المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار 15 أيار
/2011

البشارة كما دوّنها متى الفصل 25/31-46/يوم الدينونة

ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، ومعه جميع ملائكته يجلس على عرشه المجيد، وتحتشد أمامه جميع الشعوب، فيفرز بعضهم عن بعض، مثلما يفرز الراعي الخراف عن الجداء،

فيجعل الخراف عن يمينه والجداء عن شماله. ويقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا، يا من باركهم أبـي، رثوا الملكوت الذي هيـأه لكم منذ إنشاء العالم، لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني، ومريضا فزرتموني، وسجينا فجئتم إلي. فيجيبه الصالحون: يا رب، متى رأيناك جوعان فأطعمناك؟ أو عطشان فسقيناك؟ ومتى رأيناك غريبا فآويناك؟ أو عريانا فكسوناك؟ ومتى رأيناك مريضا أو سجينا فزرناك؟ فيجيبهم الملك: الحق أقول لكم: كل مرة عملتم هذا لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي عملتموه! ثم يقول للذين عن شماله: ابتعدوا عني، يا ملاعين، إلى النار الأبدية المهيـأة لإبليس وأعوانه: لأني جعت فما أطعمتموني، وعطشت فما سقيتموني،

وكنت غريبا فما آويتموني، وعريانا فما كسوتموني، ومريضا وسجينا فما زرتموني. فيجيبه هؤلاء: يا رب، متى رأيناك جوعان أو عطشان، غريبا أو عريانا، مريضا أو سجينا، وما أسعفناك؟ فيجيبهم الملك: الحق أقول لكم: كل مرة ما عملتم هذا لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي ما عملتموه. فيذهب هؤلاء إلى العذاب الأبدي، والصالحون إلى الحياة الأبدية.

 

عناوين النشرة

*برلمانيون أميركيون يطالبون أوباما بدعوة الأسد إلى التنحي

*موسكو تهدد بمنع صدور تقرير الأمم المتحدة حول اتهام إيران بمد سورية بالأسلحة

*القوات السورية تقتحم تلكلخ عقب مزاعم عن إعلان "إمارة إسلامية" وتقتل أربعة من أبناء البلدة وتجرح العشرات

*أحمد الجارالله/ستالين الجديد يناصر أنظمة القتل

*مشادّة خلال جلسة حضرها فنانون سوريون على خلفية الثورات العربية  

*أحمد كرامي لـ"السياسة": ميقاتي قد يشكل حكومة

*حزب الله": ضغوطات أميركية تمنع تشكيل الحكومة اللبنانية

*سعيد: ليدرك عون أنّ إضعافه لسليمان إضعاف لكل لبنان  

*سلمان العنداري/هل بدأت معركة اسقاط رئيس الجمهورية من قبل "حزب الله" عبر ميشال عون؟    

*أبو جمرة: باسيل لا يستحق وزارة الطاقة أياً كانت الجهة التي تدعمه  

*طارق الحميد/ أوليس حزب الله جماعة إسلامية أيضا؟

*روزانا بومنصف/انكفاء الحريري وقوى 14 آذار كشف أزمة الأكثرية

*تأليف الحكومة ضائع بين المسؤولية السورية وانعدامها

*علي حماده/أهم من التأليف: أي حكومة لأي دور؟

احمد عياش/شمس الدين يعاتب قبلان

*سفينة إيرانية على وشك إشعال الحرب بين طهران والخليج 

*احتجاجات الغضب تعم سورية ونظام الأسد يعلن عن مبادرة للحوار 

*بيضون: تحفّظ "الشيعي الأعلى" على بيان "القمة الروحية" يعكس وصاية بري وحزب الله ويظهر كأنّ في لبنان مشروعًا شيعيًا خاصًا

*واشنطن: بالمرصاد.. نصيحة لـ"حزب الله" بالبقاء خارج الحكم

*باسيل:لا بديل عن النظام الموجود في سوريا

*المعارضة السورية تتهم واشنطن: أخذت من طهران رأس بن لادن وأعطتها رأس الأسد

*تنفيذ قرار فرانسين رهن موقـف بلمار.. السيد يتطلع لمستند برامرتس للادعاء على "موقّفيه"

*نجاد يعزل وزير النفط وآخرين.. ويواجه البرلمان

*الراعي استقبل السفير الايراني

*سليمان عرض مع الشامي لملفات خارجية

*الرئيس الجميل: مؤسسات الدولة تنذر بالخطر ولا شيء يبرر التقاعس في تشكيل حكومة انقاذ

*جعجع: حزب الله وسوريا لحكومة مواجهة

*"جيروزاليم بوست": مصير غامض لأسلحة

*استنفار إسرائيلي على الحدود قبيل مســيرة "حق العودة"

*سوريون نزحوا مجدداً إلى شمال لبنان

*عصابة لبنانية – سورية" وراء خطف الاستونيين!

*صرخة سليمان تعبير عن الوجع اللبناني فهل من مجـــيب؟

*جنبلاط استقبل وفودا بلدية وشعبية وتربوية: لدعم المدرسة الرسمية وابقاء التنوع المناطقي فيها

*ماروني:مصلحة ميقاتي بحكومة شاملة والكتائب ترفض المشاركة العشوائية والتخلي عن حلفائها

*علي حماده/كسر أبواب السجن السوري الكبير

*هيام القصيفي/ سعي إيراني وسوري لاستعادة المبادرة لبنانياً ودمشق تريد فرض أمر واقع قبل خطاب أوباما

*روزانا بومنصف/بين تجربة مريرة طويلة واحتمالات "الصفقات"محاذرة سياسية واسعة للتطورات السورية

*بيار عطالله/ لقاء تضامني مع مسيحيي مصر الأقباط

*علي الامين/كوما" المجلس الشيعي  

*نصير الأسعد/زمن سوريا الاقليمية التي تهدد باوراق في المنطقة انتهى وحكومة الانقلاب لن يُكتب لها النجاح

*مقابلة من الحياة مع وزير خارجية فرنسا

*أسامة أدور موسى/من مواطن سوري الى سمير جعجع

*خير الله خير الله/ بضاعة النظام السوري التي لا تجد من يشتريها.. 

*نصير الأسعد/المخاض العربيّ طويل/14 أيار/11

*خلفية سياسية؟: أنغولا طلبت من مؤسسات قاسم تاج الدين إنهاء أعمالها

*سليمان يوسف يوسف/ سوريا: قلقٌ مسيحي من الاضطرابات

*منافسة بين مصر وقطر على منصب الأمين العام لأول مرة بتاريخ الجامعة العربية

*نجاد وولاية الفقيه: خرافة لا يصدقها حتى المرشد

*بشار وماهر جعلا السوريين يترحمون على حافظ ورفعت  

*حسن صبرا/ لهذه الاسباب لم ينضم الجيش السوري الى الشعب في ثورته ضد عائلة الاسد  

 

ناشدوا زملاءهم التصويت لصالح مشروع قرار يدين الرئيس السوري  

برلمانيون أميركيون يطالبون أوباما بدعوة الأسد إلى التنحي

واشنطن - ا ف ب: طالب أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي, الرئيس باراك اوباما بدعوة الرئيس السوري بشار الأسد الى التنحي, مؤكدين أن الأخير فقد شرعيته بسبب قمعه بعنف التظاهرات المناهضة له. وقال السيناتوران الجمهوريان جون ماكين وماركو روبيو وزميلهما المستقل جو ليبرمان, الذين اعدوا نص قرار يدين الاسد, في بيان مشترك, مساء أول من أمس, "نحض الرئيس, مع حلفائنا حول العالم, على الانضمام الى نداء المتظاهرين في سائر انحاء سورية, بأن الرئيس بشار الاسد فقد شرعيته في الحكم وآن له ولنظامه أن يرحلا".

واضافوا "في هذه المرحلة الحاسمة, نعتقد ان قيادة الرئيس اوباما بالغة الاهمية" في دفع الأسد الى الرحيل, كما ناشدوا ايضا زملاءهم في مجلس الشيوخ التصويت لصالح مشروع القرار الذي تقدموا به الاربعاء الماضي. ويلقى مشروع القرار دعما من أعضاء في مجلس الشيوخ من كلا الحزبين, وهو يدين اعمال العنف في سورية, ويدعو خصوصا الى فرض عقوبات جديدة على دمشق بما فيها عقوبات على الرئيس الاسد شخصيا. وخلال تقديمه نص مشروع القرار, قال السيناتور المستقل جو ليبرمان في مؤتمر صحافي ان "الاسد ليس اصلاحيا, برأيي, انه مارق, مجرم, ورئيس شمولي". وحض النص الرئيس الاميركي باراك اوباما على التعبير عن رأيه "مباشرة وشخصيا" بشأن الوضع في سورية, كما يأمل معدو مشروع القرار بأن يتم اقراره سريعا في مجلس الشيوخ. وحتى الآن اكتفت ادارة اوباما بالتنديد بالقمع "الوحشي" للتظاهرات في سورية من جانب نظام بشار الاسد, ولم تصل الى حد الدعوة الى المطالبة برحيل الرئيس السوري.

 

ديبلوماسيون يؤكدون أن روسيا تسعى إلى حماية نظام الأسد  

موسكو تهدد بمنع صدور تقرير الأمم المتحدة حول اتهام إيران بمد سورية بالأسلحة

نيويورك (الامم المتحدة) - ا ف ب: هددت روسيا بمنع صدور تقرير لمجلس الأمن الدولي حول العقوبات على ايران, معتبرة أن هذا التقرير الذي يتهم طهران بتسليم أسلحة الى سورية "غير متماسك وغير معد جيدا". وقال السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين, مساء أول من أمس, إن بلاده ليست موافقة على هذا التقرير وستعترض عليه في مجلس الأمن الدولي الذي يضم اليها 14 دولة اخرى. وأضاف متحدثا للصحافيين "نحن نعتبر ان هذا عمل غير متماسك وغير معد جيدا, ونرى انه يتضمن توصيات لا يوافق عليها خبراؤنا بتاتا".

وأوضح ان "المشكلات" التي ينطوي عليها هذا التقرير ستبحث في لجنة العقوبات ضد ايران, والتي بحسب ديبلوماسيين لن تجتمع قبل مطلع يونيو المقبل.

واشار إلى "أنها مسائل فنية للغاية, ولدينا صفحتان او ثلاث صفحات تثير القلق, وخلافات حول الاقتراحات والخلاصات, هذا امر ننوي اثارته مع زملائنا".

ويشير التقرير الى ان العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي على ايران في اربعة رزم, ادت الى إبطاء تقدم البرنامج النووي الايراني ولكن الجمهورية الاسلامية انتهكت الحظر المفروض عليها لتصدير الاسلحة عبر ارسالها اسلحة الى سورية. ولم يدخل تشوركين في تفاصيل الاعتراضات الروسية على التقرير, الا أن بإمكان موسكو أن تمنع صدوره كون هذا الأمر يتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن عليه. وبحسب التقرير, فإنه من اصل تسعة انتهاكات للحظر المفروض على صادرات الاسلحة الايرانية, هناك ستة انتهاكات تتعلق بسورية. واقر مجلس الامن الدولي اربعة رزم من العقوبات ضد ايران بسبب انشطتها في مجال تخصيب اليورانيوم, وهي انشطة تتخوف الدول الغربية من ان تكون طهران تسعى من خلالها الى حيازة السلاح الذري, وهو ما تنفيه الجمهورية الاسلامية التي تؤكد ان برنامجها النووي مدني تماما. وتعتبر روسيا حليفا رئيسيا لسورية, وبحسب ديبلوماسيين فقد تسعى موسكو الى حماية نظام بشار الاسد الذي يواجه ضغوطا دولية متزايدة بسبب قمعه الدموي للتظاهرات المناهضة لحكمه.  النازحون إلى داخل الأراضي اللبنانية يرددون شعارات تطالب بإسقاط النظام التكفيري الطائفي ويتهمون رامي مخلوف بدفع الأموال لـ "الشبيحة" لتنفيذ عمليات القتل  

 

القوات السورية تقتحم تلكلخ عقب مزاعم عن إعلان "إمارة إسلامية" وتقتل أربعة من أبناء البلدة وتجرح العشرات

 دمشق, بيروت - وكالات: قتل ثلاثة أشخاص, أمس, وأصيب آخرون بجروح في تلكلخ بمنطقة حمص وسط سورية, برصاص قوات الأمن التي اقتحمت تلك البلدة وحاصرتها, عقب مزاعم بثتها قناة "المنار" التابعة ل¯"حزب الله" اللبناني عن إعلان إمارة إسلامية في تلك البلدة, ما أدى إلى نزوح مئات المواطنين السوريين, معظمهم من النساء والأطفال بينهم العديد من الجرحى, نحو منطقة وادي خالد في شمال لبنان, هربا من أعمال العنف, فيما توفي أحد الجرحى متأثرا بجروح أصيب بها نتيجة طلق ناري.

وقال شاهد عيان إن "قوات الامن تحاصر منذ الصباح تلكلخ, وتطلق النار من أسلحة آلية, حيث قتل ثلاثة اشخاص على الاقل وأصيب العديد بجروح".

وتأتي عملية القوات السورية في تلكلخ, عقب ساعات من تظاهرات حاشدة شارك بها آلاف الأشخاص في البلدة القريبة من مدينة حمص ثالث اكبر المدن السورية, على بعد 160 كلم شمال العاصمة دمشق, مطالبين بإسقاط النظام. وتواصل منذ صباح يوم أمس, نزوح مئات المواطنين السوريين معظمهم من النساء والأطفال من بلدة تلكلخ, نحو منطقة وادي خالد في شمال لبنان هربا من اعمال العنف, وبينهم مصابون بالرصاص. وذكر شهود عيان أن مجموعة من الاشخاص اجتازوا معبر البقيعة الحدودي في شمال لبنان, وما ان وصلوا الى الاراضي اللبنانية, وقد بدا الخوف والهلع على وجوههم, بدأ حوالي ثلاثين شخصا يهتفون "الشعب يريد اسقاط النظام" السوري. وأضافوا أنهم شاهدوا سيارة إسعاف سورية في الجانب السوري من المعبر, أنزل اشخاص فيها ثلاثة مصابين ووضعوهم ارضا, ثم غادروا مسرعين بالسيارة. وعلى الاثر, عمد مدنيون الى حمل المصابين وهم امرأتان وشاب, ليعبروا بهم معبر البقيعة سيرا على الاقدام مسافة حوالي خمسين مترا, ثم وضعوهم في سيارات اسعاف لبنانية نقلتهم الى مستشفيات لبنانية في المنطقة. وكان تم في وقت سابق نقل جريحين آخرين, أحدهما إلى مستشفى رحال في عكار والآخر إلى مستشفى السلام في القبيات. وافاد مصدر طبي ان علي باشا من مدينة تلكلخ الذي كان "نقل صباحا الى وادي خالد وهو في حال الخطر, توفي بعد الظهر متأثرا بجروح نتيجة رصاص اصابه في صدره", مشيراً الى وجود جريح آخر وصل من سورية الى المستشفى نفسه وهو في حال الخطر.

وقال رئيس بلدية المقيبلة (ضمن منطقة وادي خالد) السابق محمود خزعل الذي يتولى استقبال النازحين السوريين وتأمين انتقالهم الى حيث يريدون في لبنان, إن اكثر من "500 شخص عبروا, معظمهم من النساء والاطفال", مشيرا ايضا الى وجود معاقين بين النازحين ساعدهم الجيش اللبناني على المرور. وقال خزعل الذي يعرف غالبية سكان المنطقة ويعرف "عددا كبيرا من سكان تلكلخ, بحكم الجيرة والصداقة والقربة", انه يعمل مع آخرين على "تأمين وسائل النقل للنازحين توصلهم الى الجهة المقصودة في منازل أقرباء لهم في وادي خالد ومشتى حمود والمقيبلة, أو حتى الى طرابلس", اكبر مدن شمال لبنان.

وأوضح ان الموجودين في الجانب اللبناني يسمعون أصوات إطلاق نار كثيف ومتقطع في الجانب السوري, لكنهم لا يعرفون المصدر, وأن "القادمين يقولون ان القوى الامنية هي التي تطلق النار وتطوق تلكلخ", المدينة ذات الغالبية السنية التي بدأت الاضطرابات فيها منذ حوالي اسبوعين.

وقال عبد الكريم الدندشي وسط بكاء وصراخ نساء وصلن معه الى الجانب اللبناني, إن "النظام الطائفي يقتل أهله داخل سورية, ورامي مخلوف (رجل الاعمال وقريب الرئيس السوري بشار الاسد) يدفع اموالا للشبيحة لكي يقتلوا اهلنا". ونفى الدندشي ما ذكر عن اعلان "إمارة اسلامية" في مدينة تلكلخ السورية, وقال "ليس هناك إسلاميون, نحن علمانيون, التكفيري هو بشار الأسد و"حزب الله" الذي يدعمه". وكانت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة ل¯"حزب الله" اوردت معلومات خاصة, مفادها انه تم الإعلان عن "إمارة إسلامية" في تلكلخ "تعمل السلطات السورية على تفكيكها", وان اسلاميين يحاولون اعلان "إمارة إسلامية" في حمص. وينتشر الجيش اللبناني بكثافة في محيط معبر البقيعة وفي منطقة وادي خالد, حيث سجلت خلال اليومين الماضيين حركة نزوح كثيفة من مدينتي حمص وتلكلخ ومنطقة باب السباع في سورية إلى منطقة وادي خالد المحاذية للحدود, كما سجلت موجة أولى من النزوح في الأسبوع الأخير من ابريل الماضي. في غضون ذلك, ارتفع عدد قتلى التظاهرات التي عمت مختلف المدن السورية أول من أمس, في "جمعة الحرائر" إلى خمسة اشخاص, سقطوا برصاص قوات الامن المنتشرة بكثافة, رغم تعليمات بعدم اطلاق النار على المتظاهرين. فقد قتل شخصان في حي القابون بدمشق بعد صلاة الجمعة بحسب ناشط حقوقي أوضح أنه لدى خروج المصلين من مسجد ابو بكر, تعرضوا للضرب بالهراوات, ثم حصل اطلاق نار. وفي حمص (وسط), قتل ثلاثة اشخاص, كما قضت امرأة متأثرة بجروحها الجمعة في قرية الحارة القريبة من درعا التي تبعد 100 كلم جنوب دمشق, كانت اصيبت قبل ايام خلال عملية اقتحام قام بها الجيش لتلك القرية.

 

ستالين الجديد يناصر أنظمة القتل

 أحمد الجارالله/السياسة

لم ترث روسيا عن الاتحاد السوفياتي السابق قوته العسكرية المتهالكة والديون والفقر فقط, بل ورثت أيضا سياسته الخارجية التي تقوم على مساندة الانظمة الشمولية والديكتاتورية في العالم, وموقفها من كل ما يجري في سورية وليبيا لا يختلف كثيرا عما كان عليه في القرن الماضي, الموقف السوفياتي من كوبا ونيكاراغوا وغيرهما من الانظمة الشمولية التي أمعنت ولا تزال تمعن بطشا وإذلالا بشعوبها, وهذا ليس مستغربا في ظل وجود ستالين جديد يتحكم بالقرار الروسي مرة من موقعه في سدة الرئاسة وأخرى من رئاسته للوزراء, ليبقى ممسكاً بخناق هذه الدولة الكبيرة الى أبد الآبدين. أنْ تحول موسكو دون معاقبة مجلس الأمن نظامي دمشق وطرابلس على المجازر والقمع التي ترتكبها قواتهما ضد الشعبين السوري والليبي, لا يقف عند لعبة المصالح فقط, بل يعبر عن فلسفة الحكم الروسي الشمولي المستتر بالديمقراطية المفصلة على مقاس أشخاص معينين, خوفا من ان تتحول الديمقراطية الحقيقية الى عدوى عالمية تطال في مرحلة ما الكرملين ذاته, وتعيد الربيع الاوروبي الشرقي الى ازدهاره مرة أخرى, ولهذا يمنع نظام فلاديمير بوتين العالم من قول كلمة الحق, ومساعدة الشعبين الليبي والسوري على الخلاص من محرقة القمع التي يتعرضان لها يوميا. على نظام موسكو ان يتنبه الى ان نظامي دمشق وطرابلس فقدا شرعيتهما الشعبية, وفيما أحدهما تكتب الآن ورقة نعيه, يكابد الثاني سكرات الانهيار بدفع الدبابات الى المدن والقرى السورية لمواجهة الصدور العارية والصوت المطالب بالحرية والاصلاح, وكلما ارتفع الصوت الشعبي أكثر ازداد ضعف النظامين ما يبشر بخسارة موسكو رهانها على حلفاء لا يعرفون غير القتل والزج بالسجون والاستيلاء على الثروات الوطنية لغة وحيدة في الحكم.

لم تكن موسكو طوال السنوات الماضية في صف الشرعية الدولية ساعية الى السلام والاستقرار في العالم, فهي من ساعد طهران على تحدي المجتمع الدولي في المشروع النووي المشبوه الاهداف, وهذا ما جعل ايران تتخيل نفسها الحاكم بأمره في هذا العالم, تهدد من تشاء, وتتدخل في شؤون الدول, وتزرع الخلايا الارهابية في العالمين العربي والاسلامي, مستظلة بكل ذلك بالموقف الروسي المساند لها. واستنادا الى ما تقدم لا يكون مستغربا ان يعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان بلاده ضد اي تدخل انساني وقانوني في سورية لرفع الظلم عن الشعب المتروك لمواجهة مصيره بنفسه, بينما النظام و"شبيحته" يرتكبون يوميا أفظع المجازر بالمواطنين العزل, و لا يوفرون طفلا او امرأة او شيخا طاعنا, وهذا يدفع الى السؤال: أليس من واجب العالم الحر ان يعاقب أيضا من يقفون في صف الانظمة الشمولية كنظامي دمشق وطرابلس?

 

مشادّة خلال جلسة حضرها فنانون سوريون على خلفية الثورات العربية  

شهدت جلسة مصالحة جمعت فنانين سوريين، وردت اسمائهم في بيانات تضمنت مواقف متباينة من الاحداث التي تشهدها سوريا مشادات كلامية حادة على خلفية الثورات والتطورات في المنطقة. وتحولت جلسة المصالحة التي حضرها عدد من الفنانين، من بينهم المخرج نجدت انزور والممثل والمخرج محمد الشيخ نجيب والفنانة وفاء مصولي و جهاد سعد، في احد فنادق دمشق مساء اليوم السبت، الى مشادة بين الفنانة السورية مي سكاف و رئيس "حركة فلسطين حرة" ياسر قشلق حول التطورات الاخيرة في مصر. واعترضت سكاف على وصف قشلق ما جرى في مصر بانه انقلاب وليس ثورة، وشددت على ان الذي حصل في مصر "ثورة حقيقية وليس انقلاباً". ثم تطور النقاش الى مشادات كلامية حادة من قبل بعض الحضور الذي احتجوا أيضاً على كلام قشلق. كما اعترضوا على توجيه الدعوة اليهم من قشلق على أساس انها برعاية وزيرالاعلام السوري عدنان محمود، وان اللقاء سيتضمن كلمة له، قبل ان يتبينوا ان الجلسة جاءت بمبادرة من قشلق ولم يحضرها لا الوزير ولا أي مندوب من الوزارة. وقال الوزير عدنان محمود "لا علم لوزارة الاعلام او وزير الاعلام بهذه الفعالية ولم يجر أي اتصال معنا بهذا الخصوص". ووجه محمود اعتذاراً الى كل الفنانين "لهذا التصرف السلبي من قبل من دعا الى هذه الجلسة، والتي جاءت خارج اطار الاداب والمعايير المعروفة لهذه الفعاليات". المصدر : يو بي آي

 

وسط مخاوف من أزمة سياسية مفتوحة على كل الاحتمالات في لبنان  

أحمد كرامي لـ"السياسة": ميقاتي قد يشكل حكومة بالتوافق مع سليمان إذا استمرت محاصرته بالشروط

بيروت - "السياسة":وسط مخاوف من ازمة سياسية, مفتوحة على كل الاحتمالات في لبنان, أكد النائب أحمد كرامي أمس, أن من أبرز الأسباب التي تحول دون تشكيل الحكومة حتى الآن, عدم حسم عقدة وزارة "الداخلية" بشكلٍ نهائي, وإصرار بعض الأطراف المعنية بعملية التأليف على اختيار الحقائب التي تناسبها دون النظر إلى مصلحة البلد العليا, سيما وأن الأمور لم تعد تحتمل هذا الفراغ القاتل على كافة المستويات, والذي يرخي بظلاله على حاجات الناس الحياتية والمعيشية, حيث أنه لم يعد يهم المواطن المسار الذي ستسلكه الحكومة الجديدة, بل الأهم بالنسبة إليه معالجة وضعه الاجتماعي. وقال ل¯"السياسة" إن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون, وغيره من القوى التي ستشارك في الحكومة تحاول "حشر" الرئيس المكلف بانتقاء ما يناسبها من الوزارات السيادية والخدماتية, وهذا أمر لا يمكن القبول به, مضيفاً "لا أعرف إذا كانت عقدة وزارة الداخلية قد حلت تماماً, خاصة وأن تسريب اسم الشخصية التي كانت ستتسلم هذه الحقيبة ربما يكون الهدف منه حرقه, خاصة وأن الاتفاق كان على عدم تسريب الاسم".

وشدد كرامي على أن الدستور ينص على أن الحكومة يشكلها رئيس الجمهورية والرئيس المكلف, ولا يمكن بالتالي الرضوخ لشروط هذا الفريق أو ذاك في عملية التأليف, متحدثاً عن أن شهية الاستيزار عند الأكثرية الجديدة تلعب دوراً أساسياً في عرقلة تأليف الحكومة .

وقال إنه في حال استمرار محاصرة الرئيس ميقاتي بالشروط, من هنا وهناك, ستدفعه إلى تشكيل الحكومة التي يراها مناسبة بالتشاور والتفاهم مع الرئيس سليمان, خاصة وأن عامل الوقت بدأ يضغط بقوة على الجميع, مشيرا الى أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو من المماطلة والمراوحة فإن إمكانية إقدام الرئيس المكلف على تشكيل الحكومة التي يراها مناسبة تبدو احتمالاً وارداً بقوة. وإذ أكد كرامي أن الرئيس ميقاتي ليس بوارد الاعتذار مطلقاً لأن نفسه طويل, فإنه اعتبر أن مدينة طرابلس لا تحتمل إشراك ثلاثة وزراء في الحكومة الجديدة, وقال من موقعي كحليف للرئيس ميقاتي, فالأفضلية لي أن أكون وزيراً ثالثاً يمثل المدينة إذا كان التوجه للإتيان بثلاثة وزراء منها, وليس غيري. وفي هذا السياق أثارت عودة الأمور, إلى نقطة البداية بعد تعثر المشاورات, أجواء قلق من مغبة أن تكون البلاد دخلت في أزمة مفتوحة على كل الاحتمالات, سيما وأن المعطيات المتوافرة في هذا الخصوص, لا تبشر بكثير تفاؤل بإمكانية إحداث خرق في جدار أزمة تأليف .

وقد ظهر بوضوح أن هناك عقبات كثيرة تعترض عملية التأليف, من بينها أزمة وزارة الداخلية التي يبدو أنه لم يحسم أمرها بعد, إضافة إلى الخلافات التي طرأت على جبهة التأليف بين الرئيس ميقاتي وبعض الأطراف المعنية بمسار التشكيل ومن بينها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الذي أبلغ ميقاتي كما تقول المعلومات المتوافرة ل¯"السياسة" من مصادر نيابية في "التيار الوطني الحر" أنه لن يتنازل عن حقيبتي "الاتصالات" و"الطاقة" بعدما أبدى ليونة في ما يتعلق بحقيبة "الداخلية", وبالتالي فإنه لا يمكن أن يقبل بالتفريط بهاتين الحقيبتين لأيٍ كان. وأوضحت المعلومات إن الكرة في ملعب الرئيسين ميقاتي وسليمان, اللذين عليهما المبادرة إلى الإسراع في التأليف, من خلال تلبية شروط رئيس "التيار الوطني الحر" المحقة والعادلة. إلى ذلك, قالت مصادر الرئيس ميقاتي "إن النقاش المرتبط بتوزيع الحقائب والأسماء لم يبلغ بعد مرحلة تسمح بالقول إن ولادة الحكومة في طور الإنجاز, مشيرة إلى وجود فريق يرغب عن قصد أو غير قصد في تأخير ولادة الحكومة, دون استبعاد العودة إلى حكومة أمر واقع".

وفي سياق متصل دعت كتلة نواب زحلة إلى تأليف حكومة تكنوقراط تكون بمثابة رافعة إنقاذ في هذه الفترة للواقع السياسي والأمني والاقتصادي, حيث بدأت إشارات سلبية تظهر للعلن, مبدية أسفها لتحول التأليف ورقة تستعملها قوى إقليمية في إدارة الأزمات التي تتخبط بها. إلى ذلك, اعتبر عضو كتلة "الكتائب" النائب فادي الهبر أن تكليف الرئيس ميقاتي أتى بأمر عمليات سوري, والموافقة على التشكيل اليوم يجب أن يتم بأمر سوري. وقال ان "ميقاتي متخصص في حالة الانتظار وعملية إطالة الوقت, وهذا الانتظار يشرع حكومة تصريف الأعمال", موضحا أن الهموم اللبنانية ليست هم سورية اليوم, معتبراً أن الانقلاب على حكومة سعد الحريري أصبح بمثابة خيانة وطنية لأنه أخذ القرار اللبناني إلى الداخل السوري, وأصبح ضبط تشكيل الحكومة على الساعة السورية وورقة ابتزاز بيد دمشق على الدول الخارجية.

 

حزب الله": ضغوطات أميركية تمنع تشكيل الحكومة اللبنانية

السياسة/اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك أمس , أن هناك تهديدات وضغوطات أميركية على رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي , تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة , داعياً الرئيسين إلى مصارحة الشعب اللبناني بالعقبات. وفي الإطار نفسه قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب كامل الرفاعي "إن على سليمان أن يسارع إلى البحث مع الرئيس ميقاتي في تشكيلة حكومية وأن يعطي كل الكتل حقوقها".

 

سعيد: ليدرك عون أنّ إضعافه لسليمان إضعاف لكل لبنان  

إعتبر منسّق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد أنّ "زعماء 8 آذار يلقون اللوم على الآخرين لعدم تمكنهم تشكيل الحكومة كي يهربوا من تحمّل مسؤوليّة عرقلة شؤون الناس"، مشيراً إلى أنّ العقدة تبرز وكأنّها مسألة توزيع حقائب بين المسيحيين وهذا أمر مؤسف". سعيد، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أوضح أنّ "رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون يمعن في استضعاف رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان ضمن مخطّط لـ"حزب الله" لإضعاف الدولة عبر التعدي على الأملاك العامة وتعطيل المؤسّسات".

وشدّد سعيد على "أننا في أمس الحاجة اليوم لأن تبقى الدولة"، مشيراً إلى أنّه "على عون أن يدرك بأنّ إضعافه لموقع الرئيس سليمان هو إضعاف لكل لبنان".

 

هل بدأت معركة اسقاط رئيس الجمهورية من قبل "حزب الله" عبر ميشال عون؟    

سلمان العنداري/موقع 14 آذار

اعتبر عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب نقولا غصن ان " ما يحصل اليوم في البلاد من طروحات وشروط متلعقة بتشكيل حكومة جديدة مرفوضة وغير مقبولة، لانها تكرس واقعاً مأزوماً ومناقضاً لتعاليم الدستور ولمبدأ انتظام الحياة السياسية وفق الاصول، وبالتالي فان ما تقوله قوى الثامن من اذار ليس الا مجموعة من الاخطاء التي تتراكم في سجلها، والتي تنعكس على بنية الدولة وعلى طبيعة العملية السياسية". غضن وفي حديث ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني انتقد بشدة "الاستعانة بضباط متقاعدين في الجيش اللبناني او في الاجهزة الامنية لحل معضلة الحكومة وصراع الحقائب فيها، اذ لا يجوز توريط الجيش والمؤسسة العسكرية بزواريب السياسة الضيقة، وكأنه لا يوجد خبرات وكادرات سياسية في هذا البلد".

وقال غصن: "اكثر من 4 اشهر والبلاد في الانتظار، فليشكل فريق الاكثرية الجديدة الحكومة بأي شكل من الاشكال لان البلاد لم تعد تحتمل هذا التناتش وهذا الفحش في التهافت على هذه الحقيبة او تلك، وعلى التنازع الضاري على المواقع والمغانم". واضاف: "فليذهبوا الى حكومة من لون واحد لنرى ماذا بمقدورهم ان يفعلوا، والا فلتكن حكومة تكنوقراط بأسرع وقت ممكن، لأن التأخير شلّ البلاد واتعب المواطن".

واذ لفت الى ان "العوامل الخارجية والاقليمية تضغط بشدة على الواقع الحكومي في بيروت، الامر الذي ادى الى هذا التأخير غير المقبول"، أسف غصن لعودة الامور الى التعقيد مجدداً، وللاجواء التي أشيعت مؤخراً بان التشكيلة الحكومية لن تكون قريبة، معتبراً ان "ما اشاعه الفريق الاخر قبل يومين من اجواء ايجابية بشّرتنا باقتراب ساعة الحسم، لم يكن الا فخاً مقصوداً لايقاع الرأي العام اللبناني، ولتحويل الانظار الى مكان اخر، ولتحريض الناي على فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ودولة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي".

واتهم غصن العماد عون بانه لا يريد تسهيل الامور بل الخربطة والتأخير وفرض مزيد من التعطيل عبر طرح المزيد من الشروط ورميها بوجه الرئيسين سليمان وميقاتي.

ورأى ان "عون استغل الانقلاب الذي نفذه وحلفاءه في كانون الثاني الماضي للانقضاض على رئيس الجمهورية ولفتح جبهة حرب سياسية ضده قبل ثلاث سنوات من انتهاء ولايته الرئاسية، بالتوازي مع حملة "حزب الله" المستمرة ضد المؤسسات والدستور والاجهزة الامنية من لاضعاف الدولة وهدمها".

واضاف: "يريد "حزب الله" المضي قدماً في تعاطيه البعيد من منطق الدولة الحامية بمؤسساتها، وها هي مشاهد التعدي على الاملاك العامة والخاصة تملأ البلاد وتعيث في الارض خراباً وفساداً على مرآى ممن يفترض بهم ان يكونوا تحت كنف الدولة وسقف القانون". وسأل غصن: "هل بدأت معركة اسقاط رئيس الجمهورية ميشال سليمان من قبل "حزب الله" عبر العماد عون؟، وهل اتُخذ القرار بتصفية العماد سليمان سياسياً على مشارف الانتخابات النيابية المقبلة؟، والى اي حد سيبقى الصمت سيد الموقف في قصر بعبدا؟". "على الرئيس ميشال سليمان ان ينتفض وان يقلب الطاولة على الثامن من اذار بعد ان تجاوزت كل الخطوط في تعاطيها الوقح مع موقع الرئاسة الذي بات يُرشق كل يوم". وقال متوجهاً الى سليمان: "لا يجوز البقاء على الحياد يا فخامة الرئيس لان الحفاظ على الدستور وعلى المؤسسات لا يقتضي السكوت امام الهجمة التي تتعرضون لها وبالتالي لا بد من اتخاذ موقف واضح وحاسم يحفظ كرامة الدولة ووجودها، ويحمي موقع الرئاسة وكرامتها". وتابع: "من غير المقبول ان يصل رئيس الجمهورية الى مكان يستجدي فيه موقعاً من هنا او هناك، فلا بد من تعزيز هذه الصلاحيات وايقاف هذه المهزلة التي ينتهجها عون وجماعته على شاشات التلفزة وفي المجالس الخاصة، اذ لم يكن ينقصنا سوى بعض النواب في التيار الوطني الحر ووئام وهاب للتبجّح واطلاق المواقف ضد فخامة الرئيس الذي نحترمه ونقدّره".

 

أبو جمرة: باسيل لا يستحق وزارة الطاقة أياً كانت الجهة التي تدعمه  

موقع 14 آذار/رأى نائب رئيس الحكومة الأسبق عصام أبو جمرة أن وزير الطاقة والمياه (المستقيل) في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل "الذي يترك معمل كهرباء الزوق يصل الى الوضع الذي شاهدناه عليه على شاشات التلفزيون وهو متربع على كرسي الوزارة لأكثر من سنة ولا يعمل لإصلاحه لا بل يبقى معتماً عليه وبتصرفه 40 مستشاراً"، معتبراً أنه "لا يستحق هذه الوزارة أياً كانت الجهة التي تدعمه أو الحزب الذي يرشحه". ورأى أبو جمرة أن "الغرض من عرض وضع معمل كهرباء الزوق التشهيري كما تم إظهاره على شاشة التلفزيون، هو مقدمة لتحقيق صفقة جديدة لإستئجار بواخر إنتاج الكهرباء بالتراضي للضرورة المزعومة من جهة، ومد التوتر العالي في الهواء فوق منازل أهل المتن للضرورة المزعومة أيضاً من جهة اخرى". وشدّد على أنه "لا بد من مد الخط العالي تحت الأرض حفاظاً على صحة المواطنين والاستفادة من خط الجر وإذا بقيت الحاجة ملحة استئجار مصادر أخرى لانتاج الكهرباء بالطرق القانونية الشفافة ريثما يتم بناء معامل لانتاج الكهرباء الكافية لسد هذه الحاجة". واعتبر أن "المسؤولية تبقى على المدير والوزير في ما وصل إليه معمل كهرباء الزوق الذي كنا نفتخر بانتاجه ومنعنا المخربين من تعطيله بقصد ابتزاز الوزارة والمواطنين".

 

 أوليس حزب الله جماعة إسلامية أيضا؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

الكذب واحد، ولكنه يختلف في درجة الاستخفاف، فعندما تعلن قناة «المنار» التابعة لحزب الله الإيراني في لبنان أن أطرافا قد أعلنوا إمارتهم الإسلامية في قرى سوريا، فإن ذلك هو الاستخفاف بعينه، بل إنه «الفزعة» الطائفية أيضا. فإذا كان النظام السوري يستخدم فزاعة الإمارة الإسلامية والسلفيين، فإن ذلك مفهوم، فهذا نظام يحاول جاهدا تبرير قمعه لشعبه الأعزل، لكن أن تردد قناة حزب الله هذه الأكاذيب، فهذه سخافة بحد ذاتها، فحزب الله الإيراني جماعة إسلامية، ولها علم، وتختطف لبنان تحت طائلة السلاح، بل وهي التي تقرر اليوم من يحكم لبنان، ومن لا يحكم، فكيف تحذر قناة حزب إسلامي من جماعات إسلامية، خصوصا أن حزب الله نفسه يقوم بخدمة أجندة الجمهورية الإيرانية الإسلامية في لبنان؟

هذا الأمر له معنى واحد فقط؛ وهو أن حزب الله يقوم بمحاولة إنقاذ للنظام في دمشق بهدف طائفي طبعا، وبهدف خدمة مصالح إيران، وإلا كيف يقول حسن نصر الله إن ثورة مصر عربية تستحق الدعم، بل ويعتذر لأهل تونس لأن حزب الله تأخر في مباركة ثورتهم، (وبالطبع لم يقلها نصر الله إلا بعد ما تحدث المرشد الإيراني يومها عن أن ثورات العالم العربي إسلامية وعلى خطى إيران)، فكيف يدعم نصر الله ثورة مصر، ويعتذر للتونسيين، ويفعل المستحيل دفاعا عن شيعة البحرين، ثم تقوم قناته بتشويه صورة السوريين العزل، بدلا من دعم انتفاضاتهم؟ بكل تأكيد إنها الطائفية التي تعمي حزب الله، الوجه الآخر لـ«القاعدة» في منطقتنا، فبصمات أفعال حزب الله التخريبية في منطقتنا واضحة من مصر إلى الخليج، وبالطبع البحرين، وقبل كل ذلك لبنان، والعراق، واليوم محاولة تشويه سمعة الأبرياء في سوريا، كثيرون في الإعلام العربي يقولون إنه لا يمكنهم التأكد من المعلومات التي تشير إلى تورط حزب الله في الداخل السوري، لكن يكفي أننا نرى كيف يحاول الحزب من خلال قناته التلفزيونية الإساءة للانتفاضة السورية. أحد العالمين ببواطن الأمور في سوريا يقول لي إن لقناة «المنار» تأثيرا على بعض الأجهزة الأمنية المحسوبة على النظام السوري، ولذلك من خلالها يتم التهجم على فئات في المجتمع السوري، أو شخصيات عربية، لأن لها مصداقية بينهم، وبالتالي فإذا لم تتصد لهم، أي حزب الله، الفضائيات العربية فتلك مشكلة، فالصحف مثلا لا تصل إلى سوريا مثلما تصل الفضائيات، وبالطبع فإن بعض الفضائيات العربية مشغولة باستضافة «محللي» النظام السوري أكثر من بث الحقائق، وتفنيد الأكاذيب. المراد قوله إن كل يوم يكشف حزب الله الإيراني عن وجهه الطائفي، ليس في لبنان والعراق والبحرين، وحسب، بل واليوم في سوريا، ولا يريد الحزب ومن خلفه فهم شيء واحد وهو أن دائرة الزمان تدور، ولن يصح إلا الصحيح.

 

انكفاء الحريري وقوى 14 آذار كشف أزمة الأكثرية

تأليف الحكومة ضائع بين المسؤولية السورية وانعدامها

النهار/روزانا بومنصف     

يروي متصلون بالعاصمة السورية ان دمشق لا تتدخل في موضوع تأليف الحكومة على رغم الانطباع انها هي التي تمون على حلفائها في تسهيل هذه المهمة. ويقول هؤلاء ان جل ما ابلغته العاصمة السورية الى زوارها في الاسابيع الاخيرة هو ضرورة التفاهم مع "حزب الله" وعدم الاختلاف معه في حين أن الحزب احال المعنيين بتأليف الحكومة على رئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون ومطالبه التعجيزية بما يطرح اسئلة عما اذا كانت هناك نية لتأليف الحكومة ام لا. ويقر هؤلاء بصعوبة اقتناع اللبنانيين بهذا الواقع وخصوصا ان الحزب تسلم النفوذ السوري بالنيابة عنها وبالاصالة عن نفسه بعد انسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان 2005 وان هذا النفوذ لم تستعده سوريا كليا على رغم كل الانطباعات المغايرة.

الا ان مصادر ديبلوماسية تعبر عن اقتناعها بأن جزءا كبيرا من هذا الواقع صحيح في ظل معطيات متوافرة لديها بان الحزب هو من رغب في اسقاط الحكومة برئاسة سعد الحريري وهو الذي اتخذ هذا القرار وطلب تغطيته من سوريا، وتاليا فان العقد التي تواجهها الحكومة تعود في غالبيتها الى مطالب العماد عون بالاصالة عن نفسه ايضا وبتغطية من "حزب الله" من دون نفي وجود مسؤولية او تغطية سورية ايضاً، باعتبار ان ذلك يؤمن مصالحها في لبنان عبر حلفائها. هذه المعطيات وان صح الكثير منها لا تلقى صدى ايجابياً على نحو كلي  لدى افرقاء في الداخل كما لدى اوساط ديبلوماسية، اذ ان مشكلة الحكومة التي كانت ستكون بوجه ايراني سوري وتعبر عن انتصار هذا المحور، كما يعتبر المحور الخصم، تواجه ارتباكاً في ولادتها من الخارج بمقدار ما تشكله ايضا مطالب الافرقاء في قوى 8 آذار. فهناك في البدء ما يسمى "Freezing Effect" الذي اصاب "حزب الله" في ضوء ما تختبره سوريا على نحو مفاجىء، بحيث يستبعد أن ترى الحكومة النور في وقت قريب. اضف الى ذلك ان سوريا تواجه اشكالية في الدفع نحو كسر اي من حلفائها في قوى 8 آذار اكان العماد عون الذي يكتسب اهمية كبرى بالنسبة اليها في ضوء مواقفه منها ومن "حزب الله"، من منطلق انه وحده من يؤمن الشرعية السياسية للحزب في المرحلة الراهنة مما يساعده في جعل مواقفه اكثر صلابة في رفع سقف مطالبه في الحكومة المقبلة كون هذه الفرصة تاريخية بالنسبة اليه للاقتراب جدا من الامساك بمفاصل الحكم، فضلاً عن ترجيح زيادة الحاجة اليه في المرحلة المقبلة. ولا تقل حاجة السوريين الى المؤسسات الدستورية اللبنانية المتمثلة في رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن الحاجة الى العماد عون ولعل الموقف اللبناني في مجلس الامن الذي ساهم في منع صدور بيان عن سوريا علما ان لبنان كان "الدينامو" لصدور قرار عن ليبيا في الظروف نفسها  تقريبا بين البلدين.

ولذلك يرى اصحاب هذا الرأي انه قد يكون افضل لسوريا في هذه المرحلة ان تأخذ اللعبة الداخلية مداها من دون ان تدفع من رصيدها مع اي من الافرقاء الذين سيشكلون الحكومة المقبلة، لكن من دون اوهام حول امكان ان تتساهل  في اتجاه الافساح في اعادة النظر او خلط اوراق في لبنان والاتجاه مثلا نحو حكومة تكنوقراط  بل على العكس من ذلك. اذ ان التشدد الذي اظهره النظام السوري في وجه معارضيه يتوقع اظهاره في لبنان، ولو ان هناك دعوة الى الحوار في سوريا وفقاً لما اعلن. وفيما اكد الرئيس سليمان في افتتاح المبنى الجديد في اليسوعية الحاجة الى حوار عميق فان ايا من المعنيين يثق بأن ذلك قد يكون متاحاً في المدى المنظور. فاذا كان لبنان مرآة تنعكس فيها الحال السورية وفق ما فسر البعض الحلحلة التي حصلت في موضوع وزارة الداخلية في موازاة اشاعة الانطباع عشية "جمعة الحرائر" في سوريا بان الازمة هناك شارفت  الانتهاء، فانه ليس متوقعاً الايحاء بالضعف او التراجع بل على العكس من ذلك. يضاف الى ذلك عنصر آخر يتمثل في معطيات تفيد أن الولايات المتحدة تتجه الى تصعيد ضغطها على سوريا  في الايام المقبلة مما يخشى ان يعني ان التشدد الأميركي ستحاول دمشق ان تقابله بتشدد معاكس اي عدم تقديم اي هدايا مجانية وخصوصا في لبنان.

لكن المشكلة بالنسبة الى مصادر في الاكثرية ان الخلاصات تكمن في مجموعة امور  لا يمكن اعتبارها ايجابية في مصلحة الاكثرية الجديدة من بينها:

ان الخلافات بين قوى هذه الاكثرية تفجرت على نحو لم يعد الحديث محصوراً في الصالونات المغلقة. فلا الحد الادنى من التواصل قائم بين رئيس الجمهورية ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" في حين ان التواصل هو في حده الادنى بين هذا الاخير والرئيس المكلف في ظل تحميل بعض الافرقاء علنا الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي المسؤولية في حين ان جوهر الخلاف يكمن في مطالب بعض هؤلاء، ولا سيما مطالب العماد عون.

وقد اسفر انكفاء قوى 14 اذار وتحديدا رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري في الاسابيع القليلة الماضية مع تصاعد التطورات السورية وما تثيره من احتمالات على لبنان، وعلى رغم مآخذ كثر على ذلك، عن "تعرية" الاكثرية الجديدة التي افتقدت اهدافا تحملها مسؤولية التعطيل او العرقلة او اي أمر آخر من الامور التي دأبت على تحميلها اياها وهي في المعارضة. فانكشف تناقض افرقائها وعدم انسجامهم كما ضعف رهان البعض على امكان هذا الفريق ادارة البلد افضل من ادارته السابقة، وخصوصا ان الخلافات المفتوحة لن تستكين بعد تأليف الحكومة، متى او في حال تألفت، بل ستكون اكثر شدة، علماً ان ذلك يضع البلد في ازمة وليس الاكثرية الجديدة وحدها.

ان التعثر في تأليف الحكومة بالتزامن مع التطورات التي اندلعت في سوريا شكّل اثباتاً لم تقوَ قوى الاكثرية على دحضه، لعجزها عن الاضطلاع بمبادرة ذاتية لا ترتبط بالبوصلة السورية المحركة لها. وهو الامر الذي عاد عليها حتى الآن بنتائج سلبية على المستوى الداخلي، كما على مستوى المجتمع الدولي الذي بات يملك أكثر من قرينة على مخاوفه الاساسية من حكومة اللون الواحد.

وبات مجمل هذه العوامل يطرح تساؤلاً كبيراً إذا كانت الاكثرية تدرك حقيقة أن الحكومة غير قابلة لأن تشهد النور في الظروف الحالية، أقله وفق الصيغة المطروحة، وهي تحاول أن تمرر الوقت بافتعال العقبات لعجزها عن التأليف أو التراجع ايضاً.

 

أهم من التأليف: أي حكومة لأي دور؟

النهار/علي حماده     

لم يتبين بعد سبب هذه الهبّة التي حصلت خلال الاسبوع المنتهي اليوم على صعيد تأليف الحكومة الجديدة. وعلى رغم صرخة النائب وليد جنبلاط "المنسقة" التي اطلقت حركة التأليف الحكومي بدا ان حل الخلاف على حقيبة وزارة الداخلية كان جزءا بسيطاً من المشكلة المستعصية التي تتقاطع فيها اعتبارات عدة بعضها داخلي يتعلق بالمحاصصة ومعظمها خارجي يتعلق بالاشارات التي يتلقاها الساسة اللبنانيون، وعلى اساسها يبنون حساباتهم ولا سيما على مستوى تشكيل الحكومة. وبديهي القول ان حسابات ميشال سليمان او حسابات نجيب ميقاتي مختلفة عن حسابات الثنائي الشيعي الممسك بورقة الأكثرية الجديدة، وبالتأكيد إن حسابات سليمان وميقاتي قد لا تتطابق راهنا مع حسابات اكثر مستعجلي ولادة الحكومة وليد جنبلاط. والأخير يزور دمشق للتشاور في موضوع تشكيل الحكومة في وقت حساس يقتل فيه عشرات لا بل مئات المواطنين السوريين العزل في كل المدن والقرى على امتداد  البلاد برصاص النظام! بالعودة الى موضوع الحكومة، واضح ان ثمة ضغطا على القوى المعنية هنا للاسراع في حل كل الاشكالات بين الحلفاء وتأليف حكومة من اجل "تمتين" جبهة ما يسمى "الممانعة الاقليمية" ولا سيما الشريك السوري الذي صار بحاجة الى حشد حلفائه في كل مكان بعدما بدد كل رصيده من الصداقات في المنطقة وخارجها، بدءا من الصديق التركي وصولا الى الشريك الفرنسي. والحال ان الخيار الأمني الذي ينتهجه النظام في سوريا لم يفض الا الى تأجيج الداخل، وكسر حاجز الخوف، وأفقد الأسد الابن مكانته في المجتمع الدولي كشريك يمكن التعامل معه. وفي احسن الاحوال سيحصل تغيير كبير في سوريا، وفي اسوئها بالنسبة الى النظام طبعا، سينتهي الأمر بزواله.

وسؤالنا هنا هل يجوز ان يتلقى اللبنانيون "النصح" من دمشق بعد كل ما حصل هناك منذ الخامس عشر من آذار؟ وهل ان هذا  الناصح في جبل قاسيون جدير بأن يستشار لقضية في نظام ديموقراطي؟

كما اشرنا سالفا، قد لا تتطابق حسابات ميشال سليمان ونجيب ميقاتي وحسابات "حزب الله" او حركة "امل" في هذه المرحلة، وقد لا يكونان راغبين في ان تتشكل حكومة مواجهة لخدمة النظام في سوريا في ظل تفاقم الاوضاع هناك. واستمرار المراوحة لا يتوقف عند رئيس الجمهورية والرئيس الملكف وحدهما بل ان "شبق" الجنرال ميشال عون للسلطة يفعل فعله ايضا. وقد يكون من المهم بمكان القول ان التحولات التي تعصف بالمنطقة تجعل من مسألة بناء الحسابات اللبنانية امرا شاقا لا بل مستحيلا على المدى القريب، فما بالك ببناء الحسابات على المديين الاوسط والابعد؟ ان تشكيل الحكومة في هذه الظروف تحديدا لا أهمية له ويكاد يكون عنوانا سخيفا وإن جرى تغليفه بصرخات وشعارات كبيرة، وهو تفصيل صغير، لأن الاساس وقبل اي شيء آخر، هو ان نجيب عن السؤال: أي حكومة لأي دور؟  

 

شمس الدين يعاتب قبلان

النهار/احمد عياش 

بعث الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين، آخر رئيس للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى برسالة افتراضية يعاتب فيها نائب رئيس المجلس الحالي الشيخ عبد الامير قبلان على موقفه الاخير من البيان الختامي للقمة الروحية التي استضافتها بكركي قبل أيام. ومما جاء في الرسالة الافتراضية التي لم تنشر من قبل: "أخي وصديقي ورفيق عمري الشيخ عبد الامير. أتوجه اليك من العالم الآخر بهذه السطور علَّها تكون مفيدة لأبنائي واخواني الشيعة الامامية الذين يفترض بالمجلس أن يكون إطاراً تنظيمياً جامعاً لكل قواهم الحيّة المتحركة والمكوّنة للجماعة الشيعية. لكن، كما تعلم، وكما أوضحت في كتاب "الوصايا" الذي كان آخر ما تركته قبل رحيلي عن الدنيا، انه حصل خطأ بإدخال الجسم النيابي الشيعي أعضاء حكميين ومن غير انتخاب في جسم المجلس الشيعي مما أدخل جميع انقسامات الشيعة في صميم المجلس وجعله منصة سياسية في التعامل مع الدولة.

أخي عبد الامير، أنت تعلم جيداً أن أخانا الكبير الامام موسى الصدر الذي كان على يده التأسيس وقيام المجلس، بعد التطورات التي نشأت نتيجة للفتنة في لبنان، وتكوين التنظيمات والميليشيات المسلحة والحرب الاهلية، والتي أخرجت المجلس من الحياة الفاعلة اليومية في المجال السياسي، لجأ الى حصر الدور السياسي برئاسة المجلس أي تحديداً بالإمام السيد كي يتدارك ما يمكن تداركه في التعامل مع القضايا اللبنانية والعربية العامة. وفي هذه المسألة بالذات يكمن الهدف وراء رسالتي هذه.

لقد أثلج روحي أن أرى هذا التجمع المبارك الذي ضم اخوتنا رؤساء الطوائف اللبنانية يوم الخميس الماضي بجهد مشكور من أخينا البطريرك بشارة الراعي. فنحن نمر بحقبة تاريخية مفصلية تتعلق بقضايا التنوّع والتعددية السياسية مما يستوجب حضوراً وفاعلية للمسيحيين في لبنان. ولكن، بعد بيان هذا التجمع كدرني وأوجعني ما صدر عنك من كلام تتحفظ فيه عن عبارة "حق الدولة في تحرير أراضيها التي تحتلها اسرائيل"، لأن فيها على ما ترى استبعاداً لدور "المقاومة" التي يمثلها حصرياً، وهذا خطأ، أبناؤنا في "حزب الله". واقترحت أن تحل كلمة "لبنان" بدلاً من "الدولة". وأسألك بكل محبة: هل كنت في حاجة الى أن تخلق هذا التمييز بين فكرة "الدولة" وفكرة "لبنان" وهو في رأيي لا وجود له، مما تسبب فعلياً بالتمييز بين الشيعة وسائر مكونات العائلة الروحية في لبنان، مع أن أحداً من رؤساء الطوائف الأخرى لم يضع "حزب الله" خارج مهمة تحرير الاراضي التي تحتلها اسرائيل في لبنان؟

في ختام رسالتي الموجزة، أود أن أكرر لك، وبمحبة، وكما قلت في "الوصايا" انني أوصيت قبل وفاتي بانجاز "الامانة العامة للقمة الروحية اللبنانية" من أجل اعتماد خطاب وطني واحد جامع. لكن سامحك الله على الموقف الاخير الذي يتسبب بالانقسام الوطني ويخلق توترات طائفية داخل المجتمع، كما يظهر الشيعة أقلية وهذا فخ أوصيت أبنائي الشيعة ألا يقعوا فيه أبداً!".

 

سفينة إيرانية على وشك إشعال الحرب بين طهران والخليج 

المنامة – وكالات/القناة/ تعتزم قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني تسيير رحلة بحرية إيرانية إلى مملكة البحرين للدفاع عن شعبها، على حد قول مهدي أقراريان أحد قياديي الباسيج المحافظ، حيث خاطب أنصاره قائلاً: (أمرنا الإمام الخميني بالدفاع عن الشعوب المظلومة في العالم؛ لذا سنذهب لنصرة البحرين بحراً مهما كلف الثمن).

كما أعلن لأنصاره عن تسيير رحلة بحرية إيرانية إلى مملكة البحرين قائلاً: (لن نخشى أي شيء في حركتنا هذه التي تعد واجباً إنسانياً، وسوف نوصل رسالة الشعب الإيراني إلى الشعب البحريني). قال أقراريان المنفذ الأساسي: لإيفاد القافلة البحرية إلى البحرين إنه لن ينتظر موافقة من أحد لأن تسيير القافلة واجب ديني وإنساني، وإنه مستعد للموت إذا تم اعتراض القافلة من قبل الجيش البحريني. وتعد هذه الخطوة التصعيد الأمني الأخطر بين البلدين الجارين، ويبدو أن الأحداث الأخيرة ساهمت في إيصال العلاقات السياسية إلى نفق مظلم.

هذا وقد أكد قائد الجيش البحريني الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة أن القوات الخليجية ستبقى في البحرين بعد رفع الأحكام العرفية الشهر المقبل. وقال الشيخ خليفة، القائد العام لقوة دفاع البحرين: (قوات درع الجزيرة ستبقى في البحرين بعد انتهاء فترة السلامة الوطنية تحسباً لمواجهة أي خطر خارجي).

وحذر القائد العام لقوة دفاع البحرين المحتجين من العودة إلى الشوارع وخاطبهم قائلاً: (إن عدتم عدنا، وستكون عودتنا أقوى). وتزامنت تصريحات أقراريان مع تصريحات نارية أخرى جاءت على لسان نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني حسين إبراهيمي الذي أعلن أن إيران لن تتصالح مع البحرين مادام تربط البحرين علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأكد إبراهيمي: (إننا نرفض أي علاقة مع الحكومة الحالية في البحرين ولا نريد أي علاقات دبلوماسية معها). ومن جانبه، صرّح وزير خارجية إيران علي اكبر صالحي من العاصمة العراقية بغداد أثناء لقائه برئيس الوزراء العراقي نوري بالمالكي، قائلاً بحسب مصادر عراقية مطلعة: إن إيران لن تكف عن الضغط الدولي والسياسي في الملف البحريني. وأضاف: أن مطالب الشعب البحريني لا يمكن أن تحل بالقوة العسكرية وأن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي، ولم يشرح الكيفية التي ستتدخل بها إيران لتنفيذ رؤيتها السياسية. وبحرينياً قضت محكمة السلامة الوطنية الابتدائية الدائرة الثانية بسجن 12 شخصاً بمدد تراوحت بين سنة وثلاث سنوات في قضايا الجنح بتهم كالتجمهر في مكان عام والقيام بأعمال شغب وحيازة منشورات والتحريض علناً على كراهية النظام، كما قضت المحكمة ببراءة ثلاثة من المتهمين وهم: مصطفى صالح ناصر، وإبراهيم منصور حسن، ومرتضى أحمد عبد الله. كما حكمت محكمة السلامة الوطنية بالسجن 15 عاماً على حمد يوسف كاظم المتهم بالشروع في قتل عدد من رجال الأمن العام والاشتراك في تجمهر بقصد الإخلال بالأمن العام وإتلاف عدد من السيارات التابعة لوزارة الداخلية، في حين أجلت المحكمة قضية المتهمين الـ21 (التنظيم الإرهابي) إلى الاثنين 16 مايو/أيار الجاري.

 

احتجاجات الغضب تعم سورية ونظام الأسد يعلن عن مبادرة للحوار 

دمشق - القناة + وكالات : قالت النشطة البارزة في الدفاع عن حقوق الإنسان رزان زيتونة إن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص ستة مدنيين على الأقل أثناء مظاهرات مؤيدة للديمقراطية في ثلاث مدن يوم الجمعة. وأضافت أن أعمال القتل حدثت في مدينة درعا الجنوبية مهد الانتفاضة التي بدأت قبل شهرين ضد نظام الحكم المطلق للرئيس بشار الأسد وأيضا في القابون إحدى ضواحي دمشق ومدينة حمص في وسط البلاد. وقال نشط حقوقي أخر إن قوات الأمن فتحت النار أيضا على مظاهرة ليلية في بلدة الميادين على مسافة 40 كيلومترا شرقي بلدة دير الزور في شرق سورية مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص. وأضاف أن القمع الأمني تزايد في الأيام القليلة الماضية في المنطقة القبلية قرب الحدود مع العراق حيث يجري ضخ اغلب إنتاج سورية من النفط والبالغ 380 ألف برميل يوميا. وكانت الاحتجاجات اندلعت في عدة مدن في المنطقة داعية للإطاحة بالأسد.

الجيش ينسحب من بانياس

إلى ذلك، أعلن وزير الإعلام السوري عدنان محمود في مؤتمر صحافي عقده الجمعة في دمشق ان الجيش السوري (باشر الخروج التدريجي) من بانياس (شمال غرب) ومنطقتها واستكمل خروجه من درعا وريفها في جنوب البلاد.

وقال الوزير السوري : (بعد الاطمئنان لاستعادة الامن والهدوء والاستقرار، باشرت صباح اليوم وحدات الجيش الخروج التدريجي من بانياس وريفها، كما استكملت الوحدات المنتشرة في درعا وريفها خروجها التدريجي للعودة الى معسكراتها الاساسية).

وأضاف الوزير أن (الحياة الطبيعية بدأت تعود الى هذه المناطق ويمارس المواطنون حياتهم الاعتيادية). وكانت هاتان المدينتان شهدتا مواجهات عنيفة اوقعت الكثير من القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سورية في اذار/مارس الماضي.

وقتل متظاهر الجمعة في حمص بوسط سورية برصاص أجهزة الأمن السورية خلال تفريق تظاهرة، كما أعلن ناشط في المدينة. وقال الناشط الذي طلب عدم كشف هويته (سقط قتيل في حمص حين أطلقت قوات الأمن النار لتفريق إحدى التظاهرات).

وأوضح المصدر (القتيل يدعى فؤاد رجب وعمره 40 عاما. واصيب برصاصة في الراس). وقتل خمسة اشخاص الأربعاء بنيران قذائف دبابات في حمص التي تقع على بعد 160 كلم شمالي دمشق وكان دخلها الجيش في 6 ايار/مايو، بحسب الناشط.

وتم نشر عدد كبير من الجنود وعناصر قوات الامن الجمعة في معاقل حركة الاحتجاج في سورية تحسبا لحدوث تظاهرات جديدة ضد النظام، بحسب ما افاد ناشطون.

من جهة أخرى اعتبرت تركيا انه (من المبكر جدا) القول ما إذا كان على الرئيس السوري بشار الأسد الرحيل، محتفظة بحذرها الكبير حيال جارها السوري منذ اندلاع حركة احتجاجات غير مسبوقة في هذا البلد.

وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مقابلة بثتها قناة بلومبرغ الاميركية مساء الخميس أن تركيا نصحت بإجراء إصلاحات في سورية قبل اندلاع الاحتجاجات في البلاد، واصفا الرئيس الأسد بأنه (صديق).

وقال: -لقد تأخر (في الاصلاحات). آمل في ان يتخذ بسرعة تدابير مماثلة ويتحد مع شعبه لانني في كل مرة ازور سورية اشهد على العاطفة الشعبية الكبيرة تجاه بشار الأسد-.

وردا على سؤال عما إذا كان على الأسد مغادرة السلطة، اجاب اردوغان (من المبكر جدا اليوم اتخاذ قرار لان القرار النهائي سيتخذه الشعب السوري ... يجب الحفاظ على وحدة سورية وسلامة اراضيها).

وخلال الشهر الماضي، زار موفدون اتراك دمشق في محاولة لاقناع القادة السوريين بالقيام باصلاحات بشكل سريع. وتخشى تركيا من انتقال الاضطرابات في سورية الى اراضيها في ظل وجود متمردين اكراد على جانبي الحدود بين البلدين. وتخشى ايضا الوصول المحتمل للاجئين سوريين الى اراضيها بعد نزوح مجموعة من 200 قروي نهاية نيسان/ابريل.

وتظاهر حوالى 200 شخص الجمعة ضد الرئيس السوري بشار الأسد وقمع التظاهرات في سورية، امام القنصلية السورية في اسطنبول.

وقالت المعارضة ان المتظاهرين رددوا (الأسد، اخرج من سورية) و(لن ننسى حماه ودرعا)، وهما المدينتان السوريتان اللتان قتل فيهما عدد كبير من المتظاهرين برصاص قوات الامن. وانضم عشرون سورية يقيمون في اسطنبول الى التظاهرة التي نظمتها بضع منظمات منها منظمة آي.اتش.اتش الاسلامية الخيرية، بعد صلاة الجمعة.

من جهة اخرى حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من اي تدخل اجنبي في سورية، داعيا المعارضة السورية الى عدم تكرار (السيناريو الليبي)، كما افادت وكالات الانباء الروسية.

وقال لافروف خلال زيارة الى كازاخستان (اننا قلقون جدا لان عملية المصالحة، عملية بدء حوار تأخرت بسبب نوايا بعض المشاركين في هذه العملية لجهة استدراج قوات اجنبية لدعم تحركاتهم).

وحذر لافروف من تكرار (السيناريو الليبي) في سورية بعد ان ضاعفت موسكو في الاسابيع الاخيرة انتقاداتها للضربات الجوية التي شنها التحالف الدولي في ليبيا حيث يواجه نظام معمر القذافي ثورة شعبية غير مسبوقة.

النظام يعرض الحوار

 إلى ذلك، أعلنت الحكومة السورية الجمعة، عن مبادرة لـ(حوار وطني شامل) في مختلف المحافظات، في الوقت الذي أفادت فيه تقارير حقوقية دولية بسقوط ما يزيد على 850 قتيلاً برصاص قوات الأمن، خلال أكبر احتجاجات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، منذ توليه السلطة خلفاً لوالده عام 2000.

وقال وزير الإعلام السوري، عدنان محمود، أن (الحكومة تعكف حالياً على تنفيذ برنامج الإصلاح الشامل، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، بما يخدم مصلحة الشعب)، وأكد أن (هناك تلازماً بين الأمن والاستقرار من جهة، والإصلاح من جهة أخرى)، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وقال محمود، في مؤتمر صحفي عقده في مجلس الوزراء الجمعة، إنه (في ضوء الحالة التي نشبت في بعض المحافظات، نتيجة قيام مجموعات مسلحة بقتل المواطنين، وترويع الأهالي والسكان، وحرق الممتلكات العامة والخاصة، وتعطيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتهديد المدارس، وتحدي الأمن العام وسلطة الدولة، تم إرسال وحدات من الجيش والشرطة والأمن، لتعقب من يحملون السلاح).

وأشار وزير الإعلام السوري إلى أن الرئيس بشار الأسد أصدر ما وصفها بـ(تعليمات مشددة)، بعدم إطلاق النار واستخدام السلاح، وذكر أن (استهداف الجيش من قبل المجموعات المسلحة) كان غير مرتبط بقيام تظاهرات، وإنما (كان نتيجة هجوم المجموعات المسلحة على نقاط للتفتيش في بعض المناطق).

وفيما يتعلق بالحوار الوطني، قال وزير الإعلام السوري إن الرئيس الأسد التقى فعاليات شعبية من مختلف المحافظات السورية، واستمع إلى آرائهم ومطالبهم ورؤيتهم لما يحدث في سورية، و(ستشهد الأيام القادمة حواراً وطنياً يشمل كل المحافظات السورية)، بحسب ما نقلت الوكالة الرسمية.

ورداً على سؤال حول التصريحات التي أدلى بها رجل الأعمال رامي مخلوف، قال وزير الإعلام إن هذه التصريحات تعبر عن رأيه الشخصي، ولا تعبر عن موقف الحكومة أو القيادة في سورية.

وكانت تقارير إعلامية قد نقلت عن مخلوف، أكثر رجال الأعمال السوريين نفوذاً وابن خال الرئيس السوري وأقرب أصدقائه، قوله إن (النخبة السورية الحاكمة سوف تقاتل حتى الرمق الأخير، في الصراع الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث اضطراب، أو حتى اندلاع حرب في الشرق الأوسط). 

 

واشنطن: بالمرصاد.. نصيحة لـ"حزب الله" بالبقاء خارج الحكم

• شبح كونيللي يلاحق ميقاتي

  وهكذا تصبح الحكومة في قفص الاتهام

دمشق "تتمنى" ولا تضغط على الزر الأحمر

• هل يغسل رئيس الجمهورية يديه من التشكيل؟

• مصادر القصر: طروحات تعجيزية..

مصادر ميقاتي: الأمور ليست مقفلة ولا إفراط في التفاؤل

بيروت ـ نبيه البرجي/المحرر العربي

في حين كان يخيّل للبعض أن ساعة التأليف قد أزِفَت، ظهرت السفيرة الأميركية مورا كونيللي عند الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي لتقول له: "نحن بالمرصاد!".

أكدت على ثوابت الإدارة، فالالتزام ينبغي أن يكون كاملاً بمقررات مجلس الأمن الدولي، لا سيما القرارين رقم 1559 (حل الميليشيات وسحب سلاحها) و1701 الذي أحدث واقعاً قانونياً وعملانياً بعد حرب عام 2006.

ولعل النقطة الساخنة، أو القاتلة، هنا هي تأكيد الالتزام بموجبات المحكمة الخاصة بلبنان، بعدما بدأت المعلومات تتسرب عن أن التعديل الأخير الذي أدخله المدعي العام الدولي دانيال بيلمار على القرار الاتهامي ينطوي على معطيات فائقة الأهمية، والخطورة، في آن، إن على المستوى الأفقي (اتساع مساحة الاتهام لتتعدى الحدود اللبنانية) أو على المستوى العمودي، أي أن أصابع الاتهام لن تتوقف عند من نفذوا على الأرض، بل انها ستتجه صعوداً إلى من خططوا ومن أمروا بالتنفيذ.

موقف "حزب الله"

وحتى إذا ما ظل الاتهام في نطاقه السابق والضيق، فماذا سيكون موقف وزراء "حزب الله" إذا ما طالبت المحكمة الدولية الحكومة اللبنانية بتسليمها عناصر الحزب الذين أصبحت أسماؤهم معروفة بعدما تسربت إلى وسائل الاعلام الألمانية والفرنسية والكندية، ناهيك عن وسائل الاعلام الأميركية؟.

تقول مصادر ديبلوماسية انه إذا تلكأت الحكومة أو تمنّعت عن تسليم أو توقيف المتّهمين، فستصبح هي في قفص الاتهام، وستعامل على أنها خارجة على القانون الدولي، وربما "أغدقت" عليها الولايات المتحدة صفة "الحكومة المارقة"، فمنذ إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري في مطلع العام الجاري، وبالطريقة التي فهمها الأميركيون على أنها تتخطى إزاحة شخص إلى إدخال لبنان في سياق سياسي واستراتيجي معيّن، وواشنطن تبعث بالتحذير تلوَ التحذير، حتى وإن حاول البعض، وبقصر نظر منقطع النظير، أن يشيعوا بأن فلسفة باراك أوباما بعيدة جداً عن فلسفة جورج دبليو بوش، وبأن الإدارة منشغلة في ملفات أخرى أكثر حساسية وأكثر تعقيداً.

الدخول إلى الضاحية

وتسأل المصادر إياها عن الذريعة التي ستلجأ إليها السلطات اللبنانية لتبرير عدم القبض على الذين ستصدر المحكمة الدولية مذكرات جلب بحقهم. وهل يمكن لهذه السطات القول انها لا تستطيع الدخول إلى ضاحية بيروت الجنوبية وتعقب الأشخاص المعنيين لأن هذه المنطقة تدار من قبل "حزب الله" الممثل بالحكومة؟. وما يردده الديبلوماسيون الأميركيون والغربيون من أن التبرير القائل بأن مكان المتهمين مجهول لن يكون مقبولاً، هذا إذا لم تتضمن اللائحة أسماء معروفة جداً، ولا مجال للقول إنها مجهولة باقي الهوية أو مجهولة الإقامة.. إذاً، شبح كونيللي بدأ يلاحق ميقاتي وقبل التأليف. لا دلائل البتة على أن واشنطن التي تعقّبت البنك اللبناني – الكندي، وتتعقب الآن قنوات مالية في أفريقيا تقول أنها تصب في مكان معيّن، ستستكين أو تغضّ الطرف...

اللاعب السوري الشاطر

وتشير المصادر إلى أنه حتى "اللاعب السوري الشاطر" الذي كان يمكن أن يغطي الحكومة العتيدة بوسائله الخاصة هو الآن جريح وينزف، وما يعنيه الآن، بالدرجة الأولى والثانية والثالثة، أن يجتاز الأزمة بأقلّ كمية ممكنة من الأضرار، لا بل أن المعلومات الديبلوماسية تتحدث أو تؤكد أن ثمّة عروضاً قدّمت إلى دمشق وتتعلق بـ"حزب الله" وبالعلاقة مع إيران..

وهنا يأتي من ينصح الحزب بالبقاء خارج الحكومة ما دام الحلفاء يشكّلون الغالبية فيها لأن وجوده أو تمثيله في هذه الحكومة يعني أنها ستكون، منذ اليوم الاول، أمام اختبارات بالغة الدقة، فالولايات المتحدة عاقدة العزم على أن تنقل موضوع القرار الاتهامي إلى مجلس الأمن الدولي، مع ما يرتّبه ذلك من أثقال معنوية ومادية على الحكومة.. أما قوى 8 آذار/مارس، أو الصقور فيها فيقولون أنه مثلما "أرغمت" واشنطن على غضّ الطرف عن تنفيذ البند الثاني من القرار 1559، ولسبع سنوات حتى الآن، منعاً لانفجار الوضع الداخلي في لبنان، فهي لن تستطيع أن تفعل شيئاً بعدما ازداد هذا الوضع هشاشة وتعقيداً، حتى وإن كان البعض يعتبر أن انشغال دمشق بمشاكلها، بل وحتى استعدادها لـ"التفاهم" (وهذا ما يبدو مستبعداً كلياً الآن)، سيجعل الأمور مختلفة الآن...

سلاح ذو حدّين

والصقور إياهم يعتبرون أن ثمة أوراقاً كثيرة في يد السوريين، كذلك في يد "حزب الله"، وهم يعتبرون أن التهديدات الأميركية سلاح ذو حدّين، وأن من الأفضل الآن "رفع اليد" عن الملف اللبناني، بـ"اعتبارنا في منطقة الاحتمالات"... وإذا كان الرئيس المكلف يعرف عنه أنه ليس بالشخصية الاستعراضية التي تكشف أو تسرّب ما يحدث في الغرف المقفلة، فإن أوساطه توضح أنه يبلغ كل السفراء الذين يلتقيهم أن مهمته هي إنقاذ البلاد من المخاطر التي تحدق بها، وإذا كانت الدول المعنية تتوخّى فعلاً مساعدة لبنان، فإن المطلوب منها أن تحدّ من حجم هذه المخاطر لا أن تزيد منها.. ورغم أن بعض المراجع لا تزال تصر على أن العوائق داخلية أمام تأليف الحكومة، وبعد كل هذه المدة الطويلة، فإن ما يقال داخل الغرف المقفلة يشير إلى حسابات دقيقة تحيط بالتشكيل، والذي يجري هذه الحسابات ميقاتي على وجه التحديد، فهو يميل حتماً إلى حكومة تكنوقراط يعتبرها الأفضل، والأكثر واقعية في الظروف الراهنة، كما أن هذه الحكومة يمكن أن تحظى بثقة قوى 14 آذار/مارس، أو على الأقل تهاونها لتتصدى للملفات الصعبة التي تتراكم يوماً بعد يوم، وهو ما تحتاج اليه البلاد وبإلحاح..

صراع الجنرالين

ولكن أمام إصرار القوى التي سمته على حكومة سياسية، ولا مانع من أن تكون مطعّمة ببعض التكنوقراط، فهو يركّز على إيجاد توازن داخل الحكومة لا يجعلها رهينة في قبضة أحد الأطراف المشاركة، فيما ترى أكثر من جهة سياسية أن صراع الجنرالين (ميشال سليمان وميشال عون) وصل إلى حدود خطيرة، حتى ان أحد المراجع لم يتردد في أن يبعث برسائل إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للتدخل شخصياً، فمن استطاع أن يجمع سليمان فرنجية وسمير جعجع، وبينهما جدار الدم، (ومعهما أمين الجميّل وميشال عون)، يمكنه أن يتجاوز شكليات تتعلّق برمزية الموقف الرئاسي ليجمع في قداس، أو في صلاة، أو على غداء "الميشالين" والإثنان مارونيّان وتابعان لبكركي..

شخصية دفاعية وشخصية مدفعية

هذا بعدما تبيّن أن عون الذي طرح اسم العميد المتقاعد مروان شربل لحقيبة الداخلية، يريد أن يستأثر بالوزراء الموارنة الخمسة الآخرين، أي أنه يريد تعرية رئيس الجمهورية من "ثوبه" الماروني، حتى وإن كان هناك من يأخذ على هذا الأخير أنه يتصرّف، في ما يتعلّق بتشكيل الحكومات أو بالانتخابات، مارونياً أو مسيحياً، فيما ترفعه المادة 49 من الدستور إلى ما فوق كل الطوائف الـ18 التي تتواجد في لبنان. وعلى هذا الأساس، يقول مرجع في الأكثرية الجديدة لا "يهضم" عون من قريب أو بعيد، ان المواجهة باتت مكشوفة جداً بين رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني الحر"، وهي لن تكون لمصلحة الأولى، أن لانتقاده الشخصية الهجومية (حتى ان البعض يقول ان الفارق بين سليمان وعون أن شخصية الأول دفاعية وشخصية الثاني مدفعية)، أو لأنه في موقع يفرض عليه الكثير من الموجبات الدقيقة، فيما الآخر يتحرّك، ويعمل، من دون أي ضوابط..

المايسترو..

والمرجع إياه ينصح سليمان، في منتصف ولايته هذا الشهر، بألا يكون طرفاً في صراع الحقائب، فدوره الأهم هو المايسترو الذي يعرف كيف يسير بالبلاد بين الألغام من دون أن ينفجر أي منها.. إذاً، التفاؤل بدأ بالتلاشي. التمنّي السوري (مجرّد تمنٍّ) لم يبلغ مداه. ربما اعتاد اللبنانيون لغة أخرى للسير في هذه الطريق أو تلك، فيما دمشق تنظر في كل الاحتمالات، وحتى في شائعة قيام مساعد وزير الخارجية لشؤون لشرق الأدنى وشمال أفريقيا جيفري فيلتمان بزيارة لبنان. سواء تشكّلت الحكومة في لبنان سيّان، قد يكون بقاء الوضع عالقاً هذا أفضل لها تكتيكياً على الأقل بعدما اختبرت حلفاءها وتبيّن لها أنهم، في معظمهم، غير صالحين للأوقات الصعبة. ما الحل؟ أكثر من جهة سياسية تقول "لننتظر ما يحدث في سورية، إذا مرّت "جمعة الحرائر" بعنف أقل كان هناك كلام، وإن ازداد العنف، كان هناك كلام آخر. أحد السفراء العرب قال أن ميقاتي، وفي الظروف الحالية، أفضل بكثير على أن يكون رئيس لا حكومة على أن يكون رئيس حكومة!. التمنّي السوري لا يعني الضغط على الزر الأحمر. الحكومة إلى ما شاء الله، فمصادر القصر الجمهوري تتحدث عن "طروحات تعجيزية"، أما مصادر ميقاتي فتعتبر أن الأمور ليست مقفلة إنما دون أفراط في التفاؤل. التعثّر هو عنوان اليوم، وكل يوم...

 

الدولة مشروع الشيعة ولا يمكن أن يكون لديهم أي تحفظ على دورها"

بيضون: تحفّظ "الشيعي الأعلى" على بيان "القمة الروحية" يعكس وصاية بري وحزب الله ويظهر كأنّ في لبنان مشروعًا شيعيًا خاصًا

رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن "الثوابت التي التزمتها القمة الروحية المسيحية - الاسلامية في بكركي تراعي حساسيات كل الأطراف في لبنان"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ "انعقاد هذه القمة كان بحد ذاته الحدث الأهم إذ إنّ مجرد اجتماع القادة الروحيين يشكل دليلاً جديًا على النية بإعادة لبنان إلى العافية الوطنية وجادة العيش المشترك".

بيضون، وفي حديث لموقع “NOW Lebanon” أعرب عن أسفه "للتحفظات التي صدرت عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بعد خمس ساعات على صدور بيان القمة الروحية، ما يدل على أنّ الشيخ عبد الأمير قبلان تعرض لضعوط حزبية من الرئيس نبيه بري وحزب الله"، ورأى بيضون أنّ "هذه التحفظات ليست في محلها على الإطلاق، وهي تظهر وجود إرادة لدى بري وحزب الله في إبراز وصايتهما على المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى"، مشددًا في المقابل على وجوب أنّ يكون هذا المجلس "مؤسسة تحتضن كل ألوان الطائفة الشيعية وأطيافها".

إلى ذلك، لاحظ بيضون أنّ "التحفظات التي سجلها المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على بيان القمة الروحية في بكركي تعكس أيضاً رغبة بري وحزب الله في إبراز خصوصية شيعية مختلفة عن باقي الطوائف اللبنانية ومواقفها، وكأنّ هناك مشروعًا شيعيًا خاصًا في لبنان"، وأكد بيضون في المقابل أنّه "أمر غير مقبول على الإطلاق، نظرًا لكون الجمهور الشيعي العريض يرفض أن يكون للطائفة الشيعية مشروع خاص بها في لبنان"، موضحًا في هذا المجال أنّ "الدولة هي مشروع الشيعة وبالتالي لا يمكن ان يكون لديهم أي تحفظ على دور الدولة في مختلف الميادين".

وفي معرض تعليقه على تحفظ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على ورود عبارة حق "الدولة" بدل حق "لبنان" في تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة في بيان القمة الروحية، قال بيضون: وكأنّ "حزب الله" يحاول أن يقول إن هناك أطرافا خارج الدولة تعمل لتأخذ دور الدولة، وهو أمر مسيء للبنان والدولة في آن معًا".

كما أشار بيضون إلى أنه "لا فرق بين عبارتي الصراع العربي-الاسرائيلي والصراع الفلسطيني-الاسرائيلي، إنما الأمر كناية عن لعب على التعابير لا أكثر"، لافتًا في المقابل إلى وجود "محاولة من بعض الأطراف لمصادرة القضية الفلسطينية من الفلسطينيين لصالحها، من مثل المحاولات الإيرانية والتركية على هذا الصعيد"، وشدد بيضون على كون "القضية الفلسطينية هي القضية العربية الأساس، وأن دور القيادة والريادة فيها يعود للشعب الفلسطيني وحده".

وإذ لفت إلى أنّ "البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سعى إلى لمّ الشمل الوطني عبر حوار بكركي تمهيدا لتعميم الحوار بين مختلف الأطراف اللبنانية، لكنّ بري وحزب الله رفضا حتى أمرًا مماثلاً"، أشار بيضون ربطًا بتجنّب بيان القمة الروحية ذكر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إلى أنّ هذا البيان قصد "مراعاة جميع الحساسيات"، مشددًا في الوقت عينه على أنّ "المطلوب معالجة الأزمة الوطنية القائمة غير أن هناك أطرافًا ترفض المصالحة الوطنية والحوار الوطني والدليل على ذلك أنّ طاولة الحوار التي انعقدت في قصر بعبدا لم تفض إلى أي نتيجة حتى الآن"، ودعا بيضون في هذا السياق إلى "تجديد قواعد العيش المشترك، في وقت تُظهر مجريات الأمور وكأنه أصبح لكل طائفة في لبنان كانتونها الخاص وجيشها الخاص وسياستها الخاصة ومحورها الإقليمي الخاص وتمويلها الخاص... وهذا أمر خطير للغاية".

 

باسيل: لا بديل عن النظام الموجود في سوريا

وكالات/إعتبر وزير الطاقة والمياه جبران باسيل أنّ "التسريبات المتفائلة والمتشائمة حول موضوع الحكومة بمثابة الإستخدام غير الصحيح الذي تلجأ إليه وسائل الإعلام لغايات معيّنة، مشيراً إلى أنّ "البعض حاول تصوير وزارة الداخلية وكأنها عقدة العقد في الوقت الذي بدأنا نلاحظ أننا كلما وصلنا إلى حل يبدأ الترويج لعقبات أخرى لا نعرف سببها". باسيل، وفي مقابلة خاصة بصحيفة "صدى البلد" تنشر غداً، أعلن أنّ "التيار الوطني الحر" تبلّغ رسمياً موقفاً ايجابياً في ما يتعلق بالحل الذي طرح لمسألة الداخليّة ومن ثم تفاجأنا بعودة أجواء التشاؤم الى الافق عبر بث معلومات تفيد بعرقلة المساعي". وأضاف: "نعمل على إعادة توازن كان مفقوداً في السابق ونتخوف أن يكون هناك أموراً نجهلها وتقف وراء هذا التأخير"، مؤكداً أنّ التصريح الأخير للنائب وليد جنبلاط يعتبر بمثابة صرخة ألم نتفهّمها وسنعمل على تذليل كل العقبات التي توضع في وجهنا". كما تطرّق باسيل إلى الوضع في سوريا، مؤكّداً أنّ "لا بديل عن النظام الموجود ولن يكون مناسباً للبنان أو أي دولة في المنطقة أن نشهد نظاماً مستسلماً أو نظاماً مشجّعاً للإرهاب والحركات الأصوليّة لأنّ في ذلك خطر على المنطقة عموماً والمسيحيين خصوصاً". وبشأن موضوع البنزين ورسومه، قال باسيل: "عليهم الإختيار بين أن لا يكون هناك بنزين في البلد أو أن يكون هناك بنزين حارق وفي كلتا الحالتين هناك حريق وفي هذا الموضوع بالذات أنا مع الناس ولست مع الخزينة

 

تنفيذ قرار فرانسين رهن موقـف بلمار.. السيد يتطلع لمستند برامرتس للادعاء على "موقّفيه" 

موقع 14 آذار/شكل القرار الذي اتخذه قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال فرانسين، المتصل بتقديم المستندات المطلوبة الى اللواء جميل السيد، محطة مهمة في مسار عمل المحكمة. فعشية البت في القرار الظني الذي رفعه المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار اليه عكست هذه المحطة حرص المسؤولين والقيمين على المحكمة على تعزيز مصداقيتها، بعد سيل الانتقادات التي سيقت ضدها متهمة إياها بالتسييس.

وأوضحت مصادر حقوقية مواكبة لعمل المحكمة لـ"المركزية" ان من غير الممكن راهناً تقييم ما صدر عن القاضي فرانسين، لأن الأمور مرتبطة بمدى التنفيذ والآلية التي ستعتمد في تطبيق القرار، واشارت الى انها تترقب الموقف الذي سيصدر عن القاضي بلمار في ما إذا كان سيستأنف القرار وهل محكمة الاستئناف ستجمّد تنفيذه. وقالت هذه المصادر ان تقييم موقف القاضي فرانسين يتم في ضوء الآلية التنفيذية التي سيصار الى اعتمادها من دوائر المحكمة لكي يتم تسلم المستندات والأدلة المقبولة قضائياً خصوصاً من قبل القضاء الاسباني والسويدي والألماني لكي يمكن ملاحقة المقترفين وشهود الزور. وأكدت المصادر انها اعتباراً من مطلع الشهر المقبل قد تتمكن من بدء استلام المستندات تباعاً وفق الآلية التي سيتم اعتمادها من أجل ذلك بعدما يتبين ان قرار القاضي فرانسين كان حاسماً لجهة تسليم المدعي اللواء جميل السيد المستندات وان توقيفه ورفاقه الضباط الثلاثة تم استناداً الى افادات شهود زور يعمل السيد على ملاحقتهم. وكشف مصادر قضائية لـ"المركزية"، ان اللواء السيد يرغب في خلال المطالبة بتسليمه المستندات والوثائق العائدة لافادات القرار الذي صدر عن رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج برامرتس بعد مرور سنتين على توقيف الضباط، الى المدعي العام اللبناني القاضي سعيد ميرزا الذي يقول فيه ان لجنة التحقيق استنفذت مدة توقيف الضباط الأربعة، وانهم اصبحوا في عهدة الدولة، ويجب تأمين الحماية لهم، لكي يتسنى للواء السيد استنادا الى هذا القرار الادعاء على من عمل على استمرار توقيفه طيلة هذه الفترة.

واعتبرت أوساط سياسية ان خطوة القاضي فرانسين تأتي مقدمة لخطوة أخرى متوقعة ربما تجسدت بإعلانه قبول القرار الظني الذي رفعه اليه بلمار بعدما أدخل اليه تعديلات بناءً لطلبه.

 

المعارضة السورية تتهم واشنطن: أخذت من طهران رأس بن لادن وأعطتها رأس الأسد  

ثمة إجماع في المعارضة السورية ضد الموقف الأميركي "البارد" حيال الثورة المشتعلة في سورية. ويرفض هؤلاء كل التحاليل التبريرية، التي تحاول أن تعطي تفسيرات سياسية لهذا المنحى الأميركي. لا يقيمون اعتباراً لموقف إسرائيل، على اعتبار أن إسرائيل كانت ضد الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك، ومع ذلك اتخذ الرئيس الأميركي باراك أوباما مواقف ساهمت في التعجيل بتنحية أكبر حليف للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط. ولا يقبلون بكل حديث عن مخاوف من انعدام البدائل لحكم الرئيس السوري بشار الأسد، لأنه يستحيل على دولة كبرى أن تعتبر أن لا بدائل عن حكم يديره أربعة أشخاص في بلد قوامه 23 مليون نسمة. يذهب هؤلاء الى أبعد من ذلك، ويعطون مصداقية عالية لنظرية الصفقة السرية. الصفقة التي يتحدثون عنها تتصل بمقايضة حصلت بين واشنطن وطهران، قبل اسابيع ، بدا أن محورها زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن.

يروي هؤلاء أن معلومات وردتهم تفيد بأن السلطات الإيرانية وافقت على أن ترشد الإدارة الأميركية على مكان تواجد أسامة بن لادن، شرط موافقة واشنطن على غض الطرف عما يحصل في سورية من عمليات قمع، بطريقة تمكن نظام الرئيس الأسد، من تخطي أكبر تحد وجودي يتهدده. ويرى هؤلاء أنه، قبل ايام قليلة من قتل بن لادن في باكستان، توقف الرئيس الأميركي باراك أوباما عن اتخاذ مواقف ضد النظام السوري، وتحرك السفير الأميركي في دمشق لإعطاء صدقية للروايات التي يطلقها النظام السوري ضد الثوار، وسجلت وزيرة الخارجية الأميركية نقاطاً لمصلحة الرئيس السوري بشار الأسد، وانفتح الباب السوري المغلق أمام صحيفة "نيويورك تايمز" للقيام بزيارة "موجهة"، بحيث كانت حوارات صحافية هدفت الى تحقيق هدفين ، إبراز نية إصلاحية لدى القيادة السورية من جهة (حديث بثينة شعبان) وإيصال رسالة ود الى إسرائيل، بحيث أبرز النظام أنه هو ضامن استقرار اسرائيل (رامي مخلوف). ويعتبر هؤلاء المعارضون أن أي ثورة شعبية كالثورة التي تشهدها سورية لم تتعرض لمؤامرة خارجية كما تتعرض هي له، ولكن أفق هذا التضييق سرعان ما سوف ينهار، لأن الشعب السوري لا يتأثر كثيراً بإرادة الخارج بل له "أجندة خاصة به"، ولأن السياسيين وقادة الرأي في العالم، ليسوا جزءا من صفقة!

المصدر : يقال.نت

 

 نجاد يعزل وزير النفط وآخرين.. ويواجه البرلمان

أفادت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء أن الرئيس محمود أحمدي نجاد أقال اليوم السبت وزير النفط مسعود مير كاظمي ووزيرين آخرين. وقالت الوكالة إن نجاد "أقال وزراء النفط والرعاية الاجتماعية والصناعة والتعدين لتقليص وزارات الحكومة". وكان من المتوقع أن تشهد وزارة النفط المسؤولة عن خامس أكبر صادرات نفطية في العالم، تغييرات بعدما قال مسؤولون في وقت سابق من هذا الشهر إنه سيجري دمج وزارتي النفط والطاقة ووزارتي العمل والرعاية الاجتماعية. وذكر قناة "الجزيرة" في هذا الصدد أن نجاد أعلن قبل أيام نيته تقليص عدد أعضاء الحكومة بهدف تنشيطها، مشيرة إلى أن ذلك اعتبر من قبل بعض المراقبين معالجة للترهل الذي أصابها. ونظر المراقبون إلى ذلك كإجراء إيجابي واعتبره نجاد جزءاً من حقوقه الدستورية كرئيس، وهو ما رفضه بالمقابل رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني. ولم يصدر إعلان بشأن من سيتولى الحقائب الوزارية الجديدة بعد عمليتي الدمج، علماً بأن البرلمان يجب أن يصادق على تعيين أي وزير جديد في منصبه. ولا يتوقع المراقبون أن يوافق مجلس الشورى على تعيين وزراء جدد بسهولة بعد الانتقادات التي وجهها رئيسه علي لاريجاني لسياسات نجاد الداخلية والاقتصادية.المصدر : الجزيرة

 

الراعي استقبل السفير الايراني

 وطنية - 14/5/2011 استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن ابادي الذي وجه له دعوة لحضور لحضور الاحتفال بالذكرى السنوية لوفاة قائد الثورة الايرانية الامام الخميني، في الاول من حزيران المقبل في قاعة الاونيسكو.

على صعيد آخر يترأس البطريرك الراعي عصر اليوم عرسا جماعيا في كابيلا القيامة- البطريرك صفير ل21 ثنائيا باشراف وتنظيم الرابطة المارونية.

بيان السفارة الايرانية

وصدر لاحقا عن سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت بيان أعلنت فيه ان آبادي زار اليوم الراعي وسلمه رسالة تهنئة من وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور علي اكبر صالحي لمناسبة انتخاب الراعي بطريركا للطائفة المارونية. وأعرب الراعي عن شكره على هذه الرسالة ولما حملته من معان قيمة، مشيرا الى ان بالامكان اعتماد هذه الرسالة كخطة عمل. وقد اشار صالحي في رسالته هذه الى دور لبنان الهام بحضارته العريقة كجسر يربط بين الشرق والغرب في التقريب بين مختلف الاديان والطوائف، مؤكدا ان التعايش السلمي بين الطوائف ووجود الديمقراطية التوافقية إنما يعبر عن أهمية الموقع الذي يمكن ان يحتله لبنان في التقريب بين الاديان وفي الحوار بين القيادات الدينية.

وأعرب آبادي بدوره عن شكره للجهود التي يبذلها البطريرك الراعي في التقريب بين آراء مختلف الاطراف والطوائف اللبنانية، مؤكدا على منحى الجمهورية الاسلامية الايرانية للاحتفاظ بعلاقاتها مع الاطراف اللبنانية كافة ودعم الوحدة والتضامن بين مختلف الفصائل والطوائف في لبنان والوقوف الى جانب شعب لبنان ومقاومته، إنسجاما مع المبادىء المنصوص عليها في دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية حول ضرورة الدفاع عن المظلومين والقضايا العادلة.

 

 سليمان عرض مع الشامي لملفات خارجية

رئيس الجمعية العمومية للامم المتحدة ووزير خارجية تيمور الشرقية زارا بعبدا

وطنية- 14/5/2011 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم رئيس الجمعية العمومية للامم المتحدة جوزف ديس الذي زار لبنان للمشاركة في المجلس الاستراتيجي التابع لجامعة القديس يوسف والذي هو عضو فيه، وشارك ايضا في احتفال تدشين حرم الابتكار والرياضة الذي رعاه الرئيس سليمان امس.

وزرا بعبدا وزير خارجية تيمور الشرقية البانود اكوستاز اكارياس الذي ابلغ الى رئيس الجمهورية مشاركة بلاده رمزيا ضمن الكتيبة البرتغالية في القوات الدولية العاملة في الجنوب اعتبارا من تشرين الثاني المقبل، وابدى امله في تعزيز العلاقات بين البلدين خصوصا على المستويين السياحي والاستثمار ولا سيما في قطاع البنى التحتية حيث تقوم تيمور الشرقية راهنا بحملة اعادة اعمار.

الشامي

واطلع الرئيس سليمان من وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال علي الشامي على بعض الملفات ذات الصلة بعلاقة لبنان مع عدد من الدول.

 

الجميل: مؤسسات الدولة تنذر بالخطر ولا شيء يبرر التقاعس في تشكيل حكومة انقاذ

وطنية - 14/5/2011 اعتبر رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل ان السؤال لم يعد ان كانت الحكومة ستتشكل أم لا لأن المسألة الحقيقية هي بقاء المؤسسات الوطنية أو عدمه، وخصوصا أن مؤسسات الدولة اليوم أصبحت تنذر بالخطر ولم يعد ينفع تشكيل حكومة او عدمه لان اوضاع المواطنين المعيشية والاجتماعية تفاقمت بشكل كبير مما يصعب على اي حكومة معالجتها، وإذا ما انهارت مؤسسات الدولة فأي حكومة لن يمكنها مستقبلا ترميمها، من هنا طرحنا حكومة إنقاذ وطني لمواجهة الوضع الداخلي ولا سيما الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي، اضافة الى مواجهة تداعيات ما يحصل من حولنا من متغيرات استراتيجية دراماتيكية.

وقال أمام وفود أمت دارته في بكفيا اليوم: لا يفكرن أحد أن أي تطور في الاوضاع في سوريا أو ليبيا أو مصر أو اليمن أو غيرها من الحالات العربية يمكن ان توفر الوضع اللبناني المرتبط الى حد بعيد بالوضع العربي. لا يعقل ان يبقى المسؤولون صما عن أصوات استغاثة الناس وغضبهم من الوضع المأساوي الذي وصلنا اليه، فإذا كانت الطروحات التي ادلينا بها غير مقنعة فما هي الاقتراحات البديلة من اجل قيادة هذه المرحلة ودرء المخاطر المحدقة بمصلحة لبنان العليا ومصالح المواطنين الملحة؟

ورأى أن كل الأعذار والتحليلات بشأن موضوع تشكيل الحكومة غير مقنعة على الاطلاق ولا تبرر بأي شكل من الاشكال هذا التقاعس في عملية التشكيل التي تحفظ البلد وتدافع عن مصالحه، وخصوصا ان الشعب نفذ صبره بينما يتظاهر لإسقاط النظام في بلدان معينة فإنه يطالب في لبنان بإنقاذ هذا النظام وانتشاله من عقم السياسة الرديئة التي يمارسها البعض.

وفي ذكرى نكبة فلسطين، قال: لا بد من أن يكون الشعب اللبناني متضامنا مع الشعب الفلسطيني في مسيرته النضالية من استعادة الحقوق المسلوبة، ولم تزل الجماهير العربية في كل الساحات تعبر عن مشاعرها وتصميمها والمضي في المطالبة باستعادة حقوقها المشروعة. وختم الجميل: على الدول العربية، بدءا بلبنان، الاسراع في لملمة الاوضاع الداخلية من اجل تركيز الاهتمام على القضية الفلسطينية التي تعني الفلسطينيين واللبنانيين على السواء وخصوصا ان لبنان عانى ما عاناه في خضم الصراع العربي الاسرائيلي، ولا يمكن للشعب اللبناني الا ان يتضامن مع الشعب الفلسطيني في هذه الذكرى.

ومن زوار بكفيا اليوم، رئيس الحركة اللبنانية الحرة بسام خضر آغا

 

جعجع: حزب الله وسوريا لحكومة مواجهة

وطنية - 14/5/2011 أكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أن المشكلة الأساسية الحالية هي أن الأطراف الرئيسيين وخصوصا حزب الله وسوريا يريدان حكومة مواجهة، بينما رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي يريدان حكومة أقرب ما يكون إلى الواقع اللبناني، فالرئيس سليمان في كلمته في اليسوعية وضع نصف الإصبع على نصف الجرح، وقد لمح للعقد ولكن ليس بوضوح كامل، ورأى أن الفريق الآخر لم ينجح في تشكيل الحكومة، لذلك يدعي وجود إشارات خارجية تعطل مسار التأليف.

وقال جعجع في حديث لإذاعة لبنان الحر قبيل الدخول الى الجلسة السابعة من المؤتمر العام للقوات المنعقد في معراب: ان القوات اللبنانية هي في صلب كل حدث، ونحن نراقب الأحداث التي تحصل في المنطقة إلا أن أحدا لا يستطيع ‏التأثير فيها، وإلى جانب المراوحة القاتلة على المستوى الداخلي ‏عمدت القوات إلى مناقشة نظامها الداخلي. أضاف: مضت ثلاثة أيام على المناقشات ونحن في طور الدخول في اليوم الرابع، والسبب أن النظام يناقش بدقة وكل مادة تدرس بمفردها وخصوصا ان هذا النظام سيؤسس ‏لحزب طليعي ديموقراطي متطور في المستقبل.‏ وأكد ان دوره في المناقشات يقتصر فقط على إدارة الجلسات والنقاش وبالتالي يمتنع عن التصويت، وشدد على ان المواد تقر بالتصويت والاجماع، وتوقع أن تأخذ المناقشات حوالى ‏أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وبعد الانتهاء منها يتم إقرار النظام الداخلي ثم يأتي بعده مانيفست الحزب أو الاعلان السياسي، فيناقش ويقر، ليفتح بعده باب الانتساب، وبعد ذلك تجرى أولى انتخابات في الحزب تبعا للنظام الداخلي الجديد. وردا على سؤال، أعلن جعجع أن باب الانتساب سيكون مفتوحا ‏لكل لبناني من أيِّ طائفة انتمى يؤمن بالاعلان السياسي لحزب القوات اللبنانية.

 

"جيروزاليم بوست": مصير غامض لأسلحة" حزب الله" اذا سقط نظام الأسد

المركزية- أعلنت صحيفة "جيروزاليم بوست" انها رصدت مخاوف داخل وكالات الاستخبارات الغربية من أن يحاول "حزب الله" نقل اسلحته المتطورة الموجودة داخل الاراضي السورية إذا شعر بأن نظام الرئيس الاسد على حافة الهاوية. واضافت: "إن قلق إسرائيل الرئيسي ازاء سوريا هو مصير الصواريخ المتقدمة والاسلحة الكيماوية الشاملة التي يمتلكها نظام الاسد، والايدي التي ستقع فيها هذه الاسلحة الخطرة حال سقوطه. وقالت الصحيفة إنه منذ قصف إسرائيل عام 2007 لمفاعل دير الزور النووي، اضطرت سوريا إلى الاعتماد الكبير على الاسلحة الكيماوية والحرب غير التقليدية". وأشارت الى ان الجيش السوري يسيطر حتى هذه اللحظة على مقدراته وقواته، رغم انضمام بعض الضباط الشبان إلى المعارضة.

ونقلت الصحيفة عن ضابط اسرائيلي بارز " ان إيران و"حزب الله" قلقان مما سيحدث اذا سقط الاسد، مما دفعهم إلى ارسال مستشارين إلى سوريا لمساعدة الجيش على قمع الاحتجاجات. واعتبرت ان حصة من أسلحة "حزب الله" صنعت في سوريا او هربت إلى لبنان عبر سوريا، حيث انتقلت بالبر من إيران إلى تركيا متدفقة إلى سوريا وانتهاء بلبنان، واحيانا يتم نقلها بحرا من إيران إلى سوريا ومن ثم إلى لبنان براً ".

 

استنفار إسرائيلي على الحدود قبيل مســيرة "حق العودة"

سينغ: الجيش مسؤول عن الأمن والقانون جنوبي الليطاني

المركزية- عشية مسيرة "حق العودة" التي سينفذها الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين غدا الى بعض النقاط الحدودية الجنوبية في الذكرى 63 لنكبة فلسطين لتأكيد حقهم في العودة إلى أراضيهم المحتلة منذ العام 1948، سادت حالة من الترقب والحذر الشديدين جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل نتيجة الاستعدادات العسكرية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي الذي أعلن حالة الاستنفار العام ودفع بتعزيزات اضافية الى مواقعه الأمامية على طول حدوده الشمالية وفي الجانب اللبناني، نشطت قوات "اليونيفل" بالتعاون مع الجيش اللبناني في تسيير الدوريات على طول الخط الأزرق تحسباً لأي طارئ.

"اليونيفل": الى ذلك، أكد الناطق باسم "يونيفيل" نيراج سينغ أن "الجيش اللبناني هو المسؤول عن الأمن والنظام والقانون" في منطقة جنوب الليطاني.

ورداً على سؤال عن دور "اليونيفل" خلال "مسيرة حق العودة" التي ستنظّم في بلدة مارون الراس الحدودية غداً، أجاب سينغ: "نحن في إطار التعاون والتنسيق مع الجيش نبقى على اتصال معه، كما ان الجيش اللبناني يبقينا على علم بمختلف الانشطة المقررة ليوم الأحد. وتستمر "يونيفل" في القيام بأعمالها بشكل عادي وتُبقي تركيزها على الشؤون المتعلقة بمهمتها المنصوص عليها في قرار مجلس الامن الرقم 1701".

 

سوريون نزحوا مجدداً إلى شمال لبنان والجيش ينتشر تحسباً لأي طارئ

المركزية- تزايدت اليوم حركة النزوح السورية في إتجاه منطقة وادي خالد الحدودية في شمال لبنان على إثر الإضطرابات في منطقة تل كلخ السورية. وفي هذا الإطار اكد مصدر أمني لـ "المركزية" ان الحدود الشمالية تشهد إنتشاراً كثيفاً لفوج المجوقل في الجيش اللبناني تحسباً لأي طارئ، مشيراًُ إلى ان العديد من سيارات الإسعاف والدفاع المدني تتوجه إلى المنطقة لنقل الجرحى إلى المستشفيات المجاورة. إلى ذلك زارت جمعية "الإرشاد الخيرية" و"جهاز الطوارئ والإغاثة "التابع للجمعية الطبية الإسلامية المنطقة الحدودية الشمالية، حيث قدموا الحصص الغذائية وبعض المساعدات الحياتية اليومية للنازحين إضافةً إلى معايدة عديد منهم من خلال المستوصف الجوال.

 

عصابة لبنانية – سورية" وراء خطف الاستونيين! ومعلومات عن وجودهم في منطقــــة حدودية

المركزية - بعد مرور نحو شهرين على خطف الاستونيين السبعة في لبنان في 23 آذار الفائت، على أيدي مسلحين على طريق المدينة الصناعية في زحلة بعد وقت قصير من وصولهم الى لبنان على دراجات هوائية آتين من سوريا ، لا يزال الغموض يلف هذه القضية رغم مواصلة السلطات اللبنانية إهتمامها بالموضوع، حيث افاد مصدر أمني "المركزية" انه لم يتمكن المحققون اللبنانيون من تعقب الرسائل التي وردت الى المواقع الالكترونية في المرتين السابقتين، لكن الشريط المسجل الذي ارسل في المرة الثالثة قادهم الى تحديد اسم المرسل وعنوانه في دمشق، مؤكدا أن السلطات الأمنية باتت على يقين أن عملية الخطف تمت بواسطة "عصابة لبنانية – سورية" محترفة مسلحة، لافتا الى الحصول على معلومات تفيد بوجود المخطوفين في منطقة على الحدود اللبنانية – السورية. وقال المصدر ان توقيت هذه العملية جاء تزامناً مع إندلاع الإحتجاجات في سورية، ليتمكن من إستخدام المخطوفين كورقة مقايضة مع المجتمع الدولي الذي بدأ يضيّق الخناق على سوريا عبر فرض عقوبات نتيجية الإفراط في قمع هذه الاحتجاجات الشعبية. وأوضح المصدر أن السلطات الفرنسية والاستونية باتت على علم بهذه المعلومات وهي تناقش المسألة مع الجهات المعنية. وفي وقت يسود قلق من أن تدخل هذه القضية عالم النسيان، رأى المصدر ان عملية اطلاق المخطوفين "قد تستغرق مزيدا من الوقت لا سيما في ظل ما يشهده لبنان من أزمة حكومية وما تعيشه سوريا من حركة احتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وكانت القوى الامنية اللبنانية نفذت سلسلة عمليات بحث ومداهمة أسفرت عن توقيف عدد من الاشخاص الذين شاركوا في تنفيذ عملية الخطف.

 

صرخة سليمان تعبير عن الوجع اللبناني فهل من مجـــيب؟

مشاورات خلف الكواليــس لتذليل العقد المتــرنحــــة

ميقاتي ينتظر أجوبة الأكثرية ويتمسك بالحقائب الأمنية للرئيس

المركزية- لم يقترن اختراق "عقدة الداخلية" في مسار تشكيل الحكومة، على أهميته، بمعطيات عملانية تدفع قدما نحو ابصار حكومة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي النور سريعاً وفق ما كان يراهن أصحاب الشأن، وبقي اسم العميد المتقاعد مروان شربل نموذجاً يؤمل ان يحتذى في حل عقد توزيع باقي الحقائب والأسماء الخاضعة لمقايضات صعبة، عبر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بأبلغ الممكن أمس عن مدى تأثيرها السلبي الموجع على الواقع اللبناني بصرخة وجهها من الجامعة اليسوعية ضمنها رسائل تستوجب من المعنيين التمعن في مضمونها وأخذها في الاعتبار لملاقاتها في منتصف الطريق بعدما تلمس الجميع، من دون استثناء، مدى الخطر المحدق بالبلاد وحراجة الأوضاع على المستويات كافة.

وصرخة رئيس البلاد توجت صرخات كثيرة أخرى كانت سبقتها من مواقع روحية واقتصادية تقاطعت عند ضرورة المباشرة فوراً بتشكيل الحكومة لإخراج البلاد من حال المراوحة العقيمة في ظل الأخطار الداهمة المحدقة بها من كل حدب وصوب.

من متن الدستور: وفي انتظار أجوبة يترقبها الرئيس المكلف من ممثلي قوى الأكثرية على أسئلة طرحها تقوم على مبادئ لا يحيد عنها في أسس التشكيل، قالت مصادر مواكبة لـ"المركزية" انه في أعقاب المصادقة "غير الرسمية من الطرفين المعنيين على اسم وزير الداخلية العتيد فإن الرئيس ميقاتي يتشدد في إعادة تصويب مسار التشكيل" برمته نحو صلب الدستور والانطلاق في مسار التشكيل في متنه وليس على ضفافه، كما سرت العادة في الحكومات الأخيرة التي قامت على أسس المحاصصة وتوزيع "المغانم" على الأطراف والطوائف.

وأوضحت ان الرئيس ميقاتي عازم على نقض منطق احتكار الوزارات لطوائف او قوى سياسية والانطلاق من منطق المداورة وحق الجميع في تولي الوزارات على اختلافها من دون فيتوات على أحد او التمسك بحقائب وأسماء كشرط للمشاركة وإنما عرض المطالب على ان يترك القرار لصاحبي الشأن المخولين وحدهما البت في التشكيلة، اي رئيسا الجمهورية والمكلف بالمهمة.

وأشارت الى ان حرص ميقاتي على نيل حكومته الثقة من الكتل النيابية لا يعني في اي حال ان تمحض الثقة على حساب الأسس الدستورية.

عقد التشكيل: ولخصت أوساط مطلعة على المفاوضات على مستوى التشكيل العقد الكامنة في عدم احداث الخرق المرجو بالآتي:

1- مطالبة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون بتسع حقائق لا ثماني وخمسة وزراء موارنة والتمسك بحقيبة التربية مقابل تخليه عن "الاتصالات".

2- مطالبة الرئيس نبيه بري بحقيبة الطاقة وهي من حصة العماد عون بدل "الصحة".

3- تحديد هوية وأسماء الوزراء في الحصة الشيعية والحقائب المبتغاة، لئلا يفاجأ الرئيس المكلف في اللحظات الأخيرة بأسماء قد لا تتجانس مع تشكيلته التي يريدها فريق عمل واحد.

4- إصرار الرئيس ميقاتي على إبقاء الحقائب الأمنية لمصلحة وزراء يقترحهم الرئيس سليمان حرصاً على النأي بها عن التجاذبات السياسية بين الأطراف.

5- تمثيل المعارضة السنية التي يتمسك "حزب الله" بإسناده حقيبتها الى فيصل كرامي فيما يبدو الاسم متجهاً وفق الأوساط نحو واحد من ثلاثة: أحمد طبارة – بيروت، عبد الرحمن البزري – صيدا أو محمد القرعاوي – البقاع.

الصيف والشتاء: وسط هذه الأجواء استغربت أوساط في التيار الوطني الحر منطق الصيف والشتاء تحت سقف واحد متسائلة، لما المسموح لغيرنا محظور علينا وكيف يمكن لسائر القوى والطوائف ان تسمي من تشاء او تستأثر بمجمل ممثليها في الحكومة فيما لا يتسنى للكتلة النيابية الاوسع تمثيلاً في الأكثرية ان تسمي ممثلي الطائفة المارونية أو تقترح اسماء من طوائف أخرى لتمثيلها في الحكومة العتيدة.

 

جنبلاط استقبل وفودا بلدية وشعبية وتربوية: لدعم المدرسة الرسمية وابقاء التنوع المناطقي فيها

 وطنية - المختارة - 14/5/2011 استقبل رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، في قصر المختارة اليوم، في حضور وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال وائل ابو فاعور والنائبين نعمة طعمة وعلاء الدين ترو، وفدا من اقليم الخروب ضم رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي محمد حبنجر والشيخ اياد عبدالله وفاعليات تربوية وهيئات ثقافية واجتماعية، بمناسبة تعيين غادة اسماعيل مديرة لدار المعلمين في شحيم- عانوت.

والقى كل من مختار عانوت محمد اسماعيل ومديرة دار المعلمين كلمتي شكر للنائب جنبلاط ولوزير التربية في حكومة تصريف الاعمال حسن منيمنة.

ورد جنبلاط بكلمة دعا فيها الى ضرورة دعم المدرسة الرسمية وابقاء التنوع المناطقي فيها وعدم انغلاق كل مدرسة على نفسها، معتبرا ان المدارس الخاصة اصبحت من لون واحد. وابدى كل الاستعداد لدعم دار المعلمين بالتعاون مع وزارة التربية وتقديم التجهيزات الضرورية والسعي من اجل انجاز البناء المطلوب.

كما استقبل وفدا كبيرا من جبهة التحرر العمالي ضم الامين العام عصمت عبد الصمد وممثلين عن القطاعات والمهن الحرة. وبعد شرح من عبد الصمد عن اوضاع هذه القطاعات ومطالبها، اكد جنبلاط على حقوق العمال والموظفين والعاملين في القطاع الخاص، مشددا على عدم وقوف هذه المطالب عند حدود طائفية او مذهبية، واعدا بمناقشة الحاجات في جلسات عمل بهذا الخصوص. واستقبل ايضا وفدا من أهالي بلدة البرجين في اقليم الخروب شكره على تعيين المهندس فادي لطفي في احد مراكز التنظيم المدني، والقى كل من مختار البلدة عدنان بو عرم وحبنجر كلمتي شكر بالمناسبة، كما استقبل وفدا من الفرديس- حاصبيا تقدمه رئيس البلدية انيس سليقا، وآخر من مشايخ بيصور تحدث باسمه الشيخ ابو نبيل اديب ملاعب.

واستقبل جنبلاط وفدا من ادارة مدرسة مار جرجس المارونية في عين دارة ترأسه الاب شكرالله شهوان، ووفدا من المجلسين البلدي والاختياري في بقعاتا- الجديدة ومجدلبعنا، ووفودا بلدية عدة.

 

ماروني:مصلحة ميقاتي بحكومة شاملة والكتائب ترفض المشاركة العشوائية والتخلي عن حلفائها

 وطنية - 14/5/2011 - أسف النائب ايلي ماروني في حديث الى إذاعة صوت لبنان لأن يصبح منطق رجالات السياسة هو منطق المحاصصة، وبعيدا عن الكفاءة، مشيرا الى ان السياسيين اللبنانيين لا يتعظون من الوضع في العالم العربي. وأكد ماروني أن السوريين خصوصا لا يريدون الدفع باتجاه تشكيل حكومة في لبنان، فهم لا يريدون الاستعجال بورقة قد تكون منقذة للنظام من خلال تفاهمات ممكنة مع قطر والسعودية والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. واعتبر أننا وصلنا إلى مرحلة كان من المفترض أن تكون مرحلة استقرار خصوصا في ظل وجود حكومة سميت بحكومة الوحدة الوطنية، مشيرا إلى أن حزب الكتائب حاول خرق جدار المراوحة عبر اقتراح حكومة انقاذ من خلال المشاركة الوازنة والفاعلة لمختلف قوى 14 آذار على أساس سياسة واضحة من السلاح والمحكمة والعلاقات مع سوريا، كاشفا أنه طلب من حزب الكتائب المشاركة الا ان الحزب يرفض المشاركة العشوائية ويرفض التخلي عن حلفائه. وأكد أن التواصل مستمر دائما بين حزب الكتائب والرئيس ميشال سليمان، وقال:ان اوراق قوى 14 اذار موضوعة لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف المفترض بهما السهر على المصلحة الوطنية من خلال تشكيل الحكومة والاستحقاقات المقبلة وأبرزها وضع قانون للانتخاب ومسألة التعيينات الادارية.

وقال:إن رئيس الجمهورية هو صمام الأمان وبالتالي يجب أن تكون الحقائب الأمنية بيده. وتوقع ماروني تشكيل الحكومة بالتزامن مع صدور القرار الاتهامي المرتقب أواخر هذا الشهر. ان حزب الله يحاول ان يلعب الدور الذي كانت تقوم به سوريا في لبنان.

وعن الحديث الاخير للنائب وليد جنبلاط تمنى أن يعيد جنبلاط النظر برؤيته السياسية، سائلا: هل يرضى أن يستمر في تغطية الدويلة على حساب الدولة وتغطية السلاح غير الشرعي على السلاح الشرعي. ورأى أن من مصلحة الرئيس ميقاتي أن يكون رئيسا لحكومة شاملة لأن حكومة اللون الواحد ستكون نهاية لمسيرته السياسية إضافة الى ما حكي عن رسائل أميركية وفرنسية ضاغطة في حال انتاج حكومة تشكل استفزازا للمجتمع الدولي.

وعن القمة الروحية الاسلامية - المسيحية، اعتبر أن المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى قد يكون تعرض لضغوط لكي يعترض على البيان، مؤكدا أن الشعب اللبناني هو من حرر أرضه لأن الشعب اللبناني كله مقاوم. واعتبر أن البيان الختامي لقمة بكركي يتناقض واهداف حزب الله وجزء كبير من الطائفة الشيعية أصبح أسير مشروع الحزب.

 

كسر أبواب السجن السوري الكبير

النهار/علي حماده     

حتى الخامس عشر من آذار 2011 كان الرئيس الراحل حافظ الاسد لا يزال يحكم سوريا من قبره. فالنظام الذي بناه على مدى عقود طويلة من الحكم الامني والقبضة الفولاذية استمر بعد وفاته مع ابنه الرئيس الاسد. ورغم تبدل بعض الاسماء البارزة او القديمة بأخرى شابة وجديدة، فإن طبيعة النظام بقيت قائمة من الناحية العملية، واضيفت اليها طبقة من رجال الاعمال أمثال رامي مخلوف وغيره من الذين زاوجوا بين السلطة والمال الى أبعد الحدود.

قبل الخامس عشر من آذار 2011 كان مضى على وراثة الاسد الابن رئاسة سوريا عن والده اكثر من أحد عشر عاما، ولم تتبدل طبيعة النظام في أساسها: فلا الحكم الامني البالغ القسوة تغير، ولا تراجع عدد الاجهزة او تغيرت طبيعة عملها لتخرج من حياة المواطن العادي. استمر حكم السوريين بالخوف، وبتمنين الناس بـ"إيجابية" الاستقرار المجتزأة و الخارجة عن سياق حياة وطنية طبيعية. لم ترفع حالة الطوارئ، ولم تجر تعديلات حقيقية على الصعيد الدستوري لتعديل بنود عفا عليها الزمن وتعود الى حقبة الستالينية مثل المادة الثامنة التي تنص على ان حزب البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع. والحال ان الرئيس الاسد اكتفى بأخذ الجانب الفولكلوري والاعمالي من الحداثة التي أراد أن يعكسها من خلال صغره في السن، بحيث انه قدم نفسه رئيسا شابا وترك قضية الاصلاح التي تحدث فيها مرارا على مدى العقد الماضي مجرد كلام، ووصل به الامر في مطلع السنة الحالية وفي معرض مقابلة شهيرة في الـ"وول ستريت جورنال" الاميركية ان اعتبر ان بلاده تمثل استثناء ولن تبلغها رياح الثورات العربية، وان الاصلاح يحتاج الى أجيال ليتحقق. والحق ان الاسد الابن قال هذا الكلام ويقينه ان الامن أقوى من رياح الثورات العربية، وأن حاجز الخوف لا يمكن اسقاطه. ولكن الامور تبدلت بدءا من الخامس عشر من آذار.

واليوم مضت ثمانية أسابيع متتالية على بدء حركة الاحتجاجات، وقد تحولت الى ما يشبه الانتفاضة الشعبية السلمية، بل انها بدأت تتخذ معالم الثورة على النظام. فالقمع وقتل المئات في كل المدن والقرى، والاعتقالات الجماعية التي تذكرنا بحقبات الاسد الاب في الثمانينات لم توهن عزائم السوريين، و لم تضعف الحالة الاحتجاجية. ولو ان الحرية أعطيت للناس كي يتظاهروا لنزل الملايين.

حتى 15 آذار كان حافظ الاسد لا يزال يحكم سوريا من قبره. و منذ ذلك اليوم والسوريون يقومون بأداء مراسم الدفن النهائية كي يستريح الأب حيث هو، ويستريح السوريون من مرحلة يقلبون صفحتها مرة أخيرة. فالعودة الى الوراء مستحيلة. وبشار الاسد، الذي اختار نهج أبيه في التعامل مع أبناء شعبه، يسير بخطى ثابتة نحو بوابة الخروج المؤلم من السلطة، وسوف تكسر أبواب السجن السوري الكبير بالحكمة والصبر والتصميم، مع بشار الاسد أو بدونه.

 

سعي إيراني وسوري لاستعادة المبادرة لبنانياً ودمشق تريد فرض أمر واقع قبل خطاب أوباما

النهار/هيام القصيفي     

لم يكن الاختراق الحكومي اليتيم بعد اكثر من ثلاثة اشهر، بالاتفاق على اسم وزير الداخلية الجديد العميد مروان شربل، سوى الحجر الذي حرك مياه التشكيل الراكدة. وقد تكون من المرات النادرة التي تعترف بها  قوى سياسية لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون بأنه يساهم، قصدا او عن غير قصد، في احداث ستاتيكو محلي يجنب البلد اليوم مواجهة دولية لا تحمد عقباها. فكما كانت حال الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي في استمهال تشكيل الحكومة خلال اشهر مضت، كذلك هي حال عون الذي ترى مصادر سياسية مواكبة لعملية التشكيل ان مجرد طرحه اسم شربل، وهو العارف انه لا يمكن سليمان رفضه، جاء تحت ضغط مباشر لتعجيل التأليف، فرمى الكرة في ملعب الآخرين على طريقة "اللهم اشهد اني بلّغت"، ما دام جميع المعنيين المحليين يدركون ان الحركة الحكومية الاخيرة قد لا تتعدى الزوبعة في فنجان الازمة، لان الخيار الجدي المطروح على طريقة "مخايل ضاهر او الفوضى" هو الاستقرار الامني الحالي في ظل الانقسام السياسي، او الفوضى في ظل حكومة من لون واحد، لان الوضع اللبناني كان غداة 7 ايار اخطر بكثير مما هو الان، وذهب كل من سوريا وقطر ولبنان في اتجاه حكومة وحدة وطنية وإن مع ثلث ضامن لـ"حزب الله". في حين ان المطلوب اليوم حكومة يكون عنوانها الاول مواجهة المحكمة الدولية والمجتمع الدولي بالوقوف في خندق واحد الى جانب سوريا وايران.

من هنا لا يمكن عزل الحركة الاخيرة عن جملة دلائل واحداث تفرض ايقاعها على الوضع الداخلي، انطلاقا من التطورات العربية، ومن الضغط الذي تمارسه سوريا وايران لاستعادة زمام المبادرة، بعد التشدد التركي المتصاعد حدة يوما بعد آخر على لسان رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان، وتحذيره من "حلبجة او حماه" جديدة، والمواقف القطرية والخليجية عموما.

وفي قراءة لسياسيين لبنانيين، انه في ظل الاحتقان الخليجي، ولا سيما بعد دعوة مجلس التعاون الخليجي كلاً من الاردن والمغرب للانضمام اليه، تنذر قضية اسطول المساعدات الايرانية الى "شعب البحرين المقموع"، بحسب بيان المنظمين، بأنه من المبكر القول إن ايران استسلمت بسهولة للضغط الخليجي او سلّمت بدخول "درع الجزيرة" الى البحرين. ومن شأن هذا التحرك المرتقب مع بداية الاسبوع ان يشكل اول احتكاك مباشر مع دول الخليج، الامر الذي يشكل انعكاسا مباشراً على اكثر من نقطة ساخنة اقليمية.

ويترافق التحرك الايراني خليجيا مع حركة سورية ضاغطة، امنية داخلية، وسياسية عبر التهديدات التي اطلقها ابن خال الرئيس بشار الاسد، رامي مخلوف، في حديثه الى "النيويورك تايمس" ومن ثم حملته على تركيا عبر صحيفته "الوطن". وجاء التهديد السوري في اعقاب كلام مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان التي اعتبرت ان الاحداث في سوريا اصبحت "وراءنا". لكن التهديد الاخير شكل محاولة لكبح الاندفاعة الغربية للجم النظام السوري والتشدد حياله بالتلويح بورقة عدم الاستقرار. ولأن دمشق  اعتادت  منذ ثلاثين عاما ان يكون لبنان احدى اوراق دفاعاتها الخارجية لحماية موقعها الاقليمي، اعطت التشكيلة الحكومية شحنة كهربائية فجائية لتسييرها كأول بند تنفيذي في سلسلة التهديدات السورية. وبعد الاتفاق الفلسطيني الداخلي، والانغماس في  معالجة الوضع الامني المتردي، لم يعد امام سوريا آنياً سوى لبنان لاستخدامه وسيلة لدفع المجتمع الغربي الى الحوار معها، كحافظة للاستقرار فيه وفي المنطقة.

وفي كلام لسياسيين لبنانيين، ان الايام المقبلة ستكون ضاغطة نظرا الى ان الافرقاء المحليين والاقليميين يلعبون في مساحة ضيقة تفصلهم عن الموعد الذي يتحدث فيه الرئيس الاميركي باراك أوباما الخميس عن استراتيجيته الجديدة، ويتوجه فيه الى العالم الاسلامي والعربي. ويأتي هذا الكلام بعد الاتصال الهاتفي بين اوباما والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، وهو الاول لهما بعد الجفاء بين البلدين على قاعدة اختلاف الرؤية في مقاربة ملفات العالم العربي.

واهمية هذا الحدث انه يرسم مجددا خريطة طريق اميركية في تعاملها مع دول المنطقة، وسوريا في المقدمة، بعد التضعضع الذي ساد المواقف الاميركية حيالها. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قد وعدت بها خلال المنتدى العالمي الاميركي الاسلامي في 12 نيسان الفائت.

ودمشق التي كانت تعيش منذ الاسبوع الفائت، بحسب زوارها، قلقا من استخدام ورقة المحكمة الدولية مجددا لمواكبة العقوبات على شخصيات فيها، تحاول فرض امر واقع استباقي لكلام اوباما، اذ ان اي تشكيلة حكومية واياً يكن نوع الحصص فيها ستبقى في نظر المجتمع الغربي حكومة "حزب الله" وستكون عاجلا ام آجلا امام استحقاقي المحكمة والسلاح وغيرهما من بنود مطوية الآن بفعل الانغماس في توزيع الحصص. اما سورياً، فتسعى دمشق الى اسلوب مغاير لما اتبعته في الايام السابقة، يقضي بالالتفاف على المتظاهرين وعدم اللجوء الى العنف الدامي المباشر، وتفادي الاحتكاك بالتظاهرات بعدم اللجوء الى العنف الظاهر، وتقديم صورة اعلامية للغرب اكثر مرونة.

من هنا يرسم الخطاب الاميركي المنتظر بداية مرحلة جديدة اقليمية، لان اي تصعيد حيال دمشق يمكن ان يقابل سورياً بتفاقم للتظاهرات وتوسعها في اتجاه اكثر المناطق حساسية، اي في حلب وقلب دمشق. اما اذا استمرت الرسائل الاميركية المتناقضة، فهذا يعني ان واشنطن، ورغم الحملات الاعلامية الداخلية، اعطت جرعة اوكسيجين جديدة للنظام السوري، من دون ان يعني ان الحركة الشعبية المتنقلة ستنعدم. فسوريا ما بعد 14 آذار 2011 لم تعد حكما هي نفسها كما قبل هذا التاريخ.

 

 

بين تجربة مريرة طويلة واحتمالات "الصفقات"محاذرة سياسية واسعة للتطورات السورية

النهار/روزانا بومنصف   

فيما بدا لمراقبين كثر ان بيروت ستعكس في زمن الازمة السورية المتفجرة منذ 15 آذار الماضي، الكثيرَ مما يريد الخارج معرفته بالنسبة الى ما يجري فيها، فان ابرز الملاحظات التي سجلها هؤلاء هي التهيب اللبناني من التحديات التي يواجهها النظام السوري، اكان في فريق 8 آذار بقيادة "حزب الله" ام في فريق 14 آذار بقيادة الرئيس سعد الحريري باستثناءات قليلة. فلا الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله او اي من المحيطين به تطرق الى الوضع السوري في اي شكل من الاشكال علما ان اخر الاطلالات التلفزيونية للسيد نصرالله تناولت الثورات الشعبية في الدول العربية، وقد نفى عنها اي طابع خارجي مشجعا على المضي فيها وابدى الاستعداد لمساعدتها، ولا الرئيس الحريري من جهته واصل المعركة ليس ضد الحكومة المقبلة التي لم ينجح خصومه في تأليفها الى الآن بل ضد سلاح الحزب الذي اضحى عنوان الحركة السياسية الجديدة لواقع وجود قوى 14 آذار في المعارضة. كما ان تطورات سوريا لم ترد في خطاب الحريري ولو من باب دفع الاتهامات التلفزيونية السورية التي حاولت اقحام تياره في الاحتجاجات الشعبية السورية. وقد بدا لافتاً لهؤلاء المراقبين محاذرة اللبنانيين الدخول في اي موقف من هذه الاحتجاجات في ظل احراج يواجه حلفاء دمشق اكثر من خصومها باعتبار ان سوريا النظام والشعب كانا دوما في موقع واحد بالنسبة اليهم ومع الانقسام الحاصل بين الاثنين ثمة صعوبة كبيرة يواجهها هؤلاء في الفصل بينهما على رغم الوقوف العلني الى جانب النظام تحت عناوين مختلفة. ويزيد في هذا الحرج ان النظام السوري افتقد الى الحجج الداعمة لادعائه وجود مجموعات ارهابية تطلق النار كونه لم يعرض صورة واحدة لمتظاهر يحمل سلاحا ويطلق النار بل لاعترافات منفصلة واسلحة منفصلة ايضا.

الا انه ابعد من الاسباب الظاهرية، فان واقع الامور وفق ما استخلصها هؤلاء المراقبون ان غالبية السياسيين في لبنان يحسنون على الاقل قراءة المواقف وردود الفعل الدولية وهم اكثر حذرا في الانجرار الى اي موقف يتعلق بسوريا الى اي موقع انتموا، استنادا الى تجربة مرة عاشوها خلال اعوام الحرب الطويلة في لبنان حيث كان لسوريا اليد الطولى في العديد من المواقع والمحطات. فمن جهة، يبعد أقرب المدن السورية اقل من ساعة عن العاصمة اللبنانية بما يمكن ان يعني ذلك من احتمال تشظي ما يحصل في سوريا في اتجاه لبنان على نحو خطير جدا وخصوصا في حال اشتدت الامور على النظام السوري علما ان التقارير الغربية التي تبرر عدم نية الغرب التدخل في سوريا عسكريا كما فعل بالنسبة الى ليبيا تتناول احتمال تحرك حلفاء سوريا او من يدور في فلكها بما فيها تحرك "حزب الله" انطلاقا من لبنان. ومن جهة اخرى يبدو راسخا في اذهان اللبنانيين او غالبيتهم عمق التجربة السورية في لبنان والتي افسحت في المجال امام بازارات كثيرة حصلت مع سوريا حتى حين كانت الصراعات الغربية معها على ارض لبنان في ذروة تأججها. وغالبا، ان لم يكن دائما، ما كانت هذه البازارات او ما درج اللبنانيون على تسميته الصفقة، تجرى على حساب لبنان واللبنانيين. ويعتقد هؤلاء ان باب البازارات مفتوح فعلا راهنا وبعيدا من الاعلام وان النظام السوري قد يكون مقبلا على مرحلة من هذا النوع في ظل الاعتقاد انه لا يزال يملك اوراقا عدة يعتقد انه سيقايض بها في مرحلة دفاع النظام عن بقائه واستمراره. مما يخيف اللبنانيين حتى في عدم تدخلهم سلبا او ايجابا في الموضوع السوري.

 

لقاء تضامني مع مسيحيي مصر الأقباط

النهار/بيار عطالله

كان يمكن للقاء التضامني مع المصريين الاقباط رفضاً للعنف الذي يتعرضون له، ان يتحول منبرا لانفلات الهواجس التي تعتمل في نفوس قسم كبير من اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً بنتيجة ما جرى في العراق وما يجري في مصر وسوريا، لكن وجود ممثل للسفارة المصرية ووجوه معروفة من كل الطوائف ادى حكماً الى تلطيف الاجواء وتبريد الرؤوس الحامية. اللقاء الذي دعا اليه رئيس اتحاد الرابطات المسيحية في لبنان حبيب افرام، يضاف الى سلسلة طويلة من لقاءات التضامن التي دأبت "الرابطة السريانية" على تنظيمها مع مسيحيي العراق الذين كثرت الاعتداءات عليهم وتفاقمت اسوة بكل مكونات الشعب العراقي. لكن المريب في لقاء الامس ان وسائل الاعلام المسيحية المرئية والمسموعة لم تغطّ النشاط ولم ترسل مندوبين عنها لاسباب غير معروفة، وكأن الشأن المسيحي لا يعني هذه المحطات، في حين حضرت قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله". ويقول حبيب افرام عن هذا الموضوع بحسرة: "لا يهتمون بمعاناة المسيحيين المشرقيين ولا يكترثون لأمرهم، وتلك مصيبة كبرى".

المشاركون في اللقاء التضامني الذي عقد في النادي السرياني في سد البوشرية قسمان: ضحايا التوتر المصري، اي الاقباط الذين حضر عنهم ناشطون يتقدمهم رئيس الطائفة القبطية في لبنان الاب رويس الاروشليمي الذي تحدث عن كنيسة الاقباط وتاريخ شعبها من عهد الفراعنة، ليخلص الى السؤال: "اين اصبحت مصر الان؟". واشار الى "ان الساكت عن الحق شيطان اخرس، وان الكنائس القبطية تتعرض للاعتداءات لانها رفضت التطبيع مع اسرائيل، وكل من يعتدي على الاقباط عميل اسرائيلي".

اما الناشطان القبطيان ادوار بيباوي وادمون بطرس فاوضحا "ان ثمة 166 جريمة ارتكبت ضد المسيحيين وسجلت لدى وزارة الداخلية المصرية، وان الصراع الطائفي شوكة في خاصرة الثورة"، وقالا ان الاقباط "يتوقون الى دولة الحرية والمساواة والعيش المشترك(...)".

اما القسم الثاني من المشاركين فهم المتعاطفون والقلقون من اللبنانيين المتفقين جميعاً على ادانة ما يجري "لاننا بالهوا سوا". واعتبر الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح في كلمة، "ان ما يحكى عن فتنة في مصر امر مستنكر من المصريين"، كاشفاً عن اجتماعات مكثفة بين الازهر والاقباط.

وأعرب الوزير السابق وديع الخازن عن خشيته من "انحراف الثورة عن اهدافها".

وتكلم ممثلو الرابطة المارونية، و"التجمع اللبناني الارثوذكسي" و"جبهة الحرية" والكتائب و"المردة" ونقابة المحررين عن اهمية التمسك بالعيش المشترك ورفض الارهاب والقمع. وطرح حبيب افرام سؤالاً عما اذا كان المطلوب السكوت على ما يجري والموت بصمت.

وقدم ممثل السفير المصري في الندوة الدكتور احمد ابو الحسن، عرضاً لما قال انه "ملاحظات على الوضع في مصر"، معتبراً ان الكلام عن فتنة طائفية في مصر "امر مبالغ فيه، وان المجتمع المصري متماسك وما يحصل ليس سوى جرائم يلاحقها القانون". وشدد على ان الحكومة الجديدة والمجلس العسكري "اعادا بناء الكنائس التي تعرضت للتخريب، وان المسلمين والاقباط يعيشون معاً في طول مصر وعرضها”. واشار الى ان الثورة المصرية ستكرس مبدأ المواطنة لان المجتمع المصري متسامح ويؤمن بالعيش الواحد، ولان الدولة المصرية قوية وعادلة، وما يجري ليس سوى احداث عادية، ويمكن تجاوزها". وخلص المجتمعون في البيان الختامي الى اعلان "رفض الفتنة الطائفية والمذهبية في اي من بلدان المنطقة وخصوصاً ضد الاقباط، وتحميل الدولة مسؤولية حماية كل مواطن، وطلب وقف خطب التحريض والحقد عبر وسائل الاعلام والتمسك بلبنان مساحة حرية وعيش واحد".

اللقاء حضره ممثلون للرؤساء امين الجميل ونبيه بري وروابط وهيئات مسيحية وبعض قوى المجتمع المدني والهيئات المستقلة، وغابت عنه الكنائس المسيحية اللبنانية الكاثوليكية والارثوذكسية وممثلو قوى مسيحية اساسية مثل "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وغيرهما.

بيار عطا الله     

 

 "كوما" المجلس الشيعي  

علي الامين/صدى البلد

المجلس ليس موجود وليس فاعلا ويبدو واجهة لحزب الله وحده، بلا "أمل" حتى - فوّت "حزب الله" فرصة الانتقال من الجهاد الاصغرالى الجهاد الاكبر 

في اعتراض المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى على بعض ما ورد في بيان القمة الروحية الاخير ما يثر الاستهجان، ليس بسبب مضمون الاعتراض فحسب، بل لان وفد "المجلس الشيعي" شارك في القمة وتبنى البيان وظهر اعضاؤه في الصورة التذكارية في بكركي وشاركوا في الغداء المشترك لممثلي بقية الطوائف بكل ما تقتضي الاصول، واذا بنا، بعد ساعات من صدور بيان القمة، ومع عودة اعضاء الوفد الى منازلهم، صدر بيان عن "المجلس الشيعي" ونائب رئيسه الامام الشيخ عبد الامير قبلان يعترض على بعض بنود "البيان الروحي" ويعتبر ان المجلس غير معني بها. يكشف ما جرى حقيقة ان هذا المجلس بات يفتقد لأي هامش مستقل يتيح لرئيسه ان يعبر عن وجهة نظر قد لا تلائم الحاكم السياسي داخل الطائفة الشيعية. اكتشف "الحاكم" ان البيان اعتمد مصطلح "الدولة" وليس "الوطن" في سياق تحديد مسؤولية مواجهة العدو: فهل الدولة غير الارض والشعب والمؤسسات؟

كما أنّ الردّ على بيان القمة الروحية حمل تأنيبا لوفد المجلس الشيعي الذي شارك قبل غيره: فماذا كان يفعل هؤلاء في لجنة الصياغة وحين تلاوة البيان؟ واذا كانوا مشاركين في هذه القمة فعليا، هل وافقوا ثم اعترضوا بعد ان وصلوا الى بيوتهم؟

الاستهجان تعبير ينطوي على اعتقاد صاحبه بوجود هذا المجلس وفعالية رئاسته، الأمر البعيد عن الصحة. فهذه المؤسسة الشيعية فقدت خصوصيتها وموقعها الجامع من زمان بعيد، وباتت اسما حركيا لـ"حزب الله"، بعدما فقدت حركة "أمل" قدرتها على المنافسة الثقافية والايديولوجية، وحتى السياسية، داخل المجلس.

غنيّ عن القول إنّ الطائفة الشيعية حمّلت ما لا يمكن ان تحتمله ودفعت نحو خيارات سياسية محلية واقليمية وفقا لرؤى ايديولوجية خارج الزمن. رؤى وخيارات عززت ثقافة انعزال الطائفة عن المجتمع، وتنمية العدوانية كنمط تفكير وسلوك سياسي واجتماعي، ووجّهت إلى توتير العصب المذهبي تزامنا مع تأبيد فكرة غياب الدولة.

وجرى ضخ الكثير من الافكار والممارسات في وعي الجمهور الشيعي وحيواته لإبعاد الناس عن مشروع الدولة من خلال تسويق منطق اللاقانون، ما يحيلنا الى 11 عاما مضت، عام التحرير في ايار 2000، وهو الانجاز الاهم للمقاومة و"حزب الله" تحديدا. وحتى اليوم فوّت "حزب الله" فرصة الانتقال من الجهاد الاصغر، اي التحرير، الى الجهاد الاكبر، اي اعادة البناء في الداخل ثقافيا وسياسيا واجتماعيا، عبر الانخراط في اعادة بناء الدولة، مستفيدا من الانجاز التاريخي.

إختار "حزب الله" رهن الطائفة الشيعية الى خيارات اقليمية اكبر منها وتفوق امكانياتها وقدرة لبنان. وهي تدفع منذ عشر سنوات ثمن هذه الخيارات الاقليمية بالمزيد من غياب الدولة، من العدوانية ضد الآخر وعدوانية الآخر ضدّها، وبالنفاق الأخلاقي الذي يجعل من أمير قطر أحد أبطال حرب تموز 2006 رغم علاقاته الوثيقة مع العدو، لننتبه اليوم إلى أنّه "عميل اسرائيلي" بعدما تضامن مع المحتجين في سورية.

وهناك شواهد كثيرة تدل على المأزق الاخلاقي الذي يجعل من عدو الامس بطل اليوم وصديق اليوم متعامل مع العدو غدا، وعلى قاعدة "من ليس معنا فهو العدو". وقد لا نفاجأ إذا تحوّلت المدائح التي تكال للعماد ميشال عون والأدعية التي تتلى على نيته إلى نقيضها.

يمكن القول ان الطائفة الشيعية كما الشيعة خارج ايران، وان بنسب متفاوتة، يتأرجحون بين مدرستين: الاولى نجفية أنتجت خلال مئات السنوات الماضية تشيّعا بعيدا عن الادلجة والسلطة، إستطاع ان يتعايش مع الجماعات المتنوعة، بسبب عدم انخراطه بمشروع سياسي ايديولوجي، والثانية هي التشيع الايراني، الذي عمل على اعادة انتاج الارث الشيعي بقالب ايديولوجي وسلطة محدّدة، حوّلت منظومة الامام الغائب من منظومة تطلع اخلاقي وتطهر ديني فردي، الى منظومة سلطة سياسية، ليتحول المرجع والفقيه، او نائب الامام، الى "الوليّ الفقيه" الواجب الطاعة كما الامام (أنا ممثل الامام وعليكم طاعتي).

فهل يعقل ان يكون الجدل الاهم في ايران اليوم هو التشكيك أو صحة لقاءات مزعومة أجراها الامام المهدي مع نائبه او مع رئيس الجمهورية؟ باختصار التشيع الايراني بهذا المعنى اربك منظومة الوعي الشيعي ونقل هذا الارباك الى الاقليات الشيعية في العالم العربي، واربك ولاءها للوطن والمجتمعات التي يعيشون فيها منذ مئات السنيين. لذلك برزت العدوانية من الشيعة وعليهم، وهنا كان "الإعتراض" على "الإجماع اللبناني" في بكركي، إعتراض بدا واضحا أنّه "حزب اللهي" لا علاقة له بالمجلس الذي وافق قبلا.

هذا الواقع المتحكم اليوم بالوعي الشيعي هو ما يحول دون القدرة على حسم خيارات الشيعة السياسية. فهم يعيشون في خضّم هذا الصراع الذي لن ينتهي ببساطة، بل بخسائر تبدو وكأنها شرط لا بد منه لاستنقاذ التشيّع من الايديولوجيا والسلطة، وإعادته إلى التعدّد والحرية والمجتمع والوطن والأمة.

 

زمن سوريا الاقليمية التي تهدد باوراق في المنطقة انتهى... الاسعد لموقعنا: حكومة الانقلاب لن يُكتب لها النجاح ... والجميع في حالة "انتظار" الى حين اكتمال المشهد  

  ::سلمان العنداري::اعتبر الكاتب والمحلل السياسي نصير الاسعد ان " التخبط الذي تعاني منه الاكثرية الجديدة يتعلق بما افرزته التطورات في المنطقة العربية من احداث ونتائج حتى الان. فالطرفان الاقليميان، سوريا وايران، اللّذان قادا الانقلاب الذي ادى الى اطاحة حكومة الرئيس سعد الحريري مطلع العام الجاري، يعيشان تأزماً على غير صعيد".

ورأى الاسعد في حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني "ان القوى الاقليمية الداعمة لانقلاب كانون الثاني الماضي ليست في وضع يسمح لها الان باطلاق حكومة الانقلاب، لذلك فان ما نشهده من فشل في تشكيل الحكومة، ومن صعود وهبوط في المعلومات حول هذا الموضوع متّصل بشكل مباشر بالمعطى الاقليمي".

وقال الاسعد: "سوريا المأزومة داخلياً والمعزولة عربياً، والواقعة تحت ضغوط دولية متزايدة ومتصاعدة، هي غير سوريا التي قادت الانقلاب في كانون الثاني الماضي، والتي املت ان تحقق منه انجازاً سريعاً آنذاك. هذا وتعيش ايران ازمة داخلية عميقة، وتشهد تراجعاً ملحوظاً في نفوذها وعلى المستوى الاقليمي".

واضاف: "يمكن القول انه بعد 4 اشهر من الانقلاب تبدلت الظروف التي انتجت هذا الانقلاب، وتبدلت الحسابات والمعطيات. وبالتالي فان ما قامت به قوى الثامن من اذار لم ينجح، واثبت فشله بتبدل هذه الظروف الداخلية والخارجية".

وقال: "لو ان فريق الثامن من اذار يملك منطقاً وعقلاً سياسياً استرتيجياً لكانت هناك فرصة لتحقيق مصالحة لبنانية في في اطار الدولة، الا ان هذا الفريق على ما يبدو لا يحسب الامور بشكل منطقي بل تراه مستمراً بالانتظار".

واعتبر الاسعد اننا امام معادلة جديدة في لبنان: " فهناك فريقاً فشل ولكنه لم يستوعب فشله، (وهو فريق الثامن من اذار)، وهناك فريقاً اخر تقدّم، ولكنه لم يحسم تقدّمه بعد، (وهو فريق الرابع عشر من اذار)، اذ ان كل الاطراف تجد نفسها في موقع لا يزال غير محسوم، وهذا ما يجعل الوضع اللبناني مستمر في الدوامة الى امد معين".

وتابع: "الجميع في حالة مراقبة ومتابعة على اعتبار ان لبنان واقع بين مجموعة تحولات في الاقليم، الجزء الاكبر منها يصب في مصلحة 14 آذار، اذ ان التوازن العربي في ظلّ مناخ الثورات باتجاه الحرية والكرامة والديمقراطية، يميل الى مصلحة 14 اذار التي كانت السبّاقة في المطالبة بهذه العناوين منذ العام 2005".

واشار الى "ان 14 اذار بعد اسقاط حكومة الرئيس الحريري استعادت المبادرة السياسية في 14 شباط و13 اذار، ومنذ شهرين تبدو هذه القوى في حالة ترقب لما يجري في المنطقة".

ووصف الاسعد ما يجري في سوريا بأنه "ازمة مفتوحة"، معتبراً ان ما تشهده سوريا ليس ازمة في طريقها الى الانتهاء او الحسم. "ومهما كانت الاكلاف كبيرة ودامية ومؤسفة، فالنظام دخل في دوامة لا يستطيع التحايل او الالتفاف عليها، لان الازمة صارت اكبر بكثير من ان يجري اطفاؤها بالقوة وبالاساليب التي اعتمدت".

واذ لفت الى "ان سوريا وايران تعيشان مرحلة انتقالية وانتظارية"، لم يستغرب الاسعد "امكانية اتخاذ القرار بتشكيل الحكومة لسبب من الاسباب لحسابات معينة لدى الطرفين او لدى واحد منهما"، مشيراً الى انه " في حال اتخذ هذا القرار، تكون اتخذت معه توجهات مواجهة لن يسلما من نتائجها على غير صعيد".

ولم يستبعد الاسعد "عدم تورّع النظام السوري عن محاولة التلاعب بالساحة اللبنانية، من خلال تشكيل حكومة مواجهة في لبنان تكون بمثابة عنواناً "لورقة" يقدّر فيها (النظام) انه يستطيع استخدامها في مواجهة الضغوط العربية والدولية المتزايدة".

وعبّر الاسعد عن اقتناعه بان "زمن بيع الاوراق وشراء الاثمان قد ولى الى غير رجعة"، ولكنه لم يستبعد ان يحاول النظام السوري بعقله السياسي لعب هذه الورقة التي لن تؤتيه باي نتيجة، "وبالتالي فان تشكيل حكومة مواجهة في لبنان لا يقدم خدمة للنظام، ولا يزيد فرصه ولا يحميه، ولا يمنع عنه الضغوط، لانه دخل في مسار من الضغوط المرشحة للتزايد على اكثر من مستوى مما لا يمكنه من صدها بحكومة مواجهة". مُعرباً عن تقديره "ان تكون بعض الهبّات التي تفيد بان الحكومة اقتربت من التشكل على علاقة بان النظام في سوريا يريد الايحاء بانه انهى مشكلته وبانه عائد للعب اوراقه في لبنان".

واضاف: "اعتقد ان زمن سوريا الاقليمية التي تهدد باوراق في المنطقة انتهى، وان الازمة في سوريا مستمرة ولن تنتهي الا بالتغيير الجدي، وان التحدي في لبنان سيزيد المشكلة تعقيداً".

ورأى الاسعد "ان اي حكومة من جانب قوى الاكثرية الجديدة – اذا تشكّلت - ستضعها في مواجهة مع المجتمع الدولي ومع فريق كبير من اللبنانيين، اذ سيكون بانتظارها الكثير من الاستحقاقات المالية والسياسية الداهمة، في ظل العقوبات المفروضة على سوريا وعلى ايران، وامام استحقاق قرار المحكمة الدولية، وفي وقت يعيش فيه العالم العربي حالة ثورة شاملة على الطغيان والدكتاتورية".

واضاف : " البعض يعتقد ان النظام السوري اذا وجد نفسه "مزنوقاً"، قد يلجأ الى الخربطة وزعزعة الاستقرار، ولكن تطور الامور العربية نحو الاصلاح والتغيير سيؤثر ايجاباً على وضعنا الداخلي". وتابع الاسعد: " بدل ان يكون لبنان نموذجاً لمصالحة لبنانية متقدمة بشروطها، ونموذجاً في الاستفادة بالذهاب الى الدولة، فهو اليوم محكوم عليه بالانتظار والترقب لفترة اطول، وبهذا المعنى يمكن اعتبار المسألة الحكومية بانها تفصيلية جداً امام المشهد الاقليمي".

ووصف الاسعد اتهامات كلّ من "حزب الله" وسوريا بالتدخل بالشأن السوري بأنها "ابتزازاً وكذبة كبيرة"، مستغرباً "كيف اصبح التعبير عن الرأي يشبه التدخل"، مُعبّراً عن فخره الشديد "بما تصنعه الشعوب، وبالتضحيات الكبرى التي تقدمها"، مُوجّهاً تحية "الى الشعب السوري الذي انتفض بعد عقود من الخضوع، فاعطى صورة عن ديناميته وتوقه الى عناوين تتلخص بكلمة كرامة الانسان".

واستطرد الاسعد: "نحن في لبنان كُتب علينا لعقود ان نعيش تحت نظام الوصاية. واذا كان عدد كبير من العوامل قد ادى الى تراكم مشروع نضالي للتخلص من هذا الواقع نحو السيادة والحرية والاستقلال. الا ان محركاً ظهر بقوة مع جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو الكرامة".

وقال: "عندما يتحدث السوريون عن الكرامة والحرية، نستذكر ان هذا المعطى كان مُلهماً وعاملاً اساسياً في تحريك التلاقي اللبناني على الخلاص من نظام الوصاية، فضلاً عن الاعتبارات السياسية والوطنية الكبرى الاخرى، لان نظام الوصاية ذلّنا كلبنانيين اكثر مما كان وصياً علينا".

وختم الاسعد بالقول: "كل المحبة للشعب السوري، وكل التضامن معه - من موقعي الثقافي والاعلامي - ومع الشعوب العربية الماضية بالخروج من الماضي ومن اسر ايديولوجيات المرحلة السابقة التي بررت الدكتاتوريات لمسميات قومية ووطنية".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 جوبيه لـ«الحياة»: النظام السوري يتجه إلى الحائط ما لم يغيِّر خطه السياسي

السبت, 14 مايو 2011

باريس - رندة تقي الدين/الحياة

قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، في مقابلة أجرتها معه «الحياة» أول من أمس في باريس، إن سياسة فرنسا غضّتْ لمدى طويل، الطَّرْفَ عن تصرفات متسلطة وطغيان من عدد من الأنظمة في الشرق الأوسط، وذلك بسبب حرصها على مبدأ الاستقرار، لكنها أعادت النظر في هذه السياسة بعد ما حصل في تونس ومصر، حيث تبين ان الاستقرار الحقيقي لا يتحقق بالقمع، بل من خلال الإصلاح، معتبراً ان هذا ينطبق على سورية. وقال إنه لا يأسف لانفتاح الرئيس نيكولا ساركوزي على دمشق، لكن الوضع تغيّر الآن، بسبب إطلاق النظام السوري مدافِعَه على مواطنيه، ما يجعل الوضع غير مؤات للحوار.

ورأى أنه لا بد من انعكاس أوضاع سورية بشكل من الأشكال على لبنان، وتمنى على الحكومة اللبنانية المقبلة أن تحترم استقلال المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأن تزوِّدها بما يلزم لتتمكن من العمل. واعتبر ان وجود قوات حفظ السلام في جنوب لبنان عامل استقرار للمنطقة وللبنان.

وكشف عن زيارة يقوم بها الأسبوع المقبل للشرق الأوسط، في محاولة للاستفادة من فرصة المصالحة الفلسطينية، من اجل إعادة إطلاق نهج المفاوضات والعمل على عقد مؤتمر مانحي السلطة الفلسطينية في باريس نهاية حزيران (يونيو)، ليكون أيضاً فرصة لإطلاق المسار التفاوضي على الأسس المعروفة، وهي حدود عام 1967، وضمان أمن إسرائيل، والقدس عاصمة للدولتين، متمنياً ان تكون هذه فرصة لتحريك الأمور قبل الوصول الى استحقاق الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماع الجمعية العمومية في نيويورك في أيلول (سبتمبر).

ورأى ان العقيد معمر القذافي انتهى، لأنه لا يمكن أن يبقى على رأس بلده وقد تسبب بمقتل الألوف من مواطنيه. وأعرب عن تمسك فرنسا بالعقوبات على إيران وتعزيزها، وعن تمنِّيه بألا تكون الدعوة الإيرانية لمعاودة المحادثات في الملف النووي مع مجموعة الدول الست مناورةً جديدة. وقال إنه يسمع من أطراف أن إيران تعمل على الزعزعة في لبنان والبحرين. ووصف علاقات فرنسا بالسعودية بأنها جيدة على الصعد كافة، وقال إنه رغم الصعوبات التي تواجهها الحكومة العراقية، فإن فرنسا تدعمها سياسياً، لأنها منبثقة عن انتخابات شرعية.

في ما يلي نص المقابلة:

> قال رامي مخلوف، ابن خالة الرئيس بشار الأسد، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، إنه ما لم يكن هناك استقرار في سورية فلن يكون في وسع أحد أن يضمن ما يمكن أن يحصل، وطلب من الغرب عدم الضغط على النظام، الذي قرر مواصلة القتال. ما رأيكم بهذه الأقوال، وهل تعتقدون أن النظام السوري مهدَّد، وهل لا يزال شرعياً؟

- الموقف الفرنسي حيال ما يجري في الدول العربية واضح ومتجانس تماماً، فنحن نعتبر أن تطلُّع الشعوب الى المزيد من الحرية والديموقراطية ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار، وأن استخدام الدبابات للرد على هذه التطلعات غير مقبول، حتى لو كان مبدأ الاستقرار ثمناً لذلك. وعلى مدى فترة طويلة، حرصنا على مبدأ الاستقرار هذا، ما أدى بنا الى غضِّ الطَّرْف عن تصرفات متسلطة، إن لم تكن طغياناً، من عدد من الأنظمة، وشهدنا ما آل اليه هذا في تونس ومصر. لذا نقول الشيء نفسه بالنسبة الى سورية. طبعاً نتمنى أن تكون سورية مستقرة، لكننا نعتبر أن الاستقرار الحقيقي ليس بالقمع، بل بالإصلاح.

> هل فقد النظام السوري شرعيته بنظركم؟

- قلنا مراراً إنه في ما يخص الأحداث في الشرق الأوسط، فإن النظام الذي يطلق المدافع ضد شعبه يفقد شرعيته. ولهذا السبب، نعتبر أنه ما لم يغير النظام موقفه، تنبغي معاقبته. لقد عملنا بهذا الاتجاه مع شركائنا في بروكسيل، حيث حُددت لائحة بأسماء مسؤولين سوريين فرضت عليهم عقوبات، ونعمل مع البريطانيين في الأمم المتحدة على قرار يُدين القمع في سورية، مثلما أَدَنّاه في بلدان أخرى.

> بذلت فرنسا جهداً كبيراً لفرض عقوبات على الرئيس الأسد، لكن برز تباينٌ في هذا الشأن، كيف تفسرون هذا التباين إلى جانب عدم توصل مجلس الأمن الى اتفاق، في حين أنه تم التوصل الى اتفاق على ليبيا؟

- أعتقد أنه لا بد من التمييز، فلائحة أسماء المسؤولين السوريين الذين فرضت عليهم عقوبات من بروكسيل اقتصرت حتى الآن على عدد معين من الأسماء، ولا تشمل الرئيس بشار، لأن الكثير من شركائنا يعتبرون أنه ينبغي إبداء قدر أكبر من الصبر حياله. وهذا ليس موقف فرنسا، لأننا نعتبر أنه مسؤول عن قمع أدى الى مئات عدة من القتلى. نحن نناقش ذلك، والنص الذي أُقر في بروكسيل يفسح المجال أمام توسيع اللائحة. أما في مجلس الأمن في نيويورك، فالأمر مختلف كلياً، إذ نصطدم بفيتو روسي، وأيضاً صيني، استناداً الى مبدأ نعرفه جيداً، فهذان البلدان لديهما حساسية حيال أي شكل من أشكال ما يسمونه بالتدخل، أي الاهتمام بالشؤون الداخلية لهذا البلد العضو أو ذاك في الأمم المتحدة، وتمكنّا من تجاوز هذا المبدأ في ما يخص ليبيا، لأن إمكان حصول مجزرة في بنغازي حمل الجميع على عدم المجازفة بمعارضة ما نقترحه. وإضافة الى تهديد الفيتو الروسي والصيني، لا نعرف ما إذا كانت هناك اليوم غالبية من تسعة أصوات ضرورية للمجلس لمعاقبة سورية. هذا هو الوضع، وعلى رغم الجهود التي نبذلها، لم يحصل تقدم حتى الآن.

> هل تتخوَّفون من انعكاسات للأحداث في سورية على الوضع في لبنان؟

- لا أسمح لنفسي بأي تكهن، لأننا لا نعمل من منطلق الخوف أو تهيّب المستقبل، بل نكتفي بالإثباتات. ببساطة، إن الثابت اليوم هو أنه اذا لم يغيِّر النظام السوري خطَّه السياسي، وإذا مضى في تحليلٍ مفاده أن الحركات التي يواجهها هي حركات تمرد تحظى الى حد ما بتشجيع من الخارج، وليست حركات تعبير شعبي، فإنه يخطئ ويذهب باتجاه الحائط. وهذا ما نقوله له، وتمنينا عليه إطلاق نهج إصلاحات حقيقية، لكنه لم يصغ إلينا. لذا، نحن ماضون على هذا الموقف، ولا أريد أن أذهب أبعد من ذلك في شأن ما يمكن لهذا النظام أن يفعله، أو ما لا يمكنه فعله.

> هل تأسفون لانفتاح الرئيس نيكولا ساركوزي على الرئيس الأسد؟

- إن الوضع الحالي لا يعني أنه لم يكن ينبغي له الإقدام على ما أقدم عليه. أعتقد أن الرئيس ساركوزي كان على حق، فما تغيَّر ليس موقف الرئيس ساركوزي، وإنما موقف النظام السوري، الذي بدأ يطلق مدافع الدبابات على مواطنيه، ما يجعل الوقت اليوم ليس وقت حوار، لكن لسنا السبب في ذلك.

> يقول الرئيس ساركوزي في مقابلته مع مجلة «ليكسبريس»، إن الوضع في سورية يختلف عما هو عليه في ليبيا، فما هو هذا الفارق الذي أشار إليه؟

- في ليبيا كانت هناك مدينة يسكنها مليون شخص تتجه نحوها الدبابات، فيما كان القذافي يعلن عن حمام دم، وعن انتقام من كل الذين تمردوا عليه، وهذه ظاهرة أولى. وأكرر أن المختلف أيضاً بالنسبة الى ليبيا هو الجو الدولي، إذ إننا حصلنا مثلاً على دعم لبنان، الذي ساعدنا على الحصول على التصويت على القرار 1973، ولم يكن هناك فيتو روسي او صيني، وحصلنا على تسعة أصوات، فكل هذه الشروط ليست متوافرة في ما يخص سورية.

> هل أنتم مع الأميركيين على الموجة نفسها بالنسبة الى الموضوع السوري؟

- الأميركيون في مجلس الأمن يعتبرون اليوم أنه ليست هناك إمكانية للتصويت على قرار في شأن سورية، وبالتالي فإنهم غير ناشطين من هذه الزاوية.

> كيف ترون التطورات في لبنان، وهل تتخوفون من نتائج الوضع السوري على لبنان؟

- نظراً للروابط القديمة والوثيقة القائمة بين سورية ولبنان، من الواضح أن ما يحصل في سورية لا بد من أن تكون له نتائج على لبنان. وموقفنا من لبنان قديم وثابت ومعروف، فنحن متمسكون جداً بهذا البلد بسبب روابط متعددة تاريخية وثقافية ولغوية وسياسية، ونتمنى استقراره، كما نتمنى أن يزود نفسه بأسرع وقت بحكومة واسعة التمثيل، وأن يكون قادراً طبعاً على ضمان سيادته ووحدة أراضيه.

> هل تعتزمون زيارة لبنان؟

- محتمل، لكنني لم أبرمج هذه الزيارة بعد، لكن هذا محتمل.

> بذل الرئيس ساركوزي جهوداً من أجل انتخاب الرئيس ميشال سليمان، فهل تعتبرون أن بوسعكم المساعدة في تشكيل الحكومة؟

- نساعد على تشكيل الحكومة بإبقائنا على الاتصال مع أصدقائنا اللبنانيين. وليس بإمكاني أن أقول متى سأتوجه الى هناك.

> إذا صدر القرار الظني في شأن اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، ورفضت الحكومة اللبنانية، نتيجةَ ضغوط «حزب الله»، مذكرات الاعتقال، فكيف ستكون ردةُ فعلكم؟

- مجدداً، لا أريد الحديث عن المستقبل، وما يمكنني قوله هو أن فرنسا متمسكة جداً بأن تتمكن المحكمة الخاصة بلبنان من القيام بعملها باستقلال تام. ونتوقع من الحكومة اللبنانية المقبلة إذاً أن تحترم استقلال هذه المحكمة، وأن تزوِّدها الأدوات التي تمكنها من العمل. فهذا هو موقفنا، وما يمكن أن يحدث نتيجةَ ما سيصدر عن المحكمة سيُنظَر إليه في حينه، ونتمنى ببساطة أن تتبع هذه القرارات نتائج.

> التقيت رئيس الحكومة اللبناني السابق فؤاد السنيورة أول من أمس، ما هي الصورة التي عرضها عليكم عن التطورات في لبنان؟

- وجدته مطمئناً الى حد ما، وهو طبعاً مهتم جداً بما يحصل في المنطقة. وتطرقنا بشكل أساسي الى مسيرة السلام، التي تشكِّل عاملاً رئيساً على صعيد الاستقرار في المنطقة بأكملها.

> يتساءل بعض العسكريين الفرنسيين عن جدوى الإبقاء على قوة «يونيفيل» في لبنان، فما رأيكم بذلك، وهل ناقشتم هذا مع وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، الذي يريد تغيير مهمة القوة الدولية؟

- نعم، يبدو لنا من الضروري اليوم التفكير جيداً بعمل قوة «يونيفيل»، فعملية حفظ السلام هذه أقرت عام 1978 وأعيد تحديد هذه المهمة عام 2006. ومن الضروري إعادة تحديد الأمور في شكل جيد، لجهة الدور المحدد لهذه القوة، وعلاقتها بالجيش اللبناني. لكننا نعتبر أن وجودها يبقى عنصر استقرار للمنطقة وللبنان.

> ماذا تعني إعادة تحديد المهمة؟

- سنرى ذلك في حينه، بحيث تحدَّد الأدوار بطريقة أفضل في الأسابيع المقبلة وبالتشاور مع شركائنا.

إسرائيل/ فلسطين

> ستزورون قريباً المناطق الفلسطينية وإسرائيل، وفرنسا تريد عقد مؤتمر للمانحين في حزيران (يونيو) المقبل، على أن ينطوي على بُعد سياسي يقضي بإعادة إطلاق مسيرة السلام، فمن سيحضر هذا المؤتمر؟ وهل سيقبل الأميركيون بذلك؟ أم أنه سيكون مؤتمراً يضم الدول الأوروبية الثلاث، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا؟

- ننطلق من قناعة، فكما قلنا لمحمود عباس وبنيامين نتانياهو، من غير الممكن تحمُّل الجمود، وهذا ينطبق على الجميع، خصوصاً على إسرائيل. ونتمنى بذل كل ما أمكن لاستئناف نهج التفاوض مجدداً، ليس النهج الذي يؤدي الى إجراءات موقتة، وإنما نهج يصل الى قرارات بالعمق، على أساس المعايير المعرَّفة جيداً، أي العودة الى حدود عام 1967، مع إمكان تبادل متفَق عليه، والقدس عاصمة لدولتين، وأيضاً بالطبع ضمانات أمنية واندماج إقليمي لإسرائيل. هذا ما نتمناه، وما نقوله، ويبدو لنا أن نهج المصالحة الفلسطينية الحالي يشكل فرصة للذهاب في هذا الاتجاه. سبق أن قلت هذا، لكنه لم يكن موضِعَ تفهُّمٍ في إسرائيل. كما أن رئيس الجمهورية أثار هو أيضاً هذه المسألة مع نتانياهو أيضاً، وبدلاً من اعتبار اتفاق المصالحة الفلسطينية باطلاً ومرفوضاً، لنحاول أن نرى ما هي الإمكانات التي ينطوي عليها، وهل أن حماس تحديداً، على استعداد للتقدم بالاتجاه الذي نطالب به، أي الاعتراف بإسرائيل والعدول عن الإرهاب والاعتراف بالاتفاقات المعقودة. هذا السؤال يتوجب طرحه اليوم وتفحُّصُه، إذ ربما يشكل فرصة للتقدم. وهذا ما نحاول القيام به، بحيث لا نجد أنفسنا في أيلول (سبتمبر) المقبل في الأمم المتحدة أمام مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من دون أن يكون حصل أيُّ شيء في هذا الوقت. نريد أن تحصل أمور في هذه الأثناء، لنعطي أنفسنا أقصى فرصة ممكنة لإعادة إطلاق الحوار. هذا ما سنسعى إليه، وإن لم نتوصل الى ذلك، فإننا سنستخلص النتائج في أيلول المقبل.

> تعترفون في أيلول بالدولة الفلسطينية في نيويورك، في حين أن بعض شركائكم الأوروبيين لا يريد ذلك، اذ عبَّرت ألمانيا عن هذا أمس.

 

- كل واحد سيتحمل مسؤولياته في ذاك الوقت، وأتمنى أن نصل الى موقف أوروبي مشترك، وفرنسا ستتحمل مسؤولياتها، ثم إننا لسنا في أيلول، بل في أيار، وهذا ما نحاول القيام به. ونأمل في أن يتسنى توسيع مؤتمر المانحين، بحيث تكون له أجندة سياسية حقيقية من أجل إطلاق نهج التفاوض وفقاً للذهنية التي تحدثت عنها. هذا ما نحاول القيام به، فهل سنتمكن من ذلك؟ إننا على موعد نهاية حزيران.

> الملاحظ أن فرنسا تحاول منذ سنوات أن تلعب دوراً مهماً في إطار مسيرة السلام، لكن الأميركيين حالوا دائماً دون مثل هذا الدور، لماذا تعتقدون أنهم سيتيحون لكم اليوم إمكان عقد مثل هذا المؤتمر؟

- لأنهم لن يتمكنوا من ذلك بمفردهم. هذا واضح، وثَبُتَ أن السلام لن يتحقق من خلال نهج الولايات المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، لأن هذا النهج فَشِلَ العامَ الماضي. وأعتقد أن أطرافاً أخرى، مثل فرنسا والاتحاد الأوروبي، بإمكانها أن تكون مفيدة لحلحلة الأمور.

> وإذا استمرت إسرائيل في رفض اي دور لكم؟

- لا، ليس هذا ما شعرت به من خلال اللقاء بين الرئيس ساركوزي ورئيس الحكومة الإسرائيلية السيد نتانياهو.

> هل شعرتم أنه مستعد للمشاركة في هذا المؤتمر؟

- إنه يعتبر أن فرنسا والاتحاد الأوروبي يمكن أن يلعبا دوراً، نعم.

> غير الدور الاقتصادي؟

- نعم.

> إنهم يريدون أن يكون لكم دور فعلاً؟

- بما في ذلك على المستوى السياسي، نعم.

> أنتم إذاً متفائلون بإمكان لعب دور؟

- من المُبالَغ به القول إننا متفائلون، وإنما نحن طوعيون.

> لماذا يمارس العالم أجمع ضغوطاً على الأنظمة العربية ولا يضغط على إسرائيل التي لم تعاقَب أبداً؟

- هذا غير صحيح على الإطلاق، غير صحيح على الإطلاق.

> هل لديكم مَثَل واحد عن عقوبات على إسرائيل؟

- لم نعاقب الدول العربية لأنها لم تأت الى طاولة المفاوضات، وإنما نعاقب دولاً عربية لأنها تطلق النار على مواطنيها، فالأمر مختلف تماماً، وينبغي عدم خلط كل شيء.> لكنهم يطلقون النار على الفلسطينيين؟

- نطالب بتطبيق قرارات مجلس الأمن، وفرنسا واضحة جداً في هذا الشأن. ونضغط على إسرائيل لتعود الى طاولة المفاوضات وفقاً للمعايير التي أشرت إليها. فهذه ضغوط.

> هل تعتبرون أن هذا يكفي؟

- لقد قلت إنني لست متفائلاً، إنما طوعي، وليس بوسعي أن أقول إن هذا يكفي.

> يبدو أن الضربات العسكرية على ليبيا لا تنجح في حماية المواطنين؟

- هذا غير صحيح، وغير دقيق، فالضربات ساهمت الى حد كبير في حماية المواطنين، وفي تفادي حمام دم في بنغازي، وينبغي دائماً تذكر ذلك، فلو لم نفعل لوجدنا أنفسنا أمام وضع مشابه ربما لوضع سربرينيتسا وغيرها من هذا النوع من المجازر.

> هل لديكم معلومات عن انشقاقات جديدة من حول القذافي، وهل لديكم معلومات عما حَلَّ به، وما هي وجهة هذه العملية في ليبيا؟

- لدينا إستراتيجية واضحة جداً، نريد تكثيف الضغط العسكري لأنه بالنظر الى شخصية القذافي، فهو لن يفهم غير ذلك، أيْ استخدام القوة. هذا ما نسعى إليه، ومن هذا المنطلق، فإن الأيام الأخيرة شهدت تكثيفاً للعمليات، مع ضربات على أهداف عسكرية في طرابلس، وأيضاً مع دعم قُدِّم الى المجلس الوطني الانتقالي. وآخر الأنباء الواردة من مصراتة يشير الى أن قوات المجلس الوطني بدأت تسجل مكاسب، فهذا هو الشق الأول لإستراتيجيتنا، أي تعزيز الضغط العسكري والعمل انطلاقاً منه على إقناع الأطراف المعنية بضرورة جلوس المجلس الوطني، وهو المحاور المعترف به أكثر فأكثر، والذي لا يمكن تجاوزه، مع السلطات التقليدية حول الطاولة. هناك مثلاً مؤتمر رؤساء القبائل، الذي أعلن عن موقف، وهناك 25 مدينة أعلنت ولاءها للمجلس الوطني، وينبغي معرفة من هو على استعداد في طرابلس للمشاركة في نهج الحوار هذا من منطلق القناعة بضرورة تنحي القذافي، فهذا ما نسعى إليه، والأمران مترابطان. ضغوط عسكرية وانفتاح سياسي، ورغبة الرئيس الفرنسي هي أن يتسنى دفع ذلك خلال الأسابيع المقبلة، فليس المطلوب مواصلة العمليات في ليبيا على مدى أشهر، بل هي مسألة أسابيع.

> هل تعتبرون أن القذافي انتهى؟

- نعم، أنا على قناعة تامة بذلك، إذ لا يمكن البقاء في الحكم لمن أسقط ألوف الضحايا من شعبه. وأشير الى أن المحكمة الجنائية الدولية تنظر في قضيته، وهذا استنتاج فرنسا والجامعة العربية أيضاً، والكثير من الدول العربية تواكبنا في هذه العملية، إضافة الى الاتحاد الأوروبي، المُجمِع على ضرورة رؤية القذافي يبتعد عن الحكم. إنه أيضاً استنتاج الولايات المتحدة، فهناك إجماع دولي واسع جداً بهذا الشأن.

> الى متى يمكنكم المضي في توجيه الضربات؟

- لقد قلت إنها مسألة أسابيع وليس أشهر.

> ندد مجلس التعاون الخليجي أمس بتدخل إيران في المنطقة، ما رأيكم في هذا التدخل؟

- إن موقف فرنسا حيال ايران واضح جداً، وحازم جداً. إننا نعتبر أن التهديد بإمكان حصول إيران على سلاح نووي غير مقبول إطلاقاً، وينبغي إذاً أن يكون لدينا موقف قوي جداً وصلب في هذه النقطة، وهذا ما فعلناه مع دول مجموعة الست خلال الاجتماع الأخير الذي عقد في اسطنبول في كانون الثاني (يناير) الماضي. وعلمت للتو أن ايران توجهت مجدداً الى المجموعة بالقول إنها مستعدة لاستئناف المحادثات. ينبغي التحقق مرة أخرى أن ليس في الأمر مناورة تسويفية لتفادي الخوض في الموضوع الفعلي، وهو البرنامج النووي الإيراني واحترام قرارات مجلس الأمن ووكالة الطاقة الذرية الدولية. في غضون ذلك، نحن متمسكون جداً ليس فقط بالاحترام الفعلي للعقوبات، وإنما أيضاً بتعزيزها، لأنها بدأت تؤدي إلى نتائج.

> وعن دور إيران في الخليج؟

- إنه بالتأكيد دور داعم لبعض الحركات.

> مثلاً؟

- لا أرغب بقول المزيد.

> هل تعتقدون أنهم يعملون على الزعزعة في البحرين ولبنان؟

- هذا ما نسمعه.

> كيف هي حال علاقتكم بالمملكة العربية السعودية؟

- إنها جيدة على الصعد كافة، وهناك إمكانات تعاون إيجابية جداً مع السعودية.

> هل أن إبقاء سلام فياض في منصب رئيس الحكومة الجديدة يبدو لكم ضمانة للشفافية؟

- هناك إجماع واسع في الأسرة الدولية على القول إن فياض قام بعمل جيد، خصوصاً بالنسبة الى حسن استخدام المساعدة الدولية. ويبدو لي أن الحكومة الفلسطينية التي ستنبثق عن الاتفاق الذي أبرم بين الفلسطينيين، ينبغي عليها أن تواصل العمل بهذا الاتجاه. وعلى السلطات الفلسطينية الإقدام على خياراتها، لكن لدينا حكم مسبق مؤات تماماً لانتخاب فياض.

> في العراق اليوم حكومة مجمدة، والوضع فيه ليس جيداً، ما هو تحليلكم وما هي سياستكم حيال هذا البلد؟

- في العراق حكومة التزمت مساراً صعباً. صحيح أن الصعوبات لا تزال قائمة على الصعد كافة، بما في ذلك الوضع الأمني، لكن لا بد من مساعدة هذه الحكومة على التقدم، عبر دعمها سياسياً. والحكومة منبثقة من انتخابات قانونية وشرعية، ويتوجب عليها أن تتواجه مع المشكلة.

> تواجه ثورتي مصر وتونس أعمال عنف، هل تعتقدون أن لا عودة عن هاتين الثورتين، أم انكم تتخوفون من عودة الديكتاتورية العسكرية الى مصر، والبوليسية الى تونس؟

- إن نهج الانتقال الديموقراطي الذي يعقب الثورات، دائماً معقد. لقد عاشت فرنسا ذلك في زمن آخر، وهناك صعوبات. أعتقد أن المسار موجه جدياً، ففي تونس رأيت نظيري التونسي، الذي أكد لي أن انتخابات الجمعية التأسيسية ستجرى نهاية تموز المقبل كما هو مرتقب. وفي مصر، تم تحديد نهج انتخابي، وما يمكننا القيام به هو الحؤول دون أن تؤدي الصعوبات الاقتصادية الى انتكاسة على صعيد الانتقال الديموقراطي. هذا هو الهدف الذي حدده لنفسه رئيس الجمهورية بدعوته لهذه الدول، بحيث تحدد الدول الكبرى خطة عمل للمساعدة على إنجاح العملية الانتقالية.

 

من مواطن سوري الى سمير جعجع  

١٤ ايار ٢٠١١

  ::أسامة أدور موسى:: *

أن يكتب مواطن سوري عن سمير جعجع ويشيد بموقف له فهذا من وجهة نظر أنظمة القمع ومستلحقاتها حرام ما بعده حرام، قصاصه السيف ودفع الجزية. أما أن تنال من الرجل بما ملكت أيمانك فأنت بطل عربي ومقاوم مغوار وممانع صنديد . أنا شخصيا لا يشرفني أن أكون بطلا في أعين أي حاكم مستبد ولا أي من أزلامه.

جعجع الذي كسر في إطلالته ضمن برنامج "بموضوعية" الصمت المحزن الذي التزمته قوى 14 آذار منذ اندلاع الأحداث في سوريا، لايتفق معه الكثيرون باعتباره أحد أقطاب الحرب الأهلية اللبنانية السيئة الصيت. لكن من الإنصاف بمكان التذكير بأن الرجل هو الوحيد من بين المتقاتلين الذي أمر بتسليم سلاح حزبه، وهو الوحيد الذي زج به في السجن أحد عشر عاما ظلما وتزويرا، وهو الوحيد بين الزعماء اللبنانيين الذي تبرأ من إرث حقبة الحرب بقوله "جعجع تبع الحرب مات بالسجن"، والوحيد الذي اعتذر علنا في خطاب مباشر من كل من يعتقد أن القوات اللبنانية قد أساءت اليه. البعض منا يتقبل أمراء الحرب السابقين مثل نبيه بري ووليد جنبلاط وغيرهما لكنه يتأفف عند ذكر سمير جعجع. ترى هل هي عقدة دفينة مردها إلى أن الرجل زعيم مسيحي كبير؟؟

إن التهم التي لفقها أزلام سوريا في لبنان ضد سمير جعجع وضد كل من عارض قبضة الوصاية السورية على لبنان الحر، تشبه الى حد كبير جدا تلك التهم التي يفبركها النظام السوري اليوم ضد معارضيه وفق نظرية المؤامرة الخارجية إياها. حيث يتهم شبابا تخرجوا من جامعات سوريا ولم يجدوا فرص عمل فخرجوا الى الشوارع بأنهم سلفيون، ومفكرين وكتابا لم يجدوا فسحة على امتداد سماء الوطن للتعبير عن آرائهم فطالبوا بالحرية بأنهم عملاء لأجندات خارجية، وسياسيون وكتابا وناشطون يطالبون بالتغيير بأنهم مندسين، ومواطنون أكرادا يطالبون بالجنسية بأنهم عملاء، وآشوريون يصرخون للاعتراف بوجودهم وحق تدريس لغتهم السريانية بأنهم مغرر بهم، ومواطنون بسطاء يطالبون بحياة حرة كريمة بانهم إرهابيون والى آخر اللائحة. نعم، رغم مرور عقود من الزمن لازالت الذهنية ذاتها تتحكم بمصائر السوريين واللبنانيين دون أن تدرك حقيقة أن العالم تغير وأن الأنظمة التوتاليتارية التسلطية والأحزاب الشمولية الإلهية لم يعد لها مكان في العالم، وأن ما تبقى منها إنما تلفظ أنفاسها الأخيرة. أربعون عاما مضت ولم تفهم الأبواق المتعاقدة مع هذه الأنظمة في سوريا ولبنان أن تكرار إطلاق هذه التهم السخيفة حول التبعية والتآمر قد تعفنت مثل عقولهم، وأنهم وأنظمتهم وأحزابهم سائرون نحو مزبلة التاريخ لامحالة وهذه حتمية تاريخية لا يمكن الحؤول دون وقوعها.

لطالما كان المسيحيون المشرقيون ووجودهم قضية ساخنة في فكر جعجع، ولطالما حظي الرجل باحترام هؤلاء. وليس أدل على ذلك من انضمام أعداد كبيرة من مسيحيي سوريا الى حزبي الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية منتصف السبعينيات ومطلع الثمانينيات من القرن الماضي. وقد زج بالآلاف منهم في السجون السورية حيث تم إعدام أعداد كبيرة منهم، وبقي قسم كبير آخر في عداد المفقودين، ولازال عدد غير قليل يقبع الى تاريخ اليوم في سجون القمع على امتداد الوطن. وكانت ذريعة الانتماء الى الحزبين المذكورين تستخدم على نطاق واسع للتخلص من أي صوت مسيحي معارض في سوريا جنبا الى جنب الى إلصاقها بعدد غير محدود من العمال السوريين البسطاء الذين كانوا يعملون في لبنان إبان الحرب الأهلية لإطعام أطفالهم وأسرهم الفقيرة في سوريا، ولعل المعتقل الآشوري السرياني يعقوب حنا شمعون أفرام أحد أقدم هؤلاء العمال البسطاء والذي لازال يقبع في سجون سوريا منذ ستة وعشرين عاما.

واليوم يواجه المسيحيون والمسلمون في المنطقة أوضاعا بالغة الدقة في ظروف شديدة التعقيد تمر بها المنطقة وشعوبها دون اسثناء. فعواصف التغيير السياسي تضرب كل البلدان العربية تقريبا وخصوصا تلك التي تتواجد فيها نسبة كبيرة من المسيحيين في سوريا ولبنان والاردن ومصر والعراق وغيرها.

والمسيحيون، والحال هذه، أمام خيارين لاثالث لهما للحفاظ على وجودهم ودورهم التاريخي والريادي الهام في المنطقة : فإما أن يبقوا خارج عملية التغيير أو على هامشها، فتجرفهم رياحها الى أماكن لا يحبذونها. وهذا ما كانت تدفع إليه أنظمة القمع في البلدان العربية على مدى عقود كثيرة خلت وكانت النتائج كارثية اذ حولت المسيحيين الى ضحايا وفي أحسن الأحوال الى مجرد متفرجين ومثال ذلك ما آل اليه وضع المسيحيين في لبنان منذ العام 1991 الى العام 2005 تحت ظل الوصاية السورية، ووضع الأقباط في مصر على عهد مبارك وأوضاع المسيحيين في العراق في عهد صدام وما بعده . وإما أن يكون المسيحيون المشرقيون رقما أساسيا يصنع ويكمل ويوازن معادلات التغيير في المنطقة، وبالتالي يفرضون بحضورهم القوي والفعال رؤاهم وثقافتهم التي يشاركهم فيها الكثير الكثير من أبناء أوطانهم من المسلمين حول مفاهيم الحرية والديمقراطية والتعددية والدولة المدنية وغيرها، فيتحول المسيحي الى صانع التغيير نفسه لا ضحية له. وعلى قياس الآية الكريمة فإن "أحب المسيحيين الى الله هم المسيحيون الأقوياء". ما يميز جعجع وتياره السيادي أنه يدفع المسيحيين دائما الى خوض غمار الخيار الثاني رغم اعترافنا أنه قد يكون خيارا مكلفا أحيانا، إلا أننا نعتقد أنه الحل الأوحد إذا أراد مسيحيو الشرق البقاء والتجذر في أوطانهم ولعب أدوار أساسية هامة فيها.

لقد عملت الأنظمة الأستبدادية في سوريا ومصر وتونس وغيرها على مدى عقود طويلة على إثارة قضية المتشددين الإسلاميين كفزاعة ترهيب مزدوجة التوظيف تستخدم لثني شعوبها (وخصوصا الأقليات القومية والدينية منها) عن القيام بأي مطالبات من أجل التغيير السياسي من جهة، وتحذير دول الغرب من خطورة تسلم الأصوليين السلطة في حال رحيل هذه الأنظمة من جهة أخرى. من هنا نفهم تسخير هذه الأنظمة كل إمكاناتها للزج بالعراق في أتون الحرب الأهلية منعا لنجاح تجرية قيام دولة ديمقراطية تعددية في هذا البلد تصبح إنموذجا يفتح شهية الشعوب الى التغيير الديمقراطي السلمي. وتحت هذه اليافطة يتم ترهيب المسيحيين في مصر (حادثة كنيسة القديسين) عبر الإيحاء بأن أنطمة القمع هي الٌأقدر على حمايتهم. وهذه طبعا كذبة كبرى لاتقل عن توظيف "جوكر" المقاومة والممانعة لضرب كل صوت حر يدعو الى إسقاط هذه الأنظمة التي سلبت ونهبت وقمعت شعوبها لنصف قرن بحجة "الصراع مع العدو الصهيوني الغاصب" في حين تمارس هي كل أنواع "التواصل الوطني المشروع" مع إسرائيل وأميركا. فإن هم تحاوروا مع إسرائيل وأميركا فهم أبطال ممانعون، وإن فعلها غيرهم فهم لا شك مرتدون متآمرون !!!

المسيحيون في سوريا، كما المسيحيون في لبنان ومصر والعراق وغيرها من دول الشرق، لا يحميهم ويضمن وجودهم ويحفظ دورهم إلا قيام نظام ديمقراطي تعددي في دولة مدنية عادلة قوية تعلو فيها سلطة القانون والدستور على كل السلطات، وينتهي فيها تصنيف المواطنين، وعندها فليأتي من يأتي الى الحكم عبر الوسائل الديمقراطية.

الأكثر من ذلك فإن قيام نظام ديمقراطي في سوريا والعالم العربي هو الضمانة الوحيدة لاستقرار لبنان واستقلاله وضمان حريته وسيادته لأن ذلك يضع لبنان وسط محيط لا تكون ديمقراطية لبنان فيه مصدر قلق ولا تكون أنظمة الاستبداد فيه مصدر تدخل.

ختاما، تحية الى الدكتور سمير جعجع والى التيار السيادي في لبنان الذي سجن أنصاره وعذب ناشطوه واغتيل قادته فتحول الى خط مواجهة أولى مع النظام من أجل نضالنا المشترك نحو الحرية في سوريا ولبنان. أعلم أن هذا المقال سيجر علي الكثير من الويلات لكني أعلم أيضا أن أعظم الجهاد هو قولة حق في حضرة سلطان جائر.

* كاتب صحفي وناشط حقوقي سوري

 

 

 

بضاعة النظام السوري التي لا تجد من يشتريها.. 

خير الله خير الله

في ضوء ما تشهده سورية من أحداث ذات طابع تاريخي، يبدو البلد وكأنه دخل مرحلة جديدة لا علاقة لها بالماضي. تغيّر شيء ما في سورية، بقي الرئيس بشّار الأسد في السلطة أم اضطر إلى التخلي عن الرئاسة، لا فارق. يتبين كل يوم أن النظام القائم لا يمتلك مشروعاً سياسياً أو اقتصادياً أو حضارياً واضحاً يقدمه للناس. ولذلك، من الخطأ الكلام عن إصلاحات وما شابه ذلك. كل ما في الأمر أن النظام، الذي لا يمكن إصلاحه، يمرّ في أزمة عميقة عمرها أعوام مديدة كان لا بدّ من أن تتكشف يوماً. وها أنها تكشفت. مارس النظام لعبة التذاكي طويلاً. هذه لعبة مفيدة، إذا وجد من يتقنها شرط توافر ظروف معينة. تستطيع هذه اللعبة أن تخدم أي نظام لفترة ما. ولكن في نهاية الأمر، هناك استحقاقات لا يمكن الهرب منها. الأهم من ذلك كلّه، أنه لا يمكن لدولة ذات مؤسسات متخلفة على كل الصعد واقتصاد هزيل تغطية عجزها عن طريق اتباع سياسة تقوم على بيع الأمن للآخرين. ستجد هذه الدولة أن هناك من هو على استعداد لشراء هذه السلعة مرة ومرتين وثلاث وربما مئة مرة... إلى أن تكتشف أن توفير الأمن للآخرين بضاعة كاسدة وأن هذه التجارة ستعود في المدى الطويل بالخسارة على من يمارسها، بل سترتد عليه عاجلاً أم آجلاً. وهذا ما حصل بالفعل مع النظام السوري.

تكمن مشكلة النظام السوري في العام 2011 في أنه لم يعد يجد من يشتري منه بضاعته. نسي أن المنطقة كلها تغيّرت منذ الاجتياح الأميركي للعراق في العام 2003. سقط النظام السوري عملياً مع سقوط النظام العائلي- «البعثي» الذي أقامه صدّام حسين. كان عليه أن يغيّر نوع البضاعة التي يبيعها. لم يستطع ذلك. بقي أسير الشعارات التي رفعها والمفاهيم الخاطئة التي اعتمدها، على رأسها الاعتقاد أن لبنان بلد «هش» وأن في الإمكان التحكم به انطلاقاً من دمشق. إلى الآن، لم يستوعب النظام السوري معنى خروجه عسكرياً من لبنان في العام 2005 واضطراره إلى الاعتماد على ميليشيا إيرانية اسمها «حزب الله» لتأكيد أنه لا يزال يسيطر على الوطن الصغير ذي الصيغة الفريدة من نوعها بحسناتها الكثيرة وسيئاتها التي قد تكون أكثر من حسناتها. لكنها في النهاية صيغة صلبة مكنت البلد من الصمود والتماسك طوال ما يزيد على أربعين عاماً، منذ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم في العام 1969. لم يكن من هدف لذلك الاتفاق الذي ضغطت سورية مع آخرين من أجل فرضه على لبنان سوى تفتيت الجمهورية اللبنانية والقضاء عليها عن طريق إغراق أراضيها بالسلاح غير الشرعي بدءا بإقامة ما يسمّى جزيرة أمنية اسمها «فتح لاند» في جنوب لبنان.

في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وجد النظام السوري دوراً مهماً له يتمثل في إيجاد توازن بين البعثين السوري والعراقي. لقي دعماً دولياً وعربياً، خصوصاً أنه كان مطلوباً وقتذاك إيجاد من يضع حداً لتهور صدّام حسين الذي تفوق عليه الرئيس الراحل حافظ الأسد في استيعاب المعادلات الإقليمية والدولية وموازينها الدقيقة. أكثر من ذلك، أكد الاسد الأب بالملموس بعدما أغلق جبهة الجولان منذ العام 1974 أنه يحترم أي اتفاق يتوصل إليه مع أي طرف دولي أو إقليمي عندما يتعلق الأمر بسورية. وعرف خصوصاً تسويق وجوده العسكري في لبنان، بالتفاهم مع الإدارة الأميركية، من منطلق قدرته على السيطرة على مسلحي «منظمة التحرير الفلسطينية»، حتى العام 1982، ومنع «حزب الله» الذي حل مكان «منظمة التحرير الفلسطينية» ابتداء من العام 1983 من التمادي في خطف الأجانب وتدمير ما بقي من مؤسسات الدولة اللبنانية. هل صدفة أن خطف الأجانب توقف مع عودة الجيش السوري تدريجاً إلى بيروت في أواخر العام 1986 وبداية العام 1987 بضوء أخضر أميركي؟

استطاع حافظ الأسد تجاوز مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينات من القرن الماضي عن طريق الانضمام إلى التحالف الدولي الذي شارك في تحرير الكويت. استفاد في الوقت ذاته من غباء شخص اسمه ميشال عون، لا يعرف شيئاً من ألف باء السياسة والعسكرية، ليسيطر على قصر بعبدا، أي قصر الرئاسة في لبنان. فرض إلياس الهراوي رئيساً للجمهورية بعد التخلص من رينيه معوض، الرئيس الشهيد الذي رفض أن يكون مجرد أداة طيعة للنظام السوري. فرض في 1998 على اللبنانيين شخصاً اسمه اميل لحود بعدما تحول بشّار الأسد ابتداء من مرحلة معينة إلى شريك في صنع السياسة العليا لسورية. لم يدرك اميل لحّود يوماً أن السياسة شيء والحقد على مشروع الانماء والإعمار الذي كان يقف خلفه الرئيس الشهيد رفيق الحريري شيء آخر.

في العام 2011، لم يستوعب بشّار الأسد أنه كان عليه أن يتغيّر منذ العام 2003 وأن قواعد اللعبة الإقليمية صارت مختلفة كلياً منذ سقوط النظام العائلي- «البعثي» الآخر في العراق. لم يستوعب أن الشعب السوري ليس بالغباء الذي يعتقده وأنه دخل مرحلة لم تعد لديه بضاعة يبيعها لا للعرب ولا لغير العرب بدليل أنه اضطر إلى الانسحاب عسكرياً من لبنان نتيجة اغتيال رفيق الحريري وأنه لم يجد أخيراً من يشتري منه ورقة تشكيل أكثرية نيابة جديدة في لبنان أسقطت حكومة سعد الحريري معتمدة على السلاح الإيراني الذي في يد «حزب الله» وهو سلاح مذهبي أوّلاً وأخيراً.

في العام 2011، لا يستطيع النظام السوري تجاوز أزمته مع السوريين قبل أي شيء آخر. أنها العودة إلى المربع الأوّل. هناك شعب يؤمن بثقافة الحياة وليس بثقافة المقاومة أو الممانعة التي ليست سوى تعبير آخر عن ثقافة الموت. أثبت السوريون، على الرغم من كل الظلم والقهر اللذين تعرضوا لهما، انهم متعلقون بسورية وبالحرية والكرامة وأنهم يفرقون بين النظام من جهة ووطنهم الغالي من جهة أخرى وأنهم لا يصدقون اولئك المتملقين اللبنانيين الذين يخلطون الآن بين سورية وبين النظام.

كل ما فعله هؤلاء اللبنانيون، الذين يكسبون لقمة عيشهم من لعب دور الأداة، حتى لا نقول من عرق ركابهم، هو خداع النظام السوري بأن هناك أكثرية في لبنان تقف معه. انها كذبة كبيرة لا تشبهها سوى كذبة أن هناك في سورية، باستثناء قلة قليلة من المرتزقة والمنتفعين، أكثرية ساحقة تقف مع النظام وتؤيده... هل يمكن أن يعبد المواطن السوري جلاده ومن لا همّ له سوى استعباده وقهره وتفقيره وتجهيله... أو استغبائه، في أحسن الأحوال؟

المصدر : الراي الكويتية

 

المخاض العربيّ طويل

نصير الأسعد/لبنان الآن

من نافل القول إنّ المنطقة العربيّة تشهد، منذ مطلع العام الجاري، مخاضاً إستثنائياً نحو التغيير، وإنّ سقوط "جدار برلين" العربيّ هو البداية وليس النهاية. والحقيقة أنّ المقارنة بينَ مخاض المنطقة الذي بدأ بإسقاط جدار الخوف من جهة وبينَ المخاض في أوروبا الشرقيّة الذي تلى سقوط جدار برلين من جهة ثانية، هي – أي المقارنة – من أجل التنبيه إلى عدم التعجّل والإستعجال ومن أجل "وعي" أنّ أمر التغيير سيستغرق وقتاً وليس مسألة أيّام وأسابيع. ذلك أنّ عقوداً من الديكتاتوريّة والقمع بإسم "قضيّة" هنا وهناك، وما ترتّب عليها من بُنى ووقائع، لا يمكن لها أن تنتهي في لحظة. لكن المهّم أنّ "المسار" إنطلق وأقلع ولا يوقفه شيء، ولا عودة فيه إلى الوراء.

ومع ذلك، أي بالرغم من التشديد على الصبر الطويل والتحذير من النفس القصير، فإنّ المشهد العربيّ بعد الشهور الأربعة من الإنتفاضات والثورات، يفيد عن معطيات أساسيّة كبرى.

المعطى الأول يتعلق بمصر "الجمهوريّة".

فمصر ما بعد حسني مبارك، تشهد الآن مساراً تأسيسياً بالفعل لنظام دستوريّ ديموقراطيّ. فالبلد متّجه نحو إنتخابات برلمانيّة ورئاسيّة خلال الشهور المتبقيّة من السنة الحاليّة، ومدّة ولاية الرئيس الجديد لن تتجاوز السنوات الأربعة.. وإكتمال عقد النظام المصريّ الجديد سيحتاجُ إلى مزيد من الوقت. وما يحصل في مصر منذ أسابيع، يقع في إطار عمليّة الإنتقال من القديم إلى الجديد. فـ"الآن" تفرز ثورة 25 يناير التشكيلات الجديدة على الخارطة السياسيّة، و"الآن" تحاول التشكيلات – قديمها وجديدها – بلورة رؤاها السياسيّة والوطنيّة والبرنامجيّة أي أنّها بعدَ أن توحّدت حول هدف إسقاط النظام السابق، تتصارع – طبيعياً – حول المرحلة المقبلة. وثمّة صراعٌ – على وجه الإجمال – بين قوى ليبراليّة ديموقراطيّة وأخرى شبابيّة وثالثة من المجتمع المدنيّ ورابعة تمثل "الإسلام السياسيّ".. وصراعٌ حول دور الجيش. وحتىّ الأحداث الدامية بين مسلمين وأقباط تندرج في إطار هذا الصراع العام الذي يمكنُ القول إنّه "صراع أحجام" بمعنى من المعاني يستخدم البعض فيه المسألة الطائفيّة.

غير أنّ هذه المؤشرات جميعاً إلى مرحلة إنتقاليّة لمصر نحو "الجديد"، لا تُلغي حقيقة أنّ جمهوريّة مصر العربيّة في طور تأسيسيّ لنظام دستوريّ.

ولأنّ "القاعدة" التاريخيّة تقولُ إنّه لا يمكنُ فصل كيان (أو بلد أو دولة) عن الدور الذي يجب أن يلعبه، وصولاً إلى حدّ أنّ مبرّر وجود بلد يرتبط بقوّة بالدور الذي يؤديّه، ولأّنّ "القاعدة" نفسها تقول إنّ النظام في أيّ بلد يعتمدُ في وجوده وبقائه على الدور الذي يؤديّه بإسم البلد الذي يحكم فيه، فإنّ الأسابيع القليلة الماضيّة شهدت، بالتوازي مع المسار الداخليّ بإشكاليّاته وتعقيداته، إستعادة لدور مصريّ في الإقليم. وقد تجلّى ذلك في إنجاز المصالحة الفلسطينيّة – الفلسطينيّة برعاية مصر، بالإضافة إلى حراك ديبلوماسيّ "إستكشافي" في مدارات أخرى. أي مساران داخليّ وخارجيّ متوازيان.

المعطى الثاني يتعلّق بدول الخليج "الملكيّة والأميريّة".

لا يخطئ النظر هنا في أنّ هذه الدول بالإستناد إلى نسبة أعلى من الإستقرار قياساً إلى الأنظمة الجمهوريّة في المنطقة، سارعت إلى ترتيب معيّن لـ"بيوتها الداخليّة" بجرعات إصلاحيّة محدّدة. وذلك من غير إنكار أنّ حصول إرتباط بين المطالبة بالإصلاح في مملكة البحرين وبين النفوذ الإيرانيّ في هذا البلد وفي منطقة الخليج ككّل، قد أدّى في الأساس إلى إجهاض التغيير الذي شكا أدّى من إشكاليتين كبيريتين: إشكاليّة الصلة بالدور الإيراني من ناحية وإشكاليّة البُعد المذهبيّ – الشيعيّ – للإحتجاج التغييريّ من ناحية أخرى.

غير أنّ ذلك ترافق معَ إندفاعة إقليميّة ملحوظة لـ"مجلس التعاون الخليجيّ". تحقّقت وحدة المجلس في مواجهة إيران إبتداءً من النفوذ الإيرانيّ في البحرين، بل أعلنت دول المجلس نفسها رأس حربة المواجهة العربيّة لإيران ومشروعها. وفي سياق تأكيد كونها جهةً ذات دور إقليميّ ومصالح إقليميّة، كان واضحاً أنّ دول المجلس ركّزت إهتماماتها – بعدَ البحرين – على الأزمة اليمنيّة من منطلق أنّ اليمن يمثّل مدى حيوياً للخليج. والغالب على المبادرة الخليجيّة في اليمن، على الرغم من توصيف كثيرين لها بأنّها وسطيّة بين أطراف الصراع، أنّها مبادرةّ إصلاحيّة.

على أنّ اللافت بقوّة في الأيام الأخيرة، كان إعلان قمّة مجلس التعاون الإتجاه إلى التوسّع بإتجاه الأردن والمغرب.

بالتأكيد ليست ملكيّة الدولتين الأردنيّة والمغربيّة هي ما حسم هذا الأمر. وأغلبُ الظّن أنّ دولتين غير خليجيّتين، واحدة من المشرق وثانيّة من المغرب، يتّصل بإعتبارات أخرى.

لا جدالَ في أنّ "إقامة" الأردن على خط عواصف تُشكّل سبباً. فبينَ الحدود مع إسرائيل وفلسطين من جهة والحدود مع العراق من جهة ثانية والحدود مع سوريّا من جهة ثالثة، يدفع "الإضطراب" في محيط الأردن وفي موقعه تالياً، مجلس التعاون إلى إحاطة الأردن الذي ينبغي التذكير بأنّه كان أول دولة عربيّة تتحدّث علناً عن "الخطر الإيراني". كذلك فإنّ المغرب، بين تونس التي لم تكتمل ثورتها والجزائر التي يغلق نظامها البلد على التغيير حتىّ الآن وليبيا الغارقة إلى إشعار في حرب معمر القذافي للبقاء، يحتاجُ إلى أمان عربيّ. وكلاهما – الأردن والمغرب – بحاجة ملّحة إلى الدعم الإقتصاديّ.

بيدَ أنّ ذلك كلّه على صحّته وأهميّته لا يقدّم تفسيراً حاسماً. ومن هنا، لعلّ المنطقيّ القول إنّ هذا التجمعّ العربيّ الخليجي – الأوسطي هو نواة النظام العربيّ الرسميّ الجديد الذي "سوف" يولد بنتيجة المخاض. هو مرحلة إنتقاليّة نحوَ النظام العربيّ الجديد. هو بدل عن ضائع في مرحلة سقوط النظام القديم وعدم ولادة الجديد بعد.. هو إشهارٌ لدور عربيّ فيما الجامعة العربيّة معلّقة ومؤسّسات العمل العربي مؤجلّة.

أمّا المعطى الثالث فيتعلّق بنتيجتين رئيسيتين.

بينَ مصر في مسارها الداخليّ نحو التأسيس لنظام دستوريّ والخارجي نحو إستعادة دور إقليميّ من مدخل فلسطينيّ أولاً وبينَ مجلس التعاون الخليجي بمسار داخليّ لدوله نحوَ "إصلاح حدّ ادنى" وخارجيّ نحوَ دور إقليميّ في مواجهة المشروع الإيرانيّ وإستنقاذ اليمن وتأسيس نواة للنظام العربي الجديد ثانياً، تبدو سوريّا خارج العناية العربيّة، بكّل ما يعنيه ذلك للبنان المهدّد بـ"تداعيات سوريّا". هذا مع العلم أن لا تأييد خليجياً للنظام السوري، ورفض التوسّط الخليجيّ في الأزمة السوريّة هو في العمق موقفٌ ضدّ هذا النظام.

الأمرُ الثابت والذي لا رجعة فيه هو أنّ المخاض السوريّ مستمر ولن يوقفه أو يسحقه قمع النظام. والأمرُ الثابت أيضاً أنّ النظام في سوريّا بات فاقداً للشرعيّة الداخليّة ومعزولاً عربيًّا وخارج القانون والشرعيّة الدوليين. وكما في ليبيا، فإنّ الموكّل بسوريّا هو الشعب السوريّ من ناحية والمجتمع الدوليّ من ناحية ثانية بدون أدوار عربيّة "مباشرة". وحتىّ تركيّا الصارمة ضد إنغلاق النظام وقمعه، فإنّها لا تزال في مرحلة إنتقاليّة حيالَ الوضع السوريّ.أمّا لبنان فبالرغم من التحّولات ضدّ "فريق حزب الله"، فهو لا يزال مهدّداً وعلى تماس مع الأخطار.

والنتيجة الثانة هي أنّ المشهد العربيّ الذي يؤشّر إلى أفق إستنهاض عربيّ، يفيدُ أنّ ثمّة قوتين إقليميتين غير عربيتين مأزومتين. إسرائيل بالتأكيد مأزومة من التطوّر العربيّ الديموقراطيّ. وإيران مأزومة في صراعاتها الداخليّة وفي تأثّر نفوذها الإقليميّ عربيًّا.. خصوصاً أنّ "الورقة الفلسطينيّة" سُحبت منها. أما القوّة الإقليميّة غير العربيّة الثالثة أي تركيّا، فهي لا تزال بحاجة إلى بلورة نجاحات إقليميّة.

الخلاصةُ هي أنّ المعطيات والنتائج المنوّه عنها آنفاّ تفيد أنّ ثمّة مكتسبات عربيّة متجدّدة لكنّها تفيد أنّ الوضع العربيّ لا يزال في مرحلة إنتقاليّة تحتاجُ إلى رؤى عربيّة.. وتفيد أنّ المخاض العربيّ ليس قصير الأجل.

 

خلفية سياسية؟: أنغولا طلبت من مؤسسات قاسم تاج الدين إنهاء أعمالها

الشفاف- خاص

بعد إفلاس صلاح عز الدين وعمليات النصب التي سبقت وأعقبت توقيفه والتي طالت شريحة واسعة من المواطنين اللبنانيين على إختلاف فئاتهم، يبدو ان الطائفة الشيعية اللبناني مقبلة على كارثة إقتصادية جديدة بدأت معالمها بالظهور مع ما ذكرته مصادر ديبلوماسية من ان السلطات الانغولية ابلغت المعنيين في المؤسسات التابعة لاحد اصحاب الامبراطوريات المالية- التجارية في افريقيا (قاسم تاج الدين) بضرورة انهاء انشطتهم في تلك البلاد خلال عام من تاريخه.

وقالت تلك المصادر ان اتفاقا جرى بين السلطات هناك والمعنيين بتلك الامبراطورية بان تعود مؤسساتهم الى ملكية الدولة بعد انقضاء المهلة المحددة لقاء تعويض مالي

وذكر انه ومع انتهاء تلك الانشطة التي يعمل بها اكثر من اربعة الاف من ابناء منطقة الجنوب سيجد معظم هؤلاء انفسهم من دون اي فرصة عمل كما افيد بان انشطة تلك الامبراطورية في عدد من الدول الافريقية قد تلقى المصير نفسه ما سيفاقم من مشكلة العمالة اللبنانية.

واشارت تلك المصادر ان احد اصحاب تلك الامبراطورية قاسم تاج الدين كان قد اوقف في التاسع والعشرين من ايار مايو عام 2003 في بلجيكا لمدة شهرين، وجرى التحقيق معه على خلفية انشطة وتمويل وتبييض اموال لصالح حزب الله.

وكان رئيس كتلة "حزب الله" في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد، في معرض مناقشته لمصادر تمويل الحزب مع احد المراسلين عام 2004، أشار الى أنّ الحزب يعتمد في نشاطه على دعم "الشيعة المقتدرين". وهو قول تم استذكاره والركون إليه عندما سقطت الطائرة الإثيوبية. فأقام "حزب الله" لأحد ضحايا الطائرة، "حسن تاج الدين"، مأتماً رسمياً، وتم التعريف عنه بأنه صاحب شركة "أروسفران" في أنغولا، التي يديرها مع أخوته.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد عمدت الى تجميد رصيد وأصول أحد اعضاء مجلس إدارة الشركة، "قاسم تاج الدين"، في أيار من العام 2009. وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنّ قاسم وأخوته يديرون العديد من الشركات التي تغطي أعمال "حزب الله" في أفريقيا، مشيرةً إلى أنّ قاسم "ساهم بإرسال عشرات ملايين الدولارات الى "حزب الله"، من خلال "أخيه القيادي في حزب الله في لبنان". وقد سبق له أن سُجن في بلجيكا بتهمة التحايل على الضرائب بمبالغ كبيرة، وتبييض الأموال، والاتجار بـ"ماس الحروب".

عقارات في المناطق الدرزية والمسيحية

شخص آخر من آل تاج الدين، هو علي تاج الدين قيل أيضاً إنه متورّط بتجارة "ماس الحروب" أي المستخرج من مناطق النزاعات، ولكنّه معروف في لبنان بشرائه مناطق عقارية واسعة في المناطق الدرزية والمسيحية. وبهذه الطريقة ساعد على تأمين تواصل جغرافي بين مناطق مختلفة حيث إنتشار الأغلبية الشيعية، والتي يُقال إنّ "حزب الله" قد أقام فيها "مناطق أمنية".

شراء أراضي في "طير دبا" و"المنصوري!

هذا، في وقت تتابع فيه السلطات اللبنانية، عمليات شراء الاراضي من قبل شركات تاج الدين إخوان والتي قامت بتشييد اكثر من عشرة بلوكات في منطقة "طيردبا"، وتستعد لتشييد العشرات في منطقة المنصوري بعدما تمت تسوية الاوضاع بين المعترضين من ابناء البلدة وممثلي هذه الشركات.

 

 سوريا: قلقٌ مسيحي من الاضطرابات

سليمان يوسف يوسف/ايلاف

يعيش اليوم في سوريا أكثر من مليوني مسيحي يتحدرون من أصول عرقية وأثنية مختلفة،آشورية(سريانية/كلدانية)، ارمنية،عربية. يتوزعون على 12 مذهب كنسي.لم يتهاونوا في انجاز الاستقلال الوطني لسوريا.ساهموا بفعالية في بناء الدولة وازدهارها.رفضوا تأسيس أحزاب ومنظمات مسيحية خاصة بهم لأن لا حاجة لهم بها لطالما أجندتهم وطنية وتطلاعاتهم هي تطلعات كل السوريين.لهذا كانوا على الدوام المبادرين والسباقين الى تاسيس الحركات الوطنية والأحزاب الديمقراطية والليبرالية،قديمها وحديثها.يكاد اليوم لا يخلو حزباً سورياً، في السلطة والمعارضة،من وجود مسيحيين بين صفوفه.هذا الانفتاح عزز من الرصيد الوطني للمسيحيين السوريين،لكن من غير أن يمنحهم الدور المناسب والمستحق لهم في ادارة الشؤون السياسية والادارية للبلاد.فرغم الصبغة المدنية والعلمانية للدستور،خفض درجة مواطنيتهم وانتقص من حقوقهم في المواطنة الكاملة،وذلك باشتراطه "الاسلام" ديناً لرئيس الدولة و "الفقه الاسلامي" مصدر رئيسي للتشريع.هذه "اللامساواة الدينية" في الحكم،ومن ثم "اللامساواة السياسية" بانقلاب حزب البعث العربي الاشتراكي على السلطة واحتكاره لها، دفعت المسيحيين "للانكفاء السياسي" على الذات،وفرضت على الشارع المسيحي البقاء خارج دائرة النزاعات والتجاذبات السياسية التي شهدتها سوريا في مختلف المراحل وتلك التي تشهدها اليوم.طبعا،من الخطأ النظر الى مشاركة بعض النشطاء السياسيين والحقوقيين المسيحيين في الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكم القائم ولنظام البعث، التي تشهدها البلاد منذ شهرين، على أنها تعكس موقف المجتمع المسيحي من صراع على السلطة بدأت ملامحه تلوح في الأفق.هذه المشاركة المسيحية المحدودة والنوعية تأتي في اطار سعي القوى الوطنية للانتقال بسوريا الى دولة ديمقراطية "دولة مواطنة" تقوم على الحق والعدل والمساواة وسيادة القانون.في السياق ذاته يخطئ أهل الحكم اذا ما اعتبروا عدم استجابة الشارع المسيحي لدعوات التظاهر والاحتجاجات على أن المسيحيين يقفون الى جانب نظامهم القمعي الفاسد وبأن المسيحيين يرفضون مطالب الحراك الاحتجاجي الشعبي،والمتثلة بالحرية والديمقراطية والكرامة وتداول السلطة.

ثمة من يتساءل: هل يمكن للمسيحين البقاء حتى النهاية بمنأى عن التجاذبات والاصطفافات السياسية والغير سياسية التي بدأ يشهدها المجتمع السوري على هامش وبموزاة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام؟وثمة من يتساءل أيضاً:هل الصمت حيال ما يجري في الشارع من احتجاج وقمع وقتل واعتقال تعسفي لمحتجين مسالمين،يصب في صالح المسيحيين ويخدم قضيتهم،خاصة وقد بدأت بعض الأصوات تتهمهم بالتخاذل والخيانة،والتهديد بالترحيل ما لم ينضموا لحركة الاحتجاجات؟.لا شك،من الصعب الاجابة على هكذا تساؤلات ثقيلة في ظل تعقيدات وتشعبات المشهد السوري المضطرب،وصعوبة التكهن بما سيتمخض من نتائج سياسية وغير سياسية عن الحراك الشعبي الاحتجاجي الذي يشهده الشارع.لكن في ضوء تطور مسار الأحداث، واصرار النظام على الحسم العسكري في اخماد حركة الاحتجاجات مهما كلف ذلك من أرواح ودماء ودموع،أعتقد بأن الأسابيع القليلة القادمة ستثبت بأن تحفظ المسيحيين على المشاركة في الاحتجاجات موقف يسجل لهم وليس عليهم، بصرف النظر عن مكاسب أو فوائد السلطة من هذا الخيار المسيحي.فمن خلال مقاربة موضوعية للراهن السوري، والغوص في عمق الحالة المجتمعية السورية الغير متماسكة والتي تعاني من نقص تاريخي كبير في الاندماج الوطني لأسباب بعضها يتعلق بالموروث الثقافي والاجتماعي وبعضها الآخر يتعلق بطبيعة الاستبداد القائم، سنتلمس الكثير من الأعذار والأسباب المقنعة لرفض المسيحيين المشاركة في احتجاجات ذات صبغة وتوجهات مذهبية اسلامية واضحة،تكاد المشاركة فيها حتى الآن تقتصر على الطائفة السنية.اذ،مازالت مشاركة المكونات السورية الأخرى(المسيحيون،العلويون،الاسماعليون،الدروز، الشركس،التركمان) محدودة جداً-عذراً عن استخدام هذه الوصفة الطائفية-. حتى الأكراد، رغم خصومتهم السياسية المعروفة مع النظام البعثي القائم وكسرهم لحاجز الخوف عندما انتفضوا عام 2004 ورغم حديث البعض عن "أجندة سياسية" كردية خاصة،مازالت مشاركتهم في الاحتجاجات محدودة جداً وخجولة وهي ليست بالحجم الذي يصوره ويضخمه بعض نشطاء وأعلاميي الأكراد لأغراض سياسية ودعائية معروفة.والى تاريخه لم تقرر "الحركة الكردية السورية" بفصائلها الأربعة عشر النزول الى الشارع والمشاركة في الاحتجاجات.ومع تقديرنا العميق لدماء جميع شهداء وجرحى الانتفاضة السورية،لم ترتق هذه الانتفاضة بعد الى مرحلة الثورة الشعبية القادرة على حسم الأمور لصالح التغيير الديمقراطي السلمي، رغم مضي شهرين على انطلاق شرارتها، فضلاً عن تشتت الانتفاضة، من حيث التنظيم والشعارات والأهداف.

لا شك،أن عدم ادراج قوى الحراك الاحتجاجي على لائحة مطالبها، الغاء "المادة الثالثة" من الدستور (المتعلقة بدين رئيس الدولة والفقهة الاسلامي) زعزع ثقة المسيحيين بهذا الحراك.لأن بقاء هذه المادة الطائفية يلغي امكانية وفرص تحقق الدولة المدنية(دولة المواطنة الكاملة) التي يتطلع اليها المسيحيون والكثير من المسلمين.لكن العامل الأهم و الأخطر بالنسبة للمكون المسيحي،والذي جعله يحسم خياراته ومواقفه الرافضة للمشاركة في الاحتجاجات،ليس الخوف من بطش النظام بالمناهضين له وقمعه المفتوح ضد جميع معارضيه،وانما الخوف من أن تجر، هذه الاحتجاجات و الاضطرابات السياسية والأمنية التي تصحبها في الشارع، البلاد الى فوضى وفتنة طائفية وعرقية والى نزاع مسلح على السلطة يكون المسيحييون أبرز ضحايا هذا النزاع والفتنة الطائفية،بغض النظر عن الأطراف والجهات،داخلية كانت أم خارجية، التي ستلعب بالورقة الطائفية.فـ"الكابوس العراقي" مازل مثالاً حياً وقائماً أمام المسيحيين. وما زاد من احباط المسيحيين السوريين،النتائج الغير مشجعة لـ"الثورة المصرية" فيما يخص أوضاع وحقوق الأقباط المسيحيين.لا بل ثمة معطيات ووقائع على الأرض تؤكد على أن أوضاع الأقباط باتت أكثر سوءاً وتدهوراً ما بعد الثورة.يكفي الاشارة هنا الى قيام آلاف السلفيين قبل ايام بهجوم مسلح مبرمج على مصلين داخل كنيسة وحرقهم لأخرى في القاهرة، الأحداث التي تسببت بمقتل وجرح العشرات.

 أخيراً: في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة التي تمر بها البلاد، من المهم جداً أن يتفهم مسلمو سوريا، مخاوف وهواجس أشقائهم المسيحيين المجمعين على أن مصيرهم مرهون،ليس ببقاء الاستبداد القائم ونظامه القمعي الفاسد،وانما بأمن واستقرار هذا الوطن التاريخي الذي اسمه"سوريا"،مهد الحضارة السريانية والديانة المسيحية،وتميز عبر تاريخه الطويل بالتسامح الديني والاجتماعي،وشكل عبر التاريخ "ملاذ آمن" للمسيحيين المشرقيين ولجميع المستضعفين،في أكثر مناطق العالم اضطراباً وتوتراً.

*باحث في قضايا الأقليات

 

منافسة بين مصر وقطر على منصب الأمين العام لأول مرة بتاريخ الجامعة العربية

القاهرة - مصطفى سليمانمألعربية

لأول مرة في تاريخ الجامعة العربية، يتنافس مرشحان، غداً الأحد 15-5-2011، على منصب الأمين العام خلفاً لعمرو موسى. والمرشحان هما المصري مصطفى الفقي، والقطري عبدالرحمن العطية.

ومن المقرر أن يتم الاختيار، لأول مرة أيضاً بواسطة وزراء الخارجية العرب. إذ إن ميثاق الجامعة ينص على تسمية الأمين العام على مستوى القمة العربية، إلا أن الجامعة حصلت من دولها الأعضاء على تفويض لرؤساء وفودها لاختيار الأمين العام. لكن، حتى يوم واحد سابق لموعد الانتخاب، لا يوجد توافق عربي على أحد المرشحين.

ومصطفى الفقى من مواليد نوفمبر/ تشرين الثاني 1944، وهو سياسى مصرى حاصل على بكالوريوس كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1966، وحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1977.

التحق بالسلك الدبوماسى فعمل بسفارتى مصر في بريطانيا والهند، ومندوب مصر بالمنظمات الدولية فى فينا، ورأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى سابقاً.

أما عبدالرحمن العطية فهو من مواليد أبريل/ نيسان 1950، وحاصل على بكالوريوس علوم سياسية وجغرافيا من جامعة ميامى بولاية فلوريدا فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1972، وشغل عدداً من المناصب الدبلوماسية، وكان مندوب قطر الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى أن تولى الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث رشحته قطر للجامعة العربية فور نهاية ولايته بالمجلس.

دعم الفقي.. وحظوظ التأجيلويحظى ترشيح الفقي بتأييد عدد من السياسيين المصريين، منهم مساعد وزير الخارجية الأسبق عبدالله الأشعل، الذي اعتبر الفقي "الأقدر والأوفر حظاً على قيادة دفة الجامعة العربية في المرحلة المقبلة".

وحول توقعاته بمن سيحظى بهذا المنصب أكد الأشعل "أعتقد إذا ساندت المملكة العربية السعودية المرشح المصري فستكون فرصته في الفوز كبيرة، ولكن إذا تم ذلك فالجانب القطري ربما يأخذ موقفاً من المملكة خاصة وسيؤثر هذا على قاعدة توسيع مجلس التعاون الخليجي".

من جهة أخرى، طالب الأشعل بتجميد منصب الأمين العام للجامعة العربية لمدة عامين على الأقل لتجنب المزيد من الخلافات بين الدول العربية "بينما نطالب بتوافق عربي ووحدة عربية في هذه المرحلة التي تمر بها الأمة العربية".

وفي السياق نفسه، رأى الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد ونقيب الصحفيين المصريين ضرورة تأجيل هذه الانتخابات. وقال لـ"العربية.نت": "أتوقع ألا تتم هذه الانتخابات غداً وأن يتم تأجيل اختيار الأمين العام للجامعة العربية، لأنه من المعروف أن هذا المنصب كان يتم بالتوافق. ولكن إذا ما تمت الانتخابات غداً فإن فرص المرشح المصري ستكون أفضل وسيحصل على فارق في الأًصوات قليل، وقد يؤدي هذا إلى تعقيد المشاكل وتوسيع هوة الخلافات بين العرب. ولهذا أرجح أنه سيتم تأجيل هذه الانتخابات".

أما الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية هاني رسلان فتوقع فوز المرشح المصري "لما له من قدرات وخبرات طويلة في المجال العربي العام ومن سمات قومية تؤهله لقيادة الجامعة العربية في هذه المرحلة، بالإضافة إلى اتصالاته الواسعة بين رؤساء الدول العربية وحنكته السياسية التي يتمتع بها. أما المرشح القطري ففرصه ضعيفة خاصة أن الترشيح القطري جاء لمحاولة قطر للعب أدوار إقليمية، وهي أدوار أكبر من حجمها وقدراتها. فهي دولة صغيرة تعتمد على تحالفات متناقضة، ولا يمكن السماح بتسليم قيادة البيت العربي لها".

أما عن طرح تأجيل اختيار الأمين العام، فيرى رسلان أنه طرح "غير عملي لأنه سيؤدي إلى تعطيل مسيرة العمل العربي المشترك، وهي مسيرة ضعيفة بالأساس، وواهنة لا تحتمل مزيداً من الضعف بعدم اختيار الأمين العام للجامعة العربية. ولكن في نهاية المطاف لا بد من اختيار المرشح، وإذا تم اختيار المرشح القطري فهذا إنذار بوفاة الجامعة العربية".

وأكد هاني رسلان "أن الفكرة التي كانت سائدة باختيار الأمين العام للجامعة العربية بالتوافق هي فكرة سديدة، حيث تعمل على تداول المنصب بالتوافق، ولكن بشرط أن يكون المرشح من دول ذات ثقل وقادرة على القيادة ".

من جانبه، رأى الكاتب والناشط السياسي المصري وليد الشيخ أن الثوارالمصريون يُجمعون على رفض الفقي، مضيفاً "يجب ألا نختزل القضية في أن مصر تريد فرض رأيها وأننا في صراع ما بين مرشح مصر وأي مرشح من دولة أخرى، وأن مصر تريد فرض هيمنتها، ولكننا كنشطاء في الثورة المصرية نرى الصورة من زاوية أنه لو أن هناك توافقاً وقبولاً عربياً على أن يكون المرشح مصري فيجب أن يكون شخصاً آخر غير مصطفى الفقي. فنحن نرى أن الفقي لا يمثل مصر بعد الثورة، فإذا كان هناك عدم رضا من الشعب المصري عليه فكيف يكون هناك اتفاق عليه في الخارج!".

 

نجاد وولاية الفقيه: خرافة لا يصدقها حتى المرشد

قينان الغامدي/العربية

يقال إن أحمدي نجاد أحمق، هذه الصفة أطلقت عليه من سياسيين في الشرق والغرب، السياسيون يكادون أن يكونوا مجمعين على حماقته، وحكمهم هذا جاء بناء على تصريحات نجاد التي يطلقها بين الحين والآخر، والمواقف السياسية التي يتخذها، وأفضت إلى تأزيم علاقات إيران مع دول المنطقة والعالم.

لكني أعتقد أن صفة الحمق أو أي صفة أخرى ينبغي أن تطلق على المرشد الأعلى وليس على نجاد فهذا الأخير منفذ ليس أكثر، وهو في تصوري ليس أحمق، ولا مغفلا، لكنه مداهن أو ممثل، كيف؟ طيلة الفترة التي قضاها نجاد في فترة الرئاسة الأولى وهو يسعى لإرضاء الخرافة المتمثلة في الولي الفقيه، المتمثلة في خامنئي شخصيا، بينما هو – أقصد نجاد – فيما أظن يعرف أن الحكاية من أصلها تحتاج لإعادة نظر، فالدين شيء، والوسيط بين الإنسان وربه شيء آخر، وهو يعلم قطعا أن الصورة الديموقراطية (الشكلانية) التي أوصلته إلى سدة الرئاسة لا قيمة لها، وكيف يمكن تصديق ديموقراطية إيران وجميع القرارات بيد (الولي الفقيه) الذي يستطيع في أي لحظة طرد أي مسؤول أو تعيينه وموافقته شرط أساسي على أي قرار يتخذه أي مسؤول في إيران وفي شتى المجالات داخليا وخارجيا، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا.

وعلى هذا فحكاية الاختيار الديموقراطي ليست سوى إكليشة فيها قدر كبير من استغفال الشعب الإيراني، ولو تأملت في الأمر لوجدت أن الانتخابات لا داعي لها طالما رأي وقرار المرشد هو الأول والأخير، فالحال في إيران ينطبق عليها فعلا ما يقال على سبيل السخرية (انتخبوا ونحن نقرر) لكن هذه هي الحقيقة فعلا في ظل (ولاية الفقيه).

أحمدي نجاد يعرف هذه الحقيقة، ولذلك تفانى طيلة فترة رئاسته الأولى في إرضاء (الولي الفقيه) وحرص أن ينفذ سياسته وقراراته، فكانت المكافأة على تفانيه فترة رئاسة ثانية حيث أثبت أنه المنفذ الأمين لتعليمات وسياسات خامنئي الذي رتب أمور الانتخابات الصورية ليبقي على نجاد ويستخدم القوة لفرضه كأمر واقع، مع قمع وسحل كل من يعترض على ذلك.

نجاد يعرف أن القرار – أي قرار – ليس قراره، لكنه تجرأ وقرر تغيير رئيس الاستخبارات فقال له خامنئي لا بد أن تقف عند حدودك، وخيره بين إعادة رئيس الاستخبارات أو الإستقاله، رئيس الاستخبارات عاد إلى عمله ونجاد مازال يفكر هل يتراجع عن قراره أو يستقيل، والمقربون من خامنئي بدؤوا يشيعون أن نجاد يرتب لمؤامرة هدفها الانقلاب على المرشد الأعلى، ومع أنني أستبعد شيئا كهذا إلا أنني أتصور أن رغبة الانقلاب على فكرة (ولاية الفقيه) تراود ذهن كل من يستخدم عقله في إيران ولا شك عندي أن الغالبية العظمى من الشعب الإيراني عقلاء ويعرفون أن هذه الولاية ليست أكثر من هرطقة وخرافة لا يمكن تصديقها.

بل إنني أعتقد أنه حتى المعممين في إيران وعلى رأسهم المرشد الأعلى نفسه يدركون حقيقة هذه الخرافة التي سوقوها ومازالوا متمسكين بها لمصالح سياسية وسلطوية، ولهذا فإن نجاد لو خطط ونفذ أي انقلاب لاجتثاث هذه الخرافة فإنه سيقدم خدمة تاريخية، تخلد ذكره وفعله في وجدان الشعب الإيراني، الذي يتوق حتما للتحرر من أسر هذه الخرافة التي لا يمكن تصديقها ولا القبول بها، وعقلاء الشيعة والموضوعيون منهم وهم الغالبية يعرفون ذلك ويسعون إلى تنوير الناس بحجم التضليل والوهم الذي تجري ممارسته عليهم، وهو تنوير أثق أنه سيحقق هدفه وفي وقت قريب إذ من غير المعقول أن يجري إرضاخ وحكم أكثر من أربعة وسبعين مليون إنسان بخرافة لا يصدقها حتى المرشد الأعلى نفسه.

*نقلا عن "الوطن" السعودية

 

نجاد وولاية الفقيه: خرافة لا يصدقها حتى المرشد

قينان الغامدي/العربية

يقال إن أحمدي نجاد أحمق، هذه الصفة أطلقت عليه من سياسيين في الشرق والغرب، السياسيون يكادون أن يكونوا مجمعين على حماقته، وحكمهم هذا جاء بناء على تصريحات نجاد التي يطلقها بين الحين والآخر، والمواقف السياسية التي يتخذها، وأفضت إلى تأزيم علاقات إيران مع دول المنطقة والعالم.

لكني أعتقد أن صفة الحمق أو أي صفة أخرى ينبغي أن تطلق على المرشد الأعلى وليس على نجاد فهذا الأخير منفذ ليس أكثر، وهو في تصوري ليس أحمق، ولا مغفلا، لكنه مداهن أو ممثل، كيف؟ طيلة الفترة التي قضاها نجاد في فترة الرئاسة الأولى وهو يسعى لإرضاء الخرافة المتمثلة في الولي الفقيه، المتمثلة في خامنئي شخصيا، بينما هو – أقصد نجاد – فيما أظن يعرف أن الحكاية من أصلها تحتاج لإعادة نظر، فالدين شيء، والوسيط بين الإنسان وربه شيء آخر، وهو يعلم قطعا أن الصورة الديموقراطية (الشكلانية) التي أوصلته إلى سدة الرئاسة لا قيمة لها، وكيف يمكن تصديق ديموقراطية إيران وجميع القرارات بيد (الولي الفقيه) الذي يستطيع في أي لحظة طرد أي مسؤول أو تعيينه وموافقته شرط أساسي على أي قرار يتخذه أي مسؤول في إيران وفي شتى المجالات داخليا وخارجيا، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا.

وعلى هذا فحكاية الاختيار الديموقراطي ليست سوى إكليشة فيها قدر كبير من استغفال الشعب الإيراني، ولو تأملت في الأمر لوجدت أن الانتخابات لا داعي لها طالما رأي وقرار المرشد هو الأول والأخير، فالحال في إيران ينطبق عليها فعلا ما يقال على سبيل السخرية (انتخبوا ونحن نقرر) لكن هذه هي الحقيقة فعلا في ظل (ولاية الفقيه).

أحمدي نجاد يعرف هذه الحقيقة، ولذلك تفانى طيلة فترة رئاسته الأولى في إرضاء (الولي الفقيه) وحرص أن ينفذ سياسته وقراراته، فكانت المكافأة على تفانيه فترة رئاسة ثانية حيث أثبت أنه المنفذ الأمين لتعليمات وسياسات خامنئي الذي رتب أمور الانتخابات الصورية ليبقي على نجاد ويستخدم القوة لفرضه كأمر واقع، مع قمع وسحل كل من يعترض على ذلك.

نجاد يعرف أن القرار – أي قرار – ليس قراره، لكنه تجرأ وقرر تغيير رئيس الاستخبارات فقال له خامنئي لا بد أن تقف عند حدودك، وخيره بين إعادة رئيس الاستخبارات أو الإستقاله، رئيس الاستخبارات عاد إلى عمله ونجاد مازال يفكر هل يتراجع عن قراره أو يستقيل، والمقربون من خامنئي بدؤوا يشيعون أن نجاد يرتب لمؤامرة هدفها الانقلاب على المرشد الأعلى، ومع أنني أستبعد شيئا كهذا إلا أنني أتصور أن رغبة الانقلاب على فكرة (ولاية الفقيه) تراود ذهن كل من يستخدم عقله في إيران ولا شك عندي أن الغالبية العظمى من الشعب الإيراني عقلاء ويعرفون أن هذه الولاية ليست أكثر من هرطقة وخرافة لا يمكن تصديقها.

بل إنني أعتقد أنه حتى المعممين في إيران وعلى رأسهم المرشد الأعلى نفسه يدركون حقيقة هذه الخرافة التي سوقوها ومازالوا متمسكين بها لمصالح سياسية وسلطوية، ولهذا فإن نجاد لو خطط ونفذ أي انقلاب لاجتثاث هذه الخرافة فإنه سيقدم خدمة تاريخية، تخلد ذكره وفعله في وجدان الشعب الإيراني، الذي يتوق حتما للتحرر من أسر هذه الخرافة التي لا يمكن تصديقها ولا القبول بها، وعقلاء الشيعة والموضوعيون منهم وهم الغالبية يعرفون ذلك ويسعون إلى تنوير الناس بحجم التضليل والوهم الذي تجري ممارسته عليهم، وهو تنوير أثق أنه سيحقق هدفه وفي وقت قريب إذ من غير المعقول أن يجري إرضاخ وحكم أكثر من أربعة وسبعين مليون إنسان بخرافة لا يصدقها حتى المرشد الأعلى نفسه.

*نقلا عن "الوطن" السعودية

 

بشار وماهر جعلا السوريين يترحمون على حافظ ورفعت  

الشراع/نجح الشقيقان بشار وماهر الاسد في جعل السوريين يترحمون على جرائم حافظ ورفعت الاسد ضدهم، التي بدأت عام 1970، وانتهت عملياً بوفاة حافظ في حزيران/يونيو 2000، وتطورت على ايدي الشقيقين الشابين. نجح بشار وماهر الاسد في تذكير الناس بمجازر حماه وجسر الشاغور سنوات 80 – 81- 1982، التي ارتكبها الشقيقان حافظ ورفعت الاسد.. نعم.. لكن ما ارتكبه الشقيقان الشابان ضد درعا وحمص وبانياس والصنمين والرستن وريف دمشق، والمعضمية والبيضاء والقامشلي والحسكة.. وكل مدن وقرى سوريا جعل مجزرة حماه اثراً بعد عين. نجح بشار وماهر الاسد في جعل مجزرة سجن تدمر التي ارتكبها الشقيقان حافظ ورفعت وكشفها عنصر امن سوري كلف بقتل رئيس وزراء الاردن مضر بدران ذكرى سابقة تمحوها بشراسة مجازر اشد منها وطأة.. ودماء المجازر التي يرتكبها الشقيقان الصغيران ضد الشعب السوري بتحويل سوريا كلها الى سجن تدمر كبير متسع مليء بالصحاري والعقارب والافاعي والجرذان والشبيحة والقناصة وعناصر الامن وقادة الفرق التي تقصف بدباباتها ومدفعيتها وحمم صلياتها النارية اجساد نساء سوريا وأطفالها وشبابها.

يستطيع حافظ الاسد ان يستريح اليوم في قبره فولداه ماهر وبشار نجيبان سارا على طريقه في القتل والسحل والقنص وتكسير الاطراف واذلال الاعناق والكذب والكذب والكذب في كل وعد، والكذب والكذب والكذب في كل خطاب، والكذب والكذب والكذب في كل اطلالة وحديث وحوار وخطاب وتصريح وبيان واجتماع لمجلس الدمى، ومجلس الصبية الوزراء ديناصورات القيادة القطرية. مبارك يا حافظ الاسد فقد جعل ولداك بشار وماهر السوريين يقولون رحم الله اباكما.. صحيح انه من خلف ما مات لكن ان يتجاوز الخلف كل جرائم السلف فهذا لم يحصل الا في نظام عائلة الاسد. كان حافظ الاسد المبادر للتوريث، صحيح، لكن بشار وماهر تجاوزا كل اعتبار وخلقا اوضاعاً جعلت الناس تنسى بعضاً من عداء وكراهية وحقد ضد حافظ لأنها تحتاج كل هذا العداء والكراهية والحقد والمقاومة فوقها والصبر والصمود ليصنعوا فجر حرية يسطع شمساً لنرد الى الجحور دراكولا القرن الحادي والعشرين

 

لهذه الاسباب لم ينضم الجيش السوري الى الشعب في ثورته ضد عائلة الاسد  

حسن صبرا/الشراع

كان الشعب السوري ينتظر ان ينحاز الجيش اليه في ثورته ضد نظام عائلة الاسد، مثلما انحاز الجيش التونسي الى ثورة الياسمين 14 يناير/ كانون الثاني 2011 فأسقط نظام الرئيس زين العابدين بن علي ففر لاجئاً خارج بلده، ومثلما انحاز الجيش المصري الى ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 فأسقط نظام الرئيس حسني مبارك، الذي انتقل اول الامر الى شرم الشيخ، ثم ها هو يخضع للمحاكمة في المستشفى الذي نقل اليه للعلاج.

لكن الجيش السوري ثبّت ولاءه للنظام، فشارك في قتل مئات السوريين منذ بدء الانتفاضة الشعبية في 15/3/2011 ثم تحول الى اداة قمع للمرة الثانية خلال ثلاثين سنة، ومثلما اجتاح حماه عام 1982 مخلفاً آلاف القتلى والجرحى وآلاف المعتقلين، فهو اجتاح درعا مهد ثورة 15 مارس/آذار مخلفاً آلاف القتلى والجرحى والمعتقلين منها، ومن بقية المدن والقرى والبلدات السورية في طول البلاد وعرضها، واحصاءات منظمات ونشطاء حقوق الانسان تتحدث عن 8000 معتقل خلال اقل من شهرين (من 15/3/2011 الى 5/5/2011).

فهل خذل الجيش السوري شعبه، الاعزل، ووجه نيران دباباته ومدفعيته الى ابناء المدن السورية ضالاً طريقاً لم يسلكه منذ العام 1973 (38 عاماً) لتحرير ارض الوطن المحتلة في الجولان منذ 5 حزيران/يونيو 1967 (44 عاماً)؟

وهل كان من المنطقي او من المتوقع بعقل ان ينضم الجيش الذي بدأ حافظ الاسد بتركيبه من جديد منذ لحظة توليه السلطة، ليضمن ولاءه للنظام بدل الولاء للوطن وللشعب، في لحظة المواجهة بين النظام وبين الوطن والشعب؟

ومع هذا،

حتى العام 1984 كان الوضع الديموغرافي داخل الجيش السوري معقولاً، بتوازن مقبول بين مختلف طوائف واعراق المجتمع السوري.

صحيح انه لم يعد الجيش الذي كان فيه الدرزي اللبناني شوكت شقير اهم رئيس اركان مر في تاريخ الجيش السوري، لكنه لم يعد الجيش السوري ومنذ العام 1984 هو الجيش الذي حارب العدو الاسرائيلي عام 1973، وسجلت قطاعاته العسكرية بطولات شهدت لها روابي وقمم وسفوح مرتفعات جبل الشيخ وهضبة الجولان، واختلطت فيها دماء الجنود والضباط من كل مناطق سوريا، ومن كل فرقه العسكرية سرايا الدفاع بقيادة رفعت الاسد والقوات الخاصة بقيادة علي حيدر، وبرزت فيها قيادات عسكرية كحكمت الشهابي ويوسف شكور وهاشم المعلا.

لكن،

الجيش الذي اقتحم درعا عام 2011 لا علاقة له بالجيش الذي حارب في الجولان عام 1973، او على الاقل ضل الجيش طريقه بقرار سياسي عام 2011 مختلف عن القرار الذي صدر عام 1973، لذا هتف ابناء درعا منذ الاسبوع الاول للثورة الشعبية ضد شقيق الرئيس بشار الاسد العقيد ماهر الاسد، بعد ان قصف ضباط وجنود الفرقة الرابعة بقيادته الجماهير العزلاء في شوارع عاصمة محافظة درعا: ((ماهر اسد يا جبان، وجه جيشك للجولان)) وقد وصلت للثوار ان ماهر رفض اي حوار مع الناس قائلاً لشقيقه اعطني اسبوعين فقط لأؤدب لك كل المتآمرين!!

وقد شاهد ابناء درعا بأم العين كيف ان ضباط فرقة الاسد الشقيق يطلقون النار على ضباط الجيش السوري وجنوده في المحافظة لأنهم رفضوا اطلاق النار على المتظاهرين المدنيين.

وكان حدس الناس شديد التأثير والتأثر وهم يميزون بين جيش تشرين 1973 الذي اطلق النار على العدو الصهيوني وبين جيش بشار وماهر الذي يقتل ابناء سوريا عام 2011.

لذا،

راهن ابناء سوريا على جيشهم باعتباره جيش تشرين، وقد غفلوا عن ان الجيش الذي يواجههم عام 2011 هو الجيش الذي نجح حافظ الاسد بتغيير تركيبته بدءاً من العام 1984.

كيف تحول جيش تشرين؟

كان المعتقد لسنوات طويلة ان سبب التحول الديموغرافي في الجيش السوري، هو تحول اقتصادي، اجتماعي، نفسي اصاب ابناء المدن السورية ذات الاغلبية السنية (دمشق، حلب، حمص، درعا.. دير الزور، ادلب..) فجعلهم يتركون منظومة السلطة بالالتحاق بالجيش الى الالتحاق بمنظومة السلطة بالامساك بالاقتصاد والتجارة والتوكيلات المختلفة اي التحول من الالتحاق بالقوة الخشنة (الجيش) للالتحاق بالقوة الناعمة (الاقتصاد، الثقافة، التوكيلات، المصارف..) ليتركوا لأبناء الريف خاصة من الطائفة العلوية الصغيرة فسحة الالتحاق بالقوة الخشنة تعويضاً مادياً ومعنوياً عن اجحاف سابق بعد التحولات الاقتصادية الجذرية التي وصلت ذروتها منذ العام 2000 في مطلع عهد بشار الاسد.. واقنعت ابناء المدن انهم الاجدر بمسايرة لغة العصر وقوته المتمثلة بالاقتصاد والمال، وقد دخلت سوريا في عهد بشار اقتصاد السوق، حتى لو شاركتهم في ارباحه مراكز قوى النظام الاساسية المتمثلة بابن خال الرئيس والشقيق رامي مخلوف، وقد اعاد اليه بشار الاسد الفضل في ادارة عجلة الاقتصاد السوري (حديث بشار الاسد مع جريدة نيويورك تايمز عام 2007).

صحيح ان النظام نجح في كسب بورجوازية المدن الكبرى وتجارها وعائلاتها، الى جانبه وبات مطمئن الجانب الى ان الهاءها المغري بالمال اتاح له ان يزيد امساكه بالقوة الخشنة.

الا ان،

ليس هذا هو السبب الوحيد الذي صنع التحول الديموغرافي في الجيش السوري.

يقول احد ابرز قادة النظام السوري السابقين، ان السبب الحقيقي للحالة التي آل اليها الجيش السوري منذ اكثر من ربع قرن هو سياسة حافظ الاسد باخضاع الجيش الى مفهوم الولاء.. قبل اي مفهوم آخر سواء كانت الكفاءة.. او العدالة او المساواة او التوازن..

وقبل ذلك

هناك اجتهادات حول انتماء حافظ الاسد الديني، هل ظل علوياً عندما اصبح رئيساً للجمهورية في بلد يشكل السنة فيه نحو 80% من سكانه ام اعلن تحوله الى مذهب الاغلبية السنية، تجاوزاً لحساسيات يمكن ان تنشأ في اي وقت ضد هذه المسألة.

رفيق حافظ الاسد السابق نائبه عبدالحليم خدام يؤكد ان 85% من الشعب السوري ايد الاسد عندما تسلم السلطة عام 1970، وانهم لم يظهروا اي تحفظ في ان يتولى ضابط علوي السلطة في بلد كان عبر الزمان عاصمة الامويين.. رمز السنية التاريخية.

ومع هذا،

فإن حافظ الاسد وفقاً لكتاب باتريك سيل ((الاسد الصراع على الشرق الاوسط)) سعى الى عقد مؤتمر ديني ضم لفيفاً من رجال الدين العلويين وهم: عبداللطيف ابراهيم مرهج، عبدالكريم الخير، حيدر محمد، محمود صالح عمران، حسين سعود، سليمان العيسى، كامل حاتم وعبدالكريم علي حسين.

نتج عن هذا المؤتمر بيان اصدره المشايخ العلويون في مطلع ت1/اكتوبر 1971 اكدوا فيه انتماءهم للاسلام، وباقرارهم بالشهادتين والتزامهم بأحكام الدين الاسلامي من اصول وفروع، وان اصول الدين خمسة هي: التوحيد والعدل والقرآن والسنة والامامة والمعاد.

ثم دعم الاسد هذا البيان، بفتوى من الامام موسى الصدر نصت على ان العلويين طائفة من المسلمين الشيعة، وبهذا اكد الاسد انتماءه للاسلام بفتوى الصدر.. وبالبيان الذي اصدره شيوخ الطائفة العلوية ليصبح الاسد رئيساً للجمهورية السورية عام 1971، في استفتاء حصل فيه على نسبة 91% من الاصوات، فيما اعتبر أنـزه استفتاءً في تاريخ سوريا (لم يتفوق عليه في النـزاهة والشرف سوى استفتاء الشعب السوري على الوحدة مع مصر بقيادة جمال عبدالناصر في شباط/فبراير 1958).

الاجتهاد الثاني، وهو ما يشبه الخبر عبر واقعة شاهدها كثيرون، لحظة دفن والدة حافظ الاسد في مطلع تسعينيات القرن العشرين (السيدة ناعسة) في القرداحة وهي قرية الأسد.

تأخر وصول الشيخ السوري (الكردي) محمد سعيد رمضان البوطي الى القرداحة لقراءة وإقامة صلاة الميت، مما دفع رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى في لبنان الإمام محمد مهدي شمس الدين وكان حاضراً الجنازة ليقترح على الرئيس حافظ الاسد، وكان الأسد يحب الإمام شمس الدين كثيراً ويحترمه ويقدر علمه وفقهه، ان يتلو صلاة الميت تحت عنوان إكرام الميت دفنه.

هنا وحسب شهود كثيرين قال الأسد لشمس الدين: ((يا مولانا لا تنسَ ان المرحومة ماتت على المذهب السني، وان الأفضل انتظار مجيء الشيخ البوطي)).

وفي هذه الواقعة توكيد بأن الأسد ولد علوياً.. ومات سنياً.

أياً يكن الأمر،

فإن مراقب عام الإخوان المسلمين السابق عدنان سعد الدين في كتابه الصادر عن مكتبة مدبولي في القاهرة: ((مذكرات وذكريات: الحكم البعثي (العلوي) من عام 1963 حتى عام 1977)) يكتب في فصل الاسد رئيساً للجمهورية 1971 – 1977:

((انه عندما بلغ حافظ الاسد الثلاثين من عمره، بدأ خطواته العملية في تعبئة الطائفة العلوية، للقيام بالدور الذي كان يخطط له او يتطلع اليه، فسلط الاضواء من خلال نشاطه الحزبي والعسكري على زكي الأرسوزي، لإبرازه قائداً كبيراً وفيلسوفاً عبقرياً، ليحجب به مؤسسي الحزب ميشال عفلق (صلاح البيطار) وأكرم الحوراني، ويدفع به الى منـزلة القيادة الفكرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، بدعم من اللجنة العسكرية السرية التي ضمت عدداً من ابناء الأقليات العلوية والاسماعيلية والدرزية))

والأرسوزي العلوي هو اول من اطلق كلمة بعث تعبيراً عن دعوة لنهضة الأمة العربية، خاصة وان الرجل وهو إبن لواء الاسكندرون السليب، الذي ضمته تركيا الى اراضيها عام 1939 قد لجأ الى خارجه، بعد تنازل فرنسا عنه لتركيا ذاك العام.

ملاحظة: (تنازل بشار الاسد لتركيا عن هذا اللواء الذي كان دائماً في فكر وثقافة ووجدان وسياسة الأنظمة السورية قبل بشار، أرضاً سورية، مقابل ان يطبّع الأتراك العلاقة مع نظامه، وحرص الإعلام السوري على حذف إسم الاسكندرون السليب من قاموسه، وحذف هذا التعبير والأسم من جغرافيا سوريا ومنع إدراج اسم لواء الاسكندرون في نشرات الاحوال الجوية والمناخية كما كان سابقاً).

يقول عبدالحليم خدام في حديث خاص معه أجري منذ عدة أيام:

ان حافظ الاسد فقد الثقة بالشعب السوري، متحسباً دائماً الى ان الأغلبية السنية في سوريا يمكن ان تنقلب عليه في أية لحظة.

لذا،

وضع سياسة طبقها بالحرف مدير استخباراته العسكرية اللواء علي دوبا (علوي) وساعده فيها بوعيهما او بدونه كل من وزير الدفاع السني مصطفى طلاس (من مدينة الرستن) ورئيس الاركان في الجيش السوري العماد اول حكمت الشهابي (سني من حلب).

ما هي هذه السياسة:

تحرص الكلية العسكرية على ان يكون اغلب الناجحين في كل دفعاتها عبر 25 سنة تقريباً (منذ العام 1985 حتى 2011) من الشباب العلوي، ويتم استبعاد الشباب السني بناءً على تقارير أجهزة الأمن التي تصنف هؤلاء الشباب السني، بين حزبي يجب استبعاده، وإخوان مسلمين او قريب من احد عناصر الإخوان حتى لو كانت قرابة بعيدة، او ان هذا الشاب رجعي او متدين، او غير مؤهل صحياً او نفسياً!! في وقت كان فيه كبار الضباط العلويين يدعمون أقرباءهم وأبناء عشائرهم او بلداتهم للدخول الى الجيش وفق لوائح يرسلونها الى علي دوبا لاعتمادها تكريساً لأمر جديد في العسكرية السورية.

وهكذا،

حتى باتت القيادات العليا وما دونها حتى رتبة رائد في الجيش السوري هي الأغلبية الساحقة في هذا الجيش وكلها من الطائفة العلوية.

وبما ان التجنيد الاجباري مستمر في سوريا حتى اليوم، فإن اغلبية المجندين بطبيعة الحال هم من الطائفة السنية، نسبة لعدد سكانهم في سوريا.

وهذا ما يفسر كيف ان معظم الذين تركوا الجيش السوري والتحقوا بالانتفاضة الشعبية منذ 15/3/2011 هم من المجندين وبعض الضباط السنة.

وهو ما يفسر ايضاً ان كل الذين شيعت السلطات السورية جثامينهم وأقامت لهم جنازات عسكرية هم من الضباط والجنود السنة، الذين رفضوا اطلاق النار على المتظاهرين، وهذا ما دفع بشار الاسد ليأمر شقيقه العقيد ماهر بتولي مهمة قمع الانتفاضة الشعبية في كل انحاء سوريا مع تركيز على محافظتي درعا وحمص فضلاً عن بانياس والرستن ومدن وقرى وبلدات ريف دمشق، حتى باتت الفرقة الرابعة اي الحرس الجمهوري الذي يقوده ماهر، والفرقة الامنية التي يقودها إبن خال بشار العقيد حافظ مخلوف فضلاً عن اجهزة الأمن التي يقودها ضباط علويون (جميل حسن، علي المملوك، علي يونس..) هم صمام أمان النظام وأداته القمعية.

يقول خدام:

((كانت تقارير الأمن عن الطلاب الملتحقين بالكلية العسكرية، الذين تقبل طلباتهم، ترفع الى حكمت الشهابي ومصطفى طلاس السنيين، بعد ان يوقعها علي دوبا العلوي، فيبادر الاثنان الى توقيعها لرفعها الى حافظ الاسد ليوقعها ويعتمدها..)).

وبهذه الطريقة بات العلويون يشكلون نسبة 90% من قيادات الفرق العسكرية البرية والبحرية والجوية وخاصة الجوية، بينما يشكل السنة 90% من عناصر وصف ضباط الجيش السوري.

والأفظع بعد هذا،

ان هناك فرقاً أمنية وعسكرية تعتمد بالكامل ضباطاً وجنوداً وقيادات على ابناء الطائفة العلوية، ليشكلوا قوتها الضاربة في كل الميادين.

ولمزيد من الإمساك بالسلطة، اعتمد حافظ الأسد سياسة إحاطة دمشق من بوابتها الجنوبية نحو الحدود مع لبنان وفلسطين المحتلة، بكثافة علوية سواء من عناصر الأمن او الجيش مع عائلاتهم تركوا جبالهم وسهلهم كي يسكنوا جنوبي دمشق العاصمة ليشكلوا سوراً غير مكتمل حولها تأميناً لها من اي انقلاب او ثورة شعبية، والحجة دائماً هي تأمين العاصمة من اي عدوان صهيوني حيث لا يبتعد هذا العدو عن العاصمة اكثر من 40 كلمتراً.

وبعد؟

هل هذا يعني فقدان الأمل في ان يصحح الجيش السوري مسار الدولة والنظام قبل الإنهيار، او قبل اشتعال فتنة مذهبية؟

النظام يدفع في اتجاه الفتنة، لأنه يضع الجيش العلوي في مقابل الشعب السني، وهو يدفع اكثر نحو تسليح الشعب السني، ليزعم بوجود خوف علوي من السنة.

قبل أي دعوة لتدخل انساني دولي لانقاذ المدنيين السوريين الذين تحصدهم آلة حرب النظام الطائفي يتوقع كثيرون ان يتحرك ضباط وعقلاء ومشايخ علويون لايقاف نـزيف الدم، الذي سيترك أثراً لن يمحى من ذاكرة السوريين.

فالشعب السوري لم ينسَ المجازر التي ارتكبها الفرنسيون ضد جيشهم الوطني بقيادة يوسف العظمة في معركة ميسلون عام 1920 وهم احتفلوا يوم 6 ايار/مايو بعيد الشهداء الذين أعدمهم الأتراك عام 1916.

ويجب التنبه مسبقاً الى ان استنـزاف الدم بالقتل البارد، سيوصل الجميع الى طريق مسدود خاصة النظام الذي مهما تجبر وتكبر وارتكب الجرائم وعاند هو حالة طارئة في تاريخ سوريا، اما الشعب فهو الباقي ولن يمكن تحت اي ضغط او مجازر قتل او تهجير او الغاء 20 مليون سني سوري، وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح. ولعل 40 سنة من حكم أسرة الأسد كافية كي تبدأ هذه الأسرة التصحيح والإصلاح.

واذا كان المنطق يقول بأن الفاسد يستحيل ان يصلح لأن الإصلاح يبدأ بالقضاء عليه وعلى فساده، فإن العقل يستدعي ان يتحرك عقلاء الطائفة العلوية سواء في الجيش او في المؤسسة الدينية او في المجتمع المدني العلوي، لنصيحة هذه الأسرة بالتخلي عن غرورها واستعلائها وبطشها حرصاً على العلويين ابداً، ثم كل سوريا، فإن لم تنفع النصيحة، فبالتحرك العملي والميداني ضد هذا الحكم الفاسد القمعي.. وهذا أضعف الإيمان.