المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 30 أيار/2011

رسالة يعقوب الفصل 3/1-12/شر اللسان

يا إخوتي، يجب أن لا يكثر فيكم المعلمون. فأنتم تعرفون أي دينونة نلقاها نحن المعلمين. وما أكثر ما نخطئ جميعا. وإذا كان أحد لا يخطئ في كلامه، فهو كامل قدير على ضبط جسده كله. خذوا الخيل مثلا، فحين نضع اللجام في أفواهها لتطاوعنا، نقودها بجميع جسدها. والسفن على ضخامتها وشدة الرياح التي تدفعها، تقودها دفة صغيرة حيث يشاء الربان.

وهكذا اللسان، فهو عضو صغير ولكن ما يفاخر به كبير. أنظروا ما أصغر النار التي تحرق غابة كبيرة! واللسان نار، وهو بين أعضاء الجسد عالم من الشرور ينجس الجسد بكامله ويحرق مجرى الطبيعة كلها بنار هي من نار جهنم. ويمكن للإنسان أن يسيطر على الوحوش والطيور والزحافات والأسماك، وأما اللسان فلا يمكن لإنسان أن يسيطر عليه. فهو شر لا ضابط له، ممتلئ بالسم المميت، به نبارك ربنا وأبانا وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله. فمن فم واحد تخرج البركة واللعنة، وهذا يجب أن لا يكون، يا إخوتي. أيفيض النبع بالماء العذب والمالح من عين واحدة؟ أتثمر التينة، يا إخوتي، زيتونا أو الكرمة تينا؟ وكذلك النبع المالح لا يخرج ماء عذبا.

 

عناوين النشرة

*الإعلام الرسمي يكذب حتى في النشرات الجوية/المتظاهرون يلجأون إلى "السخرية السوداء" في مواجهة أكاذيب النظام رغم

*صحافي يروي مآسي التعذيب/تجمع في باريس للمطالبة بمعاقبة الأسد

*دعوات إلى تظاهرات اليوم لإحراق صور الأسد في "اثنين إحراق الصور" والعثور على جثة طبيب في حلب ومحاكمة آخر من درعا  

*موسكو تبحث مع المعارضة السورية في مصير قاعدتها البحرية  

*مسيرة حج الى سيدة لبنان – حريصا/الراعي أمل ان يحل السلام في لبنان والمنطقة والمحبة في القلوب

*الراعي يلتقي شباب لبنان في بكركي: هويتنا المسيحية صليب الفداء والمصالحة والاستغفار والغفران/المسيحيون دائما ضحية خلافات ونزاعات هم ابرياء منها/نأمل ان يتجاوز الوطن كل المصاعب لاننا بحاجة الى فرح حقيقي/لون المسيح هو اللون الحقيقي ونرفض ان نصطف خلف اي لون كان

*المفتي قباني في حفل تخريج طلاب جامعة طرابلس: لبنان وحدة لا تقسم الى حصص واجزاء/الامل في النفوس لا يموت وزمن الانقاذ لم ينقض

*الجسر:استدراك لغتنا العربية لا يعني إسقاط تعلم اللغات الأجنبية

*ممثل منيمنة:المهمة الاسمى للجامعة المساهمة في البناء الفكري

*قهوجي زار بلدته بعذران وقصر المختارة: الجيش يقف الى جانب مواطنيه اينما كانوا/معنيون بتجنب اي عمل ينعكس سلبا علينا وعلى غيرنا 

*تعليقاً على مقالة حازم الأمين "انقاذ الخصم"/ف. س

*بكاء ديمقراطي/الياس الزغبي

*تظاهرات في سورية للشهيد وترقب في مجلس الأمن 

*أ.ف.ب" عن ناشط: 5 قتلى وأكثر من 100 جريح في مدينتي الرستن وتلبيسة السوريتين 

*الإفراج عن الدبلوماسي الإيراني في مصر

*القائد العام لـ"يونيفيل" الجنرال ألبرتو أسارتا: اتخذنا الإجراءات الأمنية المناسبة لضمان أمن عناصرنا 

*مجلس علماء البقاع" يثني على موقف ريفي الجريء ويدين القمع والتنكيل في مواجهة الثورات

*حزب الله يكمل مخطط السيطرة على الدولة وعون ابرع مايسترو لتنفيذ ما يطلبه السيد/ ريتا فاضل

*استعراض!/موقع تيار المستقبل

*40 بندقية M4  سلمها حزب الله لمرافقي ميشال عون...فباعوها لتجار السلاح: جنرال الرابية يطرد أقرب ضباطه الأمنيين على خلفية الفضيحة/طارق نجم /موقع 14 آذار

*جنبلاط مستاء من مسار تشكيل الحكومة.. وتصريحاته تؤكد عرقلة عون و"حزب الله"/النائب محمد قباني/حصل في الجنوب امر مستنكر يثير الكثير من الشكّ/الوضع في البلاد بشكل عام يحوي الكثير من الفلتان ومن غير المعقول ان تبقى الوزارات املاكاً خاصة  

*فوز لائحة "لعمل النقابي" في إنتخابات نقابة الأطباء 

*عون: المعركة مفتوحة والمطالب نفسها.. والمسؤولية تقع على من يؤلف الحكومة 

*لوموند: ربيع سورية الدموي؛ مسمار في نعش المشروع البعثي الذي تهالك منذ 30 عاماً /5% من السكان يستفيدون من 50% من الدخل القومي!

*كلام على نصيحة حسن نصرالله للسوريين/ بدرالدين حسن قربي/السياسة

*اعتقال وقتل الأطفال هواية النظام السوري المفضلة/ داود البصري/السياسة

*الجنرالات قد يبدأون بمراجعة حساباتهم مع النظام/محللون: من غير المستبعد أن يتخلى الجيش السوري عن النظام وينفذ انقلاباً عسكرياً

*حلفاء نصرالله من تجار الأسلحة يهربونها إلى الثوار في سورية  

*حميد غريافي/السياسة/تظاهرة في شمال لبنان للمطالبة بالإفراج عن لاجئين سوريين معتقلين

*الأردن يؤكد قرب انضمامه إلى مجلس التعاون الخليجي

*بيارعطالله لموقع 14 آذار: معتبرا أن في طيّات تفجير "الأوّلي "علامات استفهام كبيرة ورسائل عدّة... حزب الله يدرك جيدا أنه غير قادر على هضم البلاد اذا ابتلعها  

*استحالة تأسيس فهم لبناني مشترك لحركة الاحتجاج في سورية/حازم الأمين/الحياة

*الطريق اللبناني في تغيير النظام/عبدالله إسكندر/الحياة

*النائب نديم الجميّل بعد زيارته الرسمية لجورجيا: أوروبا ملتزمة بالدفاع عن الحقوق المنتهكة للشعوب التي تعيش في جوارها

*اجتماع لرؤساء بلديات ومخاتير كسروان اثر اعتكاف بارود: نرفض أن يضحى بالأوادم مهما عنف الصراع السياسي أو الطائفي

*الناصريون الأحرار : حزب الله أخذ على عاتقه توتير الأوضاع ويستخدم الجنرال عون كرأس حربة وسيضحي به عندما يشعر بأن ذلك يخدم مصالحه

*علماء البقاع استنكروا التعرض للطائفة السنية

*عدنان أبو زيد /الإيلاف/حزب الله وإيران يتدخلان لصالح النظام ومخاوف اضطهاد العلويين/ مثقفون: الحالة السورية معقدة والتدخل الأجنبي يعجل سقوط النظام

*نهاد المشنوق: تفجير اليونيفيل رسالة سورية – ايرانية/لن تغير شيئا في السياسة الدولية ولبنان سيدفع الثمن/عون يتجه الى منعطف خطير بالتهجم على الشخصيات السنية/حزب الله وعون لن يستطيعا تشكيل الحكومة المقبلة

 

تفاصيل النشرة

الإعلام الرسمي يكذب حتى في النشرات الجوية/المتظاهرون يلجأون إلى "السخرية السوداء" في مواجهة أكاذيب النظام رغم المآسي

رغم "القمع الدموي" الذي تمارسه قوات الأمن والجيش ضدهم خلال احتجاجاتهم السلمية, ورغم مآسي التعذيب والتنكيل, إلا أن ذلك لم يمنع المتظاهرين السوريين من رفع لافتات واستخدام شعارات لا تخلو من السخرية والطرافة, في التعبير عن مطالبهم ودعواتهم إلى الحرية والديمقراطية.

وذكر تقرير لموقع "العربية" الالكتروني, أمس, أن من اللافتات الطريفة التي تم رفعها أخيراً "عرض بعثي من بشار الأسد: ترخيص المازوت 5 ليرات مقابل قتل 1000 شهيد", وذلك في إشارة إلى قرار الحكومة أخيراً حسم 25 في المئة من سعر ليتر المازوت الذي يعتبر وقوداً رئيسيا للآليات الزراعية ووسائل المواصلات العامة في سورية ووسيلة تدفئة هامة للناس في فصل الشتاء.

وفي حمص, ورداً على استخدام الشرطة وقوى الأمن الرصاص الحي ضد المدنيين, علت لافتة كبيرة كتب عليها: "إلى فروع الأمن (البطلة) يرجى استخدام الرصاص المطاطي أسوة بالجيش الإسرائيلي".

ومع تأكيد الرواية الرسمية على أن وقوع ضحايا في التظاهرات الاحتجاجية مرده إلى وجود تمرد مسلح تقوده جماعات إرهابية وسلفية لاسيما في درعا وبانياس وتلكلخ, ظهرت لافتات ساخرة كتب عليها "جميع المدن السورية إرهابية" لاسيما مع انتشار الاحتجاجات لتغطي أنحاء متفرقة من معظم المحافظات.

وفي رد ساخر على تصريحات للرئيس السوري بشار الأسد ومستشارته الإعلامية بثينة شعبان بأن الأزمة في سورية انتهت, رفع المحتجون يافطات بالخط العريض" الإعلام السوري: الأزمة انتهت- إعلام الشعب السوري: هلق بلشت (الآن بدأت)", كما كانت هناك سخرية كبيرة من وسائل الإعلام السوري من خلال ترديد شعار "كاذب كاذب الإعلام السوري كاذب", ولافتات خٌط عليها "الإعلام السوري هو المندس" في لمحة استهزاء مما تردده القنوات الرسمية عن وجود "مندسين" في صفوف المحتجين.

وتنديداً ب¯"الصمت العربي" وعرفانا لموقف مجلس الأمة الكويتي الذي طالب نصف أعضائه بطرد السفير السوري وقطع العلاقات الديبلوماسية مع نظام الأسد, رفع محتجون في إدلب يافطة كبيرة حملت عبارة "مجلس الأمة الكويتي هو مجلس الأمة العربية".

وفي بعض أحياء دمشق استخدم متظاهرون طريقة الأهازيج الشامية (العراضة) للسخرية من بعض المحللين والسياسيين السوريين الذين يطلون على الشاشات المحلية والعربية للدفاع عن روايات النظام وتبريراته وتم التركيز بالأخص على النائبين خالد العبود وأنس الشامي والأكاديمي بسام أبوعبدالله والمحلل طالب إبراهيم والكاتب الصحافي أحمد صوان والأكاديمي البعثي د. أحمد الحاج علي. وإذا كان الكاتب الراحل ممدوح عدوان قد هاجم في ثمانينات القرن الماضي مثقفي وإعلاميي السلطة بأنهم "يكذبون بكل شيء حتى في النشرات الجوية", فإن متظاهراً رفع في إحدى الاحتجاجات لوحة رسم عليها خارطة سورية عليها دوائر حمراء تشير إلى الأماكن التي تشهد تظاهرات في البلاد وكتب في أعلى اللوحة "النشرة الجوية".

 

صحافي يروي مآسي التعذيب/تجمع في باريس للمطالبة بمعاقبة الأسد

باريس - أ ف ب: تجمع نحو مئتي شخص بعد ظهر امس, في ساحة تروكاديرو في باريس تأييداً ل¯"سورية ديمقراطية" وللمطالبة بفرض "عقوبات دولية" على نظام الرئيس بشار الأسد. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "بشار قاتل" وهتفوا "الشعب يريد اسقاط النظام" و"أوقفوا المجازر في سورية".

وقال سيف عزولي ممثل "إعلان دمشق" الذي يضم مجموعات سورية معارضة ان "سورية غير موجودة على كوكب اخر. فلنساعد السوريين على تجريم الأسد دولياً ولنطالب بدخول الصحافيين والمساعدة الانسانية" الى سورية. وشاركت النائبة الاوروبية كورين لوباج في التحرك دعماً ل¯"الربيع العربي" و"لتتمكن الحرية والديمقراطية من الانتصار في سورية كما في تونس ومصر". من جهته, قال رئيس جمعية مناهضة العنصرية دومينيك سوبو "ينبغي ألا يشعر السوريون بأنهم معزولون في معركتهم", داعياً المجتمع الدولي الى مزيد من "الحزم" ضد نظام "يقتل شعبه". في سياق متصل, نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية, أمس, شهادة الصحافي الجزائري خالد سيد مهند الذي اعتقل في المقر العام لجهاز الاستخبارات في كفرسوسة طيلة خمسة وعشرين يوماً بعد دخوله سورية في بداية شهر ابريل الماضي لتغطية أخبار الاحتجاجات, تعرض خلالها للضرب والإهانة والتعذيب.

وكشف أنه اقتيد في التاسع من إبريل الماضي من مقهى في باب توما بدمشق, على يد سبعة عناصر أمنية إلى مركز عسكري حيث أُخضع لتحقيق أولي, بعدها سيق الى معتقل في مقر عام الاستخبارات السورية في كفرسوسة, حيث تعرض للضرب وهدده أحد المحققين باقتلاع أعضائه التناسلية وحتى باقتلاع قلبه من صدره إن لم يجب على أسئلة المحققين.

وروى خالد أنه من أول لطمة على وجهه سقط جسر أسنانه الاصطناعي من فمه, كما وضع سجانوه أسلاكا كهربائية على أنحاء مختلفة من جسده لترويعه, وكلما كان يُجيب على سؤال كان المحقق يضربه وينعته بالكاذب, كما عرض عليه التعامل مع الاستخبارات كجاسوس, لكنه رفض.

 

دعوات إلى تظاهرات اليوم لإحراق صور الأسد في "اثنين إحراق الصور" والعثور على جثة طبيب في حلب ومحاكمة آخر من درعا  

الجيش السوري يقتحم تلبيسة والرستن بالدبابات لإركاع المعارضين: 9 قتلى بينهم امرأة وطفلتان و100 جريح برصاص الأمن والقناصة

دمشق - وكالات: قتل 9 أشخاص على الأقل بينهم امرأة وطفلتان وأصيب عشرات آخرون, أمس, اثر اقتحام الجيش السوري مدينتي تلبيسة والرستن القريبتين من حمص وسط البلاد, على خلفية خروج الآلاف من أبنائهما في تظاهرات حاشدة مطالبة بسقوط النظام يومي الجمعة والسبت الماضيين.

ووفقاً لناشطين حقوقيين, طوقت عشرات الدبابات منذ فجر أمس, مدينتي الرستن وتلبيسة, إضافة إلى قرية دير معلا الواقعة بين حمص وحماه, قبل اقتحام المدينتين وإطلاق النار على المارة ما أسفر عن سقوط تسعة قتلى وأكثر من مئة جريح نقلوا إلى المستشفى الوطني والمستشفى العسكري في حمص, فيما عمدت السلطات إلى قطع الكهرباء والاتصالات الأرضية عن المنطقة. وأكدت صفحة "الثورة السورية" على "فيسبوك" مقتل الشاب أحمد ضحيك (29 عاماً) في تلبيسة, مشيرة إلى أنه عاد من مصر إلى سورية منذ 15 يوماً.

ونقلت عن شاهد عيان تأكيده مقتل الشاب عبدو بقجة على يد عناصر الأمن "الغادرة", مشيرة إلى أن جثته موجودة في المستشفى الميداني, كما أكدت مقتل امرأة من الجرحى بعد وصولها إلى مستشفى البر في الوعر بمدينة حمص. وأفاد شهود عيان أن قوات الأمن مدعومة بعناصر من الجيش شنت حملة اعتقالات جماعية في تلبيسة وأقدمت على تخريب ممتلكات عامة وإحراق بعضها, وسط انتشار القناصة بشكل كثيف على أسطح بعض المنازل, وتهديدات للأهالي بأن كل من يخرج من بيته سيتم قتله مباشرة.

وأضافت صفحة الثورة أن طفلة من الرستن اسمها هاجر تيسير الخطيب (10 سنوات) قتلت برصاص عناصر الامن الذين أطلقوا النار على باص للأطفال تابع لمدرسة الروافد عند حاجز للجيش على طريق حمص - حماه بالقرب من تلبيسة, مشيرة إلى إصابة عدد من الأطفال بجروح, أربعة منهم إصابتهم خطيرة, ونقلوا إلى مستشفى الكندي في حمص.

إلى ذلك, أكدت صفحة الثورة مقتل ثلاثة شبان من آل راشد الغنطو, من دون أن تحدد المكان, إضافة إلى الملازم بسام طلاس (الرستن) والطفلة ناديا صفوع (حمص), فيما أفاد ناشطون وشهود عيان عن قيام عناصر الأمن والمخابرات باختطاف جرحى من المستشفى الوطني في حمص ونقلهم بسيارات التاكسي إلى جهة مجهولة, مؤكدين أن غالبية الجرحى هم شباب تقل أعمارهم عن 20 عاماً. وأقدمت قوات أمنية وعسكرية على محاصرة بلدة دير معلا بعد قطع الأهالي الطريق لتخفيف الضغط عن الرستن وتلبيسة, فيما نفذ أهالي البياضة إضراباً وحاولوا إغلاق الطرق المؤدية إلى دير معلا لمنع وصول باصات الأمن. وأكد شهود أن عناصر الأمن أطلقوا الرصاص الحي على كل السيارات المارة على الطريق الدولي ما بين جسر الرستن وتلبيسة والذي يصل ما بين حمص وحماه. وكان النظام السوري الذي يواجه حركة احتجاج غير مسبوقة أرسل في الاسابيع الاخيرة الجيش الى العديد من المدن وخصوصا تلكلخ (150 كلم شمال غرب دمشق) وحمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) ودرعا (جنوب) التي شكلت مهد التظاهرات.

وجاء اقتحام الجيش تلبيسة والرستن بعد خروج تظاهرات ليلية كبيرة في مناطق عدة, سيما ادلب (شمال غرب) والقرى المجاورة, ودير الزور (وسط شرق) وقرية الجيزة في منطقة درعا (جنوب), وحماه (شمال) حيث سمع اطلاق نار وأيضا في اللاذقية. كما جرت تظاهرات مساء اول من امس في القابون شمال دمشق وبلدة حارستا قرب العاصمة, تضامناً مع الفتى حمزة الخطيب (13 عاما) الذي قضى تحت التعذيب على أيدي السلطات الأمنية في درعا.

ورغم استمرار قمع الاحتجاجات السلمية, دعا الناشطون المعارضون إلى تظاهرات جديدة اليوم, في ما أسموه "اثنين إحراق الصور", مطالبين المتظاهرين بإحراق صور الرئيس بشار الأسد وعائلته وأركان نظامه. وجاء في نصر الدعوة: "يوم الغد (اليوم الاثنين) هو يوم إحراق صور القاتل في كل مكان في سورية والعالم .. نعم احتجاجاً على القتل والقمع والظلم... نعلن يوم الاثنين يوماً عالمياً لإحراق صور القاتل في كل مكان .. لأجل الحرية ... لأجل الكرامة". وأضافت الدعوة "من أجل شبابنا من أجل مدننا المحاصرة من اجل معتقلينا من أجل الاحرار في سورية .. سنحرق صور القاتل .. في كل مكان في العالم". من جهة أخرى, عثر الجمعة الماضي على جثة الطبيب صخر حلاق الاختصاصي في التغذية, مرمية على طريق حلب - السفيرة, بعد ثلاثة أيام من اختفائه. وقال الدكتور حسام حلاق شقيق المغدور, في اتصال هاتفي مع موقع "عكس السير" الالكتروني "عثر على جثة أخي على طريق حلب السفيرة الجمعة (الفائت), وقد تأكدنا أن الجثة تعود له", مضيفاً "اختفى أخي يوم الأربعاء الماضي, وأعلمنا السلطات باختفائه, ولم تردنا أي معلومة عنه, قبل أن يعثر على جثته".

ورفضت الطبابة الشرعية في حلب الادلاء بأي تصريح بحجة وجود قرار "بالتكتم", الأمر الذي حال دون معرفة أسباب وملابسات الوفاة. من ناحيته, أعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أن القضاء اتهم امس الطبيب محمد عوض العمار ب¯"المساس بهيبة الدولة ونشر انباء كاذبة". وهذا الطبيب الذي يعمل في مستشفى الجاسم في درعا كان التقى أخيراً شخصية عسكرية رفيعة وعرض عليه وساطة لتسوية ديمقراطية في سورية, لكنه اعتقل بعيد ذلك في التاسع والعشرين من ابريل الماضي.

 

موسكو تبحث مع المعارضة السورية في مصير قاعدتها البحرية  

حميد غريافي:السياسة

وصفت احدى القيادات الاغترابية اللبنانية الرئيسية في الولايات المتحدة نظام بشار الاسد بأنه "ينازع الآن وهو على قاب قوسين او ادنى من الانهيار والتلاشي".

وقال "رئيس الاتحاد الماروني العالمي" الشيخ سامي الخوري ل¯"السياسة" في لندن امس: "منذ اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطابه الاخير عن الشرق الاوسط الحرب على الاسد وحزب البعث وفرض عقوبات جديدة عليهما, وكذلك الاتحاد الاوروبي الذي تجاوز الموقف الاميركي بفرض عقوبات جديدة والتهديد بالذهاب الى مجلس الامن لاستنساخ الاسلوب الاطلسي في التعامل مع نظام القذافي - فتحت في وجه النظام السوري القمعي المتحجر ابواب الجحيم, وما زالت ابواب اخرى في طريقها الى ان تفتح, بحيث تقدر اوساط ديبلوماسية واستخبارية غربية انه معرض للسقوط في الوقت نفسه تقريبا مع النظام الليبي".

واكد الخوري "ان دول القرار الغربية على جانبي الاطلسي باتت مجمعة على ان الاسد ونظامه لم يعودا قادرين على اقفال تلك الابواب المستمرة في الظهور بوجهيهما تباعا ومن بينها:

  باب العقوبات الاميركية والاوروبية التي بدأت دول اخرى في العالم بينها دول عربية تطبقها على سورية لا تراجع عنه وهو ينتقل من ضغط الى ضغط اكبر وصولا الى تخيير الاسد بين التنحي الطوعي او مواجهة عمل عسكري دولي على غرار ليبيا.

  باب محكمة الجنايات الدولية التي تقول اوساط اميركية واوروبية ان واشنطن والعواصم الاوروبية تدرس جديا ولوجه في وقت قريب جدا لمحاكمة الرئيس السوري والمسؤولين الذين وردت اسماؤهم في لوائح العقوبات الغربية وبينهم شقيقه ماهر ونائبه فاروق الشرع, ومديرا الاستخبارات والامن القومي, فيما تؤكد مصادر ألمانية ان العقوبات ستشمل ايضا وزير خارجيته وليد المعلم وقائد الجيش وسواهما.

  باب الحملة الدولية واسعة النطاق على عمليات القمع والقتل والتعذيب والاعتقال والاخفاء التي يمارسها النظام البعثي بحق المتظاهرين المدنيين من طلاب مدارس وجامعات وعمال وموظفين وعدد كبير من عناصر الجيش وضباطه, وهو باب بات من المستحيل اقفاله بعد الآن رغم اكاذيب النظام عن الاصلاحات والمفاوضات وما شابهها.

  اعادت لجنة الطاقة الذرية الدولية في فيينا فتح الملف النووي السوري الذي كان نظام الاسد حاول اقفاله واخفاءه عن الانظار بعد تدمير مفاعل دير الزور العام .2007

  باب المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وعدد من شخصيات لبنان السياسية الذي شارف على ان يفتح ابوابه بإصدار القرار الاتهامي خلال اسابيع معدودة ليطال بشار الاسد نفسه بعدما "انكسرت" هيبته وهالته بشموله بالعقوبات الدولية ومنعه من السفر الى اوروبا او الولايات المتحدة او كندا او استراليا.

  فتح ابواب العراق ولبنان والاردن والساحل السوري امام تدفق الاسلحة الى الثوار السوريين والى قطاعات عسكرية تستعد للانضمام قريبا اليهم, فيما اكدت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي امس المعلومات التي كانت "السياسة" نشرتها الاسبوع الماضي من ان "حزب الله" يعمل على اقفال قاعدتي اسلحته في سورية على الحدود مع لبنان عن طريق تهريبها الى قواعده في البقاع والجنوب اللبنانيين خشية سقوط النظام وفقدان هذه الاسلحة.

  اكدت مصادر استخبارية اميركية ان روسيا قد تكون فتحت مع نظام الاسد باب التفاوض بشأن قاعدتيها البحريتين في اللاذقية وطرطوس حيث ترابط نحو 30 قطعة وسفينة وحاملة صواريخ وناقلة هليكوبتر, اضافة الى نحو 15 مجمعا سكنيا للضباط والافراد والفنيين الذين يرافقون هذه السفن.

وهنا - حسب الشيخ سامي الخوري - اجرى مسؤولون في وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين في نهاية الاسبوع الماضي اتصالات بوفد من المعارضة السورية في العاصمة السويسرية برن للبحث في مصير قواعدهم البحرية على السواحل الشمالية السورية, وما اذا كان النظام الجديد - اذا نجح - في دمشق مستعد للتقيد بالاتفاقات الحكومية الموقعة بين دمشق وموسكو حول هذه القواعد والتواجد العسكري الروسي في سورية, ام انه سيلغيها لإرضاء الاميركيين".

وقالت اوساط المعارضة السورية انها فهمت من المسؤولين الروس انهم بدأوا بالفعل في خفض تواجدهم في قاعدة اللاذقية البحرية وان نحو 9 سفن وقطعة بحرية على متنها نحو 400 عسكري روسي غادرت فعلا القاعدة في طريقها الى روسيا.

وحول الوضع المأزوم في لبنان والاعتداء على قوات "يونيفيل" منذ ايام, ومحاولات "حزب الله" الانتقال الى مرحلة تفجير امني داخلي بعد انقلابه بالقوة على الحكومة والدولة والجيش, لمساعدة نظام الاسد على الخروج من قمعه الدموي, قال رئيس الاتحاد الماروني العالمي ل¯"السياسة" "ان الوضع الراهن في لبنان مرتبط بقوة بما يجري بسورية, لذلك يعمل حلفاؤها على الساحة اللبنانية ومن بينهم رئيس الجمهورية وقائد الجيش ورئيس مجلس النواب وقادة انقلاب "8 آذار", على منع اعداء سورية في "14 آذار" من استخدام نفوذهم لدعم الثوار السوريين, على الرغم مما فعله نظام الاسد ومن قبله نظام والده باللبنانيين ولبنان طوال 31 عاما من احتلاله".

وقال الشيخ سامي الخوري ان "الاوضاع باتت واضحة وهي ان "حزب الله" الذي يسيطر على خمس لبنان في شمال الليطاني والبقاع وضواحي بيروت (اضافة الى تواجده جنوب الليطاني) يحاول ابقاء الاوضاع على حالها حتى يظهر الخيط الابيض من الخيط الاسود في الازمة السورية, فيما قوات "يونيفيل" تسيطر على الخمس الآخر من اراضي لبنان المتمثلة بجنوب الليطاني, بينما سورية تبسط وهجها على الحدودين الشرقية والشمالية للبنان, ومنظماتها الفلسطينية المتطرفة تهيمن على قواعد لها في سلسلة الجبال الشرقية المشرفة على البقاع وفي منطقة الناعمة المشرفة على طريق الساحل الجنوبي وفي مرتفعات البقاع الجنوبي وسواه".

وتساءل الخوري: "اذا" ماذا بقي للدولة اللبنانية ورئيس الجمهورية والجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والاستخبارات فيما يسيطر حزب الله وحركة امل وميشال عون على مفاصل الدولة السياسية والامنية?".

 

مسيرة حج الى سيدة لبنان – حريصا/الراعي أمل ان يحل السلام في لبنان والمنطقة والمحبة في القلوب

 وطنية - حريصا - 29/5/2011 نظمت اذاعة صوت المحبة، جريا على عادتها من كل عام، مسيرة حج الى بازيليك سيدة لبنان - حريصا، حمل فيه تمثال السيدة العذراء الذي اصيب في الانفجار الذي تعرضت له الاذاعة، واختتم اللقاء بقداس احتفالي ترأسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عند الخامسة والنصف صباحا، عاونه مدير الاذاعة الاب فادي تابت والآباء: عمرالهاشم نبيه الترس وجوزف البواري.

العظة

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة تحدث فيها عن مريم ودورها في حياتنا المسيحية، وقال: جئنا لنضع كل اوجاعنا وهمومنا وأمانينا بين يديها، وندعوها كي تحمي لنا وطننا الجريح وكل العالم العربي الذي يتألم اليوم كثيرا. رأيناها تطل علينا من فوق لتقول لنا انا معكم بنفوسكم وافراحكم وعائلاتكم. فيا مريم نحن اليوم، نتطلع اليك كما دائما الملكة الوحيدة علينا وعلى العالم، تحملين علامات المحبة لنا. جئنا لنبدي كل محبتنا، والمحبة نريدها ان تنتقل لاذاعة صوت المحبة ولكل انسان.

اضاف: جئنا نقول لك انك الوحيدة الملكة علينا. انت ملكة لبنان وملكة العالم، وانت وحدك الملكة في هذا العالم المشرقي الذي يتعذب ، صلاتنا اليوم نرفعهاالى ابنك يسوع. لقد جئنا لزيارتك وشعارنا واحد وقلناه لبعضنا البعض نحن طالعين، انت وانت شو عاملين نحن طالعين لعندك، وليس على حريصا فقط، طالعين معك، ارفعي عقولنا وقلوبنا ارفعي عقول لبنان الى فوق الى يسوع، فانت طريقنا اليه، انت وحدك تعلمينا من هو يسوع المسيح، هكذا قال لنا الذي احبنا كثيرا الطوباوي يوحنا بولس الثاني. والذي قال لنا: لااحد يعرف وجه يسوع مثل مريم، والمسبحة الوردية المقدسة التي رفعتم صلواتها في الليل والتي اوحتها مريم الى العالم، والتي تحمل الاسرار الاربعة، نحن نصعد على طريق مريم، بفرح، لنشارك في كل قيم الملكوت حتى نهديها الى مجتمعنا.

وتابع: نطلع مع مريم عندما نعرف ان نعيش جمال تجددنا في هذا العالم. وكما الرب اعطى كل القيمة للانسان وعلمنا كيف الاتحاد هكذا نحن. لقد جاء يسوع لينير كل البشر، ويزيل كل الظلمات، من نور الشمس يزيل كل الظلمة كل الشر والخطيئة، والخلاعة وتشويه الطبيعة البشرية . يسوع في نوره يزيل كل هذه الظلمات كي نحن بدورنا نور في اقوالنا، وافعالنا، بمحبتنا وبالحقيقة التي علمنا اياها يسوع المسيح، حقيقة الله والآيات والتاريخ، نور العدالة، نور السلام. نور الله امام كل ظلمات الحرب والخلافات والانقسامات والنزاعات.

اضاف: في اسرار الحزن، افتدى الرب يسوع البشرية بموته على الصليب، غسل بدمه كل خطايا البشر مدى الدهور ويرتفع دائما على الصليب ومن آلامه يفتدى كل آلام البشر، وذبيحة القداس هي التي تعطي المعنى لآلام كل انسان، تقدمها وليمة خلاص لخير العالم. وعلنا نحن عندما نصلي اسرار الحزن ان نعرف كيف نعطي قيمة لآلامنا.

وقال: عندما نحتفل مع مريم باسرار المجد، والذي بها قام المسيح من الموت، نحن مدعوين للصعود الى الاعلى نطلع في نقاوة القلوب، بداية لحياة جديدة، ففي سرالقيامة مريم فرح الخلاص. شعارنا نحن طالعين انت شو عامل، انت شو عاملة. انت الذي ما زلت ترزح تحت وجعك، بآلامك ، وبالشر الذي لا يزال في قلبك. نحن طالعين، انت ماذا ستفعل. نعم دعونا نستمر في صعودنا، حياتنا كلها صعودا، لان الله نزل الينا كي نصعد نحن اليه، هذه هي الشهادة ان نصعد بعقولنا وقلوبنا، بالحقيقة بارادتنا الى الله. هذه هي الشهادة التي يدعونا اليها الله، بقوله انتم شهود، شهود لمحبتي، لحقيقتي، لنعمتي. اذا محبتي سكنت في قلبكم واستقرت حقيقة في عقولكم ونشرتموها، واذا دخلت الندامة قلوبكم وعمت في بيوتكم وبين عائلاتكم.

وتابع: دعونا نستمر في صعودنا نحن مريم، ونقول لها نحن صاعدون اليك ونحن في الارض، حركي قلب كل انسان، حتى يخرج من وجعه، من حزنه، ومن بعده عن الله. نرفع اليك الصلوات كي يتجاوز الانسان هذه الاوجاع والآلام ويشعر انه حي متجاوزا كل الجراح والآلام وكل الحزن.

وفي الختام، أمل البطريرك الراعي ان يحل السلام في لبنان والمنطقة، وان تحل المحبة في القلوب ليكون الله في قلوبنا جميعا.

 

الراعي يلتقي شباب لبنان في بكركي: هويتنا المسيحية صليب الفداء والمصالحة والاستغفار والغفران

المسيحيون دائما ضحية خلافات ونزاعات هم ابرياء منها/نأمل ان يتجاوز الوطن كل المصاعب لاننا بحاجة الى فرح حقيقي

لون المسيح هو اللون الحقيقي ونرفض ان نصطف خلف اي لون كان

 وطنية - بكركي - 29/5/2011 نظم تجمع يسوع فرحي لقاء لشباب لبنان حول البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، كرموا فيه قديس الشباب البابا يوحنا بولس الثاني، في كابيلا القيامة البطريرك صفير تحت شعار احفظوا الوديعة.

بدأ اللقاء بصلاة الافتتاح، وكلمة ترحيب من الاب توفيق بو هدير ومن المنظمين، ثم تسبيح للرب يسوع وأمه مريم أدتها جوقة التجمع التي رافقت القداس بكل الترانيم الحلوة.

وعند العاشرة والنصف، ترأس البطريرك الراعي قداسا احتفاليا في كابيلا القيامة البطريرك صفير في بكركي، عاونه فيه المطارنة: شكر الله حرب، سمير مظلوم، جورج اسكندر وطانيوس الخوري، والاباء: ريمون عبده، جوزف شلالا، توفيق بو هدير، جان بول باسيل، وبمشاركة لفيف من الكهنة والرهبان والراهبات وتجمع لقاء يسوع فرحي الذي يضم العديد من الشبان والشابات من مختلف المناطق.

العظة

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة تحت عنوان:وانتم شهود على ذلك، قال فيها: شهد الرب يسوع بمحبة الآب السماوي ورحمته، وقد تجلت في تجسده وموته على الصليب فداء عن البشر وبقيامته من بين الاموات لتبريره كل المؤمنين وللحياة الجديدة. وارادنا ان نكون شهودا على ذلك، وتجمع يسوع فرحي الذي يستمد روحانية القديسة تريزيا الطفل يسوع وروحانية الطوباوي الجديد يوحنا بولس الثاني التزم بان يؤدي هذه الشهادة. تحت شعار يسوع فرحي، وهذا اللقاء الذي يجمعنا اليوم مع هذا التجمع، لكي نعلن للعالم ان يسوع هو فرح البشرية، لانه بتسجده تضامن مع كل انسان، وبموته افتدى كل انسان وبقيامته برر كل انسان.

اضاف:اجل ان يسوع فرحي، واود تهنئتكم على هذا اللقاء الذي اردناه ان يكون هذه السنة في بكركي، كي تكون بكركي هي المصدر حيث يعلن للكنيسة جمعاء ان يسوع فرحي، وهذا مبرر وجودها ورسالتها ومعنى لحضورها. وعندما نقول بكركي نعني الكنيسة بأساقفتها ورهبانها وراهباتها وشعبها وكل مؤسساتها.

وقال: في العالم حيث نعيش الكثير من الحزن والهموم والاوجاع والضياع، نحن نعلن اليوم من هنا ان يسوع فرحي لان الرب ارادنا ان نشهد للفرح العظيم الذي دخل البشرية من يوم ميلاده، والفرح الكبير نعلنه للعالم انه من خلال صليب يسوع جرى الغفران، ومن دمه المراق على الصليب اغتسلت كل خطايا البشر، ومن جسده ودمه نقتات الحياة الجديدة، وبقيامته من الموت جعلنا جميعا بحالة قيامة القلوب كي نعيش بفرح ولو كنا بعمق الالم، لانه من بعد الرب يسوع كل آلام البشرية اكانت حسية في الجسد ام معنوية او روحية كلها اصبح اسمها والتعبير للرب يسوع - آلام المخاض، يولد منها حياة جديدة. وبما انه من موت يسوع وقيامته ولدت البشرية الجديدة والكنيسة فكذلك من آلام كل واحد منا تولد حياة جديدة بالمسيح.

وتابع: نحن نضع هذا اللقاء تحت حماية القديسة تريزيا الطفل يسوع التي عاشت هذا الفرح، ويسوع فرحي مأخوذ من روحانيتها وحياتها. وفي هذا اللقاء اليوم وفي هذا التجمع مأخوذ ايضا من روحانية الطوباوي الجديد البابا يوحنا بولس الثاني الذي وجه اول رسالة للعالم وكان عنوانها يسوع فادي الانسان، وكانت له تعابير ان الانسان طريق يسوع المسيح، كل انسان هو على طريق يسوع، ومن اجل ذلك يسوع فرحي، واراد الطوباوي الجديد ان يكون الانسان طريق الكنيسة التي ليس لها مبرر وجود لولا هذا الانسان. لذلك يسوع فرحي. هذا ما قاله الطوباوي الجديد منذ بداية حريته في العالم ولا يزال يتردد صدى صوته حتى اليوم في آذان كل الناس، لان يسوع فرحي قال افتحوا ابواب قلوبكم للمسيح، شرعوها، ابواب القلوب يملؤها حب وسلام وفرح، شرعوا ابواب العقول لتملؤها الحقيقة التي تحرر وتجمع، شرعوا ابواب الارادات لكي تسكن فيها النعمة التي تجدد وتشفي، شرعوا ابواب الثقافة لتمتلىء من ثقافة الانجيل، شرعوا كل ابواب الاقتصاد والسياسة والتجارة والاعلام، افتحوا كل الابواب المغلقة في وجه المسيح، وشرعوها لان يسوع فرحي، هذا ما قاله الانجيل وانتم شهود على ذلك. واشار الى ان يوم الاحد هو لتكريس يوم الرب، الذي هو يوم الاحد. لذلك فان هذا اليوم هو يوم الفرح ولكن يسوع فرحي هو الذي ينطلق منه كل الناس.

ولفت الى ان العذراء مريم هي التي علمتنا الاصغاء الى كلام الرب لكي نفهم كلمة نعم الحلوة والمرة، لان كلامه نور في الضياع، وعزاء بالحزن، وقوة في الضعف، وتقديس في الوهم، وبداية مستمرة، وكلامه اذاع السلام في القلوب لانه يعطي جواب لكل تساؤلاتنا، فهو يعطي الطمأنينة. وعندما كلم تلاميذه انتزع الخوف من قلبهم والقلق. ويسوع وحده ينزع الخوف والقلق منا، ومن منا لا يواجه مشاكل حياته بكل صعوباتها وحلوها ومرها، ولا شيء يمكن شرحه دون هذه الكلمة، هذا هو المعنى الحقيقي للقداس يوم الاحد والذي وحده سينور طريقنا في الاسبوع الطالع. وروحانية هذا التجمع ان نفتح لعمل الروح الذي يفتح ذهني وقلبي لاسمع كلمة الله لكي نعطي معنى لحياتنا كلها.

اضاف: لذلك حياتنا في كل مراحلها وواقعاتها تبقى لغزا من البداية حتى النهاية، وحياة الانسان تبقى لغزا اذا ما استمرت بنور هذه الكلمة، وهذا هو العنصر الاساسي تجمع يسوع فرحي.

وقال: في كل يوم احد نقدم القرابين ونضع الخبز والخمر الذين لم نتعب نحن فيهااصلا، ولكن يجب ان نضع الذي تعبنا به نحن، اي ذاتي وافعالي الصالحة ووجعي وتعبي ومرضي واعاقتي وصحتي وهمومي. كل عمل صالح قمت به اريد ان اضعه مع هذا الخبز والخمر. والقرابين هي عيش ما هو جميل، وعلينا ان نقدم الامور الحلوة، وهمي هو القيام باعمال صالحة لاقدمها الى الرب يوم الاحد، وهذا ما اسمه في يسوع فرحي ان يعيش الملتزم قداسة الحياة حيث يسعى ليقدس اعماله وافكاره وتصرفاته في حياته اليومية، هذه هي القداسة وان تقوم بعملك كاملا وليس ناقصا، وهذه هي المبادلة مع الرب يسوع الذي يقدم ذاته.

واشار الى ان تحول جوهر الخبز والخمر الى جسد المسيح ودمه تتواصل فيها ذبيحة يسوع على الصليب التي منها تفجر الغفران للبشرية كلها، وهذه دعوة لنا ان نقف بقلوبنا وضمائرنا وعقولنا واجسادنا وارواحنا امام هذا الدم المراق الذي يغسل كل خطايانا والذي يعلمنا ان ذورة الحب هي ان تعطي من ذاتك ومن قلبك.

واعتبر ان الذبيحة الالهية ليست مسرحية، بل هي استمرارية موت يسوع فداء عن البشر واستمرارية تفجر الغفران للعالم والمصالحة بين الله والبشر من اجل المصالحة بين الناس، هذه هي الهوية، وهويتنا المسيحية هي صليب الفداء والمصالحة والاستغفار والغفران. وهذه قمة الشهادة التي يجب علينا ان نحملها من يسوع المسيح، وآلام يسوع وموته مستمرة باجساد كل الناس وبخاصة الذي يحملون اعاقة ما او مرض مزمن او الذين يعيشون في حالة حزن او في حالة فقر وحرمان. وكل انسان موجوع من ظلم واستبداد وتعذيب، وهذه كلها آلام يسوع وتتواصل، واريد ان احيي اخوتنا الحاملين جراح يسوع واقول انتم قوة الكنيسة. واريد ان احيي كل المتألمين في العالم وما اكثرهم واقول لهم ان كل قيمة آلامهم يأخذونها من ذبيحة القداس من هذا الرب المتضامن متحد مع كل واحد موجوع، والذي عبر من خلال انجيل متى عن كل الاوجاع المادية والمعنوية والروحية التي صورها بالجوع والعطش وبالغربة والمرض والسجن. وقال: كنت جائعا عطشانا، ولما سألوه قال: كل مرة انسان يمر في حاجة كهذه هو انا.

اضاف: عظمة يسوع فرحي انتم، التي تمثلون كل اوجاع الناس. وهذا هو يسوع فرحي الذي قال:انتم شهود على معنى موتي وقيامي، شهادتنا الحقيقية هي ان نضمد الجراح، نحترم كل انسان متألم ونقف الى جانبه ونتضامن معه ونساعده، ولا نكون عنصر وجع لاي احد. هذه هي الحضارة المسيحية، والثقافة التي يحتاجها العالم اليوم، حيث الكثير من تصرفات البشر تعتمد أذية الناس من خلال الحروب، بالعنف، بالظلم والاستبداد، وتعذيب والحرمان، ثقافتنا ثقافة يسوع، ثقافة المحبة والتضامن مع كل متألم وخدمته. الرسالة هذه نحملها بكل محبة والتي فيها روحانية تجمع يسوع فرحي، واول بند يقول نعرف كيف تكتشف محبة الله في البشر والتي بلغت ذروتها في موت ابن الله فداء عن الله. وقالها يسوع ليس من حب اعظم من ان يبذل الانسان نفسه عن احبائه. فحضارتنا وشهادتنا ليسوع فرحي هي البذل والتفاني في العائلة والكنيسة والمجتمع وفي الوطن.

وتناول البطريرك الراعي في عظته لموضوع المناولة التي يعطينا الرب ذاته جسده ودمه، كل الله غذاء جديدا، وقال: من يأكل جسدي وبشري دمي ينال الحياة الجديدة وانا اقيمه من سقطته ومن موته الحسي والروحي، تجمع يسوع فرحي هو تجمع لاشخاص وجدوا مكانهم في المجتمع والكنيسة ان يكونوا الحب. بكل ابعاد هذا الحب، الذي يعلمنا اياه الرب يسوع بحياته ومثله وانجيله. واضاف: نعم حضارتنا حضارة المحبة، الحضارة المسيحية يحتاجها عالم اليوم، امام كل البغض والحقد الذي يتملك قلوب الله. وعن الانصراف في ختام القداس، قال البطريرك: عندما ينتهي القداس وعلينا ان ننصرف، يسوع المسيح في الانجيل قال للمؤمنين اذهبوا واكرزوا، ان الغفران عن خطايا البشر مني، اكرزوا بالتوبة، اعلنوا اسمي غفرانا ومصالحة. انصرفوا لتبنوا حضارة القربان. فالانصراف هو عنصر اساسي في تجمع يسوع فرحي التي تعبر عنها بروحانيتها بالقول التحلي بالغيرة الرسولية على خلاص النفوس والصلاة واجل ارتداد الخطأة. وتابع: نعود الى بيوتنا نحمل بعد القداس بعدا رسوليا ورسالة هي الشهادة يسوع المسيح والعمل على اعلام سر المسيح بالقول والمسلك والموقف. انها رسالة حضارة القربان حضارة الكلمة التي تنير والتي تقدم لله تبادل مع عطيته. حضارة القربان هي ذبيحة التفاني والقلق وقبولهما من اجل المسيح والكنيسة. حضارة القربان هو ان يكون كل واحد منا في مكانه، كما الخبز يكسر على مائدة العطاء، وان نكون رسلا ليسوع فرحي، وليسوع فادي الانسان.

وبعد ان كرر غبطته الدعوة الى فتح قلوبنا لمحبتك وعقولنا لكلمتك، وارادتنا لنعمتك ونلتمس منك ان تبدأ يومنا بالفرح وتملأه بالفرح، كي نحمل هذا الفرح الى الناس والمجتمع الذي يعيش بالبؤس والحزن والضياع. اضاف: نصلي من اجل الوطن لبنان كي يتجاوز كل مصاعبه وكل ازماته التي تزرع القلق في قلوب الناس، لان لبنان بحاجة الى فرح المسيح وليس لفرح الفارغ، والذي ينتهي في ساعتها. والناس في لبنان مشكورون لتجاوزهم الصعوبات بافراح من هنا او هناك، لكنهم بحاجة الى فرح حقيقي، يا رب اعط اللبنانيين فرح القلب وفرح الضمير. نلتمس منك يا رب ان تزرع الفرح بالقلوب التي تتحمل كل المصاعب والاوجاع والمخاطر. ازرع الفرح في قلوب المسؤولين كي يدركوا انهم مدعوون حتى يفرحونه بحياة هنية، حقوقهم الاساسية وعيشهم الكريم. وقال: نحمل لك يا رب كل آلام الناس في هذا الشرق، لا سيما المسيحيين الذين هم دائما ضحية كل الخلافات والنزاعات التي هم ابرياء منها لمجرد انهم مسيحيين. ساعدهم يا رب. اعط معنى لحياتهم الصعبة، لانك انت فرح كل انسان، لك المجد الآن والى الابد امين. وفي الختام شكر غبطته السادة المطارنة والرئيس الاقليمي للاباء المكرميين والرئيسة العامة لجمعية راهبات القديسة تريزيا - الطفل يسوع والكهنة والرهبان والراهبات وكل من ساهم في هذه التحضيرات وعمل لانجاح هذا اللقاء الشبابي الجميل، متمنيا ان يعطيهم الله اضعاف اضعاف الوزنات التي قدمت.

حلقة حوار

بعد القداس، عقدت حلقة حوار حر مع غبطته تحت عنوان تحديات وانتظارات الشبيبة ادارها الاعلامي ماجد بو هدير حيث رد البطريرك على اسئلة الشباب الذين يمثلون كل الحركات الرسولية والجامعات والمدارس. فتحدث غبطته ردا على سؤال عن دعوته ليكون في خدمة المسيح عاملا لبشارته بفرح، لافتا الى انه دخل الرهبانية المريمية في عمر 12 سنة، مما ساعده للمحافظة على التربية التي تربى عليها في الضيعة والبيت، وعلى ايادي راهبات القلبين الاقدسين اللواتي كن يعرجن الى المنزل الوالدي وهن في طريقهن الى بكفيا، ولليوم عندما اراهن اتذكر وجه الراهبة التي علمتني الصلاة وعلمتني الايمان، والتي في تربيتهن ما كنت لاتمكن من سماع صوت الرب باكرا. وفي حياتي الرهبانية هناك مسيرة مستمرة كانت فيها صعوبات واشكر الرب انها كانت جميلة ولم اتعرض خلالها الا لصعوبة واحدة، وهي انني قررت ترك الرهبنة وكان عمري انذاك 15 سنة ولكن في سحر ساحر وخلال يوم واحد تراجعت عن قراري وذلك يعود لاحد الاباء الذي طلب مني البقاء الى صباح اليوم التالي . وهكذا قضيت ايامي في الرهبنة اتعود على الروحانية المارونية والكنيسة الى جانب الدراسة للانطلاقة في الحياة. والحياة في الدير لم تكن صعبة كما هي اليوم، لان حياة الدير كانت محصنة اكثر، اما اليوم فهي صعبة اكثر. ومار بولس يقول كل شيء في العالم مباح، ولكن ليس كله مفيدا. وهذا لا يعني انني اريد العيش في هذا العالم والانغماس في ضجيجه وهمومه.

ودعا الراعي الشباب الى وقفة مع الذات لسؤال الرب ماذا يريد منه؟ والطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني كان دائما يقول للشباب هذا هو العمر الاساسي في حياة الانسان لاتخاذ القرار، عليكم اكتشاف مشروع حياتكم في هذا العمر لكل انسان فرادته وعلينا عيشها بالمحبة.

وردا على سؤال عن كيفية العيش بالفقر الانجيلي ونحن نعيش في ظل تحديات اقتصادية تحولنا الى مجتمع استهلاكي حيث نعيش في نمط سلوكي مكلف. قال: صحيح ان العالم اليوم عالم استهلاكي، لكن هناك فضائل اساسية يتكلم عنها يوحنا الرسول وهي شهوة العين والجسد وكبرياء الحياة. وحديثنا اليوم عن شهوة العين حيث ان الانسان ومنذ ولادته يريد ويريد كل شيء له، وهذا هو حب الذات. اذن من طبع الانسان انه استهلاكي منذ ولادته ولا يرضى بان يأخذ احد غيره، وعلى الانسان ان يدرك كيف يعيش بكرامة بما هو كاف ويشارك غيره بما لديه وهذا ما يسمى بالفقر الانجيلي نملك كل شيء ولا نملك شيئا والانسان يحتاج الى ان يميز بين الا يعيش حتى لا يستهلك اي ليأكل ويأخذ. فالحياة ليست هكذا وكل خيرات الدنيا الثقافية والمادية والعلمية والعائلية وسائل اساسية لمعرفة الله والوصول اليه، ولمعرفة ذاتي والعالم هو استهلاكي مادي لان افكر ان الحياة بكاملها شهوة العين، والبطن، وانسى انه عل الانسان ان يعتني بالله والقيم ولذلك ان فرادة الانسان تقتضي منه اتخاذ القرار الشخصي ويعرف كيف يعيش في هذا العالم.

واشار الى ان هناك اغنياء كثر يعيشون حياة بسيطة وبايمان كبير ويقومون باعمال خير كثير. وهناك ايضا اغنياء يفكرون ان ثروتهم من هذه الارض، لكنهم فقراء بربهم وبالانسانية.

واعطى مثالا عن ذلك بالحياة النسكية التي يتخذها بعض الرهبان للتقرب الى الله ومنهم القديس شربل واخرين اذكر منهم الحبيب يوحنا الخوند الذي يعيش بفرح كبير لانه يمتلىء من الغنى الحقيقي الذي هو الرب يسوع.

وعن ايجابيات وسلبيات الانترنت قال البطريرك الراعي: ان الانترنت وما يتفرع عنها من المواقع الالكترونية فان للكنيسة تعليم كبير عن هذا الامر، وقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر سيتناول في رسالته يوم الاحد المقبل هذا الموضوع وفي العالم الافتراضي شئنا ام أبينا، فانتم الشباب تتواصلون مع بعضكم البعض عبر الانترنت وعبر دول العالم والمصيبة الكبرى هي في التعاهد على الزواج عبر الانترنت، فماذا ستكون نتيجة هذا الزواج الافتراضي؟ وليس ما يقال عبر الانترنت والمواقع الالكترونية هو حقيقة لذلك ينبغي عدم الاستسلام لعالم المادة والتقنيات. ولا شيء يحل مكان الاتصال الشخصي.

وروى غبطته حكاية ما حصل مع احد الشبان اللبنانيين الذي سافر الى اميركا للدراسة واتصلت به شابة عبر الانترنيت وتبادل معها الكلام الافتراضي في عالم الاباحة واذا به يفاجأ بالشرطة تأخذه سجينا. اذن تصوروا هذه الحضارة الاخلاقية بحيث تستدرج الشرطة طالب لبناني عبر الانترنت وتضعه في السجن حتى اليوم، وما زلنا نحاول اقناع السلطات الاميركية للافراج عنه. يدعونا قداسة البابا لنكون اكثر حكمة وفطنة وندرك ما نقول ومن نخاطب، علينا ان ندرك كيف نتخاطب مع الاخرين ومع من؟

اتمنى عليكم ان تستعملوا هذه التقنيات في سبيل الخير، وتجنبوا ان تستدرجكم الى ما يطعن بقداسة نفوسكم ونقاوة افكاركم ومهارتكم، هذا هو الخطر الكبير الذي يجتاج العائلة واطفالنا في عقر دارهم .اذن علينا ان نعرف كيف نحمي نفوسنا من جهة لان الذي يلعب بالنار يحترق.

وعن التأثير المباشر والاساسي على الشباب من خلال وسائل الاعلام على الاصعدة الاجتماعية والادبية. قال: لقد اصبح العالم كله ضيعة واحدة من خلال وسائل الاعلام التي لها وجه ايجابي واخر سلبي لذلك علينا ان لا نخرج من الشريعة الاخلاقية، واذا لم يكن لدي حس وحكم ادبي على الامور فهذا يعني انني لست حيا في العالم كأنسان وليس علي ان اقبل ما تحمله وسائل الاعلام والتقنيات الحديثة. علي ان احكم بما أملك من ادبيات وأقيم الامور: المفيدة اقبلها والرديئة ارفضها. وهذا القرار بسيط جدا ويحتاج الى حركة صغيرة بواسطة الريموت كونترول. بكل بساطة تحتاج الى مجهود روحي واخلاقي. على الانسان حق المحافظة على الشريعة الاخلاقية، فالانسان ليس مكبا للنفايات وليس ملزما بتقبل كل ماتنقله اليه وسائل الاعلام. واعتبر البطريرك الراعي ان وسائل الاعلام اكبر سلاح للبناء وفي الوقت عينه اكبر سلاح للهدم وعلينا ان نختار ما يبني.

سئل: ابناء الرجاء وابناء البناء، والبناء يناقض الهدم والهدم هو نتيجة العنف، الى اي مدى السلام اليوم مطروح بجدية لهم للاختيار، فكيف ينبغي ان نكون نحن الشباب شهودا على حضارة المحبة وبوفاق لاستعادة السلام في قلب المجتمع الذي نعيش فيه؟.

قال البطريرك: لنكن شهود سلام في عالم يشهد العنف والحقد بالعودة الى حضارتنا الانجيلية، الى يسوع المسيح الذي امتزج بنا وامتزجنا به، فقد تعلمنا ثقافة السلام، واول اساس في ثقافة السلام في وجه الحقد والحرب هو ان الانسان اي انسان مولود على صورة الله. وكل انسان مفتدى بدم المسيح دفع الثمن غاليا مثلي انا، وثالثا كل انسان مدعو لان يكون معاونا لله في تثبيت ارادته في حياة البشر، ونتيجة هذه المبادىء كما قال الرب في الانجيل كما تحب الناس ان يعاملوك عاملهم، وهذا كاف لنتكلم لغة غير لغة الحرب والحقد والدمار متجددين بدم المسيح. والمبدأ الاساسي لذلك يقول سلام مع الله سلام مع الخليقة كلها، ولكي نواجه الحرب والبغض والحقد والعنف يجب ان نعيش السلام مع الله ويجب ان ادعو عيري لعيشه ايضا عندها فعلا نعيش مع بعض، اما كل الاسباب الانتخابية والتحالفية والسياسية والحزبية، هي لا شي بل هي نتيجة لعدم وجود السلام مع الله. ينبغي ان تكون لدينا الجرأة لقول هذا فتسلم العلاقة مع الله والناس.

وعن تحول السياسة الى خبز يومي عند الشباب قال الراعي: ان كلمة السياسة كلمة واسعة جدا، وهي بحد ذاتها فن خدمة الخير العام، والسياسة لا تعني تعاطي الشؤون السياسية المحضة، وايضا الذين يتعاطون السياسة بمفهومها الضيق هم الملتزمون بهذا الفن لخدمة الخير العام، فالكاهن الذي يقوم بواجباته يقوم بأكبر عمل سياسي فهو يخدم الخير العام خير النفوس. والراهبة والاستاذ والسياسة التي من شأنها خدمة الخير العام ونأمل من رجال السياسة الذين يتعاطون السياسة ان تكون سياسة ولخدمة الخير العام، وهذا لا يعني ايضا ان يكون حديثنا منذ الصباح وحتى المساء سياسة، فلنترك السياسة للسياسيين المسؤولين، نحن نأسف اليوم ان لبنان اصبح مجزأ على الالوان، او تكون من هذا اللون وانت عظيم او انت لا شيء، او انت في هذا اللون تملك الحقيقة او الذي من غير لونك يملك كل الخطأ، وهذا ما نرفضه اساسا، وهذا ما شرخ شعبنا الى قسمين مع الاسف هذا دليل السطحية ما يجعلنا نقول فيه: يا ضيعان الثقافة. نتعلم ونتخرج ونصل الى الجامعات ودكاترة ولكن عقلنا صغير لاننا نتقوى باللون، وهذا غير معقول كيف ان الناس تنجرف بالالوان، ان اللون الحقيقي هو لون انسانيتك وقيمك، لون المسيح وهو اللون الحقيقي في حياتنا.

واضاف: لكل انسان منا شخصيته وفرادته ولونه، وهذا جمال الحياة، ولكن انا ارفض ان اكون لونا لزعيم سياسي، احترمه واحبه لكنني لست لونه ابدا بل انا لون الله ونوره ينتشر من خلال شخصيتي وفرادتي، وجمالنا اذن هو التعددية وليس الوحدة حيث لا احد مثل الاخر وهذا يدل على الفرادة، وقيمة لبنان الاساسية هي في التعددية، فاذا اصبح لونا واحدا وحزبا واحدا وفكرا ورأيا واحدا هنا تكون المصيبة، وجمالنا في فرادة كل منا، نحن نؤمن بالديموقراطية وبتعدد الافكار والاراء والاحزاب والتعبير ولكن التعددية فيها الوحدة، انها الحياة والسياسة الحقيقية التي يجب المحافظة عليها، ونحن نرفض رفضا باتا ان نصطف خلف اي لون كان، وهذا ضد الانسانية والله وطبيعة الانسان وكل مفهوم للجنس البشري وفرادة الانسان .

واردف الراعي: نحن نأمل ان نساهم في المحافظة على هذه التعددية شرط الوصول الى الوحدة انطلاقا من الثوابت والمبادىء الدستورية الواضحة وهدفنا الانسان اللبناني والمجتمع والوطن، عندها تصبح الخيارات المتنوعة السياسية مجرد خيارات تنطلق منها نقطة واحدة للوصول الى هدف مشترك، فاللبنانيون عندما يصطفون وراء خيار واحد يفقدون كل قيمتهم وكل كرامتهم.

وعن دور المعوقين في الحياة والصعوبات التي تعترض حياتهم اليومية قال الراعي: ان الذين نقول ان لديهم اعاقة هم لديهم السلامة اكثر منا، والذين يحملون اعاقة هم يعطون وجه يسوع المتألم المصلوب من اجل فدى العالم، والبابا الطوباوي في اخر حياته كان مثلكم على الكرسي المدولب ومع هذا كله فان رسالته زادته قوة وتاثيرا في البشرية وهذا كان ابلغ وقت لقداسته، واعطى لكل المتألمين قيمة لاسيما لكل الذين يحملون اعاقة او مرض مزمن، لذلك نتشبه بهذا الطوباوي في كل مراحل حياتنا وهوالذي علمنا الكثير وقال: انا معكم ولا تخافوا فأنا قوتكم، بهذه الكلمات نحيي اخوتنا الموجودين معنا ونحن نجلكم انتم الذين دعاكم يسوع انتم اخوتي، وهذه هي حضارتنا المسيحية وحضارة الشعوب والدول وكيف تتعاطى مع الاعاقة، ونحن نتأمل ان يكون للبنان حضارة من خلال احترامه وتقديره لصاحب الاعاقة وليس بكلمة (يا حرام) اعطوهم دورهم لانهم يعطون من كل قلوبهم، واتمنى لو انهم يأتون بثلاثة حاملين اعاقة من بين 30 وزيرا فيسلم الوطن.

وسأل البطريرك الراعي: عندما لا نستطيع تأليف حكومة ولا عدالة ولا تعيينات ولا الخروج من مشاكل سياسية، فماذا نسمي ذلك غير الاعاقة، هذه الاعاقة الاساسية مع احترامنا للاشخاص. لا يستطيع لبنان الاستمرار بهذا الشكل.

وعن الارشاد الرسولي اشار الراعي الى ان البابا الراحل الطوباوي سلم الشباب الارشاد الرسولي وسماهم القوة التجددية في الكنيسة والمجتمع، واشكر المسؤولين في تجمع يسوع فرحي على اهدائكم نسخة عن هذا الارشاد وكان البابا يوحنا بولس الثاني يقول لكم من السماء لقد تسلمتم القوة التجددية بالكنيسة والمجتمع، لذلك عليكم قراءة هذا الارشاد لكي تستطيعوا ان تكونوا القوة التجددية، والارشاد يدعونا للارتباط بالمسيح وبالكنيسة كي اكون بدوري رجاء للاخرين، لذلك عليكم العودة الى الجذور جذورنا المسيحية التي تدعو الى عمل الخير والمحبة.

بعدها جرى عرض فيلم وثائقي تضمن كلمات للبطريرك الراعي اثناء تأسيس تجمع يسوع فرحي في العام 97 ومقتطفات من احتفالات تولية السدة البطريركية.

وتخلل برنامج اليوم الطويل مشاركة السفير البابوي غابريال كاتشيا في مسبحة النور والسجود للقربان المقدس اضافة الى شهادات حياة للشباب وبعض الاعمال المسرحية والترانيم الدينية.

 

المفتي قباني في حفل تخريج طلاب جامعة طرابلس: لبنان وحدة لا تقسم الى حصص واجزاء

الامل في النفوس لا يموت وزمن الانقاذ لم ينقض

 الجسر:استدراك لغتنا العربية لا يعني إسقاط تعلم اللغات الأجنبية

ممثل منيمنة:المهمة الاسمى للجامعة المساهمة في البناء الفكري

وطنية - طرابلس - 29/5/2011 أقامت جامعة طرابلس احتفالها السنوي لتخريج الدفعة الثانية والعشرين من طلابها وتدشين المرحلة الخامسة من مشروع بناء الجامعة، في حضور مفتي الجمهورية محمد رشيد راغب قباني، النائب سمير الجسر ممثلا الرئيس سعد الحريري، الدكتور عبد الاله ميقاتي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور عامر حلواني ممثلا وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة، العميد سمير شعراني ممثلا الوزير محمد الصفدي، عصام كباره ممثلا النائب محمد كبارة، الدكتور سعد الدين فاخوري ممثلا النائب روبير فاضل، الدكتور غازي فتفت ممثلا النائب أحمد فتفت، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، أمين سر دار الفتوى في الشمال الشيخ محمد امام، رئيس بلدية طرابلس المهندس نادر غزال، رئيس بلدية الميناء السفير محمد عيسى، العقيد الركن محمد علم الدين ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي، نقيب المحامين بسام الداية، رئيس مجلس أمناء جامعة طرابلس المحامي محمد رشيد الميقاتي، رئيس بيت الزكاة محمد علي ضناوي، رجال دين، فاعليات تربوية، ثقافية، اجتماعية وأهالي الخريجين.

رأفت ميقاتي

بداية تلاوة لشيخ قراء طرابلس خالد بركات وكلمة ترحيبية لنائب رئيس الجامعة وعميد كلية الشريعة الدكتور رأفت ميقاتي، ألقى بعدها رئيس مجلس الامناء الميقاتي كلمة لفت فيها الى ان الخريجين هم من حملة شهادة الاجازة الجامعية في الشريعة والدراسات الاسلامية وعددهم ( 33 خريجا ) والدبلوم في الدراسات الاسلامية ( 12 خريجا ) والماجستير في العلوم التربوية (24 خريجا)، وأكد أن الجامعة ستتابع مسيرتها العلمية والدعوية والاكاديمية.

ورأى أن هذا الاحتفال بأتي متزامنا مع ارتفاع منسوب الخلافات السياسية الحادة التي تنعكس على الاقتصاد اللبناني والعربي وعلى الاوضاع الامنية والمعيشية، والفساد الاخلاقي والاعلامي، وهبوط المستوى العلمي والتربوي الذي يجتاح البلاد والعباد، ويفكك الاسر، ويهدم القيم، ويخرب أفكار الاجيال الصاعدة في محاولة لنشر ثقافة الغرب العلمانية والتحلل من مبادىء الشريعة الاسلامية الغراء عبر غزو فكري مدروس ، وتحديات العولمة.

وأضاف: يأتي هذا التدشين والتخريج ليكون ردا عمليا عبر بناء الحجر والبشر واعداد الكوادر الدعوية والتربوية والتعليمية لتأخذ دورها الرائد على مساحة المدينة والوطن والأمة لأن وجود 21 جنسية من الخريجين يؤشر وبشكل واضح الى البعد العالمي لهذه الجامعة التي رفضت وترفض ان تكون مؤسسة مأسورة ضمن حدود ضيقة أو مرهونة لغير الله تعالى بل صرحا علميا يستمد قوته وتعاليمه من مالك الملك وملك الملوك.

وقال: بعد صدور المرسوم الجمهوري الرقم 1736 تاريخ 14-4-2009، الذي أعطاه الحصول على الاذن المباشر بالتدريس في الكليات المرخصة حديثا بعد استكمال كافة الشروط الاكاديمية والقانونية، وبدء التدريس في كلية ادارة الاعمال للعام الجامعي:( 2010-2011 ) بمشاركة نخبة من الاساتذة المتخصصين، وابرام اتفاقية تفاهم علمي وثقافي مع جامعة العلوم الاسلامية في المملكة الاردنية الهاشمية، والمشاركة في المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية الذي عقد في عمان والذي جرى فيه انتخاب أمين عام جديد للاتحاد ونائبين له، والدعوة لاقامة الؤتمر الاسلامي الرابع للشريعة والقانون. وختم متمنيا على وزير التربية والتعليم العالي اتخاذ القرار العادل والعاجل لاصدار قرار التوصية بالترخيص للكليات التي أقرتها اللجنة الفنية منذ العام 2008، نظرا لاستكمال كافة الشروط الاكاديمية والقانونية .

قباني

بعد ذلك، كانت كلمة للمفتي قباني قال فيها: فَرحَتي اليومَ بكُم ومعَكُم وفي مدينَتِكُمُ طرابُلُس فرحَةٌ كبيرةٌ وعَظيمة، هيَ كَفَرحَةِ الغائبِ بأهلِهِ وإخوانِهِ بعدَ طولِ اغترابٍ وغياب، في مدينَةٍ هيَ العِزُّ في أهلِه، والصُمودُ في عُنفُوانِه، فَطرابُلُس مدينةُ التاريخِ والحاضرِ والمستقبل، مدينةُ الرِّجالاتِ من رُموزِ لبنان، والشَعبِ الطَيِّبِ من أبنائهِا الصامدينَ الصَّابرين، قلعةُ لُبنانَ الغالي، قلعَةُ العُروبَةِ والإسلام، قَلبُ شَمالِنا النَابِضِ بحُبِّ أبنائهِ لوَطَنِهم لبنان، هُم أبناءُ العِزَّةِ والشهامةِ والمُروءة، أبناءُ العلمِ والإيمان، مثالُ الوحدَةِ الوطنيةِ والعَيشِ المشترك بين المسلمينَ والمَسيحيينَ في هذا البلدِ الطَيِّب، فرحَتي اليومَ أكبَر وأنا أَلتَقي معَكُم في هذا الصرحِ العظيمِ من صروحِ العلمِ والتربية، لنَحتَفي جميعاً ومعَكُم، بمحصولٍ جديدٍ من الأملِ لهذا الوطن وهذه الأُمة، مَحصولٍ زَرعنا بُذورَهُ في أرضِ العلمِ والإيمان منذُ سنوات، ونحصدُهُ اليومَ جيلاً من العلمِ والمعرفة، ليكونَ في الغَد هو المستقبل، يحيَا به الوَطَنُ والأُمة، وتستمرُّ به رسالتُنا في الحياة.

أيها الشَبابُ والشَابات، يا جُسورَ اليومِ إلى الغد، إنَّ يومَكُم هذا هُوَ يومُ فرَحِكُم، وفرَحِ آبائكم وأُمَّهاتِكُم، وفَرَحِ مُرَبِّيكُم ورئيسِ جامعَتِكُم، الذي أفنَى عُمُرَهُ لإِشادَةِ هذا الصَّرحِ العلميِّ الحضاريِّ الجامعِيّ كما أَعلَمُ مُنذُ عُقود، ولمِثلِ هذا اليومِ من كلِّ عام لتَخريجِ الأجيال، فهنيئاً لكم أيُها الشبابُ والشَّابَّات بما أنجَزَتُم، وأنتُم تَتَهيئونَ اليومَ لتسلُّمِ مقاليدِ مَسؤولياتِكم، فقد شارَفَت أن تُنجَزَ مهامُّ آبائكم لتَقوموا بأنفُسِكم وبمُجتَمَعِكُم، وحانَ أوانُ أن تُكَمِّلوا مسيرةَ أُمَّتِكُم، فسيروا في الأرضِ بالله مؤمنين، وأَعلِنوا بِعَزمٍ أنكُم لدَربِ نَبيِّكُم محمدٍ، رسولِ اللهِ إلَيكُم من السَالِكين، وأنَّكم شبابٌ لم تُدَنِّسهُ المعاصي، وأنَّكم لله دَوماً خاشعين، فأنتُم للمَعالي خُلِقتُم، ولوَطَنِكم وأُمَّتِكم تَظَلُّوا رائدين.

إنَّ حياةَ المسلمِ أيها الأبناء، حياةٌ ثَريَّةٌ وعظيمة، لأنها مَنوطَةٌ برِسالةٍ ضخمة، ذاتِ ارتباطٍ بهذا الوجود الكبير، وذاتِ أثرٍ فعَّالٍ في هذه الحياة، فعَجيبٌ أَمرُ قَومٍ أَمَرَهُمُ اللهُ بالزَّاد وقال لهم في القرآنِ الكَريم: وتَزَوَّدوا فإنَّ خيرَ الزَّادِ التَقوَى، وهُم قُعودٌ يلعبون، وتَتَكاثَرُ بينَهُمُ النفوسُ الفارغة، الَّتي تهزُلُ في مواطنِ الجِدّ، ولا تَنهَضُ بِعِبء، ولاَ تَضطَّلعُ بواجبٍ، ولاَ تقومُ بتكليف.

يا شبابَ الغَدِ الزَّاهِرِ بالعلمِ والتَقوى، ذَلِّلُوا سُبُلَ المعالي، ولاَ تتخذوا سِوَى الإسلامِ والعِلمِ نَهجاً ورحمةً وسلوكاً ومَحبَّةً وتواضُعاً، وازرَعوا في بيوتِكُم ومجتمعاتِكم نباتاً حَسناً، تَطيبُ بِهِ في الدُنيا غصونُكم، فتاريخُ الإسلامِ تاريخُ شبابٍ تَقيِّ نَقيِّ، صادقٍ ومُخلِص، حُرٍّ وأمينٍ، عُنوانُهُ الرَّحمَةُ والمَحبَّة، والكرامةُ ورَفضُ الهَوان.

أيها الإخوة، أيها اللبنانيون، أيُّ مثالٍ وقُدوَةٍ في الحياة؟ هو ذاكَ الذي يأخذُهُ اليومَ مِنَّا أبناؤُنا لغَدهم؟ وأيُّ قِـيَمٍ ومُسلَّماتٍ هيَ تلكَ التي نأمُلُ أن يَحفظوها عنَّا، ليَحفظوا بها أنفُسَهم وَوَطَنَهم علَيهِم من بعدِنا؟ فَالقِيَمُ والمُسَلَّماتُ بمُعظَمِها في هذا الوطن قدِ انتُهِكَت، وحتى الوَطن قد مُسَّ في جَوهَرِه، وإن كنا جميعاً نُنادي بالوحدةِ الوطنيةِ والعيشِ المشترك، فإنَّ مُجمَلَ العملِ السياسيّ، ومُجمَلَ التَعاطي الاجتماعِيّ بين اللبنانيين، وتَنامي العَصبيَّاتِ التي أَمِلنا زَوالَها بانتهاء حروبِ الفتنة، وانتهاجَ الكَيدِيَّةِ السَّافِرة في التعاطي بين الأفرِقاءِ في الوَطَن، حتى أصبحوا لا يُسهِمونَ إلى حدٍّ بعيد، لاَ في الحفاظ على الوحدة الوطنية، ولاَ في العَيش المُشتَرَك، وصارَ الوَطَنُ في كيانِهِ ودَيمومَتِهِ مُهَدَّداً بالزوال.

مهلاً أيها اللبنانيون، ما لَكُم تَتعاهَدونَ على وحدَة الوطن وتعملونَ بما يُخالِفُها؟ ما لَكُم تَنشُدونَ وحدةَ العَيشِ بينَكم وتَنقَسِمونَ على أنفُسِكم؟ ما لكُم تقولونَ بوَحدَةِ مَصيرِكم وتَتَدافَعونَ نَحوَ الهاوِيَة؟ أنتُم ضحيَّةُ أنفُسِكم، أنتُمُ المَحكُومُ والجَلاَّد، أنتُمُ الإخوَةُ والأَنداد، عِلَّتُنا بدَأتْ بسُلوكٍ خاطئٍ، تحوَّلَ بانقضاءِ الأيام، وتَراكُمِ الأَزَمات، إلى ثقافةٍ سائدة، حتى تَداعَى بُنيانُ الوَطن، فلاَ كانَت ثقافةً صالحةً لأَن نُوَرِثَها، ولا عادَ الوطنُ ذاكَ الإرثُ العظيم.

أيها اللبنانيون، إنَّ الأملَ في النفوسِ لا يَموت، وزمنَ الإنقاذِ لم يَنقَضِ بعد، ولكنهُ يكاد، والوطنُ الذي هو ضالَّتُكم ينتَظِرُكُم لتُنقِذوا أَنفُسَكُم وتُنقِذوه، أُسلُكوا سبيلَ التَّلاقي تَجِدوه، أُطرُدوا من أذهانِكُم عقليَّةَ الحِصَصِ والأحجَام، فحَجمُكُم واحدٌ بحَجمِ الوطن، لاَ بعَدَدٍ ولا باستِقواء، ولبنانُ وحدةٌ لا تُقَسَّم إلى حِصَصٍ وأجزاء، عُودوا إلى وَطَنِكُم وانبُذوا الأنانيَةَ وأحقادَها، يعودُ الوطنُ وأهلُهُ إليكم، أُنبُذوا الفتَنَ والتَّناحُرَ والكَيديَّةَ، تَهنَئُونَ في عَيشِكُم وحياتِكُم.

أيُها اللبنانيون، رَمِّمُوا بناءَ دَولَتكُم، أَسعِفُوا نفوسَكُم من عَمَى الأحقادِ الذي يتَمَلَّكُكُم، حارِبوا الفقرَ الذي يُطارِدُكم، قارِعوا الهجرةَ التي تغتالُ شبابَكم، أنقِذوا مستقبلَ أولادِكُم وأطفالكُم.

أيها اللبنانيونَ إذا اجتَمعتُم، لعلَّكم تجتمعونَ على مصلحةِ وطَنِكم، وإن اختلفتم فأنصِتوا إلى صَوتِ الإيمانِ والضمير، يضيءُ لكُم دربَ الحقِّ والخلاص.

أيها الأبناء، أيها الخريجون، إنّ الفضلَ في ما حقَّقتُم وأنجَزتُم حتى يَومِكم هذا، هو فضلُ اللهِ عليكم وتَوفيقِهِ لكُم ورِضىً منهُ أولاً، وهو فضلُ آبائكم وأُمهاتِكم عليكم ورِضاهُم مِن بعدِه، هُمُ الذين بَذلوا حياتَهم من أجلَ تنشئَتِكم وتعليمِكم وتَحصينِكم وتعليمِكُم، لِتكونوا في هذه اللحظةِ من العُمُرِ جاهزينَ لخَوضِ مُعتَرَكِ الحياة وصِعابِه، والفَضلُ الكبيرُ أيضاً لجهودِ المُرَبِّينَ والمُعَلِّمينَ فيكُم، في هذا الصرحِ العلمِيِّ الجامعيِّ الكبير، من صروحِ بناء الأجيالِ في لبنان.

حلواني

من جهته القى حلواني كلمة منيمنة، قال فيها: أن التعليم العالي في العالم اليوم يشهد تطورا لافتا نتيجة التطور التكنولوجي الكبير وتوفر المعلومات بغزارة غير مسبوقة فلم يعد يقتصر دور الجامعة والاستاذ الجامعي على نقل المعلومات بل العمل على تحويل هذه المعلومة الى معرفة يستطيع الطالب أن يستفيد منها ويستخدمها في حياته المهنية . وتبقى المهمة الاسمى للجامعة هي المساهمة في البناء الفكري والفكر النقدي والتحليل العلمي لدى الطالب وتثبيت الاخلاقيات العلمية لديه.

وأضاف: لقد عملنا خلال تولينا وزارة التربية والتعليم العالي أن ندفع نحو تطوير قطاع التعليم العالي في لبنان ليواكب المتغيرات والتطورات السريعة التي يتسم بها هذا القطاع في العالم فعمدنا الى صياغة قانون جديد للتعليم العالي تتم مناقشته في هذه الايام في مجلس النواب كم وضعنا قانونا لانشاء هيئة وطنية مستقلة لضمان جودة التعليم تم تحويله الى مجلس الوزراء ، نأمل ان يأخذ طريقه الى الاقرار في المستقبل القريب لأنه سيسهم حتما في ضمان نوعية التعليم في مؤسسات التعليم العالي في لبنان.

وأضاف: اليوم نعمل في الوزارة بالشراكة مع الاتحاد الاوروبي على مشروع الاطار الوطني للمؤهلات . ويهدف الى تحديد الؤهلات بمختلف مستوياتها وأنواعها وربطها ببعضها البعض بطريقة منطقية ومتماسكة ، والى الربط بين مستويات التعليم والتدريب المختلفة ، كما يهدف الى بناء التعليم على امؤهلات ويسهل الحراك من حيث المكان والزمان على المستويين المحلي والدولي كما يتظم نظام الشهادات والدبلومات كل ذلك في اطار مفهوم الجودة . ويشكل هذا المشروع تحد كبير للمستقبل لأنه يفتح الافاق أمام التعليم النظامي وغير النظامي ويشجع على التعليم مدى الحياة ، ولكنه يحتاج الى تضافر جهود مختلف الاطراف المعنية من جامعات وقطاعات انتاجية ووزارات.

في ختام كلمته، توجه حلواني الى الطلاب المحتفى بهم ليهنأهم ويهنىء أهاليهم وأساتذتهم وجامعتهم كم دعاهم الى المساهمة الفاعلة في بناء هذا البلد الرائع لبنان الذي عاكست تطوره الظروف وما زالت تفعل املا في أن يعم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي بلدنا الحبيب لبنان.

كباره

وكانت كلمة باسم الخريجين ألقاها الخريج عبد الناصر كبارة والخريجة ديانا بيسارتشك فأشادوا بالشيخ رشيد الميقاتي هو الذي بنى للعلم صرحا عظيما وجهد في ذلك جهدا كبيرا وكابد الكثير من الصعاب لانشلء مؤسسة جامعية شرعية لدراسة العلوم الشرعية وهي الاولى نشأة في المدينة وفي لبنان . كما وشكروا أساتذتهم وكل من ساعدهم من موظفي وأصدقاء وتقدموا باتهنئة من زملائهم الخريجين وأهاليهم الكرام .

الجسر

بدوره، القى الجسر كلمة قال فيها: يسعدني أن أقف بينكم بهذه المناسبة العطرة ممثلاً لدولة الرئيس سعد الحريري.. مستعيداً ذكريات حوالي ربع قرن من الزمن رافقتُ فيها مسيرة هذه الجامعة منذ أن كانت حُلْماً ومشروعاً على الورق حتى باتت صرحاً علمياً طموحاً لا يستشعر حدوداً له دون السماء..

وقال: أذكر يوم زيارة فضيلة الشيخ رشيد ميقاتي لوالدي رحمه الله، في مكتب المحاماة حيث كنت أعمل، وكان الشيخ رشيد على عادته، متابطأ مفكرته التي لا تفارقه أبداً والتي تعينه دوماً على المتابعة دون كللٍ أو ملل، مضيفاً إليها لفائف كبيرة من ورق تنبىء عن خرائط ومصورات.. وما أن أسند ظهره على الكنبة وسمى بالله وصلى على رسوله.. حتى بدأ يتكلم عن مشروعه.. مشروع جامعة طرابلس، بإيمانٍ كبير وبعزمٍ لا يعرف التردد أبدا.

وأضاف: بُهرتُ بالفكرة وبالعزيمة من ورائها.. وبُهرت بفكرة إنشاء جامعة في طرابلس وآمنت بالقدرة على تحقيقها طالما أن هناك إرادة صلبه وإيماناً بالله الذي به دوماً المستعان.. وكنت متعوِّداً على الأحلام الكبرى من مدرسة والدي رحمه الله الذي كان يحلم ويخطط وينفذ مشاريع خيرية بملايين الدولارات قبل أن يؤمّن التمويلَ لها.. مستعيناً بالله دوماً.. مؤمناً إيماناً قطعياً، بأنه طالما أن المشروع لله وفي سبيله ولخدمة فقرائه فإن الله سبحانه وتعالى سيُيَسّر تمويله لا محالة.. وهكذا انتقل من مستشفى بدائي و(35) سريرا وآلة تصوير معطلة الى مستشفى ب (220) سريرا في القسم المجاني من المستشفى الإسلامي الخيري مزوّداً بأحدث التجهيزات، إضافة إلى مستشفى آخر غير مجاني ليتسع الى (120) سريراً ومزوّداً هو أيضاً بأحدث التجهيزات، الهدف من إنشائه تأمين دعم مالي دائم للمستشفى المجاني.. والذي نسال الله لكليهما دوام الاستمرار والازدهار.

وأردف: أعود للشيخ رشيد ومشاريعه.. فبعد أن قرأ فضيلته الرضى والتشجييع في عيوننا وجوارحنا، بثنا بلوعة لم أشعر أنها نالت من عزيمته قط وذلك حين أخبرنا بأن احدى الشخصيات الكبرى، ممن أصبحت في دنيا الحق، وبعد أن عرض عليها الأمر قالت له: (منك مكبّر الحجر يا شيخ رشيد).. وهنا أردت تثبيت قلب الشيخ رشيد ولا أعلم إذا كان لا يزال يذكر ما قلته له.. قلت له امضي يا شيخ رشيد سأخبرك قصة Van Dike وهو قسيس انجيلي ومبشّر عاش في لبنان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأنشأ المدارس في بيروت.. شاهده صديق له متجهاً من بيروت الى صيدا على ظهر دابته فسأله صديقه عن وجهته وقصده.. فقال له فان دايك انا ذاهب الى صيدا لاؤسس مدرستين في صيدا.. فتعجب صديقه وسأله ما حاجتك لتأسيس مدرستين إبدأ بواحدة، وطبعاً صيدا في تلك الأيام مدينة صغيرة.. فأجابه فان دايك قائلاً أنا سأنشىء مدرسة واحدة.. ولكن حتما وبعد أيام سيتبعني المبشر اليسوعي.. لينشىء مدرسته هو..

وأضاف: وإذ أسوق لكم هذه القصة.. فهي ليست من أجل الرواية او التذكير بحوار أجريته مع الشيخ رشيد بل من أجل العِظة.. ولأقول أن النجاح يستجر النجاح بالحاجة او بالتقليد.. وإن النجاح يُشكل بذاته وبأهله قدوة.. وإن عمارة الأرض تَستدرج رضى الرحمن فكيف إذا كانت بصروح العلم التي هي في أصل أسباب القوة التي أمرنا الدين الحنيف بالأخذ بها.. فإهنأ يا شيخ رشيد لقد سَنَنت سُنة حَسنة لكَ أجْرها وأجْر من عمل بها الى يوم القيامة.. أسست بجرأتك وبإصرارك وبمتابعتك وإيمانك بالله العلي القدير صرحاً علمياً كان قدوة للآخرين، وان أردت أن تعرف الأجر الذي ينولك فما عليك الا ان تحصي عدد الجامعات التي شقت طريقها في طرابلس أو اليها اقتداءً بك.. وطبعاً وانت ابن العائلة الدينية العريقة ومتوّجاً بتاج آبائك وأجدادك العلماء من ناصع العمامة فلم يكن لك سوى أن تبدأ بكلية الشريعة.. لتبقي العلم حتى المدنيّ منه في أطر الضوابط الأخلاقية وفي سبيل الله.

وقال: الجامعة تتطورت وهي ستتطور حتماً طالما أن وراءها قصد مبارك وإرادة صلبة.. لكن ما أريد أن أشير اليه الآن هو انه إن كنا بحاجة لكل العلوم، بدون استثناء، نتعلمها ونزيد فيها ونسهم في ركب الحضارة الذي بعدنا عنه بعداً كبيراً.. وهذا أمر لا خلاف فيه أو عليه خاصة وأنه وسيلتنا للعبور إلى المستقبل والمشاركة فيه.. فإن ما أريد أن أقوله أيضاً هو إننا دوماً بحاجة الى الفكر الذي يشكل الدافع والباعث والإطار والضابط لكل ما نحتاجه، كما نحن بحاجة الى تزكية منظومة القيم التي من دونها تنحرف المجتمعات.. فالعالم يقوده الفكر وليس الجرافات أو الدبابات أو الأموال المكدّسة.. فانظروا الى العالم المتقدم كيف أن هناك فكراً يقوده سواء شاطرناه إياه كله أو بعضه أو اختلفنا معه فيه.. وإن الفكر تؤسس له كليات الآداب والعلوم الإنسانية التي أضافتها جامعة طرابلس الى كلياتها.. هذا الفكر الذي عليه أن يتسع وينفتح كدأب من سبقنا من السلف الصالح لا يحده سوى طاعة الرحمن ورضاه وخير البشرية.

وأضاف: إن كنا نأمل من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة طرابلس.. أن تفتح نافذة مشرّفة على الفكر بكل أبعاده فإننا نريد أن نستأمنها على اللغة العربية.. واللغة في النهاية هي أداة التفكير ووسيلته.. لقد وصل الحال بلغتنا العربية، وفي كل العالم العربي بدون استثناء، إلى مرحلة خطرة يجب استدراكها قبل فوات الأوان وقبل فقدان الهوية.. إن استدراك لغتنا العربية لا يعني إسقاط تعلّم اللغات الأجنبية بل على العكس هو استكمال وأساس ودافع لمزيد من تعلم اللغات الأجنبية التي ستتيح لنا فرصة الفكر المقارن، والدراسات المقارنة، والعلم المقارن الذي سيشكل منطلقاً جديداً وافقاً آخراً نتيجة تلاقح الفكر.

وختم: إذا كنت أنقل إليكم تحيات وأشواق وتبريك دولة الرئيس سعد الحريري للخريجين أولاً لنجاحهم وللجامعة ثانياً بتدشين المرحلة الخامسة من مشروع بناء الجامعة، فإني لستُ بحاجة الى التأكيد بأن طرابلس وأهل طرابلس وجامعة طرابلس تأخذ الحيز الأكبر من قلب دولة الرئيس. فهنيئاً للخريجين وإلى مزيد من التقدم على طريق المعرفة التي لا تعرف حدوداً.. والى الجامعة التي رافقتُ منذ تصاويرها الأولى الى ما وصلت اليه، أتمنى مزيداً من التقدم والنجاح والله وليّ التوفيق..

 

قهوجي زار بلدته بعذران وقصر المختارة: الجيش يقف الى جانب مواطنيه اينما كانوا

معنيون بتجنب اي عمل ينعكس سلبا علينا وعلى غيرنا 

وطنية - المختارة - 29/5/2011 جال قائد الجيش العماد جان قهوجي في منطقة الشوف، وزار قصر المختارة ترافقه عقيلته السيدة مارلين وكريمته وصهره، مدير المخابرات في الجيش ادمون فاضل، رئيس الاركان السابق اللواء شوقي المصري، عدد من القادة العسكريين.

وكان في استقباله رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط في حضور عقيلته السيدة نورا ونجله تيمور، الوزيرين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، النواب: نعمة طعمة، علاء الدين ترو، ايلي عون. وقد استبقاه جنبلاط الى مائدة الغداء بمشاركة العميد سمير قهوجي، المجلس البلدي في بعذران، وتخلل اللقاء بين قائد الجيش وجنبلاط استعراض الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، وتعاطي قيادة الجيش مع الامور والقضايا المتعلقة بها.

وكان العماد قهوجي والوفد المرافق زار صباحا بلدته بعذران، حيث جرى له استقبال في ميدان البلدة رفعت في خلاله الاعلام اللبنانية والصور، وشارك في قداس احتفالي اقيم في كنيسة مار الياس في البلدة، ترأسه راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصار، تلاه احتفال في ساحة البلدة دعا اليه المجلس البلدي، والرابطة الثقافية في بعذران، حضره امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي المقدم شريف فياض ممثلا النائب جنبلاط، القاضي الشيخ فؤاد البعيني ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، النائبان ترو وعون، قاضي المذهب الدرزي الشيخ سليمان غانم، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين، قائمقام الشوف جورج صليبي، رئيسا الاركان السابقان شوقي المصري ورمزي ابوحمزة، وفد من مجلس قيادة الجيش اللبناني، وعدد من الفاعليات، الشخصيات، البلديات والاهالي.

قهوجي

بعد النشيد الوطني وتعريف من بسام عبد القادر، وكلمات ترحيب لكل من رئيس المجلس البلدي صلاح شاذبك، والشاعر جورج شكرالله، والدكتور مفيد قهوجي بإسم الاهالي، القى قهوجي كلمة قال فيها: احضر بينكم اليوم مكرما فألف شكر لكم ، اقف اليوم في بلدة ضم ترابها رفات اجدادي ومنها ارتحل والدي رجل الامن يزرعنا في ارض لبنان سنابل اثقلها العنفوان والكرامة وانحنت امام حب الوطن بعد عبادة الله جل جلاله ، في بعذران بيت المساعدة والمسعف والمنجد اقف بين اهل واصدقاء يحتضننا تاريخ عريق في الحكمة والبطولات وهاكم العمائم البيض والاثار المنيفة تشهد على ذلك بكل صدق، ايها الاصدقاء اقف في بعذران المتربعة في قلب جبل لبنان وصور رجاله الرجال يصنعون تاريخ لبنان تتزاحم في ذهني، استذكرهم اليوم يقفون وقفات عز يعلون مداميك لبنان الاستقلال يحملونه في عقولهم فكر يتطور وعلى ايديهم وطن يبدع واسأل الله تعالى ان يسدد خطاي على الدروب التي رسموها لنا فأسهم من خلال مسؤولياتي قائدا لجيش لبنان في بلوغ ما تصبو اليه بتحقيق حلم راودهم.

وتابع: ان الجيش اللبناني يقف الى جانب مواطنيه اينما كانوا في اي فصل وتحت اي عنوان، ويقف ضد اطماع العدو الاسرائيلي ومواجهة إعتداءاته متنبها الى مؤامراته التي تختلف شكلا واسلوبا من وقت الى اخر مرورا بالتصدي للإرهاب باشكاله كافة كائنة ما كانت احجام محاولاته للنيل من الكيان اللبناني مجتمعا وصيغة عيشه وتضامنه وصولا الى الحفاظ على الامن وحتميت الاستقرار، وهما حق واضح ومشروع لكل مواطن مع ما يتبع ذلك من مشاركات ممكنة لهذا المواطن في شؤون عمله ومسيرته اليومية وشرعية حريته في التعبير عن الرأي وفي الحياة الكريمة على كل صعيد.

اضاف: تعيش المنطقة العربية منذ شهور مخاضا سياسيا واجتماعيا يختلف بين دولة واخرى من شأن تأثيره ان تترك إنعكاساتها في اكثر من اتجاه، نحن بالتأكيد معنيون بالوضع في بلدنا قبل اي شيء لكننا معنيون ايضا بتجنب اي عمل ينعكس سلبا علينا وعلى غيرنا او يحسب تدخلا في شؤون الاخرين، كما ان ذلك لا يلغي ابدا التعاون مع اشقائنا بخاصة في ما يتعلق بتطوير مؤسستنا العسكرية اعدادا وتدريبا وتجهيزا وضبط حدودنا واحياء عمل مؤسساتنا وشؤون كل بيت بأي حال خاص بأبنائه فهم ادرى بشعبه وتفاصيله، ومن الطبيعي ان يتركز اهتمامنا في لبنان على منع الرجوع الى الوراء وتفويت الفرص على المصطادين في الماء العكر، والساعين الى زرع الشقاق في المجتمع الواحد، ونحن الجيل الذي عرف مرارة تلك الحالات في بداية إطلالته على الحياة لن ندع ذلك يصيب الاجيال اللاحقة وجيشنا جاهز دوما لتنفيذ ما تقتضيه الامور انطلاقا من قسمه الواضح للقيام بالواجب كاملا حفاظا على الوطن لبنان.

وختم قهوجي:اعزائي في بعذران العزيزة مواطنين، عسكريين، مدنيين، زمنيين، رجال دين، مؤسسات تربوية واجتماعية، هيئات اختيارية وبلدية، انني ارى فيكم ما اراه في جيش بلدكم مثالا للوحدة الوطنية في هذه البقعة الجميلة من الوطن، والمؤسسة العسكرية تتخذ العبر من مواطنيها كما تعلمون اليس ابنائها رموزا انسانية متنوعة ومتألفة من بلدنا بجميع مناطقها ألا بوركت جهودكم في الحفاظ على تراث الاجداد وبناء مستقبل الابناء وسلمت قلوبكم العامرة بمحبة الارض الجيران والاهل والوطن، اما المؤسسة العسكرية فأنها تحسب تقديركم لها وثقتكم بأنجازاتها غصن غار تكلل به ذكر شهدائها الابطال. وفي الختام، الف شكر لك بلدتي والف شكر لكم ابنائها وبخاصة من دعا ورعى هذا التكريم عشتم عاش لبنان.

ازاح قهوجي الستارة عن لوحة تذكارية بالمناسبة وتفقد منزله

 

تعليقاً على مقالة حازم الأمين "انقاذ الخصم"

ف. س

مقال جيد وموضوع مهم إلا أنه من قال بأن 14 آذار لن يقبلوا العرض. صدقوني إنهم ليسوا فقط نهمين لهكذا عرض بل أنهم مستعدون للمساومة حتى على المحكمة الدولية وسلاح حزب الله من أجل الوصول إلى الحكم ثانية. سيتنازلوا عن كل شيء حتى ورقة التوت في سبيل العودة إلى الحكم.

نحن أمام صبية حكم ومنافقون سواء كان ذلك في رئاسة الوزارة، رئاسة المجلس أم رئاسة الجمهورية. حتى أنهم جروا معهم إلى مستنقع القذارة رجال الدين من مسلمين ومسيحيين وما بينهما. فأصبح دار الإفتاء يفتي في الدستور، والبطركية تتعاطى السياسة، والمجلس الشيعي يخطط وينظر سياسيا بل وإقتصاديا، وشيخ العقل يعقل ويتوكل.

يا إخوان، ضاع الوطن بين أيدي هؤلأ الصبية المنافقون. ضاع الوطن منذ إتفاق الطائف المشؤوم. ضاع الوطن منذ تولى حريريوا السعودية السلطة وبرابرة سوريا المجلس ورافقهم بين هذا وذاك رؤساء جمهورية لا يصلحوا لمنصب مختار منطقة.

فأتى لحود وبعده سليمان والقادم أعظم. وتعاقب على رئاسة الوزارة من الحريري الأب للإبن وما بينهما حتى وصلت إلى الميقاتي الذي جعلنا نمقت كل ما هو لبناني بسبب ضعفه المخجل ومراوغته المبتذلة ومواقفه الواهية وتخليه عن أدنى مقومات الكرامة المهنية فأصبح ممجوج ممجوج ممجوج.

أما النبيه بري فلا يسعنا فيه إلا لا حول ولا قوة إلا بالله فمثل هذا الرجل أقل من أن يوصف فما أصاب الوطن أو أي وطن ما أصابنا بهذا النبيه فإذ ذاك لا يسعنا إلا ترداد الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. إذا لم ننتبه لأرزنا ووطننا فسيحكمنا الصبية المخصيون إلى الأبد. هكذا آلت حال لبنان واللبنانيين بين صبية ومنافقين وخانعين أضاعوا الوطن وأضاعوا الكرامة وأضاعوا رغد الإقتصاد الذي كنا فيه

أرادوا أن يقنعونا ويزرعوا في عقولنا المريضة بأن المشكلة هي بين السني والشيعي والمسيحي والدرزي إلا أنهم أبدا لم يجرؤوا على مواجهة الحقيقة بأن المشكلة هي بين لبنان وسوريا وإيران. لم يقولوا أبدا بأن أحزاب مدمرة يجب حلها فورا مثل حزب الله وحزب البعث والحزب القومي السوري والمنظمات الفلسطينية وسلاحهم وما بينهم من أصدقاء المقاومة والمنظمات الإرهابية الأخرى.

هؤلأ هم الصبية والمنافقون الذين تعولون على مستقبلنا معهم. وفروا كتاباتكم وآرائكم فلم يعد ذلك ينفع إلا بتغيير هؤلأ الأقزام وطردهم ليعودوا إلى حيث ينتمون.

توقفوا بالله عليكم عن الصراخ والعويل كالنساء الأرامل بينما هم يبتسمون ويضحكون ويسيمونا مر الخداع والنفاق والإستهتار.

توقفوا عن إسداء النصح أو الرأي فلن يفعلوا إلا ما يحلوا لهم ويصب في خانة مصالحهم الشخصية، أما الشعب فعليه ألف لعنة ولعنة.

توقفوا عن التمني فقد أصبحنا في خانة الإستجداء الذي لا ينفع مع طغمة الحكم هذه.

أتركوهم لمصيرهم المحتوم فقد باتوا قاب قوصين أو أدنى من نهايتهم.

إن اللبنانيين يستحقون رجال أفضل من هؤلأ القوم المخصيين ويستحقون من يعمل لصالحهم وليس من يستعملهم لمصالحه.

أنظروا حولكم جيدا وتمعنوا فيما آلت إليه حال اللبنانيين فستجدوا أمامكم وجوها غير تلك التي ألفتموها ومباديء غير تلك التي تعلمتموها وحكايات غير تلك التي سمعتموها ومصائب غير كل ما خبرتوه من أجدادنا.

إنهم الشر بعينه، إنهم المصيبة التي حلت بالوطن إنهم السرطان الذي يجب إستئصاله وليس مداواته. فهل ستفهمون؟

إغسلوا أيديكم من هؤلأ الصبية قبل أن نضطر لغسل أيدينا من الوطن بأكمله. فهل ستفهمون؟

 

بكاء ديمقراطي 

الياس الزغبي

من أكثر الأمور طرافة وغرابة، بين المجريات اللبنانيّة الأخيرة، "لهفة" ثلاثيّ 8 آذار على الديمقراطيّة والقانون والدستور. أمّا "النهفة" ففي صراخهم ضدّ "الانقلاب" الذي قامت به قوى الأمن الداخلي في مبنى الاتصالات! ليس كثيرا وصف بكائهم على القانون والدستور بأنّه دموع تماسيح، بعدما حوّلوهما الى ألعوبة وأضحوكة، منذ استباحتهم بيروت ومطارها، والدولة وأملاكها، والدوحة وتفاهماتها، والطائف وتوازناته، والرئاسات وحرمتها، والادارات ومناصفتها.

وليس بسيطا كلامهم على انقلاب مزعوم، بعد انقلابهم المعلوم، فيصحّ فيهم القول المأثور: "رمتني بدائها وانسلّت".

لكنّ الأشدّ طرافة وغرابة واثارة، تفجّع الثلاثي نصرالله – برّي – عون على الديمقراطيّة، وحديثهم عن المليشيات والحرص على المؤسّسات.

وسبب الغرابة أنّ الثلاثة موصوفون بغربتهم الكاملة عن المعنى الديمقراطي والمؤسّساتي في العمل السياسي: الأوّل مقيم على حزب مقفل ومدجّج لا يُعرف كيف تُصنع قراراته في الغرف المغلقة، الثاني يتربّع منذ 20 عاما على عرش مؤسّسة يفتحها أو يُقفلها على هواه، والثالث يقبض مع من يصطفيهم على تيّار شعبي عائم وغافل، مقطور نحو المجهول، ومفطوم عن النقاش، وممنوع تحويله الى جسم سياسي منتظم، أو حزب قابل للحياة.

وعلاقتهم مع المجموعات الحليفة، في فضاء 8 آذار، علاقة تابع ومتبوع، لها الحقّ في التصفيق لا التعليق،  علما أنّ اثنين من الثلاثي المذكور يصفّقان للأوّل ولا يعلّقان.

وتعاملهم مع الخصوم السياسيّين "ديمقراطي" بامتياز، يشهد على ذلك 7 أيّار، والمطار، واغتيال نتائج الانتخابات الديمقراطيّة، وضرب التوازن الوطني بقمصان الفجر.

أمّا النموذج الأرقى والأنقى، ففي دعمهم المطلق للنظام السوري ضدّ الناس، لا يرفّ لهم جفن "ديمقراطي" على مئات الضحايا وآلاف المعتقلين، بل يُمنّون النفس بانتصار مثالهم الشقيق كي يخرجوا معه من الضيق، ويطبّقوا في لبنان نجاحاته "الديمقراطيّة".

ولكن، ماذا حقّق لهم كلّ هذا "البكاء الديمقراطي"؟  أرادوا الانقضاض على شرعيّة الدولة، فكانت النتيجة وضع المؤسّسات في عهدة الأمن الشرعي، جيش أو قوى أمن داخلي، لا فرق. وسقطت لعبة نصب فخّ لهما. كما سقطت خطّة استيلاء وزير على ملك عام لتجييره الى جهات غير شرعيّة، عبر عراضة مسلّحة اعلاميّة سياسيّة. وغدا سيسقط وجه آخر من الخطّة بسقوط قرار الوزير نفسه الاحتفاظ بأموال الناس في خزائنه، لأنّ منطق اقتطاع دويلة ماليّة داخل الدولة غير قابل للحياة. فكيف اذا كان هذا المنطق الاستئثاري من رواسب الستالينيّات المنقرضة والتي تحجّر الوزير في شرنقتها. لقد خسر هؤلاء معركتهم الأخيرة في تجويف الدولة وتصفية ما تبقّى منها، بعدما نجحوا في حرمانها من حكومة ومرجعيّة ودورة قرار وانتاج، وفي هزّ أمنها خطفا وتفجيرا وضرب سمعة. في المحصّلة: لا ديمقراطيّة بدون ديمقراطيّين، ولا مؤسّسات مع الذهنيّة الفرديّة. والذين تباكوا على الديمقراطيّة والقانون والدستور هم الطاعنون فيها والساعون الى هدمها. "ينهون عن خلق ويأتون مثله"، و "عار عليهم عظيم".   أوراقهم تنكشف وتتناثر في خريفهم المبكر، وفي غمرة الربيع اللبناني والعربي. فإلى متى سيظلّون يُتقنون فنّ البكاء على ضحاياهم، ويمشون في جنازة قتلاهم! ألا يخشون اتساع مواكب الجنازات للضحايا والجلاّدين معا؟

 

تظاهرات في سورية للشهيد وترقب في مجلس الأمن 

دمشق - وكالات : 29/5/2011 

جاء في حصيلة جديدة أوردها ناشط حقوقي أمس أن 12 شخصا قتلوا في سورية بنيران قوات الأمن أثناء مشاركتهم في تظاهرات (جمعة حماة الديار)، مشيرا الى انتهاج السلطات (العنف المفرط) لمواجهة الاحتجاجات . وذكر رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة فرانس برس ان (مواجهة السلطات للمتظاهرين باطلاق النار اسفر عن سقوط 12 شهيدا في عدة مدن سورية). وأورد رئيس المنظمة لائحة باسماء القتلى، وتبين وفاة اربعة اشخاص في داعل (ريف درعا، جنوب)، وثلاثة في قطنا (ريف دمشق)، وشخصين في ادلب (غرب)، وشخص في الزبداني (ريف دمشق)، وآخر في حمص (وسط). واشار قربي الى ان السلطات مازالت تمارس بمنهجية استعمال الذخيرة الحية لمواجهة التحركات الشعبية في مختلف المحافظات. من جانبها، ذكرت وكالة سانا نقلا عن مصدر مسؤول في الداخلية أن اثنين من عناصر الشرطة قتلا الجمعة وجرح نحو 30 آخرين على أيدي ما وصفتهم بمجموعات مسلحة، استغلت التجمعات في عدد من المحافظات. وقد بث نشطاءُ حقوقيون على الانترنت صورا لتظاهرات خرجت ليلا في ركن الدين، والقدم في العاصمة دمشق تطالب الرئيس بشار الأسد بالتنحي، وتندد بالقمع الدموي.

سبت الشهيد حمزة الخطيب

إلى ذلك، دعا نشطاءُ سوريون عبر مواقع إلكترونية إلى تظاهرات أمس السبت في مختلف المدن، تنديدا بالقمع الدموي، وأطلقوا عليها (ثورة سبت الشهيد حمزة الخطيب)، وهو الفتى البالغ 13 عاما الذي توفي الأربعاء تحت التعذيب، وجرى التمثيل بجثته.  كما انشأ ناشطون صفحة باسمه، وضعوا عليها صورة الفتى، وعبارة (لن نسكت). وذكر النص (اغتالته يد الغدر، وعبثت اياديهم المريضة بجسده البريء، وعذبوه بوحشية). وأضاف -اليوم سورية كلها ستنتفض لاجلك (...) لاجل براءتك (...) لاجل دموع امك، لاجل حرقة قلب ابيك (...) لاجل ابنائنا ستغضب سوريا (...) نعم ستغضب سوريا كلها لاجل حمزة-. وأكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة فرانس برس انه (تم اعتقال حمزة المتحدر من قرية الجيزة، بالقرب من درعا مع آخرين اثناء تظاهرة فك الحصار عن درعا).  وأضاف أن (الأسرة تسلمت جثمانه من السلطات الاربعاء بوضعها الحالي الذي بدت عليه آثار التعذيب). وأشار قربي إلى انه (ما زال مصير 25 شخصا من الذين اعتقلوا معه مجهولا).

 

أ.ف.ب" عن ناشط: 5 قتلى وأكثر من 100 جريح في مدينتي الرستن وتلبيسة السوريتين 

قتل ثلاثة مدنيين برصاص قوات الأمن السورية في مدينة تلبيسة السورية القريبة من حمص، والتي يحاصرها الجيش منذ فجر اليوم، وفق ما أفاد ناشط حقوقي.

ولفت الناشط نفسه إلى أنَّ "خمسة مدنيين قتلوا برصاص قوات الأمن في مدينتي الرستن وتلبيسة اليوم"، وأضاف أنَّه "تم نقل أكثر من مئة جريح إلى المستشفى الوطني والمستشفى العسكري في حمص".(أ.ف.ب.)

 

الإفراج عن الدبلوماسي الإيراني في مصر

أعلنت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" المصرية الرسمية بعد ظهر اليوم الأحد أنَّه "تم الإفراج عن الدبلوماسي الإيراني، الذي أوقف في مصر بتهمة التجسس".

الوكالة نفسها، أوضحت أنَّ "نيابة أمن الدولة العليا أفرجت اليوم الأحد عن الدبلوماسى الإيرانى سيد قاسم حسينى عقب إستعلامها من وزارة الخارجية المصرية بأنه دبلوماسي" بالبعثة الإيرانية في مصر، من دون أن توضح أسباب هذا الإفراج. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول أنَّ "جهاز المخابرات العامة تمكن من رصد تحركات أحد عناصر وزارة الأمن والإستخبارات الإيرانية الذى يعمل ببعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة لقيامه بمخالفة بروتوكول التعاون الدبلوماسي، وذلك من خلال قيامه بتكوين عدد من الشبكات الإستخباراتية وكلف عناصرها بتجميع معلومات سياسية وإقتصادية وعسكرية عن مصر ودول الخليج نظير مبالغ مالية". وأضافت هذه الوكالة أنَّ "التحريات أوضحت أنَّ الدبلوماسي الإيراني كثف نشاطه الإستخباري خلال أحداث "ثورة 25 يناير" مستغلاً حالة الفراغ الأمني بالبلاد، خصوصاً مايتعلق بالأوضاع الداخلية وكذلك الأمنية بشمال سيناء وموقف الشيعة والوقوف على مشاكلهم وأوضاعهم فى مصر"، مشيرةً إلى أنَّ "الدبلوماسي طلب من مصادره الوقوف على الجهات والتنظيمات السياسية التى لها شعبية على الساحة المصرية والتى ترغب فى الحصول على تمويل مادي من إيران بغرض الإقتراب منها والتنسيق معها". وأكدت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" أنَّه "فى ضوء تحريات ورصد جهاز المخابرات العامة ألقي القبض على الدبلوماسى مساء أمس السبت بالقاهرة بحضور المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، إذ تم إصطحابه إلى مقر النيابة لمباشرة التحقيق معه ووجهت له تهمة التخابر ثم تم الإفراج عنه بعد الإستعلام من وزارة الخارجية المصرية التي أفادت أنَّه دبلوماسى بالسفارة الإيرانية".  (أ.ف.ب.)

 

القائد العام لـ"يونيفيل" الجنرال ألبرتو أسارتا: اتخذنا الإجراءات الأمنية المناسبة لضمان أمن عناصرنا 

تفقد القائد العام لـ"يونيفيل" الجنرال ألبرتو أسارتا جنود الوحدة الإيطالية الذين استهدفت دوريتهم في الرميلة أول من أمس في مستشفى حمود الجامعي في صيدا، مشيراً إلى أنَّ "الجنود الستة المصابين قد اظهروا تحسناً بالرغم من أنّ واحداً منهم لا يزال في العناية المشددة"، وأضاف: "تعافيهم السريع أمر مهم لنا جميعاً"، لافتاً إلى أنَّ "التحقيق بالهجوم يتقدم بالتنسيق مع السلطات اللبنانية وهو ذات أهمية قصوى". أسارتا، وفي حديت للصحافيين، لفت إلى أنَّ "يونيفيل اتخذت وتستمر باتخاذ الإجراءات الأمنية المناسبة لضمان سلامة وأمن عناصرها خلال تنفيذهم مهامهم، وأنَّ هذه المهام التي أنيطت بها وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701 من أجل إحلال السلام والاستقرار في جنوب لبنان لن تحيد عن مسارها". (الوطنية للإعلام)

 

مجلس علماء البقاع" يثني على موقف ريفي الجريء ويدين القمع والتنكيل في مواجهة الثورات

أهاب "مجلس علماء البقاع" بـ"موقف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني والذي استنكر فيه التعرض للطائفة السنية من قبل بعض المغرضين"، وطالبوا "بمحاسبة من يتجرأ على انتهاك حرمة الطوائف حرصاً على الوحدة الوطنية". المجلس، وبعد اجتماعه الدوري أسف في بيان "لتعثر وتأخر ولادة الحكومة"، لافتاً إلى أنَّ هذه الحكومة "لن تبصر النور إذا أصر البعض على تشكيلها من لون واحد وطمعاً بالحصص، لأنَّ لبنان لا يعيش برئة واحدة"، وطالب "المسؤولين بوضع حد للتدهور السريع اقتصادياً وأمنياً بتشكيل حكومة وحدة وطنية رحمة بالوطن والمواطنين والمغتربين". هذا، وأثنى المجلس على "الموقف الجريء للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي باعتباره القانون فوق الجميع وحمايته لأملاك الدولة"، مديناً "الإعتداء على قوات الطوارىء الدولية في الجنوب اللبناني المكلفة حفظ الأمن والسلام فيها". وعلى صعيد آخر، دان المجلس "بشدة استمرار القمع والتنكيل وبشاعة القتل وانتهاك الحرمات في مواجهة الثورات والمتظاهرين المحتجين العزل في بعض الدول العربية والإسلامية، والتي تمارسها الأنظمة ضد شعوبها وأبنائها"، مطالباً "جامعة الدول العربية و"منظمة المؤتمر الإسلامي" بالتدخل السريع والفوي لوضع حد لهذه الجرائم التي ترتكب والتي لم تعد تخفى على أحد"، ودعا إلى "مد يد العون في حماية المواطنين وتقديم المساعدات للنازحين والمهجرين من بيوتهم ودولهم". ومن جهة ثانية، بارك مجلس العلماء "المصالحة التاريخية للأخوة الفلسطينيين برعاية مصرية كريمة"، كما أعرب عن تقديره "للخطوة الجريئة لدولة مصر العربية بإعادة فتح معبر رفح".(الوطنية للإعلام)

 

حزب الله يكمل مخطط السيطرة على الدولة وعون ابرع مايسترو لتنفيذ ما يطلبه السيد  

 ريتا فاضل

اشارت اوساط دبلوماسية عليمة الى ان حادثة الاتصالات بين الوزير شربل نحاس والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي ترتبط بمسار قرار سوريا وحزب الله ضرب الدولة اللبنانية ومنع المؤسسات والاجهزة المختصة من لعب دورها. وقالت الاوساط المذكورة لموقعنا ان الهدف السوري الحزب الهي الاستراتيجي منذ يقضي منذ البداية بمنع اي كان من معرفة الحقيقة في اي جريمة سياسية كانت ومن بسط سلطة الدولة باي ثمن كان. واوضحت الاوساط ان المواجهة الحقيقية هي بين الدولة والدويلة وان المشكلة تكمن في ان فرع المعلومات حقق طيلة السنوات الاخيرة الكثير من الانجازات بفعل عوامل عدة بينها امتلاكه تقنيات متطورة تساعد كثيراً في قراءة تحليل داتا الاتصالات.

وحسب الاوساط فقد كان فرع المعلومات يحصل على هذه الداتا مباشرة من احدى الشركتين اللتين تديران قطاع الخلوي.

الا ان قوى 8 آذار ومنذ تسلمها وزارة الاتصالات عبر وزيرين عونيين قبضايين هما جبران باسيل وشربل نحاس عملت لوقف امداد هذا الفرع بداتا الاتصالات.

الا ان مخرجاً وضع من هذا القبيل وافضى الى حصول فرع المعلومات على هذه الداتا انما عبر "شربوكة" اذا جاز التعبير حيث ترفع قوى الامن الطلب الى وزير الداخلية ومنه الى رئاسة الحكومة ومنها الى وزارة الاتصالات فاحدى شركتي الخلوي التي تجيب على هذا الطلب وتدور الدورة نفسها حتى تنتهي بقوى الامن الامر الذي يؤخر عملية تحليل الداتا الا انها تحصل في نهاية المطاف. ولفتت الاوساط الى ان الوزير نحاس تشبه بسلفه باسيل فامتنع عن تيسير حصول الامن الداخلي على الداتا التي تطلبها وهو ما ظهر بقوة في الشهرين الاخيرين ولا سيما في موضوعي الاستونيين المخطوفين. واكدت الاوساط ان جهات امنية سورية نافذة تقف وراء الطرف الذي تولى خطف الاستونيين الذين نقلوا الى سوريا.

وحسب الاوساط فان المعطيات التي توافرت لدى الامن الداخلي ذهبت بعيداً في تاكيد ما سبقت اليه الاشارة بالادلة.

ولعل الشعرة التي قسمت ظهر البعير دائماً حسب الاوساط كانت تيقن الامن الداخلي من ان نجل علي الحاج هو الذي القى القبض على 4 معارضين سوريين وقام بارسالهم مباشرة الى سوريا والاكثر ترجيحاً انه تمت تصفيتهم هناك وقد توصلت هذه القوى الى خيوط اساسية من هذا القبيل. وقد اشارت الاوساط الى ان سوريا وحزب الله قررا بعد ذلك كله ان يقطعا الطريق على حصول فرع المعلومات على الداتا وهو ما يشكل جزءاً من كل يقوم على عزل قوى الامن الداخلي وابعاد اللواء اشرف ريفي ومن ابرع من العماد ميشال عون ومن وزيره نحاس في تنفيذ هذه الاجندة؟ وحسب الاوساط المذكورة فان سوريا تغرق اكثر فاكثر في مشاكلها الداخلية مما يمنعها عملياً من الانصراف الى الشؤون اللبنانية بينها التفرغ لتنفيذ ما سبقت اليه الاشارة مع ان التفجير الذي استهدف سيارة لقوات اليونيفيل عند مدخل مدينة صيدا غير بعيد عن الرسائل السورية باتجاه المجتمع الدولي.

ورأت الاوساط ان حزب الله هو القادر على التحرك وتنفيذ الاجندة المشتركة بينه وبين دمشق.

وحسب الاوساط فانه بقدر ما يقترب موعد صدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري بقدر ما يسارع حزب الله الى تطبيق خطط حماية نفسه من الداخل اللبناني وهو كان يعمل مطلع العام الجاري على احكام قبضته على الدولة وتطويع قوى الامن الداخلي وقد ابقى ورقة الهروب الى الحرب من البوابة الجنوبية سيفاً مسلطاً على رؤوس اللبنانيين.

ورأت الاوساط ان حزب الله بات على يقين من اقتراب صدور هذا القرار ومن انه سيشير الى تورط مسؤولين في صفوفه وفي النظام السوري.

الا ان حسابات الحقل امس باتت تختلف عما هي عليه حسابات البيدر اليوم اذ لم يعد وارداً ان يستكمل حزب الله انقلابه فهو عاجز عن تشكيل حكومة اضافة الى استحالة هروبه الى حرب من البوابة الجنوبية. من هنا تابعت الاوساط لم يعد امام حزب الله الا خيار ضرب القوى الامنية وتطويعها مما يدرج ما اقدم عليه الوزير نحاس في هذه الخانة والحبل على الجرار والعماد عون سيقوم بدوره على اكمل وجه من هذا القبيل.  موقع 14 آذار

 

استعراض!

موقع تيار المستقبل

أبدع الأفرقاء في الاستعراض والإدعاء هم مريدو واتباع ميشال عون، وأبرز هؤلاء على شاكلة الوزير شربل نحاس، والنائبين إبراهيم كنعان ونبيل نقولا. أبرز المفارقات هي اصطحاب نحاس كاميرا للإستعراض والتهويل على اللبنانيين. نحاس ومن وراءه يصرون على اسقاط البلد في أتون الأزمات. لبنان المأزوم سياسياً وحكومياً، لم يكن ينقصه إلا عراضة نحاس ومرافقيه. لقد صار واضحاً ان تكتل الإصلاح والتغيير لم يعد يستأهل لقباً إلا تكتل "السلاح والتعتير" . ذلك ان كل الهم لديه هو الكيدية وتحويل البلد بؤرة وساحة للصراعات المفتوحة في المنطقة. أكثر من ذلك، فجنرال الحروب الخاسرة والمدمرة، يطل علينا كمريم نور بابتسامة رتيبة، ثم لا يلبث ان يصرخ في وجه الصحافيين لتعليمهم واجباتهم المهنية. فهو الفقيه الدستوري، والسياسي الحاذق، والاداري البارع. وقبل كل هذا وذاك فهو الأمين على الجمهورية بعد الأمين على الدماء امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله. الأسوأ من كل ذلك ان هناك من يعظ اللبنانيين في انتهاك الدستور، من دون ان يكون له أي موقف خلال قمع التعديات على الأملاك العامة، واستباحة حرمة مطار بيروت، واستعراض القمصان السود في شوارعها.

 

40 بندقية M4  سلمها حزب الله لمرافقي ميشال عون...فباعوها لتجار السلاح: جنرال الرابية يطرد أقرب ضباطه الأمنيين على خلفية الفضيحة  

طارق نجم /موقع 14 آذار

يقول المثل اللبناني الشهير "دود الخلّ منو وفي" وأركان التيار البرتقالي هم أكثر من يهدد التيار بالتداعي والسقوط، فلا يكاد موسم الفضائح يهدأ وترتاح العواصف حيناً إلا لتعود فتهب مجدداً وبوتيرة أعلى. وإذا كانت الفضيحة في العرف الاجتماعي هي كشف المستور أو ما ينبغي أن يبقى مستورا، فالعلاقة بين تيار ميشال عون وحزب الله تمرّ في أدق مراحلها حيث تتهاوى ثقة قيادة حارة حريك بقيادة الرابية بعد تصاعد روائح الفضائح التي تفوح الواحدة تلو الأخرى من قلب البيت البرتقالي، ويغدو موقف جنرال الرابية أكثر خجلاً أمام سيّد الضاحية، ويرغب أكثر من ذي قبل بتقديم التنازلات لإعادة هذه الثقة المفقودة. الضابط "دي دي" أصرّ على الظهور مع ميشال عون وسجن بسبب ذلك وتوسط له عون مرتين

فقد أفادت مصادر مقربة من الرابية أنّ أحدّ أكثر الضباط المقربين من العماد ميشال عون، قد قام مؤخراً ببيع أسلحة رشاشة استلمها من حزب الله لصالح تجار الأسلحة مما أثار حنق الجنرال الذي قام بطرده على الفور. وفي التفاصيل، أن هذا الضابط واحرف اسمه الأولى هي "أ. ر."، وملقب بـ"دي دي"، هو من أصحاب الرتب العالية في الجيش اللبناني ومن اللذين قاتلوا الى جانب ميشال عون خلال حربي التحرير والإلغاء، وما زال في الخدمة العسكرية حالياً. وعلى الرغم من ذلك، كان يصرّ "أ. ر." أو "دي دي" على الظهور مع العماد عون في العديد من المناسبات الحزبية ويعتبر من المشرفين على الجهاز الأمني الخاص الموكل إليه حماية ميشال عون، حيث يرافقه في حلّه وترحاله، ويحظة بثقة الجنرال العمياء ويعتبر موضع سره. وبسبب هذا الظهور العلني لـ"'دي دي” "، وفي ظل ما هو متعارف عليه من منع ضباط ورتباء وعناصر الجيش من ممارسة أي نشاط سياسي او الإنتماء لأي حزب، تمّ سجن 'دي دي” تأديبياً مرتين على الأقل حيث قام عون باستعمال نفوذه لإخراجه من السجن، ومن ثم جرى تشكيله إلى منطقة البقاع لإبعاده عن الرابية. الضابط 'دي دي” معروف في اواسط العونيين أنه من أكثر من كان الجنرال يعتمد عليهم في الفترة الماضية وبالتحديد لجهة تأمين حمايته الشخصية ويقال أنه هو من قاد السيارة التي أقلّت عون الى المستشفى في جبيل خلال الوعكة الصحية التي ألمّت بالجنرال مؤخراً. حتى أن جريدة الأخبار ذكرت اسم هذا الضابط صراحة بتاريخ كانون الأول 2008 خلال زيارة ميشال عون إلى دمشق حين "وجه كلمات غير مقبولة إلى مراسلي جريدة الأخبار ليعود لاحقاً ويعتذر منهم" مما يدلّ على أنه ممن يتكلمون باسم عون ويمثلون ارادته وكانوا ضمن الوفد الذي قام بزيارة سوريا مع الجنرال.

حزب الله سأل أين M4؟ و"دي دي" باعهم لتجار السلاح بـ200 الف دولار ..فطرده عون من الرابية

وبحسب مصادرنا الخاصة، فإنّ القصة الأخيرة تبدأ مع الضابط 'دي دي” يوم 6 كانون الثاني 2011، يوم دفن المرحوم الياس نعيم عون (المعروف بابي نعيم) شقيق الجنرال ميشال عون وبالتحديد في كنيسة ماريوسف في حارة حريك. يومها اقترب مسؤولان من حزب الله هما غالب ابو زينب ووفيق صفا من 'دي دي” وسآله " لماذا مازال مرافقو الجنرال عون يحملون الأخمص (بنادق كلاشينكوف AK47)؟ أين هي بنادق الـM4 التي أرسلناها؟ ارتبك الضابط 'دي دي” ثم أجاب: "إنها معنا...إنها في السيارات". وتوقف الحديث عند هذا الحدّ نظراً لتفاهة المسألة مقارنة بهيبة المأتم وعدم ملائمة المكان لمناقشة الموضوع بالإضافة لتسارع الأحداث التي تلت منذ ذلك اليوم الكانوني.

المسألة لم تنته. فمسؤولو حزب الله لا يغفلون عن أي تفصيل وعلى رأسها تلك التي ترتبط بأبعاد أمنية دقيقة خصوصاً بعد الشكوك التي طرحت فيما يتعلق بالإختراق الإسرائيلي لمحيط الجنرال عون بعد انكشاف أمر مسؤول التيار العميد المتقاعد في الجيش اللبناني فايز كرم وقضية تعامله مع الموساد. وبالفعل اثيرت القضية من جديد في أول شهر ايار من قبل أمنيي الحزب لدى اجتماعهم بالجنرال ميشال عون في جلسة خاصة بعيداً عن عيون وآذان 'دي دي” وطلبوا إستفساراً عن موضوع الـM4 لأن هذه البنادق لم تظهر مع مرافقي الجنرال بالرغم من مضي أكثر من 5 أشهر على إرسالها لهم.

وكما يقال بالعامية "لم يكذب الجنرال الخبر" فاستدعى الضابط 'دي دي” على عجل وطلب شرحاً عن مصير البنادق الهجومية من طراز M4 والتي كان من المفترض على 'دي دي” أن يوزعها على المرافقة الخاصة بالجنرال. بعد أخذ وردّ، أقرّ 'دي دي” أنّه باع هذه البنادق لتجار السلاح بمبالغ خيالية بعد أن أرتفعت الأسعار مؤخراً وبالتالي "لا حاجة لنا بها لأنه يمكننا أن نأتي بغيرها لاحقاً من حزب الله". استشاط عون غضباً وطلب من 'دي دي” استعادة بنادق M4 أو على الأقل ارجاع الثمن الذي تقاضاه من بيعها. رفض 'دي دي” الأمرين مقدماً حججاً واهية، فكان ردة فعل عون هي طرده في الحال ومنعه من دخول الرابية مع تعميم الأمر على جميع المعنيين بحراسته وأمنه. زوجة 'دي دي” توجهت للرابية للتوسط من أجل إصلاح ذات البين بين الجنرال وبين زوجها 'دي دي” ولكن محاولتها قوبلت برفض صارم وأقفلت في وجهها جميع أبواب الوساطة.

ويقدّر ثمن هذه البنادق حالياً في السوق بـ5 آلاف دولار معدلاً لبندقيةM4 الواحدة في السوق اللبنانية نظراً لحالتها والمميزات التي تحملها مما يجعل قيمة البنادق الـ40 تصل إلى 200 ألف دولار. وبندقية Carabine-M4 هي سلاح أمريكي الصنع، ظهر كنسخة مطوّرة ومحسّنة عن بندقية الـM16 التقليدية وتصنعها شركة Colt المعروفة منذ العام 1994. وصنفت M4 على أنها من أفضل الأسلحة الرشاشة الأمريكية الصنع في العالم، حيث تستخدم كسلاح قتال أساسي فعال لدى القوات الأمريكية والعديد من الجيوش المحترفة في العالم، حيث تمتاز بصغر حجمها، وخفة وزنها، وكثافة نيرانها مع دقة إصابة عالية. ومن المميزات الإضافية التي تملكها الـM4 هي امكانية إضافة قاذفة قنابل وتركيب معدات للرؤية الليلية، وهذا كله يجعل ثمنها أعلى مقارنة بالبنادق الأخرى المتوفرة في السوق العالمية وخصوصاً بنادق الكلاشنيكوف الروسية الصنع AK47 الأكثر وفرة والأرخص ثمناً.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

جنبلاط مستاء من مسار تشكيل الحكومة.. وتصريحاته تؤكد عرقلة عون و"حزب الله" 

أكدت مصادر مقربة من رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أنه "مستاء جدًا من مسار تشكيل الحكومة ويرى أن التشكيل يكاد يكون "سابع المستحيلات" في ظل أداء بعض قوى الأكثرية الجديدة"، مشيرةً إلى أنّ إنتقاد جنبلاط الصريح لهذه القوى وإشارته العلنية إلى أنّ "حزب الله" لا يريد تأليف الحكومة "يؤكد مدى استيائه من الوضع القائم في البلد والإمعان الحاصل في فرض سياسة إفراغ البلد والإنكشاف المميت أمام التحديات الداخلية والإقليمية المحيطة، سيما في ضوء التطورات الدقيقة في سوريا والقلق من تداعياتها وانعكساتها على لبنان والمنطقة". وإذ أشارت إلى أنّ "النائب جنبلاط يرى أن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يبذل كل الجهود لتشكيل الحكومة إلا أنه بات في واقع محرج للغاية بفعل أداء الأكثرية الجديدة"، سألت المصادر نفسها: "ألا يكفي الرئيس ميقاتي قبوله "كرة" التكليف وما سببته من إحراج كبير له وسط طائفته لكي يصار إلى الإمعان في إحراجه عبر تأخير ولادة حكومته؟"، مشددة في الوقت عينه على أنّ "رئيس الجمهورية ميشال سليمان متجاوب جداً في موضوع تشكيل الحكومة، وهو لم يدخر جهدًا لتسهيل التأليف وصولاً إلى قبوله بطرح مروان شربل لحل عقدة وزارة الداخلية، لكن سرعان ما عادت الأمور إلى نقطة الصفر بفضل استنباط مزيد من الشروط التعجيزية على الرئيس المكلف". وفي سياق متصل، لفتت مصادر معنية بعملية تأليف الحكومة إلى أنّ "تصاريح النائب وليد جنبلاط تؤكد أنّ النائب ميشال عون ومن خلفه "حزب الله" هما الطرفان الأساسيان في إعاقة تشكيل الحكومة العتيدة وما يعنيه ذلك من زيف إتهامات قوى 8 آذار لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف بعرقلة عملية التأليف نتيجة ضغوط خارجية أو حسابات شخصية"، ولفتت هذه المصادر إلى أنّ "دوافع عون معروفة للعرقلة وهي متصلة بـ"عقدة" الرئاسة الأولى والزعامة المسيحية إضافة إلى حسابات ومنافع شخصية أخرى، أما "حزب الله" فهو يستفيد من هذه الدوافع والمنافع لكي تشكّل حائط صد أمام جهود التأليف لأهداف إستراتيجية تجعل الحزب يفضل الإبقاء على واقع مماثل من المراوحة في البلد لأنّها تلائم أجندته السياسية وفي الوقت عينه لا تحمله المسؤولية المباشرة عما قد يحصل في أي من قطاعات الدولة، بخلاف الحال فيما لو كانت هناك حكومة محسوبة عليه داخليًا ودوليًا".

المصدر : موقع لبنان الآن

 

ما حصل في الجنوب امر مستنكر يثير الكثير من الشكّ...

قباني: الوضع في البلاد بشكل عام يحوي الكثير من الفلتان ومن غير المعقول ان تبقى الوزارات املاكاً خاصة  

سلمان العنداري/موقع 14 آذار

علّق رئيس لجنة الاشغال النيابية، عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد قباني على الاعتداء الذي طاول الوحدة الايطالية العاملة في الجنوب ضمن قوات اليونيفل معتبراً ان "ما حصل هو امر مستنكر ويدعو الى الشك حول نوايا من قام بهذا الاعتداء، اضافةً الى انه يمثل رسالة الى الامم المتحدة، ويشكل خطوة جديدة في مسار من التعديات التي تتعرض لها القوات الدولية".

قباني وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني قال: "لبنان التزم وما زال ملتزماً المواثيق الدولية وبقرارات الامم المتحدة، وبالتحديد القرار 1701، ونحن ندعم هذه القوات الدولية ضمن امكاناتنا السياسية والمعنوية ، لذلك فمن الضروري ان نؤكد للدول التي قدمت مشاركتها في قوات اليونيفل وبخاصة ايطاليا، مشاعر التضامن معها، مستنكرين ما حدث، كما نطلب منها الاستمرار بمهامها التي كلفتها بها الامم المتحدة بالرغم من هذا الاعتداء الارهابي الجبان".

ورفض قباني التعليق على المعلومات التي تتحدث عن ارتباط العملية الارهابية في الجنوب بما يحصل في سوريا من احداث، وبتحرك الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي نحو تضييق الخناق على الرئيس السوري بشار الاسد بفعل مشاهد القمع المستمرة في بلاده، فاكتفى بالقول: "لا نريد القاء التهم واستباق الامور، يهمنا اليوم هو ضبط الوضع في الجنوب ومحاسبة الفاعلين".

وفي سياق اخر علّق قباني على ما قام به وزير الاتصالات شربل نحاس في المبنى التابع للوزارة في منطقة العدلية، فاعتبر ان "محاولة الوزير نحاس وضع يده على الشبكة الخلوية الثالثة التي تحتويهاغرف الطبقة الثانية من مبنى العدلية فيه الكثير من الريبة والغرابة، مع الاشارة الى ان مجلس الوزراء اوكل هذه الشبكة الى اوجيرو". وتساءل قباني: "طالما ان اوجيرو لم تخالف قرارات مجلس الوزراء، وكل ما قامت به انها حافظت على هذه المعدات، فلماذا حاول نحاس مصادرة هذه الشبكة؟".

ولفت قباني "الى انه عُرف عن الوزير نحاس مخالفته للقوانين والانظمة في اكثر من استحقاق ومناسبة، واخرها احتجازه لمبلغ مليار و800 مليون دولار من عائدات الهاتف لديه، فيما هي عائدة للخزينة اللبنانية، في وقت تعاني فيه وزارة المالية من نقص كبير في السيولة، وهذا امر شديد الخطورة، ولا يبرره اي كلام عن ان الوزير يريد توزيع المال على البلديات او سواء ذلك، لأن هذا الامر ليس من اختصاصه بتاتاً".

واذ سأل قباني: "لماذا ذهب الوزير نحاس بما يشبه "الغارة" الى مبنى الوزارة في هذا التوقيت بالذات دون ان يكون هناك مبرر قانوني لذلك"، قال: "اللافت ايضاً في استعراض نحاس كان في اصطحابه كاميرا "او تي في" التي رافقته لنقل مشاهد، صرّح فيها سابقاً انه مُنع من الدخول، ثم كان واضحاً من الوقائع ان قوى الامن لم تمنعه من ذلك، بل منعت اخراج او مصادرة التجهيزات التي كُلفت حمايتها".

ورأى قباني "ان الوضع في البلاد بشكل عام يحوي الكثير من الفلتان ، وهناك بعض الوزراء الذين يتصرفون وكأن وزاراتهم هي مزارع لهم، متذرعين بان نظام الطائف اعطاهم صلاحيات، وهو امر غير صحيح، فالطائف اقر بان الوزير هو رأس الوزارة ، الا انه يتعين على هذا الوزير في الوقت نفسه احترام القوانين دائماً، وليس التصرف على اساس ان الوزارة شبه دكان". وعاد قباني طارحاً مجموعة من الاسئلة: "لماذا هذه "الغارة النحّاسية" على مبنى الاتصالات في هذا التوقيت بالذات؟، ولماذا هذه الضجة الاعلامية الكبيرة التي رافقت العملية؟، وهل المقصود وضع قوى الامن الداخلي وشعبة المعلومات في الزاوية؟، وهل تكون "محاولة اقتحام غرفة الطابق الثاني" محاولة جديدة لمعاودة المطالبة بوزارة الداخلية لصالح تكتل "التغيير والاصلاح"؟". ودعا قباني الجميع "الى العودة الى الدستور والقانون والدولة"، مُقدراً "المواقف التي يتخذها فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والتي تحترم الدستور ومصلحة الدولة وشعبها". ووصف قباني الوضع السياسي "بالخطير"، معتبراً ان "النظام السياسي يزداد اهتراءاً،وبالتالي لا بد من عقد مؤتمر وطني للحوار باسرع وقت ممكن، حيث يطرح هذا المؤتمر السؤال: الى اين لبنان، وكيف نعيد العمل المؤسساتي، على ان ندخل في العمق في كل المواضيع والقضايا الخلافية، اذ لم يعد يجوز ان يتصرف السياسيون في لبنان بهذه الطريقة، ومن غير المعقول ان تبقى الوزارات املاكاً خاصة، وان تلعب الطوائف الدور البديل عن الاحزاب السياسية، وكأن الشعب غير موجود، ولا يعلو صوت على صوت المغانم والحصص والمعارك المستمرة".

واذ اشار قباني الى "اننا دخلنا في مرحلة خطيرة بفعل وقائع الفساد المستشري على لكل المستويات، بحيث انها ستودي بنا الى الهاوية في اقرب وقت"، دعا الى "اصلاح النظام السياسي من خلال ترسيخ النظام الديمقراطي والدولة ومنطق القانون والمؤسسات، على امل الخروج من الطائفية والفساد، لان ما وصلنا اليه كارثي، من شأنه ان يبعدنا اكثر واكثر عن حلم المواطنة والنزاهة والشفافية". وفي ختام حديثه، استنكر قباني تطاول العماد ميشال عون المستمر على الطائفة السنية وعلى دار الفتوى، مؤكداً انه ضد التطاول على اي مقام ديني، "وما قرأناه في الصحف معيب جداً ولا يجوز ان يصدر عن لسان اي سياسي يحترم نفسه".

 

 فوز لائحة "لعمل النقابي" في إنتخابات نقابة الأطباء 

فازت لائحة "العمل النقابي"، في انتخابات أربع أعضاء لمجلس نقابة الأطباء، وعضوين للمجلس التأديبي في النقابة، والتي جرت طيلة اليوم الأحد في "بيت الطبيب".

وقد فاز لعضوية مجلس النقابة كل من جان جوزف معوض (1619 صوتاً)، هشام غريزي (1593 صوتاً)، حسن عبد الله (1558 صوتاً)، وفايز درغام (1532 صوتاً)، فيما فاز لعضوية المجلس التأديبي الياس جميل شلالا (2489 صوتاً)، وعلي حسن اسماعيل فواز (1612 صوتاً).(الوطنية للإعلام)

 

عون: المعركة مفتوحة والمطالب نفسها.. والمسؤولية تقع على من يؤلف الحكومة 

رأى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أنَّه يعيش "مهزلة الدولة التي باتت سلطتها أقل من سلطة ورقية"، مطالباً "بإستكمال التحقيق في القضاء مع (مدير عام هيئة "أوجيرو") عبد المنعم يوسف و(مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف) ريفي لكف يده وإحالته على القضاء، لأنَّ أوامر وزير الداخلية (في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود) تكون مباشرة لمدير عام قوى الأمن، وفي حال عدم إطاعتها تطبّق القوانين العسكرية عليه"، مدعياً أن "هناك سلطة ربما منعت وزير الداخلية من إتخاذ الإجراء التأديبي المناسب"، وأضاف: "هناك أيضاً عدة شكاوى من قبل أكثر من وزير ضد عبد المنعم يوسف"، مذكراً بأنّه "قديماً كان المدراء يتقدّمون بشكاوى ضد الوزراء، بينما في الإتصالات توجد عدة شكاوى بحق يوسف".  عون، وفي مؤتمر صحافي تلا إجتماعاً إستثنائياً للتكتل في الرابية، قال: "هناك أمر تم توجيهه من قبل وزير الداخلية إلى مدير عام قوى الأمن الداخلي، وهناك مشكلة بين وزير الداخلية ومدير عام قوى الأمن، ولا مشكلة بين وزيري الداخلية والإتصالات"، مضيفاً: "لو إفترضنا أن يوسف له الصلاحية في الطلب من قوى أمنية حماية مبنى الإتصالات، فعليه أن يتوجه إلى جهاز أمن السفارات، والآن يوسف سافر و"فركها" إلى الخارج، وأشك في أنه سيعود، وبالتالي يجب أن يصدر بحقه مذكرة إستدعاء أو مذكرة إلقاء قبض، فهم يلعبون بأمور خطيرة، وقد وصلنا إلى مرحلة إنهيار تام، والأهم من ذلك التدخلات التي تحصل من الخارج، فليتفضلوا وليعيّنوا قاضياً لكل أمر ولنرَ حبل الكذب كم يطول".    

وتابع عون في هذا الملف فقال: "من إستدعى "المعلومات" إلى مبنى الإتصالات ليس الوزير، بل هو فوجئ بالقوى التي توجد هناك، و"أوجيرو" تتجاوز صلاحيتها ووجودها بهذا الشكل خطأ"، معتبراً أنَّ "مهمتها محصورة، ولكنها عملت على تكبير نفسها من دون قوانين"، وأضاف: "تعيين يوسف وكأنَّ هدفه فقط "الحرتقة" على أعلى سلطات الدولة، ومن يحميه هي السلطات التي عينته، فهي تحميه وقد عيّنته لكي يخرب على الوزراء"، ورأى أنّه "على التفتيش المركزي أن يبرّر لماذا لم ينظر بالشكاوى التي قدمت إليه بحق يوسف"، لافتاً إلى أنَّ "كل ما يسمع من غير وزير الإتصالات كذب، بما فيها تصاريح يوسف وقوى الأمن الداخلي"، وأكد أنَّ "المعركة مفتوحة والمطالب هي نفسها ونتمنى من بارود أن يوضح هل هو ترك موقعه قبل أخذ إجراء ما أو أنَّ أحداً قد منعه من القيام بإجراء ما".   

وإذ إعتبر أنَّ "البلد لا يستطيع أن يستمر بهذا الشكل"، لفت عون إلى أنَّ "هذه القضية لا تمت بصلة إلى موضوع تأليف الحكومة"، قائلاً: "سنستمر بها في كل الظروف، وما نقوله كنواب نقوله كممثلين لأعلى سلطة بالدولة وهي السلطة التشريعية، ونسأل ونطالب"، مشدداً على أنَّ "هذه المسألة سترجع إلى التفتيش المركزي والقضاء، وهم اليوم شركاء بالإهمال المتمادي حول سلوك المدراء العامين". وأضاف: "نحن كنواب علاقتنا مع مدير الإتصالات ومدير قوى الأمن ولا نرى هناك تسويات، والكلام في الصحف عن أنَّ نحاس  منع "data" مجرد شائعات، مثلها مثل غيرها، وكلام مثل هكذا يؤدي إلى دخول صاحبه السجن، ولا يمكن إتهام وزير بهكذا أمر، فهناك مجموعة مزورين وكذابين ومروجي شائعات".

وحول وصفه في طرابلس والبقاع "بالأرعن"، قال عون: "الإناء ينضح بما فيه وهذا المثل لم أقله أنا"، لافتاً إلى أنَّ "كل لبناني لديه مرجعية سياسية وعند قيامه بالوظيفة عليه الإلتزام بالقوانين". وتابع في هذا الإطار: "لا أحرج رئيس الجمهورية، وعليه أن يسأل من أعطى الأمر للقوى الأمنية بالتوجه إلى الوزارة، وعليه أن يستأصل من يحرجه ويذهب به إلى القضاء، فهم من يحرجه وليس أنا ولا الوزير نحاس". وأضاف: "نحن لا نسجل على أنفسنا أي سابقة قانونية كالتي حصلت، حتى وإن كان الوزير في أي وزارة ينتمي إلى الفريق الآخر، بينما ينتمي المدير العام إلى فريقنا، بل نحن ندعو دائماً إلى الإصلاح". ورداً على سؤال عن تشغيل شبكة الاتصالات الثالثة، قال عون: "لا يوجد شبكة اتصالات ثالثة تعمل، واليوم اصبح لدينا شكوك، ولكن لا يوجد شبكة خاصة لأحد والشبكات تعود للدولة والشركات تشغلها، وهي تابعة لوزارة الإتصالات، والشبكة الموجودة لدى "أوجيرو" هي هبة قُبلت لصالح وزارة الإتصالات، ومن يقول عكس ذلك فليعطنا الدليل". حكومياً، أكد عون أنَّه لا يشل الرئيس المكلف (نجيب ميقاتي)، داعياً إياه إلى "إكمال عملية التأليف"، موضحاً أنَّه "بعد الاستشارات النيابية القضية تصبح في يد الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، فقد قاموا بالإستشارات "روحة رجعة روحة رجعة"، وأصبحنا كالذي "يدرس" على البيدر، وحين قالوا هناك عقدة قمنا بحلها، لكننا قلنا سلفاً إنَّه إذا حلت مشكلة وزارة معينة فستخلق مشكلة غيرها، والمسؤولية تقع على من سيؤلف الحكومة".     

 

لوموند: ربيع سورية الدموي؛ مسمار في نعش المشروع البعثي الذي تهالك منذ 30 عاماً

5% من السكان يستفيدون من 50% من الدخل القومي!

المحرر العربي

كيف لنا أن نفهم ما يجري في سورية منذ ثلاثة اسابيع، وسط تداخل المؤامرات أو نظرية المؤامرة التي تشوش المسارات وتعيق الرؤية؟. يفيد شهود ان مدنيين متنكرين في لباس المخابرات يروعون تجار سوق دمشق لحضهم على الانضمام الى حركة الاحتجاج، فيما يخترق عناصر المخابرات بعماماتهم ولحاهم (السلفية) المتظاهرين في مدينة حمص لإثارة شبح التهديد الإسلامي.

لولا ظروفه الدراماتيكية، لكان "ربيع سوريا" أشبه بمسرحية هزلية. أكثر من الف ضحية سقطت منذ بداية الاحتجاجات، وفقاُ لمؤسسات حقوق الإنسان، و كل "جمعة مقاومة" تتحول الى حمام دم يموج فيه المتظاهرون.

قارن العديد من المراقبين الانتفاضة السورية المتواصلة منذ 15 آذار/مارس، بحركة التمرد التي عرفتها البلاد في أوائل الثمانينات، ولاسيما بين أحداث حماة وما حصل في درعا. ولكن، وعلى الرغم من وجود بعض اوجه التشابه، خصوصاً في أساليب القمع، الا أن نقاط التباين متعددة وتوجب الحذر في المقارنة.

أولاً، الاحتجاجات ضد النظام التي بدأت في 1980 وقعت حصرا في مدن كبيرة مثل حلب وحمص وحماه فيما ظلت دمشق القريبة من النظام، بعيدة عن الاحتجاج. ونأى التمرد عن المناطق الريفية المحتكرة من قبل حزب البعث. ذلك ان قادة هذه الحركة كانوا ناشطين مدينيين يتحدرون بمعظمهم من عائلات وجهاء السنة التي منحها دورها في الكفاح ضد الفرنسيين هالة وسلطة، غير متنازع عليها. بالأضافة الى النخبة الدينية المتحدة تحت قيادة الإخوان المسلمين.

مع بداية السبعينات، تمحور النزاع حول إقامة نظام سياسي مستبد وقمعي، وتطوير الفساد واحتكار ثروة البلد من قبل طغمة حاكمة. وانتهى باستيعاب الاتجاهات السياسية الأخرى (الشيوعيين والبعثيين العراقيين والناصريين) والفئات الاجتماعية كنقابات المهن الحرة (المحامين والأطباء، الخ). في هذه الاثناء، أعاد الاخوان المسلون صياغة مطالب معارضي النظام وتبنوها، فتحولوا رمزا للمعارضة بشعار "الديمقراطية" (كما هي الحال اليوم).

التنظيم الاسلامي أنتج فصيلاً انشق عنه وتجاوزه، فيما عرف بـ "الطليعة المقاتلة" حيث كان ذلك الفصيل، مؤيدا للهجوم ورافضا لأي تسوية مع النظام "القبيح" الذي أرعب الأقليات، باللعب على الوتر الطائفي. وهو الذي قاد هجوم حماة من دون موافقة رسمية من المكتب السياسي لحركة الاخوان المسلمين.

لاحقاً، أعلنوا الجهاد المقدس. حاصروا المدينة، وشنقوا جميع العناصر المرتبطة بالنظام (سجلت أكثر من ألف حالة وفاة) في الاماكن العامة كما سلحوا الناس مدعين العمل بناءاً على أوامر المكتب السياسي بادئين دوامة عنف لا عودة عنها. الاجهزة الامنية السورية استعملت المدفعية الثقيلة. المحصلة : بين 15 الف و30 الف حالة وفاة، وفقا للتقديرات، معظمهم من المدنيين.

في درعا اليوم، الوضع مختلف جدا، صحيح أن وسائل القمع وطبيعة التدخل الامني تستحضر احداث حماة. اذ ان النظام، تهوراً أو رغبة في نقل رسالة، أدخل الى درعا وغيرها من جيوب التمرد كتائب من الحرس الجمهوري بقيادة شقيق بشار الأسد الاصغر، ماهر الاسد، تلميذ عمه رفعت سابقاً.

ليس للمحرضين الحاليين خطاب ايدلوجي يقوم على حماية طبقة اجتماعية سورية مهددة، كما كان الحال عام 1963، حين قدم البعثيون أنفسهم للسوريين قبل انقلابهم الشهير. ، ولا هم من المجاهدين، كما حدث في حماة عام 1982. غالبية متمردي درعا، هم من الشبان الفقراء، من مهمشي النظام، الذين تحركوا بنفس عناوين الثورات التونسية والمصرية، من أجل ظروفهم الاجتماعية والسياسية على حد سواء. بمعنى آخر هم "منفيون غير منفيين" محرومون من الاهلية القانونية وضحايا "حالة تطبيق قانون طوارئ" دائمة. و أحداث درعا ابرز مثال. حين سعى آباء الفتية الذين كتبوا على الجدران شعارات ثورية، الى المصالحة مع اللواء عاطف نجيب، مدير المخابرات المحلية في درعا، وقريب الرئيس، لإطلاق سراح أبنائهم، كان رد الأخير: "عودوا الى منازلكم وانسوا اولادكم! ".

وإذا كان الشبان السنة هم مكون أساسي من حركة التمرد، إلا أن عناصر أخرى من الأقليات الدينية أو العرقية، التي استند عليها حزب البعث، انضمت الى حركة الاحتجاج. وهكذا، فان الأكراد في محافظة الحسكة – المنشقين منذ 2004- وبعض دروز السويداء والأقليات الدينية الهامشية الأخرى، شاركت في الاحتجاج.

للمفارقة، فان شعار المتظاهرين "بالروح بالدم نفديك يا درعا" الذي حرّف الشعار الرسمي "بالروح بالدم نفديك يا بشار" - يدل بأن الحركة تطورت بغريزة التضامن الوطني والاعتراف الاجتماعي المتجاوزة للانقسامات الطائفية - وإن ظل المسيحيون حذرين ازاءها.

في 24 آذار/ مارس نشرت مجموعة "الثورة السورية" على الفايسبوك 2011، والتي تضم الآن أكثر من 180 الف عضو -- أكثر بقليل من صفحة بشار الأسد، نشرت نصّ "قانون اخلاقي ضد الطائفية في سورية" يندد بالطائفية و بكل "شكل من أشكال التمييز بين السوريين" مقدماً الراية الوطنية فوق أي شيء.

اليوم، يدق "ربيع سوريا" مسماراً في نعش المشروع البعثي - الذي تهالك منذ ثلاثة عقود. الحزب الحاكم الذي التف حوله الناس بفضل تقديماته الاجتماعية التي وفرها للمناطق الريفية وللأقليات الدينية، بات صَدَفةً فارغة. وما درعا، معقل حزب البعث التاريخي التي لم تشارك في تمرد الثمانينات سوى شاهد على ذلك.

آل طرابلسي سورية

لعائلة مخلوف، ولاسيما رامي مخلوف، والاخوة شاليش رياض وذو الهمة خصوصاً، وهم من أقرباء الرئيس (أولاد الخال والخالة)، اليد الطولى على مقدرات البلاد. رامي مخلوف يسيطر على قطاع الاتصالات، والإخوة شاليش على مؤسسة البناء العسكري التي تدير عقود الانشاءات العامة، مثل مشروع تحويل المياه من دجلة لري محافظة الحسكة، وبلغت تكلفته 2 مليار دولار.

على نطاق محلي ضيق، عزا بعض المراقبين الى ان ثورة حمص، احدى اكبر المدن التي شهدت حركة احتجاج واسعة حتى الآن، كانت في جزء منها ضد عشيرة الاخرس الكبيرة، التي تنتمي اليها زوجة الرئيس. المشروع البعثي اعاد تقريبا انتاج النخبة الاجتماعية -الاقتصادية التي كانت سائدة قبل وصوله الى السلطة: بحيث أن 5% من السكان يستفيدون من اكثر من 50٪ من الدخل القومي، وفقا لخبراء الاقتصاد.

هل يكفي ادعاء الدفاع عن القضية الفلسطينية ونظريات المؤامرة لتهدئة النزاع وحفظ النظام؟ صحيح أن ذريعة المؤامرة الهادفة لزعزعة استقرار سوريا، والتي سوّق لها النظام لتبرير القمع، تجد صدى واسعا بين مؤيديه وبعض شرائح المجتمع السوري، وخصوصاً حين يدعمها ببعض الحقائق. مثل القاء القبض على اثنين من اقارب عبد الحليم خدام هما أحمد موسى و محمد علاء البياتي، المسؤولين عن تنظيم الاحتجاجات والعصابات المسلحة في بانياس، مسقط راس خدام المنفي، مساء 10 نيسان أبريل. وكذلك رواج شائعات بأن المسؤول عن صفحة الثورة السورية على الفايسبوك هو فداء السيد، وهو نجل طريف السيد رئيس فرع الأخوان المسلمين السوريين في السويد.

الجهاز القمعي قادر بالتأكيد على احتواء الاحتجاجات في الوقت الراهن، ولكن حين يتم نقل الصور مباشرة سيضيق هامش مناورته كثيراً.. قصفت مدينة حماة في 1982 وسط لامبالاة نسبية من جانب المجتمع الدولي. الا ان المثال الليبي ينبغي ان يجعله أكثر حذراً.

لنفترض ان الخيار العسكري الامني نجح، من المؤكد ان الاستياء وأزمة الثقة لن تختفي بين عشية وضحاها دون إصلاحات عميقة، تقود الى انتقال ديمقراطي حقيقي، يتطابق مع المطالب الشعبية.

"لوموند" نورا بنكوريتش- باحثة ومحاضرة في تاريخ العالم العربي المعاصر

أنديرا مطر

 

كلام على نصيحة حسن نصرالله للسوريين

 بدرالدين حسن قربي/السياسة

أن يخاطب القذافي جيرانه التونسيين بأنه لا يوجد لتونس أبداً أحسن لها من الزين, بل وتمناه أن يبقى عليهم رئيساً مدى الحياة, فهذا مبلغه من الفهم.  ومثله أيضاً, ما قاله السيد حسن نصرالله في خطابه العتيد بتاريخ 25 مايو الجاري , عن جاره السوري بأن كل المعلومات تؤكد ان أغلبية الشعب ما زالت تراهن على خطوات الرئيس بشار المؤمن والجاد والمصمم على الإصلاح, بل مستعد لخطوات إصلاحية كبيرة جداً, ولكن بالهدوء والتأني وبالمسؤولية. وعليه, فقد دعانا كسوريين إلى الحفاظ على بلدنا ونظامنا المقاوم والممانع, وإعطاء المجال لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة, واختيار طريق الحوار وليس الصدام, فإسقاط النظام في سورية مصلحة أميركية وإسرائيلية.

وبصفتي احد السوريين المعنيين بدعوة السيد, فمن حقي أن أُذكره بأن ما نصحنا به منذ أيام, هو بالضبط ما عمل عليه السوريون الصابرون والمحتسبون سنين وسنين امتدت طويلاً.  لقد راهن السوريون "المعترون" كثيراً جداً على وعود بشار الأسد بالإصلاح, ونشف ريقهم وهم يطالبون وينتظرون, وإنما بقي النظام حتى عامه الحادي عشر أو الواحد والأربعين لافرق, معترساً بين رفضه الإصلاح بالمطالبات الشعبية الملحة, وعدم الإصلاح بالهدوء والتأني وبالمسؤولية, وأعذاره دائماً انشغالات إقليمية وتهديدات خارجية, ولكن ما تأكد للسوريين بملايينهم أنهم بحقوقهم الإنسانية وحريتهم وكرامتهم كتب عليهم اليأس من الإصلاح لأنهم في ماضيهم وحاضرهم وُضعوا رهائن عند النظام بمثابة عبيد لانشغالاته وتهديداته حتى على مستقبلهم, ومن ثم باتت سورية بلداً وشعباً أسرى لا خيار لهم ولا يملكون عند النظام من أمرهم شيئاً, فحتى الرئيس بشار نفسه عندما سئل في مقابلته مع "وول ستريت جورنال" المنشورة في 31 يناير الماضي عن الإصلاح في سورية بشرنا: بأنه سيشرع في إصلاحات سياسية واقتصادية, وإنما لكي نكون واقعيين علينا ان ننتظر الجيل القادم لتحقيق هذا الإصلاح.

وأما عن دعوة السيد للسوريين بإعطاء المجال لتنفيذ الإصلاحات, فهو ما قد فعلوه تماماً من قبلِ دعوة سماحته لهم, ولم يُقصروا, ويُفترض فيهم أن يُعتقوا بعدها, فما أعطوه كان كثيراً جداً بل أكثر بعشر سنين مما أعطاه المصريون لرئيسهم السابق مبارك, وليس أقل مما أعطى الليبيون أيضاً لرئيسهم ملك ملوك أفريقيا.  وعليه, فإن النظام قد أخذ حقه ومستحقه من عمر ملايين السوريين مما يستوجب على السيد حسن نصرالله شخصياً أن يكون عنده من الرحمة والرأفة والإنسانية, ما يرحمنا به ويرقق قلبه علينا ويترأف بضعفنا بمساعدته لنا برحيل نظام الحزب الواحد المستبد والفاسد إن أراد خيراً أو بتوجيه نصائحه إليه, أو حتى بسكوته على الأقل , فيكفي السوريين بملايينهم ما أخذه النظام من أعمارهم حتى باتت حالهم تصعب على الكافر. 

وأما عن دعوته أيضاً للسوريين لاختيار طريق الحوار بدل الصدام, فنحن رهن دعوته رغم كل غرابتها, وكأن المتظاهرين السلميين وليس النظام هم الذي يملكون الدبابات والطائرات وعشرات الآلاف من قوات الأمن والحرس الجمهوري و"الشبيحة", وكأنهم وليس بشار الأسد هم الذين يحركونها بالمئات والآلاف من مدينة إلى مدينة ومن مكان إلى مكان, دار دار, وزنقة زنقة, وهم الذي اعتقلوا الأطفال وقلعوا أظافرهم وحلقوا شعور النساء, وقتلوا أكثر من ألف من الأطفال والنساء والرجال, وبضع آلاف من إصابات ومعوقين وأكثر من عشرة آلاف معتقل.  أما المهم حقيقة في كلام السيد حسن نصر الله وغيره ممن معه, اعتقادهم أن إسقاط النظام مؤامرة أميركية وإسرائيلية, لأنه يقودنا إلى سؤال يلد سؤالاً: هل مطالبة الناس سلمياً بالعدالة والقانون والديمقراطية وإطلاق الحريات مؤامرة.? وهل إسقاطها يكون بقتل شعب مقاوم وممانع بإعلان الحرب عليه بمئات الدبابات واستباحة دمه وعرضه وممتلكاته ومحاصرة مدنه وأحيائه, لأنه صاح واستغاث من طغيان الظلم والقمع والجور, وفواحش النهب واللصوصية في المال العام, أم يكون بمنع الظلم والنهب ومحاسبة الظالمين والفاسدين, وإنصاف المواطنين وإعطاء كل ذي حق حقه, لتقتلع المؤامرة من جذورها? إنه لا جديد في نصيحة السيد للسوريين من دون الجلاد والجزار لأنهم تلقائياً عملوا بها حتى اليأس ووضعوا في طريق مسدودة مخرجها إسقاط النظام.

* كاتب سوري

 

اعتقال وقتل الأطفال هواية النظام السوري المفضلة!

 داود البصري/السياسة

 التمثيل البربري والفاشي البشع لجلاوزة النظام السوري الآيل للسقوط بحق الطفل الشهيد حمزة الخطيب (13 عاما) وهو أحد أبطال مدينة الشرارة الأولى درعا  الفداء والشهادة ليس غريبا ولا مفاجئا أبدا في سجلات النظام الذي امتهن القتل والإرهاب ونقل جيناته الوراثية من الآباء للأبناء وحتى للاحفاد, وللمشككين بمصداقية عملية الإعدام والتمثيل البشعة نحيلهم فقط الى بداية الثورة السورية قبل أسابيع قليلة مضت وما فعلته أجهزة المخابرات في درعا باعتقال وتعذيب وإقتلاع أظافر مجموعة من أطفال المدينة وما تبع ذلك من هبة جماهيرية ساحقة أدت الى زلزلة أركان النظام, وبما سيؤدي في النهاية قريبا جدا لقذفه خارج التاريخ البشري وحيث المزبلة المعروفة التي تضم نفايات الإرهابيين والقتلة وأعداء الشعوب, كما أن شلالات الدم الشعبي السوري المتدفقة أنهارا اليوم والتي تنتصب بوجه المتخاذلين المؤيدين للفاشية والجريمة يجب ألا تنسينا أبدا حقيقة كون سجون المخابرات السورية تضم أطفالا وأحداثا وشبابا في عمر الزهور كل جريمتهم أنهم تجرأوا على التفكير بصوت عال والتعبير عن خلجات نفوسهم الطرية والحرة كما فعلت الشابة المغيبة طل الملوحي القابعة خلف القضبان والتي إتهمها النظام الفاشي الدموي الكذاب باتهامات مثيرة للسخرية وفي ملف كان البداية الحقيقية لتفجر براكين الغضب الشعبي السوري الرهيبة, والتي هي في حقيقتها أشرف ثورة شعبية في تاريخ العرب المعاصر والشرق القديم أيضا.

 أوصال الطفل حمزة الخطيب المقطعة وبقايا جسده الطاهر الذي مارس فيه الفاشيون ساديتهم الرهيبة ستكون المرجل الحقيقي الذي سيحرق أوصال وبقايا الفاشية البعثية السورية الوراثية المتهاوية, كما أنها رسالة واضحة المعالم والأهداف والعناوين من نظام الجريمة والقتل لشعب سورية الحرة من أن الإصلاح الوحيد المتوافر لدى النظام هو الإفراط في القتل والولوغ بدماء الشعب وممارسة جريمة التطهير الدموية حتى النهاية مهما كانت النتائج أسوة بأحداث الماضي القريب وما فعله الآباء والمؤسسون لنظام الجريمة من فظائع بشرية في ثمانينيات القرن الماضي والتي لم يحاسبهم عليها أحد بسبب ارتباط تلك الملفات البشعة بالتوازن الدولي وتخندقات الحرب الباردة وأسباب أخرى وهو ما أتاح للمجرمين الإفلات من عقاب الشعب ولكن عقاب الله والتاريخ يبقى مؤجلا ليوم تشخص فيه الأبصار وتتجمع العوامل والظروف وحيث يكون انتصار المظلوم على الظالم بمثابة يوم الثأر التاريخي لدماء الشهداء , لقد تجاوز أمر المجازر الفظيعة في سورية الثائرة الحدود المحلية , وتوسعت حدود الجرائم الإنسانية البشعة التي يقترفها النظام من خلال شبيحته أو مخابراته أو حرسه الثوري أو مرتزقة عدو الله اللبناني لتأخذ أبعادها الكونية والإنسانية, وليصبح تدخل الضمير الدولي والقوى الكبرى في العالم أمرا لا مناص منه ولا مهرب , فالنظام السوري قد تجاوز كل المحاذير, وفشل في التقاط كل الإشارات وأهدر جميع الفرص, وأصر على ممارسة ستراتيجيته الإرهابية في القتل ثم القتل والترويع معتقدا بأن أكوام جثث الشهداء وأوصالهم المقطعة وشلالات الدماء العبيطة المتدفقة سترهب الثوار وتمنع الأحرار وتوفر ضمانة أبدية لإستمرار النظام وما درى بأن ذلك الأسلوب الغبي الأحمق هو طريق النهاية الحتمية وأن الدم يستسقي الدم, وأن دماء الشهداء تظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم.

 بكل تأكيد, سيتكفل أحرار سورية الحرة بالتعامل مع نظام البعث وفقا للطريقة التي يفهمها ذلك النظام, وبكل تأكيد فإن الدم السوري ليس رخيصا بالمرة ,وإن نيران الثورة قد امتدت مساحاتها وتوسعت لآفاق لم يعد من الممكن لنظام الجريمة والقتل التحكم بها , ولكن ينبغي على العالم الحر مساندة الشعب في ثورته ومحاسبة القتلة والمجرمين وتوفير السبل المساعدة لإنهاء جرائمهم بأسرع وقت وأقل تكلفة , فنظام البعث السوري يخوض اليوم معركة المصير الواحد ضد شعبه وبشراسة دموية لا تعرف المهادنة أبدا , لأن النظام لم يعتد أبدا على التنازل لشعبه , ولأن سقوط الأصنام معناه نهاية دولة البعث والعبث والاستهتار والجريمة وبيع شرف الأمة لغلمان الولي الإيراني الفقيه ولبقية اللصوص و"الشبيحة" والقتلة.

 دم الطفل الشهيد حمزة الخطيب ينبغي أن يكون الأيقونة والرمز التي أسقطت شرعية النظام والتي سترسله في النهاية الى مصيره المحتوم والمعروف سلفا , فثورة الشعب السوري لم تندلع لتخمد أبدا , بل لتتحول عروس الثورات العربية ودرة في سماء الشرق القديم الملبدة بالطغاة والمجرمين وأنصاف الآلهة الذين جاء زمان تطهير المنطقة من أدرانهم.

 لن يهزم أحرار الشام أبدا, ومع كل دم شهيد ينبت ألف مقاوم , وعلى المجتمع الدولي ردع قتلة الأطفال والمساعدة في تقديمهم لمحاكمة عاجلة وعادلة رغم أن الشعب السوري البطل قد عاهد الله والتاريخ على إنجاز المهمة وسينجزها بكل تأكيد , فشعب الحضارات ليس عاجزا عن عقاب فئران الفاشية البعثية الذين جاء وقت القصاص التاريخي من جرائمهم.

* كاتب عراقي                                                         

 

الجنرالات قد يبدأون بمراجعة حساباتهم مع النظام 

محللون: من غير المستبعد أن يتخلى الجيش السوري عن النظام وينفذ انقلاباً عسكرياً

واشنطن - ا ف ب: أكد خبراء, أمس, أن الجيش السوري يبرهن منذ بدء حركة الاحتجاج الشعبي على ولاء لا يتزعزع للرئيس بشار الأسد, لكن من غير المستبعد أن يتخلى عن النظام في نهاية المطاف, وينفذ انقلاباً عسكرياً.

ورأى محللون اميركيون أن وفاء المؤسسة العسكرية مرده الى تفسير واحد, هو ان الذين يشغلون المناصب الاساسية ينتمون الى الطائفة العلوية (10 في المئة من السكان), والبقية من السنة. وقال المدرس في معهد "يو اس ارمي وور" الكلية العسكرية الاميركية اندرو تيريل ان "الجيش مبني ليكون مواليا للنظام", وأن القوات الخاصة في الفرقة الرابعة للجيش والحرس الجمهوري المشاركين في قمع التظاهرات, يقودهما شقيق الرئيس السوري ماهر الاسد وتضمان بالكامل تقريبا علويين.

وأضاف أن "الجيش يخضع ايضا لمراقبة قوات الامن السورية" التي تقودها عائلة الاسد "والفعالة جدا جدا في ما تفعله". ورأى تيريل ان "الأمر لن يحدث كما في مصر حيث بدأ الجيش يصدر صوتا مستقلا ويقول للنظام ما عليه فعله". ولفت إلى أن بعض العناصر قد تنضم إلى المتظاهرين الذين يمدون لهم أيديهم, لكن "مجموعة غير منظمة" من المتمردين يمكن أن تصطدم مع الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري. وأشار إلى أنهم "قد يصبحون في وقت ما وبعد نضال طويل قادرين على دحر العلويين, لكنه ليس أمراً سيحدث بين ليلة وضحاها", مشيرا إلى أن ذلك يمكن أن يسبب حربا أهلية دامية. من جهته, قال المنشق السوري عمار عبد الحميد الذي يدير مؤسسة "ثورة" المتمركزة في واشنطن ان "الجنرالات قد يبدأون بمراجعة حساباتهم وعلاقاتهم مع نظام الاسد" اذا اتخذت الولايات المتحدة موقفا مباشرا مع المتظاهرين. واشار الى ان واشنطن والعواصم الغربية دعت حتى الآن الرئيس الاسد الى قبول الاصلاحات او مغادرة السلطة, ما يتطلب تعزيز الاصلاحات. واضاف "انها ليست ثورة للسنة ضد العلويين, انها ثورة سورية ضد فساد عائلة الاسد ونريد ان يلعب الجيش دورا في العملية الانتقالية" سيما وأنه يستطيع ان يكون "حامي مصالح الأقلية" العلوية خلال الانتقال. أما عهد الهندي من منظمة حقوق الانسان "سايبر.ديسيدنت.اورغ" فتذهب ابعد من ذلك قائلة إن "الجيش يمكن ان يكون العنصر الأكثر رغبة في الانضمام الى الانتفاضة في النظام". وأكدت في مقال نشرته بمجلة "فورين افيرز" ان "عددا كبيرا من كبار الضباط علويون لكن غالبية الجنود ليسوا كذلك", مضيفة أن "الجنود يمكن أن يقوموا بعصيان ويجبروا قادتهم على الانقلاب على الأسد, ويمكن للقادة العلويين أن يخافوا انقلاب الوضع, بسبب سياسة بشار الأسد" القمعية أخيرا. وخلصت إلى أنه "لإقناع الجيش بتغيير موقفه يحتاج المنشقون الى مساعدة الأسرة الدولية" التي عليها فرض عقوبات محددة الاهداف للتسبب في فرار عناصر وتعزيز الانقسامات بين الجيش وفرق النخبة التي يقودها ماهر الاسد.

 

حلفاء نصرالله من تجار الأسلحة يهربونها إلى الثوار في سورية  

حميد غريافي/السياسة

قد تكون "دويلة" حزب الله بدأت تزول قبل ان ترى النور الفعلي, مع اقتراب مغيب شمس نظام البعث الذي ساهم في رسم معالمها على انقاض الدولة اللبنانية التي لا فكاك لها من علاقاتها بالدول الغربية والمجتمعين الدولي والعربي وان كانت رضخت طوال الاعوام العشرة الماضية لصواريخ الحزب ومن ورائه سورية وايران.

وعلى الرغم من الخطابات والتصريحات النارية التي يلجأ اليها حسن نصرالله بين الحين والآخر ومساعدوه في كل حين, للإيحاء بأن كل شيء على ما يرام, وبأن الرئيس السوري بشار الاسد ونهجه لن يسقطا تحت ضربات الحرية والديمقراطية التي تعصف بالمنطقة برمتها, وبأنه في حال سقوط البعث فإن الحزب الايراني في لبنان لن يلحق به بسبب وجود آلاف الصواريخ بين ايدي جماعاته, وهي هذه المرة لن يجد بديلا لها لا من ايران ولا من سورية كما حدث بُعيد حرب ,2006 اذا ما اطلقت ضد اسرائيل او حتى ضد الداخل اللبناني.

واعطى ديبلوماسي بريطاني عمل في لبنان والاردن وابوظبي خلال التسعينات, مثلا على "تخلخل تجربة حزب الله الارهابي المسلح, وهو اقدام ايران خلال الايام القليلة الماضية على "اعادة الروح القتالية" لدى "جيش المهدي" العراقي بقيادة "عكازها الآخر مقتدى الصدر الى جانب عكازها اللبناني حسن نصرالله", عن طريق تزويده بترسانة صاروخية يأمل آية الله علي خامنئي ان تشكل البديل المعقول لترسانته في لبنان الذي تأكد للإيرانيين اخيرا انه بعيد جدا عن متناول ايديهم, خصوصا اذا انقطعت الصلة مع سورية بسقوط الاسد ونظامه, ولأن المرحلة المقبلة بعد استتاب الثورات في المنطقة العربية ستكون مرحلة الحسم بين الدولة الفارسية من جهة والانظمة الخليجية والعربية السنية والاقليمية مثل تركيا وباكستان من جهة اخرى, بحيث يجب انشاء "حزب الله" آخر في العراق له نفس المواصفات والعقيدة مع اختلاف الاهداف لما يحمل حزب الله وحسن نصرالله".

وكشف الديبلوماسي البريطاني ل¯"السياسة" في لندن امس النقاب عن ان "الصواريخ التي اطلقها جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر اخيرا على المنطقة الخضراء في قلب بغداد حيث الوجودان الاميركي والعراقي الحكومي, تعبيرا كما اعلن هو شخصيا عن "رفضه استمرار الاحتلال الاميركي للعراق", قد تكون رسالة الى الاميركيين والاوروبيين والدول العربية السنية من نظام خامنئي للقول لهم ان صواريخنا هذه في العراق ولبنان يمكن ان تتحول فجأة الى الداخل قبل ان يطلق اي منها الى خارج الحدود".

وقال الديبلوماسي ان النظام الايراني الذي استدعى في مطلع هذا الشهر كلا من مقتدى الصدر وعمار عبدالعزيز الحكيم قائد "لواء بدر" المتدرب ايضا في ايران والمزود بصواريخها واسلحتها, لوضعهما في حالة تأهب قصوى تحسبا لسقوط النظام السوري في دمشق وانقطاع الاتصالات المباشرة بين طهران وحزب الله "قلعتها المتقدمة في الشرق الاوسط" حسب الوصف الايراني, بحيث يعملان على ابقاء ممرات من الاراضي العراقية, خصوصا في الجنوب, من الحدود الايرانية الى الحدود اللبنانية عبر عملاء لهما في سورية, لتزويد "حزب الله" بالسلاح اذا انقطع عنه بمجيء نظام ديمقراطي معارض له في دمشق, وبعدما رفضت تركيا رفضا قاطعا الحلول محل سورية في عمليات التهريب الى لبنان".

واكد الديبلوماسي استنادا الى "تقارير من المنطقة الملتهبة" (الشرق الاوسط), ان "طهران بواسطة الحرس الثوري ضاعفت شحن الصواريخ والاسلحة الى الصدر والحكيم في بغداد برا وجوا وبحرا بمعدل عشر مرات منذ مطلع مايو الحالي, ما اثار قلق تركيا بشكل خاص لكونها القوة الثانية بعد القوة الاميركية داخل حلف شمال الاطلسي بعدما طور رئيس حكومتها رجب طيب اردوغان علاقات بلاده بالدول العربية المعتدلة كمقدمة معقولة ترضي الغرب لدخول الاتحاد الاوروبي".

وفيما ابدى بعض القلق من امكانية هروب حزب الله وبشار الاسد باتجاه فتح جبهة جنوب لبنان لتخفيف الضغط عن نظام البعث والمشرف على الانهيار, استبعد الديبلوماسي ان تكون ايران الآن "بوارد حض حسن نصرالله على مهاجمة اسرائيل او التحرش بها, والدليل واضح وقريب وهو ان حزب الله الذي نظم غزوة مارون الراس الاسبوع الاسبق لخرق الحدود العبرية, لم يحرك ساكنا بعدما قتل الجيش الاسرائيلي عشرة فلسطينيين من "اشقائه اصحاب القضية", بل انه منع منظمات فلسطينية سقط لها قتلى بين هؤلاء عن الاقدام على الانتقام لهم من حدود لبنان, وابلغ قيادة قوات "يونيفيل" الدولية في جنوب الليطاني بأن الحزب غير معني بفتح جبهة على الخط الازرق الفاصل".

واكد الديبلوماسي نقلا عن تقارير ديبلوماسية واستخبارية من لبنان وسورية واسرائيل الى بعض عواصم المحور الاوروبي ان نصرالله "لم يقل الحقيقة حين نفى في خطابه الاخير هذا الاسبوع ارسال عناصر من حزبه لمساندة اجهزة الامن والجيش السورية, اذ ان هذه التقارير تفصل كيفية مشاركة عناصر ايرانية ومن "حزب الله" الى جانب "الشبيحة" من قوى الامن واللواء العسكري الرابع بقيادة شقيق الرئيس السوري اللواء الركن ماهر, ومن الميليشيات العلوية التي تمارس عمليات التنزيح العرقي للسنة والمسيحيين من مدن وقرى ومناطق التماس بين هذه الاطراف".

واماط الديبلوماسي البريطاني ل¯"السياسة" في لندن اللثام عن ان "تجار الاسلحة اللبنانيين والسوريين الذين تعاونوا مع "حزب الله" طوال السنوات العشر الماضية في تهريب معدات واسلحة متطورة من بينها قذائف ضد الدبابات وألغام ارضية مطلية باليورانيوم النافد ومناظير ليلية ومعدات مراقبة حساسة, تحولوا لتزويد المعارضات السورية داخل البلاد بكميات ضخمة من الاسلحة والذخائر التي يقوم ممولون سوريون وعرب بسداد اثمانها".

وقال الديبلوماسي ان قيادة نصرالله "استدعت هؤلاء التجار وهددتهم بالاعتقال واقفال مصالحهم اذا ما استمروا في تهريب السلاح الى ثوار سورية, وان ثلاثة من هؤلاء التجار اعتقلوا بالفعل لمدة ايام ثم تم اطلاق سراحهم".

وفي سياق متصل, وجه الامين العام ل¯"اللجنة الدولية  اللبنانية لمتابعة تنفيذ القرار الدولي 1559" الداعي الى سحب السوريين من لبنان العام 2005 والى تجريد حزب الله والمنظمات الفلسطينية من سلاحها على الاراضي اللبنانية, رسالة الى رئيس حكومة تصريف الاعمال في بيروت سعد الدين الحريري نبهه فيها الى "ان السوريين مازالوا يخرقون القرارين 1559 و1701 باعتداءاتهم على الحدود الشمالية من لبنان", قائلا: "اننا ندين هذا الخرق كما ندين صمت وزير الخارجية اللبنانية علي الشامي" (المحسوب على حركة امل وحزب الله).

وقالت الرسالة التي تسلمتها الحكومة اللبنانية امس ان "الجيش السوري اطلق داخل الاراضي اللبنانية الاسبوع الماضي على بلدة وادي خالد النيران فجرح جنديا لبنانيا وثلاثة مدنيين لبنانيين بينهم امرأتان توفيت احداهما فيما بعد.

وقال المهندس طوم حرب في رسالته: "اننا ندعوك الى تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي ضد التدخل السوري في الاراضي اللبنانية وخرق الامن والحدود فيها, كما ندعو وزير الدفاع (الياس المر) وقائد الجيش (جان قهوجي) الى اعادة القوات المسلحة الى منطقة وادي خالد فورا لحماية اللبنانيين والسوريين الهاربين من الاعتداءات السورية المسلحة".

 

تظاهرة في شمال لبنان للمطالبة بالإفراج عن لاجئين سوريين معتقلين

طرابلس (لبنان) - ا ف ب: تظاهر المئات في طرابلس شمال لبنان, أمس, لمطالبة الحكومة اللبنانية بإطلاق سراح السوريين الذين يعتقد أنهم محتجزون لدى الجيش اللبناني بعدما لجأوا الى لبنان هربا من القمع في سورية. وتجمع حوالي 500 شخص أمام مسجد في حي باب التبانة وهم يهتفون "بالدم بالروح نفديك يا درعا" و"بالدم بالروح نفديك يا بانياس" وهما مركزا الحركة الاحتجاجية في جنوب سورية وغربها. كما هتف المتظاهرون وبينهم عشرات اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى لبنان في مايو "ليسقط النظام السوري".

وقال الشيخ مازن المحمد إمام المسجد "نقف ضد نظام (الرئيس السوري) بشار الاسد والى جانب المعارضين في سورية", مضيفا "نمهل الحكومة اللبنانية حتى الجمعة (المقبلة) للإفراج عن جميع السوريين الذين تعتقلهم والا فسننظم تظاهرة كبرى". وكشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الجيش اللبناني يعتقل عشرة سوريين, بينهم طفل, منذ 15 مايو لاتهامهم بعبور الحدود بصورة غير شرعية. وحضت المنظمة الحقوقية بيروت على الإفراج عنهم وعدم تسليمهم للسلطات السورية, مبدية مخاوفها من تعرضهم للتعذيب.

 

الأردن يؤكد قرب انضمامه إلى مجلس التعاون الخليجي

عمان - وكالات: أعلن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة, أن الإعلان عن تفاصيل انضمام الأردن إلى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي سيكون قريبا, وتحديدا بعد زيارته المرتقبة إلى دول الخليج. وقال جودة في حديث لبرنامج "ستون دقيقة" الذي بثه التلفزيون الأردني, مساء أول من أمس, "إن ترحيب دول مجلس التعاون بانضمام الأردن إلى منظومتها والذي يجد صدى أيجابيا لدى الطرفين, جاء نتيجة لجهود العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي أسس لعلاقات اخوية وثيقة مع قادة دول الخليج الشقيقة". وأكد أن هناك "مؤشرات إيجابية وقناعة لدى الطرفين بتطبيق هذا التوجه بالسرعة الممكنة", مضيفاً أن "هناك قيمة مضافة متبادلة بين الأردن ودول الخليج على المستويات الاقتصادية والأمنية, وتكامل ثقافي وجغرافي وطبيعي", كما لفت إلى أن وجود أكثر من 500 ألف اردني يعملون في دول الخليج. وأشار الى أن التنسيق والرؤية المشتركة بين القيادات السياسية لتحديات الإقليم والتفاهمات بين الملك عبد الله الثاني وقادة دول مجلس التعاون الخليجي, لها دور كبير لتحقيق هذا التوجه. ونوه إلى لقائه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال زيارته إلى الأردن أخيرا, وتوجيهه الدعوة لوزير الخارجية الاردني لاستكمال المحادثات مع وزراء خارجية دول التعاون في هذا الشأن.

 

معتبرا أن في طيّات تفجير "الأوّلي "علامات استفهام كبيرة ورسائل عدّة... بيارعطالله لموقع 14 آذار: حزب الله يدرك جيدا أنه غير قادر على هضم البلاد اذا ابتلعها  

باتريسيا متى

بعد أن انتقل لبنان من مرحلة الخطر الى أخرى أكثر خطورة مع الاعتداء الذي استهدف الوحدة الايطالية في قوات "يونيفيل" في صيدا، لفت الكاتب السياسي بيار عطالله "أنه لطالما تم استخدام لبنان ساحة لتمرير الرسائل" مشدداً على "أن هذا المنطق هو التي حاولت قوى 14 آذار تحرير لبنان منه الا أنها فشلت حتى الساعة بسبب الظروف المحيطة واصرار البعض على الدويلة وليس الدولة، ما أدى الى بقاء لبنان ساحة للتجاذبات ومشرع الأبواب أمام أية تطورات اقليمية وداخلية وخارجية".

عطالله أشار في حديث خاص أدلى به لموقع" 14 آذار" الالكتروني" أن استهداف اليونيفيل هي حادثة تحمل في طياتها رسائل باتجاهات عدة وتطرح علامات استفهام كبيرة يمكن ترجمتها بالآتي: أنه هل للأمر علاقة بقوى أصولية اسلامية على صلة بتنظيم القاعدة والحرب الدائرة بين هذا التنظيم وقوى الغرب؟

أم هل للأمر علاقة بالحرب الدائرة في ليبيا خاصة وأن هناك بعض المجموعات في منطقة صيدا وفي المخيمات تحديدا ذات ارتباطات سابقة مع النظام الليبي ؟

وهل للأمر علقة بالتحذيرات التي صدرت أخيراً والكلام حول عدم سريان مفعول القرار 1701، الكلام الذي ورد على لسان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله؟

الا أن عطالله رأى" أنه من ذكاء وحكمة حزب الله هو عدم التورط بمثل هذه المسائل التي تدل على أن البلد مكشوف وساحة مفتوحة والجماعات ارهابية متخذة من لبنان موقعاً لها".

وعن تقاطع توقيت هذه الأحداث والثورة في سوريا والضغط الأوروبي على القيادة السورية لوقف القمع، قال عطالله:"لا يمكن اخفاء ونفي أي شيء عن النظام السوري وقدرته على الرد بالأذية عبر لبنان واستخدام مجموعة أدوات لبنانية للرد، اذ انه لا يمكن نفي فرضية استخدام سوريا للبنان للرد على المجتمع الدولي ولكن الأساس البلد هو أن البلد مشرع ولا حكومة ولا سلطة تحكم الوضع لا بل منطق الدويلات قائم وعدم وجود سلطة واحدة وأمن واحد وسلاح واحد من شأنه تشريع الباب على احتمالات عدة".

وتابع عطالله في السياق نفسه لافتا الى أن منطقة صيدا تحديدا لجهة وجود السلاح الفلسطيني غير الشرعي بالاضافة الى حالة التوتر المستمر التي تشهدها وكل لبنان، تفتح الباب على كل الاحتمالات".

عطالله الذي اعتبر" أن مشهد وزارة الاتصالات هو مظهر من مظاهر الاطاحة بالدولة خاصة وأنه قد سبق ذلك مسألة البناء على الأملاك العامة في كل أنحاء لبنان، المشاهد التي ينده لها الجبين والتي تؤكد على وجود أزمة نظام وكيان والوضع عميق الخطورة والدولة في مرحلة تفكك وتحلل، وأكد أن الحل الوحيد هو بتحاور اللبنانيين خاصة وأنه لا شيء اليوم يمنع بعض القوى التحرك على الأرض والدعوة الى جمعة غضب تتطور الى نزاع طائفي ومذهبي وفتنة طائفية قد نكون بسببها عشية 7 أيار جديد و13 نيسان 1975".

وأضاف:"أحداث 15يوم أيار على الحدود كانت على درجة عالية من الخطورة ، فبموازاة تضامني مع الشعب الفلسطيني وحق العودة، الا أن الأمور لا تقاد بهذا الشكل، فماذا لو بدأت تطورت الأمور حينها الى حرب لبنانية اسرائيلية لنصبح على مشارف عام 2006 آخر".

هذا وشدد عطالله على "أن غياب التوافق ومنطق الشراكة وبناء الوطن وفقدان العقد الاجتماعي بين الناس لن يؤدي الا الى مزيد من التأزم" لافتاً الى "التقارير التي تؤكد على ارتفاع سوق الأسلحة، الأمر الذي يبين مدى التوتر الشائد في قلوب الناس".

هذا وتطرق عطالله في سياق حديثه الى تصاريح تكتل التغيير والاصلاح الأخيرة، فاعتبر أن عون "يتمرجل بسيف غيره، وكما قال النائب جنبلاط فهو مثبت في الواجهة ليعبّر عن رفض حزب الله لوضعية معينة ورفضه لتشكيل الحكومة ولفرض املاءات على رئيس الحكومة المكلف، اذ أنه يمكن لعون التكلم بما يريد وبالطريقة التي يريد الا أن سوابقه في الاندفاع بهذه المسائل واضحة ولم توصل الا الى يوم الثلاثاء الأسود وكادت أن تفجر الوضع على الساحة المسيحية".

عطالله الذي رأى" أن الحل الأنسب في هذه الفترة هو حكومة انقاذ وطني من الخراب خاصة وأن هناك حالة مرضية وأزمة كيان ونظام أثبت فشله وعدم قدرته على الاستمرار من خلال محاولاته الدائمة لالغاء الآخر، لفت الى أن الوضع لا يستقيم الا بطاولة حوار وطني لمعالجة المواضيع الخلافية وفي مقدمتها سلاح حزب الله الذي يشكل المبرر لوضعية الفوضى في البلد، على أن يكون سلاح المقاومة لمواجهة العدو الاسرائيلي والانسحاب من شوارع بيروت، خاصة وأن الشعب هو الذي يدفع الثمن".

وردا على سؤال، أجاب عطالله:" صحيح أن الوصول الى اتفاق صعب في هذه الفترة ولكن الا أنه لا حل غير ذلك، خاصة وأننا غير قادرين الى الذهاب لمواجهة وتصد لحزب الله بطريقته الخاصة ولكن في الوقت عينه الحزب يعلم جيدا أنه غير قادر على ابتلاع البلد في ظل المجتمع التعددي السائد واذا ابتلعه لا يمكنه هضمه، ما يؤكد ان التفاهم هو الحل النهائي مع تمسكنا بالدولة وادراك حزب الله أن الطريق التي يسير بها لن توصل الى أي مكان كتجربة "القوات اللبنانية" و"الادارة المدنية" التي اتبعها النائب جنبلاط والتي اصطدمت بحائط مسدود ما يحتم وجود مشروع واضح".

وعن اعتكاف الوزير بارود، أجاب عطالله:" مع احترامي للوزير بارود الا أنه أخطأ التقدير على اعتبار أنه كان عليه الحسم بين موقف اللواء أشرف ريفي والوزير نحاس لأن لكل منهما حيثياته ومنطقه الخاص، فللأول منطق أمني لا بد من احترامه و للثاني منطق تصرفات وزير في وزارته، فقد كان على بارود العدول بين الطرفين ومواجهة المسألة وليس الهروب منها"... أما عن الأوضاع الاقليمية والأحداث التي تواجهها سوريا، لفت عطالله الى أنه لا بد من اعتماد مبدأ الحوار في سوريا لأن النظام يملك من القوة والمناعة الكثير وقوى المعارضة تملك من القوة والتصميم والارادة نسبة لا يستهان بها، ومن هنا فان الاحتجاجات لن تتوقف وفي حال الاستمرار بهذه الحالة فقد نصل الى مرحلة تكرار المشهد اليمني في سوريا، الأمر الذي لا يصب في مصلحة أي من الطرفين لأنه سيؤدي الى تعزيز المتطرفين على كلا الطرفين ودمار سوريا".

الى ذلك، رأى عطالله" أن من مصلحة سوريا التفاهم على اطلاق رزمة اصلاحات ترضي الطرفين لأنه لا بد من الرضوخ للارادة الشعبية في نهاية المطاف، والدليل على ذلك حلفاء وأبناء سوريا في لبنان الذين أقروا بضروة الاعتراف باصلاحات يجب اتمامها"، معتبراً "أن الحل الوحيد هو في تسوية شريفة تحصن الوحدة الوطنية السورية خاصة وأن سوريا بلد كبير يحيط بلبنان من حدوده وأي خراب تتعرض له سينعكس على لبنان".

وختم عطالله معتبرا" أن من يراهن على انقسام الجيش السوري هو واهم وكمن يشتري سمك في البحر خاصة وأن الجيش وطني ويملك تجربة عالية بمعنى أنه محكوم بقبضة من حديد ومجهز لمواجهة العدو الاسرائيلي"، مشيراً الى "أن الأمور لن تتخطى اطار الاحتجاجات الشعبية ولا يجوز الاستهانة بها لأن من يصنع التغيير في أي بلد هو مجموعات قليلة تأخذ على عاتقها التغيير والقمع هو نتاج طبيعي للنظام الشمولي والبعث".

موقع 14 آذار

 

استحالة تأسيس فهم لبناني مشترك لحركة الاحتجاج في سورية

حازم الأمين/الحياة

أفضت الاحتجاجات في سورية، بين ما أفضت اليه، الى اختبار نموذج من السلطة كان يعمل لعقود طويلة، من دون ان يكترث كثيرون لطبيعته. سلطة يشكل الخوف مادتها الرئيسة، وكل ما عداه تنويعات على تلك النواة. سلطة ليست غبية على نحو ما هي سلطة القذافي غبية.

ما جرى في سورية جعل كثيرين يتحسسون أجسامهم وعقولهم بحثاً عما اذا كانت قد أصابتهم تلك السلطة بشيء! هل يقيم شيء يشبهها في أرواحهم ووجدانهم؟ ذاك ان قوة السلطة في دمشق مستمدة من تسللها الى الوجدان والأرواح. في لبنان رحنا نسأل أنفسنا هذا السؤال بعد أن أذهلنا مستوى العنف الذي شهدناه في سورية. فنحن مرشحون أكثر من غيرنا للإصابة، بفعل احتمال العدوى وبفعل وجود هذه السلطة في بلدنا.

ما الذي تسرب من السلطة في دمشق، الى السلطة في بيروت، وما الذي تسرب من ضحاياها في سورية الى الناس في لبنان؟ فمن غير المنطقي ان ننجو. واذا كانت المهمة الأولى لحركة التغيير في سورية الشروع بعلاج الصدوع التي خلفها العيش لعقود طويلة في ظل هذه السلطة، فالأمر نفسه ينطبق على لبنان، مع فارق هو لمصلحة المُصاب السوري بها يتمثل في ان الأخير تمكّن من تحديد مكان الإصابة، وصارت خطة العلاج واضحة بالنسبة اليه. اما في لبنان، فنصف السكان يعتقد أن السلطة في دمشق نموذجهم، ونصفهم الثاني متنكر لما أصاب عقولهم ومشاعرهم نتيجة عيشهم في ظلها.

لكن لنتأملْ قليلاً في أحوالنا، ولنقسها على الحدث السوري، وعند ذاك نسأل: أليس هناك ما يجب ان نقوله لأنفسنا؟ لدينا شرائح واسعة عاشت تحت السلطة المباشرة والقاسية لهذا النظام، ولدينا سجناء سابقون في سجونه، ولدينا قوى سياسية تشكلت تحت إشرافه، ولدينا سياسيون يستمدون «شرعيتهم» فقط من علاقتهم به، ولدينا إعلام نعتقد أنه متقدم، لكننا ننكر كم هو انعكاس لآلة ذلك النظام.

ليس بلا دلالة أن يستعين النظام في سورية بوجوه لبنانية لتسويق نمط علاقته العنيف بمجتمعه، وأن تستضيف الفضائية السورية «سياسيين» لبنانيين، صُنعوا في دمشق، ليتولوا إدانة المحتجين في درعا وبانياس. وهذا الأمر حصل ليس لأن كفاءة هؤلاء أعلى من كفاءة نظرائهم في دمشق في الظهور على شاشات التلفزيون، بل لأن الرسالة التي هدف النظام إلى إيصالها، تتمثل أولاً في أن له أذرعاً خارج الحدود يمكن أن يستعملها في الداخل، وثانياً لأن الوجوه اللبنانية قد تفيد في تعزيز تهمة الجماعات «المدسوسة» المتسللة من الخارج. أما الفشل الذريع الذي أصيبت به هذه الخطة، فيكشف خللاً كبيراً في ذلك الاعتقاد السائد بأننا حيال «ديكتاتورية عبقرية».

ففي ظرف يومين فقط اعتذر وئام وهاب عن اتهامه سياسيين لبنانيين وسعوديين بتمويل الانتفاضة، وفي ظرف أقل من ساعة انكشفت حقيقة خبر اعتقال النائب عقاب صقر في بانياس، أما السلاح الذي قالت الفضائية السورية إن القوى الأمنية اللبنانية قد ضبطته وهو في طريقه من لبنان الى سورية فتبين انه عبارة عن ثلاث بنادق صيد.

كل هذه الفضائح لم تؤسس لفهم لبناني مشترك لما يجرى في سورية. هناك أسباب سياسية راهنة طبعاً، لكن أيضاً هناك أسباب تمت الى وضع جماعي تم التأسيس له على مدى سنوات الخضوع. فعندما يقال إن «قوة النظام في سورية تكمن في انه قادر على إكراه الناس على أن يكرروا ما يثير سخريتهم ويجاهروا بما لا يقبله ذكاؤهم»، يجب ان نسأل أنفسنا: أليس في لبنان ما يوازي ذلك تماماً؟ ألا تحمل لنا الصحف كل يوم خبراً يقبله اللبنانيون بصفته واقعاً وينحاز جزء كبير منهم اليه، ويرددونه من وراء زعمائهم، على رغم إهانته عقولهم؟

الضحية اللبنانية انجذبت الى جلادها، وصار الأخير «موديلها» في السياسة وفي الاقتصاد وفي العلاقة مع الضحايا الآخرين. ثم إن بين اللبنانيين ضحية سلبية وأخرى إيجابية، بمعنى ضحية من الموقع السياسي المضاد للنظام في سورية، وضحية لهذا النظام منخرطة في دعمه، والضحيتان تتصارعان على حلبة التماهي مع الجلاد. فلندقق قليلاً بالتشابه السياسي والنفعي بين ميشال عون وميشال المر، او لنتأمل قليلاً بحالَي كل من وئام وهاب وخالد الضاهر.

أليست في لبنان عشرات المشاهد السياسية الموازية لمشهد تلميذ المدرسة السوري الذي تفرض عليه ادارة مدرسته ان يشارك في احتفال حزب البعث، فيحمل صورة الرئيس في المسيرة، ويرفعها فوق وجهه محاولاً إخفاء ابتسامة تشي بعدم اقتناعه بما يفعل. وفي حين يكشف مشهده رمزية العلاقة القسرية مع النظام، يُدرك الأخير المضمون السلبي لهذه الابتسامة، لكنه لا يكترث. ذاك أن المضمون الإيجابي المتمثل بالمشاركة الجسمانية في المسيرة هو ما يعنيه. فما كشفته وثائق ويكيليكس من كلام «خبيث» قاله حلفاء حزب الله عن حليفهم، وصمت الحزب على هذا الكلام، يشي بعلاقة مشابهة للعلاقة بين التلميذ السوري وبين النظام. حزب الله يعرف حقيقة مشاعر حلفائه حياله، لكن ذلك غير مهم في حال لم يتلكأوا عن المهام المطلوبة منهم.

لقد ابتذل النظام في سورية أفكاراً انتجتها العلوم الإنسانية على مدى قرون من الاجتهاد والتفكير. المقولات السوسيولوجية والفلسفية حول التوتاليتارية جرى اختبارها في تجربة هذا النظام على نحو مباشر وغير موارب. مقولات من نوع العلاقة بين الجلاد والضحية، أو وظيفة البروباغندا في انتاج الخوف، أو استخدام الإشاعة لبث الريبة، كل هذه المقولات وغيرها جرى اختبارها في الأشهر الثلاثة الفائتة على نحو كثيف ومباشر وميداني. والنظام بهذا المعنى قام بمهمة معرفية، الى جانب المهمة الدموية، إذ أتاح لعامة الناس معاينة أفكار كانت أسيرة كتب قديمة، فكسر نخبويتها، وأخرجها من صفحات الكتب العتيقة.

 

الطريق اللبناني في تغيير النظام

عبدالله إسكندر/الحياة

لا تحاول أن تعرف تفاصيل حقيقة ما جرى في أحد طوابق بناية في بيروت، لأن الحقيقة في لبنان وجهة نظر شخصية جداً. لا بل لا لزوم أن تعرف هذه الحقيقة، فهي في كل الاحوال مجرد مبرر ووسيلة. عليك فقط ان تعاين عن بعد المشهد التالي: قوى أمن تمنع وزيراً من دخول مبنى، وزير الوصاية يستقيل. الوزير الممنوع من الدخول يستنجد بالجيش. ورئيس الجمهورية يلجأ الى القضاء من أجل معرفة مدى خطأ ارتكبه مدير عام.  هذا المشهد السوريالي في أي بلد من العالم هو ما باتت عليه «الدولة» اللبنانية. وضعنا كلمة دولة بين مزدوجين لأن ما تنطبق عليه التسمية في كل أرجاء العالم لا علاقة له بهذا «الشيء» اللبناني. التفاصيل تتحدث عن قضية مبيّتة بين «حزب الله» ورديفه التيار العوني من جهة وبين تيار المستقبل وحلفائه، وعن صراع على المعلومات ومصادرها في استخبارات الجيش واستخبارات قوى الامن الداخلي، وعن صراع نفوذ بين الطوائف داخل هذه الأجهزة الحساسة، ومآل ما تجمعه من معلومات. لكن كل هذه التفاصيل تناست أو سهت عن مسألة عامة جداً وبديهية جداً. ان كل هذه الاجهزة ينبغي ان تأتمر بأمر السلطة التنفيذية، أي الحكومة. لكن عن أي حكومة نتحدث؟ تلك التي تصرّف الاعمال أو تلك التي قيد التشكيل أو تلك التي تحكم فعلاً، عبر نفوذ واستتباع طائفيين داخل الاجهزة؟

لأن الاجهزة باتت في عهدة الطوائف والميليشيات لم يعد هناك مكان للحديث عن حكومة، أي حكومة، أياً كان شكلها واياً كان رئيسها. وهذا يعني ضمناً ان لا مكان لحديث عن سلطة تشريعية، بعدما ألحقت بآلية عمل الاجهزة. وبات المنتخَبون نجوماً على الشاشات لتبرير عمل هذا الجهاز التابع لمرجعيتهم وشتم جهاز آخر يتبع مرجعية آخرين. وكأن عملهم ليس محاسبة الحكومة ومساءلتها على ممارستها وسياستها تحت قبة البرلمان، وإنما بوق دعائي في عملية تهديم مؤسسات الدولة.

في لبنان الحديث، بنيت الدولة على توازن دقيق بين ضرورة التعايش ما فوق الطائفي والحفاظ على «حقوق» كل الطوائف. ولأنه توازن دقيق فهو لا يعطي المساحة الكاملة للممارسة الدولتية. هذا الواقع الذي عاشته الدولة اللبنانية الحديثة منذ نشأتها، كان مصدر ضعف أكيد لكنه مصدر قوة في تماسك وحدة الدولة. وهذا ما تأكد خلال الحرب الاهلية حيث، رغم الخلافات السياسية الكبيرة وقتال الشوارع والتدخلات من كل صوب وانشقاقات مدفوعة الاجر، ظلت الدولة قادرة على تشغيل مؤسساتها بالحد الادنى.

لكن عندما يصل ثقل المرجعيات الطائفية الى حد انهاء هذا الحد الادنى تكون الدولة، بشكلها المعروف، تلاشت، ويكون النظام السياسي المنبثق عنها قيد الاحتضار. وهذا بالضبط ما كشفه حادث غرفة الاتصالات. في العادة تجري الانقلابات لتغيير النظام ومنظومة مؤسسات الدولة دفعة واحدة، عبر استيلاء مباشر على السلطة وقلب طبيعتها. وفي لبنان، ونظراً الى صعوبة مثل هذا الانقلاب المباشر، جرت العملية على مراحل.

وفي العادة يكون طرف واحد، حزب أو جيش، هو من يقوم بهذا الانقلاب. لكن في لبنان، اشترك الجميع، ولا يزالون، في عملية الانقلاب الطويلة، وإن كان كل منهم يريده في اتجاه.

لم تعد في لبنان شعارات المقاومة والممانعة والسيادة والقرار المستقل وأولوية الدولة تحمل مضامينها. لقد باتت مثل هذه الشعارات أدوات في هذا الانقلاب الطويل.

شعوب عربية تخرج الى الشوارع مطالبة بإسقاط النظام وتغييره، في عملية لا تخلو من العنف. وفي لبنان تتولى النخب السياسية الحاكمة وذات النفوذ في طوائفها مهمة اسقاط النظام وتغييره، عبر إنهاك المؤسسات الجامعة وتفريغها من صفتها الجامعة وصولاً الى مرحلة تفكيكها وتغيير النظام.

 

النائب نديم الجميّل بعد زيارته الرسمية لجورجيا: أوروبا ملتزمة بالدفاع عن الحقوق المنتهكة للشعوب التي تعيش في جوارها

 بناء على دعوة رسمية من السلطات الجيورجية الوزارية و النيابية، وبالتنسيق مع "حزب الشعب الاوروبي"، شارك النائب نديم الجميّل  بالاحتفالات الرسمية للعيد الوطني الجيورجي العشرين وبالعرض العسكري الذي أقيم بالمناسبة، كما شارك أيضاً  لعدة أيام بالاسبوع الاوروبي الذي أقيم في العاصمة الجيورجية تبيليسي و الذي تضمّن لقاات سياسية وثقافية. واجتمع الجميل خلال زيارته بنائب رئيس البرلمان الجيورجي ونائب وزير الداخلية و نائب وزير العدل و أعضاء في مكتب رئيس مجلس الوزراء الجيورجي. وتطرق البحث خلال تلك اللقاات الى الاصلاحات التي استُحدثت في البلاد منذ انتخاب الرئيس ميخائيل ساكشفيلي عام 2004، كذلك الى الاجراات اللآيلة الى محاربة كل أنواع الفساد في البلاد. ويقول النائب الجميّل في هذا الاطار، " أن جورجيا هي نموذج يُحتذى به فيما يتعلّق بمحاربة الفساد و إعادة بسط سلطة الدولة و تنشيط مؤسساتها. وقال:" جورجيا و لبنان يحملان هموماً مشتركة تتعلق خاصة بالمحافظة على السيادة و الاستقلال في مواجهة دولٍ جارة تحاول التدخل دائماً في الشؤون الداخلية للبلدين." كذلك شارك النائب الجميّل بعدة نشاطات ثقافية، وباللقاء الذي حمل عنوان" نظرة الى أوروبا من خارج حدودها" مؤكداً "أن أوروبا هي أكثر من تجمّع إقتصادي و مؤسساتي، بل هي خيار لمبادىء مشتركة تنادي بالسلام و الديمقراطية واحترام حريّة الشعوب. لذا على أوروبا أن تحمل لواء الدفاع عن الحقوق المُنتهكة للشعوب التي تعيش في جوارها، وخاصة التي تتقاسم معها المبادىء و القيم ذاتها". كما التقى الجميّل خلال زيارته رئيس غرفة التجارة الدولية في جورجيا السيد فادي عسلي الذي وضعه في أجواء التطور الاقتصادي و أفق التطور الانمائي في البلاد. 

 

اجتماع لرؤساء بلديات ومخاتير كسروان اثر اعتكاف بارود: نرفض أن يضحى بالأوادم مهما عنف الصراع السياسي أو الطائفي

 وطنية - 29/5/2011 عقد رؤساء بلديات ومخاتير قضاء كسروان الفتوح اجتماعا بعنوان ربيع كسروان الفتوح من أجل لبنان، على أثر الأحداث الأخيرة التي أدت الى اعتكاف وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود، وأصدروا بيانا لفتوا فيه الى ان كسروان الفتوح دفعت على مدى العشرين سنة الماضية فاتورة مواقف أهلها المسالمين والمتمسكين بانتمائهم الوطني بعيدا عن الحسابات الطائفية الضيقة والرهانات الخارجية وملفات الفساد، فأدى ذلك الى شطبها من أولويات الدولة ومشاريعها وكأنها جسم غريب في التركيبة اللبنانية، الأمر الذي يدفعنا الى عدم القبول بهذا الواقع بعد الآن.

وأكدوا ان كسروان قد سخت على لبنان برجالات دولة من الطراز الأول ومن بينهم فخامة الرئيس الراحل فؤاد شهاب باني المؤسسات والوزير المرحوم جورج افرام وغيرهم من الشخصيات الكسروانية التي لن يكون آخرهم الوزير بارود المدافع عن دولة الحق والقانون والدستور.

وبالفعل لقد أحيت جرأة فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان بتوزير المحامي الشاب زياد بارود آمال جميع اللبنانيين وليس فقط أهالي كسروان في بناء دولة عصرية وعادلة، حيث نجح هذا الوزير الآتي من عامة الناس بمهمته، وتألق في أدائه المتجرد من أي مصلحة شخصية وطور مفهوم الإدارة والشفافية بشهادة جميع المواطنين من كل المناطق والإنتماءات، ليصبح مثالا يحتذى به ويدافع عنه صونا لمستقبل أولادنا.

وشددوا على انه بالرغم من كل الاصطفافات الحادة التي عانى ويعاني منها لبنان والتي أرخت بثقلها على جميع القرارات الحاسمة وعلى محاولات الإصلاح التي قام بها الوزير بارود، استطاع هذا الوزير وبامكانيات ضئيلة أن يحدث فرقا كبيرا في أداء وزارته.

ورفض المجتمعون رفضا تاما ما توصلت اليه حال السياسة وأهلها في لبنان وبعيدا عن أي انحياز سياسي لهذا الفريق أو ذاك، نستنكر بشدة ما حصل أخيرا وأدى الى اعتكاف الوزير بارود بسبب انهيار مفهوم الدولة وعدم احترام الدستور والمؤسسات الشرعية والسلطات وتناتش مؤسساتها بين موال ومعارض وعصيان بعض موظفيها عن تنفيذ الأوامر وخصخصة مديرياتهم لخدمة انتماءاتهم السياسية على أطيافها كافة.

وأردفوا: على الرغم من تفهمنا لموقف وزير الداخلية والبلديات الذي أمام مشهد تفتت لحمة الدولة وانقلابها على بعضها البعض، رفض الدخول في هذه المغامرة غير المسؤولة والخطرة جدا وحرر نفسه من أن يكون شاهد زور على انهيار السلم الأهلي في ظل غياب الضمانات السياسية للقيام بواجباته قياسا على التجارب الماضية على الرغم من دعم فخامة الرئيس غير المنقطع له، إلا أننا نرفض أن يضحى بالأوادم في لبنان مهما عنف الصراع السياسي أو الطائفي، ونتمنى على المعنيين الدفع في اتجاه تصويب الأمور كي يعيد الوزير زياد بارود النظر في موقفه ويكمل عملية إصلاح وزارة الداخلية والبلديات وإعادة فرض هيبة الدولة وأنظمتها، لتصبح هذه الوزارة نموذجا لإصلاح الدولة اللبنانية.

وختاما قرر رؤساء بلديات ومخاتير كسروان الفتوح ابقاء جلسات اجتماع ربيع كسروان الفتوح من أجل لبنان مفتوحة ويحتفظون بحقهم في اتخاذ خطوات تصعيدية، ويدعون المسؤولين على كل المستويات الى الحفاظ على هيبة الدولة وكرامة وزرائها ويحذرون من تغطية أي تماد وانتهاك للقوانين قد يؤدي الى تداعيات قد لا تحمد عقباها.

 

الناصريون الأحرار : حزب الله أخذ على عاتقه توتير الأوضاع ويستخدم الجنرال عون كرأس حربة وسيضحي به عندما يشعر بأن ذلك يخدم مصالحه

العجوز: حذار من الإستمرار بالحملات المسعورة ضد اللواء ريفي وما يمثل ونطلب من رئيس الجمهورية القاء القبض على الوزير نحاس وسجنه

 عقد مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار إجتماعه الدوري برئاسة الدكتور زياد العجوز حيث ناقش ملفات سياسية وتنظيمية وأبقى على إجتماعاته مفتوحة لمتابعة تطورات أمر عمليات حزب الله الإنقلابي على الساحة اللبنانية .  وحذر العجوز من مغبة السكوت عن مخطط حزب الله الفارسي الذي أخذ على عاتقه توتير الأوضاع على الساحة اللبنانية حيث سخّر كل وسائله ومؤسساته لتحوير الحقائق والتعبئة والتجييش لضرب هيبة الدولة والسيطرة على مؤسساتها واستخدم حليفه الجنرال عون رأس حربة لمشروعه الإنقلابي ،  مستغلاً حالة الحقد والكراهية التي يضمرها عون للطائفة السنيّة التي لم تعد تخفى على أحد.  وتوجه العجوز من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للطلب من النيابة العامة التمييزية بتوقيف الوزير المستقيل شربل نحاس بتهمة الإستيلاء على المال العام وحجز أموال الدولة بعهدته ومحاولته وضع يده على هبة للدولة اللبنانية وإهدائها أو بيعها لمؤسسة خاصة وأخطر من ذلك هو تعطيل مهام المؤسسات الأمنية بتنفيذ مهامها عبر حجبه لمعلومات الداتا عن شعبة المعلومات وإعاقته لها بكشف أحداث أمنية كان آخرها قضية إختطاف الأستونيين.

وتساءل العجوز ما جدوى وبعد مرور أكثر من شهر على عملية الإختطاف تلك أن يبادر الوزير المستقيل بفك الحجز عن الداتا المطلوبة.

 وأشار العجوز الى الحملة المسعورة التي يقودها إعلام حزب الله ضد مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن حيث يستضيف هذا الإعلام الذي يسمى مقاوم أشخاصاً تهدد وتتوعد اللواء ريفي وتكيل له السباب والشتائم وإن دلّ هذا على شيء فهو يدل على حالة الإفلاس السياسي التي يتخبط به حزب الله وأتباعه ، متسائلاً ما هي مصلحة إعلام ما يسمى مقاوم بالمساهمة في حملات ضد مؤسسات أمنية استطاعت كشف العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية ؟ وهل ما قامت به قوى الأمن الداخلي بحماية ممتلكات للدولة من محاولات  قرصنة للوزير المستقيل نحاس وسرقة الهبة الصينية تتطلب استنفار عناصر حزب الله المسلحة في بيروت والمناطق الأخرى ؟ وماذا يريد حزب الله من تبنيه للحملات تلك ؟ الجواب واضح ، حزب الله يستخدم اللعب على الوتيرة المذهبية والطائفية ويحاول ضرب الطوائف بعضها ببعض لينفذ أجندة أسياده الفرس في المنطقة ، وحزب الله يستغل الجنرال العون ويستخدمه ولن يتأخر بالتضحية به عندما يشعر بأن ذلك يخدم مصالحه .  حزب الله الفارسي يتحكم بقواعد اللعبة على الساحة اللبنانية حتى الآن ولكننا نحذر من مغبة التمادي في ذلك لأن ما كان قبل السابع من أيار في 2008 ليس كما هو الحال اليوم لا على الساحة اللبنانية ولا في المنطقة .  أما بالنسبة لأبواق النظامين السوري والإيراني الذين يتنطحون بتهديد مدير عام قوى الأمن الداخلي لما يمثله فنحذرهم من اللعب بالنار لأننا لن نقبل الضيم والغبن بعد اليوم.

 

علماء البقاع استنكروا التعرض للطائفة السنية

 وطنية -29/5/2011 عقد مجلس علماء البقاع اجتماعه الدوري اليوم بدعوة من دار الفتوى في زحلة والبقاع، وذلك للتشاور والتداول في الاوضاع الراهنة والتطورات في الساحة الاسلامية والعربية. واهاب المجتمعون في بيان بموقف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني والذي استنكر فيه التعرض للطائفة السنية من قبل بعض المغرضين وطالبوا بمحاسبة من يتجرأ على انتهاك حرمة الطوائف حرصا على الوحدة الوطنية. ودانوا بشدة استمرار القمع والتنكيل وبشاعة القتل وانتهاك الحرمات في مواجهة الثورات والمتظاهرين المحتجين العزل في بعض الدول العربية والاسلامية والتي تمارسها الانظمة ضد شعوبها وابنائها، وطالبوا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي بالتدخل السريع والفوي لوضع حد لهذه الجرائم التي ترتكب والتي لم تعد تخفى على احد، كما طالبوا بمد يد العون في حماية الموااطنين وتقديم المساعدات للنازحين والمهجرين من بيوتهم ودولهم.

وحيا المجتمعون اهلنا في وادي خالد والمؤسسات اللبنانية الرسمية والاهلية والدولية لمساعدة النازحين من اشقائنا السوريين وايوائهم، مطالبين حماية اللاجئيين والنازحين حسب الاعراف الدولية. وباركوا المصالحة التاريخية للاخوة الفلسطينيين برعاية مصرية كريمة، كما اعربوا عن تقديرهم الخطوة الجريئة لدولة مصر العربية باعادة فتح معبر رفح.

وأسف المجتمعون لتعثر وتاخر ولادة الحكومة وهي لن تبصر النور اذا اصر البعض على تشكيلها من لون واحد وطمعا بالحصص لان لبنان لا يعيش برئة واحدة. وطالبوا المسؤولين بوضع حد للتدهور السريع اقتصاديا وامنيا بتشكيل حكومة وحدة وطنية رحمة بالوطن والمواطنين والمغتربين. واثنى المجلس على الموقف الجريء للمدير العام للامن الداخلي اللواء اشرف ريفي باعتباره القانون فوق الجميع وحمايته لاملاك الدولة. ودان الاعتداء على قوات الطوارىء الدولية في الجنوب اللبناني المكلفة حفظ الامن والسلام فيها.

وهنأ المجلس مفتي راشيا القاضي الشيخ احمد المدن بتكليفه مهام الافتاء.

 

 حزب الله وإيران يتدخلان لصالح النظام ومخاوف اضطهاد العلويين (1-2)

مثقفون: الحالة السورية معقدة والتدخل الأجنبي يعجل سقوط النظام

عدنان أبو زيد /الإيلاف

يتفق المثقفون والكتاب العرب كما يظهر استطلاع أجرته ايلاف على أن الحالة السورية معقدة لتداخل العوامل الاقليمية والمتغيرات العربية في تحديد مستقبل النظام . ويرى أغلب الكتاب المشاركين في الاستطلاع ان مصير النظام في سوريا الى زوال لكن ذلك يستغرق وقتا طويلا.  

عدنان أبو زيد: يشير استطلاع أجرته إيلاف بين حوالي مائة من المثقفين والكتاب العرب، وتركز على وجه الخصوص بين من يكتب بصورة دورية في الصحف العربية والمواقع الالكترونية المختلفة، الى أن نسبة كبيرة باتت على قناعة بأن النظام السوري آيل للسقوط مع تزايد الاحتجاجات وتصاعد الاضطراب الأمني، لكن كثيرين يرون أن الحالة السورية فيها شئ من التعقيد، بسبب قوى إقليمية تتمسك به وترفض سقوطه، فهناك إيران التي تعتبر سقوط النظام خطا أحمر، وهو ممرها الآمن إلى الداخل اللبناني، ويرى فيض من الكتاب ان حزب الله سيتدخل بشراسة ودموية للحفاظ على شريان الحياة الإيراني السوري الذي يغذيه.

 لكن ثمة من يرى أن الاحتجاجات السورية سيكون مصيرها الفشل تماما مثلما حصل مع انتفاضة العراقيين العام 1991 اذا لم يحصل تدخل غربي.يقول الكاتب والمراقب السياسي حاتم عبد الواحد انه أخبر عبد الحليم خدام في لقاء ضمّ مثقفين عراقيين في نهاية عام 2003 ان عدد السجون بسوريا أكثر من عدد جامعاتها لكن خدام لم يعلق على قولي هذا، ولعل هذا يفسر خمود فتيل الاحتجاجات لفترة طويلة ومن ثم تفجرها كالبركان بحسب عبد الواحد. ويشير الكاتب اللبناني خير الله خير الله الى أن الانقسامات المذهبية والطائفية في سوريا ستجعل النهاية تأخذ وقتا طويلا. لكن الكاتبة والأكاديمية السعودية بصيرة الداود ترى ان الأمور ستنتهي لا محالة لصالح الثورة السورية، لكنها تشك كثيراً في تدخل حزب الله عند سقوط النظام، وإنما سيأخذ كالعادة دور المتفرج فقط على الأحداث كما فعلها مسبقاً أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة.

في نفس الوقت يستغرب الكاتب والمفكر اللبناني عبد الوهاب بدرخان من سلوك النظام في وعوده بالانتصار على شعبه ويتوعد بأنه سيعود أكثر قوة. ويشير الكاتب بدر بن سعود الى ان زعيم حزب الله حسن نصر الله تكلم كمتحدث رسمي باسم الرئيس السوري، في إشارته إلى الإصلاح والممانعة، وهو بهذا بحسب بن سعود يخلط الأوراق ويحشر حزب الله في زاوية ضيقة. لكن إبراهيم المليفي يرى ان الوضع في سوريا متوقف على اليمن الغارق بالمراوحة. وفي نفس الوقت فان سامي البحيري لا يخاف من تدخل حزب الله لكنه يخشى من تدخل إيراني، و اضطهاد مضاد من جانب الأغلبية السنية ضد الأقلية العلوية فى حال نجاح الثورة. ويمكن الإشارة إلى أن بعض الكتاب اعتذر عن الدلو برأيه، لاسيما اولئك الذين لم يظهر لهم موقف واضح من الإحداث بسوريا، لضبابية المشهد ربما، أو انها لحظة انتظار تحسبا من عدم سقوط النظام وحفاظا على شعرة معاوية معه، أو لكي لا تكون المشاركة موقفا يحسب أما لهم أو عليهم. الرسم البياني المرفق يوضح اختلاف الآراء حول مستقبل النظام في سوريا .

عبد الوهاب بدرخان: حزب البعث لم يعد سوى بؤرة مخبرين

كاتب

للأسف، أظهرت الاحتجاجات الشعبية عجز النظام ليس فقط عن الاعتراف السياسي والعملي بوجود "معضلة وطنية"، وانما خصوصاً عجزه عن التعامل معها بمعزل عن آلة القتل، وبالتالي استجابة تحدياتها الحقيقة. وحيثما لجأ أي نظام الى القمع الدموي سقط في الفخ الذي نصبه لنفسه.

الأكثر مضاضة أن هذا النظام يعد نفسه بالانتصار على شعبه ويتوعد بأنه سيعود أكثر قوة، وكان وعد باصلاحات ثم بحوار ويبدو أنه فهم بأن المطلوب منه هو فوق طاقته، فأي رؤية جديدة تقل عن خريطة طريق واضحة للانتقال من الدكتاتورية الى الديموقراطية ستبدو خداعاً لا داعي له. يصعب استشراف نهاية قريبة للأزمة الراهنة في سوريا، فالشعب قال كلمته وقام بما عليه وبالشكل السلمي، والآن على النظام أن يقول كلمته ويقوم بما يتوجب عليه حيال الشعب والبلد. والتغيير يبدأ من داخل النظام الذي يفترض أن يكون أجرى مراجعة عميقة لمنظومة مصالح مكوّناته العائلية والمذهبية والأمنية والحزبية، وإذا بقيت هذه المكوّنات متماسكة ومراهنة على عنصر الوقت، فالتغيير لن يبدأ أبداً، خصوصاً أن النظام لا يجد في مواجهته قوة تشكل عليه أي تهديد أمني.

حزب البعث لم يعد منذ زمن سوى بؤرة مخبرين في خدمة النظام، فهو لا يحكم وانما يشكل واجهة مضللة للحكم الفعلي المتمركز في أيدي الأجهزة الأمنية، حتى أن حلّه أو الغاءه لا يغيّران شيئاً في طبيعة السلطة. وأي تغيير حقيقي يجب أن يكون في "الثقافة" المتبعة في الحكم، لذلك فهو - على افتراض الشروع به – يطلب وقتاً أطول مما يمكن تصوّره. يبقى أن النشطاء الذين يدعون الى التظاهر، وكذلك المتظاهرين، لم يعودوا قادرين على وقف تحركهم في المدى المنظور، فالنظام سيعتبر ذلك عنواناً لانتصاره وسيعمد عندئذ الى سحقهم ولن يتمكنوا من النهوض ثانية قبل اربعين سنة اخرى.

احمد ذيبان الربيع

صحفي وكاتب اردني

مدير تحرير في صحيفة الرأي الاردنية

 ما يجري في سوريا هو بداية النهاية ، لاحتكار السلطة من قبل حزب البعث،تحت عنوان "الحزب القائد، للدولة والمجتمع" وهو شعار تجاوزه الزمن،وقد اسقط الشعب السوري جدار الخوف، الذي بنته دولة بوليسية،ولا بد ان  تتحقق مطالبه بإصلاحات جدية ،تقود الى ديمقراطية تستند الى تعددية حزبية وسياسية ،ومبدأ تداول السلطة،عبر صناديق الاقتراع ، ولم يعد ثمة ادنى شك بان الربيع العربي ،سيجتاح ثنائية الفساد والاستبداد ، التي تشترك فيها غالبية الانظمة العربية ،وحتى لو بقي الرئيس الاسد في الحكم حتى نهاية ولايته الحالية، فان ذلك مرتبط باتخاذ اجراءات وقرارات عاجلة وجدية لتلبية مطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية ، وتكريس دولة مدنية في ظل سيادة القانون ،تنهي نهج الاقصاء والظلم،.

عدنان حسين: حزب البعث انتهى

صحفي وكاتب عراقي

حزب البعث انتهى.. مات منذ ان فشل في تحقيق أول اهدافه: الوحدة. وهو انتهى ومات منذ أن اقام في العراق وفي سوريا نظاما للاستبداد الفاحش لا مثيل له بدلاً عن الحرية . وهو انتهى ومات منذ ان قدّم لشعبي العراق الرعب والإملاق والتخلّف ونقص الكرامة بدلا من الإشتراكية... أصحابه لا يريدون الإعتراف بموته لإكرامه بدفنه، جئة البعث تتحلل الآن في سوريا مثلما تحللت من قبل في العراق، ورائحتها تزكم الأنوف قتلاً وتدميراً. لن تكون سوريا بعد الآن كما سوريا قبل الآن، فربيعها يُورق ويُزهر الآن، والثمر في الطريق، ولن تجدي أي مساعدة لنظامها لا من حزب الله ولا من ايران.

قيس المولى: تقليص دور حزب البعث

شاعر واديب

نعتقد أن الحالة السورية فيها شئ من التعقيد وفيها العديد من التنافرات ومساحة الجذب فيها مساحة متنافرة ضمن علاقة سوريا بلبنان وإيران وكذلك طبيعة السياسة الأمريكية والإسرائيلية تجاه سوريا وكذلك الموقف التركي من سوريا تحت غطاء المكون الكردي ضمن الأراضي السورية، ونعتقد أنه ليس من السهولة في الوقت الحاضر أن ينتهي نظام الرئيس بشار الأسد ولكن من الممكن خلال المرحلة القادمة أن تعمل الحكومة السورية على تقليص دور حزب البعث الحاكم وفسح المجال لقوى أخرى بالمشاركة في قيادة الدولة وعقد مؤتمر وطني لكسب المتبقي من الشارع الرافض للتغيير الدموي، وإذ ما سارعت الأمور ورحل صالح والقذافي فأن مجلس الأمن سيتوجه قطعا للسيناريو التي طبق في ليبيا ضد نظام القذافي وهذا يتطلب وقتا أطول وقبولا من بعض الدول المهمة المعارضة لكنه في نهاية المطاف سينجح تحت ضغط الإغراءات الأمريكية الأمر الذي يعني المواجهة العسكرية بين جميع الأطراف. أما حزب الله فيدرك جيدا أن خسارة حليفه في سوريا تعني تقليص دور إيران في المنطقة وسيكون وحيدا وسيكون مجبرا على دعم الحكم في سوريا دعما مباشرا وعلنيا أي قضية حياة أو موت لهذا الحزب الذي لا يريد أن يغير من مواقفه ومفاهيمه في هذه المرحلة.

خيرالله خيرالله: الأمر مرتبط بإيران

كاتب لبناني

اعتقد ان النظام في سوريا انتهى. الموضوع المطروح كيف ستكون هذه النهاية. المشكلة تكمن في الانقسامات المذهبية والطائفية في سوريا التي ستجعل النهاية تاخذ وقتا طويلا. هل سيتدخل "حزب الله" ام لا؟ الأمر مرتبط بإيران أولا وأخيرا ومدى مصلحتها في حصول مثل هذا التدخل.

بدر بن سعود: مشاركة الحزب وقعت فعلا

كاتب .. رئيس نادي الاعلاميين السعوديين في بريطانيا

الاحتمالات كلها مقبولة، وربما كان اصعبها واقلها حظوظا هو إزاحة حزب البعث او التخلص منه تماما، ولكنه ممكن وغير مستبعد، اذا وقعت خلافات حادة داخل قيادات الحزب نفسه او تدخلت بعض الدول المهمة عسكريا، و هذا وارد و زاد في تأكيده عقوبات أميركا الاقتصادية المفروضة قبل فترة قصيرة على سوريا.

ما سبق له ما يبرره فالوضع في سوريا يقترب كثيرا من الجزائر، على اعتبار ان كلاهما دولتان بوليسيتان والحكم فيهما لا يمكن اختصاره في مجموعة من الشخصيات، ولا انسى ان الثورة او التظاهرات السورية او سمها ما شئت، فالمصطلحات صارت واسعة وفضفاضة هذه الايام، بدأت اولا من "درعا" و المدينة المذكورة معقل من معاقل الإسلاميين، وهم يشكلون حاليا لاعبا أساسيا في المشهد المصري، وقد يكون هناك تنسيق وتفاهم بين الطرفين، و المؤسسة الدينية محيدة في سوريا والجزائر، وفي كل الأحوال البديل المتوفر محبط ولو حلق لحيته او مارس التقية السياسية.

اما بالنسبة لحزب الله فقد تكلم رئيسه السيد حسن نصر الله وكأنه متحدث رسمي باسم الرئيس السوري، وقال بان الأسد مؤمن بالإصلاح حتى النخاع وطلب اعطاه الفرصة لتنفيذ نواياه الطيبة، و الموقف السابق للسيد وإشاراته الى الممانعة، يخلط الأوراق ويحشر حزب الله في زاوية ضيقة، واعتقد ان مشاركة الحزب قد وقعت فعلا، و ارجح ان بعض عناصره موجودة في سوريا مع الحرس الثوري الايراني، خصوصا مع وحدة المرجعية ووجود تبادل منافع وادوار بين الحزب والحرس.

في رأيي، انهيار البعث في سوريا سيكشف فضائح الحزب وتجاوزاته طوال السنوات الماضية، و أيضا سيعمل مؤقتا لمصلحة دول الاعتدال، وسيكون النجاح ملهما لأهل الجزائر في تظاهراتهم، والكل مستفيد، نسبيا، باستثناء حزب البعث والمحسوبين عليه وايران. الا انه للأسف، وهنا عارض جانبي خطير، سيؤثر في سيناريو المفاوضات بين سوريا واسرائيل، ويوسع من نطاق سيطرة الإسلاميين او الموالين لهم.

كفاح محمود كريم: انتهاء الصلاحية

كاتب وصحفي

بالتأكيد ستكون نهاية حكم حزب البعث ونهايته ايضا كتنظيم بهذا الشكل والمضمون، فقد انتهت صلاحيته منذ سنوات ولم يعد سوى حزب سلطوي يضم المرتزقة والمنتفعين ورجال المهمات الخاصة من الأمن السياسي والمخابرات المدنية والعسكرية التي تحولت الى عناقيد من بكتريا الفساد والارهاب الداخلي.

عملية التغيير لن تكون سريعة وربما يستمر الصراع لعدة اشهر تستدعي في حال تطور الأحداث تدخل جراحي عربي أوربي بغطاء أميركي على شكل انقلاب من داخل او خارج المؤسسة الحاكمة تعمل على تسليم الأمور بعد انتخابات عامة، ولا اعتقد بدور مفصلي لحزب الله اكثر من دور المرتزقة الذين اعتمدهم القذافي أول أيام الانتفاضة الليبية.

بصيرة الداود : أشك كثيراً في تدخل حزب الله

أستاذ مشارك التاريخ المعاصر السياسي والحضاري

كاتبة في صحيفة الحياة اللندنية

لا أعتقد بأن هناك أمل لاستمرار نظام الأسد في سوريا خصوصاً بعد سقوط هؤلاء القتلى والجرحى من أبناء الشعب السوري على أيدي بلطجية النظام، نعم قد يطول الوضع قليلاً في سوريا قبل التدخل الدولي. لكن الأمور ستنتهي لا محالة لصالح الثورة السورية، أشك كثيراً في تدخل حزب الله عند سقوط النظام، وإنما سيأخذ كالعادة دور المتفرج فقط على الأحداث كما فعلها مسبقاً أثناء الحرب الاسرائيلية على غزة، وقد يكتفي بالشجب والاستنكار ومراقبة ومتابعة الأحداث وما ستؤول إليه ويفكر كيف يمكن استثمارها لصالحه تماماً كما يفعل أسياده الآن في طهران.

سامى البحيرى: أخشى من تدخل إيرانى

كاتب

الأوضاع فى سوريا لن تعود إلى سابق عهدها، بعد أن قتل الجيش وقوات الأمن السوري مواطنيهم بالذخيرة الحية فأنا لا استوعب كيف سيستطيعون حكم البلاد، المشكلة فى الثورات العربية الحالية هى أنها ثورات بلا رأس وبلا قيادة وهذا هو سر قوتها وسر ضعفها فى نفس الوقت، أنا لا أخاف من تدخل حزب الله فى سوريا ولكنى أخشى من تدخل إيراني، كما أنى أخشى من اضطهاد مضاد من جانب الأغلبية السنية ضد الأقلية العلوية فى حال نجاح الثورة، الانفجار الكبير لم يحدث بعد فى سوريا كما حدث فى مصر فما زالت قوات الأمن لا تتورع عن قتل أو إعتقال أى عدد من أفراد الشعب، ومازال الجيش وراء حزب البعث وحكومته، إذا زادت أعداد المتظاهرين فى الشوارع فأتوقع انضمام عدد من رجال الجيش وقوات الأمن إليهم، الأمر الذي سوف ينهى حكم البعث، ولكن إذا ظلت قوات الجيش وقوات الأمن تساند الحكم الحالى، فإن الأمر قد يستغرق فترة طويلة.

محمود البرزجي : سيسقط حزب البعث

كاتب ومراقب سياسي كوردي

إن الثورات الحديثة في هذه الأيام وبصورة خاصة في الدول العربية هي ثورات قديمة، ثورات كانت مكبوة في قلب كل مواطن في المنطقة وبانتظار من يوقدها، ثورات ناتجة من الظلم والاستهانة بآراء وقدرات المواطن ومصادرته لصالح الحكومة (الحاكم)، فنزف الدم الذي أهدرته الأنظمة القمعية أدت الى كشف عوراتها وزوال أقنعتها، حيث عملت هذه الأنظمة على تجويع وتخويف المواطن لذا سوف تستمر الثورات، وفي سوريا سيسقط حزب البعث، ولكن بنزف وجريان الدم ودخول حزب الله، وهذا السقوط يستغرق مدة ليست بقصير.وأن الثورات ليست بمعجزات بل أنها تعمل المعجزات.

طلال عبد الكريم العرب: حزب الله سيتدخل بشراسة

كاتب في جريدة القبس الكويتية

النظام السوري فقد شرعيته، بعد أن مارس العنف الدموي ضد شعبه، فبات رحيله حتميا، فالشعب هدم جدار الرعب، وقال كلمته، وما لم يتدارك نفسه، وينصاع إلى إرادة السوريين، فستكون نهايته مأساوية دموية. الوضع السياسي والأمني في سوريا مختلف تماما عن كل ما حوله، فهناك قوى إقليمية تتمسك به وترفض سقوطه، فسقوطه سيتسبب بخلخلة الأمن القومي لتلك القوى. فهناك النظام الإيراني الذي يعتبره خط أحمر، فهو المتنفس الوحيد له خارج حدوده، وهو الحليف المؤتمن، وهو ممره الآمن إلى الداخل اللبناني، وهناك الإسرائيليين المرتاحين منه، ولن يسرها أبدا مجيء نظام وطني، ليحرك مطالبه بالجولان الهامد منذ أكثر من أربعة عقود. حزب الله سيتدخل بشراسة ودموية، إن لم يتدخل بالفعل، فسقوط النظام السوري يعني قطع شريان الحياة الإيراني/السوري عنه، وهذه يعني موته سريريا.

وليد الاحمد: إيران وحزب الله تدخل غير مباشر

اعلامي وكاتب كويتي

لن يسقط النظام السوري كما يتصور البعض بسهولة دون آلاف الضحايا !.. فلا زال يحكم قبضته على الأوضاع بشراسة وعنف رغم تزايد الأصوات المعارضة له.كما لا نعتقد بان حزب الله اللبناني او النظام الإيراني سيدخلان طرفا مباشرا وسيقتصر الدور على الدعم السياسي والعسكري خوفا من انتقال معركة المعارضة لساحتيهما ومن ثم اتساع رقعة الخسائر السياسية.

رعد الحافظ: ستنتصر إرادة الشعب

كاتب عراقي الأماني شيء والواقع شيء آخر قد يختلف قليلاً أو كثيراً.. أمنيات كلّ الأحرار بنجاح ثورة الشعب السوري البطل ضد طغاتهِ.. أمّا لو حدث تآمر خارجي أو داخلي لنصرة الأسد الصغير ونظامهِ وأزلامهِ فهذا سيزيد أعداد الضحايا، لكن في النهاية أيضاً ستنتصر إرادة الشعب في التغيير والخلاص مهما كان الظلام حالكاً..

(يتبع)...

 

نهاد المشنوق: تفجير اليونيفيل رسالة سورية - ايرانية

لن تغير شيئا في السياسة الدولية ولبنان سيدفع الثمن

عون يتجه الى منعطف خطير بالتهجم على الشخصيات السنية

حزب الله وعون لن يستطيعا تشكيل الحكومة المقبلة

وطنية- 29/5/2011 اعلن عضو كتلة المستقبل وتكتل لبنان اولا النائب نهاد المشنوق ان التفجير الذي تعرضت له قوة ايطالية تابعة لليونيفيل امس هو رسالة ايرانية - سورية واضحة في الوقت الذي تعقد فيه دول ما يعرف بالدول الثمانية اجتماعها في مدينة دوفيل الفرنسية لبحث ورقة عمل تتعلق بموقف مجلس الامن بما يجري في سوريا وليبيا.

وقال المشنوق في حديث ل ام تي في انها ليست المرة الاولى ولا الاخيرة التي يحصل فيها مثل هذا التفجير، مشيرا الى انه سبق لبعض المعلقين السياسيين اللبنانيين ان هددوا منذ اشهر طويلة ان قوات الطوارئ الدولية رهينة في يد قوى الامر الواقع اللبناني وعلى الدول الكبرى ان تنتبه لهذا الامر.

ولفت الى ان هذا الانفجار لن يغير شيئا بالمعنى السياسي من موقف المجتمع الدولي، ولن يغير شيئاً من حق الشعب السوري في الحصول على حريته وعدالته، وفي تطور المظاهرات التي يطالب المجتمع المدني السوري من خلالها بحقه في الحرية والتعبير.

اضاف: لا استطيع ان اقول من هي الجهة التي نفذت، لان هذا الامر لا يخضع للاستنتاج بل للمعلومات. ولا احد لديه معلومات، فهذا الانفجار ليس فقط تحذيراً للمجتمع الدولي بل هو تعريض للسلام اللبناني وللقرار 1701 الذي عاش الجنوب اللبناني منذ صدوره بهدوء وسلام بعد العدوان الاسرائيلي في العام 2006.

واوضح المشنوق انه يراد من هذه العملية القول للمجتمع الدولي لا تقتربوا من الموضوع السوري ولا تتعرضوا للنظام السوري، وكانت بعض التصريحات واضحة فأتت هذه الرسالة لتبلغ بأنه يجب ان تحذروا ان لدينا رهائن في جنوب لبنان نستطيع التعرض لهم كما تعرضنا بالأمس.

وقال: لقد اختار المعتدون الحلقة الاضعف، لان إيطاليا من الدول التي لا استعداد لديها للمواجهة كما البريطانيين والفرنسيين الذين يخوضون مواجهة واضحة في ليبيا او سوريا او المواضيع المتعلقة بالتغييرات الحاصلة في الوطن العربي . معبترا ان هذه الرسالة لن تكون الاخيرة بالاستنتاج السياسي، وستستمر بالقدر الذي من الممكن تنفيذها امنياً وخاصة اذا استمر حجب الداتا عن فرع المعلومات الذي حقق نجاحاً مرات عدة بكشف مواضيع معينة عبر التحقيق بها و متابعتها.

ورأى انه عندما توضع العوائق امام عمل الاجهزة الامنية دون تبرير أوتفسير، يجب ان ننتظر المزيد من الفلتان الامني، لان هذه الاجهزة ومنها فرع المعلومات ومخابرات الجيش تعتمد على تسهيلات معينة بواسطة التقنيات الحديثة التي تسهل عملهم وتوصلهم الى نتائج اسرع بأي حادث امني كبير يحدث كالذي حصل البارحة، فوزير الاتصالات قرر بعمله حجب الداتا عن فرع المعلومات ان يحمل نفسه مسؤولية اي حادث امني كبير يحصل، من خلال تعطيل امكانية ردعه مسبقاً، او معرفة من قام به لاحقاً، معربا عن اسفه لتصرف وزير الاتصالات وكأنه في جزيرة وزارية خارج الدستور وخارج القانون.

ورأى المشنوق ان ما حصل في وزارة الاتصالات هو استعراض من نحاس امام الكاميرا، شارحا ان هناك هبة صينية مقدمة من شركة هواوي الصينية فيها خدمة الخلوي (الجيل الثالث) هذه الشبكة مقدمة للدولة اللبنانية عندما كان جبران باسيل وزيراً في هذه الوزارة وتم قبول هذه الهبة بقرار من مجلس الوزراء الذي اقر بأن هذه الهبة توضع بتصرف هيئة اوجيرو فطلب الوزير من اوجيرو الموافقة على فك هذة الشبكة وتسليمها الى احدى شركات الاتصالات الخلوية الموجودة في البلد. وسبق وترددت شركة mtc في تسلم هذه الشبكة فضلا عن ان شركة الفا غير مجهزة لاستعمال خدمة الجيل الثالث. وبكل بساطة اجاب مدير عام اوجيرو ان هذه الهبة موجودة لدينا بقرار من مجلس الوزراء واي تغيير معين يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء،

اضاف: لقد كان بامكان الوزير ان يستشير هيئة التشريع والاستشارات القضائية ليعرف من هو المحق، لا يستطيع ان يقرر هو القانون الذي يناسبه، فلو جاء الجواب لصالحه فأوجيرو ملزمة بالتنفيذ وان كان لغير صالحه فهو ملزم بقرار هيئة التشريع ، فالوزير لا يتصرف بأملاك الدولة بل يتصرف بموجب القانون خصوصاً وان الهبة موضوعة في عهدة اوجيرو بقرار من مجلس وزراء .

واكد المشنوق ان النائب ميشال عون، اصبح لديه في المدة الاخيرة، اختصاص في التهجم على الشخصيات السنية في البلد، فهو يبدأ برئيس حكومة تصريف الاعمال ثم يكمل برئيس الحكومة المكلف ثم برئيس اوجيرو ثم يتناول الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ضريحه مرات ومرات ثم رده على المفتي على كلام عون ويكيليكس ثم بمدير عام قوى الامن، الى ان اصبح لديه اختصاص سني، الم يلاحظ ان كل هؤلاء الاشخاص من جهة سياسية واحدة وجهة طائفية واحدة وانه ياخذ الامور الى منعطف خاطئ.

وقال: نحن حيطنا عالي وليس واطي والمستقبل لنا كالماضي، وليس لدينا مرض اقليات ولا احد يكسب علينا في السياسة لاننا اهل دولة القانون وهو المنطق الذي ينتصر في كل مكان في العالم العربي .مشيرا الى ان مدير عام قوى الامن يقوم بواجبه بناءً على طلب هيئة رسمية بموجب قانون صادر في شهر ايلول سنة الـ1990 بحماية المؤسسات العامة.

واكد ان حزب الله والجنرال عون والفريق السياسي المحيط بهما لن يستطيعوا تشكيل الحكومة المقبلة لان دفتر الشروط الذي وضع على اساسه تغير وانتهى مفعوله. مشيرا الى ان كلام النائب وليد جنبلاط عن حزب الله هو بمثابة رسالة علنية فيها شيء من الانذار. داعيا الرئيس ميقاتي الى الاعتذار والعودة الى اهله وبيته ومحيطه ويترك كل القوى السياسية تواجه نصيبها افضل من ان يتحمل وحده مسؤولية قرار ليس جزءاً منه .

ودعا الى عودة الرئيس الحريري لممارسة مهامه تحت عنوان الضرورات، فهذه مسؤولية وطنية، وقال: هناك ضرورات وطوارئ في البلد تفرض على رئيس حكومة تصريف الاعمال ان يجمع مجلس الوزراء ويتفقوا في الامور الطارئة تحت عنوان الضرورة، ولقد سألت خبراء في الدستور فاجابوا انه يحق لحكومة تصريف الاعمال اتخاذ القرارات المناسبة للازمات التي يمر فيها الشعب اللبناني.

ورأى ان الحكومات التي تشكلت بعد الدوحة وضعت اعرافا وتقاليدا ومفاهيم مريضة غير صحيحة هي التي اوصلت الى الازمات التي نراها الآن، وقال: عندما تأتي بحكومة وحدة وطنية كل وزير يعتقد انه يقوم بجزيرة دستورية وجزيرة وزارية خارج الدستور وخارج القانون باعتبار انه يمثل نصف الكرة الارضية، فمعظمهم تصرفوا على هذا الاساس خاصة وزراء المعارضة السابقة وبالتالي فشلت التجربة فشلا كليا وهذه الوزارة لم تقدم للناس اي شيء ولم تقدم للدستور الا مخالفات ولم تقدم للقانون سوى التجاوز، اذاً لا نستطيع تكرارها.