المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 29 أيار/2011

رسالة يعقوب الفصل 2/14-26/الإيمان والأعمال

ماذا ينفع الإنسان، يا إخوتي، أن يدعي الإيمان من غير أعمال؟ أيقدر هذا الإيمان أن يخلصه؟ فلو كان فيكم أخ عريان أو أخت عريانة لا قوت لهما، فماذا ينفع قولكم لهما: إذهبا بسلام! استدفئا واشبعا، إذا كنتم لا تعطونهما شيئا مما يحتاج إليه الجسد؟ وكذلك الإيمان، فهو بغير الأعمال يكون في حد ذاته ميتا. وربما قال أحدكم: أنت لك إيمان وأنا لي أعمال، فأقول له: أرني كيف يكون إيمانك من غير أعمال، وأنا أريك كيف يكون إيماني بأعمالي. أنت تؤمن أن الله واحد؟ حسنا تفعل. وكذلك الشياطين تؤمن به وترتعد. أيها الجاهل، أتريد أن تعرف كيف يكون الإيمان عقيما من غير أعمال؟ أنظر إلى أبينا إبراهيم، أما برره الله بالأعمال حين قدم ابنه إسحق على المذبح؟ فأنت ترى أن إيمانه رافق أعماله، فصار إيمانه كاملا بالأعمال، فتم قول الكتاب: آمن إبراهيم بالله فبرره الله لإيمانه ودعي خليل الله. ترون، إذا، أن الإنسان يتبرر بالأعمال لا بإيمانه وحده. وهكذا راحاب البغي: أما بررها الله لأعمالها حين رحبت بالرسولين ثم صرفتهما في طريق آخر؟ فكما أن الجسد بلا روح ميت، فكذلك الإيمان بلا أعمال ميت.

 

عناوين الأخبار

*نصرالله ينعى "حزب الله"/السياسة/أحمد الجارالله

*عندما أحرق السوريون صور نصر الله/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*غبطة البطريرك بشارة الراعي تابع جولته في زغرتا: لتجاوز الماضي والحفاظ على المؤسسات لأنها ضمانتنا/لسنا مع الدويلات لأن الدولة وحدها هي رمز وحدتنا/لنكن جسر عبور يمنع أي صراع في لبنان والمنطقة

*سليمان بحث مع بارود ونجار وميرزا اجراءات/تنفيذ قرار وزير الداخلية بشأن مبنى الاتصالات

*سوريا وليبيا وساحل العاج على جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان

*المرعبي: مسلّحون يدورون بفلك 8 آذار وحزب الله عبروا الحدود إلى سوريا

*دعوة إلى التظاهر في سوريا اليوم لإحياء "سبت الشهيد حمزة الخطيب"

*ارتفاع حصيلة قتلى "جمعة حماة الديار" إلى اثني عشر من المتظاهرين السوريين

*ناشط سوري: اعتقال وتعذيب أعضاء وفد مدينة بانياس الذي شُكِّل للتفاوض مع النظام

*السلطات السورية توّجه لمُعارض مُعتقل تهمة "إثارة النعرات بسبب اتصال وسائل الاعلام به"

*سليمان اتصل بالرئيس الإيطالي مستنكرا: نتمنى ألا يؤثر الإعتداء الإجرامي على حضور القوات الإيطالية ودورها

*الحريري اتصل ببان كي مون: حريصون على ملاحقة المعتدين على عناصر الوحدة الإيطالية

*متري: لا يمكن كمّ الأفواه في لبنان بحجة عدم التدخل في الشؤون السورية

*إيطاليا ستسحب ستمئة وثمانين من جنودها في اليونيفيل

*جنبلاط مستنكراً الاعتداء على القوات الدولية: نتطلع لمحاسبة جميع المتورطين

*واشنطن تدعو لإجراء "تحقيق كامل" باعتداء صيدا و"جلب مرتكبيه للعدالة"

*سفير إيطاليا: يجب أن يكون هناك جواب من مسؤولي لبنان حول الهجوم على اليونفيل

*التفجير رسالة إلى "اليونيفيل"  هل المقصود إيطاليا أو أمن الجنوب؟

*أشتون تدعو لبنان لاتخاذ "كافة إجراءات التحقيق" بالاعتداء على اليونيفيل

*"تيار المستقبل": الاعتداء على اليونيفيل محاولة لإعادة لبنان لأزمنة الفوضى

*علوش: الوضع الشاذّ الأكبر وجود ميليشيات تعمل أجهزتها المخابراتية بغطاء من أجهزة رسمية

*سليمان فرنجية: الاعتداء على اليونيفيل محاولة للنيل من الاستقرار الأمني

*نواب زحلة": لا لتحويل لبنان ساحة توجيه رسائل للمجتمع الدولي

*14 آذار ردًا على "حزب الله": لن نسكت على مخطط الفوضى والتسلط

*سعيد: نحن في بداية المخاض

*عون ردًا على "الحملات التحريضية": علاقتي بالمسلمين تشهد لها مسيرتي

*السنيورة : ليس بإمكان أي وزير تغيير قرار صادر عن مجلس الوزراء

*ناصحاً ميقاتي بأن "يعتذر ويترك القوى السياسية لمصيرها"

*نهاد المشنوق: حزب الله يفضّل أن يظل الحال بلا حكومة.. وعون لم يترك كلمة بذيئة إلا تفوّه بها/ أنصح ميقاتي بأن "يعتذر ويترك القوى السياسية لمصيرها"

* تفجير «اليونيفيل» وتظاهرة الصدر وأحداث «النكبة» رسائل سورية مباشرة إلى أوروبا وأميركا وإسرائيل

*رعد: العالم صار ينظر الينا على اننا رقم صعب في المعادلة

*سورية واليونيفيل... وصناعة الخوف اللبناني/علي الامين

*بلطجة/هيثم الطبش

*مروان حمادة /متفجرة اليونيفيل: لبنان صندوق بريد من جديد/ خطة المحاصرين في ديكتاتورياتهم المتهاوية دفع لبنان الى إنفجار داخلي!  

*ملعون هو صانع السلام: لماذا ايطاليا؟ لماذا فراتيني؟ وهل هذه أولى وجبات الدعم/طارق نجم

*الى حين عودة الداخلية الى الواجهة....هل يلعب نحاس دور سوبرمان ويتقاعد عون/باتريسيا متى

*الخير لموقع 14 آذار/لدينا براهينا على تجاوز نحّاس الدستور والقوانين/ بارود تسرّع في خطوة الاعتكاف والخوف من مسلسل تفريغ المؤسسات وارباك لقوى الأمن 

*نداء من شخصيات إلى مسيحيي لبنان والعالم العربي/النهار

*إما الدولة وإما الدويلات/النهار/الياس الديري/النهار           

*8آذار تضع لبنان مجدّداً أمام الخيارات الصعبة/النهار/اميل خوري/النهار            

*سوريا تغيّرت على نحو غير قابل للعودة إلى الوراء/النهار/روزانا بومنصف/النهار         

*تركيا تتمدّد... ايران تنكفئ/النهار/سميح صعب/النهار     

*لا تهرّب إلى ما لا نهاية/النهار/علي حماده/النهار     

*تطوّر الأحداث الأمنية من رومية إلى الرميلة/النهار/هيام القصيفي/النهار     

*ماذا يخفي نحّاس وراء إصراره على تفكيك الشبكة الثالثة/دنيز رحمه فخري/الجمهورية

*"إلى أين" مع جنبلاط/فادي عيد/الجمهورية

*عن شربل نحّاس/ملحم الرياشي/الجمهورية

*الجنوب/نصير الأسعد/لبنان الآن

*تخويف المسيحيين في سوريا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

نصرالله ينعى "حزب الله"!

 السياسة/أحمد الجارالله

لم يخرج أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله في خطابه الأخير عما هو مرسوم له من قيادته في طهران, ولم يأت بجديد غير صراخه الصاروخي الذي اعتدنا عليه, لكنه عبر بوضوح عن هويته السياسية, ونزعة الاغتيال السياسي والقمع والقتل والمجازر التي تتحكم بهذه الهوية التي لم تعد تحتاج إلى توضيحات وأدلة أكثر مما مر في السنوات الماضية, وآخرها التعمية على ما يحصل في سورية من مذابح ترتكبها الأجهزة الأمنية وعصابات الشبيحة ضد المواطنين العزل المطالبين بالإصلاح, بل إن نصرالله طالب بإعطاء فرصة لهذا النظام الدموي, وهي في الواقع فرصة للمزيد من سفك الدماء وزج الناس في السجون, لأن نظام دمشق أقفل كل الأبواب أمام فرص الحل عبر الإصلاح حين اختار لغة الرصاص للحوار مع شعبه.

ليس غريباً أن يصف نصرالله نظام البعث في سورية ب¯"المقاوم والممانع والإصلاحي", ولا ندري أي مقاومة هذه التي جعلت من الحدود السورية - الإسرائيلية طوال أربعين عاما هادئة, ولم يحرك ساكناً لتحرير الجولان من الاحتلال, وما هي هذه الممانعة التي تبيح المفاوضات مع إسرائيل, أما في الإصلاح فمنذ 11 عاما والرئيس الأسد يتحدث عنه لكن الشعب لم يجد أمامه غير القتل والحبس والمزيد من قمع الحريات ومنع الناس من التعبير عن رأيها, إلا إذا كان نصرالله, الذي يمارس هو وحزبه أقسى أنواع كبت الحريات في مناطق سيطرته عبر سلطة موازية خارجة عن إرادة الدولة, يعتبر أن تكميم الأفواه ممانعة والاغتيال السياسي مقاومة, والتضييق على الناس إصلاحاً.

صمت نصرالله شهراً ونطق كفراً في كل ما قاله, لأنه عمد إلى تزوير الحقائق, وقلب الموازين فاعتبر المؤامرة التوسعية للنظام الفارسي ثورة, والثورة على نظام قمعي مؤامرة, فهل يعتقد أن الناس لاتزال تأخذ بهذه الخطابات الفاسدة منتهية الصلاحية التي لم تعد تقنع حتى الأطفال الرضع?

لا يغيب عن أحد أن توقف مضخة الأموال الإيرانية عن "حزب الله", وإقفال بوابة التهريب والتسهيلات السورية, سيجعلان من نصرالله ومقاومته مجرد حكايات من الماضي, بل إن كل الذين يطبلون ويزمرون له الآن سينقلبون عليه, وستصبح كل جحافله مختبأة في شمال لبنان, ولن يبقى منها أحد في الجنوب, وعندها لن تنفع الصواريخ التي يهدد بها وفقاً للمثل الشعبي "أخاطبك يا كنة لتسمعي يا جارة", أي يبطن تهديده لإسرائيل بتوجيه الوعيد إلى اللبنانيين أنه وحده يمتلك السلاح, وبالتالي عليهم الإذعان له أو سيكون لهم أكثر من سبعين 7 مايو كما قال في إحدى خطبه. ربما يكون خطاب نصرالله الأخير تقديم كشف إفلاس إذ ان كل المراقبين لاحظوا رعبه وقلقه وتعجله وارتباكه, فلم يستطع إخفاء خوفه مما ينتظره بعد أن خرج الشعب الإيراني إلى الشارع مطالبا بحريته, وهاتفا ضد نصرالله وحزبه, وبعد انفجار الخلافات بين أهل النظام, واشتداد الحصار الدولي على إيران ما بات يجفف رويدا رويدا من نهر المال "النظيف" الذي يُدفع إليه, كذلك بدء النظام في دمشق السير سريعاً نحو الانهيار جراء الثورة الشعبية, أي أن نصرالله قرأ بيان نعي حزبه ومنظومة الشر التي كان يحتمي بها.

 

عندما أحرق السوريون صور نصر الله

طارق الحميد/الشرق الأوسط

رد السوريون سريعا على الدعوات التي أطلقها قبل أيام زعيم حزب الله وطالبهم فيها بضرورة الوقوف مع النظام السوري «المقاوم والممانع»، بحسب قوله، وجاء الرد السوري الشعبي بإحراق صور حسن نصر الله نفسه في جمعة «حماة الديار».

وهذا الرد ليس الأول من نوعه، بل قبله كان الشعار الذي ردده المتظاهرون السوريون ويقول: «لا إيران ولا حزب الله.. بدنا واحد يخاف الله»، وهذا يعني أن قراءة حزب الله، وقياداته، للانتفاضة السورية خاطئة، كما كانت قراءتهم خاطئة لباقي أحداث المنطقة. ونقول خاطئة، وإلا لما خرج نصر الله قبل أيام يدعو السوريين إلى «الحفاظ على بلدهم ونظامهم المقاوم والممانع»، فيخرج السوريون ليحرقوا صوره بعدها بأيام قليلة جدا!

وعليه، فنحن هنا أمام عدة احتمالات؛ فإما أن نصر الله يصدق الرواية الرسمية السورية، وهذا أمر لا يصدق. ولكن إذا كان بالفعل يصدق الرواية الرسمية، فلا عذر له اليوم بعد أن رأى إحراق صوره في سوريا، بل واجبه نصح النظام السوري بأنه من المفروض اليوم تغيير الخطاب الإعلامي الرسمي، والاحتمال الآخر أن نصر الله لا يشاهد إلا قناة «المنار»، وبالتالي فإن على قيادات الحزب أن يقوموا بتغيير القناة عبر الريموت كنترول، مثل المشاهدين العرب الذين غيروا ريموتهم منذ احتلال حزب الله لبيروت. وبالطبع يجب ألا يشاهد قياديو الحزب قناة «العالم» الإيرانية، فذلك يعني أن لا شيء قد تغير، بل يجب مشاهدة محطات محترمة، ولا بد طبعا من قراءة الصحف، حيث تمنحهم العمق، وتساعدهم على التفكير.

هذا ليس تهكما، بل إنه المنطق. فلو تنبه زعيم حزب الله للأخطاء التي ارتكبها بتدخله في الشأن السوري لاتفق مع هذا الكلام. ففي خطابه الأخير أراد نصر الله أن يقول إن حزبه لا يتدخل في سوريا، لكن خطابه بحد ذاته كان تدخلا صارخا في الشأن السوري، ودفاعا فعليا عن النظام ضد الشعب المقموع. ويكفي أن حزب الله وحده في منطقتنا الذي أدان فرض عقوبات على النظام السوري ورموزه، رغم كل ما يحدث للشعب السوري!

والأمر الآخر الذي لم يتنبه إليه نصر الله هو أنه لم يعد هناك قيمة لخطاباته، سواء أنها تحولت لمصدر إدانة للحزب، أو كونها تضره أكثر ما تفيده، وهو أمر يثبت يوما بعد آخر. فقيادات الحزب لم تتنبه بعد إلى أن الحزب بات معزولا اليوم في المنطقة، ومعه إيران الغارقة في انقساماتها. والأدلة على عزلة حزب الله كثيرة حيث لم يستطع الحزب تشكيل حكومته في لبنان إلى اليوم، ومنذ أربعة أشهر، وما زالت تطارده محكمة الراحل رفيق الحريري، وها هم السوريون ينتفضون ضد النظام الحليف له ولإيران، ويحرقون صوره أيضا، وها هي حماس تدخل مرحلة «الاعتدال الإيجابي» بعيدة عن الحزب وإيران وسوريا!

لذا، فمن الواضح اليوم أن حزب الله لم يستطع رؤية كل ذلك، أو هو غير مصدق من هول الصدمة. لكن بعد إحراق صور نصر الله نفسه في سوريا، لم يعد هناك عذر للحزب حيث علق الشعب السوري الجرس لهم، ولآخرين بالطبع.

 

الراعي تابع جولته في زغرتا: لتجاوز الماضي والحفاظ على المؤسسات لأنها ضمانتنا

لسنا مع الدويلات لأن الدولة وحدها هي رمز وحدتنا

لنكن جسر عبور يمنع أي صراع في لبنان والمنطقة

 وطنية - زغرتا - 28/5/2011 توجه البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، بعد لقاءات بيت الكهنة السياسية، الى مستشفى سيدة زغرتا حيث تفقد الاعمال الجارية فيه وطريقة ادارته وعمل الموظفين وتطوره، فاستقبلته الراهبات المسؤولات عن المستشفى والموظفين والاطباء وأهالي المرضى، ونوه الراعي بالجهود التي بذلت وتبذل من أجل تطويره وتفعيل دوره لتلبية حاجات المدينة والقضاء.

من هناك توجه البطريرك الراعي الى كنيسة مار مارون في العقبة، حيث كان القادة السياسيون بانتظار وصوله داخل الكنيسة، وحضر الوزير يوسف سعاده، رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، النائبان اسطفان الدويهي وسليم كرم، الوزيرة السابقة نائلة معوض، ايلي عبيد ممثلا الوزير السابق جان عبيد، النائبان السابقان قيصر معوض وجواد بولس، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، العميد وليم مجلي ممثلا عصام فارس، نقيب محامي طرابلس بسام الداية، محافظ الشمال ناصيف قالوش، مسؤول قضاء زغرتا الزاوية في تيار المرده طوني سليمان فرنجية، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، يوسف الدويهي، سركيس الدويهي، توفيق معوض، زياد المكاري، اسعد كرم، وفد من القوات اللبنانية - قضاء زغرتا، وفد من التيار الوطني الحر - هيئة زغرتا الزاوية، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا طوني سليمان، قائمقام زغرتا السيدة ايمان الرافعي، رئيس بلدية زغرتا - اهدن المهندس توفيق معوض وحشد من رؤساء بلديات القضاء والمخاتير وقائمقامو الاقضية الشمالية والقادة الامنيون وجمع من المدعوين من المدراء العامين والرسميين والعسكريين.

عند وصول الراعي الى مدخل الكنيسة علا التصفيق والزغاريد، وبارك الحضور وحيا السياسيين وتوجه الى المذبح لترؤس القداس يعاونه المطرانان سمير مظلوم ورولان أبو جودة وكهنة رعية زغرتا اهدن، بمشاركة المطارنة فرنسيس البيسري وبولس مطر وجورج بو جوده والارشمندريت انطانيوس الصوري ممثلا المطران افرام كرياكوس، وقامت بالخدمة جوقة رعية زغرتا - اهدن.

الراعي

بعد الانجيل ألقى الراعي كلمة جدد فيها الشكر لحسن الضيافة والاستقبال، وشكر كل من ساعد في التنظيم والسهر لإنجاح هذه الزيارة، وقال: نحن في الاحد السادس من زمن القيامة صاغت الكنيسة ليتورجية القداس الذي أعطانا جسده ودمه وشاءت الكنيسة ان تعمم حضارة القربان عبر القداس.

أضاف: اني سعيد جدا بان اقوم بهذه الزيارة الراعوية وان ارى الفاعليات مجتمعين والوجوه نيرة ولقد شاهدت بفرح كبير الايمان فيكم وروح الصلاة والمحبة في قلوبكم واني أشكر لكم سخاء العاطفة والمحبة والتضحية بوقتكم وجهدكم، وآمل ان تبقوا كما أجدادكم على محبتكم للكنيسة والوطن، نحن نقدم معكم ذبيحة الشكر على ما خدمت به رعيتكم الكنيسة والمجتمع والعائلة ولبنان ونشكر الرب على كل شيء، ونذكر كل الاجيال فنصلي من اجل موتاكم ومرضاكم، لكي تحافظوا على وديعة الايمان واود ان اذكر مع ابناء اهدن الاحباء البطريرك المكرم اسطفان الدويهي والزعيم الوطني يوسف بك كرم، والرئيس الراحل سليمان فرنجية، والرئيس الشهيد رينه معوض، وادعوكم لكي تستمروا في تقديماتكم وفي التضحية من اجل الكنيسة والوطن، ولكي يكون الانجيل كتابكم الاول والأخير ونأمل ان تكون القرابين هذه نعمة خلاص لكم ولوطننا لبنان.

وتطرق في عظته الى معاني القداس وعيد القيامة، داعيا الى التعمق في الصلاة من اجل الكنيسة جمعاء وخير المؤمنين اجمعين.

بعد تبريك الخبز والخمر القى الاب اسطفان فرنجية كلمة شكر فيها باسم الرعية زيارة الراعي، ثم كانت كلمة لمظلوم شكر فيها لأبناء الرعية محبتهم له وتعلقهم بشخص البطريرك، من ثم كانت هدايا تذكارية للراعي ومباركة لزيتية للبطريرك الدويهي سترفع في الكنيسة.

معوض

في ختام القداس تحدث رئيس بلدية زغرتا اهدن المهندس توفيق معوض فقال: محبة وشركة، عناوين نتقاسمها معكم يا صاحب الغبطة، والمحبة تعني ان ننظر الى كل الناس بعدل ومساواة. والمحبة تقضي بألا ينفصل الموارنة عن قيادتهم الروحية التي تسعى الى ديمومتهم، وتواصلهم مع الآخرين، وان التفاف الموارنة حول البطريرك وشعاره سيعيدهم كنيسة خادمة للانسان والحرية. ولان البطريركية هي القطب الذي يرعى الموارنة، زمنيا وروحيا، فهي تعي ارادتهم في التنوع، وتدرك ان تشرذمهم هو خسارة كبيرة للبنان. فالتنوع في إطار الوحدة هو تعبير عن الفكر الليبرالي الذي، باعتناقه الحر، تميز المسيحيون والموارنة في هذا الشرق الذي ننتمي اليه. والمطلوب هو ان يصار الى ضبط هذا التنوع تحت سقف بكركي، في إطار الحد الأدنى الاستراتيجي المطلوب التوافق بشأنه.

أضاف: ها هي زغرتا بوحدتها المارونية وتعدديتها السياسية والعائلية، تفتح قلبها وراعيها مستقبلة غبطتكم بفرح الرجاء الذي انتعش في القلوب من لحظة انتخابكم بطريركا للموارنة في لبنان والعالم. ان وحدة الموارنة هي دعم للبنان الواحد الموحد الذي أنشأه الموارنة، او أنشىء بنضالاتهم، فاحبوا هذا اللبنان واحبه كل الاخرين، اما التشرذم والانشقاق فهما وهم حرية. ان املنا هو ان نحيا معا كموارنة، وكلبنانيين، في وطن عزيز غير محبط، او نموت معا. المسيحي عموما والماروني خصوصا هو ملح الارض، لانه موجود في كل الارض، واهمية انتشاره والمحب والمتعاون، تتمثل في التلاقي مع الاخرين والعيش المشترك معهم.

وتابع: هذا العيش المشترك هو معنى لبنان الذي هو قيمة حضارية ثمينة، كما يقول الراحل العظيم القديس يوحنا بولس الثاني، ولا يستقيم العيش المشترك، وتتعزز الوحدة، بدون مشاركة حرة متوازنة بين الموارنة انفسهم مع اللبنانيين جميعا. ان ايمان سيدنا البطريرك الراعي وثقافته، وشجاعته، ومحبته، تمنحنا الامل والحلم ببناء وطن ابيض. ونحن نصلي الى الله لكي يساعده ويدعمه في مسيرة الوحدة والتلاقي والمشاركة بانفتاح ومحبة.

وختم معوض: ان بلدية زغرتا - اهدن، المصنفة اكبر بلدية مارونية، والتي تعتز بزيارتكم الابوية والراعوية وتفخر بكم، ترجو قبول هديتها الرمزية والمتواضعة، وهي مفتاح مدينة زغرتا لكي تبقى القلوب في زغرتا، وفي كل لبنان، منفتحة على بعضها. باسم وزغرتا، وباسمي واسم اعضاء المجلس البلدي، اكرر شكري لزيارتكم الخيرة لهذه المدينة المارونية، التي اعطت ما استطاعت للطائفة وللبنان، والمستعدة للعطاء دائما، واكرر الترحيب بكم، مع صحبكم الكرام، وبجميع الحاضرين فردا فردا، في مدينة الايمان والشجاعة والكرم.

ثم قدم معوض للراعي مفتاح مدينة زغرتا عربون وفاء وتقدير، وأقيم غداء تكريمي للمشاركين في القداس.

القوات اللبنانية

وفي إطار لقاءاته مع القوى السياسية، التقى الراعي وفد القوات اللبنانية برئاسة المهندس ماريوس البعيني، وقال أمامهم: نعيش شعاركم وثوابتكم ونحن بامس الحاجة إلى إعادة بناء الجسم برباط المحبة لان لبنان له تاريخ طويل ناضل الاجداد في سبيل الحفاظ عليه وعلينا الحفاظ عليه، وهذا يتطلب منا قبول بعضنا البعض فلبنان هو الوعاء الذي سيستوعب الجميع.

أضاف: ان ازدهار المسيحية في لبنان هو طريق الحفاظ على مسيحيي الشرق وهذا يقتضي جمع قوانا، فأمام الكيان اللبناني كل شيء يتوقف وهذا يساعدنا على اتخاذ القرارات في هذه الظروف الصعبة، لذلك ندعو الى شد الايدي للحفاظ على موقعنا والتعالي عن الجراح والاتعاظ من الماضي والانطلاق نحو المستقبل. واني انوه بزغرتا التي اعطت الكثير لهذا الوطن. وبوحدتنا وتماسكنا نحافظ على عرين لبنان وعلى كل لبنان.

بدوره رحب البعيني بالراعي وأعلن تأييد القوات للخطوات الجريئة من اجل عودة الوحدة والمحبة الى ابناء الكنيسة، وقال: لقد فعل الروح القدس فعله بنقل الامانة التي حملها البطريرك صفير ليسلمها الى سيادتكم فتكون الراعي والبشارة بما يحوي اسمكم من معاني، لتكون حلم الكنيسة وأملها من اجل الخروج من هذا النفق. غبطتكم الراعي الصالح الذي سيقود الخراف الى الحظيرة من دون فقدان احد منها فكانت دعوتكم الكريمة الى لقاء القادة تحت ظل عباءتكم وبركتكم من اجل جمع الشمل. انتم البشارة التي اعلنت الامل بمسيرة جديدة شعارها الشركة والمحبة مع يسوع المسيح منقذنا ومخلصنا.

وختم: لقد دعوتنا الى الشراكة ونحن نقول انه علينا ان نعيش احرارا، افرادا ومجتمعات متساويين في حقوقنا وواجباتنا نعبر عن رأينا بكل صراحة ومحبة نحترم أفكار بعضنا البعض.

التيار الوطني

بعد ذلك استقبل البطريرك المحامي توفيق معوض فالمهندس زياد مكاري فهيئة التيار الوطني الحر في زغرتا برئاسة بول مكاري الذي رحب بالراعي في زغرتا، وقال: نحن في حاجة الى لقاء بكركي منذ زمن طويل، ونأمل كما جمعتم القادة الموارنة ان تجمعوا الكل وان يكون لقاء 2 حزيران ناجحا. فنحن لا نريد منكم يا صاحب الغبطة ان تكونوا معنا في السياسة ولا ضدنا ولا مع غيرنا ولا ضدهم بل ان تكون بكركي مرجعية للجميع نختلف بالامور السياسية فتجمعنا بكركي. نتمنى يا صاحب الغبطة ان تكون راعيا للجميع لان مصير المسيحيين في الشرق مرتبط بمسيحيي لبنان. لن نهجر من أرضنا ولن نسمح بحرب سنية - شيعية لاننا سئمنا الحروب، واذا حصلت لا سمح الله علينا ان نكون جسرا رابطا بين الجميع لاننا ذقنا مرارة الحروب، والمسيحيون دعاة سلام.

ثم تطرق الى قضية العميد فايز كرم، مؤكدا ان التيار مع القضاء في ما يقوم به ولكن ما حصل بالامس مع فرع المعلومات في وزارة الاتصالات يجعلنا نعرف كم كانت هذه الهجمة كبيرة على العميد كرم.

ورد الراعي بكلمة قال فيها: اقول الكلام عينه الذي تقولون لجهة التنوع وقبول الآخر، والكنيسة هي مع الجميع وليست مع أحد ضد أحد، وذلك كله من أجل بناء الوحدة. الكنيسة مؤتمنة على القيم والمبادىء والاهداف التي تحافظ على الانسان، وهي البوصلة التي تمنع الخلاف. المهم هو بناء وحدتنا، وعلينا ان نكون جسر عبور لنمنع أي صراع في لبنان والمنطقة.

وتابع: أشكر لكم التطلعات، ونحن دورنا كمسيحيين في لبنان والشرق هو دور الجوهرة، لهذا علينا بناء لبنان بلد الاستقرار، والاستقرار هو واجبنا. قد نكون مررنا بظروف صعبة، لهذا علينا تجاوز كل الماضي والحفاظ على مؤسسات الدولة التي يجب ان تبقى قوية. لسنا مع الدويلات لان الدولة وحدها هي رمز وحدتنا وكل الاحزاب والقوى السياسية عندها تعدد للآراء ولكن علينا الحفاظ على مبادئنا الوطنية وستكون لنا لقاءات مجددا ليعود لبنان الى أخذ دوره بالفعل.

وختم الراعي: بالنسبة إلى القضاء، عليه ان يأخذ دوره بالكامل، فهو المرجع ويجب ألا يكون مسيسا. علينا الحفاظ على المؤسسات الدستورية لانها ضمانتنا الوحيدة.

 

سليمان بحث مع بارود ونجار وميرزا اجراءات

تنفيذ قرار وزير الداخلية بشأن مبنى الاتصالات

 وطنية- 28/5/2011 بحث رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع كل من وزيري الداخلية والبلديات، والعدل في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود وابراهيم نجار، والمدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا في الاجراءات القضائية والقانونية والادارية المتعلقة بتنفيذ قرار وزير الداخلية والبلديات القاضي بسحب مخفر قوى الامن الداخلي من مبنى الاتصالات.

خوري

واستقبل الرئيس سليمان الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري وتناول معه العلاقات اللبنانية السورية من خلال ما يقوم به المجلس الاعلى على مستوى البلدين.

مهرجانات بعلبك

وكان الرئيس سليمان تلقى من وفد مهرجانات بعلبك الدولية برئاسة السيدة مي عريضة دعوة الى رعاية افتتاح مهرجان هذا العام الذي يبدأ في السابع من تموز المقبل على مسرح هياكل بعلبك.

 

سوريا وليبيا وساحل العاج على جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان

ذكرت وكالة "فرانس برس" أن وضع حقوق الإنسان في ليبيا وسوريا وساحل العاج سيكون مدار جدل حادّ خلال الدورة السابعة عشرة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف والتي تبدأ اليوم، بعد نشر تقارير حساسة عن هذه البلدان. وفي هذا السياق، أكد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جان باتيست ماتي للوكالة أنه "من المهم أن تتمكن الدورة المقبلة للمجلس من مواصلة معالجة الأوضاع في هذه الدول بفاعلية سواء تعلق الأمر بليبيا أو ساحل العاج أو سوريا عبر التشديد على مكافحة الإفلات من العقاب".

وسيبدأ المجلس هذه المهمة الشاقة إعتباراً من السادس من حزيران عندما سيتم تسليمه تقريراً من المفوضية العليا لحقوق الإنسان حول ليبيا وتقرير لجنة التحقيق التي أنشئت لإحصاء الإنتهاكات التي ارتكبها نظام القذافي ضد المتظاهرين.(أ.ف.ب.)

 

المرعبي: مسلّحون يدورون بفلك 8 آذار وحزب الله عبروا الحدود إلى سوريا

كشف عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي عن "مسلّحين يدورون في فلك 8 آذار وحزب الله عبروا الحدود الشمالية الى داخل الأراضي السورية"، وطالب "بتوسيع عمل القوات الدولية لتشمل حماية المدنيين في عكار ووادي خالد بعد انكفاء الجيش اللبناني من المنطقة". وفي حديث لإذاعة "صوت لبنان ـ 100.5"، قال المرعبي: "إن الحدود الشمالية ممسوكة من قبل الجيش السوري"، سائلاً عن "مدى قدرة الجيش اللبناني على حماية الحدود"، وتخوّف من "وجود نية لدى الجيش السوري بالقيام بعملية أمنية لخطف النازحين الذين هم تحت رعاية الدولة اللبنانية". وفي موضوع وزارة الاتصالات، اعتبر المرعبي أن الوزير المستقيل شربل نحاس "يريد نزع شبكة الخليوي الثالثة لتسليمها الى حزب الله"، وطالب بمحاكمته "لرفضه تسليم شعبة المعلومات الداتا المتعلقة بخطف الاستونيين السبعة، وهو الأمر الذي أعاق تعقب الجناة"، محمّلاً نحاس كذلك "مسؤولية التفجير في صيدا بشكل مباشر". وإذ اتّهم المرعبي "حزب الله" بالعمل على "الامساك بلبنان وحكمه منفرداً"، اعتبر في سياق متّصل أن "الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تمّت تسميته من قبل شخصين: الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله".(بيان صحفي من "صوت لبنان")

 

دعوة إلى التظاهر في سوريا اليوم لإحياء "سبت الشهيد حمزة الخطيب"

ذكرت وكالة "فرانس برس" أن نشطاء الإحتجاجات في سوريا دعوا إلى التظاهر اليوم للتضامن مع الفتى حمزة الخطيب (13 عاماً) الذي أكدوا أنه قضى تحت التعذيب على أيدي السلطات السورية الأمنية في درعا، وجاءت الدعوة على صفحة "الثورة السوريّة" على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" ضمن ما أُطلق عليه إسم "سبت الشهيد حمزة الخطيب" الذي سلّمت السلطات جثمانه لذويه الأربعاء ونُشرت صوره في مختلف الأوساط الإعلامية. كما أنشأ ناشطون صفحةً بإسم الفتى الخطيب وضعوا عليها صورته وعبارة "لن نسكت"، مع نص يقول: "إغتالته يد الغدر وعبثت آياديهم المريضة بجسده البريء وعذبوه بوحشية، واليوم سوريا كلها ستنتفض لأجلك لأجل برائتك لأجل دموع أمك ولأجل حرقة قلب أبيك، نعم ستغضب سوريا كلها لأجل حمزة". وقد أكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عمار قربي لوكالة "فرانس برس" أنه تمّ اعتقال الخطيب المتحدر من قرية الجيزة بالقرب من درعا مع آخرين أثناء مشاركتهم في تظاهرة "يوم الغضب لفكّ الحصار عن درعا"، مشيراً إلى أنه ما زال مصير 25 شخصاً من الذين اعتقلوا معه مجهولاً.(أ.ف.ب.)

 

ارتفاع حصيلة قتلى "جمعة حماة الديار" إلى اثني عشر من المتظاهرين السوريين

أعلن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا عمار القربي أن 12 شخصاً قتلوا بنيران قوات الأمن السورية أثناء مشاركتهم في مظاهرات "جمعة حماة الديار" أمس، ما يعني ارتفاع الحصيلة بعد أن كانت أمس ثمانية قتلى. وأشار القربي إلى انتهاج السلطات "العنف المفرط" لمواجهة الاحتجاجات. وفي حديث لوكالة "فرانس برس"، أورد القربي لائحة بأسماء القتلى تُبيّن وفاة اربعة اشخاص في داعل (ريف درعا)، وثلاثة اشخاص في قطنا (ريف دمشق) وشخصين في إدلب، وشخص في الزبداني (ريف دمشق) وشخص في حمص، لافتًا إلى أن السلطات السورية "ما زالت تمارس منهجية استعمال الذخيرة الحية". (أ.ف.ب.)

 

ناشط سوري: اعتقال وتعذيب أعضاء وفد مدينة بانياس الذي شُكِّل للتفاوض مع النظام

اعتبر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أنه "لا يمكن السكوت على ممارسة التعذيب بحق المعتقلين في سوريا"، مطالباً السلطات السورية "بفتح تحقيق نزيه بحالات التعذيب وتقديم مرتكبيه الى العدالة بشكل فوري". وفي اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس"، تحدث عبد الرحمن عن "ما يجري من حالات تعذيب في الملعب البلدي في درعا وغيرها"، وأعلن عن وجود "7 جثامين لأشخاص ضحايا للتعذيب، وبعضها تعرض لكسر في الرقبة في المشفى الوطني في درعا". وأوضح عبد الرحمن أنها "ليست المرة الاولى التي يقضى فيها معتقل تحت التعذيب"، كاشفًا عن "شهادات حيّة لأشخاص مازالوا على قيد الحياة، إلا أنهم تعرضوا للتعذيب الشديد خلال اعتقالهم"، وقال إن هذه الحالات تحصى بالمئات. كما أشار عبدالرحمن إلى ان "اعضاء الوفد الذي شُكِّل من بانياس للتفاوض مع الحكومة تم اعتقال اعضائه وهم أيضًا يتعرضون للتعذيب". وطالب رئيس المرصد السلطات السورية "بتحقيق حيادي بحالات التعذيب بدلا من القول إنها أفلام مفبركة ليتضح لاحقاً أنها ليست مفبركة مثلما حدث في شريط البيضا". وإذ لفت عبد الرحمن إلى أن عائلة الشاب ضياء الكفري (20 سنة) "تسلّمت اليوم جثمان ولدها الذي توفي بطلق ناري في 29 نيسان"، أشار الى ان عائلة الكفري "تقدمت اليوم بدعوى امام المحامي العام في درعا على الجهات المسؤولة بقتل ولدهم". (أ.ف.ب.)

 

السلطات السورية توّجه لمُعارض مُعتقل تهمة "إثارة النعرات بسبب اتصال وسائل الاعلام به"

أعلن رئيس "المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي والضمير" المحامي خليل معتوق أن القيادي المُعارض في "التجمع الوطني الديمقراطي" مازن عدي المعتقل منذ 11 ايار لدى السلطات السورية، أحيل الى القضاء بعد أن وُجّهت اليه عدة تهم بينها "الانتساب الى جمعية سرية" و"النيل من هيبة الدولة". وقال معتوق لوكالة "فرانس برس": "كما وُجهت اليه تهمة النيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية وذلك على خلفية انتسابه الى حزب الشعب، واتصال وسائل الاعلام به لمعرفة رأيه حول المظاهرات". وطالب معتوق السلطات الامنية السورية "بالكف عن ممارسة سياسة الاعتقال بحق الاشخاص على خلفية آرائهم وتصريحاتهم الاعلامية الهادفة الى التغيير بشكل سلمي". (أ.ف.ب.)

 

سليمان اتصل بالرئيس الإيطالي مستنكرا: نتمنى ألا يؤثر الإعتداء الإجرامي على حضور القوات الإيطالية ودورها

 وطنية - 28/5/2011 اتصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بعد ظهر اليوم، بالرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو، مستنكرا العمل الاجرامي الذي تعرضت له دورية من الوحدة الايطالية العاملة في الجنوب اللبناني. وإذ جدد الرئيس سليمان حرص لبنان ودعمه للقوات الدولية في الجنوب اللبناني لتطبيق القرار 1701، فإنه شكر لإيطاليا دورها في حفظ السلام من جهة، والمساعد للجنوبيين من جهة ثانية، ومقدرا للرئيس نابوليتانو اهتمامه الشخصي بسيادة لبنان وسلامة أراضيه، متمنيا أن لا يؤثر هذا العمل على حضور القوات الايطالية ودورها في الجنوب، ولافتا الى أن التحقيقات متواصلة بشكل كثيف لكشف الفاعلين والمتورطين وإحالتهم الى القضاء المختص.

 

الحريري اتصل ببان كي مون: حريصون على ملاحقة المعتدين على عناصر الوحدة الإيطالية

وطنية - 28/5/2011 اتصل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، اليوم، بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وكرر خلال الإتصالا إدانته الشديدة لجريمة الاعتداء الإرهابية التي استهدفت يوم أمس عناصر من الوحدة الإيطالية العاملة في إطار قوات الأمم المتحدة - اليونيفيل في جنوب لبنان، ومبديا أسفه للجرحى الذين سقطوا في هذا الاعتداء.

وأكد الحريري للأمين العام للأمم المتحدة التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار 1701 وتمسك الشعب اللبناني باستمرار وجود قوات اليونيفيل وقيامها بالمهمات المنوطة بها في الحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب ومنع الاعتداءات الإسرائيلية، ومبديا حرص الحكومة اللبنانية على القيام بكل التحقيقات والإجراءات اللازمة لملاحقة مرتكبي جريمة الاعتداء الإرهابية ضد عناصر الوحدة الإيطالية وإحالتهم على الجهات القضائية المختصة.

 

متري: لا يمكن كمّ الأفواه في لبنان بحجة عدم التدخل في الشؤون السورية

إعتبر وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال طارق متري أن "هناك أكثر من جهة يمكنها أن تكون وراء عملياتٍ كعملية تفجير عبوة ناسفة في آلية اليونيفيل في صيدا، من أجل مخاطبة المجتمع الدولي"، لافتاً إلى أن "هذه الأمور تبعث على القلق بشأن الوضع في لبنان"، وأضاف متري: "الأمر الجيد أن كل الفرقاء في لبنان أجمعوا على التنديد ورفض هذا العمل، وهذا الإجماع في المواقف من شأنه أن يساعد في التحقيق الذي سيجري فوراً، رغم أنه مع الأسف أن معظم التحقيقات لم تصل الى نتائج فيما البعض منها وصل الى كشف الفاعلين".

متري، وفي حديث لمحطة "lbc"، رأى في مجال آخر أن "هناك عدّة مستويات لعدم تشكيل الحكومة حتى الآن، تبدأ من الخلاف على توزيع الحقائب، إلى الخلاف الحقيقي حول قواعد تأليف الحكومة، إلى التدخلات الخارجية والداخلية الأخرى التي تضرب كل المستويات".

وحول ما جرى في المبنى التابع لوزارة الإتصالات وتعليقاً على كلام وزير الإتصالات المستقيل شربل نحاس، قال متري: "الوزير نحاس في مجلس الوزراء كان يتكلم وكأنه وزير مالية، واليوم نراه يتكلم بلغة عسكرية من التمرد الى العصيان، مع العلم حسب اعتقادي أنه ليس عسكرياً، ولقد استخدم الوزير نحاس أيضًا لغة قضائية وهو ليس بقاضٍ، مع العلم أننا لسنا أمام موضوع قضائي، بل موضوع عصيان إداري، أضف الى ذلك إن الوزير نحاس تكلّم بالانابة عن وزير الداخلية المعتكف في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود، وهذا ليس مقبولاً".

وحول الأحداث في الدول العربية، لفت متري الى ان "الانتفاضات في هذه الدول وضعت حداً لما كان يقال عن الإستثناء العربي، أي انه لا تصلح الديمقراطية في العالم العربي". في السياق نفسه، وبشأن ما يجري في سوريا، أشار متري إلى أن "الدول الغربية خيّرت الرئيس السوري بشار الأسد إما أن يرحل وإما أن يُصلح الأمور، وتركيا حتى الآن لم تفقد الأمل من الرئيس الاسد مع انها استضافت المعارضة السورية". وأكد متري أن "هناك مبالغة في تقييم تأثير لبنان على سوريا"، مضيفاً: "صحيح أن أمن لبنان من أمن سوريا وبالعكس، فيه الكثير من الصحة، لكن هذا لا يعني إستخدام لبنان ساحة ولا يعني أن لا يستقبل لبنان النازحين السوريين"، واعتبر انه "بحجة عدم التدخل في الشؤون السورية لا يمكن كمّ الأفواه في لبنان او عدم مساعدة بعض النازحين السوريين".(رصد NOW Lebanon)

 

إيطاليا ستسحب ستمئة وثمانين من جنودها في اليونيفيل

جدد وزير الدفاع الإيطالي ايانسيو لاروسا عزم بلاده سحب جنود من العاملين ضمن قوة الطورائ الدولية في جنوب لبنان لكن "ليس بطريقة منفردة"، بعد أن كان رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني ووزير خارجيته فرانكو فراتيني عبّرا أمس عن رغبة لدى الحكومة بهذا الاتجاه عقب التفجير الذي استهدف الوحدة الإيطالية قرب صيدا.

وأضاف لاروسا في تصريحات صحفية: "إن ألف وسبعمائة وثمانين عسكري (إيطالي في لبنان) كثيرون، وسوف نسحب ستمئة وثمانين منهم، ويجب أن نبدأ العمل الدبلوماسي على الفور من أجل أن تشارك في العملية بلدان أخرى من أوروبا وأميركا اللاتينية"، وتابع: "الوضع في المنطقة صعب جداً، وعدد القوات الإيطالية غير متناسب مع أعداد جنود الدول الأخرى"، إلا أنه لفت إلى أنه "لا يمكن تقليص العدد الفعلي لقوات اليونيفيل ككل"، موضحًا أن النقص الذي سينجم عن تقليص بلاده لعدد جنودها إلى ألف ومائة جندي "خاصةً بعد سحب القيادة منها"، يجب أن يعوّّضه دخول دول أخرى في القوات الدولية في لبنان.(آكي)

 

جنبلاط مستنكراً الاعتداء على القوات الدولية: نتطلع لمحاسبة جميع المتورطين

أبرق رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط إلى قائد قوات الطوارئ الدولية الجنرال ألبيرتو أسارتا مستنكراً الانفجار الارهابي الذي استهدف الدورية الايطالية التابعة للقوات الدولية، وقد عبّر جنبلاط في البرقية عن تطلّعه الى أن "تكشف التحقيقات ملابسات هذه الحادثة بكل تفاصيلها، وأن تتم محاسبة جميع المتورطين فيها".وأضاف جنبلاط: "لقد أدّت قوات الطوارئ الدولية والوحدة الايطالية فيها، ولا تزال تؤدّي، مهامها في حفظ الاستقرار في جنوب لبنان، وفي تطبيق القرار 1701، وإننا إذ نأمل الشفاء العاجل لجميع الجرحى الذين أصيبوا في هذا الاعتداء الآثم، نجدد شكرنا لقوات الطوارئ الدولية، لتأديتها دورها بكل مسؤولية".(الوطنية للإعلام)

 

واشنطن تدعو لإجراء "تحقيق كامل" باعتداء صيدا و"جلب مرتكبيه للعدالة"

دانت الولايات المتحدة الإعتداء الذي استهدف موكباً لقوات حفظ السلام الدولية في لبنان وأدّى إلى جرح ستة جنود إيطاليين ومدنيين اثنين، ودعت واشنطن الحكومة اللبنانية إلى معاقبة المسؤولين عن هذا الهجوم. المتحدث بإسم الخارجية الاميركية مارك تونر الذي لفت إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع دبلوماسييها الموجودين في لبنان وقوات اليونيفيل لتوضيح ملابسات هذا الاعتداء، أضاف: "ندعو الحكومة اللبنانية إلى إجراء تحقيق كامل في شأن هذا الحدث وظروف الهجوم، والقيام بما يلزم لجلب مرتكبي الهجوم سريعاً أمام العدالة". (أ.ف.ب.)

 

سفير إيطاليا: يجب أن يكون هناك جواب من مسؤولي لبنان حول الهجوم على اليونفيل

زار سفير ايطاليا في لبنان جيوسيبي مورابيتو مدينة صيدا حيث عاد جرحى الكتيبة الايطالية في مستشفى حمود الجامعي واطمأن الى حالتهم الصحية. ولدى خروجه من المستشفى ادلى السفير مورابيتو بتصريح وصف فيه التفجير الذي استهدف جنود بلاده امس "بالعمل الارهابي"، وقال: إن هذا الهجوم يجب أن يكون هناك عليه جواب من كل المسؤولين اللبنانيين ومن كل الجهات اللبنانية التي تؤمن بالسلام وبالحوار وبعدم استخدام العنف لتحقيق اهداف سياسية". ورداً على سؤال حول ما اذا كانت الكتيبة الايطالية تلقّت اي تهديدات قبل الهجوم، أجاب السفير: "حسب معلوماتي ليس هناك من تهديدات، والكتيبة الايطالية في الجنوب محبوبة من الشعب اللبناني كثيراً لأنها جاءت إلى هنا لبناء السلام والتعامل مع السكان ورؤية حاجاتهم".

(الوطنية للإعلام)

 

التفجير رسالة إلى "اليونيفيل"  هل المقصود إيطاليا أو أمن الجنوب؟

النهار/صُدمت قيادة قوة "اليونيفيل" في الناقورة بتلقيها نبأ الاعتداء على قافلة لوجيستية تابعة لها على مدخل صيدا الشمالي على الرغم من التدابير المتخذة لحماية أفرادها.

واشارت الى ان الاجراءات الاحترازية متخذة بالتنسيق مع قيادة الجيش في الجنوب مما ادى الى تأمين نسبة مرتفعة من الوقاية والحماية. وقالت مصادر اممية لـ"النهار": اوقفت منذ فترة طويلة الاعتداءات التي كانت تستهدف الدوريات السيارة وهي في طريقها الى مواقعها داخل منطقة العمليات وكان آخرها والاشد ايلاما الانفجار الذي استهدف الكتيبة الاسبانية عام 2006". وعلى الفور فتحت القيادة في الناقورة الخطوط مع قيادة قوات حفظ السلام في نيويورك وابلغتها بحصيلة الاعتداء.

ورأت مصادر ديبلوماسية اوروبية في بيروت ان هذا الاعتداء يستهدف بالدرجة الاولى دولة اوروبية مشاركة في القوات الدولية منذ مجيئها الى جنوب لبنان عام 1978. وذكرت بأنه الثاني على دولة اوروبية، وكان الاول على استونيا وسياح على دراجات هوائية في 23 آذار الماضي. ولم تستبعد ان يكون الهدف هو التأييد الاوروبي للثورات التي حدثت في عدد من الدول العربية وراوحت نتاجها بين ناجحة وصعبة. وادرجت مصادروزارية في حكومة تصريف الاعمال الاعتداء الأخير في سياق مسلسل خارجي لضرب الاستقرار الامني في البلاد بشكل متقطع في ظل الفراغ الحكومي بسبب تعثر الحكومة الجديدة لاسباب داخلية واخرى خارجية.

ولم تتوافر لديها معطيات عما اذا كان المفجرون يستهدفون القافلة الايطالية اللوجستية تحديدا ام انها كانت مجرد مصادفة. وتجدر الاشارة الى ان الكتيبة الايطالية التي يبلغ عددها 1800 ضابط وجندي، وكانت الاكبر، الى ان زادت الكتيبة الاسبانية عديد افرادها بعد تسلمها مهمات القيادة من الجنرال الايطالي الجنرال كلاوديو غراتسيانو.

ولفتت الى ان هناك علاقات جيدة بين الجنود الايطاليين وسكان القرى الجنوبية الذين يقدمون خدمات في كل المجالات وتتبرع الحكومة بمساعدات لتمويل مشاريع لشركات صغيرة. ولاحظت ان وزير خارجية ايطاليا فرانكو فراتيني كان له موقف في الثالث من ايار الجاري أيّد فيه التغيير في مهمة "اليونيفيل" نظرا الى حركة التغيير الجارية في عدد من الدول العربية. وذكرت بأن ايطاليا، كانت قد قررت قبل الاعتداء، خفض عديد القوة العسكرية المشاركة في "اليونيفيل" نتيجة اتفاق قوى الغالبية البرلمانية الايطالية الذي نصّ على خفض البعثات والمهمات العسكرية الايطالية المشاركة في القوة الدولية، ليس فقط في لبنان بل ايضا في كل من افغانستان وكوسوفو، وحُدّد موعد تنفيذ الاتفاق اعتبارا من بداية  2012.

ودعت مصادر ديبلوماسية اوروبية الى تحقيق جدي وسريع بالتنسيق مع القوة الدولية والتعاون الوثيق مع قائد الكتيبة الايطالية لتحديد الجهة التي نفذت الاعتداء والاقتصاص من افرادها، وليس كما حصل في السابق من تحقيقات من اعتداءات على قوة "اليونيفيل" في اوقات مختلفة. واوضحت ان التوصل الى تحديد هوية المرتكب يمكن ان يقنع الدولة او الدول المعتدى عليها بابقاء جنودها وضباطها يساهمون في عملية السلام في الجنوب، وعكس ذلك لا شيء يبرر الاستمرار في تحصين لبنان ضد العدوان الاسرائيلي المحتمل وقوعه في اي وقت.

وأكدت ان الوضع في لبنان قابل للاهتزاز في اي وقت سياسيا وامنيا. واعربت عن اسفها للنزاع بين بعض الزعماء السياسيين على بعض الحقائب مما ادى الى تأخير ولادة حكومة ميقاتي التي يمكن ان تحصن الوضع بنسبة مقبولة. وشددت على اهمية تسهيل مهمة الرئيس المكلف من اجل تحصين الوضع في البلاد.

 

أشتون تدعو لبنان لاتخاذ "كافة إجراءات التحقيق" بالاعتداء على اليونيفيل

دانت المنسّقة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الإتحاد الاوربي كاثرين اشتون "بشدة" الهجوم الذي استهدف أمس الوحدة ايطالية في القوات الدولية، وقالت اشتون في بيان: "أطالب السلطات اللبنانية بأخذ كافة الاجراءات للتحقيق في هذا الحادث بتنسيق وثيق مع زملائنا من الأمم المتحدة". وأضافت أشتون: "في اليوم العالمي لقوات حفظ السلام الدولية أُشيد بكل قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة الذين يعملون يوميا في ظروف غالبا ما تكون صعبة للغاية لدفع عملية السلام والأمن".(كونا)

 

"تيار المستقبل": الاعتداء على اليونيفيل محاولة لإعادة لبنان لأزمنة الفوضى

أدان "تيار المستقبل" بشدة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف موكباً من الوحدة الايطالية التابعة لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، مؤكداً أنه "عمل جبان يستهدف النيل من استقرار البلاد وأمن المواطنين، لا سيما اهل الجنوب الذين عانوا طويلا من الاعتداءات الاسرائيلية على أمنهم واستقرارهم وسيادتهم الوطنية". وإذ أكد "تيار المستقبل" في بيان "التزام لبنان القرار 1701"، لفت إلى أن هذا الاعتداء "محاولة لاستخدام لبنان منبراً لرسائل سياسية وأمنية، والعودة الى أزمنة الفوضى". وأعرب "المستقبل" عن "رفض أي استهداف لقوات اليونيفيل التي تقف الى جانب الجيش والشعب لحماية اللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة البلد"، داعياً السلطات المختصة إلى إنجاز تحقيقاتها في أسرع وقت لإظهار الفاعلين وتقديمهم إلى العدالة. (بيان إعلامي)

 

علوش: الوضع الشاذّ الأكبر وجود ميليشيات تعمل أجهزتها المخابراتية بغطاء من أجهزة رسمية

أكد عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن الرسائل من خلال التفجير الذي استهدف أمس آلية للكتيبة الإيطالية العاملة في إطار قوات الـ"يونيفيل" في صيدا "قد تنطوي على رسالة موجّهة إلى القوى الأوروبيّة"، وأضاف:" لكنّي لا أريد أن أنفي أو أؤكد ذلك، إذ إن كل الإحتمالات قائمة، كما لا يمكن أن نجزم ونتهّم أي فئة بمسؤوليّتها عن التفجير، لكن التوقيت مشبوه خصوصاً مع ما يحدث على الساحة السوريّة". وفي حديث لقناة "الجديد"، لفت علوش إلى أن "هناك مجموعات قادرة على القيام بهذه العمليات، وهناك مجموعات نائمة وفاعلة ومدرّبة مخابراتياً لتقوم بهكذا أعمال، وكانت تتحرك أثناء وجود حكومات فاعلة"، مؤكداً أن "الخلاف السياسي الحاصل في البلد يفتح الباب أمام الإحتمالات الأمنية كافة بسبب عدم وجود قرار أمني موحّد عند الجميع". ورداً على سؤال، أجاب علوش: "لا وجود لجهاز أمني واحد في لبنان بل هناك أجهزة متعددة"، مشيراً إلى أن "الوضع الشاذّ الأكبر هو وجود الميليشيات التي تعمل أجهزتها المخابراتية بشكل مغطى من أجهزة رسمية، كما أن عدم وجود المرجعيّة هو المشكلة الأساسية".(رصد NOW Lebanon)

 

سليمان فرنجية: الاعتداء على اليونيفيل محاولة للنيل من الاستقرار الأمني

أعرب رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجية عن استنكاره لحادثة الاعتداء على قوات اليونيفيل أمس، وأكد أن "هذه الحادثة المؤلمة هي محاولة للنيل من الاستقرار الأمني في لبنان وللقول إنه لا يلتزم القرارات الدولية لمزيد من الضغوط والاستهدافات". وإذ توجّه فرنجية في بيان من القوات الدولية والدولة الايطالية بتمنيات الشفاء العاجل للجرحى، طالب "بتحقيق فوري وشفاف للبحث عن المستفيد استباقاً لأي تأويلات قد ينتج عنها تداعيات". (بيان عن المرده)

 

"نواب زحلة": لا لتحويل لبنان ساحة توجيه رسائل للمجتمع الدولي

شجبت كتلة "نواب زحلة" الإنفجار الذي استهدف الوحدة الإيطالية العاملة في إطار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، معتبرةً أن هذا الانفجار "يشوّه صورة لبنان الداخلية والخارجية ويصب في النهاية بخدمة العدو الإسرائيلي". الكتلة، وفي بيان صادر عن اجتماعها الدوري، رفضت أن "تتحوّل الساحة اللبنانية إلى ساحة لتوجيه رسائل للمجتمع الدولي عبر قوات الأمم المتحدة وفي إطار تصفية الحسابات بين قوى خارجية والمجتمع الدولي"، داعيةً الأجهزة الأمنية اللبنانية الى "تضافر جهودها لإلقاء القبض على المتورّطين والفاعلين"، وطالبت الجهات السياسية أن "تساهم في إيجاد جوّ طبيعي ومستقرّ لهذه الأجهزة بدل سياسة الإلهاء والإرباك والتجنّي التي تمارس في هذه المرحلة". من جهة ثانية، أبدت الكتلة ارتياحها "للمخرج الذي تم التوافق عليه واستلام الجيش اللبناني للمعدات في مبنى الإتصالات استكمالاً للحراسة التي بدأها فرع المعلومات في المديرية العامة في قوى الأمن الداخلي تنفيذاً لقرار إداري صادر عن مؤسّسة رسميّة مستقلّة"، مشيرة إلى تخوّفها من "عدم المسؤولية في تصرّف وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال شربل نحاس، الذي غلَب لديه هم الإستعراض والإعلان على التصرف بدراية وحكمة عالية". في سياق متّصل، أملت الكتلة من الجهات المعنيّة أن "تساعد الأجهزة الأمنية بتوفير المعلومات التي تساعدها في عملها الأمني، وخاصة في قضية اختطاف الإستونيين السبعة واستشهاد المؤهل أوّل راشد صبري في مجدل عنجر وكل الأحداث الأمنية التي وقعت أخيراً في البقاع ولبنان".(بيان اعلامي)

 

14 آذار ردًا على "حزب الله": لن نسكت على مخطط الفوضى والتسلط

ردّت الأمانة العامة لقوى 14 آذار على بيان "حزب الله" الصادر أمس حول ما جرى في مبنى وزارة الإتصالات في العدلية، بتجديد التأكيد على أن "فريق حزب الله" فشل في إنقلابه بقوة السلاح"، وحذّرت من "مخطط قيد التنفيذ بدلاً من تشكيل الحكومة ومن الإعتراف بالفشل والعودة إلى الدولة ومؤسساتها، يقوم على إشاعة الفوضى في المجالات كافة".

وتابع بيان الأمانة العامة: "إزاء مخطّط إغراق البلاد في الفوضى، تؤكد قوى 14 آذار أن ما جرى في مبنى الشركة الحكومية الخاضعة بموجب قرار مجلس الوزراء لعناية مؤسسة "أوجيرو"، لجهة إقدام وزير الإتصالات على محاولة إقتحام المبنى بدعم من ميليشيا "حزب الله"، إنما هو عمل ميليشيوي موصوف. ذلك أن هذا العمل محاولة لضرب قرار مؤسسة القرار الدستوري أي مجلس الوزراء أولاً، ومحاولة للتستير على فضيحة فساد من الدرجة الأولى من جانب فريق يدّعي العفاف ويمارس السرقة والقرصنة والسمسرة ثانياً، وهو محاولة أيضًا لسرقة وتفكيك قاعدة المعلومات التي تمثّل حاجة وطنية في التحقيقات في الجرائم على أنواعها وآخرها جريمة إختطاف الإستونيين".

وأضاف البيان: "إنّ موقف المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي قانوني وشرعي تماماً، لأن الحماية التي وفّرتها القوى الأمنية للمبنى تمّت بطلب قانوني وشرعي بدوره من جانب الجهة الصالحة والمعنية أي "أوجيرو"، وإن قوى 14 آذار تدعم قوى الأمن الداخلي في تنفيذها القانون وفي حماية المؤسسات والممتلكات، وتستنكر الحملة المتواصلة على المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وتشدّد على أنّ من وجَّه السلاح إلى صدور اللبنانيين في 7 أيار ومن استباح المطار وأمنه ومن نفّذ إنقلاب "القمصان السود"، إنّما هو ميليشيا لا يحق لها إتهام أحد بالإنقلاب على الدولة ومؤسساتها لاسيّما أن الميليشيا هي بالتعريف نقيض الدولة وقواها الأمنية والعسكرية الشرعية". ومضت الأمانة العامة في بيانها تقول: "إن قوى 14 آذار التي نبّهت منذ مدّة غير قصيرة من مخطط يستهدف الشرعيات اللبنانية والدولية، تستنكر الإعتداء الذي حصل البارحة على إحدى الدوريات التابعة لليونيفيل على طريق صيدا، وترى فيه مؤشراً خطيراً في هذا الوقت بالذات، إذ هو يأتي بينما تجتمع الدول الثماني للذهاب إلى مجلس الأمن بمشروع قرار ضدّ عنف الدولة في سوريا، وبعد أيام من تهديد وزير الخارجية السوري للمجتمع الدولي إذا ما صعّد هذا الأخير عقوباته. وقوى 14 آذار، إذ تحذّر مجدداً من مخطط لجعل الجنوب في عين العاصفة لحساب جهات إقليمية مأزومة، تجدّد إلتزامها بحماية القرار 1701 بوصفه ضمانة كبرى للبنان". وختمت قوى 14 آذار بيانها بالتشديد على أنها "في زمن الحريّة والكرامة، لن نسكت على مخطط الفوضى أو التسلط"، وأكدّت أن "شعب لبنان الذي كان سبّاقاً إلى إسقاط جدار الخوف لن يسمح بتقويض البلد سياسةً وإقتصاداً وأمناً لحسابات إقليمية لا علاقة للبنانيين بها".(بيان إعلامي)

 

سعيد: نحن في بداية المخاض

رأى منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد أن "إستهداف القافلة التابعة لـ"يونيفيل" في شمال صيدا يهدف إلى ربط الساحة اللبنانية بالساحة السورية منذ أن اندلعت الأحداث هناك في 15 آذار الماضي"، معتبراً أن "هذا الربط يتبيّن من خلال ثلاثة مراحل، أولها إتهام "تيار المستقبل" بأنه وراء الأحداث، وثانيها من خلال اتهام مجموعات لبنانية عبر مواقع إلكترونية موالية للنظام السوري بأنها تحرّض ضد هذا النظام، وثالثها وهو الأهم محاولة سوريا ربط لبنان بساحتها كلما إشتدّ الخناق على النظام السوري لجهة الضغوطات الآتية من المجتمع الدولي، بدليل أنّه في اليوم التالي الذي صدرت فيه العقوبات الإسمية من الإتحاد الأوروبي على الرئيس بشار الأسد، خرج وزير (الخارجة السوري) وليد المعلّم بالصوت والصورة على التلفزيون السوري وحذّر من أن أمن الأوروبيين سيكون مهدداً في حال استمرت هذه الضغوط". سعيد، وفي حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، رأى أن "المنطقة تعيش تراجعاً بعد المصالحة الفلسطينية أي بعد خروج حماس من دائرة النفوذ الإيراني – السوري في المنطقة وأيضاً بعد أحداث البحرين"، لافتاً إلى أن "هذا ينبئ ربما بأن "حزب الله" يريد من خلال ما يسمّيه "سقوط المبادرة العربية للسلام" إعادة أو محاولة إعادة ربط الجمود اللبناني بأزمة المنطقة"، مشدداً على أن "هذا الأمر يتناقض أولاً مع إتفاق الطائف ثم مع مبدأ القرار الدولي الرقم 1701"، ولفت إلى أن "حزب الله كان قد أكد أنّه لا يريد فتح جبهة الجنوب، لكنه خلق قواعد إشتباك جديدة من خلال المساعدة في تحريض الناس على النزول باتجاه الشريط الحدودي الشائك". وصنّف سعيد الأحداث الأخيرة في لبنان سواء أكانت حادثة سنترال العدلية او الإعتداء ضد القوات الدولية في ضمن "الأحداث الإقليمية المعقّدة، وتكشف البلد على شتى الاحتمالات، فتكشف الحدود الشمالية والحدود الجنوبية من خلال الإعتداء على القرار 1701". وقال: "لسوء الحظ نحن في بداية المخاض، وما يحدث في لبنان من أحداث أمنية مرتبط بأحداث المنطقة وبالتحديد بما يجري على الساحة السورية".

 

عون ردًا على "الحملات التحريضية": علاقتي بالمسلمين تشهد لها مسيرتي

أصدر رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بيانًا قال فيه: "توضيحاً لذوي النوايا الحسنة، بعد أن كان صدر في احدى وسائل الاعلام كلام كاذب ومدسوس عن لساني يمسّ بالطائفة السنية الكريمة، ولما كان قد أجري اللازم الإعلامي لتكذيبه، وقُدِّمت شكوى بحق الناشر وبحق الوزير المنقول على لسانه هذا الكلام، تفاجأ اللبنانيون بتوالي الحملات التحريضية المبرمجة في الشارع، كما على لسان رجال دين سنّة، متخذين الكلام الكاذب والمدسوس أساساً لحملتهم". وأضاف عون في البيان الذي صدر بإسم مكتبه الاعلامي: "يهمنّي أن أوضح مجدداً، ولذوي النوايا الحسنة، بأن ما يقال غير صحيح جملةً وتفصيلاً، وعلاقتي بالمسلمين كافة تشهدُ لها مسيرة حياتي بكل مراحلها، وتعبّر عنها رسالتي الى "السينودس من أجل المشرق" بتاريخ الرابع والعشرين من ايلول من العام 2010، والتي أستوحي منها الأداء السياسي والعمل الوطني". (الكتب الإعلامي لعون)

 

السنيورة : ليس بإمكان أي وزير تغيير قرار صادر عن مجلس الوزراء

أكد رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة أنّه "عندما يؤخذ أي قرار على مستوى مجلس الوزراء لا يعود بإمكان أي وزير أن يغيّر في القرار، بل يجب أن يعود الى الجهة التي قرّرت في هذا الشأن، وهي مجلس الوزراء"، معتبراً أن "القرار الذي اتّخذه وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال شربل نحاس بتفكيك الشبكة الخلوية الثالثة هو مخالف لقرار مجلس الوزراء الذي هو السلطة الأساسية". كلام السنيورة جاء خلال تفقده والسفير العماني في لبنان محمد الجزمي ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر موقع مشروع المدرسة العمانية النموذجية في صيدا، حيث قال السنيورة: "عندما يتّخذ أي قرار بمجلس الوزراء يجب تنفيذه، وإذا كان للوزير وجهة نظر فهذا حقه، ويمكنه أن يذهب الى مجلس الوزراء ويعرض هذه الوجهة، وبالتالي يحاول أن يقنع أعضاء مجلس الوزراء بهذا الشأن"، ولفت السنيورة إلى أنه "ليس المهم مَن مِن الأجهزة الأمنية يتولّى حراسة الأموال العامة فكلهم اجهزة للدولة اللبنانية، لكن المهم أن نحمي موجودات الدولة اللبنانية، وأن لا يصار الى اساءة استعمالها أو التصرف بها"، معرباً عن "تفهّم موقف الوزير زياد بارود، الذي هو على قدر عال من المسؤولية والمهنية"، لكنه شدد على "وجوب معالجة جوهر المشكلة وهي محاولة مخالفة قرارات مجلس الوزراء". من جهته، أكّد السفير العماني "وقوف بلاده الدائم الى جانب لبنان"، آملاً أن تكون هذه "المدرسة فعلاً نموذجية تضم جميع المراحل من الابتدائية الى الثانوية العامة ويحتذى بها في جميع الأراضي اللبنانية"، قائلاً "نحن سلطنة عمان بطبيعة الحال دائماً مع لبنان في السراء والضراء". (مكتب السنيورة)

 

ناصحاً ميقاتي بأن "يعتذر ويترك القوى السياسية لمصيرها"

المشنوق: حزب الله يفضّل أن يظل الحال بلا حكومة.. وعون لم يترك كلمة بذيئة إلا تفوّه بها

رأى عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب نهاد المشنوق أن ما قام به وزير الإتصالات المستقيل شربل نحّاس "هو خلط للوقائع، للإيهام بأن هناك مؤامرات في كل طابق في المبنى التابع لهيئة "أوجيرو" في العدلية"، لافتاً إلى أن "نحّاس قام باستعراض أراد من أجله إخفاء أمور أخرى والتغطية على تقصير في أمور مختلفة، وإلا لكان ذهب إلى الجهات القانونية المعنية في هذا الشأن". وسأل المشنوق: "لماذا لم يسلّم نحّاس "داتا" الإتصالات المتعلقة بخطف الإستونيين السبعة إلى قوى الأمن الداخلي؟ نحن نستحق كلبنانيين ان يقول لنا السبب وإلا كان شريكاً في التغطية على الجهات المنفّذة خاصة بعد كل ما قيل عن وجود الإستونيين في لبنان أو سوريا".

المشنوق، وفي حديث لمحطة "mtv"، قال في سياق آخر: "في المدة الأخيرة لم تعدْ إتهامات (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال) عون مجرد إتهامات فقط، بل تحولت إلى شيء آخر، وقد بات لدى عون إختصاص بأشياء متعلقة بما يقال عن عقدة الأقليات، فقد بدأ أولاً بمهاجمة رئيس حكومة تصريف الأعمال (سعد الحريري) ثم رئيس الحكومة المكلف (نجيب ميقاتي) ثم رئيس "أوجيرو" عبد المنعم يوسف ثم الرئيس رفيق الحريري في قبره مرات ومرات، وأيضاً هاجم المفتي محمد رشيد قباني بإعتباره ردّ على ما جاء في موقع "ويكيليكس" ثم مدير عام قوى الأمن، وهؤلاء جميعاً ينتمون إلى الطائفة السنيةّ"، وأضاف المشنوق: "نحن "حيطنا عالي كتير مش واطي" كما يعتقد عون، والمستقبل لنا كما كان الماضي، لكنه يصر على افتعال مشكلة مع الطائفة السنية وهذا ينم عن عقل ضيّق لديه، عليه أن يوسّعه لأن هذا الكلام لن يوصل لنتيجة في السياسة، والأرباح ستكون دائماً لصالح منطق الدولة الذي نؤمن به ونقاتل من أجله، وكل مَن يخرج عن منطق الدولة سنظل على اختلاف معه ونواجهه"، مشيراً إلى أن "تيار "المستقبل" يحترم كل الطوائف ويؤكد بإستمرار على أهمية المشاركة والمناصفة"، وتابع: "ليسمح لنا الجنرال عون فالناس لديها كرامات وكلامه عن "طق الحنك والسرقة" ليس كلاماً سياسياً وليس كلام أحد يحترم نفسه ويحترم منطقه، فهو لم يترك كلمة بذيئة إلا وتفوّه بها ثم يتهم الناس بالبذاءة".

في الشأن الحكومي، قال المشنوق: "الله أهدى وليد بك (جنبلاط) متأخراً الذي بعث برسالة علنية فيها شيء من الإنذار بأن العراقيل المستمرة لن توصل إلى أي مكان"، وأكمل المشنوق في هذا المجال بالقول: "من الواضح أن "حزب الله" وغيره لا يستطيعون أن يشكّلوا الحكومة لأن الواقع ودفتر الشروط الذي تم على أساسه السعي لتشكيل هذه الحكومة تغيّر وانتهى مفعوله ولم يعد له قيمة مع تغيير الوضع في سوريا وفي كل المنطقة"، معتبراً أن "حزب الله بات اليوم أمام خيارين: إما أن يظل البلد بلا حكومة ويستمر الوضع "مكموشاً" نسبياً، وإما أن يتم تشكيل حكومة تسبّب له "وجع رأس" ولا يقدر أن يمون فيها، وبالمفاضلة فإن حزب الله بالتأكيد يفضّل أن يظل الحال بلا حكومة إذ لن تأتي حكومة أفضل من السابقة". ووجّه المشنوق نصيحةً للرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالقول: "أتمنى ان يستمع إلى ما قاله له الرئيس سليم الحص وليس إليّ بأن يرجع إلى أهله وشارعه وبيئته، وأن يترك القوى السياسية تواجه مصيرها فهذا أفضل من أن يتحمل مسؤولية قرار هو ليس جزءاً منه، أو تبعة كل هذا الجمود وسط التغيير في العالم العربي، فيما هو ينتظر ماذا سيحصل في سوريا وغيرها ويشهد على تغطية الأمور بعدد من الشتائم من عون وإعتراضات ومبالغات ومطالبات غير حقيقية وغير واقعية يعرف عون نفسه أنه لم يحصل عليه ولن يحصل عليها".

وإذ جدّد المشنوق التأكيد على أنه "لن تتشكّل الحكومة التي كانت مقررة سابقاً ونقطة على السطر"، إستغرب معارضة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تشكيل حكومة تكنوقراط، وسأل: "هل يجد نفسه قادراً على تشكيل حكومة سياسية؟"، مشدداً على ضرورة أن "يأخذ الفريق الآخر خيارات لصالح المواطنين والناس وليس لصالح فقط، ولهذا يتوجب على ميقاتي أن يعتذر ويترك التجربة المقبلة تصل إلى النهاية"، متمنياً في هذا السياق على الرئيس سعد الحريري أن "يعود ويمارس ما يمكن تسميته بالضرورات ضمن تصريف الأعمال فهذه مسؤولية وطنية وحكومة تصريف الاعمال لها حق إتخاذ القرارات المناسبة للأزمات التي يمر بها الشعب اللبناني"، وقال: "أنا أطالبه بذلك، فهذا هو الخيار الوحيد المتاح ويجب أن نتحمل مسؤولياتنا وأن نتصرف على قاعدة حاجات وضرورات وطوارئ لها أولوية وبالتالي علينا أن نتصرف حيالها بمسؤولية وطنية عالية".

(رصد NOW Lebanon)

 

 تفجير «اليونيفيل» وتظاهرة الصدر وأحداث «النكبة» رسائل سورية مباشرة إلى أوروبا وأميركا وإسرائيل

لندن، بيروت - «الراي»

اعتبرت مصادر ديبلوماسية غربية في لندن التفجير الذي استهدف قوات اليونيفيل في جنوب لبنان امس وأدى إلى اصابة 8 جنود إيطاليين والاستعراض شبه العسكري الذي أقامه جيش المهدي في مدينة الصدر في بغداد اول من امس، وأحداث ذكرى النكبة على حدود الجولان ولبنان وداخل فلسطين «رسائل سورية مباشرة وبالواسطة الى من يهمه الامر بأن اهتزاز نظام دمشق سيؤدي الى فوضى كبيرة في المنطقة».

واضافت المصادر لـ «الراي» ان «استعراض جيش مقتدى الصدر تم لهدف واحد وهو افهام واشنطن ان مرحلة جديدة قد تبدأ تعلن خلالها حرب تحرير ضد الجنود الاميركيين ما يؤدي الى اعادة خلط الاوراق في العراق والمنطقة»، وان احداث النكبة «رسالة الى الاسرائيليين والعالم ان جبهة الجولان التي بقيت مغلقة لنحو 40 عاما ضمانة هدوئها ابقاء نظام الرئيس بشار الاسد قويا»، وان التعرض لليونيفيل «رسالة مزدوجة، الاولى هي الرد السريع على قرار اوروبا فرض عقوبات على الاسد شخصيا وتجميد بروتوكولات التعاون وملاحقة الاشخاص وتجميد الاموال، والثانية وضع القوات الدولية رهينة قوى الامر الواقع في جنوب لبنان التي استهدفت اليونيفيل بأسماء اخرى وهمية يمكن ان تكون القاعدة او الجهاد تماما كما كان يحصل مع الجهات الوهمية التي كانت تعلن مسؤوليتها عن الصواريخ اللقيطة التي تطلق بين الفينة والاخرى على اسرائيل».

ورأت المصادر ان الاسد «يلعب اليوم اوراقه بشكل مكشوف وبدعم مباشر من ايران، وهو مهد لهذه الاحداث عبر حلفائه الذين حذروا مرارا من ان اضعاف نظام دمشق سيوتر كل الجبهات من العراق الى غزة مرورا ببعض دول الخليج، وهو يريد مواكبة الضغوط الدولية المتزايدة، وبينها قرار مجلس الامن الذي سيصدر الاسبوع المقبل وفيه تأسيس لمرحلة جديدة من العقوبات والملاحقات، بتحريك كل الاوراق الاقليمية المتاحة في يديه وهي كثيرة جدا».

وتوقعت المصادر ان يتم التعامل دوليا مع اوراق الاسد الاقليمية بطريقة مختلفة وان كانت بطيئة «كون الملفات الاخرى في المنطقة تفرض نفسها اولويات على سياسات الدول الخارجية، لكن لعب النظام السوري اوراقه بشكل مكشوف قد لا يجدي كما كان يحصل في السابق بل قد يؤدي الى تضخيم ملف المحاسبة دوليا على المستويين السياسي والجنائي».

وفي بيروت، لم يكن ممكناً امس، قراءة استهداف آلية تابعة للوحدة الايطالية العاملة في قوة «اليونيفيل» عند مدخل صيدا الشمالي ـ نهر الاولي (جنوب لبنان) وجرح 8 من أفرادها اضافة الى مدنيين بعبوة ناسفة، الا على انه «رسالة بالبريد العاجل» الى المجتمع الدولي تتصل بتداعيات الأحداث في المنطقة ولا سيما سورية.

فـ «اليونيفيل» التي غالباً ما وصفها حلفاء لدمشق في لبنان بانها «رهينة» معلنين انها لن تكون بمنأى عن اي «استهداف» لسورية، كانت امس «هدفاً» لعبوة ناسفة انفجرت لدى مرور آلية تابعة للقوة الايطالية في قرب نهر الأولي عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا.

واذا كان هذا التفجير اعاد الى الأذهان استهداف الوحدة الاسبانية في 24 يونيو 2007 في منطقة سهل الخيام ما أدى في حينه الى مقتل ستة من أفرادها وجرح اثنيْن، كما الاستهداف المماثل للقوة التانزانية (بعد ثلاثة اسابيع) على الطريق الرئيسية التي تربط مدينتي صور وصيدا في منطقة القاسمية (لم تسفر عن إصابات)، واستهداف سيارة تابعة للوحدة الايرلندية في يناير 2008 على تخوم صيدا (اسفرت عن جريحين)، فان ما جرى امس عند المدخل الشمالي لصيدا حمل أبعاداً بالغة الخطورة ولا سيما انه طاول القوة الايطالية في وقت لم يجفّ حبر بيان قمة «مجموعة الثماني» وعلى وقع محاولات تأمين توافق على تمرير مشروع القرار ضد سورية في مجلس الامن الذي أعّدته اربع دول اوروبية.

وفي حين ربطت دوائر مراقبة بين هذه العملية وبين «الرسالة الاولى» التي كانت وُجهت من خلال خطف الاستونيين السبعة في منطقة زحلة قبل شهرين ونيّف، اعربت اوساط سياسية عن خشيتها من ان يكون لبنان بدأ ينزلق الى نفق التوتير الامني ويستعيد دوره كـ «صندوق بريد»... على «الحامي».

يذكر ان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، كان اعلن قبل نحو شهر أنه «يمكن للأزمة السورية أن يكون لها تأثير كبير على قرارات حزب الله وحماس»، لافتاً الى أن «الدور الذي لعبته وستلعبه سورية مع حزب الله، يُفقد مهمة اليونيفيل أحد أسباب وجودها المهمة»، وقال: «المفارقة هنا واضحة، فإذا شعر حزب الله بالضعف، نتيجة ضعف قوة التغطية والتسليح من سورية باعتبارها عرّابته، فمن الممكن أن يصبح أكثر عدوانية، وأن يخرج عن نطاق السيطرة، وإذا حدث ذلك، يجب تغيير طبيعة تكليف مهمة اليونيفيل»، موضحاً أن «اليونيفيل لعبت دوراً جيداً في تسوية الأزمة بعد عام ألفين وستة، ويمكنها أن تتحول إلى رادع ممتاز حتى في مواجهة أزمة جديدة في المنطقة، ولكن بالتأكيد ليس وفقاً لآلية القرار 1701». وشدد فراتيني على أنه «يجب أن يكون واضحاً، أنه حتى لو لم تؤثر الأزمة السورية على لبنان، فإن التزامنا بمهمة اليونيفيل، كما قررت الحكومة بالفعل، سينخفض في شكل كبير، بالتنسيق مع حلفائنا».

 

رعد: العالم صار ينظر الينا على اننا رقم صعب في المعادلة

وطنية - النبطية - 28/5/2011 رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، خلال رعايته المهرجان الرياضي الذي اقامه القسم الرياضي في منطقة الجنوب الثانية في حزب الله في الجنوب بمناسبة 25 ايار في المدينة الكشفية الشبابية في زوطر الشرقية- النبطية، أن العالم بات ينظر الينا بعد الانتصارات على اننا رقم صعب في معادلة لبنان والمنطقة، وارادتنا هي التي ايقظت مارد الارادات لدى شعوب امتنا العربية والاسلامية. فما شهدته منطقتنا من حراك شعبي وانتفاضات وثورات بدأت في تونس واستكملت انتصارها في مصر، كانت تعبيرا عن فعل المقاومة وخيارها وارادة المقاومين وخيارهم، ولئن يحاول الاستكبار العالمي والعدو الصهيوني الالتفاف على هذه الانتصارات التي تحققت ليعمل على ارباك الحراك الشعبي في ليبيا واليمن والبحرين ويدس انفه في بعض البلدان من اجل ان يحرض على الفتنة والتقسيم لتقويض الموقف الممانع في تلك البلدان والدول، فان هذا المخطط سيفشل لان اليقظة والوعي الشعبي والارادة المتعاظمة لدى ابناء امتنا ستكون كفيلة باجهاضه.

وقال: مهرجانكم الرياضي هو حلقة في سلسلة الانتصارات التي نسلك في مسارها عبر خط المقاومة والتزام نهجها، ففي 25 ايار انبلج فجر الكرامة والنصر ليس في لبنان فحسب بل في كل امتنا العربية والاسلامية، لقد عرف العدو حجمه وسقط زيف تفوقه واسطورته وبدا المقاومون رسل الانتصارات الى امتنا والمستضعفين والاحرار في كل العالم، لانهم قدموا النموذج الحي على امكانية ان نصنع من الضعف قوة وان ينتصر الدم على السيف، لقد كنا مستضعفين فاذا بايماننا ينقلنا من حالة الاستضعاف الى حالة الوراثة والتمكين في الارض، وها نحن ينظر الينا العالم على اننا رقم صعب في معادلة لبنان والمنطقة.

وختم رعد بالحديث عن قضية فلسطين، فقال: كفى تضييعا للوقت، فلسطين لن تتحرر الا بالمقاومة والدولة الفلسطينية المزعومة لن تحقق عزا طالما انها مسلوبة الارادة. هذه الدولة هي وهم، نحن نريد العزة والنصر وتقرير المصير للشعب الفلسطيني بيده وعبر ارادته وبدم ابنائه المجاهدين، بغير هذا الطريق لن تحقق عزة ولا عودة ولا انتصار، هذا الدرس الذي تعلمناه من انتصار ايار 2000 و2006، كرسنا هذا الخيار نهجا ومسارا لنثبت ان اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت وانها لم تعد تقوى على المواجهة وان لا مستقبل للعدوان ولا للاحتلال في منطقتنا وفي امتنا. لم يعد ينفع الخداع ولا زرع الاوهام بامكانية حل قضية فلسطين عبر التسوية والرهانات على الدبلوماسية، لقد ثبت بالتجربة والبرهان ان قيادات الاستكبار العالمي انما تستخدم الكيان الصهيوني رأس رمح لاجهال منطقتنا وشعوبنا ولاخضاع هذه المنطقة.

 

سورية واليونيفيل... وصناعة الخوف اللبناني

علي الامين

1200 قتيل وما يزيد سقطوا في سوريا خلال شهرين ونصف الشهر تقريبا، ولم يبادر النظام هناك إلى ما يظهر انه اقتنع اخيرا بأنه يستمر في السير بعكس التاريخ، لا خارجه فحسب. ولعل اشد ما يتعرض له النظام السوري ليس الاحتجاجات الداخلية او الضغوط الخارجية، بل محاولة صناعة الخوف من سقوط 'النظام” ، وهي وسيلة باتت وحيدة يظنّ أصحابها انها كفيلة بلجم المعترضين وجذب الانصار اليهم.

هكذا انشغل بعض اللبنانيين ببث المخاوف فيما لو سقط النظام في سوريا، بفعل الاحتجاجات الداخلية. وراح العديد من القوى المسيحية يطرق ابواب السفارات الغربية محذرا اياها من ان تنجر دولها نحو اي عملية تودي بهذا النظام، لانها بذلك تكون قد ساهمت في القضاء على ما تبقى من مسيحيين في سوريا ولبنان، وربما الشرق كلّه.

وصناعة الخوف المسيحي هي الوجه الآخر من صناعة الخوف الشيعي، والعقل ذاته الذي نظّر له بعض المسيحيين والشيعة من ان حلف الاقليات، وبقبعة علوية، هو الكفيل بحماية الدور المسيحي والشيعي في لبنان والمنطقة. ويكفي لتأكيد ذلك النظر الى ادبيات التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله على هذا الصعيد، والتي كانت وسيلة في تبرير تجاوز دور الدولة كحام وراع لمواطنيها الى دولة الراعية او الوصاية التي نفذت من بوابة حلف الاقليات.

منذ حرب العام 2006 ترسخت هذه الفكرة، بعدما نجحت المقاومة بجهود قيادتها واعدائها، لتتحول من مقاومة للاحتلال الاسرائيلي في الوعي العام، الى قوة شيعية في اللاوعي الشيعي والوطني والقومي. وجاء موقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الداعم للنظام السوري والمستهين بحركة الاحتجاجات ضده في ذكرى التحرير، ليرسخ هذه الحقيقة.

ففي زمن الثورات العربية التي نعيشها اليوم، يصبح من غير المفهوم، ومن غير الجائز ايضا، ان تقف المقاومة، باعتبارها حركة تحرر وحرية، الى جانب نظام تصفه بالممانع، وهي تدرك انه لم يوجّه طلقة واحدة الى الاحتلال الاسرائيلي في الجولان منذ نحو اربعين عاما، فيما يسهل عليه حصد المئات وربما الالاف من ابناء شعبه. موقف نصرالله مناقض تماما لفكرة المقاومة لأنه يساهم في إضعاف مقاومته على صعيد المواطنين في العالم العربي كلّه، أولئك الذين يتضامنون مع الشعب السوري بما لا يقاس إلى التضامن مع النظام السوري.

يفترض في مشروع المقاومة ان يكون لديه استقلالية، لا ان يتبرع ليظهر العلاقة العضوية والتبعية للنظام السوري او سواه، ففي حين يكرر السيد نصرالله ان مشروع اسرائيل ووجودها قائم على عناصر زائلة وواهية، لماذا إذا يؤسس مشروعه في هذا السياق على قواعد واهية؟ ولماذا يصبح بقاء المقاومة ووجودها رهن بقاء نظام او سقوطه؟ على ما تروج ماكينات التعبئة الحزبية والشيعية، وعلى ما تبثّ هذا الخوف في مناسبات السبت والاحد، حين ينتشر المبلّغون الدينيون والسياسيون في مناسبات الموت. وأيّ مقاومة تلك التي بات جمهورها يخاف من ارادة الشعوب وخياراتها؟ انه الخوف وفقط، وهو جزء من بروباغندا تؤكد ان القوى الشيعية هي من وضع رهاناته كلّها في سلة النظام السوري. لذلك هي ازمة هذه القوى وليست ازمة طائفة كما هو حال بعض القوى المسيحية التي رهنت وجودها وسلوكها بهذا النظام. وتغيير النظام السوري ديمقراطيا كفيل باخراج الشيعة من القبضة السورية، وحينها ستبدأ الاسئلة حول هذه الخيارات، وستفتح المجال امام افق جديد لتضامن لبناني.

التاريخ يؤكد ان لا خيار في سورية سوى ذلك الديمقراطي مهما طالت المدة، والثورات العربية تؤكد ان هناك عقلا عربيا جديدا غير مسبوق في نزوعه نحو الحرية والديمقراطية، في ظل انظمة ضد التاريخ وفشلت في أن تحقق ما وعدت به شعوبها. شعوب باتت تدرك ان هذا اوان ومنفذ دخولها في العصر الجديد. فيما الخوف ليس سوى صناعة بعض اللبنانيين لتبرير الاستبداد والوصاية ووجودهم، ولتمديد الفوضى ونظامها القاتل. أمس فجّر مجهولون موكبا للقوة الإيطالية العاملة في إطار قوات اليونيفيل جنوب لبنان، فورا بعد ساعات من الرسالة الأورو – أميركية التي أرسلتها مجموعة الثمانية في أكثر من اتجاه. كانت تلك إشارة أخرى، بعد واحدة سبقتها على أكثر من حدود، بأنّ اللعب في العمل ممنوع، وأنّ الأوراق كثيرة، لم تلعب أيّ منها حتى الآن، وأنّ الورقة اللبنانية بيت بمنازل كثيرة، وغرفة بشبابيك لا تحصى...  المصدر : صدى البلد

 

 بلطجة 

هيثم الطبش

ما حصل بالامس في مبنى الاتصالات في العدلية على يد الوزير المستقيل شربل نحاس؟ من كان لديه شك في أن "التيار العوني" أصبح يعمل عند "حزب الله" فإن ما جرى يقطع الشك باليقين، وجملة استنتاجات يستوجب التوقف عندها:

أولاً، في الشكل: "الغارة" التي نفذها نحاس ومن معه على المبنى، تذكرنا كثيرا بمشهد استعراض القوة الذي نفذه "حزب الله" في المطار عند استقبال جميل السيد.

ثانياً، في المضمون: نصّب شربل نحاس نفسه مجلس وزراء كاملا وسمح لنفسه باتخاذ قرار بتفكيك أجهزة كانت الحكومة سمحت بتركيبها من ضمن اتفاقية هبة مع الحكومة الصينية، ولو قيّد لهذه المحاولة النجاح لكان نحّاس ارسى سابقة تتيح ضرب الدستور بكل مفاعيله، ومهّد بذلك الطريق لعدد كبير من الوزراء ليمارسوا الحكم نيابة عن مؤسسة مجلس الوزراء، وهذا ما لا يمانعه "حزب الله" ايضا من باب تعميم الفوضى على كل مفاصل البلاد.

ثالثاً، في الاهداف: محاولة دق الاسفين بين الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي التي حاول نحاس إنفاذها لا تخرج عن رغبة قديمة لـ"حزب الله" في زج الجيش في مواجهة مع قوى الامن وتحديدا اللواء أشرف ريفي وفرع المعلومات، بوصفهما رقمين أمنيين صعبين سعى الحزب ولا يزال لازاحتمها.

رابعاً، في الممارسة: بكل صلافة واستعلاء يسمح شربل نحاس لنفسه بمنع وصول معلومات الاتصالات الى قوى الامن خلال متابعتها للتحقيقات في الجرائم، مساهما بذلك في إفشال جهودها وإظهارها بمظهر المقصّر ليتسنى لزعيمه ميشال عون ان ينقض عليها من منبره في الرابية ويتهمها بالاخفاق في اداء مهماتها. وهذا ما يخدم "حزب الله" في العمق ويستر عيوبه وربما ضلوعه في مخالفات أمنية. وربما يدور في بال الكثير من اللبنانيين سؤال عما إذا كان نحاس يجرؤ على رفض طلب من طبيعة أمنية لـ"حزب الله" أو إذا كان يجرؤ على إخفاء معلومات عن الحزب؟

في السياسة، ما جرى في مبنى الاتصالات في العدلية كان له هدفان:

الاول: توجيه رسالة شديدة اللهجة الى رئيس الجمهورية مفادها بان قوى الامن باتت أكبر من وزارة الداخلية، وبالتالي فإن التيار العوني سيعاود المطالبة بها، لأن الاتيان بوزير يغطي اللواء أشرف ريفي وفرع المعلومات لن يكون مقبولا، ولن يكون مستغربا ان يسمع اللبنانيون هذه المطالبة في الايام المقبلة.

الثاني: "حزب الله" ومباشرة بعد خطاب أمينه العام عمد الى افتعال حدث، عبر نحّاس، ليبعد العين فترة وجيزة عن موضوع تأليف الحكومة، سيما انه تعهد بألا يمارس ضغوطا على حلفائه للتشكيل، وبالتالي فواقعة الاتصالات ستمنح ميشال عون حجة قوية لاعادة خلاط الاوراق في الملف الحكومي

 

متفجرة اليونيفيل: لبنان صندوق بريد من جديد، مروان حمادة "لموقعنا": خطة المحاصرين في ديكتاتورياتهم المتهاوية دفع لبنان الى إنفجار داخلي!  

علي الحسيني

مرة جديدة "اليونيفيل" في دائرة استهداف تفجيري جراء عبوة طالت قافلة لوجستية إيطالية تابعة لقوات اليونيفل العاملة في لبنان، والتي أدت إلى جرح ستة جنود أحدهم في حالة خطرة جداً بالإضافة إلى جرح مدنيين إثنين.

ما حدث بالأمس أعاد اللبنانيين بالذاكرة إلى زمن التفجيرات المتنقلة داخل البلد الواحد، والتي أودت بحياة نصف الذين سقطوا في زمن الحرب، أما اليوم ونحن نعيش في زمن من المفترض أنه زمن السلم، تبقى هناك أسئلة مشروعة عن المستفيد من هذا التفجير؟ ولصالح من؟ وهل له علاقة بما يجري من احداث في المنطقة العربية؟.

لا نتائج فورية عن خلفيات الانفجار ودوافعه والاسباب الكامنة وراءه، لكن وقوعه على تماس محلي عربي ضاغط قد يقود أو لا يقود الى طرف خيط أشد سواداً من الليالي الحالكة التي يعيشها اللبنانيون في ظل غياب حكومة تقيهم شر التفجيرات ومفجريها. وفي قراءة موجزة لما حدث امس، يبدو أن هناك محاولة تهدف إلى زج لبنان في أتون الصراعات الحاصلة على الساحة الإقليمية، ولإدخاله في فوضى أقوى وأوسع من تلك التي تجري على أرض الغير، وفي هذا الصدد قال النائب مروان حمادة في حديث لموقع 14" آذار: " أن التفجير الذي تعرضت له القافلة الإيطالية يوم أمس يأتي في سياق إستهداف لبنان ومؤسساته وسلامة اراضيه وعلاقاته الدولية"، وأن هذ الفعل سوف يؤدي الى مزيد من الشراسة التي بدأت منذ الانقلاب الذي اطاح بحكومة الوحدة الوطنية". مشيراً إلى أنه يخشى ان تكون خطة المحاصرين في ديكتاتورياتهم المتهاوية دفع لبنان الى انفجار داخلي".

وأضاف حمادة، " لا يجب الفصل بين هذا الحادث وبين التهديدات التي وجهت تارة الى اوروبا، وطوراً الى الأمم المتحدة التي شملت عملياً وميدانياً خطف الاستونيين السبعة"، مبدياً خشيته من العودة الى مسلسل الرهائن المشهور الذي عشناه طوال الثمانينيات بإيعاز وادارة اطراف خارجية".

وفي كل الحالات رأى حمادة، ان "حادث التفجير هذا هو جزء من عملية تفجير مبرمجة هدفها العودة الى استعمال الساحة اللبنانية للمقايضة على حساب امن وسلامة اللبنانيين وعلاقاتهم العربية والدولية". ولفت حمادة إلى أنه "لا يستطيع ان يفصل حادثة وزارة الاتصالات التي حصلت اول من أمس عن خطة التوتير هذه"، وبالتالي كأننا نعيش اليوم استكمال الانقلاب على المؤسسات الذي جرى في ايار 2008 بحيث تضع قوى الثامن من آذار يدها على شبكات الدولة واجهزتها، فيما تسرح وتمرح الشبكات غير الشرعية التي انشئت في السنوات الاخيرة تحت عنوان حماية السلاح". ونبّه حمادة من أن "الإنفجار الذي حصل ليس حصيلة الفراغ الحكومي الحاصل، مؤكداً أن "الفراغ الحكومي هو جزء من المخطط الذي رأينا فيه ومنذ اللحظة الاولى استهدافاً للشرعية بكل مكوناتها وصولا الى رئاسة الجمهورية وعبوراً للحكومة وسطواً على المجلس النيابي".

أما في حال تم إتهام الاصوليين بهذ العمل التخريبي علق حمادة بالقول: " لقد اصبح الاصوليون حجة سهلة لتحويل الانظار باتجاههم بينما هناك اصوليون اخرون يقومون بإستهداف الدولة اللبنانية بكل مفاصلها ومؤسساتها". من جهة أخرى أشار حمادة إلى انه "عندما يخفي وزير ما معلومات عن القوى الامنية في البحث عن اصوليين مشكوك في ضلوعهم بعملية اختطاف الاستونيين استطيع ان اتساءل واسأل: كيف تسكت هذه القوى والمسؤولين عنها عن تصرف هذا الوزير"؟ موضحاً أن الذي يتهم قوى الأمن الداخلي بأنها ميليشيا هو شخصٌ يدق منذ ثلاثين عاماً اسس الدولة اللبنانية ويعمل على تفكيكها من اجل السطو على الرئاسة والسلطة ".

وشدد حمادة على أننا "سوف نستمر كقوى 14 آذار مع كل الحريصين على الجمهورية اللبنانية في دفاعنا عن الدولة، علماً ان المعركة شرسة"، مضيفاً "ولكن بدأنا في سوريا، وعلى الصعيد العربي والدولي نحن في لبنان بدأنا نرى بداية النور في نهاية النفق". وختم حمادة حديثه، "لن نسقط في فخ الفتنة الداخلية ولن ندع احداً يدفع بلبنان وبشعبه الى اتون جولة جديدة ساخنة من الصراع الاقليمي ندفع ثمنه عن كل الباقين". وفي سياق متصل بعملية التفجير، أشار مصدر في اليونيفل في حديث لموقعنا، إلى ان " ما تناقلته بعض الوسائل الإعلامية عن مقتل احد الجنود التابعين لليونيفل غير صحيح على الإطلاق"، لافتاً إلى أن حالة أحد الجنود أصبحت مستقرة نوعاً ما بعد ان زال عنه الخطر".

وأضاف المصدر،" أن الجنود الذين تعرضوا للإنفجار كانوا موجدين ضمن قافلة لوجستية لقوات اليونيفل العاملة في لبنان"، مشدداً على أن هؤلاء الجنود هم قوات يونيفل وليسوا قوات إيطالية، وبالتالي نحن لا نميز بين الجنود طالما أنهم يرتدون القبعات الزرق". ورأى المصدر أنه " من المبكر تحديد من هي الجهة المسؤولة عن الحادث"، مؤكداً أن اليونيفل ستبقي تركيزها على عملها وستكمل عملياتها بالتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني والسلطات اللبنانية". موقع 14 آذار

 

 ملعون هو صانع السلام: لماذا ايطاليا؟ لماذا فراتيني؟ وهل هذه أولى وجبات الدعم؟  

 طارق نجم

كلما نزلت النوائب بقوات الأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) لا يخطر بالي سوى كتاب "ملعون هو صانع السلام" والذي تناول فيه كاتبه سيرة فيليب حبيب المبعوث الأميركي للشرق الأوسط الذي ذاق الأمرين على يد ارييل شارون وغيره في محاولته الدؤوبة في سبيل القيام بما رآه من عمل صالح في عزّ حصار بيروت 1982. كما عانى ذلك السامري لرفع الحصار على عاصمة لبنان ولخروج الفلسطينين من بيروت، ولتثبيت عشرات عمليات وقف اطلاق النار التي لم يكن يدوم بعضها لساعات. اليونيفيل المعززة قبل أن يضع أي من جنودها قدمه على التراب اللبناني، تحولت إلى مرمى للسهام وكانت حالها أشبه بحالة فيليب حبيب. ومن خلال مقربين من حزب الله، صنفت القوات الايطالية بجنودها الألفين باعتبارها هدفاً أولياً لحزب الله (إلى جانب الإسبان والفرنسيين بطبيعة الحال) في حال قيام أي محاولة من قبل هذه القوات للمساس "بقدسية السلاح".

من ناقل القول أن العبوة التي استهدفت ايطاليي اليونيفيل كانت رسالة، وهذا بديهي لا يحتاج الى شرح واستفاضة في الحديث عنه ولكن يبقى المصدر هو الأهم. فعملية الربط واضحة ما بين العبوات المزروعة على جوانب الطرق (والتي اشتهر بها حزب بعينه ونقل خبراته في هذا المجال لمن دربهم في غزة والعراق وأفغانستان) وبين مواقف وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني تجاه الساحتين السورية واللبنانية، والتي اخذت بغالبيتها الدعوة العلنية لفرض عقوبات ضد سورية، بالإضافة الى توجيه ما يمكن وصفه بالإنذار لحزب الله في لبنان إذا ما قرر التصرف بعدوانية. وقد صدم كل من النظام السوري وحزب الله من مواقف ايطاليا التي كانت لفترة ليست بالبعيدة من المقربين لهما.

فعلى الصعيد السوري وضمن الضغوط الدولية على نظام دمشق بهدف وقف عمليات القمع، كانت المواقف الإيطالية الأكثر وضوحاً وصرامة ولم تكن تستعمل اسلوب المواربة الدبلوماسية في وقت تزعم رأس الهرم الدبلوماسي أي فرانكو فراتيني الثلاثي الأميركي- الفرنسي-الإيطالي، وتبرع ليكون الناطق باسمهم فيما خص الوضع السوري، وأعلن في 28 نيسان أن اتفاقاً قد ابرم بين الثلاثة لفرض عقوبات سريعة بحق شخصيات سورية مؤكداً في الوقت عينه "عدم التوقف أمام إمكانية أن يكون هؤلاء المسؤولين هم أخ أو ابن عم أو شقيق (الرئيس السوري بشار) الأسد نفسه" وفي مقابلة مع صحيفة الـ "فوليو". حيث أضاف في هذه المقابلة "لا للكيل بمكيالين مقارنة بالأزمة الليبية" وهذا بحدّ ذاته كان اشارة إلى أنّ التعاطي مع الرئيس السوري بشار الأسد قد يتخذ شكلاً أقرب للتعاطي مع معمر القذافي.

وعندما لم يكن بمقدور فراتيني التصريح كان يطلب من الناطق باسم وزارة الخارجية أنّ يكون السباق لتظهير على سبيل المثال موقف الاتحاد الأوروبي لجهة "توسيع قائمة الأفراد الخاضعين للعقوبات لتتضمن حظر السفر وفرض حظر على مبيعات الأسلحة وتجميد الأصول". وربما يأتي أكثر تصريحات فراتيني وضوحاً في 11 أيار هو حين اعتبر "أنّ الوقت بدأ ينفذ أمام الرئيس السوري بشار الأسد". ويرى بعض المحللين أن الرئيس الأسد قد أصيب بالصدمة حينما اتخذ الإيطاليون مثل هذا الموقف خصوصاً أنّ فراتيني نفسه كان في 13 شباط 2011 في دمشق يحاول العمل على حلحلة مسار السلام العالق بين سوريا واسرائيل. كما أن ايطاليا تعتبر شريكاً ممتازاً على الصعيد الإقتصادي لسوريا حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2007 الى 1.5 مليار يورو.

كلام فراتيني لم يقتصر على الداخل السوري، بل وصل الى ما يصنف لدى البعض "بقدسية سلاح المقاومة" حيث ذكر أنَّ "الدور الذي لعبته وستلعبه سوريا مع حزب الله، يفقد مهمة اليونيفيل أحد أسباب وجودها الهامة. وإذا ما شعر "حزب الله" بالضعف، نتيجة ضعف قوة التغطية والتسليح من سورية باعتبارها عرّابته، فمن الممكن أن يصبح أكثر عدوانية، ويخرج عن نطاق السيطرة، وإذا حدث ذلك فيجب تغيير طبيعة تكليف مهمة اليونيفيل التي يمكنها أن تتحول إلى رادع ممتاز حتى في مواجهة أزمة جديدة في المنطقة، ولكن بالتأكيد ليس وفقاً لآلية القرار 1701".

فراتيني هز العصا في وجه حزب الله بخصوص أي من الحماقات التي يدرسها ويخطط لها منذ زمن وينتظر التوقيت المناسب لتنفيذها. وقد استلم الحزب هذه الرسالة بجدية بالغة وفهم مضمونها وأبعادها. فالحزب لم يعتد من قبل من الإيطاليين مثلا هذه المواقف المتشددة، بل ما كانت تسمعه قيادة حارة حريك في العادة هي تصريحات ماسيمو داليما "الناعمة" والتي اثارت مواقف اطراف في ايطاليا نفسها، حينما أعلن الوزير الأسبق بأنّ حزب الله وحماس قد قامتا بعمليات عنف، ولكن يجب أن يتم دعم وتشجيع دورهما السياسي...ولا أرى فيهما منظمتين ارهابيتين شبيهتين بالقاعدة". نعم لقد قطع فراتيني الخطوط الحمراء المرسومة من قبل حزب الله لقوات اليونيفيل ومجرد التهديد بتغيير مهمة قوات الأمم المتحدة في حال تغير الوضع اللبناني، ليس مستساغاً طرحه لا من قريب ولا من بعيد في دوائر الحزب.

فهكذا تصريحات جريئة لن تمرّ بسهولة ولن "تبلع" دون التوقف عندها والردّ عليها خصوصاً أنه في الأيام الماضية ارتفعت أصوات المزايدين عالياً، للوقوف في وجه أي عقوبات تفرض على سوريا ودعم نظام الممانعة والتصدي والصمود بشتى الطرق...نأمل أن لا يكون تفجير قوافل اليونيفيل الوجبة الأولى على لائحة الدعم!

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

الى حين عودة الداخلية الى الواجهة....هل يلعب نحاس دور سوبرمان ويتقاعد عون؟؟ 

باتريسيا متى

لقد حضر اليوم الذي يمثّل فيه ويترجم أحدهم المثل الشائع "ضربني وبكى... سبقني واشتكى" تمثيلا واقعيا حقيقيا...

انه بكل تأكيد أحد مؤسسي فريق التعطيل والمندرجين تحت لواء "التغيير والاصلاح" الذي لم ينفذ منه شيئا سوى الجزء الأول...انما نحو الأسوأ... فزعزع الأمن وحجب معلومات أساسية عن فرع مولج حماية الوطن تختص بجريمة خطف كبيرة أدخلت لبنان متاهات المجتمع الدولي...

انه وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال شربل نحاس الذي لطالما حاول جاهدا انجاح صفقات خاصة على حساب لبنان وميزانيته... لينتفع وشركاته الخاصة...

فأول من أمس، لم يقبل الوزير البرتقالي التوجه الى مبنى اوجيرو الكائن في منطقة العدلية الا ويرافقه حشد اعلامي برتقالي متمثل بقناة الـ"otv" لاختراع مسرحية جديدة أبطالها هو وفرع المعلومات بادارة اللواء أشرف ريفي وأحداثها شائعات منع الوزير من الدخول الى المبنى على يد مدنيين مسلحين( والكلام دائما منسوب لوسائل اعلام الانقلاب)...

والحقيقة بحسب المعلومات التي سبق لموقعنا ان حصل عليها حول هذا الموضوع هي ان مرسال الوزير نحاس الذي بعث لتفكيك شبكة اتصالات ثالثة ليست الا ضمن خطة كبيرة، اذا نجحت قد تدرّ "شلالات من الدولارات" لمصلحة الياس الهاشم وقريبه معالي الوزير.

علوش: المسؤولية على من "فلّت" نحاس على الساحة السياسية... وتقاعد عون المبكر هو الحلّ

علق عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش على "همروجة" وزارة الاتصالات معتبرا "أن مدير عام وزراة الاتصالات يقوم بواجبه بناءاً على قرارات مجلس الوزراء والحماية التي يحاول الوزير نحاس فرضها في غياب السلطة التنفيذية ناجمة عن تصرف خارج اطار المجلس في محاولة منه للتفريط بالقرار في غياب السلطة الحقيقية وتحويل الحدث الى أمر واقع".

علوش الذي لفت الى "أن هذا التصرف يدخل في سياق ما اعتاد عليه نحاس في محاولة السيطرة والتسلط على كل المؤسسات عبر المنطق الميليشوي"، شددّ "على خطورة النقص في المعلومات لدى الأجهزة الأمنية خاصة في المواضيع الحساسة والأساسية كقضية خطف الآستونيين السبعة التي هي مشكلة عابرة للحدود ومع المجتمع الدولي ويجب حلها بأسرع وقت لتصحيح علاقات لبنان الدولية والا فالوضع الأمني الى تفاقم مستمر ولبنان سيكون تحت المجهر".

من جهة أخرى، رأى علوش "أن كل قوى 8 آذار تحاول تغطية فشلها في انتاج حكومة من خلال اثارة المشاكل والمسرحيات في أماكن أخرى للتعمية عن المبدأ الأساسي المتمثل بعدم أهلية هذا الطرف لقيادة البلاد", متهماً "كل هذا الفريق ومن ضمنهم نحاس بمحاولة الهاء المواطنين عن السبب الأساسي لغياب الدولة".

هذا وأكد علوش على "أن القضاء هو الجهة الأكثر صلاحيّة للبتّ بهذا الخلاف القائم منوهاً بالقرار الذي اتّخذه فخامة رئيس الجمهورية في هذا السياق، الا أن المؤكد أنه لا يحق للوزير التصرف خارج اطار تصريف الأعمال وقرارات مجلس الوزراء".

علوش الذي حمل مسؤولية هذا الخلاف بشكل أساسي الى "من "فلّت" نحاس على الساحة السياسية أي الى العماد عون", ناصحاً الأخير باللجوء الى التقاعد المبكر عن السياسة "لأن حظوظه وآماله في الوصول الى القصر الرئاسي باتت مهدومة مع تصريحاته الحاقدة والبعيدة عن منطق الحس الوطني والعيش المشترك"، كما اعتبر "أن اعتكاف الوزير بارود عن الداخلية لا مغزى ولا معنى له في الوقت الحالي لأنه كان أجدر به الادلاء برأيه والوقوف مع قرارات مجلس الوزراء".

وعن أجواء منطقة طرابلس، مسقط رأس مدير قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، قال علوش: "لم تشهد منطقة طرابلس تظاهرات مؤيدة للّواء ريفي بقدر ما كانت مظاهر من التأييد المعتادة له على اعتبار أن له الكثير من المؤيدين والمحبين في المدينة", مشيرا الى "الجو المتشنج الذي وضع عون البلد فيه من خلال تصريحاته المسيئة للعيش المشترك والعلاقات الوطنية", ومشدداً على "أن دعم اللواء ريفي يجب أن يأتي من المؤسسات القانونية والدستورية وعلى كل الموظفين مهما علت رتبهم الالتزام بالقرارات المتعلقة بالشرعية الدستورية ومن ضمنهم اللواء ريفي ليكون بمنأى عن المسائلة".

ماروني: هل يلعب نحاس دور سوبرمان؟؟

أما عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" ايلي ماروني فاستغرب من جهته اقدام الوزير نحاس على مثل هذا التصرف الهمجي و"هو يعلم منذ سنوات أن فرع المعلومات متواجد في هذا المبنى لأغراض أمنية بحت" معتبراً "أنه كان من الضروري معالجة الموضوع مع الرؤساء والوزراء بعيدا عن الضجة الاعلامية التي أراد أن يظهر من خلالها نحاس بمظهر" سوبرمان".

وتابع في السياق نفسه متمنياً على نحاس ومن معه "الحفاظ مهما حصل على الأجهزة الأمنية لأن قوة الوطن بصمودها وتقويتها بدل أن نتحول الى أسرى الميليشيات", ومبديا "الثقة الكاملة بالقضاء اللبناني الذي بادر فخامة رئيس الجمهورية في إتجاه احالة الاشكال اليه من منطلق الحرص على الوطن والضباط المتواجدين بقرار وليس من تلقاء ذاتهم".

ماروني الذي أبدى خشيته من "أن يكون الاشكال والهمروجة الاعلامية مفتعلة بغية اعادة البحث بوزارة الداخلية من جديد ليتمسك بها عون من جديد في مجالات المحاصصة، تمنى على الوزير بارود العودة عن قراره بالاعتكاف لممارسة مهامه خاصة وأننا نقاتل لتبقى وزارة الداخلية في أيد أمينة وبعهدة فخامة الرئيس وبالأخص مع الوزير بارود لأنه الوزير الشجاع والصديق الذي نطمئن الى الوزارة بين يديه".

وعن حجب الوزير نحاس الـ"DATA" عن فرع المعلومات في قضية خطف الآستونيين السبعة، قال ماروني: "التستر على جرائم خطيرة هو مشاركة في الجريمة ولا يحق لنحاس حجب المعلومات عن الأجهزة الأمنية الشرعية خصوصا في مسألة خطيرة كخطف الآستونيين السبعة التي أثرت على سمعة لبنان الدولية وأضرت بتوجه لبنان السياحي".

وختم ماروني متوجها الى الوزير نحاس ورئيسه العماد عون قائلا: "فليدركوا أننا بحاجة الى بناء الدولة اللبنانية التي تبنى بسحب السلاح وتسليمه الى الجيش اللبناني وليعودوا الى رشدهم ووعيهم الكامل وتقوية فرع المعلومات الممسك بملفات مصيرية لحماية لبنان واللبنانيين".

حبيب: ريفي بطل من أبطال لبنان ولا يمكن التعويل على عون وآرائه

وأخيرا وليس آخرا، أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" فريد حبيب على" ثقته واللبنانيين الكاملة باللواء ريفي ووطنيته وحرصه على الممتلكات العامة", معتبرا "أنها ليست المرة الأولى التي يحدث نحاس وفريقه مثل هذه الهمروجات في محاولة تعد واضحة على فرع المعلومات الذي يقوم بعمل جبار في كشف القضايا الاجرامية".

حبيب الذي وصف ريفي ببطل من أبطال لبنان في مواجهة الارهاب"، اعتبر "أنه لا يمكن التعويل على رأي وتصريحات العماد عون الذي لا يملك سوى هاجسا واحدا هو الوصول الى موقع الرئاسة الأولى ويقوم بالمستحيل لبلوغ القصر ويبدي جهوزية تامة لهذا الموضوع حتى لو اضطر للخضوع الى حزب الله وتنفيذ الأوامر".

وختم مطالبا التيار ووزرائه "بكف اليد عن فخامة رئيس الجمهورية وعن مهاجمته لأنه حامي الدستور وقد بات معيبا مهاجمة ابن الطائفة ورأس الهرم اللبناني في مثل هذه الظروف", داعيا الوزير بارود "الى عدم التسرع في الاعتكاف لأننا بلد التسويات ولا يمكن بلوغ أي حل الا بالتحاور الذي هو الحل النهائي لكل الخلافات".

الذي يمكن استنتاجه هو أن الوزير البرتقالي نجح في نشر حالة من الارباك في الدولة ومؤسساتها، وفي خلق تباين بين رئيسي الجمهورية والحكومة، الا أنه لم ولن ينجح بضرب فرع المعلومات الذي كان وسيبقى المؤتمن على قضايا مصيرية في لبنان قد تودي بلبنان الى التألق والأمان أو قد توصلنا الى الهلاك... وذلك بحسب مزاج الجنرال "وفرقته الموسيقية".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

مقدماً برهانا على تجاوز نحّاس الدستور والقوانين... الخير لموقع 14 آذار: بارود تسرّع في خطوة الاعتكاف والخوف من مسلسل تفريغ المؤسسات وارباك لقوى الأمن 

باتريسيا متى

شدد عضو كتلة المستقبل النيابية كاظم الخير على "أن تصرفات وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال شربل نحاس في مبنى أوجيرو ليست بجديدة، الا أنه بات يتمادى في العمل الميليشياوي و انتهاك الدستور وتفريغ الدولة من المؤسسات، التصرفات التي تنعكس مصلحة شخصية وتجارية لنفسه وجماعته معتمدا أسلوب الكيديات في تخريب الدولة".

الخير وفي حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني, اعتبر "أن اشكال وزارة الاتصالات ممكن أن يكون مقدمة لمشاكل أمنية توصل البلد الى ما لا تحمد عقباه خاصة وأن لبنان يمر في أصعب وأدق مرحلة في ظل الفراغ الحكومي والشلل الكامل"، مشيراً الى "أن أكثر ما في الأمر خطورة هو عدم استيعاب وتحسس حلفاء التيار خطورة الأحداث بل بالعكس فهم يشجعون ويدفعون هذ التيار لادخال البلد في المجهول". وحذر الخير في السياق نفسه من "أن يكون هذا الحدث خطوة أولى في مسلسل العمل على تفريغ كل المؤسسات في المرحلة المقبلة وارباك قوى الأمن والجيش خاصة وأن نحاس حاول اقحام الجيش في معركة مع قوى الأمن الداخلي".

الى ذلك، رأى الخير "أن توقيت هذه التصرفات الميليشياوية مثير الشبهات في ظل الفراغ الحكومي المسيطر، ما يشعر الجميع بأنه موضوع مركب ومفبرك لشجب الأنظار عن فشل فريق الثامن من آذار في تشكيل حكومة وتحويلها الى مواقف أخرى", لافتاً الى "أننا تلقينا هبة من بنك عودة وفرنسا بنك بقيمة 300 ألف دولار وبموافقة من مجلس الوزراء ولم نستلم من المبلغ شيئا وما زلنا ننتظر حتى الساعة اجابة من الوزير نجاس عن مصير الأموال، ما يؤكد ويبرهن أن نحاس يتجاوز الدستور والقوانين الأمر الذي سيوصل البلد الى دمار شامل وسيطرة قوانين الغاب". وعن تنحي وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود، قال الخير: "الموضوع تخطى صمود الوزير بارود لأنه كان عليه الاقدام على التنحي منذ فترة عندما لم يتمكن من مواجهة الأمور والسيطرة على التعديات والتدخل في الوقت المناسب", معتبراً "اياها أمورا خطيرة على الشعب اللبناني وتؤثر على حياة المواطن، أما في هذه الأحداث فكان على بارود انطلاقا من احترامه المعهود للقوانين ونزاهته التي اعتدنا عليها دائما المساعدة في حماية المال العام وليس تفكيك الآلات وتحويلها الى شركة خاصة لما فيه استفادة شخصية لبعض الأفراد". الخير الذي رأى "أن الوزير بارود تسرع في اعلان اعتكافه، لفت الى أن الضغوط الكثيرة والتجاذبات التي يمر بها البلد قد أشعرته بضرورة التنحي نظرا للمسؤولية الضخمة الملقاة على عاتقه، مشددا على أن الخلاف ليس بين تيار المسقبل أو قوى الأمن الداخلي والتيار الوطني الحر بل الخلاف هو بين مشروع بناء الدولة وتدمير الدولة".

وأضاف: "هناك قرار رسمي بحماية الآلات الممنوحة من الصين في وقت نحاس يسعى لوضع اليد عليها، فليتفضل فريق الثامن من آذار وليشكل حكومة ويعيّن وزيرا جديدا يتخذ قرارا في مجلس الوزراء بنقل المعدات الى ادارة شربل نحاس وشركاته الخاصة".

وختم الخير حديثه معتبرا "أن خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لم يأت بجديد أبدا على الرغم من أن الشعب قد بنى آمالا كثيرة على أن يتمكن الفريق الذي أسقط الحكومة انقاذ البلد وتشكيل حكومة تبعد شبح الفتنة عن لبنان، الا أن الخطاب أتى في محاولة لتأجيل الأزمة وتأجيج التأزم" لافتا الى "أن الرهان الأميركي الاسرائيلي هو على الفراغ الحكومي والشلل الذي سببه هذا الفريق". موقع 14 آذار

 

نداء من شخصيات إلى مسيحيي لبنان والعالم العربي

النهار

أطلق نحو مئة شخصية مسيحية "نداء إلى مسيحيي لبنان والعالم العربي" يدعونهم فيه إلى تجديد الدور الذي لعبوه منذ القرن التاسع عشر في النهضة العربية، وإلى المشاركة الفاعلة في ولادة عالم عربي جديد، قائم على العيش معاً والديموقراطية.

دعا الموقعون المسيحيين  إلى المساهمة في الإجابة عن السؤال الجوهري المطروح حاليا على العالم العربي: كيف نعيش معاً، متساوين في حقوقنا والواجبات، ومتنوّعين في انتماءاتنا الدينية والثقافية والعرقية، ومتضامنين في سعينا المشترك نحو مستقبل أفضل لجميعنا، مسيحيين ومسلمين؟ يعتزم الموقِّعون على النداء تنظيم اجتماع موسّع، والاتصال بـ:

foranewarabworld@gmail.com

ماذا في البيان:

يشهد العالم العربي في هذه الأيام انتفاضات ديموقراطية متسارعة تؤذن بدخول المنطقة حقبة جديدة من تاريخها. إن الأهمية الخاصة لهذا التغيير الجاري تنبع من ارتكازه الى قيمتي الحرية والعدالة، متجاوزاً الإطار الأيديولوجي، القومي أو الديني، الذي أطَّر حركات الشعوب في هذه المنطقة على مدى أكثر من قرن. هاتان القيمتان تقعان في أساس فكرة الكرامة الإنسانية التي تأبى تقسيم العالم، بنظرة مانَويّة، إلى معسكرين: خيرٍ وشرّ! وهي النظرةُ التي عليها  أقامت كلُّ الديكتاتوريات شرعيتها الأساسية (...).

بيد أن هذا التغيير الدراماتيكي، المشابهِ في أبعاده وتداعياته لما حدث في اوروبا غداةَ سقوط جدار برلين، لم يسلم من عنف إجرامي. إنه عنف الأنظمة الاستبدادية في مواجهة مطالب الشعوب المشروعة. وهو أيضاً وفي الوقت نفسه عنفُ القوى التي ما زالت تتشبَّث بمنظومات ايديولوجية متداعية، تحاول جاهدةً وقف عجلة التاريخ.

نعتقد أن عملية التحوّل الديموقراطي الجارية على قدم وساق في منطقتنا العربية تشكل خبراً سعيداً للبنان. فقد ظل وطننا، على مدى أكثر من نصف قرن، موضوعاً لمحاولات حثيثة رمت، بدعوى تعريب نظامه وعقيدته الوطنية، إلى جعله شبيهاً بالأنظمة المحيطة. أما اليوم، فها هي المنطقةُ العربية  تنحاز بوعي إلى معنى لبنان، بما يحمل هذا المعنى من قيم الحرية والديموقراطية والتعددية والانفتاح على العالم.

انطلاقاً من هذه النظرة إلى التغيير الجاري، نعتقد أن المسيحيين اللبنانيين مدعوّون إلى إعادة الوصل مع دورهم التاريخي التنويري في المنطقة العربية، وإلى مساهمة فعّالة في الاجابة عن السؤال الجوهري المطروح اليوم على العالم العربي: كيف نعيش معاً، متساوين في حقوقنا والواجبات، متنوعين في انتماءاتنا الدينية والثقافية والعرقية، ومتضامنين في سعينا نحو مستقبل أفضل لجميعنا، مسيحيين ومسلمين؟

لماذا يستطيع المسيحيون اللبنانيون تقديم مساهمة أصيلة وفعّالة في هذا المجال؟

بدايةً لأنهم لعبوا تاريخياً دوراً طليعياً في إرساء المداميك الأساسية لمفهوم العيش المشترك، وذلك بمشاركتهم النشطة، منذ القرن التاسع عشر، في النهضة العربية الحديثة، وفي تعريف العروبة بوصفها رابطةً ثقافية متينة بين أبناء المنطقة. وفي هذا الاتجاه رفضوا عام 1920 فكرة "الوطن القومي المسيحي"، مطالبين بقيام "لبنان الكبير" الذي يضم إلى الجبل ذي الأغلبية المسيحية مناطق ذات أكثريات إسلامية. وأخيراً رفضوا عام 1943 بقاءَ الانتداب وناضلوا من اجل الاستقلال الناجز.

ثم إنهم، وبعد الانقسام الأهلي الذي أحدثته حرب 1975-1990، كانوا في طليعة المبادرين إلى ترميم العيش المشترك الاسلامي – المسيحي في لبنان. وذلك من خلال جهد استثنائي، في إطار سينودس الأساقفة (1995)، لمغادرة "ثقافة الحرب" وإعادة الاعتبار الى معنى لبنان ورسالته. وفي هذا الاتجاه أيضاً عملوا بتوجيهٍ من الإرشاد الرسولي (1997)، على مراجعة ذاتية من أجل "تنقية الذاكرة"، قبل أن ينخرطوا مع نداء المطارنة الموارنة (2000) في معركة تحرير لبنان من الوصاية، تلك المعركة التي أثمرت الاستقلال الثاني 2005.

أخيراً، فإن المسيحيين اللبنانيين جديرون بالمهمة المدعوّين اليها، لأنهم رفضوا على الدوام النظر إلى أنفسهم كأقليَّةً منشغلة بهمّ الحفاظ على الوجود.. ولو بصورةٍ مُتخفيّة. لقد اهتموا بـ"الحضور"، ونظروا إلى أنفسهم كجماعةً فاعلة متفاعلة، "مدعوَّة – كما أشار الإرشاد الرسولي – إلى التعاون مع الجماعات الأخرى لبناء مستقبل العيش معاً والشراكة الكاملة". ولا ننسى أن كنائس الشرق، في توجيهاتها ومقرراتها، قد استبعدت دائماً تلك النظرة الأقلوية إلى الذات، مؤكِّدةً أن "المسيحيين في الشرق يشكلون جزءاً عضوياً من الهوية الثقافية للمسلمين، مثلما يشكل هؤلاء جزءاً عضوياً من الهوية الثقافية للمسيحيين"، وأنهم جميعاً، مسلمين ومسيحيين، "مسؤولون بعضهم عن بعض أمام الله وأمام التاريخ".

نعتقد أن المهمة الأساسية لمسيحيّي لبنان والعالم العربي هي اليوم في العمل على إعلاء شأن ثقافة السلام والعيش معاً، بمواجهة ثقافة العنف والإقصاء التي ما زالت تُلقي بثقلها على إنسان هذه المنطقة من العالم.

وثقافةُ "العيش معاً" إنما تتجسّد في "دولة العيش معاً". وهذه الدولة ينبغي أن تكون دولة مدنية، تقوم على التمييز الواضح، إلى حدّ الفصل بين الدين والدولة. فهي لا تمنح حقوقاً إلا للمواطنين، دونما تمييز، ولكنها في الوقت ذاته توفّر للطوائف الضمانات التي من حقها الحصول عليها، للاطمئنان الى وجودها الحرّ والخيارات المصيرية العامة.

وثقافةُ "العيش معاً" هذه ينبغي أن تجد ترجمتها في رؤية جديدة الى العروبة، هي "عروبةُ العيش معاً" المبرَّأةُ من أي محتوى أيديولوجي يرمي الى توظيفها في خدمة حزب أو دولة. إن لمثل هذه العروبة أصلاً تاريخياً معتبراً في تجربة الأندلس، حيث عاش المسلمون والمسيحيون واليهود معاً على مدى قرون في وئام إنساني وثقافي وديني عزَّ نظيره. هذه العروبة الحضارية هي التي ينبغي أن تنهض من جديد على انقاض "عروبة الثأر والضّغينة"، التي قادت العالم العربي، منذ قيام دولة اسرائيل، الى الانطواء على ذاته، كما أعاقت تطوره بصورة فادحة (...).

و"عروبة العيش معاً" ينبغي أن تجد ترجمتها في نظرة جديدة الى الشرق الاوسط، "شرق العيش معاً" على قاعدة مبادرة السلام العربية الداعية الى قيام دولة فلسطينية مستقلة، والتي يتطلّب نجاحُها تدخُّل المجتمع الدولي لإخراج الاسرائيليين من "السجن" الذي وضعتهم فيه تشنُّجاتُهم الدينية – العرقية، هذه التشنُّجات التي تنذر بتحوُّل اسرائيل الى دولة تيوقراطية.

وأخيراً، جديرٌ بـ"عروبة العيش معاً" أن تساهم في بلورة نظرة جديدة إلى "المتوسط" بعنوان "متوسط العيش معاً". فهذه البحيرة العظيمة التي كانت صلة وصل وتعارف وتبادل بين الشعوب والثقافات العريقة التي استوطنت شواطئها، وامتدت بعيداً إلى ما وراء تلك الشواطئ، هي اليوم "بحيرة الشقاقات"، تحفُّ بها نزاعات كبرى لا تكفُّ عن توليد شتّى أنواع التمييز الديني والعرقي والقومي الذي لم يعد أحدٌ في منأى من آثاره التدميرية.

الموقعون:

ابرهيم الجميل (استشاري)، ادمون ربّاط (استشاري)، اسعد بشاره (صحافي)، الياس ابو عاصي (استاذ جامعي)، الياس الحويك، الياس شلهوب (مدرس)، الياس عطالله (نائب سابق)، الياس مخيبر (محام)، اميل نجم (طبيب)، انطوان قربان (طبيب وأستاذ جامعي)، ايلي الحاج (صحافي)، ايلي كريللوس (محام)، أديب بصبوص، أديب فرحه (رجل اعمال - الولايات المتحدة)، أسما اندراوس، ألين كريم (اعلامية)، أيمن مهنا (استشاري)، بسام جرجس (أعمال حرة)، بشير نسيب الخوري (صحافي)، بلندا ابرهيم (صحافية)، بهجت رزق (باحث وكاتب – فرنسا)، بهجت سلامه (ناشط)، توم حرب (مهندس - الولايات المتحدة)، جاد غريب (مهندس)، جان بديع حرب (محام)، جبور الدويهي (كاتب واستاذ جامعي)، جهاد فرح (مهندس)، جهاد مرقده (خبير مالي)، جورج تابت (رجل اعمال – البرازيل)، جورج ملحم (استشاري)، جورج يونس (تاجر)، جوزف جعجع (مهندس)، جومانا نصر (اعلامية)، حاتم حاتم (رجل اعمال)، خالد الهاشم (مهندس)، خيرالله خيرالله (صحافي)، دانيال جرجس (صحافية)، دينا لطيف (ناشطة)، رفيق ضومط (محام)، روجيه صفير (طبيب)، رياض طوق (صحافي)، ريم خوري (صحافية)، ريمون معلوف (مهندس)، زياد الصائغ (باحث وكاتب)، زياد خليفة  (رجل اعمال)، زياد مخول (صحافي)، سابين بسترس، سارة عساف (ناشطة)، سامي نادر (اقتصادي)، سرار معلوف (استاذة جامعية)، سعد كيوان (صحافي)، سعيد معوض (رجل اعمال)، سليم مزنر (تاجر)، سمير عبد الملك (محام)، سمير فرنجيه (نائب سابق)، سيمون ج. كرم (محام)، شارل جبور (صحافي)، شربل ابو شرف (حقوقي)، شوقي داغر (محام)، شوقي عازوري (طبيب)، شوقي كرم، شيرين عبدالله (ناشطة)، صعود ابي شبل، طنوس معوض (ضابط متقاعد)، طوني حبيب (مهندس)، طوني درويش (ناشط)، عادل ساسين (ضابط متقاعد)، عبدالله قيصر الخوري (ادارة اعمال)، عبدلله حداد (مصرفي –فرنسا)، عبدالله زخيا (محام)، عزيز كرم (نقابي)، عماد موسى (صحافي)، غادة صاغية (صحافية)، غطاس خوري (نائب سابق)، فارس سعيد (نائب سابق)، فؤاد شوفاني (مدير مدرسة )، فؤاد فرح، فيليب سعيد (طبيب)، كارلوس أده (عميد الكتلة الوطنية)، كارول المر فرح (إدارية)، كريسولا فياض (استاذة ثانوية)، كريم إميل بيطار، كمال البطل (مهندس)، كمال اليازجي (استاذ جامعي)، كمال ريشا (صحافي)، كمال نخلة (باحث واعلامي)، ماري كريستين مجبر (مديرة مدرسة)، مرتين هوشر (إدارية)، مروان صقر (محام)، مهى معوض  (صيدلي)، ميشال ابو عبدالله (طبيب)، ميشال توما (صحافي)، ميشال حجي جورجيو (صحافي)، ميشال ليان (نقيب المحامين سابقاً)، ميشال مكتف (رجل أعمال)، ميشال يوسف الخوري (محام)، ميلا بخاش، نائلة دي فريج (اعلامية)، نبيل حكيّم (طبيب)، نبيل خراط (طبيب)، نتاليا دزياديك حبيب (رسامة)، نجيب زوين (ناشط)، ندى أبي عقل (صحافية)، نسيم الضاهر (كاتب وباحث)، نصر فرح  (رئيس مجلس بلدي)، هشام ابو ناصيف (باحث - الولايات المتحدة)، وجدي الهاشم (مهندس)، وسام فياض (طبيب)، وليد الهاشم (مهندس)، وليم ثورنتون (باحث)، يوسف معوّض (محام)، يوسف فضول (اقتصادي)، يوسف نهرا.

 

إما الدولة وإما الدويلات!

النهار/الياس الديري    

عنوان آخر من جملة العناوين الفاضحة التي تؤكّد وجود خطة مُحكمة، هدفها الرئيسي تفكيك المؤسسات وتعطيل الدور الدستوري، الذي يشكل ضابط الايقاع بالنسبة الى الصلاحيات والمسؤوليات وفق التسلسل القانوني. ومثَلٌ آخر على سقوط الدولة وتقدُّم مشاريع الدويلات. كأنما التأخير المتعمّد في تشكيل الحكومة يخفي قراراً "كبيراً" بنسف الأسس، والصيغة، والدستور، والميثاق، وحتى النظام الديموقراطي البرلماني... التوافقي. ما حصل داخل وزارة الاتصالات يفضح الواقع المأسوي والمهين للبنان، بكل ما يرمز اليه، وبكل ما تمثله الدولة "المحيَّدة" والمجمَّدة منذ فترة طويلة. والحادث الذي دارت رحاه بين الوزير شربل نحاس وقوى أمنية، وما نتج منه من ذيول، بما فيها اعتكاف الوزير زياد بارود، مهمٌّ جداً بدلالاته ورمزيّته، إلا أنه لا يشكّل أكثر من تفصيل بسيط في وضع لبناني عام، قائم على الشواذات والانقسامات.

ويدلُّ بوضوح ورسوخ على نيات مبيّتة، قد يكون "التغيير" في التركيبة والنظام ضمن أهدافها وأبعادها. ولا يختلف عن رأس الشمّوط، أو رأس الخيط. حتى التوقيت لا يخلو من تفسيرات ومؤشّرات لا تعرف البراءة، ولا تعفيها الاسباب الواهنة من مسؤولية ما أسفر عنه "الإشكال" أو الحادث، او "الاصطدام"، وما قيل عن الخلفيّات التي تمتد إلى أبعد من "السبب الفني"، حيث لم يعد من المستبعد ان تكون ثمة رغبة في نبش رفات الفرز الطائفي، وإعادة نشره على مستوى التركيبة الطوائفية والانقسامات السياسية. إلى مَن يتوجّه الناس بأسئلتهم ومخاوفهم وقلقهم؟ إلى حكومة تصريف الأعمال، أم إلى حكومة عتيدة لا يبدو انها قابلة للتشكّل وتحمّل المسؤوليات في المدى المنظور؟ أما عن الدولة التي تكاد تجلس في كرسي الغياب التام، أو كرسي شاهد الزور، فإن كثيرين لا يتردّدون في القول إنها باتت مستهدفة في كل هذه الأفلام والأفلاك التي يعيشها لبنان منذ أشهر وسنوات. العالم العربي غارق حتى رأس شعره في بحور من ثورات التغيير وتظاهرات الغضب، وليس من عاصمة في مقدورها أن تمنح بيروت أي التفاتة اهتمام في هذه الظروف الملتهبة، فهل يستند الكامنون للدولة والنظام الى هذا الواقع لينقضّوا على الوضع المهترئ؟ ثمة علامات وأقوال وتصرّفات لا تدعو إلى الارتياح، فليبادر رئيس الجمهورية إلى الدعوة الى مؤتمر وطني للمصارحة، وتحديد المسؤوليات. وإذا كان لا بدّ من جلسة نيابية تعنّ على بال الرئيس نبيه بري، فلتكن مشكلة الدولة برمّتها هي المادة الوحيدة: فتكون دولة أو تكون دويلات.

 

تأليف حكومة إنقاذ يتطلّب تجاوز عقدتي السلاح والمحكمة

8 آذار تضع لبنان مجدّداً أمام الخيارات الصعبة

النهار/اميل خوري     

ماذا يعني رفض الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تأليف حكومة تكنوقراط، وكان قد سبقه الى ذلك العماد ميشال عون بالتنسيق معه طبعا ولكن مع التهديد بمنع وصول مثل هذه الحكومة الى مجلس النواب؟ هل يعني ان قوى 8 آذار التي اطاحت حكومة الرئيس سعد الحريري تسهّل تأليف حكومة برئاسة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، أم تزيد عملية التأليف تعقيدا عندما يكون لتشكيل حكومة اللون الواحد تداعيات ويتعذر تأليف حكومة وحدة وطنية، وممنوع عليه تشكيل حكومة من خارج مجلس النواب سواء أكانت من سياسيين مستقلين وحياديين ام من غير سياسيين، وهو ما كان يلجأ اليه رؤساء سابقون للجمهورية عندما يتعذر عليهم تأليف حكومة من داخل مجلس النواب، مع فارق ان الدستور كان يمنحهم صلاحية تعيين الوزراء وتسمية رئيس للحكومة من بينهم، وقد فقدوا هذه الصلاحية بعد دستور الطائف وبات عليهم ان يتفقوا مع رئيس الحكومة على شكلها، وعلى رئيس الحكومة بدوره ان يتفق على ذلك مع الاحزاب والكتل النيابية، لا بل بات عليه، وهي بدعة جديدة، ان يوافق على اسماء الوزراء الذين تسميهم الاحزاب والكتل مع الحقائب وإلا حجب نوابها الثقة عنها...

وعندما تصبح الاحزاب والكتل هي التي تسمي الوزراء وليس رئيس الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، فإنهم يسمون وزراء من خارج مجلس النواب قد يكون اداؤهم وسلوكهم اسوأ بكثير من اداء الوزراء الحزبيين، او لا يوافقون بالتالي على المواضيع المهمة إلا بعد العودة الى من سموهم، فتفقد الحكومة من خارج مجلس النواب، اياً تكن صفة اعضائها، الغاية المطلوبة وهي ان تكون حكومة عمل وانتاج والاهتمام باولويات الناس لا ان تكون حكومة مشاكسة وتناحر بين اعضائها. ولا سبيل الى تشكيل حكومة عمل وانتاج من خارج مجلس النواب الا اذا تولى رئيس الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية تسمية اعضائها، وهو ما كان يحصل في الماضي ولم تكن الاكثرية النيابية الا مؤيدة لها ومانحة اياها الثقة.

لكن عندما تكون الاكثرية مثل اكثرية 8 آذار التي تكونت في ظرف عابر وبسحر ساحر وقد زال، فإن هذه الاكثرية تضع منذ اكثر من اربعة اشهر الرئيس ميقاتي امام خيارات صعبة، فلا هو قادر على تشكيل حكومة منها، ولا هو قادر على تشكيل حكومة وحدة وطنية بسبب الخلاف على موضوع سلاح "حزب الله" وموضوع المحكمة الخاصة بلبنان، وممنوع عليه تشكيل حكومة من خارج المجلس تحت طائلة التهديد بحجب الثقة عنها.

تقول اوساط سياسية مراقبة إن كل هذا معناه تحويل الازمة الوزارية عندما يستعصي حلها ازمة حكم تفتح باب البحث في نظام جديد لجمهورية لبنانية جديدة، وهو ما يسعى اليه المتشددون في قوى 8 آذار عل الطامعين منهم بكرسي الرئاسة الاولى يصلون اليها ولو متأخرين، او ان يكون في نية قوى 8 آذار وضع قوى 14 آذار مرة اخرى بين القبول بحكومة اللون الواحد او بحكومة وحدة وطنية شرط اخراج موضوع المحكمة الخاصة بلبنان وموضوع سلاح "حزب الله" من التداول، او جعل البلاد تواجه الفراغ المفتوح على كل الاحتمالات، وهو ما فعلته مع قوى 14 آذار خلال السنوات الاخيرة فنجحت في الحصول على ما تريد، اذ منعت انتخاب رئيس للجمهورية من صفوفها وتشكيل حكومة من هذه القوى التي كانت تشكل الاكثرية وأصرت على المشاركة بثلث لم يكن إلا معطلا كل القرارات المهمة وحتى تعطيل بقاء الحكومة، فاستقالت عند استقالة 11 وزيرا يمثلون قوى 8 آذار.

لذلك يجري الحديث داخل قوى 8 و14 آذار عن حكومة انقاذ وطني تتألف من اقطاب هيئة الحوار الوطني، وتشكيل مثل هذه الحكومة يتطلب تجاوز عقدة الخلاف على موضوع المحكمة وعلى موضوع سلاح "حزب الله"، فهل في الامكان ذلك؟

ثمة من يقول إن قوى 14 آذار، التي هي أمّ الصبي وما زالت، ضحّت في الماضي من اجل الحفاظ على الوحدة الداخلية والعيش المشترك وصيانة السلم الاهلي، فقبلت في مؤتمر الدوحة وتحت ضغط احداث 7 ايار بما كانت ترفضه سواء في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية او بتشكيل الحكومة. فهل هي مستعدة لأن تضحي مرة اخرى ليس من اجل وحدة لبنان وسلمه الاهلي فحسب بل من اجل انقاذ وضعه الاقتصادي والمالي من الانهيار اذا طالت الازمة الوزارية وتحولت ازمة حكم، ام ترى انها ضحت كثيرا وبات على قوى 8 آذار ان تضحي ولو مرة واحدة اذا كانت تعتبر نفسها انها أمّ الصبي أيضاً ولا تطالب بقطع نصفه فتكون أمّاً زائفة؟ وثمة من يقول إنه ما دام مسار المحكمة الخاصة بلبنان قد تجاوز الاطار اللبناني ولم يعد يؤثر فيه اي قرار لبناني سلبيا كان ام ايجابيا، وما دام سلاح "حزب الله" لا علاج له لبنانيا بل دوليا واقليميا، فلماذا لا يوضعان جانبا في انتظار صدور القرار الاتهامي وانتظار نتائج التغييرات في المنطقة كي يسهل عندئذ تشكيل حكومة اتحاد وطني او انقاذ يصير اتفاق مسبق على برنامج عملها.

 

سوريا تغيّرت على نحو غير قابل للعودة إلى الوراء

أميركا مع "تمايز" لبنان لئلا تشمله العزلة

النهار/روزانا بومنصف  

على رغم ان مراقبين كثرا قرأوا في دعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما الاسبوع الماضي الرئيس السوري بشار الاسد اما الى"قيادة الانتقال الديموقراطي في بلاده او التنحي" فرصةً لا تزال متاحة امام القيادة السورية من اجل التغيير على رغم الضغوط المتزايدة ، فإن المعطيات المتوافرة تفيد بأن الآمال ليست كبيرة على تحرك الاسد قبل فوات الاوان. اذ تكشف مصادر ديبلوماسية غربية رفيعة في بيروت ان الزيارة التي قام بها مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان لبيروت الاسبوع الماضي انما تمحورت على رسالة اساسية رغب في ايصالها الى المسؤولين اللبنانيين تتصل بالوضع في سوريا . فهو لم يزر لبنان في شكل خاص لسبب يتعلق بالوضع الحكومي ولا تحديدا بمتابعة الخطاب الذي ادلى به الرئيس الاميركي يوم الخميس في 19 الجاري حول الربيع العربي على رغم ان هذا الخطاب كان جزءاً من المحادثات التي اجراها في بيروت مع كل من الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس كتلة تيار المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط ومستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور محمد شطح. بل ان الوضع السوري هو ما حدا بفيلتمان لزيارة بيروت وفق ما تقول هذه المصادر، تحت وطأة التقارير عن انتقال نازحين سوريين الى شمال لبنان واعادة لبنان الى سوريا جنودا لجأوا اليه كما التقارير المتصلة بحادثة مارون الراس التي اطلقت فيها اسرائيل النار على محتجين على الخط الازرق بين لبنان واسرائيل . وبحسب هذه المصادر الديبلوماسية، فإن الديبلوماسي الاميركي حمل الى المسؤولين اللبنانيين قلقا من تبعات الوضع السوري وتداعياته على لبنان ونصائح بضرورة عدم الالتصاق والتمايز مع النظام في سوريا الذي يواجه حملة من الاجراءات والعقوبات التي اتخذت من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وهو على جدول اعمال مجلس الامن الدولي في مشروع قرار محتمل يدين اداءه . وهذه الاجراءات من شأنها ان تساهم في عزلة النظام السوري الذي يقترب من ان يشبه "كوريا الشمالية" لجهة امرين لصيقين بهذه الاخيرة: احدهما هو الانتهاكات لحقوق الانسان والثاني هو الملف النووي مع التقرير الاخير لوكالة الطاقة الذرية في شأن موقع دير الزور الذي قصفته اسرائيل. وعدم تمييز لبنان نفسه عن سوريا يُخشى ان يؤدي الى عزلته ايضا في ظل معطيات عدة ابرزها وفق ما تقول هذه المصادر ان لبنان لا يمكن ان يكون ملكيا اكثر من الملك في الدفاع عن النظام السوري في وقت يطالبه شعبه بالتغيير الجذري. ثم ان ما حصل في سوريا ويستمر منذ ما يقارب الاشهر الثلاثة يوحي في شكل واضح وثابت ان لا عودة الى الوراء وان الامور لا يمكن ان تعود في اي حال الى ما كانت عليه. فحاجز الخوف عند السوريين قد سقط وهذا امر لا يدرك اهميته الا من يعرف سوريا جيدا كما تقول هذه المصادر ، وان سوريا قد تغيرت على نحو غير قابل للعودة عنه، أكان الرئيس الاسد يقود التغييرات وعملية الانتقال الديموقراطي أم في حال لم يقم بذلك، علما ان اداء النظام بدا مخيبا للآمال حتى الآن في مقاربته للخطوات الاصلاحية التي اتخذها او قال انه سيقوم بها ولا يزال يتأخر اسبوعا بعد اسبوع في وضع اي منها موضع التنفيذ.

وتقول هذه المصادر ان ليس هناك آلية عمل او خطة اميركية ببنود محددة لنهي لبنان عن التماهي مع النظام السوري اذ ان الولايات المتحدة ليست في وارد الضغط على لبنان في مجلس الامن مثلا من اجل التصويت الى جانب قرار يدين النظام السوري وهي تتفهم اعتراضه على ذلك، بل ان النماذج المحتملة لتمييز لبنان موقفه تتصل على سبيل المثال لا الحصر بتعامل مختلف مع النازحين السوريين الى لبنان بحيث لا يحرضهم لبنان على النزوح او الهرب اليه ولا يرفضهم  ايضا، كما يتصل بوجوب التنبه الى مخاطر الانزلاق الى حادثة مماثلة لتلك التي وقعت في مارون الراس في ظل تساؤل عن حصول امر مماثل في الجولان المحتل الذي تحركت الامور فيه بالتزامن مع التحرك في جنوب لبنان الذي ادرك القيمون في شأنه انه كان يتعين عليهم التعاطي مع المسألة على نحو مختلف على الارجح . فهذه المسائل هي من تداعيات الوضع السوري الذي يسهل تمدده الى لبنان ووجوب ان يتنبه المسؤولون اللبنانيون اليها ويأخذوا علما بالمسار الذي تتجه اليه الامور، خصوصا ان سوريا لطالما استخدمت لبنان ساحة لايصال الرسائل الى الخارج؟والمسؤولون اللبنانيون لم يخفوا بدورهم قلقا كبيرا من الاوضاع في سوريا لكن من دون ان يملكوا اي اجابات فعلية. وتنفي هذه المصادر ان تكون هذه الرسالة الاميركية للمسؤولين اللبنانيين هي برسم ايصالها الى القيادة السورية باعتبار ان لدى الولايات المتحدة سبلها لايصال الرسائل عبر قنواتها .

فهل يمكن ان تعتبر هذه المصادر الديبلوماسية الاعتداء على الوحدة الايطالية في القوة الدولية في الجنوب رسالة بالمعنى الذي تحض فيه لبنان على الفصل بينه وبين النظام السوري؟

 

تركيا تتمدّد... ايران تنكفئ

النهار/سميح صعب

إنعكست الاحتجاجات في العالم العربي، اتساعاً في الدور الاقليمي لتركيا في مقابل بعض الإنكفاء لايران. عقب سقوط حسني مبارك في مصر، بدا لوهلة ان تقارباً مصرياً-ايرانياً  في طريقه الى التحقق. بيد ان الاعتراض الخليجي والاميركي، لجم  محاولة القاهرة رأب الصدع مع طهران.

وعانت ايران إرباكاً عقب دخول قوة "درع الجزيرة" البحرين ووصول شرارة الاحتجاجات الى  سوريا. أما في ليبيا وتونس، فلا تأثير يذكر لايران على مجرى الاحداث في هاتين الدولتين. وأما في اليمن فساحة التأثير محصورة بمنطقة وجود الحوثيين في صعدة. في المقابل، عزز سياق الاحداث الدور التركي. ففي ليبيا حاول رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الاضطلاع بدور متمايز عن سائر اعضاء حلف شمال الاطلسي، فاحتفظ بعلاقات مع العقيد معمر القذافي محاولاً  القيام بوساطة بين الاطراف الليبيين. وعندما اخفق إنضم الى الغرب في دعوة القذافي الى الرحيل. وفي مصر، كان الدور التركي اوضح لأن واشنطن كانت في حاجة الى ان تبعث برسالة الى "الاخوان المسلمين" مفادها انها تقبل بمشاركتهم في السلطة اذا إقتدوا بالتجربة الاسلامية في تركيا التي يمثل حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان طليعتها. لكن تركيا وجدت نفسها اكثر انخراطاً في التطورات بعد تفجر الاضطرابات في سوريا الدولة المجاورة. وكان مفاجئاً هذا التبدل الذي حصل في الموقف التركي، من علاقات وثيقة مع النظام الى مقر لأحزاب المعارضة السورية.

وحظيت الرعاية التركية لحركة الاحتجاجات العربية باحتضان اميركي بدا كأنه ينطوي على تشجيع للأحزاب الاسلامية العربية كي تقتدي بتجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا.

وعزز الارتياح الاميركي والمباركة الخليجية، الدور التركي في المنطقة بحيث باتت أنقرة أكثر حضوراً في مواجهة دور ايراني متراجع نسبياً تحت وطأة الارباك في الطريقة التي يجب التعامل بها مع الاحتجاجات في كل بلد على حدة. فالذي ارتاح اليه الايراني في مصر يحرجه في سوريا نظراً الى العلاقة الاستراتيجية مع دمشق. وقمع احتجاجات البحرين بالقوة أربك ايران من حيث الطريقة التي يمكن ان ترد بها. وفي الاجمال، صبت هذه العوامل في مصلحة تمدد الدور التركي الذي وجد نفسه يعود الى المنطقة ليس من بوابة  الخلاف مع اسرائيل والدفاع عن الفلسطينيين هذه المرة، وإنما من باب الدفاع عن التغيير والاصلاح في الدول العربية. والدخول من الباب الثاني أسهل على ما يبدو، لأنه لا يلقى معارضة اميركية او اسرائيلية، ويحظى في الوقت عينه بتشجيع دول الخليج العربية التي تجد فيه دوراً موازناً للدور الايراني، ولأن هذه الدول عاجزة بقواها الذاتية عن صنع مثل هذا التوازن.

 

لا تهرّب إلى ما لا نهاية

النهار/علي حماده

من الاخطاء الكبيرة والتاريخية التي يرتكبها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي يقدم نفسه نصير "المستضعفين" في العالم، ورجلا "حرا" يقود "احرارا" ضد الاحتلال والاستعمار، تعاميه عما يحصل في سوريا من قتل منظم في حق مواطنين عزل يتظاهرون في مختلف المدن والقرى السورية طلبا للحرية والكرامة، ورفضا لحالة ستالينية ما عادت تطاق بعد اربعة عقود. السيد نصرالله الذي يناصر النظام في سوريا موضحا انه نظام "مقاوم" لا يرى القتل، ولا يرى الظلم، ولا يرى استعباد الناس، ولا يرى التوريث في جمهورية، ولا يرى حكم العائلة، ولا يرى حكم القبيلة، ولا يرى طائفية تحتضن الحكم في سوريا، ولا يقرأ الصحافة الاسرائيلية التي تكاد تبكي النظام في سوريا اذا رحل، لا يسمع اصوات الاحرار اصحاب الصدور العارية، ولم يشاهد نساء بانياس المقتولات على قارعة الطريق، ولا اطفال درعا المقتلعة اظفارهم، ولا سمع منتهى سلطان باشا الاطرش تدين الظلم، او سهير الاتاسي ترد على ضربها في الشارع بمزيد من التصميم على تغيير وجه سوريا.

نصرالله لا يعرف ان الناس يقتلون بالرصاص الحي، وهم يحتجون في ما يحتجون على التنازل عن الاسكندرون، واقفال جبهة الجولان في مقابل اشعال كل الجوار. كل ما يعرفه الامين العام لـ"حزب الله" هو الحلف مع نظام يخدم "حزب الله" في لبنان كجزء من تحالف واسع مع الجمهورية الاسلامية في ايران، و"حزب الله" ذراعها الامنية والعسكرية على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط. ان من يقدم نفسه للعالمين العربي والاسلامي رجل الحرية والكرامة والمقاومة، لا يصم اذنيه عن سماع انين المظلومين، لا يدير عينيه عن مشاهدة الدم المسفوك ظلما في سوريا، لا يبرر كل شيء بما يسمى الموقف الاستراتيجي. والاهم انه لا يحاول ان يلوي الحقيقة الى درجة اللامعقول حين يزعم ان في سوريا نظام ممانعة ومقاومة، والعارف بما يحصل في كل بقاع هذا البلد الكبير. نقول هذا لتذكير "حزب الله" واركانه بان اسطوانة ما يسمى "مقاومة" و"ممانعة" صارت نكتة سمجة في لبنان وخصوصا في سوريا. ونقول هذا لأن من تابع موقف الحزب، وما قاله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير وتناول فيه الوضع في سوريا، سيضع مصير العلاقة مع الشعب في سوريا على المحك. فما يحصل هناك اكبر من ان توقفه دبابات، اهم من ان يتراجع ابطاله امام الرصاص الحي فيما هم مؤمنون بأنهم انما يصنعون التاريخ عبر انتفاضتهم الشعبية.

ولعل اعظم الاخطاء التي يمكن السيد حسن نصرالله ان يرتكبها، هو ان يتوهم بأن سوريا ما قبل 15 آذار 2011 ستعود، وان النظام سيعود الى حكم البلاد بالطريقة نفسها، او بالاساليب نفسها من دون ان يواجهه الشعب. اكثر من ذلك فإن التغيير لا بد ان يحصل مع الرئيس بشار الاسد او بدونه، ولن يكون في الامكان التهرب من الاستحقاق الى ما لا نهاية بالدم و"البروباغاندا".

 

المراوحة السورية واللبنانية تنتظر إختراقاً خارجياً

تطوّر الأحداث الأمنية من رومية إلى الرميلة

النهار/هيام القصيفي     

تزامن بدء الاحتجاجات في سوريا في 15 آذار الفائت مع قرار قوى 14 آذار في لبنان عدم المشاركة في حكومة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي. ومذذاك بدأ البلدان يتقاطعان في مراحل المراوحة والمواجهات التصادمية.

فقد انصرفت قوى 8 آذار الجديدة بعد انضمام ميقاتي والنائب وليد جنبلاط اليها، الى محاولة تشكيل حكومة من لون واحد. لكن سرعان ما بدأ اركانها ينتقلون من عقدة الى اخرى، من توزيع الاعداد والثلث المعطل، وحقيبة وزارة الداخلية واحراق اسماء مستوزرين وتقاسم الحقائب وصيغة البيان الوزاري.

وفي سوريا بدأت التظاهرات على وقع المطالبة بالاصلاح وإلغاء قانون الطوارئ، لترتفع المواجهة تدريجا الى صدامات مسلحة وكلام رسمي عن مندسين وارهابيين واصوليين، فيما الكلام الرئاسي السوري عن الاصلاح يندثر تحت وطأة تظاهرات الجمعة الاسبوعية، وكل تظاهرة تحمل شعارا جديدا وشكلا مختلفا من المواجهات.

وفي المقابل، ارتفع تدريجا اسلوب تعامل المجتمع الدولي مع سوريا. وفيما تميز الموقف التركي بأنه الاكثر حدة ووضوحا حيال الرئيس بشار الاسد منذ اللحظة الاولى للاحداث في سوريا، توالت ردود الفعل الدولية المستنكرة للقمع الدموي مطالبة بارسال لجنة لتقصي الحقائق ومن ثم الحديث عن عقوبات اميركية وصولا الى اعلانها رسميا. وبعدما فتح الرئيس الاميركي باراك اوباما الباب امام الاسد للاصلاح او الرحيل، فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على دمشق، لتصل خواتيم التضييق الدولي اخيرا الى الحديث عن رفع القضية الى مجلس الامن، الى ان توج امس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المواقف الفرنسية بتأييد دعوات اوباما للاسد.

بعد مرور نحو ثلاثة اشهر على الحدثين السوري واللبناني، وصل الوضعان الى ستاتيكو شامل، ينطوي ليس على المراوحة فحسب، انما ايضا على تعادل بين جميع الافرقاء. فلبنانيا انحسر الكلام الجدي عن تشكيل الحكومة وبدا ان الجميع ينتظرون كلمة سر ما من خارج الحدود اللبنانية. وصار الحديث عن توزيع حقائب وأسماء وزارية بمثابة الدوران في حلقة مفرغة. في حين انغمس النظام السوري والمتظاهرون على السواء في لعبة الكر والفر. فلا النظام تمكن من قمع المتظاهرين على نحو ينهي معه كل انواع التظاهرات. ولا هم استطاعوا تحقيق تقدم جوهري في مسار الحدث، ما خلا انهم نقلوه الى مرتبة اولى في المفكرة الدولية. وبات الحدث السوري يقتصر على تظاهرة اسبوعية، واطلاق نار فقمع دام، فمأتم لتشييع الضحايا. والعاملون في الشأن السياسي غالبا ما كانوا يواجهون مثل هذه المراوحة السياسية، التي تحتاج الى حدث جلل يخترق التعادل، تماما كالضربة النوعية في الالعاب الرياضية. وهو امر اعتاده لبنان طوال اعوام الحرب، حين كانت اي مرحلة تعادل بين المتقاتلين تنتهي اما بجولة مفاوضات خارجية واما بحدث امني داخلي كبير.

والامر نفسه يتكرر اليوم، فلبنان وسوريا ينتظران الحدث الذي يمكن ان يخترق حال الستاتيكو في البلدين لينقلهما من مرحلة الى اخرى. ورغم ان سوريا وحلفاءها في لبنان يتحدثون دوما عن قرارهما الذاتي وعدم السماح بالتدخل في شؤونهما، الا ان كليهما خاضع اليوم لارادة المجتمع الدولي.

 وتراقب مصادر سياسية لبنانية في هذا الاطار الحدث من زاويتين، الاولى نشر القرار الاتهامي، وهو امر يتقاطع لبنان وسوريا حوله، لان تداعياته ستكون مباشرة على كليهما.

 والثاني الانتخابات التركية التي تنتهي في 12 حزيران المقبل. فتركيا التي قادت الدول الغربية نحو تصعيد مواقفها من دمشق، ستكون لها بعد الانتخابات الكلمة الفصل في ما ستؤول اليه الاوضاع في سوريا عبر مجلس الامن اولا، وكذلك عبر الحركة الاحتجاجية الداخلية. وانقرة في هذا الاطار كانت واضحة حين كررت مرات عدة ان الوقت يضيق امام الاسد. وتبعا لذلك ستكون تركيا وسوريا بدءا من الجمعة التي تلي 12 حزيران على موعد مع متغيرات جديدة.

والحدث السياسي يقابله ايضا حدث امني، اعتاده لبنان. وفضلا عن احتمال فتح الجبهة جنوبا، (وهنا موعد آخر مع ذكرى حرب 1967)، لنقل المواجهة الى ساحة اخرى، فان ثمة خشية من اللجوء الى خضة امنية داخلية تكون بمثابة تنفيس للاحتقان المضبوط حتى الآن. لكن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان، كان واضحا في رسائله اللبنانية لجهة تحذيره من اللعب بالوضع الداخلي. فأي حدث امني في لبنان سيضاعف المشاكل التي تعانيها سوريا وحلفاؤها، ولن يغير في ما كُتب لهما حرفا واحدا.

وما حدث اول من امس في وزارة الاتصالات كان بمثابة واحد من الاحداث الموضوعة على خريطة الطريق لتوتير امني. مع العلم ان الرسائل التحذيرية توالت فصولها في صورة تدريجية منذ احداث سجن رومية ومن ثم في ذكرى النكبة، مرورا بحادث وزارة الاتصالات في بدارو وتداعياته التي عرفت قوى اساسية كيفية تدوير زواياه لئلا يؤدي الى انفجار سياسي لا تعرف نتائجه، وصولا الى الانفجار الذي استهدف القوة الايطالية العاملة ضمن "اليونيفيل" في الرميلة، والذي كان سبق لوزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان اثار ضجة حين تحدث عن وضعها وربطه بوضع سوريا و"حزب الله". وهو حدث لم يترك، رغم خطورته، مفاجأة بالمعنى الامني لدى الاوساط المعنية، التي كانت اعربت عن خشيتها قبل اسبوع من التعرض للقوة الدولية منذ ان صدرت التهديدات السورية ضد اسرائيل، وتظاهرة مارون الراس، والتحذير السوري من ان امن لبنان هو من امن سوريا.

 

ماذا يخفي نحّاس وراء إصراره على تفكيك الشبكة الثالثة؟

دنيز رحمه فخري/الجمهورية

ين وزير الاتصالات شربل نحّاس وهيئة أوجيرو، وبين التيّار الوطنيّ الحرّ وتيّار المستقبل، وبين رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون وفرع المعلومات، وبين وزير الداخلية زياد بارود والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي... بين كلّ هؤلاء جميعا، ليست القصة مجرّد رمّانة!

فشريط المواجهات المعلنة وغير المعلنة بينهم جميعا طويل جدّا، حتى لم يعد للمفاجأة مكان، عندما نشهد فصلا جديدا من نزاع دفين ظاهره اتصالات وباطنه سياسي بامتياز.

فماذا يخفي الوزير نحاس وراء إصراره على تفكيك الشبكة الثالثة للخلوي؟ قصة الشبكة موضع النزاع بدأت مع قرار جمهورية الصين بُعيد حرب تموز العام 2006 المساعدة في إعادة إعمار لبنان واقترحت السفارة الصينية آنذاك بروتوكول تعاون اقتصادي في مجالات مختلفة كان من بينها اتفاق صادَق عليه مجلس الوزراء في 12/5/ 2007 حول هبة تمنح لإنشاء شبكة خلوية من الجيل الثالث على أن تقوم هيئة أوجيرو بإنشاء هذه الشبكة وتركيبها وتشغيلها وأن تقوم بكافة التدابير المالية والتقنية لتوسيعها. وتولّت هيئة أوجيرو بالفعل، التوقيع باسم لبنان على هذه الاتفاقية ولم يكن لوزارة الاتصالات أيّ دور مباشر في هذه الشبكة. قرار مجلس الوزراء بإعطاء أوجيرو مهمّة إنشاء الشبكة وتشغيلها صدّق عليه وزير الاتصالات الأسبق مروان حمادة ونال في تاريخ 2009/10/5 موافقة وزير الاتصالات السابق جبران باسيل حملت رقم 4997/أ/و، كما حصلت الشبكة الثالثة وإدراتها أي هيئة أوجيرو على تنويه من وزير الاتصالات الحالي شربل نحّاس في آب 2009 في خلال حفل تدشين هذه الشبكة بعدما أنفقت الهيئة على تجهيزها عشرة ملايين دولار، فيما كان متوقّع أن تكون وارداتها حوالى الـ 200 مليون دولار سنويّا. وبقيت الشبكة في عهدة اوجيرو بحسب القرار الصادر عن مجلس الوزراء جاهزة للاستعمال بانتظار قرار رسمي من السلطة التنفيذية.

حتى فوجئ المدير العام لهيئة اوجيرو الدكتور عبد المنعم يوسف صباح 2011/3/17 بكتاب من الوزير نحاس يبلغه فيه قراره تفكيك منشآت الشبكة الثالثة تمهيدا لمنحها إلى شركة mtc. رفض يوسف تنفيذ هذا القرار إلّا بقرار جديد صادر عن مجلس الوزراء، وذهب لاستشارة أجهزة الرقابة بالأمر فأعطته الحقّ برفض كتاب نحّاس...وكان ما كان!

عصفوران بحجر واحد

قصّة نحّاس مع الشبكة الثالثة ارتبطت بحسب المعلومات، بالمناقصة التي جرت بين كانون الثاني وشباط من العام 2011 لإنشاء شبكة خلوية من الجيل الثالث، والتي رست على الشركة الصينية "هيواوي" وهي نفسها التي تولّت تنفيذ هذه الهبة الصينية، بعدما تبين أنها تقدمت بكمية من التجهيزات والمحطات هي أقل بكثير من الكمية اللازمة لبناء شبكة وطنية متكاملة، وذلك بعدما أخذت وعدا من الوزير نحاس بإعطائها مجّانا منشآت الشبكة الثالثة الموجودة في الطابق الثاني من مبنى العدليّة، وتكشف المعلومات أنّ ما حصل مرتبط بصفقة أجراها الوزير نحاس مع الشركة الصينية عبر أحد العاملين فيها وهو من أقربائه واسمه الياس الهاشم الذي عيّن مديرا للقسم اللبناني بعد أن تمّ إبرام العقد معها.

وتتحدّث المعلومات أيضا أنّ خطوة نحاس باتجاه تفكيك الشبكة الموجودة بعهدة أوجيرو حملت هدفا إضافيا تمثل بوعد آخر أعطاه نحاس لشركة "الفا" بإخلاء الطابق الثاني من مبنى العدليّة وتقديمه لها مجّانا، خلافا للعقد الموقع مع "ألفا" الذي يلزمها تأمين مراكز عملها وعلى نفقتها.

تتحدّى هيئة أوجيرو كلّ من يتّهمها بحماية الشبكة الثالثة لصالح فرع المعلومات والقول إنه يقوم باستخدامها بمعزل عن الدولة، وتقول الهيئة، "فليرسل أعلى التقنيين والفنيين عنده، وليكشف ما إذا كانت هذه الشبكة مستخدمة أم لا". حماية الشبكة الثالثة التي هي من أملاك الدولة اللبنانية مهمة أخذها على عاتقه المدير العام لهيئة أوجيرو ومعه اللواء أشرف ريفي الذي زار الثلثاء الماضي قصر بعبدا ووضع رئيس الجمهورية ميشال سليمان بكلّ التفاصيل.

   

"إلى أين" مع جنبلاط

فادي عيد/الجمهورية

في ظلّ المستجدات السياسية الدراماتيكية التي تعيشها البلاد، يحاول رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط قراءة مسار التطورات المقبلة على طريقة "الى أين"، خصوصا انه من الذين يستشرفون آفاق المرحلة بكثير من الدقة. وينقل هنا أن صديقا للنائب جنبلاط قال له، نقلا عن صديق آخر، "لَو طوّلت بالَك وصمدت لشهر قبل إعادة التموضع. فهزّ جنبلاط برأسه من دون ان يَردّ". وجاءت زيارة النائب جنبلاط الى فرنسا لتبيان الموقف الفرنسي التصعيدي تجاه دمشق وخلفياته، وعلم من مصادر موثوقة ان رئيس جبهة النضال وضع المسؤولين السوريين في أجواء زيارته الى العاصمة الفرنسية قبل توجهه اليها وبعدها، إذ زار وزير الاشغال والنقل في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي دمشق، وهو كان يرافق جنبلاط الى باريس وحضر اللقاء مع وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه. وفي المعلومات أيضا ان جنبلاط حاول ثَني جوبيه عن التصعيد تجاه سوريا، لأن الحرب في سوريا تصيب لبنان، وعدم استقرارها يؤدي الى عدم الاستقرار في لبنان. لكن جنبلاط، ووفق المعلومات، لم يتمكن من إقناع جوبيه الذي بدا متشددا تجاه النظام السوري.

وفي هذا الإطار، جاءت زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى وافريقيا جيفري فيلتمان إلى النائب جنبلاط، لتؤكد المعلومات ان الاخير كان مستمعا، وقال للمبعوث الاميركي انه لا يوافق الولايات المتحدة الأميركية على الإجراءات التي تقوم بها في المنطقة، وخصوصا تجاه سوريا.

وفي موازاة ذلك، فإن النائب جنبلاط، ووفق المعلومات نفسها، يوازن بين عدم تخَلّيه عن النظام السوري ودفعه إلى إجراء إصلاحات، وهو كان تمنّى على الرئيس بشار الأسد ان يجري هذه الإصلاحات بشكل فوري وعلى مستوى كبير، لأنه يقول انه "اشتَمّ" خلال زيارته الى العاصمة الفرنسية، ومن ثم لقائه مع فيلتمان في كليمنصو، بأن هناك تصعيدا غير مسبوق تجاه النظام السوري، وانه، اي جنبلاط، يدرك في الوقت عينه مخاطر هذا التصعيد وارتداداته على لبنان، ويكرر في مجالسه مخاوفه الكبيرة من حصول فتن وحروب تصيب سوريا ولبنان في آن، في حال لم يكن هناك الوعي والإدراك الكامل من المجتمع الدولي من خطورة ما يقومون به تجاه هذا النظام.

أما على مستوى الداخل اللبناني، تابعت المعلومات، فإن النائب جنبلاط بدأ يتجه الى تموضع جديد، وذلك برز من خلال نواب كتلته في الأيام القليلة الماضية، وتحديدا تجاه الأكثرية الجديدة، التي تفرمل تأليف الحكومة العتيدة، ويحاذر جنبلاط في هذا الإطار تحميل النائب ميشال عون وحليفه "حزب الله" المسؤولية، لكنه ممتعض من جنرال الرابية الذي يهاجم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي ويضع شروطا تعجيزية. وقد ألمح جنبلاط الى ذلك من خلال موقفه السياسي الاخير، غامزا من قناة العماد عون من دون ان يسمّيه، باعتبار ان جنبلاط يدرك في قرارة نفسه ان "حزب الله" هو الذي يغطي عون.

ووفق المعلومات، فإن النائب جنبلاط يتجه الى التصعيد سياسيا على خلفية عدم تشكيل الحكومة، ومخاطر هذا التأخير بموازاة تفاعل الخطاب المذهبي في الداخل اللبناني. من هنا، كان لافتا ايضا موقف النائب علاء الدين ترو الذي انتقد علنا الأكثرية الجديدة، واتهمها أنها وراء التأخير الحاصل في ولادة الحكومة العتيدة.

ويحاول جنبلاط، وفق المعلومات، تفادي الفتنة والانزلاقات السياسية والتصعيد من خلال حركة سياسية مرتقب ان يقوم بها على المستوى العربي، ومنها قطر، وذلك لإيجاد صيغة عربية على غرار تسوية الدوحة تنقذ لبنان من الأزمة التي يتخبط بها، في ظل انزعاج جنبلاط من حلفائه الجدد الغارقين في التهافت على الحصص الوزارية.

فتور مع حزب الله

وتتوالى التساؤلات هنا، على ماذا يمكن أن يقدم جنبلاط؟ هل يعود الى 14 آذار او الوسطية التي سبق ونادى بها؟ أم سيكون هناك جبهة وطنية واسعة تضمّه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي؟ لا سيّما أن بري كان ايضا انتقد 8 و14 آذار، إنما خصوصيته الشيعية مع "حزب الله" لا تعطيه هامش حركة واسع، كما هو حال جنبلاط. وتجدر الإشارة هنا إلى أن اللقاء الذي عقد في مدينة عاليه بين الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلا بالنائب اكرم شهيب، وحركة "امل" ممثلة بالنائب علي بزي، حضرته قيادات من الحزب والحركة. في وقت يظهر الفتور على مستوى العلاقات بين "الاشتراكي" و"حزب الله".

 

الجنوب

نصير الأسعد/لبنان الآن

أكثر من أيّ وقت مضى، يقيم الجنوب اللبنانيّ على تقاطع مثلّث إسرائيل – سوريّا – "حزب الله"، بل على تقاطع أزمات الأضلع الثلاثة، ممّا يجعله في دائرة أخطار كبرى وداهمة.

فإذا كان صحيحاً، وهو صحيح، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلّي بنيامين نتنياهو في خطابَيه أمام الـ"آيباك" والكونغرس الأميركي خلال الأيّام القليلة الماضية، قد أعلن حرباً (سياسيّة) على الحقوق الوطنيّة – الفلسطينيّة كافّة، مستفيداً من أداء "غير تصادمي" معه من جانب الولايات المتّحدة الأميركيّة، ممّا يقدّم مشهداً لتطّرف إسرائيلّي مغطّى أميركياً، فإنّ ذلك لا يستر حقيقة أنّ إسرائيل في حال أزمة كبيرة جرّاء الإستحقاق الذي يفرضه الفلسطينيون عليها والمتمثّل في الذهاب إلى الأمم المتّحدة في أيلول المقبل للحصول على إعتراف دوليّ بدولتهم المستقلّة.

إسرائيل في أزمة على هذا الأساس لأنّ التعارضات الإسرائيليّة – الأميركيّة، على الرغم من "المراهم" التي إستخدمتها إدارة الرئيس أوباما للتخفيف من حدّتها أو سترها، هي تعارضات موجودة لأنّ إدارة أوباما - في إستراتيجيتها المعلن منها والضمنيّ - تقيم علاقة بين التطوّرات الجارية في العالم العربيّ وحلّ القضيّة الفلسطينيّة وتخشى – عن حقّ – أن يقود التطرّف العنصريّ الإسرائيلي إلى دفع التطوّرات العربيّة بإتجاه قدر من "الراديكاليّة". وإسرائيل في أزمة لأنّ المواقف الدوليّة الأخرى، الأوروبيّة منها على وجه الخصوص، تذهب في إتجاه تكريس إعتراف دوليّ بقرار من الجمعيّة العامّة للمنظمة الدوليّة بحيث ينتج عن ذلك دولة فلسطينيّة شرعيّة تفاوض دولة إسرائيل، ولا يعود التفاوض بين "دولة إسرائيليّة" و "جهة فلسطينيّة". وإسرائيل في أزمة لأنّ الصراع الديبلوماسيّ – السياسيّ الفلسطينيّ سيكون مقروناً بمقاومة فلسطينيّة مدنيّة شعبيّة في الشهور المقبلة.

بإختصار إنّ الصيفَ الإسرائيليّ ساخن من زاوية المسألة الفلسطينيّة وإستحقاقاتها التي ستفرض إنعكاساتها وتأثيراتها في كلّ المدارات العربيّة. وليسَ بعيداً عن "المنطق" أن تحاول إسرائيل بإزاء صيفها الساخن تحويل الأنظار عمّا تواجهه ويداهمها بإتجاه الجنوب اللبناني.

توازياً، وبإزاء أزمته المتفاقمة تحت ضغط الإحتجاجات الشعبيّة المتواصلة من ناحية وتحت مفعول العقوبات الدوليّة المؤلمة من ناحية ثانية وبسبب الحصار المضروب من حوله وشرعيّته المتناقصة من ناحية ثالثة، قد يندفع النظام السوريّ في سياسة الهروب إلى الأمام. هوَ يهرب إلى الأمام داخلياً في إعتماده المواجهة الدامية مع شعبه، لكنّه يوجّه في الوقت نفسه رسائل إلى الخارج بقدرته على التخريب في جواره.

فبينَ رامي مخلوف الذي سمّى الأشياء بأسمائها عندما أعلن أنّ أمن إسرائيل يعتمدُ على أمن سوريّا، وبين وزير الخارجيّة وليد المعلّم الذي أعلن أنّ أمن لبنان يعتمد على أمن سوريّا، من الطبيعيّ أن يكون لبنان وجنوبه في دائرة إختبار سوريّ للرسائل الموجّهة إلى الخارج الإقليميّ والدوليّ.

ففي ذكرى النكبة في 15 أيّار فتح النظام السوريّ جبهة الجولان "شعبياً" ونسّق مع "حزب الله" فتح جبهة الجنوب اللبناني بالصيغة نفسها، على تقاطع مع حراك شعبيّ فلسطيني يبقى الخيار الفلسطيني المعلن عنه أن يتركز في الداخل وليسَ في الشتات.

في 15 أيّار أعلنت إسرائيل عن مفاجأتها من مبادرة النظام السوريّ إلى هزّ "الستاتيكو" في الجولان أو تغاضيه عن هزّه بعد 37 عاماً من الهدوء المطلق. وفي 15 أيّار أعلنت إسرائيل مفاجأتها أيضاً ممّا حصل عملياً في مارون الراس جنوب لبنان. وفي 15 أيّار وعلى الرغم من توحّد اللبنانيين من موقف ضدّ الجرائم الإسرائيليّة، فقد تساءل عددٌ كبير من اللبنانيين وشطر من الإجتماع السياسيّ اللبنانيّ عن كيفيّة "مرور" المسيرة وعن كيفيّة سماح السلطات الرسميّة اللبنانيّة وتحديداً الجيش بذلك أو ما إذا كانَ الأمر تمّ بدون إذن.

وفي 15 أيّار "ذهلت" القوّات الدوليّة العاملة على تطبيق القرار 1701 في الجنوب حيالَ ما حصل ولم تتلق حتّى اليوم ما يطمئنها على سلامة عملها وعلى ابعاد ما حصل.

بإختصار، إنّ ما جرى في 15 أيّار إعتُبر على نطاق واسع، بما في ذلك من جانب من رعوه سورياً وحزب اللهيًّا، بمثابة "بروفة" أو تجربة. وحتّى الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله ألمح في خطابه الأربعاء الماضي إلى تحديد رعايته لـ"مارون الراس- 2".

وتزامناً أيضاً، وبإزاء الأزمة المتعدّدة الجوانب التي يواجهها "حزب الله"، فقد أتى خطاب السيّد نصر الله واضحاً في التعبير عن الأزمة من جهة وفي كيفيّة مقاربتها من جهة أخرى.

لا شكّ أنّ نصر الله أحسن إستخدام اللحظة الأميركيّة – الإسرائيليّة، أي لحظة تمرير أميركا لمواقف نتنياهو من أجل "تسخيف" الرهان على حلّ سياسيّ للقضيّة الفلسطينيّة وصولاً إلى مطالبته بـ"سحب" المبادرة العربيّة للسلام. إستغلّ اللحظة المذكورة ليعيد الإعتبار إلى "المقاومة المسلحة" وليعلن أنّ هذا المشروع مستمرّ.. وصولاً إلى إعلان "فريد" مفاده أنّ الصواريخ التي يملكُها ضروريّة لـ"المعادلة اللبنانيّة" لكنّها ضروريّة أكثر لـ"المعادلة الإقليميّة" (صواريخ فوق لبنانيّة!).

إنّ "حزب الله" المأزم في الداخل اللبناني وحيالَ مجمل التطوّرات العربيّة والإقليميّة، إنتقل في محاولة لإعادة صياغة "مبرّر وجود" مقاومته المسلّحة إلى تأكيد دورها لبنانياً.. وإقليمياً بشكل صريح. ومن هذا الموقع أخذ لنفسه حقّ "توجيه" الثورات والإنتفاضات العربيّة في نسق ممانع (إنزعاج من المسار الديموقراطي)، وحقّ مساءلة الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة عن خياراتها المقبلة (إنزعاجٌ من المصالحة)، وحقّ مطالبة الشعب السوريّ بالتضحية لصالح النظام (إنزعاج من صمود الشعب السوريّ). وفي هذا الإطار، لا يمكن قراءة خطاب نصر الله إلاّ بصفته خطاباً من ضمن الأزمة وينطوي على إحتمالات هروب إلى الأمام، خاصةً في فترة الصدور المحتمل قريباً للقرار الإتهاميّ في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري والذي يمثّل – القرار – عاملاً من عوامل التأزّم.

في هذا السياق، ثمّة موعدٌ مضروب في الخامس من حزيران المقبل لـ"مارون الراس-2"، مع التذكير بأنّ "مارون الراس-1" كانت برعاية كاملة من "حزب الله". ومن نافل القول إنّ 5 حزيران (ذكرى "النكسة" وذكرى الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982)، وبالصلة مع السياقات المشار إليها آنفاً، يمثّل محطّة في "الصيف الساخن" للجنوب على التقاطعات المنوه عنها، بإعتباره قد يكون مناسبةً للأضلع الثلاثة لـ"تنفيس" أزماتهم، ولأنّ "الصيفيّات الحارة" هي في حدّ ذاتها قاسم مشترك.

5 حزيران نقطة بداية أم محطّة أم تمهيد؟.الإنتباه لا بدّ منه!.

 

عن شربل نحّاس!

ملحم الرياشي (الجمهورية)،

ما الذي دفع شربل نحّاس الى القيام بمثل هذا الاقتحام، في وزارة ساهم هو بالايحاء انها خارج سياق الدولة، او جزيرة مستقلة داخل الحكومة. او من قال لشربل نحّاس انه يستطيع ان يذهب برفقة مدرائه وقوة مسلّحة من اهلنا، ليواجه قوة مسلحة اخرى، ومن اهلنا أيضاً، او يقتحم مكاناً عاماً تحت عنوان "الحق في تفكيك أجهزة؟!"

القضية في الواقع هي اكبر من مبنى، لكنها ليست اصغر من نشاط وزير، وصلاحيات وزير؛ القضية تنطوي بما لها، على ان الرجل الذي سعى الى إدخال روحية "طالبية" على عالم السياسة- قد نتفق معه على بعض لمعاتها- لكننا بما عليها، لا نتفق معه على استراتيجيتها، تلك الاستراتيجيا التي فشل الطالب الناجح في البوليتيكنيك، في اسقاطها على السياسة، ليستعمل بالتالي الكيدية في الجزء، من دون التمكن من "استقلاب" الكل.

فشل الطالب المبتدئ في السياسة، في ترتيب أوضاع الموظفين وعائلاتهم على حساب الخلاف مع الادارة، وهو يعلم ان كارل ماركس قال لعمّال العالم "أن اتحدوا"، ولم يتركهم للتبصّر في حلول طويلة الامد، امام لحظات الجوع المضني، فعمل النحّاس جيداً "بالنصيحة"، وقطع عنهم مداخيلهم، انتقاماً من أعداء آخرين.. في أمكنة أخرى.

وفشل الطالب المبتدئ في السياسة، في التعاون مع وزارة المال ليمَولِش (من ميليشيا) على مالنا نحن، تحت عنوان الحرص عليه، في حين ان قضاءً يُفترض ان يُستحضر الى هذا المكان، وهذا المكان بالذات، حتى لا تصبح أفواه الاطفال ومعاجن الامهات، باردة كعيون الوزير، وضحية انتظار "إصلاحاته"، للإدارة او لحلّ خلافاته.. مع من يديرون.

أمام هذه الأخطاء إذاً، من المصيب؟

المصيب، ان المصيبة في الذين يحاضرون ضد زمن الميليشيا، ويستحضرونها في حركتهم اليومية، في اعتدائهم على كرامة مراسل، باسم الحرية، او على مؤسسة عامة باسم القانون، او في تغييب الاكبر، وغضّ الطرف عنه، لتكبير الاصغر استباقاً لمنع قاعدة ومعلومات على قاعدة حجب وضرب وقلب الواقع، أو قصد الاساءة في استخدام الواقع، والمواقع؛ بينما هموم الآخرين في مكان آخر، قال عنه ماركس ثانيةً:"اذا أردت ان تكون تافهاً، فما عليك إلاّ ان تدير ظهرك، لهموم الآخرين."

قد يكون الخطر في ما حدث، لكن الأخطر... في رحلة البحث عن سبب ما حدث!

 

تخويف المسيحيين في سوريا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

يقال إن مسيحيي سوريا في فزع من الأحداث دفعهم إلى إلغاء حفلات الزواج، والامتناع عن إرسال أطفالهم إلى المدارس، وسحب مدخراتهم من البنوك. المتطرفون الإسلاميون آتون، هذه هي الفزاعة التي جعلت بعضهم يتقوقع في بيته وآخرين يتقدمون الصفوف للدفاع عن النظام، والأقل حيلة يصلي للرب أن ينجي النظام ويمد في عمره. لماذا هذا الخوف كله والتقوقع؟

في سوريا، المسيحيون أقلية، مليون ونصف، ومثل كل الأقليات هم في قلق من إسقاط النظام الحالي، مع أن بعض رموزهم من رواد المطالبين بالإصلاحات السياسية، مثل ميشال كيلو الذي بدأ نشاطه منذ نحو عشر سنوات وسجن بسببه. وما حدث للمسيحيين في العراق من قبل، ويحدث الآن في مصر، يثير خوفهم من المستقبل ويجعلهم يتشبثون بالنظام مهما كان ديكتاتوريا وظالما.

في مصر، المسيحيون أقلية كبيرة، ثمانية ملايين قبطي. كانوا يشتكون من حكم مبارك بأنه تعسف في استخدام نظام الطوارئ في معالجة المواجهات الطائفية، ورفض إلغاء الديانة من الهوية، واضطهدهم كما يقولون بقوانين تمنع بناء الكنائس وغيرها مما جعل بعض الأقباط يشنون خلال السنوات الأخيرة حملة ضد نظام مبارك في الولايات المتحدة. في حين أن مسيحيي العراق الذين تعايشوا مع نظام صدام صاروا هدفا بعده، لكن المجتمع كله كان مستباحا لا المسيحيين وحدهم. صحيح أنهم عانوا لكن الحقيقة الكاملة أن فئات المجتمع كلها عانت كثيرا من الفراغ السياسي.

في سوريا ولبنان يتم ترويع المسيحيين بأنهم مستهدفون من الشارع، وذكر مراسل «واشنطن بوست» أن النظام يشيع أن هناك جماعات سعودية وعراقية متطرفة تنوي تفجير كنائسهم، مثلما أشاع أن هناك متطرفين مسلحين يطلقون النار على المتظاهرين العزل، أكاذيب هدفها واضح وهو حشد التأييد ضد الانتفاضة. وهنا يجد المسيحيون أنفسهم إما مع دعم نظام قمعي أو مناصرة بديل تريده أغلبية الناس. وقطعا يكون التفكير قاصرا إن راهنت أي أقلية على نظام قمعي لأنه سيسقط في نهاية المطاف. الخيار المثالي في سوريا أن يعالج النظام السوري نفسه وينتقل إلى نظام يستوعب الجميع يكون هو جزءا منه، لكن يبدو أن هذا أمر بعيد المنال.

ولا ينبغي أن نحمل المسيحيين في الأزمة السورية أكثر من طاقتهم فتأثيرهم أضعف من إسقاط النظام أو إنقاذه، فالأغلبية هي الأكثر حظا في الحسم، لكن موقفهم يظل رمزيا.

المشهد في مصر ليس جميلا، حيث انقسم الأقباط مثل بقية الشعب المصري، وانسجموا لاحقا مع التغيير، لكن الثورة أفرزت كوابيس لهم، حيث أحرقت لهم كنائس، وتقاتلوا مع متطرفين إسلاميين على فتاة قيل إنها أسلمت. المشكلة في الفراغ السياسي الذي هو أخطر ما يمكن أن يواجه أي مجتمع متعدد وفي مصر درس للجميع. وأنا واثق أن المصريين سيتجاوزون مخاض المرحلة.

ولأن حديث الثورات تختلط فيه المخاوف والآمال فإن أعظم ما يمكن أن تحلم به أي أقلية، مسيحية كانت أو علوية أو شيعية أو سنية أو غيرها، ليس حكومة عادلة بل حكم عادل يمنحها حقوقها كاملة في التعبد والتساوي في الحقوق المدنية. ومن مستوجبات العدالة في الدولة العصرية أولا دستور يحمي الأقليات، فلا تكون الأغلبية قادرة على اضطهادهم باسم الديمقراطية العددية أو الغلبة الدينية.

الذي أعنيه هو أن المسيحيين ليسوا جماعة طارئة، هم أهل أرض ولهم تاريخ سابق حتى للمسلمين، ويرتكبون خطأ فادحا بالاحتماء بأنظمة ديكتاتورية خشية الخوف من المستقبل المجهول.

في سوريا النظام لم يحم المسيحيين من المسلمين لأن الأغلبية السنية لم تعان من اضطهاد ديني أصلا. ويجب أن نعترف أنه ليس صحيحا أن النظام حرم السنة من حقوقهم الدينية، أو مارس سياسة تمييز طائفية ضدهم. فالذين يتظاهرون ضد نظام الأسد لا مطالب دينية لهم، مطالبهم من درعا وحتى دمشق لخصوها في كلمة واحدة «الحرية»، بما فيها حرية اختيار النظام. فالنظام نفسه يحكمهم باسم الحزبية والانتخابات التي يعتبرونها واجهات مزورة.وللحديث بقية.