المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
11 أيار/2011

إنجيل القدّيس متّى .4-1:16

ودَنا الفِرِّيسيُّونَ والصَّدُّوقيُّونَ يُريدونَ أَن يُحرِجوه، فسأَلوه أَن يُرِيَهم آيةً مِنَ السَّماء. فأَجابَهم: «عِندَ الغُروبِ تقولون: صَحْوٌ، لأَنَّ السَّماءَ حَمراءُ كالنَّار. وعندَ الفَجْر: اليَومَ مَطَرٌ، لأَنَّ السَّماءَ حَمراءُ مُغبَرَّة. فمَنظَرُ السَّماءِ تُحسِنونَ تَفسيرَه، وأَمَّا آياتُ الأَوقاتِ فلا تَستَطيعونَ لَها تَفسيراً. جيلٌ فاسدٌ فاسِقٌ يُطالِبُ بِآيةٍ ولَن يُعطى سِوى آيةِ يونان ». ثُمَّ تَرَكَهُم ومَضى.

 

ميشال عون ووجدان المجلس المركزي لتجمع ملتزمون

الياس بجاني: لم نعد نؤمن ولو بنسبة واحد بالمئة أن الرسائل الوجدانية والوطنية والضميرية إلى العماد ميشال عون أو إلى من يقي بمعيته من السياديين السابقين تفيد، وذلك لأن الرجل رفس بكفر وقح وطروادية خالصة وأنانية قاتلة كل ماضيه وانقلب بوقاحة وجحود على كافة الثوابت المسيحية واللبنانية، إلا أن الأمل بتوبة الشارد والسعي لإنتشاله من أوحال وأفخاخ ومغريات التجارب يبقى دائماً واجب المؤمن. من هذا المنطلق ننشر الرسالة التالية التي وجهها المجلس المركزي لتجمع ملتزمون لعون فلعلى وعسى، وذلك عملاً بما جاء في رسالة القديس بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي (2/13-15):  "أما أنتم، أيها الإخوة، فلا تملوا من عمل الخير، وإذا كان بينكم من لا يطيع كلامنا في هذه الرسالة، فلاحظوه وتجنبوه ليخجل، ولا تعاملوه كعدو، بل انصحوه كأخ".

الرسالة

عرض المجلس المركزي لتجمع ملتزمون في اجتماعه الدوري برئاسة المنسق العام نجيب زوين وحضور الاعضاء، وفي إطار متابعته للاحداث التي تعصف بالوطن، لنتائج الزيارات التي قام بها التجمع الى المرجعيات الرسمية والسياسية والتي توجت بزيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحيث قدم له التجمع مذكرة تتضمن تطلعاته ومطالبه واقتراحاته للخروج من هذه الازمة.

كما استعرض المجتمعون الانعكاسات السلبية على الصعد الاجتماعية والامنية والمعيشية المتاتية عن اقالة الحكومة، وابدوا اسفهم للدور الذي يضطلع به النائب ميشال عون، وللشروط التي يضعها لاعاقة تاليف حكومة متوازنة وغير فئوية، ووجهوا للنائب عون الكتاب المفتوح التالي:

حضرة النائب ميشال عون المحترم،

رئيس تكتل الاصلاح والتغيير.

ترددنا كثيرا قبل كتابة هذه السطور وذلك لسببين:

الاول لانك لا تتقبل راي الآخر اذا ما تعارض مع توجهاتك وطموحاتك.

الثاني لان طموحاتك الشخصية تحجب عنك رؤية المصلحة اللبنانية العليا والسياسة الواجب اتباعها لتامين خير الوطن والمواطن.

اما لماذا قررنا اخيرا التوجه اليك بهذ الكتاب فايضا لسببين:

الاول علّ اللذين لا يزالون يتاثرون بمواقفك يرون الحقيقة ويدركون الى اين تاخذ البلاد والعباد.

والثاني لأن السكوت عن جريمة تصفية الوطن – الرسالة خطيئة لن نرضاها.

بداية نؤكد باننا لسنا هنا في معرض انتقاد تحويلكم "التيار الوطني الحر" من حركة شعبية استقلالية الى مجموعة "عونيين" تابعين لشخص القائد، على ما قاله اللواء عصام ابو جمرا... كما ولسنا في وارد انتقاد اسلوب الالغاء والطرد وفرض تقديم الاستقالات الجماعية المتبع بحق المعترضين على سياسة التوريث فهذا شأن داخلي.

ما يهمنا هو تماديك في تبني عقيدة وفكر ومبادىء حزب الله، المتناقضة مع دور لبنان الحضاري الثقافي التعددي، لبنان الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، لبنان الوطن – الرسالة، هذه العقيدة التي تهدد مسيرة السلم الاهلي والعيش المشترك.

وما يهمنا ايضا امعانك في سياسة تعطيل قيام الدولة السيدة لصالح دويلة حزب الله، ودفع لبنان الى احضان المحور السوري - الايراني وابقائه ساحة مفتوحة واللبنانيين وقودا خدمة لمصالح خارجية.

والخطر الكبير والداهم المتاتي من سياساتك وخياراتك، ايها النائب الكريم، هو محاولاتك للعودة بلبنان الى انظمة القرون الوسطى والغاء النظام الديمقراطي الحر لاستبداله بنظام احادي دكتاتوري يخضع لسيطرة الحزب الالهي، بينما شعوب المنطقة تثور لكرامتها، وتضحي باغلى ما لديها للخروج من ظلم الحزب الحاكم الى رحاب الحرية والديمقراطية.

والمعيب والمخزي تماديك الادعاء بحصرية تمثيلك للمسيحيين، معتقدا فعلا بانك ترأس "اكبر" كتلة نيابية. الكل يعلم كيف وباصوات من تم "ايصال" بعض اعضاء هذه الكتلة الى الندوة البرلمانية، وكيف جرى "تجميع" و "اعارة" و "وضع" البعض الآخر بتصرفك "لتكبير حجم كتلتك" تدعيما للدور المطلوب منك.

ورغم كل ذلك، لنفترض جدلا انك صاحب هذا الحق، وهذا مناف للواقع والحقيقة، فهل يجوز لمن يدعي الدفاع عن حقوق المسيحيين التهجم الدائم على:

ارفع موقع مسيحي: رئاسة الجمهورية.

وعلى المقام الاسمى: "من اعطي له مجد لبنان"؟؟؟.

حضرة النائب الكريم،

1. من قال ان اللبنانيين عموما، والمسيحيين خصوصا، يريدون ان يحكمهم "حزب الله" كي يحول لبنان الى ساحة حرب دائمة والى متراس متقدم للسياسة الايرانية التوسعية بوجه العالم العربي والمجتمع الدولي؟؟؟

2. من قال ان اللبنانيين عموما، والمسيحيين خصوصا، يريدون الاستمرار في سياسة تهديم الدولة والمؤسسات الدستورية لصالح دويلة حزب الله؟؟؟

3. من قال ان اللبنانيين عموما، والمسيحيين بنوع خاص، يؤيدون شل المؤسسات وتجويع المواطن وضرب الاقتصاد كرمى لعين مستوزر من هنا وصهر من هناك؟؟؟

4. من قال ان اللبنانيين عموما، والمسيحيين خصوصا، يقبلون سياسة قضم المؤسسات الدستورية واستمرار الاعتداء على حقوقهم وعلى الاملاك العامة من قبل "الخارجين عن القانون" والمحميين من سلطة دويلة حزب الله وقوى الامر الواقع؟؟؟

5. من قال ان اللبنانيين عموما، والمسيحيين بشكل خاص، يوافقون على تعرضك الدائم لمقام الرئاسة الاولى، في محاولة لتحجيم دور رئيس الجمهورية، واطلاق الاتهامات من قبل بعض الموتورين والمتضررين من قيام الدولة؟؟؟ من قال ان الوسطية تعني القبول بتجاوز الدستور والقوانين والاعراف والانصياع للابتزاز؟؟؟ من قال ان الوسطية تعني الحياد بين الخير والشر او بين الفوضى والنظام؟؟؟ من قال ان الوسطية تعني الحياد تجاه من يستمر في سياسة التعطيل وافقار الشعب وتجويعه؟؟؟ من قال ان الوسطية تقضي بقبول حكومة مفروضة بقوة السلاح اللاشرعي تفضي الى خراب وتفجير وتقسيم الوطن؟؟؟  

ختاما نؤكد، وبما لا يقبل الشك، ان اغلبية اللبنانيين، على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، يرفضون:

اي بديل عن حكم ديمقراطي تعددي واية دويلة بديلة عن الدولة السيدة او الى جانبها.

اي حكومة مفروضة بقوة السلاح اللاشرعي واي سلاح مواز او مرادف للسلاح الشرعي.

•اي محاولة لتغييب العدالة وتجهيل المجرمين والقتلة.

سن الفيل في 10ايار 2011

المنسق العام

نجيب سليم زوين

 

استظلال نظام يقتل شعبه؟

علي حماده/النهار  

بالامس أطلق النائب وليد جنبلاط صرخة عبّرت عن فشل الاكثرية الجديدة في تأليف حكومة جديدة. ومعلوم ان الاكثرية صارت اكثرية بفضل انتقال جنبلاط نهائيا الى صف "حزب الله" والنظام السوري. فتحذير جنبلاط انه لا يمكنه ان يغطي الاكثرية اكثر مما فعل ينم عن خيبة أمل كبيرة تتملك رئيس "جبهة النضال الوطني" بعدما كان على مدى الاسابيع الماضية يعمل بلا كلل على تشكيل حكومة كيفما اتفق بما يقلل من حجم الخسائر السياسية التي تتراكم على الاكثرية الجديدة منذ اليوم الاول للانقلاب المقنّع في منتصف كانون الاول.

جنبلاط هو أول العارفين بأن المعادلة التي كانت قائمة يوم جرى الاتيان بنجيب ميقاتي ليشكل حكومة، الهدف الاول منها هو كسر ظهر الاستقلاليين، واقفال بيت رفيق الحريري (رفيق درب وليد جنبلاط!) ونقل البلاد الى سيطرة "حزب الله" والنظام السوري تغيرت بشكل جذري. بداية في الشارع اللبناني بعدما استنهضت مناورة الانقلاب المقنع جمهور الاستقلاليين بمن فيهم الدروز وشريحة اشتراكية كبيرة جدا، ثم مع انقلاب الواقع العربي – الاقليمي جذريا مع تفاقم الانتفاضة السورية على النظام. ولعل توغل النظام السوري في لعبة الدم أدى الى اشعال البلاد بأسرها، الامر الذي فتح ابواب التغيير الشامل في سوريا على نحو لم تشهده قبلا.

ان جنبلاط المستاء من حلفائه، وهم أسرى المحاصصة يدرك تماما ان ما يمنع قيام "حكومة المطلوبين" لا يتوقف عند أطماع الجنرال ميشال عون، ولا عند حرب داحس والغبراء بين جنرالي بعبدا والرابيه، بل ان نجيب ميقاتي نفسه صار مدركا للفخ الذي وقع فيه مع نكوثه بالتزاماته أقله حيال آلاف الناخبين الذين أتوا به ومحمد الصفدي الى الندوة البرلمانية على قاعدة تحالفه مع الاستقلاليين. وجنبلاط لا يستطيع ان يجبر ميقاتي على الانتحار السياسي لاخراجه من ارتباكه السياسي الناجم عن انه يسبح خارج سربه الحقيقي وخارج انتمائه الفعلي. فبصرف النظر عن خطاب جنبلاط الكاريكاتوري عن الممانعة والمقاومة وموقف النظام في سوريا القومي يعرف ان مكانه هو في لبنانيته لا في استسلامه لـ"حزب ولاية الفقيه" ولا في التحاقه بنظام ستاليني النمط يقتل شعبه في الساحات والطرق، بعدما قتل من اللبنانيين عشرات القادة الكبار بدءا بوالده وصولا الى رفيق الحريري وسائر شهداء "ثورة الارز".

فإذا كان حلفاء النظام السوري في لبنان يعانون ارتباكا كبيرا، ويعيشون مرحلة من الشكوك بمستقبل الكتف التي اتكأوا عليها ردحا من الزمن، فإن الواقع ان النظام السوري لن ينقذ نفسه من التغيير المحتوم ولو قتل من أهل البلاد آلافا مؤلفة. ان مسار التاريخ لا يرحم و لن يرحم. وهذا ربما ما يعتمل في وجدان النائب جنبلاط في هذه الايام العصيبة.

السؤال الذي يتعين على وليد جنبلاط ان يطرحه على نفسه قبل موضوع الحكومة السخيف هو: هل يجوز استظلال نظام يقتل شعبه؟

 

تحقيق: النظام السوري يربح الجولة الأولى بـ"حمّام من الدماء" 

الأحداث في سوريا أخذت منعطفاً طائفياً لصالح النظام السوري

قال محللون في عمّان اليوم الثلاثاء أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد سينجو على المدى القريب من الثورة التي عصفت ببلاده منذ حوالى الشهرين، أمام رد فعل دولي ضعيف وبفضل ولاء الجيش. وقال محلل سوري مقيم في عمّان لوكالة "فرانس برس" أن "العالم يتعامل بحذر مع الملف السوري الذي يبدو أنه ربح الجولة الأولى من المعركة التي تمت عبر حمام من الدم". وأضاف أن "اسرائيل مقتنعة بالوضع الراهن مع النظام السوري والولايات المتحدة بحاجة اليه للقضية العراقية لأن سوريا ضابطة إيقاع المقاومة العراقية السنية وحلقة الوصل الاساسية بين واشنطن وطهران فيما يتعلق بالعراق".

من جانبه أكد أبو أدهم، وهو معارض سوري، أن "المجتمع الدولي اختار مواقف خجولة جداً وغير مؤثرة على المسار السوري، لأنه لا يريد أن يرى الفوضى على أبواب إسرائيل خصوصاً أن هذا النظام لديه حدود معها تعد الأكثر أماناً منذ إقامة المنطقة منزوعة السلاح في آيار/مايو 1974".

وأبو أدهم الذي كان سجيناً سياسياً في سوريا من 1986 لغاية 1991 ويعيش في الأردن منذ 1996، اعترف بأن بشار الأسد يبدو بأنه "فاز في هذه المعركة"، لكنه أكد أنه ما زال "متفائلاً بأن الشعب هو الذي سيفوز في النهاية، على الرغم من أنه قد يطول الزمن لأن الجانبين وصلا إلى نقطة اللا عودة".

من جهته، أكد الأردني ناهض حتر الخبير في الشؤون السورية أن "النظام تجاوز انشقاقاً داخلياً بين مجموعة الرئيس التي تفضل حلاً سياسياً والفريق الامني بقيادة شقيقه ماهر الأسد وعلي مملوك رئيس المخابرات والتي تفضل تبني النهج الأمني، الذي تم اعتماده في الآخر".

ويشاطره المحلل السوري هذا القول، مشيراً إلى أن "النظام لجأ إلى الحد الأقصى في وسائل قمع الاحتجاجات"، وأضاف أن "بشار ليس سوى متحدث، فالجيش الذي هو جزء لا يتجزأ من النظام، هو الذي أخذ بيده زمام الأمور وهو لا يرتدي القفازات في سحق التمرد".

من جانبه، يقول أبو أدهم أن "الجيش مؤسسي يعتمد بشكل أساسي على المفاصل القيادية العليا ويقوده أفراد من العائلة وأشخاص موالون للنظام، فماهر الاسد يقود الحرس الجمهوري وهو أيضاً قائد الفرقة الرابعة، وهذا ما يمثل ثلث الجيش من الناحية النارية علماً بأن هذه القوات مجهزة بأحدث الدبابات والأسلحة خلافاً لبقية وحدات الجيش".

ويضيف أبو أدهم: "كنا نأمل أن يظل الجيش محايداً لكن للأسف هذا لم يحدث، كما أن الانشقاقات لم تكن سوى بعض حالات قليلة ومعزولة"، مستغرباً من "صمت العالم العربي"، وأضاف: "قد يكون السبب أن كل بلد عربي خائف من انفجار في الداخل". وبالنسبة لناهض حتر، فإن "الأحداث في سوريا أخذت منعطفاً طائفياً لصالح النظام السوري"، موضحاً أن "الأقليات الدينية المسيحية والدروز والأكراد العلويين، والاسماعيليين والجماعات العلمانية وفئات أخرى التي وقفت مع الحراك الوطني في بدايته تراجعت واصطفت إلى جانب النظام بسبب سلسلة من الحوادث ذات الطابع الطائفي". وبحسب أبو أدهم، فإن "هذه الحوادث الطائفية معدة من قبل النظام لأن السوريين معروفين بتسامحهم الديني ويتمتعون بتعايش فريد من نوعه"، وأضاف أن "هذه هي تكتيكات معروفة وسبق للنظام ان استخدمها"، وقال: "من الناحية التكتيكية، نجا النظام، لكنه سيخرج مجروحاً ومعزولاً".

وتوقع أنه "من أجل أن يستمر، لا بد للنظام أن يجري تغييرات على الطبقة الحاكمة باتجاه الليبرالية وتحميل مسؤولية المجازر للنظام الأمني وتقديم تنازلات لإسرائيل لاستعادة رضى الولايات المتحدة مجدداً". المصدر : فرانس برس

 

مفتي درعا يعود عن قرار استقالته

أعلن مفتي درعا أنه تراجع عن استقالته من منصبه، مؤكداً أنها حدثت تحت الضغوط في إطار "مؤامرة" تهدف إلى "التقسيم وبث الفتنة والطائفية". وأعلن الشيخ رزق أبا زيد مفتي درعا تراجعه عن استقالته في حديث للقناة الفضائية السورية الرسمية مساء أمس، وأكد أنه قدم استقالته إثر تهديدات تعرض لها ابنه. وقال: "أخبرني إبني أن خمسة شبان يستقلون سيارة أوقفوه قرب المقبرة ووجهوا له ولي تهديداً مباشراً بالقتل وأخبروه بصريح العبارة إما أن يستقيل والدك ويكون معنا وإما نقتلك ونقتله". وتحدث عن "مؤامرة يتم تنفيذها على مراحل في سوريا تهدف الى التقسيم وبث الفتنة والطائفية".

 

المرصد السوري: السلطات الأمنية السورية اعتقلت أمس 50 ناشطاً سياسياً 

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان السلطات الأمنية السورية شنت امس حملة اعتقالات واسعة في منطقة السلمية طالت خمسين ناشطاً سياسياً بينهم قيادي في حزب العمل الشيوعي ونجله ومعارض كان سجيناً سياسياً في الماضي. وذكر المرصد في بيان ان "الاجهزة الامنية السورية اعتقلت في خلال الاسابيع الماضية آلاف الناشطين في اطار حملته لقمع وانهاء التظاهرات التي انطلقت في سوريا منذ 15 آذار وما زالت مستمرة حتى الآن". كما دان "بشدة" استمرار السلطات في "ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي على الرغم من رفع حال الطوارئ"، مجدداً مطالبته السلطات السورية "بالافراج الفوري عن معتقلي الرأي والضمير كافة في السجون والمعتقلات احتراما لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها".

 

سوريا:إخلاء سبيل ناشطين بارزين...الجيش يسيطر على بانياس وحملة اعتقالات واسعة

نهارنت/ما يزال الجيش يفرض سيطرته على مدينة بانياس (غرب سوريا) بينما تستمر حملة الاعتقالات الواسعة الثلاثاء في عدة مدن سورية فيما دعا ناشطون الى مواصلة الاحتجاجات في يوم "ثلاثاء النصرة" للمطالبة بالافراج عن الاف المعتقلين في السجون السورية. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان "الجيش يسيطر بالكامل على كامل انحاء بانياس حيث تستمر حملة اعتقالات واسعة في هذه المدينة والقرى المجاورة لها كالبيضا والمرقب". واكد "ان قوات الجيش تتابع حملتها من اجل القبض على قادة الاحتجاجات ومنهم انس الشغري"  واوقف 450 شخصا خلال الايام الثلاثة الماضية في بانياس منذ ان بدا الجيش بدخول المدينة السبت لقمع حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. كما ذكر المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان الثلاثاء ان "السلطات الامنية السورية شنت يوم الاثنين حملة اعتقالات في منطقة السلمية وسط سوريا طالت خمسين ناشطا سياسيا". واضاف المرصد ان من ابرز المعتقلين "القيادي في حزب العمل الشيوعي والسجين السياسي السابق حسن زهرة ونجله والمعارض والسجين السياسي السابق علي صبر درويش". وقال المرصد ان "الاجهزة الامنية السورية اعتقلت خلال الاسابيع الماضية آلاف الناشطين في اطار حملته لقمع وانهاء التظاهرات التي انطلقت في سوريا منذ 15 اذار وما زالت مستمرة حتى الان". ودان المرصد "بشدة" استمرار السلطات الامنية السورية في "ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي على الرغم من رفع حالة الطوارئ".

وتحدث ناشط حقوقي اخر طلب عدم الكشف عن اسمه عن "انباء عن اعتقالات جرت في فجر الثلاثاء في اللاذقية مرفا البلاد الاساسي، وفي ريف دمشق وفي ادلب"، بدون الاعطاء المزيد من التفاصيل.

ولفت الى "دخول الجيش الى القرى المجاورة لدرعا، انخل وجاسم والصنمين اثناء قيام الاهالي باعتصامات ليلية"، موضحا انه "سمع اطلاق نار كثيف في انخل وجاسم على الرغم من ان هذه البلدات اصدرت بيانات تفيد انها لم تطلب دخول الجيش". وفي المعضمية (ريف دمشق)، افاد ناشط حقوقي ان "البلدة غائبة عن العالم الخارجي".

واضاف ان "سيارات الامن شوهدت وهي تنقل معتقلين من اهالي المدينة"، مشيرا الى ان السلطات "عززت من سيطرتها وما زالت قبضتها الامنية مستمرة في كل انحاء سوريا".

وعلى الرغم من ذلك، دعت صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الى التظاهر في "ثلاثاء النصرة" تضامنا مع "معتقلي الراي والضمير في السجون السورية".

وقد أعلن مفتي درعا معقل حركة الاحتجاج التي تشهدها سوريا منذ 15 آذار ، انه تراجع عن استقالته من منصبه مؤكدا انها حدثت تحت الضغوط في اطار "مؤامرة" تهدف الى "التقسيم وبث الفتنة والطائفية". من جانب آخر، ذكر المحامي ميشيل شماس لوكالة فرانس برس ان القضاء السوري افرج بكفالة الثلاثاء عن الكاتب فايز سارة والقيادي جورج صبرا والناشط كمال شيخو. وقال شماس ان "قاضي التحقيق الاول في دمشق قرر اخلاء سبيل الكاتب فايز سارة (المعتقل منذ 11 نيسان) والقيادي في حزب الشعب الديمقراطي جورج صبرا (المعتقل منذ 10 نيسان) والناشط كمال شيخو (المعتقل من 16 اذار)". واوضح المحامي ان الافراج "تم بكفالة قدرها خمسة الاف ليرة سورية (100 دولار اميركي) لكل منهم".

واشار شماس الى ان "النيابة العامة وافقت على هذا القرار". كما ذكر شماس ان "السلطات الامنية افرجت مساء الاثنين عن المحامي حسن اسماعيل عبد العظيم الامين العام لحزب التجمع الديموقراطي (المعتقل منذ 11 نيسان) والصحفي حازم نهار (المعتقل منذ 28 نيسان) دون احالتهما الى القضاء". واعرب شماس في هذا السياق عن تمنيه "باطلاق سراح جميع معتقلي الراي والضمير في سوريا وفتح حوار وطني شامل باعتباره الحل الوحيد للازمة الوطنية التي تعانيها سوريا". واقترح ان "يكون المؤتمر الوطني باشراف و بدعوة من الرئيس السوري بشار الاسد بحيث لا يستثني منه احدا".

 

شقيق الرئيس السوري على راس قائمة الشخصيات المستهدفة بالعقوبات الاوروبية

نهارنت/افادت الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي التي نشرت الثلاثاء ان ماهر الاسد الشقيق الاصغر للرئيس السوري بشار الاسد يتقدم لائحة من 13 مسؤولا سوريا فرض عليهم الاتحاد الاوروبي عقوبات بسبب مشاركتهم في قمع التظاهرات. ويتقدم ماهر الاسد (43 عاما) الذي اعتبر "المسؤول الرئيسي عن القمع ضد المتظاهرين" اللائحة وبعده مدير المخابرات العامة علي مملوك (65 عاما) ووزير الداخلية الجديد ابراهيم الشعار (لم يحدد عمره) الذي عين في 28 نيسان وقد شملتهما العقوبات ايضا بسبب "ضلوعهما" في التحرك ضد المحتجين كما اضافت الجريدة.  وادرجت على اللائحة ايضا اسماء كبار المسؤولين السوريين مثل رئيس شعبة الامن السياسي محمد ديب زيتون ورئيس شعبة الامن العسكري عبد الفتاح قدسية ومدير ادارة المخابرات الجوية جميل حسن. والعقوبات على المسؤولين السوريين ال13 الذين يعتبرون ضالعين بشكل خاص في قمع التظاهرات بعنف، تنص على تجميد اصولهم ومنعهم من دخول دول الاتحاد الاوروبي. وقرر الاتحاد الاوروبي ايضا فرض حظر على الاسلحة، فيما دخل الاجراءات حيز التنفيذ اعتبارا من الثلاثاء.

وعلى اللائحة ايضا اسم شخصية وصفت بانها "قريبة من ماهر الاسد" وهو حافظ مخلوف (40 عاما) ضابط في ادارة مخابرات امن الدولة، وكذلك شقيقه رامي مخلوف (41 عاما) الذي وصف بانه "رجل اعمال سوري شريك لماهر الاسد" و"يمول النظام ما يتيح اعمال القمع ضد المتظاهرين". والمسؤولون الاخرون على اللائحة هم عاطف نجيب وهو رئيس فرع الامن السياسي في درعا سابقا وامجد العباس رئيس قسم الامن السياسي في بانياس الذي اشير الى "ضلوعه في قمع متظاهرين في البيضا" ورستم غزالة رئيس وحدة الاستطلاع في لبنان سابقا ورئيس فرع الامن العسكري لمحافظة ريف دمشق. واخيرا تضم اللائحة شخصين من عائلة الاسد وهما فواز ومنذر الاسد اللذين اتهمتهما المعارضة بالمشاركة في عصابات "الشبيحة".

ولم تشمل العقوبات الرئيس السوري بشار الاسد بسبب خلافات داخل الاتحاد الاوروبي بهذا الصدد كما قالت مصادر دبلوماسية. وتقول منظمات مدافعة عن حقوق الانسان ان ما بين 600 و700 شخص قتلوا واصيب ثمانية الاف على الاقل بجروح منذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا.

 

مستشارة للرئيس الاسد تؤكد ان النظام سيطر على الوضع

نهارنت/اعتبرت مستشارة للرئيس السوري بشار الاسد الاثنين في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" ان الاخطر في الثورة التي عصفت بسوريا منذ حوالى الشهرين قد مر "واصبح وراءنا". وقالت بثينة شعبان "امل اننا نعيش المرحلة النهائية من هذه القصة". واضافت "اعتقد ان الاخطر اصبح وراءنا. امل ذلك، واعتقد ذلك". واوضحت مستشارة الرئيس الاسد "نريد ان نعتبر ما حدث في سوريا بمثابة فرصة. انها فرصة يجب ان ننتهزهما للتقدم في عدة مجالات وخصوصا في المجال السياسي". ومن ناحيته، قال مراسل نيويورك تايمز في مقاله انه سمح له بالدخول الى سوريا لعدة ساعات فقط من اجل اجراء هذه المقابلة التي استمرت ساعة. وقالت بثينة شعبان ايضا في هذه المقابلة "لا يمكن ان نكون متسامحين مع اناس يقومون بتمرد مسلح".

 

القمة الخليجية التشاورية بدأت أعمالها في الرياض

بدأ قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست أو من ينوب عنهم، قمة تشاورية بعد ظهر اليوم الثلاثاء في الرياض، تبحث في مسائل عدة أبرزها العلاقات المتوترة مع إيران وأمن المنطقة، والمبادرة الهادفة إلى إخراج اليمن من أزمته.ويستضيف القمة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، ويحضرها ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وأمير قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ونائب الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد.

(أ.ف.ب.)

 

سليمان حمّل سفير سوريا تحياته الى الاسد وتمنياته بعودة الهدوء

المركزية – اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي على التطورات في سوريا. وامل سليمان في عودة الاستقرار كاملا الى المناطق السورية التي شهدت حوادث في الفترة الاخيرة، لتتمكن السلطات من السير في سرعة بالاصلاحات التي اعلنها الرئيس بشار الاسد، لافتا الى ان خطورة اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي تحت عنوان المطالبة بالاصلاحات تصب في خانة القوى والجهات التي تريد ضرب الاستقرار في المنطقة برمتها. وكان الرئيس سليمان استقبل في القصر الجمهوري في بعبدا السفير السوري وتناول معه العلاقات بين البلدين وحمّله تحياته الى الرئيس الاسد وتمنياته بعودة الهدوء والاستقرار سريعا الى المناطق التي شهدت توترات ومواجهات. وزار القصر الجمهوري في بعبدا وفد من جمعية تجار بيروت برئاسة رئيسها نقولا الشماس الذي دعا رئيس الجمهورية الى العشاء الذي تقيمه الجمعية لمناسبة الذكرى التسعين لتأسيسها في 21 حزيران المقبل.

 

الراعي تسلم رسالة من ميقاتي والتقى سياسيين ورجال ديـن

المركزية- تسلم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، اليوم من مستشار رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي جو عيسى الخوري رسالة من الرئيس ميقاتي لم يكشف عن مضمونها. وعرض البطريرك الراعي في الصرح البطريركي مع الوزير الأسبق ابراهيم شمس الدين للتطورات على الساحة المحلية. وبحث مع سفير الصين وو جيشان في العلاقات الثنائية بين لبنان والصين. واستقبل الراعي قضاة وموظفي المحاكم المارونية برئاسة المشرف على المحاكم المطران منصور حبيقة، ثم راعي ابرشية دمشق المارونية المطران سمير نصار يرافقه عدد من الآباء من المانيا واميركا. ويرأس البطريرك الماروني في التاسعة صباح غد الاجتماع الدوري الشهري لمجلس المطارنة الموارنة، وعلى جدول اعماله شؤون كنسية ووطنية.

 

القبس": تشنجات داخلية فرضتها الاحداث السورية

الأكثرية آيلة الى التفكك أو الانحلال حتـــــماً

المركزية- أعلنت صحيفة " القبس" الكويتية نقلا عن جهات معنية ان اتصالات قد تكون عربية، جرت مع عواصم غربية فاعلة للحد من الضغط على النظام في سوريا، لأن من شأن ذلك ان يفضي الى "انفجار هائل" في لبنان. ولفتت الى ان السجال بين الافرقاء، على اختلافهم عاد الى التصاعد، لا بل انه بدأ يتخذ اشكالاً تلامس الخطر، فقوى 8 آذار باتت تعتبر ان مصيرها مهدّد، وانها قد تزول من الوجود أو يضعف شأنها الى الحد الأدنى اذا ما تردت الاوضاع في سوريا بصورة أكثر خطورة، وأن كان هناك من بدأ يستعد لنقل "البارودة" من كتف الى كتف. واشارت الى أن قوى 14 اذار التي تتابع حال الهذيان التي أصابت الفريق الآخر، وهو يدور على غير هدى حول الموضوع الحكومي، تعتبر ان كل يوم يمرّ هو لمصلحتها ليسقط هذا الفريق، في نهاية المطاف داخل الحلبة. واعتبرت ان البعض داخل قوى 8 آذار يدعو الى الواقعية او البراغماتية، وعلى هذا الاساس، باتت تسمع داخل تلك القوى دعوات الى اعادة النظر في الملف الحكومي برمته، وترك الرئيس نجيب ميقاتي الذي بات يدرك جيداً ما هي المفاعيل الدراماتيكية لتأليف حكومة اللون الواحد، يخرج من جيبه الوصفة السحرية، اي حكومة التكنوقراط التي ستكون "غرفة انتظار" لا غرفة عمليات، وهذا من مصلحة الجميع، وبالدرجة الاولى من مصلحة اللبنانيين الذين بدأوا يجنون النتائج المدمّرة للفراغ. وأعلنت أن مراقبين يرون في بعض المواقف او التصريحات الصارخة تعبيرا عن "تشنجات داخلية عميقة" فرضتها الاحداث السورية من جهة، والالتفاف على النشاطات الايرانية من جهة اخرى، وهؤلاء المراقبون يعتبرون انه يوجد داخل الاكثرية الجديدة، الآيلة حتما الى التفكك أو الانحلال، من يفكر في طريقة صحيحة.

 

المحكمة لم تضع حدّاً أقصى للفصل بالقرار...وبيلمار يتحكّم بالتوقيت السياسي لصدوره

نهارنت/أكد المتحدث الرسمي باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف لصحيفة "السفير" انه "ليس هنالك من وقت محدّد لكي يفصل قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين بفحوى القرار الاتهامي الذي استلمه على دفعات ثلاث لغاية الآن، من المدعي العام القاضي دانيال بيلمار. ولاحظت الصحيفة الى أن "الحبل على الجرّار ما دامت شهية بيلمار مفتوحة على إجراء تعديل تلو تعديل"، مشيرة الى ان تصريح يوسف يشي بأن مسألة الفصل بفحوى القرار مرتبطة بالدرجة الأولى، بما يقوم به بيلمار، ولا يمكن لفرانسين أن يقول كلمته النهائية، سلباً أو إيجاباً، إلاّ بعدما يرسو بيلمار على قرار اتهامي نهائي". ولفتت الى ان "المكتب الإعلامي (قبل استلامه مهامه رسمياً في 5 نيسان 2011) صرّح بأنّ النظر في قرار الاتهام قد يستغرق من ستّة إلى عشرة أسابيع على أقلّ تقدير، ولم نضع حدّاً أقصى للانتهاء من العملية، أضف إلى ذلك، أنّ الحدّ الأدنى لم يأخذ بعين الاعتبار التعديلات التي أجريت على قرار الاتهام والتي جاءت بعد التصريح المذكور أعلاه". وأوضح مارتن يوسف أنّ "قاضي الإجراءات التمهيدية يسعى إلى استكمال عملية النظر في قرار الاتهام في أسرع وقت ممكن بعد إجراء التعديل"، مذكّرا بأنّه "حرصاً على ضمان مراجعة عادلة ومنصفة، ينبغي معاينة القدر الكبير من المواد المؤيّدة معاينة دقيقة وشاملة".

 

شمعون: ميقاتي لم يستطع التأليف.. و"مش عم نلحّق على جنبلاط فـي لفّاته وبرماته"   

موقع 14 آذار/رأى رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون أن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لم يستطع القيام بمهمة التأليف، وبالتالي انطلاقاً من هذه النقطة فقد آن الأوان للتفكير بصيغة جديدة. قائلاً: فإذا كان ميقاتي غير قادر على التأليف يجب التفكير بشخصية أخرى إذ لا يجوز ان يستمر البلد من دون حكومة، مضيفاً: هذا الأمر ليس شخصياً، بل قد ينجح شخص آخر في تشكيل الحكومة. ورداً على سؤال لوكالة "أخبار اليوم" حول موقف النائب وليد جنبلاط بالأمس عن أن الأكثرية عجزت عن تأليف الحكومة، أجاب: لا أعرف لمن وجّه جنبلاط كلامه، وفي الواقع "مش عم نلحّق عليه في لفّاته وبرماته". وأضاف: لن آخذ هذا الحديث بعين الإعتبار لأنه لو لم يتصرف كما تصرّف في كانون الثاني الماضي، لكانت حكومة سعد الحريري موجودة، وكان كل شيء يسير على ما يرام، وبالتالي لم يدخل البلد في هذا الفراغ الحكومي منذ مدة 3 أشهر.

اما عن حكومة التكنوقراط، فقال شمعون لست ضد حكومة تكنوقراط، ولكن ممن ستتألف هذه الحكومة، مشيراً الى أن ميقاتي أتى الى رئاسة الحكومة من قبل مجموعة 8 آذار وفق شرطين أساسيين، لم تستطع قوى 14 آذار السير بهما، وهما: رفض المحكمة الدولية، وتشريع سلاح "حزب الله". ولفت الى ان الكرة الآن في ملعب 8 آذار التي عليها ان تبحث عن المخارج للأزمة التي أدخلت نفسها بها. من جهة اخرى، أيّد شمعون تخوّف الممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز من أن تضيع الفرص وتكبر المخاطر من دون وجود حكومة، قائلاً: هناك دائماً خوف من ان ينتقل ما يجري في المنطقة الى الداخل، وهذا الأمر اسهل في ظل غياب الحكومة.

ورداً على سؤال آخر، أوضح شمعون انه لا يوجد اختلاف بين قوى 14 آذار وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حول موضوع بقاء الحقيبتين الأمنيتين معه، ولدينا ثقة به بالنسبة الى هذا الموضوع. وفي سياقٍ آخر، وتعليقاً على القمّة الروحية المسيحية – الإسلامية المقرر عقدها في بكركي الخميس المقبل، رأى شمعون ان هذه القمة أصبحت ضرورية أكثر من اي وقت مضى، بالدرجة الأولى كي لا تقع في لبنان مشاكل مشابهة للمشاكل الطائفية كما يحصل في مصر والعراق وسوريا وغيرها من الدول، مشدداً على اننا بغنى عن مثل هذه الخضّات. الى ذلك، أيّد شمعون موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي أبدى قلقه فيه من استمرار الأوضاع وحمّل المسؤولين مسؤولية التعطيل ورأى وكأن الشعب اصبح صفراً على الشمال، وقال شمعون: فريق 8 آذار لا يأخذ مصلحة البلد في عين الإعتبار، بل ان كل طرف فيه يبحث عن مصالحه الخاصة وكيف يرضون أنفسهم بهذه الوزارة او تلك، في حين ان أوضاع البلد تسير وكأنها "بعل"، وهذا أمر لا يجوز.

 

العودة إلى صيغة الـ 14 وزيراً وسليمان "له رأيه بكل التشكيلة"

نهارنت/رجحت مصادر صحيفة "اللواء" مجدداً فكرة حكومة من 14 وزيراً غالبيتهم من التكنوقراط، كسبيل للخروج من المأزق بأقل الخسائر الممكنة. وأفادت معلومات ان الاتصالات التي أجريت أمس الاثنين بين عدد من اطراف الأكثرية تركزت على مزيد من الاقتراحات لحل عقدة وزارة الداخلية لكنها لم تفضِ الى أي نتيجة. ووصفت مصادر واسعة الاطلاع مشاورات التأليف، بـ"حراك ملحوظ انما ليس مثمرا حتى الآن"، ويتمحور حول اسماء جديدة يتم تداولها لتولي حقيبة الداخلية، وصلت الى القصر الجمهوري، وبحسب، صحيفة "السفير"، فقد تبين أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد رفضها كلها، ليس من زاوية الاعتراض على اسم ما بحد ذاته، بل من منطلق حقه بالاقتراح وبأن يستمر بالاقتراح حتى يوافق رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون وليس العكس، كما أن رئيس الجمهورية تمسك بحقه الدستوري في الاطلاع على التشكيلة الوزارية كلها وليس على اسم وزير الداخلية في خطوة فاجأت الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وبقية مكونات الأكثرية الجديدة. وأجرى ميقاتي مساء أمس، اتصالاً برئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط وشكر له موقفه وتشاورا في مجريات الأزمة الحكومية. وعكست اوساط الرئيس ميقاتي، بحسب صحيفة "النهار"، "اجواء جدية تسود المشاورات على امل الوصول الى تقدم ملموس يؤدي الى التوافق على شخصية تحظى بقبول الاطراف حولها لتولي الداخلية"، واشارت في هذا الصدد الى ان اتصالا جرى في الساعات الماضية بين الرئيس المكلف والمعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل، وبحثت خلاله بعض الافكار.

 

جنبلاط ينفي اعادة تموضعه: موقفي هو لتثبيت التحالف مع المقاومة ودعم الخاصرة السورية

نهارنت/سارع رئيس جبهة "النضال الوطني" الى نفي ما تردد عن تحوله عن السياسات الاخيرة التي ينتهجها، وأوضح عبر صحيفة "النهار" ان "ما أقدم عليه هو لتثبيت التحالف الموضوعي مع ثوابت المقاومة ودعم الخاصرة السورية لأن أمن سوريا في مأزق". وكان موقف جنبلاط لصحيفة "الانباء" أمس الاثنين قد تميز باعلانه للمرة الاولى أنه "لم يعد منطقيا استمرار الحزب التقدمي الاشتراكي وجبهة النضال الوطني في تغطية هذه الحال من المراوحة والفراغ والتعطيل ضمن ما يسمى الاكثرية الجديدة التي أثبتت أنها فشلت فشلا ذريعا في تأليف الحكومة الجديدة". وقال جنبلاط لصحيفة "السفير" إن "فرضية اعادة تموضعي السياسي غير منطقية، فالمسألة ليست مسألة انتقال من موقع الى آخر، فما اقوم به هو تنبيه الحلفاء والاصدقاء في الموقع الوطني والمقاوم باننا لا نستطيع ان نستمر في هذه الحال من العبث والفوضى". كما توجه الى الحلفاء في 8 آذار من موقع الصداقة والمحبة والحرص لأؤكد اننا لا نستطيع ان نبقى في هذه الحال من الشلل، نحن فريق واحد، نلتقي على مجموعة من الثوابت الوطنية والعربية وفي مقدمها التمسك بالطائف وحماية المقاومة، فماذا ننتظر، يجب ان نعلم اننا لم نعد نستطيع ان نكمل بهذه الطريقة، وبهذا المنحى، فيكفي هذا الفراغ. وردا على سؤال قال جنبلاط: "آن الاوان ان ندرك جميعا الحاجة الى الحكومة اكثر من أي وقت مضى، لحماية مجتمعنا اللبناني لا بد من حكومة، لحماية استقرارنا لا بد من حكومة، لحماية الاقتصاد لا بد من حكومة، لحماية الدولة وكل مستلزماتها ومواصفاتها لا بد من حكومة، لبناء الادارة والمؤسسات والتعيينات لا بد من حكومة، لحماية البلد من العبث المستشري، كما حصل في موضوع الأملاك العامة والمشاعات، ولحماية المقاومة لا بد من حكومة ولحماية الخاصرة السورية لا بد من حكومة، الا يكفي ذلك كي نبادر الى تأليفها في اسرع وقت؟".

 

كلام جنبلاط يثير ردود 8 آذار... فليتخل عن وزارة الاشغال اولا

نهارنت/استدعى كلام رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط امس الاثنين في حديثه الاسبوعي لصحيفة "الانباء"، موجة من الردود المتسارعة من حلفائه في 8 آذار، حيث وصفت قناة "المنار" الناطقة باسم "حزب الله" ان كلام الاخير "برّأ الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي من تهمة التعطيل فيما لم يأت على ذكر رئيس الجمهورية ميشال سليمان لا اتهاما ولا تبرئة في سياق انتقاده للمتحاصصين".وذكرت مصادر عين التينة لصحيفة "الانوار" أن "الثوابت التقدمية التي أعلنها جنبلاط تعني ان لا تغيير في الموقف السياسي، وإنما الأمر ينحصر بالتأليف الحكومي، خصوصا أن جنبلاط ركز على مساوئ الدوامة الجارية، ونتقد المتحاصصين".وتساءلت الاوساط اذا كان "كلام جنبلاط يشكل بجوهره حداً فاصلا، فكيف ستتعامل مع الاكثرية الجديدة؟"

والردّ الاقوى كان من اوساط النائب ميشال عون، والتي استغربت ما صدر عن جنبلاط. واكّدت لصحيفة "السفير" انه "اذا كان وليد جنبلاط مترفعا الى هذه الدرجة، فليتخل عن وزارة الاشغال اولا، وليتراجع عن المطالب التي قدمها، والتي لم يسبق له ان قدم مثلها في الحكومات السابقة لا حول نوعية الحقائب ولا حول عددها". في المقابل، رفضت الاوساط نفسها القاء المسؤولية على الاكثرية الجديدة معتبرة "ان اتهام الاكثرية الجديدة بالتعطيل هو كلام خاطئ ولا يعبر عن حقيقة الامر". ولفتت الانتباه الى انه "من حق الاكثرية ان تشكل حكومة وفقا لتطلعاتها، خاصة انها هي التي قامت بتكليف ميقاتي، وفي أي حال الكرة في ملعب سليمان وميقاتي. وردّدت اوساط عون انه "خاصة واننا كتيار وطني حر، تساهلنا في موضوع الاحجام، كما تساهلنا في موضوع الداخلية وقلنا اننا مستعدون للتوافق حولها، لذلك لا يجوز تعميم المسؤولية، خاصة ان هناك طرفا معينا لا يريد تشكيل الحكومة، وهو رئيس الجمهورية الذي رفض عدة مخارج للمشكلة قمنا بطرحها". وإلغاء دور في المقابل شدّد مصدر مقرّب من جنبلاط لصحيفة "الحياة" على ان "رسالة جنبلاط واضحة في موقفه الجديد وهي أننا لسنا شركاء بحفلة الخلاف على الحقائب. نحن شركاء في إنقاذ البلد وليس في إغراقه، وشركاء في إخراج البلد من أزمته وليس في نقله الى أزمة أخرى أشد وطأة في وقت باتت صدقية فريق الأكثرية الجديدة في إنقاذ البلد مشكوكاً فيها بسبب تأخير الحكومة وعدم الاكتراث للوضع الاقتصادي الاجتماعي وباتت الأزمات الاجتماعية تداهمنا وتحتاج الى قرارات مالية وإدارية والصيف ومشاكله (الكهرباء) على الأبواب"

 

اتصالات تنشط على خط دمشق في محاولة لتركيب الحكومة

نهارنت/من المقرر ان يقوم رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الى دمشق الخميس المقبل للقاء معاون نائب رئيس الجمهورية السورية اللواء محمد ناصيف. وكان جنبلاط قد سخر من تلك المقولات التي تحدثت عن علاقة سلبية بينه وبين دمشق، وقال لصحيفة "السفير": لا اريد ان ارد على تلك الاختلاقات التي تم نسجها عن زيارتي الاخيرة الى سوريا، بل اريد ان اؤكد انني اصر على علاقتي مع سوريا، ولان سوريا في ازمة فانا مصر على العلاقة معها وسأزورها باستمرار. كذلك علم أن المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل عادا من زيارتهما الأخيرة لدمشق بأجواء تؤكد على رغبة العاصمة السورية بالتعجيل بتشكيل الحكومة، وأن الاثنين عكفا على إيجاد حل لعقدة الداخلية، عبر اقتراح أسماء جديدة يتم تداولها، لكنها بقيت طي الكتمان، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ممثل المعارضة السنية والذي لم يحسم بعد.

 

سليمان: اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي تصب في خانة القوى لتي تريد ضرب الاستقرار بالمنطقة

نهارنت/أمل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في عودة الاستقرار بشكل كامل الى المناطق السورية التي شهدت حوادث في الفترة الاخيرة، كي تتمكن السلطات من السير بسرعة في الاصلاحات التي أعلنها الرئيس بشار الاسد. واشار سليمان بعد لقائه السفير السوري علي عبد الكريم علي الى أن "خطورة اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي تحت عنوان المطالبة بالاصلاحات تصب في خانة القوى والجهات التي تريد ضرب الاستقرار في المنطقة برمتها". واطلع سليمان من عبد الكريم علي على آخر التطورات وتناول معه العلاقات بين البلدين وحمله تحياته الى الرئيس الاسد وتمنياته بعودة الهدوء والاستقرار سريعا الى المناطق التي شهدت توترات ومواجهات. كما زار القصر الجمهوري في بعبدا وفد من جمعية تجار بيروت برئاسة رئيسها نقولا الشماس الذي دعا رئيس الجمهورية الى العشاء الذي تقيمه الجمعية لمناسبة الذكرى التسعين لتأسيسها في 21 حزيران المقبل.

 

النائب العام المصري يجدد حبس حسني مبارك 15 يوما احتياطيا

نهارنت/أعلن المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة الثلاثاء ان النائب العام المصري "امر بحبس الرئيس السابق احتياطيا لمدة 15 يوما تبدأ من نهاية حبسه السابق" في الثاني عشر من الشهر الجاري "تمهيدا للتصرف في القضية"، بحسب بيان نشر على موقع النيابة العامة على فيسبوك. واكد المتحدث ان "محققين من مكتب النائب العام عبد المجيد محمود انتقلوا صباح اليوم (الثلاثاء) الى مستشفى شرم الشيخ لاستكمال استجواب" الرئيس السابق في حضور محاميه في بعض الاتهامات المتوافرة في الاوراق وانتهت الى تجديد حبسه للمرة الثانية تمهيدا للتصرف في القضية. وجرت تحقيقات مع مبارك في قضايا تتعلق بالفساد المالي وفي اتهامات بالتحريض على قتل المتظاهرين اثناء الانتفاضة التي بدأت في 25 كانون الثاني الماضي وانتهت باطاحة نظامه في 11 شباط. وكان النائب العام قرر حبس مبارك احتياطيا في 13 نيسان الماضي لمدة 15 يوما ثم جدد في الثامن والعشرين من الشهر نفسه حبسه لفترة مماثلة.

 

 سجناء روميه يواصلون إضرابهم وتفتيش سجن تبنين بحثا عن ممنوعات

المركزية ـ لليوم الثالث على التوالي واصل عدد من السجناء في سجن رومية المركزي اضرابهم عن الطعام مع ارتفاع عددهم من 500 الى 2100 سجين من أصل 3100 من عديد نزلاء السجن . وأكد المضربون المضي في تحقيق مطالبهم بدءاً من منحهم العفو العام، وصولاً إلى تشريع الهواتف الخلوية داخل السجن. وأفاد مصدر أمني "المركزية" ان المفاوضات ستبدأ اليوم مع السجناء في حال إستمرار الاعتصام بطريقته السلمبة والحضارية، مشيرا الى ان السجناء في مختلف المباني شاركوا في الإضراب عن الطعام وعلى غرار ما يجري في سجن روميه كشف المصدر أنَّ "50 عنصراً من وحدة الفهود في قوى الأمن الداخلي، فتشت سجن مخفر تبنين، إثر تلقيها معلومات عن وجود ممنوعات فيه كأجهزة اتصال خلوية وتلفزيونات وما شابه".

 

إزالة 240 مخالفة بناء في المناطق

الإدعاء على 9 وإستجواب آخر لمقاومة عناصر الأمن

المركزية ـ في وقت تواصل الأجهزة الأمنية خطة قمع مخالفات البناء على الأملاك العامة والمشاعات حيث اشارت المعلومات الى ازالة ما يزيد على 240 مخالفة في مختلف المناطق.

الى ذلك، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر اليوم على 9 اشخاص بينهم موقوف في جرم مقاومة عناصر قوى الامن ومعاملته بالعنف والشدة اثناء قيامه بالوظيفة خلال قمعه مخالفات البناء في منطقة الاوزاعي. بدوره، استجوب المحقق العسكري القاضي عماد الزين موقوفا في جرم مقاومة عناصر قوى الامن ومعاملتها بالشدة والعنف اثناء قيامه بالوظيفة خلال قمعه مخالفات بناء في منطقة طريق المطار.

 

موقوف بالتعامل في القليعة واشارات "مهمة" في اتجاه "شبكة" جديدة

المركزية ـ أوقفت مخابرات الجيش أ المدعو حنا م. أ. مواليد 1954 من بلدة القليعة الجنوبية للاشتباه في تعامله مع إسرائيل واقتادته الى مقرها في ثكنة محمد زغيب صيدا، وأحالته بعد التحقيقات الاولية معه الى وزارة الدفاع في اليرزة للتوسع في التحقيقات. وعلى الاثر استدعت مخابرات الجيش زوجة الموقوف (د.ش) مواليد 1953. وفي هذا الاطار، أوضح مصدر أمني لـ"المركزية" أن "الموقوف يملك محطة وقود في بلدة حدودية محاذية لبلدته القليعة، وكان وُضع في دائرة المراقبة الأمنية الدقيقة منذ نحو أسبوع اثر ورود معلومات لمخابرات الجيش عن تحركات مشبوهة يقوم بها وبعدما اتصل بأقرباء له في "جيش لحد" فروا ابان التحرير الى اسرائيل". وأفاد المصدر أنّ "مخابرات الجيش كانت ألقت القبض منذ يومين في جديدة مرجعيون على "شادي ش." بتهمة التعامل مع إسرائيل، لافتا الى وان المدعو "أندريه أ. ر." في بلدة القليعة اوقف بتهمة الاتصال الهاتفي بأراضي العدو"، واشار الى ان هؤلاء يشكّلون شبكة تعامل واحدة مع الإستخبارات الإسرائيلية، وأنّ الأجهزة الأمنية توصلت في التحقيقات معهم إلى خيوط مهمة على هذا الصعيد".

 

اشارات خارجية نحو تشكيل وشيك

"حياكة ميقاتية" لحكومـــــة لا تغضب ولا ترضي

لقاء الرئيس المكلف والخليلين الايجابي حسم "الخلاف"

المركزية- على وفرة الأصداء وردود الفعل "الأكثرية" على موقف رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط الذي "هز العصا" وكشف المستور دفعاً لمسار التشكيل العالق في عنق زجاجة الشروط والمطالب، أعربت جهات سياسية مطلعة عن اعتقادها بأن الموقف ليس منعزلاً عن الرغبة السورية في تشكيل سريع يراد منه تحصين الساحة اللبنانية بحكومة تواجه التحديات الداهمة في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة. وأكدت لـ"المركزية" ان آخر زوار دمشق من السياسيين اللبنانيين، عادوا بأجواء ضاغطة وشبه إيعاز بوجوب تكوين سلطة تنفيذية في لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة وربما ساعات إذا أمكن. وتبعاً لذلك، فإن الضوء الأخضر السوري يعني عملياً، وفق الجهات السياسية، مرحلة جديدة داخل الأكثرية تستوجب قراراً ضمنياً بإعادة تطبيع الوضع بين أطرافها ولملمة الصفوف واجتراح حل يغطي الاخفاقات في التأليف التي تطال شظاياه حكمأً الجانب السوري من زاوية الحلفاء في لبنان، وأوضحت ان الموقف السوري ابلغ الى القيادات السياسية المعنية ولا سيما في قوى 8 آذار للتصرف وفق المقتضى.

التصعيد والرد: وفي وقت، تترقب الساحة السياسية ردة فعل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون على كلام جنبلاط بعد اجتماع التكتل عصراً، سجلت يوميات السياسة اللبنانية موقفاً بارزاً لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اعتبر فيه ان مطالب العماد عون هي من ضمن حقه الدستوري الذي لا نقاش فيه، مشيراً الى ان موقف جنبلاط هو مسألة تأفف موقتة. وأوضح رعد ان الأكثرية تقوم بواجبها في التشكيل ومن حقها ان تمارس خياراتها بما يحفظ نهجها لكن ثمة من يعرقل عليها جهودها للتأليف.

حكومة الوقت الضائع: الى ذلك، توقعت مصادر سياسية مواكبة لتشكيل الحكومة اعلان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالاتفاق مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال الايام المقبلة وفي مهلة لا تتعدى الاسبوع صيغة وزارية لا تغضب احدا ولكنها لا ترضي احدا وتكون حكومة الوقت الضائع ولا حكومة امر واقع بمعنى ان تضم بين الوزراء المتفق مع فرقاء الغالبية على توزيرهم، وزيرين او ثلاثة غير متفق عليهم. وقالت ان رئيس الجمهورية والحكومة المكلف ومن خلال هذه الخطوة سيضعان الجميع امام الامر الواقع.

واشارت المصادر الى ان غالبية اطراف الاكثرية قد ترضى ضمنا بهذا المخرج الذي لن يوفر انتصاراً للرئيسين سليمان وميقاتي لأنه صحيح ان قوى الثامن من آذار لن تقدم على دفع وزرائها في الحكومة المعلنة الى الاستقالة تجنباً لدفع البلاد نحو مأزق دستوري من شأنه ان يجر معه الى خطوات اقتصادية وامنية غير محسوبة، ولكنها في الوقت نفسه ستضع الرئيس المكلف امام بيان وزاري من صنعها هي لترفعه بيرقاً وقميص عثمان عند كل مفترق ومعضلة. والا لن تمنحه الثقة.

وديعة 14 آذار: وسط هذه الأجواء، حملت أوساط في الأكثرية الرئيسين سليمان وميقاتي مسؤولية كل تأخير في التشكيل لمراهنتهما على متغيرات الخارج وانتظار ما قد تفرزه التطورات من نتائج، مستغربة التعاطي غير المتكافئ مع القوى السياسية في تشكيل الحكومات مذكرة بأن الرئيس سعد الحريري نال كل الحقائب التي ارادها ابان تشكيل حكومته باعتبار يمثل أكثرية آنذاك فلماذا سياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد وكيف تكون مطالب الحريري محقة له وغير دستورية للعماد عون.

حياكة ميقاتي: من جهة ثانية، شددت مصادر مطلعة على مفاصل التشكيل خلف الكواليس على ان الرئيس ميقاتي الحريص على الابتعاد عن السجالات والزواريب السياسية الضيقة ينكب على الاعداد لحكومة ينسج خيوطها بنفسه بحيث يسلم الى الرئيس سليمان تشكيلة بحياكة ميقاتية محض بالتنسيق معه وبالتشاور مع الأكثرية التي اجتمع امس الى ممثلها المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل وللأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل العائدين من سوريا حيث أشارت المعلومات التي رشحت عن اللقاء الى أجواء إيجابية وشبه حسم للعقد. أكثرية من عدة: في المقلب الآخر، أكد مصدر في قوى 14 آذار لـ"المركزية" ان المعارضة تترقب التطورات في ملف التشكيل وتراقب العثرات والعقد المترنحة بفعل سقف المطالب العالي لبعض قوى الأكثرية. وأوضح ان محاولة التلطي وراء "الداخلية" لحجب الرؤية عن حقيقة الخلاف الأكثري، لم تعد تنطلي على أحد، فالعقبات أكثر من أن تحصى وفي مقدمها مشروع الحكومة السياسي وبيانها الوزاري واختيار الاسماء وتوزيع الحقائب.

 

اوغاسبيان: هل التغيير والإصلاح بإفراغ المؤسسات؟

المركزية- لفت وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال جان أوغاسبيان إلى أن "أزمة تشكيل الحكومة تتفاقم، والعقبات تتخطى وزارة الداخلية"، معرباً عن اعتقاده بان "مسعى "حزب الله" هو السيطرة على المؤسسات الأمنية". واعتبر في حديث إذاعي ان "مواقف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط تظهر امتعاضه من رتابة الوضع الحكومي، خصوصاً أن فريق الاكثرية الجديدة لا يملك اي تصور أو برنامج عمل". وسأل: "هل بإفراغ المؤسسات وشلها يمكن التغيير والاصلاح؟ إلى أين يريد هذا الفريق أن يأخذ البلاد في ظل الأزمة الحادة والخطيرة في المنطقة؟ وختم اوغاسبيان : "فريق "حزب الله" يتعاطى بالفعل، بعدم المسؤولية والقدرة على حماية لبنان، أو انتاج شبكة امان تبعد شظايا ما يحصل في الدول العربية عنه ".

فتفت: حزب الله والوضع الإقليمي يؤخران التأليف

المركزية- عزا عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت التأخير في ولادة الحكومة إلى امرين : الأول حزب الله الذي يعرقل ويظهر عكس ما يضمر مفرغاً المؤسسات الدستورية من مضامنيها، والثاني اقليمي مرتبط بما يحصل من تطورات وثورات في المنطقة". ورأى في حديث إذاعي أن "سعي المعارضة لاسقاط الحكم والعودة الى السلطة أمر طبيعي، وعلى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اذا أراد الاعتذار أن يوضح الأسباب الموجبة التي دفعته الى ذلك". وقال: عودة الرئيس فؤاد السنيورة الى موقع رئاسة الحكومة واعتذار الرئيس ميقاتي أمران منفصلان". وعن القمة المسيحية - الاسلامية بعد غد في بكركي أوضح فتفت أن "القمة تحمل رسالتين، الأولى وطنية هدفها تقريب وجهات النظر والابتعاد عن الصراعات الدينية والطائفية، والثانية سياسية في ظل العجز الحاصل في البلاد". وشكك في أن تكون القمة فاعلة من ناحية الضغط في اتجاه تشكيل الحكومة لكون القرار السياسي فيها يعود الى "حزب الله" ثم الى الوضع الاقليمي".

 

اقباط لبنان يستنكرون احراق كنائس مصر

المركزية- استنكرت المنظمات القبطية في لبنان في بيان بعد اجتماع لها اليوم "الهجوم الهمجي على الكنائس القبطية واحراقها وعلى المواطنين الاقباط في مصر، ودعت الى انصاف الاقباط والاعتراف في دورهم ووجودهم في المجتمع المصري وتثقيف المواطن المصري على صيغة العيش المشترك والقبول والاعتراف بالآخر".وطالبت المجلس العسكري الحاكم اخذ اقصى التدابير الأمنية والحفاظ على أمن مصر والمصريين والاقباط خصوصا بعد ان أصبح الاقباط هدفا في السنوات الاخيرة من المتطرفين والارهابيين. ودعت الى القبض على المتسببين وليس فقط المشاركين في هذه الاعمال الارهابية الاجرامية وتقديمهم للمحاكمة، آملة ان لا تكون نتائج التحقيقات كسابقاتها بأن مرتكبي هذه الجرائم مختلون عقليا. وتوجهت الى اقباط مصر بالتحرك الفوري للمطالبة بحمايتهم.

 

مركزية مسيحيي المشرق: الصلاة لأقباط مصر

المركزية – استنكرت مركزية مسيحيي المشرق "الاعتداءات التي يتعرض لها الشعب القبطي في مصر، بدءا من كنيسة الاسكندرية الى كنيسة القاهرة، وكنيسة العريش ابان ثورة 25 كانون الاول الثاني 2011، والاضطهاد المنظم الساري منذ عقود، والهادفة الى تهجير الاقباط من مصر". واعلنت في بيان تضامنها معهم وشد ازرهم ودعت الى العمل كمسيحيين مشرقيين، في المشرق وفي العالم لحث النظام المصري على تكريس حقوق الاقباط وحضورهم المدني والسياسي، والمحافظة على امنهم، ومحاكمة المتطرفين الذين يقومون بهذه الاعتداءات، لأن عدم محاكمتهم سيرتد خطراً على النظام الجديد والشعب المصري بأكمله. ودعت الجميع الى الصلاة.

 

موارتينوس في بيروت غداً

لقاءات مع سليمان وبرّي وميقاتي ووزراء

المركزية- يصل وزير خارجية اسبانيا السابق ميغيل انخل موراتينوس الى بيروت الاولى والنصف بعد ظهر غد في زيارة كانت مقررة آخر الشهر الماضي لكنه أرجأها لاضطراره الى التوجه الى السعودية. ويلتقي موراتينوس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، كما يجتمع مع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في الرابعة بعد الظهر على أن يزور في السادسة والنصف مساء وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن، مختتما جولته بلقاء وزير الخارجية علي الشامي في السابعة والنصف مساء. تجدر الإشارة الى أنّ موراتينوس سيبحث مع المسؤولين في الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة. وتندرج الزيارة في إطار طلب دعم ترشحيه لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، في إطار تبادل الدعم بين البلدين في المحافل الدولية. وسيعرض لرؤيته لمستقبل "المنظمة"، شارحا برنامج عمله الهادف الى السيطرة على ارتفاع اسعار الاغذية ومحاربة الجوع والاهتمام بالجواني البيئية للزراعات والتصنيع الزراعي . يذكر أن انتخاب المدير العام لـ"الفاو" سيجري بالتصويت السرّي في مستهل المؤتمر السابع والثلاثين للمنظمة في روما، الذي سيفتتح في 25 حزيران المقبل وتستمر اعماله حتى الثاني من تموز المقبل. على أن يتسلم المدير العام الجديد الذي سينتخب بغالبية الدول الناخبة الـ191 مهامه في الاول من كانون الثاني من العام 2012 حتى 31 تموز من العام 2015، مع امكان توليه المنصب أربعة أعوام إضافية. ويتنافس موراتينوس مع خمسة مرشحين آخرين هم النمساوي الذي شغل منصب المفوض الاوروبي للزراعة فرانتس فيشلر، وزير الأمن الغذائي ومكافحة الجوع البرازيلي السابق خوسيه غراتزيانو دا سيلفا، الاندونيسي واندرويونو سويسيلو، الايراني محمد سعيد نوري نائيني ووزير الري العراقي الاسبق عبد اللطيف جمال رشيد.

 

مرتزقة

زياد ماجد/لبنان الآن

أدخل تصدّي نظام القاهرة السابق للثورة الشعبية المصرية الى قاموسنا الإعلامي مصطلح "البلطجية". وهؤلاء قوم من حطام المجتمع، يشتري النظام ورجال أعماله ولاءهم بأبخس الأسعار ويكلّفونهم بالمهام القذرة وبتعميم الأضرار في أي منطقة يُرسلون إليها. ومع اندلاع الثورة الليبية، أدخل نظام طرابلس الى القاموس عينه مصطلح "المرتزقة"، وهم أفراد وجماعات يبيعون خدمات القتل الوحشي الى كل من يشتري. هكذا جلب القذافي وأبناؤه المئات منهم من بلدان أفريقية منكوبة واستخدموهم لترويع الليبيين.

ثم جاءت الثورة السورية، فأضاف النظام القامع لها مصطلح "الشبيحة"، وهم نموذج "البلطجية" الأعلى كعباً في الولاء للأجهزة المسيّرة لهم والأشد تمرّساً في الإجرام والعدوانية. كما استعار النظام إياه من صنوه الليبي مصطلح "المرتزقة" محوّراً معانيه بعض الشيء، وتاركاً لأشقائه اللبنانيين بلورة الأمر.

على هذا الأساس، التقطت الفضائيات العربية وغير العربية الإشارة، وعمدت كل واحدة تفشل في الحصول على ضيوف سوريين "موالين"، إما لتعميم بعثي عليهم يفرض الصمت أو لخلل تقني، تقول لمراسليها في بيروت "هاتوا لنا لبنانياً من جماعة النظام السوري". فيجري جلب واحد من هؤلاء للتحدّث عن "المؤامرة الكونية على سوريا الأسد" وعن "الممانعة والمقاومة" و"السلفيين الإرهابيين" وما الى ذلك من عدّة الرياء والفجور. وإذا كانت أقوال اللبنانيين المذكورين كما سيَرهم يعرفها متابعو شؤونهم المحليون، فإن "الجيّد" في ما يجري هو انكشافهم أمام جمهور عربي عريض، وتعرّضهم لبعض تعليقات المذيعين المتهكّمة، من نوع "يا أخي لماذا لا تريد الديمقراطية لسوريا وأنت تتحدّث عنها ليلا نهارًا في لبنان؟" أو "حتى المسؤولين السوريين والناطقين بإسمهم لا يقولون هذا الكلام"، أو "هل مواجهة المؤامرات تقضي بسحب الدبابات من جبهة الجولان وإرسالها الى درعا وحمص ودوما وبانياس؟".

و"الجيد" كذلك أن ما يجري يُظهر للّبنانيين ممّن اعتمدوا العنصرية في تعاطيهم مع سوريا والسوريين، أن جزءاً من سياسييهم ممن يفترض أنهم من جنسهم الأعلى شأناً، ما هم سوى طفيليين ينظر إليهم أهل حوران (مورّدو النسبة الأعلى من العمال السوريين الى لبنان) بازدراء واحتقار، هما بالتحديد المشاعر التي لا يستحق "المرتزقة" أرفع منها.

 

ما سبب تباطؤ الغرب تجاه سوريا؟

جاكسون ديل (الشرق الاوسط)

تباطأت إدارة أوباما وأكثر حلفائها الأوروبيين كثيرا في الانحياز إلى جانب الثورات العربية، لكنه بدا أكثر وضوحا وضررا وأضعف في حالة سوريا. فلنبدأ بإيضاح بعض الحقائق. أولى تلك الحقائق أن أول احتجاج حدث خارج الجامع الأموي في دمشق في 15 مارس (آذار) رفع شعار «الله، الحرية، سوريا». وسرعان ما انتشرت الاضطرابات وامتدت إلى مدينة درعا في جنوب البلاد وتزداد مع كل يوم جمعة منذ ذلك الحين. وخرج مئات الآلاف إلى الشوارع في الكثير من المدن والبلدات السورية.

وكان رد فعل النظام من البداية ارتكاب أعمال عنف لا تقل وحشية عن أفعال معمر القذافي في ليبيا. في 23 مارس (آذار) فتحت قوات الأمن النار على الحشود المتجمهرة في درعا وأطلقت النيران بعشوائية على المسيرات السلمية التي كانت تنظم كل بضعة أيام منذ اندلاع الاحتجاجات. وقتل ما يزيد على 700 سوري وتم اعتقال نحو 10 آلاف، ولا يعرف مكان المئات منهم. ثم جاء الرد الغربي، فبعد مرور أربعة أيام على بداية إطلاق النار على المتظاهرين، دعت هيلاري كلينتون الحاكم السوري المستبد بشار الأسد بـ«الإصلاحي». وتم فرض أول عقوبات محدودة من قبل الولايات المتحدة في 29 أبريل (نيسان)، أي بعد أول مطالبة بالحرية بـ45 يوما. يوم الجمعة ومع تصويب القوات السورية الأسلحة الآلية والمدافع نحو صدور المتظاهرين، سارت أوروبا على نهج الولايات المتحدة أخيرا. وهدد بيان صادر عن البيت الأبيض باتخاذ المزيد من الإجراءات، لكنه أشار إلى أن ذلك سوف يتحدد بناء على ما سيفعله النظام، وكأن ما فعله ليس كافيا. ربما الأهم من ذلك هو عدم قول الرئيس أوباما عن الأسد ما قاله عن القذافي والرئيس المصري السابق حسني مبارك وهو أنه عليه الرحيل.

هل سوريا أقل أهمية من ليبيا؟ على العكس، حيث يتفق الخبراء الإقليميون على أن دمشق محور مهم في منطقة الشرق الأوسط. إذا تعثر نظام الأسد، ستخسر إيران أهم حلفائها وحلقة الوصل بينها وبين حزب الله في لبنان وحماس في غزة. يمكن أن تنهار إمبراطورية الظل الإيرانية وسيكون نظام الحكم الديكتاتوري الإيراني في خطر حقيقي. لم يطلب أحد في سوريا تدخلا عسكريا مثل الذي حدث في ليبيا ولن تستطيع الولايات المتحدة وأوروبا القيام بأي شيء أكثر حسما حتى وإن حشدوا جهودهم. لكن لماذا يقومون بالقليل وبهذا البطء؟

أعتقد أن السياسة الأميركية تجاه سوريا تأثرت ببعض العوامل ذاتها التي أدت إلى الاستجابة البطيئة للولايات المتحدة لكل الثورات العربية. هناك تردد في تنحية المفاهيم التقليدية المقولبة عن السياسة العربية وعدم الإيمان بإمكانية التغيير الثوري جانبا. هناك قلق مما يمكن أن يعقب انهيار هذه الأنظمة الاستبدادية، وهناك عدم رغبة في مواجهة حلفاء إقليميين يستفيدون من الوضع الراهن. لقد تحدثت عن بعض هذه العقبات الأسبوع الماضي مع أسامة منجد، المتحدث الرسمي النشيط للمبادرة الوطنية للتغيير وهي ائتلاف من نشطاء سوريين على شبكة الإنترنت داخل وخارج سوريا. يرى أن أول مشكلة هي أن الولايات المتحدة «ليست لديها سياسة تجاه سوريا، بل سياسة تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط». إنه على حق بالطبع. فقد تمحورت سياسة «الاشتباك» التي تتبناها إدارة أوباما تجاه سوريا حول الوصول إلى نتائج في دول أخرى، وهي سلام في إسرائيل واستقرار في لبنان وعزلة إيران. من أسباب التباطؤ في التخلي عن الأسد هو أن هذا سيعني التخلي عن طريقة التفكير التي ترى أن الأسد قادر على تحقيق هذه الإنجازات.

لقد بدد حمام الدم الذي شهدته الأسابيع القليلة الماضية الأوهام بأن «الأسد شخصية إصلاحية»، لكن الخوف من المجهول الذي سيأتي بعد رحيله يظل مهيمنا على المشهد. ويوجز مقال نشر في صحيفة «واشنطن بوست» الأسبوع الماضي ذلك، حيث يؤكد أن سقوط النظام «سوف ينشر الفوضى والعنف والتطرف». ويطرح منجد سؤالا هو: ما الدليل على ذلك؟. حتى هذه اللحظة لم يندلع أي «صراع طائفي» خلال الاحتجاجات، بل على العكس كل الشعارات التي رفعت خلال تلك الاحتجاجات كانت تؤكد على الوحدة. ولم يظهر على الساحة أي انتحاري تابع لتنظيم القاعدة، بل طلبة وعمال يطالبون بأن تلحق بلادهم بركب التقدم في القرن الواحد والعشرين، شأنهم شأن جميع المواطنين في مختلف دول الشرق الأوسط. ويقول منجد: «النظام هو الوحيد الذي يتحدث عن الصراع الطائفي. ويدرك الناس في الشوارع أن هذا فخ وهم مصممون على عدم الوقوع فيه».وأخيرا هناك دول جوار لا يريد أوباما مواجهتها وهي المملكة العربية السعودية وتركيا وإسرائيل. لكن في حالة الدولتين الأخيرتين على الأقل كان هناك تحول في المواقف خلال الأسبوعين الماضيين. بات هناك إدراك حاليا باحتمال ألا يصمد الأسد، وإن فعلها سوف يكون نظامه ضعيفا بشكل يمثل خطرا. وقال منجد: «آمل أن تدرك واشنطن ما تدركه إسرائيل، وهي أنه راحل. لذا سيكون من الأفضل في هذه المرحلة من أجل المستقبل أن تبدي على الأقل بعض المؤشرات على انحيازها إلى جانب الشعب السوري. أظن أن واشنطن سوف تغير موقفها خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة التي تسبق النهاية». أن تأتي متأخرا خير لك من ألا تأتي.

 

الرئيس الجميّل يطالب بإيجاد نظام حماية دائم وثابت للأقباط وحزب الله يتهم سليمان وميقاتي بالتأخير والراعي : المسؤولون يعرقلون الدولة

جنبلاط : لن أغطي هذا الفراغ والتعطيل بعد الآن وفريقنا أثبت فشله الذريع

موقع الكتائب/"لم يعد منطقيّاً الإستمرار في تغطيتنا هذه الحالة من المراوحة والفراغ والتعطيل ضمن ما يُسمّى الأكثريّة الجديدة التي أثبتت أنها فشلت فشلاً ذريعأً في تأليف الحكومة الجديدة"...الكلام للنائب وليد جنبلاط الذي دعا "المتحاصصين" للاستفاقة، في موقف يبدو تخطى حال "اليأس والبؤس والويل" الى الندم ربما، اذ شرح رئيس جبهة النضال الوطني ان "الاعتبار الأساسي الذي بنى الحزب الاشتراكي على أساسه موقفه السياسي هو حماية الاستقرار والسلم الأهلي، وإذا كان البعض من القوى السياسية لا يبحث سوى عن مصلحته المباشرة، فإننا لا نستطيع الاستمرار في تغطية هذا الموقف بعد الآن، فالسقوط في هذه الدوامة هو إسقاط للبلد برمته."

موقف لافت جدا للزعيم الدرزي الذي يقوم بحركة تهدف الى الخروج من حال الفراغ وقد بدأها في اتجاه رئاسة الجمهورية ودار الفتوى على أن يستكملها لاحقاً نحو مواقع روحية وسياسية أخرى. فقد اعلن صراحة  في حديثه الاسبوعي "للأنباء" إن الحزب التقدمي الاشتراكي وجبهة النضال الوطني يرفضان الانجرار الى لعبة الحصص الوزاريّة التي لا تزال تعطل التأليف منذ ما يزيد عن مئة يوم، ويريان أن مصلحة البلاد لا تتحقق من خلال تولي هذا الطرف لتلك الحقيبة أو بالعكس، بل من خلال تخطي المصالح الفئوية الضيقة والذهاب نحو واقع جديد إتضح أن ما يسمى الأكثرية الجديدة أعجز من أن تستولده في ظل إنقساماتها الراهنة وتجاذباتها المستمرة التي لا تنتهي." وقال:" لم يعد منطقيّاً إستمرار الحزب التقدمي الاشتراكي وجبهة النضال الوطني في تغطية هذه الحالة من المراوحة والفراغ والتعطيل ضمن ما يُسمّى الأكثريّة الجديدة التي أثبتت أنها فشلت فشلاً ذريعأً في تأليف الحكومة الجديدة."

في المقابل، يبدو ان الملف الحكومي انتقل الى "المربع التالي" لدى جهة من فريق الثامن من آذار...لكن ليس على صعيد حلحلة العقد ولا على مستوى التقدم في المشاورات ولا حتى في مجال تقويم الخطأ الذي ترتكبه هذه القوى في تعنتها تشكيل حكومة احادية لم تفلح في اخراجها الى النور بعد اربعة اشهر، وذلك عبر اعادة حساباتها والاقتناع بطرح حزب الكتائب تشكيل حكومة انقاذ وطني تخرج البلاد من حال الشلل الذي اصبح مميتا...

بل ان "المربع التالي" والذي افتتحه الشيخ نعيم قاسم  وتواظب على استكماله باقي مكونات حزب الله يتمثل بحملة مباشرة على رئيس الجمهورية، وعطفا على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، عبر مواقف تصعيدية تصبّ في خانة تحميل الرجلين مسؤولية التأخير، والفراغ، والمماطلة والمناورة... الحملة على الرئيسين ليست جديدة وكان عمادها " العماد عون" ونوابه، الا ان التطور البارز هو فكّ حزب الله لصمته ودخوله على خطّ التصعيد. وفي هذا الاطار حمّل عضو شورى في الحزب الشيخ محمد يزبك من وصفه "بالامين على الوطن والدولة والدستور"، مسؤولية تأخير وتشكيل الحكومة، داعيا ايضا الرئيس ميقاتي الى توضيح العقبات امام الشعب. بدوره رأى النائب محمد رعد أن "هناك كثيرين يضعون العقبات في طريقنا لكننا نمشي بخطى واثقة".

توازيا، كشفت معلومات لقناة المنار التابعة لحزب الله  أنَّ "سلة أسماء جديدة مطروحة لتخطي عقبة الداخلية"، رابطة  أفق الحل بـ"رد رئيس الجمهورية ميشال سليمان".

فهل يؤدي "تشتت" الاكثرية الجديدة الى واقع جديد عنوانه "حكومة الامر الواقع" التي يخبئها ميقاتي في جيبه؟

الى ذلك، عاد الحديث عن "القرار الظني" الى الواجهة، وذلك بعد خطوة بلمار الأخير، واستأنف حزب الله هجومه على المحكمة فاعتبر النائب نواف الموسوي انها ليست الا "واحدة من حزمة الأدوات المستخدمة في الهجوم على جبهة المقاومة من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا وكل موقع مقاوم في العالم العربي والإسلامي."

وسط هذه الاجواء، لا تزال الاوضاع اقليميا ملتهبة، ففي بعض البلدان ثورة مستمرة وقمع كما الحال في سوريا، وفي أخرى ثورة يتهدد نجاحها بفعل الحوادث الطائفية كما في مصر، وفي مناطق اخرى معارك مستمرة كحال ليبيا، اما في اخرى فمشروع ثورة ربما يظهرفي الافق، وقد تكون على مستوى "الزعماء" كحال ايران حيث يحتدم الخلاف بين المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ما ادى اليوم الى وقوع مصادمات دموية بين اتباع الطرفين.

الراعي: المسؤولون يعرقلون الدولة

البداية من الواقع المحلي "المهترئ" بسبب الفراغ الحكومي وتداعياته على المستويات كافة اقتصاديا واجتماعيا ، ما دفع بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مجدداً الى دق ناقوس الخطر فاعتبر ان المسؤولين يعرقلون الدولة، في وقت يحاول الشعب الحفاظ عليها، مبدياً اسفه لان الشعب اصبح كأنه صفراً على الشمال لا احد يكترث لمطالبه وابسط حقوقه.

الكتائب: لماذا لم يؤخذ باقتراح تأليف حكومة انقاذ وطني؟

من جهته اكد المكتب السياسي الكتائبي ان "المراوحة في عملية تشكيل الحكومة تعرّض لبنان لأخطار عديدة واستغرب تردد المعنيين بالتأليف عن الأخذ باقتراح حزب الكتائب تأليف حكومة انقاذ وطني الا اذا كان لديهم صيغة اخرى وفي هذه الحال لماذا لا يقدمون على اعتمادها . وسأل المكتب السياسي انه مع القول بوجود صعوبة في تشكيل حكومة انقاذ وطني ما هو البديل وما هو الممكن سوى ادارة الفراغ الذي بات مميتاً ينهك المؤسسات الرسمية وينهش صدقية المسؤولين ومختلف القوى السياسية التي تعطل تشكيل الحكومة ويزرع الشك لدى الشباب اللبناني والعالم بالنسبة الى مستقبل البلاد.

وطالب المكتب السياسي الكتائبي الدولة اللبنانية بمعالجة الارتفاع الجنوني للأسعار دون الاختباء وراء وضعية وجود حكومة تصريف اعمال. "فإذا كانت هذه الحكومة تستطيع رفع الاسعار فحري بها ان تخفضها،علما ان المعالجات المطروحة وان كانت تشكل في المستقبل حلولاً ناجحة فإنها لا تشكل حلاً نافعاً في الوقت الحالي فيما الشعب يريد حلاً فورياً ."

حزب الله يتهم سليمان وميقاتي بالتأخير

في غضون ذلك،  وفي حملة علنية على رئيس الجمهورية حمّل عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك من وصفه بالامين على الوطن والدولة والدستور، مسؤولية تأخير وتشكيل الحكومة.كما حمّل يزبك الرئيس المكلف نجيب ميقاتي المسؤولية نفسها، داعيا اياه الى ان يوضح امام الشعب العقبات التي تعيق تشكيل الحكومة بكل صراحة.

بدوره، أعلن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن هناك الكثيرين الذين يضعون العقبات "في طريقنا لكننا نمشي بخطى واثقة"، مشيراً الى أن "الاعداء يتربصون بنا الدوائر لكسر ارادتنا وتضييع مسارنا واسقاط أهدافنا".

الخازن: اختزال الموضوع الحكومي بما يُسمى عقدة وزارة الداخلية ليس صحيحا

من جانبه، أسف عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب فريد الخازن لأن "المراوحة ما زالت تتحكم بملف التأليف الحكومي". وأكد في حديث إذاعي، أن "اختزال الموضوع الحكومي بما يُسمى عقدة وزارة الداخلية ليس صحيحا على الإطلاق"، مشددا على أنّ "التكتل ليس عقبة في الموضوع، بل يريد التعامل معه على قاعدة متبّعة لدى كل "الكتل" التي تتشكل منها الأكثرية". ولفت الى أن "التشكيل من مسؤولية الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وإنّ لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان دوراً أيضا في الموضوع".

فتفت: هناك التقاء للمصالح بعدم تشكيل الحكومة

اما عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت فقد اعتبر ان "المشكلة في تأخير التأليف ليس كما يريد أن يوحي الفريق الآخر بأنها داخلية إنما هناك التقاء للمصالح بعدم تشكيل الحكومة".

الموسوي...و"عادت حليمة لعادتها القديمة"

الى ذلك، وبعد انقطاع طويل عن ذكر المحكمة الدولية اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي أن"هذه المحكمة لم تنشأ لإحقاق الحق أو تطبيق العدالة وهي  ليست إلا أداة سياسية دبلوماسية مغلفة بثوب القضاء لتحقيق أهداف إسرائيلية وأميركية، وبالتالي فإن توقيت ما يسمى بالقرار الظني أو القرار الإتهامي هو بالضرورة توقيت سياسي من أجل استخدام هذا القرار كواحدة من حزمة الأدوات المستخدمة في الهجوم على جبهة المقاومة من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا وكل موقع مقاوم في العالم العربي والإسلامي. ولفت إلى أن المقاومة كانت قد أعلنت منذ أن أصدر المدعي العام قراره الأول، أن مسألة القرار الإتهامي صارت من التاريخ، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يبتز المقاومة في لبنان ولا في مسألة إعادة تشكيل السلطة ، مشيراً إلى أن هذا القرار لا يساوي الورق الذي كتب عليه، وبالتالي فإنه غير قابل للمساومة من جانبنا ولسنا مستعدين للتفاوض في شأنه ولا لتقديم تنازلات، فهذا القرار أصبح من الماضي.  أضاف: فليصدروا ما شاؤوا من اتهامات، لن نساوم لا على أسماء ولا على وقائع ولا على أحكام ولا على مواقف، وإن مسيرة التغيير التي بدأناها ولا سيما في عملية التغيير الحكومي ستستكمل ولن تعود إلى الوراء، لذلك إذا كان أحد ما يراهن على أن بإمكانه أن يستفيد من صدور القرار الإتهامي مع عدم تشكيل حكومة حتى الآن من أجل العودة إلى الوراء لتشكيل صيغة جديدة تعيد إنتاج الماضي فإنه واهم، وسوف نبقى مصرين على المضي إلى الأمام في عملية التغيير ولن نقبل لا بمساومة ولا بابتزاز لا في عملية التكليف ولا في عملية التأليف."

نجار: المحاكمة مستمرة

بدوره، رأى وزير العدل ايراهيم نجار في اجراء بلمار الاخير ما يؤشر إلى أن المحاكمة مستمرة على قدم وساق، وان الذين دفنوها كانوا يراهنون على أمور لم تحصل.

الرئيس الجميّل : لايجاد نظام حماية دائم وثابت للأقباط

على صعيد آخر، وبعد عودته من زيارة قام بها الى مصر حيث اثار مع المعنيين في مصر وضع المسيحيين الأقباط وما يتعرضون له ، اكدّ رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميّل في حديث الى موقع kataeb.org ان الاعتداءات التي يتعرض لها المسيحيون في مصر تلطخ سمعة الثورة المصرية وتؤثر على مفهوم التعايش بين المسلمين والمسيحيين في الشرق الأوسط ، مشددا على ضرورة ايجاد نظام حماية دائم وثابت للأقباط لمنع تكرار الاعتدءات عليها من فترة الى اخرى. ورداً على سؤال حول مصر ما بعد الثورة قال الرئيس الجميل:"إن النظام المصري الجديد عازم على ارساء الاستقرار الداخلي واجراء الاصلاح السياسي ومحاربة الفساد بعزم وثبات لكي تستعيد مصر مجدداً دورها الطليعي في العالم العربي". وبصدد الموقف المصري من الوضع اللبناني اعلن الرئيس الجميل ان مصر وإن كانت تنأى بنفسها عن التدخل في شؤون لبنان الداخلية فإنها تتمنى ان تقوم دولة قوية في لبنان وان يصار الى تأليف حكومة تحوز ثقة مختلف اطياف المجتمع اللبناني وتكون قادرة على مواجهة التحديات العديدة البادية في افق لبنان والشرق الأوسط. وقال الرئيس الجميل إن نصيحة الحكومة المصرية هي ان يتمسك العرب ولاسيما لبنان بالقرارات الدولية لأن التجربة اثبتت ان هذه القرارات تشكل حماية للعرب في المنعطفات الأساسية .

الولايات المتحدة قلقة من العلاقة بين سوريا وحزب الله

وليس بعيدا من الملف الداخلي ، فقد أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من العلاقة بين سوريا وحزب الله. وقال السفير الامريكي في دمشق روبرت فورد ان سوريا تواصل تزويد حزب الله بالاسلحة والعتاد الحربي . وطالب القيادة السورية بوقف مساعداتها الى حزب الله فورا والاعتراف بسيادة لبنان على اراضيه .

الامم المتحدة: سوريا لم تسمح لفريق تابع لنا بدخول درعا

في الملف الخارجي، واصل الجيش السوري عمليات الدهم في مدينة بانياس في حين أكد ناشطون حقوقيون سماع اطلاق نار في بلدة المعضمية غرب دمشق. وفي حمص التي دخل الجيش عددا من احيائها الاحد، اعلن ناشط انه سمع دوي ثلاثة انفجارات منتصف ليل الاحد الاثنين في حي بابا عمرو. وفي منطقة المعضمية سمعت عيارات نارية في حين تم قطع الاتصالات، حسبما قال ناشط حقوقي اخر لوكالة الانباء الفرنسية، مشيراً إلى ان الطريق المؤدية من هذه البلدة الى العاصمة دمشق مقطوعة.

وفي تطور بالغ الخطورة، اكد متحدث باسم الامم المتحدة اليوم ان سوريا لم تسمح لفريق انساني من المنظمة الدولية بدخول مدينة درعا الواقعة في جنوب البلاد والتي انتشرت فيها القوات المسلحة السورية لقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وقال المتحدث فرحان حق للصحفيين "لم تتمكن بعثة تقييم الوضع الانساني (التابعة للامم المتحدة) من دخول درعا... نحن نحاول استيضاح اسباب عدم تمكنها من الدخول كما نحاول الوصول الى اماكن اخرى في سوريا." وقال المكتب الصحفي للامم المتحدة ان الرئيس السوري بشار الاسد عبر في مكالمة هاتفية مع الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الاسبوع الماضي عن "الاستعداد للنظر في اجراء مثل هذا التقييم في درعا".

نجاد – خامنئي...ومصادمات دموية!

وفي اطار آخر، أكدت مصادر في المعارضة الإيرانية أن مصادمات دموية وقعت الأحد 8-5-2011 في طهران بين أنصار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وأتباع المرشد الأعلى علي خامنئي أدت الى إصابة عدد منهم بجروح بليغة. وأفادت المصادر أن عناصر الباسيج وجماعة أنصار حزب الله المؤيدين لخامنئي تجمعوا أيضا في ساحة منيرية جنوب العاصمة وسط تدابير أمنية مشددة من قبل الشرطة وذلك لمنع أنصار صهر الرئيس، اسفنديار رحيم مشائي، من إحياء مناسبة دينية ليلاً. ويتعرض الرئيس الإيراني للتوبيخ بشكل مستمر هذه الأيام من زعماء التيار الأصولي المتشدد الموالي للمرشد بعد خلافهما بسبب رفض خامنئي عزل وزير الاستخبارات حيدر مصلحي ومنع الرئيس من السيطرة على الأجهزة الأمنية في البلاد.

الصحف اليوم :

لم يذهب صبر الصحف المحلية الرئيسة ادراج الرياح، وانما على العكس تماماً، لقد سطرّ مضمون عناوينها الصادرة صباح الثلاثاء الواقع فيه 10 – 5 – 2011 وبكثير من الدقة، ما وصف بالموقف المفاجىء للنائب وليد جنبلاط الذي رفع الغطاء عن "القادة المتحاصصين"، رامياً بذلك "حجر الرحى" في بئر فريق الاكثرية الحكومي المثقل حتى الساعة، بفشل تلو الاخر. هذا في وقت عاد فيه الخليلين من زيارتهما الدمشقية، محملين بتوصية ضرورة الاسراع في انجاز عملية التأليف، التي استدعت يوم امس، وذلك بحسب ما اكدت عليه صحيفة "السفير":"جولة اخرى من التشاور والتفاوض على  اسماء اخرى لتولي زمام امور حقيبة الداخلية، رفضها رئيس الجمهورية، ليس من باب الاعتراض، انما من منطلق حقه بالاقتراح حتى نيل موافقة العماد عون وليس العكس، هذا اضافة الى ضرورة اطلاعه على التشكيلة الوزارية كاملة، ما شكل صدمة لمكونات فريق الأكثرية الجديدة والرئيس الملكف التي عكست مصادره:"اجواء جدية تسود سلّة التواصل الهادف على احراز تقدم  حكومي ملموس.

غير انه وفي ما يشبه الرسم الكاريكاتوري، لواقع حال المسرح السياسي اللبناني المفكك الاوصال والمصالح والغايات، ابرزت مقدمة صحيفة "النهار" مضمون ما صرّح به النائب جنبلاط في حديثه الخاص الى صحيفة "الانباء" واصفة اياه بـ"الانذار المتقدم" لحلفاء الامس القريب والذي اتى بعيد زيارتين قام بهما الى كل من رئيس الجمهورية والشيخ محمد رشيد قباني، ما أثار العديد من الاجتهادات المتناقضة.

ما حدا بصحيفة "السفير" على الارجح ، الى نقل حرفية ما تحدثت عنه اوساط الرابية التي قالت:"اذ كان جنبلاط مترفعاً الى هذه الدرجة، فليتخل مثلاً عن وزارة الاشغال او ليتراجع عن سّلة المطالب التي لم يسبق ان تقدم بمثلها، لا في ما خص نوعية الحقائب او عددها، في حين اكدنا نحن استعدادنا للتوافق على حقيبة الداخلية، من هنا لا يجوز تعميم المسؤولية.

وفي سياق ليس ببعيدن وعلى الرغم من الشحّ الملحوظ في جديد بورصة "التوليفة الوزارية"ن كتب المحلل السياسي نقولا ناصيف – صحيفة "الاخبار" مقالاً تحليلياً حملّه العنوان الرئيس:"سليمان وعون تراجعا عن الحقيبة ولم يتّفقا على الوزير" – منفداً فيه المعطيات التالية:"على وفرة ما يُقال عن صلاحيات دستورية، لا يبدو جدّياً إن قرار التأليف هو في يد رئيسي الجمهورية والحكومة وحدهما، وذلك ما اكد عليه إخفاق الرئيس المكلف في إعلان حكومة أمر واقع للمرة الثالثة على التوالي وفشله في تأليف حكومة مصغرة على غرار عام 2005، والتي كانت مسوّدتها في جيب الاخير الذي كان يصطدم دائماً بتحفّظ شريكيّه في تنظيم الخلاف سليمان – بريّ اللذين لم يشجّعا ميقاتي على مغامرة حكومة أمر واقع او التكنوقراط، ما يشير الى ان قرار التأليف قد بات، يتصل بتوازن القوى القائمة ونيل الثقة رزمة واحدة في مجلس النواب.

واضاف ناصيف:"في واقع الحال لقد نزع العماد ميشال عون عن نفسه صورة المعرقل الوحيد لمسار التشكيل، وان عدّ نفسه شريكاً في المواجهة مع رئيس الجمهورية في ما خص وزارة الداخلية، علماً ان دمشق قد أبلغت شقيق الرئيس المكلف طه ميقاتي، قبل أكثر من أسبوعين، ما حرفيته:"حلّوا سائر عقد التأليف ووزّعوا الحقائب فيما بينكم، وأنا أتكفّل بإيجاد حلّ ملائم لحقيبة الداخلية، في حال استمرت المشكلة القائمة" ما يبرز وجود قطبة مخفية تتجاوز حدود العناد الداخلي إلى دوافع إقليمية اخرى.

علماً ان الرئيس المكلف، كان قد صارح امين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله، في اجتماعهما غير المعلن في 5 نيسان الفائت، عن رغبته في اعادة احياء مبادرة السين ـ  سين وإطلاق حكومته بالتعويل على هذه المظلة، هذا في حين استشمّت الغالبية النيابية الجديدة، أن الرئيس ميقاتي الذي امضى عطلة نهاية الاسبوع في مسقط رأسه "مدينة طرابلس":طليس قريباً أبداً من تأليف وشيك، علماً إنه لم يأتِ إلى رئاسة الحكومة كي يتسبّب في تشعّب الفتنة، وانما العمل على وأدها.

وفي مقلب اخر، لفت الكاتب في صحيفة "السفير" عماد مرمل في مقال عنونّه:" حزب الله – سوريا، إذ كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب" – يضيء فيه:"على ما تسّرب من معلومات سورية الى بعض مراكز القرار في بيروت، تشير الى:":"عمليات تصفية دموية جرت على أساس مذهبي في عدد من المناطق السورية، ما يستوجب العمل سريعاًَ لاحتواء الحريق الناشب في دمشق المنذر بقدوم حرب جديدة على المنطقة، بحيث لن تقف إيران مكتوفة الأيدي إزاء تغيير معادلة النظام السوري، وهي سترد في الخليج على أي تعرض لحليفتها الاستراتيجية في معسكر الممانعة والمقاومة، ولئن كان حزب الله أكثر المعنيين بخروج دمشق سالمة من اختبارها الحالي، غير ان الاخير قد قرر مبكرا، بالتنسيق معها، التعامل مع الاحداث الراهنة بتحفظ شديد على المستويين السياسي والاعلامي، وذلك منعا لاي استغلال ممكن وذلك على قاعدة ربط الرئيس بشار الاسد بكل من إيران وحزب الله الذي لا يتمتع، ودائماً بحسب "مرمل":"بهامش حرية التحرك المتوافرة لدى الرئيس نبيه بري المتخوف من ضرب لبنان رياح الفتنة المذهبية، في حال نجاح ما اسماه بـ"فصول المؤامرة المفتوحة على سوريا"، مستهجناً في الوقت عينه انزلاق وسائل إعلام بعض الاطراف الداخلية الى اللعب على وترّ النزاع القاءم، من دون إدراك للعواقب الوخيمة التي يمكن ان تترتب عندئذ على لبنان.Source: kataeb.org

 

ويكيليكس/إسرائيل: لا نستطيع وقف البرنامج النوويّ الإيرانيّ ونخشى عدواناً سوريّاً لصرف النظر عن المحكمة الدوليّة  »

الجمهورية/كشفت وكالة ويكيليكس تقريرا إسرائيليّا مرفوعا إلى الإدارة الأميركية يتضمّن هواجس إسرائيل حيال حركة حماس وإيران وحزب الله وسوريا، مشيرا إلى أنّ أحدا في تل أبيب لا يبدو مقتنعا بالقدرة على وقف البرنامج النوويّ الإسرائيلي بالقوّة العسكرية. وأشار التقرير إلى أنّ التحقيق الدولي في ملفّ اغتيال الرئيس رفيق الحريري قد يكون سببا لاندلاع حرب على الحدود الشمالية، رافضا في الوقت عينه إسقاط الرئيس بشّار الأسد ومتنبئا باحتمال سقوط الرئيس حسني مبارك.

ففي وثيقة سرّية تحمل الرقم 05TELAVIV6751 صادرة عن السفارة الأميركية في تل أبيب، في تاريخ 2 كانون الأول 2005، جاء في تقرير إلى السفير بروكس: «أنّ زيارتكم لإسرائيل ستأتي في وقت تواجه السياسة الداخلية الإسرائيليّة تخبّطا بعد إحراز تقدّم على مستوى الصراع الإسرائيلي- الفلسطينيّ، وفي وقت يتصاعد القلق في إسرائيل تجاه إيران وبرنامجها النوويّ، وتجاه عدم استقرار الوضع السياسي في سوريا ولبنان، إضافة إلى التهديدات الإرهابيّة النابعة من هذين البلدين، ومن المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينيّة.»

«وفي خضمّ كلّ ذلك، فإنّ العلاقة بين الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل تبقى قويّة نظرا إلى الدعم الذي قدّمته أميركا إلى إسرائيل منذ تأسيس الأخيرة العام 1948، ونظرا إلى قيمنا الثقافية والسياسيّة ومصالحنا الاستراتيجيّة المشتركة. «وعلى رغم وجود اضطرابات في العلاقة بسبب الفضائح الكبيرة في نقل التكنولوجيا، إلّا أنّ تعاوننا على مستويات البحث العلمي الذي يشمل وزارة الطاقة والبعثة الإسرائيلية للطاقة الذرية ومركز إسرائيل للأبحاث النوويّة Soreq قد

أحرز تقدّما، وينظر إليه في شكل إيجابي في إسرائيل».

وتابع التقرير أنّ إسرائيل» تشدّد على أنّ التهديد الأبرز لوجودها هو إيران المسلّحة نوويّا»، مشيرا إلى «أنّ هذه المسألة المتعلقة ببرنامج إيران النووي وكيف نعتزم مواجهته يشكّلان موضوع اهتمام كثيف بالنسبة إلى القيادتين الإسرائيليّتين السياسيّة والعسكريّة». وأضاف أنّ إسرائيل ترى أنّ على المجتمع الدولي الضغط على إيران في شكل أقسى من خلال الدبلوماسيّة والتهديد بفرض عقوبات لحملها على التخلي عن برنامج التسلح النووي.، مؤكّدا أنّ إسرائيل تقبل بمواصلة الولايات المتحدة الأميركية تقديم الدعم إلى نهج الاتّحاد الأوروبّي، إلّا أنّها تشعر بالخيبة تجاه ما تراه تنازلات قدّمها الاتّحاد الأوروبّي إلى إيران (مثل تحويل اليورانيوم) في مقابل الحصول على القليل». وتابع التقرير «أنّ حكومة إسرائيل وقوّات الدفاع الإسرائيلية قالتا في شكل حصريّ إنّ أفضل ما يمكننا التوصل إليه في هذا المجال هو إبطاء تقدم برنامج إيران النوويّ ،لكننا على الأرجح لن نتمكّن من إيقافه». وأوضح في هذا المجال أنّ معظم المسؤولين الإسرائيليين يرون أنّ أحدا لا يمكنه في هذه المرحلة أن ينجح في مواجهة إيران عسكريّا، مشيرين إلى أنّ عوامل كثيرة مكوّنة لبرنامج إيران النوويّ موزّعة في مختلف أنحاء إيران وفي بعض الحالات قد تكون مخبّأة».

وجاء في التقرير، في ما يتعلّق بلبنان: «إنّ التوتر يبقى مسيطرا على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان وسوريا التي اشتعلت في الواحد والعشرين من شهر تشرين الثاني عندما حاول حزب الله التوغّل إلى الداخل الإسرائيلي بهدف خطف جنود إسرائيليّين على الأرجح» مشيرا إلى «أنّ وحدات قوّات الدفاع الإسرائيليّة المتمركزة على طول الحدود، والتي تستجيب لأوامر صارمة بوجوب ضبط النفس في الردّ على تحدّيات حزب الله، نجحت في صدّ هجمات الواحد والعشرين من تشرين الثاني، مودية بأربعة محاربين من حزب الله»، مشيرا إلى أنّ إسرائيل أعادت جثث هؤلاء المقاتلين إلى الحكومة اللبنانية بمعاونة الصليب الأحمر». واستطرد التقرير قائلا: «إنّ الحدود الآن هادئة منذ انسحاب إسرائيل العام 2000 من جنوب لبنان» مشيرا إلى أنّ الحكومة اللبنانية قاومت في شكل مستمرّ جميع الضغوطات الدوليّة لنقل الجيش اللبناني إلى المناطق الحدودية التي يحتلها حزب الله» موضحا: في الوقت الحاضرتحاول قوّات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والمعيّنة كقوّات دوليّة موقتة عاملة في لبنان (UNIFIL) ، الحفاظ على هدوء حذر على الجانب اللبناني من الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، التي غالبا ما تكون على مرمى حجر من مراكز حزب الله، وهو وضع يثير ذعر الحكومة الاسرائيليّة وقوّات الدفاع الإسرائيليّة».

وفي ملفّ لبنانيّ آخر قال التقرير: إنّ في ظلّ توجّه أصابع اتّهام تحقيق ميليس في قضيّة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري إلى الموالين للرئيس السوري بشّار الأسد، يتصاعد القلق في أوساط الحكومة الإسرائيليّة من أن تقوم سوريا بالانقضاض على إسرائيل لصرف نظر الرأي العام الدولي عن التحقيق. وفي الحقيقة تجمع الحكومة الإسرائيلية على أنّ هذا هو السبب وراء الهجوم الذي شنّه حزب الله في تاريخ 21 تشرين الثاني». وأضاف أنّ المسؤولين في الحكومة والجيش الإسرائيليّين يشدّدون على ضرورة الضغط على الأسد لكي يتصرّف وفقا لمعايير الأنظمة الدوليّة من دون دفعه إلى الانهيار، لأنّ ذلك يعني حسب رأيهم أنّ النتيجة المحتملة هي استبدال نظام الأسد الحالي بجماعة الإخوان المسلمين المتنامية الأعداد في سوريا.

إلى ذلك، ذكر التقرير أنّ مصر وإسرائيل وقّعتا معاهدة سلام في العام 1979 وأصبحت العلاقات ما بين الدولتين سلميّة، وإن كانت فاترة منذ ذلك الحين مع إحراز تقدّم ملحوظ على مستوى الحدود بين مصر وقطاع غزة.

ويشدّد مخططو الدفاع الإسرائيليّون على أنّ مصر ما زالت تشكّل خطرا عسكريّا محتملا، ويرون أنّ الرئيس مبارك قد يتمّ استبداله في المستقبل برئيس أقلّ ودّية تجاه إسرائيل. ونتيجة لذلك غالبا ما يتذمّر المسؤولون في الحكومة الإسرائيليّة من صفقات الأسلحة الأميركيّة مع مصر.

كما وقّعت الأردن وإسرائيل معاهدة سلام في العام 1994، والعلاقات ما بين الدولتين جيّدة، فلدى الأردن سيطرة تامّة على حدودها وهي تمنع التسلّل في الاتجاهين. وننصحكم بعدم الإجابة على الأسئلة المتعلقة ببرنامج إيران النوويّ وعدم التعليق عليها، وفي حال تعرّضتم للضغط.

 

ويكيليكس/الشرع: حزب الله سينزع سلاحه ومفاوضات تبادل الأسرى اعتراف بإسرائيل

الجمهورية/في مذكّرة سرّية تحمل الرقم 09DAMASCUS176، صادرة في 6 آذار 2009، جاء أن السناتور الأميركي كوديل كيري ضغط على نائب الرئيس السوري فاروق الشرع للحصول على مواصفات محدّدة، مشيرة إلى أنّ الأخير قال إن استعداد حزب الله لتبادل أسرى الحرب مع إسرائيل ما هو إلّا اعتراف في حكم الأمر الواقع بوجود دولة إسرائيل. فخالفه السناتور كيلي الرأي، معتبرا أنّ عمليات تبادل الأسرى تنمّ عن استعداد بين الأطراف المتحاربين للتعامل بعضهم مع بعض. فوافقه الشرع الرأي، معترفا بأنّ عملية التبادل هي «مجرّد خطوة». وشرح السناتور كيري أن إعادة حزب الله تسليح نفسه بأربعين ألف صاروخ منذ إعلان وقف إطلاق النار في آب من العام 2006، قد قوّضت عملية السلام، فردّ الشرع: «ليس هناك عملية سلام». وناشد كيري الحكومة السورية أن تتفهّم الحاجة إلى معالجة المخاوف الأمنية الإسرائيلية، إذا كانت سوريا تريد السلام فعلا، وإلّا فإنها ستواجه خطر الدخول في حال من الحرب الدائمة. وأكّد الشرع للسناتور كيري أن حزب الله سينزع سلاحه، فحثّه السناتور على استخدام نفوذ سوريا لنزع سلاح حزب الله في وقت عاجل، من أجل أن يحظى الأخير بمقعد إلى طاولة المفاوضات، فردّ الشرع قائلا: «قل لي فقط أين تريدون الطاولة» (بما يعني أنّ سوريا قادرة على نزع سلاح حزب الله).

وأجاب السناتور أن المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل يقوم بتحضير الطاولة، مؤكدا للشرع أن الإدارة الأميركية الجديدة تعرف كل المشكلات المتعلقة بالحدود البرية والبحرية التي أعاقت سابقا مفاوضات السلام. وهذه الإدارة واثقة بأنّ في ظل الدعم السوري يمكن تحقيق السلام.

 

ويكيليكس/الاسد يعرض التوسّط بين اسرائيل وحزب الله    

الجمهورية/في مذكرة رسمية تحمل الرقم 07DAMASCUS2 صادرة من السفارة الاميركية في دمشق في 31 كانون الاول من العام 2007، قال الرئيس السوري بشار الاسد ان مصر تؤدي دورا ايجابيا في الجهود المبذولة لإطلاق الجندي الاسرائيلي المحتجز لدى حماس في غزة، لكن المصريين يفضلون العمل منفردين.

اما في ما يتعلق بالجنود المحتجزين لدى حزب الله، اشار الاسد الى انه سبق واتصل بقيادة الحزب لحَثّها على الافراج عن الجنود، لكن حزب الله كان ينتظر الاقتراح الإسرائيلي في شأن تبادل الاسرى. واضاف الاسد ان حزب الله كان مستعدا لإجراء صفقة، وأن سوريا لا تزال حاضرة لنقل اي اقتراحات اسرائيلية الى الحزب. اما بالنسبة الى مكان تواجد رون أراد، فقال الاسد ان حزب الله لم يستطع ايجاده ولا احد يعلم ما كان مصيره، موضحا: لو عثر عليه الحزب لكان استعمله ضمن عملية تبادل الأسرى.

 

ويكيليكس/اسرائيل: الاسد لا يستطيع التخلي عن لبنان وأي منحى ديمقراطي سيفقده الدعم العلوي 

الجمهورية/في وثيقة سرية تحمل الرقمTEL AVIV 006455 صادرة في 12/8/2009 جاء أن السناتور الأميركي جايمس تالنت، وفي رفقة المساعد التشريعي العسكري ليندسي نياس والمشرّع الزميل لور أغايو ونائب مدير مجلس الشيوخ في البحرية، الكابتن جايمس ستاين، قابل في السادس من كانون الأول نائب المدير العام للاستخبارات والبحوث في وزارة الخارجية الإسرائيلية هاري نايتال، ومدير مكتب العلاقات الدولية في وزارة الخارجية الإسرائيلية باروش بيناح، في حضور مدوّن محضر الجلسة ومسؤولة مكتب أميركا الشمالية في وزارة الخارجية نينا بن أمي. علاقة متناقضة افتتح نايتال الاجتماع قائلا إن القرار في شأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ذو أهمية كبيرة وتواجهه معارضة عنيدة من دول كإيران وسوريا، اللتين تتخوفان من اتمام تسوية قد تؤدي الى انحسار نفوذهما. ويرى نايتال تناقضا واضحا في سوريا التي تعارض من جهة تسوية النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وتدعو من جهة أخرى إلى استئناف المفاوضات السورية – الإسرائيلية ذلك من خلال تقديمها اقتراحات متفرقة منذ كانون الأول 2003، ومنها ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد يدعو فيها إلى استئناف المفاوضات السورية – الإسرائيلية. وواصل نايتال كلامه قائلا إنّ سوريا تقوم بإصلاحات "تجميلية" فقط في سياستها، متخوفة من الإقدام على ما هو أكثر من ذلك بسبب علاقاتها الاستراتيجية بإيران. وتوقع نايتال أن الأسد سيودّ الحصول على "أمر جديد" لكي تتخلى سوريا عن أي شيء قد يهدد علاقتها بإيران. ويرى نايتال أن التفاوض مع إسرائيل سيضطر سوريا من دون أدنى شك إلى التخلي عن لبنان، الأمر الذي لا تستطيع سوريا أن تتحمل تبعاته الاقتصادية، إذ ستودّ سوريا الحصول على امر بديل قبل القيام بأي تحرك في هذا الاتجاه، موضحا أن السوريين يدركون تماما أن في حال انطلاق مسار التفاوض الفلسطيني، فإنّ سوريا سوف تُستبعَد. وأضاف: إن هدف أفعال وتصريحات سوريا راهنا أن تبقى على صورتها في أذهان الإسرائيليين كحليف محتمل، مشددا على أن سوريا تستطيع أن تكون عقبة رئيسة في طريق أي تسوية مع الفلسطينيين إن اختارت هي ذلك. ويرى نايتال أن لبنان يبقى مصدر ربح بالنسبة إلى سوريا، بما أنّ أكثر من مليون سوري يعملون في لبنان ويرسلون مداخيلهم إلى عائلاتهم في سوريا. كما أن عددا كبيرا من القادة العسكريين السوريين لا يزالون يعتاشون من مصادر غير مشروعة (كتهريب المخدّرات والتزوير) أو من أنشطة تجارية قانونية قاموا بتطويرها خلال فترة تمركزهم في لبنان، وفي الحالتين سيصعب عليهم التخلي عن هذه المصادر بسهولة. وأشار نايتال إلى أن سوريا تسعى إلى بناء علاقات ثقافية وتربوية واقتصادية لممارسة سلطتها في لبنان، بطرائق شبيهة بتلك التي اتبعتها الحكومة السوفياتية السابقة في سيطرتها على الأقمار الاصطناعية في أوروبا الشرقية. وجاء في المذكرة أنّ بشار يتولى زمام الأمور ولكن النظام معرّض للانهيار. ويرد نايتال على سؤال وجهه إليه السناتور تالنت، قائلا إن حكومة إسرائيل ترى أن الأسد هو مَن يقوم باتخاذ القرارات في سوريا، ولكن بعد قيامه بما وصفه نايتال بالـ"الاستشارات الموسعة". ونبّه نايتال إلى استمرار قيام النظام القديم المبني على المصالح الشخصية منذ عهد والد الأسد، الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. وأضاف أن على بشار الأسد المحافظة على التوازن الدقيق لهذه المصالح، مبديا أسفه للغياب الظاهر للقيادات الجريئة في مختلف أنحاء العالم العربي، مبديا تخوّفه من تفويت العالم العربي الفرص المتاحة للتقدّم. ويرى نايتال أن بشار الأسد على رغم توليه زمام الأمور شكليا، فإنّه يبقى أسير النظام. ويضيف أن في حال قام بشار الأسد بزعزعة النظام في سوريا في شكل حاد، باسم الديمقراطية، فإنّ قاعدته الشعبية العلوية الداعمة له (التي تشكل نحو 12 في المئة من عدد السكان)، قد تطيحه في سبيل محافظتها على صلاحياتها كنخبة حاكمة.

 

ويكيليكس/دميانوس قطار : 15 مليار دولار نتيجة التلاعب والسرقة السورية 

الجمهورية/في مذكرة سريّة تحمل الرقم 1716BEIRUT06 وصادرة من السفارة الاميركية في بيروت في 31 /5/ 2006، جاء على لسان وزير المال السابق دميانوس قطار تقديره ان مبلغ 15 مليار دولار من مجمل الدَين العام البالغ 38 مليار دولار هو نتيجة تلاعب مالي داخلي، ونتيجة السرقة السورية وعقود قوامها التبذير والاحتيال. وأضاف قطار، ووفق تقديراته المتحفظة، ان الفجوة ما بين نفقات الحكومة وما كان يجب ان يكون مدخولها (او ما كان يجب على الحكومة ألاّ تنفقه اصلا) تصل الى ما يقارب الـ 15 مليار دولار. وقد فنّد قطار تراكمات الدين غير المبرر والتي تصل الى 15 مليار دولار على الشكل الآتي: 2 مليار دولار في الفترة التي تلت مؤتمر باريس 2. أعطت المصارف التجارية، ومساهمة منها في مساعدة الحكومة في الفترة التي تلت باريس - 2، قرضا من دون فائدة للحكومة وقدره 3.7 مليار دولار لفترة سنتين. وعند انقضاء فترة السنتين، قام المصرف المركزي باستبدال هذه السندات بأخرى جديدة مع نسبة فائدة بلغت العشرة في المئة عندما كانت مستويات أسعار السوق أقل... 4 مليارات دولار على شكل نفقات مسرفة في الجنوب لإصلاح التوتر السياسي ومواجهة نتائج الاحتلال الإسرائيلي ومحاربة الحرمان. 1 مليار دولار خسائر نتيجة الضرائب غير المدفوعة على مداخيل السوريين العاملين في لبنان. 3 مليارات دولار وهي تشمل العادات المنتزعة من قبل السوريين خلال فترة الاحتلال من قطاعات الاتصالات والمرفأ والمطار. وأبعد من هذه التقديرات التقريبية التي قدمها قطار، فإنه ذكّرنا بسجل الحكومة اللبنانية الطويل من المقاولات والشرائية الذي اتسم بالفساد وعدم الشفافية، مُخمّنا مدى الضرر الحاصل على تراكمات الدين العام من خلال هذه الخسائر. (ملاحظة: تعقيبا على هذا الكلام، هناك تقرير من مدير مؤسسة هندسية لديه الآن عقد من بلدية بيروت لتنظيف قنوات الصرف الصحي والمجاري، يفيد انه حصل على العقد بنسبة اقل 60 في المئة من سلفة الشركة التي كان لديها عقد لمدة خمس سنوات، وما زال في استطاعته تحقيق 40 في المئة هامشا للربح). وجاء في المذكرة في مجال آخر ان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ابلغ الينا انه ارتكب خطأين عند تشكيل حكومة التكنوقراط التي اعتبرت جيدة الى حد كبير، وأشرفت على مرحلة انتقالية خلال فترة مضطربة. الخطأ الاول كان وزير العمل طراد حمادة (الذي لا يزال في منصبه بفضل ولائه لحزب الله)، والخطأ الثاني هو وزير المال دميانوس قطار. ويقول ميقاتي ان قطار ذكي لكنه كسول وتافه، ولا يهمه سوى سماع نفسه يتكلم على أن ينجز اي عمل. لكن غالبا ما كان كلام قطار يستحق الاستماع، ونحن نجده مفيدا أكثر كمحلل، وليس الشخص المسؤول عن ادارة الوزارة. _______ ميقاتي: طراد حمادة يُوالي حزب الله وقطّار تافه وكسول

 

مكلفة، ولكن...

راشد فايد/النهار     

تستطيع الانظمة العربية المهتزة اليوم ان تدعي ما تشاء من المزايا السياسية. يمكنها ان تقول إنها ضد أميركا، وتحارب اسرائيل وتصون بلادها، وتعمل لتقدم شعبها وتطوره، لتزعم مؤامرة خارجية تستهدف قيادتها "الرشيدة"، وتصمت عن تسمية من يحركها.

تأكيدها المؤامرة يفضح ان عسسها والمخبرين لم تكن لهم صنعة سوى افقاد المواطن كرامته ورميه في سجنين: سجن الوطن وسجن الخوف من الوطن. الاول يحتاج الى إذن ليغادره، والآخر لا يجد منفذاً من بين قضبانه، فالأنوف والآذان في كل زوايا البلاد، وفي زوايا الذات، ومن يملكه الخوف لا يحتاج الى زنزانة اخرى.

أما الخارج المتآمر، اذا وجد فعلا، فالعسس مشغولون عنه، بجعل الناس كائنات بعيون لا ترى مهما كبرت، وألسنة لا تحكي مهما صارت طويلة، وبآذان لا تسمع إلا ما يقال لها، مهما كانت دقيقة.

تمتنع هذه الأنظمة عن تحديد أبوة المؤامرة. تستعين على شعوبها بالوهم. بالاسطورة الموروثة منذ تأميم قناة السويس. تتناسى أن صمت الناس طوال سني القمع لا يعني أنها لا تعرف الحقائق، ومنها أن الحرب الباردة انتهت، وأن الثنائية الدولية زالت، وأن الصلات تحت الطاولة بين "حائكي المؤمرات "المزعومين والمتآمر عليهم صارت أوضح من أن توارى بالخطابات الحماسية ضد الفتنة ولتحرير فلسطين.

كانت هذه الأنظمة ضرورة للمتآمرين عليها في زمن مضى، لكنها بعد سقوط جدار برلين صار منتظرا منها بيريسترويكا وغلاسنوست  للتخلص من تراكمات الماضي وإعادة بناء الدولة الحديثة، بتفعيل الديموقراطية وإطلاق الحريات العامة.

مشاهد الثورات العربية من إفريقيا إلى آسيا تقول، وفق منطق المؤامرة، أن ما لايقل عن 70 في المئة من الشعوب العربية عملاء ومندسون ومتآمرون على بلدانهم وأهلهم. أما الحاكم ومن معه فهم وحدهم الوطنيون الحرصاء على البلاد وأهلها.  يكاد ما يجري حاليا يدفع المتابع إلى رفع كتاب شكر وتبجيل الى الرئيسين المنسحبين المصري  حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي إذ فهما رسالتي شعبيهما ولو متأخرين، ولم يستعينا بقاموس المؤامرة، ولم يورطا جيشي بلديهما في دماء أهلهما.

مع ذلك، يشعر المواطن العربي، بسبب العولمة انه ليس وحده في مواجهة النظام، وان الرأي العام العالمي يحمل عصا لضرب هذا النظام على اصابعه اذا ما تمادى في القمع. لم يعد العمى الدولي مقبولاً، واذا كان الموقف الدولي الرسمي سيلجأ الى ذلك، فإن شعوب العالم لن تصمت. في ذلك ما يُطمئن الثائرين الى ان المجازفة ممكنة، وخصوصا أن حديث المؤامرة هو آخر خط دفاع. قد تكون المجازفة مكلفة لكن مردودها سيكون كبيرا: الديموقراطية.

  

المسيحيون وسوريا

غسان حجار/النهار  

يعيش المسيحيون اللبنانيون، علاوة على تناقضاتهم الداخلية، حال ضياع وارتباك تجاه مصير النظام السوري الحالي، خصوصاً في ضوء تجربتي مسيحيي العراق ومصر الذين لم تنفعهم ديموقراطية في الأولى، ولا ثورة اسقاط النظام في الثانية.

واذا كان مسيحيو المعارضة السابقة، الأكثرية حالياً، يدينون في معظمهم لدمشق بدوام العز ردحاً من الزمن، فإن مسيحيي 14 آذار باتوا حائرين في موقفهم من قلب النظام أو عدمه، خصوصاً انه نظام أقلية بات يشبههم الى حد كبير. ولابد من الإضاءة على التناقض، في الشعور وفي الحسابات، لدى كل طرف من الفريقين الكبيرين في لبنان، اللذين يعانيان عقدة ازدواجية المشاعر: فمسيحيو 8 آذار، شأنهم شأن كل مكونات هذه القوى، قلقون من سقوط النظام السوري، اذ يرتبط استمراره بامتيازاتهم وبعودتهم الى السلطة وبالانتخابات النيابية المقبلة، وهم في الوقت عينه يخجلون من التعبير عن سرور خفيّ لما حلّ ببعض مسؤولي النظام وللعقوبات التي طالت أمنيين عملوا على إذلالهم سابقاً، وكثيرون منا يتذكرّون كيف عوقب مسؤولون لأنهم لم يلبّوا طلبات عنجر على الوجه الأكمل.

هؤلاء يرون في دواخلهم ان في استمرار النظام في دمشق سنداً لهم، ولكن من دون المضي في غطرسته التي انتهكت كراماتهم مراراً وتكراراً، وتلاعبت بهم الى حد تحويل بعضهم أضحوكة. أما مسيحيو 14 آذار، فعلى "حقدهم" على سوريا ونظامها، ومحاولتهم السابقة للتمييز ما بين النظام والشعب، لتحريض الناس على السلطة، فإنهم اليوم يراقبون ما يجري في مصر من احراق للكنائس وتعدٍّ على المسيحيين الأقباط، وينتابهم القلق مما حصل في العراق، وهم يسمعون ترداد أصوليين اسلاميين سوريين عبارة "العلوي على التابوت والمسيحي على بيروت"، لذا باتوا يتخوفون من سقوط النظام وقيام آخر متشدد يهجر ما تبقى من مسيحيي الشرق، وباتوا يتمنون لو "تنكسر شوكة النظام الأقلوي" من دون ان ينهار تماماً.

ان ما حصل في مصر في الأيام القليلة الأخيرة أيقظ مشاعر الخوف الدفينة لدى المسيحيين على تعددهم وتنوعهم، وربما ساعد النظام السوري في اطلالته على المجتمع الدولي الذي صار ينظر الى منطقة ما بين خيارين كلاهما مرّ: اما دعم بعض أنظمة قائمة ولو دكتاتورية شرط قيامها بإصلاحات، أو ترك الساحة لمجموعات أصولية متشددة، ربما تقوم بمجازر جماعية في غير مكان، أو ربما تقود الى حروب أهلية تتفلت معها الأمور في المحور المحيط بإسرائيل الإبنة المدللة للأسرة الدولية، وهي قد لا تكتفي باضطهاد المسيحيين بل تهدد مصالح الغرب في كل الدول.

أمام هذا الواقع، هل يتلاقى المسيحيون، المتباعدون رغم لقاء بكركي، على الموقف من سوريا؟ سؤال سيظل من دون جواب اذ لن يجرؤ الفريقان على الجهر بحقيقة ما يفكرون.

 

الحزب" بدأ يعدّ عكسياً لميقاتي 

أسعد بشارة /الجمهورية

مع ازدياد التفاؤل لدى حزب الله وحلفائه باقتراب النظام السوري من حسم الأوضاع لمصلحته، يزداد تفاؤل الحزب بترجمة هذا الحسم لبنانيا، قطعا للطريق على رهانات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي باستثمار المأزق السوري وفرض أجندتهما بتشكيل حكومة يحتفظان فيها بالوزارات المفاتيح.

وتكاد هذه الصورة تذهب إلى حَد تصوير الرجلين وكأنهما وضعا كل رصيدهما في الرهان على ضعف النظام السوري، هذه الصورة التي ستكون تكملتها الطبيعية في حال نفاذ النظام من أزمته، العودة إلى لعب دور لبناني سيبدأ بالتعامل مع "المندسّين" في بيروت، كما تم التعامل مع زملائهم في درعا وبانياس وغيرها من المدن السورية.

لم تعد الأزمة التي تعانيها الأكثرية الجديدة أزمة تشكيل حكومة، بل أصبحت أزمة ثقة في كل من سليمان وميقاتي، ربما لأنهما قرّرا في لحظة مؤاتية استعمال عناصر القوة التي يملكانها، فتصرفا بأسلوب الأوركسترا الثنائية المتناغمة وفرضا إيقاعهما، في غياب أي دور سوري مؤثر، وفي ظل عجز حزب الله عن استعمال العصا الغليظة، في انتظار اختراق في التشكيلة الحكومية، ربما لم يعد من الممكن واقعيا انتظار حصوله في الأمد القريب.

ومن وجهة نظر الأكثرية، فإن ميقاتي يخاطر كثيرا إذا اعتقد أنه سينفذ بأهدافه، ومن وجهة نظر الأكثرية، فإن المهلة أمام ميقاتي لم تعد طويلة جدا، وذلك على عكس ما يعتقد، فالقدرة على الضغط عليه للاعتذار موجودة، ولكنها لم تستعمل حتى الآن، في انتظار عودة ميقاتي عن تصوّراته المتفائلة في إمكان أن يلوي ذراع الأكثرية، والأيام المقبلة قد تحمل إذا فشل في التشكيل أو استمر في التعطيل، مؤشرات إلى بدء حملة "فلّ" من نوع آخر، وهي حملة ستفضي في النهاية إلى حَلّين:

رضوخ الرئيس المكلف إلى ما يريد حزب الله وعون، أو الاعتذار تمهيدا لتكليف شخصية سنية تقول الأكثرية إنها جاهزة لتوَلّي المسؤولية وإنجاز مهمة خلال عشرة أيام لا أكثر، وفي هذا الإطار يلمّح أقطاب في الأكثرية إلى أن الوزير محمد الصفدي أبدى "جهوزية" لقبول تكليف تشكيل حكومة جديدة، مع العلم أن مطلعين يشيرون إلى أن الرجل يحاول العودة إلى الوزراء وليس التقدم إلى الأمام، وفق ما تريده الأكثرية الجديدة، فهو جسّ النبض مرات عدة لإعادة وصل ما انقطع مع الرئيس سعد الحريري ومع الدوائر السعودية أيضا.

الأكثرية الجديدة باتت تعتقد أن كلما أطال ميقاتي في الوقت لعدم تأليف الحكومة، كلما كبرت أزمة الثقة، وصعب الترميم في العلاقة الباردة، وهذه الأكثرية لا تزال متمسكة بمطالبها وعلى رأسها مطلب العماد عون بوزارة الداخلية، وهو الذي لم يخفض من سقف المطالبة هذه إلا قليلا، عندما رضي بأن يترك لرئيس الجمهورية حق اختيار اسم من بين مرشحين لتولّي هذه الوزارة ينتقيهم هو، والعماد عون بات متمسكا بالداخلية بطريقة لن تتيح العودة إلى الوراء، حيث يعتبر أنها تشكل حَقّا مكتسبا لتكتله، وهو مطمئن إلى دعم حزب الله له إلى ما لا نهاية، ولو كلف ذلك تأخير تشكيل الحكومة، لأن الحزب في ميزان الأرباح والخسائر لن يفرط في الحليف المسيحي الأول الذي سلّفه الكثير، مقابل إرضاء الرئيس المكلف غير المضمون الولاء، ورئيس الجمهورية الذي لا يرتاح الحزب إلى موقعه وموقفه من الكثير من القضايا التي لا يتهاون بها.

 

المعارض السوري مأمون الحمصي/مرتزقة بشار من جيش المهدي وحزب الله والحرس الثوري الإيراني/10 أيار/11

مأمون الحمصي قال لـ«الشرق الأوسط» إن صمت الجامعة العربية ضوء أخضر للأسد للتنكيل بشعبه

الشرق الأوسك/من منفاه في كندا، جاء المعارض السوري محمد مأمون الحمصي إلى القاهرة، ليشارك عددا من زملائه المعارضين في التحرك للحصول على مؤازرة المصريين لإنقاذ الشعب السوري وتشكيل حركة شعبية لوقف سفك دماء السوريين. كما طالب الحمصي جامعة الدول العربية بكسر الصمت العربي الرسمي تجاه ما يحدث في سوريا من خلال موقف عاجل، منددا في الوقت نفسه بتأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي قال إنه كان له وقع سيئ وأعطى الفرصة للأسد ونظامه للتمادي في ما يفعلون.

ويعد الحمصي، الذي التقت به «الشرق الأوسط» في القاهرة، من أبرز المعارضين السوريين، وهو نائب سابق في البرلمان السوري فقد عضويته وجرد من حقوقه المدنية لمواقفه السياسية المطالبة بالإصلاح، ليكون أول نائب سوري يدان أمام المحكمة في قضية سياسية وهو عضو في مجلس الشعب، كما صدر في حقه حكم بالسجن لمدة خمس سنوات في عام 2002.

* جئت إلى القاهرة من منفاك في كندا، ما الهدف من هذه الزيارة ولماذا في هذا الوقت تحديدا؟

- يتعرض الشعب السوري في هذا الوقت العصيب إلى مجازر بشعة وحرب إبادة من نظام بشار الأسد لم أشاهد مثلها من البشاعة ولم تشهدها الثورات العربية، ففي ليبيا نجد أن هناك أسلحة مع الثوار، أما في سوريا فالشعب أعزل، وأنا منذ سنوات أعمل من أجل حرية الشعب السوري، كما أنني منذ 4 سنوات وأنا لاجئ خارج سوريا، ومع غيري من المعارضين السوريين حول العالم أكبادنا تتمزق عندما نرى شعبنا يقتل. وحسب رؤيتي وخبرتي، وجدت أن المكان الذي يمكن أن نعمل من خلاله هي مصر، فهي بيت العرب وفيها مقر الجامعة العربية، مما يعني وجود مسؤولية أكبر على إخوتنا في مصر، لذا جئت في محاولة لتشكيل حركة جديدة شعبية تفتح الأفق أمامنا لإنقاذ سوريا، سواء من مصريين أو سوريين، فالشعب المصري شعب لديه أحاسيس وإيمان مما يجعله يتأثر كثيرا عندما يرى دماء إخوته العرب تسيل، والأيام المقبلة تشهد تحركا على المستويين الشعبي والرسمي المصري لتدعيم موقف الشعب السوري، من خلال عقد الندوات والمؤتمرات.

* تقدمت مؤخرا مع عدد من المعارضين والنشطاء السوريين المقيمين في دول أوروبية وعربية ببيان إلى جامعة الدول العربية، ماذا طلبتم فيه؟

- ذهبنا أولا للتنديد بعدم اتخاذ الجامعة موقفا إيجابيا حتى الآن ضد المعارك الدائرة في المدن السورية رغم مرور شهرين عليها، ولكسر الصمت العربي الرسمي تجاه المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري، فمن المخزي أن يتم اقتراح إنشاء لجنة لتقصي الحقائق وبعض الدول العربية ترفض ذلك، وثانيا لنبدي رفضنا تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان له وقع سيئ لدى الشعب السوري، حيث جاء التأجيل ليعطي الفرصة للأسد ونظامه للتمادي في ما يفعلون، وثالثا لنطالب بدعم القرارات الدولية للتحقيق في مجازر النظام السوري ضد شعبه، وتبني قرارات لجنة التحقيق الدولية كافة، وإرسال فرق طبية ومواد غذائية ودوائية للمناطق المحاصرة، وطرد المندوب السوري لدى الجامعة العربية وتعليق عضوية النظام بعد أن فقد شرعيته.

* وما تعليقك على ما يتردد من أن صمت جامعة الدول العربية يأتي لعدم تكرار تجربتها التي دعمت فيها تدخل مجلس الأمن الدولي لحماية المدنيين الليبيين؟

- كل حالة عربية ليست مثل الحالة الأخرى، لكن حماية المدنين شيء مقدس في كل الأعراف الدولية، وإذا حدث أن كانت هناك خطوات لم يكتب لها التوفيق، فليس معنى ذلك أن نترك شعبا يباد، فسوريا تحتاج لموقف عربي عاجل، ولو كان اتخذ منذ بداية الثورة لكان النظام خفف من إجرامه، حيث لديه اليوم اندفاع ولا رادع له، ويعطي صورة بأنه يقف موقف المصلح بعد أن ادعى وجود مراسيم وقرارات سميت بالإصلاحات لكسب الوقت، لكنها مجرد «مراسيم خميسية» أي تظهر يوم الخميس لكي يضلل بها المتظاهرين في يوم الجمعة.

* إذا وجهت رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ماذا تقول له؟

- أقول للسيد عمرو موسى: بقيت لك أيام معدودة في هذا المنصب، فلا تترك هذا المبنى وصفحة الجامعة ملطخة بالعار، فهذا الصمت من جانب الجامعة يعد بمثابة الضوء الأخضر للنظام السوري ليزيد من تنكيله بالشعب السوري، وليمعن في تطويق وحصار المدن وحرمانها من الغذاء والدواء، فآلت إلى حرب إبادة تحت مرأى ومسمع العالم.

* في يوم الجمعة الماضي الذي عرف بـ«جمعة التحدي» رفض الجيش إطلاق النار على المتظاهرين، فهل ذلك في رأيك خطوة باتجاه انحيازه للشعب؟

- الجيش ابن الشعب في الأصل لكن مُسيطَر عليه، ولديه أوامر بقتل المتظاهرين، وقد بدأت حالة انحيازه للشعب تدريجيا، وظهر ذلك في حوران عندما رفع المواطنون أغصان الزيتون أمام الجنود، فقام الجيش بحماية الأهالي وأطلق النار على مجموعات المرتزقة الذين جلبهم الأسد، وبرأيي أن الجيش في النهاية هو الذي سيتصدى للنظام.

* ذكرت أن الرئيس الأسد يستعين بالمرتزقة، ما دليلك؟

- الأسد كان يعول كثيرا على الجيش، وعندما بدأ الجيش ينحاز إلى المواطنين استعان الأسد بالمرتزقة كنوع من الاستعاضة، الذين تنتمي عناصرهم إلى جيش المهدي العراقي، وحزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، وهناك شهود عيان على ذلك، فهناك أتوبيسات دخلت سوريا ليلا عبر الحدود مع لبنان، وفي اليوم التالي حدث صدام بين متظاهرين وعناصر مجهولة الهوية في المسجد الأموي، وأكد الأطباء الذين عالجوا المصابين أن هوية المعتدين لبنانيين. وفي حمص أطلق شخص النار فقتل 9 شباب في 3 دقائق، وبعد القبض عليه تبين أنه لبناني، وهناك أتوبيسات أخرى عليها رموز فارسية حملت قناصة إيرانيين ظهر وجودهم في درعا، وقام أحد الشاب بتصويرهم واستشهد نتيجة ذلك، وهذا يؤكد أن النظام استعان بالمرتزقة لقتل شعبه، وهو ما جعل المتظاهرين يرددون في كل المحافظات السورية «لا بِدْنا إيران ولا حزب الله.. نريد النصر من عند الله». والشواهد تدل على غرفة عمليات واحدة مشتركة اجتمعت فيها عناصر الشر هذه لسحق الشعب السوري، الذي يدفع حاليا فاتورة التصدي عن الأمة العربية للأطماع الإيرانية ويدفع ثمن انتمائه السُني، وإذا سحق الشعب السوري فسيكون ذلك بمثابة هزيمة للأمة العربية وإركاع للسنة لصالح إيران.

* حثت الإدارة الأميركية في ما سبق الرئيسين مبارك والقذافي على التنحي.. برأيك لماذا لم تفعل الشيء نفسه مع بشار؟

- هذه الازدواجية في الموقف الأميركي شيء مؤلم، فهذا الصمت على ما يجري في سوريا والتأخير والتعامل بمكاييل مختلفة مع الدكتاتوريات، أعطى النظام السوري مزيدا من القمع لإخماد الثورة، بل إنها أصبحت تسوّق للنظام ما يدعيه من خطوات إصلاحية وتقول إنها تنتظر إصلاحا على الرغم من سقوط آلاف الشهداء حتى الآن، ورغم ذلك، فإننا نقدر أعضاء الكونغرس الذين يطلبون التصدي لبشار.

* بماذا تصف حملة الاعتقالات التي يتعرض لها نشطاء ومعارضون ورجال دين داخل سوريا في الوقت الحالي؟

- ثقافة النظام السوري هي القتل والقمع، وليس لديه حدود أخلاقية أو دينية، فقد قام بضرب المساجد بالمدفعية وتم تمزيق المصاحف وديست بالأقدام، والحالة في سوريا تحكم بشريعة الغاب، فالوحوش تترك على الشعب الأعزل، كما أن النظام فقد مصداقيته ويعيش في تخبط ويستخف بعقول الناس؛ فمثلا قام التلفزيون مؤخرا ببث صور للرئيس بشار يضع أكاليل الزهور على قبور الشهداء في «عيد الشهداء» في 6 مايو (أيار) الماضي، وهي صور منذ العام الماضي التي ظهر فيها فاروق الشرع وأعضاء الحكومة السابقة، فأي استخفاف هذا؟

* هل يوجد تنسيق بين رموز المعارضة السورية حول العالم؟

- واجبنا الوطني كمعارضين يتطلب أن تتكاتف الأيدي لدعم الثورة بالداخل ونحن نسعى لذلك، لكن المشكلة الآن ليست بين المعارضة والنظام، ولكن بين الشعب بأكمله وبكل أطيافه مع النظام، فخروج الشباب والرجال وعموم الشعب السوري للتظاهر والثورة يعطي زخما للمعارضة بأن تمشي بخطوات مدروسة لخدمة الشعب.. لذا، لا بد من زخم دولي وعربي لجمع القوى المعارضة السورية التي تواجه مصاعب كثيرة. كما أن هناك انتفاضة بين السوريين الموجودين في خارج سوريا، وتفاعلا مع ثورة أهلهم داخل سوريا، لكن هذا التفاعل يحتاج تجميعا وترتيبا وتنظيما لكي يتكلم مع العالم ويقدم مطالبه المشروعة، لأنه بغياب الرعاية والدعم الكافي لا يتحقق هذا التفاعل على الوجه الأكمل.

* ماذا تطلب المعارضة السورية في الوقت الحالي من المجتمع الدولي؟

- نطلب إيقاف حمام الدم على الفور وبكل الطرق، وتأمين مشافي وفرق أطباء لمعالجة الجرحى وتوفير أدوية ومواد غذائية للمدن السورية المحاصرة. فحل الأزمة السورية أن يلتزم المجتمع الدولي بمبادئ حقوق الإنسان، وأن لا يترك أوكارا إرهابية تقتل وتسفك الدماء، فقرار واحد ضد النظام السوري سيمثل حافزا للجيش بأن يتكتل ويصبح قوة رادعة تحمي المدنيين.

 

 

تحالف الأقليات أسخف نظريّة سمعتها...

جعجع: يريدون الداخلية للقضاء على آخر معقل امني حر والحل الوحيد تشكيل حكومة تكنوقراط ولا استمرار لاي نظام يقف بوجه التاريخ

أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع "ان الحل الوحيد على المدى المنظور لحين حل الاشكالية الكيانية هو تشكيل حكومة تكنوقراط لكن بالفعل تكنوقراط بشرط ان تكون خالية من أي وجه من الفريق الآخر". واعتبر ان "الفريق الآخر يريد وزارة الداخلية والبلديات من أجل السيطرة على الوضع الأمني بالكامل".

جعجع سأل ""اين حلفاء سوريا في لبنان؟ هل هم مع الديمقراطية في كل الدول الا في سوريا؟ فهناك امور تحصل من الناحية الانسانية ليست مقبولة، والتاريخ له اتجاه واضح والانظمة الديمقراطية حتمية في التاريخ فلم نواجه ذلك؟ لم لا يتحول النظام السوري الى نظام ديمقراطي؟".

وكشف ان "النظام الداخلي لحزب القوات سيُقر خلال اسبوعين ويُفتح بعد ذلك باب الانتساب"، مشيراً الى ان "اللعبة الديمقراطية ستُخاض على مستوى كل القاعدة، وكل من يحمل بطاقة سيُشارك في العمل الانتخابي، وان كانت القاعدة سليمة فمن البديهي ان يكون الاختيار سليماً وهذا موجود في القوات اللبنانية منذ بدايتها".

جعجع، وفي مقابلة مع الـmtv ضمن برنامج "بموضوعية" مع الاعلامي وليد عبود، رأى ان " هناك الكثير من التحاليل في مسألة تشكيل الحكومة، ولكن الموضوع بسيط وهو كالتالي: حزب الله وسوريا يريدان حكومة مواجهة لكسر بروتوكولات المحكمة وتغطية سلاح حزب الله بينما الرئيسان سليمان وميقاتي يريدان حكومة على صورتهما ومثالهما".

واذ اعتبر " في ظل الوضع في وزارة الدفاع يريدون الداخلية للسيطرة على الوضع الامني، اذ ان دفاع النائب ميشال عون عن المقاومة مجرد تموضع سياسي وهو يريد استعادة بعض المواقع"، شكك جعجع " بأن يُضحي سليمان بكل ما قام به وميقاتي بحياته السياسية من خلال تشكيل حكومة بعيدة عن نظرتهما الى الامور، فسوريا بعد انسحاب جيشها من لبنان اصبح لتدخلها حدود وكحد اقصى قد تؤدي الى اعتذار الرئيس ميقاتي ومن الصعب تقدير هذا الامر، وقياساً الى ما جرى سيحاول سليمان وميقاتي تشكيل حكومة اقرب الى نظرتهما للامور في مقابل محاولة الفريق الاخر وهاتان النظرتان مختلفتان وهنا جوهر المشكلة".

وقال: "اتجنب الدخول في تحاليل عن مواقف الاخرين، لكنني اعتقد ان النائب وليد جنبلاط كان يحاول تمرير الايام "بالتي هي احسن" وفي الايام الاخيرة بدأ يضيق ذرعاً من الوضع الموجود به ولا اعرف ان كان سيؤدي الى تغيير في موقفه"، لافتاً الى ان " جنبلاط يحرص على عدم ازعاج سوريا وحزب الله رغم انه اقرب الى سليمان وميقاتي كذلك الرئيس نبيه بري اقرب الى سوريا وحزب الله لكنه لا يريد ازعاج ميقاتي وسليمان".

جعجع أعرب عن عدم اعتقاده بوجود " تسوية س-س حالياً، فالفريق الاخر ليس فريق بناء دولة وذلك ليس مشروعه السياسي، وعصب هذا الفريق وهو حزب الله الدولة بالنسبة له هي الامة وحين لا تصبح عنصراً مساعداً في نظرته "عمرها ما تكون"، فلنر شعاراته او مشروعه السياسي والشيء الذي يسموه مقاومة هو عملية مواجهة كبيرة على طريقة الخلافة، والعماد عون مأخوذ اكثر من اللازم بلعبة استرداد المواقع على حساب كل شيء آخر وهذا ليس مشروع بناء دولة بالفعل بقدر ما هو لعبة ازاحة ناس".

ولم يرَ "ان شيئاً مطروحاً من قبيل ال س-س والامور ليست في هذا الوارد والسعودية لا تريد الدخول في هذا الشأن بعدما آلت اليه المبادرة الاولى".

وتابع: "ان الفريق الاخر كان ممسكاً بكل مفاصل الدولة ولنر أين اصبحت الامور ولنفرض ان هناك حكومة مواجهة هل سنتفرج عليها؟ لا يمكن لاحد في لبنان ان يلغي الحريات السياسية ووزارة الداخلية لا تعطي من يمسك بها المناصب العليا، حتى لو اخذ عون الداخلية لا يمكن لاحد ان يقوم بأي شيء بشأن الانتخابات في لبنان، الجانب الاهم من وزارة الداخلية هو القضاء على آخر معقل امني حر في لبنان وبشكل اساسي فرع المعلومات انطلاقاً من علاقته بالمحكمة الدولية".

وشدد جعجع ان "الحل الوحيد على المدى المنظور لحين حل الاشكالية الكيانية هو حكومة تكنوقراط لكن بالفعل تكنوقراط، واذا شكّل الرئيس ميقاتي هكذا حكومة دون اي وجه من الفريق الآخر فكل شيء قابل للبحث مع التحفظ على الطريقة التي وصل بها ميقاتي"، معتبراً ان " الاحداث بينت ان انصاف الحلول ليست نافعة خصوصاً في ملفات سياسية اساسية ولسنا مستعدين لاوضاع ملتبسة ولبنان بحاجة الى حكومة تكنوقراط الى حين ذهاب الرأي العام بشكل كامل الى احد الاتجاهين لكن دون تعطيل البلد في هذا الوقت"، رافضاً " طرح حكومة الاقطاب لانها لن تحلّ اي شيء، فهل سنحلّ مشاكل الناس؟ فما يجد الحلول هو حكومة تكنوقراط تُعنى بالشأن المعيشي مع الاستمرار في الحوار السياسي لان لا وسيلة سواه".

وأوضح "ان حكومة التكنوقراط تسيّر أمور الناس دون التطرق الى العناوين الخلافية الكبرى، فمثلاً الوزير زياد بارود كانت مواقفه في معظم الاحيان تكنوقراط، لماذا نعطي كل شيء انعكاسات سياسية؟ فلنترك الامور السياسية جانباً كي يعيش المواطن مرتاحاً اذ لا يمكن عزل الواقع السياسي عن الواقع الاقتصادي، في حين انه لا يمكننا الاتفاق على الامور الكبرى لذا فان حكومة وفاق وطني غير واردة في الوقت الحالي"، مشيراً الى انه " من الطبيعي انتظار نتائج التوتر في المنطقة للبناء عليه سياسياً"، سائلاً "من يجب ان يخاف هل الفريق الذي تعرض للاغتيالات ام الفريق الآخر؟ هل نحن بحاجة لانتظار وثائق ويكيليكس لنعلن مواقفنا من سلاح حزب الله؟ فمنذ عام 2005 نتحدث عن هذا السلاح".

وفي الشأن الحزبي الداخلي، قال جعجع: "نيتنا ان يكون حزب القوات رائداً، وكل المواد ستحول القوات الى حزب رائد، فالمؤتمر العام كان مقرراً ان يبدأ في صيف 1994 وربما يكون هذا الأمر قد عجّل في حلّ الحزب، فمنذ ان انتهت الحرب بدأنا وضع الخطوط العريضة للنظام الداخلي، ومُنعنا من ان نترجم هذه النية والآن نترجمها واصبحنا في حالة الاقرار النهائي، واتمنى اخذ النظام وقراءته بصيغته النهائية".

جعجع أكّد ان "القوات هي حزب القضية والتاريخ، فالقوات بمفهومي وبمفهوم قواتيين كثر هي قضية، القوات تعيش على تضحيات اشخاص وآخرون استشهدوا، حزب بالمعنى العادي للكلمة لا يمكنه ان يتخطى جزء مما مرت به القوات لذلك هي حزب القضية والتاريخ وامتداد لكل من سبقنا منذ آلاف السنين"، لافتاً الى ان "البعض احرار ان يقولوا بأن القوات حزب سمير جعجع وستصبح لديها رئيس غيري ومن يريد ذلك يستطيع ان يترشح الى رئاسة الحزب، المهم عدم توقف المسيرة القواتية عند الاشخاص وهذا ما سيحصل في الواقع".

واضاف: "فلنأت بتصاريح بشير الجميل ونقارنها بطرحنا الراهن، لا يوجد اي تغيير ربما تكون القوات هي المجموعة الوحيدة التي حافظت على مبادئها. فالاحزاب كالقطارات وعلى كل محطة هناك اشخاص ينزلون وآخرون يصعدون، وكل الاحزاب تمر بذلك مررنا بـ30 سنة من الارتجاجات والتقلبات خاصة بعد استشهاد قائد القوات بعد فترة قصيرة من تأسيسها".

وتابع: "هناك كثر لم يصدقوا اننا جديين في موضوع النظام الداخلي وكانوا يظنون انها نوع من الدعاية السياسية، لكن بعد المؤتمر العام تغيّرت الصورة فاذا ربحتَ رفاقك في القضية ربحت العالم بأسره"، شارحاً "ان القوات اضطرت ان تكون عسكرية إبان الحرب والآن نحن في منطق سلمي 100% وبرأيي انه لا يمكن لاي مجموعة ان تستمر ان لم تكن مبنية على اساس صلب، فان انجاز النظام الداخلي قد يفوق اهمية بقليل بقائي في السجن 11 عاماً وسأكمل حياتي السياسية مرتاح الضمير"، موضحاً انه " بعد اقرار النظام الداخلي، سيُكشف عن الاعلان السياسي للحزب ويُطرح الاعلان والنظام وعلى اساسهما يُفتح باب الانتساب لفترة 3 اشهر ومن بعدها ستتم الانتخابات الحزبية العامة".

وأردف: "السؤال هو ان كان القواتيون سيحصلون على فرصة اختيار غير سمير جعجع لرئاسة الحزب؟ والجواب هو نعم. المهم هو الحصول على فرصة التغيير. لا يمكنني ان اكون واثقاً من اي امر منذ الآن ويجب ان اكون مستعداً لكل الاحتمالات"، مشيراً الى ان " من ينجح في العمل الحزبي لن نحرمه من امكان التجديد؟ الامور مرتبطة بالاختيار. والمسؤوليات الحزبية منفصلة عن النيابة في القوات".

وأوضح ان "الهيئة التنفيذية تختار المرشحين للانتخابات النيابية، فالبعض يظن اننا لا نرى الا الاوضاع الاستراتيجية لكنها تتحكم في كل الامور في لبنان، نحن اكثر حزب التصاقاً بالناس لكن الاوضاع تفرض نفسها احياناً. ان نظرتنا السياسية والحزبية ليست ضيقة فاي شخص يتشارك بنظرتنا الى لبنان يمكن ان نعمل معه، نحاول ان نحصل على باقة منوعة من الاسماء خدمة للمصلحة العامة".

 

وعن دخول العقوبات الأوروبية على سوريا حيّز التنفيذ، اعتبر جعجع "أنها أتت متأخرة واوروبا اثبتت انها في القضايا الانسانية لا تزال "همتها منيحة" ولكن تبيّن ان الاميركيين يحسبونها طبقا لمصالحهم، كلنا نعرف العلاقات بين فرنسا وسوريا في السنوات الثلاث الماضية وفي الوقت نفسه نرى ردة الفعل على ما يجري الآن".

 

وقال ان " المجتمع الدولي يقوم بردة فعل على ما يجري في سوريا وهي واضحة جدا"، وبما يتعلق بالحوادث في سوريا اخذت على نفسي انطلاقاً من وضع الخصومة مع النظام السوري الا نتدخل في كل ما يجري. لكن على المستوى الانساني اقول يا ليت لم اكن مسؤولاً بل استطيع أن ابدي رأيي كمواطن، لقد مات في سوريا منذ بدء الاحداث عدد مماثل للذين توفوا في حرب تموز"، متسائلاً "اين حلفاء سوريا في لبنان؟ هل هم مع الديمقراطية في كل الدول الا في سوريا؟ فهناك امور تحصل من الناحية الانسانية ليست مقبولة، والتاريخ له اتجاه واضح والانظمة الديمقراطية حتمية في التاريخ فلم نواجه ذلك؟ لم لا يتحول النظام السوري الى نظام ديمقراطي؟ لا يمكن انقاذ النفس في حال كانت عكس اتجاه التاريخ، يجب وضع الذات في اتجاه التاريخ فالاتحاد السوفياتي بذاته سقط لانه كان عكس اتجاه التاريخ".

واذ أشار الى انه" الرئيس السوري بشار الاسد منذ البداية قال انه يريد نظاماً تعددياً للاحزاب لكان الأمر ممكناً ولكن لا اعرف ان كان هذا الامر ما زال متاحاً بعد وصول عدد القتلى الى 700 او 800، سأل جعجع " هل نسي من يتحدث عن ان نظام حزب البعث حمى المسيحيين في سوريا ان الوجود المسيحي كان قبل وجود البعث؟، وبعض الشخصيات إما اتت الى لبنان او ذهبت الى اوروبا؟ هل رياض سيف او ميشال كيلو او الناصريون او الحزب الشيوعي اخوان مسلمون في سوريا؟ ثمة طبقة راقية ومثقفة جداً في سوريا غير الاخوان المسلمين، على ايّ حال فليختر السوريون الديمقراطية، ونظرية ان المسيحيين لا يمكن ان يعيشوا في انظمة ديمقراطية هي نظرية ذمية لا اقبل بها"، متمنياً " على السلطات المصرية الضرب بيد من حديد لكن اذكر ان الاضطهاد الموجود كان قبل سقوط النظام ايضاً".

واعتبر "ان نظرية تحالف الاقليات هي أسوأ نظرية سمعتها في حياتي، فمن قال ان المصالح يجب ان تكون متضاربة؟ نحن ما زلنا في لبنان ولم نصبح بعد في امة ولكن البعض ينسى ذلك. وان كانت طروحات تيار المستقبل الذي يمثل اكثرية السنة تتلاقى تماماً مع طروحات المسيحيين الكلاسيكية نقول لا نتحالف معهم لانهم اكثرية في المنطقة بينما اذا كانت طروحات حزب الله تتعارض مع تطلعاتنا نتحالف معه لانه اقلية؟ علينا ان نتحالف مع من يتفق مع نظرتنا، فالتحالفات بين المجموعات لا يمكن ان تبنى على العدد وانما طبقاً لاتفاق الرؤية حول كل الامور"، آملاً " ان يتلقى الاسد كرة النار ويقلبها الى صالحه فهذا سيكون ارخص حلّ عليه وعلى السوريين والمنطقة والتشفي غير موجود ابداً".

وفي موضوع المحكمة الدولية، اعتبر جعجع "ان هناك فريقاً لا يريد اي تحقيق في الاغتيالات منذ البداية لذا سيرفض اي شيء ستقوم به المحكمة ويحاول الصاق تهمة التسييس بها"، لافتاً الى ان " لا احد يعرف فحوى تعديل القرار الاتهامي ومن يعرفه فليقل ماذا يتضمن؟".

وتابع: "نحن معتادون على التصرفات السورية، وما هذا الكلام عن تدخل تيار المستقبل بما يجري في سوريا؟ اذ لا امكان لاي احد ان يُدخل اي شيء الى سوريا والاتهامات السورية مردودة فنحن نعرف اساليبهم وكيف يعملون وخبرناها في ملف سيدة النجاة وغيرها".

جعجع رأى ان "مؤسس ويكليلكس قام بأمر "عاطل"، وما قام به لا يجوز ابداً واستغرب عدم محاكمته. وانا اقول ذلك رغم ان لا مشكلة لدي بكل هذه الوثائق في ما خصني. في السياسة لا يهمّ النوايا بل ما تقوم به سياسياً".

وشرح " ليتصور اي مواطن نفسه في 8 أيار حيث كانت مجموعات من حزب الله تغزوا بيروت وكان الرئيس سعد الحريري مطوقاً في قريطم والنائب جنبلاط في كليمنصو والسرايا الحكومية مطوقة، ومجموعات تهاجم مراكز المستقبل والاشتراكي ومجموعات تهاجم الجبل ورأينا ان هناك عملية عسكرية بالبقاع الغربي تجاه الشوف وفي هذا الوقت كان قائد الجيش يصرّح انه لا يستطيع الدخول في هكذا احداث، ماذا كان ليقول المواطن للاميركيين ان يأتوا لنا ببواخر لنرحل؟ هذا يدل أننا لا نمتلك السّلاح بعكس ما كانوا يدّعونه، فلو لم اطلب السلاح في هكذا ظرف لكان الامر غير منطقي. لنا حق التفكير بهذه الطريقة وطلبنا اولاً باقناع الجيش بالتدخل ثم طلبنا قوات سلام عربية وبعدها طلبنا السلاح، ولا احد يمكنه ان يعيّب علينا اي امر كان هو يقوم به. فكل ما نشر في ويكيليكس عني هو صحيح دون تحوير لكن يجب ذكر ضمن اي ظرف تاريخي قيل".

وعن اللقاء المسيحي الرباعي، رأى ان "الاجتماع المسيحي الثاني يجب الا يكون كالاول ويجب ان يتوسّع، كما يجب تأمين لجنة متابعة من الفرقاء تبحث النقاط وعند الاتفاق عليها نجتمع ونصدر بياناً بها لكي لا يكون الاجتماع للمصافحات فقط. و اللجان لم تشكل بعد وانا اقترح تشكيل لجنة واحدة تعمل على ترتيب الامور للاجتماع مجدداً بصيغة مختلفة كي لا نصبح كطاولة الحوار".

واذ كشف ان " قوى 14 آذار الآن غائبة في ظل هذه الظروف الملتبسة والحكمة تقتضي ان نكون متأنين فلا شيء واضحاً وكل الامور متغيرة واهدافنا ثابتة ومعلنة ولكن كيفية السير بها غير واضح بعد"، كشف جعجع ان "الاتصالات ليست مقطوعة مع اي طرف ونحن قوى غير انقلابية تعمل على تهيئة الراي العام للانتخابات المقبلة والاتصالات مع الرئيس ميقاتي قائمة بالحد الادنى لكن كل حسب موقعه، الرئيس سليمان يحاول ان يبقي على علاقاته الوسطية لذا لا يمكن للعلاقة معه الا ان تأخذ هذا الطابع"، موضحاً ان " الوسطية لا تعني في بعض الاوقات عدم الاقدام في ما تؤمن به في الوسطية لان البعض يحاول جرك الى موقفه".

وأعرب عن اعتقاده بان "تصريحات قائد الجيش ضمانة لذا لا يمكن ان نطلب ما طلبناه في 8 أيار وهو جاد في كلامه بعدم سماحه لطرف ان يستخدم طرف داخلي العنف ضد طرف داخلي اخر"، مشدداً على "عدم اقحام الجيش في اي عملية سياسية، فهل لم يعد هناك سوى نقل قائد الجيش من موقعه ليصبح وزير داخلية؟ لندع الجيش في مكانه ولا يجوز ادخاله في اللعبة السياسية وهذا "الاختراع جهنمي" لانه خارج عن طبيعة نظامنا الديمقراطي".

وختم بالقول " انا فخور جدا بكل ما يجري في الدول العربية فهنيئا للشعوب العربية في سعيهم للحرية الذين يتحركون من دون شعارات خنفشارية، واقول للبنانيين ان طرف النفق بدأ يظهر وعلى الرئيسين سليمان وميقاتي تشكيل حكومة تكنوقراط، واقول للقواتيين ان يبقوا قواتيين لان المستقبل امامنا ولنا".

 المصدر: فريق موقع القوات اللبنانية

القسم: محليات سياسية