المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
18 أيار/2011

إنجيل القدّيس يوحنّا 15/01-17/يسوع الكرمة الحقيقية

أنا الكرمة الحقيقية وأبـي الكرام. كل غصن مني لا يحمل ثمرا يقطعه، وكل ما يثمر ينقيه ليكثر ثمره. أنتم الآن أنقياء بفضل ما كلمتكم به. أثبتوا في وأنا فيكم. وكما أن الغصن لا يثمر من ذاته إلا إذا ثبت في الكرمة، فكذلك أنتم: لا تثمرون إلا إذا ثبتم في. أنا الكرمة وأنتم الأغصان: من ثبت فـي وأنا فيه يثمر كثيرا. أما بدوني فلا تقدرون على شيء. من لا يثبت في يرمى كالغصن فييبس. والأغصان اليابسة تجمع وتطرح في النـار فتحترق. إذا ثبتم في وثبت كلامي فيكم، تطلبون ما تشاؤون فتنالونه. بهذا يتمجد أبي: أن تحملوا ثمرا كثيرا فتكونوا تلاميذي. أنا أحبكم مثلما أحبني الآب، فاثبتوا في محبتي. إذا عملتم بوصاياي تثبتون في محبتي، كما عملت بوصايا أبـي وأثبت في محبته. قلت لكم هذا ليدوم فيكم فرحي، فيكون فرحكم كاملا. هذه هي وصيتي: أحبوا بعضكم بعضا مثلما أحببتكم. ما من حب أعظم من هذا: أن يضحي الإنسان بنفسه في سبـيل أحبائه. وأنتم أحبائي إذا عملتم بما أوصيكم به. أنا لا أدعوكم عبـيدا بعد الآن، لأن العبد لا يعرف ما يعمل سيده، بل أدعوكم أحبائي، لأني أخبرتكم بكل ما سمعته من أبـي. ما اخترتموني أنتم، بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتثمروا ويدوم ثمركم، فيعطيكم الآب كل ما تطلبونه باسمي. وهذا ما أوصيكم به: أن يحب بعضكم بعضا.

 

مقابلات

في نهاية النشرة/مقابلة من جريدة السياسة مع منسق الأمانة العامة لـ "14 آذار"، فارس سعيد/18 أيار/11

 

عناوين النشرة

*الافراج عن سوزان مبارك بعد تنازلها عن أملاكها وكشف حساباتها بالخارج

*كتلة أحرار سورية" تتعهد تحرير البلاد من النظام الاستبدادي

*حميد غريافي/أوباما يدعو الأسد إلى التنحي في خطاب "الربيع العربي" غداً

*تهديدات "القومي" و"البعث" تمنع لقاء تضامنياً مع الشعب السوري

*أزمة تشكيل الحكومة دخلت نفقاً مظلماً وعون يحمل سليمان وميقاتي المسؤولية

*حميد غريافي/دعوات داخل دوائر القرار الإسرائيلي إلى حرب على سورية ولبنان

*مشروع قانون في الكونغرس الأميركي لتشديد العقوبات على إيران

*إيران تمنع سفينتين تحملان "ناشطين" من متابعة طريقهما إلى البحرين

*ناصر العتيبي/الأسد وخرافات المعركة!

*داود البصري/ مقابر البعث السوري الجماعية.. نهاية العبث

*لقاء بكركي الموسع في 2 حزيران يعالج هواجس مسيحية

*ثلاثة جنود سوريين بينهم قتيل في عهدة الجيش اللبناني

*إدارة البريستول إضطرت للاعتذار بعد تلقّيها تهديدات بمنع عقد اللقاء ولو بالقوة"

*"لبنانيون من أجل حرية الشعب السوري": نهج 7 أيار الإنقلابي مستمر

*قانصوه: لقاء الـ"بريستول" التحريضي أرعن وكاد أن يؤدي إلى الفتنة

*بريطانيا ترجح صدور أمر باعتقال الأسد عن المحكمة الجنائية الدولية

*جوبيه: غالبية بصدد التشكل في مجلس الأمن لإدانة سوريا

*سليمان استقبل نائب رئيس المجلس الالمانـي وتبلغ اعتماد لبنان مقراً لاتحاد الموانئ العربية

*الرئيس الجميل التقى ممثل بان: النظام السياسي على المحك

*وليامز: الإسراع في التشكيل مهم للبنان والمنطقة

*رسالة إلى ميقاتي من ملتزمون

*السنيورة رئيساً للحكومة في مرحلة القرار الظني

*أعلام "القوات" و"المستقبل" في الضاحية والجنوب!

*حزب الله مع عودة الحريري وعون يهدد بالإنسحاب من "ورقة التفاهم"

*راغدة درغام/مذكرات أوكامبو: «فرصة أخيرة» للقذافي للرحيل

*الياس حرفوش/ تبادل خدمات بين اسرائيل و»الممانعين»

*سلمان العنداري/هل تحققت "نظرية رامي مخلوف" الامنية بعد "استغلال" ذكرى النكبة على "الساحة" اللبنانية وجبهة الجولان "الصامتة"؟ 

*علي ابراهيم/ من سوريا إلى لبنان.. الرسالة: أنقذونا

*إياد أبو شقرا/مثلث القمع» العربي.. في أمة منكوبة

*طارق الحميد/ ادفع المائة جنيه أفضل!

*داود الشريان/ كل التفسيرات ضد سورية

*راشد فايد / شكراً درعا!

*علي حماده/ بشار الأسد جزء من المستقبل؟

*روزانا بومنصف/التغييرات المحتملة للنظام مستبعدة في لبنان وانكشاف دولي أمام التطوّرات السورية

*اميل خوري/بعد التحفّظ الشيعي عن بيان القمة الروحية في بكركي لا حلّ لمشكلة السلاح ولا قيام للدولة

*حبيب افرام/المسيحية المشرقية ليست لعبة أرقام

*السياسة/استنكار شعبي ونيابي لزيارة وزير خارجية ايران لدولة الكويت

*زهرا للسياسة": أحمَّل الجيش و"اليونيفيل" مسؤولية أحداث الجنوب

*حزب الله يحاول الهروب إلى الأمام بخلط الأوراق الداخلية وتركيز الأنظار على الجنوب

*أوساط ميقاتي لـ"السياسة": عون لا يمثل كل الموارنة وإصراره على مطالبه خطأ كبير

*هآرتس/الأسد يحوّل الأنظار ويفاجئ جيش اسرائيل

*معاريف/كل ما هو منظم يأتي من ايران

*النهار/التغييرات المحتملة للنظام مستبعدة في لبنان

*سلّة فارغة... لا حكومة حتى نهاية عهد رئيس الجمهورية؟ ومسلسل الاغتيالات عائد ويطال الجميع؟!

*سوريا و "8 آذار": لا بديل عن الرئيس ميقاتي حتى لو استمرت الأزمة

*جعجع عن تظاهرة مارون الراس: ليس بهذه الطريقة يستعيدون فلسطين

*اسعد بشارة /الهجوم المُضاد على عون، بدأ  

*مروان المتني/الأسد أخطأ في تقدير انعكاس"الربيع العربي"؟

*أسبوعان لاتّخاذ أوباما موقفاً حاسماً من دمشق  »

*جعجع: "حزب الله" لا يريد حكومة تكنوقراط لأنه يرفض التشكيل راهناً

*حنبن: لا يحق لمجلس النواب أن "يُشرّع" عند الفراغ في الرئاسة لأنه هيئة انتخابية 

*شمعون: "8 آذار" تنتظر القرار الإتهامي لتحدد وجهة تصرفها مع مختلف المسائل   

*الأسعد بعد الاعتداء عليه: أحمل المرّ جزءاً من مسؤولية ما قد يصيبني   

*جورج شاهين/هل يدخل الجيش السوري شمال لبنان لمهمات خاطفة؟

*وكيليكس/الفرزلي: لحكومة يرأسها السنيورة لا كرامي توفّر "أجواء أفضل" لنزع سلاح حزب الـله 

*وكيلكس/سكاف:أنتظر خطأ من عون كي أتخلّى عنه والشـيعة شرفاء والسـُنة لا يُحتملون 

*اشرف .. نور العالم

حاضر في جامعة الكسليك عن الطائف/الحسيني: ضربات اربع اطاحت الاتفاق/لبنان يعيش ازمة حكومة وحكم ونظام

الجوزو: زمن الديكتاتوريات ولّى الى غير رجعة

لقاء بكركي الموسع في 2 حزيران يعالج هواجس مسيحية

 

***********************************

مظاهرة أمام سفارة إسرائيل طالبت بوقف تصدير الغاز ..وحقوق الانسان نددت بالاستعمال المفرط للقوة

الافراج عن سوزان مبارك بعد تنازلها عن أملاكها وكشف حساباتها بالخارج

القاهرة - وكالات: قرر مساعد وزير العدل المصري لشؤون جهاز الكسب غير المشروع عاصم الجوهري أمس, إخلاء سبيل السيدة سوزان صالح ثابت, حرم الرئيس السابق حسني مبارك, على ذمة التحقيقات التي تجرى معها بمعرفة جهاز الكسب غير المشروع .

وذكر بيان للجوهري, أن هذا القرار جاء في ضوء موافقة سوزان مبارك, على الكشف عن جميع حساباتها البنكية في الداخل والخارج, وتنازلها عن جميع أرصدتها المالية لصالح الدولة, ممثلة في وزارة المالية, والتي تقدر بنحو 24 مليون جنيه, وهو الأمر الذي تكون معه ذمتها المالية غير مشغولة بكسب غير مشروع, وهو أمر طبيعي يطبق على الجميع, بعد انتفاء مبررات الحبس الاحتياطي, احتراما للقانون وإعلاء لقامته.

وقال الجوهري إن قرار إخلاء سبيل سوزان مبارك, جاء في ضوء قيامها بالموافقة على الكشف عن سرية جميع حساباتها المصرفية بالداخل والخارج, وتنازلها عن جميع أرصدتها الثابتة في حساباتها سواء كانت جارية أو وداع أو توفير أو غير ذلك, لصالح الدولة ممثلة في وزارة المالية, والتي تقدر بنحو 24 مليون جنيه, إلى جانب أن الفيللا التي كان يعتقد أنها خاصة بها, تبين انها مملوكة لإحدى الجهات السيادية, وهو الأمر الذي تصبح معه ذمتها المالية غير مشغولة بكسب غير مشروع, وذلك لحين ورود تحريات أخرى أو أي معلومات عن عقارات أو حسابات لها بالداخل أو الخارج.

وأضاف إن محامي سوزان ثابت حضر إلى مقر الجهاز, وقدم مذكرة ومستندات تؤكد أن الفيللا ليست مملوكة لها, وانها مملوكة لإحدى الجهات السيادية, كما قدم توكيلا رسميا غير قابل للالغاء, للمستشار مساعد وزير العدل لشؤون الكسب غير المشروع, أو من يوكله, تتنازل سوزان ثابت بموجبه عن جميع أرصدتها الثابتة في حساباتها, سواء كانت جارية أو ودائع أو توفير أو غير ذلك لصالح الخزانة العامة للدولة.

وأشار إلى أن رئيس هيئة الفحص والتحقيق بالجهاز المستشار خالد سليم, والذي باشر التحقيق مع سوزان مبارك, يوم الجمعة الماضي, قد واجهها بما أسفرت عنه تحريات الأجهزة الرقابية من امتلاكها لفيللا وأرصدة وحسابات بالبنوك, حيث نفت سوزان ذلك وقررت أن الفيللا مملوكة لإحدى الجهات السيادية في الدولة, وأن الأرصدة بالحسابات غير مملوكة لها, وهي تبرعات من الداخل والخارج, صدرت لها بشيكات باعتبارها حرم رئيس الجمهورية, لانفاقها على أوجه النشاط الخيري والاجتماعي, وانها تقر بتنازلها عنها لصالح الخزانة العامة للدولة, إلا انها لم تقدم للمستشار المحقق دليلا يؤكد صحة كلامها خلال التحقيق معها والذي قدمته امس عبر محاميها.

وأكد الجوهري أن جهاز الكسب غير المشروع وهو يمارس سلطاته واختصاصته, فإنه يتحرى الحقيقة وحدها ملتزما بتحقيق العدالة وسيادة القانون, وانه لا أحد فوق القانون مهما كانت سلطاته ونفوذه وأن الكلمة العليا للقانون وحده.

من جهة اخرى تظاهر مئات المصريين أمس, أمام مقر السفارة الاسرائيلية بالقاهرة, وأحرقوا العلم الاسرائيلي, مطالبين بطرد السفير الاسرائيلي من البلاد, ووقف تصدير الغاز المصري إلى اسرائيل.

وفي سياق متصل أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان, عن قلقها إزاء الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن, خلال تظاهرة النشطاء الشبان أمام السفارة الإسرائيلية يوم "الأحد" الماضي, بمناسبة إحياء الذكرى ال¯ 63 لنكبة فلسطين.

وطالبت, في بيان صحفي, المجلس الأعلى للقوات المسلحة, بالافراج عن جميع المقبوض عليهم من المتظاهرين, وإحالة ملف التحقيق معهم إلى النيابة العامة.

ودعا رئيس المنظمة حافظ أبو سعده إلى إسقاط التهم الموجهة للمتظاهرين والإفراج عنهم, مؤكدا أهمية احترام حق المواطنين في التظاهر السلمي والتجمع والتعبير عن الرأي, وذلك وفقا للمعايير الدولية المعنية بحقوق الإنسان..والتخلي عن سياسة النظام السابق في قمع المتظاهرين.

وعلى صعيد آخر, قرر وزير الداخلية منصور عيسوي ايقاف مأمور قسم شرطة أول 6 أكتوبر عن العمل, على خلفية واقعة هروب السجناء داخل حجز القسم, وكذلك إحالة الواقعة الى التفتيش. وكان31 محتجزا قد تمكنوا من الهرب من داخل حجز قسم شرطة أول 6 أكتوبر صباح امس الثلاثاء بعد أن قاموا باحداث فتحة في الجدار الخلفي للحجز, وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط اثنين من المتهمين الهاربين.

ومازالت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن 6 أكتوبر تكثف جهودها لضبط المتهمين الهاربين, وتم اتخاذ جميع الاجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق.

الى ذلك, قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة فتح تحقيق, في أسباب وفاة المهندس المصري رامي فخري, في كمين على أحد الطرق الرئيسية على ان يتم عرض نتائج التحقيق فورا على المجلس. يذكر أن فخري (27 عاما), يعمل بإحدى شركات البترول وكان متوجها لمقر عمله, في بريمة بترول على طريق السويس إلا أنه صادف كمينا تابعا للقوات المسلحة للقبض على بعض تجار المخدرات, ومع سماعه ورؤيته لإطلاق النار تراجع بسيارته إلى جانب الطريق, وفوجئ أهله بعد ذلك بخبر وفاته.

وأشار المجلس من جهة أخرى, في رسالة جديدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك", إلى أنه "يتابع ما يتردد على القنوات الفضائية, المتطرفة ومحاولتها الزج باسم القوات المسلحة, في ما تشهده البلاد من أحداث مؤسفة واضطرابات, بما يؤدي إلى إشعال نار الفتنة الطائفية, والتشكيك في حيادية المجلس الأعلى للقوات المسلحة".

وأوضح المجلس أنه "جزء من نسيج هذا الوطن, وأن مهمته الرئيسية الحفاظ على وحدة هذا النسيج, الذي يسعى البعض إلى تمزيقه بدافع الحقد والكراهية لهذا الوطن, دون أي اعتبار للمصالح العليا للبلاد".

 

كتلة أحرار سورية" تتعهد تحرير البلاد من النظام الاستبدادي

"السياسة" - خاص: أعلن عدد من كبار شيوخ العشائر والقبائل عن تشكيل "كتلة أحرار سورية", متعهدين العمل بجميع الوسائل السلمية لتحرير البلاد من "نير الاستعباد ونظام الحكم الواحد" والعودة بها إلى الحياة الدستورية البرلمانية. وذكر البيان التأسيسي للكتلة الذي تلقت "السياسة" نسخة منه أمس, بالمجازر التي ارتكبها النظام منذ وصول "حزب البعث" إلى السلطة في العام 1963, تحت ستار "المقاومة والصمود والتصدي", مشيراً إلى استمرار "نهج الإقصاء والتنكيل بعد مسرحية التوريث الهزلية لبشار الأسد", في إشارة إلى تعديل الدستور لتعبيد الطريق أمام خلافة والده بعد وفاته العام 2000. وأكد البيان أنه إزاء هذا الواقع "كان لابد لأحرار وحرائر سورية ورجالاتها ونسائها وشبابها أن يكون لهم الكلمة الفصل في استعادة حرية وكرامة وطنهم من يد مغتصبيها, فانتفض شباب ثورة الحرية على نظام الفساد والإفساد والقتل والإجرام ينشدون الحرية ويواجهون بصدورهم العارية رصاص نظام القتل الذي لم يطلقه على جبهة الجولان المحتل بل أراد بإجرامه ومحاصرته المدن بالدبابات وقصفها أن يخمد ثورة الحرية ولكن هيهات هيهات أن يكون له ما أراد". وأكد البيان أن "كتلة أحرار سورية التي تضم مختلف ألوان وأشكال الطيف السوري البديع بتعدده واختلاف مشاربه, عاقدة العزم على تحرير سورية من نير الاستعباد والاستبداد ونظام الحكم الواحد والعودة بها إلى الحياة الدستورية البرلمانية, معتمدة في سبيل تحقيق ذلك كل وسائل التغيير السلمية بالتعاون مع كافة أحرار ورجالات وشباب ثورة الحرية". والموقعون على البيان التأسيسي هم: الشيخ محمد بن ثامر النوري إبن مهيد شيخ شمل قبيلة الفدعان, والشيخ نواف الراغب البشير شيخ قبائل البقارة, والشيخ ثامر طراد نواف الصالح شيخ قبيلة الحديديين, والشيخ نوفل معروف الدواليبي, والشيخ مشل محمود الطحان شيخ قبيلة النعيم, والشيخ سعود منيس السعدي من قضاة شمر, وصفوح إبراهيم البرازي, وأديب إحسان أديب الشيشكلي, وسمير محمد طه الهنيدي, والشيخ طلال الجاسم من شيوخ الولدة, والشيخ فرج الفرج الناصر عن قبيلة الولدة, وتمام صلاح العظم, والدكتور غانم بهاءالدين الداغستاني, والدكتور شمسي محمد فاروق الغزي, والشيخ علي المزيد التركاوي (المنسق العام للكتلة).

 

توافق أميركي - أوروبي على أن وقت التغيير في سورية "قد حان"  

أوباما يدعو الأسد إلى التنحي في خطاب "الربيع العربي" غداً

لندن - حميد غريافي: دمشق, واشنطن, باريس - وكالات:

يتجه المجتمع الدولي نحو تصعيد الضغوط على النظام السوري جراء استمراره في القمع الدموي للتظاهرات السلمية المطالبة بالحرية والمنادية بسقوطه, حيث كشفت معلومات خاصة ل¯"السياسة" أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتزم دعوة الرئيس بشار الأسد غداً الخميس إلى التنحي عن الحكم, في ظل توافق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أن وقت التغيير في سورية "قد حان".  وقال رئيس "حزب الإصلاح" السوري المعارض في واشنطن فريد الغادري, أمس, أنه من المتوقع أن يدعو أوباما, خلال خطابه المرتقب غداً الخميس عن "الربيع العربي" والأحداث في الشرق الأوسط وشمال افريقيا, الرئيس السوري إلى التنحي عن السلطة وتسليم الحكم إلى قيادات ديمقراطية بسبب المجازر التي ارتكبها نظامه ضد المدنيين السوريين. وأكد الغادري ل¯"السياسة" أن خطاب أوباما سيتضمن حملة عنيفة على الأسد وكبار مسؤولي نظامه الذين شملتهم العقوبات الأميركية والأوروبية, تبلغ حدود مطالبته بالتنحي عن الحكم كخطوة ربما تسبق إجراءات دولية قريبة من الإجراءات المتخذة بحق الزعيم الليبي معمر القذافي, كتحويله إلى محكمة الجنايات الدولية أو شن حملة عسكرية جوية على المواقع السورية العسكرية والأمنية والقصر الرئاسي في دمشق.

في سياق متصل, أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان "إجراءات إضافية" ستتخذ "في الأيام المقبلة" رداً على قمع حركة الاحتجاجات في سورية.

وكشفت عقب لقائها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أنها اتفقت معها على أن "وقت التغيير في سورية قد حان", واتهمت دمشق بأنها "تبنت اسوأ تكتيكات من حليفها الايراني", لافتة الى ان الأسد "يتحدث عن إصلاحات, لكن قمعه العنيف والوحشي يظهر نياته الحقيقية". واضافت "رسالتنا كانت واضحة منذ البداية: أوقفوا العنف والاعتقالات, أفرجوا عن جميع السجناء السياسيين وابدأوا بالتجاوب مع مطالب الشعب مع تغيير ديمقراطي ذي صدقية ومنفتح على الجميع". من جهتها, وصفت أشتون الوضع في سورية بأنه "يثير قلقاً كبيراً", مشددة على أنه "من الملح للغاية أن تتحرك الحكومة السورية" تحت طائلة أن يقوم المجتمع الدولي ب¯"النظر في كل الخيارات". وبعد ظهر أمس, اجتمع سفراء البلدان السبعة والعشرين في الاتحاد الاوروبي في بروكسل لمناقشة احتمال فرض عقوبات على الرئيس الأسد.

وسبق للاتحاد الاوروبي ان فرض عقوبات (تجميد اموال والتوقف عن منح تأشيرات دخول) على 13 مسؤولاً سورياً منهم أفراد في عائلة الأسد, وحظراً على الأسلحة التي يمكن استخدامها لأهداف قمعية. وفي باريس, قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان هناك غالبية أصوات "بصدد التشكل" في الامم المتحدة لادانة قمع الانتفاضة في سورية, موضحاً مع ذلك أن التهديد باستخدام الفيتو من قبل روسيا أو الصين لا يزال قائما.

وقال جوبيه امام الجمعية الوطنية الفرنسية "لا نزال (في الامم المتحدة) مهددين بفيتو روسي او فيتو صيني. يبدو ان غالبية من تسعة اصوات في صدد التشكل حالياً", رافضاً اي انتقاد لموقف فرنسا حيال القمع في سورية. واضاف "لسنا بمفردنا. للحصول على قرار من مجلس الامن ينبغي تفادي لجوء عضو دائم الى الفيتو ومن ثم تأمين تسعة أصوات. نعمل مع اصدقائنا البريطانيين منذ ايام, وحتى اسابيع لبلوغ هذه النتيجة", موضحاً ان اعضاء في مجلس الامن تشاوروا ايضا حول الملف السوري ليل أول من امس.

وتابع الوزير الفرنسي "لا نمارس سياسة الكيل بمكيالين. لقد دعمنا في كل مكان تطلع الشعوب الكبير الى الديمقراطية والحرية ونقوم بذلك في ما يتعلق بسورية من دون اي التباس".

وبالنسبة الى عقوبات الاتحاد الاوروبي بحق 13 شخصية سورية, أقر جوبيه بأن فرنسا "لم تنجح في ادراج اسم الرئيس السوري على هذه اللائحة", مضيفاً "لن نستسلم, نواصل التحرك في هذا الاتجاه رغم تردد بعض شركائنا إن لم نقل رفضهم", من دون ان يسمي هؤلاء الشركاء.

 

تنديد بالممارسات الإرهابية والاستقواء بالسلاح 

تهديدات "القومي" و"البعث" تمنع لقاء تضامنياً مع الشعب السوري

بيروت - "السياسة": أعلنت اللجنة المؤسسة ل¯"لقاء لبنانيين من أجل حرية وكرامة الشعب السوري" التي تنضوي تحت "14 آذار", نقل المؤتمر الذي كان من المقرر عقده, أمس, في فندق "البريستول" الى مكان آخر يبقى تحديده رهن الاتصالات الجارية, بعدما تعرض الفندق إلى تهديد بتكسيره وتخريبه. وفي هذا السياق, أعلن منسق اللجنة صالح مشنوق أنه بعد تعرض الفندق الى تهديد بالكسر والحرق من مجموعة من أحزاب مؤيدة للقيادة السورية أبرزها "البعث السوري" و"القومي الاجتماعي", اعتذرت ادارة الفندق عن استقبال اللقاء, معلنة عدم رغبتها في حصول فوضى ما يؤثر سلبا على معلم سياحي معروف. وأشار إلى ان اللجنة ستستمر في مسعاها, وستعقد مؤتمراً يوم الجمعة المقبل, لشرح التفاصيل, وهي تحاول من خلال اتصالاتها ايجاد مكان ملائم بعيدا عما أسماه "بيروت المدينة التي يحتلها الخوف والترهيب". ولفت إلى أبرز النقاط التي سيتطرق اليها المؤتمر وهي: أولا, شرح ما حصل من تهديد للفندق وقمع الحريات ومنع اللقاء. ثانيا, تأكيد الاصرار على أن نكون جزءا من الربيع العربي, وان نكون الى جانب النضال السلمي والمدني للحرية والديمقراطية في سورية".واستعاض أعضاء اللجنة عن المؤتمر ببيان نددوا فيه ب¯"قيام المجموعات المستقوية بالسلاح بالاعتداء على النظام الديمقراطي وبخنق الحياة الحرة استمراراً لنهج 7 مايو الانقلابي, الذي أحال بيروت أسيرة للإرهاب", معتبرين أن بيان ما يسمى "لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية" وما حمله من تهديدات صريحة وعلنية, هو دليل كاف على ممارسة أقصى أنواع الارهاب الموروثة من نظام الوصاية.

 

حوري لـ "السياسة": الأمور عادت إلى نقطة الصفر 

أزمة تشكيل الحكومة دخلت نفقاً مظلماً وعون يحمل سليمان وميقاتي المسؤولية

 بيروت "السياسة" والوكالات: انقطاع الاتصالات بين المعنيين بعملية تأليف الحكومة بعد انسداد مخارج التسوية, رفع من منسوب القلق من حجم المخاطر التي بدأت تتهدد لبنان الذي يقف على عتبة جملة استحقاقات سياسية واقتصادية داهمة, في الوقت الذي بدا كل فريق متسلحاً بمواقفه من موضوع التشكيل غير مستعد لتقديم تنازلات تساعد على التسريع بالولادة المرتقبة.

واستناداً إلى المعلومات المتوافرة ل¯"السياسة" فإن عملية التأليف قد دخلت في نفق مظلم إذا بقيت مواقف الأطراف على حالها ولم يحصل تغيير جدي في المشهد الحكومي من شأنه إحداث صدمة إيجابية تساعد على حلحلة العقد القائمة, خاصة في ظل تمسك الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بصلاحياته الدستورية ورفضه التنازل عنها مهما كان حجم الضغوطات التي قد يتعرض إليها, في مقابل تمسك رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بشروطه وفي مقدمها حصوله على التمثيل الماروني في الحكومة, ورفضه إعطاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان أي حصة وزارية, الأمر الذي عقد عملية التشكيل وجعلها أكثر صعوبة من كل المراحل التي مرت بها حتى الآن.

وسط هذه الأجواء, استبعد عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري إمكانية تشكل حكومة في المرحلة الراهنة. وقال ل¯"السياسة": "إن الأمور عادت إلى نقطة الصفر ولا توجد مؤشرات إيجابية من ضمن المعطيات الحالية, وإن كانت الضرورة تقتضي تشكل حكومة اليوم قبل الغد لمعالجة أمور الناس الحياتية.

من جهته, حمل العماد عون الرئيس ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان "مسؤولية شل البلد لان السلطة بيدهما, ولا معايير لديهما, وما يقومان به لا يضحك ونسألهما لماذا لا يشكلان الحكومة"? وبعد اجتماع تكتل "التغيير والإصلاح" بعد ظهر أمس, أكد عون أن "لا جديد عن الحكومة وما زلنا في المربع الاول, وحلينا قصة الداخلية وعدنا الى المربع الأول ويبدو أن لا إرادة للتشكيل", مشيرا الى ان "شعار الحرية والسيادة والاستقلال بات شعاراً فارغاً لأن من يمارسون الحكم ليسوا أحراراً".

وبشأن الحديث عن مخارج قانونية تدرس لسحب الثقة من الرئيس المكلف, قال عون: "الأكثرية ليست مختلفة في ما بينها لكن هناك آراء مختلفة وحتى الآن لا يوجد أي موقف بل أفكار مطروحة, وهذا أمر تم طرحه بصيغة السؤال عما إذا كان هناك مخرج قانوني لهذه المسألة ويمكن أن يكون الاستنتاج بعدم وجود مثل هذا المخرج ولكن يكفي أن يقوم قسم من الأكثرية بسحب الثقة منه, وعندها لا ندري ماذا سيفعل (ميقاتي) وهل سيذهب إلى المقلب الآخر?". وشبه تعثر الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة بمن يجهل مكمن "السحاب" في البنطلون, مضيفاً "لا أحد كان يعتقد أن رئيس الحكومة المكلف يجهل أصول اللعبة.. ألا يعرف أن عليه أن يشكل حكومة من الأكثرية فيذهب اليوم ليأتي بأناس من خارج هذه الحكومة?"

إلى ذلك, قالت مصادر نيابية في تكتل "التغيير والإصلاح" ل¯"السياسة" إنه إذا استمر الرئيس المكلف في انتهاج نفس الأسلوب في عملية تشكيل الحكومة, ضارباً عرض الحائط مطالب النائب عون, فإن ذلك سيدفعنا بالتأكيد إلى تسمية الأمور بأسمائها واتخاذ موقف حاسم من موضوع استمراره بتشكيل الحكومة, فيما يجوز أن يستمر الرئيس المكلف أسير مواقفه السلبية تجاه رئيس "التيار الوطني الحر" ما يقارب الأربعة أشهر, فإن البلد يسير من سيئ إلى أسوأ. وفي تأكيد على عمق الأزمة, اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة أن إمكانية تشكيل الحكومة سقطت بالضربة القاضية, داعياً إلى عملية استنهاض جماعية لتخطي الذات والمصالح الشخصية من أجل الوطن.

 

تقرير لـ "اليونيفيل": حشود غير مسبوقة منذ 2006 على الخط الأزرق استعدادا لمواجهة حاسمة 

دعوات داخل دوائر القرار الإسرائيلي إلى حرب على سورية ولبنان

 السياسة/لندن - كتب حميد غريافي: حض الجناح المتطرف داخل الحكومة الاسرائيلية بقيادة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان, رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وقيادات الجيش والاجهزة الامنية على "فتح الجبهة الشمالية الاسرائيلية العسكرية مع سورية ولبنان فورا في خضم الفوضى التي تضرب النظامين الحاكمين فيهما قبل فوات الاوان, بحيث يواجه نظام الاسد حربا على جبهتين: داخلية عبر الثورة المندلعة في انحاء بلاده وخارجية عبر الحدود الاسرائيلية الشمالية التي حاول هذا النظام المتداعي الهرب من مأزقه الخانق مع المتظاهرين لاختراقها في الجولان في نهاية الاسبوع الماضي ومن الحدود اللبنانية في بلدة مارون الراس.

ونقل نائب في الكونغرس الاميركي زار اسرائيل الاسبوع الماضي والتقى قادتها السياسيين والعسكريين والامنيين عن ليبرمان قوله "ان على حكومة نتانياهو الا تفوت الآن هذه الفرصة التي تعرضت فيها حدود اسرائيل الشمالية ومستوطناتها الى خطر الاختراقات الفلسطينية والسورية ومن جماعات "حزب الله" فتقوم بمهاجمة لبنان وسورية معا, وهو امر سيحصل اجلا ام عاجلا, الا ان الظروف التي صورت اسرائيل دولة معرضة للاعتداء عليها من الجولان والحدود اللبنانية, تفسح لها في المجال لتلقف الضوء الاخضر الاميركي الذي تجلى في قول الناطق بلسان البيت الابيض الاحد الماضي ان الزحفين السوري والفلسطيني -الايراني الى حدود الدولة العبرية من اراضي سورية ولبنان انما هما بدعم سوري - ايراني للفرار مما يواجهه نظام الاسد وحليفه النظام الايراني في لبنان".

وقال البرلماني الاميركي في اتصال به امس من لندن ان "الاجتماع الامني الموسع الذي ترأسه نتانياهو ليل الاحد الماضي والذي احيط بسرية تامة لبحث التطورات الخطيرة غير المسبوقة على حدود اسرائيل الشمالية مع لبنان وسورية, طرحت فيه قيادات استخبارية وعسكرية مسألة القيام برد عسكري واسع في الدولتين على هذه التطورات التي لو تركت تفاعلاتها تتعاظم, لشكلت خطرا داهما على مستوطنات الجليل الاعلى ومرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل وضمتها اليها قبل اكثر من عقدين من الزمن, وبالتالي فإن قيادتي الاستخبارات والجبهة الشمالية العسكرية توصيان ب¯ "تقديم موعد الهجومين على لبنان وسورية في خضم وهن اوضاعهما الداخلية الهشة: فالنظام السوري يتداعى يوما بعد يوم والولايات المتحدة واوروبا تقترب شيئا فشيئا من دعوة بشار الاسد الى التنحي عن السلطة هو واقرباؤه واعضاء حزبه اسوة بالدعوات الموجهة الى الزعيم الليبي معمر القذافي, فيما "حزب الله" اللبناني محاصر الان من كل الجهات من دون ان يكون باستطاعته الحصول على أسلحة جديدة بسبب مسايرة الاسد اوضاعه مع اسرائيل وأميركا واوروبا والساحة اللبنانية المعادية لايران وسورية معا". وأعرب نائب الكونغرس ل¯ "السياسة" عن قناعته بأن وضع الجيش الاسرائيلي خصوصا نخبه العسكرية الأكثر كفاءة وتدربا في حالة استنفار شامل على حدوده مع سورية ولبنان رغم انسحاب المتظاهرين من الجولان ومارون الراس لا يعني سوى بدء الاستعدادات لاجتياح سهل البقاع اللبناني وصولا الى مشارف دمشق عبر الحدود اللبنانية الشرقية خصوصا وان القيادة السياسية السورية سحبت لواءين من اصل ألويتها الثلاثة المرابطة منذ ثلاثة عقود على الحدود مع اسرائيل الى الداخل لمحاصرة عشرات المدن والبلدات والمناطق على امتداد الخريطة السورية وصولا الى الحدود مع تركيا والعراق والاردن ما يشكل فرصة ذهبية لتصفية الحسابات الاسرائيلية المزمنة مع "حزب البعث« و"حزب الله" الايراني ودعم الثورة السورية القائمة بقيادة معارضة سورية ديمقراطية ليست بعيدة عن النهج العربي الشامل لتوقيع معاهدة سلام مع اسرائيل مثل مصر والاردن استنادا الى مبادرة السلام العربية ويبدو ان اسرائيل لم تعد تعارضها بالكامل اذا جرى تحسين بنودها وتطويرها.

وفي سياق متصل ابدى تقرير استخباري ورد الى الامم المتحدة والحكومة الفرنسية اول من امس من الاستخبارات الفرنسية في وحدة "يونيفيل" بجنوب لبنان قلق واضعيه من كبار الضباط من الاستعدادات القائمة على قدم وساق على طرفي الخط الازرق الفاصل بين لبنان واسرائيل, سواء لجهة ظهور حشود آلية ولوجستية اسرائيلية واسعة  النطاق امتدادا من القطاع الاوسط حتى اواخر القطاع الشرقي فوق مزارع شبعا تظهر بهذه الكثافة للمرة الاولى منذ حرب 2006 او لجهة مضاعفة "حزب الله".

عمليات نقل عناصره واسلحته الى جنوب الليطاني المحظورة عليه في القرار 1701 وذلك تحت ستار تشجيع رئاسة الجمهورية اللبنانية وقيادة الجيش اللتين تقدمتا بشكوى الى مجلس الامن ضد الحكومة العبرية لقتلها عشرة فلسطينيين في مارون الراس الاحد الماضي كانوا من بين مئات المتظاهرين بقيادة "حزب الله" وتنظيمه يحاولون اختراق الحدود الاسرائيلية الى المستوطنات في الجليل. واضاف التقرير ان ما يجري على طرفي الحدود يؤشر الى اقتراب وقوع حرب جديدة بعد حرب 2006 يستعد لها الطرفان منذ خمس سنوات الا انها ستكون هذه المرة حربا حاسمة وسريعة بسبب ظروف لبنان وسورية المتهزة والهشة وعدم تمكن ايران من دعمهما بالسلاح كما كانت تفعل في السابق.

 

طهران أكدت أن الكرة في ملعب القوى الكبرى بشأن ملفها النووي  

مشروع قانون في الكونغرس الأميركي لتشديد العقوبات على إيران

واشنطن ¯ طهران - ا ف ب ¯ رويترز: تقدم نواب أميركيون بمشروع قانون جديد يتضمن عقوبات على إيران لإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي الذي يشتبه بإخفائه شقاً عسكرياً, والكف عن انتهاكاتها لحقوق الانسان. وتقدم النواب بهذا المشروع الجديد بعد نحو عام من اقرار مشروع قانون آخر يستهدف ايران ويشكل تعزيزاً لقانون سابق منذ ادارة بيل كلينتون, وذلك بهدف اضافة رزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية. ويهدف مشروع القانون الذي طرح اول من امس تحت عنوان "قانون من اجل تقليص الخطر الايراني" الى سد بعض الثغرات في الرزمة الحالية من العقوبات الاميركية التي تطاول ايران. واعتبرت ايليانا روس ليتنن الرئيسة الجمهورية للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب التي تقدمت بالمشروع مع زميلها الديمقراطي هاورد بيرمان ان "عدم القيام بتحرك سريع لسد هذه الثغرات, يعزز (موقع) ايران ويجعل الولايات المتحدة وحلفاءنا أكثر ضعفاً".

من جهته, قال بيرمان في بيان ان مشروع القانون يفرض عقوبات إضافية على الشركات التي تتعامل في مجال الطاقة مع الحرس الثوري الايراني الذي يقوم بدور متزايد في كل قطاعات الاقتصاد الايراني. واوضح أن المشروع سيستهدف ايضا منتهكي حقوق الانسان المزعومين في ايران بتجميد اموالهم في الولايات المتحدة وحرمانهم من دخول الولايات المتحدة ومنعهم من اجراء تعاملات مالية مع الولايات المتحدة.

وأضاف بيرمان "مع انتظارنا تنفيذاً فعالا للقانون من جانب إدارة أوباما, يجب ان نستمر في المضي قدماً ودراسة سبل إضافية للضغط على إيران".

ويهدف المشروع, الذي يحظى بدعم العديد من النواب الجمهوريين والديمقراطيين, خصوصاً إلى منع ايران من الالتفاف على العقوبات الراهنة, ويضيف عقوبات جديدة على غرار رفض منح تأشيرة لأي شخص معني بقطاع الطاقة في إيران. واستهدفت العقوبات الاميركية التي اجيزت العام الماضي قطاع الطاقة والبنوك في ايران مع التهديد بمعاقبة الشركات الاجنبية التي تتعامل مع طهران. ولم يتم معاقبة سوى شركتين هما "بيلاروس نفت" من روسيا البيضاء و"نفتيران انترتريد" وهي شركة مقرها سويسرا تابعة لشركة النفط الوطنية الايرانية.

في المقابل, أكدت إيران, على لسان المتحدث باسم خارجيتها رامين مهمانبرست, أمس, أن تشديد العقوبات الأميركية لن يرهبها.

وقال مهمانبرست, في مؤتمره الصحافي الأسبوعي, "لم تجد مثل هذه المحاولات المتكررة, عديمة الجدوى, نفعاً في الماضي, ولن تجدي الآن", مضيفاً "ان هذه القرارات لن ترهب حكومة إيران وشعبها, ولن تحرم البلاد من ممارسة حقوقها (النووية)". وبشأن الملف النووي, أكد المتحدث أن الكرة في ملعب القوى الكبرى لاستئناف محتمل للحوار, قائلاً "حوارنا مع مجموعة 1+5 (الولايات المتحدة, روسيا, الصين, فرنسا, بريطانيا والمانيا) يعتمد على الجانب الاخر, لقد اعلنا استعدادنا لذلك, تم الاعلان عن شروط الحوار من جانب المفاوضين الايرانيين: يجب ان يتمحور حول النقاط المشتركة" المقبولة من الطرفين. وأضاف "موقفنا واضح ونقله المفاوض الايراني سعيد جليلي الى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون, عندما ستجهز مجموعة "1+5" سيكون بإمكاننا الاستمرار". كما نفى أي تبادل للمعلومات التكنولوجية في مجال الصواريخ البالستية مع كوريا الشمالية, واصفاً هذه المعلومات التي تضمنها تقرير صدر أخيراً عن الامم المتحدة بأنها "دعاية سياسية". وقال المتحدث الايراني "لقد نفينا دوماً الدعاية السياسية المتعلقة بالتعاون بين ايران وكوريا الشمالية في شأن نقل تكنولوجيا الصواريخ البالستية". واكد ديبلوماسيون الاحد الماضي انه يشتبه في ان تكون كوريا الشمالية وايران تبادلتا معلومات تكنولوجية في مجال الصواريخ البالستية بحسب تقرير للامم المتحدة تحاول الصين منع نشره. ويشتبه معدو التقرير حول انتهاك العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ بأن "قطعا تدخل في صناعة صواريخ بالستية محظورة نقلت بين الجمهورية الكورية الشعبية وجمهورية ايران الاسلامية على رحلات تجارية تابعة لشركتي طيران ار كوريو (الكورية الشمالية) وايران ار". وأكد مهمانبرست امس ان "هذه المعلومات ليست دقيقة. المستوى التكنولوجي الموجود لدينا يجعلنا في غنى عن تكنولوجيا او قطع من بلدان اخرى في مجال الصواريخ".

 

إيران تمنع سفينتين تحملان "ناشطين" من متابعة طريقهما إلى البحرين

طهران -وكالات: منعت السلطات الإيرانية "ناشطين" من التوجه إلى البحرين في مركبين للتعبير عن تضامنهم مع حركة الاحتجاج البحرينية. وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء, أن السلطات الإيرانية منعت الناشطين من متابعة رحلتهم, عقب انطلاقهم من ميناء في محافظة بوشهر. وكانت قناة "برس تي في" الايرانية الناطقة بالانكليزية عرضت في وقت سابق, صوراً مباشرة لمركب يبحر من ميناء داير في محافظة بوشهر (جنوب) على الخليج العربي. وذكرت أن من بين ال¯120 "ناشطا" كان هناك طلبة وجامعيون وأطباء ونساء وأطفال, يأملون في التمكن من الوصول إلى مملكة البحرين, وإيصال 5 آلاف رسالة للتعبير عن التضامن مع الشعب البحريني, غير أنهم ألقوا رسائلهم في البحر وقفلوا راجعين. من جهته, قال مهدي اكراريان أحد منظمي الرحلة لوكالة "فارس" انه لا يوجد "أشخاص مسلحون" في المركبين, مؤكدا ان الناشطين يسعون الى تقديم "دعم معنوي" من الشعب الايراني في شكل خمسة آلاف رسالة للتعبير عن التضامن مع الشعب البحريني. وأظهر فيديو بثه موقع "العربية.نت" الالكتروني مجموعة من الشباب الإيراني يحملون أعلاماً, ورجل دين يلقي خطبة مشحونة بالعبارات العاطفية والطائفية, فيما يصرخ أحد أفراد طاقم السفينة في وجوه الجموع قائلا "البحرينيون يذبحون في البحرين", فيرد عليه بعض الشباب اذهبوا ل¯"قتالهم وذبحهم". وكان مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى في الكويت شددوا على أن القوات البحرية الكويتية المشاركة في قوات "درع الجزيرة" في البحرين لم تذهب للنزهة, بل لحماية المياه الإقليمية لمملكة البحرين من أي عدوان خارجي. من جهته, أكد رئيس هيئة شؤون الإعلام في البحرين الشيخ فوّاز بن محمد آل خليفة أن المنامة لم تطلب من إيران إرسال سفينة مساعدات إلى المملكة, معتبراً أن الخطوة الإيرانية تعد تدخلاً في شؤون البلاد. وشكك في قدرة السفينة على الوصول الى مياه البحرين, قائلاً "لن نسمح لها بالدخول". تجدر الإشارة إلى أن نوابا في البرلمان البحريني أعلنوا عن نيتهم إرسال ثلاث سفن إغاثة لإقليم الأحواز الإيراني ذي الأغلبية العربية, إحداها عبارة عن مستشفى متنقل.

 

الأسد وخرافات المعركة!

 ناصر العتيبي/السياسة

بدأت حقيقة النظام السوري تنكشف بصورة علنية للعالم العربي بعد أن حرص على طمس الحقيقة ورفع شعار مزيف »كل شيء من أجل المعركة« وإزاء ثورة الشباب المستمرة التي عجز النظام عن مواجهتها حتى بالدبابات فقد لجأ النظام الى طلب النجدة, وفي هذه المرة انبرى رجل الأعمال السوري رامي مخلوف يصرخ بأن استقرار إسرائيل مرتبط باستقرار سورية, وفجأة وجدنا ظهور انتفاضة فلسطينية ضد اسرائي,ل ولكن هذه المرة عبر الجولان وجنوب لبنان بمناسبة يوم النكبة التي مرت عليها عقود من الزمن ولم تظهر علينا الا في هذا الوقت. فالنظام السوري يستخدم كل الأوراق لصرف النظر عما يحصل في الشام بما في ذلك دفع الفلسطينيين نحو رصاص جنود اسرائيل لإثارة قضية النزاع العربي - الفلسطيني, وان كان على حساب دماء الأبرياء من اللاجئين الفلسطينيين, فالنظام يدعي أن »كل شيء من أجل المعركة«, ولكن الشعار الحقيقي هو »كل فلسطيني من أجل المعركة« والمعركة بطبيعة الحال هي بقاء النظام الحاكم في دمشق بأي ثمن. وعند الاحتجاج على أسلوب النظام القمعي وتقييده حرية الرأي وادعائه بأن هناك مجموعات ارهابية وقتله للأبرياء ودفنهم بمقابر جماعية اكتشفت أخيراً في درعا, بعد هذا أخذ النظام في سورية يرفع شعاراً آخر يقول »لا صوت يعلو فوق صوت المعركة«, ولا أحد يعرف أين هذه المعركة? وماذا فعل الأسد للشعب الفلسطيني?

الواقع أن رئيس وزراء إسرائيل السابق إسحاق رابين أشاد بالرئيس الراحل حافظ الأسد مؤكداً أنه الزعيم العربي الوحيد الذي يثق به لأنه وعد بمنع الفلسطينيين من استخدام الأراضي السورية للقيام بعمليات عسكرية على إسرائيل ووفى بوعده, والجميع يعرف كيف نكل الأسد باللاجئين الفلسطينيين خوفا على كرسيه و»كرمال عيون إسرائيل«.

up to you

\ هنا سقطت خرافة إيران و»حزب الله« و»حماس« خلال انتفاضة الشباب في سورية فإيران تجد نفسها في مأزق كبير وتريد الخلاص بأي طريقة حتى لوكان ثمن الخلاص التخلي عن الأسد و»حزب الله« و»حماس«. لكن الشعب السوري يقول اليوم نريد أن نتخلص من الجميع: الأسد والبعث وإيران و»حزب الله« و»حماس« كما أن الشعب السوري ضاق ذرعاً من النظام الإيراني وتدخله في شؤون سورية الداخلية لذلك رفعت التظاهرات شعارات تندد بإيران وسياستها وملاليها, فلسان حال إيران يقول: الهرب ... الهرب ويطاردها الشعب السوري قائلاً: »انج سعد فقد هلك سعيد«. \ من ضحايا المخابرات السورية جاء دور المذيعين والمذيعات في قنوات فضائية كثيرة ومنها بالأخص »الجزيرة« و»العربية«!! حيث فقد الكثير منهم من الجنسية السورية وظائفهم وقطعت أرزاقهم, عجيب أمور, غريب قضية?!

رأس »الضب« سيفتك ب¯ »دودة القز«واقتلوا قاتل الكلب

* كاتب كويتي

 

مقابر البعث السوري الجماعية.. نهاية العبث

 داود البصري/السياسة

مع الاكتشاف الشعبي الجديد لأول مقبرة جماعية حفرها مجرمو النظام البعثي الوراثي السوري لطمس و إخفاء معالم جرائمهم ضد الإنسانية في مدينة درعا السورية المجاهدة بات واضحا ان ذلك النظام الفاشي الدموي يسير على خطى شبيهه وصنوه نظام البعث العراقي البائد الذي إختتم مسيرته التاريخية الدموية لخدمة الأمة العربية بسلسلة مقابره الجماعية في العراق والكويت , والنظام السوري ليس غريباً أبدا على خدمة حفر القبور لشعبه , فهو في الماضي القريب تمكن من تحويل مدن كاملة بقضها وقضيضها لمقابر مغلقة بعد أن إستباحها , كما أن له سبق الفضل في تحويل سجون كاملة لمقبرة جماعية كما حصل في جريمة سرايا الدفاع أيام رفعت الأسد ضد نزلاء سجن تدمر الصحراوي وقتل أكثر من 500 إنسان وكانت مكافأة العناصر الإرهابية الحكومية التي نفذت الجريمة هي تسلمهم لمبلغ تافه 200 ليرة سورية فما أرخص الإنسان في مملكة النظام السوري الذي لم يخلق مثله في البلاد و الذي يخوض اليوم حرب إبادة شاملة ضد الشعب السوري في مدنه وقراه و يكرر الاسلوب نفسه لنظام البعث العراقي البائد , البعثيون في النهاية ملة واحدة والحزب الشمولي بأفكاره الفاشية البدائية الحاقدة على الإنسانية والحياة هو نفسه فلا فرق في تكتيك القمع و نهاياته ولافرق كذلك في المصير , فمعركة المصير الواحد قد إنطلقت في الشام فعلا , وكل محاولات قمع الثورة الشعبية السورية لن تجدي النظام نفعا ,وإنفراده في حصار المدن السورية وممارسة الجرائم من دون تغطية إعلامية من وسائل الإعلام العربية والدولية لن تمحو أبدا آثار جرائمه أو تخفي موبقاته وبصماته الإرهابية الدموية التي سودت التاريخ السوري المعاصر , لن يفلت إرهابيو وقتلة و شبيحة النظام الإستخباري أبدا من أيدي العدالة الالهية أو الإنسانية بدءا من كبيرهم الذي علمهم القتل و الإستئصال ووصولا لأصغر عنصر أمني حقير أو شبيح مرتزق , لقد حفر النظام السوري بمقابره الجماعية قبره بيديه , وبات العد التنازلي لنهاية النظام قاب قوسين أو أدنى , ومع كل إيغال في الدم السوري تتوسع مساحات الفراق النهائي مع الشعب السوري و يندحر البعث السوري مهزوما نحو مصيره النهائي و الحتمي في مزبلة التاريخ التي تضم رمم وجيف الطغاة و المستبدين , و أعتقد أن على قوى الشعب السورية الحرة التحرك بفاعلية على المستوى الدولي من أجل محاصرة النظام أمميا وإبراز فظائعه وجرائمه و توثيق إنتهاكاته التاريخية القديمة و الجديدة و إعداد ملف تاريخي موسوعي و شامل لجرائم هذا النظام و الذي سيتعزز مع الإكتشاف الجديد لمقابر درعا الجماعية و التي تكررت بكل تأكيد في حمص و بانياس و اللاذقية وكل بقعة سورية مقدسة وثائرة , الشعب قرر أن ينتصر لدماء شهدائه و أن يطارد القتلة حتى آخر الدنيا و لن يفلت مجرم أو شبيح مهما تجنس بكل جنسيات الأرض , لقد جاء يوم انصاف الظالم من المظلوم وهو يوم لو تعلمون عظيم , وحانت لحظة الحقيقة الوطنية السورية الشاملة التي ستزغرد معها حناجر حرائر الشام وهن يزفن الأبطال و الشهداء لجنان الخلد و يرسلن النظام الإرهابي المجرم لمزبلة التاريخ , بكل تأكيد فإن التاريخ الإرهابي الموثق لجرائم النظام السوري ضد الإنسانية في الشام لم يكتب بعد بالكامل و سيكون سفرا تاريخيا مخجلا لجرائم نظام البعث و بما سيجعل من المجرمين و القتلة عبرة لمن يعتبر , لقد كان تاريخ البعثية الفاشية في الشام منذ عام 1963 الذي حملهم لسدة السلطة تاريخ دمويا حافلا بصور المقابر التي تحولت لسجون وبالمعتقلات الإرهابية التي أضحت سمة ذلك النظام الفاشل الذي قاد سورية العظيمة لهزائم تاريخية مخجلة وصادر إمكانياتها وعطل طاقاتها , ليس غريبا بالمرة أن تفضح مقابر النظام الجماعية بل الغريب كل الغرابة أن يلف الصمت المحلي والدولي عن تلك الحقائق الدامغة  فمهرجان القتل الشعبي الشامل الذي أطلقه النظام ومارسته بصفاقة ونذالة منقطعة النظير آلته العسكرية الجبانة والمهانة لن يمنع الشعب السوري أبدا من أخذ زمام المبادرة والإستمرار في الكفاح والصمود والرفض حتى إندحار الطغاة وهزيمتهم وهي مهمة مقدسة يتحملها الشعب السوري البطل العظيم الذي سيدوس على كل المخططات الدولية المشبوهة التي تحمي النظام وتدافع عن جرائمه في ظل موجة الصمت المخجلة عربيا ودوليا , الجامعة العربية التي انتصرت لحق الشعب الليبي في الحرية والكرامة تقف اليوم عاجزة أشبه بدور المتواطئ وهي ترى أن المقابر الجماعية قد تكررت في بلاد الشام بعد أن كان لها ومازال حضورها في بلاد الرافدين ? والعرب اليوم يقفون للأسف ببلاهة منقطعة النظير أمام مهرجان الدم السوري النازف , ولربما يصدق البعض منهم روايات النظام الإستخبارية البائسة عن العصابات السلفية المزعومة ? أو الضباط الإسرائيليين المشاركين في الإنتفاضة الشعبية!! وطبعا لا أعتقد أن الرأي العام العربي قد وصل من السذاجة إلى حد بحيث يعتقد بأن النظام السوري الراهن هو خصم حقيقي لإسرائيل مقابر البعث السوري الجماعية لن ترهب الشعب بل ستكون الحاضنة الستراتيجية لتشديد النضال مهما بلغت الأثمان حتى جرجرة المجرمين لمحكمة الشعب السوري العادلة , وساعتها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. الشعب السوري بكل أطيافه قد حسم الموقف وهو لا ينتظر موافقة أي طرف , فالنظام الدموي حفار القبور إلى سعير.. تلك هي الحقيقة الساطعة التي سيؤكدها أبطال الشام وهم يعيدون كتابة تاريخ الجهاد السوري بدمائهم الطاهرة..

*كاتب عراقي

 

مشاركة نيابية وحزبية تؤسس لرؤية موحدة

بيع الاراضي والوضع داخل الادارة تحت المجهر

المركزية – على امل ان تكسر المبادرة البطريركية الجمود السياسي المتحكم بالبلاد منذ اكثر من اربعة اشهر في ظل فراغ على المستوى الحكومي، يلتئم اللقاء المسيحي في بكركي في 2 حزيران المقبل بطبعة منقحة وموسعة عن اللقاء الرباعي الاول الذي انعقد في 19 آذار الفائت برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وضم آنذاك الرئيس امين الجميل، رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. ويتسم اللقاء الثاني بأهمية خاصة كونه سيجمع الى الاقطاب كل النواب ورؤساء الاحزاب الموارنة للشروع في معالجة الهواجس المسيحية، وهي عمليا نقاط التقى عليها الاقطاب في اللقاء الاول لتشكل مقدمة لتوحيد الرؤية الاستراتيجية بعدما اثمر اللقاء الاول جدية في المناقشات. وعلمت "المركزية" ان موضوعين اساسيين سيتمحور حولهما اللقاء، الاول بيع الاراضي وتملك الاجانب والثاني الوضع المسيحي داخل ادارات الدولة. وفي معلومات "المركزية" المستقاة من مصادر قريبة من رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية ان جعجع ونواب الحزب الخمسة يعكفون على اعداد ملف كامل متكامل موثق بالارقام في الموضوعين على ان يطرحوه في اللقاء اضافة الى تصور للحلول التي من شأنها رفع التمثيل المسيحي في ادارات الدولة الى المستوى الواجب ان يرتقي اليه. واشارت المصادر الى ان "القوات" تعد للقاء بكثير من الجدية ليؤتي ثماره المرجوة على مستوى تطلعات المسيحيين وصولا الى الرؤية الموحدة الاوسع والاشمل.

 

ثلاثة جنود سوريين بينهم قتيل في عهدة الجيش اللبناني

أفاد مدير المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الانسان المحامي نبيل الحلبي، في حديث الى وكالة "فرانس برس"، أن ثلاثة جنود سوريين جرحى "هربوا الى لبنان" الأحد الماضي وقد توفي احدهم على الطريق، وهم في عهدة الجيش اللبناني. وأوضح الحلبي، استناداً الى معلومات جمعها مندوبو المؤسسة الحقوقية، أن اشتباكات "وقعت الأحد بين جنود سوريين وعناصر من "الشبيحة" كانوا يعرقلون عملية نزوح عدد من المواطنين من سوريا الى وادي خالد"، في شمال لبنان"، مشيراً الى أنه "أثناء محاولة عدد من المدنيين اجتياز النهر (الفاصل بين الأراضي اللبنانية والسورية في منطقة وادي خالد)، أطلق "الشبيحة" والهجانة (حرس الحدود) النار عليهم وعلى اللبنانيين، الذين كانوا ينتظرونهم في الطرف الآخر من الحدود".

وأضاف إن "عدداً من الجنود تصدوا، بحسب التقارير، للهجانة والشبيحة، فأصيب ثلاثة منهم بجروح وهربوا الى لبنان، ووصل احدهم جثة هامدة"، لافتاً الى أن "جهاز استخبارات الجيش اللبناني تسلّم الجنديين والجثة"، معرباً عن خشيته من أن يكون تم تسليمهم ليلاً الى السلطات السورية. وأشار الحلبي الى معلومات غير مؤكدة تفيد أن عملية التسليم تمت قبل منتصف الليلة الماضية، معتبراً أن "هذا الأمر، إن وقع فعلاً، يناقض اتفاقية مناهضة التعذيب التي وقعها لبنان العام 2000 والتي تحظر تسليم أي مواطن الى بلده اذا كان سيتعرض الى التعذيب". من جهة ثانية، قال متحدث باسم الجيش، رداً على سؤال لوكالة "فرانس برس"، إنه لا يمتلك أي معلومات عن الموضوع.(أ.ف.ب.)

 

إدارة البريستول إضطرت للاعتذار بعد تلقّيها تهديدات بمنع عقد اللقاء ولو بالقوة"

"لبنانيون من أجل حرية الشعب السوري": نهج 7 أيار الإنقلابي مستمر

أصدر لقاء "لبنانيون من أجل حرية وكرامة الشعب السوري" بياناً أوضح فيه أن "إدارة فندق "البريستول" إضطرت للاعتذار عن إستضافة اللقاء التضامني مع الشعب السوري بعد تلقّيها تهديدات بإقتحام الفندق ومنع عقد اللقاء ولو بالقوة"، معتبراً هذا التصرف بمثابة "إعتداء من قبل المجموعات المستقوية بالسلاح على النظام الديموقراطي وقيامها بخنق الحياة الحرة إستمراراً لنهج 7 أيار الانقلابي، الذي أحال بيروت أسيرة للإرهاب"، ولافتاً إلى أن "حصول مثل هذا الأمر هو حدث بالغ الخطورة وهو إنتصار للترهيب والتهديد على حرية الرأي والتعبير وعلى الحقوق التي كفلها الدستور اللبناني لجميع المواطنين". وإذ قدّر اللقاء "أسباب إعتذار إدارة الفندق"، أبدى تعاطفه معها"، ورأى أن "بيان ما يسمى لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية وما حمله من تهديدات صريحة وعلنية دليل كاف على ممارسة أقصى أنواع الإرهاب الموروثة من نظام الوصاية"، مشيراً إلى أن "الحال كان نفسه مع كل فنادق بيروت وإدارة نقابة الصحافة، ما يبيّن للجميع إستبداد الخوف على بيروت وسيادة الترويع على اللبنانيين وعجز الدولة عن صون أبسط بديهيات الممارسة الديموقراطية".

وختم اللقاء بيانه بالتأكد أنّه "لا يستغرب هذه التصرفات الميليشياوية من الذين يسعون إلى إستنساخ تجربة القمع والقهر السورية في لبنان فأعدّوا العدة للمشاركة مع النظام السوري الذي يقتل شعبه في قمع حرية اللبنانيين"، معلناً في الوقت عينه أنّه "يصرّ إصراراً لا تراجع عنه على عقد اللقاء التضامني مع الشعب السوري وسيحدد في الساعات القليلة المقبلة مكان وزمان عقد اللقاء".  (بيان صحافي)

 

قانصوه: لقاء الـ"بريستول" التحريضي أرعن وكاد أن يؤدي إلى الفتنة

عُقد لقاء موسّع في منزل عضو القيادة القومية لحزب "البعث العربي الاشتراكي" النائب عاصم قانصوه، حضره حشد من الفاعليات والشخصيّات السياسيّة والاجتماعية وعدد من المشايخ والبعثيين، وعلى الاثر، قال قانصوه: "ناقشنا ما آلت اليه الامور بعد إعلان بعض المراهنين على تسميم العلاقات اللبنانية - السورية من خلال رغبتهم في عقد لقاء تحريضي في فندق الـ"بريستول" لبعض المرتزقة والمتآمرين على سوريا شعباً وقيادة، تنفيذاً لتوجيهات وتعليمات أسيادهم الاميركيين ومن يدور في فلكهم حالمين بالعودة الى 17 أيار جديد".

ورأى أنّ "هذا التصرف الأرعن كاد أن يؤدي إلى فتنة داخلية كبيرة تهدد أمن لبنان واستقراره مما يشكل خروجاً على علاقة الأخوّة اللبنانية - السورية التي نص عليها اتفاق الطائف، وقد أجمع الحاضرون على رفض وشجب مثل هذه الدعوة المشبوهة، مؤكدين تصديهم لأي عمل تخريبي". قانصوه الذي قال: "لم ولن نسمح بأي خطوة تآمرية مماثلة وسوف نقف بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه اللعب برمزية العلاقات الأخويّة بين البلدين الشقيقين وأمنهما واستقرارهما مهما كلف الثمن"، شكر "لكل الوطنيين والعقلاء الذين ساهموا في الغاء هذا اللقاء المشبوه تحصيناً للوحدة الوطنيّة وعهداً على متابعة مسيرة التطوير والتحديث وفاءً لسوريا الاسد".

(وكالة وطنيّة)

 

نؤيد إستقرار الوضع السوري لكن ليس عبر الإرهاب والمجازر"

كبارة: موقفي يعبّر عن قناعاتي الشخصيّة.. و"المستقبل" لا علاقة له بما يجري في سوريا

الثلاثاء 17 أيار 2011

إستغرب عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة "ما قام به بعض الإعلام وكأنه يضع البلد على حدّ السيف، في محاولة لجعل لبنان في عين العاصفة ومدى حيوياً لإخراج النظام السوري من أزمته، وذلك لمجرّد الدعوة للتضامن مع شعب شقيق يدافع عن نفسه وعن حقّه بالتعبير عن رأيه"، مجدداً ما أعلنه بالأمس "من دعوة للتضامن مع الشعب السوري الذي يعاني الأمرّين"، وموضحاً أن ما نادى به "تفرضه القيم والمواثيق الإنسانية إزاء مجازر تنقلها شاشات التلفزة العربيّة والأجنبية، فضلاً عن أصوات المدافع وأزيز الرصاص الذي يصمّ آذان الشماليين والعكاريين". كبارة، وفي بيان، أضاف موضحاً: "إنّ موقفي يعبّر عن قناعاتي الشخصية وليس عن أي تجمّع سياسي أنتمي إليه، و"تيار المستقبل" لا علاقة له بما يجري في سوريا، ولا بما أصرّح به، وموقف رئيسه دولة الرئيس سعد الحريري واضح في هذا الاطار، ونحن لا نحتاج لتأكيد ثوابتنا الوطنية ، فنحن مع استقرار الوضع السوري ولكن ليس عن طريق الإرهاب والمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري"، وتابع كبارة قائلاُ: "نحن لا نريد للشعب السوري غير ما يريده هو لنفسه، ولا علاقة لنا بالشأن السوري الداخلي، فنحن نرفض التدخل في شؤونه، لكن أريد هنا أن اسأل سؤالاً موجهاً للإعلام المؤيد "للقمصان السود": ما رأيه بصراخ بعض وزراء الصدفة المدافع عن النظام، ألا يعتبر ذلك تدخلاً في الشأن السوري وزجاً للبنان بشأن سوري بحت، وما رأيه بالتهويل بحرب أهلية في لبنان كسياق حتمي لما يحصل في سوريا، وما الحكمة من الإطلالات المتعاقبة لهؤلاء المفوّهين وتهديد السوريين بخراب بلدهم، أليس ذلك تدخلاً في الشأن السوري؟"، مؤكداً في هذا السياق "أننا نواجه اليوم عقلية متحجرة مهووسة بمفردة المؤامرة، ولا تعترف بوجود الآخر ولا برأيه".

وختم كبارة مشدداً على أنه "لا يمكننا أن نتنكر لإنسانيتنا أمام من يدافع عن نفسه أو أمام النازحين والمستغيثين بوطننا الذي حضن الجميع من دون تمييز، ولن نتردد للحظة في حمايتهم والدفاع عن حقهم لأن أقدس الحقوق هو حق الحياة نفسه".

 

بريطانيا ترجح صدور أمر باعتقال الأسد عن المحكمة الجنائية الدولية

رجح وكيل وزارة الدفاع البريطاني لشؤون القوات المسلحة نك هارفي أن "تصدر المحكمة الجنائية الدولية أمراً باعتقال الرئيس السوري بشار الأسد للاشتباه بصلته في قمع المحتجين في بلاده".ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" تصريحات هارفي بعد أن تقدم مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو بطلب إلى المحكمة الدولية لإصدار مذكرات اعتقال بحق العقيد الليبي معمر القذافي ومسؤوليين آخرين.(أ.ف.ب.)

 

جوبيه: غالبية بصدد التشكل في مجلس الأمن لإدانة سوريا

أكّد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أنّ هناك غالبية "من تسعة أصوات في صدد التشكل حالياً" في مجلس الأمن لإدانة قمع انتفاضة سوريا، موضحاً أنّه وعلى الرغم من ذلك فإنّ تهديداً باستخدام الـ"فيتو" من قبل روسيا أو الصين لا يزال قائماً". جوبيه، وأمام الجمعية الوطنية الفرنسية، قال: "لسنا بمفردنا، وللحصول على قرار من مجلس الأمن ينبغي تفادي لجوء عضو دائم إلى الـ"فيتو" ومن ثم تأمين تسعة أصوات، ونحن نعمل مع أصدقائنا البريطانيين منذ ايام، وحتى اسابيع لبلوغ هذه النتيجة". وإذ أوضح أنّ "أعضاء في مجلس الامن تشاوروا أيضاً حول الملف السوري الليل الفائت"، قال جوبيه: "لا نمارس سياسة الكيل بمكيالين، لقد دعمنا في كل مكان تطلع الشعوب الكبير إلى الديموقراطية والحرية ونقوم بذلك في ما يتعلق بسوريا من دون أي التباس". وذكّر جوبيه بأنّ فرنسا كانت "حضّت الرئيس بشار الاسد على التزام برنامج اصلاحي يأخذ تطلعات شعبه في الاعتبار، لكنّه لم يستمع الينا، فبادرنا عندها إلى إدانة واضحة لاستخدام العنف الدامي". وبالنسبة إلى عقوبات الاتحاد الاوروبي بحق 13 شخصية سورية، أقر جوبيه بأنّ فرنسا "لم تنجح في إدراج اسم الرئيس السوري على هذه اللائحة". وقال: "لن نستسلم، نواصل التحرك في هذا الاتجاه على الرغم من تردد بعض شركائنا إن لم نقل رفضهم"، من دون أن يُسمي هؤلاء الشركاء.(أ.ف.ب.)

 

سليمان استقبل نائب رئيس المجلس الالمانـي وتبلغ اعتماد لبنان مقراً لاتحاد الموانئ العربية

المركزية – تناول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع نائب رئيس مجلس النواب الالماني ولفغانغ تييرس العلاقات الثنائية ودور المانيا واوروبا عموماً على مستوى التعاون مع لبنان. وشكل اللقاء مناسبة لعرض الاوضاع في لبنان والمنطقة.

اتحاد الموانئ العربية: واستقبل الرئيس سليمان الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح مع وفد اتحاد الموانئ العربية لإطلاع رئيس الجمهورية على قرار الاتحاد باعتماد لبنان مقراً دائماً للأبحاث والدراسات، وسيتم افتتاح المركز الرئيسي في طرابلس، على ان يعقد المؤتمر الرابع والثلاثون لوزراء النقل العرب في بيروت في تشرين الاول المقبل. ورحبّ الرئيس سليمان بالوفد لافتاً الى ان مثل هذه الخطوة تصبّ في اطار تفعيل التضامن العربي وتفتح الباب امام الاستثمار في لبنان الذي يشكل مركزاً جيداً على هذا الصعيد.

وحمّل الرئيس سليمان تحياته الى رؤساء ومسؤولي الدول التي يمثلها اعضاء الوفد متمنياً الاستقرار والازدهار لشعوبها.

ومن زوار رئيس الجمهورية رئيس الجامعة اللبنانية-الاميركية جوزف جبرا الذي دعاه الى احتفال تدشين مركز "افرام للحقوق المدنية" التابع للجامعة وذلك في الثاني من حزيران المقبل في مقر الجامعة في جبيل.

 

الرئيس الجميل التقى ممثل بان: النظام السياسي على المحك

وليامز: الإسراع في التشكيل مهم للبنان والمنطقة

المركزية ـ أعتبر رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل ان النظام السياسي اللبناني اليوم على المحك مشددا على ضرورة العمل بجهد ومثابرة لإنقاذه

استقبل الرئيس الجميل في دارته في بكفيا عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان السفير مايكل وليام وبحث معه على مدى ساعة ونصف الساعة في تطورات الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة.

وليامز: بعد اللقاء قال السفير وليامز: سررت بلقائي المطول مع الرئيس الجميل، وناقشنا الوضع في لبنان والمنطقة وتوافقنا الرأي في العديد من المسائل. واشار الى ان لبنان يواجه تحديات كثيرة ومنها ما حصل يوم الأحد على الخط الأزرق في الجنوب، وما يحصل في الشمال الآن، ولهذه الأسباب فمن الأفضل تشكيل حكومة في القريب العاجل، وهذا امر مهم للبنان وللمنطقة ككل.

الجميل: بدوره قال الجميل: "بعض السياسيين اللبنانيين في واد والوضع الوطني اللبناني والعربي في واد آخر، وهم غير مدركين ما هي المخاطر الداخلية والخارجية المحدقة بالبلد، فالفراغ المميت لن يوفر أحدا في النهاية. ورأى ان هذا التصرف لم تعد له علاقة بالسياسة وبالنزاع بين الأطراف اللبنانية، بل اصبح نوعا من المؤامرة على النظام اللبناني الذي اصبح اليوم على المحك، فهل المقصود بهذا التعطيل الذي يتخذه بعض الأطراف هو النظام اللبناني. وقال:" يقع على الأكثرية الحاضرة واجب وطني وضميري بإنتشال لبنان من المستنقع وتشكيل حكومة رغم ملاحظاتنا على طريقة تكوين الأكثرية، وهي تتقاعس عن هذه المسؤولية، نحن نتساءل هل هذا نزاع سياسي داخلي له أبعاد خارجية ام المطلوب تغيير النظام اللبناني ككل؟ وإذا كان هذا هو الهدف فما هو البديل؟ وفيما تطالب العديد من الشعوب العربية بتغيير النظام، فمن واجبنا أن النظام اللبناني الذي ارتضيناه ديموقراطيا وحقق استقرار للبنان لفترة طويلة، ونعمل على تطويره وليس على نسفه كما يعطي البعض انطباعا.

+ هناك بعض الأطراف في الأكثرية تتحدث عن سحب الثقة من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ؟

ـ لا أدري ما هي أهداف هذه الأكثرية الجديدة، بل أرى أننا لم نعد نتكلم عن مأزق إنما عن مخطط لخلق هذا الفراغ ولا نعلم ما اذا كان لأهداف خارجية أو داخلية. لقد تكونت الأكثرية بملء ارادتها واكدت انها تريد تحمل المسؤولية فلتتفضل بذلك، فهذا فراغ مقصود. لقد أدى المسارالدستوري والديموقراطي الى تكليف الرئيس ميقاتي بتشكيل الحكومة ومن مسؤوليته بالتعاون مع رئيس الجمهورية وبالتفاهم مع القوى التي سمته تشكيل حكومة وطرحها للثقة امام مجلس النواب. اما اذا حصل انقلاب من ضمن الأكثرية على الأكثرية وعلى رئيس الحكومة فهذا موضوع آخر، فالعقم الذي نعيشه والمغامرات التي تفرض على البلد تجعل كل شيء ممكن، ونتمنى الا يسقط لبنان بالفراغ المدمر له.

+ هل وصل الرئيس ميقاتي الى الحائط المسدود وهل سيتقدم بإعتذاره؟

ـ الرئيس ميقاتي هو من يمكنه الإجابة عن هذا السؤال، سأراه قريبا، فهو من يتابع الإتصالات ويعرف مدى صدق حلفائه، ومدى الحس بالمسؤولية لدى فريقه من أجل تحصين البلد امام كل العواصف التي يتعرض لها من نزوح من سوريا الى بعض القرى الشمالية فضلا عن الأحداث التي اندلعت على الخط الأزرق في الجنوب والجولان وغير مكان، فعدم استيعاب ما يجري حولنا أمر خطير.

+ هل عاد لبنان ساحة لتصفية حسابات المنطقة؟

ـ شكل لبنان ولفترة طويلة ساحة لحروب الآخرين وهذا ما اختبرناه وما نواجهه ونقاومه لنؤكد على المصلحة اللبنانية وعلى الكيان اللبناني، وهناك وللآسف مخططات كثيرة في حق لبنان. وتطرق الرئيس الجميل الى ظاهرة حصلت في ذكرى يوم النكبة، ورأى أن ما حصل على حدود سوريا وفلسطين ولبنان والأردن ومصر مؤشر مهم ورسالة واضحة لكل الدول: فلا يمكن ان تبقى القضية الفلسطينية مغيبة بهذا الشكل ولا أن يستمر التعنت الإسرائيلي للإنفتاح على حلول واقعية عادلة ومنصفة للجميع. أصبح من الضروري اعادة وضع المبادرات وخاصة المبادرة العربية التي أقرتها قمة بيروت سنة 2002 على السكة الصحيحة واعادة تفعيل المفاوضات العربية الإسرائيلية امر مهم. انتفاضة الجماهير يوم الأحد هي بمثابة ناقوس الخطر لأنها البداية ولن تقف. لقد آن الأوان لوعي عربي ولتحرك سريع وعلى الدول الكبرى المعنية أن تتفهم خطورة الوضع، فكما حصلت في الماضي انتفاضة الحجارة هناك نوع جديد اليوم هو" الإنتفاضة الجماهيرية" واذا ارادت الدول الكبرى والأمم المتحدة ايجاد حل لقضية فلسطين فقد آن الآوان لإتخاذ مبادرة سريعة.

 

تجمع ملتزمون

عرض المجلس المركزي لتجمع ملتزمون في اجتماعه الدوري برئاسة المنسق العام نجيب زوين وحضور الاعضاء، لسياسة التعطيل التي تنتهجها قوى الاغلبية الجديدة الهادفة الى تهديم المؤسسات الدستورية وتهميش موقع رئاسة الجمهورية، ووجهوا للرئيس المكلف الكتاب المفتوح التالي:

دولة الاستاذ نجيب ميقاتي المحترم رئيس الحكومة المكلف.

 ان تسميتكم "الملزمة"، من قبل فريق من النواب، لتأليف الحكومة العتيدة هو "خيار موجه"، كي لا نقول "خيار اجباري"، ولو لم تريدونه بهذا الشكل. ومهما حاول البعض "تجميل" هذا الواقع الاليم والمخزي والباسه "ثوبا" دستوريا، فان الافعال وحدها فقط كفيلة بتغيير هذه القناعة.

 اننا في تجمع ملتزمون، وهو تجمع اهلي ومدني:

نعمل على قيام دولة سيدة وسلطة نزيهة منبثقة من خيار ديمقراطي حر يظللها الدستور وتحكمها قوانين عادلة، كما جاء في ندائنا الاول بتاريخ 30 آذار 2009.

نريد الحفاظ على دور لبنان الرسالة، وعلى التعددية الحضارية، وندعو للتفاعل مع محيطنا العربي والمجتمع الدولي والالتزام بالقرارات الدولية كافة.

نؤمن انه لا حيادية ولا وسطية بين الدولة واللا دولة، ولا وسطية بين النظام والفوضى... ولا حيادية عندما يكون الوطن في خطر...

 واننا نؤكد على الثوابت الآتية:

1. تطبيق القوانين على جميع اللبنانيين وعلى جميع المتواجدين على كامل الاراضي اللبنانية.

2. الدولة هي المرجعية الوحيدة المسؤولة عن ادارة شؤون الوطن والمواطن.

3. الامن من صلاحية القوى الشرعية ولها حصرية امتلاك السلاح.

4. نرفض اية محاولة لتغييب العدالة وتجهيل المجرمين والقتلة.

5. جميع المواطنين متساوون امام القانون، فلا غلبة لصاحب نفوذ او حامل سلاح لا شرعي.

 دولة الرئيس المكلف،

ان اسلوب التهجم المستمر على مقام الرئاسة الاولى وسياسة تحجيم دور الرئيس المكلف وفرض الشروط التعجيزية، التي تاتي كلها في سياق تهديم المؤسسات وتفريغ الدستور من مضامينه، قد اوصلت الوطن الى حافة الهاوية والمواطن الى شفير الجوع والعوز والفقر. والاخطر هو امكانية تجاوبكم مع رغبات قوى 8 آذار والخضوع لعمليات الابتزاز التي يتولاها النائب ميشال عون، وتاليف حكومة احادية التوجه والانتماء. انكم تدركون، دون شك، ان حكومة اللون الواحد ستقود البلد الى الخراب، وتهدد العيش المشترك وتعمق الانقسام  بين اللبنانيين.

ان اكثرية اللبنانيين ترفض سياسة التهويل والابتزاز وتدعوكم لاتخاذ خطوة جريئة استثنائية، وبالتوافق مع رئيس الجمهورية، تنقذ الوطن من هذا المستنقع الخطر والمصطنع، وذلك قبل تفاقم الاوضاع اكثر. لذا فان المطلوب:

1. الاعتذار عن تأليف حكومة اللون الواحد.

2. او تاليف حكومة مستقلة غير فئوية ومتجانسة تعيد الطمأنينة الى اللبنانيين، وتتعاون مع فخامة الرئيس على حماية وتحصين لبنان من اية انعكاسات سلبية قد تطاله بسبب التغييرات الدراماتيكية جراء انتفاضات شعوب المنطقة الساعية للحرية والديمقراطية. 

 سن الفيل في 17 ايار 2011

المنسق العام/نجيب سليم زوين

 

السنيورة رئيساً للحكومة في مرحلة القرار الظني

الشفاف/ اكدت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت عودة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة لتولي رئاسة الحكومة المقبلة. وأشارت المصادر الى ان المرحلة المقبلة لا تتضمن عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة في المرحلة المقبلة التي ستشهد صدور القرار الظني. فالحريري سيكون ملزما بتقديم تنازلات من موقعه كرئيس للحكومة، في حين ان السنيورة لن يكون ملزما بتقديم اي تنازل ما خلا مصلحة الدولة العليا.

 

أعلام "القوات" و"المستقبل" في الضاحية والجنوب!

الشفاف/ لاحظ المارة رفع اعلام لحزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل في مناطق تسيطر عليها حركة امل في الضاحية الجنوبية (الجناح) وبعض قرى الجنوب اللبناني في اليومين الأخيرين! واشارت معلومات الى ان السبب يعود الى رفع حركة "أمل" الغطاء عن بعض المعتدين على المشاعات والاملاك العامة والسماح للقوى الامنية بإزالة هذه المخالفات.

واضافت المعلومات ان الحركة غطت من تريد تغطيتهم وحجبت التغطية عن آخرين بعد ان كانوا دفعوا مبالغ مالية لمسؤولي حركة امل لتغطية اعتداءاتهم

 

حزب الله مع عودة الحريري وعون يهدد بالإنسحاب من "ورقة التفاهم"

الشفاف/ما زال تشكيل الحكومة اللبنانية يترنح وسط الشروط والشروط المضادة في لعبة كسب الوقت التي يسعى كل من حزب الله والعماد عون الى الإفادة القصوى منها، كل على طريقته في إنتظار جلاء صورة الموقف في سوريا. فقد أشارت معلومات من أوساط حزب الله الى أن الحزب ليس في وارد السير قدما في موضوع تشكيل الحكومة في المرحلة الراهنة. في حين ان العماد عون، الذي ينطلق في مشروع عرقلة التشكيل من إعتبارات لا تمت الى الواقع السياسي بصلة، يسعى للإفادة بدوره من تعثر التشكيل ليطالب بأقصى ما يمكنه المطالبة به وصولا الى تحقيق أكبر قدر من المكاسب للتيار، وذلك لوضعها في خانة مرشحي التيار العوني للانتخابات المقبلة.

وفي سياق متصل تشيع مصادر في التيار العوني ان إتفاقا أميركيا سوريا تم التوصل اليه وهو ينص على الإبقاء على الرئيس السوري بشار الاسد في منصبه مقابل التزام دمشق بالمطالب الاميركية المزمنة من النظام السوري، وفي مقدمها رأس حزب الله قي لبنان، وعدم التدخل في الشأنين الفلسطيني والعراقي، إضافة الى فك الارتباط الاستراتيجي السوري الايراني، وصولا الى السير فعلا لا قولا في مشروع الاصلاحات لجهة التعددية الحزبية وحقوق الانسان ودمقرطة النظام السياسي في سوريا.

وتضيف المصادر العونية أن حزب الله، قبل وبعد الإنتفاضة السورية، ما زال يرغب في تولية الرئيس سعد الحريري منصب رئاسة الحكومة ولكن وفق الشروط التي يريدها حزب الله، والتي تنص على أن يترك للحزب الجانب الامني وان يهتم الرئيس الحريري بالجانب الاقتصادي. إلا أن الحريري ما زال مصرا على رفض الدخول في مساومات تحت سقف الشعار الذي رفعه في الثالث عشر من آذار الماضي في وجه السلاح غير الشرعي، خصوصا سلاح "حزب الله".

وتضيف المصادر العونية أن عودة الحريري الى السلطة باتفاق مع حزب الله ستعني حكما إنسحاب التيار من ورقة التفاهم الموقّع مع الحزب في كنيسة مار مخايل في عين الرمانة لأن الحريري بالنسبة للتيار هو المشروع الأخطر على لبنان. وتاليا فأي اتفاق جديد بين حزب الله والحريري سيضع التيار العوني خارج المعادلة السياسية التي حكمت علاقات التيار بجمهوره، خاصة الجمهور المسيحي، واللبناني عامة منذ توقيع ورقة التفاهم بين الجانبين.

وفي المقابل غادر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لبنان بعد زيارته الاخيرة الى سوريا حيث أشارت معلومات المقربين اليه أن لا ضوء أخضر بعد للخروج بتشكيلة حكومية، ما يضع جنبلاط امام مأزق التصريحات السياسية والمواقف الاسبوعية عبر جريدة الانباء.

اما رئيس المجلس النيابي نبيه بري فقد استفاق على دور مزمع للمجلس النيابي فاعطى السعاة مهلة تنتهي يوم الاربعاء المقبل ليعلن أنه في حل من أي التزام بعد يوم الاربعاء من دون ان يشرح كيفية مقاربته للازمة الحكومية ومشيرا قي الوقت نفسه الى ان المجلس النيابي سيقوم بمهامه!

 

مذكرات أوكامبو: «فرصة أخيرة» للقذافي للرحيل

دبي - راغدة درغام/الحياة

طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، أمس، إصدار مذكرات توقيف بحق الزعيم الليبي معمر القذافي وابنه سيف الإسلام ورئيس الاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، كما كانت «الحياة» نشرت قبل أسبوعين. وقال مصدر مطلع إن طلب صدور مذكرات التوقيف يعني أن الطوق بدأ يضيق حول القذافي، مشيراً إلى أدلة على أن الدائرة المحيطة به بدأت تفهم ذلك وتبحث عن مخرج له ولعائلته. وقال إن ما يعزز الضغط على القذافي هو أن الإجراء الجنائي الدولي يتزامن مع نجاح الثوار في تحقيق انتصارات ميدانية باهرة خصوصاً في مصراتة ومناطق الجبل الغربي التي كانت قوات القذافي تحاصرها منذ أسابيع.

وقال أوكامبو خلال مؤتمر صحافي في لاهاي مقر المحكمة الجنائية الدولية «على أساس الأدلة التي تم جمعها، طلب مكتب المدعي العام من الغرفة التمهيدية الأولى إصدار مذكرات توقيف بحق معمر القذافي وسيف الإسلام (القذافي) وعبدالله السنوسي» صهر الزعيم الليبي. وأضاف أن «الأدلة التي تم جمعها تظهر أن معمر القذافي أمر شخصياً بشن هجمات ضد مدنيين ليبيين عزل»، وان «ابنه سيف الإسلام هو رئيس الوزراء بحكم الأمر الواقع»، لافتاً إلى أن «عبدالله السنوسي هو ذراعه اليمنى وأمر شخصياً بشن بعض الهجمات».

واعتبر نائب المندوب الدائم لليبيا لدى الأمم المتحدة إبراهيم دباشي (معارضة) في اتصال هاتفي أن «هذه بداية العد العكسي أمام القذافي، إذ ما زالت أمامه فرصة أسبوعين أو ثلاثة» الى حين صدور مذكرات التوقيف رسمياً بعد موافقة قضاة المحكمة الجنائية عليها. وتابع: «هذه فرصته الأخيرة ليتخلى عن الحكم ويوقف سفك الدماء». وقال: «في استطاعته إيجاد أي مكان آخر ليتوجه إليه مع عائلته قبل صدور مذكرات الاعتقال». ودعا دباشي «السلطات الليبية المؤيدة للقذافي والمقربين منه الى التفكير في الأمر بجدية لأن مصيرهم سيكون كمصير القذافي الذي سيكون ملاحقاً بعد صدور المذكرات وسيكونون مطلوبين من قبل المحكمة الجنائية». وقال: «عليهم أن يتركوا القذافي الآن وينضموا إلى الشعب الليبي والثوار لأن هذه فرصتهم الأخيرة... ومن المهم لهم أن ينشقوا عنه». وأشار إلى أن «ملفات 88 عسكرياً ومدنياً قيد الدرس لدى أوكامبو ... وإن عدداً كبيراً منهم سيواجه مصير القذافي إذا استمروا في تحالفهم معه». ويمكن لقضاة المحكمة الجنائية الدولية أن يقرروا قبول طلب المدعي العام أو رفضه أو الطلب إلى مكتب المدعي العام تزويدهم معلومات إضافية. وكان مدعي المحكمة الجنائية أعلن في الثالث من آذار (مارس) فتح تحقيق في جرائم ضد الإنسانية في ليبيا يطاول ثمانية أشخاص من بينهم القذافي وثلاثة من أبنائه. وقام فريق يضم خمسة أعضاء في مكتب المدعي العام بوضع اللمسات النهائية الأحد على وثيقة تقع في 74 صفحة وخمسة ملحقات تضم تفاصيل الملف المقدم لطلب إصدار مذكرات التوقيف. وأشار أوكامبو في وقت سابق إلى أن الادعاءات بارتكاب جرائم حرب في ليبيا من بينها جرائم اغتصاب وهجمات مرتكبة منذ نهاية شباط (فبراير) ستكون موضوع تحقيق آخر.

 

تبادل خدمات بين اسرائيل و»الممانعين»

الياس حرفوش/الحياة

هذه اسرائيل، تثبت مرة جديدة، لمن ما زال بحاجة الى إثبات، أن نظامها شبيه كامل المواصفات بأنظمة القمع وحركات «الممانعة» العربية، التي تزعم اسرائيل انها نقيضها فكراً وممارسة، وأنها في مواجهتها. المتظاهرون الفلسطينيون في وجه اسرائيل لا يلقون من جنود جيشها، المسمى تزويراً «جيش دفاع»، سوى رصاص القمع والقتل. ومواقف سياسييها من المطالبين بحقوقهم لا تقل تشفّياً وصلافة واستخفافاً عن مواقف أنظمة العرب التي تتحرك الانتفاضات ضدها. اذ كيف يردّ هؤلاء الاسرائيليون على من يتظاهرون عند حدودهم رافعين شعار حق العودة؟ بالطريقة ذاتها التي تردّ بها انظمة القمع العربية على المطالبين من مواطنيها بعودة كرامتهم وباحترام حقوقهم، أي بنفي الحق برفع المطالب، على اساس ان لا يوجد حق عودة او من يحزنون! أو بالقول ان المتظاهرين مدفوعون بأجندات خارجية، وأن وراء تظاهراتهم مخططاً لإزالة دولة اسرائيل؟ ألم نسمع ردوداً مشابهة على تظاهرات الشبان العرب، في مدنهم وقراهم، على لسان حكّامهم وقادة أنظمتهم، من النوع الذي يقول ان الحريات مؤمنة والحمد لله، ولا داعي للتظاهر، وان هؤلاء المتظاهرين متآمرون، مدفوعون من الخارج، وينتمون الى «عصابات مسلحة»؟

لا يقدم النظام الاسرائيلي فقط في سلوكه هذا نموذجاً شبيهاً بسلوك انظمة العرب، فيما هو يصف نفسه بأنه «الدولة الديموقراطية الاولى» في المنطقة. انه ايضاً يقدم لتلك الانظمة الخدمة التي تحتاجها، من خلال اعادة لغة الدم والنار الى المواجهة الفلسطينية - الاسرائيلية، بعيداً من توفير شروط السلام واحترام التزاماته، وهو ما يقوض حجج «الممانعين» ويحرمهم من الشرعية التي يسعون اليها. ذلك ان لغة المواجهة والحرب المفتوحة هي التي يحتاجها قاموس «الممانعين» العرب لتوفير الدعم اللازم لشرعيتهم كأنظمة وحركات «ممانعة ومقاومة». فعندما يقتل الاسرائيليون فلسطينيين عزّلاً على حدودهم مع سورية ولبنان، والحدود في الحالتين معروفة هوية المتنفّذين فيها والمسيطرين عليها، انما يقدمون هدية ثمينة لمن يمسكون زمام الامور في الحالتين، بأن شعاراتهم القائمة على اسكات كل صوت معارض، باسم المواجهة مع العدو، يجب أن تتفوق على شعارات الكرامة والعدل والحرية، التي باتت مطلب المعارضين العرب. انه اذن الصراع الذي يحتاجه الطرفان، انظمة العرب والنظام الاسرائيلي، لابقاء الحال على حاله. فهذا الصراع المديد هو الذي يتيح للأنظمة التي نتحدث عنها البقاء، لأن بقاءها ضروري للتحرير المزعوم الذي لا يأتي، وهو الذي يتيح لاسرائيل ان تعيش على حال العسكرة والمجتمع الحربي، الذي لا يأبه بكل دعوات ومبادرات السلام، والذي يخشى ان يقوّض احترام مطالب الشرعية الدولية القواعد التي يقوم عليها تماسكه الداخلي. وفي الحالتين تكون القضية الفلسطينية وابناؤها هم الضحايا ووقود المعركة. الفلسطينيون يدركون، او يفترض ان يدركوا، ان لا الشعارات ولا التظاهرات الحدودية هي التي ستعيدهم الى فلسطين. ذلك أن الذين عادوا الى الضفة الغربية وقطاع غزة، والذي يرفعون عليها اليوم علم فلسطين، ويشكّلون خميرة الدولة الفلسطينية الموعودة، لم يعودوا بهذه الطريقة. واسرائيل من جانبها، كان يمكنها ان تتصرف بطريقة مغايرة، غير طريقة القتل، حيال بضع مئات من الشبان الذي غامروا بقطع شريط شائك لتحقيق «حلم العودة». لكن مصالح السياسة، هنا وهناك، هي التي طغت. فتحقّق للأنظمة والحركات التي رعت تظاهرات العودة ما ارادت، مثلما تحقّق لاسرائيل، يوم دامٍ، أعاد عناصر المواجهة العربية - الاسرائيلية الى المربع الاول.

 

هل تحققت "نظرية رامي مخلوف" الامنية بعد "استغلال" ذكرى النكبة على "الساحة" اللبنانية وجبهة الجولان "الصامتة"؟ 

سلمان العنداري/موقع 14 آذار

ايام قليلة مرّت على التصريح الشهير الذي ادلى به ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد رامي مخلوف لصحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، والذي لفت فيه الى انه "لن يكون هناك استقرار في اسرائيل اذا لم يكن هناك استقرار في سوريا"، حتى ارتسم في الافق مشهد مقلق على المناطق الحدودية مع اسرائيل في ذكرى النكبة، حيث حصلت اشتباكات دموية في منطقة مارون الراس اللبنانية، بالتوازي مع اختراق نوعي على خط وقف اطلاق النار على الجولان المحتل... فهل من رسالة ارادت الادارة السورية ايصالها، وهل تحققت "نظرية" رامي مخلوف الامنية الجديدة التي تربط استقرار اسرائيل باستقرار سوريا؟.

لا شك ان النظام السوري يحاول خلط الاوراق من جديد على وقع الازمة الخطيرة التي يعاني منها منذ قرابة الشهرين، اذ رأى ان الطريق الاسهل لهذا الخلط يكمن في تحريك "الجبهة" مع اسرائيل، او على الاقل "هزّ شباكها" للقول ان اي دعم لاسقاط نظام بشار الاسد من قبل المجتمع الدولي سينتج عنه حرباً مفتوحة تهدد الامن الاسرائيلي وتضع المنطقة برمتها في قعر النار". كلام ابن خال الرئيس بشار الأسد، ورجل الاعمال القوي المرتبط بالنظام السوري للصحيفة الاميركية الاسبوع الماضي اثار القلق والترقب في لبنان بعد الاحداث الدموية التي حصلت على الحدود اللبنانية – "الاسرائيلية"، وبعد "اختراق" جبهة الجولان الصامتة منذ عقود.

وفي هذا الاطار يعتبر عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني "انه بالرغم من عدم تبني الادارة السورية لكلام مخلوف، الا ان ما حدث في الجولان ومارون الراس جاء بمثابة رسالة واضحة الى الطرف الاسرائيلي مفادها ان السوري قادر على فتح معارك مع اسرائيل في كل المناطق، في محاولة لتخفيف الضغط الداخلي الذي يعاني منه الحزب الحاكم على وقع "ثورة الكرامة" المشتعلة منذ شهرين".

واذ يشير ماروني في اتصال معه الى ان "قراراً اتخذ في مكان ما لتحريك الملف الامني اللبناني عبر بوابة الجنوب، يرى نائب رئيس "تيار المستقبل" انطوان اندراوس ان "سوريا استغلت حماسة الشباب الفلسطيني من لبنان لكي تبعث برسالة الى اسرائيل بعد كلام مخلوف الشهير، اذ اراد النظام القول انه اذا سقط نظام بشار الاسد سنفتح الجبهات على كل الاحتمالات، وبالتالي فإن ما حصل يوم الاحد كان بمثابة رسالة تهديدية وتحذيرية لكل من تل ابيب والمجتمع الدولي على السواء".

هذا ويربط ماروني احداث الجنوب والجولان بالاحتجاجات التي تحصل في الداخل السوري، والتي تُواجه بقمع امني وعسكري شرس، "اذ ان دمشق حاولت الاحتفال على طريقتها في ذكرى النكبة لتحويل الانظار عن مشاهد القتل والقمع في المدن السورية، فاستخدمت لبنان كساحة مستباحة لتصفية الحسابات وبعث الرسائل من جهة، واستخدمت جبهتها الهادئة من جهة اخرى". ويسأل ماروني: "لماذا لم تحصل هذه التظاهرات في منطقة مارون الراس باتجاه المناطق الحدودية مع اسرائيل في فترات سابقة؟، ولماذا تم اختيار هذا التوقيت بالذات".

ويضيف : "الطرف السوري يحاول حسم الامور عسكرياً في الداخل، ويحاول اعادة تفعيل القضية الفلسطينية، ليظهر بانه الممسك بهذا الملف لتأمين القدرة على التفاوض مع الاميركيين ومع غيرهم بشان النظام".

اما اندراوس، فيؤكد على ان "تيار المستقبل وكل لبنان يدعم القضية الفلسطينية وحق العودة ويستنكر باشد العبارات العنف والوحشية الاسرائيلية الوقحة والمتمادية، الا ان استخدام لبنان كساحة مفتوحة لتصفية الحسابات مرفوض وغير مقبول بأي شكل من الاشكال، لان استعمالنا بهذه الطريقة يعتبر اهانة لنا ولارضنا وللقضية الفلسطينية".

واذ يعتبر اندراوس ان "النظام السوري لن يتمكن من الامساك بزمام الامور مجدداً، لان بشارالاسد لم يعد قوياً كما كان في السابق، اضافةً الى ان سيطرته بالسلاح والدم على الداخل ستنتهي عاجلاً ام آجلاً"، يقول ماروني: "ان النظام يستخدم من دون اي خجل الدبابات والمدافع ضد المعارضين لقمع حركة الاحتجاجات، وها هو يستغل القضية الفلسطينية ويستبيح الارض اللبنانية من دون اية اعتبارات اخرى".

 

من سوريا إلى لبنان.. الرسالة: أنقذونا

علي ابراهيم/الشرق الأوسط

مفارقة في المشهد.. على الحدود اللبنانية والسورية مع إسرائيل في رأس مارون والجولان حافلات تنقل شبانا فلسطينيين محتجين في الذكرى الـ63 للنكبة ليحاولوا اجتياز الحدود، وتحدث معركة يسقط فيها قتلى وجرحي على الحدود الهادئة منذ 37 عاما التي لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها إلا بإذن السلطات، فما بال سكان يقيمون في مخيمات بدمشق أو في مخيمات بعيدة عن الجنوب اللبناني الواقع تحت سيطرة حزب الله حليف «البعث».

وعلى الحدود السورية - اللبنانية سكان بلدة تلكلخ السوريون يهربون إلى الأراضي اللبنانية من الحملة القاسية التي تشنها منذ 8 أسابيع القوات السورية على المعارضين المصرين على المطالبة بالحريات، وسط تقارير عن اشتباكات بالسلاح بين جنود سوريين منشقين رفضوا إطلاق النار وآخرين في البلدة الحدودية.

مشهد عبثي تظهر فيه حالة نموذجية لسياسات عربية قديمة جديدة؛ هي الهروب إلى الأمام في مواجهة الأزمات الداخلية لإلهاء الناس حتى ولو تسبب ذلك في إشعال حرب خسارتها مضمونة، فالمهم المحافظة على السلطة والكرسي وليذهب الباقي إلى الجحيم؛ فـ«إما أنا أو الخراب».. قالها سيف الإسلام القذافي في ليبيا حينما خاطب الليبيين قائلا: انسوا النفط، وانسوا الاستقرار، واستعدوا للحرب الأهلية، ونراها الآن في سوريا حينما قال رامي مخلوف، أحد أعمدة النظام: «لا استقرار لإسرائيل طالما لا استقرار في سوريا»، والاستقرار في مفهومه يعني بقاء النظام. لقد خرجت مظاهرات في الأراضي الفلسطينية في ذكرى النكبة، وهو تاريخ مؤلم للفلسطينيين من حقهم أن يبلغوا فيه العالم غضبهم من المراوغة والإهمال الدولي لقضيتهم التي لا تجد حلا منذ عقود طويلة، وجاءت مظاهرات هذا العام مختلفة، فالشبان متحمسون بما حصل في دول عربية مجاورة لهم من تغييرات أحدثتها ثورات شعبية، وكان رد الفعل الإسرائيلي مفرطا في استخدام القوة، والموقف الفلسطيني الرسمي مسؤولا على جانبيه سواء من السلطة في الضفة أو حماس في غزة التي سعت شرطتها إلى منع المتحمسين من عبور الحواجز؛ فالسلطة المسؤولة لا تسمح بإراقة دماء شعبها بأفعال متهورة أو دون ثمن لمجرد الحصول على دعاية إعلامية.

الموقف في سوريا ولبنان مختلف؛ فالتحرك من المخيمات بحافلات بإذن، وهي أصلا مخيمات مسيطر عليها من فصائل تعودت على تجيير القضية الفلسطينية لصالح آخرين، وهو أشبه بشوشرة لتشتيت الانتباه واستغلال قضية عادلة للتغطية على أزمة داخلية، فنحن أمام حالة غضب داخلية دخلت أسبوعها التاسع، وأثبت منظموها، أيّا تكن هويتهم، أن لديهم تصميما عاليا، رغم أنهم لم يجدوا من يقف معهم مثلما حدث في مصر وتونس حينما رفض الجيش إطلاق النار على الناس ووقف معهم. في المقابل، أدى اللجوء إلى الخيار الأمني في مواجهتها إلى رفع السقف من مطالب بسيطة تتلخص في الحرية والكرامة والعدالة، إلى تغيير كامل النظام، ولم ينجح استخدام القوة المفرط في إسكات الناس؛ بل على العكس، أزال الخوف من قلوبهم.

وخلال الأسابيع الثمانية الماضية، استخدم الكثير من الأوراق في مواجهة الانتفاضة الشعبية السورية.. الوعود السياسية، مع إطلاق الرصاص واقتحام المدن بالدبابات والاعتقالات الواسعة والحصار الإعلامي الذي نجح المنتفضون إلى حد ما في اختراقه، ويبدو أن بين الأوراق أو الكروت الأخيرة التلويح بإشعال حرب، وهذه هي الرسالة التي جرى توصيلها إلى الإسرائيليين أول من أمس عبر الحدود السورية واللبنانية ليمارسوا ضغوطهم على الإدارة الأميركية قبل خطاب أوباما الخميس المقبل حتى لا تصل إلى نقطة المطالبة بتغيير النظام، أي إنها رسالة مفادها: تحركوا مع واشنطن وأنقذونا.

 

مثلث القمع» العربي.. في أمة منكوبة

وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ (طرفة بن العبد)

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

قبل ما حدث في نهاية الأسبوع على الحدود وخطوط الهدنة الفاصلة بين أراضي فلسطين المحتلة مع لبنان وسوريا، وكذلك أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، بمناسبة الذكرى الـ63 لنكبة احتلال فلسطين، كان العالم العربي منشغلا بنوعية أخرى من «النكبات».

فباسم «الشرعية الدستورية» يصر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على التمسك بمنصب الرئاسة في وجه اعتراض ملايين اليمنيين. ثم يعلن بالصوت الملآن أنه سيواجه «التحدي بالتحدي»، مع أنه يعلم جيدا أن ليس لمعارضيه الكثر في الساحة اليمنية ما لديه من قوات «الحرس الجمهوري» و«القوات الخاصة» التي يقودها ابنه العميد أحمد، أو قوات «الأمن المركزي» التي يقودها العميد يحيى ابن أخيه. وينسى أو يتناسى كيف جاء أصلا إلى موقع الرئاسة.

وباسم «الثورة» و«الملايين» المعادية لـ«الصليبية» يواصل العقيد معمر القذافي هدر دماء أبناء الشعب الليبي ويوفر كل مستلزمات التدخل الأجنبي، مستنهضا أبشع النوازع القبلية والعشائرية ومسهلا - بفضل كتائب أبنائه الميامين - مع مرور كل يوم، نكبتي الحرب الأهلية والاحتلال الأجنبي الواقعي.

وباسم «مكافحة الأصولية» و«السلفية» و«الإرهاب» يستمر الحكم في دمشق بأداء «رقصة الموت» داخل سوريا وفي أراضي جيرانها الأقربين، مورطا الأقليات التي يدعي حمايتها في أزمة مقلقة بل مفزعة حقا.

إنه «ثلاثي» يواجه صعوبة في استيعاب فكرة حق المواطن في المناقشة والاعتراض وصولا إلى التغيير السلمي وتداول السلطة كما يحصل في أي مجتمع متحضر. ويستنسخ عمليا استخفاف الكيان الإسرائيلي، طيلة الـ63 سنة، بإنسانية ملايين الفلسطينيين وحقوقهم، ولكن مع فارق أساسي هو أن آلة الاغتصاب والقمع الإسرائيلية تمارس عدوانها على من تعتبرهم أعداء وجود، بينما يمارس «الثلاثي» العربي ما يمارسه ضد أهله وأبناء وطنه.

المعارضة اليمنية اعتبرت بالأمس «المبادرة الخليجية» ميتة، ورأت في كلام الرئيس صالح «إعلان حرب أهلية»، فقررت إعلان العصيان المدني. والحقيقة، أن أحدا لا يستطيع لوم المعارضة على يأسها من مناورات الرئيس، والتفافه على قادة دول مجلس التعاون الخليجي. غير أن العصيان المدني مع حكم اختار فعليا طريق الحرب الأهلية، وفي ظل استبعاد انقسام الجيش، ينطوي القرار على مجازفة كبيرة. فلا الرئيس يبدو مقتنعا بأن في صميم واجباته الأخلاقية حقن الدماء والإبقاء على البقية الباقية من المؤسسات، ولا ناصحوه ومعاونوه المدنيون والعسكريون يتحلون بالقدر الكافي من الشجاعة والمسؤولية لاعتماد التجربتين التونسية والمصرية بالوقوف مع الشعب بدلا من التجربة القذافية.

أما عن التجربة القذافية، فإننا نرى اليوم كيف تسعى بعض الدول الغربية إلى دعم الثورة الليبية بالسلاح، وكيف يعرض بعضها الآخر الاعتراف بـ«المجلس الوطني»، وكيف تأخر المجتمع الدولي حتى الأمس في توصيل رسالة واضحة لـ«اللانظام» الليبي بأن وقته انتهى. التأخر حصل ليس فقط لأن القذافي حالة نفسية خاصة - وهو كذلك حقا -، بل لأن ثمة رسائل متناقضة ومتضاربة كانت تصل إلى مجمع باب العزيزية في طرابلس. وهو ما كان من شأنه تمكين «ملك ملوك أفريقيا» من لعب ورقته الأخطر التي هي استنهاض العصبية القبلية ضد من يصفهم اليوم بـ«عملاء الصليبيين»... بعدما كان اتهمهم قبل أسابيع معدودة بأنهم من «إرهابيي القاعدة» الذين لا يستطيع غيره إنقاذ إسرائيل من شرورهم.

ونصل إلى الوضع السوري، الذي تقول واشنطن وباريس ولندن - بل حتى أنقره - إنه تأخر كثيرا في التجاوب المنشود مع نبض الشارع المطالب بالتغيير. إن أحدا لا يستطيع أن يعطي نظاما، استمر في السلطة أكثر من 40 سنة، دروسا في السياسة... بفضل إتقانه لعبة التوازنات وتسليف المواقف وقبض أثمانها. لكن، يبدو أن هذا النظام - أو تحديدا الجيل الثاني في النظام - نسي لبرهة أن لكل موقف ثمنا، وأن الأثمان تتغير وفق وضع السوق، وما كان ثمنا مقبولا لخدمة معينة بالأمس ربما لا يعود كذلك اليوم.

من ناحية أخرى، بخلاف الجيل الأول الذي حكم سوريا بين 1970 و2000، يرى متابعون أن جيل اليوم سلم زمام المبادرة في علاقاته الاستراتيجية لإيران. صحيح أن الرئيس الراحل حافظ الأسد كان الزعيم العربي الوحيد الذي أيد إيران علانية في حربها مع العراق (1980 – 1988)، قافزا فوق رابطتي «البعثية» والعروبة. وطبعا امتد التعاون الاستراتيجي السوري - الإيراني إلى لبنان. غير أن دمشق في عهد الأسد الأب أبقت القرار الحاسم، ولو ظاهريا، بيدها وليس بيد طهران.

هذا الوضع تغير منذ مقتل باسل الأسد عام 1994، وانتقال «الملف اللبناني» ممن كان يعرف بـ«الحرس القديم» إلى يد الرئيس الحالي الدكتور بشار، قبل تسلم الأخير مهام الرئاسة عام 2000. وها هي المبادرة في لبنان، الذي طالما اعتبرته دمشق «حديقتها الخلفية» أو خاصرتها الرخوة، باتت في يد طهران ممثلة بحزب الله. وإذا كان ثمة دليل على تولي طهران تسيير الأمور، فأمامنا الأزمة الراهنة في عملية تشكيل الحكومة اللبنانية. ثم «تذكر» دمشق - لأول مرة منذ 1973 - اختراق خط وقف إطلاق النار في الجولان، بالتزامن مع ما حصل عند مارون الرأس في جنوب لبنان، حيث السلطة الفعلية لحزب الله.

اليوم عندما يتكلم النظام السوري عن فتحه حوارا مع مناوئيه في الداخل، المطلوب هو إحداث تغيير حقيقي وجدي. ذلك أن مسألة التصدي لـ«الأصولية» الإسلامية والتعصب الديني يصعب هضمها في الشارع السوري عندما يشاهد المواطن كيف يدعم نظامه «أصولية سنية» في غزة ممنوعة في سورية، و«أصولية» من لون آخر في لبنان. وعندما يدعي حماية الأقليات قد يكون من الحكمة الكف عن زج هذه الأقليات وتوريطها في عداوات هي بغنى عنها. وعندما يتكلم عن الديمقراطية من المفيد جدا، له وللشعب السوري كله، أن يعني ما يقوله على الأرض.

وأخيرا، عندما ينوي تحرير الأرض في فلسطين والجولان... عليه إطلاق تعبئة وطنية وقومية شاملة لا تكتفي بعرض رمزي، في يوم واحد من العام، لتنفيس الاحتقانات الداخلية في دمشق وبيروت وطهران، قد ينتهي بإهداء بنيامين نتنياهو «ذخيرة سياسية» ثمينة... تساعده إسرائيليا وأميركيا.

 

ادفع المائة جنيه أفضل!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

سألت شخصية عربية رفيعة، آنس برأيه وأثق في رؤيته، حول الأوضاع في سوريا، وما هو الأفق السياسي لأزمة النظام هناك. أجابني قائلا إنه مع بدء الأزمة السورية كانت القراءة الرائجة بين الدوائر السياسية العربية، وبعض الدوائر الغربية، أن النظام السوري أمام أربعة خيارات: الأول أن يقوم النظام بعملية أمنية سريعة ومحدودة جدا، ولا تتجاوز أضرارها وقوع 15 قتيلا، واعتقالات محدودة، وتخمد الحركة الاحتجاجية ويتجاوز النظام الأزمة. والخيار الثاني هو أن يلجأ النظام لعملية أمنية وحشية يقع ضحيتها عدد كبير من الناس مع اعتقالات، وتخمد الانتفاضة، أو أن يلجأ النظام إلى الخيار الثالث، الأكثر خطورة، وهو فتح جبهة صراع دولية مع الإسرائيليين من الجولان، أو جنوب لبنان أو غزة.. عندها قاطعت مصدري قائلا: لقد جرب النظام السوري كل الخيارات الثلاثة وفشلت؟

ضحك قائلا: «دعني أكمل بالخيار الرابع، ثم سأروي لك قصة عن الخيارات الثلاثة، علها تساعدك على رؤية الصورة الأكبر». واسترسل قائلا إن الخيار الرابع هو أن يقوم النظام بإصلاحات حقيقية وجذرية تغير شكل ومضمون النظام السوري، وعندها يعبر النظام الأزمة، وتتغير سوريا. إلا أن المصدر الرفيع أضاف قائلا إن هذا الخيار بات غير وارد اليوم، خصوصا أن النظام قد جرب الخيارات الثلاثة ولم تنجح في قمع المحتجين السوريين بشكل ملحوظ، فالنظام يتأرجح بين الحوار وبين القمع تارة، والموقف الدولي بات يتصاعد، وخصوصا بعد حادثة الحدود الأخيرة مع إسرائيل استغلالا لذكرى النكبة.

ثم عاد المصدر الرفيع ليقول: «الآن دعني أروِ لك قصة الخيارات الثلاثة.. ففي زمان ما أقدم رجل طاعن في السن على ارتكاب أمر تطلب محاكمته.. أخذ الرجل للمحكمة فنظر إليه القاضي قائلا إن فعلتك تقتضي العقوبة، فقال الرجل للقاضي تذكر أنني كبير في السن». ويضيف المصدر: «حينها نظر القاضي للرجل وقال له سأخيرك بين ثلاث عقوبات تختار واحدة منها: فإما أن تدفع مائة جنيه ذهب، أو أن تتلقى مائة جلدة، أو أن تأكل مائة رأس فلفل شديد الحرارة! فقال الرجل للقاضي: أما الجنيهات الذهب فانس أمرها تماما، ولا تفاوض أو حديث حولها، والجلد أمر لا أتحمله بحكم سني، وسألتهم الفلفل، فهو مقدور عليه».

ويسترسل المصدر مكملا: «بدأ العجوز في التهام الفلفل حتى بلغ رقم ستين، فاحمرت عيناه واشتعل رأسه، وصرخ: أيها القاضي سيقتلني هذا الفلفل.. دعني أتلقَ الجلدات فهي أهون. فقال القاضي حسنا.. وعندما بدأ الجلد ووصل العجوز للجلدة الأربعين قال للقاضي يكفي سأموت أنا رجل كبير، فقال القاضي وماذا تريدني أن أفعل معك؟ فقال الرجل سأدفع المائة جنيه»! وهنا يقول المصدر: «لو دفع الرجل المائة جنيه لجنب نفسه كل المصائب، والمائة جنيه هنا هي الإصلاح»!

وهذا الأمر ينطبق على سوريا واليمن وليبيا، وإن كان القذافي قد جرب الفلفل والجلد، وفي طريقه لدفع المائة جنيه، وهو ما رأيناه أيضا في تونس ومصر، وخصوصا ما يحدث لعائلة مبارك، حيث لا يملك المرء إلا أن يتساءل: لماذا يفعلون بأوطانهم وأنفسهم هكذا؟

 

كل التفسيرات ضد سورية

داود الشريان/الحياة

المؤيدون للنظام السوري يصرون على أن حديث رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد إلى صحيفة «نيويورك تايمز» كان تهديداً لا يقبل الجدل، وهو حين قال «إذا لم يكن استقرار هنا، فمن المستحيل أن يكون هناك استقرار في إسرائيل» لم يكن يقصد أنقذونا، بل كان يهدد الدولة العبرية، بأنها ستدفع الثمن إذا وقف الغرب مع المتظاهرين في سورية، مثلما فعل في تونس ومصر. ويستشهد أصحاب هذا الرأي بالجزء الآخر من كلام مخلوف، حين سألته الصحيفة إذا كان كلامه «يعني التهديد أو التحذير»، فردّ نافياً: «لم أقل حرباً. ما أقوله هو، لا تدعونا نعاني، لا تضعوا الكثير من الضغوط على الرئيس، لا تدفعوا سورية إلى فعل شيء لن تكون سعيدة بفعله». وهذا تفسيره في رأيهم ان سورية قادرة على التهديد من دون حرب، وأن ما جرى في الجولان مثال لهذا التهديد، ناهيك عن قدرتها على إشعال الحدود اللبنانية متى أرادت.

بصرف النظر عن محاولة بعضهم تحسين صورة سورية الممانعة، والتشديد على أنها تهدد إسرائيل، ولا تطلب مساعدتها، فإن حديث مخلوف جاء بنتائج عكسية على سورية في كل الأحوال. ولعل أسوأ آثار الحوار ما أثير في صحف غربية من ان النظام في دمشق كان وسيبقى يستغل مشاكل المنطقة وتناقضاتها للضغط على الآخرين من اجل دعمه، والصمت عن أخطائه، فضلاً عن أن هذا الحديث بكل تأويلاته السورية والعربية، كشف أن نظام الرئيس بشار الأسد لم يتعلم من تجارب الأنظمة العربية التي سقطت، ولم يدرك أن العالم تغيَّر. فالدول الغربية ضحت بنظام الرئيس مبارك، وهي غير قادرة على دعم أنظمة تواجه المتظاهرين بالرصاص. الصمت على ما ترتكبه دمشق ضد المواطنين بات مستحيلاً في عالم السياسة اليوم.

لا شك في ان الورقة التي استطاع النظام السوري أن يلعب بها طوال العقود الماضية، المتمثلة في «اصمتوا عني او أثير الشغب»، لم تعد تصلح لمواجهة ما يجري. وربما وجد الصامتون عن السياسة السورية في الماضي أنها سياسة مكلفة ومرهقة، ولا أحد قادراً على المغامرة بتحملها.

الأكيد أن الحديث عن أمن إسرائيل في مقابل أمن سورية، أمر مبالغ فيه. حتى في إسرائيل ثمة انقسام على الوقوف مع النظام السوري. وهناك فريق يرى ان التعامل مع نظام ديموقراطي في سورية أقل كلفة ومخاطرة من التعامل مع نظام يحميك باستخدام خصومك.

 

شكراً درعا!

راشد فايد /النهار

ليست الذكرى 63 للنكبة اكثر ايلاماً ومرارة من الـ 62 ذكرى التي سبقتها:

المخيمات هي نفسها، بالبرّاكات والمياه الآسنة والعيشة المذلة، وفوقها البطالة وسوء التعليم. وحلم العودة مستمر حلماً، ويكاد يكون ادمانا بدل ان يكون املاً وطموحاً. ووكالة الغوث (الاونروا) المفلسة تستمر في "تقتير" مساعداتها، على ايقاع قطرات الدول المساهمة.

الايجابية الوحيدة المستجدة، والتي رافقت الذكرى 63، هي مصالحة حركتي "فتح" و"حماس"، ما يعكس عودة وحدة الموقف الفلسطيني من مفاوضات السلام مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، وتنشيط الخطى لإقامة الدولة المستقلة في حدود العام 1967.

مع ذلك، ومن دون انتظار، استيقظ فلسطينيو الممانعة على اقتحام الحدود مع الكيان الصهيوني، من لبنان وسوريا، مع علمهم أن ذلك لن يعدو كونه "كرنفالاً" يتناسب اكثر مع زمن "في البحر ح ندفنهم" ويتماشى، واقعياً، مع صرخات "فليسقط وعد بلفور". فالجدية في مواجهة الاحتلال هي في ما خاضه فلسطينيو 1948، في مواقع الاحتلال وفي وجه المحتل، في مناسبة الذكرى وقبلها في الانتفاضتين لا سيما الاولى.

قد يزعم زاعم ان موجة الربيع العربي هي التي حركت مواجهات مارون الراس والجولان.

وقد يقول قائل، ان ما حدث يترجم تصريح رامي مخلوف قريب الرئيس السوري وفيه ربط الاستقرار في اسرائيل، باستمرار الاستقرار (النظام) في سوريا. لكن ما كان لافتاً هو قول وكالات الانباء ان مقتحمي الاسلاك الشائكة التي تعزل الجولان السوري عن ارض الوطن، كانوا من الفلسطينيين، من دون مشاركة سورية. هل في ذلك، تبرؤ من مسؤولية تحريكهم، تماما كالتبرؤ الرسمي السوري من تصريحات رامي مخلوف؟ وهل يفيد ذلك، بأن الاستقرار، منذ العام 1973 كان تواطؤاً، عنوانه الممانعة في سوريا، والمقاومة في لبنان؟

ولعلها المرة الأوضح التي يترجم فيها على الأرض ما كنا، لبنانيين وفلسطينيين ، نحاول أن نفهمه من مغزى كلام نظام الوصاية عن الإمساك بما كان يسميه بالورقة اللبنانية والورقة الفلسطينية، تحديدا عندما كان اللغط يتزايد عن مفاوضات السلام في المنطقة.

الجواب قاله احد فلسطينيي اراضي الـ 48 عبر شاشات التلفزة: الانظمة كلها متواطئة مع اسرائيل. لولا ذلك لفتحوا الحدود منذ زمن.

قد يكون محقاً وقد لا يكون لكن الحقيقة ان ما بين درعا والشتات الفلسطيني، وكذا القاهرة وتونس واليمن، وحدة حال: البحث عن الحق في العيش الحر في دولة ديموقراطية.

 

بشار الأسد جزء من المستقبل؟

علي حماده/النهار

لا يحتاج المراقب الى عناء كبير ليدرك ان ما حصل قبل يومين في ذكرى النكبة الثالثة والستين عند الحدود اللبنانية وفي الجولان جاء بتدبير محكم يهدف الى حرف الانظار عن الوضع الداخلي في سوريا، ويمثل دفعة على الحساب مما صرح به ابن خال الرئيس بشار الاسد رامي مخلوف الذي يمثل خزنة العائلة والحلقة الضيقة. فقول رامي مخلوف لصحيفة "نيويورك تايمس" انه لن يكون هناك استقرار في اسرائيل اذا لم يكن هناك استقرار في سوريا (الممانعة) يصور بأمانة كبيرة ودقيقة حقيقة المعادلة القائمة بين النظام السوري واسرائيل منذ اربعة عقود، وأتى مخلوف بكلامه ليتجاوز كل الخطاب الرسمي التافه والشعارات الاكثر تفاهة التي اشبعت بها المنطقة على مدى عقود من الزمن، فكان للكلام الواقعي لرجل اعمال شاب متهور بعض الشيء، الكثير من الصدقية في ضوء مسار النظام ايام الرئيس الراحل حافظ الاسد، ثم في حقبة ابنه في الرئاسة. فلو كانت لمخلوف فضيلة واحدة في هذه الدنيا فكانت لتكون تصريحه المشار اليه.

 يحصل هذا وآلة القتل لا تتوقف عن الدوران في سوريا. فالنظام المنتهج مسارا امنيا دمويا يعمل بطاقة قصوى لكسر شوكة المحتجين في انحاء البلاد. ومع ارتفاع اعداد القتلى والجرحى، والآن عدد المهجرين ( تلكلخ) لا بد من طرح سؤال بسيط: الى اين يسير هذا النظام؟ فالقتل لا يحل الازمة التاريخية العميقة التي تفجرت في بلاد حكمت لعقود طويلة بأسلوب ستاليني كان يفترض ان يتغير منذ امد بعيد. فالرئيس بشار الاسد الذي جرى توريثه عام 2000 ابقى البلاد اسيرة المعادلة التي كانت قائمة ايام والده، ولم تتغير سوى الاسماء، بل ان طبقة حيتان المال امثال رامي مخلوف انتفخت في عهده، حتى صار الحديث عن فساد بارقام فلكية لم تعهدها سوريا حتى في احلك ايام حافظ الاسد وطبقة كبار الضباط الفاسدين.

في مطلق الاحوال، ما يواجهه الرئيس بشار الاسد يتجاوز موضوع الفساد، ويتعلق بطبيعة النظام نفسه. لقد انتهى النظام بمعنى انه ولو بقي رموزه في السلطة لزمن معين، فإن سوريا لن تحكم بعد اليوم بالاسلوب الذي حكمت فيه حتى الخامس عشر من آذار 2011. فمئات القتلى في ساحات الحرية صنعوا التغيير بقوة دمائهم التي رووا بها ارض بلادهم. والاسد الابن مدعو الى ادراك معنى ان ترتفع فاتورة الدم المسفوك باسم الدفاع عن النظام. وهو مدعو الى ان يتمعن في الخيارات المتاحة، وخيار الدم الذي اختاره ان لم يتوقف سوف يسرع في سقوط النظام ورحيله. ومهما فعل فإن دينامية المجتمع السوري في اتجاه الحرية ما عاد ممكنا تعطيلها بالقوة مهما بلغت.

 ان تغيير طبيعة النظام لتصير سوريا ديموقراطية حديثة هو المستقبل. فهل يريد الرئيس بشار الاسد ان يكون جزءا من المستقبل بعدما اغرق ماضيه في بحر من دماء الاحرار؟

 

التغييرات المحتملة للنظام مستبعدة في لبنان

انكشاف دولي أمام التطوّرات السورية

النهار/روزانا بومنصف     

حظيت الحركة الاعتراضية ضد النظام في سوريا بمواقف اميركية رسمية لقيت وتلقى اعتراضات اعلامية وسياسية كبيرة، خصوصا تلك التي تعبر عنها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. اذ تطاول الانتقادات الاميركية وغير الاميركية المعايير المزدوجة لواشنطن في تعاطيها مع ليبيا وسوريا في ظل تصرف مماثل للقيادتين في البلدين المعنيين ازاء الاحتجاجات الشعبية وحرص كلينتون على تقديم تبريرات يجدها المعلقون الاميركيون محرجة في احسن الاحوال وغير لائقة مع تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا من جهة ثانية. في حين ان سوريا وعلى لسان مستشارة الرئيس بشار الاسد بثينة شعبان في حديث صحافي الاسبوع الماضي اعتبرت ان الموقف الاميركي من الاحداث في سوريا ليس سيئاً. وهذا اثار تساؤلات لدى كثر حول صحة وصمود مقولة الممانعة السورية ضد الولايات المتحدة التي لا تجد لها اي صدى يذكر في ظل هذه المعطيات. الا ان ما يعني لبنان في هذه التطورات هو امكان تأليف حكومة يريدها "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" حكومة مواجهة اي مواجهة للاميركيين، كما يقول الطرفان، مع سَوق اتهامات لكل من الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالخضوع للضغوط الاميركية في ظل تجاهل ما يجري على الخط السوري - الاميركي ولو ان ما يجري يتصل باسباب ومصالح اميركية مختلفة تسري كذلك على الخط السوري - الاسرائيلي، في ظل تمسك اسرائيل بالنظام الحالي في سوريا ورفضها ان يطاوله التغيير ايضا. وتاليا هل يتم الافراج عن حكومة مماثلة اذا اتخذت الولايات المتحدة مواقف اكثر تشددا من دمشق علما ان لبنان لا يشكل الاساس في جوهر الموقف الاميركي من دمشق بل عناصر اخرى اكثر اهمية. اي هل ان هناك اي ثمن يتعين على دمشق ان تقدمه لجهة التغاضي الغربي والاميركي عن المطالبة برحيل النظام ام هي تعتبر انها تسدي خدمة الى الولايات المتحدة والمنطقة باسرها اذا استمر النظام الحالي في سوريا الذي لن يلبث ان ينفذ برنامجه بالنسبة الى لبنان وفق ما خطط له قبل اشهر.

مصادر مراقبة ترجح الاحتمال الثاني لان القيادة السورية لم تظهر حتى الان اي تغيير اساسي، بل هي تغييرات تكتية واذا غيرت فانها لن تعمد الى ذلك في لبنان لوجود حسابات مختلفة لا تتصل بها وحدها بل تتصل بايران ايضا. ولذلك فان المطالب التعجيزية للعماد ميشال عون والتي يضع بموجبها اليد على كل الحصة المسيحية مستبعدا اي دور لرئيس الجمهورية ولاحقا على كل التعيينات ايضا والقرار داخل الحكومة يفيد بان ترجمة تحالفه مع "حزب الله" هو تحالف البندقية التي يحملها الحزب تحت عنوان المقاومة مع التغيير الذي يرفعه عون شعارا لتكتله النيابي، في ما ينبئ بامكان نقل لبنان من نظام الى نظام تحت هذين العنوانين، علما انه يفترض في التطورات الجارية في المنطقة وفي سوريا تحديدا ان تؤدي الى اعادة نظر في امور كثيرة لم تكن واردة قبل بعض الوقت من دون ان يعني ذلك اضمحلال هذا الخيار او عدم وروده تبعا للمد والجزر في الموضوع السوري في الدرجة الاولى. لكن بالنسبة الى مراقبين كثر فان ما اتضح حتى الان من نيات الاكثرية الجديدة يفترض ان يحفز اللبنانيين على رفض الذهاب نحو ما رفضوه في الانتخابات النيابية من خلال انتخاب اكثرية اخرى غير هذه الاكثرية. فازاء ما يحصل من انتفاضات في العالم العربي ومفاخرة اللبنانيين بانهم كانوا في اساس انطلاقتها عام 2005 لا يفهم كثر صمت اللبنانيين، وان كان الامر مفهوما من حيث المبدأ في التبعية السياسية والطائفية، عن تعطيل مقصود لشؤونهم اليومية بذريعة المطالب والمطامع الشخصية لهذا او ذاك من قوى 8 آذار، وعدم ثورتهم ورفضهم لهذا الواقع المفروض قسرا عليهم في وقت لم يكف النائب وليد جنبلاط عن التعبير عن غضبه حيال هذا الواقع ولو انه ساهم في تأمين الوصول اليه وفق ما اعلن.

وما يعني مراقبين كثر ايضا من الموقف الاميركي هو التظاهرة الفلسطينية التي انطلقت من الجولان المحتل على نحو نادر وفريد ومحاولة معرفة ما اذا كانت هذه التظاهرة –الرسالة ستساهم في اقناع الولايات المتحدة في شكل اساسي وبقية الدول الغربية باهمية المحافظة على استمرار النظام السوري وبقائه قويا من دون تعريضه لادانات قوية تهز اسسه بسبب قمعه المعترضين عليه، وذلك من اجل استمرار ضمان الحدود مع اسرائيل وتاليا السكوت عنه لبعض الوقت الاضافي من اجل انهاء الانتفاضة الشعبية لديه امنيا اولا قبل الانتقال الى المعالجة السياسية. ذلك ان ما يحصل في سوريا يتسبب بارباك كبير للمجتمع الغربي الذي لم يستطع ان يظهر انسجاما بين مطالبته التاريخية بالديموقراطية ودعمه حقوق الانسان وابتعاده عن دعم المعارضة السورية في مسعاها الذي يصب في هذا الاطار، فظهر هذا المجتمع منفصم الشخصية او في احسن احواله موظفا شعاراته الانسانية في خدمة مصالحه النفطية في ليبيا او سواها بالنسبة الى سوريا مما يطرح تساؤلات جدية عن امكان نجاة العالم الغربي من تداعيات ما يجري في المنطقة وما سيصيب الثقة بينه وبين شعوب المنطقة.

 

بعد التحفّظ الشيعي عن بيان القمة الروحية في بكركي

لا حلّ لمشكلة السلاح ولا قيام للدولة

النهار/اميل خوري

تحفّظ المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عن بندين في بيان القمة الروحية الاسلامية – المسيحية التي انعقدت في بكركي، تناول احدهما "حق الدولة في تحرير اراضيها التي تحتلها اسرائيل"، وطلبه ان يتضمن البيان "حق لبنان في تحرير ارضه ليشمل بذلك حق الشعب والجيش والمقاومة"، يؤكد في رأي اوساط سياسية الآتي:

اولا: ان الطائفة الشيعية ترفض المس بسلاح المقاومة ودوره بقيادة "حزب الله" حتى وإن بوضعه في اطار "حق الدولة في تحرير الارض" وكأن الدولة لا تعني "حق لبنان في تحرير ارضه" بل تعني طرفا لبنانيا او طوائف معينة هي التي تتمثل وحدها في الدولة من دون طوائف اخرى... ولها نظرة الى هذا السلاح مختلفة عن نظرتها.

ثانيا: ان لا قمة روحية ولا سياسية ولا طاولة حوار ولا قمة عربية تستطيع تحديد دور سلاح المقاومة ما لم توافق الطائفة الشيعية على ذلك، بدليل انها تحفظت عن بعض ما تضمنه البيان الختامي للقمة الروحية، وإن اعتبر البطريرك الراعي هذا التحفظ سياسيا، وهو يميز بين عبارة "حق الدولة" وعبارة "حق لبنان" وكأن الدولة شيء ولبنان شيء آخر... او كأن الدولة تتمثل فيها طوائف من دون اخرى، وهذا يخالف اصلا احكام الدستور والميثاق الوطني. ولا طاولة الحوار التي يشكل المشاركون فيها شبه قمة سياسية توصلت الى ايجاد حل لموضوع السلاح خارج الدولة، حتى في اطار "استراتيجية دفاعية"، وظل البحث عن هذا الحل يدور في حلقة مفرغة. وعندما جدّ الجد، تعطلت لقاءات هيئة الحوار بموقف اعلنه العماد ميشال عون وبحجة انه لم يعد ثمة جدوى من حوار تحول حوار طرشان... ولا قرارات مجلس الامن وتقارير الامين العام للامم المتحدة توصلت الى تنفيذ هذه القرارات.

ثالثا: ان مشكلة السلاح في يد "حزب الله" هي مثل مشكلة السلاح الذي كان في ايدي التنظيمات الفلسطينية، وفي ايدي الميليشيات اللبنانية، ولم يتم التخلص منها الا بعد حرب داخلية لم تنته الا عند التوصل الى اتفاق الطائف وبعد دخول الجيش السوري الى لبنان، فأنهى الحرب من دون ان ينهي اسبابها حتى بعد وصاية سورية على لبنان دامت ثلاثين عاما. فكما كانت وظيفة السلاح الفلسطيني تحرير الاراضي في فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي انطلاقا من لبنان ودعمت فئة لبنانية وظيفة هذا السلاح، وكما كان الوجود العسكري السوري في لبنان مطلوبا من فئة لبنانية، وما دامت اسرائيل تحتل جزءا من الاراضي اللبنانية في الجنوب، فإن سلاح المقاومة في لبنان باق ما بقي هذا الاحتلال... وهذا معناه ان لا امل في قيام الدولة اللبنانية القوية التي لا دولة سواها ولا سلاح غير سلاحها، تماما كما كان وضع الدولة عندما كان سلاح المنظمات الفلسطينية هو الذي يقاسم السلطة اللبنانية دورها ويشارك في قراراتها من خلال تمثيلها غير المباشر فيها، وكما كان وضع الدولة اللبنانية زمن الوصاية السورية عليها بأمنها المستعار وقراراتها المعلبة...

لذلك، لا امل في اقامة الدولة القوية التي يدعو الجميع الى قيامها بمن فيهم اقطاب في قوى 8 آذار. ولم تتوصل قوى 14 آذار من جهتها الى تحقيق شعار العبور الى هذه الدولة ما دام الخلاف قائما حول السلاح خارج الدولة. فكما كان السلاح الفلسطيني سلاحا مقدسا في نظر فئة لبنانية ترفض البحث في حل له لتعزيز وجود الدولة، وجعل السلاح في ايدي الميليشيات اللبنانية محللا، ثم كان الوجود العسكري السوري وجودا شرعيا وضروريا وموقتا في نظر فئة لبنانية وإن على حساب سلطة الدولة وسيادتها، فإن الدولة اللبنانية تواجه المشكلة ذاتها مع وجود سلاح "حزب الله" الذي لا حل له في اي قمة وستظل قرارات مجلس الامن في شأن هذا السلاح حبرا على ورق. وكما لم يتوصل اللبنانيون الى اتفاق حول السلاح الفلسطيني فكانت الحروب الداخلية، ولا الاتفاق على الوجود العسكري السوري فكانت "ثورة الارز" و"انتفاضة الاستقلال"، فهل يتوصل اللبنانيون الى اتفاق حول سلاح "حزب الله" وكيف ومتى؟ وهل قبل أن يحقق اهدافه؟

لقد أُخرج الفلسطينيون المسلحون من لبنان من دون ان يحققوا اهدافهم، وخرج الجيش السوري من لبنان او أُخرج من دون ان يحقق اهدافه في البقاء الى اجل غير معروف، فهل يبقى سلاح "حزب الله" الى ان يحقق اهدافه؟ وما هي؟ هل باعادة النظر في دستور الطائف لتحقيق مزيد من التوازن في الصلاحيات بين السلطات؟ هل في انتظار انسحاب اسرائيل من بقية الاراضي اللبنانية المحتلة في الجنوب؟ هل في انتظار تحقيق السلام بين لبنان وسوريا من جهة واسرائيل من جهة اخرى؟ ام في انتظار تحقيق السلام الشامل في المنطقة؟

هل في انتظار التوصل الى تفاهم حول البرنامج النووي الايراني؟ وما لم يُجب "حزب الله" عن هذه الاسئلة ويقول صراحة متى يتخلى عن سلاحه، فلا أمل في قيام الدولة اللبنانية القوية

 

المسيحية المشرقية ليست لعبة أرقام

بقلم حبيب افرام /النهار

يكتب اننا آخر الهنود الحمر، آخر الآراميين، آخر حراس الهيكل، عن حياة وموت مسيحيي الشرق. لكننا نحن لسنا في مجلس عزاء ننتظر رقيماً بطريركياً يشيد بميزات الفقيد على وزن كان، رحمه الله. ولا نحن "دبب باندا" نطالب بمحميات ليحفظ من بقي منا. ولا نحن متسولو بطانيات وحصص غذائية نوزعها على مهجرين ولاجئين ولا نحن لاهثون وراء اي سمة دخول الى اي موطئ قدم غربي لنمارس رقصة ذبح الذات بالهجرة. ولا نحن غارقون في سلفيتنا نغني على أمجادنا في لغة السيد المسيح وفي مدارس نصيبين وفي دورنا في الترجمة والنهضة ولا في ممالكنا الغاربة. ولا نحن متزلفون في بلاط حاكم نشحذ منة او منصباً او هبة او مالاً او مرسوماً لتشييد كنسية.

كل هذه المقاربات، لم تعد تجدي نفعاً. اذا لم نجاهر بأن لنا قضية اسمها المسيحية المشرقية. قضية كيفية ضمان بقاء وحضور ودور المسيحيين في الشرق على قاعدة المساواة والمواطنة الكاملة في حقوقهم القومية والوطنية والثقافية والفكرية واللغوية، نكون ننثر التراب على جثتنا.

بكل صراحة بل وقاحة صارت مطلوبة، هو كلامنا بصوت عال امام حكامنا والنخب السياسية والفكرية والدينية الاسلامية الشيعية والسنية والعربية والكردية والتركية والايرانية. ان هذه النظرة المستمرة على اننا اهل ذمة او ما شابه واننا مواطنون درجة ثانية لم تعد جائزة.

وهو كلامنا بصوت عال امام الغرب الخبيث المدعي حقوق انسان ومبادئ. لا نريد حمايات من احد، ولا نحن حصان طروادة لأحد، ولا جزء من مشاريعكم السياسية، لكن لماذا لا تساهمون في صمود شعبنا في ارضه عبر دعمه تربوياً وخدماتياً وعمرانياً.

انه نزيف. ليست لعبة ارقام هي اننا اصبحنا 3 او 5 في المئة في العراق، واحداً او اقل في ايران، نصفا في المئة في تركيا، عشرة في المئة في سوريا او اقل، عشرة في المئة في مصر او غيرها. 50 او 40 او 30 في المئة في لبنان، نحن لسنا عدداً ولسنا في سباق ديموغرافي مع احد. نحن رسالة. اذا نحن آمنا بها. اذا نحن مارسناها. اذا نحن فهمناها.

إنها دعوة الى كل احزابنا من لبنان الى العراق لنفكر معاً في جدول اعمال موحّد. ان المشكلة ليست فقط حضورنا في السلطة، ومشاركتنا في صناعة القرارات الوطنية ضرورة مطلقة، بل أكثر وأعمق كيف نساهم في جسر تواصل وحوار وشر اكة وشهادة بين المسيحية والاسلام. نحن في الشرق مهد الانبياء، واذا كنا غير قادرين على العيش معاً بكرامة هنا فكيف سيعيش المسلم الجديد في أوروبا أو اميركا؟

انها دعوة الى كنائسنا. هل انطاكية جغرافية محدودة او انها المشرق؟ وهل نستمر هكذا حتى تصبح كنائس الانتشار فقط؟ واذا هاجر المسيحيون المشرقيون فهل ستكون بطريركياتنا في ستوكهولم وشيكاغو وسان باولو؟ ولماذا اصلا نعود نريدها. دعوة الى حمل صليب القضية بلا خوف ولا تردد، بصوت عال، لم يعد لدينا ما نخسره.

المسيحية المشرقية كثيرون صاروا مبشرين بها. انها قضية كل شعوبنا بكل طوائفهم وقومياتهم واثنياتهم وتنوعهم وتعددهم وخلفياتهم اللاهوتية والفكرية والعقائدية، قضية الموارنة المؤهلين لحمل مشعل قيادتها، لو فهموا كل ابعادها، ونظروا الى ما هو ابعد من جبل لبنان، قضية السريان الكلدان الاشوريين على اختلاف تسمياتهم والاختلاف حول التسميات. بالنسبة ليس لي كلنا آراميون كلنا سريان كلنا آشوريون كلنا كلدان كلنا موارنة، شعب واحد قل أو ابناء عم أو رفاق مصير ولو اختلف بعضنا.

*رئيس الرابطة السريانية     

 

السياسة/استنكار شعبي ونيابي لزيارة وزير خارجية ايران لدولة الكويت

نواب وناشطون أكدوا أن المسؤول الايراني غير مرحب به وطالبوه باعتذار رسمي  

فزعة شعبية ضد زيارة صالحي

 الوعلان : ليفهم الإيرانيون أن عصر الاستعلاء ولى ... وعلينا ألا ننخدع بـ"معسول الكلام"

موسى: من يتجسس علينا ويهدد أمننا نقول له " لا أهلا ولا سهلا فالكويت ستبقى حرة"

الرشيد: إيران جهزت 400 ألف عنصر لاجتياح الكويت والمنطقة الشرقية في السعودية

السياسة/وسط رفض نيابي وشعبي وشعارات "لا أهلا ولا مرحبا" يصل إلى الكويت بعد غد الاربعاء وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة رسمية الى البلاد في ظل حالة من التوتر غير المسبوق في علاقات ايران مع الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي اجمالا على خلفية التدخل السافر في شؤون الدول الخليجية والوقوف وراء مخططات تستهدف زعزعة الامن والاستقرار فيها وضرب وحدتها وسيادتها فضلا عن التهديدات المكشوفة باحتلالها والاستيلاء على ثرواتها.

القائم بأعمال السفارة الايرانية في الكويت د. محمد شهابي استبق زيارة صالحي ببيان أصدره امس ضمنه ¯ بحسب مصادر نيابية ¯ سيلا من الأكاذيب والادعاءات التي لم تعد تنطلي على احد عن "التعايش السلمي" و"وحدة الامة الاسلامية والتصدي لاعدائها الذين يضمرون الحقد لكل مسلم يتوق الى الحرية والكرامة"!

شهابي زعم في بيانه أن " ايران تتعرض اليوم لحملة سياسية واعلامية شعواء تديرها مؤسسات صهيونية بهدف تشويه سمعتها لدى الشعوب العربية والاسلامية بأخبار ملفقة ومفبركة ومقالات تثير الشحن الطائفي والنعرات العنصرية والجاهلية ". وقال: " نحن لم نكن دعاة حرب او استفزاز ولا نريد الا الخير والكرامة لكل البشرية وهاجسنا استتباب السلام والامان في ربوع المنطقة " , مشيرا الى أن "احتلال الاحواز وغزو الكويت من احلام واوهام صدام المقبور الذي هلك ودفنت معه هذه الاوهام والى الابد وأن ايران والكويت سيادتهما محترمة ولا يحق لاحد الطعن بحدودهما الدولية".

وعلى طريقة "جاء يكحلها فعماها" وفي تدخل سافر في الشأن الكويتي عبر شهابي عن أسفه لدعوة معارض ايراني (لم يكشف اسمه) عاش طوال حياته في لندن وساند ووقف الى جانب صدام قلبا وقالبا ليلقي محاضرات في الكويت ويشرح مشاريعه الارهابية والتخريبية ضد أبناء شعبه الايراني المسلم.

و في "كذب بواح" أبدى القائم بالاعمال استغرابه لما وصفه ب¯ " التسرع في اعلان خبر شبكة التجسس قبل انتهاء درجات التقاضي مع ان السفارة لم تبلغ رسميا حتى الان بحيثيات الملف علما بأن المسؤولين الكويتيين طالما نفوا خلال اللقاءات الرسمية معهم اي دور لايران في هذا الموضوع ".

و إذ أمل بنقض الحكم في المحكمة الاعلى درجة قال : ان " ايران لا تنقصها المساحة ولا الثروات لتطمع في دولة أخرى وتخطط للتجسس عليها " , داعيا نواب البلدين الى تغليب المصلحة العامة واحترام الجيرة والتنادي الى رأب الصدع .

و زعم شهابي أن " المساجد والمعاهد الدينية " للمواطنين السنة " في ايران تضاعفت عشر مرات بعد الثورة الاسلامية كما انهم ينتخبون ممثليهم في البرلمان ومجالس المدن والقرى بكل حرية ولهم صحفهم ومجلاتهم ومحطاتهم الفضائية باللغات العربية او الكردية والبلوشية " ! مدعيا أن " هناك مخططا مدروسا يحاك للمنطقة لصرف الانظار عن خطر السرطان الحقيقي وهو الكيان الصهيوني وبث الفرقة وزرع الفتنة والشقاق بين السنة والشيعة ودق اسفين بين العرب والعجم ويجب الا ينطلي على علماء الدين الواعين.

و أكد المسؤول الايراني ان لا خيار امام البلدين سوى السعي الى بناء مناخ سياسي يؤكد خيار التعايش السلمي بما يبعد المنطقة عن اجواء الاستفزاز والازمات العميقة المتفاقمة.

مصادر نيابية أبدت استغرابها ودهشتها مما وصفته ب¯ "سيل الاكاذيب والمزاعم والادعاءات في بيان المسؤول الايراني", واكدت أن الحديث عن " تعرض ايران لحملة سياسية واعلامية شعواء تديرها مؤسسات صهيونية " لا وجود له إلا في الخيال المريض , متسائلة عن علاقة الصهيونية بشبكة التجسس والتخريب الايرانية التي ضبطت في الكويت وأصدر فيها القضاء الكويتي النزيه حكمه العادل , وعن علاقة اسرائيل بالتدخل الايراني السافر والمكشوف في شؤون مملكة البحرين ودعم بعض الاطراف لقلب نظام الحكم وضرب المؤسسات الوطنية والدستورية هناك بل ووصل الامر بهم الى حد تقديم شكوى الى الامم المتحدة ضد الدول الخليجية.

وقالت: اذا كان الايرانيون فعلا يريدون الخير والسلام للبشرية جمعاء واذا لم يكونوا دعاة حرب واستفزاز ¯ كما يدعي شهابي ¯ فلماذا تهجم رئيس أركان الجيش الايراني الجنرال حسن فيروزبادي على الدول الخليجية ووصفها بأنها "جبهة الديكتاتوريات العربية" , ولم ادعى أن هذه المنطقة "كانت دائماً ملك إيران" , ولم يصر على أن ما وصفه ب¯ "الخليج الفارسي" انتمى وينتمي وسينتمي دائماً لإيران" ?! ولماذا يخرج علينا بين الفينة والاخرى مسؤولو الحرس الثوري ومستشارو مرشد الثورة بتهديداتهم باغلاق مضيق هرمز?!

وردا على ادعاء شهابي بأن السفارة لم تبلغ رسميا حتى الآن بحيثيات ملف شبكة التجسس وان المسؤولين الكويتيين طالما نفوا خلال اللقاءات الرسمية معهم اي دور لايران في هذا الموضوع قالت المصادر : إن "القاصي والداني يعرف كذب هذه الادعاءات فالجميع يعلمون بأن ممثلين قانونيين وسياسيين للسفارة الايرانية كانوا حاضرين في كل مراحل التحقيقات في قضية التجسس وعلى اطلاع دائم على مسار القضية , اما عن الزعم بأن المسؤولين الكويتيين نفوا اي دور لايران في هذا الموضوع فلا اساس له من الصحة وعليه الرجوع إلى تصريحات وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح ووكيل الوزارة خالد الجارالله".

في السياق ذاته أكد النائب مبارك الوعلان أن زيارة الوزير الايراني صالحي الى الكويت غير مرحب بها وقال : ان " الوزير نفسه غير مرغوب به في الكويت داعيا اياه الى تقديم اعتذار رسمي الى الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي عن التصريحات المستفزة للمسؤولين العسكريين والسياسيين الايرانيين والتصرفات المتجاوزة لحقوق حسن الجوار.

وأضاف : "يجب ان يفهم الوزير الايراني أن عصر سياسة الاستعلاء والحديث عن الدولة الاكبر والاوسع قد ولى بلا رجعة", مشددا على ضرورة ان يتبع الاعتذار الرسمي سلوكيات عملية تثبت مصداقية الاعتذار وتؤكده. و دعا دول الخليج الى عدم الانخداع ب¯ "معسول الكلام الديبلوماسي الذي ما فتئت تلوكه ايران ومسؤولوها عقب كل تدخل في شؤوننا لا سيما وانها تتبع سياسة " التقية السياسية " القائمة على المراوغة والتملص واظهار التودد والقرب مع اضمار العداوة والاطماع.

بدوره أكد عضو المجلس البلدي السابق ماجد موسى ان وزير الخارجية الايراني غير مرحب به شعبيا في الكويت لأن من يتجسس علينا ويهدد أمننا نقول له " لا أهلا ولا سهلا فالكويت وشعبها عاش حرا وسيبقى حرا". وقال موسى : إن "على ايران ان تعلم ان الشعب الكويتي بكامله واع ويعرف ان ايران لديها اطماع وقد بانت واتضحت من خلال الاحداث التي وقعت في البحرين وكشف خلية التجسس في الكويت. في السياق ذاته حذرت الباحثة في الملف الايراني عائشة الرشيد مما وصفتها ب¯ "سياسة التخدير" التي تتبعها ايران بهدف كسب الوقت لتصبح الهيمنة واقعا يجب التسليم به , مشيرة الى ان طهران تسعى الى مسح كل معالم الهوية الخليجية.

وقالت : ان "عدد العناصر الاستخباراتية الحزبية التابعة لايران قد تضاعف اكثر من السابق " , محذرة من ان هناك من يسعى الى تحويل الكويت الى " حديقة خلفية " لايران تمهيدا لابتلاعها. وأكدت ان ايران جهزت 400 الف عنصر من فيلق بدر والميليشيات التابعة للاحزاب المرتبطة بايران لاجتياح الكويت ومنها الى المنطقة الشرقية في السعودية بعدما اصبحت البصرة محافظة ايرانية وتتعامل ب¯ " التومان " الايراني. اضافت : " هناك كوادر حزبية كويتية من اصول فارسية وعربية تتلقى التدريب في ايران وبعض الدول الاخرى لقلب نظام كل شيء في الكويت ومنها الى السعودية لصالح المشروع التوسعي الايراني", موضحة ان الخلايا النائمة لم تعد نائمة بل تحركت وبدأت استعداداتها لاحتلال الكويت والسعودية.

 

زهرا لـ"السياسة": أحمَّل الجيش و"اليونيفيل" مسؤولية أحداث الجنوب

بيروت - "السياسة":أسف عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا لسقوط قتلى وجرحى من بين الذين احتشدوا في بلدة مارون الراس الحدودية في ذكرى يوم النكبة, أول من أمس, محملاً قوات "اليونيفيل" والجيش اللبناني مسؤولية السماح للمتظاهرين بالوصول إلى الشريط الفاصل على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. وشدد زهرا ل¯"السياسة" على أنه ليس مقبولاً السماح لهؤلاء باقتحام الخط الأزرق وبلوغ الشريط الشائك تحت أية ذريعة, لإثبات ماذا ستكون ردة الفعل الإسرائيلية, لأن أحداً لا ينسى طبيعة إسرائيل العدوانية, في محاولة لإنقاذ فرقاء آخرين يعيشون اليوم أزمة داخلية. ورأى زهرا أنه كان مفترضاً على "اليونيفيل" والجيش اللبناني إقناع المتظاهرين بأن التعبير عن الرأي لا يكون بمحاولة اقتحام الشريط مع عدو لا يتورع عن إطلاق النار على الناس العزل. وسأل: "هل كان الأخوة الذين تظاهروا يأملون القيام بما لم تبادر إليه الدول العربية مجتمعة منذ أكثر من ستين سنة? وهل كان باعتقادهم أن تحل القضية الفلسطينية وعودة اللاجئين إلى ديارهم بتظاهرة"? وبشأن تظاهرة الجولان واقتحام الشريط وصولاً إلى بلدة مجدل شمس, لفت زهرا إلى أن المقصود من وراء ذلك محاولة إنقاذ النظام السوري الذي يعيش أوضاعاً داخلية صعبة. وبشأن تشكيل الحكومة, قال زهرا "لم يتم إسقاط حكومة سعد الحريري من أجل المجيء بحكومة تسير مؤسسات الدولة", لافتاً إلى أن هذا العصر هو العصر الذهبي للفريق الذي يريد إسقاط المؤسسات من أجل السيطرة والإطباق على البلد متى سنحت الفرصة بذلك.

 

ترابط مريب بين الأحداث على الحدود الشمالية والجنوبية  

لبنان: مخاوف من تصعيد عسكري للتغطية على الحكومة والمحكمة

"حزب الله" يحاول الهروب إلى الأمام بخلط الأوراق الداخلية وتركيز الأنظار على الجنوب

السياسة: لعلها المصادفة وحدها هي التي جمعت في يوم واحد أحداث الحدود الشمالية والجنوبية للبنان, إلا أن التمعن جيداً في ما جرى يظهر خطا سياسيا يربط بين المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المتظاهرين في الجنوب, وبين مجزرة أخرى أقل حدة ترتكبها قوى الأمن السوري منذ أيام على مقربة من الحدود مع لبنان.

وفي هذا الخصوص, رأى مصدر واسع الاطلاع أن الحشد الشعبي الفلسطيني على الحدود مع إسرائيل مبرر ومشروع في ذكرى النكبة إذا كان بهدف التذكير بحق العودة للشعب الفلسطيني وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ككل بما هي قضية شعب في الداخل وفي الشتات, إلا أن ما جرى في جنوب لبنان وفي الجولان كان استغلالاً للمناسبة لتوجيه رسائل متعددة يمكن فهمها بسهولة إذا أخذنا بالاعتبار أحداث الحدود الأخرى, أي في شمال لبنان.

أظهرت الوقائع أن "حزب الله" تولى تنظيم مسيرة العودة وتمويلها بدلاً من القوى الفلسطينية, ودفع بالآلاف من أنصاره للمشاركة فيها. وعندما وصل المتظاهرون إلى منطقة الحدود ساهم عناصر "انضباط" الحزب في خرق صفوف الجيش اللبناني الذي حاول منع وصول المشاركين إلى الشريط الشائك حرصاً على سلامتهم, ولتجنب مواجهة كبيرة غير محسوبة مع الإسرائيليين, في استعادة جزئية لمشهد الثمانينات, محاولاً تحقيق مجموعة من الأمور وحقق بعضها.

أولاً: أثبت انه هو الذي يضبط الحدود مع إسرائيل وليس الجيش اللبناني, ولو وقعت مواجهة عسكرية مفتوحة لكان الجيش تعرض لمجزرة كبيرة لأن عناصره كانت مكشوفة للجانب الإسرائيلي, لأنها في الأساس لم تكن مستعدة لحرب, وإنما كانت في مهمة ضبط الأمن.

ثانياً: نجح "حزب الله" في إثارة قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان, بوصفهم قنبلة بشرية يمكن تفجيرها في الجنوب في إطار الصراع الإقليمي تماما كما تم تفجيرها سابقا في إطار الصراع الداخلي في مخيم نهر البارد. وبالتالي أحيا الحزب آمال بعض الفصائل الفلسطينية الخارجة عن منظمة التحرير الفلسطينية والتي رفضت بعد اتفاق أوسلو إقفال الصراع من الخارج, والعودة إلى الداخل الفلسطيني وثمة تساؤلات جدية في لبنان عن احتمال وجود قواعد عسكرية سرية للجبهة الشعبية القيادة العامة مثلاً في الجنوب.

ثالثاً: خلط "حزب الله" الأوراق اللبنانية الداخلية, وأعاد تركيز الأنظار على الحدود الجنوبية بعد أن اخفق وحلفاؤه في إدارة البلاد من خلال تشكيل حكومة جديدة كتتمة للانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري.

رابعاً: يعتبر أي تصعيد في الموقف جنوباً في مواجهة إسرائيل الوسيلة المثلى للتغطية على قضية المحكمة الدولية التي عادت إلى دائرة الضوء الأسبوع الماضي مع تحديث القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

خامساً: بات اللبنانيون معنيين بالثورة السورية التي اقتربت من حدودهم بحيث نزحت آلاف العائلات السورية إلى الداخل اللبناني وتعرضت مناطق لبنانية لإطلاق نار كثيف من الجانب السوري. ولكن التصعيد المتعمد للموقف في الجنوب غطى على كل شيء. إلا أن الأخطر هو تسريب معلومات عن خطف جنود سوريين وإدخالهم إلى لبنان, وكأنها دعوة للجيش السوري لملاحقة الخاطفين في الداخل اللبناني, وقد يتبعه لاحقاً "مطالبة" قد تأتي من مكان ما في لبنان, ببقاء الجيش السوري في حزام امني داخل الشمال والبقاع, فيتمكن مقاتلو القواعد العسكرية الفلسطينية من الانتقال إلى الجنوب.

سادساً: التقت أهداف التصعيد في الجنوب مع أهداف التصعيد في الجولان, في إعادة فتح نوع من "الحرب الباردة" مع إسرائيل, تصرف الأنظار عما يرتكبه النظام السوري من أعمال قمع لشعبه, وتعطيه بعض المشروعية القومية والوطنية عندما يلوح بمواجهة ما مع إسرائيل. فإلى أين يمكن أن تصل دمشق في هذه المواجهة? هذا ما يحتاج إلى بحث وتحليل في الأيام المقبلة.

 

 

وهاب: نبحث في صيغ قانونية لنزع الثقة من الرئيس المكلف  

أوساط ميقاتي لـ"السياسة": عون لا يمثل كل الموارنة وإصراره على مطالبه خطأ كبير

بيروت - "السياسة" والوكالات: خطفت التطورات الميدانية التي شهدتها الحدود الجنوبية والشمالية, الأضواء عن الملف الحكومي الذي لم يشهد جديداً في حركة الاتصالات المشاورات بما يتعلق بمسار التأليف, بعد عودة الأمور إلى المربع الأول, اثر رفض رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الحصة الوزارية التي اقترحها له الرئيس المكلف نجيب ميقاتي, من خلال إصراره على انتقاء الوزارات التي تناسبه, وعلى عدم إعطاء رئيس الجمهورية أي حصة وزارية.

هذا الواقع المعقد على صعيد عملية التشكيل, رأت فيه مصادر قريبة من الرئيس المكلف عبر "السياسة" محاولة لعرقلة التشكيل وإبقاء الوضع على حاله من المراوحة, من خلال رفع وتيرة الضغوطات والشروط التعجيزية التي لا تظهر أن هناك استعداداً من جانب الأكثرية الجديدة إلى تسهيل مهمة تشكيل الحكومة, بقدر ما تريد تعميق الأزمة وأخذ البلد إلى أماكن تتعارض مع مصلحة اللبنانيين.

وشددت المصادر على أن النائب عون بإصراره على مطالبه يرتكب خطأً كبيراً لأنه لا يمثل كل الموارنة في لبنان, وبالتالي لا يمكن اختصار الحقائب المارونية بشخصه وهذا ما يجب أن يفهمه جيداً, بل أن هناك أطرافاً مارونية محترمة في البلد يجب أن تكون لها حصتها في التركيبة الوزارية العتيدة.

وأظهر التخبط في مواقف فريق "8 آذار" المتناقضة, عمق التباينات في وجهات نظره من الملف الحكومي, حيث كرر "حزب الله" على لسان نائبه حسن فضل الله "أننا قطعنا المسافة الأطول في عملية تأليف الحكومة وتجاوزنا النقاط الأصعب, ولم يبق إلا تفاصيل", فيما أطل رئيس تيار التوحيد وئام وهاب من الرابية بعد زيارته النائب عون, ليعلن عن بدء البحث في صيغ جديدة وقانونية لنزع الثقة من رئيس الحكومة المكلف, مشيراً إلى أن لا عقدة لدى الرئيس سليمان إلا عقدة ميشال عون, على حد قوله.

في غضون ذلك, أوضحت أوساط سياسية ناشطة على خط التأليف ان الرئيس المكلف ينتظر اجوبة يحملها اليه النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي لأمين عام حزب الله الحاج حسين خليل والوزير جبران باسيل بعدما حملهم في الاجتماع الأخير طرحه القائم على وجوب ان يتقدم كل فريق بلائحة مضاعفة من الحقائب المطلوبة, وثلاثة اسماء مقترحة لكل منها يختار بنفسه من بينها وفق حقه الدستوري.

وأوضحت الأوساط ل¯"وكالة الأنباء المركزية" ان الرئيس ميقاتي سيتخذ الاجراء المناسب في ضوء الاجوبة التي يحصل عليها ليبني على الشيء مقتضاه, مشيرة الى ان استنفاد المهل بات يستوجب قرارا حاسما لوضع حد للمراوحة في ظل كم من الضغط الذي تقبع تحته البلاد امنيا وسياسيا واقتصاديا ومعيشيا يهدد بالانفجار.

وشددت على رفض محاولات احتكار وزارات او تحديد اسماء ثوابت في اي تركيبة معتبرة ان الحصرية ممنوعة على اشكالها وتحت اي ستار.

من جهة ثانية, ترددت معلومات عن امكان اطلاق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مواقف مهمة في اليومين المقبلين خلال اطلالة يخصصها للتطورات الحدودية الجنوبية ويحدد فيها مسار التوجه الحكومي على المستوى الاكثري.

وفي ظل حالة المراوحة التي يشهدها الوضع الحكومي ولتفعيل دور المجلس النيابي, دعا الرئيس نبيه بري هيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل النيابية إلى الاجتماع غداً الأربعاء لبحث عدد من الشؤون المجلسية. وكان بري أجرى اتصالين هاتفيين بكل من الوزيرين ابراهيم نجار وزياد بارود, وبحث معهما في موضوع إيجاد الحلول للعوائق التي تؤخر صدور الأحكام, ما أدى ويؤدي إلى الازدحام في السجون.

 

الأسد يحوّل الأنظار ويفاجئ جيش اسرائيل

هآرتس/قدّرت مصادر في الجيش الإسرائيلي وجود إمكانية لأن يحاول الرئيس السوري بشار الأسد تحويل الانتباه عن التظاهرات من أجل الديمقراطية وعن القمع الملطخ بالدم في دولته إلى القطاع الإسرائيلي. بيد أن الاضطرابات في سوريا مستمرة منذ شهرين وساد شعور بأن الأحداث في الدولة الجارة لا تتصل بإسرائيل، وهذا يخفّض بنحوٍ ما التيقظ على المنطقة الحدودية في هضبة الجولان. كل اهتمام الجيش الإسرائيلي كان منصباً في الأيام الأخيرة على الاستعداد لفعاليات يوم النكبة، بما في ذلك الموارد الاستخبارية وكتائب كثيرة وُجّهت إلى قطاع الضفة وكذلك كميات كبيرة من وسائل تفريق المتظاهرين.

صحيح أن لدى الجيش الإسرائيلي قوات كبيرة في هضبة الجولان، لكن المنطقة الحدودية بذاتها الأعداد فيها مقلّصة نسبياً. في الأيام العادية تعمل هناك قوات قليلة نسبياً وأساس الجهد يُستثمر في وسائط جمع المعلومات الاستخبارية المنتشرة على خط التلال في هضبة الجولان. ليس واضحاً كم كان يوجد من جنود في الموقع فوق مجدل شمس، الذي يشرف على تلة الصراخ شمال المدينة، لكن في العموم الحديث عن قوة صغيرة من الجنود بقيادة رقيب أو آمر فصيل. وهذه القوة عموماً غير مسلحة بأسلحة غير قاتلة إلا فقط بأسلحة شخصية وذخيرة حية عادية. ولو كان بيد الجنود وسائل لتفريق التظاهرات، فمن المحتمل انهم كانوا سينجحون في ردهم إلى الخلف قبل أن ينجحوا في خرق السياج.

حسب التقارير الأولية فإن المتظاهرين الذي خرقوا السياج ليسوا مواطنين سوريين أو دروز، بل لاجئين فلسطينيين من سكان المخيمات حول دمشق. ومن الصعب جداً افتراض أنه كان بإمكانهم الوصول إلى السياج الحدودي من دون علم أو رخصة، بل وحتى تشجيع، السلطة المركزية في العاصمة السورية.

في الوقت الذي تركز فيه الاهتمام في الاسبوع الأخير بشكلٍ اساسي على الضفة والقدس الشرقية، نجحت أحداث يوم النكبة في مفاجأة الجيش، وربما حتى منح الأسد ما كان ينشده منذ أسابيع طويلة: أحداث تُبعد الضغط الدولي عنه بسبب قمع التظاهرات في المدن السورية".

 

كل ما هو منظم يأتي من ايران

معاريف/حاول الجيش الاسرائيلي الامساك بالعصا من طرفيها: الناطقون بلسانه ادعوا بانهم يعرفون بالضبط من بعث بالمتظاهرين في اجتياز الجدار الحدودي بيننا وبين سوريا ("يوجد هنا الهام ايراني ويد موجهة سورية، وهذا يقال انطلاقا من العلم"، قال ضابط كبير)؛ وحاولت محافل مختلفة استخدام الحدث باتجاه النظام السوري الآخذ في الضعف ("قلنا ان هناك تخوف من ان يحاول الاسد تنفيس الضغط نحو اسرائيل"). بالمقابل، اضطر ذات الناطقين للاعتراف بان اقتحام المتظاهرين قرب مجدل شمس فاجأهم وان القوات استعدت بالذات امام القنيطرة، حيث كان الاخطار باعمال الاخلال بالنظام على مستوى واسع. وعليه فاذا كانوا يعرفون على هذا القدر الجيد، فكيف حصل أننا لم نعرف؟

الحقيقة، التي تخرج عن جملة التقارير، تبدو على النحو التالي: ليس واضحا لماذا اندلعت الامور بالذات في "تلة الصياح"، ويحتمل بالتأكيد ان يكون هذا أمر عفوي. ورد الفعل المتوازن والحكيم لقائد اللواء، الذي وقف مع بضع عشرات من الاشخاص امام نحو مائتي شخص، الكثير منهم أطفال وفتيان صغار، ممن حطموا الجدار ودخلوا الى مجدل شمس، سمح لاسرائيل بانهاء الحدث بشكل معقول، والامتناع سواء عن انتهاك اشد لسيادتها أم لضرر دولي كبير. ذات مرة درجوا على القول في الجيش الاسرائيلي عن "النفر الاستراتيجي"، الذي عمله في الميدان كفيل بان يقرر امورا أكبر بكثير من القوة التي هو مسؤول عنها. عقيد استراتيجي واحد، دون استخبارات، منع أمس ضررا شديدا.

تسلل عنيف عبر الجدار هو فعل خطورته الموت، والنار نحو المهاجمين كانت مبررة. من جهة اخرى، النار الجماعية من أجل القتل كان من شأنها ان تدهور الحدث نحو الاتجاه الذي اراد المتظاهرون تحقيقه: صور ما يظهر كمذبحة جماعية لاناس غير مسلحين. قائد اللواء ورجاله اطلقوا النار بشكل مضبوط، ونجحوا اساسا في الاصابة. وكان الثمن وصول المتظاهرين الى المنازل المطرفة لمجدل شمس، وهو نوع من الانجاز المعنوي الذي ضرره اصغر بكثير من بضع عشرات قتلى في الجانب الاخر.

الادعاء بان كل شيء كان موجها ومتزامنا في الجانب السوري يجب أخذه على محمل الحذر. مثلما لم يستعد الجيش الاسرائيلي الا ببضع عشرات الجنود - حيث هرعت الى المكان بعد الحدث كتائب مدرعات ومظليين ومئات الشرطة، هكذا ليس النقط في القوى البشرية هو الذي أملى الانتشار الهزيل - هكذا كان في الطرف السوري نحو عشرين شرطيا فقط لم يسارعوا الى اطلاق النار نحو الراكضين. في الحدود اللبنانية بالمقابل، رد الجيش اللبناني، الذي اتهم منذ زمن غير بعيد عندنا بالتعاون الكامل مع حزب الله وفي أنه شبه ذراع للمنظمة، بنار أكثف بكثير نحو المتظاهرين الذين اتجهوا نحو الجدار الفصل.

الاستنتاج هو أنه من المجدي الحذر فيما نفكر باننا نعرفه. فليس كل ما يسمى "منظمة" مصنوع من جلدة واحدة. ليس كل شيء مرتب وموجه ويأتي من ايران، مهما كان مثل هذا المبرر يرن جيدا في المسامع الاسرائيلية.

الواضح هو أننا لم نتلقى فقط تذويقة اولى لما من شأنه أن يحصل في ايلول، بل وأيضا فهما كيف سيبدو الواقع والاستخبارات في عصر التفكك والتغييرات التي تميز المحيط اليوم. من يتوقع اخطارات موضوعية دقيقة، كانت منظومة الاستخبارات مسؤولة عنها في المواجهات مع الدول بل وحتى مع منظمة مثل حزب الله (قبل حرب لبنان الثانية احبط الجيش الاسرائيلي عدة أعمال خطف، بعضها بفضل الاستخبارات النوعية)، فانه ينظر في الاتجاه غير الصحيح: في واقع الانظمة الضعيفة أو غير القائمة، فان الامور من شأنها أن تندلع في الاماكن الاقل توقعا، دون الكثير من الاستعدادات المسبقة. التشديد يجب أن يكون على معالجتها حين تندلع، على رد الفعل المناسب للقوة في الميدان، وليس على المسألة الخالدة فيما اذا كان هناك اخطار. وعلينا أن نتعاطى بحذر لما تدعي الاستخبارات بانها تعرفه في الامور الكبيرة، وذلك لان صورة العالم أقل ترتيبا بكثير مما تحاول تقديمه لنا.

في المناطق تبدو الامور، على الاقل صحيح حتى يوم أمس، الى هذا الحد أو ذاك مثلما في التوقعات المسبقة. وهذه استندت بقدر غير قليل أيضا الى ما سمعه ضباط الجيش الاسرائيلي من قادة الاجهزة الفلسطينية، والى الثقة التي تطورت بين الطرفين في السنتين الاخيرتين. ليس أقل من ذلك، عملت هنا المصلحة الواضحة لسكان الضفة، الذين ليس لهم سبب حقيقي لضعضعة وضعهم المعقول نسبيا: مثل هذا السبب من شأنه أن يندلع في ايلول، حين ستطرح مسألة الدولة الفلسطينية بكامل خطورتها. سبب آخر لماذا محظور على اسرائيل أن تدس رأسها في الرمال، وتغلف نفسها بمبررات مثل المصالحة الفلسطينية الداخلية كي تتظاهر بان ايلول لن يأتي".

 

التغييرات المحتملة للنظام مستبعدة في لبنان

االنهار/حظيت الحركة الاعتراضية ضد النظام في سوريا بمواقف اميركية رسمية لقيت وتلقى اعتراضات اعلامية وسياسية كبيرة، خصوصا تلك التي تعبر عنها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. اذ تطاول الانتقادات الاميركية وغير الاميركية المعايير المزدوجة لواشنطن في تعاطيها مع ليبيا وسوريا في ظل تصرف مماثل للقيادتين في البلدين المعنيين ازاء الاحتجاجات الشعبية وحرص كلينتون على تقديم تبريرات يجدها المعلقون الاميركيون محرجة في احسن الاحوال وغير لائقة مع تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا من جهة ثانية. في حين ان سوريا وعلى لسان مستشارة الرئيس بشار الاسد بثينة شعبان في حديث صحافي الاسبوع الماضي اعتبرت ان الموقف الاميركي من الاحداث في سوريا ليس سيئاً. وهذا اثار تساؤلات لدى كثر حول صحة وصمود مقولة الممانعة السورية ضد الولايات المتحدة التي لا تجد لها اي صدى يذكر في ظل هذه المعطيات. الا ان ما يعني لبنان في هذه التطورات هو امكان تأليف حكومة يريدها "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" حكومة مواجهة اي مواجهة للاميركيين، كما يقول الطرفان، مع سَوق اتهامات لكل من الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالخضوع للضغوط الاميركية في ظل تجاهل ما يجري على الخط السوري - الاميركي ولو ان ما يجري يتصل باسباب ومصالح اميركية مختلفة تسري كذلك على الخط السوري - الاسرائيلي، في ظل تمسك اسرائيل بالنظام الحالي في سوريا ورفضها ان يطاوله التغيير ايضا. وتاليا هل يتم الافراج عن حكومة مماثلة اذا اتخذت الولايات المتحدة مواقف اكثر تشددا من دمشق علما ان لبنان لا يشكل الاساس في جوهر الموقف الاميركي من دمشق بل عناصر اخرى اكثر اهمية. اي هل ان هناك اي ثمن يتعين على دمشق ان تقدمه لجهة التغاضي الغربي والاميركي عن المطالبة برحيل النظام ام هي تعتبر انها تسدي خدمة الى الولايات المتحدة والمنطقة باسرها اذا استمر النظام الحالي في سوريا الذي لن يلبث ان ينفذ برنامجه بالنسبة الى لبنان وفق ما خطط له قبل اشهر.

مصادر مراقبة ترجح الاحتمال الثاني لان القيادة السورية لم تظهر حتى الان اي تغيير اساسي، بل هي تغييرات تكتية واذا غيرت فانها لن تعمد الى ذلك في لبنان لوجود حسابات مختلفة لا تتصل بها وحدها بل تتصل بايران ايضا. ولذلك فان المطالب التعجيزية للعماد ميشال عون والتي يضع بموجبها اليد على كل الحصة المسيحية مستبعدا اي دور لرئيس الجمهورية ولاحقا على كل التعيينات ايضا والقرار داخل الحكومة يفيد بان ترجمة تحالفه مع "حزب الله" هو تحالف البندقية التي يحملها الحزب تحت عنوان المقاومة مع التغيير الذي يرفعه عون شعارا لتكتله النيابي، في ما ينبئ بامكان نقل لبنان من نظام الى نظام تحت هذين العنوانين، علما انه يفترض في التطورات الجارية في المنطقة وفي سوريا تحديدا ان تؤدي الى اعادة نظر في امور كثيرة لم تكن واردة قبل بعض الوقت من دون ان يعني ذلك اضمحلال هذا الخيار او عدم وروده تبعا للمد والجزر في الموضوع السوري في الدرجة الاولى. لكن بالنسبة الى مراقبين كثر فان ما اتضح حتى الان من نيات الاكثرية الجديدة يفترض ان يحفز اللبنانيين على رفض الذهاب نحو ما رفضوه في الانتخابات النيابية من خلال انتخاب اكثرية اخرى غير هذه الاكثرية. فازاء ما يحصل من انتفاضات في العالم العربي ومفاخرة اللبنانيين بانهم كانوا في اساس انطلاقتها عام 2005 لا يفهم كثر صمت اللبنانيين، وان كان الامر مفهوما من حيث المبدأ في التبعية السياسية والطائفية، عن تعطيل مقصود لشؤونهم اليومية بذريعة المطالب والمطامع الشخصية لهذا او ذاك من قوى 8 آذار، وعدم ثورتهم ورفضهم لهذا الواقع المفروض قسرا عليهم في وقت لم يكف النائب وليد جنبلاط عن التعبير عن غضبه حيال هذا الواقع ولو انه ساهم في تأمين الوصول اليه وفق ما اعلن.

وما يعني مراقبين كثر ايضا من الموقف الاميركي هو التظاهرة الفلسطينية التي انطلقت من الجولان المحتل على نحو نادر وفريد ومحاولة معرفة ما اذا كانت هذه التظاهرة -الرسالة ستساهم في اقناع الولايات المتحدة في شكل اساسي وبقية الدول الغربية باهمية المحافظة على استمرار النظام السوري وبقائه قويا من دون تعريضه لادانات قوية تهز اسسه بسبب قمعه المعترضين عليه، وذلك من اجل استمرار ضمان الحدود مع اسرائيل وتاليا السكوت عنه لبعض الوقت الاضافي من اجل انهاء الانتفاضة الشعبية لديه امنيا اولا قبل الانتقال الى المعالجة السياسية. ذلك ان ما يحصل في سوريا يتسبب بارباك كبير للمجتمع الغربي الذي لم يستطع ان يظهر انسجاما بين مطالبته التاريخية بالديموقراطية ودعمه حقوق الانسان وابتعاده عن دعم المعارضة السورية في مسعاها الذي يصب في هذا الاطار، فظهر هذا المجتمع منفصم الشخصية او في احسن احواله موظفا شعاراته الانسانية في خدمة مصالحه النفطية في ليبيا او سواها بالنسبة الى سوريا مما يطرح تساؤلات جدية عن امكان نجاة العالم الغربي من تداعيات ما يجري في المنطقة وما سيصيب الثقة بينه وبين شعوب المنطقة.

 

سلّة فارغة... لا حكومة حتى نهاية عهد رئيس الجمهورية؟ ومسلسل الاغتيالات عائد ويطال الجميع؟!

• ورقة ميقاتي الأخيرة: حكومة الأمر الواقع..

• التمني على جنبلاط ضبط أعصابه!

• اقتراح بالستاتيكو: ما بين الحكومة واللاحكومة

• السؤال الخطير: هل ينزح اللبنانيون الى إسرائيل؟

بيروت ـ نبيه البرجي /المحرر العربي

سلّة فارغة...

هذه حصيلة ثلاثة أشهر ونصف من الكفاح (السلمي) من أجل تشكيل الحكومة. الطبقة السياسية في لبنان أثبتت قدرة عجيبة على الفشل في الإتيان بحكومة من صنع محلّي.

وبعيداً عن الضوء، ثمّة من يستاءل ما إذا كان "انقلاب" 11 كانون الثاني/يناير الفائت (بحسب تعبير قوى 14 آذار/مارس) كان يتوخّى ما هو أبعد من إسقاط سعد الحريري شخصياً.

إسقاط الدولة وإلى إشعار آخر..

لا حكومة. لا دولة أيضاً. التسيّب في كلّ مكان. الخوف في كل مكان. رئيس الجمهورية ميشال سليمان اشتكى، لأن صلاحياته لا تجيز له أكثر من الشكوى من أن 9 أشهر استهلكت لتأليف 3 حكومات. كثيرون يعتقدون أنه قد يتوجّه الى الشعب اللبناني، أو الى الشعوب اللبنانية، في 24 أيار/مايو 2014، وتحديداً في خطبة الوداع، بالشكوى أيضاً لأن أكثر من نصف ولايته السداسية انقضى من دون حكومة.

مسلسل الاغتيالات

هذا الكلام بدأ يسمع جلياً في الغرف المقفلة، كما في الساحات العامة. كان حديث عن حقيبة الداخلية. أقفل الحديث من خلال الإتيان بضابط متقاعد من الغيب، ثم راحت العقد الأخرى تتوالى. رئيس الجمهورية "يريد" ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون "يريد"، والنائب طلال أرسلان "يريد"، ومن يقف وراء هذا وذاك "يريد". لا أحد سأل الشعب ماذا يريد. والآن بعد انقضاء كل تلك الأشهر: السلّة فارغة..

لا حكومة حتى نهاية عهد سليمان لأن معلومات متلاحقة تتحدّث عن طول الأزمة في المنطقة. من يرغب في إقامة الحكومة الخاصة به يمكنه أن يفعل ذلك. من يرغب في إقامة الدولة الخاصة به يمكنه أن يفعل ذلك، لا بل أن حديثاً راعباً بدأ يتردّد في بعض "أصقاع" الجمهورية، وهو أن مسلسل الاغتيالات عائد. هذه المرة لن يكون حكراً على فريق من دون آخر. الضحايا من كل الألوان والأطياف، وثمّة سؤال في الكواليس حول السيناريو، أو السيناريوات الخطيرة التي أعدت للبنان..

جنبلاط وضبط الأعصاب

الصورة باتت واضحة الى حدّ بعيد. الساحة اللبنانية عادت ساحة فعلاً. فيها كل الانعكاسات، وكل الاحتمالات، التي تثير هواجس هائلة من اليوم التالي. هناك خلط أوراق عجيب. تهديدات بتفجيرات إقليمية لا توفر أحداً، وحرائق تدخل الى كل غرفة على امتداد المنطقة، وفوضى لا يستطيع أحد التحكم بها. هذا كلّه يصل الى مسامع رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط فيوعز الى "جماعته" للاستعداد لكل الاحتمالات...

الزعيم الدرزي الذي جاء من يتمنى عليه ضبط أعصابه في هذه الفترة بالذات لأن أي خطوة تفجيرية على المستوى السياسي لن تؤدي الى تهدئة الوضع أو احتوائه، بل قد تفضي الى ما هو أسوأ، خاطب المعوقين ليكتشف أن المعوقين الحقيقيين هم الطبقة السياسية التي "لا تستطيع أن تقدم الحد الأدنى من الاستقرار والأمان والطمأنينة والرخاء لتشكيل الوزارة"، ليضيف مخاطباً جماعة الأكثرية الجديدة "أنتم الذين تختلفون على البلاد، والبلاد على مشارف الهاوية، نتطلع ونرى من حولنا في كل المناطق والأقطار العربية الثورات والخضات. والآتي مجهول".

النزوح الى .. إسرائيل!

حتماً، لم يخترع جنبلاط الذرّة، كما يقول العامّة، فما أدلى به أمام المعوقين يعرفه كل الناس الذين، فعلاً، لا يعرفون أين ينزحون هذه المرة، ومن دون أن يبقى سراً، وهذا الوقت للمصارحة لا للمواربة، فثمّة خشية حقيقية من أن يضطر لبنانيون من الطوائف، لا من طائفة دون أخرى، للنزوح الى إسرائيل إذا ما أفلت الوضع نتيجة الصراعات الإقليمية أو الدولية، وبعدما بدأت الأوساط الديبلوماسية تؤكد أن النزاع حول سورية اتّسع في الأسابيع، أو الأيام، الأخيرة على نحو خطير، بحيث لم يعد باستطاعة أحد التكهّن بشكل المجهول الذي يهدّد المنطقة..

هذا الكلام يقال همساً، حتى وإن كان هناك من يطمئن، وبينهم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز، بأن العنف لن ينتقل الى لبنان. كيف؟ ولماذا؟.

جهات سياسية تعتبر أن أي طرف يحاول التفجير سيكون كمن يمارس لعبة "الروليت الروسية"، فالظروف دقيقة جداً، والقوى التي يمكن أن يناط بها التفجير ستحسب ألف حساب لأنها تعرف أن أصحاب الأمر قد يكونون من دون سقف أو حتى من دون جدران. وبعبارة أخرى، فإن العنف يصل الى نقطة وحيدة هي خسارة الجميع، وبالتالي تقديم لبنان على طبق من فضة هدية لأصحاب الصفقات التي طالما تخوّف منها اللبنانيون، فإذا بها تطلّ برأسها مجدداً..

بموازاة الحديث عن الحكومة، حديث عن التطورات، وإذا كان هناك من يضبطون ألسنتهم، من دون أن يضبطوا أحاسيسهم، حيال ما يجري في سورية، ولكي لا يتّهموا بالتدخل، فإن اللبنانيين منقسمون، عمودياً وأفقياً أيضاً حول النظر الى "الملف السوري" (بعدما استعمل طويلاً مصطلح "الملف اللبناني". المؤيدون للنظام مرتبكون، ولطالما كان الكثيرون منهم عالة على لبنان وسورية معاً. حيناً يظهرون خائري القوى، وحيناً يلوّحون بـ"يوم الحشر"، والمناوئون يعتبرون أن عقارب الساعة تمشي لمصلحتهم، فالنظام السوري إما أن ينهار، أو أن ينهك. وفي الحالتين، لن تبقى لا موازين القوى، ولا قواعد اللعبة، على حاليها في لبنان.

هذا فيما تقول شخصية من هيئة الحوار الإسلامي – المسيحي ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي كان يعرف أن القمّة الروحية هي مجرّد "صورة للتاريخ" لأن الخلافات، وأسبابها، ليست موجودة تحت القبعات والعمائم التي ظهرت في الصورة، يراهن، ومع تحويل بكركي الى غرفة عمليات (للإنقاذ) على أن يبلغ اللبنانيون، وهم يتابعون خط الكوارث، أو خط الزلازل، في المنطقة، لحظة "الوعي الكبير" بأنه ليس من مصلحة أي فريق منهم استمرار التصدّع الداخلي الراهن والذي يشرّع الأبواب أمام كل الاحتمالات.

لكن الذين على الأرض يرون أنه من الصعب النظر الى الناس من خلال نصوص الإنجيل، فالوضع اللبناني برمّته يخضع، حالياً على الأقل، للتقاطعات الإقليمية والدولية الحادة، وهذا ما يجعله في مهبّ الرياح. والأفضل، في هذه الحال، الحفاظ على الستاتيكو، أي ما بين الحكومة واللاحكومة، وإبقاء الشاشات والإذاعات هي حقل الرماية الوحيد، خصوصاً وأن وسائل الاعلام هذه تتنافس، جنونياً، في ما بينها من أجل أن تستمر "حالة الجنون" التي تشهدها البلاد..

والعالمون ببواطن الأمور يقولون ان الأزمة أكبر بكثير من صراع الجنرالين الذي لا يتعدى كونه زوبعة في فنجان. هنا الصراع بين الجنرالات الكبار، المنطقة تهتز، وأحياناً تفاجئ الذين يهزونها، ليستعاد النموذج العراقي مجدداً، إذ أن نوري المالكي تمكّن من تشكيل حكومته رغم كل الإشكالات والإشكاليات التي تحيط به شخصياً، كما تحيط بالوضع العراقي. ماذا عن نجيب ميقاتي؟.

وزير الخارجية الأسبق فؤاد بطرس ضد هذا النوع من المقارنات. والرجل الذي يملك الكثير من الحكمة السياسية والديبلوماسية، يعتبر أن الظروف تغيّرت كثيراً، والمشكلة أن أحداً لا يستطيع أن يمسك بها أو يتكهن بمسارها ومصيرها..

إذاً، لا بد من قفزة، ولو كانت في المجهول. الرئيس المكلّف لا يريد أن يظهر بمظهر العاجز، أو المنهزم، أو التائه. في يده ورقة يستطيع أن يستخدمها في وجه الجميع: حكومة الأمر الواقع. إن ارتضوا بها كان بها، ون لم يرتضوا، وجدوا أمامهم الحائط المسدود.

أوساطه توحي بأنه ليس بعيداً اليوم الذي يضع هذه الورقة أمام رئيس الجمهورية لكي يوقّعها..

لكن المعلومات تشير الى أن المشهد أكثر تعقيداً من أن يكون مرتبطاً بمواقف داخلية، حتى ليتردّد في الكواليس ان تأليف الحكومة في لبنان تحوّل الى ورقة مساومة في لعبة أبعد من الحدود اللبنانية..

 

سوريا و "8 آذار": لا بديل عن الرئيس ميقاتي حتى لو استمرت الأزمة

نهارنت/أكدت قوى "8 آذار" انها لا تزال متمسكة برئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، في حين نقل زوار سوريا أن دمشق مرتاحه إلى أداء ميقاتي، وأن لا صحة لأي أنباء تدّعي وجود استياء سوري ما منه. ونفت أوساط بارزة في قوى 8 آذار لصحيفة "النهار" أن يكون الوزير السابق وئام وهاب الذي تحدث أمس الاثنين من الرابية عن البحث عن مخرج قانوني لانهاء تكليف ميقاتي من غير ان يصدر عن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون أي نفي علني للبحث في هذا الأمر، قد عكس الاتجاه الحقيقي لدى قوى الأكثرية.

وقالت ان هذه القوى لا تزال متمسكة بالرئيس ميقاتي وان تكن عملية التأليف أدت الى اختلال الكثير من العلاقات بين بعض أطرافها بفعل التنافس على المطالب و"الفيتوات" المتبادلة.

ولم تستبعد ان يصدر عن العماد عون اليوم موقف في هذا الاتجاه على رغم الجفاء المتنامي بينه وبين ميقاتي.

وفي هذا السياق، أكد قطب أكثري لصحيفة "اللواء" بأنه لا بديل عن الرئيس ميقاتي، وأنه إذا لم يعتذر عن التأليف من تلقاء نفسه فلن يُقدم أي فريق أكثري على مطالبته بالرحيل حتى ولو استمرت الأزمة. ومع تأكيدات القطب الأكثري، نقل زوار مسؤول سوري رفيع عنه قوله إن دمشق مرتاحه إلى أداء ميقاتي، وأن لا صحة لأي أنباء أو تحليلات أو انطباعات تخالف هذا الأمر، أوتدّعي وجود استياء سوري ما منه. وقال المسؤول إن القيادة السورية تعتبر أن لا بديل عن ميقاتي في هذه الظروف، نظراً إلى الصفات الشخصية التي تميّزه، فضلاً عن أنه الرجل المناسب وصديق للقيادة. أضاف المسؤول السوري أمام زواره إن القيادة تدرك أن الحمل الواقع على الرئيس ميقاتي ليس سهلاً، نظراً الى العوامل المعروفة، والتي تشكل الضغوط جزءاً غير يسير منها. هي تريد وتشجع على تسريع تشكيل الحكومة، لكنها لا تتدخل في تفاصيلها، لا من حيث الأسماء ولا من حيث الحقائب والتوزيعات.

وكان الوزير السابق وئام وهّاب قد أعلن أمس بعد لقائه العماد عون أن البحث جارٍ عن مخرج قانوني لسحب الثقة من الرئيس المكلف، وأنه بحث هذا الأمر مع العماد عون، لكنه اعترف بأن المخرج ليس جاهزاً بعد، لافتاً بأن عقدة الرئيس سليمان هي العماد عون. ونقلت صحيفة "الديار" عن اوساط عون دعوة الأخير الى حلفائه بأخذ خيار الحسم وسحب الثقة من الرئيس المكلف، رغم عدم وجود آلية قانونية او دستورية للتنفيذ. كما لفتت التسريبات بحسب صحيفة "الديار" الى ان الساعات الـ 48 المقبلة ستكون حاسمة لجهة تأليف الحكومة، والا فإن الامور ستتخذ منحى مفصليا، عبر طرح التيار الوطني الحر دعوة قوى الاكثرية بالبحث الجدي عن بديل لميقاتي.

 

جعجع عن تظاهرة مارون الراس: ليس بهذه الطريقة يستعيدون فلسطين

نهارنت/رأى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع وتعليقاً على تظاهرة "يوم العودة" انه "إذا كانوا يظنون أن هذه هي الطريقة لاستعادة فلسطين فهم مخطئون الى حدّ الجريمة".واشار جعجع في مؤتمر صحفي في معراب الى ان "الجيش والقوى الأمنية انتشروا بشكل كثيف وفاعل عند الشريط الحدود بأكمله بينما في مارون الراس كان هناك 4 أو 5 عسكريين وهذه "فزلكات" لا تمرّ على أحد". من جهة اخرى، أبدى تعاطفه مع الشعب السوري، وانتقد توقيف النشاط الداعم له في "البريستول". وذكر جعجع أن "الفريق الآخر ليس فريق ولا مشروع بنّاء لديه، بل مشروع سلطة يجمعه ويهاجموننا طول الوقت". واضاف انه "جريمة بحق الوطن تسمية رئيس حكومة غير متفاهمين معه، والحلّ الوحيد هو حكومة غير سياسية اي حكومة تكنوقراط".

 

الهجوم المُضاد على عون، بدأ  

اسعد بشارة /الجمهورية

تقترب هواجس حزب الله وحلفائه بخصوص غموض موقف الرئيس المكلف من إبطاء تشكيل الحكومة، من ان تصبح حقيقة لا نقاش فيها.

فبعد الحلّ النظري لعقدة وزارة الداخلية وما تلاها من تفاؤل سافِر مع السراب، بدا ان الرئيس ميقاتي طرح على الطاولة مجموعة من اللاءات لا تصلح فقط لأن تعطل تشكيل الحكومة، بل لأن تدخّله مع حزب الله في مواجهة، يبدو ان الطرف السوري يقف فيها موقف المحايد المتفرّج.

فالرئيس ميقاتي الذي تراجع عن التسليم بتوزير فيصل كرامي، أرفق هذه الخطوة الغير مقبولة من حزب الله بخطوة ثانية بَدت وكأنها تحرّش مقصود بالعماد عون والمعني بها طلب عدد غير محدد من الأسماء لكي يختار منها من يراه مناسبا لتوَلّي الوزارات التي ستكون من حصّة العماد عون.

وهذا الطلب الذي يعتبر بالنسبة لعون استفزازا وتحديا لا يمكن له القبول به، لأنه سيعني المَس بصورة الجنرال امام تيّاره، ولأنه سيكون الترجمة العملية لهدفين يسعى ميقاتي لتحقيقهما لكي يقول امام نفسه وطائفته انه تمكن من فعل ما لم يتمكن منه الرئيس سعد الحريري، وهما: عدم المس بصلاحية رئيس الحكومة في التشكيل واستبعاد الأسماء الاستفزازية من الحكومة، وعلى رأسها جبران باسيل الذي لا يرتاح ميقاتي في التعامل معه، وشربل نحاس الذي يصفه ميقاتي في مجالسه الخاصة بانه يصلح لأن يكون وزيرا للاتصالات في حقبة الخمسينيات.

واذا ما جاز إرفاق هذين الهدفين بما حصل في الاسبوع الماضي بعد إشاعة جَوّ التفاؤل بالولادة السريعة، لجهة الضغط الاميركي والفرنسي غير الملتبس على ميقاتي لعدم تشكيل حكومة - حزب الله، فإن من الواقعي ان يقوم الرئيس المكلف بالإصرار على استدراج معادلة الصهر المعطل ووضعها كعائق، بالإضافة الى العوائق التي برزت بعد حل عقدة الداخلية، كعقدة الوزير الماروني السادس والصراع على حقائب كان يفترض ان تكون هامشية في لعبة الشد والجذب، المستمرة منذ اكثر من ثلاثة أشهر.

غير ان ملابسات ما بعد حل عقدة الداخلية لم تحمل جميعها عناصر عرقلة محلية، على ما فهم من غير جهة مطلعة، فالمناخ العربي والدولي الضاغط كان حاضرا في المشهد الحكومي، وأدّى الى التأجيل الذي ربما يكون المدخل الى إلغاء فكرة حكومة اللون الواحد، التي بدا ان التطورات المتسارعة داخليا وعربيا قد شكلت سَدّا صلبا منع ولادة اللون الواحد.

وفي قراءات متعددة لهذا المناخ، لوحظ ان الغطاء السوري لم يتأمن بعد لولادة الحكومة، حيث ان القيادة السورية التي أعطت موافقتها ومباركتها على الإسراع في ولادة الحكومة، عادت وتركت الإيقاع يسير على بطء ولم تعط الرئيس المكلف أية اشارة إنذار جدية تحسم موقفه، أي بالتشكيل او الاعتذار، وتركت حزب الله يقلّع شوكه بيديه، من دون ان يمارس ما تملكه من تأثير حاسم لدى رئيس الجمهورية والرئيس ميقاتي، اللذين ظهرا وكأنهما يتحركان ويفاوضان بحرية استثنائية من دون ضغوط.

ويعود الموقف السوري المحايد الى جملة معطيات وقراءات لدى القيادة السورية، منها ما يدعو (تحت ضغط حزب الله) الى الإسراع بتشكيل حكومة مواجهة في لبنان، ومنها ما يتريّث تفاديا لإضافة عبء جديد على سوريا، يضاف الى عبء الثورة المحتدمة داخليا، وهو عبء تحمّل مسؤولية دعم حكومة لبنانية موالية لحزب الله.

وقد أتت بعض المواقف الرسمية العربية الاخيرة كي تزكي خيار التريّث لدى القيادة السورية، فمجلس التعاون الخليجي الذي صمت في قمته الاخيرة عن كل ما يحصل في سوريا، وجامعة الدول العربية التي لم تتحرك الى الآن كما تحركت في ليبيا، واندفاع البحرين والإمارات لإبقاء خطوط التواصل مع القيادة السورية، كلها إشارات ايجابية جعلت من القيادة السورية توقّف مسار التشكيل وفقا لما يريده حزب الله، وذلك سعيا لإبقاء العلاقة السورية مع السعودية والخليج العربي في خانة الهدنة، وعدم انتقالها انطلاقا من لبنان الى مرحلة المواجهة. وحتى تعطي دمشق الضوء الاخضر لطه ميقاتي كي ينقله لشقيقه إيذانا بالتشكيل، فإن الملف الحكومي في لبنان مرشّح لأن يبقى حتى إشعار آخر في ثلاجة الانتظار، ذلك الا إذا فقد حزب الله القدرة على الانتظار واطلق منفردا إشارة الانطلاق لحمل ميقاتي على الاعتذار، وهذه خطوة لها حسابات وتوقيتات مختلفة وجديدة.

 

الأسد أخطأ في تقدير انعكاس"الربيع العربي"؟

أسبوعان لاتّخاذ أوباما موقفاً حاسماً من دمشق  »

 الجمهورية/مروان المتني

شنّت جمعيّات ومؤسّسات تعنى بحقوق الإنسان حملة إعلاميّة شرسة ضدّ دمشق، سرعان ما انضمّت إليها وسائل إعلام مرئيّة وكتّاب أميركيّون بارزون، فيما بدا حملة مبرمجة ومتصاعدة تؤشّر إلى خروج واشنطن من "الحالة الضبابيّة" تمهيدا لاتخاذ إدارة أوباما موقفا واضحا وحاسما من الرئيس السوريّ بشّار الأسد ونظامه، إزاء توالي التقارير والصور عن قتل وجرح واعتقال آلاف المدنيّين في أخطر أزمة تشهدها سوريا في تاريخها المعاصر.

دبلوماسي أميركي سابق ومخضرم في شؤون الشرق الأوسط شبّه سقوط نظام حسني مبارك بسقوط حائط برلين في أوروبا أواخر ثمانينات القرن الماضي، واعتبر "أنّ الرئيس السوري بشّار الأسد أخطأ في تقدير انعكاس "الربيع العربي" على الساحة السوريّة، خصوصا مع إصراره على لعب دور محوري في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينيّة من خلال تحالفه "العضوي" مع إيران، وفي ظلّ وصول التوتر إلى أشدّه بين الرياض وطهران، بدءا بتحرّك الجيش السعودي في اتجاه البحرين لحسم الوضع هناك، ووصولا إلى القبول "السريع" للأردن والمغرب في عضوية مجلس التعاون الخليجي.

واعتبر الدبلوماسي المخضرم أنّ ما فات النظام السوري الذي أصرّ على توسيع دور بلاده الإقليمي، حساسيّة التوازن الداخلي، ومن حوله ساحات "غير صديقة"، بدءا بالأردن، والعراق بصراعاته وحدوده المفتوحة، ولبنان باصطفافاته المذهبية، وتركيا التي تسعى إلى قيادة العالم السُنّي، وإسرائيل التي تثمّن من جهة الهدوء على جبهة الجولان، ولكنها تتوجّس الخطر الإيراني، وتنامي قدرات حزب الله، وتزايد الترسانة الصاروخيّة السوريّة من جهة أخرى.

ومن المؤشرات المهمّة أيضا بالنسبة إلى تطوّر الموقف الأميركي من الرئيس السوري تبديل السيناتور جون كيري موقفه، فبعد وقوف كيري حاجزا أمام إدانة سوريا في مجلس الشيوخ الأميركي طوال الأسابيع المنصرمة، أكّد السيناتور الأقرب إلى سوريا في واشنطن "أنّ دمشق أهدرت فرص الإصلاح، ويجب الردّ على انتهاكات حقوق الإنسان الكثيرة".

ولفت مسؤول في البعثة الأميركية في الأمم المتحدة إلى أنّ الرئيس الاميركي باراك أوباما سبق له أن أشار قبل ثلاثة أسابيع إلى دور إيرانيّ في مساعدة السلطات السوريّة في قمع المتظاهرين، وربط المسؤول الاميركي بين موقف اوباما هذا وبين البيان المسرّب عن تقرير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي قبل أيام، الذي تضمن اتّهاما واضحا لإيران بتزويد سوريا "أسلحة محظورة "،ويبدو أنّ العلاقة بين دمشق وطهران هي النقطة الأكثر حساسيّة بالنسبة إلى واشنطن، وبالتالي فإنّ حسم الموقف الاميركي ممّا يجري في سوريا ينتظر إجابات سوريّة عبر تركيا التي تبدو أحد أبرز اللاعبين في هذه الأزمة، فقد أكّد متابعون للسياسة الاميركية أنّ حكومة رجب طيب اردوغان بذلت جهودا كبيرة في خلال الأشهر المنصرمة لفتح جسور بين ممثلين عن "الإخوان المسلمين" في مصر وسوريا وبعض دوائر صناعة القرار في واشنطن، واستخدمت حكومة "العدالة والتنمية" في تركيا المثل "الإخواني" التركي والذي يتعايش مع مختلف وجوه الحياة العصرية سياسيّا واجتماعيّا لتسويق جماعات "الإخوان" العربيّة "شريكا" أو "بديلا محتملا" للأنظمة العربية المهددة بالسقوط.

فهل يتّجه اوباما إلى اعتبار الأسد "غير شرعيّ" في خطابه المنتظر الخميس المقبل حسب ما حذّر مسؤول أميركي في تصريح لوكالة "اسوشيتدبرس" قبل أيام؟ أم أنّ إجابات "منتظرة" قد تحملها أقنية معنيّة بالأزمة على رأسها الدبلوماسية التركيّة حول مستقبل العلاقة بين دمشق وطهران، ودمشق وحزب الله، والخشية من الفوضى في بلاد الشام المتاخمة لإسرائيل وأمنها قد تمدّدان الفرص الممنوحة للنظام السوري بإرساء الهدوء عبر التفاوض المرتقب مع معارضين، والمترافق مع ضربات الجيش والأجهزة الأمنية المتلاحقة.

من المؤكّد أنّ حراكا بدأ يتسارع في أروقة صناعة القرار الأميركي في اتجاه حسم الموقف ممّا يجري في سوريا، والأكيد أنّ الأسبوعين المقبلين سيشكّلان مفصلا في اتخاذ إدارة اوباما المبادرة للتضييق ضدّ النظام السوري، خصوصا في حال تلقي واشنطن إشارات سلبيّة في شأن العلاقة مع طهران مشابهة للتحرّك المفاجىء والدامي عبر خط وقف إطلاق النار في الجولان في ذكرى النكبة واحتفاظ الشارع السوري بزخمه المتواصل منذ بداية الاحتجاجات

الدامية قبل نحو شهرين.

 

هناك مسؤولية أخلاقيّة على من أرسل الشبان إلى مارون الراس كي يتعرّضوا لإطلاق النار"

جعجع: "حزب الله" لا يريد حكومة تكنوقراط لأنه يرفض التشكيل راهناً

الثلاثاء 17 أيار 2011

لبنان الآن

إعتبر رئيس  حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "هناك مسؤولية أخلاقية تقع على من أرسل الشبان الى مارون الراس كي يتعرّضوا لإطلاق النار، سائلاً "هل هذه هي الطريقة لتحرير فلسطين؟"، ومتوجهاً بالتعزية لأهالي الشهداء الذين سقطوا على الشريط الحدودي الجنوبي، ومثنياً على شجاعة ووطنية وصدق المتظاهرين.

وجدد جعجع التأكيد، خلال دردشة مع الإعلاميين في معراب، على "أهمية تشكيل حكومة تكنوقراط للخروج من الأزمة الراهنة"، معتبراً أن "رفض حزب الله لتشكيل حكومة تكنوقراط هو رفض تشكيل حكومة عملياً". وذكّر "بوجوب التزام لبنان بالقرار 1701 بكلّ معانيه"، مستغرباً كيف أن "الجيش اللبناني والقوى الأمنية كانت منتشرة بشكل كثيف من بوابة فاطمة مروراً بكفركلا وصولاً الى العديسة، ولكن في مارون الراس أي المكان الأساسي للتظاهرة كان تواجد هذه القوى ضعيفاً"، ومشيراً إلى أن "المؤسسات الأمنية لديها مسؤولية بديهية في تنفيذ القرار 1701 أي أن الجيش يستلم الأمن وقوات الأمم المتحدة تسانده".

وحول الأحداث في سوريا وتأثيرها على الوضع الداخلي اللبناني، أكّد جعجع "أننا لا نتدخل على المستوى السياسي باعتبار أننا لا نحب تدخُل أحد في شؤون بلدنا، ولكن من الناحية الإنسانية أسأل كل انسان أياً كان انتماؤه: هل ما يحصل في سوريا مقبول؟ في نهاية المطاف، كيف سيكون الوضع في سوريا مع كل هذه الدماء والدموع والعذابات؟ وهل سيستطيع هذا النظام الإستمرار والتعاطي مع شعبه في ظل هذه الوقائع التي تطالعنا بها وسائل الإعلام يومياً؟"، مستنكراً في هذا السياق "إطلاق النار على الهاربين من سوريا حتى على كبار السن والأطفال".

وإذ شدد على "وجوب عدم تدخُل اللبنانيين في الشؤون السورية"، إستغرب "ممارسة الضغوط على أصحاب فندق "البريستول" لإلغاء حجز من أجل إقامة ندوة لدعم الشعب السوري"، وطالب "الإدارات المعنية إتاحة المجال أمام كل الناس للتعبير عن رأيه بكل حرية".

وعن مطالبة الأكثرية الجديدة بإلغاء تكليف الرئيس نجيب ميقاتي وتمسُك النائب وليد جنبلاط بالرئيس المكلّف أو طرح تسمية النائب بهية الحريري أو (الوزير السابق) بهيج طبارة كبديل، إستغرب جعجع "كيف أنه بإمكان فريق ما تكليف رئيس للحكومة من دون أن يكون على توافق معه ومتفاهم معه على هويتها"، سائلاً: "هل الاكثرية تكون مجرد اتفاق 3 أو 4 أحزاب مع أربعة أو خمسة أشخاص "حردانين"؟ وأضاف: "هذه الواقعة تدل على أن هناك عدم جديّة وقلة مسؤولية لدى الفريق الآخر الذي لا يملك مشروعاً ايجابياً بنّاءً بل مشروع سلطة يجمعه ويقوم بمهاجمة رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف يومياً بعد أن كلّفوه بأنفسهم".

إلى ذلك، دعا جعجع كلّ مواطن لبناني "يتألم سواء على الطرقات، أو من حالة المياه والكهرباء، أو من ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى فحص الضمير وأخذ العبر من الوضع الحالي بعيداً عن كلّ سياسي، ليرى ماذا يجب أن يفعل في العام 2013؟ "، مجدداُ التأكيد أن "الحلّ الوحيد والجدّي للأزمة يكون بتشكيل حكومة تكنوقراط إذ حتى خلال فترة حكومة الأكثرية السابقة تصرفت عملياً وكأنها حكومة تكنوقراط ولم تتعاطَ بأي موضوع سياسي مهم من خلال تجنيب المواضيع الخلافية".

وعن اتهام الوزير (السابق) وئام وهاب رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) والرئيس المكلّف بالتعطيل وانتظار ما الذي سيحصل في سوريا، رفض جعجع هذا الكلام، مشدداً على وجوب "إبقاء الحدّ الأدنى من الإحترام للمؤسسات الدستورية الرسمية وللمسؤولين، فنحن لدينا رأينا بالطريقة التي سُمي فيها الرئيس ميقاتي ولكن لم نسمح لأنفسنا بتناوله بربع ما يقوله الفريق الآخر، فليحترموا على الأقل خياراتهم ويتداولوا بها ضمن حد أدنى من أدبيات الخطاب السياسي"، مضيفاً: "ما الذي ينتظرونه بعد 4 أشهر؟ لكنهم لا يستطيعون تأليف حكومة كما يريدون ولا يقبلون بحكومة من أجل ادارة شؤون الناس أقله، فهل يريدون الآن محاربة الاستكبار العالمي وتحرير فلسطين في هذا الظرف؟". ورداً على سؤال، كشف جعجع "أننا كقوى 14 آذار كنا نتحضر لمعارضة الحكومة التي ستتشكل ولكن في هذا الوضع وجدنا الأنسب أن نضغط باتجاه حكومة غير سياسيين من أجل تسيير أمور المواطن اللبناني".

وعن امكانية نجاح القمة المسيحية المقبلة في بكركي، قال جعجع: "لا شيء يمنع نجاح هذه القمة خصوصاً أن كل رؤوساء الأحزاب والنواب الموارنة سيشاركون فيها"، آملاً بـ"الخروج ببعض الخطوات الايجابية في هذا الزمن السلبي". وختم جعجع نافياً أن "يكون لديه معطيات حول سيناريو عسكري داخلي يُحضرهُ "حزب الله" لتأجيل تشكيل الحكومة لحين صدور القرار الظني"، ومستبعداً هذا الأمر برمته لأنه لن يؤدي الى أي مكان.

 

حنبن: لا يحق لمجلس النواب أن "يُشرّع" عند الفراغ في الرئاسة لأنه هيئة انتخابية 

موقع 14 آذار/أوضح النائب السابق صلاح حنين انه دستورياً لا يمكن سحب الثقة من الرئيس المكلّف، حيث لا يوجد نص يفرض عليه مهلاً معينة. وفي حديث لوكالة "أخبار اليوم"، لفت حنين الى أنه عندما يكلّف شخص لا يمكن سحب الثقة منه، وفي حال لم يستطع تأليف الحكومة هناك عدة احتمالات منها: الإعتذار، تأليف حكومة لا تنال الثقة وهي تصبح مستقيلة وبالتالي تصرّف الأعمال.

وقال: "لا شيئاً دستورياً يفيد بإمكانية ان يتراجع النواب الذين سمّوا الرئيس المكلّف عن اختيارهم، فعندما يصدر مرسوم التكليف لا يمكن لأحد سحب هذا التكليف وحتى ولو غيّرت مجموعة رأيها. وفي هذه الحالة على هذه المجموعة ان تنتظر من الرئيس المكلّف ان يعتذر او تنتظر لتشكّل الحكومة التي قد لا تنال الثقة، وعندها هذه الحكومة تعتبر مستقيلة وتبدأ عندها من جديد الإستشارات النيابية الملزمة لاختيار الرئيس المكلف الجديد".

ولفت حنين الى أنه يتكلّم من الناحية الدستورية، في حين ان ظروف الضغوط السياسية هي بحث آخر، وأشار الى أن الرئيس المكلّف قد يستطيع ان يستمر سنة في البحث عن التشكيلة الحكومية التي يراها مناسبة.

وعن دور مجلس النواب في ظل الحكومة المستقيلة او حكومة تصريف الأعمال، اشار حنين الى أنه في مقدّمة الدستور يقوم النظام على مبدأ فصل السلطات، حيث السلطة المشترعة قائمة بحد ذاتها. وقال: صحيح هناك مبدأ تعاون السلطات ولكن فصل السلطات يجعل السلطة المشترعة قائمة بحد ذاتها.

واضاف: المادة 16 من الدستور تنص على أن السلطة المشترعة تتولاها هيئة واحدة هي مجلس النواب، وفي المادة 67 ينص الدستور على انه للوزراء ان يحضروا الى المجلس إن شاءوا وبالتالي هذا الأمر ليس ملزماً لهم، اي انه لا يوجد إلزامية لحضور الوزراء كي يجتمع مجلس النواب. وتابع: المادة 69 تنص على انه عند استقالة الحكومة او اعتبارها مستقيلة كما هي حالتنا اليوم، يصبح مجلس النواب حكماً في دورة استثنائية حتى تأليف الحكومة.

أضاف: وكون مجلس النواب في دورة انعقاد استثنائية فهو بالتالي يستطيع التشريع. وهنا المشترع سمح لمجلس النواب التشريع بخلاف الوضع عندما يكون هناك فراغ في رئاسة الجمهورية حيث لا يحق له ان يشرّع بل يصبح هيئة انتخابية. وتابع حنين: في المادة 75 عند انتخاب رئيس الجمهورية المجلس النيابي هو هيئة انتخابية وليس هيئة اشتراعية ولا يستطيع القيام بأية مهمة سوى انتخاب الرئيس. وأوضح انه بما أن المادة 69 من الدستور مختلفة تماماً عن المادة 75 فيحق للمجلس النيابي ان يشرّع خلال فترة استقالة الحكومة.

ورداً على سؤال، أوضح حنين انه في حال شكّل الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي حكومة ولم تنل ثقة مجلس النواب فتصبح بدورها حكومة مستقيلة وبالتالي هي التي تتولى تصريف الأعمال، وأوضح انه وفق الدستور، حكومة تصريف الأعمال بعد الاستقالة وقبل نيلها الثقة، وإذا لم تنل الثقة تستمر في تصريف الأعمال. ولفت الى أنه في حال لم تنل الثقة، فيدعو رئيس الجمهورية الى إستشارات نيابية جديدة إلزامية لتكليف رئيس حكومة جديد.

 

  شمعون: "8 آذار" تنتظر القرار الإتهامي لتحدد وجهة تصرفها مع مختلف المسائل   

موقع 14 آذار/أكد رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون أنه من الصعب الجزم في هذه المرحلة بأنّ ما جرى في إطار إحياء الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية جاء "نتيجة مخطط معين"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ "ما حصل كان كناية عن شباب متحمسين لا يعرفون ماذا يفعلون، إندفعوا الى المنطقة الحدودية فسقط في صفوفهم هذا العدد من القتلى والجرحى"، ووصف ذلك بأنه "أمر رهيب جداً نظرًا لأنّ أحداثًا مماثلة لا تخدم فعلياً القضية التي من أجلها سقط الضحايا".

شمعون، وفي حديث لموقع "لبنان الآن" إستغرب سعي بعض الأطراف وراء خطوات سياسية "لا تكون نتيجتها في نهاية المطاف إلا أذية الناس والشباب"، وشدد في هذا السياق على أنّ ما حصل (في مسيرة العودة) لم يخدم على المستوى السياسي حق العودة" للفلسطينيين، معربًا عن اعتقاده بأنّ "الأطراف التي تحركت في الجنوب يوم الأحد حاولت أن توحي للآخرين بأنّ دمشق هي التي تقف وراء المشهد الحدودي لإضفاء أهمية زائدة لخلفياته". وإذ أكد أن "احتمال وقوف حزب الله وراء هذه الأحداث عند الحدود الجنوبية هو احتمال لا يستهان به"، إستبعد شمعون في الوقت عينه "النظرية القائلة بأنّ سوريا أرادت من خلال ما جرى في ذكرى يوم النكبة أن تحذر المجتمع الدولي من أنها ستخوض حربًا إقليمية لتخفف الضغوط الداخلية عنها"، موضحًا أنّ "النظام السوري بات عاجزًا عن الإنصراف إلى الشؤون الخارجية بسبب الإرباك الذي يعيشه على مستوى أوضاعه ومشاكله الداخلية".

وفيما يتعلق بأوضاع الحدود اللبنانية – السورية في الشمال، لفت شمعون إلى أنّ "طبيعة الجغرافيا القائمة بين لبنان وسوريا في منطقتي وادي خالد وتلكلخ تدفع حكماً إلى حدوث ما نشهده في الوقت الحاضر"، مشيرًا في هذا الإطار إلى أنّ نزوح السوريين إلى الأراضي اللبنانية هو نتيجة طبيعية بسبب "مواجهات النظام السوري مع معارضيه وما يتعرضون له من قتل وعنف وإرهاب وقصف مدفعي". وعن أفق الواقع الداخلي اللبناني في ضوء التطورات، رأى شمعون أنّ "الجمود سيبقى سيد الموقف حتى إشعار آخر"، لافتًا إلى أنّ "الجميع باتوا يترقبون ما سيرد في القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، خصوصًا في ضوء ما يتردد إعلامياً من أنه سيصدر نهاية الشهر الجاري"، وأشار شمعون في هذا المجال إلى أنه "وفيما سوريا منصرفة إلى معالجة مشكالها الداخلية، فإنّ قوى 8 آذار باتت تنتظر صدور القرار الإتهامي عن المحكمة الدولية لتبني على الشيء مقتضاه وتحدد تاليًا وجهة تصرفها مع مجمل المسائل المطروحة ومن ضمنها موضوع تشكيل الحكومة".

 

الأسعد بعد الاعتداء عليه: أحمل المرّ جزءاً من مسؤولية ما قد يصيبني   

موقع 14 آذار/رأى المستشار العام لحزب "الانتماء اللبناني" أحمد الأسعد، في مؤتمر صحافي عقده في منزله في الحازمية عن أبعاد الاعتداء الذي تعرض له قبل يومين، أن "المشكلة الحقيقية تكمن في أننا نواجه اليوم ذهنية متخلفة وعقلية متحجرة وثقافة بدائية لا تفهم العالم الذي نعيش فيه، عالم القرن الحادي والعشرين، ولا تقبل بالآخر ولا تتقبل رأيه ولا وجوده أصلاً". وقال: "أما على الصعيد الشخصي، ففي حال أصابني مكروه مستقبلاً، أقول لكم منذ الآن أنني أحمل وزير الدفاع السيد الياس المر جزءاً من مسؤولية ما قد يصيبني، لأنه رفض بعد انتخابات 2009، أو ما سمي انتخابات، أن يعطي رخص سلاح للشباب الذين يرافقونني، لكي يتمكنوا من توفير الحد الأدنى من الحماية لي، مؤكدا اصراره على التنقل على كل الأراضي اللبنانية، ومعتبراً انه قطوع جديد مر، لكنه لن يثنيني ولن يثني الانتماء اللبناني عن الاستمرار في خط الحق".

من جهة أخرى، أعلن الأسعد أنه "قد لا تكون لنا مصلحة في أن نقحم أنفسنا في ما يحصل في سوريا، لكننا لا يمكن أن نتصرف بطريقة غير انسانية أمام الناس الذين يأتون الى أرضنا طلبا للأمان، مؤكداً رفضه أن يغلق لبنان حدوده مع سوريا أمام النازحين والمستغيثين"، وقال: "علينا كلبنانيين ألا نتردد في توفير الملجأ لهؤلاء النازحين، وأن نقدم لهم ما في مقدورنا من عون، وأن نساعدهم بكل الامكانات المتاحة لنا". ووصف الأسعد ان التصرف الاسرائيلي يوم الأحد في مارون الراس، وحشي وبربري، وجريمة ضد الانسانية، وهذا أمر تعودناه من العدو الاسرائيلي وجميعنا يعرف أن هذا العدو لا يقيم اعتبارا للأخلاق والانسانية، ويمكن أن يرتكب أفظع المجازر بدم بارد. وقال: "من هنا، وما دمنا نعرف بالخبر والتجارب المرة والمؤلمة كيف يتصرف الاسرائيليون، لماذا أصر البعض على توريط هؤلاء الابرياء، والدفع بهم الى فم الذئب؟ لماذا جعلهم البعض متراسا لحسابات سياسية اقليمية، ولماذا يصر هذا البعض على أن يبعث بالرسائل السياسية على ظهر الناس الذين لا ذنب لهم؟".

واعتبر ان من نظم هذا التحرك، بل هذه المغامرة، يتحمل جزءاً كبيرًا من مسؤولية ما حصل، مستغربا تحرك جبهة الجولان اليوم، بعد نحو 40 سنة من الهدوء؟ وختم: إن جروح تموز 2006 لا تزال مفتوحة، ولبنان لا يزال يدفع الى اليوم ثمن المغامرات غير المحسوبة، فحذار توريط لبنان مجددا في لعبة تصفية الحسابات على أرضه.

 

هل يدخل الجيش السوري شمال لبنان لمهمات خاطفة؟

جورج شاهين/الجمهورية

ذكرى النكبة وأحداثها، أعادت الى الأذهان مضمون التهديدات التي اطلقها رامي مخلوف ابن خالة الرئيس السوري بشار الأسد، عندما اكد أن استمرار الأحداث في سوريا سيشعل المنطقة، ولن تكون إسرائيل بمنأى منها، وتلاقت في مضمونها والنتائج المتوقعة لها على سلسلة من التحذيرات التي أدلت بها قيادات لبنانية موالية لسوريا، سبق لها ان حذّرت من تداعيات ما يحصل على الساحة السورية ومدى ارتباطها بما سيحصل على الساحة الإقليمية عموما، واللبنانية منها بنوع خاص.

وفي خلفية مسلسل السيناريوهات كلام كثير، وثابتة وحيدة تقول بأن حلفاء نظام الرئيس الأسد في لبنان لن يقفوا مكتوفي الأيدي، في حال استمرّت أحداث سوريا، وسيكونون على استعداد لحماية الخاصرة السورية من الجانب اللبناني، بعدما انتهكت هذه الخاصرة من جوانبها الثلاثة الأردنية والعراقية والتركية، من دون احتساب خاصرة العدو الإسرائيلي، بعدما حمّلت السلطة في سوريا "إسرائيل وعملائها مسؤولية إدارة العمليات في درعا والسويداء والأراضي القريبة من الجولان المحتل".

الخاصرة اللبنانية آمنة!

ويقول احد الدبلوماسيين المخضرمين في حديثه الى مجموعة من اللبنانيين التقوا معه لمناقشة أسباب ونتائج أحداث الجنوب اللبناني والجولان السوري، اول امس الأحد، انه لا تكفي قناعة اللبنانيين حكومة تصرّف الأعمال ومجلسا نيابيا وأحزابا وشعبا، بأن لا دور لكم في أحداث الانتفاضة السورية وما رافقها، قياسا على مواقف لجيران سوريا الثلاثة. مع أن الأحداث التي تابعناها نحن الدبلوماسيين، ومعنا كل العالم، قد أظهرت ان الخاصرة اللبنانية للنظام في سوريا كانت وستبقى الأكثر أمنا، بعد المواقف التركية والأردنية والعراقية ومواقف العدو الإسرائيلي من أحداثها. ولا يكفي ان تؤكدوا صبح مساء بأنه ليس للبنان اي دور فيها، وخصوصا بعدما تبين حجم الصراع وأسبابه المتنوعة التي تختلف حسب المناطق السورية والمحافظات السورية بين شرق وغرب وجنوب وشمال، وخصوصا تلك التي شهدت أحداثا دموية. فهناك قدرة لدى النظام في سوريا ان يعطي الأحداث معناها الذي يريده، ويخاطب العالم عبر دبلوماسيته الناشطة ومؤسساته الإعلامية، فيحجب منها ما يريد ويبرز ما يشتهي، بالإضافة الى قدرته على تطويع المؤسسات الإعلامية الدولية، وحجب ما يجري فيها عنها.

وأضاف: انا لا اقول ذلك تملّقا أو إغفالا عن حقائق، فهذه عبارات من مضامين مئات البرقيات التي ارسلت الى حكوماتنا في الشرق والغرب، فللأحداث في سوريا خصوصياتها وفق المناطق، فالمتخاصمون مع الدولة في حمص وحلب همّهم غير اولئك الذين انتفضوا في درعا، وكذلك عن آخرين انتفضوا في تل كلخ والعريضة، وهذه امور يعرفها السوريون خير معرفة. كما اننا نعلم ان في سوريا سلاحا منزليا وآخر حزبيا في كل بيت، وان تركيبة الجيش السوري تسمح في حال وقوع فتنة مذهبية كما هو حاصل في تل كلخ، حيث المواجهة بين العلويين والسنة من توفير السلاح للجميع، بدليل ظهور الصواريخ المضادة للمدرعات التي أحرقت آلية مدرعة في العبودية وأعطبت أخرى فجر أمس.

وعود سورية للعالم!

لذلك قال الدبلوماسي العتيق، كنّا، وقبل ان نستمع الى تصريحات رامي مخلوف، وقبل البيانات التي نزعت عنه أية صفة كمسؤول في النظام السوري، نعتقد انه أصاب عندما هدّد بأن أحداث بلاده لن تبقى ضمن الحدود الجغرافية المعترف بها لسوريا، وان اسرائيل لن تكون بمنأى عنها. وكنّا على يقين بأن رسالته أضافت الى الإعلام الرسمي الكثير من العناصر التي يمكن للنظام في سوريا ان يتحدث من خلالها الى العالم الغربي والعربي في آن.

فبعد مقتل اسامة بن لادن، وعد السوريون في إعلامهم بانهم سيقدمون الى العالم "أمراء السلفية" في درعا وبانياس وتل كلخ، ومنهم - كما قال الإعلام الرسمي السوري - العديد من أشقاء بن لادن وأبنائه وإخوانه أو أحفاده، ولكنهم هل يعتقدون ان هناك في العالم من صَدّق هذه الروايات؟

فالمعارضة السورية معروفة من الجميع في الداخل والخارج، ولها من يؤيّدها في بقاع البلاد المختلفة، ونحن بالتأكيد ممن يعرف الكثير عن هذه المعارضة وقادتها وأبطالها.

على كل حال، يقول الدبلوماسي وهو يستذكر محطات وحصيلة اتصالات سبقت تاريخ أحداث الأحد، أمس الأول، في الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين في الجنوب، والتي تزامنت مع أحداث الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة، فقال: كنّا نعتقد انها مناسبة لن تمرّ كما السنوات السابقة، لكننا اختلفنا في تقويم التوقعات بشأنها. لأننا لم نكن على علم بالتحضيرات الجارية على الحدود المشتركة للدول العربية مع إسرائيل.

وأضاف: كنا كمجموعة من الدبلوماسيين يمثلون أصدقاء للبنان وسوريا من اوروبا والعالم، من بيننا من لهم وحدات عاملة في إطار القوات الدولية المعززة في الجنوب، كالفرنسيين والإيطاليين والإسبان نخشى الأسوأ، فلم نفاجأ بما حصل، ذلك ان الخشية كانت من ان تستغلّ ساحة الجنوب اللبناني لوحدها في إشعال حرب مع إسرائيل، ليبقى "هذا الجنوب الجريح" الساحة الوحيدة والمتنفس الأوحد للحروب في المنطقة"، وخصوصا ان المعلومات التي سبقت يوم الأحد، كانت قد أشارت الى وصول آلاف الفلسطينيين بشكل منظم من مخيمات سوريا، لتكون على استعداد للمشاركة مع فلسطينيي مخيمات لبنان واللبنانيين الحزبيين في "مسيرة العودة".

والمفاجأة، قال الدبلوماسي، كانت عندما تبلغنا الأنباء عن التحركات الشعبية في الجولان المحتل والضفة والقطاع والحدود الأردنية مع اسرائيل. ولا أخفي عليكم "ارتحنا قليلا"، وانصرفنا الى معالجة الوضع في لبنان بشكل منفصل عن باقي الجبهات العربية مع إسرائيل، وعملنا لتطويق أجواء التوتر، فأسرعت قيادة القوات الدولية في اتصالاتها مع لبنان وإسرائيل من أجل حصر التوتر وتوفير دم الأبرياء لا أكثر ولا أقل. وقال: كانت التعليمات من الأمم المتحدة الى قيادتها في الجنوب واضحة بموجب برقية وصلتها قبل يوم الأحد، وفيها ما معناه: "التعبير للجانبين اللبناني والإسرائيلي عن القلق الشديد إزاء التطورات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية"، والتي أدّت لاحقا كما توقعت الأمم المتحدة الى مصرع العديد من المواطنين المتحمسين للعودة عُزّلا، و"ان الامم المتحدة ستواصل جهودها للحفاظ على الاستقرار على طول الخط الازرق، والعمل على ضمان تلبية التطلعات المشروعة للسكان المدنيين".

الشمال أخطر!

هذا في الجنوب، اما في الشمال فالوضع مغاير، يقول الدبلوماسي، فالأمر اكثر إلحاحا وله الأولوية باعتباره اكثر خطورة بالنسبة الى النظام السوري، فقد كنّا على علم ان للسوريين القدرة على تطويع المنطقة بالسرعة القصوى، بعدما خصصت لعمليات يوم الأحد تحديدا وحدات عسكرية قدّرت بثلاثة آلاف من جنود الوحدات الخاصة للقضاء على البؤر المتمردة في تل كلخ والعبودية ومحيطهما، تزامنا مع أحداث الجنوب والجولان لتنفيذ العملية "من دون شَوشَرة"، كما يقولون عندكم في لبنان. فبينما كانت المؤسسات التلفزيونية والعالم يتابعون أحداث متصلة بنقاط الحدود مع إسرائيل، نفّذت العملية في تل كلخ ومدن سورية أخرى تحت هذا الغطاء، فغابت المتابعات عنها لتنصرف وسائل الإعلام الى نقاط الحدود.

وعليه، قال الدبلوماسي ان في حساباتنا المزيد من القلق في حال استمرّت الأوضاع على الحدود السورية القريبة من لبنان، وخصوصا في الشمال، فالسوريون يواجهون مجموعات مسلحة في تلك المناطق تتلاقى بأواصر القربى والمصالح المشتركة مع الجانب اللبناني، ما يجعل السوريين في حالة قلق كبيرة. ومن هنا نتفهم الإجراءات التي اتخذت لوقف الهجرة من سوريا الى لبنان عبر المعابر غير الشرعية بين البلدين، مهما كلّف الأمر من ضحايا في صفوف المدنيين والعسكريين. ولذلك لا نسقط من حساباتنا، في حال استمرّ الوضع على ما هو عليه في تلك المنطقة، من قيام السوريين بعملية خاطفة في الأراضي اللبنانية، تزامنا مع تطوّر الوضع هناك، فما الذي يمنعهم من القول انهم يلاحقون أمير تل كلخ مثلا؟ او أي مجموعة من الفارّين الى سهل عكار وقرى وادي خالد؟ او لجهة الإصرار على ان ما يجري هناك يدبّر في طرابلس ومناطق شمالية عكارية أخرى، فالدعوات التي تطلق من طرابلس عبر "حزب التحرير" وفصائل أخرى ومجموعات سلفية او أصدقاء لها لدعم الشعب السوري في انتفاضته، يمكن ان تستثمرها سوريا.

 

الفرزلي: لحكومة يرأسها السنيورة لا كرامي توفّر "أجواء أفضل" لنزع سلاح حزب الـله  

في مذكرة تحمل الرقم 06

الجمهورية

BEIRUT2984 صادرة في 14 أيلول 2006، جاء أن خلال مأدبة عشاء جمعت بين نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي والسفير الأميركي جيفري فيلتمان، قال الأول إنّ الولايات المتحدة الأميركية استعملت كل طاقتها في دعم فريق 14 آذار، بينما تجاهلت بقية الموالين لها في لبنان. وأضاف: بما أنّ حكومة السنيورة لا تنال ثقة الموجودين في المعارضة، وخصوصا حزب الله، فسيكون من المستحيل التوصّل إلى اتفاق وطني على موضوع نزع سلاح الميليشيات. وأشار الفرزلي، وهو عضو في الفريق الانتهازي المعارض لفريق 14 آذار، أن "التجمّع الوطني اللبناني" الذي يرأسه رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، ردّد الدعوات الأخيرة التي جاءت على لسان ميشال عون وحسن نصر الله، ومفادها أن الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة والمضي قُدُما في تشكيل حكومة وحدة وطنية يقع على عاتقها إعداد قانون جديد للانتخابات البرلمانية والدعوة إلى انتخابات مبكرة. ولفت إلى أن هذه الحكومة الجديدة التي يفضّل أن يترأسها السنيورة، وليس كرامي، ستوفّر "أجواء أفضل" من أجل الطلب من حزب الله تسليم سلاحه. وتابعت المذكّرة أنّ السفير الذي كان يشكك في خطة الفرزلي، سأل عن السبب الذي يدفع "التجمع الوطني اللبناني" إلى المطالبة باستقالة السنيورة، عوضا عن المطالبة بتنحّي الرئيس لحود، بما أن هذا الطلب الأخير سيسبّب دستوريا في تشكيل حكومة جديدة ويُلبّي رغبات فريق 14 آذار، فأجاب الفرزلي، الذي جاءته هذه الصيغة الصريحة على حين غرَة، أن الأولوية هي في تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولاحقا يمكننا "طرد" لحود قبل الدعوة إلى انتخابات برلمانية.

وأضافت أن الفرزلي حاقد على الحريري الذي لم يشركه في انتخابات العام 2005 عن المقعد الأرثوذكسي في لائحته في البقاع الغربي، محذرا من أن السنّة يريدون أن يستحوذوا على السلطة كاملة لأنفسهم، وهم يستغلّون المسيحيين، أمثال: سمير جعجع وأمين الجميّل من أجل الوصول إلى مبتغاهم، ومدركا في الوقت عينه أنّ الشيعة لا يستطيعون حكم لبنان منفردين.

وتابعت المذكرة أنّ السفير فيلتمان جادل في الفرضية التي تسأل: هل إنّ حزب الله في حاجة إلى دعم من مختلف الطوائف، أم أنه يستغلّ شخصيات مثل ميشال عون وعمر كرامي وسليمان فرنجية والفرزلي من أجل المحافظة على سلاحه؟

 

وكيلكس/سكاف:أنتظر خطأ من عون كي أتخلّى عنه

الشـيعة شرفاء والسـُنة لا يُحتملون 

 الجمهورية

كشف النائب السابق ايلي سكاف في مقابلة مع السفير الاميركي السابق جيفري فيلتمان أن الرئيس الراحل رفيق الحريري أسهمَ في زيادة مشاكله المالية، ما سمح لرئيس جهاز الاستخبارات السورية اللواء الراحل غازي كنعان بممارسة ضغوط عليه. وأضاف أن السنة في لبنان قريبون من الوهابيين في السعودية، خلافا للشيعة الذين قال انهم أصحاب اعتدال وقلوب طيبة، وانهم لم يشاركوا في الحرب اللبنانية خلافا للسنة الذين يسعون للاستئثار بالسلطة. ففي مذكرة تحمل الرقم 07BEIRUT31 صادرة في 5 كانون الثاني 2007،

جاء ان في اجتماع ضمّ النائب عن زحلة ايلي سكاف والسفير الاميركي جيفري فيلتمان في اوائل كانون الثاني، قال سكاف "لم اترك السنّة، هم تركوني"، شارحا انّ سبب تحالفه المتردد مع عون هو مشاكله مع آل الحريري. وأوضح أن غلطة عائلة الحريري الاولى كانت عندما رفض رفيق الحريري أخذ قطعة ارض عرضها سكاف كدفعة عن قرض عَجز عن دفعه لبنك البحر المتوسط، وزيادة على ذلك سمح الحريري بتراكم الفائدة مما وضعه في مأزق.

وجاء في المذكرة أيضا أن سكاف ادعى ان رئيس جهاز المخابرات السورية السابق في لبنان غازي كنعان (الذي وجد ميتا في مكتبه في دمشق العام 2005 عندما كان يشغل منصب وزير الداخلية السورية) حَثّ رفيق الحريري على عدم السماح له بتسوية دَينه مع بنك البحر المتوسط، قائلا إن هدف كنعان من ذلك هو استعمال هذا الدين من اجل السيطرة على سياسي ذي قاعدة شعبية كبيرة من منطقة زحلة. واضاف سكاف ان الفوائد غير المدفوعة أخذت بالتراكم حتى تضخّم الدين من 6 ملايين دولار الى 27 مليون، وحين تم استبدال كنعان برستم غزالي، استطاع سكاف من خلال دعوى قضائية تخفيف قيمة دينه الى 10.5 مليون دولار.

وأشارت المذكرة، نَقلا عن سكاف، أن خطأ آل الحريري الثاني كان تصميم سعد الحريري على السيطرة على لائحة انتخابات زحلة كاملة، عوضا عن بناء شراكة مع سكاف الذي كان يمكن أن يختار مرشحين على اللائحة، بدل القبول بأن يكون اسما على لائحة الحريري الذي استهان بشعبية سكاف.

وتابعت المذكرة "أن أخطاء آل الحريري أدّت الى تكوين تحالف المعارضة، ولم يكن لدى سكاف اي خيار سوى الانضمام الى عون، قائلا إن قيادات 14 آذار لا تزال حتى اليوم ترتكب الاخطاء ذاتها. ولمح الى عدم رضاه عن حلفائه الحاليين في المعارضة، ولكنه لا يملك الذريعة من اجل تغيير معسكره، إذ بينما يغيّر سياسيو 14 آذار مواقفهم بين ليلة وضحاها، فإن على سياسيي المعارضة المحافظة على صورتهم عند الناس، لذلك قال سكاف: "لا استطيع في بساطة خيانة عون"، مؤكدا انه ملتزم الآن ولا يستطيع مغادرة صفوف المعارضة، الا اذا ارتكب عون خطأ جذريا". وتوقع سكاف ان يرتكب عون، ذو الطبع المنفعل والجدلي، خطأ سياسيا في مكان معين او يتسبب في نزاع شخصي، ما سيسمح له بالانفصال عنه. واضاف سكاف انه على صلة مستمرة بقلة "مستحقة" من 14 آذار، وأنه لا يزال في حلف مع عون، لكنه لم يطلب من مناصريه المشاركة في التظاهرات التي نظمها حزب الله والعونيون.

خوف من السنة راحة مع الشيعة

وجاء في المذكرة نقلا عن نائب زحلة: "مع ان المعارضة الحالية مكوّنة من قوى متباينة، الا ان سكاف أبدى إيمانه بهذا التحالف الذي نزع فتيل التوتر المسيحي - المسلم، مشيرا الى أن التحالف المسيحي - الشيعي منطقي جدا، فسكان زحلة ليسوا موالين لا لـ حزب الله ولا لـ عون، ومع ذلك ساعد هذا التحالف على طمأنة مسيحيي زحلة المحاطين من المسلمين والمتخوفين من التطرف السني. وأضاف ان في ظل الانقسام الحاصل بين الشيعة والسنة، خفّت حدة التوتر المسيحي- المسلم في زحلة، مشيرا الى أن المتغيرات الديموغرافية الحاصلة تدفع المسيحيين الى البحث عن تحالف طويل الامد وشرخ في المجتمع الاسلامي.

وفي عبارات أقرب الى العنصرية، حسب المذكرة، شرح سكاف (ومثله الكثير من مسيحيي لبنان، خصوصا المعجبون بعون)، وجهة نظره في السنة، قائلا انهم لا يحتملون كشركاء ولا يمكن الاعتماد عليهم، وأنهم قريبون جدا من الوهابيين في السعودية، يظهرون بمظهر غربي ثم يتحولون الى عدائيين يناقضون مظهرهم الغربي. وفي هذا السياق ذكر سكاف مدينة عنجر التي اصبحت مثالا لنمو التطرف السني واضمحلال القوى المسيحية، قائلا إن والده كان يحظى بنسبة 95 في المئة من اصوات الناخبين من اهل عنجر، وحتى خلال فترة الاحتلال السوري الذي اتخذ من عنجر مقرا لقيادته، حافظ سكاف على نسبة 50 في المئة من الأصوات، ومن بينهم السنة, اما الآن وبسبب مكائد الحريري وتنامي التأثير الوهابي، فإنّ سكاف لم يعد يملك الا نسبة 3 في المئة من الاصوات.

ووصف من يطلقون على انفسهم لقب "الوطنيون المعتدلون" أمثال السنيورة، على انهم "شامات" ينتظرون فرصة الاستئثار بالسلطة واتخاذ مواقع سنية معارضة شرسة. ويرى سكاف ان المتطرفين السنة يختبئون وراء حماية الحريري، موضحا ان الاعتقالات التي قامت بها قوى الامن الداخلي ضد جماعات ارهابية سنية لا تدل الى وجود قوى سنية معتدلة تحاول التخلص من الارهاب، وانما تعبّر عن تهديد حقيقي من الجماعات الارهابية السنية في لبنان.

وفي المقابل، يقول سكاف ان الشيعة "واضحون" وشرفاء في آرائهم و"قلبهم طيّب"، وعلى عكس الفكر الوهّابي، لا توجد ايديولوجيا شيعية تدعو الى القضاء على الآخرين، قائلا إن التأثير الايراني على حزب الله هو مجرد واحد من مظاهر لبنانية عدة تجاه الوضع الاقليمي، وهو لا يشكل اي مصدر للقلق طالما أن الولايات المتحدة الاميركية وايران ستتوصلان في يوم ما الى اتفاق. وعلى عكس السنة، لم يستعمل الشيعة ابدا السلاح ضد لبنان خلال الحرب الأهلية، مضيفا أن لا كنائس مسيحية في السعودية، في حين اظهرت ايران تاريخا طويلا من التسامح مع مجتمعاتها المسيحية.

ورجّح سكاف حصول المزيد من عمليات الاغتيال، مؤكدا ان الكثير من الناس لديهم مصلحة في عدم الكشف عن الحقيقة وعن هوية منفذي الاغتيالات، مشددا على ضرورة تشكيل محكمة، وهو الأمر الذي يدعمه عون ايضا.

واضاف سكاف ان هناك توافقا على حيادية الرئيس المقبل، والقادر على اعادة القوة الى موقع الرئاسة، قائلا: يعتقد الكثير من المسيحيين ان لحود سيكون آخر رئيس في حال لم يتم حل الازمة قريبا... وعن رأيه في بعض الشخصيات المارونية، رأى سكاف ان وزير الخارجية السابق فارس بويز (صهر الرئيس السابق الياس الهراوي) قريب من عون ومقبول من حزب الله، وأن جان عبيد قريب من آل الحريري، لكن لديه قنوات قائمة مع سوريا، وأن رياض سلامه وميشال اده يمكن ان يكونا مقبولين ايضا، اما شارل رزق فقد سمح لنفسه بأن يصبح محسوبا على 14 آذار.

وتابعت المذكرة: بينما لم يقم سكاف بزيارة سوريا منذ انتهاء الاحتلال السوري، الا انه قدم الكثير من الملاحظات في خصوص النفوذ السوري في منطقة البقاع، وقال ان الشيعة متعاطفون معهم على الحدود واعضاء الحزب القومي السوري الاجتماعي يشكلون ثلاثة في المئة من سكان البقاع، وهم موالون لسوريا الكبرى اكثر من ولائهم للحكومة السورية.

 

الانتصار لاشرف هو المعيار الحقيقي للعدل

على ضوء انتصار القضاء الفرنسي لحق المجاهدين في باريس

بقلم: صافي الياسري

 قدر ما كان مفرحًا، انتصار القضاء الفرنسي للحق، واعلانه وقف الملاحقات بتهمة الارهاب لقادة منظمة مجاهدي خلق، التي اصطنعت كيدًا من قبل اجهزة المخابرات الايرانية، في حزيران من عام 2003 لتفليش العلاقات الطيبة بين المقاومة الايرانية ودوائر القرار السياسي الفرنسي، التي بدا انها باتت تميل للتعاطف مع قضية المجاهدين كحركة مقاومة مشروعة ونبيلة، ضد نظام قمعي فاشي دموي بارك على صدر الشعوب الايرانية بالقوة، نظام متخلف لا ينتمي للعصر وانما للقرون الوسطى واحكامها واعرافها وثقافتها في جانبها اللااخلاقي واللاانساني، الا ان ذلك الفرح لن يكون متكاملاً، كما كتبت لاخوتي الاشرفيين يوم امس، الا اذا انعكس بامتداداته العادلة على الاوضاع في اشرف التي نعدها معيار العدالة والانصاف، وقد اكدت عمق ذلك الفهم السيدة مريم رجوي زعيمة المجاهدين في مؤتمر صحفي عقد بباريس الخميس من الاسبوع الماضي والذي ناقش فيه عدد من ابرز الحقوقيين الفرنسيين والسيد ايوبونه الرئيس السابق لـ”د اس ت”(استخبارات)، الأبعاد والجوانب المختلفه لحكم القضاء الفرنسي القاضي بمنع ملاحقة المسؤولين واعضاء وانصار المقاومة الإيرانية بتهم الإرهاب.

وقالت السيدة رجوي في هذه الجلسة التي ترأسها وليام بوردون المحامي الفرنسي البارز: لقد قلنا منذ البداية أن هدف هذا الملف المختلق هو تدمير المقاومة الإيرانية بطلب من الملالي، واليوم، الذين دعوا في طهران الى الهجوم على المقاومة ينبغي عليهم ان يعطوا اجابات، أنني اتهمهم بالتضحية بقيم فرنسا وكرامتها وبالتعاون مع نظام الملالي في قمع الشعب الإيراني. المقاومة المشروعة التي لا تريد إلا حرية التعبير وحرية الإنتخابات، وجريمتها أنها تقول لا للدكتاتورية.

وأضافت السيدة رجوي: بهذه التسمية التي الصقها ملالي طهران بالمقاومة واختلاق قضية إرهابية ضدهم يتم إعدام مجاهدي أشرف، والمالكي في العراق خلال هجوم 8 ابريل/ نيسان سحق تحت عجلات المدرعات 22 شخصًا، وقتل 35 وجرح 225 آخرين بإطلاق العيارات النارية المباشرة عليهم، انها جريمة ضد الإنسانية ومذبحة جماعية، ولذلك فإن دعوتي الواضحة اليوم إلى الرئيس ساركوزي الذي اتخذ بشجاعة المبادرة بشأن ليبيا، هي فقط أن يتخذ مبادرة دولية في الإطار الإنساني وحقوق الإنسان لحماية سكان أشرف العزل‘ وان يطرح ذلك على الأمم المتحده وفي مجلس الأمن الدولي.

انني فقط اطالب بوقف المذبحة وسفك دماء سكان أشرف أي أولئك الذين عانوا الكثير من هذه التسمية الإرهابية وهذا الملف المختلق، لا نريد البقاء في الماضي، نريد أن نبني المستقبل.

وقال السيد وليام بوردون: 'ما كررناه نحن طيلة السنوات الثمان الماضية، يوافق عليه قضاة التحقيق بأن انشطة وممارسات المعارضة الإيرانية هي في إطار الحق المشروع للمقاومة في مواجهة الدكتاتورية، لأن القانون الدولي يعترف لأي شخص بحق المقاومة من أجل الحرية، وكان سيكون عارًا على فرنسا لو انها قامت بمحاكمة نشطاء المقاومة ضد الإرهاب الحكومي أي إرهاب الملالي، لذا فإن قرار قضاة التحقيق يعيد الإعتبار إلى فرنسا.

هذا الكلام الجميل و(الحقاني) سيكتمل جماله الى ابعد حد حين نراه يطبق على ارض الواقع، عدالة للاشرفيين، وحين نرى رجالات واحرار فرنسا ينتقلون من خط الكلمة الى خط الفعل.

 

اشرف .. نور العالم

يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (صدق الله العلي العظيم)

صافي الياسري

ليس في الامر مبالغة، فكل العالم يتطلع الان الى نور اشرف الذي سيخط الاحرار وعشاق الحرية على هداه مسار الحرية والانعتاق والخلاص، فالمدينة المحاربة التي قدمت الشهداء على مذبح الارادة والصبر والتحمل، من اجل تعبيد طريق الحرية لكل امتها، واهلها، جديرة ان ترسم قديسة ونجمة فجر عالمي باهر النور، ولو استعرضت نداءات احرار العالم وهي تطالب بحمايتها لادركت اي مثل نبيل تعنيه اشرف للعالم اليوم وهي ما زالت مضرجة بدم ضحاياها، واي نور عابق بالمجد في ظلماته، يقول احمد شوقي (وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق).

في عددها الصادر يوم 11 ايار الجاري نشرت صحيفة الهيرالد تريبيون الدولية دعوة وجهها 106 نواب سويديون الى العالم وحكومتهم مطالبين بالاعتراف بالمقاومة الإيرانية وحماية دولية لأشرف، وفي ما يلي نص الدعوة المنشورة في العدد المذكور من صحيفة «هيرالد تريبيون» الدولية:  106 نواب سويديون يدعون إلى الاعتراف بالمقاومة الإيرانية ويطالبون أميركا والأمم المتحدة بحماية مخيم أشرف/ 35  قتيلاً و350 جريحًا خلال مجزرة 8 نيسان (أبريل) 2011 في مخيم أشرف

بيان مشترك صادر عن 106 نواب في البرلمان السويدي:«نطالب الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة تأمين الحماية لسكان مخيم أشرف»/«نطالب حكومتنا بالاعتراف بالمقاومة الإيرانية ونضال الشعب الإيراني من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية، وكذلك فتح حوار مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية».

ونستذكر هنا تحت ظلال اشرف،الصامدة الحزينة الفخورة، بعض اقوال اصحاب الضمائر الحية اثر مجزرتها التاريخية التي سوف تبقى ابد الدهر شعلة وهاجة تعبر عن التضحية والعطاء والفداء والتحدي العظيم على درب الخلاص الانساني:

**نافي بيلاي المفوضة العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان – 15 نيسان (أبريل) 2011:

«ليس هناك من مبرر معقول لهذا العدد من الضحايا... وإن كان هناك شخص مسؤول أكثر من غيره عن استخدام القوة المفرطة فيجب أن يحاكم... إن التفاصيل الكاملة لما حدث بالضبط صباح يوم 8 أبريل/نيسان في مخيم أشرف ما زالت تبدأ بالظهور فقط... إن الجنود العراقيين كانوا يعرفون جيدا المخاطر المرتبطة بشن عملية مثلما نفذت في مخيم أشرف...».

**البروفيسور إلي ويزل الحائز على جائزة نوبل للسلام، أمام مؤتمر بباريس – 27 نيسان (أبريل) 2011:

«جميعنا نعرب عن كامل تضامننا مع أولئك المقيمين في أشرف الذين يناضلون من أجل حريتهم والوصول إلى حياة إنسانية حرة... إننا نطالب المجتمع الدولي بالتحقيق حول مجزرة 8 نيسان في مخيم أشرف والتي قتل فيها 35 ساكنًا في المخيم وأصيب 350 منهم بجروح بليغة.. إن سكان مخيم أشرف العزّل وقعوا اتفاقية مع قوات الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2004 تعهدت أميركا من خلالها بحمايتهم حتى حسم أمرهم نهائيًا. وقبل بدء الهجوم انسحبت القوات الأمريكية من الموقع.

إن مخيم أشرف في العراق هو مقر إقامة 3400 من أعضاء المعارضة الديمقراطية الإيرانية وهي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

**الى ذلك بعثت لجنة الأستراليين المساندين للديمقراطية في إيران برسالة إلى المندوب الأسترالي الدائم في الأمم المتحدة دعته فيها إلى العمل على تعيين لجنة دولية للتحقيق حول الجرائم المرتكبة في أشرف، وفي ما يلي نص الرسالة:

سعادة السفير غيري كوبين لان/سفير أستراليا في الأمم المتحدة

3400 رجل وامرأة إيرانيون في مخيم أشرف بحاجة إلى حمايتهم من قبل الأمم المتحدة

هناك أكثر من 3400 إيراني غير مسلحين في مدينة أشرف بينهم 1000 امرأة وقامت الفرقتان الخامسة والتاسعة من الجيش العراقي بشن هجوم عسكري رهيب عليهم في يوم 8 نيسان (أبريل) 2011.

إننا نطالب بعثتكم في الأمم المتحدة بأن تتحدث فورًا مع أعضاء مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة ليتخذوا قرارًا عاجلاً لتأمين الحماية لسكان أشرف بتركيز جنودها ذوي القبعات الزرقاء في المخيم. من العاجل للغاية أن تنسحب وحدات الجيش العراقي من مدينة أشرف.

من جانبها اوردت وكالة رويترز للأنباء في10/5/2011

استراسبورغ- توقعت هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوربي يوم الثلاثاء احتمال هجوم آخر في مخيم أشرف حيث يقيم 3400 معارض ايراني. وقال استراون استيفنسون رئيس الوفد خلال مؤتمر صحفي في استراسبورغ: «ان لم نكن قادرين على حل هذه المعضلة سيقع هجوم آخر». 35 من سكان أشرف قتلوا في 8 نيسان خلال هجوم شنه الجيش العراقي على اعضاء من منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة للنظام الايراني المقيمة منذ 20 عاماً هناك. وأكد البرلمانيون انه لم تتوفر بعد امكانية دفن جثث القتلى كما ان هناك مئات من الجرحى. وبات الوضع للسكان خطيراً منذ عام 2009 حيث نقل الجيش الأمريكي حماية المخيم الى سلطات بغداد التي ترغب في اقامة علاقات قريبة لنظام الحكم في طهران. وأعربت منظمة مجاهدي خلق عن قلقها من أن يتم دفع الثمن على حسابها. وطلب استراون استيفسنون في تقريره الاستنتاجي اجراء تحقيق مستقل حول أحداث نيسان.

وبنفس اليوم قالت الصحافة الفرنسية10/5/2011

استراسبورغ – أكد رئيس وفد البرلمان الاوربي الذي عاد من بغداد أن على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل لمنع وقوع هجوم آخر في مخيم أشرف حيث يقيم 3500 من المعارضين الايرانيين منذ سنوات. وأوضح في مؤتمر صحفي في استراسبورغ النائب الاسكتلندي في البرلمان الاوربي استراون استينفسون رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوربي الذي زار العراق على رأس وفد من نواب البرلمان الاوربي خلال الفترة بين 26-29 نيسان أننا لاحظنا تهديدات من جانب الحكومة العراقية حول ما قد يحصل في المخيم. ان هذه الزيارة تمت بعد اسبوعين من هجوم الجيش العراقي على أشرف مما أدى الى مقتل مالايقل عن 35 شخصاً في 8 نيسان الماضي.

وقال السيد استيفنسون نظراً الى ما حصل في 8 نيسان سوف يقع هجوم آخر اذا لم نعالج القضية. عندئذ يمكن القاء اللوم على الدول الأعضاء في الاتحاد الاوربي لعدم البحث عن حل. لا يعود الآن وقت المماطلة. وأكد النائب الاسكتلندي ان مجاهدي خلق المنظمة المعارضة الايرانية الرئيسية التي تسيطر على مخيم أشرف متشائمة بخصوص اخلاء المخيم ولكن رغم ذلك فانهم يعرفون خطورة هذه المسألة والتهديد الموجود في حال لم يتم اتخاذ أي خطوة بشأن المخيم. ويقترح الوفد البرلماني الذي لم يسمح له خلال زيارته للعراق بالذهاب الى أشرف أن يتم الترحيب بسكان أشرف من قبل الدول الاوربية واستراليا والولايات المتحدة وكندا. وبحسب استيفنسون ومن أجل هذا العمل يجب بداية أن يسحب المسؤولون العراقيون جنودهم من أشرف وأن يرفعوا الحصار عن المخيم. ومنذ الثمانينات يقيم حوالي 3500 من أعضاء مجاهدي خلق المعارضين اللدودين لنظام طهران في مخيم أشرف.

اما الجالية الايرانية في عموم العالم فقد واصل ابناؤها اعتصاماتهم ومظاهراتهم في مختلف بلدان العالم ومنها أمام المقر الأوربي للأمم المتحدة في جنيف مؤكدين ضرورة الانسحاب الفوري للقوات العراقية من مخيم أشرف في العراق مطالبين بتمركز فريق مراقبة دائم تابع للأمم المتحدة في المخيم وتأمين حماية سكانه والعناية العاجلة للجرحى.

اما نحن العراقيين المحملة قلوبنا وارواحنا اسى وحزنا، واسفا على الدم الذي سفك على اديم اشرف، فما زلنا نسجل احتجاجاتنا صلاة، دعاءا، ترتيلا، كلمة، صوتا، لوحة، مشاعر فياضة الود والرحمة والانسانية والتضامن، تكاد تشرق عيوننا بالدمع لولا اننا نعرف مدى فخر الاشرفيين بتضحياتهم، واملهم بغد لا يضاهيه غد .. الا اننا معكم يا اخوتنا الاشرفيين .. وليتنا كنا معكم في كربلائكم لكنا والله قد فزنا فوزا عظيما.

 

حاضر في جامعة الكسليك عن الطائف/الحسيني: ضربات اربع اطاحت الاتفاق

لبنان يعيش ازمة حكومة وحكم ونظام

المركزية – اعتبر الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني ان لبنان يعيش ازمة حكومة وحكم ونظام وان النظام النسبي هو الافضل للانتخابات. واكد ان اربع ضربات اطاحت باتفاق الطائف كان آخرها اتفاق الدوحة.

نظّم المعهد العالي للعلوم السياسية والإدارية في جامعة الروح القدس – الكسليك لقاء مع الرئيس الحسيني حول "اتفاق الطائف"، في حضور ممثّل رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي الدكتور مصطفى اديب، ممثّل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون رئيس بلدية عرمون روجيه عازار، النائبين أحمد فتفت وفؤاد السعد، رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الجامعة وحشد من الفعاليات السياسية والديبلوماسية والاجتماعية والأساتذة والطلاب.

بعد النشيد الوطني كلمة ترحيبية لنائب مدير مكتب شؤون الطلاب في الجامعة خليل عبود، ثم تحدث مدير المعهد العالي للعلوم السياسية جورج يحشوشي الذي وجّه من جامعة الروح القدس "تحية إلى الرئيس الحسيني "من آمن بلبنان، وطن نهائي لجميع أبنائه، سيدا حرّا مستقلا"، عمل على مواجهة الفتن وإنهاء الحرب، وعارض اقتسام الأرض أو الشعب أو المؤسسات من الاتفاق الثلاثي إلى اتفاق الدوحة"... كما اعتبر يحشوشي "أنه على مشارف كل استحقاق تكثر النظريات ويكثر التنظير حول تفسير بنود الدستور اللبناني، أي ميثاق الطائف، ولا يسعنا اليوم إلا أن يكون لنا نظرة إيجابية إلى صيغة النظام اللبناني، لا سيما المكتوب منه وليس الممارس، إذ أن لبنان اليوم هو البلد الأكثر استقراراً في موجة اللّاإستقرار التي تهيمن على المنطقة".

استهل الرئيس الحسيني كلامه مؤكدا "أن وثيقة الوفاق الوطني هي وثيقة بارزة في هذا التاريخ وفي مساره، مهما يكن الموقف من أحكامها. إذا كان الأمر كذلك، فلا بد أن نسلك في مواقف التقويم لأحكامها، قبولاً أو رفضاً أو اعتراضاً، سلوكاً مسؤولاً، في مستوى مسؤولية كل مواطن عن تاريخ الوطن ومصيره"، متبنياً في هذا الصدد سبعة قضايا، فاعتبر "أن اتفاق الطائف هو اتفاق لبناني، في إطار عربي ودولي. وما طبّق من أحكامه كان تطبيقاً سيئاً أو ناقصاً في أقل تقدير. إن التطبيق السيّئ أو عدم التطبيق أسبابه داخلية وخارجية في الوقت نفسه". وأكد أن هذا الاتفاق هو عمل إنساني فهو بالتالي يخضع للمراجعة والنقد والتقويم"، لافتاً إلى "أنه لم يظهر حتى الآن أي بديل جدي من هذا الاتفاق". كما اعتبر أن من له الحق بتقرير مصير هذا الاتفاق إثباتا أو تعديلا أو نقصا هو اللبنانيون. ولا يكون هذا التقرير إلا بعد ردّ السلطة إلى أصحابها الشرعيين.

وفي حوار مع الحضور اعتبر الحسيني "أنّ إتفاق الطائف لم يكن وليد 21 يوما في منطقة الطائف، لكن تمّت صيغته في لبنان، فهو وليد الحاجة"، لافتا إلى "أنّه جرت محاولات عدة لإقامة دولة للوطن، أوّلها محاولة اللواء فؤاد شهاب والتي لم تنجح ولم نستفد منها".

وسأل: "هل لبنان جزء من أرضه الحقيقية أم إنه موجود على كلّ أرضه؟"، مؤكدا "أن الخلاف على الهوية الوطنية أدى إلى عدم الإتفاق على الهوية العربية، وبالتالي أصبح نظامنا السياسي في حالة اشتباك، هل هو جمهوري؟ أو ملكي؟"، معتبرا "أن إتفاق الطائف وجد لعلاج كلّ الفجوات في نظامنا السياسي.

واعتبر "أنّه حصلت أربع ضربات أساسية أطاحت بإتفاق الطائف: الضربة الأولى صدور القرار 1959 الذي يمدّد الإحتلال الإسرائيلي حتى سحب سلاح المقاومة تمكينا للدولة اللبنانية من بسط سلطتها وعلى سوريا الخروج من لبنان.

الضربة الثانية إغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي لا نزال نعيش حتى الآن بتردّداته. الضربة الثالثة الإتفاق الرباعي بين الطوائف المسلمة ما جعل المسيحيين يشعرون أن لا دور لهم في هذا الوطن. والضربة الرابعة هو إتفاق الدوحة الذي علّق إقامة الدولة والدستور وأقام صيغة حكم مبتكرة".

وفي هذا الإطار قال الحسيني: "كنت أتمنى أن تكون صيغة عشائرية ولكن ناجحة، ولكننا من 2005 وحتى اليوم نؤلف حكومات لا تستطيع الحسم وبالتالي القائم اليوم لا علاقة له لا بالدستور ولا بالدولة ولا بأي طائف".

ورأى "أننا اليوم نعيش أزمة حكومة وحكم ونظام ونحن مشرفون على أزمة قيام ومن الغش تضليل الناس وإعطائهم آمال كاذبة، مشددا على ضرورة الضغط على جميع القوى لإنقاذ البلد".  وتناول الحسيني مسألة قانون الانتخابات مشيرا إلى أننا نحتاج اليوم إلى قانون انتخاب جديد يولّد أحزاباً لبنانية حقيقية، فالقانون الحالي مهين للبنان واللبنانيين، وقد شرّع الرشوة. ولفت إلى أن القانون الملائم للبنان هو نظام النسبي مع صوت التفضيل عندها لا حاجة للارتهان للخارج".

وأضاف: "بعد كل هذه التجارب لن أقوم إلا بإتفاق الطائف، لم يظهر حتى الآن بديل جدّي عن هذا الإتفاق"، معتبرا "أن من يأتي ببديل عن هذا الإتفاق يكون ممتازا ويوافق عليه اللبنانيون سأكون أوّل من سيوقّع عليه".

ثم قدّم الأب محفوظ درعاً تقديريا للرئيس الحسيني. كما أولم على شرفه في مطعم الجامعة.

 

الجوزو: زمن الديكتاتوريات ولّى الى غير رجعة

المركزية- لفت مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو الى أن "زمن الديكتاتوريات في العالم العربي ولّى الى غير رجعة"، مشيرا الى أن "الظلم الذي تعاني منه الشعوب، هو الذي يدفعها للاستبسال والتضحية بالأرواح والنفوس من أجل رفع الظلم عنها". وقال في تصريح "سرت عدوى الحرية في جميع أنحاء العالم العربي، ولن توقفها طلقات الرصاص ولا القمع العسكري الوحشي، بل الحرية والعدالة". أضاف "يخطىء الحكام الذين يعتقدون أن السلاح، هو الوسيلة لإسكات الشعوب الحرّة، لأن السلاح الأمضى هو سلاح الأخلاق والقيم، العدالة والحرية"، مؤكدا أن "الشعوب الحرّة لا تتهم بالعمالة والارهاب، لانها تطالب بحريتها وإهانة للحكام قبل غيرهم أن يتهموا شعوبهم بالإرهاب والعمالة".

وختم " ستسترد الشعوب العربية حريتها وسيهزم الطغيان، سواء كان اسرائيليا أو متحالفا مع اسرائيل، أو كان طغيانا محليا وداخليا، وسيهزم السلاح الذي يستخدم لارهاب الشعوب. هذا زمن الشعوب الحرة، وليس زمن القتل الجماعي والبطش والارهاب".

 

مقابلة من جريدة السياسة مع منسق الأمانة العامة لـ "14 آذار"، فارس سعيد

منسق الأمانة العامة لـ "14 آذار" رأى أن لبنان معلق بانتظار نهاية ما يجري حوله 

فارس سعيد لـ "السياسة": ليتنازل بشار الأسد لشعبه وليس للولايات المتحدة وإسرائيل

 أهمية الانتفاضة العربية تثبيت الهوية الثقافية على حساب الهويات غير العربية

تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة وغياب مبارك قربا المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية

"حزب الله" في دائرة القلق وينتظر جلاء الوضع في سورية وفي إيران

الدور السوري يتقلص في لبنان بعد عجزه في إرضاء فريقه السياسي

ما يحصل في سورية يثير اهتمام الأتراك أكثر  بكثير مما يثير اهتمام "مجلس التعاون" الخليجي

بيروت - صبحي الدبيسي :  السياسة

رأى منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" اللبنانية الدكتور فارس سعيد أن "لبنان معلق بانتظار استكشاف المراحل المقبلة" من خلال الانتفاضة العربية الهائلة التي تحصل من حوله واعتبر أن أهمية هذه الانتفاضة بالقدرة  على تثبيت هوية الثقافة العربية على حساب الهويات الأخرى غير العربية.

سعيد وفي حوار أجرته معه "السياسة", رأى أن "تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة وتغيير النظام في مصر قربا المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية" وفي المقابل بقي "حزب الله" في دائرة القلق الشديد بانتظار جلاء الوضع في سورية وفي إيران بعد التراجع السوري في لبنان وعجز النظام عن إرضاء فريقه السياسي. واعتبر أن النظام العربي القديم وفق النموذج السوري قد انتهى, وأن التنازل الوحيد الذي يجب أن يقدمه اليوم يجب أن يكون باتجاه الشعب وليس باتجاه الولايات المتحدة وإسرائيل والمجموعة الأوروبية, لأن من يتنازل لشعبه يكبر وفي مايلي نص الحوار:

  رغم كل التعقيدات السياسية, هل أن حكومة اللون الواحد قادرة على أن تحكم وتوصل اللبنانيين إلى شاطئ الأمان?

 في اللحظة الحالية حكومة الوفاق الوطني ما بعد انتخابات ,2009 أي حكومة تدوير الزوايا لم تستطع حكم البلد, حكومة اللون الواحد أي حكومة نجيب ميقاتي التي تريد تكريس السلاح وإلغاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان غير قادرة على الولادة, حكومة "14 آذار" التي تريد إلغاء السلاح في هذه اللحظة غير قادرة على إلغاء السلاح, إذاً البلد معلق باستكشاف المراحل المقبلة من خلال هذه الانتفاضة العربية الهائلة التي تحصل من حولنا. ومن أجل إعادة إرساء توازن سياسي داخلي يسمح للبنانيين أن يعودوا إلى اتفاق الطائف, أي حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية واحترام قرارات الشرعية الدولية, وقبول قرارات المحكمة الدولية.

  لو افترضنا أن الحكومة تشكلت, هل تصمد هذه الحكومة بمواجهة كل التطورات الحاصلة?

 أولاً: الحكومة لن تتشكل, إنما إذا وضعنا فرضية تشكيلها, هذه الحكومة تضع سورية التي لا تقطع شعرة معاوية مع "مجلس التعاون" الخليجي من جهة, ومع المجتمع الدولي تقطع شعرة معاوية, ما يعني أن حكومة اللون الواحد تخضع إلى جدول أعمال "حزب الله".

  هل تعتبرون أنفسكم كقوى "14 آذار" في مأمن مما يجري في سورية?

 أعتقد أن هناك من ينظر إلى الانتفاضة العربية بعين القلق, في لبنان وفي العالم العربي, نحن من الفريق الذي ينظر إلى الانتفاضة العربية بعين الأمل, لأننا ندرك رغم هذا التفاؤل أن العالم العربي دخل في مرحلة انتقالية جداً ستدوم ربما إلى سنوات وأعوام من أجل الانتقال من النظام العربي القديم الذي بدأ في بداية الخمسينات من القرن الماضي مع ثورة الضباط الأحرار في مصر, وبروز نظام عربي جديد, هذه المرحلة الانتقالية ستكون محفوفة بشتى أنواع عدم الاستقرار المالي, الاجتماعي, السياسي, في جميع أنحاء الوطن العربي. الأمل الذي نحمله بأن العالم العربي يحاول أولاً من خلال هذه الانتفاضة تثبيت هويته الثقافية على حساب الهويات غير العربية, حيث يحاول العالم العربي أن يتصالح مع نفسه ومع الخارج وهذا شيء مهم جداً. كما يحاول أن يحسن أسلوب عيشه من خلال الدخول في منظومة جديدة قادرة على تأمين الحرية, وتأمين كرامة الإنسان على حساب كل الإيديولوجيات, وكل النظريات التي أدخلت العالم العربي في مرحلة التخلف. ونحن كلبنانيين أصحاب تجربة العيش المشترك ومن مسؤولية لبنان واللبنانيين تعميم هذه التجربة إلى كل العالم العربي, بعد أن انتهى النظام العربي القديم, يتلمس العالم العربي تجربته من خلال هذه الانتفاضة, أي بمعنى آخر على لبنان واللبنانيين أن ينتقلوا من تجربة العيش المشترك في لبنان وأن يقودوا تجربة العيش المشترك في العالم العربي, لأن مسؤولية هذا الانتقال تعود إلى اللبنانيين بالتحديد.

  لماذا التقط الفلسطينيون اللحظة وتصالحوا بينما في لبنان تزداد الهوة اتساعاً بين فريقي "8 و14 آذار"?

 ربما لأن "حماس" رغم ارتباطها مع إيران أدركت بأن تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة العربية من خلال هذه الانتفاضة العربية هو من النتائج الأولية لهذه الانتفاضة. وأدركت أن إيران ربما تذهب إلى مفاوضات مع الولايات المتحدة, فلماذا تريد التفاوض على رأس "حماس", فلتذهب "حماس" إلى المصالحة مع السلطة الفلسطينية وتفاوض من موقع فلسطيني. "حزب الله" في لبنان بدلاً من أن يسلك الطريق التي سلكتها "حماس" من خلال العودة إلى الدولة بشروط لبنان واللبنانيون يكابرون وينتظرون أيضاً جلاء الوضع أكان في سورية أو في إيران. إن "حزب الله" في دائرة القلق الشديد من جهة حليفه العربي نظام بشار الأسد الذي يتهاوى. من جهة أخرى هناك إرباك على مستوى القيادة الإيرانية بين تيار إصلاحي يريد التفاوض مع الإدارة الأميركية وتيار متشدد يريد الاصطدام معها, فيما الحزب غير قادر على استخدام السلاح في الداخل, لأنه يكون سبباً لبداية ثورة في لبنان, وغير قادر على استخدام سلاحه بوجه إسرائيل بسبب الموقع المعنوي للقرار 1701 وبالتالي فهو في دائرة الإرباك وفي دائرة الانتظار ما يحول حتى هذه اللحظة للحزب من أن يخطو خطوة "حماس" في المصالحة اللبنانية-اللبنانية.

ضعف المعسكر الإيراني

  البعض يعتبر أن مصالحة "حماس" مع السلطة هي مبادرة من الرئيس الأسد لطمأنة الرأي العام العربي أن النظام في سورية يقف إلى جانبهم, فما رأيك بذلك?

 لو شعر خالد مشعل أنه في أمان سياسي مع فريق الممانعة لبقي في هذا المخيم أو هذا المعسكر. برأيي ان ضعف المعسكر الإيراني في المنطقة, وتراجع النفوذ السوري جعلا الفلسطينيين يدركون قبل غيرهم بأن سورية الإقليمية القادرة على تحريك الأمور في لبنان وسورية التي كانت طرفاً في العلاقات الفلسطينية-الفلسطينية وسورية القادرة على التلاعب بالأمن في العراق انتهت. سورية اليوم يجب أن تعود إلى سورية وأن تقوم بإصلاحات لاستيعاب هذه الانتفاضة الشعبية. وبالتالي أدرك مشعل وأدركت معه "حماس, أن ضعف سورية هو الذي أدى إلى اتخاذ "حماس" خطوة المصالحة مع السلطة الفلسطينية, بالمقابل السلطة فقدت أيضاً على مستوى النظام المصري القديم حليفاً أساسياً, وبالتالي لم تعد قادرة في الضغط على "حماس" من خلال معبر رفح أو من خلال سياسات معينة كان يمارسها حسني مبارك مع الجانب الإسرائيلي, ولذلك اضطرت الى أن تأتي إلى المصالحة, لأن المعطيات الجديدة في المنطقة جعلت القوى الفلسطينية تدرك بشكلٍ جيد التغيرات فيها وذهبوا باتجاه المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية. لسوء الحظ "حزب الله" ما زال يكابر, ربما ليس لأنه لا يدرك القراءة أو يحسن القراءة, بل لأن ارتباطه بإيران أكبر بكثير من ارتباط "حماس"بها, وبالتالي ليس هو الذي يقرر العودة إلى لبنان بشروط اللبنانيين أي شروط الدولة اللبنانية أو البقاء حيث هو, وبالتالي هو بحالة انتظار, وهو يساهم بتعليق لبنان في مرحلة انتقالية مزعجة لنا وللجميع.

  البعض يعتقد أن سورية هي التي دفعت ب¯"حماس" إلى المصالحة لإرضاء العالم العربي مع الاحتفاظ ب¯"حزب الله" ليبقى ورقة بيدها تُستخدم ضد المحكمة الدولية.

 أفضل شيء يقوم به بشار الأسد هو التنازل للشعب وليس التنازل للولايات المتحدة, أكان من خلال دفع "حماس" إلى المصالحة أو من خلال الإطباق على "حزب الله" في لبنان في مرحلة لاحقة, وبدلاً أن يتنازل بشار الأسد للولايات المتحدة وللمجتمع الدولي, فليتنازل إلى درعا بانياس حمص شعب الشام, لأن هذا هو المخرج الوحيد لنظامه, لأن سورية الإقليمية القادرة على التلاعب أو الاحتفاظ بأوراق في المنطقة من أجل التفاوض على رأس هذه الأوراق مع الجانب الأميركي انتهت. الفلسطينيون أقفلوا إمكانية أن يتلاعب بهم النظام السوري أو النظام المصري أو أي نظام في المنطقة, وذهبوا باتجاه رص الصفوف من أجل تحسين ظروف مفاوضاتهم مباشرة مع الجانب الإسرائيلي. العراق رغم كل المشكلات الموجودة أصبح عنده حكومة وإدارة, وشبكة أمان تأخذ على عاتقها إدارة الشؤون الداخلية, وبالتالي الدور السوري يتقلص أيضاً في لبنان بعد عجز سورية عن إرضاء فريقها السياسي من خلال تشكيل حكومة برئاسة نجيب ميقاتي تلبي طموحاتها في لبنان أيضاً تبرز بأنها ضئيلة وغير قادرة على التنفيذ, وبالتالي لا أعتقد أن سورية قادرة اليوم حتى ولو أوحت بإمكانية استمرارها بدورها الإقليمي من أجل تحسين ظروف مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الأميركية.

أولاً: لأن الولايات المتحدة لا تريد شراء هذا الدور من سورية.

ثانياً: لأن سورية عاجزة عن الجلوس على طاولة المفاوضات الأميركية لتفاوض باسم العرب.

  أين سيرسو قطار التحرك في الشارع السوري وهل يستطيع أن يغير النظام أو أن يهذب سلوكه?

 حتماً ستصل الأمور إلى تغيير النظام حتى ولو كان هناك ضرب بيد من حديد. النظام العربي القديم على النموذج السوري انتهى, والموضوع هو موضوع وقت وصمود, وأنا أقول بشجاعة مع انطلاق هذه الانتفاضة في سورية كلبناني أنتمي إلى فريق كان دائماً مناهضاً للنظام السوري بأنني في مكان ما تصالحت مع الشعب السوري من خلال هذه الانتفاضة, وأعتبر بأن الحاجز الذي كان بيني وبين هذا الشعب قد سقط, ومع سقوط هذا الحاجز اقتربت وجهات النظر بيننا عندما نكتشف أن الشعب السوري يتشارك معنا بنقاط مشتركة هائلة اسمها الديمقراطية والحرية والتنمية, تداول السلطة وحرية الإعلام, كذلك حرية العمل السياسي وإنشاء الأحزاب, وهذا ما نكتشفه اليوم مع بداية هذه الانتفاضة.

التنازل للشعب السوري

  كيف تنظر إلى التدخل الغربي المباشر في ليبيا والاكتفاء بطلب تغيير سلوك النظام في سورية?

 أعتقد بأن التقصير يأتي من قبل العرب وليس من قبل المجتمع الدولي, الضرب بيد من حديد في ليبيا أتى نتيجة مطالبة الجامعة العربية من مجلس الأمن التدخل لوقف قتل المدنيين. فكانت التغطية عربية ودولية من أجل التدخل العسكري في ليبيا, بينما سورية ما تزال تتمتع بصداقات وتعتبر موقفها الداعم لنظام البحرين يؤمن لها جزءاً من التفاهم, مع "مجلس التعاون" الخليجي. ولكن الأخطر على سورية هو هذا الإصرار التركي لإرساء نمط جديد من التعاطي معها. وما يحصل في سورية اليوم ربما يثير اهتمام الأتراك أكثر بكثير مما يثير اهتمام "مجلس التعاون" الخليجي أو الجامعة العربية التي تغيب عن أداء دورها, وربما العمل الأخير للجامعة الطلب من مجلس الأمن التدخل لحماية المدنيين في ليبيا. وهناك نظام عربي جديد يتكون, وليس بقليل أن يقوم "مجلس التعاون" الخليجي بقبول طلب الأردن الانضمام إلى المجلس أو بدعوة المغرب الانضمام إلى المجلس رغم الجغرافيا البعيدة لأن المغرب ليس في الخليج والأردن أيضاً ليس أيضاً في الخليج, ومن الخطأ اتهام "مجلس التعاون" الخليجي بحماية الأنظمة الوراثية في المنطقة, لأن الهدف الأكبر لهذا المجلس هو رصد تحركات العالم العربي بمواجهة إيران.

  ما يجري في سورية, هل يؤخر النفوذ الإيراني في المنطقة أم يزيده? وهل سورية مستعدة لفك ارتباطها مع إيران?

 السوري حذر من دعوة الولايات المتحدة له فك ارتباطه مع إيران ويعتبرها دعوة مفخخة, لأنه رأى كيف أن الولايات المتحدة لم تقف إلى جانب حليفها  حسني مبارك لحمايته, وبالتالي حتى ولو انتقلت سورية من الحضن الإيراني إلى أحضان الولايات المتحدة, فهذا لا يعني أنه أمن حمايته, وحتى ولو ذهب الأسد بطائرته إلى تل أبيب ودخل الكنيست وطالب بسلام الشجعان كما فعل أنور السادات, فلن يحمي نظامه, لأن التنازل الوحيد من قبل النظام السوري هو للشعب السوري وليس باتجاه إسرائيل أو الولايات المتحدة أو أي كان . التنازل يجب أن يكون للشعب, والذي يتنازل لشعبه يكبر, بينما ما يقوم به بشار الأسد هو محاولة استدراج عروض إسرائيلية-تركية-خليجية-أوروبية-أميركية, مقابل عدم التنازل لشعبه. من يتنازل لكل هذه القوى غير العربية من الأجدى به أن يتنازل لشعبه حتى  يكبر.

  هل تتوقع سقوطاً قريباً للنظام في سورية?

 قريب أو بعيد لا أعرف ولكن الأكيد أن البوصلة في سورية كما في كل العالم العربي تتجه باتجاه التغيير, ونحن ندرك تماماً أن هذا التغيير في سورية يختلف عن التغيير في مصر, والتغيير في مصر يختلف عن التغيير في ليبيا, لأن  كل دولة لها خصوصيتها, وهناك قاسم مشترك لدى كل الشعوب العربية بأنهم لا يريدون البقاء من دون أسنان في فمهم, لا يريدون البقاء من دون أحذية في أرجلهم, لا يريدون البقاء من دون تنمية في مناطقهم, ومن دون حرية يستظلونها, كما لا يريدون البقاء مع أنظمة توتاليتارية تلغي مجتمعها تحت عنوان تحرير الأراضي المحتلة, وبالتالي هذا المسار غير قابل للعودة والرجوع عنه.

  البعض يشدد على أن متانة النظام في سورية هو حماية للمسيحيين في سورية وفي لبنان فما رأيك بذلك?

 هذه أسخف نظرية سمعتها بحياتي.

أولاً: المسيحيون ليسوا اهل ذمة ولسنا بحاجة إلى نظام توتاليتاري من أجل حمايتنا. نحن نحمي أنفسنا بالدور الذي نؤديه في هذا العالم العربي. أجدادنا ادوا في مرحلة مفصلية. مرحلة سقوط الامبراطورية العثمانية وقيام معاهدة "سايكس بيكو" قاموا بدور نهضوي لتعريب العالم العربي وأنا اليوم أدعو المسيحيين في لبنان إلى دور لبننة العالم العربي هذه المرة, اللبننة بالمعنى الإيجابي أي أن نتقاسم نحن وكل المجتمعات العربية المفاهيم المشتركة المرتكزة على الحرية والديمقراطية وتداول السلطة, مقابل التيارات التي تبرز في العالم العربي وتصر على العالم العربي الاستمرار بالتخلف أكان الإيديولوجي أو الديني.

  في حال حصلت تطورات منعت سورية من التدخل في لبنان, كيف سيكون مستقبل العلاقة مع حلفاء سورية في لبنان, وهل ستتصالحون معهم أم يبقى الانقسام سيد الموقف?

 هذا السؤال يجب أن يطرح على الفريق الآخر, فهناك إشاعات في لبنان وأقاويل كلما ضعف النظام في سورية يشتد عصب "حزب الله" في لبنان أو شهية "حزب الله" لوضع يده على لبنان. هذا الكلام فارغ وغير صحيح, ولا يمكن أن يحصل لأن الحزب يدرك تماماً بأن لا إمكانية لأي جهة في لبنان وأي حزب إلغاء الأطراف الأخرى والأحزاب الأخرى, وهذه تجربة أدركها اللبنانيون في الحرب الأهلية. وبرأيي "حزب الله" سيأتي إلى طاولة الحوار وليس إلى الاقتتال الداخلي.

  لماذا يبقى الجنرال ميشال عون وحيداً في الدفاع عن المسيحيين وعن حقوقهم في وقت نجدكم تهتمون بأمور أخرى?

 المسيحيون الذين يشغلون الناس بحمايتهم والمحافظة على دورهم وحقوقهم, لن يكون دورهم من وزير من هنا أو من هناك. ودورهم سيكبر بقدر ما يكون عندهم قدرة على لبننة العالم العربي ويصبح هذا العالم العربي مزدهراً ومريحاً. المسيحيون دورهم مواكب لدور نشر الحرية والديمقراطية في العالم العربي. أنا لا أخاف إذا أصبح العالم العربي يشبهني, أخاف من العالم العربي عندما يكون في سجن كبير كما قال كمال جنبلاط. نهاية السجن الكبير سيدخل العالم العربي إلى مرحلة انتقالية, لكن لا بد أن تصل الشعوب إلى أهدافها أي أهداف النمو والتطور والعلاقات البشرية والإنسانية والعيش المشترك وقيام أنظمة ديمقراطية في هذه البقعة من العالم.

هذه الانتفاضة ننظر إليها بعين الأمل لأنها حاصرت إسرائيل, بعد أن كانت تدعي بأنها الوحيدة الديمقراطية في الشرق الأوسط. اليوم وائل غنيم جلب أذىً لإسرائيل أكثر بكثير من بندقية "حزب الله", ومن قبله بندقية أبي عمار, كما بندقية جمال عبدالناصر, وكل البنادق. ولا يحارب التطرف بتطرف, ولا يحارب العنف بالعنف, لأن إسرائيل التي تدعي احتكار المعرفة والديمقراطية في هذه المنطقة تسقط كل نظرياتها أمام هذا الشباب العربي الذي يقول للعالم كله بأنه متمسك أولاً بمفاهيم إنسانية والحوار وقيام الديمقراطية في العالم العربي.

  البعض يرى عكس ذلك ويعتبر ما يجري يريح إسرائيل ويبعد عنها شبح التهديد والحرب?

 إسرائيل هي الخاسر الأكبر من الانتفاضة العربية, لأنها كانت تتلقى الدعم من الخارج على قاعدة أنها مهددة وتصف العالم العربي بالعالم المتخلف والمتوحش والإرهابي وغير الديمقراطي, بالإضافة إلى أنه  يكره الغرب والثقافات التي هي خارج إطار الإسلام.

يبرز العالم العربي اليوم رغم كل ما يجري في مصر واليمن وليبيا وسورية قادراً على التطور ومواكبة العصر, وبالتالي وجه ضربة قاسية لإسرائيل التي تقوم بتخويف العالم من العرب والتي بعد 60 عاما على نشوئها بنت جداراً من الاسمنت المسلح بينها وبين العالم العربي, وهذا الجدار يمكن أن يُخترق من قبل التويتر وال¯"فايسبوك" ولم يعد له جدوى.

  ما سر بقاء منطقة الخليج محافظة على هدوئها وسط هذا الضجيج الدائر من حولها?

 لأن أنظمتها أكثر اعتدالاً أكثر من الأنظمة التوتاليتارية خصوصا في الشمال العربي, ولكن هناك موجة تغيير بدأت في تونس من الشاب محمد أبو عزيزي ولدت في ضمير كل عربي شعوراً بأن الفرد العربي مهم بقدر أهمية الأنظمة والجماعات والمذاهب والطوائف, وهذا شيء جديد في العالم العربي.

  حُكي كثيراً عن إعادة النظر في تركيبة الأمانة العامة, هل رتبت الأمور وكيف تصف لنا الحالة?

 قمت أنا شخصياً مع فريق الأمانة العامة بالمساهمة في صياغة هيكلية جديدة لقوى "14 آذار" وكانت الاجتماعات برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وقدمنا كل الأوراق التي هي أوراق جيدة وأخذت وقتاً مع كل الأطراف في هذه الورشة الإدارية, وننتظر عودة الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة من أجل إقرار هذه المقررات, إنما مسؤولية "14 آذار" اليوم تجاوزت المسؤولية الإدارية. لأننا كنا نريد تقديم معارضة حديثة بمواجهة سلطة. فلا نجيب ميقاتي قادر على إيجاد سلطة ولا نحن انتقلنا إلى مرحلة المعارضة.

  هل أنت مرتاح لمستقبل لبنان?

 مئة في المئة وأرى فعلاً بعين الأمل ما يجري من حولنا من انتفاضات وثورات. هذا هو دور لبنان, ودور اللبنانيين. نحن اختبرنا السيارات المفخخة قبل غيرنا. واختبرنا الاقتتال الإسلامي - المسيحي قبل غيرنا واختبرنا الاقتتال المسيحي-المسيحي وعدنا إلى رشدنا على قاعدة إعادة إحياء منطق العيش المشترك. وهذه المناسبة هائلة أمام لبنان واللبنانيين من أجل الانتقال من العيش المشترك اللبناني-اللبناني إلى العيش المشترك في العالم العربي.