

وأضاف ان "مسؤولين آخرين مقتنعون بأنه تختبئ خلف كل هذه الأقوال, وكل الاستعدادات, خدعة, وأن الاثنين (نتانياهو وباراك) يلوحان بعملية عسكرية من أجل إقناع الولايات المتحدة بتشديد ضغوطها على إيران, ليس أكثر, والحديث يدور عن مناورة, وحكومات كثيرة في العالم التي تراقب إسرائيل وإيران بتأهب تتعامل هي أيضاً مع عملية إسرائيلية بتشكيك".

لكن الخطر الذي أشار إليه برنياع في هذه الخدعة هو أنه "في العام 1973 مارس (الرئيس المصري الأسبق) أنور السادات ضغوطا على الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل بدء محادثات معه بشأن استعادة سيناء, ومن أجل تعظيم الرسالة قام بإرسال جيشه للتدرب على عبور القناة, وهذا لم يؤثر على الإسرائيليين والأميركيين واعتقدوا, ربما بحق, أن هذا تضليل, وفي الصيف غير السادات رأيه وانتقل إلى خطة عبور حقيقية والبقية يرويها تاريخ حرب "يوم الغفران" في أكتوبر من العام 1973.

ورأى برنياع أن الأمر نفسه ينطبق على الموضوع الإيراني وأن "مسدساً موضوعاً على الطاولة في جولة التهديدات الأولى يكون موضوعا أحيانا لغرض التهديد فقط أو لغرض التزيين أو الاستعراض, ورغم ذلك فإنه لا ينبغي استبعاد إمكانية أن يطلق المسدس النار في المرة المقبلة".

من جهة ثانية, نقل المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت" ألكس فيشمان, من واشنطن, عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن "التخوف من عملية عسكرية إسرائيلية جعل الولايات المتحدة تعمل في مستويات عدة من أجل ممارسة ضغوط على مجلس الأمن الدولي لتشديد العقوبات ضد إيران".

وأضاف ان القلق في الإدارة الأميركية يتصاعد بسبب نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية في نوفمبر الجاري والذي سيشير إلى تقدم كبير في مجال بناء المركبات العسكرية للبرنامج النووي الإيراني, موضحاً أن ذلك من شأنه أن يشجع إسرائيل على تنفيذ خطوات ضد إيران لا تكون بالضرورة منسقة مع المصالح الأميركية في المنطقة.

وأكد أن الإدارة الأميركية دخلت الآن إلى حالة "نشاط بالغ" بهدف ممارسة ضغوط كبيرة على إيران من أجل "إنزال" إسرائيل عن مشروع الهجوم.

وفي هذا السياق يمارس الأميركيون ضغوطاً على روسيا والصين, اللتان تعارضان نشر تقرير الوكالة الذرية بحجة انه سيكشف تقدم البرنامج النووي الإيراني ومن شأنه إحراج الدولتين.

 

موارنة لبنان والمهجر لا يثقون بالراعي وسيقفون منه على مسافة واسعة من الحذر

حميد غريافي/السياسة

أكدت أوساط حزبية مارونية لبنانية في لندن أمس, أن العلاقات بين البطريرك الجديد بشارة الراعي وقوى "ثورة الأرز" و"14 آذار" التي كانت "تضرب بسيف بكركي في عهد البطريرك نصرالله صفير, والتي قادت معه حرب اخراج الاحتلال السوري من لبنان العام 2005 لا يمكن ان ترقى الى مستوى العلاقات السابقة مع الصرح البطريركي".

وأوضحت أنه "طالما ان الراعي بدأ عهده "على زغل" واستعار اسلوب وليد جنبلاط وصديقه الرئيس ميشال سليمان في عمليات القفز من خندق الى خندق, وفي الادعاءات بالحياد بين اطراف النزاع الداخليين, اذ كيف يمكنه ان يقف على المسافة نفسها, ممن دفعوا دماءهم عن انتزاع لبنان واستقلاله وحريته وكرامته من بين براثن عائلة الأسد الذين نكلوا باللبنانيين وخصوصا المسيحيين طوال ثلاثين عاماً من الاحتلال القمعي بالحديد والنار, وممن باعوا لبنان واستقلاله كرامته الى السوري والايراني واخيرا الى الاسرائيلي كما بينت عمليات اكتشاف شبكات التجسس الاسرائيلية خلال العامين الماضيين التي بلغت مستوى لم تعرفه دولة في العالم".

وقال احد قادة الاحزاب اللبنانية المارونية الذي يزور لندن ل¯"السياسة" إن "الجناح اللبناني المسيحي الاستقلالي الديمقراطي قرر عدم مواجهة البطريرك الراعي لأنه لا يمثل نفسه بل ان منصبه هو رمز وجود لبنان حتى ولو كان لا يدري ماذا يفعل, او هو يدري والمصيبة اعظم, لكنه ايضا قرر عدم التعامل معه كما تعامل مع سلفه الكاردينال صفير مبقياً بينه وبين بكركي في عهده مسافة واسعة من الحذر الشديد, مكتفياً بين الحين والحين بإعلان مواقف تصحيحية لمواقف الراعي عندما يشذ مرة اخرى عن السرب السيادي اللبناني, كما فعل حتى الآن منذ زيارته فرنسا ثم جولته على بعلبك والجنوب حيث رهن هذه المواقف الى أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله وزبانيته, بالاتفاق المسبق مع صديقه الحميم الرئيس سليمان الذي لا يقطع (الراعي) خيطا من دون استشارته".

ولفت إلى أن "الجناح المسيحي الحقيقي الذي يمثل اكثر من مليون انسان في لبنان وملايين المسيحيين في الخارج, وليس جناح ميشال عون الذي انضم الى وئام وهاب وناصر قنديل وعبدالرحيم مراد وميشال سماحة وسليمان فرنجية وعاصم قانصوه, لن يمنح البطريرك اي شيكات على بياض, كما لن يسمح له بالتكلم باسم الغالبية المسيحية في لبنان لا في الداخل ولا في المحافل الدولية, وهذا ما قام به فعلا لدى المسؤولين الأميركيين وغالبيته أعضاء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة في أثناء زيارته إليها قبل ثلاثة اسابيع حيث شعر الراعي بهذه المقاطعة المارونية الواسعة التي لم تحدث خلال زيارات البطاركة السابقين إلى اميركا, وبنفوذ قوى ثورة الارز داخل الادارة الاميركية التي تمثل اقوى دولة في العالم والتي رفض قادتها لقاءه بسبب احتضانه سياستي "حزب الله" ونظام بشار الاسد".

ونقل القائد الحزبي الماروني في لندن عن ممثلي حزبه في الولايات المتحدة التي زارها الراعي قولهم "أن من احاط الراعي من موارنة خلال تنقلاته لا يمثلون اي فريق ماروني وهم جميعاً مستنفدون اغترابياً وغير قادرين على التأثير على احد, وهم انفسهم الذين استقبلوا الرئيس سليمان وسواه ممن يدورون في فلكه, وان جل ما فعلوه اقتصر على "السهر على راحته" ومعظم هؤلاء كانوا اصلا ضد انتخاب الراعي خلفاً للبطريرك صفير الذين فعلوا معه نفس مع فعلوه مع البطريرك الجديد ومع كل بطريرك سواء كان "لبنانياً صرفا أم غير لبناني".

 

تهديدات النظام السوري والنهاية السوداء!

داود البصري/السياسة

مع اقتراب ساعة الحقيقة , ووضوح المصير الأوحد والمشترك لجميع الفاشيين في العالم , ومع إصرار الشعب السوري الثائر على تحقيق غاياته المشروعة وإنجاز الهدف المقدس بأسرع وقت ممكن لملء مزبلة التاريخ ببقايا نظام فاشي عفن متحلل , ومع وصول الجامعة العربية إلى افق مسدود معروفة نهاياته و تشعباته , أطلق رئيس النظام السوري كالعادة وكما فعل أسلافه من ( السلف الإرهابي الديكتاتوري الطالح ) تهديدات عنترية فارغة حول زلازل سيصيب المنطقة! وحول مشاريع تقسيم وأفغنة وصوملة و عرقنة وغيرها من التعبيرات والتهديدات الجوفاء التي لاتجرف أبدا الحقائق الميدانية السائدة في سورية والتي حسمها وقررها الشعب السوري بنفسه وهو يقدم كل يوم الدماء العبيطة على مذبح الشهادة الدائمة والتي ستستمر وتتصاعد حتى سقوط النظام وهي مسألة وقت ليس إلا .. لقد قال الرئيس السوري ان سورية تختلف عن بقية البلدان العربية وهي تختلف فعلا ونوافق الرئيس على ماقاله و نطق به لكون الإختلاف ينبع أساسا من كون الشعب السوري يقوم اليوم ومنذ ثمانية اشهر بثورة هي أنبل و أطهر حالة ثورية في العالم العربي , كما ان الشعب السوري قد أظهر و أبان عن فدائية و بطولة أسطورية لم تظهر صفاتها ولا تجلياتها في الشرق القديم منذ قرون طويلة , فالثورة الشعبية السورية الكبرى الجديدة هي إحياء حقيقي لروح الشهادة والجهاد والمطاولة وإسترخاص النفس من أجل الكرامة التي عرف بها ذلك الشعب وتميز عبر التاريخ قبل أن يحاول الفاشيون والطارئون وخفافيش التاريخ إستعباد ذلك الشعب وفرض إمبراطوريتهم المتعجرفة وسلالتهم بالقوة على ذلك الشعب الذي صبر طويلا ولكنه حينما إنفجر إنحنت الدنيا بأسرها لشجاعته وفدائيته وإصراره وإسترخاصه للموت في سبيل الكرامة وطلبه للموت من أجل أن توهب الحياة الحرة للأجيال القادمة ,وثورة بتلك المواصفات الفريدة والراقية لايمكن أبدا أن يهزمها "شبيحة" أو "حرس ثوري" أو عصابات حزب خدا أو عملاء حزب الدعوة وبقية الحثالات الشعوبية المتساقطة , لا ورب الكعبة ,لم تنطلق وتشتعل الثورة إلا لتنتصر رغم إرادة أنوف الأعاجم الطويلة وتآمر اللصوص وزناة الليل , أما التهديدات الجوفاء والتي سمعناها كثيرا من أفواه كبار القيادات الفاشية النافقة وكان آخرهم ملك ملوك إفريقيا والرجل الأخضر القذافي فهي ليست سوى أضغاث أحلام وسيول من الهذيان العاجز لنظام متساقط توضحت أمامه بالكامل خارطة الطريق نحو الجحيم! وهي الخارطة التي رسمها الشعب بدمائه وعبد طريقها بتضحياته , سينهار النظام كما أثبتت التجارب بأسرع من لمح البصر , ولن يتمكن قادة النظام الصفوي في طهران من إنقاذ أحد لأنهم أساسا من سيتكفل بهم و بمصيرهم الشعب الإيراني ذاته في قوادم الأيام القريبة , وأعلموا أن من يهدد لا يفعل شيئا ولن يؤذي أحدا سوى ذاته المريضة والمتورمة بالغرور و السفه والأحلام الشيطانية , الثورة السورية ويؤازرها المخلصون والأحرار في العالم تسير في طريق النصر المبين والحاسم , أما تهديدات الفاشيين , وسيناريوهات رعبهم , وأزيز صواريخهم , فسيرتد عليهم وبالا و سيحرقهم بنار حقدهم , والصراخ على قدر الألم , وقد إستطاع الشعب السوري أن يدمي أنوف الفاشست وأن يحول نهارهم لليل أسود بهيم , وإن ساعات النصر التاريخية قد أزفت وآن أوانها وفقا للوعد الآلهي الخالد ( وقد كان حقا علينا نصر المؤمنين ).. ولن تذهب دماء شهداء الشام وأحرارهم وأطفالهم سدى أبدا بل أن دماءهم ستظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم , وسيذوق الفاشيون المجرمون طعم الهزيمة المرة ويولون الدبر تحت معطف حلفائهم في طهران الذين مهما بلغ دجلهم فإنهم لن يستطيعوا أبدا لوي عنق التاريخ ولا تحريف المسيرة النضالية لشعب سورية ولا تغيير إتجاه الرياح التحررية , نظام دمشق بعد أن أفلس بالكامل لايملك سوى التهديدات الفارغة والسخية , لقد إستنفد بالكامل كل وسائله الإرهابية بعد أن أفرط في مهرجان الدم وإستباحة الأحرار , وقد جاءت ساعة الخلاص وأقتربت لحظة الحقيقة وسنرى المشاهد التراجيدية القاتمة لسقوط آخر الطغاة في الشام , وهي مناظر ستقشعر لهولها الأبدان , فالجزاء من جنس العمل , وقد أفرط النظام في القتل حتى الثمالة ولم يعد هناك من مزبلة تحتوي بقايا النظام وأدرانه سوى باللجوء إلى لضريح الفارسي أبو لؤلؤة فيروز في مدينة  كاشان أو ما يطلق عليه الصفويون "بابا شجاع الدين" فمصير النظام وقادته لايليق بهم سوى ذلك المكان... وبكل تأكيد سيهرب القتلة قريبا.. تلك هي الحقيقة العارية والواضحة.

*كاتب عراقي

 

العربي :الورقة تنص على وقف العنف فوراً وسحب الآليات من الشوارع وبدء الحوار في القاهرة 

اجتماع عربي استثنائي غداً للبحث في الرد السوري على المبادرة

الدوحة - وكالات: كشف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان الخطة العربية لسورية تتضمن سحب الآليات العسكرية من الشوارع ووقف العنف فوراً وبدء حوار في القاهرة بين النظام ومكونات المعارضة.

وقال العربي لوكالة "فرانس برس" ان الخطة التي قدمت للوفد السوري مساء اول من امس في الدوحة, على أن ترد عليها دمشق خلال 24 ساعة, تنص على "سحب الآليات العسكرية ووقف العنف فوراً حتى نعطي مصداقية ورسالة تطمين للشارع السوري".

واضاف ان الخطة تنص أيضاً على "بدء عمليات الحوار مع كل مكونات المعارضة في القاهرة", مع العلم ان دمشق لم توافق في السابق على أي حوار خارج اراضيها.

وغداة الاجتماع مساء أول من أمس بين اللجنة الوزارية العربية والوفد السوري, زار وزير الخارجية وليد المعلم, أمس, الديوان الأميري والتقى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

ولم يتضح كيف سترد دمشق على المبادرة أو ما اذا كان المعلم قدم بالفعل رد سورية من دون ان يعلن عن ذلك رسمياً.

وأكد مصدر من وفد الامين العام للجامعة العربية ان العربي غادر الدوحة, فيما غادر المعلم الفندق الذي كان يقيم فيه من دون ان يتسنى الحصول على تأكيد سوري لمغادرته الدوحة.

وكان رئيس اللجنة العربية رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني كشف ليل اول من امس في ختام الاجتماع مع الوفد السوري ان اللجنة طرحت ورقة لوقف العنف في سورية, فيما طلبت دمشق مهلة حتى (امس) الاثنين للرد عليها.

وحذر الشيخ حمد الرئيس بشار الاسد ضمنا من "اللف والدوران", داعيا الى خطوات ملموسة بسرعة لتجنب "عاصفة كبيرة" في المنطقة.

وأوضح أن الجامعة العربية ستعقد غداً الأربعاء اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية بغض النظر عن الرد السوري, سواء كان سلبياً أو إيجابياً.

من جهته, ذكر مصدر ديبلوماسي عربي أن اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الوضع في سورية برئاسة قطر ستعرض على المجلس الوزاري تقريراً بشأن نتائج مهمتها.

ومن المنتظر أن تقدم اللجنة ورقة عمل تم إعدادها للتعامل مع كل القضايا ووقف كل أعمال العنف والقتل في سورية الى مجلس الجامعة العربية لاتخاذ مايراه مناسبا في ضوء الرد السوري على هذه الورقة. في غضون ذلك, رحبت فرنسا ب¯"الرسالة الحازمة" التي وجهتها الجامعة العربية لنظام الأسد.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي "نرحب بالرسالة الحازمة التي وجهتها الجامعة العربية للرئيس السوري وطالبته بالافراج عن المعتقلين وسحب الدبابات ووقف العنف والتعهد بحوار وطني". وتعليقاً على تحذير الأسد من أن تدخلا غربيا ضد بلاده سيؤدي الى زلزال في المنطقة, قال فاليرو "من الواضح ان بشار الاسد يحاول تحوير انتباه الرأي العام الدولي", وان "المطلوب من الرئيس السوري ان يوقف حملة الترهيب والتعذيب والقتل بحق شعبه".

واضاف ان "هذا المنطق الدموي يهدد استقرار سورية في حين تطالب الشعوب العربية باحترام حقوقها المشروعة", مشدداً على أنه "آن الاوان للدول الاعضاء في مجلس الامن لتحمل مسؤولياتها حيال هذا النظام الذي يثبت من خلال قتل شعبه كل يوم بأنه فقد كل شرعية".

 

لوفيغارو: محادثات أميركية- إيرانية/انقسامات داخل "الحرس الثوري" حيال الأزمة السورية

السياسة/كشفت معلومات عن وجود انقسام داخل "الحرس الثوري" الإيراني حيال التطورات في سورية, ففي حين يقوم البعض منهم بتسليح القوات الحكومية, هناك فريق آخر أكثر واقعية ينتقد قمع المتظاهرين, لا بل ذهب الى حد الاجتماع بمسؤولين أميركيين للبحث في الوسائل الممكنة لمنع تفجير سورية في حال سقط نظام الأسد.

وجاء الكشف عن هذه المعلومات, في مقال لكبير مراسلي صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية جورج مالبرونو, احتل كامل الصفحة الثانية من الصحيفة في عددها الصادر أمس, والذي تناول فيه ما وصفه ب¯"اللعبة الإيرانية الغامضة في سورية".

وفيما لم تحدد مكان عقد الاجتماعات مع الأميركيين التي أشار إليها مالبرونو, نقلت الصحيفة عن معارض سوري مقيم في الخارج قوله إن مسؤولين إيرانيين اجتمعوا بين نهاية أغسطس ومطلع سبتمبر الماضيين بممثلين عن الإدارة الأميركية, وتناول البحث تشكيل مجلس عسكري أعلى في سورية, على غرار المجلس العسكري المصري يضم جنرالات يُديرون سورية ويكون مسؤولاً عن الخيارات الستراتيجية الكبرى.

وأوضح الناشط السوري أنه بالنسبة لإيران فإن المجلس الأعلى العسكري السوري في حال تشكيله من شأنه الحفاظ على الأوضاع في سورية في مرحلة ما بعد الأسد.

أما بالنسبة للجانب الأميركي, فإن ما يهمه هو عدم تقويض الاستقرار في العراق حتى سحب القوات الأميركية من هذا البلد في نهاية العام الجاري, ووقف الدعم السوري للمنظمات التي تعتبرها واشنطن إرهابية مثل "حماس".

وكشفت الصحيفة الفرنسية أن السفير الفرنسي في دمشق إريك شوفالييه تحدث أمام النواب الفرنسيين عن العلاقة السورية الإيرانية فوصفها بأنها "ضد الطبيعة", مشيراً إلى أن إيران تحتاج الى سورية لتكون قوة إقليمية من خلال "حزب الله", وسورية تحتاج الى إيران لوضع ثقل للموازنة مع الثقل العربي الذي تعتبره "معادياً لها".

وذكر السفير الفرنسي بأن المفاعل النووي الذي كانت سورية تبنيه في دير الزور وقصفته إسرائيل تم بمساعدة خبراء من كوريا الشمالية وليس من إيران.

 

الغالبية أكدت أن الانتفاضة شعبية ولاترتبط بمؤامرة خارجية 

تعاطف واسع للشعوب العربية مع الثورة السورية

السياسة/كشف استطلاع جديد للرأي, أن هناك تعاطفا عارما للشعوب العربية مع الثورة في سورية, مؤكدين أنها انتفاضة "شعبية", ولا ترتبط بمؤامرة خارجية.

وذكر موقع "العربية نت" الإلكتروني أن الاستطلاع, الذي أعده ونشر نتائجَه المعهدُ العربي الأميركي, أكد تعاطف نسبة ساحقة من العرب مع الحراك الدائر في سورية, وهو ما يعني بالنسبة لمحللين سياسيين إشارة إلى صانعي القرار في عدد من البلدان العربية من أجل الإسراع في إقامة إصلاحات سياسية حقيقية, تقطع مع مظاهر الظلم والاستبداد في هذه المجتمعات العربية. وأشار الاستطلاع الميداني, الذي شمل ستة بلدان عربية, إلى درجة "العزلة" التي وصلت إليها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد, من خلال النظرة "غير الإيجابية" إليه من طرف جل شعوب الوطن العربي. وعبرت الشعوب العربية المشاركة في الاستطلاع عن تأييدها للثورة ضد الأسد, حيث أظهر 83 في المئة من المغاربة تعاطفهم مع المتظاهرين في المدن السورية, و91 في المئة من المصريين, و92 في المئة من السعوديين, و94 في المئة من الإماراتيين, ونسبة كاسحة تتمثل في 100 في المئة بالنسبة للأردنيين, كلهم يؤيدون الثورة السورية. وحول سؤال يهم إمكانية استمرار الرئيس السوري في الحكم, أجاب 85 في المئة من المغاربة بأنه لا يستطيع أن يحكم سورية مستقبلا, وعبر حوالي 90 في المئة من الأردنيين عن نفس التوجه, وكذلك الأمر بالنسبة ل¯96 في المئة من الإماراتيين, و99 في المئة في لبنان, و 86 في المئة في مصر.

وأكدت غالبية الشعوب العربية (التي شملها الاستطلاع) أن الحراك الجاري في سورية هو بمثابة ثورة شعبية داخلية, ولا تتحكم فيه جهات خارجية, حيث أكد 86 في المئة من المغاربة, و88 في المئة من السعوديين, و89 في المئة من المصريين, و64 في المئة من الإماراتيين, و98 في المئة من اللبنانيين, ثم 100 في المئة من الأردنيين, بأن الثورة السورية انتفاضة شعبية, ولا ترتبط بأية مؤامرة خارجية, كما يدعي النظام السوري. جدير بالذكر أن المعهد العربي الأميركي يعد أحد أهم المنظمات العربية-الأميركية في واشنطن, تأسس العام 1985, ومن بين أهدافه الرئيسة "العمل على تشجيع ورعاية المشاركة السياسية للمجتمع العربي- الأميركي بالولايات المتحدة".

 

راسموسن زار ليبيا في اليوم الأخير من مهمة الأطلسي 

كلينتون: قادة ليبيا الجدد لا يتمتعون بخبرة سياسية ويواجهون مهمة بالغة التعقيد

عواصم - وكالات: أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون, أن النظام الليبي الجديد أمامه "مهمة بالغة التعقيد", متعهدة أن تقدم واشنطن كل المساعدة اللازمة.

وقالت كلينتون في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية, مساء أول من أمس, أن "القادة الليبين أمامهم مهمة سياسية بالغة التعقيد وهم لا يتمتعون بخبرة كبيرة في السياسة".

وأكدت أن السلطات الليبية الجديدة عليها قبل كل شيء أن تعيد توحيد البلاد, داعية القادة الجدد إلى "ايجاد الطريقة لتحقيق المصالحة بين شتى المشارب السياسية والدينية, عليهم توحيد كل القبائل ومواجهة التنافس الأبدي القائم بين الشرق والغرب, بين بنغازي وطرابلس".

وأعربت عن تفاؤلها في قدرة الليبيين على تخطي هذه الصعاب, مضيفة أن قادة ليبيا الجدد "هم أشخاص عقلاء حقا" وأنه رغم كل الصعاب فإن طبقة أصحاب الكفاءات في البلاد صمدت امام النزاع, مضيفة "سوف نساعدهم قدر ما استطعنا".

من جهة أخرى, قام الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن بزيارة مفاجئة إلى طرابلس في اليوم الأخير من المهمة الجوية للحلف, التي اعتبرت واحدة من "أنجح" عملياته والتي لعبت دورا محوريا في الاطاحة بنظام العقيد معمر القذافي الذي قتل مع سقوط سرت.

وبعد سبعة اشهر من اولى عمليات القصف الجوي لمواقع لقوات القذافي, وصل راسموسن إلى طرابلس على متن طائرة نقل عسكري من طراز "سي130" ترافقها مقاتلتان فرنسيتان من طراز "ميراج", وذلك في أول زيارة له إلى هذا البلد.

وأجرى راسموسن محادثات في طرابلس مع زعماء المجلس الانتقالي ومنهم رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل, وبحث معهم في توقعاتهم بشأن مستقبل ليبيا وخاصة خارجة الطريق التي لديهم للانتقال الى الديمقراطية".

كما تحدث مع الزعماء الجدد لليبيا بشأن توقعاتهم في ما يتعلق بمساعدات قد يقدمها الحلف الأطلسي في المستقبل, مؤكداً أنه "إذا ارادت القيادة السياسية الجديدة في ليبيا فإن الحلف مستعد لمساعدتهم في انتقالهم نحو نظام ديمقراطي".

وانتهى الحظر الجوي والحصار البحري الذي فرضه الحلف منذ 31 مارس الماضي حسبما نص قرار مجلس الأمن الدولي الاسبوع الماضي منهيا التفويض الذي صرح بالعمل العسكري.

وكان حلف شمال الأطلسي أعلن يوم الجمعة الماضي أنه سينهي مهمته في ليبيا بنهاية أكتوبر الماضي, وذلك رغم طلب زعيم المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل من التحالف الغربي البقاء حتى نهاية العام, محذرا من أن الموالين من القذافي لا يزالون يشكلون تهديدا.

على صعيد آخر, أعلن رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي محمود جبريل أنه تم العثور على بعض الأسلحة الكيماوية في موقعين داخل الأراضي الليبية خلال الفترة الماضية.

وقال جبريل خلال مؤتمر صحافي مساء أول من أمس, بطرابلس, إنه تم إبلاغ منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي بموقعي هذه الأسلحة, وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الموقعين, لافتاً إلى أن عددا من أعضاء المنظمة سيزورون ليبيا في نوفمبر الحالي للتعامل مع هذه الأسلحة.

 

المكتب الاعلامي لنقولا رد على وزير الداخلية: مستشاروه غير مطلعين على الدستور ونظام مجلس النواب

وهما يعطيان النائب الحق بمراقبة جميع اجهزة الدولة

وطنية - 31/10/2011 اصدر المكتب الاعلامي لعضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا بيانا اليوم، اعتبر فيه "ان ما صدر عن المكتب الاعلامي لوزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل ان دل على شيء يدل على عدم اطلاع مستشاريه على الدستور اللبناني والنظام الداخلي للمجلس النيابي، وهما يعطيان للنائب الحق بمراقبة جميع اجهزة الدولة بمن فيهم الوزراء، وان كلامه بتحويل النائب نبيل نقولا الى النيابة العامة التمييزية يضع معالي الوزير في خانة الشك ويعطي النائب حق المطالبة بتحويل معاليه الى محكمة الرؤساء والوزراء وطرح الثقة به لتعرضه لنائب يقوم بواجبه وحقه بالمراقبة".

اضاف: "اما تعليقه على ما أورده النائب نبيل نقولا في بعض وسائل الاعلام من ان قوى الامن الداخلي اصبحت ميليشيا حسب ادعاء المكتب الإعلامي لمعالي الوزير:

1- يأسف المكتب الإعلامي للنائب نقولا لعدم حسن القراءة لدى معاليه لأن ما صرح به النائب نقولا واضح وموثق اذ اعتبر في هذا السياق أن "فرع المعلومات من خلال وسام الحسن أصبح ميليشيا". اذ حول من فرع عديده 80 عنصرا الى فرع يضم ثلاثة آلاف عنصر خلافًا للقانون 17 من تنظيم قوى الأمن الداخلي. فهل بإستطاعة معاليه ان يفسر كيف بإمكان ضابط ان يتصرف على مزاجيته ويصرف الأموال بطريقة غير شرعية وغير قانونية دون العودة الى المؤسسة الأم وهي مؤسسة قوى الأمن الداخلي ومجلس قيادتها الموقر. (كلام الوزير عند استلامه الوزارة).

2-ان تصرف بعض ضباط قوى الأمن الداخلي لا يحتمل من خلال المواكبات التي يتعرضون بها للمواطنين. وكيف يمكن تفسير ضابط ترافقه مواكبة من سيارات عدة تقوم بإهانة الناس، وتعريض حياتهم للخطر وهو ليس في الخدمة انما لزيارات خاصة.

3- ان معاليه في تنقلاته واليوم بالذات عند مروره من منزله الى المجلس النيابي قامت العناصر المواكبة له بإهانة المواطنين على الطرقات. فهل يريد دليلا أكثر من هذا على ذلك. وليقل لنا معاليه ما هي الغاية من مواكبة بعض الضباط بعدة سيارات مع العلم ان من مسؤوليتهم الحفاظ على الأمن؟ ولماذا يتمتع معاليه بمواكبة أكثر من زملائه الوزراء؟ رغم ان بعضهم اكثر تعرضا للخطر؟

4- يؤكد النائب نبيل نقولا، وهذا ما كان قد صرح به مرارا وتكرارا، بأن هناك ضباطا وعناصر في قوى الأمن الداخلي، يتمتعون بالنزاهة والمناقبية العالية والإحترام، فهل بإستطاعة معاليه ان يقول لنا اين هم اليوم واي دور يعطى لهم؟

5- يتمنى المكتب الإعلامي للنائب نبيل نقولا على معالي الوزير ان يراجع الدستور وان يتوقف عن التصاريح الرنانة، ولن ننسى تخويف المواطنين من عودة المتفجرات والطلب من السياسيين عدم الكلام لضمان امنهم.

6- اذا كان معاليه يخاف على سمعة بعض الضباط المحميين من قبله فلماذا يتعرض الوزير لبقية العناصر التي يتهمها بأن معلوماتهم بثمن البندورة والخيار اكبر من معلوماتهم بالأمن والحماية؟"

 

دعا الى عدم قراءة مواقف جنبلاط من منظور 8 و14 اذار فقط.

أكرم شهيّب: وليد بك لم يخرج عن ثوابته ليعود اليها مجدداً... والعلاقة مع "حزب الله" يجب ان تستمر... وتمويل المحكمة اكثر من ضروري  

سلمان العنداري

اكّد عضو جبهة "النضال الوطني" النائب اكرم شهيّب ان "النائب وليد جنبلاط لم يخرج عن ثوابته ليعود اليها مجدداً", مشيراً في حديث خاص ادلى به لموقع "14 آّذار" الإلكتروني الى ان "وليد جنبلاط يتطلّع الى تحقيق عملية تغييرية في حزبه من منطلق الربيع العربي"، مؤكداً على "استمرار العلاقة مع "حزب الله" وعلى العلاقة الطيبة التي تربط رئيس التقدمي بالرئيس سعد الحريري".

شهيّب وفي قراءة للجمعية العمومية التي عقدها الحزب التقدمي الاشتراكي قبل يومين، توقّف عند

Title: * رمزية المكان الذي انعقدت فيه، معتبراً ان "انتقال المشهد من البوريفاج الى عاليه يُعتبر مسألة اساسية، اذ ان رمزية البوريفاج تختلف كلياً عن رمزية عاليه, فالمدينة انطلق منها مشروع الشهيد كمال جنبلاط السياسي والنضالي. إضافةً الى ذلك فإن اللقاء شكّل اهمية كبرى في توقيته وتاريخه".

هذا بالشكل، اما في المضمون، فرأى شهيّب ان "المجلس القيادي الجديد للحزب سيكون بمثابة مجلس انتقالي مؤقت لا تتجاوز مدته السنة الواحدة، مهمته الأساسية التحضير لإنتخاب رئيس جديد للحزب التقدمي الإشتراكي بنفس تجديدي وتغييريّ واضح".

واشار شهيّب الى ان "وليد جنبلاط الذي وقف في ساحة الحرية في بيروت، وفي ميدان التحرير في القاهرة، وفي ساحة بنغازي في ليبيا - على امل ان يقف في المستقبل في ساحات اخرى – يتطلّع الى تحقيق عملية تغييرية في حزبه من منطلق الربيع العربي، والى بث نبض جديد للعمل السياسي في الحزب، من خلال الدفع بشباب كان له الدور الاساسي ولا يزال في عملية تطور الحياة السياسية في البلد. وتحت هذه العناوين اندرجت الأهداف الأساسية للجمعية العمومية".

ولفت شهيّب الى ان "جنبلاط تحدث في السياسة، واكد على موقعه الوسطي، وعلى ثوابته التي كان قد اعلنها اكثر من مرة، سواء في موضوع الداخل اللبناني، او في ما يتعلق بالعالم العربي", مشيراً الى ان "مواقفه اصبحت معروفة بشكل واضح، بعد ان اكد عليها في اكثر من مناسبة".

واضاف: "جنبلاط كان واضحاً في تأكيده على المحكمة الدولية وعلى الصفحات المضيئة في تاريخنا"، كما شدد على ضرورة حسم لبنانية مزارع شبعا او سوريتها، من خلال ترسيم الحدود من الشمال الى الجنوب، خاصة بعد تحوّل مسألة شبعا الى قصة مسمار جحا".

ولفت شهيّب الى ان "موقع وليد جنبلاط السياسي لم يتغيّر، خاصة فيما يتعلق بالموضوع العربي، وفي مسائل الحريات والديمقراطية وكرامة الشعوب". واعتبر ان "العلاقة مع "حزب الله" يجب ان تستمر، على ان يكون سلاحه موجّهاً نحو رد اي عدوان اسرائيلي على لبنان، وأن يتم استيعاب سلاحه من خلال حوار وطني جاد".

كما اعتبر ان "رفض التمديد للرئيس الاسبق اميل لحود الذي كان رأس حربة المشروع السوري في لبنان عام 2004، شكّل ابرز المحطات المضيئة في تاريخنا السياسي، والذي اطلق شرارة ثورة الأرز وانتفاضة الإستقلال".

ورأى شهيّب ان "وليد جنبلاط لم يخرج عن ثوابته ليعود، فهو يقرأ السياسة بشكل واضح، ويتابع المعطيات المحلية والإقليمية، ليتحدث في الوقت المناسب، اما ثوابته فلم تتغير على الإطلاق". مشيراً الى ان "وليد جنبلاط في موقعه حيث هو، يقرأ المتغيرات ويأخذ القرارات بهدف حماية لبنان وديمقراطيته وحرياته وسلمه الأهلي، وبالتالي فهو اقرب الى لبنان الذي نريد ونطمح اليه".

واضاف: "لا يجب قراءة مواقف جنبلاط من منظور 8 و14 اذار فقط، فالموضوع ابعد من ذلك بكثير. فحين خرجنا من 14 اذار لم نخرج لنكون تابعين، وحينما كنا في 14 اذار، كان لنا اراء واضحة وسبّاقة، ومن هنا لا يجب حصر مواقف جنبلاط في هذا الفريق او ذاك".

وعن تمويل المحكمة الدولية قال: "يستطيع "حزب الله" ان لا يصوّت على تمويل المحكمة، فإما ان يمتنع عن التصويت او يعلن رفضه الواضح لها، وهذا حقّه الطبيعي".

وذكّر شهيّب بأن "حزب الله" كان بالأساس ضد تشكيل لجنة تحقيق دولية فور اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005، اضافةً الى انه صنّف المحكمة بكلام سياسي واضح، وبالتالي فإن موقفه منها غير مستغرب على الإطلاق".

وتابع: "المحكمة أقرّت تحت الفصل السابع، ولم يعد هنالك من خيار لرفض التمويل من قبوله، فالموضوع ابعد من ذلك بكثير، وبالتالي فإن التصويت في مجلس الوزراء على هذا البند يعني التصويت على موقع لبنان الحقيقي".

وسأل: "هل سيكون لبنان ضمن المنظومة الدولية ام انه سيتحول الى دولة مارقة خارجة عن القانون الدولي، خاصة بعد الكلام الواضح لكل من فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ودولة رئيس مجلس الوزارء نجيب ميقاتي من نيويورك؟. ولهذا فإن عدم تمويل المحكمة يعني الخروج عن هذا الإلتزام".

وشدد شهيّب على ان "خروج لبنان عن التزاماته سيجرّ تبعات كثيرة على البلاد قد تقوم بها دول كبرى بمنأى عن الامم المتحدة", متوقعاً ان "نتعرض لعقوبات اقتصادية ومالية مؤلمة".

ولفت الى ان "قسم كبير جداً من الشعب اللبناني يريد العدالة والحقيقة والراحة لكل الشهداء الذين قضوا في السنوات الماضية، وهذا لا يكون الا بالإقتصاص من القاتل بغض النظر عن هويته وانتماءاته. وبالتالي فموضوع العدالة اساسي، والمحكمة ستحاسب وستوصلنا حتماً الى تلك العدالة".

وتحدث شهيّب عن العلاقة بين "الحزب التقدمي الإشتراكي" و"التيار الوطني الحر"، فاعتبر ان "العماد ميشال عون يتصرف وفق منطق "انا النظيف والخبير والعالم بالأمور، والجميع ينتمون الى فئة السارقين والغشّاشين الذين لا يريدون خير هذا البلد"، وهو منطق خاطىء ومريض يتناقض مع مفهوم الشراكة ويشبه الى حد كبير مبدأ إلغاء الآخر".

وانتقد شهيّب التيار على "تحويله كل الخلافات السياسية التي تحصل على طاولة مجلس الوزراء الى خلاف شخصي بدل تنظيم التباينات والتعاطي مع الآخر بإحترام متبادل".

واضاف: "نلتقي معهم في نقاط، ونختلف معهم في اخرى، وهذا امر مشروع بالسياسة. وبالتالي اكررّ ما قلته سابقاً، فالبعض في "التغيير والاصلاح" يحتاج الى اصلاح وتغيير وترميم".

وعمّا اذا كان هنالك من لقاء قريب بين جنبلاط والرئيس سعد الحريري، قال شهيّب: "قد يحصل لقاء في اقرب وقت، وقد لا يحصل. فنحن نلتقي مع الرئيس سعد الحريري ونختلف معه على بعض النقاط، الا ان هذا لا يمنع من ان يكون للود مكان واسع بيننا، وقد عبّر وليد جنبلاط عن هذا الموقف في مقابلته الأخيرة على شاشة المنار الأسبوع الماضي".

واضاف: "هناك اتصالات جارية ومستمرة مع "تيار المستقبل"، كما ان اكثر من اتصال هاتفي حصل بين وليد بك والشيخ سعد، وبالتالي لا ارى اي مانع من عقد اي لقاء بين الرجلين في اقرب وقت حالما تسنح الظروف".

واشار شهيّب الى ان "سعد الحريري رجل يملك بالموقع الوطني حيّزاً كبيراً، ووليد جنبلاط كذلك الامر، وبالتالي لا اعتقد ان الحريري على خلاف مع جنبلاط على المواضيع الوطنية الرئيسية رغم التباين الحاصل في بعض القضايا".

وعن العلاقة بين كتلة "اللقاء الديمقراطي" و"جبهة النضال الوطني"، اكّد شهيّب ان "لا مشكلة مع زملائنا الاعزّاء، فنحن على تواصل مستمر، ومواقفنا في المجلس النيابي متشابهة الى حد كبير". واعتبر انه "في مرحلة معينة كانت النظرة مختلفة حول كيفية صيانة السلم الاهلي والوفاق الداخلي في البلد، وكيف نحمي لبنان من هزّات امنية، الامر الذي ادى الى فرقة قصيرة".

وحول قضية اختطاف المعارض السوري شبلي العيسمي، وتبلّغه من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اشرف ريفي ان التحقيقات مستمرة لمعرفة مصيره، وان هناك خيوطاً اساسية يجري متابعتها، اضافةً الى المعلومات المهمة التي تم عرضها في قضية اختطاف الاخوة من آل جاسم، اكد شهيّب على متابعة هذه القضية، واصفاً ريفي بأنه "من اشرف الضباط اللبنانيين الشجعان"، مشيراً الى ان "كلام ريفي كان واضحاً في لجنة حقوق الانسان الأسبوع الماضي عندما اشار الى جهة دبلوماسية متورطة في عمليات الإختطاف".

اضاف: "شبلي العيسمي مناضل سوري معارض وانسان غير عادي، فهو نائب رئيس جمهورية سوريا الأسبق، "وصل نهار الخميس وطار نهار الثلثاء", كاشفاً ان "العيسمي رفض عرضاً قدمه اليه السفير السوري في واشنطن يقضي بعودته الى سوريا وبتخلّيه عن كتابة المذكرات السياسية". وتابع شهيّب: "العيسمي ترك العمل السياسي عام 1992، وتفرّغ للشعر والأدب والتاريخ، وكتابة مذكراته، الا انه يظهر ان هناك فريقا لا يريد له ان يكتب مذكراته". واذ أمل "ان يعود الينا العيسمي بسلام، وان يتاكد اهله انه بخير"، سأل: "هل اصبح العيسمي في يد السلطات السورية؟".  وختم شهيّب حديثه بالقول: "يرتاح وليد جنبلاط حينما يرتاح البلد ويستقر وتعمّ فيه الحريات والديمقراطية ويصبح ذات سيادة كاملة على ارضه، وعندما ينعم الإنسان بإنسانيته. وبالتالي حينما تتحقق كل هذه الامور ويستقر البلد ويصبح اللبناني محترماً في لبنان، سيكون وليد جنبلاط مرتاحاً من دون ادنى شك.

*موقع 14 آذار

 

بعد تحذير الأسد وتهديد نصرالله وقلق بان هل يعود لبنان ساحة لحروب الآخرين؟!

اميل خوري/النهار

هل يمكن القول إن لهيب النار في سوريا بدأ يقترب من لبنان والمنطقة بعدما حذّر الرئيس بشار الاسد في حديثه الى صحيفة "الصنداي تلغراف" البريطانية من "زلزال يحرق المنطقة كلها في حال حصول تدخل غربي ضد بلاده"، ورد رئيس اللجنة الوزارية العربية المكلفة متابعة الملف السوري رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم محذرا دمشق من "عاصفة كبيرة" وطالبها باتخاذ خطوات حاسمة لوقف العنف والتوقف عن "اللف والدوران"؟ حديث الرئيس الاسد هذا ورد في لقاءات سابقة بينه وبين مسؤولين عرب واجانب وفي تقارير ديبلوماسية بعد دعوته الى التنحي والقول إنه فقد شرعيته.

تقول اوساط سياسية مراقبة ان الرئيس السوري بات يخشى ان يفتح الانتهاء من ملف ليبيا والاستعداد لخروج الجيش الاميركي من العراق الباب امام المجتمع الدولي للتركيز على بلاده والسعي الى تعديل مواقف روسيا الاتحادية والصين بتقديم اغراءات شتى لهما.

والواقع أنه كلما شعر الرئيس الاسد بأن خطر سقوط نظامه قد اقترب فإنه لا يتردد في اشعال المنطقة سواء ببلقنتها او بتحويلها افغانستان اخرى حتى لو ادى ذلك الى تفكيك الدول فيها وتقسيمها دويلات. فقد سبق له ان قال لمسؤول تركي ان اول صاروخ يسقط فوق دمشق فإنه بعد ساعات من سقوطه سيكون قد اشعل المنطقة والحرائق قرب حقول النفط واغلق المضائق والممرات المائية، وان حصول اي عمل جنوني ضد بلاده يجعل مئات الصواريخ تسقط على الجولان وعلى تل ابيب، وسيطلب من "حزب الله" فتح قوة نيرانية على اسرائيل لا تتوقعها كل اجهزة الاستخبارات، وستتولى ايران ضرب بوارج اميركية راسية في مياه الخليج، وسيتحول الشيعة في العالم العربي فدائيين انتحاريين صوب كل هدف يرونه، وان سياسة "عليّ وعلى اعدائي" هي السياسة التي سينتهجها عندما تسحب منه كل الاوراق ويتفلت من كل الضوابط بحيث تصبح المرحلة المقبلة مفتوحة على كل الاحتمالات.

والسؤال المطروح ويهم لبنان على الاخص هو: هل يقوم "حزب الله" بعمل أمني لإحكام السيطرة في الداخل وفتح جبهة الجنوب مع اسرائيل على ايقاع ساعة سقوط النظام السوري بحيث يستطيع عندئذ ان يفاوض من موقع قوة على موضوع المحكمة الدولية وعلى شروط السلام مع اسرائيل؟

وما يجعل الحزب يقوم بذلك هو قول امينه العام السيد حسن نصرالله في احتفال حزبي: "هناك من يريد ان يدفع سوريا الى التقسيم خدمة لمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي مزقناه في لبنان مع سوريا وايران وكل الاشقاء في حرب تموز 2006، واني بكل صراحة اقول: الاخلاص للقدس، الاخلاص لفلسطين، الاخلاص للبنان. حتى هؤلاء الذين من اللبنانيين يساعدون على توتير الاوضاع في سوريا ويرسلون الاسلحة ويحرضون، لن يبقوا لبنان بمنأى (...)".

وهكذا يبدو الانقسام اللبناني عميقا حول الاحداث في سوريا، ويزيده انقساما الاختراق العسكري السوري للحدود المشتركة وعمليات الخطف التي تتم داخل الاراضي اللبنانية، فإذا لم يعالج ذلك بحكمة فإن هذا الانقسام قد يتحول فتنة خصوصا عندما يقترب النظام السوري من السقوط وينفذ الرئيس الاسد تهديداته باشعال لبنان والمنطقة بعد تحويل بعض المناطق الحدودية جبهة اشتباكات مشتعلة. فإذا لم يتم التوصل الى ضبط الحدود بتعاون لبناني – سوري صادق، فإن الشرر الذي يتطاير عبر الحدود المشتركة ينذر بدنو موعد اقتراب الحريق السوري من لبنان وقد لا يكون احد في العالم مهتما باطفائه.

واللافت في آخر تقرير للامين العام للامم المتحدة بان كي – مون دعوته الحكومة اللبنانية الى تنفيذ القرارات المتخذة في الماضي من الحوار الوطني مثل تفكيك القواعد العسكرية الفلسطينية خارج المخيمات وهي تنتشر في اكثرها على الحدود بين لبنان وسوريا فتقوض السيادة اللبنانية وتتحدى قدرة الدولة على ادارة حدودها البرية. وطالب سوريا بالمساعدة على ذلك، واكد ان الازمة العميقة في سوريا زادت اعاقة التقدم في اتجاه ترسيم الحدود من اجل الحيلولة دون الانتقال غير المشروع للاسلحة، وعبّر التقرير عن قلقه العميق من اثر التطورات في سوريا على الوضع السياسي والامني في لبنان (...).

هل ينفذ الرئيس الاسد تحذيراته ونصرالله تهديداته ويكون قلق الامين العام للامم المتحدة في محله، أم ان الجامعة العربية قد تنجح في التوصل الى حل عادل ومتوازن لأحداث سوريا قبل ان يتولاه مجلس الامن الدولي فيكون حلا مرا؟ وهل يورّط "حزب الله" لبنان في احداث سوريا كونه حليفا لها ولايران ويعيد لبنان ساحة مفتوحة لحروب الآخرين، ام انه يمتلك مقدارا من الحكمة والعقلانية يجعله لا يذهب الى المغامرات المكلفة، فيكون خياره منع الفتنة وتحصين الداخل؟

 

تمرَّدَ الاتحاد .. فردّت الوصاية بتعيين "وزيرها" الأمين

المستقبل/"الاتحاد العمالي العام من العمل النقابي الى الوصايات الحزبية"، ملف جديد تفتحه "المستقبل" للوقوف على واحدة من أبرز القضايا الاشكالية في تاريخ لبنان الحديث، هي قضية الحركة النقابية التي واجهت، ولا تزال، أشرس تدخل من نظام الوصاية بهدف تطويعها لتحويلها أداة من أدوات الجهاز الأمني المشترك.

هذه الحركة التي عرفت مرحلة ذهبية قبل الحرب وخلالها حتى، حيث بقيت موحَّدة ومتماسكة، اصطدمت مع انطلاق مسيرة الوصاية على لبنان، مطلع التسعينيات، بعقبات متتالية خصوصاً بعد أن أطاحت بحكومة الوصاية الثانية برئاسة عمر كرامي. فجاء الرد بداية بتعيين وزير للعمل هو الأمين القطري لحزب "البعث العربي الاشتراكي" عبدالله الامين الذي قاد عملية تطويع الاتحاد من خلال تفريخ عشرات النقابات، بعد أن فشل في تمرير هيكلية نقابية جديدة تتيح له وضع اليد على الاتحاد.

"المستقبل" تسلّط الضوء في هذا الملف على سيرة الوصاية على الاتحاد العمالي العام المستمرة حتى اليوم، من خلال شهادات لرئيسين سابقين للاتحاد هما انطوان بشارة والياس ابو رزق، بالاضافة الى نقابيين كبار واكبوا هذه المرحلة منذ مطلع التسعينيات، وصولاً الى تحوّل الاتحاد العمالي الى مجرّد واجهة لأحداث 7 ايار المشؤوم التي مثّلت وصمة عار على جبينه لم تمحَ آثارها حتى اليوم.

في الحلقة الاولى اليوم من الملف الذي أعدّه الزميل ألفونس ديب، لمحة سريعة عن إنجازات الاتحاد التي سبقت مرحلة الوصاية، ومن ثم مواكبة اولى لبدايات التدخل الفاضح في الحياة النقابية. ويفصّل النقابي أديب أبو حبيب أهم محطات الحركة النقابية في أوج عزّها وحضورها القوي في الحياة العامة للبلاد، منذ مشاركتها في صنع الاستقلال، ووضع قانون العمل، وإنشاء الاتحاد العمالي العام، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وصولاً الى تحقيق الكثير من المطالب الحياتية والمعيشية.

هذا الحضور المميز للاتحاد استمر رغم نشوب الحرب الاهلية، وقد تمكّن في العام 1987 من تنظيم تظاهرة ضخمة ضد الحرب فاق عدد المشاركين فيها الـ300 ألف من مختلف المناطق في مشهد غير مألوف، أعاد الأمل بجمع اللبنانيين مجدداً تحت سقف الدولة.

ويروي انطوان بشارة كيف لم ترضَ سلطة الوصاية بعد الطائف بوجود جسم نقابي قوي يعمل باستقلالية عنها، فعملت لكسر إرادة الاتحاد، لافتاً الى ان محاولات التطويع بدأت مع اعلان تظاهرة العام 1992 احتجاجاً على الغلاء، حيث استُدعيت قيادة الاتحاد الى دمشق، وحاول نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ثنيها عن قرارها من دون أي نتيجة. فكانت التظاهرة وسقطت حكومة كرامي، فجاء ردّ الوصاية بتعيين عبد الله الأمين وزيراً للعمل، وبدء مسيرة وضع اليد على الاتحاد العمالي العام.

غداً

الوصاية غيّرت قواعد اللعبة ... فصار الاتحاد اتحادات

 

رفض العرب لـ"اللفّ والدوران والاحتيال" يُسقط "الجنرال وقت"

أسعد حيدر/المستقبل

خسر النظام الأسدي، أقوى "جنرالاته" وهو "الجنرال وقت". اعتمد النظام الأسدي في كل مواجهاته مع الخارج العربي والدولي، على هذا "الجنرال" وربح في تغيير المعادلة معه. نجاحاته السابقة، في ظروف وتطوّرات معينة، رفعت لديه منسوب الثقة بقدراته إلى درجة الغرور وعمى الألوان. لم يدرك النظام الأسدي، أنّ الزمن تغيّر بعد انطلاق "الربيع العربي" والنجاحات التي حققها في تونس ومصر وليبيا.

تعامل اللجنة الوزارية العربية مع النظام الأسدي يؤكد خسارته للجنرال وقت. حدّدت اللجنة الوزارية العربية لمهمتها وللجواب السوري عليها خمسة عشر يوماً. يبدو أنّ النظام الأسدي، اعتقد بأنّ كل شيء قابل للتمديد. لم يدرك أنّ الخط الأحمر الذي رُسم له، لا يمكنه قطعه من دون مساءلة وإدانة. ربما أيضاً لم ينتبه هذا النظام إلى أنّ أبرز أعضاء اللجنة من "محوره". موقف هؤلاء حاسم لأنّه إذا لم يقتنعوا ولم يقبلوا كلامه أو تعهّداته فماذا عن باقي أعضاء جامعة الدول العربية الذين بالأصل لا يصدّقونه ولا يتقبّلون مناوراته. رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رسم خريطة الحل المقبول عربياً وهو الحد الأدنى المقبول أوروبياً وأميركياً. البرنامج - الطريق يحدّد:

[ سحب الآليات العسكرية من الشارع.

[ وقف العنف وأعمال القتل.

[ بدء حوار مع مكوّنات المعارضة في القاهرة.

[ يجب القيام بخطوات ملموسة وتنفيذها لتجنب عاصفة كبيرة.

الأهم، أنّ الشيخ حمد آل ثاني، كسر اللغة الديبلوماسية وكل البروتوكولات، وتكلم كما لم يتكلم مسؤول عربي ودولي من قبل. ربما ما نُقل من ردّ الوزير وليد المعلم بأنّه "لا يمكن سحب الجيش وآلياته من الشارع قبل الانتهاء من الإرهابيين"، قد استفزّه وأعضاء اللجنة الوزارية. الشيخ حمد كاشف الجميع مباشرة بأنّه "انتهى زمن اللفّ والدوران والاحتيال". اللعبة مكشوفة. المراهنة على جنرال الوقت فشلت هذه المرّة خصوصاً وأنّه "احتيال" غير مقبول.

ردّ الرئيس بشار الأسد، بـ"إحراق العالم" صرخة يأس وليست رسالة قوّة. العالم سمع كثيراً مثل هذه التهديدات. ربما موقع سوريا يغري بمثل هذه التهديدات. القول بأنّ "ثمن التدخّل أكبر بكثير من أن يتحمّله العالم". هذا العالم لم يعد يتحمّل سقوط عشرين قتيلاً سورياً يومياً إلى جانب عشرات الألوف من المعتقلين. إطلاق سراح هؤلاء أصبح مطلباً دولياً وليس للمعارضة السورية وحدها. التهديد بالسلفيين لإحراق المنطقة والعالم مكشوف. سوريا لن تتحوّل إلى أفغانستان. يعرف الجميع أنّ ثلاثة آلاف انتحاري مرّوا عبر سوريا إلى العراق، ليفجّروا أنفسهم وسط المدنيين وليس الجنود الأميركيين. لو كان يوجد سلفي انتحاري، لكان فجّر نفسه وسط مظاهرة مليونية مؤيّدة للنظام الأسدي. لم يعد يجدي التهديد بلعبة الروليت الروسية، خصوصاً وأنّ المواقف كلها تتغيّر. قبل أيام، ابتسم المعارض السوري المعتدل كما يوصف هيثم المناع ردّاً على القول بأنّ السلفيين يقتلون ويرهبون السوريين ويضعضعون الأمن بقوله: "عدد سكان قريتي ثلاثة آلاف اعتقل منهم خمسمائة، وأخي الطبيب أُعدم في الشارع من ضابط أمن نعرف اسمه ورتبته وتقول لي سلفيين".

العرب يتحوّلون رغم الفروقات في مواقفهم إلى جبهة واحدة لديها نقاط مشتركة تشكل الحد الأدنى للبدء بمسيرة حل سياسي على وزن الطائف اللبناني. مجرّد اقتراح القاهرة مكاناً لعقد اللقاء بين النظام الأسدي والمعارضة بأطيافها كلها وليس الهيئات والمنظمات التي نبتت أخيراً على يد النظام، يعني أنّ العرب يطرحون الرعاية العربية. بعد أكثر من عقدين على اتفاق الطائف، مطلوب لسوريا "اتفاق القاهرة". من الصعب تخيّل قبول النظام الأسدي بهذا الحل العربي، وهو الذي كان صانعاً للحلول خصوصاً في لبنان.

خلال الأيام القليلة المقبلة، ستصعِّد واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي عقوباتها ضدّ سوريا. البنك المركزي السوري قد يقع تحت بند العقوبات الاقتصادية. الشعب السوري قد يشعر بـ"الألم". مخاضات الحل صعبة لكن يجب تحمّلها خصوصاً وأنّ نتيجتها ولادة جديدة للحرية والديموقراطية. الصين بدأت تلين موقفها، لمست أنّ الفيتو الذي طرحته في الأمم المتحدة رفع منسوب آلة قمع النظام الأسدي بدلاً من تخفيفها. اعتراف الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط وو سيكة "أن قمع المظاهرات لا يمكن أن يستمر" ومطالبته للنظام في دمشق "بوضع نهاية لهذا الوضع الخطير"، يؤكد أنّ لكل شيء حدوداً. حتى موسكو بدأت تنظر بالعينين بدلاً من عين واحدة. والنتيجة قريبة ومرتقبة. يبقى أن تشدّد النظام الأسدي سيوحّد العالم ضدّه. بعد فشل اللجنة الوزارية العربية لا يعود أمام العرب سوى التشدّد موحّدين.

خلال المفاوضات على قرار "النفط مقابل الغذاء"، ردّ طارق عزيز وزير الخارجية العراقي على بطرس غالي الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بقوله: هذا خرق للسيادة. ردّ غالي: "ماذا، سيادة إيه مع الحظر في الجنوب والشمال العراقي". ثم اقترب منه قائلاً: "طارق تمسكن.. تسلم". طبعاً لم "يتمسكن" طارق عزيز لأنّه لم يكن يملك القرار. بقي الرئيس الراحل صدام حسين على موقفه حتى عندما كان الأميركيون يتقدمون في حي المنصور في بغداد.

النتيجة معروفة. ومصير معمر القذافي أصبح معروفاً. والقادم أعظم

 

العيسمي للسفير السوري في واشنطن: ضيعتي تتسع لجثماني

"الدفاع" تلامس "إشكاليات" خطف المفقودين في لبنان

ريتا شرارة/المستقبل

كان نواب 14 آذار ينتظرون ان تستمر عاصفة التشنج والصراخ وحتى التهديد، الا انهم تفاجأوا بنسيم عليل يرافق مناقشة ملفات الخطف والمفقودين السوريين في لبنان.

هدأ نواب "حزب الله" خصوصا اللعبة كثيراً كثيراً الى ان كادت قضية هؤلاء المفقودين ان تميع، ولا سيما انها ترافقت مع امرين طبعاً الجلسة الاولى للجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات برئاسة النائب سمير الجسر:

1ـ عدم حضور اي جهاز امني وعسكري الى الجلسة ما خلا وزير الداخلية والبلديات مروان شربل الذي نأى بنفسه وبالوزارة عن اي "تدخل في السياسة" لدى مقاربة خطف سوريين في لبنان، في وقت غاب المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي "بداعي السفر". وذهب شربل، في كلامه الى النواب، الى حد نفي ان تكون السيارة التي خطفت جوزف صادر "على طريق المطار" و"توجهت الى الضاحية" حطت رحالها الاخير في منطقة نفوذ "حزب الله". فسلوك هذه السيارة درب الضاحية، يعني بالنسبة الى الوزير، ان ثمة "من يريد ان يلصق تهمة الخطف بجهة سياسية معينة. فربما يكون القصد من التوجه صوب تلك المنطقة التمويه لاتهام هذه الاحزاب".

2ـ قرب الاجتماع، زمنياً، من الجلسة الاشتراعية التي تعقدها الهيئة العامة للمجلس غدا، وفي مستهلها يكون كلام النواب، سياسيا، في الاوراق الواردة. فآثر هؤلاء، ازاء ترطيب الاجواء الى درجة اغراقها بالملل، نقل كرة المناقشة الى القاعة العامة حيث المنازلة اكيدة.

وبذلك، يكون رئيس اللجنة الذي أراد تحويل الجلسة من عادية الى تلك المخصصة لمساءلة وزير الداخلية عن الملفات المطروحة، قرر، بحسب نواب، توجيه سلسلة من الاسئلة الى شربل الذي لم يجب على كثير منها.

ماذا في ثنايا الجلسة؟

خرج نواب بانطباع ان وزير الداخلية "أراد"، بمداخلته، ان يحول الاضواء "عن الضاحية الجنوبية" عندما قال ان السيارة التي قصدتها بعد خطف صادر ربما لم تمكث فيها، وان من قام بالخطف "أراد ان يسمّي حزب الله"، فيكون "أوحى" تاليا بأنها منطقة تلتزم القانون. وفي هذا الملف، قال للنواب ان "هناك تحقيقا جاريا"، وانه "لا" يعتمد اي كلام آخر، و"لا موقف سياسيا" له ازاءه. فكانت مداخلته "في المبادئ" من دون ان تلامس الوقائع التي رواها ريفي، مع العلم، يؤكد النواب، ان الاثنين على "تنسيق" كامل في ما يدليان به امام اللجان المعنية والرأي العام.

حوري: المخطوفون في الضاحية

لم تنفع محاولة النائب عمار حوري القول ان المخطوفين "أدخلوا الى الضاحية الجنوبية" في استفزاز النائب علي عمار الذي بدا للنواب، "موصى عليه اكثر بكثير" مما كان عليه في جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي. ولم يتمكن ايضا مع النائبين خالد زهرمان واكرم شهيب من اعادته الى طباعه على خلفية ما قالوه عن "بعض جهات حزبية غير رسمية تستدعي سوريين، عمالا وحتى نازحين وتأخذ منهم معلومات، عن مكان اقامتهم وغيرهم، فتحضر عنهم الملفات كاملة". فكان رد عمار "تبريديا"، سائلاً "لماذا الضاحية مستهدفة دائما؟". فأجابه الجسر بأن "اهل الضاحية اهلنا والضاحية منطقتنا، ولا تفكر يوما اننا نكون نستهدفكم". هنا، ادلى بمداخلة طويلة عن اصول المحاكمات، وتوجه الى النواب بالقول: "دعوا الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل تقتلاننا، نحن المظلومين والمستهدفين". فرد عليه النائب خالد ضاهر ان "لبنان كله مستهدف، واننا في مركب واحدة".

ضاهر: مستشفيات البقاع تمتنع

وانطلق ضاهر من رده ليذكر بما يحصل في برج حمود تهجيرا لأكراد سوريين ناوأوا النظام السوري بطلب من حزب "الطاشناق". وقال: "لا أعرف اذا كان حزب "الطاشناق" يريد حربا ارمنية ـ كردية في برج حمود؟ ثم بأي حق يقوم حزب لبناني مهما كانت صفته بتهجير الناس؟ هل نسي حزب "الطاشناق" ان الارمن جاؤوا الى لبنان نازحين، ومهجرين وخائفين وتمت استضافتهم والاهتمام بهم؟". وطالب الدولة بأجهزتها، ومؤسساتها ورئاساتها بأن تمنع "هذه الجريمة بحق السوريين الاكراد"، معتبرا ان "سلوك حزب "الطاشناق" يستجلب المشكلة السورية الى لبنان، وهم يتحملون تداعياتها كلها". واكد ان تصرف الحزب الارمني هو "استجابة للطلب السوري للتضييق على المعارضين السوريين". وبعدما كشف ان المستشفيات في البقاع ترفض استقبال الجرحى السوريين الذين يقصدونها هربا من سوريا، وان هؤلاء يقادون الى مستشفيات في عكار والضنية لتضميد جروحهم، اكد ان "لبنان سيبقى ملجأ ومأوى للهاربين والمطالبين بالحرية والداعين الى العدالة والحق". هنا، أيده شهيب الذي اوضح ان مثل هذه التهديدات تحصل في بعض المناطق "بالتعاون مع البلديات".

زهرمان: اغتيالات بالكواتم

ووضع زهرمان امام وزير الداخلية معلومات تلقاها عن دخول مجموعات متخصصة بالاغتيال "من سوريا" الى شمالي لبنان مزودين مسدسات فيها كواتم صوت، وقد تلقفتهم احدى الجهات الحزبية المؤيدة لـ8 آذار في المنطقة. وقال: "يبدو انهم يتحضرون لعمليات اغتيال على ارضنا". الا ان شربل لم يعلق على هذه المعلومة، لا ايجابا ولا سلبا، حتى انه لم يستمهل النواب للتحقيق والرد. الا انه رد على تساؤل للنائب زياد القادري استقاه من الجلسة السابقة للجنة حقوق الانسان. حينها، سيقت اتهامات ان قوى الامن "تفبرك" الاتهامات للملازم اول صلاح الحاج على اساس "الخصومة بين اللواء ريفي واللواء علي الحاج"، قال لشربل، "هل تؤيد هذا الكلام او لا؟ هل التحقيق في قوى الامن الداخلي مفبرك او لا؟". فأجاب وزير الداخلية ان "التحقيق لم يحصل" على ايامه، وانه في عهده "لا اسمح ابدا ان تكون التحقيقات مفبركة".

شهيب وحمادة: الطلب السوري للعيسمي

غير ان الاتهام الذي فهم النواب انه مباشر لسوريا في اختطاف شبلي العيسمي، فجاء على لسان النائبين شهيب ومروان حمادة اللذين دللا على اشارتهما بكلام "واضح" ساقه السوريون الى العيسمي قبيل تركه الولايات المتحدة الاميركية متوجها الى المنطقة. يومها، طلب السفير السوري في واشنطن، بحسب هؤلاء، الى العيسمي 3 امور: اولاً ان ينص كتاب اعتذار من القيادة السورية عما فعله سابقا، والا يكتب مذكراته، والا يخرج مجددا من سوريا فيبقى فيها. الا ان جواب المخطوف كان ان "ضيعتي تتسع لجثماني". وقال شهيب لدى مغادرته الجلسة ان معلومات وزير الداخلية "اولية ومفتوحة نظرا الى حساسية ملف الخطف واهميته"، مضيفاً: "طالبنا بجدية استكمال المعطيات الامنية ووضعها في تصرف القضاء المختص، وبأن يفعل وزير العدل شكيب قرطباوي ملف الاخوة الاربعة من آل الجاسم بعد العرض الذي قدمه وبشجاعة اللواء ريفي، والذي هو برأيي باب اساسي للكشف عن مصير المخطوفين بمن فيهم المناضل العيسمي الباب الاساسي للملف الموجود في القضاء العسكري، والمعطيات التي نشر بعضها في الاعلام المرئي والمقروء فيها اتصالات وتحقيقات هي الباب الاساس". واكد انه "لا يجوز للدولة واجهزتها الاستقالة من دورها مهما كانت الظروف، وكل تماد في التخلي والتطنيش سيساهم في مزيد من التفكك والتسيب الامني. فسيادة الدولة ستبقى منقوصة ما لم تتمكن من معرفة مصير من يعيش على ارضها ومن يلجأ اليها، ولا يجوز أبدا ان يكون هناك خطف بالايجار ولا ان يجمد ملف قضائي بهذا الحجم وبهذه الاهمية السياسية والامنية وايضا الانسانية، لأن هذا اللاجئ هو انسان له حقوق في شرعة حقوق الانسان وهناك قوانين ترعى ذلك، ولا يجوز ان يسيب هذا الوضع لأنه يؤدي الى تفكك كل شيء. فلنحم المؤسسات والدولة والقضاء، ونتعاون جميعا، وتبقى هذه الملفات وتفعل بالامن والقضاء ولا تسيس".

وعندما سئل من المسؤول عن تجميد هذا الملف؟، أجاب: "هذه الجلسة الثالثة وسبقتها جلستان للجنة حقوق الانسان. هناك ملف منقوص وشكوك". وشدد على "وجوب متابعة هذا الملف حتى النهاية عبر القضاء ووزارة الداخلية، وان يصار الى طلب جلسة عامة سرية لمناقشته، لأن الانسان في لبنان اهم من الموارد الكهربائية والنفطية ويجب ان تعطى له القيمة. والمسألة تستحق جلسة للجان المشتركة بحضور الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والوزراء المعنيين لفتح هذا الملف بشكل اوسع وادق لتبيان الحقيقة للشعب اللبناني ولأهل المخطوفين".

بعد الجلسة، كان واضحا للنائب قاسم هاشم انه "لم يطرأ اي جديد بين لجنتي حقوق الانسان والدفاع والداخلية في اطار المعلومات او القضايا المطروحة. وكل ما في الامر ان النقاش استمر بالأسلوب نفسه والآليات نفسها التي ابتعدت كثيرا عن بعدها القانوني والحقوقي والانساني، واستمرت بالاستهداف السياسي وبتوجيه الاتهامات السياسية من دون اي معلومات او ادلة ثبوتية لدى اي من طارحيها".

بيان

الى حين التآم اللجنة في اجتماع آخر ربما يكون مشتركا مع لجنة حقوق الانسان، بحسب ما نادى به شهيب، صدر عن اللجنة بيان مقتضب اوضحت فيه ان البحث تركز على "اشكاليات" خطف صادر والعيسمي والاخوة الجاسم، وان المجتمعين استمعوا الى شربل "حول هذه القضايا الحساسة"، وان "بعض المناقشات دار بين النواب".

 

التغييرات في القيادة السعوديّة: إستعداد لمواجهة المدّ الإيراني

اسعد بشارة/الجمهورية

في توقيت متحوّل إقليميّا وعربيّا تسلّم الأمير نايف بن عبد العزيز موقع ولاية العهد في المملكة العربية السعودية مفتتحا على الأرجح خطّا جديدا في مقاربة الموقف السعودي ممّا يجري في العالم العربي.

وإذا كان هناك إجماع على وصف وليّ العهد الجديد بالرجل القوي للمملكة نظرا لقِدم تمرّسه بالملفّ الأمني، وخصوصا في مرحلة اجتثاث قاعدة بن لادن الذي خرج عن الطاعة الأميركية والسعودية بعد انهيار الاتّحاد السوفياتي، وأصبح يشكّل تهديدا للسعودية ترجم من خلال استهداف آبار النفط وأماكن وجود الرعايا الغربيّين، فإنّ من غير المعروف الى الآن ماذا ستكون عليه السياسة السعودية التي تخشى بصمت المتغيّرات الحاصلة في العالم العربي، والتي تجاهر تجديد مكمن الخطر من إيران على سلامة الخليج ودوله التي تفتقر معظمها الى أدوات الحماية الذاتيّة في وجه خصم قويّ وقادر على تجنيد حلفاء داخل السعودية والبحرين واليمن والعراق ولبنان، تماماً كما هو قادر على مَدّ جسور التعاون مع حركات إسلامية سنّية كحماس والجهاد الإسلامي وبعض الإخوان المسلمين في مصر والعراق وحتى في سوريا.

وإذا كان الدور الذي سيلعبه الأمير نايف بن عبد العزيز لن تتوضّح معالمه في ظلّ وجود الملك عبدالله وممارسته لدور القيادة، فإنّ من غير المستبعد في حال حصول أيّ طارئ ان يمسك وليّ العهد بصلاحيّات الملك، تماما كما حصل مع الملك الحاليّ الذي مارس سلطات ملكيّة شبه كاملة نتجت عن عدم قدرة الملك فهد على القيام بمهامّه للأسباب الصحّية المعروفة.

ويشبه تولّي وليّ العهد للمسؤوليّة الجديدة إبحاراً لسفينة في بحر هائج بالنسبة إلى ما يتعلّق بالعائلة الحاكمة في المملكة، وبما يفترض من أدوار تنتظر اتّخاذ القرار المناسب، خصوصا في المسألة الإيرانيّة.

ففي الوضع الداخلي، لا يزال الأمير نايف يمسك بمسؤوليّة وزارة الداخليّة، وهو على الأرجح سيستمرّ بحملها الى جانب موقعه كوليّ للعهد، هذا فيما لم تحسم بعد خلافة الأمير سلطان في وزارة الدفاع مع مطالبة أبنائه بتولّي أحدهم هذه الوزارة المهمّة، ومع مطالبة الابن الأبرز بندر بن سلطان بالانتقال الى وزارة الخارجية، وقد كانت هذه المطالبات من أبناء سلطان شرطا للموافقة على مبايعة نايف لولاية العهد ضمانا للاستقرار والتوازن بين مكوّنات العائلة.

وبشكل مواز للانتقال في السلطة من الأب الى أحد الأبناء في وزارة الدفاع السعودية، تطرح أيضا مسألة وزارة الخارجية في ظلّ المتاعب الصحّية التي يعاني منها الأمير سعود الفيصل، وهذا الفرع من العائلة يريد أن يضمن بقاء الخارجيّة في يده وفق قاعدة تقسيم تولّي الوزارات وفق أعراف محدّدة وثوابت، وهو ما يعني أنّ أبناء الملك فيصل لا يحبّذون تولّي الأمير عبد العزيز بن عبدالله وزارة الخارجية مستقبَلا، بحكم أنّ والده الملك عيّنه نائباً لوزير الخارجية منذ أمد قصير.

وبانتظار معرفة حجم التغيير الذي سيطرأ على السياسة السعودية في المرحلة المقبلة، فإنّ خطوطا عدّة كمسار هذه السياسة يمكن توقّعها منذ الآن، على شكل متشدّد مع إيران ومزيد من دعم الثورة السوريّة وإعادة قراءة للتعامل مع الملفّين اللبناني والعراقي، بما يدعم منطق المواجهة مع التمدّد الايراني، ويمكن من خلال استمرار صَدّ الرئيس نجيب ميقاتي والتركيز على دعم الرئيس الحريري فهم المزيد من التوجّه السعودي بعد استلام نايف ولاية العهد، وقد كانت معبّرة كثيرا المصالحة التي جرت منذ شهر بين الحريري ووليّ العهد السعودي وابنه بعد تسريب وثائق لجنة التحقيق الدوليّة، حيث رفض الأمير نايف عرضا حريريّا بالاعتذار العلَني وطوى الصفحة مؤكّدا دعمه للحريري ولقوى 14 آذار، وهذا ما يؤشّر إلى أنّ مرحلة السين سين وما تخلّلها من أخطاء سعوديّة في إدارة ملفّ العلاقة مع سوريا، وبما أسفر عنه من نتائج لبنانيّة، قد طويت لتبدأ معها مرحلة جديدة ستطبع السياسة الخارجية السعوديّة بطابع جديد.

 

بين العراق البعثي والعبثي!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

يبدو أن الدور التخريبي للحكومة العراقية الحالية قد يتجاوز الداخل العراقي للخارج، وتحديدا سوريا. وذلك من خلال دعم النظام الأسدي، على حساب الشعب السوري نفسه، حيث قرر العراق الحالي الوقوف على خط واحد مع النظام في سوريا، مثله مثل إيران وأتباعها بالمنطقة.

فلمعرفة خطورة عراق اليوم، وتحديدا عراق حكومة نوري المالكي، لا بد من تأمل خبرين مهمين للغاية، يحكيان الكثير عن واقع بغداد اليوم، وخطورة العقلية التي تدير الأمور هناك. فالخبر الأول يقول إن 13 من 14 جهازا خاصا بمراقبة الإنترنت تم بيعها من قبل شركة أميركية إلى الحكومة العراقية، انتهت بيد النظام البعثي في سوريا، وذلك لمساعدة النظام الأسدي على مراقبة المتظاهرين، والتضييق عليهم، من أجل وأد الثورة السورية، علما أنه محظور على كل متعامل مع الشركات الأميركية بيع أو منح النظام في سوريا أي معدات تكنولوجية أو خلافه، بحسب نظام العقوبات الأميركي المطبق على النظام السوري!

أما الخبر الثاني، الذي نشر في نفس اليوم، وهو من العراق نفسه، فيقول إن الحكومة العراقية قامت بإلقاء القبض على قرابة 600 عراقي تتهمهم بالانتساب إلى حزب البعث، بل إن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، نفسه صرح قائلا في مقابلة تلفزيونية حول تلك الاعتقالات، بأن «حزب البعث حزب محظور بموجب الدستور؛ لأنه حزب مجرم أسقط السيادة الوطنية، واستهدف عموم أبناء الشعب العراقي، من خلال المقابر الجماعية والأسلحة الكيميائية وغيرها». والأهم من كل ذلك، أن المالكي نفسه يرى أن «عقلية البعث هي عقلية المؤامرة والانقلابات»! وعليه، فكيف يطارد رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، المنتمين لحزب البعث في بلاده العراق، بل يصفهم بالحزب المجرم المسؤول عن إسقاط الشرعية، واستهداف الشعب من خلال المقابر الجماعية، ويقول إن عقلية البعث هي «عقلية المؤامرة والانقلابات»، ثم تقوم نفس الحكومة العراقية بدعم النظام البعثي في سوريا؟ أمر لا يستقيم! فهل يجوز قتل السوريين من قبل نظامهم البعثي، بينما يتم إلقاء القبض على بعثيي العراق؟ وهل عقلية البعث التي يتحدث عنها نوري المالكي للعراقيين اليوم لا تراها الحكومة العراقية واقعة اليوم في سوريا، خصوصا بعد وقوع قرابة ثلاثة آلاف قتيل في سوريا، من نساء ورجال وأطفال، أم أن القصة هي أبسط من كل ذلك: فطالما أن النظام الأسدي هو نظام محسوب على المحور الفارسي بالمنطقة، فلا ضير في أن تقمع الأقلية الأكثرية بسوريا، طالما أن تلك الأقلية محسوبة على المخطط الفارسي بالمنطقة، وحتى إن كانت بعثية، وتمثل الوجه الآخر لنفس العملة التي كانت سائدة في عراق صدام حسين؟ ولذا، بالطبع رأينا كيف أن البعض من قيادات العراق الحالي، سواء العليا أو حتى الحزبية، انتفضت دفاعا عن شيعة البحرين، وقالت عن أهل الخليج العربي ما قاله مالك في الخمر، بينما ها هم اليوم يدعمون نظام بشار الأسد البعثي، الذي كان المالكي نفسه يتهمه بالأمس بالتآمر على العراق، بينما يتم قمع المواطنين العراقيين بحجة الانتماء للبعث. أمر مؤسف، ومحزن، وينبئ بأن ليل أهل السواد طويل.

 

أوساط ميقاتي تنفي تلويحه بالاستقالة ولهذه الأسباب يُصعّد عون ضد رئيس الحكومة

غاصب المختار/السفير

لا تخفي اوساط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انزعاجها مما تم تسريبه، خلال الاسابيع القليلة الماضية، عن تلويحه بالاستقالة في حال لم يقر مجلس الوزراء تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وتؤكد ان ميقاتي لم يقل امام أي شخص او طرف انه سيستقيل من رئاسة الحكومة، كما لم يلمح تلميحاً الى هذا الامر، بل العكس فهو لم يقبل تكليفه رئاسة الحكومة ولم يقم بما قام به خلال استشارات التشكيل وتوزيع الحقائب ولم يُعِد مشاريع وبرامج وأفكارا من اجل اطلاق دينامية جديدة سياسية واقتصادية واجتماعية وإنمائية ليستقيل بعد كل ذلك.

وتشير أوساط ميقاتي الى ان التسريبات عن احتمال استقالته وحملات التهويل التي رافقتها في خصوص موضوع المحكمة، انما تعكس رغبة بعض الاطراف السياسية ولا تعبر عن حقيقة موقف ميقاتي، الذي لا زال يحتفظ لنفسه بموقفه من موضوع تمويل المحكمة، خاصة أن الوقت لم يستنفذ برغم كل الضجيج القائم، داخلياً وخارجياً، وتوضح ان ميقاتي لا يرغب في إثارة الموضوع من طرفه ويفضل التريث لحين يستحق استحقاق التمويل فعلياً.

وفي هذا السياق، تقول مصادر وزارية إن مسؤولي المحكمة ابلغوا المسؤولين اللبنانيين خلال الشهر الماضي ان الاموال الموجودة في ميزانية المحكمة تكفي لفترة لا تقل عن نهاية الشهر الحالي او اكثر قليلاً، وتوضح المصادر ان هناك وقتا بين شهر وشهرين وربما حتى مطلع العام المقبل من اجل بدء الكلام الجدي عن نفاد اموال المحكمة لهذا العام، عدا عن ان الامم المتحدة يمكن ان تتدبر مصادر اخرى للتمويل مؤقتاً من مصادر دولية عدة ريثما يحسم لبنان هذا الموضوع ويدفع حصته.

الا ان ثمة انطباعات لدى شخصيات سياسية على اتصال برئيس الحكومة، توحي بأن موضوع تمويل المحكمة سيُقَر في نهاية المطاف، لكن لا يُعلم بعد كيف وبأية طريقة، وهناك اتصالات يفترض ان تبدأ في الوقت المناسب من اجل الخروج بموقف او حل لهذه القضية.

وتلاحظ هذه الشخصيات ان الكلام عن احتمال استقالة الحكومة تراجع كثيرا في الآونة الاخيرة، ما يفسر تزايد حملات قوى المعارضة على الحكومة وعلى رئيسها شخصياً.

وعلى خط سياسي موازٍ، يؤكد قطب سياسي مخضرم في الاكثرية الجديدة، ان بقاء الحكومة برغم كل الملاحظات عليها، يبقى افضل من استقالتها وتحويل الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً لتصريف الاعمال. ويرى «ان لا مصلحة وطنية حالياً بتطيير الحكومة، لأن ذلك سيفيد كثيراً سعد الحريري وحلفاءه، مع انه يمكن تسجيل الكثير من الملاحظات على أداء هذه الحكومة حيال قوى الاكثرية السياسية، خصوصاً انها تفيد سياسياً وخدماتياً بعض القوى التي كانت محسوبة على الاكثرية السابقة مثل وليد جنبلاط وحتى قوى في المعارضة الحالية مثل «تيار المستقبل»، وتستبعد بالقدر ذاته اطرافاً وازنة كانت في المعارضة السابقة، وتطمح للتغيير الحقيقي ولديها طرح اصلاحي في كل المجالات، وراغبة في مساعدة رئيس الحكومة على تنفيذ برامجه وإصلاحاته».

وتقول أوساط قيادية في التيار الوطني ان التشنج داخل الحكومة لن يؤدي الى تفكك الحكومة، ولكنها توضح ان سبب تصعيد العماد ميشال عون يعود الى قناعته اولاً أن الوضع لا يحتمل مراوحة في تصويب الأداء الحكومي حول الكثير من الامور، لا سيما ان الوضع المسيحي يختلف عن الوضع في الشارع السني او الشيعي او الدرزي، وما هو مطالَب به العماد عون شعبياً لا ينطبق على باقي اطراف الحكومة، لذلك يعتبر التيار ان ضغط الشارع المسيحي بحاجة الى إنجازات، ولدى التيار شعور ان هناك من يريد إضعافه مسيحياً لحسابات سياسية كبرى او لحسابات مصلحية، لذلك يتم تعطيل أي مشروع او اقتراح يقترحه وزراء التيار الوطني الحر، سواء على صعيد برامج الإنماء او التعيينات وسواها، ما يولد شعوراً لدى التيار ورئيسه انه محاصر وأن ثمة من يريد ان ينقض عليه، خاصة انه تتم مراعاة اطراف اخرى في الحكومة ولا تتم مراعاة اكبر كتلة وزارية ونيابية مسيحية، ولا تتم مراعاة العماد عون على انه اكبر شريك مسيحي فعلي في الحكم، مع الاخذ بالاعتبار وجود ودور رئيس الجمهورية كشريك مسيحي ايضاً في الحكم، لكن الشارع ينتظر ممن انتخبهم ان يقدموا له إنجازات وإلاّ المحاسبة آتية في انتخابات العام 2013!

وتعتبر اوساط التيار ان الجو الاقليمي الضاغط يدفع الجميع الى حالة من الترقب في انتظار اتضاح مسار الاوضاع في سوريا، ولكن هذا الانتظار بنظر العماد عون يجب ان يدفع الى تحفيز انتاجية الحكومة لإثبات وضعها وتقوية دورها لا الجمود والمراوحة على رصيف الانتظار.

 

جنبلاط لم يعد خائفاً من سوريا؟ 

نقولا ناصيف/الأخبار

كلما أعاد النائب وليد جنبلاط تركيب خياراته وخلط تحالفاته، سَرّ فريقاً وأغضب آخر. يريدونه معهم، وهو يريد أن يكون مع نفسه وطائفته وخوفه فقط. حملته الهواجس على مصالحة حزب الله وسوريا بكلفة وانحناءة باهظتين. يترك دمشق اليوم، وقد يترك الحزب، لكن بلا تخويف.

أوحت المواقف التي أطلقها رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الأحد (30 تشرين الأول) في الجمعية العمومية للحزب، بمقارنة خياراته الجديدة بتلك التي أعلنها في 2 آب 2009 على أثر الانتخابات النيابية. يومذاك، انتقل من قوى 14 آذار إلى مكان لا يزال إلى اليوم بلا هوية، إلا أنه بلا أعداء، محاط بحلفاء ومشككين ومتحفظين. في 30 تشرين الأول انتقل من هذا المكان الغامض إلى آخر قد يكون أدهى، يكثر فيه الخصوم والمتربّصون والشامتون. لم يخرج في ذلك الحين من قوى 14 آذار كي يدخل في قوى 8 آذار، ولم يغادر التحالف مع حزب الله وسوريا اليوم كي يعود إلى قوى 14 آذار.

امتحان الخيار الجديد وتوقيته، أن جنبلاط تخلّص من خوفه من سوريا الغارقة في أزمتها الدموية، وقد أصبحت هي الخائفة على نظامها. بيد أنه لم يتمكّن بعد من التخلّص من حزب الله الذي رسم له، منذ عام 2008، خطوطاً حمراً وسقوفاً لا يسع الزعيم الدرزي إلا أن يضع نفسه تحتها.

إلا أن مواقف الأحد، شأن ما اعتاد أن يفعله جنبلاط كأحد قلّة تصنع الحدث في لبنان، تفتح الباب على مسألتين مهمتين:

أولاهما، تأكيده مغادرته رئاسة حزبه لأول مرة، وتدشينه سابقة غير مألوفة في البيت الجنبلاطي، ولا في القسم الأوفر من الطائفة الدرزية الذي يدين بالولاء لهذا البيت وزعامته عليه، هو أنه يريد ـــــ بعد سنة ـــــ إجراء انتقال للسلطة منه إلى أحد ما، من دون قرن ذلك بالتوريث.

تبدو السابقة مزدوجة: كيف يتصوّر جنبلاط حزبه من دون بيته على رأسه؟ وكيف يتصوّر انتقالاً للسلطة على الحياة؟

سبقت زعامة البيت زعامة الحزب بثلاثة قرون على الأقل. كان كمال جنبلاط أول رئيس للحزب التقدّمي الاشتراكي ومؤسّسه ومعلمه. ولكن الزعامة الجنبلاطية، كصورة حتمية مكمّلة لزعامة الطائفة، ظلّت أكبر بكثير من رئاسة الحزب. لم يكن الحزب التقدّمي الاشتراكي عائلياً كأحزاب الكتائب والوطنيين الأحرار والكتلة الوطنية، وهو شأنهم حزب طائفة. ولم يتعرّف مرة إلى الطريقة التي اتبعها زعماء الأحزاب المارونية هذه وهم يُعدّون أبناءهم لخلافتهم على الحياة. بعضها انتقلت على الحياة كداني شمعون خلفاً للرئيس كميل شمعون عام 1985، وبعضها بالوفاة كريمون إده خلفاً للرئيس إميل إده عام 1949، والرئيس أمين الجميّل متأخراً أكثر من عقدين خلفاً لبيار الجميّل عام 2007.

مع البيت الجنبلاطي أمر آخر تماماً.

خلفت نظيرة جنبلاط في زعامة البيت زوجها فؤاد جنبلاط بعد اغتياله في 6 آب 1921. وخلف كمال جنبلاط في نيابة الشوف صهره حكمت جنبلاط على أثر وفاته عام 1943. وخلف جنبلاط الابن والدته في زعامة العائلة والطائفة بعد وفاتها في 27 آذار 1951. وخلف الحفيد وليد أباه كمال في البيت والطائفة والحزب على أثر اغتياله في 16 آذار 1977. لم يخلف أحدهم الآخر على الحياة. دخل الوارث إلى الزعامة في نعش المُورث. وعلى نحو لم يألفه تاريخ البيت، لمّح جنبلاط إلى رغبته من الآن وإلى تشرين الأول 2012، في تأمين انتقال للسلطة لا يجزم بأنه سيكون حكماً لنجله تيمور الذي قرّبه والده من علاقاته وتحالفاته وخياراته السياسية. صحبه إلى دمشق وإلى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.

قيل حينذاك إن الأب يريد توريث ابنه خيار المصالحة مع سوريا وحزب الله قبل رئاسة الحزب. قيل أيضاً إنه يريد منفرداً تحمّل وزر الأخطاء والتنازلات الكبيرة كي يكمل تيمور حقبة لم يصنعها هو.

لكن جنبلاط انقلب على نفسه مجدّداً وعلى حلفائه.

ثانيتهما، انتقاله من خيار إلى آخر. بعدما قرّر العودة إلى سوريا والاعتذار عن كل ما ساقه ضدها (2004 ـــــ 2009)، قرّر أن يعود منها وهو بالكاد صمد سنة. حتى 9 حزيران كان قد قصد سوريا 10 مرات التقى خلالها رئيسها بشّار الأسد 6 مرات، في آخرها كان قد تفاقمت المواجهة بين النظام ومعارضيه. تحدّث الأسد لجنبلاط في اجتماعهما الأخير عن خطته الإصلاحية وموقفه من المعارضة والهجمات المسلحة التي يتعرض لها الجيش والشرطة.

قبل أن يتحدّث الزعيم الدرزي بدوره، طلب من الأسد الأمان، كي يخوض معه بصراحة في ما يجري في سوريا. أعطاه الأمان، فسمع الأسد كل ما ينفّره. عندما عاد إلى بيروت، كانت انطباعات جنبلاط ممّا سمعه من الرئيس السوري بالغة السلبية:

ــ ليس الأسد جدّياً في الإصلاحات، وقد باتت بمضمونها أقل بكثير ممّا بلغته الأزمة السورية.

ــ لا مسلحين في سوريا، بل هناك معارضون مناضلون ضد العنف والقمع وكبت الحريات. ما يجري هناك ثورة شعبية.

ــ لا تزال مقاربة الأسد لتفاقم الأحداث متأخرة عمّا يقتضي استعجال إجرائه، تارة لأنه يعتقد أن ما يجري في سوريا مؤامرة، وطوراً لأنه يتمسّك بأولوية الحلّ الأمني على الحلّ السياسي.

ــ يصغي الأسد إلى المحيطين به، وبين هؤلاء من يتمسّك بالعنف والقمع لضرب المتظاهرين والمعارضة، ويتشبّث بالسلطة، ويتعلّق بحزب ـــــ هو حزب البعث ـــــ بات من الماضي.

منذ الزيارة الأخيرة لدمشق، أدرك جنبلاط أنه في مكان، والنظام السوري في مكان آخر. في الأسابيع الأخيرة التي سبقت التئام الجمعية العمومية رفع من وتيرة دعمه المعارضة، ودفاعه عن اللاجئين إلى لبنان، وهو يقترب أكثر فأكثر من إيصاد الأبواب بينه وبين دمشق. لم يعد يطلب موعداً لمقابلة الأسد لأنه لن يستقبله. ولم يذهب بعد 9 حزيران لمقابلة عرّابه لدى النظام، معاون نائب رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف، وكان قد التقى به حتى ذلك الوقت 10 مرات. تولى ناصيف إدارة علاقة جنبلاط بالقيادة السورية، وهو يصغي إلى صنفين من الأقاويل من حوله تنقل إليه أو يسمعها في القيادة: فريق يدعوه إلى عدم الوثوق بجنبلاط؛ لأنه سينقلب مجدّداً على سوريا، وآخر جارى ناصيف في رأيه، وهو المحافظة على جنبلاط من ضمن التحالف العريض في قوى 8 آذار، نظراً إلى الحاجة إلى دوره في التوازنات الداخلية.

في آخر اجتماع جمعه بنصر الله في 13 تشرين الأول، كان التناقض واضحاً بينهما. ساق جنبلاط ملاحظاته حيال المرحلة المقبلة، ومنها:

ـــــ يفصل علاقته بحزب الله عن علاقته بسوريا. وهو إذ يبتعد عن دمشق لا يريد الخلاف مع حزب الله ولا نزاعاً مع الشيعة، ملمحاً إلى التفكير بتسوية داخلية تأخذ في الاعتبار ما ينتظر النظام السوري، وتنأى بلبنان عن التأثر بتداعيات سقوطه.

ـــــ نصح الحزب بعدم الرهان على بقاء الأسد؛ لأنه آيل إلى السقوط، وإن صمد بعض الوقت. لكنه سينهار حتماً، وربما خلال شهرين.

ـــــ لا يسعه حيال تصاعد تطورات المنطقة وأخصّها «الربيع العربي» إلا أن يكون إلى جانب ثورات الشعوب للتخلّص من الأنظمة الديكتاتورية وتثبيت الديموقراطيات.

 

أبي نصر: المسيحيون يحتاجون إلى قائد روحي يعمل لتطبيق "السينودس" 

أبي نصر أثنى على سحب الجنسية من غير مستحقيها

شرح النائب نعة الله أبي نصر في مقابلة مع الـ"anb"، أسباب صدور مرسوم التجنيس وظروفه ومسار دعوى إبطاله، عارضا لتحركه في هذا الإطار لسنوات عدة من خلال توليه الأمانة العامة للرابطة المارونية في البداية وبعد انتخابه نائبا في المرحلة اللاحقة والحالية، منتقدا النواب والوزراء المسيحيين السابقين على "سكوتهم على كل التجاوزات التي اعترت المرسوم والتي اضرت بالمسيحيين وأدت إلى تراجع عددهم بفعل التجنيس والتوطين والهجرة والتهجير".

ولفت إلى أن مجلس الشورى في قراره "لم يبطل المرسوم المذكور بل قضى بإعادة النظر فيه واسترداد الجنسية ممن اكتسبها عن غير استحقاق، وهذا المرسوم غير ديموغرافية البلد وأثر في الواقع السياسي". وإذ فصل الخطوات التي قام بها كل من الوزراء الياس المر وسليمان فرنجيه وزياد بارود، أثنى على مبادرة الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي بسحب الجنسية من 175 مجنسا عن غير حق، واعدا بمواصلة العمل حتى النهاية. ثم تناول قضية الموقوفين في السجون وأشار إلى السعي لإصدار المراسيم والقوانين المناسبة لإنصافهم، لافتا إلى أن اسقاط الحق العام يعجل في عملية إطلاق المسجونين.

في المقابل، أكد أن "مسؤولية التباطؤ في هذا الملف لا تقع على عاتق وزارة الداخلية وحدها، بل على الجميع تحملها". وفي ما يخص ملف التوطين، قال إن "أميركا تريده خدمة لإسرائيل، وان بعض الدول العربية تؤيده لإبعاد خطره عنها، وأن جهات داخلية متعصبة تدعمه وتسعى إليه لفوزها في سباق طائفي تعمل له".

من جهة أخرى، جدد دعمه للمقاومة في الجنوب بوجه الإعتداءات الإسرائيلية ورفضه إستعمال السلاح في الداخل. وإذ اعتبر أن إسقاط الحكومة سيؤدي إلى فراغ دستوري، طالب جميع الأفرقاء بالتعاون، أقله لإنجاز ملف التعيينات والموازنة.

وفي موضوع العدالة الدولية أبدى تمسكه بالعدالة والحقيقة، متمنيا عدم تسييسها، أما بالنسبة الى القانون الإنتخابي فجدد تأييده نظام النسبية "وإلا فلتنتخب كل طائفة نوابها". في المقابل شكك في نية الدولة ووزارة الخارجية اشراك المغتربين في الإنتخابات سنة 2013. وشرح أبعاد إقتراح قانون إحياء عيد الأبجدية الذي اقترحه واعتبر التصويت لمغارة جعيتا تعبيرا عن الإنتماء الوطني.

وفي الختام وجه تحية إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مثنيا على زيارته للعراق وواصفا إياه ب"البطريرك الواضح والصريح ذي الرؤية الواجب دعمها". وأكد "حاجة المسيحيين اليوم إلى قائد روحي قوي يعمل في سبيل تطبيق السينودس وتفعيل الأوقاف للغاية التي من أجلها أوقفت"، منتقدا "الروح الإنهزامية عند بعض القادة المسيحيين" وطالبا منهم التفاهم حول رؤية مسيحية واحدة تكون مدخلا لرؤية وطنية شاملة توحد البلاد وتؤكد الإنتماء الوطني.