المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار 19 أيار
/2011

إنجيل القدّيس يوحنّا 15/22- 27

لو لم آتِ وأُكَلِّمْهُم لَما كانَت عَليهِم خَطيئَة. ولكِن لا عُذْرَ لَهُمُ الآنَ مِن خَطيئَتِهم. مَن أَبغَضَني أَبغَضَ أَبي أَيضاً. لو لم أَعمَلْ بَينَهم تلكَ الأَعمالَ الَّتي لم يَعمَلْها أَحَد لَما كانَت علَيهم خَطيئَة أَمَّا الآنَ فقَد رأَوا وهُم معَ ذلك أَبغَضوني وأَبغَضوا أَبي أَيضاً. وما كانَ ذلك إِلاَّ لِتَتِمَّ الآيَةُ المَكتوبَةُ في شَريعتِهم وهي: أَبغَضوني بِلا سَبَب. ومَتى جاءَ المُؤَيِّدُ الَّذي أُرسِلُه إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب رُوحُ الحَقِّ المُنبَثِقُ مِنَ الآب فهُو يَشهَدُ لي وأَنتُم أَيضاً تَشهَدون لأَنَّكُم مَعي مُنذُ البَدْء.

 

وكيليكس:أصدقاء الجنرال: عون فاسِد وباسيل غارق في الترَف/أموال إيرانية وسورية وجِهات مجهولة تتحكم بالتيّار/18 أيار/11

 

عناوين النشرة

واشنطن دعت الرئيس السوري إلى قيادة المرحلة الانتقالية أو الرحيل 

مخاوف من إشعال النظام السوري حرباً مثلثة انطلاقاً من لبنان

حميد غريافي/ على خلفية تسليم الجنود الثلاثة إلى دمشق، حملة لبنانية - سورية في الخارج تطالب بمحاكمة سليمان وقهوجي دوليا

*محمد سلام/ هل صحيح أن الجيش اللبناني سلّم السلطات السورية ثلاثة جنود سوريين كانوا قد هربوا إلى شمال لبنان؟

*صفير غادر الى الاردن: للاسراع بتأليف الحكومة العتيدة

*أنباء "غير مؤكدة" عن لقاء سري جمع بري وجنبلاط سينبثق عنه حلف جديد مع سليمان و انشقاقهم عن ٨ اذار

*"التضامن مع الشعب السوري" يستنجد مكانا حرا ويؤكد استقلال حاله المعنوية عن قرارات 14آذار

*"إعلاميون ضد العنف": من غير المسموح تسليم شخص لبلده إذا كان مهدداً بالموت

«هيومن رايتس ووتش» تطالب لبنان باحترام التزاماته الدولية

*أمانة "14 آذار": نحذّر من أي محاولة لجعل أرضٍ لبنانية أرضاً للأزمة السورية  

*شمعون: ما يجمع قوى 8 اذار هو مبدأ الوصول الى الحكم لا اكثر ولا اقل... و"الأكثرية" مريضة وفاشلة 

*علوش: بري يحاول اختراع دستور جديد  

*"التشكيل" في مشاورات خلف الكواليس والجميل في فردان

*فيلتمان في بيروت الجمعة لشرح مبادرة اوباما

*زيارة فيلتمان لبيروت تعقب مبادرة اوباما/لقاءات مع كبار المسؤولين تشرح مفاصلها

*حميد غريافي/ ليبرمان والجيش يدعوان لحرب فوريّة على لبنان وسورية.. واليونيفيل ترصد حشود غير مسبوقة على الخط الأزرق!!

*سليمان عرض الاوضاع الراهنة مع الصايغ وترأس اجتماعا يتعلق بترسيم الحدود البحرية

*نديم الجميل استنكر إلغاء لقاء البريستول : مرة جديدة تفرض قوة السلاح واقعا معينا لمنع التظاهر

*تيرز زار خيمة أمهات المفقودين: للجان تكشف حقائق جرائم الحروب الديكتاتورية

*ميقاتي عرض التطورات مع رئيس الكتائب الجميل: نحن هنا للمطالبة بحكومة انقاذ وطني

*وهبي قاطيشه لموقع 14 آذار:أحداث جنوب لبنان والجولان قد يكون مخطط لها/لماذا تم اخفاء أسمي قتيلين جراء اشتباكات مارون الراس؟ 
*عراك بالأيدي وتبادل اللكمات بين نواب سنة وشيعة في البرلمان الكويتي 
*المتحدث الرسمي بإسم  الحكومة البريطانية: نعمل لإستصدار إدانة بحق سوريا.. ونتعامل مع الحكومة اللبنانية على أساس سياساتها
*وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي: إعادة السفيرين الكويتي والإيراني إلى مركزيهما في أسرع وقت ممكن
*وكيليكس:أصدقاء الجنرال: عون فاسِد وباسيل غارق في الترَف/أموال إيرانية وسورية وجِهات مجهولة تتحكم بـ "التيّار" 

*شمعون: سوريا منصرفة لمعالجة مشاكلها الداخلية..وقوى 8آذار تنتظر "القرار الإتهامي" لتحدد وجهة تصرفها مع مختلف المسائل

*جنبلاط يلتقي جوبيه وليفيت في باريس

*تحد جديد لنظام الأسد والولايات المتحدة تتخذ تدابير إضافية قريباً/المعارضة السورية تدعو لإضراب عام وسط تصاعد الضغط الدولي

*"الراي": ضغوط على ميقاتي وسليمان لإفهامهما أن التأليف يخضع لأجندة حلفاء دمشق 

*عون: سليمان وميقاتي يذكراني بفيلمون وهبة

*المطران مطر: نأسف لتحفظ المجلس الشيعي وهو "خسارة" كان من الممكن تلافيها 

*اللقاء الماروني الثاني في وقت قريب والرئيس لا يدعى الى اجتماع فئوي 

*روزانا بومنصف/المجتمع الدولي يبني قضية عبر الوقائع الأمنية وسوريا تقترب من استنفاد فترة السماح؟

*هيام القصيفي/انعكاس الوضع السوري على الساحة اللبنانية وحوادث الشمال والجنوب في ميزان الجيش

*عبد الوهاب بدرخان/قمة "علاقات عامة" روحية

*ياسين الحاج صالح/في نقد السؤال عن البديل في سورية

*فادي عيد/8 آذار: فشل وتحَايُل على مصلحة اللبنانيين

*فراس حاطوم/خَدّام النظام، سيّد للمعارضة: مَن يعتذر مِن اللبنانيين؟ من يعتذر من ميشال عون وسمير جعجع

*علي حيدر/رحلة الألف ميل: كيف شاركت، وكدت أُقتَل، في "مسيرة العودة"!

*خيرالله خيرالله/يستحيل انقاذ النظام... هل يمكن انقاذ سوريا؟

*بهية مارديني/عبد الحليم خدّام لـايلاف: النظام السوري في دور الاحتضار والشعارات لم تعد تخدم الأنظمة والنظام السوري سينهار قريباً

*أشرف أبو جلالة/مطالبة اوكامبو بإصدار مذكرة توقيف بحق العقيد معمر القذافي وتدخل المحكمة الجنائية الدولية على خط الصراع الليبيّ قد يحلّ النزاع

*داود البصري/الجيش السوري يحفر المقابر الجماعية لشعبه.. واخزياه؟

*رويدا مروة/هل ورّط حزب الله اللبنانيين والفلسطينيين في ذكرى النكبة؟

*لاهتمام الدولي بالانتفاضة الشعبية يفرض سيناريوهات غير مريحة للنظامين  

*محمد عباس ناجي: الثورة السورية تكتب نهاية حليف إيران... وتغتال أحلام طهران

 

 

 

=========================================

واشنطن دعت الرئيس السوري إلى قيادة المرحلة الانتقالية أو الرحيل 

عقوبات أميركية مباشرة على الأسد وأوروبية الاثنين المقبل

واشنطن تفرض عقوبات على سليماني وشيرازي المسؤولين في "الحرس الثوري" لدورهما في القمع

مدفيديف: روسيا لن تؤيد أي قرار أممي يجيز استخدام القوة ضد سورية حتى لو طالب به أصدقائي

تركيا نصحت الولايات المتحدة بمنح الأسد مزيداً من الوقت وحذرتها من استهدافه لأن "لا بديل له"

 عواصم - وكالات: دعت الولايات المتحدة, مساء أمس, الرئيس السوري بشار الأسد إلى "قيادة الانتقال السياسي او الرحيل", بعد ان اعلنت عن فرض عقوبات تستهدفه مباشرة بسبب دوره في القمع الدامي للاحتجاجات التي تشهدها بلاده.

وأكدت وزارة الخارجية في بيان انه "يعود الى الأسد قيادة عملية انتقال سياسي أو الرحيل".

وجاء الموقف الأميركي النوعي بعيد إعلان مسؤول اميركي كبير ان الولايات المتحدة ستفرض عقوبات مباشرة على الأسد لدوره في القمع الدموي للحركة الاحتجاجية.

وقال المسؤول ان هذا القرار يمثل "جهداً لزيادة الضغط على الحكومة السورية كي توقف العنف ضد شعبها وتبدأ الانتقال الى نظام ديمقراطي".

كما قررت واشنطن معاقبة اثنين من مسؤولي "الحرس الثوري" الايراني بسبب دورهما في القمع بسورية.

وتناول الامر التنفيذي الذي اصدره الرئيس باراك اوباما قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني و"احد معاونيه الرئيسيين" محسن شيرازي.

وكانت مجموعة قرارات العقوبات تستهدف فيلق القدس على أساس أنه منظمة "تؤمن الدعم المادي" لاجهزة الاستخبارات السورية.

وفرضت عقوبات الى جانب المسؤولين الايرانيين على اجهزة الاستخبارات السورية الرئيسية سواء اكانت مدنية ام عسكرية.

وقالت ادارة اوباما "ما زلنا قلقين جدا حيال ضلوع اجهزة ايرانية في اعمال العنف الاخيرة في سورية, و"ان مبادرتنا تسلط الضوء على دعم ايران للانظمة التي تقمع بعنف ارادة شعوبها بالتمتع بحكومات اكثر مسؤولية وتمثيلا".

وتأتي هذه العقوبات تعزيزا لسلسلة عقوبات سابقة اقرتها الولايات المتحدة خلال السنوات السابقة وهي تجمد اموال الاشخاص او الاجهزة المستهدفة سواء اكانت في الولايات المتحدة ام تديرها شخصيات اميركية. وكان أوباما فرض في 29 ابريل الماضي سلسلة أولى من العقوبات ضد مسؤولين في النظام السوري بينهم الشقيق الاصغر للرئيس ماهر الأسد واثنان من أقاربه. في سياق متصل, رجح مصدر داخل الاتحاد الأوروبي, أمس, أن تتسع دائرة العقوبات ضد كبار مسؤولي النظام السوري لتشمل الأسد وتسعة من مساعديه, شريطة تأكيد اتفاق على المستوى الديبلوماسي من قبل وزراء خارجية الاتحاد لدى اجتماعهم الاثنين المقبل.

وقال عدد من الديبلوماسيين الأوروبيين أن سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد اتفقوا أول من أمس على معاقبة عشرة أشخاص إضافيين من النظام السوري, بينهم الأسد, غير أن القرار يحتاج إلى تصديق رسمي من وزراء الخارجية والذين من المقرر أن يلتقوا في بروكسل الاثنين المقبل.

وقال أحدهم "سنتوصل للقرار بحلول الاثنين المقبل", ما يعني أن لائحة العقوبات ستضم 23 مسؤولاً بعدما فرض الاتحاد بداية الشهر الجاري عقوبات على 13 مسؤولاً من بينهم شقيق الرئيس ماهر الأسد واثنان من أقاربه.

بدورها, فرضت سويسرا عقوبات على سورية منها تجميد ارصدة 13 شخصية في النظام, لتنضم إلى التدابير التي اعلنها الاتحاد الاوروبي.

وأعلنت وزارة الاقتصاد في بيان ان التوصية السويسرية الجديدة تشمل حظرا على المعدات العسكرية والاجهزة التي يمكن استخدامها في القمع الداخلي, موضحة أنها "تتضمن عقوبات مالية وقيودا على تنقل 13 شخصية في نظام دمشق".

في غضون ذلك, أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف انه لن يوافق على تبني قرار في الامم المتحدة يجيز استخدام القوة في سورية, بحجة ان التحالف الغربي لا يحترم قرارات مجلس الامن المتعلقة بليبيا. وقال مدفيديف امام 800 صحافي خلال مؤتمره الصحافي الاول الذي يشارك فيه هذا العدد الكبير من الصحافيين, منذ وصوله الى الكرملين في ,2008 "في ما يتعلق بقرار حول سورية: لن اؤيد هذا القرار (الذي يجيز استخدام القوة لحماية المدنيين), حتى لو طالب به اصدقائي".

واوضح انه سيعارض هذا القرار, لان القرار 1973 الذي اجاز استخدام القوة ضد نظام معمر القذافي, والقرار السابق الذي دان القمع في ليبيا, قد "داستهما" البلدان الغربية, لكنه لم يوضح ما اذا كان سيؤيد قراراً محتملاً في مجلس الامن يدين قمع تظاهرات المعارضة في سورية.

واعتبر ان "الرئيس الأسد قد أعلن عن اصلاحات. ويجب القيام بما من شأنه ان يساهم في جعل هذه الاصلاحات فعلية, وليس ممارسة ضغوط مع قرارات, لأن ذلك, بصورة عامة, لا يسفر عن نتيجة". في سياق متصل, كشف مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان بلاده نصحت الولايات المتحدة بمنح الأسد المزيد من الوقت لتنفيذ الإصلاحات.

وقال المسؤول لصحيفة "حريت" التركية بعد لقاء بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والسفير الأميركي في أنقرة فرانسيس ريكارديوني "نحن نريد تحولاً سلساً وانتقالاً منظمة" إلى الديمقراطية في سورية.  وأوضحت مصادر ديبلوماسية تركية ان سورية كانت الموضوع الرئيسي الذي طرح في اللقاء بين أردوغان وريكارديوني إلا أنه تم أيضاً مناقشة التطورات الإقليمية, مشيرة إلى أن السفير أبلغ رسائل إلى أردوغان من الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي أيضاً سلم رسائل لأوباما, غير أن المصادر رفضت إعطاء المزيد من التفاصيل عن مضمون اللقاء الذي جرى في مهبط للمروحيات في أنقرة. من جهتها, نقلت صحيفة "زمان" عن مسؤول تركي قوله ان أنقرة حذرت خلال الاجتماع من أنه "يتوجب على الولايات المتحدة التفكير مرتين قبل جعل الأسد هدفاً لأنه لا بديل له "حاليا. وقال ريكارديوني خلال اللقاء ان الرئيس الأميركي باراك أوباما "يريد وقفا سريعا للتعاون السوري مع إيران وحزب الله

 

مسؤول أوروبي: الأسد فقد شرعيته ويبحث عن استعادتها في مواجهة إسرائيل  

مخاوف من إشعال النظام السوري حرباً مثلثة انطلاقاً من لبنان

 - "السياسة": نقل مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت عن مسؤول أوروبي رفيع تخوفه من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط انطلاقاً من لبنان, مؤكداً أن دول الاتحاد الأوروبي أجرت مشاورات بعيداً عن الأضواء للبحث في احتمالات نشوب نزاع عسكري قد يشمل دولاً عدة في الأشهر القليلة المقبلة.

وخلص الأوروبيون إلى أن هذا الاحتمال وارد لأسباب تتعلق بالتطورات الداخلية السورية خصوصاً والتغييرات السياسية في المنطقة العربية عموماً.

وكشف المصدر بعض وقائع مداولات المسؤولين الأوروبيين الذين يعتقدون أن نظام بشار الأسد الخارج من محنة قاسية بعد تهاوي مشروعيته الشعبية في الداخل, وشرعيته الدولية في الخارج, سيبحث في وقت قريب عن وسيلة لتعويم نفسه كزعيم في محور "قوى الممانعة", وقد سارع إلى استغلال ذكرى النكبة ليسمح لمتظاهرين فلسطينيين بالوصول إلى الجولان المحتل بعد عقود من المنع, ليثيروا مشكلة مع إسرائيل, ويهددون استقرارها, تماماً كما وعد قريبه رامي مخلوف في حديث صحافي قبل أيام.

ويعتبر المسؤولون الأوروبيون أن هذا الإجراء غير كاف وقد يبحث الأسد عن ذرائع أخرى لإشعال حرب محدودة, ولعل السيناريو الأفضل يكون بافتعال حادث ما على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية, يكون مبرراً لإشعال حرب بين "حزب الله" وإسرائيل, ويتدخل فيها النظام السوري بشكل ما, من دون أن يتحمل أمام الرأي العام الدولي مسؤولية إشعالها.

أضاف المصدر: ثمة قناعة لدى الأوروبيين الذين خبروا الرئيس الأسد أن الأخير يعاني من مشكلة المشروعية القومية والوطنية منذ أن تولى الحكم خلفاً لوالده, فالرئيس حافظ الأسد اكتسب هذه المشروعية بفعل حرب أكتوبر ,1973 وصور نفسه محرراً للأرض العربية إلى جانب مصر, وبقي في سدة الحكم عقوداً طويلة على الرغم من أنه جاء بانقلاب عسكري.

وفي العام 1982 عندما شنت إسرائيل حرباً شاملة على الوجود الفلسطيني في لبنان واحتلت عاصمته بيروت, لعب حافظ الأسد لعبة ذكية فأرسل طائراته الحربية البالية لمواجهة الهجوم الجوي الإسرائيلي وهو يعلم أنها لن تستطيع مجاراة الطائرات الإسرائيلية المتطورة, وخسر المعركة إلا أنه أقنع العرب والعالم أنه حاول حماية الفلسطينيين ولم يستطع.

وتابع: بعد ذلك دشن الأسد مرحلة اللعب بالأوراق اللبنانية والفلسطينية, واشتعلت الكثير من الحروب مع إسرائيل, على الأرض اللبنانية خصوصاً, واستطاع استثمارها لتعزيز رصيده "القومي" كنظام ممانع, وورث بشار الأسد عنه هذه السياسة, وابرز الأمثلة كانت في حرب يوليو ,2006 التي استثمرها إلى ابعد حد.

أضاف المصدر: أثبتت أحداث الثورة السورية التي يوشك الأسد على إخمادها بالقوة العسكرية, أن كل الدعاية "القومجية" للنظام السوري لم تعد تكفي, وان شعارات الممانعة والمقاومة والتصدي والصمود لم تعد تنطلي على الشعب السوري المحروم من حريته وكرامته ولقمة عيشه. وهذا الشعب المعروف عنه انتماؤه القومي وإخلاصه الوطني, يحتاج أكثر من شعارات ديماغوجية وأقوال, لكي يعض على جرحه ويغفر للنظام ارتكاباته. وسيضطر الأسد هذه المرة إلى الفعل وزج جيشه في النزاع مع إسرائيل.

وقال: يظن الأسد أن إشعال حرب في الشرق الأوسط يشارك فيها إلى جانب "حزب الله" وحركة "حماس", سيعيد خلط الأوراق, ويعيده لاعباً أساسياً بعد أن تهشمت صورته العربية والدولية, وهو يأمل أن يتمكن من إعادة الإمساك بالملف اللبناني إذا استطاع حليفه "حزب الله" من تحقيق النتيجة نفسها لحرب ,2006 وسيعطي القوى الفلسطينية الخارجة عن منظمة التحرير الفلسطينية الأرجحية, وسيعيد تلميع الدور الإيراني المتراجع في الآونة الأخير.

وأشار المصدر إلى أنه رغم انشغال الأسد في الأسابيع الأخيرة بالوضع الداخلي إلا أنه لم يغفل التحرك الأميركي نحو الشرق الأوسط, حيث من المتوقع أن يزور الرئيس باراك أوباما المنطقة ويقترح خطة جديدة للسلام, وقد تحركت الدوائر الديبلوماسية السورية بحيوية لاستشفاف معالم هذا المشروع ودور دمشق فيه.

ووفقاً للمعطيات المتوافرة, فإن لا إمكانية لتحريك المسار السوري الإسرائيلي, الأمر الذي يجعل الحرب أمراً محتوماً لإعادة الاعتبار لموقع دمشق في عملية السلام الأميركية, تماماً كما فعلت سورية ومصر في حرب 1973 التي أطلقت عملية التسوية.

أضاف: الحسابات السورية دقيقة عندما يتعلق بالحرب, لأن زج الجيش السوري في نزاع غير مضمون النتائج عسكرياً قد ينعكس سلباً على النظام, ولكن الأوروبيين يعتقدون أن الأسد ليس بحاجة لكل جيشه لمواجهة اضطرابات داخلية قد تلي الحرب, في حال خسرها, وهو في كل الأحوال لن يربحها, ويستطيع الصمود لا أكثر. فالقوات العسكرية المخصصة للقمع الداخلي, وخصوصاً فرقة الدهم الرابعة بقيادة ماهر الأسد, وعديدها يصل إلى عشرين ألفاً, لن تشارك في الحرب. ويراهن الأسد على تكرار تجربتي 2006 في لبنان و2008 في غزة حيث عجزت الآلة العسكرية الإسرائيلية عن تحقيق أهدافها بسبب الطبيعة الدفاعية لقتال "حزب الله" وحركة "حماس", وخصوصاً بسبب التدخلات الدولية التي منعت امتداد الحربين زمنياً.

أما على المستوى السياسي فيراهن الأسد على أن التغيير في مصر من جهة, والإحراج الذي ستواجهه دول الخليج التي ستضطر إلى دعمه خلال الحرب, سيصبان في خدمة أهدافه, ويعتقد أنه يستطيع الخروج من هذه المعركة سالماً, ليعود بقوة إلى طاولة المفاوضات مطمئناً إلى وضعه الداخلي, وممسكاً بيده, عن جديد, ورقتي لبنان وفلسطين.

 

على خلفية تسليم الجنود الثلاثة إلى دمشق، حملة لبنانية - سورية في الخارج تطالب بمحاكمة سليمان وقهوجي دوليا

حميد غريافي: السياسة

تنادت فاعليات لبنانية وسورية في واشنطن ولندن وباريس وبروكسل وبرلين وروما, امس الى تشكيل هيئة قانونية مشتركة من محامين لبنانيين وسوريين يقيمون في الخارج لتقديم شكوى الى محكمة الجنايات الدولية بحق الرئيس اللبناني ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي بسبب "خرق كل قوانين حقوق الانسان التي تكفلها الامم المتحدة والمؤسسات الانسانية الرسمية وغير الرسمية في العالم بتسليمهما ثلاثة جنود سوريين فروا قبل ايام الى شمال لبنان من بلدة تلكلخ السورية التي تتعرض منذ نحو عشرة ايام لاعمال قصف وقتل وتدمير وتهجير".

وقال قيادي في اللوبي اللبناني في العاصمة الفرنسية ل¯ "السياسة" امس ان "لبنانيي الخارج كما العواصم الغربية والعربية الديمقراطية اصيبوا اول من امس بالذهول بل الخوف مما اقدم عليه الرئيس اللبناني وقائد الجيش من تسليم الجنود السوريين الثلاثة الذين رفضوا اطلاق النار على النازحين الى الاراضي اللبنانية من بلدة تلكلخ والقرى المجاورة لها, فقامت القوات السورية هناك باطلاق النار عليهم فقتلت جنديا وجرحت اخر فيما تمكن الاثنان الاخران من عبور الحدود".

ونقل القيادي عن اوساط قضائية فرنسية "غضبها الشديد من هذا التصرف غير المسؤول على ارفع مستوى الحكم في لبنان داعية القضاء الدولي في لاهاي وبروكسل وباريس ولندن الى التحرك لمقاضاة المسؤولين اللبنانيين سليمان وقهوجي في غياب حكومة تصريف اعمال حاول بعض وزرائها وعلى رأسهم رئيس الحكومة سعد الحريري منع "تسليم الجنود الى الذبح" في سورية الا انهم فشلوا".

وقال ناطق بلسان اعضاء اللوبي اللبناني في واشنطن في اتصال به من لندن امس ان "الاستشارات التي اجراها قادة الاغتراب اللبناني وحقوقيو الكونغرس من نواب وشيوخ, أكدت ان تصرف رئيس الجمهورية وقائد جيشه في لبنان واقع حتما تحت قانون العقوبات الدولي وان بامكان اي محكمة او مؤسسة قضائية دولية استدعاءهما للتحقيق او ارسال بعثة قضائية الى بيروت كاجراء اولي لاستجوابهما في مكاني عملهما في لبنان, اذ ان تسببهما في اعدام الجنود السوريين الثلاثة او حتى في سجنهم يقع تحت جرائم ضد الانسانية يعاقب عليها القانون الدولي بعقوبات قد تصل الى السجن المؤبد من دون اخذ اي حصانة بعين الاعتبار.

ودعت الفاعليات الاغترابية في اميركا واوروبا قائد الجيش ورئيس الجمهورية اللبنانيين "الى الاستقالة الفورية من منصبيهما لتصرفهما افراديا من دون العودة الى القانون والدستور والرأي العام اللبناني, وهي كلها وسائل تمنع المسؤولين مهما علا مقامهم من خرق حقوق الناس وتعريضهم للقتل".

وانضم وفد من المحامين السوريين في باريس ولندن ولاهاي وبروكسل الى اللجنة الحقوقية اللبنانية, امس في مطالبة المحاكم الانسانية في هذه العواصم "باتخاذ اجراءات فورية ضد المسؤولين اللبنانيين الذين مارسوا ضغوطهم على المحكمة العسكرية والادعاء العام العسكري في بيروت لإصدار قرار بتسليم الجنود السوريين الثلاثة الى نظام الاسد واخيه للاعدام".

 

 

إخوان" مصر: 93 قبطياً و 978 امرأة ضمن مؤسسي حزب "الحرية والعدالة"

 

القاهرة - دب أ:  قدم القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر محمد سعد الكتاتني , وكيل مؤسسي حزب "الحرية والعدالة" أمس , أوراق تأسيس الحزب رسميا إلى لجنة شؤون الأحزاب .

وقال الكتاتني , في مؤتمر صحافي عقب تقديم الأوراق أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة , حيث مقر لجنة شؤون الأحزاب , شارك فيه عدد من قيادات الجماعة , إن عدد المؤسسين الذين حرروا توكيلات التأسيس وصل إلى 8821 , من جميع محافظات مصر , بينهم 978 امرأة و93 قبطيا, لافتا إلى أنه تم اختيار المفكر القبطي رفيق حبيب نائبا لرئيس الحزب .

وأضاف انه "سيتم خلال الفترة المقبلة نشر أسماء المؤسسين وفقا للقانون في صحيفتين يوميتين واسعتي الانتشار, وسوف يتم تشكيل هياكل الحزب بالمحافظات ومكتبه السياسي خلال شهر ليبدأ الحزب ممارسة نشاطه الفعلي في 17 يونيو المقبل " .

ونفى الكتاتني أن يكون اختيار المفكر القبطي رفيق حبيب جاء لكونه مسيحيا , وقال "لم نختر رفيق حبيب بسبب كونه مسيحيا فقط , وإنما باعتباره قيمة فكرية عالية وقيمة تضيف إلى الحزب " , مضيفا ان " وجود أقباط بين مؤسسي الحزب يدل بشكل عملي على أن الإخوان المسلمين ينفذون ما يقولونه ويصرحون به , وأن الإخوة الأقباط شركاء الوطن" .

واعتبر أن "تخوفات البعض مما يسمونه الصعود الإسلامي في الحياة السياسية المصرية ليس له أساس من الصحة", قائلا ان "الشعب المصري متدين بطبيعته, والتخوف من صعود الإسلاميين مقصود به مهاجمة التيار الإسلامي الموجود في مصر, ومن يقل ذلك فعليه أن يتعامل بديمقراطية وبروح ثورة 25 يناير" .

وأضاف أن " حزب الحرية والعدالة ليس حزبا دينيا , وإنما هو حزب مدني يستند إلى مبادئ الشريعة الإسلامية , وفقا للمادة الثانية من الدستور, و الحزب يرفض سياسة الإقصاء , وأعداد الذين كانوا يرغبون في الانضمام إلى الهيئة التأسيسية للحزب من خارج الإخوان كانت كبيرة جدا" الأمر الذي يدل على اقتناع الناس بالانضمام إلى الحزب".

وأوضح البيان التأسيسي للحزب , والذي تم توزيعه خلال المؤتمر الصحافي , ان الحزب يستلهم منهاجه وبرامجه من مطالب ثورة 25 يناير العظيمة, ويسعى لتحقيق أهدافها, وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس قوية سليمة بإرادة شعبية خالصة .

وأضاف أن هناك ضرورة إلى أن يضع الشعب لنفسه دستورا يعبر عن هوية الأمة وسيادة الشعب ووحدته الوطنية ويدعم المساواة بين أفراده في الحقوق والواجبات , مؤكدا على إيمان الحزب العميق بما جاء في الدستور من أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.

وأكد البيان إن " الحزب يسعى لتحرير الإرادة الوطنية واستقلال القرار السياسي والتعامل مع القوى الدولية على أساس الاحترام المتبادل, واستعادة مصر لدورها الريادي في محيطها العربي والإسلامي والإفريقي" .

 

هل صحيح أن الجيش اللبناني سلّم السلطات السورية ثلاثة جنود سوريين كانوا قد هربوا إلى شمال لبنان؟

محمد سلام

هل صحيح أن الجيش اللبناني سلّم السلطات السورية ثلاثة جنود سوريين كانوا قد هربوا إلى شمال لبنان؟

قيادة الجيش تقول إن الجنود السوريين الثلاثة ما زالوا يخضعون للتحقيق من قبل قاض، والقرار الذي سيتخذه القاضي سينفذ.

وهل صحيح أن الجيش اللبناني لم يمنع الفلسطينيين من تجاوز حاجزي كفر تبنيت والقاسمية باتجاه الشريط الحدودي مع أن القانون اللبناني يمنع دخولهم إلى المنطقة الحدودية؟

وإذا كان ذلك صحيحا، فمن هي السلطة التي اتخذت قرار "إحياء اتفاق القاهرة" السيء الصيت الذي تنازلنا بموجبه عن سيادتنا في العام 1969 وسمحنا لمنظمة التحرير الفلسطينية بموجبه بدخول المناطق الحدودية وشن عمليات عسكرية من الأراضي اللبنانية بهدف تحرير فلسطين حتى ألغاه المجلس النيابي اللبناني في العام  1992 بعدما كان لبنان قد احتُل أكثر من مرة، من قبل أكثر من عدو، فيما فلسطين ما زالت ... محتلة.

وهل صحيح أن وزير خارجية نبيه بري، المدعو د. علي الشامي، رفض استدعاء السفير السوري في لبنان لتبليغه اعتراضا على إطلاق النار على الأراضي اللبنانية من قبل قوات النظام السوري، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات، من بينها إصابة جندي لبناني؟

وهل صحيح أن حزبي فايز شكر وأسعد حردان هددا بتفجير فندق البريستول إذا استضاف مؤتمرا للتضامن مع الشعب السوري؟

وإذا كان التهديد صحيحا، فمن هي السلطة التي تسمح لبعض الأشخاص أو التنظيمات بممارسة التهديد ... بالتفجير، وغير التفجير أيضا؟

وهل صحيح أن الأمن العام اللبناني تلقى تعليمات من جهات غير رسمية وغير قانونية بالسماح ل 150 حافلة سورية بالدخول إلى الأراضي اللبنانية من دون ركاب، ودخلته فعلا الساعة 12:30 ليل السبت الماضي، بما يخالف قانون النقل البري، وتولت نقل الفلسطينيين إلى الشريط الحدودي وأوصلتهم إلى مارون الراس، حيث قتلوا مرتين. مرة قتلهم من أرسلهم ليتاجر بدمائهم الزكية ويبني من هياكلهم العظمية عروش السلطة، ومرة قتلهم العدو الإسرائيلي، فسقطوا شهداء النخوة الوطنية وضحايا تجارة الدم القومية؟

وإذا كان ذلك صحيحا، فمن هي السلطة اللبنانية التي اتخذت قرار مخالفة قانون النقل البري، ومخالفة قانون الإتجار بالبشر، وتهديد استقرار الوطن؟

وهل تبصّر العبقري الذي سمح للفلسطينيين بالوصول إلى الشريط الشائك الذي يفصلنا عن قوات العدو الإسرائيلي بقراره؟

لو تبصّر للحظة لتبيّن له أن ألفلسطينيين في أي مخيم للجوء يسيطر الجيش اللبناني على مداخله قد يرون ضرورة تنظيم تظاهرة مدنية سلمية والخروج من المخيم في أي وقت للتعبير عن مطلب أو موقف. فماذا سيفعل الجيش اللبناني؟ يطلق عليهم النار، كما فعلت القوات الإسرائيلية، يقتل منهم عددا، ويستمرون في التظاهر .... وإلى أين؟

هل تبصّر ذلك المسؤول عن قرار إدخال الفلسطينيين إلى المنطقة الحدودية المحظّرة عليهم بموجب القانون بارتدادات خطوته على مستقبل البلد، واستقرار البلد، وأمن البلد، خصوصا في زمن تحولت معه ذكرى النكبة، التي كانت "سلمية" على مدى 62 عاما، إلى ... نكبات؟

ألم يتذكر ذلك المسؤول عن إدخال الفلسطينيين إلى المنطقة الحدودية ما قاله الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لمن حمل إليه في العام 1969 مسودة إتفاق القاهرة: "مش مطلوب قد كده".

ألا يدرك من أدخل الفلسطينيين إلى المنطقة الحدودية أنه فعل تماما "كدة" بلبنان ... وشارك في الإتجار بدماء الفلسطينيين، الذين يحق لهم ألا يرضوا بديلا من أرضهم، وبلدهم، فليحرروها ... من أرضهم، وبدعم عربي بدلا من أن نرسلهم عزلا مستفردين إلى حتفهم من لبنان وفي لبنان، ومن ... الجولان الذي دخلوا مجدل شمسه، فبقيت محتلة ... وقتلوا هم، فيما جيش النظام "يحرر" سوريا ... من شعبها .

وهل صحيح أيضا أن ضابطا في قوى الأمن الداخلي كان قد "خطف" ثلاثة مواطنين سوريين من لبنان وسلمهم إلى المخابرات السورية، من دون أمر من قيادته. ولم يعاقب، بل نقل من حراسة السفارة السورية في بيروت حيث كان يخدم من نفذ الخطف لحسابهم إلى موقع آخر يستطيع أن يخطف منه أكثر؟

وإذا كان ذلك صحيحا، فمن هي السلطة السياسية اللبنانية التي اتخذت قرار "مكافأة" الخاطف الرسمي؟

الصحيح هو أنه يوجد في البلد من لا يعرف العيش إلا في ظل النكبة، لذلك يصر على استيرادها مجددا كي يبقى حيا، غير عالم بأن الشعب السوري في قرية "نوى" الصغيرة قرب درعا قد وضع يده على منصات الصواريخ وهدد بإطلاقها باتجاه إسرائيل ... إذا دخل جيش النظام القرية المحاصرة "ليحررها" من أهلها.

 

صفير غادر الى الاردن: للاسراع بتأليف الحكومة العتيدة

وكالات/غادر بيروت بعد ظهر اليوم البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، متوجها الى عمان في زيارة لعدة ايام يعرج خلالها على منطقة نهر الاردن مكان تعمد السيد المسيح. يرافقه رئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان وعدد من الشخصيات. كان في وداعه في المطار رئيس مؤسسات البطريرك صفير الدكتور الياس صفير والمحامي فيليب طربيه وشخصيات.

في المطار قال صفير: زيارتي الى الاردن بناء لدعوة وجهت الينا من بعض الاصدقاء، ولا ادري اذا كانت ستتضمن بعض اللقاءات مع المسؤولين الاردنيين.

وعن تقييمه للوضع الراهن في لبنان قال صفير : ان البطريرك الراعي يكمل المسيرة، اما بالنسبة للوضع في لبنان فتعرفونه اكثر مني، ولا نزال دون تعليق عليه.

وعن التأليف الحكومي قال: ستتألف الحكومة. وردا على سؤال عن رسالته في هذا الاطار قال: رسالتي هي ان يسرعوا في تأليف الحكومة العتيدة، لان الشعب ينتظر وله مشاكل مع الحكومة يجب ان تحل. ورفض صفير التعليق على القمة الروحية الاخيرة في بكركي، خصوصا لجهة تحفظ المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى حول البندين السادس والسابع.

اما عن دعوات الاضراب للاساتذة وللسائقين فقال صفير: بالطبع الناس لها مصالح، واذا لم تلب هذه المصالح فيعمدون الى الاضراب وهم يعرفون ما اذا كانت الحكومة تلبي او لا تلبي المطالب.

سئل: ما تعليقكم على الاحداث في سوريا؟ وهل انتم متخوفون على الوضع وعلى مصير المسيحيين هناك؟

اجاب: الوضع هناك يشمل جميع الناس، ابناء الطائفة المسيحية وغير المسيحية، ولكن البلدان العربية كما تعلمون هي في حالة مخاض عسير، وكانت ساكنة قبل هذا الوقت، ولكن الاضطراب اصبح يشمل جميع البلدان العربية، ونتمنى ان يكون الوضع في سوريا احسن مما هو عليه.

 

أنباء "غير مؤكدة" عن لقاء سري جمع بري وجنبلاط سينبثق عنه حلف جديد مع سليمان و انشقاقهم عن ٨ اذار

خاص – بيروت أوبزرفر/كشفت معلومات غير مؤكدة لبيروت أوبزرفر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري التقى سراً رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، حيث جرى بحث أبرز المستجدات على الساحة المحلية والعربية والدولية بشكل إستراتيجي، سيثمر بحسب المعلومات عن إعلان سياسي من الطرفين قد يخلط الأوراق على الساحة اللبنانية

وأفادت المعلومات أن الإعلان سيكون بمثابة المفاجأة لجميع القوى السياسية، إذ يتوقع أن يصدر بيان مشترك يعلن فيه بري وجنبلاط تأسيس حلف سياسي جديد بمشاركة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وتقول المعلومات أن الأسباب التي تقف وراء هذا الإنشقاق قد تكون أن الرجلين إستشعرا قرب سقوط النظام السوري، الداعم الأكبر لقوى 8 آذار، والممعن في قمع شعبه وسفك دمائه، كما أن تسريبات ويكيلكس عن بري التي نشرتها صحيفة الأخبار التابعة لحزب الله مؤخراً، قد تكون القشة التي قسمت ظهر البعير بين بري وحزب الله

 

"التضامن مع الشعب السوري" يستنجد مكانا حرا ويؤكد استقلال حاله المعنوية عن قرارات 14آذار

المركزية- استمرت الجهود الحثيثة والاتصالات لليوم الثاني على التوالي من قبل لجنة " لقاء لبنانيين من اجل حرية وكرامة الشعب السوري" في محاولة لإيجاد مكان لعقد مؤتمر "التضامن مع الشعب السوري" الا أن البحث باء بالفشل. وفي وقت ترددت فيه معلومات صحافية عن استضافة الأمانة العامة لقوى 14 آذار اللجنة، توفرت معلومات لـ"المركزية" تفيد بأن اللجنة شكرت للأمانة العامة خدماتها وما عرضته عليها من تقديم المقر لعقد المؤتمر، وأنه بعد مشاروات واقتراحات قررت اللجنة انطلاقا من الحال المعنوية المستقلة تماما عن القرارات التي تصدر عن الأطر التنطيمية لقوى 14 آذار، سواء على المستوى الاحزاب أو الاعلان، استكمال البحث عن مكان لعقد المؤتمر بعيدا عن دائرة الترهيب والتهديد، علها تجد من لديه الاستعداد لاستقبال أصحاب الرأي الحر والتعبير عن الحرية. وكان توجه بعض أعضاء اللجنة اليوم الى مقر الامانة العامة لشكرها على التضامن معها. وافادت مصادر مطلعة " المركزية" أن قرارا اتخذ لعقد المؤتمر، ولو في أي مكان، كاشفة عن احتمالات سيتم الاعلان عنها خلال اليومين المقبلين.

 

علاميون ضد العنف": من غير المسموح تسليم شخص لبلده إذا كان مهدداً بالموت

وضعت جمعية "إعلاميون ضد العنف" واقعة تسليم السلطات اللبنانية السلطات السورية 3 جنود سوريين كانوا دخلوا الأراضي اللبنانية عبر الحدود الشمالية بـ"رسم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختصة، في ما يعتبر إنتهاكاً فاضحاً لأبسط حقوق الإنسان ولكل الأعراف الدولية".

"الجمعية"، وفي بيان، أسفت "لعدم إحترام لبنان، في حال صحة هذه الواقعة، إلتزاماته الدولية وفق إتفاقية مناهضة التعذيب، بالإمتناع عن تسليم أيّ شخص إلى بلده إذا كان ثمة شكوك بأنه سيتعرض للتعذيب، فكيف بالحري إذا كان محكوماً عليه بالموت"، مستهجنةً "هذا التعتيم الإعلامي حول هذه القضية وغياب الشفافية بالتعاطي مع مسألة سيادية وأخلاقية وإنسانية".

وإذ رفضت الجمعية "الإرتكاز على ما يسمى "إتفاقية التعاون والتنسيق بين لبنان وسوريا" لتبرير تسليم الجنود الثلاثة، لأنَّ إتفاقية الإذعان المذكورة أسقطها شعب إنتفاضة الاستقلال في ربيع 2005، كما أسقطها الشعب السوري في إنتفاضته التي أطلقها في ربيع 2011"، إعتبرت أنّه "كان ينبغي على السلطات اللبنانية منح الجنود الثلاثة حق اللجوء السياسي، وأنّ يعاملوا كلاجئين سياسيين"، مؤكدةً أنّ "تسليمهم هو ضرب لنظام القيم وللإتفاقات الدولية، إذ من غير المسموح تسليم شخص حياته مهددة بالموت".

جدل حول تسليم لبنان السلطات السورية 3 من جنودها رغم مناشدات منظمات إنسانية

 

«هيومن رايتس ووتش» تطالب لبنان باحترام التزاماته الدولية

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط

تضاربت الانباء أمس حول تسليم لبنان السلطات السورية 3 جنود سوريين كانوا دخلوا الأراضي اللبنانية عبر الحدود الشمالية قبل يومين، إضافة إلى جثة جندي رابع توفي أثناء تلقيه العلاج في أحد المستشفيات اللبنانية. وكانت تقارير أشارت إلى أن هؤلاء الجنود رفضوا اطلاق النار على المواطنين في تلكلخ.

وفيما نفى مصدر أمني لـ»الشرق الاوسط» وجود أي جندي سوري في عهدة الجيش اللبناني، أكد مصدر قضائي لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن «تسليم هؤلاء الجنود جاء بناء على طلبهم، بعد أن أكدوا أنهم لم يفروا من الجيش السوري، بل إنهم من حرس الحدود وإنهم دخلوا الأراضي اللبنانية في محاولة للاحتماء من الرصاص خلال اشتباكات دارت قرب الحدود بين الجيش السوري ومسلحين مناهضين له، ولدى إصابة رفيقين لهم اضطروا إلى الانتقال معهما إلى أحد المستشفيات اللبنانية لمعالجته». وأوضح المصدر أن «بين الجنود الثلاثة جريحا بالإضافة إلى جثة جندي سوري توفي في المستشفى متأثرا بإصابته»، مشيرا إلى أن «عملية التسليم حصلت بإشراف الصليب الأحمر الدولي الذي قابل هؤلاء الجنود واطمأن إلى رغبتهم الذاتية بالعودة إلى بلدهم قبل تسليمهم».وفي وقت لاحق أكد مصدر إن السلطات اللبنانية سلمت جنديين.

بدوره طالب ممثل منظمة «هيومان رايتس ووتش» في لبنان نديم حوري، القضاء اللبناني والجيش اللبناني بشفافية خلال التعاطي مع مسألة الفارين من سوريا، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «المطلوب اتباع المعايير القانونية الدولية، وأن يحترم لبنان التزاماته الدولية وفق معاهدة اتفاقية مناهضة التعذيب، والامتناع عن تسليم أي شخص إلى بلده إذا كان ثمة شكوك بأنه سيتعرض للتعذيب».

وكان مدير المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان المحامي نبيل الحلبي، أعلن أن «3 جنود سوريين جرحى هربوا إلى لبنان الأحد الماضي، وأن أحدهم توفي على الطريق، والآن هم في عهدة الجيش اللبناني». غير أن مصدرا عسكريا لبنانيا نفى لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه المعلومات، مؤكدا أنه «لا يوجد أي جندي سوري في عهدة الجيش اللبناني»، مشددا على أن «كل ما يجري تداوله بهذا الشأن غير صحيح». وتحدث الحلبي عن معلومات جمعها مندوبو المؤسسة، تفيد بأن «اشتباكات وقعت يوم الأحد بين جنود سوريين وعناصر من (الشبيحة) كانوا يعرقلون عملية نزوح عدد من المواطنين من سوريا إلى منطقة وادي خالد في شمال لبنان»، مشيرا إلى أنه «أثناء محاولة عدد من المدنيين اجتياز النهر الفاصل بين الأراضي اللبنانية والسورية في منطقة وادي خالد، أطلق (الشبيحة) والهجانة (حرس الحدود) النار عليهم وعلى اللبنانيين، الذين كانوا ينتظرونهم في الطرف الآخر من الحدود».

وقال إن «عددا من الجنود تصدوا، بحسب التقارير، للهجانة والشبيحة، فأصيب 3 منهم بجروح وهربوا إلى لبنان، ووصل أحدهم جثة هامدة»، لافتا إلى أن «جهاز استخبارات الجيش اللبناني تسلم الجنديين والجثة»، معربا عن خشيته من أن «يكون تم تسليمهم ليلا إلى السلطات السورية». وأشار إلى أن «هناك معلومات غير مؤكدة تفيد بأن عملية التسليم تمت قبل منتصف الليلة (قبل) الماضية، وهذا الأمر إن وقع فعلا، فهو يناقض اتفاقية مناهضة التعذيب التي وقعها لبنان عام 2000 والتي تحظر تسليم أي مواطن إلى بلده إذا كان سيتعرض إلى التعذيب». وقبل عملية التسليم ناشدت الثورة السورية، الحكومة اللبنانية عدم تسليم المجندين إلى السلطات السورية، وقالت في بيان لها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمس «باسم الشعب (السوري) وباسم شباب الثورة السورية نطالب الحكومة اللبنانية بعدم تسليم المجندين الشرفاء ونحمل المسؤولية كاملة لكل من يحاول أن يضر مواطنا سوريا مهما كان، ونخص الجنود الشرفاء».

 

أمانة "14 آذار": نحذّر من أي محاولة لجعل أرضٍ لبنانية أرضاً للأزمة السورية  

موقع 14 آذار/توقفت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أمام حالة النزوح الكثيف من البلدات السورية القريبة من حدود لبنان الشمالية باتجاه بلدات عكار اللبنانية، معربةً عن أسفها "للأحداث التي تسببت بعمليات النزوح"، معبّرة عن "اعتزازها بالهبّة الانسانية الرائعة لأهلنا في الشمال عموماً، وفي عكار خصوصاً، نجدةً للنازحين في المجالات كافة وتأكيداً على العلاقات الأخوية بين الشعبين اللبناني والسوري". الأمانة العامة، وفي بيان صادر عن اجتماعها الدوري الأسبوعي، أعربت عن دعمها "للجهود التي تبذلها الهيئة العليا للإغاثة وسائر الجهات الإنسانية لمساعدة النازحين في كل ما يحتاجونه بتوجيهات من الرئيس سعد الحريري، من منطلق أن حياة الانسان فوق أيّ إعتبار آخر لأن الإعتبار الأخلاقي هو الأهم". وإذ حذّرت من "أي محاولة لجعل أرضٍ لبنانية أرضاً للأزمة السورية، ومن أي محاولة سورية بالتالي لتجاوز الحدود اللبنانية"، أكّدت الأمانة العامة "وجوب رعاية النازحين باعتبار أنهم أصبحوا في عهدة الدولة اللبنانية"، مطالبةً "رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقيادة الجيش بالتزام هذا المبدأ الحقوقي الانساني".

وفي سياق متّصل، أشارت الأمانة العامة الى "الإرهاب الذي تعرّض له أحد فنادق العاصمة بالأمس لمنعه من استقبال لقاء لناشطين في المجتمع المدني اللبناني متضامنين مع الشعب السوري، معلنةً "شجبها للإرهاب والترهيب اللذين يمارسهما فريق 8 آذار، ورفضها أسر بيروت تحت ضغطهما"، مؤكدةً أن "بيروت لن ترضخ وستبقى عصيّة على السواد والظلام"، ومشددةً على أن "الترهيب المستقوي بالسلاح لن يمرّ، خصوصاً في عصر الربيع العربي". من جهة ثانية، توقفت الأمانة العامة أمام المسيرة التي شهدتها حدود لبنان الجنوبية الأحد الماضي"، مدينةً "بقوة الجرائم الإسرائيلية التي حصدت عشرة شهداء وعشرات الجرحى". الى ذلك، ذكّرت الأمانة العامة بأن "لبنان ملتزم بالقرار 1701 بكامل مندرجاته وبالخط الأزرق، ما يقتضي تكريس الجنوب منطقة آمنة وبما لا يعطي اسرائيل، المتخبطة في أزمة لم تشهد لها مثيلاً من قبل، أي ذريعة لتصدير أزمتها حرباً على لبنان".

وتابع البيان: "إن ما يدفعنا الى هذا التذكير هو أن المصالحة الفلسطينية التي تحققت، وضعت في برنامجها التنفيذي حركة شعبية في الداخل بالتوازي مع صراع دبلوماسي – سياسي يبلغ ذروته في أيلول المقبل لانتزاع إعتراف دولي بالدولة الفلسطينية". وشدّد البيان على أن "الأمانة العامة تتمسّك بكون القضية الفلسطينية قضية وطنية للشعب الفلسطيني أولاً، ولأنها قضية عربية مركزية فهي خاضعة لاستراتيجية عربية – فلسطينية موحّدة ثانياً، فلا يجوز تالياً أي إنفراد أو أي "ساحة"، كما تؤكّد رفضها التعاطي مع القضية الفلسطينية على أنها "ورقة" في يد هذه الجهة أو ذلك الفريق تُستحضر في الأزمات وللتغطية عليها".

 

شمعون: ما يجمع قوى 8 اذار هو مبدأ الوصول الى الحكم لا اكثر ولا اقل... و"الأكثرية" مريضة وفاشلة 

::سلمان العنداري::

اعتبر النائب دوري شمعون ان "الاكثرية الجديدة تعاني امراضاً عصيبة قد تؤدي الى تزعزعها. فالاسلوب الذي اعتمده فريق الثامن من اذار ومن انضم اليه لاحقاً، اثبت فشله وعدم قابليته على الاستمرار بفعل موجة التقاسم والمحاصصة والتهافت على الوزارات والمواقع من هنا وهناك، بالتوازي مع الحملات السياسية البشعة على بعض الرموز والمواقع الرئيسية في الدولة، كموقع رئاستي الحكومة ورئاسة الجمهورية".

شمعون وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني اعتبر "ان المعلومات التي تحدثت عن بحث الاكثرية الجديدة عن مخارج للتخلي عن الرئيس ميقاتي تُثبت الفشل الذريع الذي وصلت اليه الامور بعد 4 اشهر من التكليف ومن الانقلاب على الدستور والديمقراطية بوهج السلاح".

وقال: "لا يوجد اي آليات دستورية تسمح بالاطاحة برئيس الحكومة المكلف، الا اذا قرر الرئيس المكلف نفسه الاعتذار عن التكليف".

ورأى شمعون ان "طرح اسم النائب بهية الحريري او الوزير السابق بهيج طبارة لرئاسة حكومة الاكثرية الجديدة من قبل النائب وليد جنبلاط يعني العودة الى منطق حكومة وحدة وطنية، وهو امر غير مطروح في الوقت الحالي، مع الاشارة الى ان جماعة الثامن من اذار لن تتخلى بأي شكل من الاشكال عن الانتصار الذي حققته بالانقلاب الموصوف، وبالتالي يُرجّح ان تبقى الامور على حالها حتى اشعار اخر".

واوضح شمعون "ان ما يجمع قوى الثامن من اذار هو مبدأ الوصول الى الحكم لا اكثر ولا اقل. فمن الناحية السياسية، فان القواسم المشتركة تكاد تكون معدومة فيما بينهم، حتى ان فريق العماد ميشال عون نفسه لا يتلاقى كلياً مع توجهات "حزب الله" الجانحة نحو السيطرة على البلاد من خلال السلاح، الا ان المصلحة السياسية تقتضي على اكثر من طرف الانضمام الى هذا الاصطفاف الفاشل".

واضاف: "الصراع الدائر حالياً بين قوتين اساسيتين في البلاد. الاولى تريد بناء دولة حقيقية تقوم على اسس سليمة، وعلى احترام المؤسسات والقانون والدستور وكرامة الناس، اما الثانية فتريد فرض منطقها بالقوة عبر السعي الى توسيع دويلاتها التي لا تحترم شعبها ولا تعطي اي اولوية للدستور والمؤسسات، وبالتالي على اللبناني ان يقرر وان يحسم خياراته بأسرع وقت". وتعليقاً على الاحداث المستمرة في سوريا قال شمعون: "بعد انفجار الربيع العربي الجديد ومع الاحتجاجات الضخمة التي حصلت في مصر واليمن وتونس وليبيا وما رافقها من تغيير ومن سقوط للانظمة ومن تبدل في المعادلات، كان من الطبيعي ان يصل صدى التغيير الى سوريا".

واذ شدد شمعون على ان "قوى الرابع عشر من اذار ترفض من الناحية الانسانية الممارسات السورية، انطلاقاً من موقعها الرافض لاستخدام العنف وقتل المدنيين واستخدام الدبابات بوجه رياح الحرية والامل والتغيير". اضاف: "ان تصرفات وممارسات الحزب الدكتاتوري الموجود في دمشق دفعت الشعب السوري الى الخروج الى الساحات والشوارع لرفض الامر الواقع وسياسة القهر والظلم والحرمان، وما يحصل اليوم في سوريا من جانب الحزب الحاكم يعتبر خطأً فادحاً، خطيراً ومرفوضاً، لان مواجهة الناس بالدبابات والمدافع ستدفع المجتمع الدولي الى التحرك باتجاه وقف هذا النزيف، وبإتجاه فتح مواجهة شاملة مع نظام بشار الاسد، الامر الذي يزيد التوتر في المنطقة ويرفع منسوبه الى اقصى المستويات".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

علوش: بري يحاول اختراع دستور جديد  

موقع 14 آذار/رأى عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش ان "رئيس مجلس النواب نبيه بري يحبّ أن يملأ الساحات الإعلامية ويحاول أن يخترع دستوراً جديداً"، مشيراً الى انه "لا يمكن أن يتمّ أي قرار إلاً من خلال حكومة فاعلة لا حكومة تصريف أعمال ولا حكومة أمر واقع". علوش وفي حديث لاذاعة "الشرق"، علق على اضرابي المعلّمين والسائقين فقال: "لقد أثبت فريق "8 آذار" أّه غير قادر على تشكيل حكومة فاعلة وقادرة على إدارة الأمور فهم عطّلوا حكومة الوحدة الوطنية ووضعوا لبنان في منتصف الطريق فلا يمكن العودة الى الوراء أو التقدّم الى الأمام". وعن الاحداث التي جرت في ذكرى نكبة فلسطين على الحدود في الجنوب وفي الجولان اكد علوش ان "لا شكّ أنّه يحقّ للشعب الفلسطيني التعبير عن شعوره تجاه وطنه"، مستغرباً أنّه منذ العام 1974 لم يجري شيء في الجولان". ولفت الى "وجود بعض الأطراف المحلية والإقليمية التي تريد أن تستغلّ القضية الفلسطينية ولكنّ ذلك لا يبرر لإسرائيل إطلاق النار على المتظاهرين أمام الشريط الشائك". وفي حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال"، رأى علوش ان هناك اطرافاً محلية تستفيد من الجمود الحكومي الحاصل وأطرافاً اقليمية تريد استعماله في الوضع القائم، مشيراً الى ان سوريا هي الراعي الاساسي لوجود الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في الحكم.

وقال: "ميقاتي غير راغب بتأليف حكومة مواجهة وحسم على الاقل لأن المعطيات على مدى الاشهر الثلاثة او الاربعة الماضية تؤكد ان هناك التزامات دولية للبنان لا يمكن ان يتملص منها، لأن ذلك قد يؤدي الى عقوبات معينة تطال بعض الاشخاص والدولة اللبنانية. وميقاتي استُحضر من قبل "حزب الله" لينفذ اجندة مواجهة مع المجتمع الدولي".

اضاف: "في هذا الموقع الخيار الافضل لميقاتي هو الانتظار والمراوحة، او ان يأخذ قراراً بحكومة لن تنال الثقة من الاكثرية. ميقاتي لا يزال في مرحلة انتظار، خصوصاً انه بدأ الكلام عن محاولة اعادة احياء تفاهم عربي ـ سوري بشأن الحكومة". الى ذلك، تطرق علوش الى احداث سوريا، فشدد على ان "قرار "تيار المستقبل" مركزي وواضح وشامل بعدم التعرض بشكل سياسي مباشر للهجوم على الحكم في سوريا"، مذكراً في هذا السياق "بالاوراق التي استخدمت لاتهام النائب جمال الجراح ونواب آخرين وناشطين في "تيار المستقبل" بتسليح وتمويل جهات في سوريا". وأكد ان "التركيز على "تيار المستقبل" هو في الحقيقة لإيجاد "عنزة سوداء" ليقول الحكم في سوريا إن المشكلة ليست داخلية بل خارجية"، مشيراً الى "ان لا قدرة ورغبة لدينا لنكون ندّاً للنظام السوري فهناك فرق كبير في ميزان القوى".

 

"التشكيل" في مشاورات خلف الكواليس والجميل في فردان

فيلتمان في بيروت الجمعة لشرح مبادرة اوباما

المركزية – تحت وطأة موجة الازمات المعيشية والاقتصادية والامنية المتراكمة التي نفذ اساتذة القطاع التربوي برمته اليوم الاضراب الاول الشامل في سياق مجموعة اضرابات تستكمل غدا بآخر للسائقين العموميين، حيث قبع نحو مليون تلميذ وطالب في منازلهم وسط اقفال تام للمدارس الرسمية والخاصة والجامعة اللبنانية بكل فروعها، يستكمل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي مساعيه لتذليل العقبات الماثلة في طريق التشكيل فيما المخاطر تتراكم من اكثر من اتجاه.

ضد من؟ والاضرابات على مشروعيتها تطرح في جانبها الزمني، مجموعة تساؤلات عن جدواها في ظل حكومة تصريف اعمال لا يخولها وضعها الدستوري اتخاذ القرارات، واخرى لم تتشكل في انتظار الضوء الاخضر للافراج عنها، بحيث تبدو الاضرابات وكأنها موجهة ضد المواطن اللبناني الغارق في دوامة الازمات كونها لن تؤثر الا في عرقلة حركة العمل وتحول دون وصول اللبنانيين الى "اشغالهم" لتضيف الى همومهم هما يعطل عليهم نهار عمل.

ميقاتي – الخليلان: في المقلب الحكومي، كشفت اوساط مواكبة لمسار التشكيل لـ "المركزية" عن بعض مداولات لقاء الرئيس ميقاتي بلجنة الخليلين النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي لأمين عام حزب الله الحاج حسين خليل مساء امس فأشارت الى ان البحث تركز على موضوعين اساسيين الاول تمثيل سنة المعارضة حيث يصر بعض اطراف قوى 8 آذار على توزير فيصل ارسلان فيما يفضل الرئيس المكلف اسناد الوزارة الى شخص من خارج طرابلس حرصا على التوزيع المناطقي العادل في حكومته التي يحاول اضفاء طابع التنوع عليها انطلاقا من الاسس الدستورية التي تخوله تشكيل حكومته. اما الثاني فيدور حول توزيع الحقائب انطلاقا من رفض الرئيس المكلف احتكار اي طرف لوزارات محددة خصوصا، تلك التي شهدت نزاعات في الآونة الاخيرة حيث يفضل ابقاءها في منأى عن التجاذبات حرصا على سير العمل وفقا مقتضيات القانون.

الجميل في فردان: وسط هذه الاجواء، استوقفت زيارة رئيس حزب الكتائب امين الجميل للرئيس ميقاتي بعد ظهر اليوم المتتبعين للحركة السياسية لجهة مضمون اللقاء وهدفه، في وقت تتواصل الاجتماعات التنسيقية داخل البيت الاكثري في محاولة لتذليل العقبات في مسار التشكيل. فيلتمان في بيروت: في غضون ذلك، تترقب الساحة السياسية زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد فيلتمان الى بيروت التي تبدأ وفق معلومات "المركزية" يوم الجمعة المقبل حيث يمكث فيها ثلاثة ايام يلتقي خلالها كبار المسؤولين السياسيين ليبحث معهم مضمون مبادرة الرئيس الاميركي باراك اوباما التي يطلقها الخميس المقبل، حيث تحدثت المعلومات عن انها ستقدم طرحا جديدا لوضع المنطقة في ضوء التحولات السياسية وفي اعقاب المصالحة الفلسطينية الداخلية.

 

زيارة فيلتمان لبيروت تعقب مبادرة اوباما

لقاءات مع كبار المسؤولين تشرح مفاصلها

المركزية – وسط تحصن السفارة الاميركية في بيروت بالصمت وعدم الافراج عن اي معلومات ذات صلة بزيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان الى بيروت ورفض تأكيدها او حتى نفيها حيث اكتفت اوساطها بـ "اللاتعليق" ردا على سؤال "المركزية" في هذا الصدد، علمت "المركزية" من مصادر تجمعت من اكثر من موقع سياسي ان فيلتمان الموجود مع احد مساعديه في البحرين سيصل الى بيروت بعد غد الجمعة ويبدأ لقاءاته من قصر بعبدا حيث يستقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للبحث في تطورات المنطقة على ان يلتقي كبار المسؤولين السياسيين. واشارت المصادر الى ان برنامج فيلتمان في لبنان لم يتم وضعه بصورة نهائية حتى الآن وهو خاضع للتعديل.

واكدت ان الزيارة لا تتصل بالوضع الحكومي اللبناني وفق ما تحاول ان تدرجها قوى 8 آذار للتصويب على تشكيل الحكومة وانما تأتي في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، لاستشراف التطورات وانعكاسات الاقليمي على الداخلي خصوصا ان كل المؤشرات تصب في خانة اتجاه المنطقة نحو مفصل جديد، مشيرة الى اهمية توقيتها في ظل الوضع الضاغط في سوريا ومفاعيله المحتملة، بعدما كانت كل المعطيات تؤشر نحو رغبة "في تغيير الاداء لا النظام في سوريا"، ووسط ملامح اتجاه الوضع داخل الجمهورية الاسلامية الايرانية نحو حال اللااستقرار. وفيما ينصرف المسؤولون في السفارة الاميركية الى اعداد برنامج زيارة فيلتمان الذي يبقى في بيروت حتى الاحد المقبل، اشارت المصادر الى ان الزيارة تأتي بعيد خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما غداً الذي سيخصصه للحديث عن منطقة الشرق الاوسط والتطورات الحاصلة والمتغيرات المرتقبة، وتشير مصادر ديبلوماسية غربية الى ان الرئيس اوباما سيركز في خطابه على موضوع الشرق الاوسط في ضوء المعالجة الفلسطينية – الفلسطينية الاخيرة وعزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس على طرح الاعتراف الدولي بقيام دولة فلسطين في ايلول المقبل. واوضحت هذه المصادر ان الزيارة التي سيقوم بها فيلتمان الى لبنان تأتي في اطار شرح موقف اوباما، والمبادرة التي سيطلقها من اجل دفع عملية السلام من خلال استئناف المفاوضات على المسارات العربية والاسرائيلية. وفي الوقت الذي تنتظر فيه قيادات في الاكثرية موعد وصول فيلتمان وبرنامج زياراته حتى تتوضح معالمها وابعادها بعدما تردد ان بعض المسؤولين ربما اعتذر عن استقبال الضيف الاميركي في هذا الوقت كموقف اعتراض منه مواقف الولايات المتحدة وبعض الحكومات الغربية مما يجري في سوريا والتحريض على النظام السوري.

 

ليبرمان والجيش يدعوان لحرب فوريّة على لبنان وسورية.. واليونيفيل ترصد حشود غير مسبوقة على الخط الأزرق!!

لندن ـ "كتب حميد غريافي/المحرر العربي

حضّ الجناح المتطرّف داخل الحكومة الإسرائيلة بقيادة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، بنيامين نتنياهو وقيادات الجيش والأجهزة الأمنية على "فتح الجبهة الشمالية الإسرائيلية العسكرية مع سورية ولبنان فوراً في خضمّ الفوضى التي تضرب النظامين الحاكمين فيهما قبل فوات الأوان، بحيث يواجه نظام الأسد حرباً على جبهتين: داخلية عبر الثورة المندلعة في أنحاء بلاده وخارجية عبر الحدود الاسرائيلية الشمالية التي حاول هذا النظام المتداعي الهرب من مأزقه الخانق مع المتظاهرين لاختراقها في الجولان في نهاية الأسبوع الماضي ومن الحدود اللبنانية في بلدة مارون الراس".

ونقل نائب في الكونغرس الأميركي زار إسرائيل الأسبوع الماضي والتقى قادتها السياسيين والعسكريين والأمنيين عن ليبرمان نفسه قوله "إن على حكومة نتنياهو ألا تفوّت الآن هذه الفرصة التي تعرّضت فيها حدود إسرائيل الشمالية ومستوطناتها الى خطر الاختراقات الفلسطينية والسورية ومن جماعات "حزب الله"، فتقوم بمهاجمة لبنان وسورية معاً، وهو أمر سوف يحصل آجلاً أم عاجلاً، إلا أن الظروف التي صوّرت إسرائيل دولة معرّضة للاعتداء عليها من الجولان والحدود اللبنانية، تفسح لها في المجال لتلقّف الضوء الأخضر الأميركي الذي تجلّى في قول الناطق بلسان البيت الأبيض الأحد الماضي أن الزحفين السوري والفلسطيني ـ الإيراني الى حدود الدولة العبرية من أراضي سورية ولبنان إنما هما بدعم سوري ـ إيراني للفرار مما يواجهه نظام الأسد وحليفه نظام خامنئي الإيراني في لبنان".

وقال البرلمان الأميركي في اتصال به أمس من لندن أن "الاجتماع الأمني الموسّع الذي ترأسه نتنياهو ليل الأحد الماضي والذي أحيط بسريّة تامة لبحث التطورات الخطيرة غير المسبوقة على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان وسورية، طرحت فيه قيادات استخبارية وعسكرية مسألة القيام بردّ عسكري واسع في الدولتين على هذه التطورات التي لو تُرِكَت تفاعلاتها تتعاظم، لشكّلت خطراً داهماً على مستوطنات الجليل الأعلى ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل وضمّتها إليها قبل أكثر من عقدين من الزمن، وبالتالي فإن قيادتي الاستخبارات والجبهة الشمالية العسكرية توصيان بـ"تقديم موعد الهجومين على لبنان وسورية في خضم وَهْن أوضاعهما الداخلية الهشة: فالنظام السوري يتداعى يوماً بعد يوم والولايات المتحدة وأوروبا تقتربان شيئاً فشيئاً من دعوة بشار الأسد الى التنحي عن السلطة هو وأقرباؤه وأعضاء حزبه أسوة بالدعوات الموجّهة الى الرئيس الليبي معمّر القذافي، فيما "حزب الله" اللبناني محاصر الآن من كل الجبهات من دون أن يكون باستطاعته الحصول على أسلحة جديدة بسبب مسايرة الأسد أوضاعه مع إسرائيل وأميركا وأوروبا والساحة اللبنانية المعادية لإيران وسورية معاً".

اجتياح البقاع!!

وأعرب نائب الكونغرس لـ"المحرر العربي" عن قناعته بأن وضع الجيش الإسرائيلي وخصوصاً نخبه العسكرية الأكثر كفاءة وتدرّباً في حالة استنفار شامل على حدوده مع سورية ولبنان رغم انسحاب المتظاهرين من الجولان ومارون الراس، "لا يعني سوى بدء الاستعدادات لاجتياح سهل البقاع اللبناني وصولاً الى مشارف دمشق عبر الحدود اللبنانية الشرقية، خصوصاً وأن القيادة السياسية السورية سحبت لواءين من أصل ألويتها الثلاثة المرابطة منذ ثلاثة عقود على الحدود مع إسرائيل الى الداخل لمحاصرة عشرات المدن والبلدات والمناطق على امتداد الخريطة السورية وصولاً الى الحدود مع تركيا والعراق والأردن، ما يشكّل فرصة ذهبيّة لتصفية الحسابات الإسرائيلية المزمنة مع حزب البعث و"حزب الله" الإيراني ودعم الثورة السورية القائمة بقيادة معارضة سورية ديمقراطية ليست بعيدة عن النهج العربي الشامل لتوقيع معاهدة سلام مع إسرائل مثل مصر والأردن استناداً الى المبادرة السعودية (الأرض مقابل السلام) التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت عام 2002، ويبدو أن إسرائيل لم تعد تعارضها بالكامل إذا جرى تحسين بنودها وتطويرها".

استعدادات للحرب!!

وفي سياق متّصل، أبدى تقرير استخباري ورد الى الأمم المتحدة والحكومة الفرنسية أول من أمس الإثنين من الاستخبارات الفرنسية في وحدة يونيفيل بجنوب لبنان، "قلق واضعيه من كبار الضباط من الاستعدادات القائمة على قدم وساق على طرفي الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، سواء لجهة ظهور حشود آلية ولوجستية إسرائيلية واسعة النطاق امتداداً من القطاع الأوسط حتى أواخر القطاع الشرقي فوق مزارع شبعا، تظهر بهذه الكثافة لأول مرة منذ حرب 2006، أو لجهة مضاعفة "حزب الله" عمليات نقل عناصره وأسلحته الى جنوب الليطاني المحظور عليه في القرار 1701، وذلك تحت ستار تشجيع رئاسة الجمهوية اللبنانية وقيادة الجيش اللتين تقدمتا بشكوى الى مجلس الأمن ضد الحكومة العبرية لقتلها عشرة فلسطينيين في مارون الراس الأحد الماضي فيما كانوا من بين مئات المتظاهرين بقيادة "حزب الله" وتنظيمه يحاولون اختراق الحدود الإسرائيلية الى المستوطنات في الجليل".

وقال التقرير: "ان ما يجري على طرفي الحدود يؤشر الى اقتراب وقوع حرب جديدة بعد حرب 2006 يستعدّ لها الطرفان منذ خمس سنوات، إلا أنها ستكون هذه المرة حرباً حاسمة وسريعة بسب ظروف لبنان وسورية المهتزة والهشّة وعدم تمكّن إيران من دعمهما بالسلاح كما كانت تفعل في السابق".

 

سليمان عرض الاوضاع الراهنة مع الصايغ وترأس اجتماعا يتعلق بترسيم الحدود البحرية

وطنية - 18/5/2011 تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع الوزراء والمعنيين موضوع ارتفاع اسعار المحروقات والحلول الممكنة واستمرار البحث والتحاور لتخفيف الاعباء عن المواطنين خصوصا في هذه المرحلة.

الصايغ

وعرض رئيس الجمهورية مع وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال سليم الصايغ للتطورات السياسية الراهنة وعمل وزارته في هذه المرحلة.

الحدود البحرية

وكان الرئيس سليمان رأس صباحا إجتماعا إطلع في خلاله من اللواء عبد الرحمن شحيتلي على المراحل التي قطعها الجانب اللبناني في دراساته عن ترسيم الحدود البحرية للبنان من الجوانب الميدانية والقانونية.

 

نديم الجميل استنكر إلغاء لقاء البريستول : مرة جديدة تفرض قوة السلاح واقعا معينا لمنع التظاهر

وطنية - 18/5/2011 علق النائب نديم الجميل في في اتصال بنهاركم سعيد عبر LBC على إلغاء اللقاء التضامني الذي كان مقررا عقده في فندق البريستول أمس، وقال: ما حصل معيب جدا، فهذا البلد معروف بمدى الحريات الموجودة فيه ومدى انفتاحه، لكن بالأمس شهدنا مرة جديدة ضغطا تفرضه جهة مسلحة هي قوى 8 آذار على إدارة فندق أو على فريق معين من اللبنانيين لمنع حصول تظاهرة. وأسف الجميل لهذا الأمر واصفا ما حصل بـالأمر المعيب والمؤذي لاستمرارية لبنان، وقال: من الواضح انه لو لم يكن السلاح موجودا لما حصل هذا الضغط ولما ألغي اللقاء. أضاف: نحن في بلد حر، ويحق لأي مواطن التعبير عن رأيه، بغض النظر عما إذا كانت التظاهرة مع او ضد النظام السوري او الشعب السوري، ولا يجوز ان تحصل تظاهرة تدعم النظام في سوريا في حين تمنع تظاهرة أخرى تؤيد حرية الشعب السوري، فهذا أمر غير مقبول كليا. وردا على سؤال عما اذا كان سيشارك أمس، قال: كنا ندرس الوضع لحسم الأمر، ولكن اليوم وبعد ما حصل من ضغوط لإلغاء التحرك، أنا مستعد لاستقبال كل الأشخاص الذين كانوا يريدون التظاهر أمس، أدعوهم الى مكتبي وسأتظاهر معهم لأننا نؤمن بلبنان بلدا حرا. وأشار الى ان النازحين السوريين يأتون الى لبنان بوضع صحي سيئ جدا، فعلى الدولة اللبنانية ان تنظر الى هذا الموضوع وعلى الجميع مساعدتهم.

 

 تيرز زار خيمة أمهات المفقودين: للجان تكشف حقائق جرائم الحروب الديكتاتورية

 وطنية - 18/5/2011 زار نائب رئيس البرلمان الالماني وولفغانغ تيرز بعد ظهر اليوم خيمة امهات المفقودين والمسجونين في السجون السورية في حديقة جبران خليل جبران في ساحة رياض الصلح- وسط بيروت، في زيارة تأييد وتضامن مع مطالبهن في الكشف عن مصير ابنائهن، في حضور مسؤولين في جمعية سوليد وعدد من امهات المفقودين.

عاد

بداية، ألقى رئيس جمعية المفقودين في السجون السورية - سوليد غازي عاد كلمة اشار فيها الى انه على الرغم من دخول الاعتصام عامه السابع فإن أحدا من المسؤولين اللبنانيين لم يحرك ساكنا من اجل حل هذه القضية، معتبرا ان من يسكت عن جريمة ما فانه بمثابة مشارك فيها.

وسأل: كيف يمكن أحدا ان ينسى ابنه المفقود او المخطوف من دون ان يعرف شيئا عن مصيره؟ ولماذا كشف مصير المفقودين في البلدان التي شهدت حروبا مدمرة وتم تسليم جثث القتلى الى اهاليهم؟.

وختم: ان حلم بناء بلد لا يتحقق إلا من خلال تأمين الاحترام والحقوق الانسانية لشعبه.

حلواني

بدورها انتقدت رئيسة لجنة اهالي المفقودين والمخطوفين في لبنان وداد حلواني عدم تعاطي المسؤولين اللبنانيين بجدية مع قضيتهم، لافتة الى انهم لم يتعاملوا مع الموضوع الا كوظيفة سياسية بهدف الضغط او من اجل تمرير موقف سياسي ما، آملة ان يكون تعاطي الزائر الالماني مختلفا عن التعاطي السياسي الرسمي اللبناني. ودعت البرلمان الالماني ودول الاتحاد الاوروبي الى الاهتمام بهذه القضية الانسانية حتى لا يبقى شعار الدفاع عن حقوق الانسان اعلانا لفظيا فقط.

تيرز

بعد ذلك، تحدث تيرز فأبدى احترامه وتقديره لصمود المعتصمات، لافتا الى انه من خلال عمله في مجلس النواب الالماني سعى في ما مضى الى تشكيل لجنة مسؤولة عن فتح ملفات ارشيف المخابرات في زمن الحكم الشيوعي مشددا على ان العدالة تكمن في الحقيقة.

ورأى انه يجب تشكيل لجان لكشف حقائق جرائم الحروب الديكتاتورية التي حدثت في لبنان تماما كما جرى في عدة بلدان اخرى تعرضت للقمع الديكتاتوري. واكد انه سيبذل قصارى جهده من اجل دعم قضية الكشف عن مصير المفقودين اللبنانيين.

 

 ميقاتي عرض التطورات مع رئيس الكتائب الجميل: نحن هنا للمطالبة بحكومة انقاذ وطني

بعض الدول تطالب بإسقاط النظام ونحن ننادي بانقاذه

 وطنية - 18/5/2011 إستقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل، بعد ظهر اليوم في دارته، وعرض معه الأوضاع الراهنة.

بعد اللقاء، صرح الجميل: كان من الضروري، في هذه الظروف الصعبة، أن نلتقي دولة الرئيس للبحث معه في آخر التطورات. إننا ندرك طبعا أن المرحلة التي تمر بها تقتضي وجود فريق عمل يتحمل المسؤولية سواء على الصعيد الداخلي أو لجهة درء كل الاخطار المحدقة بالبلد من جراء تطورات المنطقة العربية. وبحثنا في آخر التطورات، لا سيما بالنسبة الى الوضع الداخلي، وقراءتي أن الامر بات يتجاوز بكثير تشكيل حكومة، وأصبح الامر يتعلق بانقاذ الجمهورية بالذات. بحثنا اليوم مع دولة الرئيس كان في هذا الاطار، وبحثنا في طريقة تحمل مسؤولياتنا للحفاظ على الجمهورية ومؤسساتها، والحكومة ليست إلا أداة للحفاظ على الجمهورية.

أضاف: المؤسف أن البعض يتصرف وكأنه غير مدرك لخطورة الوضع، وما زلنا نتوقف على تفاصيل بسيطة بينما نعلم مدى عذاب المواطن، بحيث أصبحت المعيشة لا تطاق، اليوم كان إضراب للاساتذة، وغدا إضراب للسائقين العموميين وبعده الاتحاد العمالي العام. كل هذه التحركات محقة والشعب يطالب بالحد الادنى. في بعض الدول يطالب الشعب بإسقاط النظام، بينما ما نطالب به نحن هو انقاذ هذا النظام وهذه الجمهورية.

سئل: هل زيارتك اليوم للرئيس ميقاتي دليل على أن قوى 14 آذار عادت الى التفاوض مجددا مع الرئيس المكلف حول الحكومة؟

أجاب: كلا، إطلاقا، نحن فريق 14 آذار لا نزال نلتقي وننسق في ما بيننا ونعقد اجتماعات ليست دائما علنية، إنما أنا تربطني علاقة خاصة بالرئيس ميقاتي، وهناك تقدير له، وهو تحمل مسؤولياته في ظروف صعبة جدا، وهو رئيس مكلف بتشكيل الحكومة، وكان من الواجب والمصلحة الوطنية أن نتواصل معه، لكننا لم ندخل في تفاصيل المشكلة القائمة في تشكيل الحكومة، وأنا لم أت بوساطة. بحثنا في الشؤون العامة، ولم ندخل في تفاصيل الامور، ولست مكلفا من أحد.

سئل: هل أنت مع حكومة الامر الواقع؟

أجاب: قلت بوضوح أنا مع حكومة إنقاذ وطني وألتقي مع الرئيس نبيه بري الذي طرح تأليف حكومة إنقاد وطني، وأنا من القائلين أنه، في هذا الظرف بالذات، ولو لم يكن هناك أزمة حكومية، يجب تشكيل حكومة انقاذ وطني، وهذه ليست مستحيلة المنال.

البعض يعتبر أن حكومة الانقاذ الوطني صعبة، لكن لا أحد يعطي البديل عنها، وبرأيي أن البدائل عنها، جربناها ولم تنجح، من حكومة الطرف الواحد في البداية الى إقتراح تشكيل حكومة تكنوقراط التي تتناقض في رأيي مع اتفاق الطائف، الذي يعتبر مجلس الوزراء السلطة التنفيذية والسلطة السياسية، وكيف يمكن تسليم السلطتين التنفيذية والوطنية لفريق ليس معنيا لا بالكتل البرلمانية ولا بالمواقع السياسية في البلد.

سئل: ماذا لمست من الرئيس ميقاتي؟

أجاب: كنت متأثرا بشجاعته على رغم كل الصعوبات التي يواجهها بكل شجاعة وحكمة، ودائما يقول المثل تفاءلوا بالخير تجدوه، وهو متفائل، على رغم صعوبة المرحلة التي يمر بها، ونحن نعلم ما هي الصعوبات والتعقيدات التي يعانيها.كما لمست لدى دولة الرئيس تصميما ورغبة صادقة في خدمة الشأن العام عبر تشكيل حكومة تلتقي مع مشاريع اللبنانيين وطموحاتهم خصوصا مع طموحات الشباب، ومن المفترض مساعدته لانجاح هذه المهمة.

هذا موقفي الشخصي والحزبي ونأمل من الفريق الذي كلف الرئيس ميقاتي وطرح تكليفه أن يتعاون معه، لان هناك على ما يبدو انقلابا من داخل الاكثرية، وهذا أمر لا يجوز ومن المفروض تسهيل مهمته. على كل حال، نحن تهمنا مصلحة البلد، وكل شيء يؤدي الى مصلحة البلد نحن معه.

سئل: قد تترجم المساعدة بالمشاركة في الحكومة؟

أجاب: من ضمن المساعدة وجودي اليوم هنا ولهذا الوجود رمزيته، ونحن لا نريد تركه وحده، نحن نريد المساهمة في عملية الانقاذ، ولا أحد يملك عصا سحريا، والقضية ليست كبسة زر، انما التواصل في ذاته يعيد الامل، ومن الممكن أن ينزل الوحي في مرحلة من المراحل والله يساعد.

سئل: ما رأيك بمن يتحدث عن مخارج قانونية لسحب الثقة من الرئيس المكلف؟

أجاب: هذا الموضوع غير مطروح في الوقت الحاضر.

سئل: هل تزور قيادات من فريق الثامن من آذار؟

أجاب: أنا على تواصل مع العديد من القوى لأننا نؤمن بالحوار، وهذا البلد هو بلدنا. من الممكن أن تكون هناك خلافات سياسية بين في ما بيننا، ولكن ليس هناك عداوة، فلسنا هنا عربا واسرائيل. هناك خلاف سياسي بيننا، ولكن في أي لحظة سنلتقي حول طاولة، ومهما تكن الظروف التي نمر بها ففي النهاية سنلتقي، فلماذا نلتقي بعد خراب البصرة وبعد أن نكون قد حطمنا آمال الشباب ومصالح الناس ومستقبل البلد. بقدر ما نسرع في الحل فهذا هذا هو المطلوب.

 

لماذا تم اخفاء أسمي قتيلين جراء اشتباكات مارون الراس في حين تم الاعلان عن الثمانية الباقين؟

وهبي قاطيشه لموقع 14 آذار:أحداث جنوب لبنان والجولان قد يكون مخطط لها 

باتريسيا متى/علق أمين السر في حزب" القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبة قاطيشه على الأحداث التي شهدتها حدود لبنان الجنوبية وتحديدا مارون الراس مبديا كامل الادانة للاعتداء الاسرائيلي الذي وجه النيران الى أشخاص عزل ما أوقع عددا هائلا من الجرحى وعشرة قتلى لافتا الى امكانية معالجة الموضوع بخسائر أقل دموية بالقاء القبض عليهم كحل سلمي، الا أننا اعتدنا على اجرام هذا العدو ولا نستغرب التحركات العنفية بالذخيرة الحية".

قاطيشه أشار في حديث خاص أدلى به لموقع" 14 آذار" الالكتروني الى الأشخاص الذين يلعبون على مشاعر المتظاهرين الوطنية لتحقيق مصالح خاصة بهم على حساب دماء الفلسطنيين وبعض اللبنانيين والقضية الفلسطينية ككل معتبرا أنه من واجب الدولة اللبنانية وقوات اليونيفيل التواجد لمنع المتظاهرين من النزول والتوجه للوصول الى الشريط الحدودي للظهور بمظهر المعتدين على الخط الأزرق داعيا الدولة والأمم المتحدة الى فرض احترام القرار 1701 من كامل الأطراف سواء لبنان أو العدو الاسرائيلي".

هذا ورأى قاطيشه" أن الأحداث التي شهدتها منطقة شمال لبنان الحدودية تشكل جزءاً من الأحداث السورية والاحتجاجات التي تسببت بقتل مواطنين أبرياء ونزوح آخرين علهم بهروبهم الى لبنان يخلصون بأمان من الاعتداءات والأحداث الأليمة متمنياً للشعب السوري كل استقرار أمني وسياسي ونحن مع كل مظلوم سواء اكان سوريا أم غير سوري".

الى ذلك اعتبر قاطيشه "أن أحداث جنوب لبنان والجولان الشمالية انما هي أحداث مخطط لها من جهة معينة بغية تنفيس الساحات اللبنانية والسورية لنقل الاهتمام من الداخل اللبناني والسوري الى الحدود لتذكير الللبنانيين بأن أمامهم عدو اسرائيلي، الا أننا لا يمكن أن ننسى ذاك العدو مهما حاولوا نقل الأزمات الداخلية الحدود والخارج خاصة وأن سوريا لم تشهد "ضربة كف" منذ اربعون سنة فلماذا اليوم؟"

واذ رأى قاطيشه" أن رجل الأعمال السوري رامي مخلوف قد وقع بخطأ كبير عندما لفت في اطلالة اعلامية إلى أن استقرار اسرائيل من استقرار سوريا على الرغم من تنكر القيادة السورية له لأنه بهذا التصريح انما اوحى للجميع بتحالف ضمني بين اسرائيل والنظام السوري، أشار الى أن أحداث الجولان قد تصب في هذا المنحى وفي اطار توجيه رسالة الى الداخل الاسرائيلي".

وتابع:" الا أن الشعب السوري و العربي لم يعد يصدق كل تلك التصرفات والكلام في ظل الانفتاح العالمي والاعلامي الحر لأن القضية الفلسطينية يتاجر بها منذ 60 عاما والشعوب استفاقت على أنظمة استبدادية تمارس الفساد وسياسات النهب باسم القضية الفلسطينية".

وردا على سؤال، أجاب قاطيشه:" المتغيرات القادمة والتي تمر فيها البلدان العربية ومنطقة الشرق الأوسط لا تصب الا في مصلحة قيام الدولة والحرية وعدالة الشعوب داعيا اياه اليوم قبل الغد للتنسيق ومحاورة الفرقاء اللبنانيين لبناء دولة خالية من السلاح والدويلات مشددا أنه كلما تأخر الحزب بالقيام بهذه التحركات كلما دفع ثمنا أغلى من الذي سيدفعه اللبنانيين لأنه سيتحمل مسؤولية عدم قيام الدولة". الى ذلك رأى قاطيشه أن حزب الله لم يفتح يوما جبهة على حسابه بل دائما كانت على حساب الآخرين لافتا الى أنه قد أعلن أسماء ثمانية قتلى في جنوب لبنان من أصل عشرة أشخاص فيما تم التحفظ عن أسمين والسؤال يطرح لماذا تم اخفاء الاسمين؟ وتابع متسائلا:"هل هناك من جهة لبنانية حركت هؤلاء الفلسطنيين وأرسلتهم الى هناك برفقة أطراف لبنانية تخلّت عنهم لدى مقتلهم لئلا تفتضح؟ اذ ان تضخيم مسألة الخط الجنوبي الى هذا الحد لا يؤمن الحماية لا لحزب الله ولا لأي طرف آخر".

واعتبر قاطيشه من جهة أخرى" أن استمرار توريط لبنان في مختلف الأزمات لا يصب الا في مصلحة من يضمن شرا للبنان ويريده طبقا لمصالحه الخاصة راهنا بلدنا الى دول اقليمية مشددا على ان اللبنانيين واعين جيدا للأزمات ولن يزجزا بلبنان الى أيام مشتعلة مقبلة خاصة وأن اشتعال البلاد تحتاج الى فريقين، الأمر الغير متوفر لأننا كقوى 14 آذار سنقاوم كل محاولات زج لبنان ولا نملك أي سلاح". وتابع متوقعا صيفا مستقرا انما الأزمة هي التي تفقد اللبنانيين الكثير من اقتصادهم وحياتهم الآمنة متمنيا تشكيل اية حكومة بأسرع وقت ممكن لايجاد الحلول اذ لا يجوز البقاء تحت رحمة المصالح الخاصة".

وعن اللقاء الذي كان من المقرر عقده في فندق البريستول يوم أمس تضامنا مع الشعب السوري، قال قاطيشه: "موقفنا كقوى 14 آذار مصر على عدم التدخل بالشأن السوري انسجاما مع سياستنا التي ترفض تدخل أي طرف بشؤوننا الخاصة، انما هذا لا ينفي أننا نتمنى للشعب السوري الأفضل وتمكنه من تقرير مصيره وحريته واقتصاده لأن ازدهار لبنان مرهون بازدهار سوريا نظرا للموقعين المتلاصقين".وتابع مشددا على "أن اللقاء سيأخذ طابعا انسانيا بحتا لأن معاناة الشعب السوري تنعكس على الداخل اللبناني نظرا لما باتت تعانيه منطقة لبنان الشمالية من اكتظاظ ومن تقديم للمساعدات ومسؤولية خاصة وأن الأحداث السورية قد طالت لأكثر من شهرين، ومن هنا لا يمكن الا اتخاذ موقف انساني مؤيد للشعب السوري للخروج من أزمته الانسانية لاختيار مصيره". أما عن التظاهرة التي سينفذها قوى الثامن من آذار خارج فندق البريستول للوقوف ضد لقاء ثورة الأرز، أشار قاطيشه الى" أن هؤلاء الأشخاص لا يؤمنون لا بالحرية ولا بالعدالة ولا بالمساواة ولا بحق التعبير محاولين قمعنا وهذا ما يبرهن خطورة وجود مثل هذه الأشخاص في الداخل اللبناني".

هذا واعتبر قاطيشه أن لبنان قد عاد الى مرحلة ما قبل الصفر في أزمته الحكومية وفريق 8 آذار بين وبجدارة أنه غير قادر على تحمل المسؤولية مفضلا مصالحه الشخصية على حساب مصلحة الدولة ككل في ظل ارتهانهم لقوى اقليمية". قاطيشه الذي شدد على أن حكومة تكنوقراط بعيدة عن السياسة تهتم بشؤون اللبنانيين هي الحل الأنسب لحين بلوغ حل سياسي يريح الناس اقتصاديا واجتماعيا وسياسي، أكد على أن توضع هذه الحكومة بين يدي رئيسي الجمهورية والحكومة بعيدا عن الفريقين علنا نعود ونلتقي على طاولة الحوار معتبرا أن 8 آذار لم تنجح بتشكيل حكومة منذ أربعة أشهر ولن تنجح بأربعة سنوات لأنها لا تتمتع بالمسؤولية الوطنية التي تفرض عليها تخليص لبنان بأي ثمن كان".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

عراك بالأيدي وتبادل اللكمات بين نواب سنة وشيعة في البرلمان الكويتي 

تبادل نواب من الطائفتين السنية والشيعية في برلمان الكويت اللكمات والضرب بواسطة العقل خلال جلسة الأربعاء، أثناء مناقشة قضية المعتقلين في غوانتانامو، بحسب مراسل فرانس برس. وأفاد المصدر أن الجلسة كانت تبحث "مسألة الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو بحضور وفد من المحامين الأمريكيين الذين يدافعون عنهم، فقال النائب الشيعي حسين القلاف إن الموجودين في هذا المعتقل هم من خريجي القاعدة". فسارع النائب عن الإخوان المسلمين جمعان الحربش إلى الرد قائلاً إن موضوع الجلسة هو المعتقلين في غوانتانامو وليس ما تتحدث عنه، وحاول آخرون التدخل ودبت الفوضى فتبادل نائبان من الشيعة وأربعة من التيارات الاسلامية السنية اللكمات والضرب بالعقل. والنواب الذين شاركوا في العراك هم عدنان المطوع عن الشيعة، ومحمد هايف ووليد الطبطبائي عن السفليين، وسالم النملان إسلامي عن القبائل، وفلاح الصواغ إسلامي مستقل. وبعد ذلك، رفع النائب عبد الله الرومي الجلسة التي كان يترأسها بغياب رئيس المجلس جاسم الخرافي. هذا ولا يزال أربعة كويتيين معتقلين في غوانتانامو.المصدر : فرانس برس

 

المتحدث الرسمي بإسم  الحكومة البريطانية: نعمل لإستصدار إدانة بحق سوريا.. ونتعامل مع الحكومة اللبنانية على أساس سياساتها

لبنان الآن/أكد المتحدث الرسمي بإسم  الحكومة البريطانية مارتن داي أنَّ "الحكومة البريطانية لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني"، لافتاً إلى أنَّ "الحكومة البريطانية تتعامل مع الحكومة اللبنانية ومع كل حكومات العالم على أساس سياساتها وعلى أساس نتائج هذه السياسات التي تنتهجها". 

وحول الأحداث في سوريا، لفت داي في حديث لمحطة mtv إلى أنَّ "كل العالم يراقب عن كثب كل ما يجري في سوريا من إعتقالات وقمع وقصف للدبابات"، معتبراً أنَّ "السلطات السورية تقف عند مفترق طرق، إما المزيد من القمع أو الإصلاحات". وأَضاف: "نحن نقول للقيادة السورية إنَّ الإستقرار على المدى البعيد يتحقق بالإصلاحات وليس بالقمع"، مؤكداً "تشديد العقوبات على سوريا في حال إستمرار القمع". هذا، وشدد داي على أنَّه "من المستحيل أن يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي من كل حالات القمع التي تجري في سوريا"، مؤكداً "عدم السكوت عن العنف الذي يمارس على الشعب"، ولفت إلى أنَّ "الوضع السوري خطير، ويؤثر على الوضع اللبناني وعلى وضع المنطقة ككل"، مشيراً إلى "العمل لإستصدار إدانة عمومية بحق سوريا، وبذل كل جهد مع كافة الدول الأعضاء في مجلس الأمن لتوحيد الموقف". وقال: "لا بد من إيقاف العنف والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين".

إلى ذلك، أضاف داي: "نسمع كثيراً الكلمات المعسولة من النظام السوري ولكن نريد أفعال بإدخال الإصلاحات"، مشيراً إلى أنه "لا وجود اصحافيين أجانب في سوريا، ولذلك من الصعب أن نفهم ما يجري، فلا بد من إدخال الصحافيين الأجانب إلى سوريا". ورداً على سؤال، أجاب داي: "سوريا دولة مهمة للغاية في عملية السلام، ولكن نحن نمارس ضغطاً على الحكومة السورية بسبب أعمال العنف والقمع الوحشي التي تقوم به". ومن جهة أخرى، وحول المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، قال داي: "للأسف الشديد الجهود الدولية لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية لم تنجح"، مذكراً أنَّ "الحكومة البريطانية صوتت لصالح المشروع الذي تقدم ضد بناء المستوطنات"، وإعتبر أنَّه "لا بد من إعادة إستئناف المفاوضات، لأنَّ الهدف هو إقامة دولة فلسطينية في حدود شهر أيلول المقبل، مع أنَّ هذا الأمر صعب". وحول ما يجري في الدول العربية، لفت داي إلى أنَّ "من حق الشعوب تقرير مصيرها"، مشيراً في السياق نفسه إلى أنَّ "الشعوب العربية هي من تقوم بهذه المظاهرات"، وأعلن "دعم الحكومة البريطانية لهذه المظاهرات"، قائلاً: "الشعوب هي التي تصنع ثوراتها".

وفي سياق آخر، وبشأن العقوبات على إيران، ركّز داي على أنَّه "من حق إيران تطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية، لأنَّ تطويره لغير ذلك سوف يؤدي إلى كارثة، ولأننا نريد أنّ نجعل من الشرق الأوسط منطقة خالية من كل السلاح النووي".

 

وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي: إعادة السفيرين الكويتي والإيراني إلى مركزيهما في أسرع وقت ممكن

أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أنَّ "سفيري البلدين سيعودان إلى مركزي عملهما في الكويت وطهران في أسرع وقت ممكن". صالحي، وفي حديثه للصحافيين في ختام محادثاته مع رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي بالكويت، أضاف: "ستلتئم اللجنة العليا المشتركة لبحث القضايا الثنائية وإستعراض ما يعزز العلاقات بين البلدين الجارين".

(أ.ف.ب.)

 

وكيليكس:أصدقاء الجنرال: عون فاسِد وباسيل غارق في الترَف

أموال إيرانية وسورية وجِهات مجهولة تتحكم بـ "التيّار" 

الجمهورية/كشف اثنان من مناصري العماد ميشال عون القدماء، هما جراح القلب الدكتور نبيل طويل القريب من عون وصديق جنبلاط ونزار زكا أن الجنرال "محاصر" في المواجهة القائمة مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وأن جبران باسيل "خرّب" كل المساعي الرامية الى قيام اتفاق بين عون وجنبلاط. وأضافا ان عون عالق في معارضة مُعطّلة بسبب قبوله أموالا سورية وايرانية، مشيرين الى أن محطة الـ OTV هي مجرد وسيلة من وسائل غسيل أموال التيار الوطني الحر غير المشروعة. وتابع الطويل وزكا قائلين: لو كتب له ان يصبح رئيسا للجمهورية، فسيظل قوة مدمرة ومخرّبة، لافتين الى أنه متعجرف وعنيد كفاية لعدم التحاور مع الاطراف اللبنانيين من اجل إيجاد حل.

ففي مذكرة رسمية تحمل الرقم 07BEIRUT109 صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت في 22 كانون الثاني 2007، وتضمّنت محور اجتماع بين مسؤولين من السفارة الاميركية والدكتور نبيل طويل القريب من ميشال عون وصديق وليد جنبلاط، في منزل الأول في الرابيه في حضور ابنه هادي ونزار زكا، جاء أن الدكتور طويل شرح كيف حاول مرات عدة التقريب بين عون وجنبلاط منذ العام 2005، لكن كل المحاولات فشلت بسبب التشَنّج الواقع بين 14 آذار وعون، قائلا: عندما تمّ الاتفاق على اجتماع بين عون وجنبلاط في منزل الدكتور طويل في كانون الاول 2005، سَرّب صهر الجنرال جبران باسيل الخبر الى الاعلام، ما أحرج الطرفين. واضاف ان في ايلول 2006 نجح في تأمين اتصال هاتفي بين الرجلين، اعتذر خلاله جنبلاط عن طرد المسيحيين على يد الدروز في منطقة الجبل، مشكلا بذلك بداية ممتازة. لكنّ باسيل دحض المصالحة مجددا، من خلال تنظيمه مؤتمرا عن المهجرين، مُصلّتا الضوء على دور جنبلاط في سلب الاموال المخصصة للتعويض على مسيحيي الشوف. وكرر الدكتور طويل مرات عدة، متحسرا على صديقه، ان الجنرال محاصر، وأنه يدرك خسارته الدعم المسيحي الشعبي، وان المعارضة تنفد لديها الخيارات، لكنه لا يعرف طريق الخروج. واضاف طويل، في السياق نفسه، ان عون يبحث عن مخرج، لكنه في بساطة لا يستطيع مغادرة المعارضة، مشيرا الى أن السبب الوحيد لعدم قبول عون اي تسوية مع الحكومة حتى الآن، هو تحكم جهات مجهولة بقراراته.

وجاء في المذكرة أن المسؤول الاميركي تساءل هل يعني ذلك ان الجنرال يتعرض للابتزاز من قبل فريق او اكثر من الذين موّلوا حملات التيار الاعلامية وحفلاته المسرفة؟، فهزّ طويل رأسه ايجابا (ملاحظة: لم يكرر الطويل أمامنا ما قاله سابقا امام جنبلاط، من أن عون اصبح معتادا على "أكياس المال" التي تصل اليه من مصادر سورية وإيرانية، فأصبح بالتالي غارقا في تمويل غير شرعي).

جبران باسيل سلطة مفسدة

وتابع الطويل أن الجنرال ليس على علم بكل القرارت المالية المتخذة باسمه، لكن في أي حال ان جبران باسيل موجود داخل الصراع السياسي فقط "من أجل المال"، في حين أشار زكا الى نمط حياة باسيل المترف، قائلا: إن سيارة باسيل المصفحة، وهي من نوع "اودي"، هي هدية من سليمان فرنجية الذي تلقاها بدوره من صديق العائلة بشار الاسد.

واضاف طويل ان جبران باسيل مكروه في أوساط التيار، على رغم تفاني عون في سبيله من اجل إسعاد ابنته شانتال، ومع ذلك فهو يشرك باسيل في كل الاجتماعات، حتى تلك التي يطلب فيها الطرف الآخر ان تكون "خاصّة".

وتابعت المذكرة الاميركية أن طويل لفت الى فشل باسيل داخل التيار، من خلال نتائج الانتخابات البلدية العام 2005 في البترون، حيث لم يستطع الفوز بمقعد في البلدية الذي يعتبر اصغر المناصب، مشيرا الى أن باسيل برز على انه عرّاب "وثيقة التفاهم" بين حزب الله والتيار الوطني الحر في العام 2006، وهو لا يزال حتى الآن قناة التيار الاساسية للتواصل مع الحزب.

ويذكر مسؤولو السفارة في هذه المذكرة ما ورد على لسان باسيل سابقا، وهو انه العقل المدبّر خلف عرض أسهم محطة الـ OTV، وتبجّح أن ردّة الفعل الشعبية كانت عارمة. وفي هذا السياق، قال طويل ان حتى قبل عملية عرض الاسهم، قامت حملة تسويق ممولة في شكل كبير وملأت بيروت بلوحات برتقالية من اجل حشد عدد أكبر من الشارين للأسهم المنخفضة السعر، لكنّ أكبر مساهم في المحطة هو النائب الشيعي عن التيار الوطني الحر عباس هاشم الذي يعتبر عميل حزب الله داخل التيار. وشكك الدكتور طويل وزكا في ان نجاح جمع التبرعات في هذا الشكل من اجل المحطة، كان فقط بسبب المُشترين من افراد التيار الوطني الحر.

وردا على سؤال يتعلق برغبة عون أو سواه في الوصول الى رئاسة الجمهورية في ظل انحسار قوة هذا المركز، اجاب طويل ان عون يريد زيادة صلاحيات الرئيس، وهو يرفض بنود اتفاق الطائف تماما كما في العام 1989. وسأل المسؤول الاميركي هل يأخذ عون في عين الاعتبار إمكان رفض الطوائف الأخرى اعادة الصلاحيات التنفيذية الى الرئيس المسيحي، فأجاب طويل انه يشك في ان تكون لدى عون خطة منطقية لتمرير هذا الموضوع مع الفرقاء الآخرين، قائلا إن عون الذي لا يملك مستشارين سيكون كارثة متى اصبح رئيسا للجمهورية.

التيار الوطني الحر

بعد عون

وجاء في المذكرة أيضا أن الدكتور طويل وصف عضوي التكتل النائب فريد الخازن وغسان مخيبر بقائدين مستقلين وملتزمين فقط من اجل مبادئ التيار ومعتقداته. اما ابراهيم كنعان، الذي يعتبر صوت التيار المعتدل، فوصفه طويل بـ "حيوان سياسي" بَحت، وهو مُهتمّ فقط بما ينال من التيار. وهذا ينطبق ايضا على اعضاء التكتل الآخرين، الأقل موهبة وشهرة. وردا على سؤال عن مستقبل التيار في حال اختار عون اعتزال السياسة وتخَلّيه عن مبتغاه واكتفائه بالمنصب النيابي، اجاب طويل ان التيار سيتفكك لأنه لا يتحلى بتماسك داخلي او ببنية حقيقية، قائلا: ليست هناك عملية خلافة، (عون يكره منطق التوريث وهو شيء منطقي ومناسب لرجل ليس لديه ولد ذكر)، وقيادات التيار تشعر بالحسد ولا تثق ببعضها بعضا.

هل لدى عون مستقبل مع الأميركيين

سأل الدكتور طويل "هل يعتبر عون مهمّا عند الاميركيين؟" فأجاب المسؤول الاميركي أن بقدر ما هو عون مهم كقائد مسيحي، بقدر ما هو مهم لدى الاميركيين، لكنه لن يصبح ابدا الشريك الاول لأميركا في لبنان، ولا يمكننا إنكار وجوده في اللعبة السياسية، وسنواصل، في حال انتخب رئيسا للجمهورية، علاقتنا الطبيعية مع لبنان، او بالأحرى طبيعية اكثر من علاقتنا الحالية مع لبنان المثقل برئاسة اميل لحود.

واكمل المسؤول الاميركي أنه على رغم انتقادات عون المزعجة والعلنية في حق الولايات المتحدة الاميركية، وبغض النظر عن التمويل المشبوه له ولكتلته، واتفاق التيار وحزب الله، فإن ابواب اميركا لا تزال مفتوحة امام عون، مشيرا الى أن السفارة الاميركية غالبا ما تجتمع بعون وبأعضاء كتلته، ومن المرجح ان يدعوه السفير الى لقاء قريب. وختمت الوثيقة باقتراح من الدكتور طويل يهدف الى عقد لقاء في منزله بين السفير والجنرال عون، يتمكن فيه الأخير من توضيح وجهة نظره، بعيدا من جبران باسيل والاعلام.

 

شمعون: سوريا منصرفة لمعالجة مشاكلها الداخلية..وقوى 8آذار تنتظر "القرار الإتهامي" لتحدد وجهة تصرفها مع مختلف المسائل

لبنان الآن/أكد رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون أنه من الصعب الجزم في هذه المرحلة بأنّ ما جرى في إطار إحياء الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية جاء "نتيجة مخطط معين"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ "ما حصل كان كناية عن شباب متحمسين لا يعرفون ماذا يفعلون، إندفعوا الى المنطقة الحدودية فسقط في صفوفهم هذا العدد من القتلى والجرحى"، ووصف ذلك بأنه "أمر رهيب جداً نظرًا لأنّ أحداثًا مماثلة لا تخدم فعلياً القضية التي من أجلها سقط الضحايا".

شمعون، وفي حديث لموقع “NOW Lebanon” إستغرب سعي بعض الأطراف وراء خطوات سياسية "لا تكون نتيجتها في نهاية المطاف إلا أذية الناس والشباب"، وشدد في هذا السياق على أنّ ما حصل (في مسيرة العودة) لم يخدم على المستوى السياسي حق العودة" للفلسطينيين، معربًا عن اعتقاده بأنّ "الأطراف التي تحركت في الجنوب يوم الأحد حاولت أن توحي للآخرين بأنّ دمشق هي التي تقف وراء المشهد الحدودي لإضفاء أهمية زائدة لخلفياته".

وإذ أكد أن "احتمال وقوف حزب الله وراء هذه الأحداث عند الحدود الجنوبية هو احتمال لا يستهان به"، إستبعد شمعون في الوقت عينه "النظرية القائلة بأنّ سوريا أرادت من خلال ما جرى في ذكرى يوم النكبة أن تحذر المجتمع الدولي من أنها ستخوض حربًا إقليمية لتخفف الضغوط الداخلية عنها"، موضحًا أنّ "النظام السوري بات عاجزًا عن الإنصراف إلى الشؤون الخارجية بسبب الإرباك الذي يعيشه على مستوى أوضاعه ومشاكله الداخلية".

وفيما يتعلق بأوضاع الحدود اللبنانية – السورية في الشمال، لفت شمعون إلى أنّ "طبيعة الجغرافيا القائمة بين لبنان وسوريا في منطقتي وادي خالد وتلكلخ تدفع حكماً إلى حدوث ما نشهده في الوقت الحاضر"، مشيرًا في هذا الإطار إلى أنّ نزوح السوريين إلى الأراضي اللبنانية هو نتيجة طبيعية بسبب "مواجهات النظام السوري مع معارضيه وما يتعرضون له من قتل وعنف وإرهاب وقصف مدفعي". وعن أفق الواقع الداخلي اللبناني في ضوء التطورات، رأى شمعون أنّ "الجمود سيبقى سيد الموقف حتى إشعار آخر"، لافتًا إلى أنّ "الجميع باتوا يترقبون ما سيرد في القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، خصوصًا في ضوء ما يتردد إعلامياً من أنه سيصدر نهاية الشهر الجاري"، وأشار شمعون في هذا المجال إلى أنه "وفيما سوريا منصرفة إلى معالجة مشكالها الداخلية، فإنّ قوى 8 آذار باتت تنتظر صدور القرار الإتهامي عن المحكمة الدولية لتبني على الشيء مقتضاه وتحدد تاليًا وجهة تصرفها مع مجمل المسائل المطروحة ومن ضمنها موضوع تشكيل الحكومة".

 

جنبلاط يلتقي جوبيه وليفيت في باريس

باريس - رندة تقي الدين/الحياة/التقى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس رئيس «جبهة النضال الوطني» اللبنانية النائب وليد جنبلاط يرافقه الوزير غازي العريضي في مقر الخارجية. وكان جنبلاط والعريضي التقيا أول من أمس في باريس مستشار الرئيس الفرنسي السفير جان دافيد ليفيت ومعاونه لقضايا الشرق الأوسط نيكولا غالي. وقالت مصادر فرنسية مطلعة على اللقاء أن جوبيه أكد لجنبلاط والعريضي حرصه على استقرار لبنان واستمرار وقوف فرنسا الى جانبه ودعم مؤسساته. وتابعت المصادر أن جوبيه أكد لجنبلاط أن فرنسا مدركة لتأثير الأوضاع السورية في لبنان وأنها تريد استقراره، ولكن أكد أيضاً أنه لا يمكن فرنسا ألا أن تبقى منسجمة مع نفسها في موقفها من القمع في سورية وأنا تعمل لإيقاف هذا القمع، ولو أنها حريصة على ألا تتم زعزعة استقرار لبنان. وأجرى جوبيه وجنبلاط جولة أفق في التطورات في العالم العربي. وشرح جوبيه موقف فرنسا منها واستمع الى آراء جنبلاط إزاء الوضع اللبناني وتشكيل الحكومة.

 

تحد جديد لنظام الأسد والولايات المتحدة تتخذ تدابير إضافية قريباً

المعارضة السورية تدعو لإضراب عام وسط تصاعد الضغط الدولي

وكالات/ايلاف

دمشق: فتحت المدارس والمحال التجارية بشكل طبيعي في العاصمة دمشق وعدة مدن سورية اخرى الاربعاء على الرغم من الدعوة التي وجهها معارضون الى القيام باضراب عام ردا على العنف الذي تبديه السلطات في قمع الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام.

وبدت الحياة طبيعية في العاصمة ومدينة حلب والقامشلي وحماة واللاذقية حسبما اكد سكان هذه المدن في اتصال مع وكالة فرانس برس. الا ان ناشطين اشاروا الى احتمال قيام مظاهرات في عدة مناطق لاحقا خلال اليوم. وقال احد رجال الاعمال الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "من سيجرؤ على القيام باضراب والمخاطرة بفقدان عمله او ان يستهدف من قبل السلطات؟". واضاف "إذا اغلق أي شخص متجره فسيتم توقيفه على الفور وسيفقد لقمة عيشه".

وقال تاجر آخر في الجزء القديم من المدينة "ليس هناك حاجة للقيام باضراب لانه على كل الاحوال حركة الاسواق متوقفة منذ قيام الاحتجاجات في البلاد منذ منتصف آذار/مارس". وقد دعت صفحة "الثورة السورية 2011" المعارضة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الى القيام بلإضراب سعيا لمزيد من الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يتعرض لعقوبات دولية. وذكر بيان نشر على الصفحة التي كانت المحرك للاحتجاجات "يوم الأربعاء 18 أيار سيكون يوم اضراب عام في سوريا العزة والكرامة .. ان ذلك سيكون يوم عقاب للنظام من قبل الثوار والأحرار". واضاف النص "سنحول يوم الأربعاء الى يوم جمعة بكل معاني الكلمة، مظاهرات عارمة واضراب شامل لا مدارس ولا جامعات ولا مراكز ولا بقاليات ولا محلات ولا مطاعم ولا حتى تكاسي".

واشار احد الناشطين الحقوقيين لوكالة فرنس برس الى ان "رغم ان الناس لن يلبون الدعوة الى الاضراب الا انه سيتم تنظيم مظاهرات في عدد من المناطق لاحقا وخاصة في شمال سوريا". وتقول منظمات تدافع عن حقوق الانسان ان اكثر من 850 شخصا قتلوا كما تم اعتقال حوالى ثمانية الاف منذ بدء حركة الاحتجاجات منتصف اذار/مارس الماضي.

وأتت الدعوة الى الاضراب في حين اشارت معلومات الى عشرات القتلى والجرحى في شوارع تلكلخ (غرب) المحاصرة من الجيش منذ عدة ايام. وقال احد السكان من السنة في اتصال هاتفي الثلاثاء "انها اشبه بمدينة اشباح، اشاهد جثة مضرجة بالدماء عند مدخل البلدة وهناك عشرات الجرحى الذين لا يمكننا اجلاؤهم".

واضاف "انها مجزرة (..) لم نكن نتصور انهم يمكن ان يبلغوا هذا المستوى من الوحشية" معتبرا انهم "يسعون الى اثارة نزاع طائفي" بين الشيعة والسنة. ويشكل العلويون وهم اقلية في سوريا، العمود الفقري للنظام. وتتشكل غالبية الشعب السوري (22 مليونا) من السنة.

وسمعت اصوات قصف واطلاق نار مساء الاثنين في حمص (وسط) المحاصرة من الجيش. وقال شاهد طلب عدم كشف هويته الثلاثاء "ان هذا انتقام للتظاهرات التي تجري يوميا والتي تقمع بسرعة من قبل قوات الامن".

واضاف "ان مئات المدرعات انتشرت في المنطقة وتقوم قوات الامن بالتدقيق في الهويات وتفتيش السيارات بعناية". ولا يمكن التاكد من صحة المعلومات والشهادات من مصدر مستقل حيث لا يسمح للصحافيين بالتحرك بحرية في سوريا لتغطية الاضطرابات.

والقت السلطات السورية القبض على احد ابرز قادة الاحتجاجات في مدينة بانياس الساحلية انس الشغري، حسبما افاد الثلاثاء المرصد السوري لحقوق الانسان. وكان المرصد افاد في وقت سابق ان "الاجهزة الامنية شنت حملة اعتقالات واسعة في عدة مدن سورية طالت معارضين ونشطاء ومتظاهرين". في الاثناء نفت السلطات السورية الثلاثاء وجود مقبرة جماعية في درعا (جنوب) التي كانت شهدت حملة للجيش ضد متظاهرين معارضين، رغم اعلانها العثور على خمس جثث في المدينة.

ونقلت وكالة سانا الرسمية عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية قوله ان "بعض محطات التلفزة ووسائل الاعلام نقلت في سياق حملة التحريض والافتراء والفبركة التي تشنها ضد سورية ومحاولاتها المستمرة للنيل من استقرارها وأمن مواطنيها خبرا عن شهود عيان حول وجود مقبرة جماعية في درعا".

من جهة اخرى قالت الوكالة نقلا عن مصدر مسؤول بدرعا انه تم العثور الاحد على خمس جثث في منطقة البحار بدرعا البلد و"التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث واسبابه". غير ان رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي اكد مجددا وجود مقبرة جماعية في درعا. واضاف ان المقبرة الجماعية التي اشار اليها الاثنين لا علاقة لها بالجثث الخمس التي اعلنت عنها السلطات.

من جهة اخرى الغي في فيينا لقاء بين ايوب القرا عضو حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وخمسة معارضين سوريين لم تكشف اسماؤهم مساء الثلاثاء، حسبما اعلن متحث باسم حزب اليمين المتطرف النمساوي الذي يرعى اللقاء.

وفي مستوى ردود الفعل تصاعد الثلاثاء الضغط الدولي على النظام السوري. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان "اجراءات اضافية" ستتخذ "في الايام المقبلة" ردا على قمع حركة الاحتجاجات في سوريا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان هناك غالبية اصوات "بصدد التشكل" في الامم المتحدة لادانة قمع انتفاضة سوريا موضحا مع ذلك ان تهديدا باستخدام الفيتو من قبل روسيا او الصين لا يزال قائما. وتابع الوزير الفرنسي "لا نمارس سياسة الكيل بمكيالين. لقد دعمنا في كل مكان تطلع الشعوب الكبير الى الديموقراطية والحرية ونقوم بذلك في ما يتعلق بسوريا من دون اي التباس".

وناقش سفراء البلدان السبعة والعشرين في الاتحاد الاوروبي في بروكسل بعد ظهر الثلاثاء احتمال فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الاسد وارجأوا اتخاذ قرار في هذا الشان الى اجتماع وزاري الاثنين، كما اعلن مصدر دبلوماسي.

وسبق للاتحاد الاوروبي ان فرض عقوبات (تجميد اموال والتوقف عن منح تأشيرات دخول) على 13 مسؤولا سوريا منهم اعضاء في عائلة الرئيس الاسد، وحظرا على الاسلحة التي يمكن استخدامها لاهداف قمعية. وطالب عدد من النواب الكويتيين بقطع العلاقات مع دمشق وطرد السفير السوري احتجاجا على سياسة "النظام القمعي" تجاه التظاهرات.

واصدر 25 من اصل 50 نائبا في مجلس الامة بيانا يطالب الحكومة ب"قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام القمعي في سوريا وطرد السفير من الكويت". وتقول منظمات تدافع عن حقوق الانسان ان اكثر من 850 شخصا قتلوا كما تم اعتقال حوالى ثمانية الاف منذ بدء حركة الاحتجاجات منتصف اذار/مارس الماضي.

إلى ذلك، رجّح وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة نك هاري احتمال قيام المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوري، على ما اعتبره دوره في حملة القمع العنيف ضد المتظاهرين.

وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن تصريح الوزير هارفي جاء بعد إعلان المحكمة أنها ستسعى لتوقيف العقيد الليبي معمر القذافي وابنه سيف الاسلام ووزير الاستخبارات العسكرية في نظامه عبد الله السنوسي بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية، مع أن بريطانيا لم تدعو حتى الآن الرئيس الأسد للتنحي عن السلطة لكنها طالبت نظامه بوقف العنف.

واضافت إن تصريح هارفي جاء أيضاً بعد اعلان ناشطين سوريين اكتشاف مقبرة جماعية خارج محافظة درعا، والتي كانت محور حملة عسكرية مكثفة في الأسابيع الماضية. ونسبت الصحيفة إلى رضوان زيادة داعية حقوق الإنسان السوري والباحث في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة قوله "إن الكثير من الجثث دُفنت في موقع المقبرة الجماعية، بما في ذلك جثث خمسة أعضاء من عائلة واحدة".

 

"الراي": ضغوط على ميقاتي وسليمان لإفهامهما أن التأليف يخضع لأجندة حلفاء دمشق 

نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن أوساط وثيقة الصلة بالأكثرية أنّه "لا يمكن في أي شكل من الأشكال التراجع عن خيار تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، لا من الناحية الدستورية ولا من الناحية السياسية"، لافتة إلى أن "مجرد الكلام عن التراجع عن هذا الخيار سيعني إنهياراً معنوياً كبيراً لقوى 8 آذار وحلفائها، وهو أمر لن يكون وارداً أقلّه في المدى المنظور"، مضيفة أن "هذا لا يعني في المقابل أن هذه القوى لا تعي الثمن الفادح الذي بدأت بدفعه مع إقتراب الازمة الحكومية من طي شهرها الرابع والتردي المتصاعد في علاقات بعض أطرافها والذي بلغ حد القطيعة". وأوضحت الأوساط عينها للصحيفة أن هناك "مناخاً يسري بقوة بين قوى 8 آذار أخيراً لا يبدو لمصلحة ميقاتي لجهة تحميله تبعة التأخير في تشكيل الحكومة"، لافتة إلى أنه "على الرغم من أن هذه القوى ستمضي في تمسكها به إلا أنّها بدأت في المقابل حملة ضغوط واضحة عليه وكذلك على الرئيس ميشال سليمان ضمناً، الأمر الذي تزامن مع إيحاءات أطلقها بعض حلفاء دمشق عن استياء سوري مزعوم من رئيس الحكومة المكلف"، معتبرة أن "هذا المناخ يراد له إفهام سليمان وميقاتي أن موعد بتّ عملية التأليف وتركيبة الحكومة وكل ما يتعلق بها لا بد من خضوعها لأجندة مشتركة مع حلفاء دمشق وليس بالقنوات الثنائية التي يتولاها رئيس الحكومة المكلف مع الأفرقاء الذين ينفتح عليهم".

الأوساط الوثيقة الصلة بـ 8 آذار أعربت عن إعتقادها لـ"الراي" بأن "الأيام المقبلة لن تشهد أي تحريك وشيك للجمود القائم ما دام وضع التأليف عاد بالكامل إلى نقطة الصفر، كما يؤكد سائر المعنيين بهذه العملية"، لافتة في الوقت عينه إلى أن "الوضع الحالي لا يحتمل التمديد طويلاً، ففريق الاكثرية لا يستطيع الإستمرار لفترة طويلة في صورة متآكلة من شأنها أن ترتد عليه بسلبيات ضخمة كما أن الوضع العام في البلاد سيشهد ضغوطاً متدرجة من شأنها أن تشكّل عامل ضغط لتحريك مبادرات جديدة"، مشيرة إلى أن "هذا الأمر قد تتضح معالمه في الأيام القليلة المقبلة خصوصاً أن هناك معطيات تشير إلى تكثيف الإتصالات مع دمشق سراً في هذا الخصوص".

 

عون: سليمان وميقاتي يذكراني بفيلمون وهبة

الرئيس الجميّل : الفراغ مقصود واصبح نوعا من المؤامرة...

جعجع : لحكومة تكنوقراط والمستقبل : 8 آذار ورّطت البلاد بأزمة

مصادر ميقاتي: لا حكومة...وعقدة الداخلية لم تحلّ، وعون يصعّد

موقع الكتائب/اضرابان وحكومتان، واحدة تصرّف الاعمال واخرى تصرف النظر عن كسب صفة رسمية لها...اضرابان يحاولان انتشال البلد من شلله ، ليطبقا المثل الشائع "آخر الدواء الكيّ" في ظلّ وضع يتآكله المرض يوما بعد يوم...مرض العجز عن ادارة البلاد، ومرض الفساد والمناكفات السياسية، ومرض الاستقواء بالسلاح والارتهان للخارج، واللائحة تطول، ولا حياة لمن تنادي...

أساتذة التعليم الثانوي الرسمي والمهني والتقني يضربون استنكارا لحال الجمود والفراغ السياسي الحاصل في البلاد، وتحذيرا من تفاقم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وارتفاع الاسعار وتأكيدا على ضرورة تصحيح الاجور واقرار غلاء المعيشة بما يوازي نسبة التضخم، والمجلس التربوي في حزب الكتائب يؤيد هذه الدعوة .

والخميس يكون دور اتحادات قطاع النقل البري التي تؤكد مضيها في التظاهر ردا على دعوة النقابة العامة لسائقي السيارات العمومية جميع السائقين العموميين والعمال على الأراضي اللبنانية إلى يوم عمل عادي إلى حين استكمال الترتيبات لتنفيذ ما اتفق عليه مبدئياً لاعطاء السائقين العموميين صفيحة البنزين بـ 25 الف ليرة .

وسط هذه الاجواء، يبدو، للاسف،  ان "دولة تصريف الاعمال" كما وصفها الوزير زياد بارود لها من العمر الكثير، ما يدعو لاطلاق صفارة الخطر لحماية لبنان الهوية والكيان...والفراغ الحاصل الذي اعتبره رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل "مقصودا" ليتحوّل بذلك الى "مؤامرة على النظام اللبناني" ، ينذر بكارثة لن تستثني احدا في الداخل...كما زلزال الارض، لا يميّز بين فرد وآخر.

" لا حكومة "، بات العنوان اليومي في الصحف وفي احاديث المقاهي وفي المجالس الخاصة والعامة....وحتى في مقرّات المعنيين بتشكيلها، مع فارق واحد فيما بينهم وهو : على من تقع المسؤولية؟

النائب ميشال عون يلقي المسؤولية على رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالتواطؤ مع " من نفذ تظاهرات طرابلس بعد التكليف " لمنع تأليف الحكومة، ويشبههما ب " لاعبي السحر والخفة " ، مع انه يقول انهما " يذكرانه بوصلات فيلمون وهبة...فيبكي عوض ان يضحك، ويسألهما: "لماذا لا تشكلان الحكومة؟"

حزب الله وكما يرد على لسان نوابه يتهم الامبريالية الصهيونية الاميركية بعرقلة قيام " حكومة المقاومة" التي ستحارب المحكمة وكلّ من يفكرّ بنزع سلاحه...ويبدو انهم كثر على ذمّة ويكيليكس الذي فضح ما يختلج في صدور اهل بيت الحزب حتى!

النائب وليد جنبلاط يسأل عن المعرقل، ليستخلص على طريقه من الشام الى بيروت ان " الطبقة السياسية معوّقة"، فيما الرئيس نبيه بري يغرق في صلواته ليخرج من حال اليأس التي يعيشها، وعلّه يخرج البلد من حال الويل التي هو فيها.

وتبقى الحقيقة واحدة وهي ان لبنان بلا حكومة، والمعنيون بتشكيلها يصمّون آذانهم عن طرح الكتائب الداعي الى تشكيل حكومة انقاذ وطني، دون ان يكون عندهم اي بديل يوقف زحف الوطن  نحو الهاوية...وكأنها فعلا مؤامرة!

مصادر ميقاتي ل Kataeb.org: لا حكومة...وعقدة الداخلية لم تحلّ، وعون يصعّد

وفي هذا الاطار، اكدت مصادر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لموقع kataeb.org ان " لا حكومة في المدى القريب" وقالت" لقد عدنا الى المربع الاول". ونفت ان تكون عقدة الداخلية قد حلّت كما اشيع وقالت ملمحة: " لا يعقل ان يكون وزير الداخلية من حصة رئيس الجمهورية ومحسوب على العماد عون في الوقت عينه".  واذ لفتت المصادر الى إصرار رئيس عون على رفض خفض سقف مطالبه في الحقائب والأسماء، اكدت ان من حقه ان يعرض ما يريد في مقابل ان يكون للرئيس المكلف رأي في مطالبه على قاعدة تمسكه بالتمثيل الوازن للكتل النيابية في الحكومة الجديدة وتوسيع مساحة الخيار له في تسمية الوزراء .

سوريا: تحذيرات دولية بالجملة...والمعارضة تدعو الى الاستمرار في  التظاهر

وفيما يفرض المعنيون بالتشكيل العقوبات على الشعب اللبناني، تتزايد العقوبات على النظام  في سوريا، وقد برز تطور الموقف الاميركي حيال الوضع السوري اذ اكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة سترد على القمع السياسي في سوريا بخطوات اضافية في الايام المقبلة ما لم تغير الحكومة مسلكها. وقالت : "سنتخذ خطوات اضافية في الايام القادمة"، مضيفة انها اتفقت مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون التي قالت للصحفيين ان وقت التغيير في سوريا اقترب. اما فرنسا، وهي الاكثر تشددا في موقفها فاعلنت انها "تقاتل مع اصدقائها الريطانيين" لكسب تأييد تسعة أصوات لقرار بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي لكنها متخوفة من استخدام  روسيا والصين حق النقض. هذا

ورجح وكيل وزارة الدفاع البريطاني لشؤون القوات المسلحة نك هارفي أن "تصدر المحكمة الجنائية الدولية أمراً باعتقال الرئيس السوري بشار الأسد للاشتباه بصلته في قمع المحتجين في بلاده".

بدوره، حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من انقسام سوريا طائفياً إذا استمر التوتر القائم ، وأشار إلى وجود مخاوف من أن اشتباكات طائفية قد تنفجر يمكن أن تقسم البلاد، مؤكداً ان تركيا لا تريد رؤية مثل هذا الأمر.

ميدانيا، نفت السلطات السورية وجود مقبرة جماعية في درعا ،  مؤكدة ان الخبر الذي تناقلته أخيراً وسائل الاعلام عن اكتشافها عار عن الصحة . من جهتها، دعت المعارضة السورية الى اضراب عام الاربعاء .

الرئيس الجميّل: الفراغ مقصود واصبح نوعا من المؤامرة

وبالعودة الى المواقف المحلية فقد حذر الرئيس  امين الجميل بعد استقباله  ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان السفير مايكل وليامز من ان "الفراغ المميت  لن يوفر أحدا في النهاية". ورأى ان هذا التصرف لم تعد له علاقة بالسياسة وبالنزاع بين الأطراف اللبنانية، بل اصبح نوعا من المؤامرة على النظام اللبناني الذي اصبح اليوم على المحك، سائلا:"  هل المقصود بهذا التعطيل  الذي يتخذه بعض الأطراف النظام اللبناني؟" وقال:" يقع على الأكثرية الحاضرة واجب وطني وضميري بإنتشال لبنان من المستنقع  وتشكيل حكومة رغم ملاحظاتنا على طريقة تكوين الأكثرية، وهي تتقاعس عن هذه المسؤولية، نحن نتساءل هل هذا نزاع سياسي داخلي له أبعاد خارجية ام المطلوب تغيير النظام اللبناني ككل؟ وإذا كان هذا هو الهدف فما هو البديل؟ وفيما تطالب العديد من الشعوب العربية بتغيير النظام، فمن  واجبنا أن نعمل على تطوير النظام اللبناني الذي ارتضيناه ديموقراطيا وحقق استقرارا للبنان لفترة طويلة، وليس ان نعمل على نسفه كما يعطي البعض انطباعا.

واضاف:" أرى أننا  لم نعد نتكلم عن مأزق إنما عن مخطط لخلق هذا الفراغ  ولا نعلم ما اذا كان لأهداف خارجية أو داخلية. لقد تكونت الأكثرية بملء ارادتها واكدت انها تريد تحمل المسؤولية فلتتفضل بذلك، فهذا فراغ مقصود.  لقد أدى المسار الدستوري والديموقراطي الى تكليف الرئيس ميقاتي بتشكيل الحكومة ومن مسؤوليته بالتعاون مع رئيس الجمهورية وبالتفاهم مع القوى التي سمته  تشكيل حكومة وطرحها للثقة امام مجلس النواب. اما اذا حصل انقلاب من ضمن الأكثرية على الأكثرية وعلى رئيس الحكومة فهذا موضوع آخر، فالعقم الذي نعيشه والمغامرات التي تفرض على البلد تجعل كل شيء ممكنا، ونتمنى الا يسقط لبنان في الفراغ المدمر له."

عون: سليمان وميقاتي يذكراني بفيلمون وهبة

من جهته، اتهم رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بانهما لا يملكان معايير محددة لعملية التشكيل ولا يشعران بالمسؤولية في ظل الازمة التي يعاني منها البلد.  ورأى عون بعد اجتماع التكتل، ان ارادة التأليف غائبة لدى سليمان وميقاتي، مُحمّلا اياهما مسؤولية شل مسار ممارسة السلطة الشرعية، ومؤكدا ان لا معايير لديهما لانهما لا يعبران عما لديهما، وهما يلعبان "كلاعبي السحر والخفة" واضاف: هما يذكرانني بوصلات "فيلمون وهبة" ولكن ما يقومان به لا يضحك بل يبكي ، وأسألهما لماذا لا يشكلان الحكومة؟

جعجع: لحكومة تكنوقراط

وفي المقلب الآخر، شددّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مجدداً على أهمية تشكيل حكومة تكنوقراط للخروج من الأزمة الراهنة، ورأى ان "رفض حزب الله لتشكيل حكومة تكنوقراط هو رفض تشكيل حكومة عملياً". وفي دردشة مع الاعلاميين في معراب، استغرب جعجع في معرض رده عن سؤال حول مطالبة الأكثرية الجديدة بالغاء تكليف الرئيس ميقاتي وتمسُك النائب جنبلاط بالرئيس المكلّف أو طرح تسمية النائب بهية الحريري أو بهيج طبارة كبديل، سائلا "كيف بامكان فريق ما تكليف رئيس للحكومة دون أن يكون على توافق معه ومتفاهم معه على هويتها؟ فهل الاكثرية تكون مجرد اتفاق 3 او 4 احزاب مع اربعة أو خمسة أشخاص "حردانين"؟ هذه الواقعة تدل على ان هناك عدم جديّة وقلة مسؤولية لدى الفريق الآخر الذي لا يملك مشروعاً ايجابياً بنّاءً بل مشروع سلطة يجمعه ويقوم بمهاجمة رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف يومياً بعد ان كلّفوه بأنفسهم".

المستقبل: 8 آذار ورّطت البلاد بأزمة حكومة اللون الواحد

من جهتها، توقفت كتلة المستقبل مجددا "أمام المأزق الذي وضعت فيه قوى الثامن من آذار البلاد عبر إسقاط الحكومة والتخبط المستمر والصراع العلني بين قياداتها إزاء موضوع تشكيل الحكومة العتيدة، معتبرة انه بات من الضروري والملح أن تقوم هذه القوى بالاعتراف أمام جمهورها والرأي العام اللبناني بدورها في الإفراط في توريط البلاد في أزمة تشكيل حكومة اللون الواحد." ورأت ان المأزق الذي بلغته هذه القوى والتهجمات التي يطلقها قادتها تجاه بعضهم بعضا، حينا باتجاه الرئيس المكلف وحينا آخر باتجاه رئيس الجمهورية وأحيانا أخرى بتحويل الأمر إلى مؤامرة خارجية، فيما الصراع مستعر في ما بينهم على اقتسام المراكز والمناصب، مشيرة الى ان كل ذلك يدل على العجز وانعدام الرؤية وفقدان الأهلية السياسية لا أكثر ولا اقل، وهذا ما سيجعل الشعب اللبناني حتما أمام استحقاق اخذ العبر من الذي جرى ويجري نتيجة عدم أهلية هذه القوى لتسلم المسؤولية.

بارود: تصريف الأعمال يقتضي حماية الناس في أمنهم وسلامتهم

بدوره ، اعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود ان تصريف الأعمال يقتضي حماية الناس في أمنهم وسلامتهم على الرغم من أن لبنان في حكومة تصريف أعمال منذ ثلاثة أشهر، وفي حكومة تصريف أعمال منذ سنتين، وفي دولة تصريف أعمال منذ سبعين سنة.

الصحف اليوم :

في صريح العبارة، لا تزال عناوين الصحف المحلية الرئيسة الصادرة صباح الاربعاء الواقع فيه 18 – 5 – 2011، تقف حائرة امام الاسباب الكامنة وراء عدم ابصار التوليفة الوزارية المنتظرة بعد النور، فراحت الاخيرة تكثر من مقالات التحليل السياسي وتسريب المصادر الموثوقة، الى درجة بلغت فيه معالم الحيرة والتناقض والاتهام المتبادل بين الاطراف ذات الشأن حدّها الاقصى، في حين يرزح المواطن اللبناني تحت ثقل ضائقة معيشية لم تعد تحتمل اوصالها، ما يضع البلاد برمتها على "كفّ عفريت المجهول والهاوية".

في غضون ذلك، بشّرت مقدمة صحيفة "النهار" ببروز تطورين سياسيين بارزين:"يتمثل الاول بزيارة متوقعة لمساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان الى بيروت يوم الخميس المقبل، تستمر ثلاثة ايام متتالية، يلتقي في خلالها عدداً من كبار المسؤوليين والسياسة اللبنانيين

واما الثاني، فتخليى واضحاً في  لقاء ليل امي الباريسي والذي ّضم الى وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه كل من النائب وليد خنبلاط والوزير غازي العريضي، وتخلله تشاوراً عاماً في الوضعين اللبناني والاقليمي. وفي تفاصيل الاجتماع، استعجل الوزير العريضي في حديث خاص الى "النهار":"انجاز مسار تأليف الحكومة في اسرع وقت ممكن، وذلك بهدف مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية الضاغطة والتي يعمل على معالجتها بخفة او اللجوء الى المزايدة والتبرير الذي لا طائل منه.

الى ذلك، والعودة الى اخر مستجدات الملف الحكومي، اجمع مضمون الصحف المحلية الرئيسة، على حقيقة معاودة اقطاب فريق الـ8 من اذار سّلة تشاورهم وتواصلهم السياسي على أكثر من خط، وانما من دون تسجيل اي تقدم بارز او ملحوظ، وذلك على الرغم من عقد الرئيس نبيه بريّ يوم أمس اجتماعاً مع الوزير خبران باسيل، في حضور النائب علي حسن خليل، عارضاً معه في سبل دفع مسار عملية التأليف الى الأمام.

وما حدا على الارجح، بالرئيس بريّ الى القول عبر صحيفة"السفير":"يمكن التأكيد على واقعة  الطحن المستمر لأفكار كانت قد طرحت في السابق، اذ ليس صحيحا أن مساعي التأليف قد انهارت". هذا في حين اكد الوزير جبران باسيل، للصحيفة السالفة الذكر:"حصول ما يشبه"تعانق أفكار"تشمل بعاطفتها كل من يريد.

واستكمالاً اجتمع ليل أمس، كل من الرئيس المكلف والخليلين، وجرى بحث مطول في المخارج الممكنة لأزمة التشكيل الراهنة.

وفي سياق متصل، أكد مصدر بارز في فريق الاكثرية الجديدة"للسفير":"أن لا بديل في الوقت الحاضر عن خيار تشكيل الرئيس نجيب ميقاتي الحكومة العتيدة، وذلك على الرغم من ان الاخير، يمكنه جعل من كل حقيبة"عقدة"اذ لم يحّسم بعد مسألة التوزيع المذهبي للحقائب وتمثيل المعارضة السنيّة ومطلب الوزير طلال إرسلان، هذا دون اغفال محاولة التلاعب بمصير الحقائب الاساسية المتفاهم عليها مسبقاً.

وتوازياً، لم تشأ مصادر الرئيس المكلف، وذلك بحسب ما لفتت اليه صحيفة "اللواء":"أعطاء الاجتماع أهمية كبيرة باستثناء كسره حلقة الجمود وأعادة التواصل مجدداً بين الأطراف ذات الشأن، علماً ان الاخير قد تبلغ من الخليلين:"استمرار تمسك العماد عون  بمطلب الحصول على 9 حقائب وزارية من بينها الشؤون الاجتماعية التي كان من المتوقع تسلّم زمامها الى الوزير وائل أبو فاعور، على أن تكون له حصة 5 وزراء فقط لا غير من حصة الطائفة المارونية، هذا اضافة الى وعد قد تلقاه ميقاتي ببذل مسعى أخير مع العماد ميشال عون في غضون الساعات القليلة المقبلة.

هذا واشارت مصادر عينها الى:"تشديد الرئيس المكلف على ثوابته التي باتت جد المعروفة، وذلك لناحية قراءته في كتاب واحد، الاّ وهو الدستور الذي لا يحتمل اي تفسير او تأويل، بحيث انه قد له سبق أن طلب من الموفدين الثلاثة خمس نقاط لم يعلن عن تفاصيلها كاملة، باستثناء تسليم الكتل النيابية المعنية سلة الاسماء المرشحة لتولي الحقائب الوزارية، والتي لم تصله بعد، سيما بعيد رفض ممثل عون ترشيح 3 أسماء لكل حقيبة، متمسكاً بمعطى ترشيح إسم واحد فقط.

وفي سياق ليس ببعيد، كشف الكاتب في صحيفة "ألاخبار" فداء عيتاني، في مقال حملهّ العنوان الرئيس":معوّقات ميقاتي" النقاب عن المعطيات التالي ذكرها:"يحرص الرئيس المكلف على إخفاء قلقه من الغرب، سيما الأميركيين، لدرجة ان قلة قليلة تعرف سرّه هذا، بحيث يعطي الاخير الكثير من الأهمية للموقف الأميركي منه، ومن حكومته التي يزمع تأليفها وذلك على الرغم من سعيهّ الدائم الى ايجاد قاعدة توازن ما بين سوريا والغرب، حتى يتمكّن هو من الحكم، هذا دون اغفال، القلق المتزايد تجاه المملكة العربية السعودية، من هنا يعلم ميقاتي جيداً أن معضلة السنّة أكبر من أن تحل في لحظات، وأن لم يكن قوياً في شارعه، فإن حكمه لن يكون أكثر من مرحلة انتقالية او دمية بيد فريق الاكثرية الجديدة.

ويضيف "عيتاني"قائلاً:"مراعاة الرئيس المكلف الكبيرة لقيادة حزب الله تمنعه من التفكير بصوت عال. فهو من جهة يوافق على حفظ خاصرة سوريا والمصالح الفعلية للحزب، غير انه لا يقوم بما يستوجبه هذان الأمران في تأليف الحكومة.حزب الله وسوريا لديهما مصالح في الصراع الأكبر في المنطقة، سيما في مواجهة المحكمة الدولي والاستعداد للمرحلة المقبلة من الصراع مع العدو الإسرائيلي.

 

المطران مطر: نأسف لتحفظ المجلس الشيعي وهو "خسارة" كان من الممكن تلافيها 

اللقاء الماروني الثاني في وقت قريب والرئيس لا يدعى الى اجتماع فئوي 

أكد راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر ان أجواء القمة الروحية المسيحية الإسلامية التي عقدت في بكركي الأسبوع الماضي كانت ايجابية جداً، موضحاً أنه قبل انعقادها وضعت مسوّدة للبيان الختامي، حيث خلال الاجتماع، أعطى جميع المشاركين ملاحظاتهم ثم تمت مراجعتها، وحصل توافق على البيان الختامي.

العلم بالمسودة

وفي حديث لوكالة "أخبار اليوم"، قال مطر: بعض الأعضاء الذين حضروا القمة من مسلمين ومسيحيين لم يكونوا على علم بهذه المسوّدة، علماً انه كان قد سلّم نسخ عنها لدار الفتوى المجلس الإسلامي الشيعي، مشيخة العقل، البطريركيات المسيحية، وربما لم تصل الى هذا الشخص او ذاك، حيث ان كل مسؤول روحي حضر على رأس وفد، وربما ليس كل أعضاء الوفد المرافق كانوا على إطلاع بالمسوّدة. وأضاف: لذلك فتح باب النقاش، علماً أننا لم نكن مضطرين الى النقاش لأنه يأخذ وقتاً، بل كان يجب أن يحصل اتفاق على كل الأمور قبل الوصول الى القمّة، فتكون قمة القادة الروحيين تتويجاً للمباحثات التي حصلت. وتابع: بالشكل كان يمكن تفادي هذا الأمر، ولكن خلال النقاش أبدي رأيي حيث كان الكلام في البند السادس حول "سيادة لبنان واستقلاله وحق دولته بالدفاع عن أرضه وتحريرها"، وبالتالي بحد ذاتها هذه العبارة ليس فيها اي حرج.

لم يسجل اي اعتراض

وهنا لم يسجّل اي اعتراض حتى من قبل الوفد الشيعي، ولكن هناك شخص ما دعا الى وضع كلمة "لبنان" بدل "الدولة"، فيصبح الحديث عن حق لبنان في تحرير أرضه.

إنما لم يكن هناك متسع من الوقت ما بين "نعم" و"كلا"، وفهم الحاضرون ان هذه ملاحظة تدوّن، لكن ليس من الضروري ان يقترع او يصوّت عليها، لا سيما وان الوقت كان ضيقاً. ولفت المطران مطر الى أن المسؤولين عن صياغة البيان الختامي ربما اعتبروا، وهم من كل الطوائف، ان لا داعي للتوقف عند هذه الملاحظة.

وأشار الى أنه حصل نقاش حول ان الدولة لا تعني السلطة، والسلطة هي جزء من الدولة حيث هناك السلطة التنفيذية او التشريعية... والدولة هي منظومة الشعب والجيش والكيان وتعني الجميع، لذلك كان يمكن ان نقول "الوطن او الدولة".

وأبدى مطر اسفه الى التحفظ الصادر عن رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، حيث يلقي ظلاً على نور كنّا نريده وهّاجاً لجميع اللبنانيين، واصفاً هذا الأمر "بالخسارة" التي كان من الممكن تلافيها. واضاف: لكن اعتقد ان ليس هناك اختلاف بالنسبة لموضوع ان يكون لبنان كله مسؤولاً عن ذاته وكيانه.

سلطة معنوية

ورداً على سؤال عما إذا كان ضرورياً ان يذكر في كل بيان كلمة المقاومة، شدّد المطران مطر على ان ليس للقمة الروحية ان تدخل في هذا الأمر، فهي ليست طاولة حوار برئاسة رئيس الجمهورية والمتحاورين، بل هي سلطة معنوية روحية تقول للناس تفاهموا، وهي ليست بديلاً عن السياسيين. فالسياسيون ربما يتجاذبون او يتفقون، اما القمة الروحية فدورها ان تقول: "نحن مسلمون ومسيحيون نريد ان نعيش معاً، ونريد ان يتوافق السياسيون، الذين عليهم ان يحافظوا على لبنان". القمّة الروحية انطلقت من هذا المعنى، ولم تنطلق لحل الإشكالات السياسية.

وعما إذا كانت ستشكل هيئة متابعة للقمة، قال مطر: تمنينا ان تكون الاجتماعات كلما تدعو الحاجة ودورية. وهناك لجنة الحوار الإسلامي – المسيحي المؤلفة من ممثلين عن كل الطوائف، بالتالي نعتقد ان لا الأخوة الشيعة يريدون للقمة ان تكون دون قيمة، ولا الأخوة المسلمون كافة والمسيحيون كافة يريدون ان يسجّلوا الملاحظات والملاحظات المتبادلة.

وأضاف: نريد ان نتقدّم الى الأمام، ونعتبر ان النقطة التي أثارها المجلس الشيعي الأعلى كان يمكن تلافيها، لكنها ليست نهاية الدنيا.

الانفتاح على الحوار

وعن إحياء لجنة الحوار بين بكركي وحزب الله، ذكّر المطران مطر ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مستعدّ للحوار، ووفد من "حزب الله" زار البطريرك مهنئاً. وهنا نجد ان بكركي و"حزب الله" منفتحان على الحوار، ولكن هناك اشخاص مسؤولين فلندعهم يقومون بعملهم، وهذا العمل لا يتم الحديث عنه في العلن لا سيما في بداياته، بل يجب انتظار النتيجة.

اللقاء الماروني الثاني

أما فيما يتعلق بعقد لقاء ماروني ثان، أوضح مطر انه عندما عقد اجتماع للزعماء الموارنة الأربعة، قال البيان ان اجتماعات اخرى ستتبعه. وبالتالي الاجتماع الثاني هو مكمّل للاجتماع الأول ضمن العائلة المارونية يضم النواب الموارنة ورؤساء الأحزاب.

وأشار الى أن رئيس الجمهورية لا يدعَى الى لقاء في بكركي مع نواب، فهو ليس مارونياً وحسب بل هو رئيس البلاد، وهو أب الكل، فلا يمكن ان يدعى رئيس الجمهورية بل هو يدعو، موضحاً انه عندما يعقد اجتماع كهذا يبلّغ رئيس الجمهورية بنتائجه إكراماً للرئاسة ولما تمثّله، وخصوصاً وان الرئيس لجميع اللبنانيين فلا يدعى الى اجتماع فئوي.

وأكد ان هذا الاجتماع سيعقد قريباً جداً وسيكون تكملة للقاء الزعماء الأربعة وإرساء لروح المصالحة والتلاقي، وأشار الى أن الجميع يعلم ان لدى العائلة المارونية تباينات من جهة تدلّ على حيوية وديموقراطية، ومن جهة ثانية، إذا ما تعمّقت وذهبت الى شرخ فلا تعود صحيحة.

نحن نريد حكومة

من جهة أخرى، ورداً على سؤال حول التعثّر الحكومي القائم، قال مطر: لا أعتقد ان كل مشكلة الحكومة قائمة على مواقف العماد ميشال عون ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.

ويقولون ان لهذا الموضوع امتدادات إقليمية ودولية ويقولون ايضاً ان الحكومة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مطالب هذه الطائفة او تلك، وهذا الأمر حتى الآن متعثّر. لكن لا أعتقد أن القضية محصورة برئيس الجمهورية والعماد عون، فلو كان الأمر كذلك لكانت حلّت.

وأضاف مطر: نحن نريد حكومة، مشيراً الى ان دور القمّة الروحية كان الحثّ على تشكيل الحكومة، لافتاً الى أنه خلالها عرض مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني مشروعاً بأن يختار كل رئيس طائفة شخصاً علمانياً حكيماً ومقبولاً، فيكون هؤلاء الأشخاص صلة وصل بين الجميع لتقريب وجهات النظر.

ولفت مطر الى أن هذا الرأي ليس ببعيد عن الصوابية، سائلاً: لماذا علينا ان ننتظر دائماً التدخلات من الخارج لحل مشكلتنا الداخلية، فعلى سبيل المثال كان هناك منذ نحو 3 سنوات دور لدولة قطر وقبلها دور للسعودية، فهل ليس لدينا حكماء يتكلمون مع الجميع، واعتقد ان القمة الروحية كان لها هذا الدور.

وإذ شدّد على أن القمة الروحية ليست سلطة تنفيذية بل سلطة معنوية، سأل: ما دور المصلح بين فريقين، قائلاً: المصلح لا يأتي بالسلاح او بقوة الزجر، بل هو محب لهذا ولذاك، ولا يتعاطى بالمال ولكن له سلطة معنوية.

تقاليد الاسلام

وفي سياقٍ منفصل، ورداً على سؤال حول القلق على الوجود المسيحي في الشرق في ظل ما يحصل من ثورات في العالم العربي، قال مطر، إذا كانت هذه الثورات تغييرية وإصلاحية في العالم العربي، فهل نصل الى سوء علاقة مع المسيحيين، وهل هذا هو التغيير المطلوب في العالم العربي؟ وإذا كان الشعب العربي يدعو للثورة في وجه الفساد فهل هذا ينقلب على المسيحيين. وأضاف: بالعكس، اعتقد ان المسلمين أكانوا أصوليين ام معتدلين ام متحرّرين، فهم مسلمون، والمسلمون مرتبطون بالتقليد الإسلامي الذي بدأ مع الرسول العربي الذي أحسن العلاقة مع المسيحيين، فلماذا التغيير وانطلاقاً من أي أمر.

وسأل: إذا كان الرسول قد أحسن العلاقة مع المسيحيين فهل المسلمون غير ملزمين بما قام به الرسول؟!.

وشدد مطر على أن الدين الإسلامي يفرض على المسلمين ان يكونوا على صلاة طيبة مع المسيحيين، خاصة وان المسيحيين في الشرق العربي مخلصون لأوطانهم وأمينون في سبيلها، وليسوا مصدراً لا للقلق ولا للمؤامرات... وبالتالي على المسلمين ان يحفظوا المسيحيين في عيونهم.

ودعا المسلمين الى رفض ما يحصل بحق المسيحيين بشكل ساطع، لأن هذا الأمر يسيء للمسلمين.

وختم: نحن كمسيحيين في الشرق أينما كنّا ندافع عن الإسلام ونصاعته وان ليس له علاقة بالإرهاب.

 

المجتمع الدولي يبني قضية عبر الوقائع الأمنية

سوريا تقترب من استنفاد فترة السماح؟

النهار/روزانا بومنصف

يحرص قريبون او متصلون بالقيادة السورية على اشاعة اجواء ان "الازمة" التي تعيشها سوريا انتهت وان ما يحصل حالياً في بعض المدن هو معالجة ذيول الازمة وليس جوهرها. وهذا حصل منذ ما يقارب اسبوعين تقريبا ويستمر على نحو تعتقد مصادر ديبلوماسية معنية انه يهدف الى ردع المجتمع الدولي عن اتخاذ اجراءات تدين النظام السوري بناء على ان الحملة الامنية التي قادها ضد من صنفهم مجموعات ارهابية هي قاب قوسين او ادنى من الانتهاء.

 يضاف الى ذلك ان هذا الانطباع يساهم ايضا في بقاء الارتباك او البلبلة في مواقف الدول الكبرى او حتى دون مواقف الاتحاد الاوروبي الذي اظهر عجزا عن اتخاذ موقف موحد من التطورات السورية وخصوصا في ظل عدم وجود خطة لدى الدول الكبرى لكيفية مواجهة ما يجري. فاذا كانت الامور القمعية قيد الانتهاء فان المنطق يقضي بانتظار بضعة أيام لرؤية النتائج باعتبار ان النظام قد يخرج قويا بعد أن يكون قضى على خصومه، في حين ان مصالح الدول تقضي بعدم قطع شعرة معاوية مع رأس النظام على الاقل. ووفق الرأي نفسه فان سوريا اثبتت في الاسابيع والايام القليلة الماضية انها لا تزال تملك اوراقا يمكنها تحريكها وفق ما فهمت الرسالة تماما مع التحرك في الجولان المحتل او انطلاقا من لبنان ايضا. اذ ان الموقف الاميركي الذي اعتبر ان دمشق حرضت على التظاهر لم تنفه سوريا بعد ساعات على صدوره كأن لا مشكلة لديها في ان تفهم رسالتها كما فهمت فعلا. وكذلك لا مشكلة لديها في ان تفهم الاتهامات التي تسوقها ضد طرف لبناني باستمرار على انه ينطوي على احتمال انتقال الازمة السورية الى داخل لبنان ايضا. وبحسب هؤلاء فان النظام لا يزال يتمتع بفترة سماح لا بأس بها، اذ انه لا يزال يتلقى مناشدات مطالبة باجراء الاصلاح والاسراع فيه ولم يصدر اي موقف او تصريح يشتمّ منه حتى الآن احتمال التخلي عن النظام. وهو الامر الذي يعني بالنسبة الى سوريا عدم وجود أي خطة لدى الغرب حتى الآن مما يترك امامها هامش انهاء ما بدأته الى جانب بعض الاشارات الايجابية التي يطلقها النظام بين وقت وآخر كالافراج عن معتقلين سياسيين وخصوصا من له رمزية معينة كرياض سيف فتحظى سوريا بتشجيع على هذه الخطوة والحض على استكمالها. 

بعض المصادر الديبلوماسية المتابعة ترى ان هناك تبسيطا شديدا للامور باعتبار ان ما يحصل من تطورات يدفع المجتمع الدولي الى بناء قضية ضد النظام السوري ستتبلور تباعا مع الدعوة الى انتظار الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الاميركي حول الشرق الاوسط وبأي عبارات سيتطرق الى الموضوع السوري. وهناك عوامل، تقول هذه المصادر، كانت سلبية جدا في الايام الاخيرة تساهم في بلورة خيارات في غير مصلحة النظام منها: نزوح عدد كبير من العائلات السورية الى القرى الحدودية في منطقة عكار في شمال لبنان المحاذية للبلدات السورية التي تتعرض لحملات عسكرية بحيث ان شهادات النازحين لا يمكن اغفالها ما دامت تعبر عن مأساة انسانية. وهذا النزوح ينفي واقع ان الازمة انتهت حتى لو رافقها الاعلان عن لقاء الرئيس السوري بعض الفاعليات السورية في بعض المحافظات. فالواضح ان العصا التي استخدمها الرئيس السوري اكبر بكثير من الجزرة التي عرضها على المعارضين لكن الازمة لم تنته. يضاف الى ذلك ان هروب جنود من الجيش السوري ايضا يعطي التقارير التي تحدثت عن حالات مماثلة سابقة صدقية، علما ان العواصم الكبرى على وعي بورود حالات مماثلة وان لم تكن كبيرة.

ثم ان التقارير التي تحدثت عن مقابر جماعية في درعا ونفتها السلطات السورية، تحرج الدول الكبرى التي لا يمكنها السكوت عن تقارير مماثلة، وخصوصا ان الكرة هي في ملعب السلطات السورية التي رفضت حتى الان التعاون في شأن وصول لجنة دولية للكشف على الوضع في درعا. وفي حال ثبت وجود مقابر جماعية فان المسألة قد تعجل في اتخاذ قرارات ادانة ضد سوريا لان ذلك ينزع من ايدي حلفائها اوراق الدفاع عنها بمن فيهم روسيا التي لفتت معارضتها اتخاذ قرار دولي ضد الزعيم القذافي في حين انها طلبت منه قبل يومين واثناء زيارة وفد من السلطات الليبية لموسكو التزام القرارات الدولية والتخلي عن السلطة.

 

انعكاس الوضع السوري على الساحة اللبنانية

حوادث الشمال والجنوب في ميزان الجيش

النهار/هيام القصيفي     

"بقدر ما تتطور الاحداث الامنية سلبا في سوريا يصبح الوضع في شمال لبنان خطرا وحساسا، وكلّما تراجعت حدتها، خف التوتر شمالا". تختصر هذه العبارة العسكرية الوضع في شمال لبنان، لانه ليس امنيا بالمعنى المتعارف عليه بل هو انعكاس سياسي للتطورات السورية. والكلام يأتي بعدما تحولت منطقة عكار قبلة الاهتمام الاعلامي، لكونها تمثل خطًا ساخنا في ضوء التطورات الامنية التي حولت الجانب السوري في تلكلخ "ساحة حرب" حقيقية.

وحساسية المنطقة تكمن في انها نقطة الالتقاء الاقليمية والمحلية، وتترجم التقاطعات السياسية والطائفية.

والشمال يعكس بجغرافيته والموزاييك الطائفي فيه خطورة يتلمسها ابناؤه، ويتخوف منها المراقبون الذين يخشون توترا متصاعدا نتيجة حسابات خارجية، بعد سلسلة تصريحات معبّرة لسياسيين معارضين لسوريا وردود الموالين لها عليهم. ويخشى الجيش ان يتسبب السجال السياسي بتطورات سلبية على الارض، مع العلم ان طرابلس لا تزال بفضل التقاطعات السياسية بعيدة عن اجواء التوتر، وكذلك البقاع وبيروت.

وقد اتّخذ الجيش تدابير امنية مواكبة للتطورات الميدانية في عكار، بعدما اقتربت الاحداث السورية من القرى اللبنانية وبدأ لجوء السكان السوريين اليها. وكذلك جهز نفسه لتدخل القطع الامنية الخاصة اذا استلزمت الاوضاع ذلك. لكن حتى الآن لا يزال الوضع مضبوطا، ويقتصر الامر على استقبال اللاجئين الذين بلغت اعدادهم في الايام الثلاثة الأخيرة نحو 500 عائلة، ويقوم الجيش باحصائهم وتسجيل أمكنة اقاماتهم. وبالنسبة الى الجيش، التعليمات واضحة وتقضي باستقبال جميع اللاجئين لاسباب انسانية. وتسهل القوى الامنية مرور العائلات، مع العلم ان على السلطات السياسية متابعة موضوع اللجوء من النواحي الاجتماعية والانسانية، وهذه ليست مهمة الجيش.

لكن الجيش لن يسمح قطعا بمرور المسلحين من الجهتين. وحتى الان لم يرصد اي تسلل لمسلحين من لبنان الى سوريا، على رغم وجود شكوك في ان بعض المسلحين السوريين يرمون اسلحتهم عند النهر الكبير قبيل السواتر الترابية اللبنانية لدى عبورهم الى لبنان.

لا طلبات سورية عسكرية من الجيش اللبناني، فالامور حتى الآن تسير وفق وتيرة امنية تلقائية، بمعنى ان كلا الطرفين يقوم بعمله الامني في ارضه. اما بالنسبة الى الجنديين السوريين اللذين لجأا الى لبنان (احدهما سني والآخر علوي) فهما من الهجانة السورية وقد علقا بين ناري السلطات السورية والمسلحين في تلكلخ وهربا الى الجانب اللبناني من الحدود، واعيدا الى سوريا بموجب المعاهدة الامنية المشتركة بين البلدين.

وفي موازاة الوضع الشمالي، فرض التطور الجنوبي نفسه في ذكرى النكبة، بسقوط قتلى وجرحى في اطلاق النار الاسرائيلي على المتظاهرين عند مارون الراس. وعلى رغم استنكار ما قامت به اسرائيل، سجّلت قوى سياسية تحفظها عن الجيش لسماحه بالتظاهرة، بسبب توقيتها بعد تهديد ابن خال الرئيس السوري رامي مخلوف اسرائيل، والخشية ان تحول سوريا الجنوب، ساحة لتنفيس التوتر لديها، والخوف بحسب معلومات موثوق بها ان تتجدد التظاهرات " السلمية " جنوبا.

لكن المعطيات تختلف بالنسبة الى الجيش. اولاً، ان منظمي التظاهرة اعطوا "العلم والخبر" لوزارة الداخلية، والسلطة السياسية المتمثلة بحكومة تصريف الاعمال كانت على بينة منها. ثانيا، لا علاقة للجيش وتدابيره الامنية بأي رسائل سياسية متبادلة، فالجيش اتخذ تدابير امنية في المناطق التي كان يخشى ان يقترب منها المتظاهرون كبوابة فاطمة مثلا. ولم يكن احد يتصور ان يتم الاقتراب من منطقة مارون الراس المزروعة بالالغام. وحين اندفعت مجموعات من المتظاهرين الى البقع القريبة من الخط الازرق، استخدم الجيش المغاوير لردعهم، وخرق احيانا الخط الازرق من اجل مواجهتهم من الجهة المقابلة لهم. وكذلك اعطيت الاوامر للجيش باطلاق النار في الهواء مع عدم التعرض لهم، وهو ما اثار ارتياح القيادة العسكرية بعدم سقوط قتلى برصاص الجيش اللبناني.

ثالثا ظلت قيادة الجيش على تواصل مع قيادة القوة الدولية من اجل وقف النار الاسرائيلي، وابلغتها امس ان الحادث الامني على رغم اهميته محصور في زمانه ومكانه، ولا تداعيات له. ورشح من القوة الدولية ان اسرائيل ايضا تعيش الاجواء نفسها، وان لا خوف حاليا من اي توتير يتطور الى ما لا يحمد عقباه.

 

قمة "علاقات عامة" روحية

النهار/عبد الوهاب بدرخان     

لا انكار لما يمكن ان تنطوي عليه اي "قمة روحية" من ايجابيات. فهي غدت الاطار الوحيد الذي يتحدث عن الشيء "الوطني" باعتباره واجب الوجود، انطلاقا من بديهيات "الشرعية"، اي الدولة والجيش والدستور. في العادة لم يكن متخيلا ان يحصل خلاف، مهما كان طفيفا، حول هذه العناصر، لكن ضراوة الانقسام السياسي باتت تظلل اساسيات التفكير والاعتقاد.

واذا اتضح شيء من قمة بكركي فهو تركيزها على تظهير "الثوابت" ما يعني في آن ان سياسيي النظام الطائفي، الموجودين في مواقعهم بفضل طوائفهم ومذاهبهم ويدعون تمثيلها والنطق باسمها، قد فتكوا الفتكة الشنيعة بهذه الثوابت. فإما ان المرجعيات الروحية تتحدث عما لا تضمر، واما ان السياسيين يتمردون كليا على مبدئيات مرجعياتهم. والا لما كانت حال "الثوابت"، وهي "الوحدة الوطنية" و"احترام الدولة والدستور والقوانين" و"ثقافة التعايش والحوار" و"تأكيد سيادة لبنان وحريته واستقلاله" والتزام الميثاق الوطني ووثيقة الوفاق في الطائف، على ما هي عليه اليوم من تشوه واهتزاز.

هذا البون الشاسع بين النظريات الروحية (المشتركة بين مختلف الطوائف) والتطبيقات السياسية، تكاد تشي بان البلد قد ادرك "علمانية" لا يدعيها ولم يسع اليها، او كأنه حقق الفصل بين الدين والدولة، بالاحرى بين الدين والسياسة. لكن هذه مجرد ايحاءات غير واقعية. فلا خلاصات الحوار المسيحي – الاسلامي تنعكس على الممارسة السياسية والاشتراعات او على اداء النظام اللبناني وضرورات تطويره، ولا "الوفاقات" التي ينجزها السياسيون استطاعت ان توضح نقاط الالتقاء والتي هي بينها وبين "ثوابت" الروحيين. حتى لكأن الحقيقة تكمن في "تواطؤ الامر الواقع" بين الروحيين والسياسيين.

كانت لقمة بكركي اهمية خاصة تأتي تحديدا من انعدام الحوار حاليا بين اهل السياسة، بل من القطيعة الساخنة التي لم يفرضها فقط الانقسام حول "الحقيقة" المخيفة المتوقعة من المحكمة الدولية في قضية الاغتيالات او حول "السلاح غير الشرعي" المجند في حسم الخلافات الداخلية، وانما فرضتها ايضا الاطراف الخارجية راعية ذلك "السلاح" والضالعة من قريب او بعيد في الاغتيالات. لم تبدُ القمة الروحية قادرة، على أهميتها هذه، على اطلاق الحوار السياسي، وان كانت لفتت الى غيابه بعموميات بيانها ومجازياته. لكن، عندما يكون البلد والاقليم مأزومين الى هذا الحد، فلا بد انه يحتاج الى اكثر من "قمة علاقات عامة" بين القادة الروحيين، وانما الى بحث صريح وعميق. فعلى عكس انتهازية السياسيين التي تسوّغ لهم العبث بالاستقرار، لا يمكن الروحيين الا ان يتعاملوا بمسؤولية مع خوف الناس، وليس لهم ان يخشوا تسمية الاشياء باسمائها سواء في لبنان او في سوريا.

 

في نقد السؤال عن البديل في سورية

ياسين الحاج صالح *

الحياة/بينما يتسع نطاق الانشغال الدولي بالوضع السوري، يتواتر أن يتساءل المهتمون عن البديل المحتمل عن النظام الحالي. وتتراوح الإجابة بين القول إن البديل غير واضح أو غير موجود أو غير آمن. تريد هذه السطور التحفظ عن النظر إلى الشؤون السورية من هذا المدخل، وأنه يؤدي إلى خلاصات تبرر الأوضاع القائمة. وندافع عن الحاجة إلى مقاربة أكثر ديناميكية وتاريخية، مبنية على إحاطة أفضل بالأوضاع السورية المعاصرة، ولا تضع نفسها فوق مستوى العمليات الجارية في البلد، وبخاصة الحركة الاحتجاجية المستمرة في البلاد منذ شهرين.

لقد ثابر النظام البعثي، وعبر صفحتيه الأسديتين بصورة خاصة (1970-2000، ثم 2000-...)، على قطع أية رؤوس سياسية مستقلة ينتجها المجتمع السوري، وذلك بطريقتين: استتباع بعض الأحزاب والتنظيمات وإفقادها استقلالها، وقمع وتحطيم أحزاب وتنظيمات أخرى. بعد انقلاب 8 آذار (مارس) 1963 بوقت قصير انقض العسكريون البعثيون على شركائهم الناصريين وحطموهم. وبعد قليل أضعفوا القيادة المدنية لحزب البعث نفسه، قبل أن ينفرد العسكريون بالحكم في 23 شباط (فبراير) 1966. وجرى ضرب الإسلاميين عام 1964 في حماة، وضُيِّق على قياداتهم السياسية في دمشق. وفي مطلع السبعينات تم تأسيس «الجبهة الوطنية التقدمية» لتكون إطاراً لتبعية عدد من الأحزاب الناصرية والشيوعية. وفي أواخر السبعينات تم سحق الإسلاميين بعنف فائض، ثم ألحق بهم الشيوعيون المعارضون. وطوال عقدين من السنين جرى تفريغ البلاد من الحياة السياسية والثقافية، وفرض النظام ذاته مرجعاً وحيداً وممراً إلزامياً وحصرياً لتفاعلات السوريين.

وفي مناخات أقل تقييداً في مطلع هذا القرن بادر مثقفون ومعتقلون سياسيون سابقون، وبمشاركة ما بقي حياً من تنظيمات سياسية، إلى إطلاق حركة المنتديات وحاولوا الاستحواذ على قسط من المجال العام، إلا أن وقتاً قصيراً انقضى قبل أن يضرب النظام حركة «ربيع دمشق» هذه، ويعتقل بعض أبرز الناشطين في إطارها. ومِثل ذلك جرى لمبادرات سياسية أخرى مثل «إعلان دمشق- بيروت» في 2006، وانعقاد المجلس الوطني لـ «إعلان دمشق» في أواخر 2007.

وعلى هذا النحو جرى منع المجتمع السوري من إنتاج قيادات سياسية وفكرية وأخلاقية مستقلة. ومن ظلوا في البلاد من المشتغلين بالشأن الوطني العام كانوا إما معزولين بشدة فلا يكاد يكون لهم أثر، أو مضطرين لأشكال متنوعة من المداراة والرقابة الذاتية، ما يضعف أثرهم أيضاً. ما نريد قوله هو أن النظام عمل بوعي على أن يكون هو البديل الوحيد عن نفسه، وذلك أمام السوريين أنفسهم وأمام العالم ككل. وأن من شأن مقاربة الأوضاع السورية الراهنة من زاوية البديل الناجز أن تخفي عن الأنظار أن ضعف وتشتت البدائل هو نتاج تصحير سياسي دؤوب للمجتمع السوري. وحين تخلص هذه المقاربة إلى أنه لا بديل جاهزاً في سورية، وهذا صحيح، فإنها تكون بمثابة مكافأة للنظام على إعدامه البدائل، وتغريم للمعارضين يضاف إلى ما تعرضوا له على الدوام من تحطيم وإضعاف. ما تخفق فيه هذه المقاربة إخفاقاً تاماً هو أن دوام الأوضاع السياسية الحالية لا يعد إلا بمزيد من الإفقار السياسي وإضعاف البدائل، ومن حصر خيارات السوريين بين النظام ذاته والفوضى العارمة. وتالياً يبقى سؤال البدائل قائماً دوماً، بينما يتفاقم التعقيم السياسي للبلاد. كان يمكن لهذه المقاربة أن تكون مشروعة لو أن فرص حياة سياسية مستقلة في البلد تتسع، وأنه خلال سنوات ربما نشهد جيلاً جديداً من المنظمات السياسية ومن القيادات والكوادر السياسية المستقلة. والحال أن هذا غير صحيح، بل ليس من المتصور أن تتوافر فرص حياة سياسية مستقلة من دون تغير البنيان السياسي الحالي، القائم على احتكار السياسة وطرد عموم السوريين من ملعبها.

وعلى هذه الصورة تتشكل دائرة مغلقة: التصحير السياسي للمجتمع السوري يضعف البدائل، وضعف البدائل يجعل النظام هو البديل الوحيد عن نفسه، ما دامت الفوضى أمراً غير مرغوب، داخلياً وخارجياً. ولا مخرج من هذه الحلقة المفرغة إلا بكسر الأوضاع التي لا تنتج غيرها، أي بتغيير هياكل السلطة القائمة ونمط ممارسة السلطة الذي تواظب عليه.

إلى ذلك فإن وضع سورية في هذا الشأن ليس فريدا في بابه. لم تكن هناك بدائل واضحة جاهزة في مصر أو في تونس. لكن يبدو أن البلدين يتدبران أمرهما، ليس من دون صعوبات، وليس من دون مشكلات جديدة وأوجه قصور أخرى.

والواقع أن نماذج التغيير السياسي التي نعرفها منذ نحو ربع قرن وأكثر تفيد أن التغيير هو ما ينتج البدائل، وليست البدائل الجاهزة هي ما يُحدث التغيير. ولقد رأينا خلال شهري الانتفاضة أن سورية، البلد الذي جرى اختزاله طوال عقود بشخص واحد، يتحلق حوله حفنة من الأعوان، هو بلد واسع، فيه طلاب حرية بمئات الألوف، وفيه معارضون كهول وشبان، ونساء ورجال، وفيه أناس يعتقلون ويتعرضون للتعذيب (فوق عشرة آلاف معتقل اليوم خلال الشهرين الماضيين)، وأن الرقعة الجغرافية والاجتماعية للاحتجاج واسعة، تخترق مدناً وبلدات بالعشرات دخلت أسماؤها تداول العالم في كل مكان... أي هو مجتمع أكثر اتساعاً وتركيباً من الأطر السياسية الجامدة الضيقة، المفروضة عليه بالقوة منذ عقود. وهذا مجتمع ليس معقماً سياسياً على رغم كل شيء بالدرجة التي تبدو للمراقب الخارجي، ولا بالدرجة التي أمل النظام بلوغها.

وفي المجمل تبقى هذه المقاربة البدائلية، إن صح التعبير، أسيرة منطق دائري سكوني، يبرر الواقع القائم (الستاتيكو) بعدم وضوح البدائل. وهي سكونية من وجه آخر: لا تتيح بلورة سياسات فعالة تتعدى إقرار الواقع لأي طرف ينطلق منها. ما يمكن أن يكون مقترباً دينامياً من الأوضاع السورية هو إيلاء الاهتمام للفاعلية الاحتجاجية، ومجمل الأنشطة العاملة على كسر الديمومة العقيمة الحالية، والمتطلعة إلى أوضاع جديدة أكثر انفتاحاً وحرية. ليس ما بعد النظام الحالي في سورية هو ديموقراطية ناضجة. هذا أكيد، ولا ينبغي أن يكون ثمة سؤال هنا. السؤال هو: هل يخدم استمرار نظام يجعل من بقائه الذاتي أولوية الأولويات أية قضية عامة؟ هل يتحقق لسورية قدر أكبر أم أقل من التفاهم الوطني، ومن التقدم الاجتماعي والاقتصادي، ومن الكرامة الإنسانية والوطنية، إذا كتب للهياكل السياسية الحالية «الاستمرار والاستقرار»؟ هل يغدو المجتمع السوري أكثر تأهيلاً للديموقراطية، أم أقل، إذا بقي النظام؟ أما إذا تغير؟ هنا أيضاً ليس ثمة سؤال.

* كاتب سوري.

 

8 آذار: فشل وتحَايُل على مصلحة اللبنانيين

فادي عيد /الجمهورية

المعلومات المتقاطعة من أوساط 8 و 14 آذار تروي قصة "التسوية القصيرة" التي لم تكد تبدأ وسائل الإعلام بتناقلها، حتى نسفتها المواقف السياسية التصعيدية، وفيها أن هذه الموجة لم تكن سوى ردّة فعل أعدّت بعناية في "مطبخ" 8 آذار لاحتواء وتطويق التهديد الذي أطلقه النائب وليد جنبلاط في وجه حلفائه الجدد، والذي أعلن فيه أن الحزب الاشتراكي وجبهة النضال الوطني لا يمكنهما الاستمرار في تغطية المراوحة والفراغ والتعطيل، ضمن ما يسمى الأكثرية الجديدة التي أثبتت أنها فشلت فشلا ذريعا في تشكيل الحكومة العتيدة. وعَزت خشية هذه الأكثرية من تردّدات الموقف الجنبلاطي إلى معرفتها، بأن أي تموضع مستجد له سيطيح بالمعادلة السياسية القائمة على الأكثرية الحالية، ويهدّد بتحويلها مجدّدا إلى أقلية. ومن هنا كان التصويب في سيناريو التسوية والسقوط على تصوير رئيس الجمهورية بأنه المعرقل الوحيد للتشكيل وليس العماد عون، والتركيز على التخفيف من حجم التهديد الجنبلاطي وحصره في إطار "فشّة الخلق"، وذلك لإفشال عملية تموضع جنبلاط في صف رئيس الجمهورية والرئيس ميقاتي. وأضافت المعلومات أن موقف النائب جنبلاط دقّ ناقوس الخطر لدى الأكثرية لأنه أصاب نقطة جوهرية في تكوينها، إذ ان انضمامه إليها مكّنها من إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري والإتيان بالرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة، ومجرّد تلويحه باليأس كان كافيا لدفع "حزب الله" إلى صفوف التحرّك الأمامية للضغط على حلفائه وحَملهم على تخفيض سقف مطالبهم من جهة، والتأكيد على التمسّك بالرئيس ميقاتي من دون غيره من جهة أخرى، لا سيما أن "حزب الله" لم يقدم حتى الساعات الأخيرة الماضية على اتخاذ أي خطوة لِلَجم "شهية" حليفه النائب عون تجاه الحقائب الوزارية التي يطالب بها ويعتبرها حَقا مكتسبا لكتلته، كما أنه لم يتدخّل في تخفيف الحملة التي يخوضها عون في وجه رئيس الجمهورية.

مطالب تعجيزية

وتابعت المعلومات المتطابقة أن حملة 8 آذار نجحت في تحقيق أهدافها بتمرير إنذار جنبلاط وتطويق ارتداداته الداخلية، وبالتالي عادت مجدّدا إلى دعم المطالب التعجيزية لأركانها، ما أعاد عملية التشكيل إلى الفراغ، وتكشّفت بالتالي الوقائع الفعلية المحيطة بالاستحقاق الحكومي التي تؤكد عدم وجود أي مصلحة للأكثرية أو لسوريا في تشكيل حكومة في الوقت الراهن، وذلك بسبب عدم قدرة دمشق على تغطية حكومة "مواجهة"، لا تمثّل سوى وجهة نظر "حزب الله"، لأنها تخضع لضغط دولي بسبب وضعها الداخلي، وليست في وضع يمكّنها من تحدي المجتمعين العربي والدولي انطلاقا من لبنان. وكشفت المعلومات أن سوريا اليوم ليست مثل سوريا عشية إسقاط حكومة الرئيس الحريري، فهي تستفيد من المهلة الأميركية وتستعجل حسم الأمور لمصلحتها، وليست في وارد فتح جبهة جديدة من خلال حكومة تحَدّي عاجزة عن تقديم المطلوب منها لبنانيا وعربيا.

وخلافا لما يسعى البعض تصويره، من أن قوى 8 آذار تسرّعت في إعلان تفاؤلها نتيجة حسابات خاطئة، فإن هذه القوى لم تقم سوى بالتحايُل على فريق 14 آذار وعلى الرأي العام، ضاربة بعرض الحائط مصلحة البلد واللبنانيين!

 

خَدّام النظام، سيّد للمعارضة: مَن يعتذر مِن اللبنانيين؟

من يعتذر من ميشال عون وسمير جعجع

فراس حاطوم /الجمهورية

لأنه يدرك أن اللحظة هي لحظة تاريخية، لم يَكتف الممانع السابق بخلع قفّازات الماضي ومصافحة أعدائه، بل بذل جهدا خارقا لإضافة ما يستوجب من مؤثرات كفيلة بإنجاح الحدث الجَلل، فاستسلم لكلّ ما طلبته منه عدسة التصوير، وتركها تسترق له اللقطات "العفوية"، تارة وهو يتحدث على الهاتف، أو حين يسير في ردهات المنزل، أو حين يتصفّح بعض الأوراق.

بهذه الطريقة السينمائية، ومن دون سابق إنذار، أطلّ النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام على شاشة القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي، مُمَهّدَا له بمقدمة تفخيم وتبجيل، لعلها ذكرته بما اعتاد سماعه في لبنان خلال أيّام العِز، عندما كان يحل عند الضرورة، ضيفا "مرغوبا فيه" وشرعيّا ومؤقتا على ارضه.

ليس المهم في المقدمة تعريفها بالضيف -المعروف بأي حال- بل تعريفها بهوية الجهة المضيفة له (أي القناة الاسرائيلية)، وذلك على مسمع ومرأى منه، وبشكل واضح يقضي على أي احتمال ولو ضئيل، ليبرّر أبو جمال فعلته لاحقا، أو الاعتذار عنها بعبارات من نوع (لو كنت اعلم).

إنّ الرجل عموما، وطوال مدة المقابلة الميمونة التي بدا خلالها شخصا متصالحا مع ذاته، لم يوحِ بأنه في وارد الاعتذار عن شيء، الا عن الـ 40 عاما التي قضاها في المقلب المُمانِع.

نصف ساعة تلفزيونية كانت كافية ليَتلو عبد الحليم حافظ الأسد (كما كان البعض يسمّيه، بسبب قربه الشديد من الرئيس الراحل) فِعل الندامة عن 40 عاما، هي نصف عمره بالتمام والكمال، قضاها وهو يحمل لقب المُمانع الثاني في سلم الهرم.

اراد العندليب الأسبق للنظام في عمر الـ 80 ان يقول كلمته (الصادقة هذه المرة)، قبل ان يمشي. فمن يَعش ثمانين حولا لا يسأم تكاليف الحياة فحسب، بل يسأم ارتداء الأقنعة ايضا.

لقد سئم ابو جمال، على ما يبدو، من ارتداء القناع. سئم من كذبه ونفاقه على أصحاب الذاكرة القصيرة الذين لا يتسع رأسهم الا للآني من الأحداث، فأشفق عليهم وقرر أن "يشربهم" حقيقته بالملعقة.

حقيقته التي خبّأها النظام السوري عن الناس، حتى بعد انقلابه عليه، فأنظمة الحزب الواحد والعائلة الواحدة تتعاطى مع التاريخ كأنه صينية حلوى تنتقي منها ما يناسب مذاقها.

أضاء النظام على سرقات خدام وعلى فساده المالي، فاستفزّ الشعور الطبقي لدى الشرائح الشعبية الفقيرة والمتوسطة، لكنه لم يلق الضوء على ما هو اكثر اهمية.

لم يضئ على حقيقة ان خدام كان محافظا للجولان في حرب عام 67، وانه اول من أعلن عبر بيان إذاعي سقوط القنيطرة، وقبل يوم تقريبا من سقوطها الفعلي، بل ان الإرباك الذي سبّبه في صفوف الجيش السوري المرابض على الجبهة، كان السبب الرئيسي لنجاح الاسرائيليين في احتلال المدينة.

لم يكن من مصلحة النظام ان يضيء على هذه الحقيقة، كي لا يتساءل العامّة عن سر مكافأة صاحب العيون الناعسة على نبوءته العسكرية المشؤومة بتعيينه محافظا على دمشق، علما بأن الحظ أسعف اهل العاصمة فصار محافظهم وزيرا للتجارة، قبل ان يعلن سقوط مدينتهم على حين غرّة.

من التجارة الى الخارجية، ومن ثم الى نيابة الرئاسة، لأكثر من 35 عاما، وصولا حتى الى رئاسة الجمهورية خلال 37 يوما انتقالية، فصلت بين وفاة الأب وتسلّم الابن لمقاليد السلطة، أمضى "خدّام" النظام السابق جل عمره يمشي في اتجاه معاكس لقناعاته.

لذلك، فإن إطلالته هي اطلالة بطعم الاعتذار، وهذا حق له وحق للإسرائيليين عليه.

ماذا عنّـا؟

ماذا عنّا نحن اللبنانيين؟ من يعتذر منّا؟

من يعتذر منّا نحن الذين تأبّط الرجل مَلفّنا لأكثر من 30 عاما، بحجة وحدة المسار والمصير؟ فكان وَصيّا على تصرفاتنا وضابطا لإيقاع أنفاسنا على ايقاع طبول معركة الصمود الافتراضية في وجه العدو.

من يعتذر منا عن كل ممنوع سمح به باسم المصلحة الاستراتيجية، سواء أكان هذا الممنوع تمديدا لرئيس جمهورية، أو تفصيلا لقانون انتخاب على مَقاس بيك ممانع واستاذ مقاوم وشيخ داعم للقضية بالمال؟

من يعتذر منا عن كل مسموح منع للحجة ذاتها، سواء أكان هذا المسموح وسيلة إعلام أقفلت او حزبا سياسيا حلّ او حَقا بالتظاهر حُجب؟ من يعتذر من ميشال عون وسمير جعجع؟ ومن كل اللبنانيين الذين نفوا او ألقوا في أقبية السجون قبل 7 آب وبعده، بحجة انهم مشاريع اسرائيلية، بينما كان نائب الرئيس السوري يتنقل محاضرا بالوطنية بين قصور بلادهم على سجاد احمر ممتد من بعبدا الى قريطم مرورا بعين التينة؟

من يعتذر من شهداء الحركة الوطنية التي أجهضها أبو جمال بالتنسيق مع رفيق دربه "المُنتَحَر" غازي كنعان، وذلك "لضرورات المرحلة؟" من يعتذر من سياسيين من وزن البير منصور وادمون رزق وحسين الحسيني وبشارة مرهج، أبعدوا عن السلطة، لا لنقص في الكفاءة، بل لنقص في الولاء لعبد الحليم خدام؟

من يعتذر لصِناعيّ من خامة الراحل جورج افرام أبعد عن وزارة الطاقة لمجرّد رفضه الدخول في لعبة تقاسم مغانم الدولة، التي كان خدام يعتبرها حقا مُكتسبا للمنتصرين في الحرب الأهلية؟ من يعتذر من ملكة جمال لبنان التي كادت تُجرّد من لقبها لمجرد أنها صوِّرت الى جانب ملكة جمال اسرائيل؟

لن يعتذر أحد. ولن يطالب احد أصلا بالاعتذار، فـ "المسامح كريم" كما يقول المثل المصري، واللبناني كريم، والنظام الشقيق "بيستاهل".

وعلى العموم، فإذا كان خدام النظام السابق وسيّد المعارضة الحالي احتاج الى 80 عاما لـ "يَبقّ البَحصه"، فإن سواه اختصر الوقت وقالها -أو بالأحرى لعبها- "على المكشوف"، وما على "قَومَجيي" لبنان "وقَومَجيّاته"، الذين هَللوا لمقابلة خدام بوصفها انكشافا للمؤامرة، الا ان يقرأوا تصريح خلفه -خدام المرحلة الجديدة- (رامي مخلوف) لصحيفة النيويورك تايمز.

فإنهم لو فعلوا ذلك، لربما يدركون ان للمؤامرة وجوها أخرى، وان الذي خَلق خدام خَلق سواه... ولم يكسر القالب!!

 

رحلة الألف ميل: كيف شاركت، وكدت أُقتَل، في "مسيرة العودة"!

علي حيدر/الشفاف

لم يكن هدفي من المشاركة في "مسيرة العودة" في ذكرى نكبة فلسطين هو رؤية الأراضي المحتلة من أقرب نقطة حدودية مع لبنان. فأنا لبناني، وبمقدوري زيارة مارون الراس ساعة أشاء. لكني شاركت بدافع الفضول والرغبة في رؤية مشاعر الشوق والحسرة تتجسد أمامي في عيون اللاجئين الذين سمح لهم للمرة الأولى منذ التحرير عام 2000 ,، والأخيرة ربما، نظرا للحظة حرج أمنية، بإلقاء التحية على أرضهم. فليس إذن السماح بالقدوم إلى هذا المكان المحرم لدواع إنسانية بالطبع أو مشاعر وطنية هبطت فجأة كوحي إلهي على وجدان زعماء القضية والمتاجرين بها. إنما لظروف سياسية استغلت كعادتها هذه البقعة العزيزة من الدنيا لتوصل رسائلها إلى من يهمه الأمر, فكان اللاجئون الفلسطينيون مرة جديدة أبطالا لمسرحية عبثية أعدتها وأخرجتها عبقرية الأنظمة والأحزاب العربية وقضيتهم المركزية متنفسا لرؤساء وقادة يشتد عليهم الخناق في أوطانهم.

أكثر من عشرين ألف لاجئ من مخيمات لبنان من أقصاه إلى أٌقصاه زحفوا منذ ساعات الصباح الأولى، منتهزين عوارض النخوة الفجائية التي أصابت المسؤولين عن شتاتهم.

تجمعوا أعلى التلة في مارون الراس المشرفة على أرضهم السليبة، يلوحون بقلوبهم وأيديهم للبيارات والسهول والتلال البعيدة. إلى جانبي إمرأة ثمانينية ما زالت ذاكرتها تختزن تفاصيل كل الأيام التي عاشتها هناك. تشير لحفيدتها باتجاه مستعمرة "مرغليوت"، هناك خلف تلك التلة كنا نعيش كنت حينها في مثل سنك، ومن هذه الطريق شمال التلة لجأنا إلى لبنان. رجل مسن وقع إلى الأرض من شدة الإعياء وصحافيتان بريطانيتان تركتا عملهما وانصرفتا لإسعافه، تبدت له قريته "صلحا" التي صارت تسمى "أفيفيم"عن بعد وسط المروج الخضراء.

ما إن انتهى الإحتفال السياسي في "حديقة إيران" المفتوحة على المشهد الفلسطيني من كل الإتجاهات، ونزول السياسيين و المشايخ ومن يتبعهم من الملتحين إلى الشرفة الأكثر قربا وتلاوة "دعاء من أجل فلسطين"، حتى سارع المنظمون إلى لم الكراسي مباشرة والإيعاز إلى أصحاب الباصات بالنداء على الركاب.

بعدها انتشر أشخاص يعتمرون القبعات الصفراء صاروا ينصحون المشاركين "بلطافة" بالإسراع في الإلتحاق بباصاتهم للعودة قبل مغيب الشمس.

في هذا الوقت انفصلت مجموعات من الشباب عن قوافل العائدين، كأنها تحضر لأمر ما. وبسرعة البرق , اندفع حوالي مئتي شاب وفتاة باتجاه الحاجز الحديدي الذي يحيط بحديقة إيران وسط صراخ ودهشة الحاضرين، قافزين نزولا صوب المنطقة المحرمة. بداية حاول عناصر من الجيش أن ينصحوهم بعدم النزول، و نبهوا إلى وجود ألغام وقنابل عنقودية في المحيط. من خلفهم تولى مدنيون أو أنه يفترض أنهم مدنيون مهمة التنبيه إلى الأماكن التي يوجد فيها الألغام و إلى مسالك أخرى غير ملغومة!

كانت الوفود السياسية المحلية والعربية تنسحب في تلك اللحظة مبتسمة، وخلال لحظات قليلة خلت المنطقة من أي ممثل حزبي من المفترض أن يبقى لينصح أو يساعد في عدم التهور والإنزلاق إلى الموت المحتوم .

أسفل المنحدر وقف عناصر من مغاوير الجيش اللبناني ترك لهم عبء التصدي ومواجهة الجموع الجامحة، فلم تستطع قبضاتهم ولا هراواتهم التي رفعوها في الهواء تهديدا إقناع المندفعين بعدم التقدم وأفلت من حصارهم من أفلت . قبالة "سور الجيش" كانت مجموعة من الإسلاميين ممن حفوا الشوراب وعفوا عن اللحى يهتفون بصوت واحد "خيبر خيبر يا يهود" ويندفعون باتجاه مغاوير الجيش، فيفشل الخرق ويعاودون الكرة دون جدوى.

تصرخ فتاة محجبة جدا: "دعونا نمر يا خونة"، وأخرى تبصق على خوذة جندي لبناني ويهتف من معها "يا عميل يا عميل"! جلست أرتاح على صخرة في ظل سيارة الإسعاف. حولي شبان يتأملون المشهد و يتحدثون بهواتفهم النقالة. أنصت إلى حديثهم فعرفت من لهجتهم أنهم سوريون أتوا من دمشق للمشاركة، فكتمت دهشتي!

كانت في هذه الأثناء تتجمع في السهل الضيق الفاصل بين الحدودين سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية التي لم يسمح لغيرها بالتقدم. عدد لا يحصى منها لا أدري متى وكيف زحفت وتجمعت في المكان. في الجانب المحتل لجهة الغرب قناص إسرائيلي إختبأ خلف دشمة عسكرية أخذ يتصيد الزاحفين صوب الشريط. فسقط الشهيد الأول تلاه أربعة جرحى كانوا حصيلة المرحلة الأولى.

الرصاص المنهمر كالمطر من السماء ألهب حماسة المتقدمين, فاندفعوا بعزم أكبر باتجاه الشريط. حاولت التقدم مثلهم، صار صوت الرصاص أعلى، وكلما ازداد أزيز الرصاص كلما ازداد التقدم بخطوات أوسع باتجاه الأسلاك الشائكة. شبان وشابات غير آبهين بالموت، فلا حياة يتمسكون بها، و لا شيء في مخيماتهم المحاصرة بالمحجوب والممنوع يحفزهم للبقاء على قيد الحياة، طالما الحياة هناك لا تتجاوز حدود الفقر والفاقة، فاستبدلوا العودة إليها بالدخول إلى الجحيم من أوسع أبوابه. أرادوا أن يلقوا على أرضهم النظرة الأخيرة بل الأولى ويودعوها كمن يودع عزيزا إلى مثواه الأخير. فذهب بعضهم إلى مثواه الأخير. فهم وأرضهم صنوان وكلاهما أسيرا احتلال وبؤس منذ 63 سنة. ارتفعت وتيرة الغضب والهتافات ورشق الحجارة، فاستشرس الجنود الإسرائيليون عندها وأشعلوا نيران رشاشاتهم، وتحول المكان إلى ساحة حرب حقيقية. وبدا أن جنود الإحتلال قرروا قتل الجميع. صار الرصاص ينصب عشوائيا على الرؤوس والصدور: الحصيلة 112 جريحا و10 شهداء. صرنا ننسحب إلى الخلف واحتمينا بسور الجيش اللبناني الذي لم توفر الرصاصات الإسرائيلية عناصره, كنت من عداد الناجين القلائل. نجوت من الرصاص، لكن لم أنج من كوابيس الرعب التي سترافقني إلى ما تبقى من عمري.

الطريق إلى أعلى صعبة التسلق، والتلة شديدة الإنحدار. صرت كلما ارتقيت قليلا أعود وأنزلق مرة أخرى، لأبدأ بالتسلق من جديد، فالأعشاب الطرية تحولت إلى لزجة تحت وقع الأقدام، وصارت تسحبني نزولا كلما هممت بالتسلق، فأجلس أستجمع قواي وما أوتيت من شجاعة، ولا شيء فوقي سوى السماء، لأعاود وأجد السير صعودا وظهري للعدو! إنها استرتيجية الحمقى. كيف أدير ظهري للعدو وهو يقنص ويتصيد الصاعدين كالعصافير!؟ وصلت بصعوبة إلى رأس التلة، وارتميت على العشب ألهث من خوف ومن تعب ,أتى أحدهم وناولني ماء وقال لي "الحمد لله ع السلامة".

في الطريق إلى الأمان حيث ركنت سيارتي في ساحة بنت جبيل كان أزيز الرصاص ما زال يتناهى إلى مسمعي، وسيارات الإسعاف تنقل القتلى والجرحى إلى مستشفيات المنطقة المتواضعة، وعائدون يجرون خلفهم ذكرى يوم قتل آخر كانوا فيه ضحية سلاحين: سلاح العدو وسلاح الشقيق. استقلوا باصاتهم التي تحمل أسماء مدنهم وبلداتهم الفلسطينية وتحتها أسماء المخيمات التي تحولت إلى مواطن بديلة، واتجهوا نحو شقائهم مجددا.

ومشاركون آخرون توزعوا على حافلات مكتوب عليها "دمشق" سلكت طريق "إبل السقي" متجهة صوب البقاع.

لم يكن ما رأيته في "مسيرة العودة" فرحة بقدر ما كان حسرة. عيون شاخصة صامتة لكنها تتكلم بألف لغة وتحمل ألف ألف معنى. آباء وأمهات وأبناء وأحفاد انهمرت دموعهم لتتوج المشهد الوجداني وتحيط بتفاصيله، وشباب أهرقت دماؤهم وتقطعت أجسادهم تسديدا لحسابات أنظمة أفلست، دون حاجة لأي تفسير.

 

يستحيل انقاذ النظام... هل يمكن انقاذ سوريا؟

خيرالله خيرالله

دخلت الثورة في سوريا شهرها الثالث. يشير ذلك الى ان ما يحصل في هذا البلد العربي المهمّ ليس حدثا عابرا. من راهن على ان السوريين سيستكينون بمجرد التلويح بالعنف كان مخطئا. هناك شعب يريد التغيير ونقل البلد الى مرحلة افضل، على الرغم من ادراكه لعمق الازمة التي تمرّ بها سوريا نتيجة ثمانية واربعين عاما من حكم الحزب الواحد. انه حزب لا يؤمن سوى بالشعارات والقمع ويعتقد ان السوريين من الغباء الى درجة سيصدقون ان هناك شيئا اسمه ممانعة او مقاومة اضاعتا عمليا الجولان وكل فرصة اتيحت من اجل التطور. لم يبق من الجولان سوى المتاجرة به. انها تجارة تستخدم لتغطية الفشل السياسي والاقتصادي والتنموي والاجتماعي على كل الصعد.

 هناك، بكلام اوضح، بقعة زيت تتسع مساحتها يوميا لتشمل كل المحافظات والاراضي السورية. في المقابل هناك نظام غير قادر على معالجة اي مشكلة من اي نوع كان، بدءا بالعشوائيات التي تطوق المدن وانتهاء بالبرامج التربوية مرورا بالصعود المستمر للنفوذ الايراني الذي بلغ ذروته مع قبول دمشق بالتحول الى تابع لطهران في لبنان اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واضطرارها الى سحب قواتها من الاراضي اللبنانية.

لم يكن الحقّ على الرئيس بشّار الاسد الذي ورث نظاما غير قابل للتطوير يعتقد ان الانتصار على لبنان بديل من الانتصار على اسرائيل. الحقّ كل الحقّ على التركة الثقيلة التي لا يستطيع اي رئيس لسوريا ان يفعل بها شيئا اذا لم يتخذ قرارا واضحا بالطلاق مع الماضي. بدل ان يتخذ الرئيس السوري مثل هذا القرار ويفكّر مليا في المشاكل الحقيقية لسوريا بصفة كونها تحولت الى رجل المنطقة المريض، راح يقرأ من كتاب قديم عفا عنه الزمن لا علاقة له بالقرن الواحد والعشرين وما بعد انتهاء الحرب الباردة. لم يفكر يوما على سبيل المثال لماذا هناك مليون ونصف مليون عامل سوري في لبنان، البلد ذي الموارد المتواضعة، بدل ان يكون هناك عشرات آلاف اللبنانيين يعملون في سوريا ذات الموارد الكبيرة والقدرات الهائلة في مجالات الزراعة او السياحة على سبيل المثال وليس الحصر. لماذا لا خدمات من اي نوع كان في سوريا في حين ان بعض افضل رجال المصارف في لبنان هم من السوريين الذين هربوا من نظام البعث ليجدوا في لبنان وطنا يوفر لهم جوا من الحرية يسمح لهم باستخدام ما يمتلكونه من طاقات.

يمكن وضع كتاب من مئات الصفحات لتعداد "انجازات" النظام السوري الذي لم يلتفت يوما الى خطورة تدني مستوى البرامج التربوية ولا الى اسباب هجرة العقول من سوريا او حتى سبب عدم وجود مستشفى لائق في بلد لديه بعض افضل الاطباء في العالم يعملون في ارقى مستشفيات الولايات المتحدة او كندا، او في بلدان اوروبية...

في حال كان مطلوبا اخذ عبرة من تطورات الاسابيع القليلة الماضية، فان اقل ما يمكن قوله هو ان النظام السوري غير قابل للاصلاح. ولذلك، من مصلحة السوريين العمل على انقاذ بلدهم من النظام وهو ما يفعلونه يوميا. فالسوري العادي يدرك، بعيدا عن المشاكل الخاصة ببلده، ان التخلص من كمال جنبلاط في العام 1977 في عزّ الحرب الباردة سيسمح للنظام في دمشق باخضاع لبنان. لكنه يدرك ايضا ان التخلص من رفيق الحريري في السنة 2005، لن يؤدي الى النتائج نفسها. على العكس من ذلك، كانت النتائج مختلفة تماما لاسباب مرتبطة بتغيّر العالم والمنطقة  وليس فقط لان الحريري كان زعيما وطنيا يمتلك رصيدا عربيا ودوليا... ولأنّ اهل السنة لن يقبلوا بالاهانة والذل والتبعية الى ما لا نهاية، لا في لبنان ولا في سوريا!

مرة اخرى، النظام السوري غير قابل للاصلاح. السؤال هل يمكن انقاذ سوريا؟ الاكيد ان الكلام عن مقاومة او ممانعة لا يقدم ولا يؤخّر وان الاعجاب بتجربة "حزب الله" في لبنان هو الطريق الاقصر الى الوصول الى حائط مسدود، نظرا الى ان ليس لدى "حزب الله" ما يقدمه للبنان سوى نشر البؤس والتخلف وتدمير مؤسسات الدولة واثارة الغرائز المذهبية وتكريس الوطن الصغير "ساحة" للنظام الايراني لا اكثر.

من الآن، يفترض في القيمين على النظام السوري التفكير بطريقة مختلفة يكون التركيز فيها على انقاذ سوريا. من حسنات سيف الاسلام القذّافي، بغض النظر عن الرأي السلبي لكثيرين في شخصه، انه سعى في مرحلة معينة الى اصلاحات في ليبيا وفشل في ذلك فشلا ذريعا تدفع ثمنه اليوم ليبيا كلها. اصطدم سيف بوالده "القائد" وصار ضحية  من ضحايا هذا الاصطدام، خصوصا في مرحلة ما بعد اندلاع الانتفاضة الاخيرة عندما راح يقرأ في الكتاب الذي حكم من خلاله العقيد معمّر القذافي "الجماهيرية". المؤسف انه لم تحصل في سوريا اي محاولة للقيام باصلاحات. بقي النظام يعيش في ظلّ الاوهام التي يؤمن بها بما في ذلك قدرته على استخدام الفلسطينيين وقودا، كما حصل الاحد الماضي في جنوب لبنان والجولان. كان النظام دائما عصيا على الاصلاح. المخيف ان الثمن الذي قد تدفعه سوريا سيكون غاليا، بل غاليا جدا.

في هذا الجوّ المكفهر، تبقى البارقة الوحيدة اصرار الشعب السوري على مقاومة النظام. بعد نصف قرن تقريبا من حكم البعث الذي اسست له مرحلة الوحدة مع مصر، اي دولة المخابرات، بين العامين 1958 و1961، لا تزال هناك نواة سورية مصرّة على الخروج من الظلم والظلام والظلامية. لا يزال هناك سوريون يؤمنون بان بلدهم يستحق الحياة وان الشعب السوري يستأهل العيش في دولة ديموقراطية تبيع بضاعة اخرى غير تامين الامن للآخر بعيدا عن كل نوع من انواع الابتزاز، خصوصا ان الابتزاز شيء والسياسة شيء آخر... في القرن الواحد والعشرين!

 

عبد الحليم خدّام لـايلاف: النظام السوري في دور الاحتضار

الشعارات لم تعد تخدم الأنظمة والنظام السوري سينهار قريباً

بهية مارديني/ايلاف

اعتبر نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدّام في تصريح خاص لـ"ايلاف" أنّ النظام السوري في دور الاحتضار، معتبرا أنّ الشعارات لم تعد تخدم الأنظمة، وأنّ النظام السوري سينهار قريباً. القاهرة: أكد عبد الحليم خدّام النائب السابق للرئيس السوري "أنّ عمر النظام السوري انتهى"، وقال في تصريح خاص لـ"ايلاف" إنّ النظام أضحى من مخلفات الماضي، وأنّ الشعب السوري لم يعد يحتمل مثل هذا الاستبداد والقمع، وأكد أنّ شباب سوريا استطاعوا أن يكسروا حاجز الخوف، معتبرا أن النظام سينهار قريباً.

ورأى "أنّ النظام الآن هو في دور الاحتضار، فهو رسم خط النهاية بيده عندما وصل إلى قتل الشعب السوري".

وحول ما أوردته المواقع الالكترونية السورية عن لقاء خدّام مع تليفزيون اسرائيلي شدد "أنا لم أجر أية مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، وقد أصدرتُ بيانا وأعتقد أنه كان واضحا، وهذه اللعبة لعبة مكشوفة يمارسها النظام"، وقال "ليس هناك حدود لاختلاق هذا النظام الأكاذيب، وهو من أكثر الأنظمة التي قدمت خدمات لإسرائيل"، وتساءل نائب الرئيس السوري السابق: "ماذا فعل النظام الآن بدلا من حل الأزمة سريعا؟، لقد استغل مجموعة من الفلسطييينن ودفعهم لخرق اتفاق إطلاق النار، وسهّل لهم الدخول حتى وصلوا لمجدل شمس الى أن أقدم الإسرائيليون على قتل بعضهم". 

ونوه "أنّ النظام ينوي احداث توتر مع إسرائيل ليشغل الشعب السوري، وليغطي ما يفعله في الداخل، وأن ما قاله رامي مخلوف هو الذي يحدث الآن، فقد استخدم النظام الورقة الفلسطينية وكل ما يتعلق بإسرائيل لحماية نظامه، ومخلوف تحدّث بصراحة وكل ما يحدث ويطبّق في هذا الملف يخدم نظام الأسد".

وحضّ خدّام "على تدخل المجتمع الدولي"، وطالب "الرئيس الأميركي باراك أوباما باسقاط الشرعية عن النظام السوري".

وقال "يجب أن يتدخل مجلس الأمن، فالمجتمع الدولي ُمطالب بتمكين الشعب السوري من استعادة حقوقه في بناء دولة ديمقراطية، وأنا أقول وأفعل عن قناعة وطنية، فالنظام لا يحارب الشعب السوري لوحده بل يستعين النظام بايران ودول كبرى لذلك الشعب السوري بحاجة الى عون مجلس الأمن".

وحول ما يقوله خدّام لروسيا والصين أجاب "أقول لروسيا والصين أنتما دولتان كنتما تطرحان قيما ومبادىء بينما الآن تقفان إلى جانب الاستبداد، وان كنتما تريدان علاقات مستقبلية مع الشعب السوري كما نريد نحن فلتقفوا إلى جانب الشعب السوري، ونأمل بعد سقوط النظام ان ننسج مع هذين البلدين علاقات جيدة، لكن ليس على حساب أمن المجتمع السوري".

وحول مايقال أن النظام السوري هو الخط الأول والأخير للممانعة اعتبر خدّام "أن هناك بعض المثقفين يعيشون أوهام الشعارات، الشعارات لم تعد تخدم الأنظمة التي جاءت للحكم عن طريق ثوري، فالغريب أن تكون شعوبها من أكثر الشعوب معاناة لذلك قضايا الأمم لا تحل بالشعارات"، ولفت إلى "أنّ هناك شعب ُيقتل"، متسائلا "إذا كان هذا النظام نظاما وطنيا بالفعل فهل كان يجعل الجيش ينتقل من مكانه الطبيعي في حماية الحدود لقتل الناس، وهل يؤسس لصراع طائفي؟". وشدد على أننا لا نستطيع أن نتوقف عند هذه الشعارات.

المصري ينفي أية علاقة بترتيب اللقاء

فهد المصري

وفي اتصال لـ"إيلاف" إلى باريس مع الإعلامي السوري فهد المصري شدد على "عدم وجود أية علاقة له بترتيب اللقاء بين التلفزيون وعبد الحليم خدّام كما زعمت بعض المواقع الالكترونية المقربة من النظام السوري، وأنه كان موجودا بصفته كصحافي لإجراء حوار لإحدى الصحف العربية كسائر الصحفيين الذين كانوا موجودين لدى لقاء خدام مع التلفزيون الإسباني، وليس الإسرائيلي كما تم الترويج"، كما شدد المصري على استقلاليته وعدم تبعيته لأي تيار سياسي كان، وأنه يقف على مسافة واحدة من الجميع للالتزام بحيادية عمله المهني، وعبّر عن اعتقاده أن خدّام قد تعرض لعملية خداع إسرائيلية وسورية كبيرة تهدف إلى تغطية فشل النظام السوري، وكذلك في تشويه صورة كل من يعارض النظام الحاكم في دمشق.

 عملية تجسس

وكشفت مصادر فرنسية لـ"إيلاف" أن النائب السابق للرئيس السوري قد تلقى هدية من الصحافي الإسباني الذي أجرى معه الحوار ومترجمه الفلسطيني زياد درويش إلا أن الأمن الفرنسي المسؤول عن حماية خدّام اكتشف بعد مغادرة خدام لبروكسل عن وجود أشياء معدنية دقيقة داخل الهدية، والتي كانت عبارة عن عكاز مما اضطر الأمن الفرنسي إلى التحفظ على العكاز وإرسالها إلى الجهات المختصة لفحصها، وتشير المعلومات الأولية والتي تنتظر تأكيداً رسمياً عن تكهنات بوجود جهاز تجسس وإرسال داخل الهدية مما يعزز فرضية ضلوع الموساد الإسرائيلي أو أكثر من جهاز أمني في عملية خداع تعرّض لها النائب السابق للرئيس السوري.

 

مطالبة اوكامبو بإصدار مذكرة توقيف بحق العقيد معمر القذافي

تدخل المحكمة الجنائية الدولية على خط الصراع الليبيّ قد يحلّ النزاع

أشرف أبو جلالة/ايلاف

أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو اوكامبو أنه سيسعى لإلقاء القبض على القذافي ونجله سيف الإسلام وعبد الله السنوسي

القاهرة:  مع تواصل الصراع في ليبيا، بعد أن بدا الحل العسكري السريع أقل احتمالاً على نحو متزايد، اتخذت المحكمة الجنائية الدولية خطوات من شأنها أن تساهم في إلقاء القبض على الزعيم الليبي، معمر القذافي، ومحاسبته على ما اقترفه من جرائم بحق مواطنيه.

فقد أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو اوكامبو، يوم أمس، أنه سيسعى لإلقاء القبض على القذافي ونجله سيف الإسلام وعبد الله السنوسي، رئيس جهاز المخابرات الليبية، بسبب الهجمات المنهجية واسعة النطاق التي تم شنها على المدنيين. ورأت في هذا السياق اليوم مجلة فورين بوليسي الأميركية أن التساؤل الذي يفرض نفسه الآن : هل سيعيق خطر الملاحقة القضائية للمحكمة الجنائية الدولية الزعيم الليبي عن التفاوض بشأن رحيله عن السلطة في نهاية المطاف ؟

وأكد بعضهم أن الالتزام التام بالقانون يزيل جزرة ذات قيمة محتملة – هي الصفح - من مجموعة أدوات المفاوض. وفي الوقت نفسه، بدأ يعرض القادة الليبيون الخيار الخاص بإمكانية وقف إطلاق النار. وهو ما جعل المجلة تتساءل : لما يتواجد خطر إطالة عهد الإرهاب في ليبيا من أجل مثالية أخلاقية ؟ - ثم قالت إنه تساؤل نزيه، وإن كان مألوفاً، في وقت نقوم فيه بعمل اختيارات تكتيكية مماثلة كل يوم في مدننا وبلداتنا.

وفي ما يتعلق بانتقال الصراع إلى الساحة الدولية، قالت المجلة إن الخبرة المتراكمة خلال العقدين الماضيين تبين أنه وعلى الرغم من أن احتمالية العدالة قد تدفع ببعض المستبدين المترنحين إلى التشبث بالسلطة على المدى القصير – وكثيرًا ما يستشهد على تلك الحالة برئيس زيمبابوي روبرت موغابي – فإن محاكمة قادة كبار متواجدين في السلطة عن جرائم حرب اقترفوها غالبًا ما تُسرِّع من وضع نهاية للصراع.  

ففي العام 1995، ظل التطهير العرقي مستعرًا لمدة ثلاث سنوات في البوسنة، وهو ما أسفر عن وفاة عشرات الآلاف، وحدوث جرائم اغتصاب على نطاق واسع، ونزوح أعداد كبيرة من المدنيين. وعندما أدانت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا سابقًا اثنين من الجناة الرئيسيين – وهما زعيم صرب البوسنة رادوفان كارادزيتش وقائده العسكري الجنرال راتكو ملاديتش – عشية محادثات دايتون للسلام، صرخ البعض صرخات كريهة. لكن تهديد الملاحقة القضائية لم يمنع المفاوضين من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب. وبالفعل، عن طريق إبعاد المتهمين عن حضور محادثات دايتون، ربما ساعدت الاتهامات المسؤولين الأميركيين في إيجاد أرضية مشتركة بين البوشناق والكروات والصرب، تبعاً لما ذكرته المجلة.

وبعد محادثات دايتون، بقي الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش في السلطة، وواصل استخدامه للعنف من أجل تحقيق غايات سياسية. وفي عام 1998، وبينما اشتد الصراع في كوسوفو مع تزايد التقارير التي تحدثت عن الفظائع التي ارتكبها الجيش اليوغوسلافي والقوات شبه العسكرية الصربية بحق المدنيين الألبان، أطلق الناتو سلسلة من الغارات الجوية ضد يوغوسلافيا لإجبار ميلوسيفيتش على وقف العمليات العسكرية. وجاءت لائحة الاتهام من جانب المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا سابقاً بحق ميلوسيفيتش في أيار/ مايو عام 1999، مع تواصل حملة الناتو العسكرية في كوسوفو، لتثير القلق من أنه وعن طريق تجمد المواقف من جميع الأطراف، فإن ذلك سيحول دون التوصل إلى اتفاق. لكن بعد مرور أسبوعين، انتهت الحرب عندما قبل ميلوسيفيتش بشروط خطة سلام توسطت فيها الولايات المتحدة، رغم لائحة الاتهام. وخرج من السلطة بعد انتخابات أجريت أواخر عام 2000 وتم تسليمه إلى عهدة الأمم المتحدة في حزيران / يونيو عام 2001.

وفي إفريقيا، كذلك، قالت فورين بوليسي إن مشاعر القلق بدأت تتزايد بشأن أثر العملية القضائية في مفاوضات السلام المحتملة أو الجارية. فقد سبق للمسؤولين الغانيين أن أصيبوا بنوبة من الغضب في حزيران/ يونيو عام 2003، عندما أعلنت المحكمة الخاصة لسيراليون عن لائحة اتهام ضد الرئيس الليبيري تشارلز تايلور أثناء حضوره محادثات في أكرا تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية في ليبريا. ورغم رفض غانا إلقاء القبض على تايلور، إلا أن لائحة الاتهام جعلت من المستحيل سياسياً بالنسبة له أن يستمر كرئيس. وبعدها بشهرين، فر إلى نيجيريا بموجب منحه حق اللجوء من جانب الرئيس النيجيري في مقابل تعهده بألا يتدخل بعد ذلك في الشأن السياسي الليبيري. وفي 2006، اضطر تايلور إلى الفرار من مخبئه في نيجيريا. وتحول فيما بعد إلى المحاكمة في لاهاي. وتعتبر ليبيريا اليوم بلد ينعم بالسلام.

ثم تحدثت المجلة عن أن المحكمة الجنائية الدولية سبق لها أن أصدرت أول أوامر اعتقال خاصة بها في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2005 بحق كبار قادة جيش الرب للمقاومة في أوغندا. وفي منتصف العام 2008، أعرب مسؤولون أميركيون ومسؤولون آخرون عن قلقهم من أن يهدد طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بتوجيه الاتهام إلى الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور باشتعال الحرب في جنوب السودان. ثم مضت المجلة تقول – استناداً إلى تلك النماذج – إن العدالة غالباً ما تكون جديرة بالمتابعة، ليس فقط من أجل تحقيقها، وإنما لأنها تساعد كذلك على حل النزاعات عن طريق زيادة الضغوط الدولية. 

ورغم اعتراف المجلة بأن المحكمة الجنائية الدولية لا تكون غالباً الأداة الأنسب للحكم على الحقائق وفرض العقوبات، إلا أنها قالت إنه طالما كانت المحاكم المحلية غير قادرة أو غير راغبة في محاسبة رؤساء الدول وغيرهم على ما اقترفوه من جرائم خطيرة، فإن العدالة الدولية ( سواء كانت من خلال المحكمة الجنائية الدولية أو محاكم مختلطة تدعمها الأمم المتحدة ) ستظل عناصر أساسية في إطار المساءلة العالمية الناشئة.

 

الجيش السوري يحفر المقابر الجماعية لشعبه.. واخزياه؟

داود البصري/ايلاف

لايمكن أبدا تصور الفظائع الدموية القائمة في سوريا حاليا والتي تدخل بكل تأكيد ضمن إطار المجازر الإرهابية ضد الجنس البشري، ولا يمكن بالتالي فهم و تبرير تلك الحملات الدموية المرعبة التي تقوم بها قطعات الجيش السوري ضد أبناء الشعب السوري المنتفض في مدن سوريا المختلفة من درعا وحتى حمص و تل كلخ وأطراف دمشق وحملات التطويق و المحاصرة ومن ثم الإبادة بذريعة الدفاع عن النظام السياسي، فالنظام الذي يتفنن في وضع الخطط والستراتيجيات الحربية في قتل شعبه قد فقد الشرعية والصلاحية ولم يعد ممكنا الإعتراف به كممثل للشعب السوري الشجاع الذي يتحدى رجاله و حرائره كل يوم الرصاص السلطوي الهمجي المصبوب و يخرج رافعا قبضات يديه رافضا الظلم و الإستهتار و الإستئثار بمصير البلد و أهله من أجل الدفاع عن حفنة من اللصوص والمجرمين والقتلة وسارقي المال العام و أبناء العائلة الذهبية الذين يريدون إستعباد الناس وحرف إرادة الجماهير والقفز على أحلامهم و تطلعاتهم في بناء سوريا الحرة الجديدة التي تخرج من إطار الحكم الشمولي العسكري بحمولاته الطائفية والعائلية التي أصبحت من نفايات التاريخ!

كيف يمكن مجرد تصور أن يشهر جيش الشعب سلاحه المهان على الشعب بدلا من أن يحميه؟ وكيف يرضى قادة ذلك الجيش الذي إقترف الهزائم تلو الهزائم أمام العدو الصهيوني أن يتحول لمخلب قط بيد قيادة فاشية مجرمة لا ترعى حرمة ولاتقيم وزنا وإعتبارا؟ لأحد وتتصور بأن سوريا العظيمة بشعبها الشجاع والصابر و الأصيل مجرد ضيعة لهم ولغلمانهم ومماليكهم ؟ كيف يمكن لقادة الجيش الذي هرب بشكل ذليل لايلوي على شيء وهو يسحب آلياته المتهالكة من لبنان بعد مقتل الشهيد رفيق الحريري عام 2005 أن يمارس فحولته المزورة على نساءو شباب وأطفال سوريا الذين حرجوا ليغيروا التاريخ ويعيدوا صناعة المشهد الإقليمي ستراتيجيا بقبضاتهم العارية وبإيمانهم اللامحدود بقدرتهم على صنع النصر الشعبي الكبير ؟ ألا يخجل جنرالات سوريا وهم يلوغون بدماء شعبهم في درعا المجاهدة وحمص البطلة وبانياس الصامدة وحلب العظيمة وكل قطعة أرض سورية طاهرة إنتفضت ضد الظلم والإستهتار وحكم اللصوص والمخابرات وعملاء النظام الإيراني الشعوبي المتغطرس بينما أرض سورية عزيزة ومقدسة تقع تحت براثن الإحتلال الصهيوني الذي يراقب قادته ( شجاعة جيش النظام السوري الفائقة و المدهشة ) في ذبح شعبه ويضحك جنرالاته ملأ أشداقهم على الخدمات التاريخية العظمى التي يقدمها قادة الجيش السوري للإسرائيليين كثمن للدفاع عن طاغية دموي متوحش ومدلل لا تعرف الرحمة لقلبه سبيلا ولا الإنسانية لمشاعره مدخلا ؟ هل بإنتصار الجيش على شعبه ودحره لإنتفاضته سيتحقق التوازن الستراتيجي مع الإسرائيليين ؟ وهل بقتل الشباب السوري الحر وإعتقال رجاله ومفكريه وناشطيه سيتعزز الصمود والتصدي المزعوم ؟ بل هل سيجرؤ رئيس النظام السوري الذي يذبح شعبه على الوقوف شامخ الرأس أمام القيادات الدولية التي تضحي وتتفانى في خدمة شعوبها بينما يكرر هو وطاقمه من عتاة المجرمين والمسعورين السيناريو الغث والإرهابي الذي خطه مؤسس النظام في ثمانينيات القرن الماضي حينما إستباح المدن وأثخن في القتل متذرعا بحماية المعسكر الشيوعي المنقرض وبتوازنات الحرب الكونية الباردة التي أضحت في ذمة التاريخ ؟.. نقولها صريحة وواضحة للمجرمين في النظام السوري بأن التاريخ النضالي الحي للشعوب الحرة يقول بأنه مع كل قطرة دم مضافة يستبيحها النظام تحفر أخاديد عميقة من الثأر التاريخي الذي سيؤدي في النهاية لإنتصار الشعب السوري ولرؤية جلاديه في قفص الإتهام لينالون جزائهم العادل،وهو يوم لم يعد بعيدا بل أن المسافات الزمنية والمكانية باتت تطوى للوصول إليه قريبا، لقد أعلنها الشعب السوري بدماء رجاله ونسائه الأحرار بإنه لاعودة للماضي، وبأن أصنام الهزيمة والطغيان قد أسقطت نهائيا، وبأن كل فذلكات والاعيب وحيل ومبررات النظام التخويفية لم تعد تقنع أحدا، فقاطرة الحرية السورية ستجر الطغاة نحو حتفهم الذي رسموه بأياديهم الملطخة بدماء الشعب السوري، أما قادة الجيش السوري فإن فرصتهم مازالت متاحة للإنحياز لصالح شعبهم قبل أن يلعنهم التاريخ كما لعن الطغاة والمتجبرين الذين من قبلهم.. رايات الحرية السورية لن تنتكس أبدا وعقاب الشعب السوري لجلاديه من مماليك العصر الحديث قد أزف أوانه، وسبفرح المؤمنين بنصره بكل تأكيد، ولن يحيق المكر السيء إلأ بأهله.. أما شعب سوريا العظيمة فقد مرغ سمعة وأسطورة الطغاة بالوحل للأبد وسيصنع تاريخ الحرية المقدسة لشعوب الشرق القديم... ومقابر الشعب الجماعية ستكون عارا وخزيا بحق مقترفيها أيا كانوا وعلى قادة الجيش إن أرادوا التنصل من المسؤولية التاريخية وعقاب الشعب القريب و العادل أن يطهروا صفوفهم ويحددوا هوية القتلة و المجرمين الذين قتلوا الشباب السوري بدم بارد ثم حفروا قبورهم الجماعية.. الخزي و العار للقتلة ولاعاصم اليوم من أمر الله...

 

هل ورّط حزب الله اللبنانيين والفلسطينيين في ذكرى النكبة؟

رويدا مروة/ايلاف

هل تواطئ حزب الله والجيش اللبناني على الحدود اللبنانية – الفلسطينية يوم إحياء ذكرى النكبة في 15 أيار؟ وهل دعا حزب الله "خلف الستار" الى مسيرة شبابية مليونية وموّلها نحو الحدود جنوبا" ليستعرض عضلاته، في قدرته على تعبئة الشباب اللبناني والفلسطيني، في أيّ وقت يريد على الجبهة ضدّ اسرائيل؟ وهل أراد حزب الله أن يحجب الأنظار قليلا" عن الأحداث الدموية في سوريا بإشغال الرأي العام عن الدماء السورية التي تسيل بدماء أخرى على الحدود اللبنانية مع فلسطين في يوم النكبة؟ أم أنّ السيّد نصرالله اراد أن يبرهن للرأي العام العربي الاسرائيلي والدولي مقولته الشهيرة أن"اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"؟...

من حرّك الزحف نحو مارون الراس؟

أسئلة كثيرة ومثيرة للجدل تطرح اليوم بعد أحداث 15 أيار من الشباب اللبناني والفلسطيني الذي شارك في المسيرة ونجا ومن أهالي العشرة شهداء و112 جريحا" الذين أصيبوا برصاص الجيش الصهيوني على الحدود... هؤلاء زحفوا نحو مارون الراس صباح 15 أيار على أمل كسر حاجز الصمت العربي والدولي تجاه القضية الفلسطينية، وفقا" لما أعلنوه على المواقع الالكترونية والاعلام قبل أيام من النكبة، وفي محاولة منهم لاعتماد الطريقة نفسها التي استعملها المصريون والتونسيون والسوريون والليبيون واليمنيون في مسيرات وتظاهرات "ربيع ثوارتهم"... أرادوها الشباب في 15 ايار، وفقا" لأحلامهم، ان تكون تظاهرة سلمية بالجسد والروح في وجه الصهيوني، ولكن هناك من ارادها لهم "غير ذلك"... ولكن هل يعقل أن يخطر للفلسطينيين واخوانهم اللبنانيين المتضامنين معهم والذي يعرفون جيّدا وحشية الصهيوني في مواجهة الاطفال العزّل والشيوخ الأبرياء ان يخطر لهم ان مسيرة سلمية باتجاه الحدود اللبينانية – الفلسطينية قد تمرّ مرور الكرام دون دماء ومواجهات مع الجيش الاسرائيلي؟! أم أنّ من حرّك مشاعر هؤلاء واستفزّ حماستهم لنصرة فلسطين كان يريد لهذا السيناريو الدموي أن يترجم في مارون الراس كما حصل تماما"؟

وقد ضجّت المواقع الاجتماعية منذ عدّة أيام بموعد الخامس عشر من أيار للزحف نحو فلسطين رافعين شعار "حان ربيعك يا فلسطين" إحياء لذكرى النكبة... وبدأ النشطاء والشباب والمدونون يبتهجون ببدأ الزحف الجماهيري العربي نحو فلسطين والذي توقع الكثيرون أنّ يزرع شرارة ثورة سلمية عربية لاسترجاع فلسطين إذ تحدث كثيرون أنّها ستكون خطوة أولى تستكمل لاحقا" بخطوات أخرى... وكيف يخطر ببالهم هكذا أمر؟ وجبهة "اللاستقرار السوري" مفتوحة على مصراعيها! وكيف خطر لهم وجود خطوات قادمة و"شرارة حرب اقليمية" مع اسرائيل لم تندلع بعد!... وقعوا في فخّ أحلامهم ومن "استغل" أحلامهم لتحقيق نصر تكتيتكي ضد اسرائيل في هذه الفترة الحساّسة سياسيا وأمنيا... وجاءت المشاركة في إحياء النكبة من لبنان ومصر وسوريا، ولكنها في لبنان جاءت فاتحة" أحداث دموية على الحدود اللبنانية-الاسرائيلية... فعلى الرغم من التدابير المشدّدة التي اتخذتها وحدات الجيش اللبناني في منطقة مارون الراس لمواكبة تجمع المحتشدين بمناسبة يوم النكبة، أقدمت قوات العدو الاسرائيلي على اطلاق النار باتجاه التجمع المذكور مما ادى الى استشهاد عشرة من المحتشدين واصابة مئة واثني عشر آخرين بجروح مختلفة، بعضهم في حالة الخطر...

بين 15 ايار و 25 ايار: ماذا كسب حزب الله؟

 بعد عدّة ايام يصادف ذكرى تحرير الجنوب في الخامس والعشرين من أيّار وسيكون الاحتفال كعادته منذ العام 2000 يوم مبايعة "لحارس الحدود" و"حامي راية المقاومة الاسلامية" الذي غاب عن 15 أيّار 2011 وفتح المجال لتسيل دماء جديدة في الجنوب لأسباب كان يمكن تلافيها... 25 أيار يوم "مشرّف" لحزب الله ولبنان والعرب ويوم "نكسة" لاسرائيل ولحلفائها جميعا... ولكن هل سيضيف 15 أيار شرفا" على "حامي" جبهة 25 أيار أم سيكون نقطة سلبية سيعرفها الاحتفال بعيد التحرير هذا العام؟... نصف الاجابة سيكون في خطاب السيد حسن نصرالله القادم في 25 ايار وفي التحليلات التي سيطلقها حول ما جرى في مارون الراس...

وبالعودة لمارون الراس، فقد أخطأ الشباب المحتشد على الحدود برميهم الحجارة على الجيش اللبناني مما أدى الى اصابة بعض العناصر الذين ردّوا على المعتدين بالضرب بالهراوات ممّا رفع بدوره حدّة التوتّر فقام الجيش المتمركز أسفل الوادي باطلاق الرصاص في الهواء للتفرقة، أو ربما "خوفا" على الشباب من الرصاص الاسرائيلي اذا قاموا بهكذا أعمال بوجه الاسرائيليين، ولكن شباب المخيمات المشارك في المسيرة ومعهم الشباب الللبناني والذي حلم كثيرا بثورة تشبه ثورتي مصر وتونس وليبيا ضدّ الطاغية الصهيوني، والشباب الآتي من المخيمات الفلسطينية ذي الظروف المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والامنية الصعبة حاملا" معه خيبات آماله من قادته السياسيين وعلى الرغم من المطالبة الخجولة لحزب الله والقوى الأمنية في المكان منهم التراجع، الّا انهم تشجعوا للمتابعة سيرا على أقدامهم فارتموا بأجسادهم الى الصفوف الأمامية نحو الشريط الشائك، فكانت بنادق الجنود الاسرائيلين الجواب على ارادة الشباب...

هذا "التواطؤ المحتمل"، ونقول محتمل لأن المعطيات ليست كافية لتأكيده لأنه لم يكن ممكنا الاعتماد على إعلام 14 و 8 آذار المنحاز لتقدير حقيقة ما حصل مقابل الاستناد على القصص سردها الناجون من المسيرة، والذي بدأ بتغيّب لعناصر من انضباط حزب الله- الاّ القليل جدا"- أمام الشريط الشائك وصولا" الى التغيّب لعناصر اليونيفيل برغم ضرورة تواجدهم ولو شكليا في هكذا يوم... فهل غاب عن ذكاء حزب الله حجم التنظيم الضئيل لهكذا مسيرة أمام ضخامة الأعداد المشاركة! وهل غاب عنهم قلّة خبرة ووعي الشباب المشاركين في المسيرة والذين يحملون "دماء حامية" ومستعدون للتضحية بحياتهم في هكذا مسيرة "مجهولة النتائج"؟، وهل تجاهل حزب الله اعلان اسرائيل قبل يومين تفريغ 1500 قناص على كافة الأراضي على الحدود مع الأراضي الفلسطينية؟ ولماذا سقوط الشهداء واحد تلو الآخر لم يعزّز وجوب أي تدخّل أمنيّ سواء ان كان من قبل الحزب او الجيش اللبناني؟ ولكن ألا نظلم حزب الله هنا لو طلبنا منه الرّد على الرصاص الاسرائيلي فيتكرّر سيناريو خطف الجنديين الاسرائيليين في تموز 2006 وبالتالي إعطاء ذريعة جديدة لاسرائيل لكارثة أخرى في لبنان؟ وهل نلوم الجيش اللبناني "الضعيف" من حيث الامكانيات العسكرية على عدم صدّه النيران الاسرائيلية؟

عذرا" فلسطين...التحرير ليس الآن!

 ما لم يغب بالتأكيد عن بال حزب الله و"تخطيطه الذكي" ثلاثة أمور رئيسية.... أولا أنّ هذا العام هو عام التغيّرات عربيا وبالتالي فانّ تنظيم إحياء مختلف للنكبة سيكون أمرا ممكنا، وثانيا ان الأنظار متّجهة الآن نحو مكان آخر قد يكون حزب الله وحلفائه متضرّرا منه وبحاجة لابعاد الأنظار عنه ولو قليلا أي "سوريا الشقيقة، وثالثا أنّ الرأي العام اللبناني والفلسطيني جاهز لتلّقف هكذا دعوة بمسيرة ملوينية نحو فلسطين بسهولة بعد نجاه ثورتي مصر وتونس... وجاءهم "تلّقف" الدعوة على" طبق من الماس" اذ حقق حزب الله هدفه بطريقة غير مباشرة عبر الأحداث الدموية، لم يسعى للدماء ولكنه شاء أم أبى استفاد منها، خاصة" أنّه لم يدعو مناصريه الى المشاركة ولم تلتصق به رسميا الدعوة للمسيرة... ولكن ألم يكن جديرا" بجمهور حزب الله وغيرها من الأحزاب اللبنانية التي تحمل اسم "فلسطين" وقضية اللاجئين الفلسطينيين شعارا في خطاباتها أن تطلب من مناصريها الذهاب الى الحدود في ذلك اليوم؟ أم تركت الساحة للشباب المستقل من اللبنانيين وشباب المخيمات الفلسطينيية "المقهورين" ليكونوا في وجه "مدافع" اسرائيل الوحشية وحدهم؟

وتساءل الكثيرون في مصر ولبنان وسوريا، أي البلدان التي شهدت دعوات ملوينية لنصرة فلسطين في يوم النكبة، ألا يجدر بنا قبل "مليونية فلسطين"، التي سنسرد لاحقا" انها تحتاج الى تكتيكات واستراتيجية جديدة للدفاع عن قضيتها عربيا" ودوليا" غير الوقفات التضامينة، ان نّنظم مليونية للقضاء على الفتنة الطائفية؟ مليونية للوحدة الوطنية؟ مليونية لمحاربة الفساد السياسي؟ مليونية لتخفيض الضرائب؟ مليونية لبناء مجتمع ديمقراطي مدني يعيش فيه المسلم والمسيحي معا بسلام وثقة متبادلة؟؟...

التحرير في مارون الراس... والعلمانية في بيروت

في المقلب الآخر من لبنان وتحديدا في العاصمة بيروت، سارت تظاهرة لمئات من العلمانيين في ذلك اليوم... نعم انّه لبنان بلد التناقضات فلا تستغربوا!... مسيرة نحو فلسطين في مارون الراس جنوبا" ومسيرة للدولة المدنية الحرّة المستقلة في بيروت... تزيّنت جدران بعض شوارع بيروت بشعارات كثيرة تدعو إلى العلمانية مثل "كن علمانيا أو مت وأنت تحاول" "شو طايفتك؟ ما خصّك.." و"بدي اتزوج ببلدي" وعلى جانب الطريق وزّعت ورود وضعت في علب زرقاء، رافقت بعض المشاركين طيلة المسيرة، باعتبارها ترمز للسلام، بحسب قولهم... إلا أن الشعار الذي حصل على أكبر نسبة من التأييد والتكرار كان: "العلمانية هيّ الحل"... وأمام مجلس النواب رفع العلمانيون شعارت أكثر واقعية مثل "يا نائب بواجبك قوم، قوم وصوّت ع القانون" والمقصود هنا قانون للأحوال الشخصية وقوانين تحمي المرأة من العنف الأسري وحقها بمنح الجنسية لأولادها.. وانتهت المسيرة في منطقة رياض الصلح بإلغاء الاحتفالات التي كانت مقررة، تضامنا مع مسيرة العودة إلى فلسطين والشهداء الذين سقطوا في مارون الراس، على الحدود اللبنانية الفلسطينية... إذن لم تكتمل فرحة الشباب العلماني في لبنان في ذلك اليوم بفعل أحداث الجنوب الدامية! وببساطة دائما يدفع اللبناني ثمنا باهظا بخسارة أحلامه وآماله لصالح مشاريع لا تخدم مصالحه ولا تخدم قضاياه الداخلية الراهنة...

من يتحمّل مسؤولية ما حصل؟

أما على صعيد الأمم المتحدة، فكالعادة موقف الأمم كا هو نفسه "راوح مكانك" و" دلال معهود" لاسرائيل وقادتها حيث أبدى الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز قلقه إزاء الأحداث التي حصلت عند الخط الأزرق الفاصل بين لبنان واسرائيل، مبديا آسفه الشديد لسقوط خسائر في الأرواح، معتبرا أن الأحداث تطورت بشكل أصبحت من أكثر الحوادث جدية التي وقعت منذ العام 2006... ودعا كافة الأطراف لممارسة أقصى درجات ضبط النفس والى الاحترام الكامل للقرار الدولي رقم 1701...فهل نتوقع غير ذلك من الأمم المتحدة وهي كعادتها "لا تربط" و "لا تحلّ" في حسم أيّ موقف أو قرار ضدّ اسرائيل... وبالمناسبة نتساءل عن حجم الشجب العربي لما حصل في مارون الراس؟...

لنهبّ لتغيير العلقية الفلسطينية!

لن تتحررّ فلسطين طالما ليس هناك تغيير في العقلية الفلسطينية في كيفية مناصرة قضيتهم داخليا" وعربيا" ودوليا"... نعم تصالحت الفصائلل الفلسطينية قبل ايام وحسنا فعلوا بالقيام بذلك قبل أيام من ذكرى النكبة ولكن ما هي الخطوة القادمة لهم؟ ومن يحمي مصالحتهم من الزوال في فترة تتصارع اقليميا محاور عربية وفارسية وتركية وأجبينة متناقضة الأطماع والمصالح؟...والأهم من ذلك أن مراجعة الدعاية الصهيونية لقضية حق اسرائيل في "ارض الميعاد" أصبح واجبا ملّحا اليوم...فهل يقرأ الفلسطينيون والعرب التاريخ والحاضر جيّدا؟...هل قرأوا ان اسرائيل بتكتلات اليهود الاقتصادية تسيطر على العالم واقتصاد مراكز القرار؟ هل قرأوا ان يهود العالم هم من طبقوا النظرية الماركسية ورفعوا شعار "يا يهود العالم اتّحدوا"... نعم هذا هو سرّ اسرائيل: العقيدة، الدين، والاتحاد... ولاتحدثونا عن القوّة العسكرية لأنها تشترى وتباع بالمال ليس أكثر... علما" ان عقيدة القتال لدى الاسرائيليين ترتبط بالعقيدة الدينية و"غسيل المخ" أكثر من قوة الارادة...أماّ لو أخذنا عقيدة قتال حزب الله ومقاتليه فسنجدها عقيدة قوية يستحيل زعزعتها لأنها تجمع بين الدين والقناعة والجهاد في سبيل الله وقوة الارادة مدعومة بتاريخ من الظلم والاحتلال لجنوب لبنان بنى من مقاتلي حزب الله رجالا أشدّاء...اذن ليس بالمال وحده تتحقق القوة بل بالجمع بين المال والاتحاد والعقيدة القوية... والعرب لا يمكنهم ان يقولوا ان فلسطين "قضيتهم" قبل ان يتحدوا مع بعضهم فيصبحوا "شيئا" مؤثرا في المجتمع الدولي لا "مفعولا به"... ولا يمكن للفلسطيني ان يحلم بحلّ النزاع على أرضه قبل أن يعرف ان استراتيجية جديدة مطلوبة منه في مخاطبة المجتمع الدولي والرأي العام الأميركي والأوروبي بشكل خاص لتوضيح كل الاكاذيب التي تروّجها اسرائيل وحلفائها حول القضية الفلسطينية...

إذن لم تمرّ ذكرى مرور 63 عاما" على النكبة الفلسطينية كسابقتها من المرات منذ عقود طويلة، بل جاءت وسط أجواء ربيع الثورات العربية من جهة والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة من جهة أخرى... وبأحداث دموية على الحدود الفلسطينية – اللبنانية والحدود السورية – الفلسطينية وكأنّنا كنا بحاجة لمزيد من دماء الابرياء لنعرف ان اسرائيل "همجية" وأنّها تضرب بعرض الحائط القرارات الدولية لمجلس الأمن؟ لا لم نكن بحاجة كشعب لكل ما حصل لنعرف ذلك ولكن الجواب حتما" ان "البعض" كان بحاجة ل"عرض عضلاته"!...

*باحثة في العلاقات الدولية 

 

الاهتمام الدولي بالانتفاضة الشعبية يفرض سيناريوهات غير مريحة للنظامين  

الثورة السورية تكتب نهاية حليف إيران... وتغتال أحلام طهران

السياسة،القاهرة - محمد عباس ناجي:

مع تصاعد حدة الاحتجاجات في مواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد سارعت ايران الى تقديم دعمها للحفاظ على استقرار حليفها الأهم في المنطقة, فوصفت المظاهرات التي اجتاحت المدن الرئيسية بأنها "مؤامرة خارجية دبرتها قوى متربصة لتقويض دعائم النظام", وقدمت خبرتها في التعامل مع الأزمة الداخلية التي واجهتها في العام 2009 نتيجة الاعتراض على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز الرئيس أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية, مثل أسلوب التعامل مع المواقع الاجتماعية على الشبكة الدولية للمعلومات (الانترنت) على غرار " "تويتر" و"فيس بوك" و"سكاي بي", التي كان لها تأثير كبير في تصعيد حدة الاحتجاجات الداخلية في مواجهة النظام.

هذه التحركات الايرانية الحثيثة لدعم نظام دمشق يمكن تفسيرها بأن مخاوف عدة انتابت ايران تجاه التداعيات المحتملة للأزمة الداخلية السورية التي دخلت مرحلة خطيرة وحاسمة ليس فقط بسبب السياسة القمعية التي انتهجها النظام في التعامل معها, وربما يكون ذلك هو الأهم, بسبب انتشارها رأسيا وأفقيا داخل عدد من المدن السورية الرئيسية ونجاحها في استقطاب اهتمام دولي بدأ يتصاعد تدريجيا بشكل يطرح دلالات ويفرض سيناريوهات غير مريحة سواء لدمشق أو لطهران.

ان فشل النظام السوري في تفادي "التسونامي الثوري" الذي بدأ في اجتياح منطقة الشرق الأوسط وأسقط حكمي الرئيسين المصري حسني مبارك والتونسي بن علي, يعني فقدان أحد أهم حلفاء ايران في المنطقة, الذي لعب لفترة طويلة دور "همزة الوصل" مع حلفائها الآخرين في لبنان وفلسطين, وبالتالي توجيه ضربة قوية لطموحات ايران في أن تصبح رقما مهما في معظم الملفات الاقليمية ان لم يكن مجملها ومنح فرصة لخصومها لكبح طموحاتها النووية والاقليمية.

 مشكلة التعامل مع البدائل

فضلا عن ذلك, فان ايران لا تبدو مستعدة بعد لمواجهة احتمال انهيار النظام السوري, من خلال فتح قنوات تواصل مع قوى المعارضة السورية التي يمكن أن تمثل بديلا محتملا للنظام, بل ان مؤشرات عدة تؤكد أن ثمة حالة من التوتر تسود علاقاتها مع بعض هذه القوى نتيجة امتعاض الأخيرة ليس فقط بسبب الدعم القوى الذي تبديه طهران لنظام بشار الأسد, وانما بسبب السيطرة الواضحة من جانب ايران على بعض مفاصل صنع القرار السياسي والاقتصادي في سورية.

فقد سبق أن قامت حركة "العدالة والحرية" المعارضة بتمويل دراسة مهمة أعدها "المعهد الدولي للدراسات السورية" العام 2008, حذرت من الزيادة الملحوظة في عدد الهيئات والمؤسسات والحوزات العلمية التي تقوم ايران بتأسيسها في سورية بهدف نشر التشيع بأبعاده السياسة والدينية, وأشارت الى أنه رغم أن هذه السياسة بدأت منذ عهد الرئيس السابق حافظ الأسد, الا أنها لم تصل الى الدرجة نفسها التي بلغتها في الفترة الحالية, وعددت الدراسة بعض الحوزات التي قامت ايران بتأسيسها مثل حوزة "الامام الصادق", وحوزة "الامام المجتبي", وحوزة "جواد التبريزي", و"حوزة الامام علي", و"حوزة الرسول الأعظم".

كما اتهمت بعض القوى السياسية السورية ايران بدعم الاجراءات التي اتخذها النظام السوري في مواجهة الاحتجاجات الداخلية من خلال ارسال فيالق تابعة للحرس الثوري الى دمشق, وأضفت مصداقية على الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة الأميركية وبعض القوى الكبرى في هذا السياق. وبالطبع, فان وصول أي من هذه القوى الى السلطة في حالة انهيار النظام الحالي سوف يؤدي في الأغلب الى تفكيك التحالف مع ايران.

 والأهم من ذلك دخول بعض القوى الاقليمية والدولية على خط التجاذبات الداخلية بين المعارضة والنظام, بشكل يمكن أن يدعم من حضورها في حالة انهيار الأخير. ففي حين كشفت وثائق "ويكيليكس" عن قيام وزارة الخارجية الأميركية بتقديم دعم مادي لبعض قوى المعارضة واحدى الفضائيات السورية المحسوبة عليها, استضافت تركيا بعض رموز قوى المعارضة التي هاجمت السياسة التي ينتهجها النظام السوري وضغطت على الأخير من أجل اجراء اصلاحات حقيقية ما أدى الى توتير علاقاتها مع نظام دمشق في الآونة الأخيرة.

تأشيرة المرور: فك التحالف مع إيران

وفي رؤية طهران, فان الأزمة لا تنتهي عند هذا الحد, اذ ان بقاء النظام السوري لا يضمن بالضرورة استمراره في الالتزام بالسقوف التي يفرضها التحالف مع طهران, لاعتبارات عدة أهمها أن نجاحه في الخروج سالما من الأزمة السياسية الحالية يقتضي في البداية اجراء اصلاحات سياسية جذرية في بنيته الداخلية, وهو ما يمكن أن يعجل بسقوطه بسبب السياسة القمعية التي ينتهجها في التعامل مع المحتجين فضلا عن انتشار الاحتجاجات في الكثير من المدن الرئيسية التي مثلت في السابق قواعد حليفة للنظام, وهنا يجب الأخذ في الاعتبار أن الاحتجاجات بدأت في محافظة درعا المعروفة تقليديا بأنها "مستودع" لأنصار النظام وأحد أهم مصادر تفريخ رموزه ومسؤوليه مثل فاروق الشرع نائب الرئيس, وامتدت الى مدينة حلب ثاني أكبر المدن من حيث عدد السكان وأحد أهم نقاط التماس السني الشيعي ومعقل مهم لحركة "الاخوان المسلمين", ووصلت الى مدينة اللاذقية التي تتسم بوجود غالبية شيعية علوية فيها, بما يمكن أن يدعم من احتمال انضمام بعض عناصر هذه الطائفة لحركة الاحتجاج في مواجهة النظام الذي تسيطر عليه.

لكن الأخطر من ذلك هو أن هذه الخطوة لن تساعد النظام في تجنب شبح السقوط من دون أن تستقطب اهتماما ودعما دوليا, وهو ما لن يحدث الا في حالة اتجاه النظام لاجراء تغييرات في سياسته الخارجية باتت تمثل أولوية لعدد من القوى الكبرى لاسيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا, وبالتحديد تجاه تقليص العلاقات مع ايران والابتعاد عن لعب دور الوسيط أو ما يسمى ب¯"همزة الوصل" بين ايران وكل من "حزب الله" اللبناني وحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" الفلسطينيتين.

أسلوب التعامل مع نظام دمشق

 الملاحظ هنا أنه رغم اتفاق القوى الكبرى على أهمية تحقيق ذلك باعتباره أحد أهم الوسائل التي يمكن أن تساعد على تقليم أظافر ايران الاقليمية بدرجة تدفعها الى انتهاج مرونة في سياستها المتشددة التي تثير قلق القوى الاقليمية والدولية خصوصا فيما يتعلق بأزمة ملفها النووي, الا أنها اختلف حول أدوات انجاز هذا الهدف, وهو ما انعكس في التباين الدولي الملحوظ حول مدى وطبيعة العقوبات التي يجب فرضها على نظام الرئيس بشار الأسد بسبب السياسة القمعية التي ينتهجها في المواجهة مع المحتجين.

فقد تزعمت فرنسا الاتجاه المتشدد الذي دعا الى فرض عقوبات قاسية على النظام السوري تتضمن الرئيس نفسه, باعتبار أن فرض عقوبات مخففة يمكن أن يوجه رسالة خطأ الى النظام السوري الذي سوف يقرأها حتما على أنها تعكس عجزا دوليا عن تكرار "النموذج الليبي" مع دمشق, بشكل يمكن أن يدفعه الى مواصلة سياسته القمعية لاخماد الاحتجاجات التي تتصاعد يوما بعد الآخر. ومن هنا لم تكتف فرنسا بفرض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي, تشمل تجميد أرصدة وعدم منح تأشيرات دخول لدول الاتحاد, على أربعة عشر مسؤولا سورية منهم شقيق الرئيس ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة وقائد الحرس الجمهوري الذي يضطلع بدور رئيسي في المواجهات مع المحتجين, بل شاركت في الحملة التي استهدفت منع سورية من الحصول على مقعد في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة, وتسعي في الوقت الحالي بالتعاون مع بريطانيا لاستصدار قرار من مجلس الأمن لادانة القمع الذي تشهده المواجهات بين النظام والمحتجين, مع محاولة اقناع كل من روسيا والصين بعدم عرقلة ذلك, مثلما حدث في بداية مايو الجاري عندما رفضت الدولتان استصدار قرار مماثل بحجة أن التحالف الدولي الذي شن غارات على قوات الرئيس الليبي معمر القذافي تجاوز تفويض الأمم المتحدة.

فيما قادت الولايات المتحدة الأميركية الاتجاه الثاني الذي رأى أن الظروف الاقليمية والدولية تفرض تبني عقوبات متدرجة ومتصاعدة تجاه النظام السوري, بشكل يمكن أن يدفعه فعلا الى اجراء اصلاحات حقيقية في سياسته الداخلية والخارجية, لاسيما أن تضمين اسم الرئيس السوري في قائمة العقوبات في هذا الوقت يمكن أن يقرأه النظام على أنه "لعبة صفرية" بشكل يدعم من احتمال اندفاعه الى الارتماء كلية في أحضان ايران والمراهنة بكل الأدوات المتاحة أمامه لانقاذ نفسه من شبح الانهيار, حتى لو كان ذلك على حساب تدهور علاقاته مع القوى الكبرى التي بذل جهودا مضنية من أجل تحسينها في العامين الأخيرين. فضلا عن أن فرض عقوبات أكثر شدة على نظام دمشق يمكن أن يؤدي الى توتير العلاقات مع روسيا والصين اللتين تهددان باستخدام حق النقض (الفيتو) في حالة صدور قرار ادانة من مجلس الأمن أو فرض عقوبات قاسية على النظام السوري.

تنشيط المحور المصري السوري السعودي

والملفت للانتباه في هذا السياق هو أن هذه التحركات الدولية للضغط على النظام السوري من أجل تفكيك تحالفه مع ايران تزامنت مع ظهور دعوات اقليمية مماثلة تجد في عودة مصر, بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك, الى لعب دور مهم على الساحة الاقليمية وتبني سياسة خارجية متمايزة عن تلك التي انتهجها النظام السابق, فرصة لتنشيط المحور الكلاسيكي (المصري - السوري - السعودي) الذي حكم التفاعلات العربية خلال ما يقرب من ثلاثين عاما على حساب ما يسمى ب¯"محور الممانعة" الذي يضم كلا من ايران وسورية و"حزب الله" اللبناني وحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" الفلسطينيتين.

 ومن هنا يمكن تفسير القلق الواضح في موقف ايران تجاه نجاح القاهرة في تحقيق أول اختراق اقليمي, منذ نجاح الثورة, بتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس" في 4 مايو 2011, بعد ثلاثة سنوات من الصراع الذي بدأ مع سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة في يونيو 2007, وهو اختراق مثل نتيجة مباشرة للجهود الديبلوماسية الحثيثة التي بذلتها القاهرة في الآونة الأخيرة والتي أسفرت عن تقليص نسبي في حدة التوتر في العلاقات مع دمشق.

قلق طهران لا يكمن فقط في امكان أن يؤدي ذلك الى عودة الدفء للعلاقات بين مصر وسورية بما يخصم من تحالفها مع ايران, وانما يرتبط أيضا بامكان أن يدعم ذلك من احتمال حدوث تغيير في مواقف حلفاؤها الاقليميين الآخرين, خصوصا حركة "حماس", التي يبدو أن موافقتها على التوقيع على الورقة المصرية الخاصة بالمصالحة الوطنية وتبني سياسة أكثر مرونة في التعامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) يأخذ في اعتباره السيناريوهات المحتملة للأزمة الداخلية السورية, ولاسيما سيناريو سقوط النظام السوري, الذي يمكن أن ينتج تداعيات كارثية على الحركة في حالة تحققه.

تحالف مرن

فضلا عن ذلك, فان ايران تدرك جيدا أن تحالفها مع سورية مرن لا يحدد سقفا ملزما لطرفيه ويسمح بهامش مناورة واسع وحرية حركة لأطرافه, وهذا الأمر بقدر ما يمثل أداة ايجابية منحت الطرفين مرونة للتعاطي مع التطورات الاقليمية المتلاحقة, يفرض تحديات كبيرة خصوصا أمام ايران, بسبب نجاح سورية في انتهاج سياسة استقطاب عروض المتخاصمين وفتح قنوات تفاوضية مع الخصوم.

 اذ لم يمنع هذا التحالف سورية من الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل العام 2008 برعاية تركية, بهدف استعادة هضبة الجولان وتوقيع اتفاقية سلام بين الطرفين, رغم ادراك طهران ودمشق أن أحد الأثمان التي يقتضيها توقيع مثل هذا الاتفاق هو فك تحالفهما. وقد دفع ذلك ايران في بعض الفترات الى توجيه انتقادات حادة لدمشق مثلما حدث بعد موافقة سورية على المشاركة في مؤتمر "أنابوليس" للسلام في نوفمبر 2007, وهو ما ردت عليه سورية بأنها لا يمكن أن ترفض عرضا يمكن أن يسفر في النهاية عن استعادتها لأراضيها المحتلة في الجولان.

لكن الأخطر من ذلك, في رؤية طهران, هو أن هذا التحالف لم يفرض على سورية تأييد موقف ايران تجاه أزمة البحرين, التي اندلعت في الشهرين الأخيرين وتسببت في تدهور العلاقات بين ايران ودول مجلس التعاون, بسبب الموقف المتشدد الذي اتخذته الأولي تجاه الأزمة, حيث دعمت منذ البداية مطالب المحتجين, في تناقض واضح وفاضح مع موقفها من الاحتجاجات التي واجهها النظام السوري, ونددت بالسياسة التي انتهجتها دول مجلس التعاون في التعامل مع الأزمة خصوصا ارسال قوات "درع الجزيرة" لحماية المنشآت الحيوية في البحرين, وهددت بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ذلك.

فقد بدا لافتا أنه في خضم تصاعد هذا الصراع السياسي المحموم بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي, حرصت دمشق على الابتعاد عن موقف ايران, وهو ما بدا جليا في تأكيد وزير الخارجية السوري وليد المعلم, بعد أيام من زيارته لطهران ومباحثاته مع المسؤولين الايرانيين, على أن "قوات درع الجزيرة ليست قوات احتلال وانما تأتي في اطار مشروع", مضيفا أن "الاتفاقيات التي أسست درع الجزيرة والاتفاق المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي تشكل الأساس القانوني, كما أن موافقة مملكة البحرين على دخول هذه القوات تشكل الأساس الشرعي".

ومن هنا تبذل طهران في الوقت الحالي جهودا حثيثة لاقناع النظام السوري بمواصلة سياسته القمعية المتشددة لاخماد حركة الاحتجاج وعدم الاستجابة للمطالب الداخلية والخارجية الخاصة باجراء اصلاحات رئيسية, ليس فقط بسبب ادراك ايران أن ذلك كفيل بانهيار النظام, وانما, وهذا هو الأهم, بسبب خشيتها من أن ولوج النظام في هذا المسار يمكن أن يدفعه الى تقليص تحالفه معها ضمانا للحصول على "تأشيرة المرور" من جانب القوى الدولية, وهو احتمال يمكن أن يؤدي الى توجيه ضربة قوية لطموحات ايران الاقليمية.