المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
23 أيار/2011

أفسس 01/03-14/بركات روحية في المسيح

تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، باركنا في المسيح كل بركة روحية في السماوات، فاختارنا فيه قبل إنشاء العالم لنكون عنده قديسين بلا لوم في المحبة، وقضى بسابق تدبيره أن يتبنانا بيسوع المسيح على ما ارتضى وشاء، لحمد نعمته المجيدة التي أنعم بها علينا في ابنه الحبيب. فكان لنا فيه الفداء بدمه، أي غفران الخطايا، على مقدار غنى نعمته التي أفاضها علينا بكل ما فيها من حكمة وفهم، فكشف لنا سر مشيئته التي ارتضى في نفسه أن يحققها، أي التدبير الذي يتممه عندما تكتمل الأزمنة، فيجمع في المسيح كل شيء في السماوات وفي الأرض.

وفيه قضى الله بسابق تدبيره، وهو الذي يفعل كل شيء على ما ترضى مشيئته، أن يختارنا لنسبح بمجده، نحن الذين جعلوا رجاءهم من قديم الزمان في المسيح. وفيه أنتم أيضا، حين سمعتم كلام الحق، أي بشارة خلاصكم، وآمنتم، ختمتم بالروح القدس الموعود، وهو عربون ميراثنا، إلى أن يفتدي الله خاصته للتسبيح بمجده.

 

عناوين النشرة

شبيحة "البعث" يلجأون إلى "محارق جماعية" لإخفاء جثث الضحايا ويقطعون معاصم الأطفال لمنعهم من حمل السلاح في المستقبل/حميد غريافي/ السياسة

الراعي التقى رفاران وايمن نور : الإنقسام الحاصل في لبنان هو لان كل واحد منا يدعي انه يملك كل الحقيقة

أوباما: إيران تموّل منظمات مثل "حزب الله" تقوم باغتيالات سياسية.. وملتزمون أمن إسرائيل 

رئيس البرلمان العربي: لا يمكن الصمت حيال العنف ضد المتظاهرين في سوريا اليمن وليبيا

بان يلقي كلمة اساسية قبل موعد الصدور المحتمل للقرار الاتهامي الشهر الحالي

اوباما على استعداد لعملية جديدة مماثلة لتلك التي اودت بحياة بن لادن

حملة اعتقالات بمحافظة درعا ومدن أخرى وحصيلة ضحايا التظاهرات تصل إلى 1003 قتلى  

يديعوت أحرونوت": الأسد أبلغ الأميركيين استعداده لاستئناف المحادثات مع إسرائيل  

الاستئناف يؤيد حكم الاعدام بحق متظاهرين في البحرين بتهمة قتل شرطيين

جنبلاط مستاء من علي حمادة ومروان ينصحه: عالج موضوعك معه على كأس "فودكا"

حرب: لا حل إلا بحكومة تكنوقراط /14 آذار مع بقاء سلامة وضد العفو عن جرائم ارهابية

فتفت: حزب الله هو المعرقل الاساسي لتشكيل الحكومة

الجوزو: الأكثرية اليوم وبائية ومرضية

أخبار موقع الكتائب

السنيورة: خطاب أوباما فيه شيء من الخيبة.. وللتحسّب من عدوانيّة إسرائيل 

زعيتر: إعتبار جعجع دعوة بري لجلسة عامة غير قانونية يعني وجوب إعادة محاكمته

باريس تربط تأخير تشكيل الحكومة بأحداث سورية... جهوزية دولية للمساعدة

الحريري لا يعترف بحق ميقاتي في ترؤس الحكومة: أخطأ الحساب من الأساس

حكومة في الافق و"حزب الله" يدخل وسيطا بين عون وميقاتي

حزب الله: فيلتمان حمل رسالة بأن الحكومة يجب ألا ترى النور وسليمان يتماهى مع الطروحات الأميركية

أحرج السوريون أوباما.. فماذا عن العرب؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

الفريد الوحيد/بقلم/الياس الزغبي

حلفاء إيران وسقوط النظام في سوريا/احمد عياش/النهار

تزامن زيارتي فيلتمان وشيباني: رمزية التنافس على المنطقة/النهار/روزانا بومنصف

زمن سيئ للنظام في سوريا" /علي حماده /النهار

وثيقة أميركية بالتحقيق في اغتيال الحريري: الأسد عقد صفقة مع ميليس ليحمي شقيقه ماهر 

الانتفاضة في سوريا: المستبعد والممكن/النهار/ بقلم رينود ليندرز      

سوريا: إقتحام مقر المنظمة الأثورية الديمقراطية واعتقال أعضاء

ما يجمع اللبنانيين الآن ... أنها "هزلت"، وحتى "هزلت" جداً!/المستقبل/محمد مشموشي

روجيه إده لـ"المستقبل": تشكيل الحكومة مستحيل وعون يراجع حساباته

الدكتورة وفاء سلطان تكشف حقيقة الأسد وأبيه وعائلته

 

تفاصيل النشرة

 

لجنة تقصي حقائق لبنانية - دولية تروي لـ "السياسة" مآسي تفوق الوصف وتكشف عن عمليات تهجير منظمة من عشرات القرى على أساس طائفي 

شبيحة "البعث" يلجأون إلى "محارق جماعية" لإخفاء جثث الضحايا ويقطعون معاصم الأطفال لمنعهم من حمل السلاح في المستقبل

حميد غريافي:  السياسة

بعد تأكد المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية والمحلية في سورية ولبنان والاردن وتركيا من وقوع "مجازر جماعية" قتل خلالها العشرات مرة واحدة بمدافع الدبابات والرشاشات المتوسطة وبنادق القنص في مختلف محافظات سورية خلال الشهرين الماضيين, وبعد اكتشاف "قبور جماعية" في مدينة درعا التي اطلقت شرارة الثورة ضد نظام بشار الاسد و"حزب البعث", كشف مدير شعبة حقوق الانسان في "المجلس العالمي لثورة الارز" في بيروت المهندس كمال البطل, امس, النقاب من بلدة وادي خالد اللبنانية الحدودية التي استقبلت نحو خمسة آلاف نازح سوري من القرى الحدودية عن وجود "محارق جماعية" تقوم مئات العناصر العلوية ممن يطلق عليها اسم "الشبيحة" خلالها بجمع عشرات الجثث من الشوارع ونقلها الى اماكن محددة حيث تضرم فيها النيران لمحو اثار الجرائم خصوصا بعد العثور على القبور الجماعية في درعا الشهر الماضي.

وقام المهندس البطل, الذي جرى تكليفه من المركز الرئيسي "للمجلس العالمي لثورة الارز" في واشنطن, بالانتقال الى وادي خالد في شمال لبنان على رأس لجنة تقصي حقائق وجمع معلومات دقيقة من النازحين السوريين الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم وافراد من عائلاتهم لم يتمكنوا من عبور الحدود الى لبنان, ففروا الى مناطق داخلية اخرى في سورية, فيما بلدات عدة في المنطقة الموازية لوادي خالد, اي تلكلخ والعريضة وغيرهما, تحولت الى قاع صفصف خالية من السكان الذين قتل منهم العشرات واعتقل المئات الذين لا يعرف احد مصيرهم حتى الان, على ايدي فرق العناصر العلوية التي تدخل المنازل بعد تهجير سكانها فتسطو على كل ما فيها بما في ذلك النوافذ الخشبية وبلاط المطابخ والحمامات واشرطة الكهرباء وكل ما يمكن اقتلاعه ونقله الى قرى علوية كان نظام الاسد زرع سكانها حول المدن وفي المحافظات السنية المستعدة لمنع هذا النظام من تنفيذ خطته لتقسيم البلاد واقامة دولة علوية مترامية الاطراف تقول المعارضة السورية في باريس انها جاهزة منذ عهد رفعت الاسد نائب الرئيس السوري السابق الذي قاد مجزرة حماه في مطلع الثمانينات الماضية لاقتلاع الكثافة السنية منها, ثم نقل الاف العائلات العلوية وزرعها داخل المدينة وحولها في محاولة دائمة للسيطرة عليها امنيا واقتصاديا.

ونقل المهندس البطل في اتصال اجراه ب¯ "السياسة" من وادي خالد, امس عن عشرات الهاربين السوريين من تلكلخ والعريضة والقرى الاخرى المحيطة بهما قولهم: "ان اجهزة الامن الخاصة السورية مدعومة بمئات العناصر ممن يرتدون الثياب السوداء ويغطون وجوههم على غرار فرق الكومندوس يقتحمون القرى, بعضهم على دراجات نارية مثل "الحرس الثوري" وميليشيات "حزب الله" في لبنان, والبعض الآخر "تفرغهم" فانات بيضاء لا تحمل ارقاما ولا اي شيء يشير الى هويتها, ثم يخرجون منها بعد تهجير سكانها بكاملهم وسرقة ممتلكاتهم وموجوداتهم واحيانا قبل احراق المنازل والسيارات التي تقل المئات منها الى مناطق اخرى وقرى وبلدات علوية على الساحل الشمالي".

وقال شقيق ضباط سوري برتبة عقيد يعمل الآن في بانياس ان "القيادات والعناصر السنية الكثيفة في الجيش السوري مجمدة في ثكناتها ومحاصرة كيلا تقع عمليات فرار جماعية للانضمام الى الثوار, الا ان قصص وروايات المجازر التي ترتكبها فرق عسكرية ملتزمة "حزب البعث" واجهزة امنية تابعة لآل الاسد وقيادة هذا الحزب و"الشبيحة" من العلويين والايرانيين و"حزب الله" اللبناني, تتناهى تباعا الى قيادات تلك الثكنات العسكرية السنية التي بدأت تتململ", كاشفا (شقيق الضابط) النقاط عن "اعتقالات بالمئات ومجازر ومحارق جماعية وتهجير كامل شامل لسكان القرى معظمهم الى الداخل بعدما سدت القوات العسكرية والامنية وميليشيات النظام طرق الهروب الى لبنان عبر الحدود".

وقال هذا النازح السوري من تلكلخ: "لا يمكن ان نطلق على ارتكابات عملاء النظام الا "الابادة الجماعية", فيما الهاربون من قراهم لا يُسمح لهم بالعودة الى منازلهم وخصوصا الاولاد والرجال من 15 عاما الى 40 عاما, الذين يتم اعتقال معظمهم على ايدي الاستخبارات الجوية وعناصر "الشبيحة" العلويين, ويُعمد الى احراق معظم الجثث منذ نحو الشهر بعد انكشاف القبور الجماعية في درعا للتخلص منها ومن اي دليل على تلك "المحارق الجماعية".

واكد المهندس البطل ل¯"اسياسة" انه "لم يكن يتصور ما رآه من اوضاع مأساوية لهذه الدرجة في صفوف النازحين السوريين, ولا القصص التي يروونها عن الارتكابات التي تفوق كل وصف في مجالات الابادة الجماعية وخرق حقوق الانسان, والتهجير الجماعي لأهالي مناطق بكاملها الى مناطق اخرى في ما يبدو انها نهاية سورية الموحدة باتجاه تقسيمها الى دولتين سنية وعلوية, وهو الهدف النهائي الجاهز حسب اعتقاد النظام العلوي القائم, في حال استحالة بقاء آل الاسد وجماعتهم على رأس الدولة الراهنة".

ونقل البطل عن محام سوري من العريضة فر مع زوجته وطفله الى وادي خالد اعتقاده "ان النظام العلوي الذي شعر بالفعل بدنو اجله خصوصا بعد مطالبة المجتمع الدولي بشار الاسد بالتنحي اذا لم يعمد الى اصلاحات فورية هو غير قادر على تنفيذها, يحاول الآن عن طريق استخدام المجازر والمقابر والمحارق الجماعية ترويع السكان السنة الضعفاء في المناطق والمحافظات التي ليست لهم حمايات كافية فيها, من اجل احداث تغييرات جذرية ديموغرافية لتجمع العلويين في اماكن محددة من اجل توسيع نطاق دولتهم التي يعتقدون انها قابلة للتحقق".

وفي اسوأ رواية لمايجري داخل البلدات السورية على ايدي عصابات النظام, نقل البطل عن المحامي السوري قوله "انهم - جماعة الاسد وشقيقه - يمارسون سياسة عصابات الصهاينة في اسرائيل التي قامت لفترات طويلة باغتيال الاطفال الفلسطينيين من سن ثمانية اعوام حتى الثالثة عشرة, ثم عمدت الى قطع معاصمهم كيلا يتمكنوا مستقبلا من حمل السلاح لمحاربتهم, اذ ابلغت امهات وآباء سوريون لجان حقوق الانسان المحلية السورية ان "عناصر سوداء تغطي وجوهها" عمدت في عدد من القرى المقابلة لوادي خالد اللبنانية الى قطع معاصم عدد من الاطفال السوريين لمنعهم مستقبلا من حمل السلاح ضد النظام البعثي العلوي الذي يعتقد انه دائم الى ما لا نهاية".

 

الراعي التقى رفاران وايمن نور : الإنقسام الحاصل في لبنان هو لان كل واحد منا يدعي انه يملك كل الحقيقة

التظاهرات دلالة على رغبة الإنسان في العيش بكرامة بحقوقه الإنسانية

 نظامنا يختلف عن كل أنظمة الشرق كونه نظاما ديموقراطيا يحترم الآخر

ليدرك المسؤولون ان الله يطالبهم بالحساب ويندد بتقصيرهم وظلمهم للشعب

وطنية - بكركي - 22/5/2011 ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة سيدة بكركي في الصرح البطريركي، عاونه فيه امين سر البطريرك الخوري نبيه الترس، القيم البطريركي الخوري جوزف البواري، المرشد الروحي لاخوية الحبل بلاد دنس في بكفيا الاب صالح نعمه، في حضور وفد الفرانكوفونية برئاسة رئيس الحكومة الفرنسية السابق جان بيار رفاران، قائمقام كسروان جوزف منصور، اخوية الحبل بلا دنس للرجال في بكفيا وضواحيها التي تحتفل هذه السنة بالذكرى ال 150 على تأسيسها، المستشار الفرانكفوني لرئاسة الجمهورية الدكتور خليل كرم، رئيس حزب السلام المحامي روجيه اده ووفد من لجنة العودة الى بريح.

العظة

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة بعنوان: يا سمعان بن يونا أتحبني؟ إرع خرافي، ومما جاء فيها: سلم الرب يسوع بطرسَ الرسول رعاية الخراف، النفوس التي افتداها بموته على الصليب، بعد أن تأكد من أن سمعان - بطرس يحبه حبَّاً شديداً. وبذلك أظهر الربّ أنَّ كلَّ سلطة في العائلة والكنيسة والمجتمع تفترضُ في قلب صاحبها حبَّاً شديداً للمسيح. فكما جسَّد الربُّ يسوع محبّة الله لبني البشر من خلال محبّتِه العظمى التي هي بذل الذات في سبيل الجماعة، هكذا أراد أن يشهدَ كلُّ مسؤولٍ لمحبّة الله بمحبَّته الشخصية على مثاله. ولهذا سألَ يسوعُ سمعانَ بن يونا ثلاثاً: أتحبُّني؟، وثلاثاً سلَّمه الرعاية بعد جوابه المثلَّث: نعم يا رب، أنتَ تعلمُ كلَّ شيء، وأنتَ تعرفُ أنّي أُحبُّكَ (يو 21/17).

1-السلطة تفترض المحبة

بما ان السلطة، في العائلة والكنيسة والمجتمع، هي فن شريف لخدمة الانسان والخير العام، فإنها تفترضُ عند صاحبها المحبّةَ التي هي روحُ السلطة ومُشيرتُها ومُحرِّكتُها. المحبة هي جوهرُ طبيعةِ الله، على ما شهِدَ يوحنّا الرسول: اللهُ محبّة (1يو4: 8). ولأنَّ الله محبّة، فهو خالقٌ وفادٍ ومُبرِّر من حيثُ هو واحدٌ ومثلَّثُ الاقانيم: ألآبُ أحبَّنا وخلقنا، والابنُ أحبَّنا وافتدانا، والروحُ القدس أحبَّنا وبرَّرنا. شأنَ المسؤول، صاحب أيِّ سلطة روحية أو عائلية أو مدنية، أن يُحبَّ مَن هم في عهدتِه، ويُؤدِّي بمحبة خدمته لهم، على تنوُّعِها.

إنَّ تعبير رعاية الخراف مأخوذٌ من الكتاب المقدَّس، في عهدَيه القديم والجديد. في كتب العهد القديم، اتَّخذَ الله إسمَ راعي شعبِهِ. الشعبُ هو قطيعُ الله والأشخاصُ خرافُهُ الناطقة. وكان يختارُ رعاةً لشعبه، ووعدهم بإرسال رعاةٍ مثل قلبِه يعتنونَ بهم بعلمٍ وفِطنة (إرميا 3: 15).

وتمَّ الوعدُ بيسوع المسيح الذي استعاد في الانجيل صورةَ العهد القديم وقال عن نفسه: أنا هو الراعي الصالح، وأبذلُ نفسي عن الخراف(يو10: 11). وسمَّاهُ بطرس الرسول راعي النفوسِ وحارسَها(1بط2: 25).

سلطةُ رُعاةِ الكنيسة منوطةٌ بإرسالهم من قِبلِ المسيح ليُعلِنوا إنجيلَ الخلاص، فيُعلِّمونَ ويعملون لا بسلطتهم الخاصة، بل بقوِّة سلطة المسيح، لا كأعضاء في الجماعة، بل كمعلِّمين لها باسم المسيح (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 875)، سلطتهم هي خدمةُ كلمةِ الله يوزِّعونها بحق واستقامة وفقاً للتقليد الرسولي وتعليم الكنيسة، من أجل استنارة السامعين ودعوتهم إلى الايمان؛

وهي خدمةُ نعمةِ الاسرار يوزِّعونها على جميعِ المؤمنين بخشوعٍ وغَيرة رسولية، من اجل تقديسهم وشِفاءِ نفوسِهم من الخطيئة والأميال الشريرة؛

وهي خدمةُ المحبة فيُقدِّمونَ للنفوسِ طعامها الروحي الذي هو جسدُ المسيح ودمُهُ في سرِّ القربان، والذي يملأُهم حياةً إلهية ومحبةً لله وللناس، فيُصبحونَ شعبَ المحبة، وينشرون في مجتمعاتهم حضارةَ المحبة.

إنَّ ممارسة سلطتهم التعليمية والتقديسية والتدبيرية، إنّما تُقاس على مثال المسيح الذي، بحبٍ كبير، جعل نفسه الآخِرَ وخادمَ الجميع (راجع مر 10: 43-45).

سلطةُ الوالدِين دعوةٌ منَ اللهِ الخالق لنقلِ الحياة البشريةِ وتربيتِها على القيَمِ الأخلاقية، والايمانِ، والصلاة. وبما أنَّ العائلة هي الخليَّةُ الأصلية للحياة الاجتماعية، فسلطة الوالدِين تقتضي منهم تربيةُ أولادهم على حسنِ العلاقات الاجتماعية، بروحِ التعاونِ وإكرامِ الآخَر، وبخاصةٍ على الاعتناءِ بالكبارِ والمرضى والمُعوَّقين والفقراء.

السلطة السياسية المدنية تندرجُ في إطارِ النظامِ الذي رتَّبهُ الله الخالق، لكي يعيشَ الناسُ والشعوبُ في سلام، ويتفاهموا ويتعاضدوا في بناءِ مدينة الأرض على أسس العدالة والمساواةِ في الحقوقِ والواجبات. هذا يقتضي من صاحبِ السلطة في المجتمعِ والدولة ان يستلهمَ مشيئةَ الله، فيقضي بالبِرِّ للشعب، وبالإنصافِ للضعفاء (مز 72: 2). وَليُدرِكِ المسؤولونَ المدنيونَ أنَّ الله يُطالبُهم بالحساب، ويُندِّدُ بتقصيرهم وظُلمِهم للشعبِ على لِسانِ أشعيا: ويلٌ للذينَ يقترفون الإثمَ والظلمَ، ويسلبوا حقَّ الضُعفاء(أشعيا 10: 1-2)، كلَّ مرةٍ تخلَّفوا عن الخيرِ العام، فلا يلتزمونَ بالنشاط التشريعي والاجرائي، والنشاط لاقتصادي والاجتماعي والنشاط الاداري والثقافي؛ وكلَّ مرةٍ يُعطِّلونَ المؤسسات الدستورية والادارات العامة، ويحرمون بالتالي المواطنين من توفير أوضاعِ الحياة الاجتماعية التي تُمكِّنُهم، أفراداً وجماعات، من تحقيقِ ذواتهم تحقيقاً أفضل (راجع شرعة العمل السياسي، ص 5-6).

2- سمعان بطرس نموذج لكل صاحبِ سلطة

محبةُ سمعانَ بطرس صادقةٌ ونابعةٌ من قلبه. لقد برهن عنها في إخلاصه لشخصَ يسوع. فعندما تركه الكثيرون لثقل كلامه عليهم (يو6: 61)، قال بطرس: ربي، إلى مَنْ نذهب، وكلامُ الحياة الابديةِ هوَ عندك(يو6: 68). وعندما عَلِمَ بطرس أنَّ يسوعَ على شاطئ البُحَيرة بعد الصيد العجيب رمى بنفسه في المياه آتياً إلى يسوع (يو21: 7). أوصانا يوحنا الرسول: لا تكن محبَّتُنا بالكلامِ أو باللسانِ، بل بالعملِ والحق(1يو3: 18). وعندما حُكِمَ على بطرس بالصلب مثلَ مُعلِّمِهِ، اعتبرَ نفسَهُ غيرَ مُستحقٍ لهذا التشبُّه فطلبَ أن يُصلَبَ بالمقلوب، أي أن يضعوا رأسَه مكانَ قدَمَي يسوع. إنَّ محبتَه قائمة على إيمانه الكبير بالمسيح الذي أعربَ عنه وحدَهُ في قيصرية فيلبس: أنتَ هو المسيح ابنُ اللهِ الحي (متى 16: 16)، وامتدحَ يسوعُ إيمانَهُ.

بفضلِ هذه المبحة الشديدة ليسوع، سلَّمه الربُّ أن ينقُلَ محبَّتَه لجميعِ الناس. هذا هو جوهر كلِّ مسؤولية أن تنقلَ محبَّةَ الله لكلِّ إنسان، وتنقُلَها بالاعمالِ والمواقف والمبادرات، دونما تمييز في العِرقِ واللون والثقافة والدين.

3-يوم الصلاة من أجل الدعوات الكهنوتية والرهبانية

تُخصِّصُ الكنيسة هذا الأحد والاسبوع الطالع للتأملِ في مفهومِ الدعوة إلى الكهنوتِ أو إلى الحياة المُكرَّسة في الرهبانيات أو العالم، وللصلاةِ من اجلِ ثباتها ونموِّها. وهي صلاةٌ أوصانا بها الربُّ يسوع عندما رأى الجموع تعبين منهوكين، فتحنَّنَ عليهم وقال: الحصادُ كثير والفعلة قليلون. فاطلبوا من ربِّ الحصاد أن يُرسلَ فعلةً لحصاده (متى9: 36-38).

وجَّه قداسةُ البابا بنديكتوس السادس عشر في المناسبة رسالةً أكَّد فيها أنَّ الدعوات إلى الخدمة الكهنوتية وإلى الحياة المكرَّسة هي في الأساس ثمرةُ الصلاة. فالربُّ يسوع قبْلَ أن يختار تلاميذَه لاتِّباعِهِ، قضى ليلتَه في الصلاةِ إلى الآب(لو6: 12)، لكي يعرفَ مشيئتَه ويختارَ معاونيه في إعلانِ ملكوتِ الله(لو10: 9). فلا بدَّ من الصلاة في الجماعات الرعوية وفي العائلاتِ المسيحية وفي المجموعات المعنية بتعزيز الدعوات، لكي يختارَ ربُّ الحصاد مَنْ يشاءهم في سرِّ تدبيره.

المدعوون هم المعاونون في رسالةِ المسيح القائمة على محبة الناس والشهادة لرحمة الله، وهم المتتلمِذونَ للمسيح الذي يُنشِّئُهم بالكلمة ومَثَلِ حياته، ويُهيِّئُهم لمواصلةِ عملِهِ الخلاصي، ويُسلِّمُهم الرسالة الموكولة إليه من الآب.

إتبعني. بهذه الكلمة يدعو الربُّ يسوع مَنْ يُريدُهم لرسالة الكهنوت أو للسير على خُطاه في كمال الحياة. لكنَّهُ يدعوهم في الأساس ليَدخلوا في عمقِ محبتِه وصداقتِه، ليسمعوا بانتباه كلمتَه كلَّ يوم، وليعيشوا في الاتحادِ الكاملِ به، وَلِيقِفوا الذاتَ عطيةً كاملة لله ولِنَشرِ ملكوته وفقاً لشريعةِ الانجيل.

صلاتُنا إلى الربِّ يسوع اليوم أن يسكبَ محبَّتَه في قلبِ كل شخص يدعوهُ إلى المسؤولية في العائلة والكنيسةِ والمجتمع، وأن يختارَ من بين الشبّان والشابّات مَنْ يُريدُهم، في سرِّ محبَّتِه الخلاصية، أن يكونوا معاونيه في رسالةِ الخلاصِ ونشرِ ملكوتِ الله، بدعوتِه إياهم إلى اتِّباعِهِ في الخدمة الكهنوتية وفي شهادةِ الحياةِ المكرَّسة. آمين.

استقبالات

بعد القداس، التقى البطريرك الراعي رئيس حزب الغد المصري الدكتورايمن نور المرشح عن تجمع أحزاب الإعتدال والليبرالية للانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، والذي قدم لغبطته ميدالية حزب الغد الليبرالي وبحث معه في موضوع عقد قمة روحية في مصر مع شيخ الأزهر والقيادات الروحية المسلمة والمسيحية المهتمة بالعيش المشترك، والتعددية السياسية مقدمة المواطنية ومبدأ الحريات في الدستور على أي أولوية أخرى.

اخوية الحبل بلا دنس

كما التقى وفدا من أخوية الحبل بلا دنس للرجال في بكفيا في ذكرى المئة والخمسين سنة على تأسيسها، حيث ألقى كلمة رئيس الأخوية حنا الأشقر، شاكرا لغبطته استقبالهم ورعايته لهم.

ورد البطريرك مرحبا، وقال: صلاتنا على الأرض هي مفتاح عطايا الله بالعالم كله، وصلواتكم تأتي باسم الكنيسة وفيها تجتمعون حول العذراء، وتتأملون في كلام الرب من خلال الوعظ والإرشاد.

وحيا العائلات اللبنانية جميعا، لا سيما تلك التي تنقل الإيمان الى اولادها والأجيال القادمة والصلاة من جيل الى جيل. ولفت الى دور الأخوية في الحياة اللبنانية، التي تعتبر شركة على مستوى الأخوة، ونحن نعيش مع بعضنا البعض معا وعلينا أن نواكب ونواجه كل الصعوبات التي يمر بها مجتمعنا اللبناني، مجتمع متفتت، متنازع، منقسما على نفسه، لكن من واجباتنا جميعا أن نعيد بناء هذا النسيج اللبناني ليعود فيلعب دوره خاصة في نظامه القائم على العيش معا بمختلف الأديان والثقافات، هذا النظام اللبناني الذي يختلف عن كل أنظمة الشرق كونه نظاما ديموقراطيا يحترم الآخر ولو كان متوعكا اليوم.

أضاف: وطننا اليوم يعاني بعض الأمراض، وعلينا ان نعمل لكي يشفى منها بقوة ربنا أولا وبقوة صلاتنا له والرب يقول قوموا لأقوم معكم. لذا أحييكم مجددا كأخوية وعائلات تبنون المجتمع اللبناني لا بل أقله تحملون في قلوبكم هم لبنان ومصيره.

وتابع: يدنا بيدكم كي نبني معا المجتمع اللبناني الذي يجمعه السيد المسيح، نحن في عالم ديموقراطي ينبغي أن يتمتع بحرية التعبير وحرية الرأي، وتنوع بالأحزاب والتطلعات والرؤيا، فإذا فقدناها فقدنا كل شيء. الرب خلق الإنسان بفرادة، لكي يكون لديه تفكيره الخاص الواعي، ورأي واع. والذي يجمعنا الحقيقة هي الحقيقة، التي نصل اليها من خلال التنوع في نظراتنا. كل هذا الإنقسام الحاصل في لبنان هو لان كل واحد منا يدعي انه يملك كل الحقيقة.

أضاف:صدقوني لا أحد يملك الحقيقة كاملة، كل منا يملك جزءا من الحقيقة، الحقيقة هي عند الله، وبقدر ما يستطيع الإنسان أن يستمد من هذه الحقيقة المطلقة، عندها يمكن أن تصل حقائقنا النسبية الى رؤيا موحدة.

وحذر غبطته من الإنزلاق في ما نحن اليوم من انشطار كبير عند من يدعي ان الحقيقة معه وحده، ومن لا يسير معه كلنا على خطأ. هذا الموقف هو ضد كل المفاهيم الإنسانية وضد كل مفاهيم الكنيسة. نحن نؤمن بكنيسة واحدة جامعة تنوع في الوحدة، تعددية في الوحدة، هذا هو دور لبنان الذي يجب أن يلعبه في العالم العربي الذي من لون واحد، وفكر واحد ورأي واحد، ولذلك لا يمكن أن تكون هذه الأنظمة أنظمة ديموقراطية، بل أنظمة ديكتاتورية وتوتاليرية، وكل هذه التظاهرات الكبيرة التي نراها دلالة على رغبة الإنسان في العيش بكرامة، وبحقوقه الإنسانية. الحقيقة هي التي تجمع كل الناس وتحررهم، هذه هي أبعاد الأخوية، روحية اجتماعية كنسية ووطنية.

نائب رئيس الجامعة الثقافية في العالم

كما التقى غبطته بعد ذلك نائب رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الشيخ ميشال الدويهي الذي عرض لعمل الجامعة في سيدني واطلعه على أوضاع الجالية هناك ووجه له باسمهم دعوة لزيارة اوستراليا لتفقد الجالية، لا سيما الموارنة منهم الذين يكنون كل المودة والإحترام للمقام البطريركي والمحبة لشخص البطريرك.

وفد بريح

واستقبل غبطته أيضا وفدا من لجنتي العودة الى بريح برئاسة كاهن الرعية الخوري مارون كيوان ومختار البلدة الياس خليل.

كيوان

واوضح الخوري كيوان ان الزيارة كانت لتهنئة غبطته لتوليه كرسي انطاكيا وسائر المشرق للموارنة ولأخذ البركة والتوجيهات، واطلاعه على آخر المستجدات التي وصلت اليها قضية العودة الى بريح إكمالا لتنفيذ بروتوكول العودة الذي عقد في بيت الدين، برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في أب 2010. وقد طلب الوفد

من غبطته البركة والسعي لدى المسؤولين اللبنانيين لتحقيق هذه العودة، شاكرين ايضا كل من سعى ويسعى معنا لتحقيق هذه العودة بعزة وكرامة.

رفاران

وظهرا، استقبل البطريرك الراعي رئيس الحكومة الفرنسيةالسابق الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي في الفرانكوفونية جان بيار رفاران، يحوطه السفير الفرنسي في لبنان والممثل الشخصي للرئيس اللبناني في الفرانكوفونية الدكتور خليل كرم والوفد المرافق لهم.

وهنأ رفاران غبطته بانتخابه بطريركا على الطائفة المارونية، معربا عن سروره الكبير لاختيار أساقفة الطائفة بهذا الإنتخاب.

ونقل له تحيات الرئيس الفرنسي، وجدد الدعوة لزيارة فرنسا حيث ينتظر الكثيرون للاجتماع بغبطته هناك وتبادل الرأي والأفكار معه، ثم كانت جولة أفق إضافة الى العلاقات الثنائية والتاريخية بين فرنسا ولبنان، وقد استبقاهم البطريرك الى مائدة الصرح.

زوار

ومن الزوار ايضا، المطران ديمتري سالاخس مطران الشرقيين الكاثوليك في لبنان، يرافقه عميد كلية الحقوق في جامعة الحكمة الأب ايلي رعد، ثم رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه اده.

 

أوباما: إيران تموّل منظمات مثل "حزب الله" تقوم باغتيالات سياسية.. وملتزمون أمن إسرائيل 

أكّد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنّه "لا يزال هناك الكثير للحفاظ عليه بين أميركا وإسرائيل"، مشدداً على أنَّ "الصلات مع إسرائيل وثيقة، وإلتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل إلتزام منيع لا يهزه شيء، إذ إنَّ إسرائيل القوية والآمنة هي من مصلحة الولايات المتحدة". وفي كلمة أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية ـ الإسرائيلية "أيباك"، قال أوباما: "لقد أكّدت (خلال اللقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على حقيقة الحفاظ على أمن اسرائيل"، مضيفاً: "نحن شعبان كافحنا للحصول على حريتنا، ونحن نعبر عن التزامنا لبقاء إسرائيل موطناً آمناً للشعب اليهودي، كما ندرك صعوبة المسعى للحصول على أمن، وهي تعيش ضمن دول جوار صعبة". وأضاف أوباما: "أنا أرى الكفاح اليومي الذي يعيشه المواطنون الإسرائيليون ونفهم التحديات التي تواجهها إسرائيل، لذلك جعلت أنا وإدارتي، أمن إسرائيل من أولوياتنا وزدنا التمويل العسكري للخارج بالإضافة إلى الالتزام العسكري بين الجيشين، وصولاً إلى استكمال بناء الدرع الصاروخي". وتابع في هذا السياق: "نحن سنبقى على عهدنا بجعل اسرائيل متفوقة نوعياً"، متوجهاً إلى أعضاء "أيباك" بالقول: "سترون إلتزامنا بالحيلولة دون وصول إيران إلى السلاح النووي، فنحن فرضنا عقوبات قوية على إيران إنضم إلينا في ذلك حلفاؤنا وقد تحولت إلى دولة معزولة ومحرومة من أي مساعدة وسنستمر بالضغط عليها". وأكّد أوباما: "الإلتزام بمنع إيران من الحصول على السلاح النووي"، معتبراً أنَّ "إيران تضرب شعبها، وتحاول التدخل بالمنطقة، وهي تستمر بمساعدات منظمات ارهابية، وتموّل منظمة مثل "حزب الله" التي تقوم بإغتيالات سياسية وتفرض ذلك بصواريخ وسيارات مفخخة". وتابع أوباما في مجال آخر: "لقد عملنا لدعم السلام بين إسرائيل والفلسطنيين، ولكن الإتفاق بين حركتي "فتح" و"حماس" يضع عراقيل أمام عملية السلام، إذ يتوجب على "حماس" أن تطلق سراح الجندي (الإسرائيلي جلعاد) شاليط"، مضيفاً: "إلا أنَّه على الرغم من صعوبة الظروف، يجب أن ندرك أن الإخفاق بالمحاولة ليس قدراً، والولايات المتحدة يجب أن تبذل جهوداً للتوصل لإتفاق ينهي الصراع"، ولفت إلى أنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيل بنيامين نتنياهو "وجوب التحدث بصدق، فالملايين من العرب يجب أن يروا أنَّ هناك سلاماً يتحقق، خصوصاً مع وجود جيل جديد من العرب يغيّر شكل المنطقة، والسلام لا يمكن أن يفرض فرضاً على أطراف النزاع". وإذ شدّد على أنَّ "شرعية إسرائيل ليست مسألة للنقاش"، قال أوباما: "هذا إلتزام على إدارتي"، مضيفاً: "كما أنَّ توجّه الفلسطنيين إلى الأمم المتحدة، لن يؤدي إلى نتيجة وقيام الدولة الفلسطنية، فلذلك لا بد من قيام دولتين على حدود 67 وتبادل الأراضي على هذا الأساس، فيجب أن يكون للفلسطنيين دولة إلى جانب دولة إسرائيلية تتمتع بالحق بالأمن"، مختتماً حديثه في هذا الشأن بالقول إنَّ "الهدف النهائي هو دولتين وكل دولة لها حق تقرير المصير والإعتراف المتبادل والسلام، وبالتالي يجب للدولة فلسطينية أن تكون دولة متواصلة جغرافياً مع الأردن ومصر". (رصد NOW Lebanon)

 

رئيس البرلمان العربي: لا يمكن الصمت حيال العنف ضد المتظاهرين في سوريا اليمن وليبيا

بدأت بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة أعمال الدورة العادية الأولى المستأنفة للبرلمان العربي للعام 2011، برئاسة رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي، الذي أعلن في كلمته بالجلسة الإفتتاحية أنَّ "البرلمان سيناقش مجموعة من الموضوعات الهامة، من بينها تطور الأوضاع المأساوية في سوريا واليمن وليبيا"، لافتاً إلى أنَّ "البرلمان العربي لا يمكن أن يصمت تجاه أعمال العنف التي تمارس ضد المتظاهرين في هذه الدول". وأضاف الدقباسي أنَّ "البرلمان سيبحث سبل معالجة هذه الأوضاع وفق ما نصّت عليه وثيقة التطوير والتحديث، التي إعتمدتها القمة العربية في تونس عام 2004، وفي مقدمتها ترسيخ الديمقراطية وإطلاق الحريات وإحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان وتحقيق التكامل الإقتصادي العربي بدخول الوطن العربي مرحلة التكامل الإقتصادي". كما ذكر أنَّ من بين الموضوعات التي سيناقشها البرلمان كذلك "ما وصلت إليه الجهود العربية حول إستراتيجية الأمن القومي العربي في ضوء المستجدات الدولية والإقليمية وإحتلال إيران لجزر الإمارات العربية المتحدة (طنب الكبرى طنب الصغرى وأبو موسى". هذا، ولفت الدقباسي إلى أنَّ البرلمان سيناقش "مواصلة العمل لحشد الدعم الدولي للإعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والضغط على الكيان الصهيوني للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلي"، مشدداً على أهمية "طرح قضية الأسرى في المحافل البرلمانية الدولية والإقليمية وفضح ممارسات الكيان الصهيوني وإثارة قضية إعتقال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني مروان البرغوتي وكافة زملائه النواب الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي". إلى ذلك، ستتم مناقشة تطور الأوضاع في الجولان العربي السوري المحتل وفي دارفور والصومال والإحتلال الفرنسي لجزيرة (مايوت) بجمهورية القمر المتحدة وتواصل العلاقات بين البرلمان العربي والبرلمان الأوروبي والبرلمان الافريقي. (كونا)

 

مدينتا حمص وسقبا شيّعتا ضحايا أمس وسط نيران قوات الأمن 

شيعت مدينتا حمص وسقبا السوريتين قتلى سقطوا أمس السبت برصاص قوات الأمن السورية، في حين جددت السلطات السورية إتهامها لـ"مجموعات إرهابية" بالمسؤولية عن أعمال العنف في البلاد. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن أحد الشهود من مدينة سقبا في ريف دمشق، أنّ "أكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في تشييع جنازة شخص قتل أمس السبت في المدينة، وأطلقوا هتافات تدعو إلى إسقاط النظام، من دون أن تتدخل قوات الأمن". هذا، وشيعت حمص (وسط) اليوم الأحد أيضاً القتلى الخمسة الذين سقطوا أمس السبت برصاص قوات الأمن لدى مشاركتهم في تشييع 13 شخصاً قتلوا أول من امس الجمعة، إذ أكد رئيس "المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان" عمار القربي في اتصال هاتفي مع "فرانس برس" أنَّه "حصل إطلاق نار من قبل قوات الأمن في حمص لدى تشييع قتلى أمس السبت"، مشيراً إلى أنَّه "لا تزال المنطقة الممتدة من تل النصر إلى ساحة العباسية حيث تم التشييع محاصرة"، من دون تحديد ما إذا كان إطلاق النار تسبب بسقوط ضحايا، ولفت إلى "حصول اعتقالات في حمص، وخصوصاً في منطقتي باب عمرو وباب السباع، وفي منطقة ادلب (غرب) وخصوصاً في مدن اريحا وبنش ومعرة النعمان وكفرنبل".من جهته، أشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى "إعتقال العشرات صباح اليوم (الاحد) في قرية خربة غزالة (ريف درعا)، حيث فرض حظر التجول"، في حين بث الموقع الإلكتروني للفيديو "يوتيوب" شريطاً يصور تظاهرة، شارك فيها المئات في مدينة حمص، وأطلق خلالها المشاركون بحسب الشريط هتافات مثل "الله اكبر يا بلادي كفي(استمري) " بالإضافة الى شعارات مناهضة للنظام. رئيس "المركز السوري للدفاع عن المعتقلين وعن حرية التعبير" المحامي خليل معتوق، قال لوكالة "فرانس برس" إنَّ "السلطات السورية أفرجت اليوم الاحد عن الناشط انور البني بعد ان انهى مدة الحكم الصادر بحقه بتهمة نشر انباء كاذبة". أمَّا "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فقد أعلن أنَّ "حصيلة القتلى وصلت إلى 1003 قتلى هم 863 مدنياً و140 من رجال الامن والجيش، منذ بداية حركة الاحتجاجات التي تشهدها سوريا في منتصف أذار الماضي"، فيما اعتبر ناشط بحسب "فرانس برس" أنَّ "القتل يزيد من الإحتقان الداخلي والحقد ويؤدي إلى تأجج المشاعر"، مضيفاً :"الحل الامني اثبت عدم جدواه عندما فشلت حملة الاعتقالات والتعذيب التي عادة ما تثني المحتجين عن المشاركة في التظاهر، فشلت في جعلهم يعدلون عن الاستمرار". وقال إنَّ "القتل يشحن الناس حقداً ويدفعهم الى المشاركة تعبيراً عن غضبهم".  إلى ذلك، شدد ناشط آخر على "ضرورة إقامة حوار مع المعارضة والقيادات الحزبية، في إطار حل وطني داخلي هو الوحيد الذي من شأنه التوصل الى نتائج لحل الأزمة".(أ.ف.ب.)

 

تجريد قبطي مصري من جنسيته بتهمة الخيانة العظمى

قضت المحكمة الإدارية المصرية "بتجريد المحامي القبطي موريس صادق، الذي يقيم في الولايات المتحدة الأميركية من جنسيته، وشطب إسمه من جداول العضوية بنقابة المحامين بسبب تحريضه الدائم على مصر، الذي يعد بمثابة خيانة عظمى" للبلاد ، وألزمت وزارة الداخلية "بتنفيذ هذا الحكم"، بحسب وكالة "أنباء الشرق الأوسط" المصرية. وأوضحت المحكمة في أسباب حكمها، وفق الوكالة نفسها، أنَّه "ثبت لديها ارتكاب المحامي موريس صادق لما هو منسوب إليه من اتهامات، والتي تعد خيانة عظمى ( للبلاد)، من خلال إدارة "الجمعية الوطنية القبطية الأميركية"، التي يرأسها والتي تشن حملات تحريضية ضد وطنه الأم مصر وتدعو إلى احتلال البلاد عسكرياً وفرض وصاية دولية عليها"، مضيفةً أنَّ "موريس صادق سعى لدى دولة أجنبية وهي إسرائيل داعياً إياها لاحتلال الأراضي المصرية والنزاع على سيادة مصر على آراضيها ووضعها تحت وصاية دولية". ويشار إلى انَّ أحد المحامين كان أقام دعوى طالب فيها "بسحب الجنسية عن صادق وشطبه من عضوية نقابة المحامين"، متهما إياه بأنَّه "دائم التحريض للقوى الدولية ضد مصر وإثارة الفتن، بدعوته إلى تقسيم البلاد ما بين المسلمين والمسيحيين وإلى فرض الوصاية الدولية على مصر وقطع معونات مخصصة لها من جانب دول أجنبية"، ودائماً وفق "أنباء الشرق الأوسط". (أ.ف.ب.)

 

بان يلقي كلمة اساسية قبل موعد الصدور المحتمل للقرار الاتهامي الشهر الحالي

نهارنت/اكّد احد الموظفين في مقرّ المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ان "الجرائم التي تقع في سوريا ليست من اختصاصنا"، ردّاً على سؤاله عن تزامن تعديل المدعي العام دنيال بلمار القرار الاتهامي مع تطوّر الأحداث في سوريا. واكّد الموظف لصحيفة "الاخبار" ان "المحكمة الخاصة تعمل وفق معايير قانونية ولا علاقة لها بالسياسة"، مشدّداً على انه "للمدعي العام حق انتهاج الأساليب المهنية التي يراها مناسبة لجمع المعلومات"، ولم يوضح إذا كانت تلك الأساليب تعني جمع إفادات شهود أو معلومات، أفادت وسائل إعلام دولية أخيراً أنّ مكتب بلمار حصل عليها من أجهزة استخبارات فرنسية. وذكر الموظف الذي رفض الافصاع عن اسمه، أن "أحد المحققين في مكتب بلمار قال له إنه تواصل مع المحققين بو أستروم (سويدي) وغونتر نيفر (ألماني) اللذين عملا في لجنة التحقيق الدولية المستقلة عام 2005". وكان رئيس اللجنة ديتليف ميليس قد اعتمد على تحقيقات أستروم ونيفر في صياغة التقرير الأول للجنة التحقيق الدولية المستقلة (2005)، الذي أشار الى ضلوع كبار المسؤولين في الجمهورية العربية السورية في جريمة اغتيال الحريري وادّعى، نقلاً عن شاهد سوري الجنسية، أن الشاحنة التي كانت محمّلة بنحو طن من المتفجرات، جهّزت في معسكر للجيش السوري في منطقة الزبداني.

واكّد الموظف انه "لا يستبعد قيام عدد من السوريين، بينهم مسؤولون وضباط في الجيش وفي أجهزة الاستخبارات، كانوا قد تردّدوا في تقديم إفاداتهم على نحو رسمي الى لجنة التحقيق الدولية خلال مراحل عملها الأولى وإلى مكتب بلمار بعد انطلاق عمل المحكمة في آذار 2009، الى التزام الإدلاء بشهاداتهم أمام المحكمة في لاهاي". واوضح ان "وحدة حماية الشهود" شهدت منذ الأسابيع الأولى التي تلت بداية الأحداث في سوريا حركة لافتة، كما شهدت تواصلاً مكثفاً بمكتب بلمار وبالسلطات الأمنية الهولندية.

وذكرت الصحيفة ان "وحدة التواصل في المحكمة الدولية، التي تديرها الصربية أولغا كافران، كلّفت تحسين صورتها، وخصوصاً قبل موعد الصدور المحتمل للقرار الاتهامي بعد تصديق القاضي فرانسين إيّاه". واضافت الصحيفة انه "في هذا الإطار تنظم الوحدة بالتعاون مع "الهيئة العلمية لنشر ثقافة القانونية في العالم العربي" مؤتمراً في فندق البستان في بيت مري من 26 الى 28 أيار الجاري، يلقي خلاله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الكلمة الرئيسية". كما سيتحدّث في المؤتمر كذلك ما يزيد على خمسين شخصاً، من بينهم موظفون في محاكم دولية أخرى، ومحامون وقضاة سابقون والسفير الهولندي في لبنان هيرو دو بور، والنائب غسان مخيبر ووكيل الرئيس سعد الحريري القانوني. ومن بين جلسات المؤتمر العشر جلسة بعنوان "التطوّرات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث صلتها بالقضاء الجنائي الدولي"، بينما لا يشارك في المؤتمر أحد عن المحكمة الجنائية الدولية، التي يحقق المدعي العام فيها، لويس مورينو أوكامبو، في أحداث ليبيا.

 

اوباما على استعداد لعملية جديدة مماثلة لتلك التي اودت بحياة بن لادن

نهارنت/اوضح الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة بثتها "بي بي سي" الاحد، انه سيأمر بتنفيذ عملية مماثلة لتلك التي اودت بحياة اسامة بن لادن في حال تم تحديد مكان مسؤول متطرف في باكستان او اي دولة اخرى ذات سيادة. وردا على سؤال عما اذا كان مستعدا لشن عملية مماثلة اذا تم رصد "هدف مهم في دولة ذات سيادة"، اجاب اوباما "ان عملنا هو صيانة امن الولايات المتحدة". واضاف "اننا نحترم جدا سيادة باكستان، لكن لا يمكن ان نسمح لشخص يخطط جديا لقتل شعبنا وشعوب حلفائنا، لا يمكن ان نسمح بتنفيذ هذه المشاريع من دون ان نتحرك". وقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في الثاني من ايار بيد القوات الخاصة الاميركية في باكستان في عملية جرت بسرية تامة بعد عشرة اعوام على اعتداءات الحادي عشر من ايلول. وهذه العملية التي وصفتها اسلام اباد بانها "غير شرعية"، اثارت حالة استياء قوية في صفوف الشعب الباكستاني الذي يناهض القسم الاكبر منه الاميركيين، ليس بسبب عملية قتل بن لادن التي اثارت بعض الاحتجاجات، وانما بسبب "انتهاك سيادة" باكستان. وتم تسجيل مقابلة اوباما مع "بي بي سي" الخميس في البيت الابيض في واشنطن. وسيبدأ الرئيس الاميركي الاثنين جولة اوروبية ستقوده الى ايرلندا وبريطانيا وفرنسا وبولندا.

 

حملة اعتقالات بمحافظة درعا ومدن أخرى وحصيلة ضحايا التظاهرات تصل إلى 1003 قتلى  

أعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن حملة اعتقالات بدأت فجر اليوم الأحد في بلدة خربة غزالة بمحافظة درعا ومدن سورية أخرى، وقال أن حصيلة ضحايا التظاهرات وصلت إلى 1003 قتلى منذ اندلاعها في منتصف آذار/مارس الماضي. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد أنه "تم حظر التجول في بلدة خربة غزالة واعتقال العشرات، وشُيع أمس الشهيد أحمد إبراهيم عايش الذي قُتل خلال إطلاق النار على تظاهرة خرجت في بلدة صيدا بمحافظة درعا، وهناك عشرات الجرحى في عدد من مشافي المحافظة".

وقال "إن عدد شهداء حمص الذين قُتلوا خلال تشييع شهداء (جمعة الحرية) ارتفع إلى 12 شهيداً، ليصل إلى 1003 عدد ضحايا التظاهرات منذ منتصف آذار/مارس الماضي، من بينهم 873 مدنياً والباقي من قوى الجيش والأمن، موثقين بالأسماء لدى المرصد". وأضاف عبد الرحمن "هناك عشرات المفقودين من المدنيين من محافظة درعا ومحافظات أخرى يُعتقد أنهم فارقوا الحياة، بدليل تسليم جثامين مفقودين في المحافظات السورية بشكل يومي". وقال "إن عدد المعتقلين يفوق 10 آلاف شخص في جميع المحافظات السورية، وتعرض الكثير من المفرج عنهم للتعذيب ووثّق المرصد حالات كثيرات بالصوت والصورة لممارسات التعذيب الجسدي والنفسي وبصورة مقززة". ودعا عبد الرحمن السلطات السورية إلى "السماح للمنظمات الحقوقية السورية ومن بينها المرصد، العمل بشكل علني وإرسال لجان تحقيق إلى المناطق التي سقط فيها شهداء للتحقيق بدقة من أعدادهم وكيفية مقتلهم، وتقديم القتلة إلى محاكم عادلة وشفافة وعلنية أمم أعين الشعب السوري". المصدر : يو بي آي

 

يديعوت أحرونوت": الأسد أبلغ الأميركيين استعداده لاستئناف المحادثات مع إسرائيل  

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الرئيس السوري بشار الأسد بعث خلال الأسابيع الأخيرة رسائل إلى الإدارة الأميركية عبر فيها عن استعداده لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر أميركية قولها إن الأسد قال في هذه الرسائل إن 98% من المواضيع المختلف عليها بين سورية وإسرائيل تم الاتفاق حولها. وأضاف الأسد أنه سيقترح استئناف المحادثات مع إسرائيل بعد أن تهدأ الأوضاع في سورية. ويذكر أنه خلال العام 2008 جرت محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وسورية بوساطة تركية لكنها توقفت في أعقاب شن إسرائيل الحرب على غزة في نهاية العام نفسه. ووفقاً لـ"يديعوت أحرونوت" فإن نقاشا يدور بين المسؤولين في الإدارة الأميركية حول صدق رسائل الأسد وأن توجهات الأسد للأميركيين لينت مواقفهم تجاه الأحداث في سورية والتي سقط فيها مئات القتلى في صفوف المحتجين. وقالت الصحيفة الإسرائيلية أنه "في الوقت الذي قررت فيه الولايات المتحدة قصف معاقل القذافي في ليبيا إلا أنها فرضت عقوبات رمزية فقط على سورية". وأضافت الصحيفة أن الأميركيين يعرفون أن بحوزة سورية سلاح كيميائي وأن التخوف الكبير بالنسبة للأميركيين هو من أنه في حال سقوط النظام السوري وقيام نظام آخر جديد "أقل مسؤولية" فإنه قد يستخدم السلاح الكيميائي أو يسلمه لحزب الله أو لجماعات "إرهابية" أخرى. وتابعت أنه لهذا السبب يتم النظر إلى الأسد على أنه "أفضل الشرور". وقالت "يديعوت أحرونوت" إن سورية كانت أحد المواضيع التي بحثها الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على انفراد يوم الجمعة الماضي ورفض الجانبان الإفصاح عن مضمون المحادثات بهذا الخصوص.

 

الاستئناف يؤيد حكم الاعدام بحق متظاهرين في البحرين بتهمة قتل شرطيين

نهارنت/ايد الاستئناف في محكمة السلامة الوطنية الاستثنائية في البحرين الاحد حكم الاعدام بحق محتجين شيعيين وخفض العقوبة من الاعدام الى السجن المؤبد لاثنين آخرين في قضية قتل شرطيين خلال الحركة الاحتجاجية التي شهدتها البلاد، وذلك بحسب بيان نشرته وكالة الانباء البحرينية. وذكر البيان ان "محكمة السلامة الوطنية الاستئنافية ايدت في جلستها اليوم حكم الاعدام الصادر في حق علي عبدالله حسن السنكيس وعبدالعزيز عبدالرضا ابراهيم حسين". واضاف البيان ان المحكمة "استبدلت عقوبة الاعدام الى مؤبد في حق قاسم حسن مطر احمد وسعيد عبدالجليل سعيد وذلك في قضية قتل الشرطيين شهيدي الواجب كاشف احمد منظور ومحمد فاروق عبدالصمد". كذلك ايدت محكمة الاستئناف الحكم بالسجن المؤبد على عيسى عبدالله كاظم علي ولم يشر البيان الى حكم الاستئناف بحق متهمين آخرين حكما بالسجن المؤبد في محكمة البداية. وكانت محكمة السلامة الوطنية البدائية حكمت نهاية الشهر الماضي على اربعة متهمين بالاعدام وثلاثة آخرين بالسجن المؤبد. وكانت تلك اول احكام بالاعدام منذ قمع الحركة الاحتجاجية المطالبة بالتغيير والتي قادها الشيعة في البحرين. واتهم المحتجون السبعة الذين بدات محاكمتهم في 17 نيسان "بالقتل العمد" بحق موظفي الدولة اثناء اداء مهامهم وب"التآمر الارهابي". وتقول السلطات ان اربعة شرطيين قضوا بعد ان دهستهم سيارات اثناء الاحتجاجات. وسيطرت السلطات في منتصف آذار على حركة الاحتجاج التي استمرت شهرا فيما نشرت قوة خليجية وشنت حملة اعتقالات بحق ناشطين معارضين.وخلفت الاحداث بحسب السلطات، 24 قتيلا بينهم اربعة شرطيين. وقضى اربعة ناشطين في الاعتقال. 

 

جنبلاط مستاء من علي حمادة ومروان ينصحه: عالج موضوعك معه على كأس "فودكا"

ابلغ رئيس جبهة "النضال الوطني" وليد جنبلاط النائب مروان حماده استياءه من المقالات التي ينشرها شقيقه الصحافي علي حماده في صحيفة "النهار"، فقال حماده: "انا امون على شقيقي بان لا يكتب ضدك لكن لا استطيع ان امنعه من الكتابة ضد سوريا و"حزب الله"، وعلى كل حال اقترح ان تعالج هذا الموضوع مع علي على كأس "فودكا".

 

حرب: لا حل إلا بحكومة تكنوقراط /14 آذار مع بقاء سلامة وضد العفو عن جرائم ارهابية

 وطنية - 22/5/2011 اعتبر وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب أن الحكومة السابقة حملت بذور التفجير فيها لأنها كانت حكومة التناقضات وقد تم تعطيلها، وسأل: أين هو ملف الشهود الزور الآن بعد ما طيروا الحكومة؟. وأشار حرب في حديث لإذاعة لبنان الحر إلى أن المشكلة تكمن في طرح الدعوة الى جلسات عامة لمجلس النواب من زاوية سياسية، مذكرا بعدم اجتماع المجلس لفترة طويلة بحجة عدم ميثاقية الرئيس فؤاد السنيورة، وسأل: ماذا يبرر اليوم الدعوة الى هكذا جلسات في ظل عدم وجود حكومة الآن أصلا؟ هم يريدون تحويل الانظار، وبالتالي يجب عدم دفع محاولة مجلس النواب الى ممارسة صلاحيات الحكومة عبر القيام بهكذا خطوات. وأوضح أن قوى 14 آذار أكدت في اجتمعاتها وجوب بقاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في موقعه، وأكد أن الكلام على العفو عن بعض الجرائم الإرهابية مرفوض. وفي الشأن الحكومي، شدد على أن لا حل إلا باللجوء الى حكومة تكنوقراط والى فريق عمل يتولى إدارة شؤون البلاد، وبعد عجز الفريق الآخر عن تشكيل الحكومة يجب أن نأتي بأشخاص يعملون لمصلحة اللبنانيين جميعا، وقال: اظن ان حكومة التكنوقراط مستحيلة لأن من اسقط حكومة الرئيس سعد الحريري لن يقبل بهذا الأمر. ان مفهوم التكنوقراط من دون أفق سياسي مرفوض لأن المدير العام هو من يجب ان يكون من التكنوقراط وليس الوزير الذي مجرد أن يحظى بثقة مجلس النواب تقع عليه مسؤولية سياسية ومسؤولية ادارة وزارته. نحن على استعداد لمساندة هذا الاتجاه في محاولة لانقاذ الوطن. وردا على سؤال رأى أن العماد ميشال عون وبما أنه لم يأخذ رئاسة الجمهورية أصبح يعتبر أنه يستطيع أن يأخذ الجمهورية بكاملها وتهميش رئاسة الجمهورية. وفي الشأن السوري، اعتبر أن سوريا تعيش حالة لا يمكنها ممارسة الترف ولا يمكنها الضغط على حلفائها للتشكيل، فالسوريون لا يعرفون ماذا يجب ان يفعلوا في لبنان في هذه المرحلة لذلك الطاسة ضايعة بين أطراف الاكثرية الجديدة اضافة الى المصالح والنفوذ والاموال، معتبرا أن على السوريين الاستعجال في الاصلاحات لانقاذ النظام، مع العلم ان النظام لن يسقط بسرعة والا سيؤدي الامر الى مجازر. وعن التطورات في المنطقة، أكد حرب أن الغليان الحاصل في المنطقة يجعل وكأن كل الناس في حالة انعدام وزن، فالتغيير دراماتيكي ولا أحد يعرف ماذا سيحصل لاحقا.

 

فتفت: حزب الله هو المعرقل الاساسي لتشكيل الحكومة

 وطنية- 22/5/2011 اكد عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت ان حزب الله هو المعرقل الاساسي لتشكيل الحكومة، مشيراً الى ان النائب ميشال عون ليس الا الناطق الرسمي باسم الحزب. ورأى فتفت في حديث الى محطة اخبار المستقبل اليوم، ان حزب الله مرتاح لواقع عدم تشكيل الحكومة، لانه استراتيجياً يؤمن دائماً بالفراغ في المؤسسات اللبنانية لافشالها كما انه سعى جاهداً الى عرقلة مجلس النواب ومحاصرة السراي الحكومي اضافة الى ايجاد فراغ في موقع رئاسة الجمهورية في العام 2008. وقال: لدي معلومات من أطراف في الأكثرية الجديدة التي كلّفت الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة تؤكد ان المعرقل الأساسي هو حزب الله وهو الذي يدفع النائب عون لاتخاذ هذه المواقف. وعن المعلومات ان بري مصصم على عقد جلسة عامة حتى لو لم توافق قوى 14 آذار، قال فتفت: بري قال إنه سيعطي الموضوع اسبوعين لمزيد من المشاورات وهذه الفترة لم تنته بعد. نحن نعتبر ان عقد اي جلسة في هذا الشكل يشكل خطراً ميثاقياً. تابع: في تشريعنا هذه الخطوة تشكل ضرباً لصلاحيات رئيس الجمهورية ولصلاحيات رئيس الحكومة. اما بري فلديه صلاحية ان يدعو حينما يريد الى جلسة ولكن جدول الاعمال ليس هو من يقرره بل مكتب المجلس. من جهة ثانية، اعتبر فتفت ان حشد القوات السورية من الجانب السوري على الحدود الشمالية يرتبط بالوضع الداخلي السوري وبمنع فرار مدنيين او عسكريين باتجاه لبنان.  وقال: لا اعتقد انه سيكون هناك اي تدخل عسكري سوري في لبنان لان ذلك هو الجنون بحد ذاته، وردة الفعل اللبنانية والعربية والدولية ستكون كبير جداً.

 

 الجوزو: الأكثرية اليوم وبائية ومرضية

 وطنية - 22/5/2011 رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن القناع سقط عن النفوس الحاقدة والوجوه الفاسدة والنفاق وسقطت شعارات المقاومة والممانعة والمدافعة.

وقال: بعض الشاشات في لبنان لا ترى الا بعين واحدة، عوراء. بعض الشاشات لا ترى الا ما يجري في البحرين، اما ما يجري في الجوار وما يعانيه الجوار، فعين النفاق عمياء وبكماء وصماء، يا للعار. بعض السياسيين في لبنان قد ادمنوا النفاق والرياء وشرب الدماء. هنا في لبنان من هو قصير القامة طويل اللسان، لسانه كالمبرد، ليس عنده ضوابط اخلاقية ولا روابط انسانية، يفصل الثياب على قياسه، فتحة من الامام او فتحة من الخلف ليس المهم، المهم ما تحت الثياب من غل وحقد وسفاهة. مسكين لبنان ابتلى بكثير من رجاله. لم تعد هناك زعامات كبيرة، الهامات الكبيرة ذهبت وبقي الصغار الصغار. وتابع: نحن نعيش زمن الإسفاف والوقاحة والبذاءة، زمن السوقة وابناء السوقة. المخابرات في العصر البائد، العصر الحجري، صنعت لنا رجالا من ورق، من اشباه الرجال، وتركتهم يصولون ويجولون ويوزعون التهم والالقاب والسباب. الكذب ملح الرجال والكذب صنعة لا يتقنها الا من احترفوا الكذب، ولو على حساب الابرياء والدماء والقتل والسجن والتعذيب. نحن في عصر الغابة منذ ثلاثين سنة او يزيد. لقد اسقطوا الدستور باسم الدستور، اسقطوا الديموقراطية باسم الديموقراطية، واسقطوا الشرعية باسم الشرعية. كل يوم يجيء على لبنان يزداد المواطن قلقا على مستقبله، على حياته، على ابنائه، على بلده، لان تجار الوطنية هم الذين يحكمون. الاكثرية في ما مضى لم تكن اكثرية، أما اليوم فهي اكثرية وبائية ومرضية. انهم يستبيحون الحرمات، يعتدون على حقوق الآخرين، يسرقون الارض، يسرقون البحر، ويسرقون البر. شريعة القراصنة والقرامطة واهل الضلال. يسرقون المساجد والاوقاف والاراضي المقدسة. مأكلهم حرام ومشربهم حرام وملبسهم حرام.

أضاف: يأتي السفير من بعيد ليشتري النفوس الرخيصة وقبلاته القاتلة تسبقه، لانه جاء يؤيد القتل والذبح على الهوية. بالامس وتحت ظل التمرد على العدالة الدولية، واخفاء للحقيقة اسقطت الحكومة وفرح المراؤون والمطبلون والمزمرون وصفقوا للنصر الكبير، ولكنهم كشفوا للرأي العام الدولي والاقليمي والمحلي حقيقتهم وعروا انفسهم لان الحكمة تقول: يكاد المريب يقول خذوني. وختم الجوزو: يا حسرة على لبنان وشعب لبنان، تحكمه المافيات والعصابات وتفرض عليه الضياع والخراب والدمار بالقوة. وهذه هي الاكثرية اليوم، الاكثرية الزائفة التي استباحت ذبح لبنان وقتل لبنان وقدمته جثة هامدة لاولياء الامر في الخارج. الدولة التي تسلم اللاجئين اليها لحمايتهم من الذبح لم تعد دولة بل اصبحت مزرعة

 

أخبار موقع الكتائب

 اتصالات متعلقة بالملف الحكومي الذي تطوّرت حالته من "غيبوبة" الى "كوما"، ولا لقاءات بين المعنيين على هذا الصعيد...فقط مواقف بالجملة تدعو الى الاسراع في التشكيل

اقفال معرض صور في بيروت بعد حملة اعلامية قادها حزب الله

فيلتمان غادر، وبقي شيباني...ولولا الجولة التي استكملها الموفد الايراني على المسؤولين اللبنانيين، لكانت الاخبار السياسية غارقة في غيبوية، تماما كتلك الغيبوبة التي تحدث عنها رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميّل، بحيث اصابت لبنان، مع ان قطارات التغيير العربية تمرّ من جانبه!

لا اتصالات متعلقة بالملف الحكومي الذي تطوّرت حالته من "غيبوبة" الى "كوما"، ولا لقاءات بين المعنيين على هذا الصعيد...فقط مواقف بالجملة تدعو الى الاسراع في التشكيل، والى ايجاد المخارج المناسبة ليتمّ التأليف، والى اجتراح المعجزات...لصحوة الضمير!

لعلّ الحق على عطلة ال weekend وطقسه الصيفي! وما دام اللبنانييون قد تعودوا على حكومة تصريف الاعمال، وفي جيوبهم لا يجدون ما يصرفونه...وما داموا قد نسوا ان هناك قوانين يجب اتباعها ورموا بحقوق الانسان في سلال الفراغ والفوضى...فهذا هو المطلوب!

وعلى سبيل المثال، ألا يحق لحزب الله ان يقفل معرضا للصور الفوتوغرافية اذا ما هدد لبنان واستباح ارضه وعرضه وشرفه واخترق العدوان الاسرائيلي الغاشم كادرات العزّة...والممانعة والمقاومة؟ أي "فنون قتالية" يستخدمها الغرب ضدنا؟ في ايران، يؤكد الرئيس احمدي نجاد ان "الدول الغربية وضعت خطة للتسبب في الجفاف بعدد من مناطق العالم بينها إيران، وبأنه وبحسب تقارير عن المناخ، تم التأكد من دقتها، فالدول الغربية تستخدم أجهزة معينة لإجبار السحب على تفريغ مياهها في قارتهم"! وفي لبنان، قررت منظمة معرض "وورد برس فوتو"، (ومقرها في امستردام)، ان تضع صورة  للمصور الاسرائيلي اميت شعال بين 108 الاف صورة لستة الاف مصور من 125 بلدا!

فعلا...انه وطن الفوضى واسبابها عديدة تمتدّ من السلاح غير الشرعي المنتشر الى النظام المهترئ..

بالامس، رفض الرئيس بري لقاء فيلتمان، فانسحب الى الجنوب " حيث الرؤية أنقى"، والخوف، كلّ الخوف ان يستسلمّ ما تبقى من لبنانيين احرار ، اولئك الذين يرفضون الارتهان للخارج او التدخل في شؤوننا الخاصة، فيحملون امتعتهم الى ما وراء البحار، بحثا عن...وطن!

شيباني - ميقاتي: لأهمية العلاقات اللبنانية الايرانية

البداية من الجولة التي استكملها معاون وزير الخارجية الايرانية محمد رضا شيباني على المسؤولين اللبنانيين، وقد التقى في هذا الاطار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس سليم الحص والرئيس عمر كرامي والشيخ عبد الأمير قبلان والمفتي محمد رشيد قباني والوزير السابق وئام وهاب.

شيباني التقى ايضا الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الذي اكدّ "أهمية العلاقات بين لبنان والجمهورية الاسلامية الايرانية وضرورة العمل على تطويرها في المجالات كافة، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين خصوصا في مجالات التنمية الاقتصادية".

من جهته، لفت شيباني الى انه تمّ التطرق الى "القضايا ذات الاهتمام المشترك" . واضاف:" أيضا تدارسنا كافة الاتفاقات الثنائية التي سبق أن وقعت في المجالات كافة ويبلغ عددها 25 إتفاقا ، وبحثنا في أفضل السبل الآيلة الى التطبيق الفعلي والعملي لها من أجل تحقيق افضل النتائج. وتابع : نحن نأمل مع تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة أن نتمكن من التطبيق الفعلي والعملي لهذه الاتفاقات ونتمنى لدولة الرئيس ميقاتي  التوفيق والنجاح في هذه المهمة الوطنية التي أوكلت إليه  ، كما نتمنى الاستقرار والخير للبنان، البلد العزيز.  بطبيعة الحال ، تحدثنا في خلال اللقاء عن آخر المستجدات السياسية في المنطقة وإستانسنا بسماع وجهة نظر دولته حيالها، وكانت فرصة أكدنا لدولته في خلالها الموقف المبدئي للجمهورية الاسلامية الايرانية في مجال وقوفها الى جانب لبنان والشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية الباسلة وأيضا الى جانب الحكومة اللبنانية .

الرئيس الجميّل: من المؤسف ان يبقى لبنان الغائب الاكبر ويبقى شعبه في غيبوبة سياسية

توازيا، رأى رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل بعد لقائه وفودا شعبية من كل المناطق اللبنانية والاقاليم الكتائبية ان ما يحصل من انتفاضات شعبية في العالم العربي يشكل وسائل متعددة في اكثر من اتجاه ويعبر عن ارادة جانحة من اجل تحقيق تغيير جذري في الذهنيات وفي منطق الحكام، علما ان هذه الارادة تماشي تطور العصر وانتشار التقنيات الحديثة للتواصل الشعبي. وتابع الرئيس الجميل قائلا:" حبذا لو ان اسرائيل تتلقف رسالة الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل فوات الاوان لان الانتفاضات سيكون لها التأثير المباشر على النزاع العربي الاسرائيلي وتظاهرات الاحد الماضي في ذكرى النكبة هي ذات دلالة واضحة ولا شيء يقف بوجه الموجات الشعبية الجارفة."ولفت رئيس الكتائب الى ان خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما فتح فسحة امل واعطى فرصة جديدة لعملية السلام، وعلى اسرائيل ان توقف عنادها في وجه عشرات الملايين من العرب الطواقين الى السلام واستعادة الحقوق.وختم بالقول:" من المؤسف ان يبقى لبنان وسط هذه الاجواء الغائب الاكبر ويبقى شعبه في غيبوبة سياسية لم تشهد البلاد مثيلا لها فيما الشعوب العربية تفجر طاقاتها واراداتها من اجل التغيير والتطور."

العريضي: لحكومة كلّ اللبنانيين

وفي المواقف الحكومية البارزة، أمل وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي أن تتشكل الحكومة قريباً جداً حتى ولو كانت ستتشكل من الفريق الذي يسمي نفسه أكثرية، داعياً الى أن تكون حكومة كل اللبنانيين ولكل البنانيين. واعتبر العريضي خلال جولة على بلدات في اقليم التفاح وحارة صيدا أن كثيرين يريدون استهداف لبنان وأحداث فتن كثيرة قد تنعكس على لبنان سلباً، مشدداً على ضرورة حماية انجازات لبنان الوطنية بتحرير الارض من الاحتلال الاسرائيلي وحماية الاستقرار بالداخل.

الصايغ: الفريق الآخر فشل في الإمتحان

من جهته، أكد وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال سليم الصايغ أن الفريق الآخر فشل في الإمتحان، وأضاف: بالتالي علينا الذهاب إلى حكومة إنقاذ وطني تستطيع مواجهة الإستحقاقات المقبلة، وهو الأمر الذي لا تستطيع حكومة تكنوقراط القيام به، معتبراً في سياق آخر أن القضية الأساس اليوم هي كيفية المحافظة على أمن مستتب في المجتمعات العربية.

بري: نثق بمن التقاهم فيلتمان

الى ذلك، اوضح رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم استقباله لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، فقال: جدول المواعيد كان مثقلا بين بيروت والجنوب. ووجودي في الجنوب يجعلني أرى المشهد بصورة أنقى ومعظم المسؤولين الذين ألتقى بهم السيد فيلتمان نثق بهم. ورأى ان الرد الإسرائيلي على ما تضمنه خطاب الرئيس الأميركي باراك اوباما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ليس بصفعة لجهود أوباما ، إنما هو تعبير حقيقي عن انقياد الإدارة الأميركية بكليتها للمشيئة الإسرائيلية ورغبتها الجامحة بتقويض أسس السلام ،وتثبيتاً لنظرة اميركا للمنطقة بعيون اسرائيلية.

تشييع قتلى "ازادي"...وتركيا تدعو سوريا لعملية انتقالية سلمية

ومن غيبوبة لبنان الى حركة التغيير في سوريا حيث اعلن ناشط حقوقي ان 5 أشخاص قتلوا وجرح العشرات في حمص وسط سوريا عندما اطلق رجال الامن النار على مشيعين كانوا يشاركون في دفن 13 شخصا قتلوا الجمعة خلال مشاركتهم في تظاهرات احتجاجية. وكانت وكالة "سانا" السورية ذكرت ان 17 شخصا من المدنيين وقوات الشرطة والأمن قتلوا الجمعة برصاص مجموعات مسلحة خلال تجمعات للمواطنين في ريف إدلب وأطراف حمص، مشيرة الى أن هذه المجموعات هاجمت مقار للشرطة في أريحا ودير الزور بهدف تهريب مساجين جنائيين.

الاسد: مستقبل سوريا واعد بالاستثمارات

وسط هذه الاجواء، اطلّ الرئيس السوري أمام وفد من رجال الأعمال العرب معلنا أن مستقبل سوريا واعد بالاستثمارات.

الى ذلك، جددت تركيا على لسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو دعوتها دمشق للقيام بعمليى سلمية انتقالية، معتبرة أنه لا يزال بإمكان سوريا حل الأزمة الخطيرة التي تمر بها سلمياً إذا ما اطلقت "اصلاحات عميقة وواسعة النطاق"، محذّرةً مع ذلك من أن "الوقت يضيق".

 

السنيورة: خطاب أوباما فيه شيء من الخيبة.. وللتحسّب من عدوانيّة إسرائيل 

إعتبر رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أنّ "خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما الاخير كان به شيء من الخيبة  فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي لاسيّما وأنّه كانت هناك توقّعات  بشأن خطابه بأن يتطرّق إلى آليّة معيّنة يتم اعتمادها لإيجاد الحل الدائم والعادل للصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينيّة خصوصاً في ما يتعلق بالفلسطنيين والعودة وقضيّة القدس لأنّ هذه كلها مسائل في غاية الاهميّة". السنيورة، وفي تصريح على هامش جولة قام بها في مركزي "Saida Mall " و"Le Mall Saida" التجاريين وذلك في زيارة دعم وتضامن مع القيّمين عليهما وللتأكيد على اهمية الاستقرار، رأى أنّ "ما جرى في عالمنا العربي يرسم خارطة الوطن العربي ويبين كم من الامور تجمع بين العرب، ومن جهة ثانية يعطي صورة أنّه لا زالت هذه الأمّة بخير وبأنها قادرة على التعافي"، مجدّداً موقفه "بضرورة  إحترام خصوصيات كل دولة"، ولافتاً إلى أن "الديمقراطية والحريات لا تستورد من الخارج بل  يجب أن تكون صناعة محلية مبنية على قناعات الناس ورغبتهم". وعن لقائه مساعد وزيرة الخارجيّة الاميركيّة لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان خلال زيارته الأخيرة الى لبنان، أشار إلى أنّ "فيلتمان عبر عن وجهة نظر الادارة الاميركية فيما يتعلق بالتزامها بسيادة لبنان وحريته ومبدأ العدالة وإلتزام  بلاده بالمحكمة الدولية". وحول "الجريمة" التي ارتكبتها اسرائيل في الآونة الأخيرة بحق الفلسطينيين عند الحدود الجنوبية في مارون الراس خلال إحياء ذكرى النكبة، جدّد الرئيس السنيورة إستنكاره وإدانته لهذه الجريمة، مشدداً على "ضرورة التحسب دائماً لعدوانية إسرائيل وعلى أهمية الإستمرار في إحترام القرار 1701 الذي لا تحترمه إسرائيل وتمارس عكسه وتنتهك سيادة لبنان بشكل يومي". يشار إلى أنّه كان في إستقبال الرئيس السنيورة الشريك المساهم رئيس مجلس ادارة مجموعة" اسدي غروب" عماد الاسدي ومديرة "مركز صيدا مول" ميساء حنوني ومساعدها طارق الشريف حيث جال برفقتهم في أرجاء المركزين وشارك روّاد المقاهي والمطاعم جلساتهم والتقى موظفي المحال التجارية. (المكتب الاعلامي للرئيس فؤاد السنيورة)

 

زعيتر: إعتبار جعجع دعوة بري لجلسة عامة غير قانونية يعني وجوب إعادة محاكمته

رأى عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب غازي زعيتر أنَّ "عدم قانونية الدعوة إلى عقد جلسة عامة لمجلس النواب من قبل رئيس المجلس النيابي (نبي بري) وفق تفسير رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع، يعني عدم قانونية الجلسة التي عقدت في حزيران 2005 وأقرت فيها ثلاثة قوانين، منها العفو العام الصادر عنه، ما يوجب إعادة محاكمته من دون أن يطلب هو ذلك". زعيتر، وخلال جولة قام بها على مستشفى رياق العام، أضاف: "هناك الكثير من العباقرة والجهابذة في تفسير الدستور والقوانين، علماً أنَّ النص الدستوري واضح وكذلك النظام الداخلي لمجلس النواب، أنَّه في حال استقالت الحكومة وكانت في حالة تصريف الأعمال، يصبح المجلس بدوره في حالة انعقاد استثنائي، وعندئذ يحق لرئيس المجلس النيابي الدعوة إلى عقد جلسة عامة وتحديد جدول الأعمال الذي ينسق فيه مع هيئة المكتب، ولكن عندما توضع مشاريع القوانين واقتراحات القوانين على جدول الأعمال فهي من صلاحيته ومن حقه". وإذ اعتبر أنَّ "القول بعدم إعطاء رئيس المجلس مهلة عشرة أيام وإنَّها ليست من حقه، كلام غير صحيح"، رأى زعيتر أنَّ "لرئيس المجلس صلاحياته في الدعوة"، موضحاً أنَّ ما أراده بري في ذلك "هو من أجل التشاور والتفاهم، وفقاً للدعوات التي أطلقها أكثر من مرة، في محاولة لإشراك الجميع في اتخاذ القرارات الأساسية".

وعلى صعيد آخر، قال زعيتر: "إنَّ أميركا تريد إسكات قوى الممانعة، لكننا سنبقى نقف في وجه المشروع الأميركي لدحض المؤامرات التي يحيكها اللوبي الصهيوني من لندن وباريس وتل أبيب"، معتبراً أنَّ "كل المحاولات التي تفتعلها الإدارة الأميركية لحماية هذا العدو هي محاولات يائسة"، وأضاف: "بالأمس قال الصهاينة إن أوباما باعهم، إلأا أنَّ في الأمر توزيع أدوار بين قادة هذا الكيان، وأميركا في المستقبل لن تستطيع حمايته"، ورأى أنَّ "الحديث عن ديموقراطية أميركية جديدة كذب وجدل ونفاق، فهم ألد اعداء الشعوب وأعداء الديموقراطية ويريدون أن يمرروا دروسهم في هذا المجال، فيما يمارسون أبشع أنواع القتل وجرائم الإرهاب في أفغانستان والعراق".(الوطنية للإعلام)

 

باريس تربط تأخير تشكيل الحكومة بأحداث سورية... جهوزية دولية للمساعدة

نهارنت/ربطت باريس عدم تمكن رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي من تشكيل حكومته بـ"الواقع السوري الجديد وانهماك سورية بأوضاعها الداخلية".

ونقلت صحيفة "الحياة" من مصادر فرنسية مختلفة أن باريس لم تغيّر موقفها مما حدث عندما قلبت الغالبية الحالية حكومة سعد الحريري لتشكيل حكومة برئاسة نجيب ميقاتي. ورأت أن ميقاتي أتى بانقلاب كانت سوريا وراءه، لافتة الى أن سوريا الآن "منهمكة بأوضاعها الداخلية، لذا فإن النتائج التي كانت متوقعة من هذا الانقلاب تغيّرت ولم تعد محسومة لمصلحة الأكثرية، مثلما كان تقدير البعض". وفي اعتقاد أوساط فرنسية مسؤولة عن الملف اللبناني، أن عدم تمكن ميقاتي من تشكيل حكومته، يعود الى الواقع السوري الجديد، "إذ لا يمكن للنظام السوري حالياً ممارسة ضغوطه". وزار باريس قبل قرابة أسبوعين مستشار الرئيس ميقاتي جو عيسى الخوري وسمع من مختلف المسؤولين أن باريس على موقفها من الظروف التي أدت الى تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة، وأنها "مثلت انقلاباً بالقوة على حكومة انبثقت من اتفاق الدوحة الذي رعته قطر وفرنسا والسعودية والأسرة الدولية".

وقالت الأوساط الفرنسية إنها تنتظر تشكيل الحكومة وتوجهاتها لتحكم "على مدى التزامها قرارات مجلس الأمن ومنها المتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان".

وكان المدعي العام الدولي دانيال بلمار زار باريس في نهاية الأسبوع المنصرم في إطار اتصالاته الروتينية مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ودائماً بحسب "الحياة".

الى ذلك، اعتبرت المصادر أن ما جرى بالنسبة الى إعادة السلطات اللبنانية الجنود السوريين الثلاثة الى سوريا "مماثل لما جرى من تحركات فلسطينية على حدود لبنان في الجنوب في ذكرى النكبة، فالحدود السورية - اللبنانية كما الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، تقع تحت سيطرة أحزاب لبنانية بالتفاهم مع الجيش، وما جرى من تحركات فلسطينية كان منظماً من هذه الأحزاب، والتأثير نفسه كان وراء إعادة الجنود الثلاثة الى سورية". وأفادت صحيفة "المستقبل" أن أوساطاً غربيةً بارزة لم ترَ حلا واضحا لأزمة تشكيل الحكومة، عازية السبب الى ان بعض القيادات اللبنانية لا تزال تنتظر الموضوع السوري. فهناك ربط بين تأليف الحكومة والوضع في سوريا، الأمر الذي يدخل لبنان في حلقة مفرغة ومراوحة قد تمتد حتى نهاية الصيف الحالي او نهاية هذه السنة. ذلك، ان الموضوع السوري طويل الأمد ولا بروز لملامح انتهاء الأزمة في وقت قريب، وفقاً للأوساط، التي تخوفت من سيناريو تقسيمي هناك، وتداعياته. وأشارت، الى ان أمر سوريا حله ليس سريعاً، وان الارتباط بينه وبين تشكيل الحكومة بهذا الشكل، سينعكس في لبنان مزيداً من الفراغ عدا عن علامات الاستفهام حول الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة، في حين ان هناك ارتياحاً للوضع الأمني الذي يحافظ على حد مقبول من الهدوء. وأضافت: المهم في ظل الوضع السوري الراهن، ان تكون هناك حكومة في لبنان، مشيرة الى أن ليس هناك من حل الا بين ايدي اللبنانيين انفسهم، والجهوزية الدولية موجودة للمساعدة في أي طريقة في الجهود المبذولة لتأليف حكومة.

 

الحريري لا يعترف بحق ميقاتي في ترؤس الحكومة: أخطأ الحساب من الأساس

نهارنت/لا يزال رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري لا يعترف بحق رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في ترؤس الحكومة، "لكنه يحمّل ميقاتي تبعة عدم التجرؤ على حكومة تضم كباراً من كل طائفة يغطون وزراء أقل منهم شأناً". ونقلت صحيفة "النهار" عن ديبلوماسي سابق قوله انه "لو كان مكان ميقاتي لشكّل حكومة تضع الجميع أمام أمر واقع، فتضم من الموارنة النائب سامي الجميّل وكتائبياً آخر غير معلن أو قريباً من الكتائب "وليزعل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون فإرضاؤه ممكن بتوزير من يريدهم"، ومن الشيعة رئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني، ومن الروم الكاثوليك السفير فؤاد الترك، وهكذا، لكن ميقاتي حذر لا يترك مكاناً للجرأة في حركته السياسية".

كما تحدّث سياسي قريب من الحريري وكان قريباً ايضاً من والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري للصحيفة عينها، عن أن "ميقاتي أخطأ الحساب من الأساس، وكان يظن أن في استطاعته تدوير الزوايا واكتشف مع تطور الأحداث والتعقيدات في الداخل والخارج أنه لا يستطيع أن يرضي حلفاءه الجدد ولا حليفه الدائم الذي هو جيبه". واوضح السياسي القريب ان "ميقاتي يريد في نهاية الأمر تأليف حكومة لا يبدي الأميركيون أي ملاحظة عليها، ويرضى بها جميع افرقاء 8 آذار في وقت واحد، و هذه صعبة".

 

حكومة في الافق و"حزب الله" يدخل وسيطا بين عون وميقاتي

نهارنت/لم تتحرك اتصالات التأليف منذ الاربعاء الماضي وحتى امس، علماً أن التواصل بين الرئيس ميقاتي و"حزب الله" وحركة "أمل" لم ينقطع، بحسب ما نقلت أوساط في الأكثرية الجديدة لصحيفة "النهار". ولفتت الى انه لا يبدو ان ثمة تحركا مبرمجاً للأسبوع الطالع، لافتة الى ان لا شيء جديداً في الاتصالات بين الرئيس المكلف ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون. وأفادت "النهار" ان العلاقات بين ميقاتي و"التيار الوطني الحر" مجمّدة والتواصل مرهون بحلفاء التيار لاسيما "حزب الله" الذي يقع على عاتقه القيام بوساطة ما بين الجانبين. وأكدت مصادر في الأكثرية الجديدة لصحيفة "الحياة"، أن لا جديد على صعيد مساعي تشكيل الحكومة، وأن المطالب التي طرحها عون قبل أكثر من 10 أيام، ورفضها ميقاتي، أدت الى تجميد عملية التأليف من دون أن يعني ذلك اللجوء الى خيار اعتذار ميقاتي بل الى البقاء على حال الانتظار لعل الأيام تؤدي الى تغيير في المواقف أو تسمح بمخرج من أزمة التأليف. وقالت في هذا الاطار، إنه ليس في الأفق ما يشير الى الأمل بمعالجة العقبات التي حالت دون التأليف حتى الآن، بعد أن عادت الأمور الى نقطة الصفر إثر التوصل الى تفاهم على اسم وزير الداخلية العميد المتقاعد مروان شربل قبل أقل من أسبوعين. ورجحت المصادر أن يكون التباعد الذي وصلت إليه الأمور في تأليف الحكومة قد نسف التفاهم الذي حصل على وزارة الداخلية، وأخّر إنجاز الحكومة الى أجل غير مسمى. وأكدت أنه ليس هناك ما يبشر بإمكان معالجة العقد في المدى المنظور. لكن المصادر نفسها أوضحت أن ميقاتي لا يتجه نحو الاعتذار على رغم ذلك وبالتالي فإن عنوان المرحلة سيكون الانتظار بدل الاعتذار. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية بارزة إن بعض أطراف الأكثرية الجديدة بات على قناعة "باستحالة تشكيل حكومة مواجهة برئاسة ميقاتي، نظراً الى أن البلاد لم تعد تحتمل الاستنزاف الذي حصل خلال النيف وثلاثة أشهر من التأخير في إنجاز الحكومة، نظراً الى الآثار السيئة للفراغ الحكومي على الوضع الاقتصادي وإلى أن الإصرار على حكومة من لون واحد ستفاقم الأوضاع السياسة والاقتصادية سوءاً في البلاد، إذا وضعت السلطة اللبنانية في مواجهة مع المجتمع الدولي، فضلاً عن أن ميقاتي لا يستطيع الدخول في مواجهة مع المعارضة الجديدة بزعامة الرئيس سعد الحريري".

 

حزب الله: فيلتمان حمل رسالة بأن الحكومة يجب ألا ترى النور وسليمان يتماهى مع الطروحات الأميركية

نهارنت/رأى حزب الله أن "مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أتى حاملا رسالة أميركية لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مفادها أن الحكومة اللبنانية يجب ألا ترى النور". وجدد فيلتمان، بحسب ما قالت مصادر نيابية في "حزب الله" لصحيفة "الشرق الاوسط"، "الشروط التعجيزية الأميركية وعلى رأسها ضرورة أن يتضمن البيان الوزاري العتيد إشارة واضحة لالتزام لبنان بما يصدر عن المحكمة الدولية". وقالت المصادر إن "الأميركي يستغل ما يحصل في الشرق الأوسط وبالتحديد في سوريا علما منه أن سوريا غير قادرة اليوم على الدفع باتجاه تشكيل الحكومة اللبنانية لأنّها منشغلة بوضعها الداخلي وبالتالي هو يستخدم وكما فعل دائما الورقة اللبنانية كورقة للمفاوضات وللضغط على دمشق". وعن مدى قبول سليمان وميقاتي "للضغوط الأميركية"، قالت المصادر: "الرئيس سليمان لديه تماهي مع الطروحات الأميركية من منطلق حرصه على إعادة وصل ما انقطع مع فريق 14 آذار وسعيه لإدخاله من جديد في حكومة وحدة وطنية، أما الرئيس ميقاتي فهو حذر في التعاطي مع ما يُطرح علما أنّه بات لديه قناعة أن فريق 14 آذار يرفض المشاركة بأي حكومة من النوع الذي يطرحه سليمان". ولفتت المصادر إلى أن "فيلتمان جاء كذلك ليسمع جديد المعلومات حول الوضع السوري الداخلي". وأضافت: "لطالما لعب السوري دور مسهّل في عملية التشكيل ولكن اليوم وبما أن الخطوط مقطوعة بينه وبين حلفائه في لبنان وبالتحديد على المحاور الثلاثة الرئيسية 8 آذار، ميقاتي وسليمان، فإن الأمور ستبقى تراوح مكانها حتى تبلور الصورة السورية الداخلية". وعن زيارة شيباني قالت المصادر: "الزيارة الإيرانية زيارة للاطمئنان على الوضع اللبناني وعلى العلاقة اللبنانية - السورية خاصة أن السيد شيباني كان سفير إيران لدى لبنان. وهو كذلك أتى ليسمع مستجدات الوضع السوري وانعكاسه لبنانيا". ورأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله خلال احتفال لمناسبة عيد المقاومة والتحرير أن زيارة فيلتمان هي "استكمال مسلسل التحريض والتدخل في الشأن السوري عبر أولئك الذين يريدون زج لبنان في قضية داخلية سورية".

 

 أحرج السوريون أوباما.. فماذا عن العرب؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لولا صمود السوريين العزل وتمسكهم بحقوقهم المشروعة أمام القمع الوحشي للنظام السوري طوال تسعة أسابيع متواصلة، لما كسر الرئيس الأميركي صمته، مطالبا بشار الأسد بوقف القتل، والإصلاح، أو الرحيل.. لكن السؤال اليوم هو: ماذا عن الصمت العربي؟

فإذا كان السوريون قد أحرجوا الأميركيين والأوروبيين بصمودهم، وأجبروهم على أن يكسروا صمتهم، ويتحركوا ضد نظام الأسد، فمتى يُكسر الصمت العربي، وقد وصل عدد القتلى السوريين، جراء قمع النظام، إلى قرابة الألف قتيل؟ أين الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الإسلامي؟ ولماذا وقفوا سريعا مع الليبيين ضد القذافي، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل، بينما التزموا الصمت تجاه ما يحدث بحق السوريين العزل الذين نزل بعضهم في مظاهرات الجمعة الأخيرة كاشفي الصدور ليبينوا أنهم لا يحملون الأسلحة، وعلى الرغم من ذلك قتل الأمن السوري قرابة الأربعين منهم؟ فإذا كان النظام الليبي قد استخدم العنف ضد الثوار في بداية الثورة، فكلنا يعلم أن الثوار الليبيين قد حملوا السلاح مبكرا ضد قوات القذافي، أو قُل مرتزقته، بينما في سوريا تدخل المظاهرات أسبوعها التاسع، ولم يظهر أن الانتفاضة السورية قد احتكمت للسلاح، على الرغم من كل الدعاية المضللة للنظام، ومن السهل بالطبع التأكد من حقيقة الأوضاع في ليبيا؛ نظرا لأن القذافي يسمح لوسائل الإعلام بالوجود بطرابلس، على الرغم من أنها تحت قصف الناتو الذي يريد إنهاء حكمه، بينما لا يسمح للإعلام بالوجود داخل سوريا! لذا، فإن الصمت العربي تجاه ما يحدث بسوريا محزن ومحبط، خصوصا أن معدل القتل والقمع الوحشي بحق السوريين العزل مستمر، ولا مؤشر على توقفه.. وهاهو شيخ القراء في الشام يعلن استقالته من على منبر الجمعة؛ لأن المصلين لا يعرفون كيف يصلون بسبب تصرفات الأمن، وبالطبع لا يستبعد أن تمنع السلطات هناك صلاة الجمعة أيضا لوقف المظاهرات، التي أثبتت أنها تنطلق من أرض صلبة، وليست طائفية، كما يحاول النظام تصويرها، أو سلفية.. فهاهم الأكراد يشاركون في المظاهرات، وقبلهم أبناء الريف، وحتى المدن الكبرى من دمشق إلى حلب وحمص، وغيرها.

وعليه، وبعيدا عن كل المفاهيم السياسية، وخلافه، فهناك واجب أخلاقي وإنساني يتوجب على كل من مجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، أن يكسروا صمتهم ويقفوا موقفا أخلاقيا وإنسانيا تجاه السوريين العزل الذين يريدون أن يعيشوا حياة كريمة، وملُّوا من شعارات المقاومة الكاذبة، وملوا القمع، والإهانة. وما لم يتنبه له العرب، دون استثناء، أن هناك أسئلة حقيقية تُطرح اليوم بالمنطقة، وقبلها بسوريا، منها: لماذا يُقتل السوري الذي يتظاهر ببلاده، بينما لا يُقتل السوري الذي يتظاهر بالجولان ضد الاحتلال الإسرائيلي؟ ولماذا يسلم اللبنانيون الجنود السوريين الفارين لأنهم يرفضون قتل أبناء شعبهم، بينما لو فروا لإسرائيل لما سلمتهم لدمشق؟ ولأننا انتقدنا الصمت الأميركي تجاه سوريا، والانتقائية بالتعامل مع البحرين، التي كانت مظاهراتها إيرانية صرفة، فإننا اليوم نوجه سؤالنا للعرب: إذا كان الصمود السوري قد أحرج أوباما، فمتى تشعرون أنتم بالحرج؟

 

الفريد الوحيد

بقلم/الياس الزغبي

"حزب الله"، لم يعُد له مثيل.  نجح في نسج قماشته، وصُنع "فرادته"، نجاحا مدوّيا.  هو رأى، في الأساس، أنّه من طينة مختلفة، وانتدب نفسه لمهمّة "الهيّة"، وأطلق على أتباعه لقب "أشرف الناس"، ونصّب ذاته ربّانا وميزانا وديّانا.  طرح نموذجه التنظيمي والقتالي والعقائدي على العرب والمسلمين، ورفع راية جهاده فوق كلّ الرايات، وقال لهم: أنا سيفكم ودرعكم وحصنكم، وأنا المنقذ والمخلّص والمحرّر، فاتبعوني.  أُعجب به كثيرون، وتقدّم الترويج على الواقع، ودخلت صورته معظم البيوت العربيّة والاسلاميّة، حتّى كادت تتحوّل الى تعويذة، وسعت مجموعات وتنظيمات الى تقليده واستلهامه، ولم تسلم منازل المسيحيّين البسطاء من الصورة والمثال.

قبل 5 سنوات، والى أشهر معدودة، جلس "حزب الله" سعيدا على عرش المشاعر والأوهام. اطمأنّ الى طيبة القلوب والنيّات، وحكّ على الأحلام المكسورة والنفوس المُحبطة والهزائم المتناسلة. لعب على سحر الكلمات الثلاث: المواجهة والممانعة والمقاومة، ناسجا على منوال نظامين في دمشق وطهران باعا الناس وعودا بالمقاومة لترويضهم واسكاتهم، فانكشفا على عُريهما الذي فيه خلقهما الانقلاب.  النموذجان اللذان صنعاه محاصران الآن، ويتهاويان. والنماذج التي حاول هو صنعها ورعايتها زالت أو تكاد: واحد في غزّة يستدرك ذاته، ثان في العراق يذوب، ثالث في البحرين والكويت ينكمش، رابع في اليمن يضيع، خامس في السودان لم يرَ النور، سادس في المغرب أُجهض، سابع وثامن وتاسع وعاشر من الصومال الى فنزويلا والأرجنتين والتشيلي... يتبخّر. وبسرعة قياسيّة اصطدمت الحسابات التي أجراها حول الانتفاضات العربيّة بمسارها المناقض لما رغب وتمنّى، فرياح الثورات في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريّا غير ما اشتهتها سفنه، ولم يخرج من صفوف العرب صفويّون أو خمينيّون أو نجاديّون أو أولياء فقيه أو ملوك "انتصارات الهيّة".  اليوم، يراقب "حزب الله" بأسى وحسرة حشرة صانعيه وتفتّت صنائعه، ويجلس وحيدا مع حالته "الفريدة" التي لم يبقَ لها شبيه أو نسيب أو قريب.  يلتفت الى نتاجاته المحلّية لعلّها تعوّض خسارته الخارجيّة، فيجدها تغرق في حروبها ورغباتها الصغيرة، تعجز عن اللقاء في حكومة واحدة، تبذّر ما جمعته من شعبيّة في الخدع الانتخابيّة وما حصدته من أموال "طاهرة"، وتسفّ في أُسبوعيّاتها السياسيّة اسفافا غير مسبوق.  واذا كانت هذه هي حاله، عالق بين مرجعيّاته المنقبضة ونماذجه الخارجيّة المنتهية وصنائعه الداخليّة المفكّكة، فكيف يعمل للخروج من مأزقه؟

الواضح أنّه شديد الحَيرة والارتباك، سواء لندرة كلام مسؤوليه أو هبوط أدائه أو احتباس قائده، ولم تُنعشه كثيرا الحركة الواسعة التي قام بها الموفد الايراني شيباني، ولا تطمينات الرئيس السوري فوق جثث الضحايا وركام المدن.  قد يكون من المبكر أن يُقدم "حزب الله" على الخروج من "فرادته" المؤذية. ومن الصعب الطلب منه الاعتراف الصريح والسريع بسقوط نموذجه في كلّ مكان، واعادة صوغ ذاته على نموذج عصري آخر قابل للحياة والانخراط  في نسيج لبناني وعربي جديد.

لكنّ الممكن هو سعيه الى فهم حاله ومآله. هو يُقفل على نفسه الأبواب ويقطع مع الجميع: يخوّن كلّ من لا يُعجبه، يستأثر بلغة السلاح ونواصي الشوارع، يُقفل لقاءات الحوار ويرفض النقاش، يُقرّر في جنس ملائكة الحكومة وشياطينها، يستنسب في صلاحيّات الرئاسات، ينفرد في كسر اجماعات المراجع الروحيّة، يؤبلس العدالة الدوليّة، يهزّ استقرار أنصاره وداعميه من أفريقيا الى الخليج، يوعز بعدم استقبال موفد أقدر دولة في العالم، يُدير ظهره لحقائق الاقليم وتطوّراته، ولا يتردّد في تحريك ميني 7 أيّار لمنع ناشطين مدنيّين من التعاطف الانساني والاعلامي مع الشعب السوري.  من هذا الادراك لخطورة انغلاقه على الآخرين واكتفائه بعضلاته، يبدأ "حزب الله" بالخروج من معضلته. فمعضلته في عضلاته.  وأوّل الوعي هو الاقرار، الضمني على الأقلّ، بأنّ هذا "الفريد" بات وحيدا... ويندم.

 

حلفاء إيران وسقوط النظام في سوريا

احمد عياش/النهار

برقية ويكيليكس التي نشرتها الزميلة "الجمهورية" أول من أمس الجمعة مترجمة الى العربية وأعادت نشرها صورة طبق الاصل بالانكليزية أمس، تمثل سبقاً صحافياً لاعتبارات عدة أهمها أن نشرها تزامن مع وجود موظفين كبيرين في الخارجيتين الاميركية والايرانية في لبنان كانا قبل ذلك عند اعداد البرقية سفيرين لبلديهما في بيروت، وهما الاميركي جيفري فيلتمان والايراني محمد رضا شيباني. والبرقية هي من اعداد فيلتمان عام 2007. الراوي في البرقية هو العماد ميشال عون. أما ناقل الرواية الى السفير الاميركي فهو وزير العدل السابق شارل رزق. من يراجع مواقف عون بعد  عودته من منفاه الباريسي بفضل "نص مبادرة" نشرها المحامي كريم بقرادوني في كتابه "صدمة وصمود" والتي شكلت المدماك الرئيسي للتفاهم الشهير بين  عون والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في السادس من شباط 2006 لا يتعب في ايجاد كم هائل من المواقف العدائية للسنّة في لبنان عموماً وللرئيس الشهيد رفيق الحريري وتياره. لكن ما أفصحت عنه البرقية يشرح السبب العميق لهذا العداء. فعون الذي لم يتورّع عن وصف السنّة اللبنانيين بـ"الحيوانات" وهو ما استهوله رزق برر كراهيته بانجذابه الى نصرالله "القائد المعتدل والحكيم" ومن ورائه الى الشيعة الذين يشكلون مع الموارنة ثنائياً "يحب الأرض".

ماذا عن سوريا؟ عون في البرقية لا يخفي "عدم اعجابه" بالنظام السوري، ولكن "لا خيار أمامه سوى التعامل مع العلويين لحماية لبنان ضد السنّة". لكنه في النهاية يعتبر انه ونصرالله يفضلان ايران على سوريا لأن "المسافة تصنع جيراناً جيدين". وماذا عن ايران؟ يعتبر عون ان الميزات الجيدة فيها ان الايرانيين "لا يتكلمون العربية، وليسوا سنّة ولا يقيمون على الحدود مع لبنان". بيت القصيد في كل هذه الآراء ان عون، وبناء على ما سمعه من السفير الايراني شيباني عن "أهمية الحوار الايراني – الاميركي" يرى أن ذلك يعبّد الطريق أمامه لبلوغه سدة رئاسة الجمهورية "بدعم من حزب الله"، مضيفاً "ان ايران ستساعد الولايات المتحدة الاميركية على تفهم الخطر السنّي الذي يفوق الاحتمال".

من المؤكد أن الرئيس نبيه بري الذي ذاق لوعة برقيات سابقة لديه من المبررات ما يكفي ليصبح "خارج المدينة" كي لا يلتقي فيلتمان. أما الحديث الذي دار بين شيباني وعون فمتروك للزمن ليكشف كيف يفكر الرجلان في مستقبل علاقتهما في ظل ما يواجهه النظام السوري. لكن أحداً لا يعلم، في ظل الودّ الذي أسبغه عون على علاقة ايران بأميركا، إذا كان شيباني اتصل بصديقه فيلتمان خلال وجودهما في لبنان. أخطر ما هو مطروح اليوم، مثلما أشارت اليه مجلة "الايكونوميست" البريطانية في عددها الحالي نقلاً عن بروفسور سياسي في بيروت أن يستولي "حزب الله" على النظام في لبنان عبر انقلاب إذا ما انهار النظام في سوريا! يا للهول.

 

الوضع الحكومي عند حد التوازن السلبي من دون تقدم أو تراجع

تزامن زيارتي فيلتمان وشيباني: رمزية التنافس على المنطقة

النهار/روزانا بومنصف

حظي تزامن زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان لبيروت مع زيارة قام بها معاون وزير الخارجية الايراني محمد رضا شيباني للعاصمة اللبنانية باهتمام طغى الى حد ما على مضمون كل من الزيارتين وكأن مهمة الديبلوماسي  الايراني كانت "تعطيل" مفاعيل لقاءات الديبلوماسي الاميركي باعتبار ان لقاءات الاخير سبقتها على نحو يذكر البعض بمسارعة المسؤولين الايرانيين الى زيارة دمشق بعد زيارة اي مسؤول اميركي لها. الا ان مراقبين ديبلوماسيين ينأون عن اعتبار تزامن الزيارتين مقصودا لأن زيارات مماثلة يحضر لها قبل بعض الوقت فضلاً عن ان تعطيل احداهما مفاعيل الاخرى يمكن ان يحصل بعد ايام وليس على نحو متزامن ضرورة. لكن في قراءة هذا التزامن فإن رمزية الزيارتين تشير الى امر حقيقي هو ان هناك تنافساً كبيراً على المستوى العربي بين دول المنطقة وايران وبين الدول الغربية وايران ايضا على سوريا ولبنان ومواقع عدة في المنطقة بحيث يتقاطع بعض مما يجري فيها مع ما يجري في لبنان وخصوصاً في ظل سريان واقع محاولة نقل لبنان كليا الى "محور الممانعة" عبر الانقلاب الذي نفذه "حزب الله" على حكومة الوحدة الوطنية  قبل ما يزيد على اربعة اشهر.

فماذا حمل كل من الزائرين الايراني والاميركي الى المسؤولين اللبنانيين؟

تتمثل زيارة شيباني الذي حمل الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان دعوة الى المشاركة في مؤتمر لمحاربة الارهاب تنظمه ايران، في كونها تعبر عن تطلع طهران الى اشراك لبنان في موضوع يكتسب اهمية بالغة بالنسبة الى المنطقة والعالم وتحاول ان تطل به ايران من غير الموقع الذي يضعها البعض فيه وهي أجواء تنظيمات تصنفها دول غربية ارهابية، فيما لبنان معني بمحاربته الارهاب من جهة ووجود اختلافات بينه وبين بعض المجتمع الدولي على مفهوم الارهاب في حين ان مشاركته في المؤتمر تكتسب اهميتها بالنسبة الى ايران من حيث عضويته غير الدائمة في مجلس الامن. اما من الجانب السياسي فزيارات المسؤول الايراني لعدد كبير من المسؤولين الى القوى او الشخصيات التي تنضوي في قوى 8 آذار تشكل بالنسبة الى المراقبين اظهار مدى النفوذ الذي تحظى به ايران على نحو يستكمل البعد العملاني للزيارة التي قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للبنان معطوفة على التغيير الاضافي المتمثل في قلب "حزب الله" الطاولة لمصلحته في لبنان. فمع الصعوبات التي تواجهها سوريا والتعثر لدى قوى الاكثرية الجديدة في تأليف الحكومة، ثمة حاجة الى التعبير عن عدم انهزام هذا المحور، بل استمراره قوياً ونابضاً ايضاً.

اما فيلتمان فقد ادرج متصلون به الزيارة من ضمن ما عبّر عنه تحديداً البيان الذي صدر عن السفارة الاميركية. فأن يكون لبنان من بين كل الدول المجاورة لسوريا يحظى بعدد وافر من الصحافيين الغربيين الذين يتابعون من بيروت ما يجري في سوريا، فان ذلك يشكل سبباً اضافياً لمسؤولي دول عدة من اجل زيارة العاصمة اللبنانية ولقاء مسؤوليها من زاوية ان بيروت هي الاقرب الى دمشق ويمكن ايصال الرسائل الملائمة عبر الاصدقاء، كما يمكن معرفة ما قد يكون متعذراً معرفته ايضاً من اي مكان آخر. واذ ينفي هؤلاء المتصلون وجود خبر او حدث اساسي في هذه الزيارة، فان العناوين التي يمكن استخلاصها تندرج وفق الآتي:

ان التركيز في واشنطن هو في شكل كبير جداً على الوضع الاقليمي وما يجري في المنطقة. ومع تصاعد وتيرة رد الفعل السلبي في الدوائر الاميركية الرسمية، على غرار الكونغرس الى تعليقات الصحافة الأميركية على تطورات الوضع في سوريا، ثمة حاجة ملحة لدى الخارجية الاميركية الى استطلاع الوضع وتقويمه بالاستماع الى وجهات نظر أكثر قرباً الى الحدث السوري. ولذلك فان الجزء الأهم من جولة فيلتمان استند الى تفسير السياسة الاميركية الجديدة حيال الشرق الاوسط وفق ما حددها الرئيس باراك اوباما في خطابه في 19 أيار الجاري الى جانب السعي الى محاولة بناء عناصر تساعد في التقويم الاميركي  للوضع العربي عموماً وللوضع السوري خصوصاً على وجهات نظر تأخذ في الاعتبار الديناميات الشعبية على الارض، من دون تقديم اجوبة حاسمة عن سؤالين هما: اين هو الوضع العربي الآن؟ واين هو الوضع السوري؟

في الموضوع اللبناني، لم يتطرق فيلتمان الى موضوع الحكومة من زاوية تفاصيله. فلا شيء اساسياً او جديداً في الموقف الأميركي من الموضوع وخصوصاً ان الديبلوماسي الاميركي كرر ما كانت اوضحته السفيرة مورا كونيللي منذ بدء العمل على تأليف الحكومة. وهو كرر الامر نفسه مع ما يعنيه ذلك  على مستوى اعلى في ما يمكن ان يعتبر تذكيراً بالمبادئ والاعتبارات التي يجب ان تحكم الحكومة وفقاً لمصالح لبنان والتي قد يكون معنياً بمتابعتها كل من الرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي على نحو خاص.

الا ان  الزيارة تعني بالنسبة الى هؤلاء ايضاً ان لا انزلاق في الوضع السياسي عموما رغم كل التطورات الاخيرة. فالامور عالقة عند حد وجود توازن، وإنْ سلبياً، وممانعة ايضاً في أخذ الأمور الى حيث يجب ألاّ تتجه على نحو يوحي بانقلاب للادوار بين الافرقاء السياسيين في لبنان. فالتحول الذي اريد احداثه في لبنان لم يحصل وبهذا المعنى فان هناك  خطوط دفاع تحول دون انزلاقه الى جانب المحور الايراني. وتبعاً لذلك فان امرين اساسيين يبرزان، احدهما هو تطلع الولايات المتحدة الى كيفية انعكاس التطورات في سوريا على لبنان وحاليا وعلى نحو ملح على الوضع الحكومي فيه مع التذكير وفق ما فهم بأن ما تميزت به  العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة من تفهم قد لا يسري على الوضع في المستقبل القريب اولا لعدم قيام حكومة وحدة وطنية مما ينزع عن لبنان الاسباب التخفيفية التي يحظى بها. ثم ان بعض المؤشرات توحي بسلبية كبيرة لا تتناسب مع عضوية لبنان في مجلس الامن وتتصل في احدها بما حصل من انتهاك للقرار 1701 في الجنوب عبر التساهل مع وصول محتجين الى الحدود المباشرة على الخط الازرق مع اسرائيل.

    

زمن سيئ للنظام في سوريا"

علي حماده /النهار

هل صحيح ان المجتمع الدولي بدأ يتخلى عن النظام في سوريا بعدما رعى وحمى على مدى اربعين عاما لأسباب شتى اهمها قدرته على تقديم خدمات في كل الاتجاهات الصديقة والعدوة؟

عندما قال الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطابه الموجه الى العالم العربي ان على الرئيس السوري بشار الاسد "ان يقود التغيير او أن يقف جانبا"، فإنه كان يرسل الاشارة الاولى الجدية في اتجاه النظام في سوريا في ما يتعلق بالاستمرار في الاعتراف بشرعيته، لا بل ان الحديث الذي وجهه الرئيس الاميركي مباشرة الى الاسد الابن انما كان يضع الكرة في ملعب الاخير، ويحذره من ان التمييز بين شخص بشار الاسد الذي جرى تجنب "الاحتكاك" به في الاسابيع الاولى لحركة الاحتجاجات الشعبية السورية، يكاد أن يصبح من الماضي، وخصوصا ان حزمة العقوبات الاخيرة التي اقرتها الادارة الأميركية وقعها اوباما بقرار رئاسي تنفيذي شملت بشار الاسد شخصيا! ومع ان العقوبات الاميركية او حتى الاوروبية التي سبقتها، او التي ستليها الأسبوع المقبل لن يكون لها تأثير كبير على اركان النظام السوري، لكن مجرد وقوع الاسد الابن تحت قرار عقوبات اميركي – اوروبي له مفاعيل كبيرة على صعيد شرعية الرئيس نفسه، يحد كثيرا من حرية حركته في الخارج، في حال تمكن من اجتياز الازمة.

في مقابل الموقفين الأميركي والاوروبي يبقى الموقف الروسي بالتحديد حاسما لجهة حماية النظام في سوريا من استهداف دولي يأتي من طريق بناء جبهة دولية لاسقاط النظام. ومع ان موسكو لم تحدد بعد تفاصيل موقفها السلبي في مجلس الامن على اعتبار ان عبارة "موسكو لن تؤيد قرارا ضد سوريا" يحتمل اكثر من تفسير: هل هو تهديد بـ"فيتو" او الوقوف والاكتفاء بعدم التأييد (الامتناع عن التصويت)؟ على مستوى آخر تدرك عواصم القرار الغربي ان تضعضع الصورة بالنسبة الى مستقبل النظام في سوريا، لا يلغي حقيقة ان الحراك الداخلي كبير وعميق، ومستمر بلا هوادة بقوة وعزم، وشجاعة لا توصف، حيث يواجه المواطنون العزل الرصاص بصدورهم العارية. هذه الحقيقة بدأت تترسخ في الاذهان في الغرب. اكثر من ذلك انها تثير الاعجاب الى حد بدأت وسائل الاعلام الغربية تتابعها باهتمام، وعلى خط مواز بدأ الحراك الجدي عبر مجموعات الضغط في اوروبا واميركا في التأثير على مواقف الحكومات.

والحال ان النظام في سوريا دخل في حلقة مفرغة : كلما قدم تنازلات ولو لفظية نزل الناس الى الشارع ضده، وكلما  زاد القمع والقتل، ارتفعت وتيرة الاحتجاجات وساد شعار اسقاط النظام بما فيه رأسه. قال لي خبير استراتيجي قبل ايام في معرض تحليله لما يجري في سوريا: "مشكلة النظام ان الموجة ضده، فإن سبح في اتجاهها جرفته، وان عاكسها كسرته، ومهما فعل ستظل افعاله تنقلب ضده. انه "... زمن سيئ جدا للنظام".

 

وثيقة أميركية بالتحقيق في اغتيال الحريري: الأسد عقد صفقة مع ميليس ليحمي شقيقه ماهر 

حصل "يقال.نت" على وثيقة أميركية ثانية، تتمحور حول أسرار ما كان يحصل في الكواليس، في أثناء عمل لجنة التحقيق الدولية المستقلة.

فبعد الوثيقة المذهلة التي تحدث فيها جميل السيد، من خلال وكيله أكرم عازوري وفي حضور إبنه مالك، عن موقع الجنرالات الأربعة في الجريمة، ينشر "يقال.نت " وثيقة جديدة حصل عليها من وثائق"ويكيليكس" وتتمحور حول حوارات سورية مع دبلوماسيين أميركيين، في تشرين الثاني 2005، عن طريقة تصرف النظام السوري مع التحقيق عموما ومع القرار 1636 تحديدا. تكشف هذه الوثيقة التي أعدت بناء على لقاء جمع المستشار في وزارة الخارجية السورية سمير التقي مع المستشار السياسي في السفارة الأميركي في دمشق، أن الرئيس السوري بشار الأسد كان يتحدث عن صفقة أبرمها مع رئيس لجنة التحقيق الدولية آنذاك ديتليف ميليس وتقضي بحماية شقيقه ماهر.

ووفق الوثيقة فإن الاسد كان يسعى الى حماية اللواء آصف شوكت ( زوج شقيقته بشرى) حتى لو اقتضى ذلك، تسليمه لضباط أمثال رستم غزالة،ولكنه اعترف بصعوبة توفير الحمية المطلوبة.

الوثيقة تشير الى أن الطائفة العلوية قررت عدم حماية آصف شوكت وأن تتعاون مع التحقيق الدولي، من أجل أن تحفظ النظام السوري.

وتكشف الوثيقة عن مكتب المحاماة البريطاني الذي اختاره النظام السوري، ليساعده في تجاوز ما سماه "الورطة".

معطيات الوثيقة

أولا، هويتها

,"C O N F I D E N T I A L SECTION 01 OF 02 DAMASCUS 006068

E.O. 12958: DECL: 10/12/2015

TAGS: PGOV, PREL, SY

SUBJECT: ASAD SHOPPING AROUND FOR LEGAL COUNSEL?

Classified By: Charge d'Affaires Stephen A. Seche, per 1.4 b,d.

ثانيا: معلوماتها

في 20 تشرين الثاني أبلغ سمير التقي، المستشار في وزارة الخارجية الأميركية، المستشار السياسي في السفارة الأميركية في دمشق أنه سافر الى لندن وبرلين وأوسلو في الاسابيع الثلاثة الأخيرة لاستخدام هيئة قانونية متخصصة في القانون الدولي، يمكنها أن تساعد سورية في إخراج نفسها من ورطتها الحالية( المتمثلة بصدور القرار 1636 عن مجلس الأمن الدولي الذي وضع التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة).

ووفق التقي ، فإن سورية لا تهدف، من وراء ذلك، الى تنفيذ مندرجات القرار الدولي، بل التوصل الى أفضل اتفاق حول واجباتها التطبيقية.

ويفيد التقي أن اختياره وقع على خبيرين قانونين لهما سمعتهما الدولية، وهما : إيان براونلي وماري وليم وورث.

ويشير الى أن وورث أتت الى سورية وأعدت تقريرا مكتوبا، وعرضت للتقرير شفويا أمام لجنة التحقيق السورية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ولفت التقي الى أن الرئيس بشار الأسد، إطلع على نسخة مكتوبة من التقرير.

وقال إن براونلي سيصل الى سوريا في اليومين المقبلين، وان الحكومة السورية اعتمدته، وهي ستدفع له 750 جنيه إسترليني مقابل كل ساعة عمل.

ويفيد التقي بأن المستشارين القانونيين البريطانيين متفقان على أنه في الوقت الذي يفرض القرار 1636 شروطا قاسية وغير منصفة على سورية، فإن لا خيار مطلقا أمام سورية سوى التنفيذ.

ويقول التقي إنه التقى الرئيس الأسد، لمدة 45 دقيقة، بين رحلتين له إلى أوروبا وحصل على موافقته على استخدام براونلي واعتماد المسار القانوني.

وقال التقي إن على الأميركيين أن يدركوا خلفيته من استخدام مستشارين قانونيين، فهو يهدف الى أن تستجيب سورية وتخرج نفسها من الورطة الحالية بطريقة، تجعل الثمن المطلوب دفعه، يقع على عاتق النظام وليس على عاتق أولادنا.

وكان التقي غامضا، عندما سئل رأيه في ما إذا كان الرئيس الأسد سينجو من الأزمة الحالية، ولكنه ألمح الى أنه يأمل ذلك، حتى يتمكن الأسد من توفير انتقال السلطة في المستقبل.

وأفاد التقي بأن اللواء آصف شوكت إستخدم مستشارين قانونيين واستقدم خبراء في القانون الدولي من فرنسا والبرتغال ومصر، ولكنهم جميعهم ينتمون الى التيار اليساري ولا يهتمون سوى بالحديث عن ظلم القرار 1636 ، وعن خروج ديتليف ميليس عن ضوابط هذا القرار.

وإذ أعرب التقي عن اعتقاده بأن هذا الاسلوب لا يجدي نفعا، كشف أن الخبير القانوني المصري صلاح عمار، لا يزال في دمشق.

التقي أعرب عن أسفه لكون صديقه وليد المعلم يجنح نحو تأثير آصف شوكت، مشيرا الى أن المعلم بدأ يتخذ مواقف متشددة، معيدا السبب الى توتره من تسميته في تقرير ديتليف ميليس.

وكشف التقي أن بشار الأسد يركز على حماية شقيقه ماهر.

ويقول التقي إن الأسد يتحدث عن اتفاق مع ميليس لإنقاذ شقيقه.

ويضيف التقي أن الأسد يود لو يستطيع أن ينقذ آصف شوكت، إذا استطاع ، وسيقوم بما يمكنه من أجل تحقيق هذا الهدف أيضا، ولكن- كما يلمح التقي- فإن هناك شيئا من الإقرار لدى الأسد ، بأن ذلك قد لا يكون ممكنا.

ويفيد التقي بأن الطائفة العلوية تريد "تسوية" من شأنها السماح للحكومة السورية بالتعاون مع القرار 1636 ولكن تحفظ النظام.

ولهذا السبب- يقول التقي- آصف شوكت هو في وضعية محرجة للغاية . هو لا يحوز على دعم الطائفة العلوية، ولذلك لا يمكنه أن يحارب دفاعا عن نفسه.

وبالإستناد الى التقي فإن آصف شوكت قد يفتعل مشكلا مع الرئيس الأسد، ولكنه لا يستطيع أن يكسب.

ويلفت التقي الى أن ما يهدف اليه الأسد هو إيجاد مخرج لائق له ، راميا فكرة على عجل مفادها، بأنه يمكن التخلي عن رستم غزالة وآخرين، إذا أنتج ذلك حماية لآصف شوكت.

ولكن ، حتى هذا المخرج سيكون له تأثير قوي على استقرار النظام، على اعتبار أن هؤلاء الرجال سيعاملون كقتلة، مما ينعكس على سورية، ويحدث خللا في شرعية النظام.

وعندما سئل عما إذا كان تأثير ذلك سيكون تدريجيا، أجاب: " سيكون فوريا".

أضاف التقي: " إن النظام سوف ينتهي بمجرد بدء محاكمة أول متهم سوري."

التقي وبصفته رئيسا لمركز أبحاث واستطلاع صغير يعمل برعاية وزارة الخارجية السورية (مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية) أبلغ المستشار السياسي في السفارة الأميركية في دمشق أنه أجرى استطلاعا للرأي شمل 4000 سوري من كل أنحاء البلاد، وظهر له أن غالبية ساحقة كانت راضية عن القرار الدولي و"سعيدة" أنه استهدف النظام وليس الشعب السوري، وأنها تريد أن لا تتصادم الإدارة السورية مع الولايات المتحدة الأميركية ومع المجتمع الدولي، وأنها لا تفهم السبب الذي يربط إرجاء الإصلاح الإقتصادي الموعود بالتأزم الناجم عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ونقل التقي عن الأسد أنه لا يسعى الى صدام مع الولايات المتحدة الأميركية ولكن السوريين سوف يقبلون بمواجهة إقتصادية.

ووفق التقي فهذا يشكل دليلا على أن الأسد لا يزال مستعدا لمواجهة المجتمع الدولي واستيعاب العقوبات.

التقي عزا التصعيد في خطاب الأسد في 10 تشرين الثاني الى أنه جاء والرئيس السوري تحت الضغط وهدفه الإستهلاك الداخلي، لا غير.

_________

*ملاحظة: سمير التقي عاد وعيّن في العام 2008 في عداد الوفد الذي يفاوض إسرائيل من خلال تركيا، وقد كشفت وثيقة أميركية أنه هو من اجتمع مباشرة مع الوفد الإسرائيلي، بعيدا من الإعلام، في أول مفاوضات مباشرة بين سورية وإسرائيل

 

 الانتفاضة في سوريا: المستبعد والممكن

النهار/ بقلم رينود ليندرز      

فيما تتركز كل الانظار في الاشهر القليلة المقبلة على المواجهات المستمرة بين المتظاهرين والنظام السوري، قد يأتي التحدي الاساسي من داخل النظام نفسه، اي من القوى الأمنية.

فيما تواجَه التظاهرات الحاشدة غير المسبوقة بقمع شديد من النظام في مختلف أنحاء سوريا، كثيراً ما يُطلَب من الباحثين والأكاديميين التعليق على سؤال يكادون لا يعرفون شيئاً عنه: ما الذي سيحصل؟ إصرار وسائل الإعلام وسواها على طرح هذا السؤال لافت، ولو كان مفهوماً، لا سيما أن لا أحد من المراقبين المتخصّصين في الشأن السوري توقّع في الأصل حدوث الاضطرابات الراهنة. بيد أن المستقبل القريب قد لا يكون عصياً على الفهم بالكامل. بالفعل، إذا كان في الماضي القريب والأبعد أيّ دليل عن المستقبل – إنما مع إضافة مجموعة من التنصّلات التي لا بد منها – يبدو مستبعداً حدوث تغيير للنظام يقوده الشعب في سوريا. بدلاً من ذلك، غالب الظنّ أن الاستقرار سيتزعزع بصورة مستمرّة، وستقع مواجهة بين المحتجّين والنظام، مما يولّد مأزقاً بين القوى المتناحرة، وإصلاحات مجزّأة من المحتّم أن تحبط الآمال بتحقيق تغيير جوهري، وعلى الأرجح أنها ستثير مزيداً من الغضب والعنف. لكن فيما ستتركّز كل الأنظار في الأشهر القليلة المقبلة على المواجهات المستمرّة بين المتظاهرين والنظام، قد يأتي التحدّي الأساسي من داخل النظام. ففي الماضي، كان الاعتماد الشديد على القمع خارج نطاق القضاء في سوريا يدفع بالقوى الأمنية وشبه العسكرية إلى الانقلاب على النظام نفسه.

منذ منتصف آذار، وبتحفيز من انتفاضات حاشدة وغير مسبوقة أيضاً في تونس ومصر، قام آلاف السوريين العاديين بما لم يكن في الحسبان: نزلوا غاضبين إلى الشوارع، مطالبين أولاً بالإصلاح، لكنهم راحوا يطالبون أكثر فأكثر بإطاحة النظام ووضع حد لثمانية وأربعين عاماً من ديكتاتورية البعث. والاحتجاجات التي صُوِّرت في البداية بأنها مجرّد تذمّر محلي الطابع يعبّر عن مشاعر غضب قبلية في درعا، توسّعت وعمّت مختلف أنحاء البلاد وتشمل الآن حمص، ثالث أكبر مدينة في البلاد، وحتى ضواحي دمشق. ويبدو أن المناطق الكردية في الشمال الشرقي انضمّت أيضاً بزخم كامل إلى التظاهرات. ردّ النظام عبر اللجوء إلى العنف، ولم يتردّد في نشر الدبّابات والقنّاصين، فقتل نحو 750 مدنياً بحسب التقديرات واعتقل الآلاف. صور الاحتجاجات والممارسات الهمجية للقوى الأمنية التي تُبثّ سراً من سوريا عبر موقع "يوتيوب" الإلكتروني في شكل أساسي، مثيرة للدهشة والصدمة في آنٍ واحد. على الرغم من أنه يستحيل التأكّد من دقّتها، تترك انطباعاً بأنه على شيء ما أو أحد ما أن يستسلم.

تشير الأعداد المتزايدة من المتظاهرين إلى إنهم لن يبادروا إلى الاستسلام. والنظام بدوره قطع وعوداً بالإصلاح السياسي كانت لتثير الحماسة في أزمنة أخرى. لكن المتظاهرين والسوريين العاديين على السواء يعرفون تماماً أن عملية "الإصلاح" الأزلية في بلادهم التي تعود إلى "الحركة التصحيحية" التي أطلقها حافظ الأسد في مطلع السبعينات والتي أعاد ابنه بشار إحياءها وصوغها منذ عام 2000، سوف تعيد تكوين الحكم السلطوي وإنعاشه وستجعله أكثر قدرة على الصمود بدلاً من إطلاق تغيير فعلي. ولذلك تستمرّ التظاهرات.

بيد أن التظاهرات الحاشدة، أياً يكن حجمها أو حدّتها، ليست كافية لإسقاط النظام. أبعد من الرومنطيقية الثورية التي يجري التركيز عليها في السياق التونسي والمصري، يبدو أن العملية الانتقالية التي لم تكتمل بعد في هذين البلدين تشير إلى عاملَين مسهِّلَين أساسيين ومترابطَين: موقف القوّات المسلّحة وقدرة المتظاهرين على التنظّم كما يجب لإقناع قادة الجيش بدعمهم أو على الأقل بالابتعاد عن النظام ورموزه الأساسيين. هذان العاملان غائبان بكل وضوح في سوريا، تماماً كما تفتقر إليهما عمليات انتقالية أخرى متوقِّفة أو متعثّرة في المنطقة، ولا سيما في البحرين واليمن.

أولاً، بسبب عقود من القمع الشديد والمزايدات الأيديولوجية، لا يبدو أن هناك قوى معارضة منظَّمة جدّياً أو حتى فاعلة هامشياً في سوريا. ولذلك، فإن المحاولة الأخيرة التي قام بها ناشطون معارضون من داخل سوريا وخارجها للتعبير علناً عن مطالبهم من النظام السوري كانت حافلة بالتناقضات والتنافر ونواقص أخرى، ولم تترك وقعاً لدى أحد، ولا حتى المتظاهرين. كانت الردود الشعبية التي صاغتها تجمّعات محلّية نُظِّمت على عجل، بما في ذلك في درعا، أكثر وضوحاً وتماسكاً في التعبير عن مطالبها من النظام، لكنّها لا ترقى إلى مستوى البرنامج الوطني.

في هذه الأثناء، استمرّ بعض الناشطين المعارضين المخضرمين، على غرار ميشال كيلو، في التزام شعارهم الإصلاحي، أو اعترفوا، كما فعل بتواضع الناشط الشيوعي المتقدّم في السن، رياض الترك، بعجزهم عن توجيه التظاهرات التي ينظّمها شباب البلاد أو قيادتها. قد لا يؤثّر ذلك في الاحتجاجات في ذاتها، لكنه يسلّط الضوء على فشل المعارضة في تحقيق اختراقات في القوّات المسلّحة، وفي إقناع الضبّاط والقادة العسكريين، عبر ركوبها موجة التعبئة الشعبية، في اتّخاذ مواقف مؤيّدة لتغيير النظام. والدعوة العلنية التي وجّهتها "المبادرة الوطنية للتغيير" إلى شخصيات عسكرية بارزة لدعم الثورة هي خير دليل على أن المعارضة فشلت في بناء قنوات سرّية تقودها إلى القوّات المسلّحة لنقل تلك الرسالة إليها.

ثانياً، من المستبعد جداً أن تؤدّي القوّات المسلّحة السورية دوراً داعماً للمتظاهرين. فعناصر الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، إلى جانب القوى الأمنية، متمرِّسون جيداً في القتال ويكنّون ولاء مطلقاً للنظام. ويُعرَف عنهم أنهم يُرسَلون لقمع الاعتراضات من دون أن يطرحوا أيّ أسئلة. قد يبدي البعض في القوّات المسلّحة النظامية امتعاضه، كما تشير التقارير غير المؤكَّدة عن الانشقاقات ورفض التقيّد بأوامر إطلاق النار. لكن نظراً إلى أن هذه القوّات النظامية تعاني من الإهمال منذ سنوات كثيرة، فهي لا تضاهي القوّات الخاصة المدجّجة بالسلاح التي يقودها في شكل أساسي ضبّاط علويون بينهم أفراد من عائلة الأسد الموسَّعة. سوف تلقى التوقّعات، لا بل التهديدات التي يسوّق لها النظام نفسه بحماسة، بأنه من شأن سقوط النظام الحالي أن يؤدّي إلى عنف على الطريقة العراقية، رواجاً لا سيما في صفوف هذه القوّات الخاصة لأنها ستخشى الانتقام الشعبي من تجاوزاتها القمعية الحالية والسابقة أيضاً.

لا يعني هذا أن النظام سيستمرّ من دون أيّ تغيير. على العكس، في هذا السيناريو، قد تصدر الضغوط من أجل التغيير (غير المرغوب فيه) عن الأجهزة الأمنية، والقوات الخاصة بالذات. فكما لاحظ دانكوورت روستو بالنسبة إلى المنطقة ككلّ في مطلع الستّينات، يؤدّي اعتماد الحكومات المتزايد على القمع العسكري إلى تطوّر شديد في مهارات الجيش في ممارسة الإكراه الداخلي، مما يجعل بدوره هذه الحكومات "هدفاً أكثر هشاشة وإغراء" للانقلابات العسكرية. في ماضي سوريا، غالباً ما كانت محطّات القمع المفرط تؤدّي إلى تضخيم الثقة بالنفس لدى عناصر أساسيين في عنف الدولة، أو تغذّي لديهم شعوراً ملحّاً بوجوب مكافأتهم، أو تثير مخاوف لدى أزلام النظام من تصفيتهم في مرحلة لاحقة عندما يحاول النظام العودة إلى حكمه السلطوي المعتاد.

أياً تكن الطبيعة الدقيقة لهذه الدوافع، حصلت الانقلابات والهجمات الداخلية على النظام أكثر من مرّة في ظروف مماثلة، ولا سيما عندما شنّ رفعت الأسد محاولته الانقلابية الفاشلة عام 1983 عقب دوره البارز في قمع الإسلاميين العنيف بين 1980 و1982، وخصوصاً في مدينة حما. انطلاقاً من هذه الخلفية، تكمن المفارقة في أن قرار النظام الأخير إلغاء محكمة أمن الدولة العليا التي وصفها ديبلوماسي غربي بأنها "مركز المعالجة" لقانون الطوارئ الذي ألغي أيضاً، قد يرتدّ بنتائج عكسية بحيث إن القمع الشديد الخارج عن نطاق القضاء سينتشر من دون أي حدود في حين أن منفّذيه سيزدادون أهمّية.

وقد يطمح أزلام النظام إلى الحصول على مكافآت تقديراً لدفاعهم عن النظام في وجه التحدّي الأكثر خطورة له منذ الثمانينات على الأقل، أو قد يسعون في الوقت نفسه إلى حماية أنفسهم من محاولات النظام المستقبلية للتخلّص من عناصره البغيضين جداً الذين سيُعتبَرون عندئذٍ غير جديرين بنظام "يسير على طريق الإصلاح". يجب التنبّه جيداً للخطوات التي سيقوم بها في المستقبل أولئك الذين ترد أسماؤهم الآن على لائحة الاتّحاد الأوروبي التي تضم ثلاث عشرة شخصية سورية يُعتقَد أنها تقود القمع الحالي للانتفاضة في سوريا، والتي وُضِعت في وقت سابق هذا الشهر بهدف إخضاعهم للعقوبات.

أستاذ في جامعة امستردام

باحث في الشؤون السورية

ترجمة نسرين ناضر

بقلم رينود ليندرز      

 

سوريا: إقتحام مقر المنظمة الأثورية الديمقراطية واعتقال أعضاء

الجمعة 20 أيار (مايو) 2011

 بيان مشترك

رغم الاعلان عن الغاء حالة الطوارئ

اقتحام مقر المنظمة الآثورية الديمقراطية في سوريا

واعتقال عدد من الاعضاء

تلقت المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, ببالغ الإدانة والاستنكار, أنباء مقلقة عن استمرار السلطات السورية بنهج مسار الاعتقال التعسفي خارج القانون بحق المواطنين السوريين، الذي يشكل انتهاكا صارخا للحريات الأساسية التي يكفلها الدستور السوري، ورغم الإعلان عن إلغاء حالة الطوارئ وقانون حق التجمع السلمي ، ففي تاريخ 20\5\2011 قامت دورية أمنية في القامشلي –الحسكة-باقتحام مقر المنظمة الآثورية الديمقراطية في سوريا.

وتم اعتقال كل من السادة :

1 – المدرس كبرو رومانث – عضو المكتب السياسي في المنظمة الآثورية .

2 – المهندس كرم دولي - عضو المكتب السياسي في المنظمة الآثورية .

3 – الدكتور ملك يعقوب - عضو المكتب السياسي في المنظمة الآثورية .

4 – الدكتور سمير إبراهيم – عضو اللجنة المركزية في المنظمة الآثورية .

5 – كورية شابو .

6 – يعقوب غريبو .

7 – جورج أوديشو .

8 – حنا إسحاق .

9 – غاندي سفر .

10. – فهد يوسف .

11 – دافييد حبيب .

12 – المحامي برصوم يوسف

إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ,ندين ونستنكر بشدة اعتقال المواطنين السوريين المذكورين أعلاه أعضاء المنظمة الآثورية, ونبدي قلقنا البالغ على مصيرهم, ونطالب الأجهزة الأمنية بالكف عن الاعتقالات التعسفية التي تجري خارج القانون والتي تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق والحريات الأساسية التي كفلها الدستور السوري لعام 1973 .

وإننا نرى في استمرار اعتقالهم و احتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي لفترة طويلة، يشكلان انتهاكاً لالتزامات سوريا بمقتضى تصديقها على الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ،واننا نطالب بالإفراج الفوري عنهم دون قيد او شرط. واننا نتوجه الى الحكومة السورية من أجل:

1- إغلاق ملف الاعتقال السياسي وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين, ومعتقلي الرأي والضمير, وجميع من تم اعتقالهم بسبب مشاركاتهم بالتجمعات السلمية التي قامت في مختلف المدن السورية , ما لم توجه إليهم تهمة جنائية معترف بها ويقدموا على وجه السرعةً لمحاكمة تتوفر فيها معايير المحاكمة العادلة

2- أن تتخذ السلطات السورية خطوات عاجلة وفعالة لضمان الحريات الأساسية لحقوق الإنسان والكف عن المعالجة الأمنية التي تعد جزءا من المشكلة وليست حلا لها، والإقرار بالأزمة السياسية في سورية ومعالجتها بالأساليب السياسية بمشاركة السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم, عبر دعوة جادة للحوار الوطني الشامل بين السلطات السورية وممثلي القوى السياسية والمجتمعية والمدنية في البلاد بالإضافة لممثلين عن الفاعلين الجدد فئة الشباب.

دمشق في 20\5\2011

المنظمات الموقعة:

1- منظمة حقوق الإنسان في سورية – ماف

2- اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد)

3- المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية.

4- المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سورية ( DAD ).

5- المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية

6- لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية ( ل.د.ح ).

 

ما يجمع اللبنانيين الآن ... أنها "هزلت"، وحتى "هزلت" جداً!!

المستقبل - الاحد 22 أيار 2011 - محمد مشموشي

أسوأ ما يمكن أن يصل اليه وضع في بلد ما هو ألا يجد ناسه في وصفه غير كلمة "هزلت"، وهذا للأسف الشديد هو حال لبنان، وما يقال انه سياسة فيه، في المرحلة الحالية من تاريخه. وعمليا، فأينما توجهت أنظار الناس، سواء لجهة العجز عن تشكيل حكومة منذ حوالي أربعة شهور وأسباب هذا العجز، أو لجهة ما يتردد عن كيفية ملء القصور الاداري في مناصب مركزية، أو لجهة معالجة "طوارئ" غير محسوبة على حدود البلد من الجنوب الى الشمال، أو لجهة عدم التفريط بما يوصف دائما بأنه "أساس وجود لبنان"(حرية التعبير) أو غير ذلك، لا تكاد تجد كلمة مناسبة لوصف واقع الحال سوى الكلمة اياها: "هزلت" اياها.

تبرز في المقدمة طبعا، وان يكن اللبنانيون قد اعتادوا على مثيلاتها من النائب العماد ميشال عون، تلك العبارات الممجوجة التي قالها في توصيف مقاربة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لمسألة تشكيل الحكومة(البنطال وفتحته من الأمام أو من الخلف)، أو في تبرير موقف وزيره في الحكومة وفي كل حكومة وصهره المدلل بمنع مندوب "المستقبل" من الدخول الى الوزارة(بيتنا الذي لا نسمح لأحد باهانتنا فيه).

لكن ذلك، في كل حال يبقى جانبا واحدا من الصورة: الجانب الفكاهي أو ربما الهزلي، فيما لا تقل الجوانب الأخرى هزالا، بمعنى التردي في الحياة السياسية، ولا أهمية وفداحة بالنسبة لحاضر لبنان ومستقبله.

ولندع الفكاهة أو الهزلية غير المعهودة، وحتما غير المقبولة، جانبا في هذه العجالة السريعة، لنتحدث عن مسائل أخرى أكثر فداحة وخطورة مما سبق كما يلي:

= قيام سياسي لبناني ما، لا هو عضو في البرلمان ولا هو رئيس كتلة فيه، الى تهديد رئيس الحكومة المكلف بسحب "التفويض" المعطى له من نواب الأمة ما لم يعمد الأخير بسرعة الى تشكيل الحكومة التي يريدها السياسي نفسه، ثم توجيه ما يجوز وما لا يجوز من الاتهامات الشخصية اليه والى رئيس الجمهورية فضلا عمن يدافع عن موقفيهما باعتبارهما دستوريين من ناحية أولى وعمليين في المرحلة الحالية التي يمر فيها لبنان وتجتاح المنطقة كلها من ناحية ثانية.

وبغض النظر عن امكانية أو قانونية التراجع عما يوصف دستوريا بأنه "استشارات ملزمة" يجريها رئيس الجمهورية لتكليف رئيس الحكومة بتشكيل الحكومة، وعن المدة المفتوحة التي يمنحها الدستور الى الرئيس المكلف لانهاء مهمته أو الاعتذار عن استكمالها، وعن الموقف الفعلي لحلفاء هذا السياسي من المسألة والعراقيل التي يضعونها هم وليس غيرهم في طريق الرئيس المكلف، فلا مناص من القول أن كلمة "هزلت"، بل و"هزلت جدا"، هي التي تصفع وجوه الناس في هذا السياق.

= قيام نائب في البرلمان أو أكثر، بدعم من حزب سياسي أو أكثر، ووسط تصفيق من نواب آخرين وكتل نيابية وأحزاب وتيارات أخرى، بمنع فندق في العاصمة من استضافة مجموعة من الشباب والعاملين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان كانت تستعد لاعلان موقف مؤيد للشعب السوري في انتفاضته المتواصلة منذ شهرين تحت عنوان التغيير والحرية والكرامة والديموقراطية. واذا كان النواب هؤلاء مستفيدين من أساس لبنان هذا وحرية التعبير التي يكفلها الدستور وليس فقط من كونهم حلفاء سياسيين لسوريا قد عمدوا في وقت سابق الى عقد لقاء مماثل بعنوان الدفاع عن سوريا وتأييدا لنظامها، فلم تفهم الناس اذا كيف يبررون لأنفسهم المبادرة الى منع لقاء في اتجاه مختلف، وبالأسلوب التهديدي الذي تم به هذا المنع؟. بل كيف يبررون لأنفسهم أن يحاصروا هم بأشخاصهم وأحزابهم ومؤيديهم السفارة المصرية في بيروت تنديدا بحصار غزة قبل عامين، أو تأييدا لانتفاضة شباب مصر ضد نظامها قبل أسابيع قليلة؟

هل يشي ذلك أيضا بأنهم، لو فكروا أو استطاعوا، لعمدوا الى منع أي مفكر أو صحافي من كتابة تعليق يؤيد فيه الشعب السوري حتى لا نتحدث عن تأييد الشعوب في البحرين وليبيا واليمن في ما يطالب به من تغيير في نظامه وأسلوب حكمه؟.

وأي لبنان هذا الذي يتحدثون عنه، بل أي سوريا تلك التي يؤيدون، وهي التي تعامل نظامها مع لبنان أقله في مجال حرية التعبير وعلى امتداد عقود طويلة على أنه شيء مختلف؟.

= قيام نائب عن الأمة أو أكثر، ووزير في حكومة تصريف الأعمال أو أكثر، ورئيس حزب سياسي أو أكثر، باتهام الأقلية النيابية(ودائما، بقرار من الخارج!) بأنها تمنع تشكيل الحكومة وتضع العقبات في طريقها، مع أن هذه الأقلية قالت منذ البداية أنها لا تريد الاشتراك في هذه الحكومة لا لجهة الحصص في الحقائب الوزارية ولا لجهة الموقف السياسي الذي يمكن أن تختطه لنفسها في القضايا الجوهرية التي يختلف اللبنانيون حولها.

هل يقول هؤلاء، تلميحا على الأقل، أن رفض الاشتراك في الحكومة هو العرقلة المقصودة لتشكيل الحكومة؟!، واذا كان ذلك كذلك، فلماذا اذا كان الانقلاب على الحكومة السابقة وقلبها بالطريقة المعروفة، ثم الذهاب بالبلد كله الى ما هو عليه من جدار مسدود الآن؟.

= قيام طرف سياسي في العلن، وربما أكثر من طرف في السر، بتوفير "مظلة حماية" للعماد ميشال عون في مطالبه لجهة عدد الحقائب، باعتبارها كما قال أحد المفوهين فيه "دستورية" (يا للعلم الدستوري!)، والتزام الصمت الملتبس لجهة حملته الشنيعة على رئيس الجمهورية من ناحية ورئيس الحكومة المكلف من ناحية أخرى. في المقابل، لجوء طرف سياسي حليف للطرف الأول الى مغازلة الرئيسين من جهة، ورئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط من جهة ثانية، لعل الغزل هنا يقلل من مساوئ الهجاء هناك.

هل هي "التقية" في السياسة هنا، أم أن المسألة كلها مسألة وقت، وأن الوقت في هذه الحالة محلي لبناني بقدر ما هو عربي واقليمي أيضا؟.

قد تتفاوت الاجوبة وتتعدد، بل قد تتناقض بين واحد منها وآخر أو في سياق الجواب الواحد بين طرف معني وآخر، لكن ما لا يجد اللبناني وصفا له أقرب الى الحقيقة من كلمة "هزلت" يبقى الجامع المشترك بينها جميعا. ولعل اللبنانيين يجمعون في هذه الفترة من تاريخهم على القول معا وفي وقت واحد، انها "هزلت" فعلا، بل انها "هزلت" جدا، هذه المرة.

 

إده لـ"المستقبل": تشكيل الحكومة مستحيل وعون يراجع حساباته

المستقبل - الاحد 22 أيار 2011 - أكد رئيس حزب السلام اللبناني روجيه إده، انه "كان في إمكان الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل حكومة كفاءات قبل تفاقم معطيات الثورات العربية المحيطة، إلا أن التشكيل أصبح مستحيلاً اليوم، كما أن المطلوب منه عدم الاعتذار". ولفت في حديث الى "المستقبل" أمس، الى أن "رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، على طريق إعادة حساباته السياسية، وهو أذكى وأدهى مما يظهر للجميع، على رغم ما نراه منه في خطاباته ومواقفه، وأنا متأكد من أنه يحسب خط الرجعة".

وتطرق الى لقاء الأقطاب الموارنة الموسع المرتقب في بكركي برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في 2 حزيران المقبل، مشيراً الى أنه "سيشدد على الاتفاق على الثوابت والوصول الى صيغة واضحة حول ان من يخرج من حلفاء أي طرف كان على هذه الثوابت، نخرج عليه، ونبقى متمسكين بهذه الثوابت مهما حصل".

وهنا نص الحوار:

[ كيف تنظرون الى نتائج لقاء الأقطاب الموارنة في بكركي، وهل تتفاءلون باللقاء الموسع المرتقب؟

ـ خلق انتخاب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي توقعات وفاقية عند الرأي العام اللبناني والمسيحي، لأنه شخصية قريبة من فكر "الكورية" في روما والتي من أولوياتها توحيد الصف المسيحي وإعادة المعنويات للمسيحيين حتى لا تستعمل قصة مصير المسيحيين في الشرق قميص عثمان لأي توجه سياسي أو لأي تبعية سياسية.

فقد كان من الطبيعي ان يستفيد البطريرك من الزخم الشعبي والكاريزما التي يتمتع بها والرصيد المعنوي، مثل كل رئيس أو قائد والذي لديه مئة يوم عندما يصل الى الحكم ليضع الأسس لنجاحه أو فشله.

والبطريرك يجمع القيادات من أجل الاتفاق على الثوابت، وهذه الثوابت هي التي وضعها البطريرك الكاردينال صفير عرّاب القضية ومرجعية روما في ما يتعلق بلبنان.

لقد تمكن البطريرك الراعي برفقة الكاردينال صفير، والوجود المعنوي والروحي لراهب قديس يعيد الى الأصول والى الجذور الفكر السياسي الماروني في لبنان المتمثل بذلك الراهب الحبيس الذي حضر اللقاء لقد ترك كل فريق من هؤلاء الأقطاب المجتمعين، والمتحالف مع 14 آذار و8 آذار يعبر عن أسباب تحالفه، واسباب اتخاذه مواقفه على الصعيد الوطني، وكل فريق أعطى المبررات، انما السؤال المطروح كان عن الثوابت.

[ماذا إذاً عن الثوابت التي اتفق عليها؟

ـ السبيل الى تحقيق الهدف إن في حماية لبنان ومصير لبنان ووحدته وكيانه، وإن في ما يتعلق بمصير المسيحيين، قد يكون لكل فريق الحق في التحالف مع من تحالف معه من أجل تحقيق أهدافه، انما هناك ثوابت الجميع متفق عليها، والسؤال الأساسي الذي أتى الجواب ايجابياً عنه من الأقطاب الأربعة المجتمعين هو انه إذا حاد الفريق الحليف عن أحد الثوابت فهذا لا يعني أن القطب الماروني الذي يتحالف معه سيحيد بل سيحافظ عليه ويلتزم به، بل كان هناك تأكيد من الجميع بأنه سيكون هناك ابتعاد عن الحليف الذي يحيد عن الثوابت وتالياً المحافظة عليها والتمسك بها. وباختصار من يخرج عن الثوابت من الحلفاء نخرج عليه.

أما ما نأمله من اللقاء المرتقب للأقطاب، فهو الخروج من مسألة إعلان النوايا، والبدء بالمتابعة والدخول في مسألة التفاصيل، ولا ننسى ان الشيطان في التفاصيل، وهذا ما يجب برمجته في اجتماع 2 حزيران المقبل حتى توضح كل التفاصيل على الورق ويصار الى تأكيد الثوابت، والتشديد على انه مهما كانت التحالفات، نخرج عن أي تحالف ونتمسك بالثوابت.

[وما هي الثوابت تحديداً؟

ـ انها الدولة، الدولة المدنية، سيادة لبنان وحريته واستقلاله، الحفاظ على وحدة لبنان وعلى الهوية الحضارية للثقافة العامة فيه.

[وهل سينجح البطريرك في ذلك من خلال اجتماعين فقط؟

ـ إن مسألة نجاح غبطة البطريرك في تحديد التفاصيل في مستند خطي ويكون كل شيء موثقاً ويلتزم به الجميع، والخروج به الى الرأي العام وحلفاء كل فريق قد يتطلب أكثر من اجتماعين أو لقاءين.

[هل هناك تأثير مباشر لما يجري من ثورات في دول الجوار على أجواء اللقاءات المسيحية؟

ـ لا شك في ان الثورات العربية التي انفجرت في المنطقة كلها تسهل مهمة العودة الى الجذور والثوابت في ما يتعلق بتقاليدنا اللبنانية، قد تأخذ هذه الثورات سنتين أو ثلاث سنوات أو أكثر، ولكن في النهاية العالم العربي لن يكون بعد ذلك كما عرفناه سابقاً. والتغيير سيكون باتجاه الحضارة والثقافة الديموقراطية ثقافة الحريات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والاعتماد على الديموقراطية من أجل تلافي تفجر الكيان والحروب الأهلية.

ولكن في عودة الى جوهر اللقاءات، لا بد من الإشارة الى أن هناك نسبة كبيرة من المسيحيين لا ترى نفسها ممثلة بالأقطاب الأربعة، وحتى لو توسع "البيكار" وزاد العدد، إلا إنها ترى نفسها، وانها من ضمنها، نرى أنفسنا ممثلين بالبطريرك الماروني، سواء كان صفير أو الراعي.

كما انه نتيجة تحرر لبنان من حروب الآخرين ومن صراعاتهم على أرضه وبفضل قانون انتخاب صحيح، لا بد من ان تتمثل المدارس السياسية التاريخية المؤسسة لهذا الكيان والحضارة اللبنانية تمثيلاً افضل نيابياً ومجتمعياً، لأن الإقصاء يؤدي الى ما يحصل اليوم من ثورات في العالم العربي.

[هل من الممكن أن ينسحب جو اللقاء الماروني الايجابي، ايجاباً ايضاً على تشكيل الحكومة؟

ـ اطلاقاً، واعود وأذكّر يوم سقطت الحكومة، بما قلته من بكركي بالذات بعد لقائي البطريرك صفير، "شكراً جزيلاً لإقالة هذه الحكومة لأنكم حررتم زعامة كبيرة هي زعامة 14 آذار.

ومنذ اللحظة الأولى قلت انه لا يمكن تأليف حكومة إلا من 14 و8 آذار وإلا الإتيان بحكومة من الكفاءات من خارج المجلس النيابي.

[كيف تنظرون الى تطورات المشهد الحكومي من ناحية التشكيل؟

ـ مستحيل تأليف الحكومة، لا يمكن أن يؤلف هذه الحكومة دولة الرئيس نجيب ميقاتي. لقد تأخر. كان في إمكانه تشكيل حكومة كفاءات قبل تفاقم معطيات الثورات العربية المحيطة. اليوم أصبح التشكيل مستحيلاً، ومستحيل كذلك تأليف حكومة برئاسة أي رئيس حكومة سابق حتى لو اعتذر الرئيس ميقاتي، مع أن المطلوب من الرئيس ميقاتي عدم الاعتذار. لأن في اعتذاره يعود الصراع القديم الذي كان يعيشه اللبنانيون خلال المراحل السابقة ولا سيما خلال مرحلة ما قبل التكليف والخوف من تفجر الوضع على الارض في بيروت وغيرها من المناطق.

والواقع ان الخاسر الأكبر من استقالة الحكومة كان من اتخذ القرار باقالتها، ولكن الرابح كان الاستقرار في لبنان. وتبقى مقولة عند تغيير الدول احفظ رأسك القاعدة الأفضل من أجل ربح الوقت لغاية شروق شمس جديدة علينا، ونصبح فعلاً أمام واقع يجعل من اللبنانيين أحراراً في أن يجلسوا معاً ويتفاهموا على الخطوة المقبلة لبناء مستقبل أفضل.

[كيف تقرأ الموقف اللبناني مما يجري في سوريا؟

ـ هناك فريق في لبنان يعتمد في الأساس على سوريا وعلى إيران، وهو يحمل سيف النظام، وعقد مؤتمرات دعم وندوات تلفزيونية... ولكن حسناً تفعل قيادات 14 آذار في الامتناع عن لعب هذه اللعبة، لأنها تجرّ معطيات الحرب الأهلية من سوريا الى لبنان. ولكن هناك أشياء معروفة والشعب السوري يعرفها وهي ان الشعب اللبناني يكن مشاعر الاخوة له، وهذه مناسبة لنقول للشعب السوري اننا نحبه، وقد كنا ضد ممارسات النظام السوري في لبنان، ونحن التزمنا ميثاقياً ونلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية.

[ما هو مستقبل الثورات العربية؟

شئنا أم أبينا، هناك نموذجان من الثورات التي شهدناها. هناك النموذج التونسي والمصري، والنموذج الليبي واليمني. الأول يتضمن أنظمة يرعاها الغرب الذي قرر مع المجتمع الدولي عدم المحافظة عليها عند اشتعال الثورة الشعبية، إنما قرر ان يكون التغيير على الطريقة التركية عام 1981 وليس على الطريقة الإيرانية عام 1979.

أما النموذج الثاني، فيتأكد أنه سيؤدي الى تقسيم ليبيا قسمين، الأول بيد الرئيس القذافي والثاني بيد ثورة الشباب. ولكن هذا الواقع أصبح اليوم مستحيلاً لأن نظام القذافي ساقط حتماً، وسيفرز الشعب الليبي نظاماً جديداً برعاية عربية ودولية. وفي اليمن كان هناك خوف من تفجر البلاد الى دولتين أو ثلاث مع سيطرة لتنظيم "القاعدة" على إجزاء البلاد، ومع أن الرئيس علي عبدالله صالح كان صديقاً للأميركيين، إلا ان الخوف من تفجر الوضع وتوسعه الى منطقة الخليج، سيؤدي حتماً الى سقوط الرئيس اليمني، وبروز حكم جديد يكون فيه الشعب مسيطراً وأقوى على حساب الفئوية العشائرية. وبين النموذجين تبرز أزمة مصير سوريا، ونخشى أن تكون آخر فرصة أعطيت للرئيس بشار الأسد، في الخطاب الأخير للرئيس باراك أوباما، إما يشرف على الإصلاح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أو سيكون النموذج الليبي حاضراً، فبإمكانه من خلال ما ترك له من باب وفرصة أخيرة أن ينقذ نفسه أولاً، وينشل سوريا من حرب أهلية.

[كيف تفسر غياب لبنان عن خطاب الرئيس أوباما؟

ـ الحمدلله. لأن غياب لبنان عن خطابه يعني انه مطمئن الى مصير لبنان. وعلى الرغم من كل ما يجري في سوريا نرى أن الحالة في لبنان مستقرة، ولكن في الواقع أشار الرئيس أوباما ومن دون أن يسمي لبنان الى مخاطر تصدير الثورة. أو كان يقوم الفريق الحليف لسوريا وإيران في لبنان بالتحرك إما لفتح الجبهة مع إسرائيل عسكرياً، أو لفتح الجبهة الداخلية في لبنان لتخفيف الضغط عن الرئيس الأسد داخلياً، انما النظام الدولي واعٍ لهذا الأمر ويحذر المعنيين منه. وأنا أتوقع عدم حصول أي شيء في الداخل اللبناني، لأني متأكد من انه مهما حصل فلن ينقذ النظام السوري، لأن ما ينقذه هو فقط ما قاله الرئيس أوباما أن يبادر الرئيس الأسد الى الإشراف على التغيير الإصلاحي، لأن جل ما يمكنه ان يقوم اليوم هو ما يقوم به الرئيس صالح في اليمن.

[هل يمكن حدوث تغيرات إقليمية تغير الوضع في لبنان؟

ـ في رأيي أن الوضع عندما يكون متفجراً في منطقة، يكون حتى هادئاً في منطقة أخرى. تماماً مثل العاصفة، اليوم العاصفة خارج لبنان والطقس في لبنان مشمس، والذين كانوا يتميزون بخطاب تصعيدي أصبحوا أكثر سلاسة وهدوءاً، وهو ما لم يكن متوقعاً قبل نحو شهر، أو حتى أنه لا يصدق. أين أصبحت مثلاً قضية الشهود الزور من يتحدث عنها؟ ومن يتحدث عن المحكمة الدولية؟ لا أحد. لم يبق لأي ملف قيمة عند شم رائحة البارود. إلا طبعاً القيمة القانونية.

[وكيف تفسر زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في هذا الوقت بالذات لبيروت؟

ـ بقطع النظر عما هو معلن، فيلتمان يمثل السياسة الأميركية في لبنان، والتي لديها ثلاثة هموم في لبنان الأول هو الانذار بأن أي تحرك في الداخل لن يترك من دون أي تدخل من الخارج فوراً، والثاني يتمثل بعدم فتح الجبهة مع إسرائيل لانه سيكون خطأ فادحاً وثمنه غالٍ جداً، والثالث هو موضوع تبييض الأموال الناتجة عن المخدرات والارهاب أي الدم. وبالتالي تأتي زيارة فيلتمان في إطار التأكيد على عدم الإخلال بأي من هذه الهموم الثلاثة، وهذه المحاذير تطبّق على أي حكومة يمكن أن تشكّل.

[نعود الى الأجواء الحكومية، هل صحيح ان النائب ميشال عون هو المعرقل الأساسي والعائق الوحيد أمام التشكيل؟

ـ لا يمكن القول إن العماد عون هو سبب التعطيل. وأنا أكيد وعلى يقين انه على طريق إعادة الحسابات السياسية، أنا أعرفه معرفة جيدة، وعلى الرغم من كل ما نراه في خطاباته ومواقفه إلا أنه أذكى وأدهى مما يظهر للجميع. وأنا متأكد من أنه بدأ يحسب "خط الرجعة"، ويمكن أن تكون بكركي ولقاءات الحوار بين الزعماء المسيحيين فيها مدخله من خلال الثوابت والتمسك بها لأخذ مساحة مع ما تورّط به، والذي لم يكن بالقليل أبداً.

[من في رأيكم سيخلف بن لادن؟

ـ لقد طُرح السؤال عليّ أكثر من مرة، إذ يعتقد الكثيرون انه سيكون أيمن الظواهري، إلا أن الواقع المستجد على تنظيم "القاعدة" يوحي بأنه سيكون سيف العدل، لأنه لم يعد هناك أحد يستطيع أن يحوّل التنظيم إلا إيران، وسيف العدل رجل إيران. هو الذي هرب مع أولاد القذافي ومجموعة تابعة له الى إيران التي أحاطته بالعناية اللازمة وتبنته وأعادته منذ عام الى باكستان، وهو الوحيد اليوم الذي يملك الإمكانات المادية، لأنه يستفيد من إمكانات إيران المادية، اضافة الى اللوجستية اللازمة والدعم اللازم، والظواهري لا يمكنه ان يؤمن هذه الأموال المطلوبة ولا أي أحد آخر من المرشحين لخلافة بن لادن. لا من المجموعة الأفغانية أو السورية أو المغربية يقولون عن سيف العدل انه مصري، ولكن الصحيح انه سياسياً إيراني. فاليوم "القاعدة" بيد إيران.

حاوره: جوزيف الهاشم

 

الدكتورة وفاء سلطان تكشف حقيقة الأسد وأبيه وعائلته

الكلام حكرا على بعض الناس وحجرا على آخرين ، إنها وفاء سلطان تلك التي أشعلت حولها نيرانا شديدة يوم تهجمت على الدين الحنيف ، لكنها اليوم تبرز وطنيتها في مقالة عاشت ظروفها ودقائقها في ظل جحيم آل أسد المفترسين والمتوحشين ، أترككم معها لتستخلصوا منها سر مروقها من حظيرة الإيمان إلى غابة الشك دون اليقين

نجدت الأصفري

المقالة

 قالوا لي بأنّك طبيب، فقررت أن أصدّق الكذبة!

قالوا لي بأنّك قضيت تسعة أشهر في التحصيل العلمي الطبّي في جامعات ومستشفيات بريطانيا، فقررت أن أصدّق الكذبة. علما بأنّها كانت أكبر!

قراري بتصديق تلك الأكاذيب لم يكن وفقا لقناعاتي الطبيّة ولا منسجما مع أمانتي العلميّة. أعترف بذلك! لكنّه كان قرارا اضطراريّا ولم يكن لديّ خيارٌ غيره.

تاريخ والدك، ياسيّدي الرئيس، غنيّ عن التعريف. ولكنك لا تستطيع أن تقرأ ذلك التاريخ  بنفس الطريقة التي تقرأه بها  وفاء سلطان، التي شبّت في ظلّ حكم والدكم المفدّى!

سنة 1985 كنت أحد أعضاء لجنة فحص الموظّفين الطبيّة في مدينة اللاذقيّة. كنّا ثلاثة أطباء، الرئيس وعضوين.

أحد الأيام غير المباركة دخل موظّف اللجنة الى غرفتنا نحن الأطباء وهو يرتجف، وبصوت مبحوح قال: هل تعرفون من هنا؟

لم يكن رئيس اللجنة قد وصل بعد، فتساءلت وزميلي العضو الآخر: من؟!!

ـ اخت الرئيس حافظ الأسد! تريد توقيع وثيقة ما. اياكم أن تطالبوا بفحصها. أنصحكم بتوقيع الوثيقة على بياض!

وركض مسرعا ليعود الينا بالسيدة عمتك.

امرأة قصيرة مربوعة القامة، لا يتجاوز طولها المتر. تنظر الى وجهها فتراه صورة فتوكوبية عن وجه السيد والدك!

لم يكد بصري يقع على ملامح ذلك الوجه حتى سرت في جسدي قشعريرة ارتعشت لها كلّ مفاصلي! وهمست في سرّي:

ـ ياالهي! إنّه بشحمه ولحمه!

الدكتور صلاح عجّان من أهذب الأطباء الذين قابلتهم في حياتي وأرفعهم خلقا. ينتمي الى عائلة من عوائل اللاذقيّة المشهورة بسمعتها الطيّبة وبحب أفرادها للموسيقا وابداعهم بالعزف على العود.

وقف الدكتور صلاح بلمح البرق وسحب لها كرسيّا:

أهلا بك ياخالة! تفضّلي بالجلوس!

جلست السيّدة عمتك، فتابع الدكتور صلاح:

أنا والدكتورة وفاء ـ مشيرا اليّ ـ سنوقع لك الوثيقة ولكن الدكتور رئيس اللجنة قد تأخر اليوم وسيكون هنا في الحال!

فأشارت برأسها موافقة، دون أن تنبس ببنت شفة.

لم يمض على هذا الوضع سوى دقائق خلتها ساعات حتى دخل الموظف ليرى ماحدث.

عندما عرف بأننا ننتظر رئيس اللجنة قال لنا: لقد ارسلنا الوثيقة الى بيته كي يوقعها اولا والآن لاتحتاج الاّ الى توقيعكما.

ولم يكد ينهي عبارته تلك حتى انتفضت تلك السيّدة كالوحش الكاسر، وقفت قبالة الدكتور صلاح وقد وضعت كفيّها على خصرها وجعرت ككلب أصيب لتوه بطلقة:

ولك ياحقير نطرتني عالفاضي؟!! أنت بتعرف من أنا؟!! وخبطت بقدمها على الأرض ثم تابعت:

أنا الله ولاك!! أنا الله ولولا يقولوا جنت لمسحت فيك الأرض!

هل صحيح بأنّكم الله ياسيّدي؟!! لكنّ الله لايمسح الأرض بعباده!!

لم يكن الدكتور صلاح هو المواطن السوري الوحيد التي مسحت به "عائلتك الكريمة" الأرض. فلقد توقّف ابن عمك الميمون، والمعروف "بنبل أخلاقه" فواز الأسد يوما آخر غير مبارك في مدينة بانياس، المدينة التي ولدتُ وترعرت بها، في طريقه من اللاذقيّة الى دمشق. دخل المقهى الوحيد في تلك المدينة الهادئة والجميلة، حيث يجتمع رجال الحي بعد انتهاء العمل ليتسامروا، علّهم يخففون من أعباء الحياة التي فرضها العيش في ظل السيّد والدك.

دخل وعصابته مدجّجين بالسلاح وصاح بالحضور:

اوقفوا ياعر........ات وإلاّ خرطشتكم بالرصاص!

وقف الرجال مذعورين.

وصاح:

اقعدوا.......اوقفوا.......اقعدوا.......اوقفوا.....اقعدوا.. واستمر في جعيره، وحراسه يحيطون به شاهرين اسلحتهم، حتى ملّ. خرج مومئا لزبانيته فتبعوه.

مرّة اخرى أعود لتجربتي كطبيبة في لجنة فحص الموظفين. حدث ذلك في الفترة التي غضب به السيّد والدك على عمك ملعون الذكرـ السيّد رفعت ـ بعد أن تهاوشا على المصالح والمطامع والغنائم!

اتصل الدكتور محمد معروف بدر ـ الله لا يذكره ولا يذكر امثاله بالخير ـ مدير صحّة اللاذقية، بالطبيب رئيس اللجنة التي كنت أعمل بها وأمره أن يرسل الطبيبة العاملة باللجنة ـ أي حضرتي ـ الى بيت رفعت الأسد لفحص "إحدى بعلاته" والتأكد من صحة التقرير الطبّي الذي منحها حق التغيّب عن وظيفتها كمعلمة للمرحلة الابتدائية لأسباب صحيّة.

وكانت البعلة المقصودة السيّدة سلمى مخلوف ابنة عم السيدة "الاولى" انيسة مخلوف!

وهنا قد يستغرب القارئ ويتساءل: وهل سلمى مخلوف، زوجة رفعت الأسد وابنة عم السيدة "الأولى" أنيسة مخلوف، تشتغل معلمة للمرحلة الابتدائية، وراتب المعلمة في ذلك الوقت لم يكن يتجاوز الألف ليرة سورية؟!!

لم يكن استغرابي أقلّ من استغراب أيّ انسان يسمع بهذا الكلام. ولكن عندما شرح لي أحدهم السر تلاشى استغرابي.

كانت زوجات رفعت ومن لف لفيفهن يشتغلن بالاسم وليس بالفعل في الكثير من وزارات الدولة وتتقاضى الواحدة منهنّ اكثر من راتب من أكثر من وظيفة، وهي تجلس بالبيت. وعندما تم الخلاف بين شلة اللصوص. تظاهر السيّد الوالد بحرصه على احترام القانون! فأمر بعودتهن الى وظائفهن كي يضيّق الخناق على اخيه رفعت!

ركبت سيارة مارسيدس كان يقودها أحد الشبيحة، نقلتني من مركز اللجنة المقابل لمبنى مديريّة الصحة إلى حيّ الأمريكان في مدينة اللاذقيّة.

لا استطيع أن أصف مشاعري في تلك اللحظة! كلّ ما أتذكره انني همست في اذن إحدى الموظفات: سلمي على زوجي وقبّلي لي مازن وفرح!

وقفت بنا السيارة أمام بناية من ست طوابق، حيث احيط المبنى بالكولبات العسكرية.

كانت خادمة تنتظرني على البوابة، ثم رافقتني الى الطابق الرابع حيث تقيم السيدة مخلوف.

ألقيت عليها التحيّة بصوت خافت يكاد لايسمع ومددت يدي مصافحة فمدت يدها، وهي ماتزال جالسة على كرسي هزّاز. واومأت اليّ أن اجلس على الكرسي المقابل.

كنت طبيبة غرّة وفي مقتبل العمر، لم تكن تجارب الحياة قد علمتني بعد كيف أتصرف في مواقف كهذه.

جلست وأنا ارتجف، وبصوت منكسر قلت:

سيدتي! لقد امرني مدير الصحة بالقدوم لتصديق التقرير، ولكنني حكما متأكدة من صحته، ثم ذيلته أمامها بتوقيعي.

وتردّ:

لايهم! ليكن مايريد هؤلاء الخونة. واعلمي ياحضرة الدكتورة بأن راتبي الشهري لايشتري لي هذا الحذاء، مشيرة الى حذائها الذي رفعته حتى حاذى وجهي!

ـ أعرف.. أعرف ياسيّدتي! ثم وقفت وهممت بالخروج.

فوقفت وأشارت بيدها الى مائدة من الحلوى والفواكه تتوسط الغرفة:

ـ تفضّلي وتناولي بعض الحلوى!

بطرف عيني رأيت من ضمن مارأيت طبقا من الموز. وكانت قد مضت أكثرمن ثمان سنوات على عدم وجود موزة واحدة في الأسواق السوريّة.

في إحدى المرّات أقسمت لي معلمة ابتدائي بأن طلابها لايعرفون تسمية الموز عندما يرون صوره في الكتاب!

تمنيت في تلك اللحظة أن أتجرأ الى الحد الذي يمكنني عنده من أن التقط واحدة منها وأحملها في حقيبتي نصفها لمازن والنصف الآخر لفرح، ولكن كرامتي المجروحة حالت دون ذلك فخرجت وأنا أتمتم: شكرا شكرا عليّ أن ألحق بالوقت!

راتب زوجة عمك ياسيّد الرئيس لايكفي لشراء حذائها، ولكن يكفي لشراء موز وحليب لطفليّ!

أنا طبيبة، ياسيّدي الرئيس، والطبيب في بلاد العالم التي تحترم نفسها، يعيش في وضع يليق بانسانيّته!

لاشكّ بأنّك لاحظت ذلك وأنت تتلقّى علومك الطبيّة في مستشفيات بريطانيا (!!!).

هناك مثل انكليزي يقول: لاتستطيع أن تحاور رجلا له بطن وليس له اذنان!

لقد التهمت بطونكم الموزة بقشرتها!

كيف سأحاوركم؟ لكم بطون وليس لكم آذان!!!

في منتصف الثمانينات وصلت الأوامر الى جميع المحافظات للقيام بمهرجانات شعبيّة على كافة المستويات احتفالا بذكرى اعادة انتخاب السيّد والدك.

في جامعة اللاذقية قام بعض رجالكم باطلاق النار تعبيرا عن الفرح. أصابت رصاصة طائشة أحد الطلاب فقتلته على الفور.

شاءت الأقدار أن يكون هذا الطالب من عائلة فقيرة جدا وهو وحيد والديه.

في زيارة الوفد الطلابي الذي نظّمه اتحاد الطلاب في الجامعة للقصر الجمهوري أو "قصر الشعب" كما يحلو لكم أن تسمونه، في تلك الزيارة أخبروا السيّد والدك بالحادث وشرحوا له ظروف عائلة ذلك الطالب الضحيّة، أملا في أن يأمر لعائلته ببعض التعويض المادي.

كانت صدمتهم كبيرة عندما أجاب ببرودة أعصاب، لايستطيع أكبر مجرم في العالم أن يبديها أمام حدث كهذا، أجاب:

ـ ماالقضيّة؟!! لم يكن الطالب الوحيد الذي استشهد، فلقد مات مواطن في الحسكة وآخر في حلب وثالث في.. وفي مناسبة وطنيّة وقوميّة كهذه ليس قضيّة كبيرة أن يستشهد بعض الناس.

عاد الوفد بخفّي حنين وبحرقة قلب وانكسار نفس!

سنة 1986، وخلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي استضافتها مدينة اللاذقيّة. كنت وزوجي وأطفالي خارجين من مسبح أفاميا عندما تناهي الى سمعنا صراخ امرأة تستجير بالحجر!

التفتنا الى مصدر الصوت واذ بسيارة مارسيدس سوداء تقف وقد ترجل منها شاب وراح ينهال ضربا على امرأة ترتدي اسمالا بالية ويركلها برجليه، والدم ينفر من كل بقعة في جسدها:

ـ دخيلكم.. اتوسل اليكم أن تنجدوني..

تجمهر الناس، هذا ينظر بألم وذاك يحاول أن يغطي عينيه بيديه، دون أن يتجرأ أحد على الاقتراب لحماية تلك المرأة المسكينة.

سألت أحد المارة بعد أن أعياني مارأيت:

من هذا الرجل ولماذا يضرب تلك المسكينة؟!!

ـ إنّه هارون الأسد وعصابته، وهي امرأة فقيرة متسولة تسأل المارة عن بعض النقود. عندما رآها انقضّ عليها بحجة أنها تسيء الى وجه سوريّة السياحي!!

ماأكبر شهامتكم ياسيّدي الرئيس!!

امرأة فقيرة متسوّلة تسيء الى وجه سوريّة السياحي، أمّا جرائمكم فلا تسيء الى وجه سوريّة الحضاري؟!!

يقول شكسبير: أنت عظيم عندما تملك قوّة الأسد، ولكنّك مجرم عندما تستعملها كما يستعملها الأسد.

لقد امتلك هارون الأسد قوة الأسد، لكنّه استعملها كما يستعملها الأسد!

إنّه مجرم!!

أهكذا يعالج الفقر بالضرب واللكم والاعتداء على حرمة الناس؟!!

عندما مات "العقيد الركن الفارس البطل الشهيد  الدكتور المهندس" باسل الأسد اثر حادث سيارة، كتبت الصحف الغربية عن ارصدته التي تجاوزت الأربع بليون دولار في بنوك سويسرا، والتي رفضت السلطات السويسريّة لأي من أفراد اسرته بنقلها الى حسابه، بحجة أنه لم يكن متزوجا وليس لديه اولاد كي يرثوه ولم يترك وصية لأحد من بعده!!

وصلت غطرستكم الى الحدّ الذي لاتصدّقون عنده بأن الموت قادر على أن يحصدكم!!

أربعة بلايين دولار، جمعها المهندس باسل بعرق جبينه دولارا دولارا من المشاريع التي هندسها للوطن الأم، أربعة بلايين دولارا ذهبت هباء الريح!!

أربعة بلايين دولار كانت كافية لغسل فاقة ثلاثة ارباع الشعب السوري التي ترزح تحت خط الفقر المدقع!!

ثلاثة أرباع الشعب السوريّ ترزح تحت خطّ الفقر المدقع، لكنّها مازالت تهتف، وفوق رقبتها يرزح حذاؤكم العسكري:

بالروح.. بالدم نفديك ياحافظ!!

في زيارتي الأخيرة للوطن التقيت بأحد اصدقائي القدامى، وأثناء الحديث تطرقنا الى قطعة ارض كان يملكها وينتظر كي تتحسن احواله كي يبني عليها بيت العمر. غصّ بالبكاء وقال:

تفاجأت أحد الأيام بشخص يخابرني ليسأل عن المشروع الذي بدأته على تلك الأرض، فسألته: أيّ مشروع تقصد؟ أنا لم أبدأ بعد بمشروعي!!

ـ ولكنني رأيت هذا الصباح العديد من آليات الحفر والجرافات والعمال!!

وبسرعة البرق استقليت سيارة اجرة وكنت هناك لأفاجأ بالمنظر الذي وصفه لي ذلك الشخص. اقتربت من سائق جرّافة وصرخت في وجهه:

ـ قف.. قف ماذا تفعل يارجل؟ إنّها ارضي.. إنّها ارضي!!

توقف السائق ونظر اليّ مستغربا وكأنه أدرك اللعبة:

ـ بل إنّها ارض جميل الأسد وقد كلفنا ببناء مشروع عليها. أنا آسف ياسيّدي.. أقدّر احساسك ولكن لاشيء بامكاني أن أفعله!!

اتصل صديقي بمحام مشهور وخبير بتلك القضايا، ولكن المحامي اعتذر اذ لاشيء بامكانه أن يفعله!

والآن صديقي ينتظر، وهو مازال متمسكا بسند التمليك، ويأمل أن ينتهي كابوسكم كي يستعيد امتلاك حقه المسلوب!

متى سينتهي هذا الكابوس ياسيادة الرئيس؟!!

أبو أحمد ضابط سوري ذو رتبة عالية زجّه السيد والدك في السجن لمدة ست سنوات دون أيّة تهمة. في أحد المرات تقدم  بطلب للحصول على سجل عدلي. سأله طفله ذو الثمانية أعوام:

بابا لماذا كتبوا في سجلّك العدلي "لاحكم عليه" ولم يكتبوا سُجن لمدة ست سنوات؟!!

فردّ ابو أحمد:

يابني، الست سنوات تُكتبُ في السجل العدلي لحافظ الأسد وليس في سجليّ!

سيديّ الرئيس!

اذا أردنا أن نكتب في سجّل والدك العدلي كلّ السنوات التي ضاعت من عمر الشعب السوري، سيدخل كتاب جينيس للأرقام القياسيّة كمرتكب أكبر عدد من الجرائم!

ماذكرته ليس الاّ غيضا من فيض ما عاشته مواطنة سوريّة واحدة، ما رأيك لو أردت أن أذكر ما تعرفه بقيّة العشرين مليون سوريّ؟!

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:

هل يعقل بأن الانسان الذي يعيش ويتربّى ضمن هذه الطغمة الموبؤة الملوثة والمشوّهة اخلاقيا وضميريّا لديه الملكات العقلية اللازمة والكافيّة لدراسة الطب، ناهيك عن قيادة بلد تمّ تدميره كليّا وعلى مدى قرابة أربعين عاما؟!!

هل يعقل انّ الانسان الذي يمت بصلة لحافظ الأسد أو رفعت الأسد أو السيّدة عمتك أو السيّدة أنيسة مخلوف أو سلمى مخلوف أو السيّد فواز الاسد أو السيّد جميل الأسد أو السيّد هارون الأسد، هل يعقل بأن الانسان الذي يتربى في حظيرة هؤلاء المجرمين مؤهل عقليا وأخلاقيا ليكون طبيبا؟!!

الطبّ ياسيّدي مهنة انسانيّة، بل هو أرقى المهن الانسانيّة! ولايعقل أن يجيدها انسان لم تسلّحه تربيته بالقيم والملكات والمفاهيم اللازمة لاجادتها!

لايستطيع انسان على سطح الأرض أن يقنعني بأن شخصا ما قضى حياته في تلك الفوضى، حيث لا تحكمه ضوابط قانونيّة أو منطقيّة أو أخلاقيّة، يستطيع أن يتفرغ لدراسة الطب والابحار في محيطاته، الذي يتطلب صبرا واستيعابا وجهدا وقدرة على ضبط النفس وتخزين العلم ثمّ تطبيق ما خزّنه!

سأروي لك قصة قد تساعدك على استيعاب ما أقوله:

1. قام عالم نفسي امريكي بفصل مجموعتين من الجرذان حديثي الولادة. وضع المجموعة الأولى في قفص مجهّز بكلّ ماتحتاج اليه لتعيش، درجة حرارة ثابتة.. كميّة وافرة من الأطعمة.. مياه للشرب.. أدوات للعب.. الخ

بينما أطلق سراح المجموعة الثانية في الطبيعة المحيطة لتواجه التحديّات التي تفرضها تلك البيئة، كندرة الطعام والماء وقساوة المناخ ومصائد الانسان.. الخ

بعد سنة جمع المجموعيتن واجرى عليهما بعض التجارب في مخبره. أهم الحقائق التي توصل اليها كان ما أكده بأن القشرة المخيّة لدى الجرذان التي اطلقت في الطبيعة كانت أثخن وأكثر تمايزا من القشرة المخيّة لدى الجرذان التي عاشت في القفص.

معروف علميّا بأن القشرة المحيطة بالمخ هي التي تحوي مراكز الحس والحركة والتفكير والقدرة على المحاكمة وصنع القرار. التحديّات التي واجهتها تلك الجرذان أجبرتها على استعمال حواسها والتركيز على حاجاتها باضطراد، الأمر الذي أدى الى تكاثر ونمو خلايا القشرة المخية بطريقة سريعة. بينما لم تواجه الجرذان التي عاشت في القفص أيّ نوع من التحديات، الأمر الذي لم يجبرها على استعمال مراكز الحس والحركة في قشرتها المخيّة فتوقفت خلايا تلك القشرة عن التكاثر والنمو وضمرت مع الأيام حسب القانون الطبيعي الذي يؤكّد بأن العضو الذي لا يستعمل يضمر!

هناك مثل افريقي يقول: اكثر التجارب قدرة على صقل الرجل تلك التي يصطدم خلالها مع الجبل!

هل اصطدمت مع جبال كي يساهم تفاعلك معها في صقل شخصتك؟!!

أيّ نوع من التحديات واجهتها، ياسيدي، وأنت تكبر في قصرك الملكي؟!! عقيد يقودك بالسيارة الى المدرسة ولواء يقود بك عائدا الى البيت!!

هل نمت يوما جائعا؟

هل ارتفعت يوما حرارتك ولم تجد السيّدة والدتك طبيبا يقبل أن يعالجك في نصف الليل؟

هل ارهقك الوقوف بانتظار الحصول على حصتك التموينية من الزيت والسكر والرز على باب مؤسسة استهلاكيّة؟

هل جئت يوما الى وظيفتك لتواجه المشاكل التي يسببها لك العاملون معك في نفس الدائرة؟

هل جربت أن تحصل على أيّة وثيقة ما من دائرة حكوميّة في مدينة اللاذقيّة؟

هل ركبت باصات النقل الداخلي؟

هل اضطررت يوما أن تستخدم مرحاضا في أحد المرافق العامة؟

هل حاولت الحصول على قرض عقاري من بنك سوري؟

هل فكّرت كيف ستدفع فواتير التلفون أو الماء أو الكهرباء، أو كيف ستشتري لابنك حذاء وقد نضب راتبك منذ اليوم الأول للشهر؟!!

هل جلست قبالتك سيّدة، وحذاؤها يحاذي وجهك، وهي تستهتر براتب الموظّف الذي لايساوي قيمة ذلك الحذاء؟!!

هل أكلت لكما وضربا من مجرم يستعمل قوته كما يستعملها الأسد؟!!

هل حلمت بموزة كي ترضي بها معدة طفليك؟!!

هل نمت على باب إحدى السفارات في دمشق أملا بالهروب من جحيم حكومتك؟!!

اذا ماهي التحديّات التي واجهتها وساهمت في نمو وتكاثر خلايا قشرتك المخيّة كي تصل الثخانة والتمايز المطلوبان لتمكينك من استيعاب الطب وعلومه؟ ناهيك عن القيادة ومسؤولياتها؟!!

عندما أطلق العالم الجرذان التي عاشت في القفص الى الطبيعة ماتت بعد عدّة ايام لأنها لم تكن تملك القشرة المخيّة اللازمة لمواجهة تحدّيات البيئة الكثيرة والصعبة!

الجرذ الذي يعيش في القفص مغمورا بكل مايحتاج اليه لن يكون قادرا على مواجهة أيّ تحد، ناهيك عن قيادة عشرين مليونا آخر!!

ثق تماما، ياسيّدي الرئيس، بأن أيّ رجل يعيش في شوارع دمشق او حلب او أي مدينة سوريّة اخرى، يصارع تحديّات الحياة كي يعود بلقمة عيش نظيفة لعائلته، لقادر أكثرمنك على قيادة وطنه، لأنّه تعلم من تجاربه والتحديّات التي واجهها في حياته أكثر بكثير مما تعلمت!

المرة الأولى والأخيرة التي رأيتك بها تتحدث كانت خلال مقابلة أجراها معك صحفي لبناني لاأذكر اسمه.

لم انتبه وقتها الى ماقلت بقدر ما انتبهت الى حركاتك، التي ان دلّت على شيء انّما تدلّ على ارتباكك وتوتّرك واحساسك بأنك في مأزق لاتعرف كيف تخرج منه!

هذا تصرّف طبيعيّ لشخص لم يخض أيّة تجارب كي يتعلّم كيف يواجه أيّ تحد!!

أشفقت يومها عليك، وأشفقت أكثر على هذا الشعب المسكين الذي توهمه بأنّك قائده!

قرائي يحتجّون عليّ، ياسيادة الرئيس!!

يدّعون بأنني أتجاهل الأزمة التي تمرّ بها سوريّة الآن، حكومة وشعبا، ويدّعون بأنني لا أتفاعل بمسؤوليّة مع أحداث الوطن. لك وللقراء الأعزاء أقول:

الأزمة الحاليّة التي افتعلتها جريمة اغتيال السيّد الحريري لاتخرج، بالنسبة لي، عن كونها لعبة سياسية لا أعرف أبعادها ومداخلاتها. لا تعنيني تلك الأزمة أكثر ماتعنيني الأزمات اليوميّة التي يعيشها الشعب السوريّ منذ اربعين عاما.

الحريري انسان، يحزنني موته كما يحزنني موت أيّ انسان آخر. لا أستطيع أن أميّز بين حياته وحياة تلك المرأة السوريّة الفقيرة التي كانت تتسوّل على شاطئ اللاذقيّة فانتهك حرمتها أحد مجرميّ السلطة. لافرق عنديّ بين حياة الاثنين!

المجرم واحد والضحية، من حيث الحياة كقيمة، واحدة!

الأزمة التي يعيشها الشعب السوري اليوم، لاتختلف عن ازمات البارحة!

المجرم نفسه والضحايا تتساوى في قيمتها!

واذا كان الشعب السوري يرتكس لتلك الأزمة بطريقة مختلفة، لا لأنها بنظره أكبر ازماته ولا دفاعا عن حكومته، بل لأنّه يتساءل في سرّه: لماذا الآن؟ لماذا يحتج المجتمع الدولي على قتل الحريري ولم يحتج منذ اربعين عاما على قتل شعب بأكمله؟!!

المجتمع الدولي متمثلا بمجلس الأمن مدين للشعب السوري بالجواب، كي يثبت حسن نواياه!!

هل كان المجتمع الدولي يبحث عن قشّة كي يقصم بها ظهر البعير؟ ألم تكن جرائم هذا البعير، الذي بعّر ورفس حتى خرّب البلد بأكمله، ألم تكن كافية لقصم ظهره من زمن بعيد؟!!

لقد تفاقمت الأزمات في حياة الشعب السوريّ حتى صارت طريقة حياة!

لقد استفحل الظلم الذي مارسته طغمتكم الحاكمة، ياسيّدي الرئيس، وصارت حقوق الشعب السوريّ، للتحرر من أغلال تلك الطغمة، ديونا مستحقّة الدفع منذ زمن طويل!