المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 01 تشرين الثاني/11

 

متى 12/01-08/الشفاء يوم السبت

وفي تلك الأيام مر يسوع في السبت وسط الحقول، فجاع تلاميذه. فأخذوا يقطفون السنبل ويأكلون. فلما رآهم الفريسيون قالوا لـيسوع: أنظر! تلاميذك يعملون ما لا يحل في السبت.

فأجابهم يسوع: أما قرأتم ما عمل داود عندما جاع هو ورجاله؟ كيف دخل بيت الله، وكيف أكلوا خبز القربان، وأكله لا يحل لهم، بل للكهنة وحدهم؟ أوما قرأتم في شريعة موسى أن الكهنة في السبت ينتهكون حرمة السبت في الهيكل ولا لوم عليهم؟ أقول لكم: هنا من هو أعظم من الهيكل. ولو فهمتم معنى هذه الآية: أريد رحمة لا ذبـيحة، لما حكمتم على من لا لوم عليه.

فابن الإنسان هو سيد السبت.

 

عناوين النشرة

*ثقافة اضطهاد وقتل المسيحيين في مصر والهمجية/الياس بجاني

لبنان: الشعب لا يعرف ماذا يريد/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*لقاءات سرية منفصلة هدفها كسب تأييده للتأثير على الشارع/نتانياهو وباراك أطلعا الحاخام يوسف على مخطط ضرب إيران

*متضررون في قضية عز الدين يطالبون نصر الله بتعويضهم

*صحيفة الرياض تصف حزب الله بالعصابة و تتهمه بالسيطرة على الجيش

*حزب الله سحب كيبلاته الهاتفية من ترشيش

*الراعي يغادر الى العراق

*الراعي عاد من جولته الأميركية: البيت الابيض الحقيقي عندي هو الجالية اللبنانية/قضية سلاح حزب الله ليست بأيدي اللبنانيين وحدهم وواجب الاسرة الدولية المساعدة للضغط على *اسرائيل/لم اقرأ شيئا عن اجتماع سيدة الجبل ولا عرفت عنه شيئا

*عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا /أنصار عون يتسلحون ويتدربون استعدادا لأعمال أمنية/حزب الله لن يستغني عن عون لأنه أفضل بوق للترويج لسياساته 

*بقرادونيان عن منع السوريين الأكراد من البقاء في برج حمود: يزعجون السكان ويقومون بأفعال مشينة وغير أخلاقية

*منصور التقى أمير قطر وشارك في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية

*وديع الصافي شارك في احتفالات جعيتا بحضور وزير الاعلام ومديرة الوكالة الوطنية وحشد من الفنانين

*ماجدة الرومي: جعيتا تجمع اللبنانيين

*لجنة الدفاع إجتمعت للبحث في خطف صادر والعيسمي والأخوة الجاسم 

*سعيد: النظام السوري فوّت على نفسه الفرص وسيحاول تصدير العنف إلى لبنان

*علوش: إستقالة ميقاتي قد تؤشر إلى فقدان دمشق القدرة على السيطرة على أدواتها 

*شربل يرفض وصف الأمن الداخلي بـ"الميليشيا".. ويطلب إحالة كلام نقولا للنيابة العامة

*الجميل يدعو للإلتزام بقرار "14 آذار" بانتخابات نقابة المحامين في بيروت

*عون زار هزيم في البلمند: معلم كبير من معالم الكنيسة المشرقية ونأمل ان تستمر هذه اللقاءات وتتواصل دائم

*هزيم: ليوفق الله كل عامل خير في لبنان

ون في لقاء سياسي في كفرحزير: في الأيام الصعبة يبقى التضامن الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الوطن/لا تجددوا لمن أوصلوا البلد إلى هذه الحالة لأنه على الأقل يجب محاسبتهم/كثيرون ممن هم معنا ويحاولون التأقلم معنا ليسوا معنا في محاربة الفساد/لا يمكنني أن أقبل بأن يحمي من هو على رأس السلطة المخالفات الكبرى

*رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض/عون يدافع عن الشيطان مقابل حصة بالسلطة/عدم تمويل المحكمة سيؤدي حتما الى تفجير الحكومة

*جنبلاط رئيسا بالتزكية للحزب التقدمي وشريف فياض أبرز الخاسرين في انتخابات مجلس قيادة الحزب/ترشيحي اليوم كان الاخير "والوراثة منشيلها من ذهننا/موضوع النيابة ودور المختارة شأن خاص وعائلي/تمويل المحكمة مبدأ اساسي وجوهري كمدخل للاستقرار/اختفاء المناضل العيسمي على يد شبيحة أمر غير مقبول/الاستبداد العربي قتل كمال جنبلاط وكنا دوما في لعبة الامم /الافكار التي طرحتها حول سوريا تتلاقى مع المبادرة العربية

*ميشال عون خان لبنان بعد لقائه باليهود في واشنطن/طوم حرب: اميركا لم تمنح الراعي مقابلات رسمية وقلنا للادارة أن مواقفه لاتمثلنا وأتوقع سقوط بشار وفق السيناريو الليبي

*أشباح البعث ومأزق الانسحاب الأميركي/داود البصري/السياسة

*الصين أبلغت دمشق أن الوضع "الخطير" لا يمكن أن يستمر

*بعد تلقيه معلومات عن تحضيرات "أطلسية - عربية" الأسد يحيط الحدود السورية بحقول ألغام تحسباً لتدخل عسكري دولي ضد نظامه لحماية المدنيين

*انهيار وشيك لمساعي اللجنة العربية واجتماع بين الجانبين في الدوحة وسط أجواء من غياب الثقة  

*الأسد مهدداً العرب والغرب: زلزال سيحرق المنطقة إذا تعرضت سورية لعمل عسكري

*صحافية بريطانية صورت فيلماً من داخل دمشق يكذب مزاعم النظام:   الاحتجاجات سلمية ومنازل تحولت مستشفيات والأمن يعدم الجنود المتمردين فور رفضهم الأوامر

*خطة واشنطن لما بعد الانسحاب من العراق للرد على أي تدهور للوضع وتحسباً لمواجهة مع إيرانقوات قتالية أميركية في الكويت و"بنية أمنية" جديدة في الخليج

*في رسالة أكدت مظلوميتهم واحتجزتها الاستخبارات/إيران: أئمة سنة يطالبون لاريجاني بالإفراج عن 56 عالماً

*الغرب مُصِرٌ على معاقبة الأسد بسبب الممارسات الوحشية ضد شعبه/نظام دمشق يقفل أبوابه أمام المبادرة العربية بالمزيد من جثث القتلى

*صفقة الأسد والجامعة العربية.. هروب من مظلة التدخل الدولي/*الدور العربي يفتقد لأدوات ضغط كافية لتوجيه الحوار الوطني السوري/تركيا وجدت في الأزمة السورية فرصتها للتدخل.. لكن إيران لم تقف صامتة/القاهرة - أميرة عبدالحليم : السياسة

*الشعب السوري يستحق فرصة لبناء دولة عربية وطنية ديمقراطية/الرأي العام العربي يستنكر ممارسات الرئيس بشار الذي يكرر مجازر والده/هيذر هورن: السياسة

*حارس كندي أخرج الساعدي ابن القذافي من ليبيا عبر الصحراء/أوكامبو: لدينا أدلة دامغة تثبت مشاركة سيف الإسلام في قتل المدنيين

*جدل في مصر حول إنشاء حزب شيعي و البعض يسأل عن صلته بحزب الله

*زلزال وفوالق/عـمـاد مـوسـى/لبنان الآن

*ميقاتي يحرس الباب/داوود الشريان/الحياة

*إذاً هو تهديد من الأسد/طارق الحميد/الشرق الاوسط

*حزب الله مع ميشال عون حتى "يوم القيامة/عماد مرمل/السفير

*السير إلى الهاوية/حازم صاغيّة/لبنان الآن

 

تفاصيل النشرة

 

ثقافة اضطهاد وقتل المسيحيين في مصر والهمجية
الياس بجاني/
ثقافة التعب الأعمى ورفض الأخر والهمجية الوحشية تنهي حياة طالب مسيحي قبطي عمره 17 سنة على يد مدرسه ومجموعة من طلاب صفه في الياس بجاني/أحدى المداس المصرية لأن الشاب هذا رفض تغطية رسم الصليب على معصمه ورفض أيضاً رمي الصليب المعلق على رقبته، فضربوه حتى أسلم الروح ومن ثم فبركوا قصة ملفقة وأرعبوا الطلاب حتى لا يقروا بالحقيقة إلا أن الحقيقة ظهرت لتظهر معها خطورة ثقافة رفض الآخر والتعصب المستفحل في مناهج التعليم المصري. مصر حيث الأقباط هم سكانها الأصليون يتعرضون لاضطهاد يومي ليس فقط من الحكم والجيش والدولة والمدارس، بل أيضاً من نسبة كبيرة جداً من المواطنين الذين أعمى الجهل والتعصب عيونهم وخدر ضمائرهم وحولهم إلى مخلوقات متوحشة. هذه الأعمال لا ترضي الله ولا يجب أن تستمر وعلى العالم التدخل وحماية المسيحيين في مصر من شعبهم ودولتهم. إنها فعلاً مأساة. التقرير في أسفل باللغة الإنكليزية مع صورة الشاب الضحية.
Coptic Christian Student Murdered By Classmates for Wearing a Cross//AINA/30.10.11

 لبنان: الشعب لا يعرف ماذا يريد

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«قوة الحليف القوي يمكن أن تكون مفيدة لمن يلجأ إليها.. لكنها خطيرة على من يعتمد عليها» (ماكيافيللي)

في خضم المتغيرات العربية المتسارعة، يبدو الشعب اللبناني، ومعه مؤسساته السياسية، أشبه بزورق تتلاعب به الأنواء. في لبنان، ربما أكثر من أي دولة عربية، يبدو الاختلال الكامل «سيد الأحكام»، وهو ما أفضى، عمليا، إلى اقتراب البلاد من وضع «الدولة الفاشلة».

لا حاجة لرصد وضع الساحة اللبنانية التي كانت شفافيتها وحركيتها وتعددية مشاربها وشعاراتها عناصر إيجابية في عالم عربي «أحادي» اللون، آسن في استقراره المريض.. المتطاول عقودا. فهذه الساحة هجرت فعليا أي فكر سياسي واضح وقابل للترجمة على أرض الواقع منذ بعض الوقت. هنا لا الأحزاب بقيت أحزابا، ولا العقائد ظلت عقائد، ولا «التحالفات» – تكتيكية كانت أم استراتيجية – غدا أطرافها مقتنعين بجديتها أو جدواها.. لأن المسألة في جوهرها مسألة إفلاس، بل يأس، شبه كامل، أسهمت في بلوغه «ثقافة سياسية» شوهتها خلال نصف قرن سلسلة من التجارب «النضالية» الفاشلة وخيبات الأمل المحلية والإقليمية والعالمية.

مفهوم «الكيانية اللبنانية»، مثلا، جسدته في مرحلة ما بعد الاستقلال من القرن العشرين أحزاب من نوعية «الكتلة الوطنية» و«الكتائب اللبنانية»، وتبلورَ تحالفيا وقتاليا في نهاية عقد الستينات بـ«حلف ثلاثي» ذي ثقل مسيحي، ضم إلى جانب «الكتلة» و«الكتائب» حزبا ثالثا هو «الوطنيون الأحرار»، ومن ثم تطور إلى «الجبهة اللبنانية» إبان الحرب اللبنانية بين 1975 و1990.. لكن أين هو اليوم؟

بعض قيادات «الكتائب» ومنظريه الكبار صاروا اليوم من دعاة التضامن المطلق مع النظام الحاكم في دمشق تحت شعارات «تحالف الأقليات». وثمة شخصيات «كتلوية» سابقة انسجمت مع هذا التوجه فانقلبت على ماضيها وقناعاتها. و«التيار» العوني، الذي كان، حتى سنوات قليلة مضت، أكثر القوى المسيحية تطرفا ومزايدة على الصعيد «الكياني»، بات «حليفا» لحزب الله وحركة «أمل» وركام الحزبين الشيوعي والسوري القومي الاجتماعي وما تبقى في لبنان – وغيره – من بعثيين (!) وقبل أن ننسى.. حتى في كرسي البطريركية المارونية نفسها، يشغل المنصب اليوم بطريرك غيَّر بوصلته السياسية علنا 180 درجة عما كانت عليه عندما كان مطرانا.

في المقابل، لا يبدو الاتجاه المقابل أفضل حالا؛ فمعظم قوى اليسار – بغض النظر عما تعنيه الكلمة في لبنان – انتهت عمليا في فترة ترهل الاتحاد السوفياتي السابق، أي قبل سنوات كثيرة من انهيار جدار برلين (الكتلة الشرقية) عام 1989. والاتجاهات «العروبية» تنازعتها وتحكمت بها المصالح الإقليمية – وتحديدا، العائلية والمذهبية في حالتي «بعثي» العراق وسوريا – إبان الحرب اللبنانية، عندما انخرطت مع قوى اليسار والحزب السوري القومي الاجتماعي في «الحركة الوطنية اللبنانية» المواجهة لـ«الجبهة اللبنانية». أما القوميون السوريون فكانوا قد انقسموا منذ بعض الوقت بين فريقين أساسيين، أحدهما التزم النقاء العقيدي العلماني ففشل.. وآخر تولت شؤونه قيادات الارتباط الأمني الواقعي، وما زالت تقوده هذه الأيام تحت إشراف دمشق، وفي خدمة أقوى حزب ديني في لبنان.

وفي مكان ثالث في لبنان نجد قوى «الإسلام السياسي»، التي كان حضورها التنظيمي على الأرض محدودا في مطلع القرن العشرين، غير أنها اليوم تشكل ثقلا كبيرا جدا، لا سيما على الساحة الشيعية. هذه الساحة كانت في النصف الأول من القرن الماضي رهينة للإقطاع، قبل أن يبرز فيها حضور اليسار، ومن ثم يخترقها مباشرة نفوذ إيران.

هذا على الصعيدين الحزبي والشعبي، فماذا على صعيد مؤسسات الدولة؟

نظريا، يقوم في لبنان مبدأ «فصل السلطات»، وفي «اتفاقات الطائف» أقرت سلسلة تعديلات دستورية كان من المفترض أن تعزز التوافق الوطني، وتحسم موضوع الهوية الوطنية، وتزيل الغبن، وتطمئن الأقليات الدينية والمذهبية. لكن التطبيق الانتقائي المجزوء لدستور «الطائف» بما فيه اختصار أسلحة الميليشيات الحزبية والطائفية المتعددة في سلاح قوة واحدة.. دينية ومذهبية، تحت شعار «المقاومة» – مع أن هذه القوة لم تحتكر شرف مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في يوم من الأيام – أنهى عمليا أي مؤسسات سلطة حقيقية.

فرئيس الجمهورية انتُخب بعد «اتفاق الدوحة» في ظل غلبة السلاح إثر أحداث مايو (أيار) 2008. ومجلس النواب أغلقه رئيسه عام 2006 واحتفظ بمفتاحه قرابة السنتين اعتصمت خلالهما عناصر حزبه في وسط العاصمة وحاصرت مع «حلفائها» في ما عُرف بقوى «8 آذار» مقر رئاسة الحكومة وهددت باقتحامه. أما الحكومة الحالية فجاءت بعد مخاض عسير في أعقاب «انقلاب» القوى ذاتها على «اتفاق الدوحة» الذي كانت قد وقعته وادعت التزامها به.. وذلك عبر وزير واحد كوفئ لاحقا على إسقاطه الحكومة «التوافقية» بتعيينه رئيسا لمؤسسة الجامعية الحكومية في لبنان.

هذا كله في ظل سطوة السلاح غير الخاضع لسلطة الدولة.. الذي لم يكتفِ بإلغاء مفاعيل نتائج الانتخابات العامة الأخيرة، بل هو يدفع راهنا نحو حالة فراغ سياسي وحكومي كامل.

الحكومة الحالية، التي يترأسها الرئيس نجيب ميقاتي، يصدق عليها وصف الصحافي والسياسي اللبناني القديم الشيخ يوسف الخازن لأحد زملائه الصحافيين بأنه «أبرع من ملأ الفراغ بمثله». وحقا، هذه الحكومة هي صيغة «تمرير وقت» و«ملء فراغ».. لا أكثر ولا أقل.

إنها حكومة، كما قال السيد حسن نصر الله، حاكم لبنان الفعلي، مطلوب أن تبقى مهما كلف الأمر لفترة كافية لإنجاز تغييرات في قوانين الانتخاب تؤدي إلى تسليم البلاد تسليم اليد لحزب الله. في حين يرى بعض من تمثل فيها من خارج قوى «8 آذار» أنها «حكومة اضطرار لمنع الفراغ». وهكذا.. لا قواسم مشتركة بين مكوناتها، ولا توافق في العمق – بعيدا عن ضغط السلاح طبعا – على مقارباتها السياسية والتزاماتها القانونية.. لا سيما في مواضيع حساسة مثل تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ولا رؤية جلية لديها إزاء سياسة أجور انكشف زيفها أخيرا في «استرضاء» مكشوف لاتحاد عمالي تحركه سياسيا قوى الأمر الواقع.. قبل أن ترفض شرعيته الجهات القضائية.

حزب الله، الذي بررت قيادته الاعتصام الطويل في وسط بيروت بأن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة «غير توافقية في بلد يجب أن يحكمه التوافق»، يدعو اليوم – مستقويا باحتكاره السلاح – إلى التصويت، لا التوافق، لحسم القضايا الخلافية داخل مجلس الوزراء.. حيث لديه ولحليفه «أمل» و«التيار» العوني الأغلبية!

اليوم يستطيع «الحزب» إجهاض أي مسعى لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مع أنه يريد منه أن يبقى لضمان بقاء الحكومة التي يأمل منها أن تهديه ديمومة السيطرة على البلاد. وفي المقابل، الكرة في ملعب رئيس الحكومة الذي تتنازعه مصالح خاصة وسياسية كثيرة ومتناقضة. كيف سيتصرف رئيس ممنوع من الحكم، ومهدد بالعزلة من قبل المجتمع الدولي، ومحاصر بأزمات إقليمية معقدة، ومضطر للتحرك بحذر في بلد «مفخخ».. لا رؤية مشتركة لسكانه، ولا حليف فيه يمكن الوثوق به والركون إليه؟

 

باراك ينفي اتخاذ قرار بضرب إيران

نفى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ما تناقلته وسائل الاعلام الإسرائيلية عن أنه قرر ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مهاجمة إيران على الرغم من معارضة قادة الجيش والاستخبارات لذلك. وقال ساخراً من هذه المعلومات "لا تحتاج لأن تكون عبقريا لتفهم أنه في 2011، لا يستطيع شخصان في إسرائيل أن يقررا التصرف بمفردهما".  وأضاف باراك في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن "في وزارة الدفاع ومكتب رئيس الوزراء آلاف الاوراق حول المحادثات التي اجريت (عن إيران) بحضور عشرات المسؤولين والوزراء". وكرر أن "تقدم ايران في الحصول على سلاح نووي هو التهديد الرئيسي للأمن في المنطقة ولإسرائيل على وجه الخصوص". وأكد باراك أنه "يجب العمل مع كل الوسائل الضرورية والابقاء على جميع الخيارات"، مشدداً على "أهمية الضغوط الدولية والعقوبات". وقال: "كما قلت أكثر من عشرين مرة، إسرائيل لا تستطيع التعامل مع إيران نووية".(أ.ف. ب.)

 

لقاءات سرية منفصلة هدفها كسب تأييده للتأثير على الشارع/نتانياهو وباراك أطلعا الحاخام يوسف على مخطط ضرب إيران

تل أبيب - يو بي اي: حضر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك, كل على حدة, خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى بيت الزعيم الروحي لحزب "شاس" الحاخام عوفاديا يوسف وأطلعاه, بشكل سري, على "خطورة" البرنامج النووي الإيراني على إسرائيل, وذلك وسط تحذيرات متزايدة في الدولة العبرية من احتمال مهاجمة إيران.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة أمس, أن باراك حضر إلى بيت يوسف مرتين ونتانياهو مرة واحدة خلال الشهر الحالي, مشيرة إلى أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع كانا يطلبان التحدث بسرية إلى الحاخام, بحيث لا يبقى في غرفة الاجتماع سوى أربعة أشخاص, هم باراك أو نتنياهو ويوسف ورئيس "حزب شاس" ووزير الداخلية إلياهو يشاي, ووزير الإسكان أريئيل أتياس من "حزب شاس" أيضاً.

واضافت أنه كان يطلب من جميع مساعدي يوسف وقادة "شاس" الحاضرين بمغادرة الغرفة وإبقاء الهواتف النقالة للمجتمعين الأربعة خارج غرفة الإجتماع السري.

واعترف مسؤول في "شاس" أنه تم خلال الاجتماعات البحث في الموضوع الإيراني, مشيراً إلى أنه تم إطلاع الحاخام أيضاً بشأن (الجندي الإسرائيلي المفرج عنه أخيراً) جلعاد شاليط و(الجاسوس الإسرائيلي في الولايات المتحدة جوناثان) بولارد, إضافة إلى عدد من المواضيع الآنية.

ولفتت الصحيفة إلى أن للحاخام يوسف تأثير كبير على خطوات تنفذها الحكومة الإسرائيلية, وفي الفترة الأخيرة تم تجنيده لإقناع الجمهور بتنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع "حماس".

ويأتي ذلك على خلفية نشر تحليلات في الصحف الإسرائيلية أخيراً نسبت لنتانياهو وباراك نيتهما بشن هجوم إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية, وكان آخرها مقال لكبير المعلقين في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع يوم الجمعة الماضي حذر فيه من أن نتانياهو وباراك يخططان لهجوم قريب ضد إيران.

لكن محلل الشؤون الاستخبارية في "يديعوت أحرونوت" رونين برغمان أشار, أمس, إلى المصاعب التي تقف أمام إقدام إسرائيل على شن هجوم كهذا.

ولفت بداية إلى أن هجوما ضد المنشآت النووية الإيرانية لن يلحق بها أضراراً هامة وربما, في أفضل الأحوال, سيؤخر لثلاث أو اربع سنوات حصول إيران على سلاح نووي.

كما شكك بقدرة سلاح الجو الإسرائيلي على تنفيذ هجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية خاصة وأن المسافة بين إسرائيل وإيران تبلغ 1500 كلم, ما يعني أن الطائرات المهاجمة ستحتاج إلى التزود بالوقود مرة على الأقل, إضافة إلى وجود دفاعات جوية عدة حول هذه المنشآت. ولفت المحلل الاسرائيلي إلى أنه في حال حدوث معارك جوية, فإن الطائرات الحربية الإسرائيلية ستحتاج الى التزود مرات عدة بالوقود بعيداً عن الدولة العبرية. وحذر من هجوم مضاد على الأراضي الإسرائيلية كافة بالصواريخ من إيران ومن جانب "حزب الله" من لبنان والفصائل الفلسطينية من قطاع غزة واحتمال دخول سورية في حرب إقليمية, والتي وصف المحلل الإسرائيلي جيشها بأنه "أقوى جيش عربي".  ونبه أيضاً من أن هجوماً كهذا سيستدعي تنديدا دوليا واسعا جدا بإسرائيل وقطع العديد من الدول العلاقات معها, وأولها دول عربية وإسلامية إلى جانب روسيا والصين اللتان تقيمان علاقات جيدة مع إيران. وأشار المحلل الى أن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل معارضتها الشديدة لمهاجمة إيران, خاصة وأن من شأن هجوم كهذا أن يؤدي الى التفاف المعارضة الإيرانية حول النظام الإيراني ودعمه, الأمر الذي يتعارض مع المصالح الأميركية.

 

متضررون في قضية عز الدين يطالبون نصر الله بتعويضهم

تجمّع عدد من المتضررين من قضية صلاح عز الدين وشريكه يوسف فاعور عند مفترق بلدة العباسية في صور امس، وحملوا لافتات كتب عليها ان "الله حق وصاحب الحق سلطان"، و"نطلب من (امين عام "حزب الله") السيد حسن نصرالله رفع هذا الظلم"، و"بلغوا سماحة السيد أننا مظلومون" و"ما من ظالم إلا سيبلى بأظلم". ونقلت صحيفة "السياسة" الكويتية، اليوم (الاثنين)، عن موقع "يقال نت" الإلكتروني، أن "المتظاهرين طالبوا بـ"إيجاد تسوية لقضيتهم وتعويضهم الخسائر الفادحة التي لحقت بهم"، موضحين "انهم في غالبيتهم أصبحوا بلا عمل وخسروا اموالهم ومدخراتهم ويعيشون اوضاعاً اقتصادية صعبة".وناشد المحتجون نصرالله وقيادة "حزب الله" التدخل بقضيتهم، خصوصاً ان "عز الدين استغل قربه من الحزب لإقناعهم بإيداع اموالهم لديه".  المصدر : السياسة الكويتية

 

صحيفة الرياض تصف حزب الله بالعصابة و تتهمه بالسيطرة على الجيش

شنّت صحيفة "الرياض" السعودية من خلال الكاتبة حسناء عبد العزيز القنيعير هجومًا عنيفا على "حزب الله" واصفة اياه بـ"العصابة" ومتّهمة اياه بالسيطرة على الجيش اللبناني وقالت في مقالة نشرت اليوم عبر صفحاتها: "إنه من المثير للعجب والسخرية في آن واحد، أن يوجد حزب عربي يعلن عمالته على الملأ لنظام أجنبي؛ فلا يخطو خطوة إلا بأمره، ويعمل على تنفيذ ما يوكل إليه من مؤامرات ؛ كما في اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، الذي أغضبهم بتوحيد الطائفة السنية في لبنان والتفافها حوله، بعد أن مزقها نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وغيب معظم رموزها وقياداتها، إن محاولة الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله وعصابته إلغاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تثبت أن لهما اليد الطولى في الاغتيالات التي جرت هنالك، بدعم كامل من أسيادهم في المنطقة، وما يحاولونه لن يبرئ ساحتهم".

ووتتابع الصحيفة المذكورة أنه "نتيجة لاملاءات الملالي اجتاح "حزب الله" وحركة أمل وأنصارهما بيروت الغربية في أيار 2008، واختطفوا لدولة اللبنانية وجعلوها رهينة لحكم الملالي، كما تولى الحزب تدريب الميليشيات الشيعية في العراق التي صنعتها إيران، وفي مقدمتها ميليشيا جيش المهدي وميليشيا بدر وحزب الدعوة، تلك الميليشيات التي قتلت أكثر من مئتي ألف سني في العراق، وقامت بكل الأعمال القذرة داخل العراق، وأسقط حزب اللات وحلفاؤه حكومة سعد الحريري، وساعد المعارضة البحرينية التي صنعتها إيران، وقد أثبتت التحقيقات أن منفذ عملية الدهس التي استهدفت تسعة من أفراد الشرطة البحرينية، تحمل بصمات "حزب الله" اللبناني الذي بات من المؤكد أن لديه خلايا نائمة في البحرين، كما في غيرها من الدول، ومؤخرا انحاز الحزب للرئيس السوري بشار الأسد، وشارك أجهزة الأمن السوري و"شبيحته"، في قتل السوريين العزّل، واستجابة لإملاءات الولي الفقيه قدّم "حزب الله" رواية مفبركة عن محاولة اغتيال إيران للسفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير، فيمعن الحزب في الأكاذيب كعادته، ويدعي أن أميركا وكندا والسعودية ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري خططوا لاتهام إيران! كما تزعم مصادر "قناة المنار" أن التخطيط الفعلي لاتهام إيران بمحاولة اغتيال عادل الجبير جاء تمهيداً للصق تهمة اغتيال رفيق الحريري بها! هذه الرواية وما يتبعها سبق أن نشرتها مواقع تابعة للمخابرات السورية، ثم أدخلت المنار تعديلات عليها لتتناسب مع قضية اتهام إيران"!

وتتابع صحيفة "الرياض": اقتداء بأسياده الملالي-الذين أصدروا العديد من البيانات لدعم ثوار تونس وليبيا ومصر، وهدّدوا بالتدخل العسكري في البحرين، وسكتوا نهائيا عن ثورة الشعب السوري، ودعموا النظام بإرسال خبراء لقمع المتظاهرين- يتجاهل حسن نصرالله قمع الشعب السوري من قبل بشار الأسد وجنده، فيصرح بأن "من يريد إسقاط النظام يخدم إسرائيل، فلقد اختار الانحياز إلى النظام السوري؛ لأن بقاءه من بقائه، يفعل هذا في الوقت الذي صبّ فيه جام غضبه على حكومة البحرين" .

وإذ تجزم الصحيفة أن "لبنان لن يشهد استقراراً في ظل ميليشيا مسلحة أقوى من الدولة، تغتال وتحتل وتقتل وتهدد كل يوم الشعب اللبناني، وتلغي بقوة سلاحها باقي الأطراف، وتصادر حرياتهم وتمنعهم من التعبير، بل وتبسط سيطرتها على الجيش كله، على الرغم من تركيبته الطائفية، فتضع الموالين لها منهم في المراكز المهمة لينفذوا تعليماتها"، ترى أنه "لذلك لم يكن الأمر غريبا ولاء بعض أفراد الجيش لهذه الميليشيا ولاءً مطلقاً، اتضحت كثير من صوره لدن اجتياح بيروت

 

حزب الله سحب كيبلاته الهاتفية من ترشيش

اكدت مصادر متابعة لصحيفة "الأنباء" الكويتية ان حزب الله سحب معداته الهاتفية والكيبلات من بلدة ترشيش المتنية بناء على نصيحة قيادة الجيش التي ابلغت المعنيين في الحزب ان هذه المسألة قد تقود الى ضرب السلام الاهلي، فيما لو اصر الحزب على قراره، خصوصا بعد دخول حزب الكتائب على الخط مباشرة وعقد اجتماعا لمجلسه المركزي على ارض ترشيش البلدة المارونية في جرود قضاء المتن الشمالي، وفي ضوء هذه المعطيات قرر حزب الله صرف النظر عن تمديد كيبلاته الهاتفية عبر هذه البلدة في المرحلة الراهنة على الاقل.

 

الراعي يغادر الى العراق

 وطنية - 31/10/2011 - يغادر البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي بعد قليل، عبر مطار رفيق الحريري الدولي، الى العراق، تلبية لدعوة من بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس الثالث يوسف يونان. تستمر الزيارة حتى مساء الاربعاء المقبل، حيث سيترأس قداسا الهيا في كنيسة سيدة النجاة التي كانت شهدت حادثا امنيا مؤسفا اودى بعدد من المؤمنين منذ حوالى السنة. يرافق البطريرك في زيارته المطران كميل زيدان والمستشار الاعلامي في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض. ويرافقه من بكركي الى المطار وزير البيئة ناظم الخوري ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وعلى هامش الزيارة، يجري البطريرك سلسلة لقاءات مع المسؤولين العراقيين، تتعلق بالاوضاع القائمة في المنطقة عموما واوضاع المسيحيين خصوصا. ويعود البطريرك الراعي الى لبنان مساء الاربعاء المقبل، على ان يترأس يوم الخميس في الثالث من تشرين الثاني الاجتماع الدوري لمجلس المطارنة الموارنة وعلى جدول اعماله امور كنسية ووطنية .

 

الراعي عاد من جولته الأميركية: البيت الابيض الحقيقي عندي هو الجالية اللبنانية

قضية سلاح حزب الله ليست بأيدي اللبنانيين وحدهم وواجب الاسرة الدولية المساعدة للضغط على اسرائيل

لم اقرأ شيئا عن اجتماع سيدة الجبل ولا عرفت عنه شيئا

وطنية - المطار - 30/10/2011 عاد الى بيروت مساء اليوم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، مختتما جولة رعوية استمرت حوالى الشهر، شملت ولايات اميركية عدة، انتقل بعدها الى روما حيث شارك في الصلاة التي اقيمت في اسيزي من اجل السلام والعدالة.

كان في استقبال الراعي في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، وزير العدل شكيب قرطباوي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، المطارنة: رولان ابو جودة، بولس مطر، فرنسيس البيسري، سمير مظلوم، طانيوس الخوري، وسمعان عطا الله، ورئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من المجلس، النائب السابق عبد الله فرحات، الامير حارث شهاب والمحامي فيليب طربيه والدكتور الياس صفير والدكتور جوزيف ابو شرف وامل ابو زيد وعدد كبير من الشخصيات.

بعد استعراض ثلة من قوى الأمن الداخلي التي أدت التحية الرسمية، تحدث الراعي الى الصحافيين عن نتائج جولته، فقال: "نشكر الله ان نلتقي بالاحبة وبممثل فخامة رئيس الجمهورية الوزير شكيب قرطباوي، ويسعدني ان احيي فخامة الرئيس لايفاده ممثلا عنه لاستقبالي كما اثناء مغادرتي بإيفاد الوزير فادي عبود".

أضاف: "خلال هذه الجولة ان كان في الولايات المتحدة الاميركية او في روما، كنا نلتقي اللبنانيين بكل اطيافهم وطوائفهم واحزابهم، وانا احمل سلامهم ودعاءهم للجميع، واود ان اشكر اخواني السادة المطارنة وكل الوجوه الكرسية الموجودة معنا، ونشكر ربنا على هذه الزيارة التي يكبر قلبنا من جهة لرؤية اللبنانيين على تنوعهم محققين ذواتهم ومجلين كل في قطاعه، ومساهمين في بناء المجتمع الذين هم موجودون فيه وتحديدا المجتمع الاميركي، كما يشعر الواحد منا انه على الرغم من البعد يحملون هم لبنان والشرق خاصة في الظروف التي تمر بها البلدان العربية، وقلبهم يقظ واهتمامهم كبير، خاصة عندما نرى المجتمعات الاخرى منظمة امورها والناس تسير الى تحسن والى نمو، فينعصر القلب عندما يرون اوطانهم في العالم العربي ما زالت متعثرة بشؤون تجعلهم يتراجعون بدل ان يتقدموا".

وتابع: "لقد فرحنا بلقاء ابنائنا جميعهم، وفوجئنا ان عددهم يتزايد ليس فقط من خلال الزواج ولكن ايضا بسبب حركة الهجرة، وهذا يضعنا امام مسؤولية كبيرة في لبنان، فالمجتمع المدني والمجتمع الكنسي هي مسؤولية كبيرة جدا، فكيف يمكن مواجهة الحد من الهجرة، في حين ان الكل يبحث عن مجال للعمل وللحقوق الاساسية والعيش بكرامة، فلماذا نحن في لبنان "ما منكون هيك" فهذه ارضهم". وأردف: "ينعصر القلب من جهة ثانية ان نرى مجلين لبنانيين في الخارج في جميع الحقول، ممنوع عليهم ان يكونوا مجلين في لبنان ويساهموا ببناء لبنان، ونحن نقول اننا كلنا مسؤول، واعتقد انه آن الاوان ان نحزم امرنا كلبنانيين ونتجاوز كل الازمة السياسية التي هي بالاساس ازمتنا الاقتصادية والاجتماعية".

سئل: هل تعتقدون ان الزيارة اثمرت بنتائجها كما كنتم تتوقعون، خاصة وان البيت الابيض لم يفتح ابوابه للبطريرك الراعي، وهذا ما اعطى انطباعا ان البيت الابيض هو الخاسر من هذا الموضوع؟

أجاب: "البيت الابيض الحقيقي عندي هو الجالية اللبنانية، ابواب مفتوحة، هذا البيت الابيض هو بيوت وقلوب اللبنانيين التي كانت مفتوحة".

اضاف: "اسمحوا لي توضيح امر وهو انني ومن الاساس عندما انطلقت من لبنان قلت انني ذاهب بزيارة رعوية للابرشيات المارونية، وانا ما طلبت موعدا من البيت الابيض، فإذا كان جماعاتنا طلبوا او لم يطلبوا فهذا موضوع اخر، فأنا لم اطلب، ولذلك لا اريد ان ادعي انني اريد الدخول الى البيت الابيض او ان استقبل، اساسا انا ذهبت في زيارة رعوية وهذا ما حصل، ونحن حيينا البيت الابيض والمجتمع الاميركي، وكنا نلتقي في جميع المدن التي زرناها بمسؤولين اميركيين منهم نواب وشيوخ في المجلس ورؤساء بلديات المدن ومحافظين، وعلى الطريقة الاميركية "الحلوة" قدموا لنا وثيقة الاقرار والاعتراف، فأنا اعتقد ان الزيارة كانت حلوة وغنية، ولا شيء عندي ضد البيت الابيض، فلو انا طلبت ورفض الطلب كان الموضوع شيء اخر".

وردا على سؤال قال الراعي: "اريد توجيه الشكر الى كل اللبنانيين، لانه عندما كنا نقوم بزياراتنا الرعوية في لبنان كانت المفاجأة الكبرى التي لمستها واخواني المطارنة برغبة الجميع للانطلاق بحياة جديدة، ومدى حاجة شعبنا لعيش الوحدة الداخلية وهذا ما لمحنا له في نداءالمطارنة الذي صدر الشهر الماضي، وكذلك الامر التقينا في الخارج بابنائنا من كل الاحزاب والطوائف والالوان والتقينا ليس فقط باللبنانيين، انما اتوا ايضا من كل البلدان العربية، وهم تواقون لان ينطلق الشعب اللبناني من جديد، والى ان يتحمل المسؤولون السياسيون اللبنانيون مسؤولياتهم وان يطلعوا من الازمة السياسية التي لم يعد هناك مبررا لوجودها اليوم، علما ان هناك اسبابا خارجية واقليمية ودولية، انما نحن لا يمكننا ان نبقى نتفرج على بعضنا البعض، فأنا ما شعرت به في داخل لبنان، شعرت به ايضا في الخارج، وهو انه لم يعد مسموحا ان نخيب آمال اللبنانيين، فصار من الواجب احراز خطوة الى الامام، ويجب ان تكون لدينا الجرأة.

وانا فرحت لدعوة فخامة الرئيس لطاولة الحوار، فيجب ان يكون لدينا الجرأة والولاء الحقيقي للبنان وان نجلس على الطاولة ونطرح كل قضايانا، وننطلق من جديد نحو لبنان بميثاقه الوطني، ميثاق العيش المشترك، هذا العيش الاسلامي -المسيحي المتعثر في الشرق والغرب، فلبنان عنده دور كبير ورسالة، فليس مسموحا بعد وانطلاقا من ميثاقنا الوطني ان لا نعمل على عقد اجتماعي متجدد والانطلاق الى الامام ووضع استراتيجيتنا، ويعود لبنان للعب دوره، فالعالم العربي ينتظر لبنان ويقول ان لبنان حاجة لنا، فلنكن على هذا المستوى، وهذا ما يقوله ايضا المجتمع الغربي، هذا هو ما حملته معي من لبنان وحملته ايضا من بلدان الاغتراب، فآمل ان نكون كلنا على قدر المسؤولية".

سئل: نقل عنكم انكم طالبتم الامين العام للامم المتحدة بدعوة الاسرة الدولية للعب دورها والضغط على اسرائيل للانسحاب من الاراضي اللبنانية وتنفيذ القرارات الدولية لكي يصار الى معالجة سلاح حزب الله في الداخل اللبناني، كيف كانت الاصداء لدى بان كي مون بشأن كلامكم هذا؟

أجاب: "انا قلت اكثر من ذلك، انا قلت اذا المقاومة تقدم سلاحها اليوم فيكون عيدا كبيرا في لبنان، ولكن انا قلت ايضا ان الاسرة الدولية عندها دور بحل هذا الموضوع اللبناني الدولي، فقضية سلاح حزب الله حلها ليس في ايدي اللبنانيين فقط وانما ايضا في يد ومسؤولية الاسرة الدولية، وقلت وسأكرر ان هناك امورا يجب ان نتعاون بها سويا، نحن داخليا نعالج الموضوع، وعلى الاسرة الدولية واجب كبير جدا هو في اساس الخلافات كلها وهو الاحتلال الاسرائيلي، فيجب تنفيذ القرارات الدولية، وعودة الفلسطينيين الى اراضيهم بكرامة وان تكون لهم دولة ويعيشوا مثل كل الناس، وهناك ايضا قضية تسليح الجيش، وانا قلت يجب عدم الربط بين هذه الامور، فنحن في المجتمع اللبناني نحكي ونتفاهم ونحاول حل القضايا التي هي بيدنا، انما على الاسرة الدولية ان لا تقف موقف المتفرج وان لا تحترم القرارات الدولية".

سئل: هل اطلعتم على مقررات الاجتماع لعدد من الشخصيات المسيحية في فندق ريجنسي المعروف بلقاء" سيدة الجبل؟

أجاب: "انا لدي عتب على بعض وسائل الاعلام في هذه الفترة لانها تجتزىء الكثير من الكلام ولا تنشره كاملا، فأنا احب الحقيقة".

اضاف: "بالنسبة لموضوع الاجتماع، انا لا علم لي به، وسمعت انهم يتحدثون عن اجتماع او الغاء اجتماع، فأنا لم يتسن لي الاطلاع على شيء، فوقتي كان مكتملا، لا قرأت اي شيء عنه ولا عرفت عنه شيئا، انا قلت في اميركا شيئا مهما وكبيرا جدا، انني مع كل اللبنانيين، وعندما اقول انا اعني الكنيسة والبطريركية والمطارنة، فنحن مع كل اللبنانيين، مع كل الاحزاب اللبنانية، مع كل التيارات اللبنانية، مع كل الطوائف اللبنانية والاراء اللبنانية، لا نقصي احدا، ولا نقلل من قيمة احد، ولا نرفض احدا، ولا نتلون بلون احد، نحن نريد هذه التعددية الجميلة الغنية ان تشكل مجتمعا حلوا".

وعما اذا كان سيعقد اجتماع ماروني موسع في بكركي، قال البطريرك الراعي: "لا يوجد تفكير بهذا الخصوص حاليا، ونحن سنعقد اجتماع مطارنة يوم الخميس القادم سنتشاور ونرى ما يجب ان نفعل".

سئل: بعد فرنسا والفاتيكان وأميركا وغدا العراق، فمتى سوريا؟

أجاب: "قلت وما زلت اقول ان البطريرك واجبه حسب القوانين ان يزور كل الابرشيات مرة كل خمس سنوات، وهذا ما نفعله الأن، انا علي ان ازور ابرشياتنا في سوريا والاردن وقبرص ومصر والاراضي المقدسة وزرناهم في أميركا وسنذهب الى كندا واستراليا، فيجب على البطريرك قانونا زيارة الابرشيات، ليس كرجل سياسة ولا كرجل دولة انما كبطريرك، فيجب عدم ربط الأمور كلها ببعض".

وعما اذا كانت هذه الجولة أزالت مخاوفه على مصير المسيحيين في المنطقة "خاصة وان الرئيس امين الجميل بدأ يلتقي مع طروحاتكم بالتخوف على مصير المسيحيين بتصريحاته بالامس"، قال الراعي: "انا خائف على مصير كل اللبنانيين وعلى مصير العرب وليس فقط على مصير المسيحيين، لانه اذا لم تستطع البلدان العربي تفهم ابنائها ومواطنيها وعدم فرض الامور فرضا لان فرض الامور لا يعطي نتيجة، وهذا ما شهدناه في العراق، فعندما اتوا لفرض الديموقراطية في العراق ادى الى تطيير مليون مسيحي والى حرب اهلية بين السنة والشيعة، وتداعياتها في لبنان وفي كل العالم العربي وتبخرت الديموقراطية، فاذا لم يجلس اللبنانيون، والسوريون والمصريون والليبيون والتونسييون على الطاولة ويحلوا امورهم بأنفسهم فلا حل لهم، انا خائف على بلداننا كلها، على المسلمين وعلى المسيحيين، خائف ان يضيعوا دورهم وقيمتهم، واذا تكلمنا عن المسيحيين هم مواطنون اصيلون واصليون في كل البلدان العربية منذ عهد السيد المسيح، عمرهم 2000 سنة، وطبعوا كل ثقافات هذه الشعوب بطابعهم وحضارتهم المسيحية، هم رواد حقوق الانسان وكرامة الانسان، ورواد الحريات والديموقراطية وهذا لبنان اكبر شاهد بين المسلمين والمسيحيين اوجدوا دولة تختلف عن كل الدول، فقال عنها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني "انها تختلف عن الشرق وعن الغرب"، انا خائف على مصير العرب كلهم، اذا لم يفهموا انهم مسؤولون امام التاريخ عن اوطانهم".

سئل: هل من رسالة محددة تحملونها معكم انتم والبطريرك يونان من الفاتيكان وقداسة البابا الى المسؤولين العراقيين الذي ستلتقون لهم؟

أجاب: "لقد شاركنا في يوم الصلاة الرائع الذي شاركت به كل ديانات الارض وتمثلت ب 326 شخص صلوا من اجل السلام والعدالة في اسيزي، وصلوا من اجل العالم، ونحن سنذهب مع سيدنا البطريرك يونان الى العراق، اولا من اجل احياء الذكرى السنوية الاولى لمجزرة سيدة النجاة بمفهومها الروحي العميق وليس بالمفهوم الثأري، وثانيا من اجل تشجيع الشعب العراقي ككل، اننا متضامنون معه والشعب المسيحي الذي خسر مليون مسيحي من اصل مليون ونصف ونحثهم على المحافظة على وجودهم لدعمهم لانهم من المسيحيين بكل حضارتهم وقيمهم، ونأمل ان نلتقي بالمسؤولين العراقيين للاعراب عن تضامننا معهم ككنيسة وللبحث معهم في مصير المسيحيين الذين هاجروا من أراضيهم".

 

عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا /أنصار عون يتسلحون ويتدربون استعدادا لأعمال أمنية/حزب الله لن يستغني عن عون لأنه أفضل بوق للترويج لسياساته 

أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا أن ليس من حق النائب ميشال عون اتهام الآخرين بما يقوم به على صعيد الفتنة، كاشفا في حديث لتلفزيون القوات اللبنانية LFTV ان أنصار عون يتسلحون ويتدربون حديثا استعدادا لأعمال أمنية. وقال زهرا ان عون يعكس الأمور بشكل واضح، واليوم هناك لدى الأجهزة الأمنية ولدينا معلومات عن مسعى متجدد لدى أنصاره للتسلح والتدربب استعدادا للإنتقام من الأحرار في لبنان إذا ما ارتبك النظام في سوريا.

واضاف زهرا: "الزواج بين التيار العوني وحزب الله على الرغم من أن أحد أطرافه مارونيا، إلا انه ليس زواجا مارونيا، وبالتالي المؤشرات السياسية المقبلة لا توحي بأن "الجنرال العنيد" يمكن ان يستمر طويلا في تحالفه مع حزب الله، لكن من المؤكد انه سيكون الخاسر الأكبر"، مؤكدا ان حزب الله لن يستغني عن تحالفه مع عون لأنه لن يكون لديه أفضل من هذا البوق للترويج لسياساته وطموحاته. وشدد زهرا على أن حزب الله لديه البدائل والنفس الطويل والمشروع الاستراتيجي الذي سيجعله ينكفئ عن المواجهة في المرحلة الحالية وسيتعاطى بمرونة مع التطورات وما سيحصل في الشرق الأوسط وينتظر ظرفا أفضل كما إيران لأنه صاحب مشروع استراتيجي يستطيع الإنتظار، أما عون فهو صاحب مشروع آني سلطوي لا يستطيع الإنتظار وهذا ما يجعله الأكثر حدة في التعبير عن طموحات حزب الله ومشاريعه الآنية. وعن كلام النائب جنبلاط في الجمعية العمومية للحزب التقدمي الإشتراكي، قال زهرا: "جنبلاط أعلن مبادئ أساسية وهو يحافظ على موقع وسطي ما على صعيد الداخل اللبناني والعلاقات العربية ولكن مع التأكيد ان ما كُتب قد كُتب وان الثورات العربية ذاهبة الى إنتاج الحرية والديمقراطية وان في لبنان، مع حفاظه على شعرة معاوية مع حزب الله وتسميته بسلاح المقاومة الذي هو حاجة دفاعية، عاد وأكد ضرورة وضع استراتيجية دفاعية تستوعب هذا السلاح وأكد ضرورة استمرار عمل المحكمة وتحقيق العدالة وبالتالي فإن جنبلاط قال الكلام الذي تؤمن به قوى "14 آذار" مع إعادة تأكيده ان ثورة الأرز هي من الصفحات المضيئة في تاريخ لبنان الحديث والتي شارك فيها، وبالتالي، فإن جنبلاط هو في الموقع الوطني الصلب والصحيح والذي آمل أن يتجه إليه كل اللبنانيين".

وشدد زهرا على المعارضة الايجابية والبناءة مؤكدا أن مقولة ان المعارضة دائما رابحة والموالاة تتآكل هو مقولة صحيحة.

 

بقرادونيان عن منع السوريين الأكراد من البقاء في برج حمود: يزعجون السكان ويقومون بأفعال مشينة وغير أخلاقية

رفض النائب أغوب بقرادونيان في حديث الى "الشرق الأوسط" إعتبار قضية منع "سوريين أكراد" من البقاء في برج حمود قضية سياسية، موضحاً أن "كل ما في الأمر أن هؤلاء الشبان المستأجرين بلا عقود يزعجون السكان ويقومون بأفعال مشينة وغير أخلاقية"، مؤكدا أن "الأهالي طلبوا من الحزب مساعدتهم بعد توقيع عريضة على أن يخرجوا هؤلاء من المنطقة؛ لأن الناس صاروا يخافون من أعمال هؤلاء الشبان"، مشددا على أن "الأرمن لديهم تاريخ نضالي عريض مع الأكراد

 

منصور التقى أمير قطر وشارك في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية

 وطنية - 30/10/2011 استقبل امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، وجرى بحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وفي الاوضاع العربية بشكل عام والوضع في سوريا بشكل خاص. وكان الوزير منصور شارك في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية، وفي مداخلة له اعتبر ان الوضع في فلسطين "يستدعي وقفة عربية، خصوصا بعد ان وصلت المبادرة العربية الى الطريق المسدود في ضوء استمرار اسرائيل سياستها الاستيطانية والتغيير الديموغرافي ورفضها اعادة تفعيل المفاوضات". واقترح الوزير منصور عقد اجتماع عربي على "مستوى القمة، لاتخاذ الموقف المناسب في ضوء الجمود الحاصل في عملية السلام".

 

وديع الصافي شارك في احتفالات جعيتا بحضور وزير الاعلام ومديرة الوكالة الوطنية وحشد من الفنانين

وطنية - 30/10/2011 وصل الفنان وديع الصافي، محاطا بعدد كبير من الفنانين اللبنانيين، الى مغارة جعيتا للمشاركة في اليوم الاعلامي تشجيعا للتصويت للمغارة لتفوز في مباراة عجائب الدنيا السبع. وقال الصافي في حضور وزير الاعلام وليد الداعوق ومديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان: "المغارة رمز الوطن لبنان الحبيب، وهي عجيبة من عجائب لبنان العديدة، وهي شرف وعز الوطن وستفوز ان شاء الله على العالم كله". بدوره دعا الفنان راغب علامة الى التصويت بكثافة لمغارة جعيتا معتبرا ذلك واجبا وطنيا على كل لبناني لدعم مسيرة بلده السياحية والحضارية.

الداعوق

من جهته قال الوزير الداعوق:" لقد كبر قلبي عندما رأيت هذا الحشد من الفنانين الذين يدعون للتصويت وهذا زخم كبير للبنان. الفن يؤدي للسياحة والسياحة تؤدي الى الاقتصاد والاقتصاد يؤدي الى السياسة، ولبنان كله مجتمع اليوم، وهذه فرحة لا تعاد ويجب ان نستغلها، ومرحبا بهذا الجمع الفني".

سليمان

ووجهت مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان تحية الى رئيس الجمهورية "الذي بتوجيهاته نحن اليوم مجتمعون وبإشراف معالي وزير الاعلام الذي يضع مغارة جعيتا اولا في عمله واهتماماته"، وتمنت للفنان وديع الصافي العمر الطويل، ودعت كل اللبنانيين المنتشرين والمقيمين وأصدقاء لبنان العرب والاجانب الى التصويت بكثافة لمغارة جعيتا.

 

ماجدة الرومي: جعيتا تجمع اللبنانيين

وطنية- 30/10/2011 اعربت الفنانة ماجدة الرومي، على هامش اليوم الاعلامي الطويل من اجل مغارة جعيتا، عن ايمانها "بان قضية المغارة تجمع اللبنانيين للمرة الاولى، وسنكون قلبا واحدا في التصويت لفوزها في مباراة عجائب الدنيا السبع"، وقالت: "هذه المغارة هي للجميع مقيمين ومغتربين"، داعية العرب ايضا "الى ان يضموا جهودهم الينا". اضافت: "هذه المغارة تستحق اهتمام وهمة الجميع وفوزها سيرفع رأس لبنان عاليا. يجب ان لا نكون لامبالين حيال هذا الامر وعلينا التصويت بكثافة لتعزيز وطنيتنا

 

لجنة الدفاع إجتمعت للبحث في خطف صادر والعيسمي والأخوة الجاسم 

عقدت لجنة "الدفاع الوطني والداخلية والبلديات" جلسة اليوم في مجلس النواب برئاسة النائب سمير الجسر، في قاعة مكتبة مجلس النواب، وذلك للبحث في خطف كل من جوزف صادر، وشبلي العيسمي والأخوة من آل الجاسم. وقد حضر الجلسة النواب: مروان حمادة، زياد القادري، علي عسيران، عمار حوري، خالد ضاهر، خالد زهرمان، علي عمار، أحمد فتفت، أنطوان زهرا، عبد المجيد صالح، أكرم شهيب، نبيل دي فريج، محمد الحجار، محمد قباني، جان اوغاسبيان، رياض رحال، ادغار معلوف والان عون.

(الوطنية للإعلام)

 

سعيد: النظام السوري فوّت على نفسه الفرص وسيحاول تصدير العنف إلى لبنان

إعتبر منسق الأمانة العامة في قوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد ان "رئيس كتلة "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط وجه رسالة واحدة بالأمس، وهي انتسابه الى الربيع العربي"، مضيفاً: "ولم يترك 8 آذار ليذهب الى 14 آذار". وأشار الى ان "القوى السياسية في لبنان والاحزاب ستنفرز على قاعدة العنوان الكبير المطروح وهو الربيع العربي، ووليد جنبلاط وغيره من القوى بدأ يأخذ موقفاً من هذا الموضوع".

سعيد، وفي حديث الى محطة "lbc"، قال: "كلام جنبلاط واضح وليس بحاجة الى "بصّارة" إنما اختار ان يوصل الرسالة بشكل هادئ"، لافتاً الى ان "جنبلاط صعّد تجاه سوريا و"برّد" مع "حزب الله" لأسباب كلنا نعرفها من تلة 888 الى أمور أخرى، فوليد جنبلاط لا يريد ان يصطدم مع الحزب". وفي السياق نفسه، رأى سعيد ان "هناك شيئاً تغير في العالم العربي، فلا يجوز ان تبقى السياسة في لبنان على ما هي عليه، فالوراثة السياسية في لبنان مرشحة للاهتزاز على الاقل"، معتبراً ان "في البلاد العربية لم يعد هناك اصناف آلهة وزعماء يبقون من جيل الى جيل". وشدد سعيد على انه "لا يمكن ان يكون الشخص تقدمياً بتأييده المقاومة في لبنان وفي الوقت نفس يدعم نظاماً ينزع أظافر الأطفال ويقوم بتعذيب النساء لأنهم يساعدون المصابين في حماه"، مشيراً الى ان "الربيع يأتي بعد الشتاء، والانظمة العربية كانت شتاء قارساً وستصبح ربيعاً"، وإعتبر ان "بعد التغيير ستدخل المنطقة العربية بحالة عدم استقرار يشبه ربما اوروبا الشرقية بعد انهيار جدار برلين".

من جهة أخرى، رجح سعيد ان "يكون الرد السوري على المبادرة العربية سلبياً"، مضيفاً ان "هذا النظام فوّت على نفسه الفرص". ولفت الى ان "اهم ورقة لدى النظام السوري وأقواها هو افتعال حرب اهلية في سوريا للحفاظ على النظام وربما تصدير هذه الحرب الى لبنان"، مشيراً الى ان "هناك محاولة لتصدير العنف من داخل سوريا الى لبنان وهذا ما يجب ان نتنبه له". ورداً على سؤال، أجاب سعيد انه "بالنسبة لتهريب الاسلحة، فمن المعروف انه على الحدود بين اي بلدين هناك تجار للأسلحة ويقومون بتهريبها، ولكن ليس هناك اي علاقة لتيار "المستقبل" بهذا الأمر". 

وأكد سعيد انه "ليس صحيحاً ان الشيعة مقتنعون بـ"حزب الله"، فيزورني الكثير من أهالي لاسا الشيعة في منزلي في قرطبا وهناك امتعاض شيعي من قبل العائلات من الادارة التي يفرضها حزب الله"، معتبراً ان "الشيعة سيكتشفون ان ضمانتهم الوحيدة ليس حزباً يحمل السلاح انما بترسيخ العيش المشترك مع جميع اللبنانيين".

وفي موضوع تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال سعيد انه "اخلاقياً لا يستطيع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الّا ان يموّل المحكمة، اما عملياً فأعتقد انهم سيجدون لها الاخراج"، مؤكداً انه "بقدر حرص الرئيس الأسد على بقاء حكومة الرئيس ميقاتي فالأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله حريص على بقائها". وأشار الى ان "هناك ازمة في لبنان اسمها تمويل المحكمة الدولية، ويعتبر البعض تمويلها متعلقاً بالمجتمع الدولي وانما يعتبرها الكثير من اللبنانيين خطوة اساسية لإستقرار لبنان"، محذراً الرئيس ميقاتي من عدم تمويل المحكمة لأنه "بذلك يكون انسحب نهائياً من الحياة السياسية من لبنان". وأضاف: "لا يستطيع الرئيس ميقاتي التراجع عن تمويل المحكمة بعد التعهد الذي اعطاه على المنابر الدولية".

وأكد سعيد ان "التماسك داخل قوى 14 آذار شبيه بالتماسك الذي كان بين 2004 و2005 وهو تماسك ممتاز". (رصد NOW Lebanon)

 

علوش: إستقالة ميقاتي قد تؤشر إلى فقدان دمشق القدرة على السيطرة على أدواتها 

لفت عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش  الى "أن الواقع المعلن بوضوح هو إلتزام الرئيس (مجلس الوزراء) نجيب ميقاتي بتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتزام "حزب الله" بعدم التمويل، وإذا ما وصلت الأمور إلى التصويت فبالتأكيد ستسقط رغبات ميقاتي". وقال في هذا السياق: "لا يجوز أن يُمرر رئيس الحكومة أي موضوع  من هذا النوع في مجلس الوزراء، ويجب أن يستقيل"، لافتاً إلى أن الإعتكاف في المقابل " ليس حلاً، بل نوع من الإضرار بمصالح الجميع من دون الوصول إلى أي نتيجة والمبدأ هو أن يستقيل ليفتح المجال أمام حكومة قادرة على تمويل المحكمة".

علوش، وفي حديث إلى إذاعة "الشرق"، رأى أن "هذه الحكومة أتت بالشراكة بين "حزب الله" والنظام السوري والواقع أن الرئيس ميقاتي من حصة النظام السوري"، معتبراً أن "إحتمال استقالة الرئيس ميقاتي قد تكون  مؤشراً إلى أن النظام السوري أصبح في وضع شديد الدقة وغير قادر على السيطرة على أدواته في الوقت الحالي".

ولفت في سياق متصل إلى أن "النظام السوري عنده مشكلة كبرى هي قبول تقديم التنازلات وعدم القبول بإجراء إصلاحات حقيقية تجاه شعبه وإعتباره وقف الأذى والإجرام سقوطاً، لذلك فالنظام السوري غير قادر على تحقيق رغبات المبادرة العربية، وربما فترة السقوط تطول بناءً على المعطيات الحالية والثمن سقوط المئات بل الآلاف من الشعب السوري شهداء في سبيل الحرية ". وعن تهديد الرئيس بشار الأسد بزلزال يحرق المنطقة إذا ما تعرّضت سوريا إلى هجوم غربي، أكد علوش أن"كل الطغاة عندما يكونون على حافة السقوط يهددون بهذه الأمور، وقد قالها طغاة آخرون"، معتبراً أن "لا أصدقاء حقيقيين لهذا النظام، بل هناك مصالح معه وبالتالي ولا واحدة من المنظمات التي رعاها هذا النظام تثق به وتضحي من أجله"، لافتاً إلى أن "الحكومة اللبنانية الحالية جاءت لتغطّي على النظام السوري".  وعن قول النائب ميشال عون إنه يُحضّر لإنتخابات العام 2013 رأى علوش أن "هذا لجوء الى منطق ديموقراطي بسبب ما رأيناه من أنه أصبح يعتمد كلّياً على "حزب الله" لتحقيق أهدافه السياسية، كما رهن نفسه لقوى إقليمية،  وبالأخصّ القوى السورية، مّا يُفقده كلّ المؤثّرات". (مكتب إعلامي)

 

شربل يرفض وصف الأمن الداخلي بـ"الميليشيا".. ويطلب إحالة كلام نقولا للنيابة العامة

علّق وزير الداخلية والبلديات مروان شربل على ما صرّح به عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا في بعض وسائل الإعلام من أن "قوى الأمن الداخلي أصبحت ميليشيا"، فأكّد أن "هذا الكلام لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة"، داعيًا في بيان النائب نقولا إلى "إثبات صحة ما يزعمه من وجود مخالفات ميليشاوية ارتكبها ضباط من مؤسسة قوى الأمن الداخلي وإلا فعدم رمي الإتهامات جزافاً حرصاً على المصلحة الوطنية العامة".  وإذ رفض شربل "تناول مؤسسة قوى الأمن الداخلي بصفة الميليشيا لأن هذه المؤسسة الوطنية باتت تتميز بمهنية عالية في تأمين حماية المواطنين والتصدي للجريمة بأشكالها كافة"، لفت إلى أنّ هذه المؤسسة "تحظى بتقدير وثناء المؤسسات الأمنية الدولية على أدائها في هذه الظروف الدقيقة"، مؤكدًا "إحالة كلام النائب نقولا إلى النيابة العامة التمييزية لتقديم ما يملك من أدلة حول ادعائه في شأن أن ضباط قوى الأمن الداخلي إرتكبوا مخالفات وذلك لإجراء المقتضى القانوني".

(الوطنية للإعلام)

 

الجميل يدعو للإلتزام بقرار "14 آذار" بانتخابات نقابة المحامين في بيروت

عقــدت نـدوة المحاميـن الديمقراطييـن إجتماعاً في بيت "الكتائب" المركزي في الصيفي خصص للبحث في انتخابات نقابة المحامين في بيروت. واستقبلت الندوة لهذا الغرض المرشحـين المدعومين من قـوى "14 آذار" بمشاركة عدد من المحاميـن وأعضاء من مجلس النقابة وصنـدوق التقاعـد. وتليـت في مستهـل الإجتمـاع كلمـة موجهـة من رئيس "الكتائـب اللبنانية" الرئيس أميـن الجميّـل الـذي إعتـذر عن المشـاركة بـداعي السفر وكلف عضو المكتب السياسي المحامي جورج جريـج تمثيلـه. ودعا في كلمته الى "الإلتزام الكلي بقرار حقـوقيي 14 آذار والإستعـداد لمرحلة العـدالة وما يكتنفهـا من صعـوبات وعوائـق، مستـذكرا شهيدين كانا في طليعـة القيـادات الوطنيّـة والسياسيّـة والنقابيّـة همـا المحامي الوزير بيـار الجميّـل والمحامـي النائب أنطوان غـانم".(المكتب الإعلامي)

 

عون زار هزيم في البلمند: معلم كبير من معالم الكنيسة المشرقية ونأمل ان تستمر هذه اللقاءات وتتواصل دائما

هزيم: ليوفق الله كل عامل خير في لبنان

وطنية - الكورة - 30/10/2011 زار رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم في المقر البطريركي في البلمند، على رأس وفد ضم الوزير جبران باسيل، منسق عام "التيار الوطني الحر" بيار رفول، عضو الهيئة التأسيسية المحامي جورج عطالله والعميد المتقاعد موريس جريج. وكان في استقباله، الى هزيم، رئيس دير سيدة البلمند الاسقف غطاس هزيم ولفيف من الكهنة والشمامسة. وعقد عون وهزيم خلوة تناولت مختلف التطورات في لبنان والمنطقة، قال بعدها هزيم: "انا اعرف الجنرال منذ ان اقلع بالطائرة الى فرنسا، وكنا نتصل ببعضنا عندما كان في باريس، لكن، لضرورات امنية وخوفا على بعضنا البعض، انقطع الاتصال وتوقف الكلام". أضاف: "احب ان اقول ان كل من يعمل وهدفه لبنان والصالح العام، لا يكون خاسرا، ونباركه ونطلب من الله ان يقويه". وتابع: "نسمع حديثا خاصا يقال فيه انه لا يقدر الا الكهنة، يهمنا ان يعرف المؤمنون انهم أبناء الله، واعتقد ان يسوع المسيح هو واحد، واذا كان واحدا ممن نخاف؟ وعلى ماذا نخاف؟". وسأل الله "ان يوفق كل عامل خير في لبنان"، وقال: "لبنان لنا، دعونا نكون متماسكين، والكل يجب ان يكونوا فرحين لوجودهم في هذا البلد، وانا اعرف ان العماد يلاقي من يمر من هنا او هناك". ورد عون بكلمة أعرب فيها عن سعادته بلقاء هزيم، وقال: "نحن نعرف بعضنا منذ ثلاثين سنة على الأقل، واعرف انه معلم كبير من معالم الكنيسة المشرقية، ونحن نتكل عليه ونشكره، وقد تبادلنا وجهات النظر بما يتعلق باوضاعنا العامة، ونأمل ان تستمر هذه اللقاءات وتتواصل دائما، وسوف ترونا هنا اكثر من مرة".

 

عون في لقاء سياسي في كفرحزير: في الأيام الصعبة يبقى التضامن الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الوطن

لا تجددوا لمن أوصلوا البلد إلى هذه الحالة لأنه على الأقل يجب محاسبتهم

كثيرون ممن هم معنا ويحاولون التأقلم معنا ليسوا معنا في محاربة الفساد

لا يمكنني أن أقبل بأن يحمي من هو على رأس السلطة المخالفات الكبرى

وطنية - 30/10/2011 نظمت هيئة قضاء الكورة في "التيار الوطني الحر" لقاء مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في مطعم "الأوكتاغون" كفرحزير، حضره الوزيران فايز غصن وجبران باسيل، ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ممثلا بالدكتور وسام عيسى، ومسؤول "حزب الله" في الشمال الشيخ رضا أحمد وعضو المكتب السياسي في الحزب محمد صالح، ممثل حركة "أمل" في الشمال سمير سلامة، حسان صقر ممثلا الحزب السوري القومي الإجتماعي، مسؤول تيار "المردة" في الكورة بربر معراوي، عضو المكتب السياسي في التيار الدكتور بيار رفول، رئيس إتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم وفاعليات حزبية وسياسية ورؤساء بلديات ومخاتير ومنسقي الهيئات في التيار في الشمال وحشد من المناصرين والمحازبين. بداية النشيد الوطني، فكلمة تقديم من سابا سابا، ثم قدم فيلم وثائقي عن تأسيس التيار في الكورة ونضالاته، بعده كانت الكلمة لمنسق القضاء في التيار المحامي جوني موسى الذي أكد على "ضرورة متابعة النضال في مسيرة التغيير والإصلاح"، وشدد على أن أبناء الكورة سيكونون "داعمين دائما للاصلاحات، التي ينادي بها تكتل التغيير والإصلاح وعلى رأسه العماد عون". أما عضو الهيئة التأسيسية في التيار المحامي جورج عطالله فقد القى كلمة أكد فيها على "رفض الفساد ومحاربته بكل أنواعه"، مشددا على "مواصلة المسيرة مع العماد عون لبناء لبنان الدولة".

عون

بدوره ألقى العماد عون كلمة، إستهلها ب "للمرة الأولى بعد العودة زرتكم في هذه البلدة الكريمة في منتصف حزيران، ولكن الظروف التي مر بها الوطن كما تعرفون، من مرحلة حرب إلى مرحلة اعتصامات إلى مرحلة أمن مضطرب لم تسهل التواصل في تلك الفترة. ولكن اليوم نحن مصممون على التواصل المستمر وهذه بداية من خلال حضورنا لزيارتكم مجددا ولنتبادل معكم الأفكار".

وقال: "عندما خاطبتكم في العام 2005، كنت أعتقد أن اللبنانيين قد ثاروا فعلا في حينه، اعتقدت أنهم أخذوا تجربة معينة وأنها كانت ثورة حقيقية. ولكن عندما حاولنا أن نتعاون وإياهم، رفضوا التعاون وبدأوا بعمليات الحذف. طبعا، لم نكن سهلين بالمعادلة وبقينا أكبر. في المرحلة الثانية قاموا بالمعركة الكونية ضد العونيين التي صارت شعارا لما كنا نواجهه، إذ كانت الطائرات تحمل المغتربين وتوصلهم إلى لبنان ليصوتوا ويعودوا أدراجهم. لو بقوا لكنا انحنينا إجلالا لهذه العملية ولمن قام بها، ولكن عندما أتوا إلى هنا، عادوا وهاجروا آخذين معهم أشخاصا آخرين. وتأكدنا مع الزمن أنه لا يوجد من فكر سياسي او إصلاحي في هذا الوطن. فإذا تحدثنا عن العدو الإسرائيلي نجد أن بعض الناس تبشر بالإستسلام".

أضاف: "وعندما أقول كلمة "إستسلام" أقولها من موقع العارف، ولست مستنتجا ولست صحافيا أكتب افتتاحية صحيفة أبنيها على الأقاويل. تبين لنا هذا أثناء الحوار، وجدنا أنهم لا يريدون أن يقاتلوا. بل يقولون "الأمم المتحدة ستحمينا"، هذه "الأمم المتحدة" التي لم تنفذ حتى الآن قرارا واحدا اتخذته تجاه إسرائيل. القرار الوحيد الذي نفذ بعد الحروب هو القرار 425، وهو نفذ لأن في لبنان مقاومة قد فرضته في العام 2000".

تابع: "تحدثنا عن مسيرة تغيير وإصلاح فاعتقدوا أننا نرفع شعارا، ولكن خلال هذا الوقت كله نحن ندعو الحكومة حتى تبدأ فعلا بهذه المسيرة، لم يأخذ أحد الموضوع بجدية. اعتقدوا أنه مجرد خطاب سياسي نقوله كل 4 أعوام، ثم ننساه لنعود ونذكر به لاحقا في كل مرحلة انتخابية. واعتمدوا في كل مرة على "الشعب اللبناني الغفور".. نحن لسنا من هذا النمط. لقد أصبح اللبنانيون يائسين جراء سماعهم الدائم لكلمات "إصلاح" و"تغيير" و"نهج" و"حريات" و"سيادة واستقلال". كلها كلمات أصبحت فارغة بالنسبة للجمهور اللبناني ولكن نحن نعنيها ولقد دفعنا ثمنها. نحن نريد أن نحافظ عليها ولن نقبل عكس ذلك. اليوم، وضعنا يدنا على المخالفات المالية الجسيمة التي من خلالها تمت سرقة لبنان منذ العام 1993 حتى اليوم. لم لا يتحرك القضاء؟ نحاول تحريكه فنرى أن هناك حواجز، إذا القرار ليس في يدنا كليا، ويبدو أيضا أن الكثيرين ممن هم معنا ومن الفئة التي حاولت أن تتأقلم معنا ليسوا معنا في محاربة الفساد. اليوم نحن أمام هذه المشكلة".

وقال: "من لا يريد محاربة الفساد يضع اتكاله عليكم. لذلك يحاولون دائما زرع اليأس في نفوسكم، وأنتم لا تتحركون، ولا تستعيدون الثقة بنفسكم. أنتم قادرون أن تفعلوا، نحن صوتنا عال ونتحمل المسؤولية، ولكن أنتم يجب أن تكونوا موجودين، فحقوقكم هي المهدورة".

تابع عون: "الديون التي تراكمت على لبنان بسبب الإسراف في الصرف، بسبب عدم ضبط المحاسبة العامة، ولأنهم سمحوا بسرقة الأموال أو بهدرها، لا يمكن لأحد أن يقبل بها. أيعقل منذ العام 1993 حتى اليوم لا يوجد محاسبة عامة؟ فلنفترض دكانا صغيرا في ضيعة، إذا لم يكن لديه دفتر حسابات سينكسر. خدمة الدين، أي فائدة الدين، تساوي حجم الديون لدينا، فأين هو دخلنا إذا؟ نحن اليوم لسنا مستعدين أن ننتظر، نحن اليوم هنا كي نقول لكم إن الإستحقاق المقبل هو كي لا تجددوا لمن أوصلوا لبنان إلى هذه الحالة، فتحضروا وحضروا شعبكم وأصدقاءكم. جربوا أيا تريدون، لست أدعوكم أن تختاروني أنا ولكن لا تجددوا لمن أوصلوا البلد إلى هذه الحالة، لأنه على الأقل يجب محاسبتهم".

وقال: "أنا لا يمكنني أن أقبل أن يحمي من هو على رأس السلطة المخالفات الكبرى، فماذا ترك للأمور الأخرى؟ إذا كان المكتنز مالا وأرزاقا وشعبا وسلطة يمد يده على القانون، فماذا ترك للمواطن الجائع؟ للفقير الذي ليس لديه ما يأكله؟ يبدو أنهم يثبتون ما قاله الكاتب الفرنسي "بالزاك": "القانون كخيوط العنكبوت، يخترقه الذباب الكبير ويعلق به الذباب الصغير.." فالبسطاء "المعترين" يعلقون به، ولكن الكبار وأصحاب النفوذ يجتازونه".

أضاف: "لا يا أصحاب المعالي، لا يا أصحاب الدولة، لا يا أصحاب الفخامة. نحن لا نمزح معكم. استفيقوا في الوقت المناسب. لأنكم إن تأخرتم، فأنتم ترون الحالة التي ستصلون إليها. فلا يجب على أحد أن يعتقد أن جاره يموت ولكن هو لا، فسيأتي يوم وينقل كغيره جثة. المأساة تشمل الجميع ولا يمكن لأحد أن "يزمط" منها. وهذه حقيقة تاريخية. كلنا نترقب الأحداث إن كانت لدينا هذه الثقافة، ونفهم التحولات الإجتماعية".

تابع: "أنا أنبه الجميع فإن لم يستدركوا، لا يمكن أن يبقوا في هذا النظام وأن يستمروا بهذا الأسلوب. نحن نريد أن يتم الإصلاح بالطريقة الهادئة والمتطورة وفقا للحاجات، لا نريد أن يحصل عنف. نحن لا نبشر بالعنف، ولكن عندما تصبح الحاجة هي الضاغطة، وهي الكابوس للمواطنين، لا يمكننا أن نقول لأحدهم أن يموت من الجوع، بل سنقول له إن القمح في "الكورة" قربك. نحن اليوم ملزمون بتوعية كل مواطن لأن انتخابات العام 2013 هي آخر فرصة للإصلاح، وبعدها سيكون الإنهيار التام. كل أوروبا لم تقدر أن تحصن اليونان، 420 مليون لم يقدروا أن يحملوا 20 مليون. إذا كيف سنحمل وضعنا نحن إن أكملنا في هذه الطريق الإقتصادية المالية التي نعيش؟ والإصلاح بمن يبدأ دائما؟ ليس بالنصوص القانونية، نحن لدينا الكثير منها.. ولكن يجب أن نحضر الأشخاص الذين يحترمون هذه النصوص القانونية، فهذا هو مفتاح الإصلاح، هذا هو ما نسميه التغيير. أما إذا كانت هناك ثغرات في القوانين، فهي أيضا يمكن إصلاحها".

وقال: "من هنا، نتمنى عليكم أن تساعدونا، وتتحملوا معنا كمواطنين مسؤولية التغيير والإصلاح، لأن ذلك يصب في مصلحة كل مواطن عندما يحصل على حقوقه. نحن لا نحصل بدل أتعاب من أحد، بل على العكس نحن نقدم بدل الأتعاب مجانا لجميع اللبنانيين أينما وجدوا. عندما نخفض سعر سلعة من السلع، يكون هذا التخفيض لمن هم معنا في السياسة ولمن هم ضدنا. عندما نفتح طريقا، نفتح هذا الطريق لجميع الناس. عندما نشيد مدرسة، تكون أبواب هذه المدرسة مفتوحة للجميع. نحن نقدس الخدمة العامة. يقولون في بعض الأحيان إننا لا نقدم الخدمات الخاصة، ونحن نقول إنا لسنا لخدمة الأشخاص، بل نحن نقدم الخدمات العامة لجميع المواطنين، أي أننا لا نعمل لتزفيت طريق خاص، إنما نعمل ليتم شق الأوتوستراد لجميع المواطنين. نحن لا نعمل لنقدم رقم هاتف مميز لأحدهم، بل نعمل لخفض فاتورة الهاتف".

تابع: "نحن لا نعمل لتأمين ساعة كهرباء إضافية لحي معين، بل لتأمين التيار الكهربائي لمدة 24 ساعة على كامل الأراضي اللبنانية. ولكن مع الأسف، ما من أحد يشاركنا هذا التفكير على مستوى المسؤولية التي نمارسها. لا يحترمون عامل الوقت وعامل الزمن، ووصل الإهمال إلى درجة انعدام الكهرباء في لبنان. أمن المعقول أننا في الخمسينيات كنا نبيع الكهرباء لسوريا واليوم بتنا نشحذ الميغاواط من أي دولة تقدمه لنا؟ أمن المعقول أن نكون خزان مياه في الشرق الأوسط ونحن عطشى لأن المياه لا تصل إلى منازلنا؟ أين كانوا من كل هذه الأمور؟ ألم يلاحظوا التزايد في مصروف المياه والكهرباء؟ ما الذي كانت تفعله الدولة إن لم تكن تخطط وتحسب حسابا لهذه الأمور؟ بواسطة الإحصاءات نستطيع أن نعلم من اليوم كيف ستكون حال أي قطاع من هذين القطاعين في العام 2050 أو أكثر حتى".

أضاف عون: "نستطيع أن نحتسب كم ستكون نسبة الإستهلاك والمصروف في أي وقت نختاره. يجب تطوير الإنتاج وفقا للحاجة. نحن نملك القدرة للقيام بذلك، فهو ليس صعبا، ولكن علينا أن نبدأ في الوقت المناسب. لقد تأخرنا كثيرا، لذلك يجب أن نعمل كثيرا لنعود ونكتسب الوقت المتأخر. أكبر كارثة، والتي لا ترونها أنتم الآن، هي النقص الحاصل في المياه الجوفية، لأن هذه المياه تشكل الإحتياط الإستراتيجي للوطن عندما يطول الشح لمدة سنوات، فيتم إستخراج هذه المياه ليستعملها الناس. نحن نستهلك هذه المياه الآن، فيما المياه التي يجب أن نخزنها تذهب هدرا إلى البحر، وهذه المياه المهدورة تشكل أضعاف أضعاف ما نحتاج إليه للإستعمال. أعطيتكم هذه الأمثلة وقلت هذا الكلام لأنه يشكل جوهر الأمور، وبه نستطيع أن إنقاذ أنفسنا ومستقبلنا ولبنان".

وختم بالقول: "لا أريد أن أكلمكم عن الوحدة الوطنية لأننا نعيشها ولا نريد أن نبشر بها أحدا، وجميع الناس ينظرون إلينا ويقتدون بنا. لبنان يضم مواطنين من جميع الطوائف والأحزاب، وهذا شيء طبيعي لأن كل المجتمعات باتت متعددة ومتنوعة، وعلينا أن نحافظ على بعضنا البعض، كما علينا أن نكون متضامنين وخصوصا في الأيام الصعبة. قد يسمح بعضنا لنفسه أحيانا بالمشاكسة عندما يكون مرتاحا، ولكن في الأيام الصعبة يبقى التضامن الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الوطن".

وفي النهاية، تسلم العماد عون شجرة زيتون وأيقونة أورثوذوكسية "لزنار العذراء"، تاريخية، يعود عمرها لحوالي المئتي عام.

 

رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض/عون يدافع عن الشيطان مقابل حصة بالسلطة

عدم تمويل المحكمة سيؤدي حتما الى تفجير الحكومة

وطنية - 30/10/2011 أكد رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض أن "مبدأ الحوار بالأساس لا يمكن رفضه اطلاقا الا أن التجربة على الأرض مع قوى الثامن من آذار و"حزب الله" تحديدا أظهرت أن الحوار لم يكن بنية الوصول الى حلول بل لتكريس الامر الواقع والالتفاف على ارادة اللبنانيين في بناء دولة، بايهامهم ان هناك حوارا في وقت ما شهدناه هو شكل بلا مضمون". وشدد معوض في حديث صحافي على "ضرورة تطبيق أولا مقررات الحوار السابقة الذي كان انتج اجماعا على المحكمة الدولية كما على أمور أخرى أساسية كحل مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات كمرحلة أولى لضبطه داخل المخيمات اضافة الى ترسيم الحدود، كل هذه الاجماعات التي يعمل "حزب الله" وحلفاؤه بشكل دؤوب على نقضها وتعطيلها. فكيف نعود الى طاولة الحوار في وقت ينقض الفريق الآخر كل ما سبق واتفقنا عليه؟"

وقال: "أما البند الوحيد الذي تبقى على طاولة الحوار وهو الاستراتيجية الدفاعية أي مشكلة سلاح "حزب الله" فمن المضحك المبكي ان في الجلسات السابقة كل الاطراف قدموا نظرتهم لمعالجة هذه المشكلة التي تتسبب بانقسام عمودي، باستثناء المعني المباشر أي "حزب الله" نفسه، في حين ان كل ادبيات الحزب تخون من له وجهة نظر مختلفة عنه في هذا الموضوع، لذلك دعوة الرئيس بري هي مجرد محاولة لكسب الوقت وإخراج قوى 8 آذار من المأزق".

ورأى أن "قوى 8 آذار اليوم تتخبط بمأزق كبير لأسباب اقليمية تتمثل بانهيار وتدهور المعادلة الاقليمية أي السورية وأسباب داخلية حيث تواجه الحكومة استحقاقات ضخمة بمواقف متناقضة في داخلها ستؤدي عاجلا ام آجلا الى انفجارها". واعتبر أن "الإخفاقات الكبيرة في مقاربة الملفات الاقتصادية والمعيشية برهنت تهاوي شعارات الاصلاح وأدت الى تدهور معدلات النمو وإفقار المواطنين، والمشروع الانقلابي الذي حاول "حزب الله" وحلفاؤه القيام به بتشكيل حكومة الغائية بقوة السلاح بات على قاب قوسين من الانهيار".

وردا على سؤال عن حدة المواقف وتصاعد وتيرة المواجهات الداخلية والخطابات، رأى أن "هذه الحدة ناتجة من فظاعة التجاوزات على اعتبار أن الدولة والدستور والميثاق الوطني معطلون بل مخطوفون بواقع سلاح يدعي أنه مقاوم، أما في الواقع ما نشهده ونعيشه هو سلاح خاضع لأجندة فارسية وليس لبنانية في ادارة المواجهة مع العدو الاسرائيلي من جهة وسلاح بات يشكل من جهة ثانية خطرا على النظام والحريات والاستقرار والشراكة وحتى على لقمة عيش اللبنانيين. وبات الحزب ضابطا للايقاع القضائي والسياسي والاجتماعي وحتى الاقتصادي، فالحروب يقررها هو نيابة عن الامة حتى لو مصلحة لبنان وسيادته يقتضيان عكس ذلك".

وقال: "الاكثريات والحكومات يشكلها "حزب الله" الذي يمكنه مد شبكة اتصالات خاصة به وإقامة محميات ممنوع على الدولة الدخول اليها وخطف مواطنين على طريق المطار دون حسيب أو رقيب وإقامة محاكم خاصة به ومحاكمة الناس. أما "أشرف الناس"،أي الموالون للحزب فلهم حقوق خاصة كقتل ضابط من الجيش والخروج بعد ثمانية أشهر من السجن والتعدي على اراضي البطريركية المارونية أو على أملاك الدولة دون محاسبة وعدم دفع فواتير الكهرباء وتهريب البضائع من المرافىء والمطار دون دفع مستحقات الجمارك عليها. لبنان بات خاضعا للسلاح وغلبته بدلا من أن يكون تحت سلطة الدولة والدستور".

وأشار إلى أن "عون يستقوي اليوم بالسلاح بغية تمرير المصالح والتعيينات والحصص الوزارية، وهو يدافع عن "الشيطان" مقابل حصة بالسلطة، والمنطق القائل بان وثيقة التفاهم حمت المسيحيين هو منطق ساقط لأنها لم تستطع حماية حتى أوقاف البطريركية فكيف لها أن تحمي المسيحيين؟"

وتابع: "المسيحيون لا يستجدون الحماية من أحد. ان منطق الذمية هذا منطق مرفوض والنظام اللبناني وحده يحمي المسيحيين كما كل اللبنانيين، واي تعد على النظام والدولة يشكل خطرا وجوديا على المسيحيين الذين ناضلوا أكثر من 1500 سنة للحفاظ على وجودهم الحر في هذه الارض".

وشبه معوض "وصاية "حزب الله" الجديدة بأيام الوصاية السورية، وغض نظر الدولة عن كل ما يتعلق بالسيادة اللبنانية يذكرنا بما كان حاصلا قبل 2005 إذ كان موضوع السيادة ملزما للنظام السوري واليوم السيادة ملزمة ل"حزب الله" فيما الدولة تتعاطى ببعض اليوميات، والمؤسف هو صمت فخامة الرئيس".

وبالنسبة إلى رفض "حزب الله" تمويل المحكمة الدولية رأى أن "عدم التمويل سيؤدي حتما الى تفجير الحكومة، بل الى عزل لبنان دوليا بما لذلك من تداعيات خطيرة على كل اللبنانيين. ورئيسا الجمهورية والحكومة لا يتحملان تداعيات عدم التمويل سياسيا ولا شخصيا اضافة الى أن لبنان غير قادر على الدخول في مواجهة مفتوحة مع المجتمع الدولي". واعتبر أن "كلام ميقاتي عن الوسطية برهن أنه مجرد تغطية لبقة لمشروع "حزب الله". ميقاتي يحاول كسب الوقت وليس هو من يسيطر على الوضع، وحكومته في مهب الريح

والكل أصبح يعلم ان هناك تناقضا فادحا بين واقع حكومته والتزاماته الدولية".

وقال: "الربيع العربي شكل فرصة لمن لعب دورا أساسيا في ثورة الأرز بالتعبير عن نظرته وحلمه بعالم عربي حر وتعددي بعد أن صوب المسدس على رأسه وعاش فترة من التهديدات خاضعا لميزان القوى مما جعله يعيد تموضعه خارج قناعته السياسية".

أضاف: "قوى 14 آذار مطالبة بالمصالحة مع جمهورها وإعادة إشراك كل مكونات الجمهور السيادي في نضالها من أجل استعادة السيادة اللبنانية وقيام الدولة الفعلية، ومطالبة أيضا بالعمل الجدي من أجل بناء مجتمع أكثر تطورا".

وردا على سؤال عن تقويمه لمواقف البطريرك الراعي، لفت الى أن "نهج غبطة البطريرك قائم على محاولته لعب دور توفيقي بين المسيحيين من جهة ومختلف المكونات اللبنانية من جهة أخرى نظرا لقدرة بكركي على الانفتاح على الجميع، ولكن المشكلة ان الالتباس حول المواقف الباريسية لغبطة البطريرك لم يوضح بالكامل على الرغم من تأكيد غبطته أن ما صدر عنه آنذاك مجتزأ ولا يشكل قناعته. على المسحيين وبكركي رفع الالتباس وتوضيح الدور المسيحي في ظل تغيرات الربيع العربي. وإذا كان هناك مخاوف مشروعة من بعض المخاطر التي تواكب أي تغيير بهذا الحجم، الا أن الخوف الحقيقي على المسيحيين هو من استمرار هذه الانظمة العربية الديكتاتورية التي شكلت وتشكل عائقا أساسيا أمام قيام الدولة في لبنان وأمام الديموقراطية والتعددية والحرية". وأشار الى أن "أي وقوف مع النظام السوري يزيد من الخطر على المسيحيين، فلا يجوز أن يستجدي المسيحيون حمايتهم من أنظمة ديكتاتورية تقتل شعبها وتتهاوى، بل علينا أن نلعب دورا رياديا في التغيير والتحرر في أوطاننا ونكون قوة دفع في إنتاج تغيير مبني على الحرية والتعددية والاعتدال والدولة المدنية ونقف سدا منيعا في وجه أي جنوح نحو التطرف الديني أو الايديولوجي".

وتابع: "ما يحصل من متغيرات نتيجة الربيع العربي سيساهم بإعادة تفعيل الربيع اللبناني لأن المعادلة الاقليمية الحاضنة لمشروع "حزب الله" ولغلبة السلاح تنهار تدريجا".

وعن تونس ومصر وليبيا قال: "ما يحصل في تونس شبيه بالحالة التركية، فحزب النهضة الاسلامي الذي فاز ب 90 مقعدا من أصل حوالى 220 بالارادة الشعبية أكد أنه لن يحول تونس الى جمهورية اسلامية بل سيخضع لدستور تونسي علماني كما هي حال تركيا. أما ما حصل في مصر من قمع لمسيرة الأقباط فجريمة مريبة ومستنكرة ومدانة، ولكن بالمقابل نشهد للمرة الاولى منذ ثورة يوليو والتأميم الذي تبعها، دينامية قبطية مسيحية استثنائية . وفي ليبيا، هناك تخوف من تعثر مسار التغيير الديموقراطي في هذه الدولة بعد إعلان أن الدستور الجديد سيكون مرتكزا على الشريعة الاسلامية مما يفتح الباب امام قيام جمهورية اسلامية متطرفة".

 

جنبلاط رئيسا بالتزكية للحزب التقدمي وشريف فياض أبرز الخاسرين في انتخابات مجلس قيادة الحزب:

ترشيحي اليوم كان الاخير "والوراثة منشيلها من ذهننا"

موضوع النيابة ودور المختارة شأن خاص وعائلي

تمويل المحكمة مبدأ اساسي وجوهري كمدخل للاستقرار

اختفاء المناضل العيسمي على يد شبيحة أمر غير مقبول

الاستبداد العربي قتل كمال جنبلاط وكنا دوما في لعبة الامم

الافكار التي طرحتها حول سوريا تتلاقى مع المبادرة العربية

 وطنية - 30/10/2011 عقد الحزب التقدمي الاشتراكي جمعية عمومية في جمعية الرسالة الاجتماعية في مدينة عاليه برئاسة النائب وليد جنبلاط وحضور وزراء ونواب الحزب، القيادي السابق في الحزب توفيق سلطان وعدد من الرعيل الاول من الحزب، في حضور 505 مندوبين من اصل 590 مندوبا شاركوا في هذه الجمعية التي بدأها النائب جنبلاط بالقول: "سأطلب ان نقف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، شهداء الثورات العربية في تونس، مصر، ليبيا، اليمن، البحرين وسوريا.

وتابع: "سأتلو اولا بعض التوصيات او بعض المبادىء بعيدا عن الاستذة، فقط بعض الافكار عربيا ولبنانيا وحزبيا. سأبدأ بالموضوع العربي موضوع الثورة العربية لانه هو الموضوع الاساس ثم ننتقل الى لبنان ثم الى الموضوع الحزبي. في المبادىء او التوصيات عربيا: تحويل الجمهوريات الوراثية الى جمهوريات دستورية، تحويل الانظمة الملكية الى ملكيات دستورية، إبعاد الجيش عن الحياة العامة وحصره في مهمات الدفاع عن الوطن، إقصاء المخابرات عن التعاطي بالشأن العام كالقضاء والادارة وغيره، اعتماد التعددية الحزبية والقبول والاعتراف بجميع التيارات الحزبية او الفكرية دون استثناء، وقف التعذيب في السجون العربية ووضعها تحت إشراف المنظمات الدولية المختصة، كشف الحقيقة عن المفقودين جميع المفقودين في كافة الاقطار العربية وأذكر بان هناك ملفا عن المفقودين في لبنان لم تجل الحقيقة بعد من اجل المصارحة والمصالحة، استقلال القضاء، اعتماد الانتخابات في شتى المستويات واعتماد الاستفتاء الشعبي لمجمل القضايا، افضل طريقة للوصول الى الديموقراطية والتمثيل الشعبي، وطرح القضايا الاساسية للنقاش، تعزيز دور النقابات ورفع الوصاية السياسية عنها، إعطاء الشرطة الحق في العمل النقابي، في بلاد الغرب الشرطة لديها الحق النقابي، اعتماد دساتير تضمن حقوق الاقليات والمذاهب وحرية المعتقد الكامل والتمثيل وطبعا الحريات الفردية، الافادة من التجربة التركية حيث التوفيق بين العلمنة والاسلام، التأكيد على احترام حقوق المرأة ووضع التشريعات الضرورية لإنصافها ومساواتها في شتى المستويات، الافادة من الثروات العربية لوضع برنامج تنموي شامل في محاربة الفقر والجهل وصولا الى بناء منظومة عربية شبيهة بالمنظومة الاوروبية. هذه بعض الافكار العربية ربما قد غفلت عن مواضيع اخرى.

عن القضية الفلسطينية، اكد "دعم جهود المصالحة الفلسطينية، مع التأكيد ان القرار الفلسطيني المستقل وحده الكفيل بتثبيت الحق الفلسطيني والذي بناه المناضل المرحوم ياسر عرفات هو وحده الكفيل بتثبيت الحق الفلسطيني في حال فشل مشروع دولتين، العودة الى المناداة بالدولة الواحدة حيث العرب واليهود يتساوون في الحقوق والواجبات وحق العودة والقدس عاصمة الجميع، وافضل داعم للشعب الفلسطيني هي الشعوب العربية الحرة، عبر الانتخابات في كل مكان".

وتابع: "اما نظريات الممانعة السخيفة التي استأثرت بالقرار الفلسطيني كلها سقطت ولم تكن الا لتحسين شروط تلك الدول التي سمت نفسها بالممانعة للتفاوض، وعندما تعود الى التاريخ نرى ان المسرح الرئيسي للتفاوض احيانا سلميا واحيانا بالحرب كان لبنان".

وعن سوريا، شدد على "ورقة الجامعة العربية والإجماع عليها"، مذكرا ب"خارطة الطريق التي وضعتها في اذاعة "المنار" وأعود وأذكر بها، وهي: وقف إطلاق النار على المتظاهرين سلميا، إدانة الاعتداء على القوات المسلحة، الجيش السوري، سحب الجيش من المدن، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وكشف الحقيقة حول المفقودين، محاسبة المسؤولية عن الارتكابات بحق الابرياء ومحاسبة ايضا المسؤولين عن الارتكابات بحق القوات المسلحة، إدانة اي مطلب بالتدخل الخارجي، السماح لكل الصحافة والاعلام بتغطية الاحداث، الإصلاح السياسي من خلال إلغاء المادة الثامنة من الدستور وفتح المجال امام التعددية الحزبية وإعداد دستور جديد، الحوار وحده الكفيل بحل الخلافات وحل الازمة داخل سوريا، هذه الافكار طرحتها منذ اسبوع في "المنار" ليست بجديدة تتلاقى بمعظمها مع مبادرة الجامعة العربية".

وعلى الصعيد اللبناني، اكد جنبلاط "ان تمويل المحكمة مبدأ اساسي وجوهري كمدخل للاستقرار مع التفاهم الكامل بتحفظات الحزب حول إمكان تسييس المحكمة، اذكر انني كنت من الاوائل الذين دانوا آنذاك التسييس عندما خرجت بعض اخبار المحكمة عبر الصحافة العالمية "ديرشبيغل" وغيرها، التأكيد على أهمية سلاح المقاومة دفاعيا والتأكيد على لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واستعادة القسم اللبناني لقرية الغجر، لكن هذا لا يمنع تحديد وترسيم الحدود بريا وبحريا، بحريا اعتقد مذكرةالامم المتحدة كانت واضحة حول حدودنا في ما يتعلق بيننا وقبرص واسرائيل بالثروات النفطية والغازية، لان التحديد والترسيم أمر مهم جدا لمنع الالتباس والغموض، التأكيد على أهمية العودة الى طاولة الحوار او الى هيئة الحوار لمناقشة الخطة الدفاعية لان مبدأ الدولة يبقى الضمانة الاولى والاخيرة للجميع، للمواطنين وللمقاومة، ترشيد الثقافات والشروع في الاصلاح الاداري لمعالجة تصاعد الدين الذي قد يفلت من العنان والسيطرة واليونان خير مثال، ولكن في اليونان وبعد جهود هائلة وجبارة استطاعوا حتى هذه اللحظة ان يعطلوا إفلاس هذا البلد، ولا اعتقد في لبنان هناك أحد في العالم العربي او الخارجي يفكر بنا، لنفكر نحن بحالنا فهذا أنسب، دراسة جديدة لرفع الاجور ووضع آلية فاعلة لضبط الاسعار، التنويه بالافراد والاجهزة الذين أسهموا في تعطيل الشبكات الاسرائيلية، وعدم التهاون قضائيا في هذا الشأن".

واكد "تلازم الامنين اللبناني والسوري من حيث منع تهريب السلاح اذا كان هناك من تهريب سلاح من لبنان الى سوريا، رفض انتهاك الحدود اللبنانية بأية حجة، وتقديم المساعدات للاجئين السوريين اللاجئين قسرا نتيجة الاحداث في بلادهم وتنبيه الاجهزة الرسمية الامنية جميعها باحترام حق اللجوء السياسي وأميز بين حق اللجوء السياس وحق القول او التعبير السياسي والعمل العسكري والامني، نعم نحترم حق القول السياسي والتعبير السياسي لا لاي استخدام الارض اللبنانية لاي عمل امني ضد سوريا لماذا أقول هذا لان اختفاء المناضل شبلي العيسمي وآخرين على يد شبيحة لبنانيين ورسميين تابعين يبدو لبعثة دبلوماسية أمر غير مقبول ولم تتجل بعد الحقيقة الكاملة حول هذا الموضوع".

وتطرق جنبلاط الى الموضوع الحزبي، فدعا الى "اعتماد مبدأ الانتخاب بدلا من التعيين في شتى المستويات، إنشاء هيئة لقدامى الحزبيين لتكريمهموالاستفادةمن تجربتهم، اعتماد سن 18 بدل العشرين لقبول الانتساب للحزب، تقصير مدة ولاية مجلس القيادةمن اربع سنوات الى ثلاث سنوات".

وقال: "أرجو ان تتفهموا الموضوع بكل أهميته. ان ترشيحي اليوم هو آخر ترشيح واعتبار مجلس القيادة الجديد الذي سيتم او سينبثق اليوم مجلسا انتقاليا قلت انتقاليا او موقتا وصولا الى انتخابات جديدة. أتمنى ان لا تتجاوز مهلة تلك الانتخابات المهلة الزمنية السنة، ومن بعدها يفتح المجال للترشح لرئاسة الحزب لاي من الرفاق الذين يرغبون بالترشح لرئاسة الحزب، هنا، لاحقا نناقش سويا من هي الهيئة الناخبة وقد نستوحي من التجربة الفرنسية حيث كان هناك تنافس ديموقراطي سليم جدا للوصول لاختيار المرشح لرئاسة الحزب، مراحل انتخابية داخلية ثم انتخاب رئيس".

وتابع: "أرجوكم موضوع الوراثة "منشيلها من ذهننا" يبقى موضوع النيابة ودور المختارة هذا شأن خاص شأن عائلي وسياسي انا اناقشه بالحلقة المطلوبة، ولكن لا للتوريث طبعا. هذه تقريبا كل التوصيات التي لدي اليوم".

ثم ألقى جنبلاط كلمة قال فيها: "بعد 34 عاما يا رفاق من قيادة الحزب العام 1977 في 16 آذار وليتموني الثقة بقيادة الحزب ثم الحركة الوطنية، وكان ذاك النهار المشؤوم وطبع بالدم دم كمال جنبلاط، عندما الاستبداد العربي قتل كمال جنبلاط، وطبع بالدم، دم الابرياء عندما الجهل والتوحش قتل الابرياء في قراهم ومنازلهم غدرا وظلما، ودخلنا لاحقا في التسوية، ومن التسوية دخلنا في التسويات، ومن التسويات دخلنا في حلقات العنف والحروب دورة حرب، ودورات الحروب لا تحصى، في حرب الجبل لم ننتصر على أحد، انتصاراتنا مع تقديري للشهداء جميع الذين استشهدوا من فريقنا ومن غيره من الافرقاء نقدر استشهادهم، ولكن كنا نحن والآخرون دوما في لعبة الامم، لعبة الامم التي أرادت ان يوضع لبنان تحت الوصاية، لعبة الامم التي أرادت ان يصفى على ارض لبنان القرار الفلسطيني المستقل وكم كلف هذا الامر من دماء فلسطينية ولبنانية".

وتابع: "ثم أتت تسويةالطائف، التي كانت طبعا خارج كل أدبيات الحركة الوطنية والحزب الاشتراكي من اجل لبنان لا طائفي ديمقراطي علماني. في موضوع المحطات المضيئة ربما المحطة المضيئة الاساس كانت العام 2001 المصالحة مع البطريرك صفير في الجبل، ربما احدى الصفحات البيض ايضا كانت العام 2004 عندما رفضنا التمديد، وكان لنا مساهمة مقبولة ومتواضعة، وايضا هناك صفحة مضيئة من تاريخنا هي مع 14 آذار في ثورة الاستقلال".

وأردف جنبلاط: "يا رفاق، في الحزب نحن من الاحزاب او الحزب المميز الوحيد الذي بقي على وحدته الذي لم تجر اي تصفيات داخلية، الذي استقال استقال وتركنا بكل هدوء وقبلنا استقالته، لاننا نحن ننتمي الى مدرسة رجل كبير وانسان كبير اسمه كمال جنبلاط، وكمال جنبلاط كان يحتقر كل النظريات الشمولية، اليمين منها واليسار، يحتقرها، لكن طبعا الشمولية لاحقا اغتالته، لكن كان يحتقرهم كان يريد عالما عربيا متعددا ولبنانا آخر، كان يريد ديموقراطية انسانية الى آخره".

وختم جنبلاط: "بعد غيابه كما سبق وذكرت اصبحنا مع الاسف أدوات احيانا كان لنا ومضات من ومضات الاستقلال، لكن كي لا أطيل ان نبوءة كمال جنبلاط تحققت ولو بعد حين العام 1976 قالها، ماذا قال: لن أدخل في السجن العربي الكبير وها هو اليوم هذا السجن تنهار أعمدته وجدرانه الواحد تلو الآخر. صدق كمال جنبلاط".

الهيئة الجديدة

بعد ذلك، عقدت جلسة مناقشة المبادىء التي طرحها جنبلاط، وتم انتخاب أعضاء الهيئة الجديدة لمجلس قيادة الحزب، وقد فاز جنبلاط بالتزكية رئيسا للحزب، وفاز الأعضاء ال12 الجدد من المرشحين ال15. وتلا النتيجة الأكبر سنا في الحضور ضاهر مرعي ريشا كالتالي:

بهاء عقل ابوكروم (357 صوتا)، جميلة خليل قوبر (407 أصوات)، خضر ابراهيم الغضبان (382 صوتا)، دريد محمد ياغي (434 صوتا)، ربيع عاطف عاشور (388 صوتا)، زياد بهيج نصر (328 صوتا)، سرحان جعفر سرحان (419 صوتا)، شوقي محمد ابو محمود (338 صوتا)، ظافر كامل ناصر (395 صوتا)، كمال فريد معوض (430 صوتا) هلا سماح الأعور (403 أصوات) ووليد ادوار صفير (382 صوتا).

ثم تلا المقدم شريف فياض نتائج الخاسرين كالتالي:

شريف فياض (301 صوت)، جهاد الزهيري (252 صوتا) ووليد صافي (237 صوتا).

وقال فياض: "باسم الرفاق الذين خسروا بالإنتخابات، نشكر كل الرفاق الذين مارسوا حقهم الديموقراطي وكانوا على مستوى عال من الممارسة الديموقراطية السليمة، لم يكونوا مأخوذين لا بالمواقع ولا بالمراكز ولا باي اعتبار آخر إلا قناعتهم، وهكذا اختاروا مجلس قيادة جديد، نأمل أن يكون على قدر المسؤولية، ونحن الذين لم يحالفهم الحظ سنبقى نناضل في صفوف الحزب وسنبقى معكم بصرف النظر عن أي موقع أخذناه أو سنأخذه، نحن نشكر ثقة رئيس الحزب في ما مضى وفي ما سيأتي، يكفي انني قمت بمهام أمين سر عام للحزب طوال 25 سنة، ونحن شجعنا الجيل الجديد والشباب ورفدنا بيئة الشباب حتى يصلوا الى المواقع القيادية، ولسنا نادمين ابدا، ونتمنى لمجلس القيادة الجديد النجاح".

جنبلاط

وختم جنبلاط الجمعية بكلمة قال فيها: "هذه الخطوة الأولى بالتغيير، خطوة كانت ممتازة وأظهرت وعي الحزب وتضامنه، خطوة أولى في انتظار 30 تشرين الأول من العام 2012 من اجل الخطوة التالية التي أعلنت عنها وتكون هي الخطوة الأساس، طبعا المجلس القيادي الجديد الذي وصفناه بأنه انتقالي ومؤقت، ستدرس الهيئة الناخبة للرئيس الجديد على قاعدة هذا التمني، ويكون افضل شريحة ممكنة بالأساس يكون التصويت لجميع الحزبيين، يدرس هذا الموضوع في مجلس القيادة الجديد".

أضاف: "اسمحوا لي أن أنوه بالرفيق شريف فياض، تعرفت عليه وكان رائدا في الجيش، بعدها ترقى وأصبح مقدما عندما كان مع كمال جنبلاط من مؤسسي جيش التحرير الشعبي. وترك مع غيره من المناضلين الجيش اللبناني والتحق بنا. وكان مثال الجندي المجهول في صفوف الحزب، صحيح انه منذ عامين طلب مني أن يتنحى، فقلت له لا تترك وابقى معي، "نياله تقاعد قبلي"، السنة المقبلة الموعد الأساس، وسوف نحدد اجتماع مجلس القيادة الجديد من اجل ان ننتخب امين سر يسير نفس الخطى، ونرسم السياسة والأطر التنظيمية الجديدة من اجل الإستحقاق الذي وعدنا نفسنا به وجمهورنا، وبالتالي نطل طلة جديدة على لبنان على قاعدة الثوابت السياسية نفسها التي وضعناها بهذه الورقة المتواضعة".

وختم جنبلاط: "أشكركم على الثقة والى غد قريب".

 

ميشال عون خان لبنان بعد لقائه باليهود في واشنطن

طوم حرب: اميركا لم تمنح الراعي مقابلات رسمية وقلنا للادارة أن مواقفه لاتمثلنا...وأتوقع سقوط بشار وفق السيناريو الليبي

غسان عبدالقادر

في هذه الحلقة الثانية، يتابع المهندس طوم حرب شهادته على خبايا العلاقات الدولية من موقعه في واشنطن وقربه لدوائر صنع القرار فيها. حيث يعلق على ما يحدث في سوريا منذ 8 أشهر ويتوقع سقوط لنظام الرئيس بشار الأسد شبيه بالسيناريو الليبي. كما يفند اقوال ميشال عون بأنه كان وراء القرار 1559 واصفاً اياه بالخائن للبنان. وأخيراً يعتبر طوم حرب أن مواقف البطريرك الراعي لا تمثلنا كلبنانيين.

هل تتوقعون أن يسقط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا؟ وما هي تبعات هذا السقوط؟

نظام بشار الأسد سقط عملياً وسياسياً ومازال هناك الجانب الأمني-العسكري قائماً حتى اشعار آخر خصوصاً مع سحب السفير الاميركي من دمشق. في هذا الاطار اتوقع تسارع في العمليات مع ازدياد وتيرة الانفصال عن الجيش السوري وتكوين نواة للقوات الثورية المناوئة لنظام البعث كي يصبح بالإمكان عزل مناطق معينة والعمل على الانطلاق منها من جديد بحسب السيناريو الليبي أي بنغازي-طرابلس. ونحن في هذا الاطار نتوقع تدخل تركي ولكن الاتراك متحفظون حالياً فيما خص الدولة الكردية في شمال العراق. في حال لم تتدخل تركيا عسكرياً برياً بالرغم من انها في حلف شمال الاطلسي فهناك مشاريع مطروحة لسقوط النظام السوري حالياً للقيام بتدخل عسكري جوي على الأقل على غرار ما حصل في ليبيا بشرط وجود قوات سورية حرة على الأرض. والاتجاه هو نحو هذا المشروع ولكن هذا يتطلب بعض الوقت للتنسيق والترتيب على المستويين العسكري والسياسي ومن اجل تأمين الامدادات اللوجستية.

وهنا اريد التنبيه الى ان الغرب ليس من مصلحته ان تعمّ الفوضى البلاد بل ما يريدونه هو عملية انتقالية سلسلة. ونحن نعلم أن اسرائيل تفكر أن نظام الأسد ظل فترة طويلة لا يسبب لها مشاكل فكان الاسرائيليون يقولون لم لا نتركه على حاله ولكن الآن لم يعد الأمر كما كان وما المقالات الصحافية الاسرائيلية التي تطالب ببقاء الأسد إلا تعبير عن رأي المتطرفين في اليسار.

في هذه الحال، ما هو النظام البديل للنظام الحالي خصوصاً في ظل تخوف الكثيرين من الإسلاميين؟

بالنسبة للبديل عن النظام الحالي، فإنه يبدو ان الاخوان المسلمين هم الطامحون بالدرجة الأولى للحكم وهم يمثلون ما يربو على 25 % من شعوب المنطقة وقد التجأوا الى الغرب واميركا وتربعوا في مكاتب الابحاث، وقدموا انفسهم على أنهم اصلاحيون. وأنا أنبّه أن الاخوان المسلمين يعون أنهم ان لم يكونوا اصلاحيين فلن يتسطيعوا ان يكونوا في الحكم لأنهم لن يتلقوا مساعدات من الغرب. حالياً لدى الأخوان المسلمين علاقات ممتازة مع ادارة اوباما. وبينهم معتدلون ولكن اظن اننا باتجاه احزاب اكثر ليبرالية وتحرراً من السابق. حتى لو وصل مقاعد الاسلاميين الى حيازة الأغلبية في دول الربيع العربي فإنّ شعوب هذه الدول بحاجة للحرية والحياة الكريمة وفي حال عدم توفرها فالنتيجة ستكون ثورة اخرى. وأريد أن أوضح أننا ندعم الربيع العربي من منطلق الديمقراطية ولا نؤمن بالمقولات التي تتحدث عن خوف على الأقليات المسيحية في الشرق والدول العربية بل على العكس مع الربيع العربي تنطلق حرية الفكر وتزدهر الحضارة.

ولكن البطريرك الماروني لا يشاطركم الأفكار عينها وقد قام بزيارة الولايات المتحدة مؤخراً. فما تعليقكم على ذلك؟

أعتقد أنّ البطريرك الراعي اخذ موقف في غير مكانه الصحيح ولسوء الحظ لايملك البطريرك المعلومات الكافية لاتخاذ هكذا مواقف واذكر أنه حتى المسيح اعطى الحرية للانسان وكان من رواد النهضة الانسانية. خلال زيارة البطريرك الى الولايات المتحدة اوضحنا مواقفنا الى الادارة كأمريكيين من اصل لبناني بأن مواقفنا تتناقض مع موقف الراعي التي لا تمثلنا كمنظمات امريكية لبنانية وطبعاً تجاوبت مع مطالبنا ولم يمنح الراعي اي مقابلات رسمية وحصل كذلك مقاطعة عامة من الشعب اللبناني الماروني القاضية بمقاطعة الاحتفالات التي نظمت للراعي خلال الزيارة. أما السبب الذي دفعنا لذلك فهو أننا نتشبث بمواقف بكركي التاريخية التي تنادي بالحرية والاستقلال والسيادة للبنان. ونحن نذكر الجميع بأننا فتحنا ابواب البيت الأبيض للبطريرك مارنصرالله بطرس صفير منذ العام 2003 حتى العام 2008 فزاره 3 مرات بقوة ضاغطة منا. وهنا أشدد ان اللبنانيين في الولايات المتحدة اصبحوا عنصراً ضاغطاً. ولا بد لي من التعليق على موقف حزب الله وازدواجيته تجاه الربيع العربي حيث نراه يؤيد نظام الطاغية في دمشق. وارى السبب يكمن في ان سوريا تمثل لحزب الله المعبر الذي يوصل الاسلحة لقواته.

ولكنكم فتحتم الباب أيضاً لميشال عون الذي ادعى لنفسه فضل اصدار القرار 1559. فهل هذا الكلام دقيق؟

بالفعل فتحنا الباب لميشال عون لفترة عندما كان منفياً ويمثل القوى المعارضة للوجود السوري ليتضح لنا في العام 2006 أنه كان يضع قناعاً على وجهه. أنا اعتبر ما حصل هو خيانة سياسية. ربما يدعي ميشال عون انه عرّاب 1559 ولكني اجزم لكم أنه لا علاقة له بذلك. في العام 2004 عندما بدأ العمل على القرار 1559، تم تفويضي من قبل جميع المنطمات السياسية اللبنانية الأمريكية لتنسيق الأدوار مع ميشال عون حيث كنت على تواصل معه. في آذار 2004 تواصلت مع عون وقلت له أننا على وشك التوصل الى قرار رسمي يطلب انسحاب الجيش السوري من لبنان ونريد في هذا الإطار مساعدتك للتواصل مع الفرنسيين. فكان جوابه أنا لا استطيع التواصل مع الفرنسيين ولا يوجد مسؤول فرنسي يقبل ان يلتقيني. بعد ذلك، في ايار 2004 اجرى الإعلامي مرسيل غانم مقابلة مع العماد عون في فرنسا وسأله مباشرة: ما هي معلوماتك عن ما يحكى عن قرب صدور قرار خاص بلبنان وراء اللوبيات اللبنانية هناك؟ وكان جواب عون: لا أعرف شيئاً عن الموضوع ولا يد لي في ذلك.

وأردت أن أضيف هنا أن الخارجية الامريكية كانت لا تقبل استقبال ميشال عون على الاطلاق بالرغم من أنه قصد واشنطن مرتين أو ثلاثة وفي مرة من المرات هاجمه نائب وزير الخارجية الامريكية ريتشارد ارميتاج في تصريح علني لصحيفة الحياة. فدافعت عن ميشال عون الذي اتصل بي وهنأني على هذا الموقف. وأنا اذا رأيت ميشال عون اليوم الا أن ما قام به من انقلاب في مواقفه السياسية هو خيانة بحق لبنان. أنا أذكره جيداً كيف كان ينتقل على شاشات التلفزة الأمريكية وبالتحديد CBN حيث هاجم حزب الله وسوريا، وكيف ألتقى باليهود في الولايات المتحدة كي يعطي فكرة أنه لا مشكلة له مع اليهود.

ختاماً، ما هي مواقفكم بالنسبة لاقتراع المغتربين؟ وما هي رسالتك الى اللبنانيين؟

اقتراع المغتربين هو واجب وهذا يتطلب مراحل تدريجية ولكن اعتقد انها سهلة خصوصاً ان السفارات لديها جميع عناوين اللبنانيين هناك ولكني ارى أن الحكومة الحالية والجهات السياسية التي تقف وراءها هي ضد اقتراع المغتربين لأن أكثرتيهم هم من المسيحيين اللذين يريدون ان يحرموهم هذا الحق.

أما رسالتي فاوجهها الى قادة قوى 14 آذار التي تمثل الاكثرية التي انتخبتها مرتين في العامين 2005 و2009، واقول لهم أنه عليهم أن يتقدموا ولا يتراجعوا وعليهم أن يحضروا انفسهم للتغييرات الايجابية القادمة خصوصاً بعد سقوط النظام السوري لأن هناك حلول قادمة لمساعدة لبنان.

*موقع 14 اذار

 

أشباح البعث ومأزق الانسحاب الأميركي

داود البصري/السياسة

في العراق الحائر اليوم وهو يئن تحت سلطة الأحزاب الطائفية الإيرانية وعملاء المخابرات الإيرانية المعروفين أو المستترين أو المنافقين , ربكة ودبكة وحيرة وتخبط , ففي أجواء الربيع الثوري العربي وتكتل حكومة المالكي الطائفية خلف الخيارات الإيرانية ودعمها الوقح للنظام السوري وهو يخوض معركته القذرة ضد شعبه والتي سيخسرها في النهاية لا محالة ,تبدو الحالة في العراق معقدة للغاية في ظل الإنسحاب العسكري الأميركي الذي سيكتمل مع نهاية العام الحالي و الذي سيترك بطبيعة الحال فراغا أمنيا و ستراتيجيا رهيبا سيحاول الإيرانيون رتقه وملء فراغاته من خلال وجودهم العسكري و الإستخباري و السياسي الفاعل في تركيبة السلطة في العراق بعد أن سلمهم الأميركيون العراق و الجمل بما حمل و خرجوا يراقبون الموقف من دول الجوار و يطلقون التحذيرات الفارغة و العقيمة للنظام الإيراني التي لا يمكن لها أبدا أن تقف حجر عثرة أمام تعزيز النفوذ الإيراني في العراق , ووسط الحالة المرتبكة القائمة توضحت بجلاء طبيعة السيناريوهات التقسيمية التي يراد لها أن تحط رحالها في العراق بعد إكتمال سيناريو الإنسحاب و تحركات الأحزاب الكردية و إجراءات حكومة المالكي الأمنية أي تنفيذ مخطط نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن القديم و المعروف بتقسيم العراق كانتونات طائفية وعشائرية مريضة و إقتسام النفوذ الإقليمي و الإنهاء الكامل لدور العراق الستراتيجي في المنطقة , فالأحزاب الطائفية و العميلة و المرتبطة بأوامر و إملاءات الولي الإيراني الفقيه لا تبني وطنا و لا تشيد مجدا , بل تكون مرحلة عابرة و جزءاً حيوياً و مهماً في إمرار مخططات التقسيم تحت ذرائع و مبررات شتى و مختلفة و مختلقة أيضا , فكانت الإرهاصة ألأولى للهجمة السلطوية ممثلة بقيام وزارة التعليم العالي التي يهيمن عليها حزب الدعوة الإيراني من خلال وزيرها القيادي الدعوي الإيراني الجنسية علي الأديب بإجتثاث مئات المدرسين و الأساتذة الجامعيين في محافظة صلاح الدين بدعوى إنتمائهم لحزب البعث المنحل!! وهو إتهام مثير للسخرية مما دفع مجلس محافظة صلاح الدين للعمل على تحويل المحافظة لإقليم!! وهي خطوة إنفصالية واضحة رغم المبررات الإدارية الظاهرية لذلك القرار!! , ثم جاءت حملات الإعتقال لمئات العراقيين في الجنوب خصوصا و من الشيعة تحديدا بحجة تورطهم في محاولة إنقلابية بعثية ستنفذ حلقاتها الفنية بعد الإنسحاب الأميركي لتدعم حالة التوتر الأمني الكبيرة في ظل إصطفاف جميع القوى الطائفية و السياسية التي باتت ترتب مواقعها و تتخندق في مواجهة إستحقاقات المرحلة المقبلة وخصوصا التيار الصدري المتخلف الذي يتهيأ لشكل من أشكال الهيمنة الطائفية , فجاء التركيز على ملاحقة البعثيين السابقين و جلهم من العناصر المتقدمة في السن أو من عناصر الجيش العراقي السابق و إستنادا إلى معلومات إستخبارية قبل أن الليبيين قدموها للحكومة العراقية و تأكد أيضا إن النظام السوري و كجزء من عملية رد الجميل لحكومة المالكي قد قدم أيضا قوائم بأسماء البعثيين العراقيين الموجودين في دمشق و الذين هم تحت رعاية ومراقبة المخابرات السورية سواء من جماعة الرفيق محمد يونس الأحمد أو عزة الدوري الذي يقود تنظيمه العمليات داخل العراق , وهو تنظيم لا يزال يمتلك العديد من عناصر القوة الساكنة ولكن ليس إلى الدرجة التي تؤدي للقيام بإنقلاب عسكري على النمط القديم , وإحتمالات الإنقلاب العسكري قائمة جدا في العراق رغم نفي الكثير من الأوساط لإمكانية حدوث ذلك إلا أنه إنقلاب يظل مرتبطا أساسا بالرغبة الأميركية المحض وليس بإمكانيات أو رغبات البعثيين الذين ضعفت قواهم رغم إمتلاكهم لعناصر قدرة إستطلاعية وإستخبارية متقدمة , يبقى الصراع السياسي في العراق محتدما بين قوى الحداثة و التقدم التي تمثلها التيارات و الشخصيات الليبرالية وهي ضعيفة ميدانيا بسبب الظروف الشعبية السائدة , و بين القوى الظلامية برؤاها الخرافية و الغيبية الساذجة و التي لها للأسف وجود وحضور شعبي طاغ بسبب الأمية و الجهل و التخلف السائد في المجتمع العراقي و رعاية الجانب الإيراني لها بقوة وزخم بإعتبارها الإحتياطي المضموم للرؤى الخرافية التي يبشر بها النظام الإيراني و يستعبد الجهلاء و السذج من خلالها , لذلك فإن التركيز السلطوي على تضخيم الخطر البعثي ماهو إلا محاولة لفرض إرهاب الدولة على المجتمع العراقي و إختلاق عدو وهمي لم يعد يمتلك عناصر القوة التي تؤهله للعودة الى الحكم بعد أن تبدلت المعادلات الدولية و الإقليمية و أنتهى بالكامل شكل ألأنظمة الإنقلابية العسكرية ذات الحمولات الآيديولوجية القومية التي سادت في حقب الخمسينات و الستينات من القرن الماضي و ماعاد ممكنا أبدا العودة لذلك النمط من الأنظمة التي إنتهى زمنها وأنقضى أوانها , وتهاوت أسسها , وبصراحة فإن أي نظام سياسي ليس من الممكن إستقراره و ترسيخه من دون إعتراف الأطراف الدولية الفاعلة , عودة البعث هي من المستحيلات.. ولكن ماهو قائم حاليا و تحت ستار إجتثاث البعث هو عمل الطائفيين على تنفيذ مشروع تقسيم العراق وصولا إلى تقسيم جديد للشرق القديم.. وتلك هي المعضلة.

*كاتب عراقي

 

 الصين أبلغت دمشق أن الوضع "الخطير" لا يمكن أن يستمر

 القاهرة, بكين - ا ف ب, أ ش أ: أكد الموفد الصيني الى الشرق الاوسط وو سيكه, أمس, انه حذر السلطات السورية خلال زيارته دمشق, قبل أيام, من ان قمع التظاهرات "لا يمكن ان يستمر". وقال الموفد الصيني, خلال زيارة له إلى القاهرة في إطار جولته بالمنطقة, انه "أكد لمسؤولين رفيعي المستوى في سورية خطورة الوضع وانه لا يمكن ان يستمر", مضيفاً ان الرئيس بشار الاسد يجب ان "يحترم ويستجيب للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري". وكان الموفد الصيني قال خلال زيارة لسورية الخميس الماضي انه "يجب احترام ارادة الشعب ومطالبه المشروعة وهناك توافق واسع النطاق بشأن المشاركة الواسعة وسلمية الاصلاح". واضاف سيكه "نعتقد انه يمكن تحقيق مطالب الشعب السوري من خلال مشاركته ودفع عملية الاصلاح", داعيا الى "وقف كافة اعمال العنف حقنا للدماء واجراء اصلاحات من خلال الحوار وغيره من الطرق السلمية". وشدد على أنه "يجب احترام خيار الشعب", معرباً "عن الأمل بأن تسرع الحكومة السورية في تنفيذ التعهدات في الاصلاح واطلاق عملية سياسية شاملة ذات مشاركة واسعة من الاطراف المعنية بأسرع وقت ممكن وذلك بالاستجابة لتطلعات الشعب السوري ومطالبه المحقة". واعتبر "ان الاولوية الاولى حاليا هي ان على الاطراف المعنية في سورية تغليب مصالح الوطن والشعب ووقف كافة اعمال العنف واتخاذ اجراءات ملموسة لوقف الاشتباكات الدموية وسقوط ضحايا". وتؤشر تصريحات المبعوث الصيني على بداية تحول في موقف بلاده التي ساندت نظام دمشق في مجلس الأمن, واستخدمت حق النقض بشكل مشترك مع روسيا لمنع إدانته مطلع الشهر الجاري. من جهتها, حذرت صحيفة "الشعب" الصينية الرسمية الغرب, وخاصة الولايات المتحدة, مما وصفته بالتهور والدخول في حرب مع النظام السوري, مؤكدة ان العواقب ستكون كارثية ليس فقط على سورية بل على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

واعتبرت أنه "مهما كانت نوعية العقوبات والتخويف الذي تمارسه الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول أو تحرك المعارضة السورية للسيطرة على الوضع الحالي في سورية, يبدو أن بشار الأسد سيصبح القذافي المقبل", مشيرة إلى أن ليبيا الغنية بالنفط والغاز فتحت شهية الكثيرين, ويأتي خلفها الموقع الستراتيجي لسورية بالمنطقة.

وأكدت الصحيفة أنه في حال شن الغرب حرباً على سورية, فإن التكاليف على الأرجح ستكون أكثر بكثير من تكاليف الحرب في ليبيا, بل يمكن أن تكون بمثابة الفتيل الذي يفجر منطقة الشرق الأوسط بأكملها وتصبح خارج السيطرة, واصفة بداية الحرب في سوريا بأنها ستعتبر مقامرة, والنتيجة النهائية من الصعب أن يتنبأ بها الغرب بشكل صحيح.

 

بعد تلقيه معلومات عن تحضيرات "أطلسية - عربية" الأسد يحيط الحدود السورية بحقول ألغام تحسباً لتدخل عسكري دولي ضد نظامه لحماية المدنيين

 تل أبيب, دمشق - وكالات: ذكرت مصادر اسرائيلية, أمس, ان الرئيس السوري بشار الأسد أصدر قراراً بتلغيم الحدود السورية من جميع الجهات, في محاولة لمنع تهريب وسائل قتالية الى بلاده, والحيلولة دون هروب ضباط وجنود جيشه الى تركيا. ووفقاً لتسريبات استخباراتية نشرتها وسائل الإعلام العبرية, فإن الأسد أصابته حالة من الهلع, إثر تلقي اجهزته الأمنية معلومات تفيد باعتزام قوات عربية المشاركة في عمل عسكري ضد النظام السوري, ربما تقوده قوات حلف شمال الاطلسي الـ "ناتو" خلال الأيام القليلة المقبلة.

وبعد تلقيه المعلومات, عقد الأسد اجتماعاً طارئاً ضم العديد من الدوائر الأمنية في دمشق, لدراسة إمكانية صد الهجوم المرتقب على بلاده, والوقوف على صحة مشاركة قوات عربية فيه.

وأفادت المعلومات أن الاجتماع تمخض عن قرارات ستراتيجية, جاء في طليعتها إحاطة الأراضي السورية بسياج من الالغام, للحيلولة دون دخول أي قوات إلى الاراضي السورية, ومنع عمليات تهريب الأسلحة للثوار, والحيلولة دون هروب ضباط وجنود الجيش السوري خارج البلاد, فضلاً عن منع تسلل عناصر مسلحة من دول الجوار, خاصة من الاردن وتركيا.

انطلاقاً من تلك المعطيات, بدأ سلاح الهندسة السوري في خلال الأيام القليلة الماضية في تلغيم الحدود السورية مع الاردن وتركيا ولبنان. واستندت التسريبات عينها إلى دوائر عسكرية في تل ابيب, أكدت أنها رصدت جنوداً سوريين, وهم يضعون الغاماً على طول الضفة الشمالية لنهر اليرموك, الذي يمر عبر الشريط الحدودي الفاصل بين حدود سورية والأردن, كما وضع السوريون الالغام في نقاط ملتقى الحدود السورية مع نظيرتها الأردنية والاسرائيلية, ليتصل شريط الالغام السوري الجديد بنظيره القديم, الذي نشرته سورية في وقت سابق على حدود هضبة الجولان. كما لغم السوريون المناطق الشمالية الحدودية مع لبنان, خاصة القرى اللبنانية التي تعتبر حقل الألغام السوري الجديد.

وعلى الحدود التركية وضع السوريون ألغاماً في مناطق إدلب وجبل الزاوية, إذ تعمل في تلك المنطقتين قوات كبيرة يسميها النظام السوري بقوات المتمردين, وتتكون في معظمها من ضباط وجنود انشقوا عن الجيش.

 

انهيار وشيك لمساعي اللجنة العربية واجتماع بين الجانبين في الدوحة وسط أجواء من غياب الثقة  

الأسد مهدداً العرب والغرب: زلزال سيحرق المنطقة إذا تعرضت سورية لعمل عسكري

 دمشق - وكالات: في تهديد هو الأكثر حدة منذ اندلاع الثورة ضد نظامه منتصف مارس الماضي, حذر الرئيس السوري بشار الأسد من أن أي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي الى "زلزال" من شأنه أن "يحرق المنطقة بأسرها", قبل ساعات من اجتماع عقد مساء أمس في الدوحة بين وفد سورية واللجنة الوزارية العربية المكلفة التوسط لإنهاء الأزمة, في أجواء من غياب الثقة بين الجانبين. وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية نشرتها أمس, ان "سورية اليوم هي مركز المنطقة. إنها الفالق الذي إذا لعبتم به تتسببون بزلزال... هل تريدون رؤية أفغانستان أخرى أو العشرات من أفغانستان"? واضاف ان "اي مشكلة في سورية ستحرق المنطقة بأسرها, وإذا كان المشروع هو تقسيم سورية فهذا يعني تقسيم المنطقة برمتها". وأكد أنه يدرك ان القوى الغربية "سوف تكثف الضغوط حتماً" على نظامه, لكنه شدد على ان "سورية مختلفة كل الاختلاف عن مصر وتونس واليمن. التاريخ مختلف, والواقع السياسي مختلف". وأقر الأسد بأن قواته الامنية ارتكبت "أخطاء كثيرة" في بداية الحركة الاحتجاجية ضد نظامه, مشدداً بالمقابل على انها لا تستهدف اليوم إلا "الارهابيين".

وقال "لدينا عدد ضئيل جداً من رجال الشرطة, وحده الجيش مدرب للتصدي لتنظيم القاعدة", مضيفاً "إذا أرسلتم جيشكم الى الشوارع فإن الامر عينه قد يحدث. الآن, نحن نقاتل الارهابيين فقط. لهذا السبب خفت المعارك كثيرا".

وشدد الرئيس السوري على ان رده على "الربيع العربي" كان مختلفا عن ردود فعل القادة العرب الاخرين الذين اطاحت بهم في النهاية حركات الاحتجاج الشعبية.

وقال "نحن لم نسلك مسلك حكومة عنيدة, وبعد ستة ايام (من اندلاع الحركة الاحتجاجية) بدأت بالاصلاح. الناس كانوا متشككين بأن الاصلاحات ما هي إلا مهدئ للشعب, ولكن عندما بدأنا الاعلان عن الاصلاحات, بدأت المشكلات تتناقص, وهنا بدأ التحول, هنا بدأ الناس يدعمون الحكومة".

وشدد على ان "وتيرة الاصلاح ليست بطيئة. الرؤية يجب ان تكون ناضجة. يتطلب الأمر 15 ثانية فقط لتوقيع قانون ولكن إذا لم يكن مناسباً لمجتمعك وسيؤدي الى انقسام. هذا مجتمع معقد جداً". وأكد أن ما تشهده سورية اليوم هو "صراع بين الإسلاميين والقوميين العرب (العلمانيين)", مضيفاً "نحن نقاتل الاخوان المسلمين منذ خمسينيات القرن الماضي وما زلنا نقاتلهم".

وفي مقابلة مع التلفزيون الروسي, أمس, قال الرئيس السوري انه يتوقع من موسكو مواصلة دعمها مع تعرض نظامه لإدانات متزايدة لحملته على المعارضة, مؤكداً أن "الدور الروسي شديد الأهمية". وأضاف "منذ الأيام الأولى للأزمة أبقينا الاتصال بشكل دائم مع الحكومة الروسية, ونحن نطلع أصدقاءنا الروس بالتفصيل على مستجدات الاوضاع".

وجاء موقف الأسد بعد أقل من شهر على تخييره من قبل الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بين القيام بإصلاحات سياسية وبين التنحي.

وعلى وقع مواقف الأسد ووسط أجواء من غياب الثقة بين الجانبين, التقى في الدوحة مساء أمس, وفد سوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم يرافقه نائبه فيصل المقداد ومستشارة الأسد السياسية والإعلامية بثينة شعبان ومسؤولون آخرون, مع اللجنة الوزارية العربية برئاسة رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وحضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وأعضاء اللجنة وزراء خارجية مصر والسودان والجزائر وعُمان. وفي تصريح إلى صحيفة "الشروق" المصرية نشرته أمس, أكد العربي ان زيارة اللجنة الوزارية دمشق الخميس الماضي لم تشهد أي تقدم من الجانب السوري بشأن ما تطلبه الجامعة, من وقف القتل وإطلاق سراح المعتقلين والبدء في عملية إصلاح سياسي حقيقي بحثاً عن حل الأزمة. ورفض تحديد ما إذا كانت الجامعة سترفع يدها عن الملف السوري, إذا رفض الأسد مبادرتها.

وبشأن مطالبة المعارضة السورية بفرض منطقة حظر طيران, أكد العربي أن "الوضع في سورية يختلف عنه في ليبيا", مشيرا إلى أنه استمع لعدد كبير من نشطاء المعارضة و"المجلس الوطني" و"لدي علم بمطالبهم ووضعتها أمام وزراء اللجنة العربية الوزارية", مؤكداً أن الاجتماع الوزاري المقبل سيقرر الخطوة المقبلة. وأضاف "لا أستطيع استشراف المستقبل تجاه ما يحدث في سورية .. وأشك في أن تكون هناك زيارات جديدة لدمشق". وكانت اللجنة الوزارية العربية أعربت عن "امتعاضها لاستمرار عمليات القتل" وطالبت بفعل "ما يلزم لحماية المدنيين", وذلك بعد مقتل أكثر من ثلاثين شخصاً منذ زيارتها دمشق. في المقابل, وانتقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم, أول من أمس, اللجنة ورئيسها وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.

 

صحافية بريطانية صورت فيلماً من داخل دمشق يكذب مزاعم النظام:   الاحتجاجات سلمية ومنازل تحولت مستشفيات والأمن يعدم الجنود المتمردين فور رفضهم الأوامر

 تمكنت صحافية بريطانية من تصوير فيلم وثائقي بشكل سري عن الاحتجاجات التي تشهدها سورية, من داخل دمشق, حيث ادعت للسلطات أنها جاءت كسائحة.

وتمكنت الصحافية راميتا نافاي, من لقاء ناشطين في التنسيقيات وجرحى ومتظاهرين وجنوداً انشقوا عن الجيش, خلال أسبوعين قضتهما متخفية في أشد الأماكن خطورة وتدهوراً أمنيا خلال النصف الأول من سبتمبر الماضي.

واوضحت نافاي أن الفيلم الذي صورته بمساعدة ناشطين سوريين, جاء لمحاولة إظهار كيف تبدو الحياة في قلب الثورة السورية بعد منع النظام جميع وسائل الإعلام العالمية المستقلة من دخول سورية.  وأطلقت الصحافية على الفيلم عنوان (Message to the world from Syrians) "رسالة إلى العالم من السوريين".

وظهرت الصحافية وسط تشييع جموع المحتجين لجنازة أيمن زغلول الذي قُتل على أيدي قوات الأمن في 19 سبتمبر الماضي في مدينة عربين بريف دمشق, ووسط مظاهرة مسائية في مدينة دوما حيث التقت فيها بعض المتظاهرين وأجرت مقابلات معهم.

ويعد الفيلم من المصادر المستقلة القليلة التي تكذب الروايات التي تسوقها الحكومة السورية بشأن وجود عصابات مسلحة تقتل المدنيين, رغم اتهام السلطات السورية جميع وسائل الإعلام العالمية بمشاركتها فيما تعتبره دمشق "مؤامرة كونية على سورية", حيث بدت جميع الصور التي التقطتها الصحافية مظاهرات سلمية قام الأمن بإطلاق الرصاص عليها في كثير من الأحيان. وكشف الفيلم الذي بثته القناة الرابعة البريطانية قبل أيام, ضمن برنامج "العالم غير المُخبر عنه" (unreported world), عن ناشطين يقومون بتوثيق قتلى الاحتجاجات بالأسماء, وحفظ مقاطع فيديو تُظهر جرائم وحشية ارتكبها النظام السوري, في أماكن سرية لعرضها على المنظمات الدولية.

كما أظهر الفيلم حالة رعب شديدة يعيشها الناشطون جراء الملاحقة الأمنية المستمرة, وخوفهم من الاعتقال والقتل على أيدي رجال الأمن.

وقامت الصحافية بتصوير عمليات تخريب ونوافذ محطمة وشعارات كتبها "الشبيحة" بعد مداهمة بلدة مضايا بريف دمشق التي كانت الصحافية متواجدة فيها وأمضت 72 ساعة في أحد المنازل برفقة عضو في الهيئة العامة للثورة السورية, قبل أن تعود إليها بعد أيام لتصوير مظاهرات مناوئة لحكم الأسد, حيث قالت إن عائلات بأكملها خرجت في المظاهرات رغم كل عمليات القمع. وزارت نافاي بيوتاً تحولت إلى مشاف ميدانية بعد عمليات التصفية والضرب والاعتقال التي يتعرض لها المحتجون الذين يزورون المشافي الحكومية, إثر إطلاق النار عليهم من قبل قوات الأمن أثناء المظاهرات. وأكد أحد الأطباء للصحافية أنه اطلع على حالات قام الأمن خلالها بإطلاق النار على المصابين داخل أسرتهم في المشافي, منوهاً إلى أن الأطباء باتوا عرضة للاعتقال بسبب تطوعهم في إسعاف المحتجين. كما التقت الصحافية بجنود منشقين, قالوا لها إنهم أمروا بإطلاق النار على الأطفال والمحتجين السلميين خلال خدمتهم العسكرية, مشيرين إلى أن الأمن السوري يقتل من يرفضون إطلاق النار. وقال كثير منهم إنهم تلقوا أوامر بقتل محتجين مسالمين وأنهم سيُقتلون إذا تمردوا على الاوامر.

وصرح لها جندي كان متمركزاً في درعا "زميلي الذي كان بجواري رفض إطلاق النار على الحشد لوجود نساء وأطفال بينهم, فتلقى رصاصة في مؤخرة رأسه".

 

خطة واشنطن لما بعد الانسحاب من العراق للرد على أي تدهور للوضع وتحسباً لمواجهة مع إيرانقوات قتالية أميركية في الكويت و"بنية أمنية" جديدة في الخليج

 (ا ب)واشنطن - يو بي اي: تخطط الإدارة الأميركية لتعزيز الوجود العسكري الأميركي في منطقة الخليج بعد انسحاب القوات الباقية من العراق نهاية العام الجاري, وقد تشمل عملية إعادة التموضع هذه قوات قتالية جديدة في الكويت قادرة على الرد على أي انهيار للأمن في العراق أو مواجهة عسكرية مع إيران.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الصادرة أمس, نقلا عن مسؤولين وديبلوماسيين توضيحهم أن الخطط الأميركية لتعزيز تواجدها في الخليج بعد الانسحاب من العراق, خاضعة للنقاش منذ أشهر, واكتسبت طابعاً ملحا جديدا بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي ان الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق سينتهي نهاية العام الحالي.

ورغم أن إنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات كان تعهداً أساسياً ضمن حملة أوباما الانتخابية الرئاسية, لكن الضباط العسكريين والديبلوماسيين الأميركيين, فضلاً عن مسؤولين من دول عدة في المنطقة, يشعرون بالقلق حيال الانسحاب الذي قد يترك حالة عدم استقرار أو ما هو أسوأ. وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" ترسم حالياً حلا بديلاً بعد فشلها في الضغط على إدارة أوباما والحكومة العراقية لإبقاء قرابة 20 ألف جندي أميركي في العراق إلى ما بعد العام 2011.

وإضافة إلى المفاوضات بشأن الحفاظ على تواجد قوات أميركية قتالية في الكويت, تنظر الولايات المتحدة في إرسال مزيد من السفن الحربية الأميركية عبر المياه الدولية في المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى انه بالنظر إلى التهديد الإيراني, فإن الإدارة الأميركية تسعى أيضاً لتوسيع العلاقات العسكرية مع الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي, لافتة أنها تحاول بالتعاون مع الجيش بناء "بنية أمنية" جديدة في منطقة الخليج, من شأنها أن تدمج الدوريات الجوية والبحرية والدفاع الصاروخي.

وأضافت الصحيفة أن حجم القوة القتالية الأميركية الجديدة التي ستتمركز في الكويت, لا يزال يخضع للمفاوضات, مع توقع الإجابة عن ذلك في الأيام المقبلة.

ووصف رئيس أركان القيادة المركزية الأميركية في ولاية فلوريدا الجنرال كارل هورست, التخطيط لوضع جديد في منطقة الخليج, ب¯"العودة الى المستقبل", موضحاً أنه يجري التركيز على نشر أقل للقوات الأميركية لكن بقدرة عالية وشراكات تدريبية مع جيوش المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن ضباط في القيادة العسكرية المركزية الأميركية أن مرحلة ما بعد الانسحاب من العراق تتطلب السعي نحو طرق أكثر فعالية لنشر قوات, ولتعاون إلى أقصى حد مع الشركاء في المنطقة. وفي هذا الاطار, اقترحت الإدارة الأميركية بناء حلف أمني قوي متعدد الأطراف, مع دول مجلس التعاون الخليجي, خلال اجتماع مشترك لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع المجلس على هامش جلسة للأمم المتحدة الشهر الفائت. وقال مسؤول أميركي كبير "لن يكون ناتو جديد غداً.. لكن الفكرة هي التحرك نحو جهد مندمج اكثر".

وكان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة قال في مقابلة مع "نيويورك تايمز" خلال زيارته واشنطن الأسبوع الفائت, في إشارة إلى دول مجلس التعاون, "إنهم قلقون من ان الانسحاب الأميركي (من العراق) سيترك فراغاً.. لا شك أن ذلك سيترك فراغاً". وأكد أن اقتراح الإدارة الأميركية تعزيز علاقتها الأمنية مع دول الخليج لن "يشكل بديلاً على ما يحدث في العراق", لكنه ضروري في ظل الانسحاب لإظهار دفاع موحد في منطقة خطيرة.

 

في رسالة أكدت مظلوميتهم واحتجزتها الاستخبارات 

إيران: أئمة سنة يطالبون لاريجاني بالإفراج عن 56 عالماً

السياسة/بعد فشل كل محاولات رجال الدين السنة في كردستان للإفراج عن 56 من علماء السنة المعتقلين بتهمة "الترويج لمذهبهم" في إيران, أرسل إمام جمعة مدينة بوكان الكردية شكوى إلى رئيس القضاء صادق لاريجاني, طالبه فيها بإعادة النظر في الأحكام الصادرة بحق هؤلاء الأبرياء من العلماء.

وذكر تقرير لوكالة أنباء "هرانا" التابعة ل¯"مجموعة حقوق الإنسان الإيرانية", أن الرسالة التي كتبها إمام جمعة بوكان الشيخ إبراهيم صوفي زاده, ووقع عليها خمسة من علماء السنة وعدد من رجال الدين الآخرين وأئمة جمعة مساجد المدينة, تم إرسالها إلى القضاء الإيراني, ولكن احتجزها الأمن التابع لوزارة الاستخبارات في مدينة أرومية عاصمة المحافظة.

وأضافت الوكالة, التي نقل تقريرها موقع "العربية" الالكتروني, أمس, ان "الرسالة لم تحمل إلا شكوى ومظلمة يقول فيها رجال الدين إن الذين حكم عليهم بالسجن هم مسلمون ولم تصدر منهم خطيئة, بل على العكس كانوا يحضون الشباب على الحضور في المساجد كثيراً, وليس كما ذكر الادعاء أنهم مخلون بالأمن, وان دعوة الناس إلى المساجد للصلاة لم تكن يوماً مخلة بالأمن, وهي مجرد عبادات مسموح بها في كل العالم". يُذكر أن من بين ال¯56 سجيناً سُنياً كردياً الذين حُكم عليهم بالسجن بأحكام بلغ إجماليها 156 عاماً قبل أسابيع عدة, 6 من مدينة بوكان, هم: ماموستا محمد برائي وحسين جوادي وعثمان احسني وعبدالله خسروزاده وهيمن محمود تختي وحسام محمدي. وبلغ إجمالي الأحكام الصادرة ضد هؤلاء الستة 38 عاماً, وتمت محاكمتهم أمام "الشعبة 28" ويطلق عليها محكمة الثورة في طهران. وتم اعتقال العلماء الستة المذكورين قبل ثلاثة أعوام في بوكان, وسجنوا في زنزانات انفرادية في سجن الاستخبارات بمدينتي بوكان وأرومية وسجن "ايوين" سيئ الصيت في طهران. وبعد 3 سنوات من التعذيب, اعترفوا, حسب القضاء, بأنهم يقومون بالترويج للمذهب السني.

 

الغرب مُصِرٌ على معاقبة الأسد بسبب الممارسات الوحشية ضد شعبه 

نظام دمشق يقفل أبوابه أمام المبادرة العربية بالمزيد من جثث القتلى

 صفقة الأسد والجامعة العربية.. هروب من مظلة التدخل الدولي

الدور العربي يفتقد لأدوات ضغط كافية لتوجيه الحوار الوطني السوري

تركيا وجدت في الأزمة السورية فرصتها للتدخل.. لكن إيران لم تقف صامتة

القاهرة - أميرة عبدالحليم : السياسة

بعد جولة من تبادل الاتهامات بين النظام السوري والجامعة العربية تمكنت الأخيرة من دفع النظام في اتجاه قبول دور عربي فعال في الأزمة وبدأ الأمر على انه " صفقة " نجحت الدول العربية في ابرامها مع نظام الأسد لاخراج سورية ودول المنطقة العربية الأخرى من دائرة سيناريوهات مظلة التدخل الدولي والتقسيم والحروب الأهلية, فهل ستنجح الدول العربية في تنفيذ سيناريو لتسوية الأزمة السورية يخلتف عما آلت اليه الثورات العربية الأخرى.

منذ أكثر من سبعة شهور يواجه الشعب السوري أبشع وسائل الارهاب والبطش من قبل نظامه الحاكم الذي لم يجد وسيلة للحفاظ على بقائه واستمراره الا ترويع واستباحة دماء السوريين المطالبين بالحرية والتغيير كغيرهم من الشعوب في المنطقة العربية الذين ظلوا لسنوات يعانون من استبداد وديكتاتورية قلة حاكمة تسيطر على السلطة وتوجه ثروات الشعوب بما يخدم مصالحها ويضاعف من معاناة الأغلبية.

ووسط كل مشاهد البطش والتنكيل والاستقواء بقوى اقليمية لتصفية المعارضين وترويع أبناء الشعب لاقصائهم عن المشاركة في الاحتجاجات المطالبة بالتغيير ظل الموقف العربي يشوبه الغموض والصمت الذي تتخلله بعض التحركات ازاء التعامل مع نظام الأسد, فصدرت عن بعض الدول العربية وبخاصة دول الخليج مواقف تدين النظام السوري باستدعاء سفرائها للتشاور وكذلك تأييدها ارسال لجنة حقوق الانسان للوقوف على الأوضاع في سورية. في حين رفضت أطراف عربية أخرى ادراج قضية الشعب السوري على جدول أعمال الجامعة العربية. ولم يحصل المجلس الوطني السوري الانتقالي الذي أعلن عن تأسيسه في الثاني من شهر أكتوبر الجاري في مدينة اسطنبول, على اعتراف الا من المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا.

الى أن أدركت غالبية الدول العربية أن الخطر بات قريبا جداً وأن نجاح القوى الدولية في التوصل الى قرار بفرض عقوبات دولية جديدة على سورية سيكون بداية لتدخل دولي في سورية قد يعيد انتاج السيناريو العراقي مرة أخرى ولكن بنتائج أكثر كارثية على المنطقة العربية ككل, وتهديد كبير للأمن القومي العربي يتجاوز دول الجوار السوري.

فقد انتقلت القوى الغربية من مرحلة الترقب والتردد والحذر الى مرحلة " الحسم " مع نظام الأسد, حيث استمر الغرب يراقب لفترة من الزمن ما يحدث في سورية بعد اندلاع الاحتجاجات في مارس الماضي دون ان يبدي اهتماما حقيقيا بمطالب تغيير النظام وكان موقف الغرب تحكمه مجموعة من الحسابات المرتبطة بالأهمية الستراتيجية لسورية اقليميا ودوليا ودورها في الكثير من الملفات الشائكة وما سينتج عن اسقاط نظام الأسد في سورية من تغيير للمعطيات السياسية الراهنة في المنطقة.

الا أن تصاعد الاضطرابات في سورية قد دفع بسيناريوهات أكثر فوضوية للمنطقة العربية وبخاصة دول الجوار السوري لتبرز على سطح التوقعات الأمر الذي يفتح احتمالات واسعة لإضرار بالمصالح الستراتيجية للغرب مما دفع القوى الغربية الى الانتقال من مطالبة نظام الاسد بتنفيذ اصلاحات الى دعوته الى التنحي عن السلطة, وتطبيق عقوبات على هذا النظام بمبيعات الأسلحة وامدادات النفط والسعي لاصدار قرار لادانة النظام السوري واتخاذ اجراءات عقابية جديدة ردا على استمرار هذا النظام في الاعتماد على الاساليب القمعية والارهابية في التعامل مع المحتجين الا أن استخدام روسيا والصين لحق النقض " الفيتو " قد حال دون اصدار مجلس الأمن لهذا القرار في نهاية شهر سبتمبر الماضي.

وفي الوقت الذي كانت معظم الدول العربية لم تحدد موقفها بعد من الاحتجاجات في سورية تصاعدت الأدوار الاقليمية لفاعلين آخرين قدموا أنفسهم كراعين اقليميين لخطط الاصلاح والتغيير في المنطقة ونقصد بهؤلاء الجارة التركية التي اعتبرت الأزمة السورية مجالا مهما لتأكيد دورها الاقليمي ومارست ضغوط على النظام السوري بدأت باتصالات ديبلوماسية وانتهت الى تصريحات نارية ضد نظام الأسد وايواء لقوى المعارضة والفارين من جحيم آلة الأسد الباطشة, ووصولا الى اتهامها لنظام الأسد بالوقوف خلف العمليات العسكرية التي نفذها حزب العمال الكردستاني أخيرا.

موقف إيران

وعلى الجانب الآخر لم تقف ايران الحليف الستراتيجي لسورية مكتوفة الايدي ازاء التصعيد التركي ضد نظام الأسد ففي التاسع من أكتوبر الجاري وجه المستشار العسكري لمرشد الجمهورية الاسلامية في ايران والقائد السابق للحرس الثوري الايراني رحيم صفوي تهديدا صريحا لتركيا بالتأكيد على أنها " تتوقع الكثير من المتاعب من شعبها وجيرانها ان لم تعد النظر في سياستها تجاه سورية ", فبعد تقارب ايراني تركي استمر لفترة قصيرة أصبحت سورية هي المصدر الأكبر للتوتر بين الدولتين.

يضاف الى هذا أن الأزمة السورية بدأت خلال الشهور الأخيرة تلقي بتأثيرات أكبر على محيطها الاقليمي عبر عمليات عسكرية وتوغلات يقوم بها الجيش السوري في الدول المحيطة للبحث عن المعارضين وان كانت بعض دول الجوار لا تلقي بالا لهذه التوغلات مثل لبنان فان دولا أخرى باتت تشعر بخطر كبير نتيجة لهذه التحركات التي تعد اختراقا لسيادة الدولة.

وازاء هذه المعطيات التي تشير الى تصاعد واضح في التعبئة الدولية والاقليمية في اتجاه النظام السوري لم تستطع الدول العربية الاستمرار في صمتها أو مواقفها غير الحاسمة فبذلت مساعي للحوار مع نظام الأسد واقناعه الى جانب المعارضة بعقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه جميع أطياف المعارضة ويتباحث الجانبان الحكومة والمعارضة في جميع القضايا وبما يحول دون لجؤ المجتمع الدولي الى التدخل العسكري في سورية على غرار ما حدث في ليبيا.

فمع نهاية شهر أغسطس الماضي بدأ يتبلور موقف عربي واضح من الأزمة السورية, حيث شهد هذا الشهر تصاعدا ملموسا في الاحتجاجات الشعبية والقمع الرسمي على السواء, وتوصل مجلس الجامعة العربية الى مبادرة حول سورية في 28 من أغسطس حيث تضمنت هذه المبادرة مجموعة من التصورات التي تستجيب للمطالب الشعبية ولكن بصيغ وسطية ومن هذه التصورات, توقف عنف الدولة, وسحب الجيش وقوات الأمن من الشوارع, والافراج عن المعتقلين, الخ, الى جانب الاقرار ببقاء الرئيس بشار الأسد حتى 2014, مع الدعوة لمفاوضات بين الحكومة والمعارضة للاتفاق على خطوات الاصلاح. الا أن الرئيس السوري لم يستقبل الأمين العام للجامعة العربية الا في 10 سبتمبر.

الى أن تمكنت الجامعة العربية ومن خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في 16 اكتوبر الجاري من صياغة موقف عربي موحد ازاء نظام الأسد, وأثناء الاجتماع وجهت أكثر من 100 من منظمات المجتمع المدني نداء جماعيا للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لعزل الحكومة السورية والتعاون مع تحقيقات الأمم المتحدة في انتهاكات حقوق الانسان.

موقف وسط

حاولت الجامعة التوصل الى موقف وسط فلم يتجه الوزراء الى تعليق عضوية سورية في الجامعة, الذي كان سيؤدي الى الاعتراف تالياً بالمجلس الوطني, كما كان يدعو بعض الوزراء, ولا هم استنكفوا عن التدخل فيما تعتبره دمشق شأنا داخليا, كما كانت ترغب هي وأيدها في ذلك كل من العراق ولبنان.

ودعت الجامعة الى عقد مؤتمر للحوار الوطني السوري بين الحكومة السورية والمعارضة بجميع أطيافها في الداخل والخارج, وبالفعل بدأت الجامعة العربية وفق ما أذاعه بعض المسؤولين فيها اتصالات مع شخصيات من المعارضة السورية. واتفق مجلس الجامعة على اعطاء النظام السوري مهلة أسبوعين, يقوم خلالها وفد عربي بزيارة دمشق بهدف العمل على اطلاق مباحثات بين النظام وقوى المعارضة, تحت رعاية الجامعة العربية, للتوصل الى اتفاق سوري وطني حول برنامج الاصلاح.

وعقب الاجتماع انهالت الاتهامات على الجامعة العربية من وسائل الاعلام السورية الرسمية التي اتهمتها بالعمل وفق أجندة قوى دولية عدوانية تمارس فعلا تخريبيا معتادا للمصالح العربية. وان هذا التحرك العربي جاء كرد فعل على فشل القوى الدولية في استصدار قرار في مجلس الأمن بفرض عقوبات على سورية, كما تحفظت اطراف كثيرة من المعارضة هي أيضاً على الحوار مع نظام تدعو الى اسقاطه, بعد حجم الدماء الذي سال في الشوارع السورية.

الا أن نظام الأسد وأمام كثير من المعطيات التي ينكر بعضها رغم ثبوتها, وجد في "الحل العربي" أو " الصفقة العربية " المقدمة له طريقا قد يمنع سقوطه عبر تدخل دولي محتمل وتسانده قوى دولية واقليمية كبرى, فمن ناحية لا يستطيع نظام الأسد اخفاء ما أصابه من ضعف من جراء العقوبات المفروضة عليه من الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية, والتي تركت آثاراً واضحة على الاقتصاد السوري وموارد الدولة, هذا فضلا عن الانشقاقات الكثيرة التي تحدث في الجيش السوري بصورة يومية نتيجة لتصاعد موجات العنف المسلح ضد المدنيين والتي يحاول نظام الأسد انكارها, الى جانب تزايد الاصرار الدولي على معاقبة نظام الأسد, وبخاصة بعد مقتل معمر القذافي وظهور استعدادات دولية لانهاء التدخل العسكري في ليبيا وخروج قوات الناتو مع نهاية الشهر الجاري وفقا لما أعلنه المسؤولون في الحلف, في الوقت الذي تتصاعد الضغوط الدولية والاقليمية على الحليف الايراني بعد بروز أزمة جديدة في العلاقات الأميركية الايرانية وذلك في أعقاب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن والتي تتهم الولايات المتحدة مجموعة من الأفراد التي تؤكد انهم يعملون ضمن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني.

فتبدل الموقف السوري وبعد أن أصدرت الحكومة السورية تحفظات على قرارات الوزراء العرب بل ووضعت شروطاً لاجراء حوار وطني من بينها عدم رئاسة قطر لوفد التشاور واقامة الحوار الوطني في العاصمة السورية دمشق وليس في مقر الجامعة العربية بالقاهرة, أعلنت الحكومة السورية موافقتها على استقبال اللجنة الوزارية العربية وأبلغ بشار الأسد الجامعة العربية بترحيبه باللقاء مع هذه اللجنة الوزارية العربية المشكلة برئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل جبر والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي, وعضوية وزراء خارجية كل من مصر والجزائر وسلطنة عمان والسودان. وأكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن عمل اللجنة الوزارية يتركز في اجراء اتصالات ومشاورات مع القيادة السورية وأطراف المعارضة السورية في الداخل والخارج بجميع أطيافها للبدء في عقد مؤتمر لحوار وطني شامل بمقر الجامعة العربية, يفضي الى وقف العنف واراقة الدماء, والى تنفيذ الاصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري ويبعد عن سورية شبح التدخلات الخارجية والاقتتال الاهلي.

ورغم ان الدول العربية تنظر بتفاؤل وثقة كبيرين الى تولي الجامعة العربية زمام المبادرة لتسوية الأزمة في سورية الا أن هذا التفاؤل تغلفه الكثير من المخاوف والمحاذير التي لا تقف عند ردود فعل نظام الأسد والمعارضة السورية على الاطروحات العربية للتسوية والحوار الوطني وما ستثيره هذه الردود من تجاذبات محتملة وبخاصة في ظل استمرار نظام الأسد في الاعتماد على أجهزته الأمنية والعسكرية في التعامل مع المحتجين وتحفظات بعض القوى المعارضة على البدء في حوار ومفاوضات مع نظام الأسد بعد ما تسبب فيه من اراقة دماء السوريين, بل تتخطاه الى مخاوف تتعلق بقدرة الجانب العربي على تحقيق التسوية في سورية في ظل افتقاد هذا الجانب لكثير من مقومات الدور الفعال فلم يحدد الموقف العربي بشكل واضح ماهية الاصلاح الذي ينشده في سورية أو هوية المعارضة التي ستتفاوض مع الحكومة السورية.

الى أن تصل هذه المخاوف والمحاذير الى المواقف الدولية التي تسيطر عليها وجهات نظر ترى ضرورة في معاقبة نظام الأسد وهذه الضرورة لا تعود بالطبع لإبعاد انسانية واخلاقية صرفة نظرا لانتهاكات حقوق الانسان التي اقترفها نظام الأسد ضد الشعب السوري, ولكن تعود هذه الضرورة وفي جزء كبير من تحركات القوى الدولية الى محاولة حماية المصالح الستراتيجية الغربية المرتبطة بسورية وحماية اسرائيل التي تتزايد مخاوفها مع تصاعد اعتماد نظام الأسد على آلته الأمنية والعسكرية وتدعيم حلفائه الاقليميين (حزب الله وايران ) له, الا أنها تترقب التحركات الدولية وخاصة الأميركية التي قد تستفز نظام الأسد وتدفعه للقيام بمغامرة غير محمودة العواقب بالقيام بعمل عدائي ضد اسرائيل كنوع من مواجهة الضغوط الدولية المفروضة عليه.

عقوبات الغرب

ويظهر الاصرار الغربي على معاقبة نظام الأسد في صور شتى وبخاصة بعد التحركات العربية الأخيرة التي تقودها الجامعة العربية والتي بدأت تؤتي ثمارها بقبول الرئيس بشار الأسد لدور عربي في الأزمة السورية, فقد ظهرت مؤشرات على استمرار الضغوط الغربية على نظام الأسد بالتوازي مع التحركات العربية, حيث استغل القادة الأوربيون الذين اجتمعوا في بروكسل في 23 من الشهر الجاري لبحث أزمة اليورو, القمة الاوروبية من أجل توجيه دعوة جديدة لتنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة ملوحين بتطبيق عقوبات جديدة على النظام في حال استمرت عمليات قمع المدنيين المطالبين باسقاط النظام, كما دعوا مجددا جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي الى تحمل مسؤولياتهم ازاء الوضع في سورية. كما أكد رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي خلال هذه القمة على استعداد الاتحاد الأوروبي لاتخاذ عقوبات جديدة بحق سورية اذا لم يكف نظامها عن قمع المظاهرات. ومن ناحية أخرى أكد عضو مجلس الشيوخ الأميركي البارز جون ماكين في كلمته التي ألقاها في المنتدي الاقتصادي العالمي في الأردن انه بعد انتهاء العمليات العسكرية الدولية في ليبيا سوف يصبح التركيز من جديد على ما يمكن اتخاذه من خيارات عسكرية عملية لحماية أرواح المدنيين في سورية.

 تحيط بال¯ "صفقة العربية " مع نظام الأسد الكثير من التحديات التي لا ترتبط بالتوازنات الداخلية في سورية فقط بل تلعب فيها التوازانات الاقليمية والدولية دورا حاسما, وتصبح مهمة المفاوضين العرب الباحثين عن تسوية ونهاية للأزمة السورية بعيدا عن التدخلات الخارجية من أصعب المهمات, وخاصة في ظل افتقاد الطرف العربي لأدوات الضغط الكافية التي يمكن ان تدفع الحكومة السورية أو القوى المعارضة أو الاثنين معا في اتجاه التوصل الى تسوية حقيقية للأزمة السورية.

 

الشعب السوري يستحق فرصة لبناء دولة عربية وطنية ديمقراطية 

الرأي العام العربي يستنكر ممارسات الرئيس بشار الذي يكرر مجازر والده

 بقلم - هيذر هورن: السياسة

 كشفت استطلاعات الرأي والتغطية الإعلامية اقليمياً أن الاحتجاجات المناهضة للأسد أيدها على نطاق واسع مواطنو الدول العربية, لدرجة أنهم قد يؤيدون تدخلا- وإن لم يكن غربياً.

ولما كانت الفظائع في سورية لا تزال ترتكب يومياً, فإن السؤال الذي لا مفر منه  هو: هل تصرف المجتمع الدولي بما فيه الكفاية? من المؤكد أن النظام السوري, كما يأتي على لسان المحللين, في »عزلة متزايدة«, ولكن ماذا يعني ذلك في الواقع? هناك ادانات معتادة للعنف, ودعوات أفراد مثل دعوة مفوض الأمم المتحدة لحقوق الانسان ,المجتمع الدولي لحماية المدنيين السوريين, ليس هذا بمستغرب, بطبيعة الحال, ولا سيما الغضب المتزايد لدى الجزء الغربي من المجتمع الدولي على وجه الخصوص, على أقل تقدير, على الرئيس السوري بشار الأسد, ولكن إذا كنت تبحث حقاً عن أي نوع من »العزلة« نتحدث, ربما كان أفضل مؤشر يرتبط بالموقف من العالم العربي.

كبريات الصحف اليومية في الدول العربية, على الأقل, يبدو أنها تدعم المحتجين المناهضين للأسد على مستوى العالم, علاوة على ذلك, أظهر استطلاع جديد أن الرأي العام يشير إلى أن هذا الاتجاه يمتد الى المواطنين العاديين, وبعبارة اخرى, فإن هذه ليسيت حالة انقسام بين النخبة في وسائل الإعلام وبين القطاع العام, من ناحية, يبدو هذا واضحاً, فخلال الصيف, وجد استطلاع أجراه المعهد العربي الأميركي أنه رغم ارتفاع عدد المشاركين في الاستطلاع حول »المواقف العربية« فإنه من »المبكر جداً« تسميته الربيع العربي, وثاني أكبر رد شعبي أفاد أن تلك الانتفاضات تجعل العالم العربي »أفضل حالاً«.

من ناحية أخرى, لننظر في بعض التفاصيل: كثيرون في العالم العربي يتحسسون من أي اشارة للتدخل الأجنبي, أو حتى الحكم الأجنبي وتسلل القيم الغربية, وكثيرون في العالم العربي أيضا يريدون القادة الذين يثبتون أنهم ضد اسرائيل, الأسد فعل ذلك من دون شك, لا اسرائيل ولا مؤيدوها الأوروبيون والأميركيون مولعين بشكل مفرط بالنظام السوري.

الخوف من التدخل

يبدو أن أفضيلة الربيع العربي تتجاوز هذه المخاوف, ففي مقال بجريدة »الحياة« اليومية ثمة عناوين مباشرة لبعض هذه القضايا, على سبيل المثال »الخوف من التدخل الأجنبي«, وقد تم الإعراب عن نفس المخاوف بجريدة »القدس العربي« (مؤيدة للفلسطينيين ومعادية للغرب في كثير من الأحيان), »ماذا لو لم يتمكن الشعب المتمرد من تحقيق النصر?«

يسأل الكاتب في صحيفة »الحياة« »يجب ألا يكون هناك أي تدخل أجنبي«, يعيد الجملة »المشكلة مع هذه الطريقة في التفكير«, رغم ذلك لا تزال هناك اشارة الى المتشددين, بأن »أتباع (هذه العقيدة) أولا لهم ستراتيجية وجغرافيا سياسية وحسابات خاصة بهم أكبر من حبهم للشعب.

ثانياً, هم يكرهون أميركا أكثر مما يحبون الشعب, ثالثاً, هذه المادة مسهبة نوعا ما, وهذا الرأي لا يبدي اهتماماً كافياً في دعم الفرد في المجتمعات العربية.

من المثير للاهتمام أن نرى صحيفة »القدس العربي« المؤيدة للفلسطينيين والمعادية عموماً للغرب تنحاز أيضاً الى الشعب السوري, والصحيفة نشرت مقالاً يبدأ بالعبارة التالية: »لا يصح لأحد أن يتجاهل الألم الكبير في سورية«, يتحدث هذا المقال عن »نظام بشار الأسد, الذي يكرر مجازر والده, »مقارنة تلك المجازر بالارهاب, والمقال يؤكد أن الشعب السوري »يستحق« فرصة لبناء »دولة عربية وطنية ديمقراطية حديثة«.

حتى تلك المقالات التي تعنى بالاستقرار الاقليمي تجدها تسارع للتعبير عن الرعب من اجراءات الأسد »الأهرام المصرية« على سبيل المثال, تصف »مخاوف متزايدة من انزلاق سورية الى حرب أهلية«, لكنها تشير أيضاً الى اشمئزاز من »استخدام النظام السوري المفرط للقوة«, ومن »تعرض زعماء المعارضة للقتل في صفقات مشبوهة«.

 صحيفة »الشرق الأوسط« نشرت مقالاً يعبر عن قلق حول تداعيات اقليمية لان سورية »حجر الزاوية في العلاقة بين إيران وتركيا«, كما انها خصصت مقالاً آخر تماماً تقريباً للتشكيك في خدع الأسد الاصلاحية.

بالاضافة الى ذلك, فإن قراء »نيويورك تايمز« يجب أن يعلموا بأن انطوني شديد (التايمز) ليس الوحيد الذي أوحى بأن قتل القذافي قد يشجع المعارضة السورية, كما انها وجهة نظر  على نطاق واسع في وسائل الاعلام الناطقة بالعربية: »اذا كان هناك من يعتقد أن القمع العنيف للتظاهرات سيجعل مصير الحكام العرب يتراوح بين مصير مبارك وجسد حاكم ليبيا السابق الممزق فقد ظهر البديل قفص الاعتقال«.

مواقف غربية

كل هذا لا يعني أن العالم العربي لم يعد متشككا جداً في المواقف الغربية من الربيع العربي, فعبر جولة لبعض المقالات على الانترنت سنجد بعض انواع الاستنكار العدواني جداً من مشاركة حلف شمال الاطلسي في ليبيا, ولكن اذا كنت تبحث عن دليل على مدى عالمية دعم المتظاهرين في سورية, لا بد أن تطلع على دراسة نشرها المعهد العربي الأميركي جاء فيها:

"إن الغالبية الساحقة من العرب في الدول الست التي شملتها الدراسة المسحية تقف الى جانب المتظاهرين السوريين ضد الحكومة (83 في المئة في المغرب و100 في المئة في الاردن), وردا على سؤال ما إذا كان بشار الاسد يمكن ان يستمر في الحكم, كانت أعلى التقييمات الايجابية هي 15 في المئة في المغرب و 14 في المئة في مصر.

والأكثر تعبيراً كان الدعم الضئيل الذي يلاقيه الرئيس السوري في لبنان, من النتائج الاخرى, يمكننا ان نرى ان اللبنانيين لم يكفوا عن اعطاء حزب الله تصنيفاً جيداً, فأكثر من نصف الشيعة اللبنانيين لهم رأي ايجابي في الدور الذي لعبته ايران في سورية. ولكن في مسائل التعامل مع الرئيس السوري, من الواضح انه مهما كان الدعم الذي أمر به في الماضي قد ولى الآن".

ماذا يعني ذلك بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في تدخل المجتمع الدولي لوقف ذبح المعارضة? في الواقع, يطرح هذا الاستطلاع ايضاً الرسالة التالية: ماذا تتوقع من قراءة وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية حول هذا الموضوع

"لقد حظيت تدخلات تركيا في سورية حتى الآن بتأييد الاغلبية في كل بلد عربي (...) والبلد الذي حصل على ادنى تقدير عن دوره في سورية هو الولايات المتحدة, وهذا ينبغي ان يكون بمثابة مذكرة تحذيرية لصناع السياسة في الولايات المتحدة (...) لا يبدو ان سورية هي المكان الذي سيكون تدخل الولايات التحدة فيه موضع ترحيب في نهاية المطاف".

هل تكون سورية المكان الذي ستبدأ فيه بلدان الشرق الاوسط في نهاية المطاف بتحصين نفسها أمنياً, داعية الانظمة القمعية الى لعبتها - على الأقل الاسوء? من الصعب معرفة ما يقوله محللو وكالة المخابرات المركزية في هذا الآن, ولكن رسالة الرأي العام والإعلام واضحة: ليس هذا باقتراح كما قد يعقتد.

 

حارس كندي أخرج الساعدي ابن القذافي من ليبيا عبر الصحراء 

أوكامبو: لدينا أدلة دامغة تثبت مشاركة سيف الإسلام في قتل المدنيين

بكين, مونتريال - رويترز, ا ف ب: أكد مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو, امس, أن لديه "أدلة دامغة" على أن سيف الاسلام القذافي شارك في هجمات منظمة على المدنيين والاستعانة بالمرتزقة. وقال أوكامبو في بكين حيث كان يحضر مؤتمراً أكاديمياً "لدينا شاهد شرح كيف أن سيف كان يشترك في التخطيط للهجمات على المدنيين, بما في ذلك استئجار مرتزقة من دول مختلفة ونقلهم, وأيضاً الجوانب المالية التي كان يغطيها", موضحاً ان لديه عدداً من الشهود وليس واحداً فقط.

واضاف "لدينا أدلة دامغة تعضد القضية, لكن بالطبع سيف ما زال بريئا (افتراضياً) وسيتعين علينا التوجه الى المحكمة وسيتخذ القاضي قراره", مشيراً إلى أنه يعتزم التوجه الى نيويورك لإطلاع مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الاربعاء المقبل على عمل المحكمة في الشأن الليبي.

وبشأن الاتصالات مع نجل الزعيم الليبي السابق, قال أوكامبو "تلقينا عبر وسيط غير رسمي بعض الاسئلة من سيف بشأن النظام القانوني, وما الذي سيحدث له اذا مثل أمام القضاة وهل يمكن اعادته الى ليبيا وما الذي يحدث في حال ادانته وما الذي يحدث في حال تبرئته". واضاف "لسنا في أي مفاوضات مع سيف فهو الذي يقرر إذا كان سيسلم نفسه ام سيظل مختبئا أم سيحاول الفرار الى بلد اخر", مشيراً إلى أن المحكمة لن تجبر سيف الإسلام على العودة الى ليبيا, بشرط أن تكون هناك دول اخرى راغبة في استقباله إما بعد تبرئته من كل الاتهامات وإما بعد قضائه العقوبة. ولفت أوكامبو إلى أنه التقى سيف الإسلام قبل سنوات, وبدا مؤيداً لعمل المحكمة بما في ذلك جهود اعتقال الرئيس السوداني البشير ومحاكمته لدوره المزعوم في فظائع ارتكبت في دارفور.

من جهة أخرى, أقر جندي سابق مقيم في كندا كان يعمل كحارس امني خاص انه ساعد الساعدي القذافي على الفرار من ليبيا الشهر الماضي مع سيطرة الثوار على طرابلس.

ونقلت صحيفة "ناشيونال بوست" الكندية عن غاري بيترز الذي عمل حارساً شخصيا للساعدي لسنوات, انه كان ضمن فريق قاد النجل الثالث للقذافي عبر الحدود الجنوبية الليبية باتجاه النيجر. وبيترز مهاجر غير حاصل على الجنسية الكندية ولكنه يملك اقامة دائمة في كندا, وقد عاد الى اونتاريو في سبتمبر الماضي, حيث يخضع للعلاج من طلق ناري أصيب به في كتفه اثناء تعرض القافلة التي كانوا يتنقلون بها الى كمين بعد العودة أدراجهم الى ليبيا. ودافع بيترز عن دوره في حماية الساعدي القذافي بقوله انه ليس مرتزقة.

 

جدل في مصر حول إنشاء حزب شيعي و البعض يسأل عن صلته بحزب الله

موقع بيروت اوبزارفر/تقدم الدكتور‏ أحمد راسم النفيس (الشيعي المعروف) بأوراق تأسيس حزب "التحرير‏" الى لجنة الأحزاب ‏حاملاً في حقيبته توكيلاً موثقاً من ليبراليين وأقباط وشيوعيين, وقبلهم صوفيون، في محاولة لتدشين حزب شيعي مصري. وأثار مشروع الحزب أسئلة كثيرة لدى الكُتاب والسياسيين حول هويته ودوره في نشر التشيّع وإشعال الصراع المذهبي بين السنة والشيعة في مناخ محتقن أصلاً بالفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط، والأهم من هذا كله أن الحزب مخالف للدستور باعتباره حزباً دينياً، وهو ما يؤدي الى الطعن عليه ورفض إشهاره قبل الترخيص له بممارسة النشاط السياسي.

رفعت السعيد: هذا الحزب سيكون عبئا

ويؤكد الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، في تصريح خاص لـ"العربية.نت" أنه من حيث المبدأ يحق لأي جماعة او أفراد إنشاء حزب سياسي يعبر عن أفكارهم وبرامجهم للإصلاح الشامل في المجتمع وتحقيق الديمقراطية، لكن إنشاء حزب سياسي على أساس ديني او طائفي معناه تجدد الصراع التاريخي بين السنة والشيعة.

ويوضح السعيد أن المسألة يجب ألا تترك هكذا لأن المناخ في مصر محتقن اصلاً بالفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط، وإقرار هذا الحزب الشيعي الذي يدعى حزب "التحرير"، هو باختصار عودة الى الوراء وقضية شديدة الخطورة على أمن مصر القومي.

ويضيف: مبدئياً، حزب التحرير مطعون عليه لأنه مخالف للدستور والقوانين التي تمنع إنشاء أحزاب دينية في المجتمع، فحتى الأحزاب الدينية التي نشأت مثل "الحرية والعدالة" و"النور" لم تنشأ كأحزاب دينية إنما كأحزاب سياسية ذات مرجعية دينية، والترخيص لهذا الحزب الشيعي يدفعنا للتساؤل حول هويته وانتمائه وعلاقته بحزب الله الشيعي اللبناني.

ويقول: أعتقد أن هذا الحزب لا يشكل إضافة للحياة السياسية المصرية، بل يشكل عبئاً عليها وارتباكاً لها، لأنه حتماً – إذا نشأ الحزب وتم الترخيص له – ستنشأ صراعات دينية – دينية نحن في غنى عنها.

ومن جانبه، أكد الطاهر الهاشمي، نقيب الأشراف بالبحيرة أمين مشيخة الطريقة الهاشمية أحد مؤسسي الحزب الشيعي الستة، في تصريحات لـ"الأهرام" المصرية أن الحزب ليس شيعياً بل ليبرالي مدني, غير أن عباءة الشيعة - لا ريب - ستلقيها كل التيارات على الحزب. وأضاف الهاشمي: بالنظر الى المشكلات الأمنية التي عانى منها شيعة مصر والتهم التي ظلت تلاحقهم, والخوف من نشر التشيع في مصر من باب التصوف, فإن عدد الشيعة مازال من الأسرار التي تحرص عليها كل الأطراف المعنية.

الطاهر الهاشمي: بعد ثورة يناير نحتفل بمولد الإمام الرضا

وعلى عكس الرأي السابق، يرى أحمد الجمال، الكاتب الصحافي الناصري، في تصريح لـ"العربية.نت" أنه لا مانع لديه من إنشاء حزب شيعي في مصر، باعتبار ان السلفيين لهم حزب والإخوان لهم حزب آخر، فلماذا نقف عند حزب الشيعة، هل المسألة حلال للإخوان والسلفيين وحرام على الشيعة.

ويذكر الجمال انه لا خوف من الصراع المذهبي بين السنة والشيعة إذا نشأ حزب التحرير الشيعي، باعتبار ان المشاكل موجودة اصلاً داخل السنة.

وأوضح أن العبرة هي الالتزام بالدستور والمواطنة واللوائح والقوانين الموجودة في المجتمع، فإذا خرج الحزب الشيعي عنها، هنا يصبح الكلام مختلفاً، ولكن لا ينبغي استباق الأحداث او الحكم على الآخرين بالنوايا المفترضة.

وحول مشكلات الشيعة، يقول الطاهر الهاشمي، أحد مؤسسي حزب التحرير، إن تلك المشكلات ستكون محل اعتبار ونظر من الحزب الجديد, لكن مسألة الحوزات الدينية - كالموجودة في إيران - غير مطروحة الآن, لتوافر المعلومات الدينية في مختلف الوسائل التكنولوجية, لكن ربما تُطرح حين الحاجة إليها. أما الاحتفالات الشيعية فهي الأخرى لن تكون قضية، كما يؤكد الهاشمي. وأضاف: "بعد ثورة يناير نحتفل ويحتفل الجميع بمولد الأئمة, ومنها الاحتفال بمولد الإمام السابع علي بن موسى الرضا في المنازل, ويتمثل الاحتفال في الدعاء الجماعي فقط".

فهمي هويدي: هل مصر في حاجة لأحزاب شيعية

ومن جهة أخرى يتساءل البعض: هل يغلّب حزب التحرير الشيعي، إذا تمت الموافقة عليه، الجانب الوطني على الجانب المذهبي؟ أم يحدث العكس وتصبح المرجعية الدينية هي الأساس الذي يحتكم اليه وتنظم عمله؟

ويقول الكاتب الاسلامي فهمي هويدي لـ"العربية.نت" إنه من المفروض ان يغلّب الحزب الشيعي المصري الجانب الوطني على الجانب المذهبي، لكن هذا الامر سابق لأوانه، لأنه قبل الترخيص لهذا الحزب الشيعي، يجب أن نسأل أنفسنا: هل مصر بحاجة الى أحزاب شيعية تؤجج الصراع المذهبي بين السنة والشيعة؟

ويضيف: "إنشاء أحزاب مذهبية في مصر أمر غير مبرر على الإطلاق، خصوصاً في هذا التوقيت الذي يتميز بالانفلات في كل شيء، ولكن في ذات الوقت يجب ألا يخيفنا إنشاء حزب شيعي في مصر، وباختصار الأحزاب الشيعية ليس لها ما يبررها او يخيفنا منها".

وحول نجاح الحزب في تحويل المصريين الى شيعة، استبعد هويدي هذا الاحتمال باعتبار أن عدد سكان مصر 85 مليون نسمة وعدد الشيعة يتراوح بين 15 و20 ألف شيعي، فهل يمكن أن تؤثر الآلاف في الملايين؟! هذا أمر أستبعده.

وعن فرص الحزب الشيعي في الإشهار على أساس هويته المذهبية الشيعية رغم أنه يضم ليبراليين وشيوعيين وصوفيين، ذكر هويدي أن الهوية الشيعية تخالف الدستور الذي يمنع إنشاء حزب على أساس ديني، وبالتالي الحزب مطعون فيه قبل إشهاره.

وعن محاور عمل الحزب, يقول أحمد العزب، المسؤول الإعلامي، إن الحزب لن يقبل تبرعات من إيران أو غيرها، وهو حريص على حقوق الإنسان بغض النظر عن التوجهات الفكرية أو الأيديولوجية. أما بالنسبة للسياحة فيحرص الحزب من خلال خطط جديدة على تدعيمها في مصر من خلال إحياء مشروع العتبات المقدسة, الذي يهتم بكل المقدسات سواء الإسلامية أو المسيحية, والذي يمكن أن يدر على البلاد نحو خمسة مليارات دولار سنوياً

 

زلزال وفوالق

عـمـاد مـوسـى/لبنان الآن

في حديثه إلى الصنداي تلغراف، إستوقفني في حديث الرئيس الدكتور بشار الأسد جملة مواقف تتسم بالكثير من الإنفعال والتهديد والمبالغة. يقول الأسد إن سورية اليوم هي مركز المنطقة و"إنها الفالق الذي إن لعبتم به تتسببون بزلزال. هل تريدون رؤية أفغانستان أخرى أو العشرات من أفغانستان"، وهو بذلك يضع العالم أمام خيارين: أو حكمه أو صراع مع القاعدة والمتطرفين لا ينتهي. وهذا ما قاله قبله المغفور له معمر القذافي ونجله الشارد في البراري سيف الإسلام. ولم تزلزل الأرض ولا تحرّكت الفوالق.

أما بالنسبة إلى الفالق، فنكتة العامة تقول إن النظام مهما فعل لن "يفلق البعرة" وكلامه عن الزلزال، يعني ضمناً مراهنة على دور المغامريَن في المنطقة: حزب الله وحماس، أما إيران فهي تهوّل وتنظر وتدعم ولا تتورّط، ولو أرادت لفعلت في حرب تموز وحروب غزة.

وثمة من يروج، بين أتباع سورية اللبنانيين، لحرب عالمية ثالثة ولقصف يطاول من جهة تل أبيب لإرباك العدو ومن جهة أخرى يستهدف أنقرة لتأديبها. ويجزم مروجو هذا السيناريو بانتصار سورية في معركتها، سواء كانت مباشرة   أو بواسطة الأصدقاء.

ويسخر الرئيس الأسد من العقول بقوله إن قواته الأمنية ارتكبت أخطاء كثيرة في بداية الحركة الإحتجاجية ضد نظامه، فيما هي اليوم لا تستهدف إلا الإرهابيين وأن لا قتلى في التظاهرات. وهل مشيّعو الضحايا هم إرهابيون. وهل  كل من سار في تظاهرة وقُتِل قنصاً إرهابي؟ وهل طلاب المدارس إرهابيون؟ وماذا عن الأولاد؟ هل لدى النظام أرقام دقيقة عن قتلاه ممن لا نرى ظروف تشييعهم على قناة "الدنيا"؟ وهل جميع من ماتوا تحت التعذيب من الإرهابيين؟

صحيح أن وحدات الأمن السوري والجيش السوري تتعرّض لمكامن في إطار المواجهة المفتوحة، لكن بما تواجه مدفعية الدبابات؟ بالرياحين والأزهار والرز وأطواق الياسمين والقصائد؟

وما الذي يدفع بعسكريين للإنشقاق عن وحداتهم؟ أهي مجرد رغبة في التمرّد أو سعي لمنصب أو رد فعل على العنف المفرط الذي يُمارس ضد أحياء بكاملها؟

ولمَ لم يحاسب مرتكب واحد في سبعة أشهر من تاريخ بدء عمل الشبيحة؟

الأجوبة في فم الأسد.لاكها وبلعها.

أما عن قول سيادة الرئيس إن وتيرة الإصلاح تحتاج إلى نضوج فهذا صحيح، ويبدو أن 11 سنة لم تنضج بعد فكرة أن البعث ليس حزباً قائداً وأن قادة الأحزاب المعارضة نضجوا كفاية في خلال خمسة عقود من حكم البعث (قبل حافظ الأسد وبعده) إختبروا فيها حلاوة المعتقلات وفنون التعسّف.

يستطيع الرئيس الأسد، وبكل بساطة، أن يجنب المنطقة حرائق وزلازل بالتخلي عن السلطة بكبَر والإنصراف إلى مزاولة طب العيون في اللاذقية أو الحسكة أو إفتتاح أوبتيك حديث في الشام، فسورية التي أنجبته إبن رئيس أنجبت أيضاً مئات الكفاءات السياسية والعلمية والعلمانية والتقدمية... فليرتَح من الهم القومي إلاّ إذا ترسخت لديه قناعة أن سورية عاجزة عن الحياة والنهوض والإستمرار من دونه وفريق عمله اللبناني السوري المشترك وإعلامه وقناديله وميشالاته وسائر المصفّقين.

 

ميقاتي يحرس الباب

داوود الشريان/الحياة

يوم السبت الماضي كتب الزميل ابراهيم بيرم «تقريراً» في جريدة «النهار» عن حال رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، ورد فيه: «يحلو للرئيس ميقاتي ان يقول صراحة إن موقعه في هذه المرحلة يشبه موقع الماكث في غرفة مريض في حال صعبة. هناك فريق يريد منه أن يخرج من هذه الغرفة، في حين أن ثمة فريقاً آخر يضغط عليه ليبقى حيث هو».

اتصلت بالرئيس ميقاتي وسألته عن هذا الوصف، فأجاب «بيرم التزم المعنى، لكنه صاغه بأسلوبه». وأضاف: «أنا أشبه بالجالس على باب غرفة مريض، وهناك فريق يريد ان يدخل لدفعه الى توقيع أوراق التركة قبل ان يموت، وفريق آخر يمنعه من الدخول، ويمنع غيره أيضاً» . لم اسأل الرئيس ميقاتي عن الفريق الذي يسعى لأخذ توقيع المريض قبل موته، أو الآخر الذي يسعى الى عرقلة توزيع التركة، فسؤاله مثل عدمه. لا أحد يستطيع ان ينتزع من ميقاتي إجابة اذا لم يكن راغباً في الإفصاح، وهو يملك قدرة غير عادية في تجنب الإجابات المباشرة، فضلاً عن انه قرر منذ اليوم الأول لتأليف الحكومة عدم الدخول في معركة مع طرف ضد آخر، وهذا سر قوة نجيب ميقاتي وقناعة الأطراف الدولية والإقليمية بدعمه، وسعيها الى تشجيعه على الاستمرار إنقاذاً للبلد، فثمة قناعة راسخة بأن ميقاتي هو الوحيد القادر على حكم لبنان في هذه الظروف.

لنفترض ان خيال الرئيس ميقاتي حول الأوراق التي يراد توقيعها يرمز الى تمويل المحكمة، فإن كلفة منع التمويل باتت أخطر على «حزب الله» من محاكمة أربعة من عناصره، وخصومه أصبحوا مقتنعين انهم سيخسرون معه ان هم دفعوه الى هذا الموقف، فضلاً عن ان سورية اصبحت على يقين من ان رفض التمويل يعني عزل لبنان، وتالياً الإمعان في عزل سورية. ومصلحة دمشق تقتضي اليوم دفع جماعة 8 آذار الى المضي في تمرير التمويل، الذي ربما يفتح آفاقاً للنظام السوري، خصوصاً ان المحكمة لم تعد تعنيه مباشرة.

لا شك في ان الرئيس ميقاتي يدير ملف المحكمة بحكمة الصبر. ووجود غيره في رئاسة الحكومة سيجعل من قضية التمويل أحد ملفات الصراع الداخلي، لذا فإِن خروج ميقاتي من السلطة ربما يفضي الى تنصل لبنان من تمويل المحكمة، ويفرض على البلد وضعاً يشبه وضع غزة.

خلال ثورة 25 يناير المصرية ردد بعض المتظاهرين شعاراً يقول «هوه يمشي إحنا مش حنمشي». وبعض اللبنانيين بات يردد هذه الأيام: «اذا فل ميقاتي ما بيمشي حال البلد».

 

إذاً هو تهديد من الأسد

طارق الحميد/الشرق الاوسط

في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) نقلت وكالة «فارس» الإيرانية خبرا منسوبا لمسؤول عربي قالت إنه أبلغها بأن بشار الأسد قد قال لوزير خارجية تركيا إنه مع أول صاروخ يسقط على دمشق فإنه، أي الأسد، سيحرق المنطقة في 6 ساعات، وعلى الرغم من نفي النظام الأسدي للخبر، فإن الأسد نفسه عاد الآن ليقوله صراحة!

ففي مقابلة مع صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية قال الأسد إن القوى الغربية تخاطر بالتسبب في «زلزال» يحرق الشرق الأوسط إذا تدخلت في سوريا، ومضيفا أن بلاده هي «المحور الآن بالمنطقة.. إنها خط الصدع، وإذا لعبتم بالأرض فتتسببون في زلزال. هل تريدون أن تروا أفغانستان أخرى.. عشرات من أمثال أفغانستان» إلى أن قال الأسد بأن «أي مشكلة بسوريا ستحرق المنطقة بالكامل».

وتصريحات الأسد هذه هي نفس ما نسبته له الوكالة الإيرانية من قبل، حيث قالت «فارس» إن الأسد قد قال لوزير الخارجية التركي: «إن قوى عظمى كبيرة تدرك كل الإدراك أنه مع أول صاروخ يسقط فوق دمشق لأي سبب كان، فإنه بعد ست ساعات من سقوط هذا الصاروخ، سأكون قد أشعلت الشرق الأوسط، وأسقطت أنظمة، وأشعلت الفوضى والحرائق قرب حقول النفط الخليجية، وأستطيع أن أغلق المضايق المائية العالمية».. وأضافت الوكالة الإيرانية أن الأسد قال أيضا: «سنطلب من حزب الله اللبناني فتح قوة نيرانية على إسرائيل لا تتوقعها كل أجهزة الاستخبارات، كل هذا بالساعات الثلاث الأولى من الساعات الست، وبالساعات الثلاث الأخرى ستتولى إيران ضرب بوارج أميركية ضخمة راسية بمياه الخليج، فيما سيتحرك الشيعة الخليجيون لضرب أهداف غربية كبرى، وقتل أميركيين وأوروبيين حول العالم، إذ سيتحول الشيعة بالعالم العربي إلى مجموعة فدائيين انتحاريين صوب كل هدف يرونه سانحا، وسيخطفون طائرات شرق أوسطية». وكما أسلفنا فلا فرق بين ما نسب للأسد بالوكالة الإيرانية وما قاله هو بنفسه للصحيفة البريطانية، وسبق أن كتبت في 8 أكتوبر تعليقا على خبر الوكالة الإيرانية بعنوان «رسالة من الأسد» قلت فيه إن الكلام المنسوب للأسد يجب أن ينظر إليه بجدية وعلى أنه رسالة من الأسد للمنطقة. واليوم، وبعد تصريحات الأسد للصحيفة البريطانية يتضح أن الأمر هو كذلك بالفعل، لكن الحقائق تقول، ولعلّ أحد العقلاء يعي ذلك في سوريا، إن التهديدات الفارغة من إحراق المنطقة، وخلافه، لا تغني ولا تسمن من جوع، وذلك أمر مثبت بالتجارب، فقد تردد نفس هذا الكلام قبل الغزو الأميركي للعراق، فأين صدام حسين اليوم، وكيف انتهى؟ وردد نفس الكلام معمر القذافي حين تقرر تحرك قوات الناتو ضد قواته التي كانت تعيث فسادا بالليبيين مثلما تفعل القوات الأسدية اليوم بسوريا، فيومها هدد القذافي الغرب بضرب الملاحة الجوية، والمدن الأوروبية، لكن أين هو القذافي، وكيف كانت نهايته، ويا لها من نهاية؟ وعليه، فمع التصريحات السورية المتشنجة الأخيرة، وأبرزها تهديدات الأسد، نستطيع أن نقول إن الأوضاع في سوريا دخلت منعطفا شديد الحساسية الآن، وأكبر دليل درجة انفعال النظام هناك.

 

جهات داخلية وخارجية تحاول اللعب على وتر التمايز

"حـزب اللـه" مـع ميشـال عـون حتـى.. "يـوم القيـامـة" 

عماد مرمل/السفير

ليس خافيا أن بعض التمايزات الموضعية تسربت مؤخرا الى جسم العلاقة بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، ولكنها ليست من فئة «الأورام الخبيثة»، وبالتالي فإن من يفترض انها تؤسس لبدء العد العكسي لـ«ورقة التفاهم» التي تجمع الطرفين منذ العام 2006 واهم، كما يؤكد المتابعون للعلاقة بين الحزب والتيار.

بهذا المعنى، يمكن القول ان العبارة الشهيرة التي أطلقها السيد حسن نصر الله غداة نهاية حرب تموز وأكد فيها ان موقف العماد ميشال عون خلال تلك الحرب «هو دين في رقبتنا حتى يوم القيامة»، هي عبارة لا تزال سارية المفعول، بكل ما تتضمنه من التزام أخلاقي وسياسي.

وإذا كان الحزب يضع على رأس أولوياته في هذه المرحلة حماية حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وإطالة عمرها في السلطة، خلافا لحسابات عون الذي يبدو أقل تمسكا بها وحرصا عليها بسبب بطئها في التغيير والاصلاح، إلا ان هناك من يجزم بأنه إذا وجد الحزب نفسه فجأة في الزاوية الضيقة، واضطر في لحظة الحقيقة الحاسمة الى ان يختار بين الحكومة وعون، فهو لن يتردد في الانحياز للتحالف الاستراتيجي مع «الجنرال»، وإن يكن يسعى جاهدا الى تجنب مواجهة هذا الاختبار من خلال محاولاته المستمرة للتوفيق بين «القدر» العوني.. وقدرة ميقاتي على التحمل.

ومن يراقب مسار تأليف الحكومات السابقة منذ ولادة «التفاهم» وحتى اليوم، يدرك ان «حزب الله» كان يربط دائما موقفه من أي تشكيلة وزارية بموافقة «الجنرال» عليها، الامر الذي كان يعزز باستمرار شروط مشاركة عون في الحكم، وهذا ما حصل مع حكومة فؤاد السنيورة الثانية وحكومة سعد الحريري السابقة وصولا الى حكومة ميقاتي الحالية التي لم تبصر النور إلا بعدما نال تكتل التغيير والاصلاح 10 مقاعد فيها، والقاعدة ذاتها انسحبت على الانتخابات النيابية الماضية، حيث وقف الحزب الى جانب عون في معركة اعتماد القضاء دائرة انتخابية، برغم ان الحزب لم يكن متحمسا كثيرا لهذه الصيغة.

ويرفض «حزب الله» أي استنتاج يقود أصحابه الى الافتراض أن دعمه لـ«الجنرال» في الكثير من المحطات الداخلية، يندرج في إطار تبادل «الخدمات السياسية»، على قاعدة ان يؤمن عون التغطية المسيحية للمقاومة، مقابل أكبر قدر من المكاسب البرتقالية على مستوى السلطة.

بالنسبة الى الحزب، العلاقة مع ميشال عون هي خيار عميق، قرر الطرفان الالتزام به عن قناعة راسخة بمعزل عما إذا كان مردوده المباشر مضمونا، وقد جاءت حرب تموز لتؤكد هذه المعادلة، إذ انحاز عون آنذاك للمقاومة منذ الساعات الاولى للعدوان، في وقت اعتقد الكثيرون ان نهاية «حزب الله» قد دنت وان انتصار اسرائيل مسألة وقت ليس إلا، بل ان البعض في الداخل راح يبني حساباته باكرا على هذه الفرضية قبل أن تثبت الأحداث لاحقا «صوابية» خيار «الجنرال».

وفي هذا السياق، ينظر السيد نصر الله بتقدير كبير الى شجاعة عون في رفع لواء «خيارات تاريخية» وإصراره على التمسك بها والدفاع عنها برغم الضغوط الهائلة التي يتعرض لها، داخليا وخارجيا، منذ سنوات، وبالتالي يسجل الحزب لـ«الجنرال» قدرته الاستثنائية على إحداث تغيير نوعي في مزاج شرائح واسعة في المجتمع المسيحي، وتمكنه من إدخال ثقافة المقاومة والعروبة الى بيئة كانت تتعامل بريبة وأحيانا بعدائية مع هذه الثقافة.

من هنا، يعتبر الحزب ان هذه المقاربة تشكل نقطة الالتقاء الجوهرية مع «الجنرال»، التي لا يجوز تجاهلها أو تجاوزها في معرض أي قراءة للعلاقة بينهما، أما كل ما يقع خارج دائرة إشعاع هذه النقطة فيصبح مجرد تفاصيل لن تقوى، مهما بلغت أهميتها، على زعزعة التجربة المشتركة، كما يجزم المقربون من مركز القرار في «حزب الله».

ويضاف الى هذا التلاقي في الرؤى البعيدة المدى، ان هناك تلاقيا من نوع آخر بين السيد نصر الله والعماد عون على المستوى الشخصي، إذ ان كلا الرجلين ينظر بتقدير واحترام الى الآخر، بعد الاختبارات التي خضع لها تحالفهما، والتي أتاحت لهما اكتشاف صفات مشتركة أبرزها الثبات في القناعة والصدق في الالتزام، وفق ما يقول العارفون بهما، بحيث ان أيا منهما لا يمكن ان يبادر الى سحب يده من الآخر، إلا إذا أراد هو ان يسحبها أولا.

ولئن كان البعض قد سارع الى تشييد «أبراج» سياسية على شاطئ التباين بين «حزب الله» و«التيار الحر» في قراءة أولويات هذه المرحلة، إلا ان هناك داخل الحزب من يؤكد ان «موج» التحالف الثابت سيأخذ في طريقه كل الأوهام التي بنيت من «رمل» خلال الاسابيع الاخيرة، «ولن يتأخر الوقت قبل أن يكتشف المصطادون في الماء العكر ان ما يجمع الطرفين أكبر بكثير مما يفرقهما»، وهو الأمر الذي أدركته جهات محلية وخارجية سارعت للعب على وتر التمايزات والدفع في اتجاه توسيع رقعتها بين الحزب والتيار، وقد رد «الجنرال» بتهكم على هؤلاء، مؤكدا ان تفاهمه مع «حزب الله» صلب وأقوى من ان يهزه تباين ظرفي.

 

السير إلى الهاوية

حازم صاغيّة/لبنان الآن

في السجال التاريخيّ بين لبنان والأنظمة العسكريّة التي تعاقبت على سوريّا منذ الخمسينات، كان هناك موضوعان ثابتان: الأوّل منهما مسألة الصحافة وحريّاتها وحقّها في انتقاد الحكومات القائمة في دمشق، والثاني قضيّة اللاجئين السياسيّين السوريّين ممّن ينتقلون للعيش في لبنان هرباً من الاضطهاد.

ومن دون مبالغة يجوز القول إنّ هذين الموضوعين شكّلا، معطوفين على المطالبة بربط السياسة الخارجيّة للبنان بسياسة سوريّا الخارجيّة، جوهر العلاقات النزاعيّة بين البلدين. ويكاد لا يوجد السياسيّ السوريّ الذي لم يشكُ، في هذه الفترة أو تلك، حريّات الصحافة اللبنانيّة وعيش لاجئين ومنفيّين في لبنان بعدما هُجّروا من بلدهم.

والراهن أنّ مسألتي الصحافة واللاجئين السياسيّين تندرجان تعريفاً تحت عنوان الحرّيّة. وهذا التمسّك بالحرّيّة إنّما كان يجد تسويغه في التركيب التعدّديّ للمجتمع اللبنانيّ وقيام سياسته على الديمقراطيّة البرلمانيّة. لكنّ ذلك استند أيضاً إلى أنّ الكثير من الأدب السياسيّ اللبنانيّ إنّما قدّم نفسه كمعبّر عن الحرّيّة في هذا الشرق الموصوف بالاستبداد والأحاديّة. ومن هذا القبيل سبق لبعض المثقّفين اللبنانيّين (ميشال شيحا مثلاً) أن طوّروا نظريّة "لبنان الملجأ"، فيما كان الإعلام الغربيّ يسمّي لبنان، قبل حربه الأهليّة في السبعينات، الديمقراطيّة الوحيدة في العالم العربيّ. ذاك أنّ التوكيد على الحرّيّة في الداخل كان غالباً ما يشكّل الوجه الآخر للانفتاح المطلوب على العالم المتقدّم والحرّ.

الآن، وفيما تباشر تونس وربّما بعد حينٍ بلدان عربيّة أخرى اللجوء إلى صناديق الاقتراع، نجد لبنان يتخلّى عمّا سبق لأهله أن تغنّوا به ونسبوه حصراً إلى أنفسهم. فمن تسليم اللاجئين السوريّين إلى غضّ النظر عن خطفهم، يبدو أنّ شطراً أساسيًّا من اللبنانيّين قد انحاز إلى النظريّة العسكريّة السوريّة في ذاك السجال التاريخيّ الشهير. ولمّا كان الشطر المذكور هو قاعدة السلطة القائمة اليوم، جاز القول إنّ "أعلى المستويات" في بيروت هم الذين يتولّون نقل البلد من ضفّة الحرّيّة إلى ضفّة الاستبداد.

في هذا المعنى يصير القلق واجباً مرّتين، مرّة لأنّنا نسير بعكس التيّار الذي يشقّ طريقه، ولو على نحو متعثّر، في المنطقة العربيّة، ومرّة أخرى لأنّنا، بقيادة السلطة ومعها جزء معتَبر من المجتمع، نغيّر ما هو أساسيٌّ في التكوين السياسيّ اللبنانيّ. وهذا ما يصعب وصفه بغير السير نحو الهاوية!