المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
10 أيار/2011

إنجيل القدّيس مرقس .34-28:12

ودَنا إِلَيه أَحدُ الكَتَبَة، وكانَ قد سَمِعَهم يُجادِلونَه، ورأَى أَنَّه أَحسَنَ الرَّدَّ علَيهم، فسأله: «ما الوَصِيَّةُ الأُولى في الوَصايا كُلِّها؟» فأَجابَ يسوع«الوَصِيَّةُ الأُولى هيَ: «اِسمَعْ يا إِسرائيل: إِنَّ الرَّبَّ إِلهَنا هو الرَّبُّ الأَحَد. فأَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ وكُلِّ قُوَّتِكَ». والثَّانِيَةُ هي: «أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ». ولا وَصِيَّةَ أُخرى أَكبرُ مِن هاتَيْن». فقالَ له الكاتب: «أَحسَنتَ يا مُعَلِّم، لقد أَصَبْتَ إِذ قُلتَ: إِنَّه الأَحَد ولَيسَ مِن دونِه آخَر، وأَن يُحِبَّه الإِنسانُ يِكُلِّ قلبِهِ وكُلِّ عَقلِه وكُلِّ قُوَّتِه، وأَن يُحِبَّ قَريبَه حُبَّه لِنَفْسِه، أَفضَلُ مِن كُلِّ مُحرَقَةٍ وذبيحَة». فلمَّا رأَى يسوعُ أَنَّه أَجابَ بِفَطَنة قالَ له: «لَستَ بَعيداً مِن مَلَكوتِ الله». ولَم يَجرُؤْ أَحَدٌ بعدَئذٍ أَن يَسأَلَه عن شَيء

 

السعودية والإمارات والولايات المتحدة والأوروبي نددوا بالمواجهات الطائفية  

القاهرة: اعتقال 23 شخصا بينهم المتهمان الرئيسيان في أحداث إمبابة

الأقباط رشقوا مبنى التلفزيون الرسمي بالحجارة وحاولوا اقتحامه مطالبين بتطهير الإعلام من "القيادات الفاشلة"

القاهرة - وكالات: اعتقلت أجهزة الأمن المصرية, أمس, 23 شخصا من بينهم المتهمان الرئيسيان بالوقوف وراء المواجهات الطائفية التي تفجرت في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة, فيما حاول الأقباط المعتصمون أمام مبنى التلفزيون المصري اقتحام المبنى. وتمكن ضباط الإدارة العامة لمباحث أمن الجيزة من ضبط ياسين ثابت (31 سنة سائق) زوج الفتاة القبطية التي أعلنت إسلامها, والتي كانت السبب الرئيسي في تلك الأحداث, والمواطن القبطي صاحب المقهى المجاور لكنيسة مارمينا, التي شهدت بداية أعمال العنف بين المسلمين والأقباط, والذي بدأ بإطلاق الأعيرة النارية, حيث وأمر مدير أمن الجيزة اللواء فاروق لاشين بتحويل المتهمين إلى النيابة للتحقيق معهما فيما هو منسوب إليهما.

في غضون ذلك, حاول الأقباط المعتصمون أمام مبنى التلفزيون المصري, اقتحام المبنى, إلا أن رجال القوات المسلحة وقوات الشرطة تمكنوا من التصدي لهم وإحباط المحاولة.

وقام المعتصمون برشق الواجهة الزجاجية للمبنى بالحجارة, ما أدى إلى تحطمها, وطالبوا بتطهير مبنى التلفزيون من قياداته التي وصفوها ب¯"الفاشلة", مرددين "الشعب يريد تطهير الإعلام". ووقعت اشتباكات بين بعض المسلمين والأقباط المعتصمين في المنطقة, ما أسفر عن وقوع بعض الإصابات لدى الطرفين قبل أن يتدخل رجال القوات المسلحة لفض الاشتباك وفصل الجانبين. من جهته, اتهم "حزب التجمع" اليساري التيارات السلفية بالوقوف وراء المواجهات الطائفية التي تفجرت في منطقة إمبابة, وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات.

وأكد الحزب في بيان أنه سيواصل "معركته التي بدأها منذ تأسيسه ضد جميع التيارات التي تتاجر بالدين في مجال السياسة, ومن أجل مصر المدنية التي نريدها لائقة بعطاء ثورة 25 يناير". وأضاف "نرفض التمييز بين أبناء الوطن الواحد ونضع المسؤولية كاملة في رقبة الحكم, مطالبين بتنظيم عادل وعاجل لبناء دور العبادة والمساواة بين المصريين في حقوق التوظف وبنصوص قانونية رادعة تعاقب كل من يمارس أي تمييز بين أبناء الوطن على أساس من الدين".

وتواصلت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بما شهدته امبابة من أحداث طائفية, حيث دانت المملكة العربية السعودية حرق الكنائس وأحداث العنف الطائفي الأخيرة.

وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة في بيان عقب الجلسة الأسبوعية المجلس الوزراء التي رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز إن "المجلس دان حرق الكنائس وأحداث العنف الطائفي التي شهدتها منطقة إمبابة بجمهورية مصر العربية الشقيقة وراح ضحيتها عدد من القتلى والمصابين".

كما نددت دولة الامارات العربية المتحدة ب¯"كل قوة بالعمل الآثم" الذي تعرضت له كنائس قبطية في مصر, مؤكدة رفضها استهداف دور العبادة.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية انور محمد قرقاش إن "الامارات تدين بكل قوة العمل الآثم الذي استهدف كنيستي مارمينا والعذراء بحي امبابة وما تبعه من احداث مؤسفة راح ضحيتها العديد" من المصريين. ودانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتوت "بلا تحفظ" احداث العنف الطائفية في مصر, داعية إلى حماية حرية العبادة.

بدورها, دانت السفارة الأميركية في مصر, بشدة أحداث العنف الطائفي "غير المبرر" التي وقعت ليل السبت الماضي, في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة.

كما اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية, أن أعمال العنف الطائفية في مصر "تحمل مخاطر انقسام" في المجتمع المصري وتطرح "مشكلة خطيرة في اطار انتقال سياسي يتطلب وحدة الامة". وأثارت الاشتباكات الدامية بين المسلمين والأقباط التي شهدتها القاهرة, مخاوف واسعة في مصر من اتساع نطاق المواجهات الطائفية, وأججت الانتقادات الموجهة لجهاز الأمن بسبب تقاعسه عن القيام بدوره. وعكست الصحف المصرية هذه المخاوف, حيث عنونت صحيفة "الاهرام" الحكومية "نيران التعصب الطائفي تهدد مصر بمخاطر شديدة" فيما كتبت صحيفة "الاخبار" الحكومية في صدر صفحتها الاولى "مصر في خطر". أما صحيفة "الشروق" المستقلة فجاء عنوانها "نار امبابة تحرق قلب مصر", كما عنونت "المصري اليوم" المستقلة "التطرف يحرق الثورة". وفي تصريحات نشرتها "المصري اليوم", قال مفتي مصر الشيخ علي جمعة إن "هناك ايادي خفية تسعى لنشر الفوضى", محذراً من "احتمال نشوب حرب أهلية بسبب محاولات الخارجين عن القانون التعدي على هيبة الدولة". ودعا المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة محمد البرادعي في تعليق كتبه على صفحته على شبكة "تويتر" الى مواجهة "التطرف الديني وممارسات العصور الوسطى".

 

تركيا تواجه طهران وحزب الله في سورية واستعداد للتدخل العسكري

أنقرة ـ دمشق ـ طهران - بغداد - المحرر العربي / خاص

تؤكد معلومات الجبهة التركمانية المؤتلفة مع القائمة العراقية الأم أن تركيا بدأت سياسة المواجهة الصامتة مع إيران في العراق وفلسطين ولبنان والخليج وأن أي تحرك لإيران في هذه الساحات ستواجهه تركيا سياسيا واقتصاديا وتعتبره تطويقا لانتمائها وتهديدا لمصالحها ، وتعتبر تركيا أن استقالة حكومة الحريري بما يشبه الإقالة عبر حليف طهران حزب الله كانت ردا على زيارة أردوغان للبنان ولقائه بالحريري التي اعتبرتها طهران ردا على زيارة أحمدي نجاد وتحديا للسياسة الإيرانية التي تمسك بلبنان وسورية من خلال حزب الله . ويؤكد مسؤولو الشرق الأوسط في الحكومة التركية أن طهران تعتبر لبنان مدى حيويا لإيران إضافة لسورية وفلسطين إضافة للخليج وهو مايطرح أكثر من شارة استفهام تركية حول السياسة السورية والأهداف الإيرانية البعيدة التي تطوق تركيا .

ويرى المراقبون في أنقرة أن حركة السياسة التركية في اتجاه تونس ومصر وليبيا والبحرين هدفها تحجيم الدور الإيراني المتعاظم من خلال حزب الله ومنع تمدده المريب .

ويؤكد المراقبون هنا أن تركيا لن تظل بعيدة عن التدخل في الشأن السوري إذا ما تطورت الأمور أبعد وبدا ظاهرا التدخل الإيراني وحزب الله في قمع المظاهرات وأهل السنة في سورية مما يعني تطويق تركيا وتحجيم دورها الإقليمي وسياسة انفتاحها على امتدادها التاريخي القديم . ويعتقد أن تركيا لن تمانع في التدخل العسكري للناتو في سورية مستقبلا إذا ماتطورت الأمور أبعد في سورية وستكون شريكة له في تحجيم دوري طهران وحزب الله ، وهو ماجعلها تنقل مقر الناتو في تركيا إلى منطقة أزمير المتشاطئة مع سورية ولبنان

ويعتقد المراقبون في أنقرة أن تركيا تنتظر إلى مطلع الشهر القادم وهو الموعد الذي حددته لاختبار نيات القيادة السورية التي وعدت بإصلاحات شاملة في موعد أقصاه شهر أيار . بعد ذلك وإذا أخفق النظام السوري في تقديم رزمة الإصلاحات التي وعد بها فستقف تركيا إلى جانب المتظاهرين وقيادة غرفة عمليات إسلامية متمركزة في استانبول تحت إشراف الخارجية والمخابرات التركية . وستقدم تركيا حينذاك مساعدات علنية للمتظاهرين ـ الثوار مدعومة بشرعية تدخل عربية كتلك التي شرّعت التدخل في ليبيا .

ويعتقد مراقبون غربيون أن تركيا تحاول شراء مصالح ونفوذ طهران في سورية في مقابل إنقاذ النظام بشرط تأكيد سورية موقفها من دعم قوات الجزيرة في البحرين حيث تتطلع إيران لتغيير معادلات الجغرافية السياسة من خلال تغيير النظام وإقامة نظام فارسي ملحق بطهران .

ويؤكد مراقبون أن تركيا تحركت في أعقاب تهديد منطقة بانياس حيث تقوم ثاني أكبر مصفاة للنفط موّلتها تركيا بمئات ملايين الدولارات وتعتبر تركيا بانياس امتدادا استراتيجيا من الشاطئ التركي .

 

من سيكون رئيس الحكومة المقبل؟ الوصفة السحرية: حكومة تكنوقراط

• برّي وجنبلاط يعدّان لـ"انقلاب" على "الانقلاب"

• هاجس التطورات السورية يطغى على المشهد اللبناني

• صراع الحقائق قد يحتاج الى 9 أشهر أخرى

بيروت ـ نبيه البرجي/المحرر العربي

لم يعد الحديث يقتصر على التداعيات السياسية للأحداث السورية على لبنان. في مطلع الأسبوع، ظهرت هواجس حقيقية من أن تتخذ تلك التداعيات منحىً آخر، وإلى حدّ تحذير جهات ديبلوماسية عربية وأجنبية من امتداد الحرائق الى لبنان.

وكشفت احدى تلك الجهات ان اتصالات (قد تكون عربية) قد جرت مع عواصم غربية فاعلة للحد من الضغط على النظام في سورية لأن من شأن ذلك أن يفضي الى "انفجار هائل" في لبنان الذي طالما استخدم من أكثر من محور ساحةً للصراع، أو لتصفية الحسابات، أو على الأقل لـ"حجب الرؤية".

غيبوبة الدولة

وتعترف المراجع المعنية بأنه لم يعد بالامكان تجاهل انعكاسات ما يحدث في المناطق السورية المختلفة على الوضع اللبناني. وثمّة أحاديث كثيرة قيد التداول عن السيناريوات التي تم إعدادها في حال بلغت التطورات هناك حدوداً معينة، فيما تبدو الساحة الداخلية جاهزة لكل أشكال الحرائق...

الفراغ في كل المؤسسات، وعندما لا يكون هناك مجلس وزراء لا يعود هناك، فعلياً، رئيس للجمهورية لأن دستور الطائف جعله جزءاً من السلطة التنفيذية، وإن مع إضفاء هالة معنوية على المنصب لا ترتبط بأي صلاحيات، اللهمّ إلاّ صلاحية التوقيع على مراسيم استقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة، وتوجيه رسائل الى مجلس النواب الذي، بدوره، في حال غيبوبة بسبب عدم وجود حكومة...

تصاعد السجال

يضاف الى ذلك أن التساجل أو السجال بين الأفرقاء، على اختلافهم، عاد الى التصاعد، لا بل انه بدأ يتخذ أشكالاً تلامس الخطر، فقوى 8 آذار/مارس تعتبر أن مصيرها مهدد وأنها قد تزول من الوجود أو يضعف شأنها الى الحد الأدنى إذا ما تردت الأوضاع في سورية بصورة أكثر خطورة، وإن كان هناك من بدأ يستعد لنقل "البارودة" من كتف الى كتف (والأشهر المقبلة ستكون حافلة بالعجائب)، وقى 14 آذار/مارس التي تتابع حالة الهذيان التي أصابت الفريق الآخر، وهو يدور، على غير هدى، حول الموضوع الحكومي، تعتبر أن كل يوم يمر هو لمصلحتها ليسقط هذا الفريق، في نهاية المطاف، داخل الحلبة..

ولكن هناك مصادر سياسية تعتبر أن أي رهان على طبيعة الأيام الآتية سيكون عبثياً، فهناك خشية حقيقية من أن يلجأ البعض الى السياسات الانتحارية، أي ترك الهيكل (وهنا الدولة) يسقط فوق الجميع. وبعبارة أخرى ان أي تحوّلات لن تكون بعيدة عن الاحتمالات الدموية، وإن كان هناك داخل قوى 8 آذار/مارس نفسها من يدعو الى الواقعية أو البراغماتية، فالمشهد اللبناني لا يتحمل أي خطأ، لا بل ان أي خطأ هو قاتل بالضرورة...

الوصفة السحرية

وعلى هذا الأساس، باتت تسمع داخل تلك القوى دعوات الى اعادة النظر في الملف الحكومي برمّته، وترك الرئيس نجيب ميقاتي الذي بات يدرك جيداً ما هي المفاعيل الدراماتيكية لتأليف حكومة اللون الواحد، يخرج من جيبه الوصفة السحرية، أي حكومة التكنوقراط التي تكون "غرفة انتظار" لا غرفة عمليات. وهذا من مصلحة الجميع، وبالدرجة الأولى من مصلحة اللبنانيين الذين بدأوا يجنون النتائج المدمرة للفراغ..

حكومة تكنوقراط تمهّد لحكومة إنقاذ وطني، فالمهم الآن هو إيجاد أي آلية لإعادة عجلة الدولة الى الدوران، وبالتالي التعاطي مع احتياجات الناس التي تتفاقم على نحو خطير، وبما تعنيه الكلمة. واللافت أن هناك من يرى في خطوة حركة "أمل" و"حزب الله" رفع الغطاء، ولو بصورة انتقائية، عن المعتدين على الأملاك العامة، قد تكون المظهر الأوّلي للخروج من منطق اللادولة الى منطق الدولة، ولكن من دون الاسترسال بعيداً في التفاؤل لأن من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، التكهن بطبيعة التعليمات، أو الإيحاءت، التي يمكن أن تأتي من الخارح.

انقلاب على الانقلاب؟

مراقبون يرون في بعض المواقف أو التصريحات الصارخة تعبيراً عن "تشنجات داخلية عميقة" فرضتها الأحداث السورية من جهة، والالتفاف على النشاطات الإيرانية (الاقليمية) من جهة أخرى. وهؤلاء المراقبون يعتبرون أنه يوجد داخل الأكثرية الجديدة، الآيلة حتما، الى التفكك أو الانحلال، من يفكّر بطريقة صحيحة، فهل صحيح أن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط يعدّان لـ"انقلاب" على "الانقلاب" الذي أطاح حكومة الرئيس سعد الحريري؟.

ويتردّد أن الخليلين (علي حسن خليل وحسين خليل) إنما يتحركان فوق الجزء الأمامي من المسرح، فيما "يشتغل" برّي وجنبلاط على الجزء الخلفي، وبعدما باتا على قناعة تامة بأن، الظروف التي فرضت التكليف منذ أكثر من 100 يوم، لم تعد ملائمة أبداً للتأليف، فالدينامية الاقليمية انحسرت الى حد بعيد، لا بل انها تلاشت كلياً، مع الاقتناع بأن دفع الوضع نحو الانفجار سيلحق الضرر، وبالدرجة الأولى، بالجهة القادرة على التفجير لأن المعطف الإقليمي لم يعد قادراً حتى على تأمين التغطية للتشكيلة الحكومية، فكيف له أن يؤمن التغطية لخيارات أخرى وحساسة..

عون وعقارب الساعة

وهنا يأتي من يسأل: هل أن برّي منزعج وأن "حالته بالويل" لأن الحكومة لا تتشكّل، وهو الذي يعلم طبيعة الظروف التي ستعمل فيها هذه الحكومة، أم لأن حليفه (اللدود) رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون لم يدرك بعد ما يجري "حولنا"، طارحاً شروطه كما لو أن عقارب الساعة ما زالت عند اللحظة التي تمّ فيها إسقاط حكومة الحريري، وهي لم تبتعد كثيراً عن تلك اللحظة وبالصورة التي توحي بأن الأشياء تنقلب أو هي انقلبت، فعلاً، رأساً على عقب، ومهما كانت نتيجة الوضع في سورية، وإن كانت أوساط ديبلوماسية في بيروت تعتقد أن الأحداث السورية ستستمر لمدة طويلة، وإن المعادلات، وقواعد اللعبة أيضاً، ستتعرّض لتغييرات هامة جدا، على أن يترك للأيام أن تكشف عن طبيعة المعالجة وكذلك عن طبيعة الاتصالات التي تجري، حالياً، خلف الستار.

التنويم السياسي

مطلع الأسبوع بدا باهتاً جداً. غابت كلمة التفاؤل التي ما زال البعض يروج لها، حتى بات الناس يصفون هؤلاء بأنهم إنما يمارسون "التنويم السياسي" الذي هو أبعد من التنويم المغناطيسي، فعون لم يتزحزح أبداً عن مطالبته بحقيبة الداخلية التي يعتبر ألا حقّ لرئيس الجمهورية ميشال سليمان بها على الإطلاق، لا دستورياً ولا سياسياً ولا منطقياً، والأسماء التي طُرحت في "الويك آند" لشغل الحقيبة لم تلقَ الصدى الحسن، كما أن عون لم يوافق على أن تبقى الحقيبة معلّقة، فيشغلها ميقاتي مؤقتاً، وعلى طريقة نوري المالكي..

خلفية استراتيجية

وبعبارة أخرى، فإن الإصرار على الداخلية إنما له "خلفية استراتيجية" لا تتوخّى إحداث عمليات جراحية داخل المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي فحسب، وإنما أيضاً حرمان سليمان من أي وجود فاعل داخل مجلس الوزراء، وعلى أساس أن تمثيل هذا الأخير في الحكومة هو هرطقة دستورية وسياسية على السوداء لأن رئيس الجمهورية، في هذه الحال، يتخلى عن "الصفات" التي أسبغتها عليه المادة 49 من الدستور (وإن كانت صفات معنوية بالكامل)، ليصبح طرفاً داخل مجلس الوزراء...

كالعادة، التوقعات متضاربة، والبعض "يصدّق" ان عون يمكن أن يقبل بوزير حيادي للداخلية، ومصادر "التيار الحر" تقول انه "لو خيّرنا بين الوزير زياد بارود والرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى غالب غانم الذي طرح اسمه في "الويك آند" ثم غاب سريعاً لاخترنا بارود ولما كانت هذه المعركة مع رئيس الجمهورية"، فيما بات مؤكداً أن المشكلة ليست أبداً حول الداخلية فقط، بل ان هناك خلافاً حول حقائب الاتصالات والطاقة والدفاع، أي أن الأمر قد يحتاج لـ 9 أشهر إضافية من أجل الاتفاق على التشكيلة الوزارية بأكملها، فيما هناك من يسأل: "ولكن من سيكون رئيس الحكومة المقبل؟"، في الكواليس كلام كبير حول عودة الحريري الى السراي لأنه الوحيد الذي يستطيع احتواء تداعيات إن للأحداث السورية أو لـ"شظايا" القرار الاتهامي الذي يعبتر أكثر من مصدر أن تعديله للمرة الثانية يعني أن أصابع الاتهام أصبحت جاهزة، وربما تجاوزت الإطار الذي تحدّثت عنه "دير شبيغل" الألمانية، وما أعقب ذلك.

الحريري ونصرالله

هذا يستلزم إعادة التواصل بين الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، وثمّة شائعات عن تحرّك قد يقوم به جنبلاط في هذا المجال لأن الأوضاع تكاد تصل، أو هي وصلت، الى منعطف خطير لا تجدي معه سوى عملية "لمّ الشمل"، فيما يحكى، مسيحياً، عن مساعً هادئة لجمع سليمان وعون، ولكن بعد إعداد دقيق من أجل أن يكون الاجتماع مثمراً، حتى وإن كان رأي مرجع روحي ان "الملائكة" وحدها تستطيع أن توفّق بين الرجلين..

في كل الأحوال، ليس وارداً عند الحريري العودة السريعة الى السراي، يفضّل أن يبقى على رأس المعارضة، فالمرحلة ضبابية جداً، كما ان القرار الاتهامي قد يصدر بين ليلة وضحاها، والخريطة السياسية لا بد أن تتبدّل، حتى إذا ما أخذت شكلها النهائي كانت العودة المظفرة الى السراي، كما لو أن التاريخ يعيد نفسه لمن يستذكر ما حصل لأبيه عندما أُبعد عن السراي..

وتشير مصادر القصر الجمهوري الى أن سليمان يرفض الانتقال من حكومة تصريف أعمال برئاسة الحريري الى حكومة تصريف أعمال برئاسة ميقاتي، من خلال سيناريو حكومة أمر واقع تصدر مراسيمها ولا تحصل على ثقة المجلس النيابي فتتحوّل الى حكومة تصريف أعمال..

التصعيد الكلامي مستمر. هذه المرة الوقت الضائع خطير وحافل بالاحتمالات، هذا لا يغيّر في الأمر شيئاً، المراوحة على حالها والى ما شاء الله..

 

من دروز 14 آذار الى الاهل والرفاق في كل من الشوف وجبل لبنان    

تحية منا جميعاً لذكرى شهدائنا الابرار الذين سقطوا في الحادي عشر من ايار دفاعاً عن الكرامة وعن البلد ورفضاً لاستخدام السلاح بين ابناء الوطن الواحد, وحماية للنظام الديمقراطي وللحريات. شهداؤنا الذين جعلوا من ذكرى حوادث ايار2008 المؤلمة إدانة للذين يحاولون فرض حكم الحزب الواحد على البلد. من اجلهم, من اجل الكرامة, ودفاعاً عن الحريات والعيش المشترك , من اجل ان يبقى الوطن ويسقط السلاح ندعوكم الى إضاءة الشموع على شرفات منازلكم وفي ساحات بلداتكم عشية الحادي عشر من ايار الساعة الثامنة مساءً. كما وندعوكم يوم الاربعاء في الحادي عشر من ايار الى ملاقاة مشايخ التوحيد في دعوتهم للحفل التكريمي الذي سيقيمونه لشهداء الحادي عشر من ايار 2008, لوضع وردة بيضاء على النصب التذكاري في بلدة دير قوبل الساعة السادسة مساءً.

 

نصرالله يتوقع صيفاً ساخناً جداً وحزبه فشل في معرفة إضافات بلمار

"السياسة" - خاص: نقل مصدر سياسي مقرب من "حزب الله" عن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله قوله في اجتماع قيادي إن صيف لبنان والمنطقة العربية سيكون ساخناً جداً إذا استمرت حالة الاضطرابات في سورية. وطلب نصر الله من قيادات حزبه الاستعداد لأسوأ الاحتمالات إذا سقط النظام السوري لأن إسرائيل ستستغل الفرصة لشن حرب ساحقة على لبنان, متوقعاً أن تشتعل كل المنطقة العربية بما في ذلك دول الخليج إذا وقعت الحرب, من دون أن يشرح كيفية حدوث ذلك. من جهة أخرى, أربك الإعلان عن تسليم المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار لقاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرنسين قراراً اتهامياً معدلاً يضيف عناصر أساسية جديدة إلى القرار الأساسي, "حزب الله" المعني الأول بالقرار إذا صحت التكهنات عن اتهام مجموعة منه بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وكشف مصدر مطلع أن الحزب حاول جاهدا معرفة هذه العناصر الإضافية ليعمل على دحضها إعلامياً, كما فعل في مسألة الاتصالات الخليوية, والتي يعتقد الحزب أنه نجح في تسخيفها, ولكن جهوده الجديدة اصطدمت بجدار سميك من الكتمان لأن بلمار ضمن كل إجراءات الحفاظ على السرية هذه المرة, ونجح بإبعاد المعلومات الجديدة عن استخبارات دول مهمة في مجلس الأمن كانت في السابق تسرب ما يصل إليها لسورية ومنها تنتقل المعلومات فوراً إلى إيران و"حزب الله". ولم يستبعد المصدر أن تكون حصلت بعض التسريبات هذه المرة ولكنها لم تصل إلى سورية المنشغلة هذه الأيام بما هو اخطر واهم من قضية المحكمة, أو أن معلومات ما وصلت بالفعل إلى دمشق ولكنها لم تزود "حزب الله" بها لأسباب مجهولة, فالمؤكد أن الحزب لا يعرف شيئاً بالفعل عن إضافات بلمار. ولفت المصدر إلى أن "حزب الله" لم يعلق على خبر إيداع القرار الاتهامي الجديد, وبررت بعض قياداته بالقول إنه غير معني بما تفعله المحكمة إلا أن الوقائع تفيد أن الحزب أجرى اتصالات دولية كثيفة للحصول على أي معلومات من دون جدوى.

 

القمة الخليجية التشاورية الثالثة عشرة تعقد في الرياض اليوم وسط ظروف بالغة الدقة 

قادة "الخليجي" يناقشون تدخلات إيران ومواقفها غير المسؤولة

الرياض - وكالات: يناقش قادة دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم التشاوري في العاصمة السعودية اليوم, التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول المجلس, الذي يمثل انتهاكا للمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس", أمس, أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, سيكون على رأس مستقبلي قادة دول المجلس. وأضافت أن القادة سيتابعون خلال اللقاء مسيرة العمل المشترك بجوانبه السياسية والاقتصادية والأمنية, سعيا لتحقيق المزيد من طموحات أبناء المجلس من التلاحم والتعاون والتقدم, كما سيستعرضون آخر المستجدات العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأوضحت أن القمة التشاورية الثالثة عشرة لقادة دول المجلس تعقد في ظل ظروف بالغة الدقة, خاصة على صعيد قضايا الاستقرار والأمن الإقليمي لدول المجلس.

ولفتت إلى أن قادة دول المجلس سيناقشون التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول المجلس الذي يمثل انتهاكا للمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار, وكذلك تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين غير المسؤولة التي تتعارض مع مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل. وأشارت إلى أن "المتتبع لمواقف دول المجلس يرى أنها لم تقف في احتواء أزماتها عند مملكة البحرين فقط, بل حرصت على وقف نزيف الدم في اليمن والحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن".وأضافت أن "المبادرة الخليجية هي الحل الأمثل والأنجع لتسوية الأزمة اليمنية", مشيرة إلى أن "الاتصالات مازالت مستمرة مع كل الأطراف اليمينية لتحقيق التوافق حول الإجراءات الخاصة بالتوقيع على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بموافقة ممثلي الحكومة اليمنية وممثلي أحزاب اللقاء المشترك" المعارضة. وأكدت أن قادة دول الخليج "سيجددون موقفهم تجاه قضية الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية, ودعم حق السيادة لدولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث, ودعوة إيران إلى الاستجابة لمساعي دولة الإمارات والمجتمع الدولي, لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية". واعتبرت أن "كل ماسبق ملفات لقضايا إقليمية تتفاعل في منطقة الخليج العربي وما حولها بصورة متسارعة ومتغيرة, ما يتطلب إجراء مشاورات مكثفة بشأنها في القمة التشاورية للوصول إلى رؤية مشتركة للتعامل معها بما تقتضيه مصالح دول المجلس وأمنها الإقليمي".

 

الحرس الثوري": فريق الرئيس  نجاد المنحرف يخطط لفتنة كبيرة ضد المرشد الأعلى  

انهيار الثقة بين خامنئي ونجاد وصدامات بين أنصارهما في طهران

أحد أئمة العاصمة: الرئيس هو جندي الولي الفقيه وعليه أن يطيعه طاعة عمياء

طهران - وكالات: وقعت صدامات دموية في طهران بين أنصار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وأنصار المرشد الأعلى علي خامنئي, أدت إلى إصابة عدد منهم بجروح بليغة, ما يعني دخول الأزمة المتصاعدة مرحلة حساسة وخطيرة. ونقلت قناة "العربية" الإخبارية, أمس, عن مصادر في المعارضة الايرانية تأكيدها أن الصدامات وقعت, أول من أمس, مقابل محطة المترو عند الباب الشمالي لمصلى طهران الكبير, بعد أن تبادل الطرفان شتائم واتهامات بالانحراف.

وأضافت المصادر أن عناصر "الباسيج" وجماعة "أنصار حزب الله" المؤيدين لخامنئي تجمعوا أيضا في ساحة منيرية جنوب العاصمة, وسط تدابير أمنية مشددة من قبل الشرطة وذلك لمنع أنصار صهر الرئيس اسفنديار رحيم مشائي, من إحياء مناسبة دينية. في سياق متصل, حذرت صحيفة "جوان", التابعة للحرس الثوري والتي أيدت نجاد سابقاً في نزاعه مع الإصلاحيين, مما اسمته مخططاً يعده فريق الرئيس ضد خامنئي.

ووصفت في مقال نشرته أمس فريقَ الرئيس بالمنحرف, مؤكدة أنه من خلال ستراتيجية الرئيس في "التحدي المستمر" لإرادة الولي الفقيه "ومواجهته" سينفذ فتنة كبيرة ضد القيادة.

وأشارت بوضوح إلى أن جدار الثقة انهار بين الرئيس والمرشد, وأن شعارات نجاد عن ولاية الفقيه ليست إلا خدعة وكذبة كبيرة, وهو يخطط عبر تغيير وزرائه إلى فتنة كبيرة مقبلة ضد المرشد الأعلى. وفي مواجهة ضغوط المحافظين الذين يطالبونه ب¯"الطاعة", كرر نجاد ولاءه للمرشد الأعلى, وقال خلال مجلس الوزراء, أول من أمس, ان "الحكومة, بقوة الكلمة والفعل, ستواصل الدفاع عن ولاية" الفقيه.

وفي الأيام الاخيرة, كثف المحافظون الضغوط على احمدي نجاد الذي توترت علاقته بالمرشد الاعلى بعدما رفض الاخير إقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي. وقال رجل الدين البارز حجة الاسلام كاظم صديقي في تصريحات نشرتها الصحف ان "الرئيس أكد انه سيخيب امل أعداء النظام (بقبول ولاية المرشد) لكن ذلك ليس كافياً, وننتظر منه أفعالاً". واضاف صديقي, احد ائمة طهران, ان "الرئيس ليس في علاقة الابن بوالده مع المرشد, وانما هو جندي ولي الفقيه وعليه أن يطيعه طاعة عمياء". وكان احمدي نجاد اكد في اول مايو الجاري انه يطيع المرشد "كابن يطيع والده", وذلك في كلمة القاها امام مجلس للوزراء وكان يفترض ان تنهي أسبوعاً من الازمة بين الاثنين. وقبل ذلك, قاطع الرئيس كل الانشطة العامة لمدة ثمانية ايام بعد اعتراض خامنئي على قراره إقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي القريب من المرشد. وأثارت هذه المواجهة حول السيطرة على وزارة الاستخبارات حفيظة المحافظين على الرئيس وتتعدد المؤشرات على أن التوتر لم يخف منذ ذلك الحين. فقد اعتقل حجة الاسلام عباس اميريفار, امام الصلاة في الرئاسة, والقريب من احمدي نجاد في الاول من مايو الجاري لدوره في قضية غامضة تتعلق بإذاعة قرص "دي.في.دي" يعلن عودة الامام الغائب (الامام الثاني عشر عند الشيعة او المهدي المنتظر). كما اكد القضاء اعتقال "مشعوذ" على علاقة باسفنديار رحيم مشائي المستشار الرئيسي لأحمدي نجاد. وقال القائد العام للحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري محذرا "لقد نسي البعض قيم الثورة ويسعى الى تحريف معنى الاسلام, لكن الشعب لا يتبع الشياطين والجن ولن يسمح بأي انحراف". ونفى احمدي نجاد اول من امس انحرافا مماثلا, مضيفاً ان "البلد يبنى فقط بالحكمة والتضحية". ويعتبر مشائي منذ وقت طويل العدو الاول للتيار الديني المتشدد الذي يأخذ عليه قوميته الزائدة وليبراليته وتأثيره القوي على الرئيس, وهو متهم حالياً بقيادة تيار "انحرافي" من قبل متشددي النظام الذين طالبوا أكثر من مرة احمدي نجاد بالتخلص منه من دون نجاح حتى الان. ومنذ اسبوع يحرص رجال الدين المحافظون أيضاً على تذكير الرئيس يومياً بواجب "الطاعة" للمرشد.

وقال آية الله احمد تقي مصباح يزدي, معلم احمدي نجاد السابق, ان "الطاعة والخضوع للمرشد واجب ديني لا علاقة له بالسياسة", وذكره أيضاً بأنه يستمد "شرعيته من رضا المرشد وليس من تصويت شعبي". وزاد على ذلك ممثل المرشد لدى البسدران حجة الاسلام مجتبى ذو النور, مؤكداً أنه "لا شرعية للرئيس ولا لاحد من دون امر المرشد".

كما كثف البرلمان, الذي يهيمن عليه الجناح المتشدد في النظام الذي عارض كثيرا الحكومة في الاشهر الاخيرة, ضغوطه وقدم مذكرة تطالب الرئيس بالحضور لتفسير موقفه وفقاً لوكالة "مهر". وحصلت هذه المذكرة بالفعل على أكثر من 90 توقيعاً من التوقيعات ال¯175 اللازمة لإقرارها.

 

في ظل الاضطرابات العربية وسط مخاوف من استفادة طهران من الوقت  

تصاعد الجدل في إسرائيل حيال توجيه ضربة لإيران

 القدس - رويترز: وراء ترحيب اسرائيل الفاتر بالانتفاضات الشعبية التي اجتاحت جيراناً عرباً مثل مصر وتونس, يبرز تساؤل قائم منذ فترة طويلة: هل يمكن أن تكون الاضطرابات السياسية كافية لدفع تل أبيب لمهاجمة ايران? في حين أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التزم الصمت بشأن خيار الحرب الذي سينهك الجيش الاسرائيلي, تقول مصادر قريبة منه ان طبول الاحتجاجات الداعية للديمقراطية تزيد انتباهه الى مرور الوقت على برنامج إيران النووي. ويلقى احتمال حدوث وفاق بين الأنظمة الموالية للغرب وبين ايران صدى في نفس نتانياهو الذي يرى في الجمهورية الاسلامية تهديداً عالمياً. وبدأت تلوح في الافق قرارات دفعت الرئيس السابق للمخابرات الاسرائيلية (الموساد) مئير داغان الى التهكم علناً من فكرة شن غارات جوية على ايران, ووصفها بأنها "فكرة غبية" تعرض اسرائيل للخطر, الأمر الذي فسره كثيرون على أنه تحذير لنتانياهو كي يتراجع.

وقال مستشار للحكومة الاسرائيلية "من المؤكد أن الربيع العربي يعزز من يجادلون بأننا في هذا وحدنا ضد ايران بكل ما يستتبعه هذا على صعيد التخطيط". وقلل ارتفاع أسعار النفط الذي تعد ايران واحدة من أكبر منتجيه في العالم من تأثير العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة على طهران والتي أيدتها اسرائيل بحذر, كما هزت ارتباطات الادارة الاميركية المتزايدة في الشرق الاوسط ثقة الاسرائيليين في قدرة أكبر حليفة لهم على التعامل مع عدوتهم.

وقال المستشار الاسرائيلي "هناك وجهة نظر معارضة (في حكومة نتانياهو) وهي الأمل في أن الثورة السياسية قد تصل الى ايران أيضاً ما يبدد التهديد النووي", مضيفاً "لكن هذا لا يتمتع بثقل كبير". وحتى إذا ألحقت الغارات ضرراً دائماً بالمنشآت النووية الايرانية فسيكون على اسرائيل التعامل مع تداعياتها من عمليات انتقامية مباشرة الى صراعات حدودية وتوبيخ خارجي. وقال الجنرال المتقاعد بالجيش مئير داغان الذي ترك منصب مدير "الموساد" في يناير الماضي بعد أن شغله لثماني سنوات امام منتدى للموظفين الاسرائيليين يوم الجمعة الفائت ان "مهاجمة المفاعلات من الجو فكرة غبية لن تكون لها فائدة, وسيكون من المحتمل نشوب حرب اقليمية تنطلق خلالها صواريخ من ايران ومن حزب الله في لبنان".

ولدى سؤاله عن التصريحات, قال مسؤول أمني اسرائيلي وزميل لداغان ان من المرجح أنها تستهدف نتانياهو وترمي الى تشويه خيار الحرب أمام الرأي العام. وحين كان داغان مديرا للموساد أوصى باستخدام مزيج من الضغوط الديبلوماسية والاعمال التخريبية مع ايران التي تنفي السعي لامتلاك قنبلة نووية.

وأكد المسؤول الامني الاسرائيلي ان وجهة نظر داغان شاركه فيها الرئيس السابق لهيئة الاركان العامة للجيش الاسرائيلي غابي أشكينازي الذي تقاعد في فبراير الماضي.

وقال المسؤول "مع رحيل الحرس القديم ومع تلمس خلفائهم لطريقهم, يبدو أن داغان شعر بأنه لا يوجد ثقل موازن كاف" لصقور ايران في الحكومة. ومنذ رحيل اشكينازي, طور الجيش نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ والذي يوصف بأنه حائط الصد في وجه السلاح الرئيسي الذي يستخدمه "حزب الله" وحركة "حماس" في غزة. وفي حين أن "حماس" على غرار "حزب الله" حليفة لإيران, فإن لديها حافزا اضافيا لتفادي القتال مع اسرائيل هو اتفاق المصالحة الذي أبرمته مع حركة "فتح" في إطار مسعى فلسطيني لاعلان دولة مستقلة. ونفى نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشي يعلون أن تؤثر آراء داغان على عملية صنع القرار داخل الحكومة, لكنه وبخ مدير المخابرات السابق لتقويضه الستراتيجية الاسرائيلية والاميركية المتعلقة بالتهديد بشن هجمات لردع ايران والحفاظ على جدية القوى العالمية الاخرى تجاه ديبلوماسية الازمة.

وقال يعلون "كي يقتنع النظام الايراني بالتخلي عن قدرته النووية يجب أن يقدم له الاختيار بين الحصول على قنبلة وبين البقاء. وهذه التصريحات لا تساعد في وضع ايران امام هذه المعضلة". ومهما كانت حقيقة ما يحدث خلال مناقشات مجلس الوزراء المغلقة, فإن حكومة نتانياهو بعثت رسائل متضاربة بشأن ايران. وحين سئل وزير الدفاع ايهود باراك الشهر الماضي عن التقارب الفلسطيني, قال ان على اسرائيل التركيز على تحديث "القدرة على العمل في ايران والقدرة على الدفاع عن أنفسنا من الصواريخ".

واختلفت لهجته حين قال لصحيفة اسرائيلية بعد ذلك بأيام ان من غير المرجح أن تهاجم ايران, في حال امتلاكها سلاحاً نووياً, اسرائيل التي يعتقد أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة بالمنطقة. وترك يعلون احتمال التعلل بذريعة مفتوحاً, قائلاً "آمل أن يرى الايرانيون مؤامرة اسرائيلية في هذا. هذا قد يفيد".

 

أوساط ميقاتي لـ "السياسة": يدرس مجموعة خيارات ولن يقبل استمرار الابتزاز  

ما يُسمى الأكثرية الجديدة فشلت فشلاً ذريعاً في تأليف الحكومة وحبذا لو يستفيق المتحاصصون

بيروت - "السياسة" والوكالات: وجه رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط, أمس, انتقادات حادة إلى قوى "8 آذار", مشدداً على أنها فشلت فشلاً ذريعاً في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة و"لم يعد منطقياً تغطيتها", في تهديد واضح بخروجه من الاصطفاف إلى جانب هذه القوى, ما يعني عملياً عودتها أقلية في مجلس النواب, بعدما تحولت أكثرية خلال الاستشارات النيابية الأخيرة بفضل تصويت نوابه لمرشحها المكلف تشكيل الحكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وأكد جنبلاط, في موقعه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن "الحزب التقدمي الاشتراكي" الذي يرأسه, أن "الاستمرار في تأييد بعض الشعارات العبثية التي سبق أن أعلنتها الأكثرية السابقة (14 آذار) لم يكن ممكناً, ولكن في الوقت ذاته, لم يعد منطقياً استمرار الحزب "التقدمي الاشتراكي" و"جبهة النضال الوطني", في تغطية هذه الحالة من المراوحة والفراغ والتعطيل ضمن ما يُسمى الأكثرية الجديدة التي أثبتت أنها فشلت فشلاً ذريعاً في تأليف الحكومة الجديدة". وأشار إلى أنَّه "سبق أن أجمعت الأكثرية الجديدة على تسمية الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة الجديدة, ولبى الرئيس المكلف معظم المطالب السياسية لمختلف الأطراف قدر المتاح", متسائلاً "لماذا هذا الترف في التعطيل ووضع العقبات تلو العقبات, على الرغم من كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي تلاحق المواطنين وتحاصرهم في كل مكان".

وأكد أنَّ "الحزب التقدمي الاشتراكي و"جبهة النضال الوطني", ومن موقع الالتزام بقضايا الناس والعمال والفلاحين والكادحين, يرفضان الانجرار إلى لعبة الحصص الوزارية, التي لا تزال تعطل التأليف منذ ما يزيد عن مئة يوم, ويريان أنَّ مصلحة البلاد لا تتحقق من خلال تولي هذا الطرف لتلك الحقيبة أو بالعكس, بل من خلال تخطي المصالح الفئوية الضيقة والذهاب نحو واقع جديد, اتضح أنَّ ما يسمى الأكثرية الجديدة أعجز من أن تستولده في ظل انقساماتها الراهنة وتجاذباتها المستمرة التي لا تنتهي".

ورأى جنبلاط أنَّ "الاعتبار الأساسي الذي بنى "التقدمي الإشتراكي" على أساسه موقفه السياسي هو حماية الاستقرار والسلم الأهلي, وإذا كان البعض من القوى السياسية لا يبحث سوى عن مصلحته المباشرة, فإننا لا نستطيع الاستمرار في تغطية هذا الموقف بعد الآن, فالسقوط في هذه الدوامة هو إسقاط للبلد برمته, فحبذا لو يستفيق المتحاصصون".

وفي الوقت الذي ما زالت قوى "8 آذار" تمارس سياسة المراوحة والمماطلة في عملية تشكيل الحكومة بفرض الشروط التعجيزية على ميقاتي, كشفت مصادر موثوقة قريبة من الأخير أنه أبلغ من يعنيهم الأمر في الأكثرية الجديدة أنه لن يقبل استمرار سياسة الابتزاز التي يمارسها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون, والمدعومة من بعض القوى الأساسية في الغالبية النيابية. وقالت المصادر إن الرئيس المكلف لن يسمح للآخرين بأن يحددوا له الخطوات التي سيقوم بها أو شكل الحكومة التي يريد تأليفها, وهو وإن كان أعطى مزيداً من الوقت لمشاورات التأليف, فلأنه حريص على أن تحظى الحكومة العتيدة بموافقة أوسع شريحة من اللبنانيين, لكنه في ظل استمرار هذا المأزق وما يتعرض إليه من ضغوطات, فإنه بدأ يدرس جدياً مجموعة من الخيارات للسير بأحدها بالتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان, انطلاقاً مما ينص عليه الدستور في عملية التأليف, وبعدها فليتحمل كل طرف مسؤولياته في إيصال الأمور إلى ما وصلت إليه, ولا بد بالتالي من اتخاذ القرار الذي هو لمصلحة البلد والناس أولاً وأخيراً. وكشفت المصادر أن الرئيس المكلف بحث مع الوسطاء الذين يقومون بتقريب وجهات النظر من الملف الحكومي أفكاراً جديدة بما يتعلق بحقيبة "الداخلية" يأمل أن تلقى قبولاً من الفريق الآخر بما يعبد الطريق أمام إعلان الحكومة في وقت قريب, حيث أنه لم يعد جائزاً التسليم بهذا الواقع طويلاً, نافية ما يُحكى عن تأثيرات خارجية تعرقل عملية التأليف.

وقالت إن العقبات التي يضعها البعض أمام التشكيل هي وحدها التي تؤخر الإعلان عن الولادة, في وقت تبدو الدول العربية جميعها مشغولة بأوضاعها الداخلية, وليس لديها الوقت لمساعدة اللبنانيين على معالجة أمورهم, وهذا ما يوجب على جميع الأطراف التبصر في حقيقة المخاطر التي تواجه البلد والعمل على مواجهتها بتمتين الوحدة الداخلية والإسراع في تأليف حكومة قادرة وقوية. في سياق متصل, أوضحت مصادر سياسية مواكبة ل¯"وكالة الأنباء المركزية" ان سلسلة اقتراحات هي قيد التداول راهناً لمعالجة العقد التي تعترض التشكيل ومنها اقتراح بتشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين مدتها محددة ومهمتها معالجة شؤون الناس ومصالحهم, على ان تترك الشأن السياسي لطاولة الحوار ومجلس النواب في انتظار ان تتبلور صورة التطورات في المنطقة وتحسم الخلافات في الداخل حول مواضيع سياسية.

 

تركيا ترفض طلبا إيرانيا بالحلول مكان سورية في تهريب السلاح لـ "حزب الله"

برلين - "السياسة": رفضت الحكومة التركية خلال محادثات مطولة اجراها وفد ايراني سياسي - عسكري مشترك طوال ثلاثة ايام في انقرة ان تحل تركيا محل سورية في فتح اراضيها او مطاراتها لشحنات من الاسلحة تنقلها شاحنات او طائرات ايرانية الى "حزب الله" في لبنان ثم يجري تهريبها عبر الاراضي السورية او البحر الى السواحل اللبنانية الواقعة تحت سيطرة الحزب اللبناني - الايراني او بعض حلفائه في شمال لبنان. وذكر تقرير استخباري الماني ان الوفد الايراني الذي غادر انقرة السبت الماضي بعد فشل اقناع حكومة اردوغان بالحلول محل النظام السوري في استقبال أسلحة مهربة الى "حزب الله" من ايران رغم "اغراءات اقتصادية مهمة", كان برئاسة احد كبار موظفي وزارة الخارجية الايرانية ويضم الرجلين الثاني والثالث في تراتبية "الحرس الثوري" الايراني المشرف عادة على تهريب السلاح الى "حزب الله" في لبنان وحركة "حماس" في قطاع غزة.

وكشف التقرير النقاب عن ان موفدين من "حزب الله" بينهم نائبان في البرلمان اللبناني وثلاثة من القياديين الامنيين ورجلا دين فاعلان في الحزب, كانوا زاروا طهران في اواخر ابريل الماضي لنقل مخاوف نصر الله وقيادته "من سقوط قريب للنظام السوري في دمشق بحيث تنقطع الامدادات التسليحية والبشرية الايرانية الى قواعد الحزب في الضاحية الجنوبية من بيروت والبقاع والجنوب, التي تتدفق عليه منذ سنوات طويلة, كما بحث اعضاء الوفد مع احد مستشاري المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي ما يمكن ان يحدث من تداعيات سلبية للغاية من جراء انفراط عقد "حزب البعث" وقادته الحلفاء الاقوياء لايران, وماذا سيكون عليه مستقبل الحزب في لبنان في حال قيام نظام ديمقراطي متحالف مع الولايات المتحدة والغرب في سورية يسعى الى القضاء على "حزب الله" وعلى اي نفوذ ايراني في المنطقة". واكد التقرير الاستخباري الالماني الذي تداولته عواصم القرار الاوروبي في حلف شمال الاطلسي ان "الانقلاب التركي الذي قام به اردوغان على النظام السوري الذي كان حليفه حتى الامس القريب وعدم تجاوب الرئيس بشار الاسد مع نصائح رئيس الوزراء التركي باجراء اصلاحات فورية وسريعة توقف الثورة عند حدود معقولة, ان هذا الانقلاب يسري ايضا على العلاقات التركية - الايرانية التي تأثرت سلبا بالحملة التركية على الاسد و"حزب الله" التي بلغت حد التهديد بمنع تكرار نظام البعث مجازر حماه العام 1982 التي ذهب ضحيتها الاف القتلى والمهاجرين من الطائفة السنية على ايدي العلويين".

 

 

الراعي: المسؤولون يعطلون الدولة والشعب كأنه صفر على الشمال

نهارنت/اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ان المسؤولين يعطلون الدولة في وقت يحاول الشعب الحفاظ عليها، مبديا أسفه لان الشعب اصبح وكأنه صفر على الشمال لا احد يكترث لمطالبه وأبسط حقوقه. وقال الراعي خلال استقباله النائب علي عسيران على رأس وفد، إن لبنان غني بالتنوع الديني والثقافي، ولكن للاسف اذا لم يدرك المسؤولون الامر ولم يعيشوا الشركة والمحبة فسيفقد لبنان قيمته وستغرق الباخرة التي نستقلها جميعا. وجدد البطريرك الراعي أسفه لما نعيشه من شلل في المؤسسات الدستورية ما ينعكس سلبا على الاوضاع الاقتصادية ويترجم هجرة في صفوف الشباب. واستقبل الراعي الوزير السابق البير منصور ثم راعي ابرشية قبرص المارونية السابق المطران بطرس الجميل.

وكان الراعي قد تمنى خلال ترؤسه قداسا في بازيليك سيدة حريصا لمناسبة الشهر المريمي، أن يوقظ الله ضمائر المسؤولين اللبنانيين ليُخرجوا البلد من ازمة تأليف الحكومة التي تشلّ عمل المؤسسات الدستورية وتًغرق لبنان في ازمات معيشية واقتصادية. ودعا البطريرك الراعي، الى ارساء المحبة بين القادة السياسيين للعيش معاً وفق الاحترام المتبادل، آملا في ان تخرج المنطقة المشرقية من نزاعاتها بسلام.

 

السفير الأميركي في دمشق: الإدارة الأميركية تطالب بأن توقف سوريا مساعدتها لـ"حزب الله" فورا

نهارنت/ذكر السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد انه "ثمة معلومات عن نقل أسلحة ومعدات وأجهزة عسكرية من الجانب السوري إلى "حزب الله"، معرباً عن استمرار قلق بلاده من العلاقة بين دمشق و"حزب الله". واوضح فورد في مقابلة مع "راديو سوا" أن "الإدارة الأميركية تطالب بأن توقف سوريا مساعدتها لـ"حزب الله" فورا، وأن تعترف بسيادة لبنان على أرضه في إطار علاقات وديّة تتسم باحترام كل بلد لسيادة الآخر". ودعا سوريا الى تغيير من أسلوب تعاملها مع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها أنحاء متفرقة من البلاد. واشار فورد إلى أنه لا يرى حوارا سياسيا جديا في سوريا رغم الاحتجاجات الشعبية الحالية. وتمنى "بأن تدعو الحكومة السورية ممثلين من المعارضة والمجتمع السوري إلى حوار حقيقي".

 

وزير الداخلية الفرنسية: على فرنسا ان تهنىء نفسها للثورة التاريخية التي انجزتها بين لبنان وسوريا

نهارنت/اوضح وزير الداخلية الفرنسية كلود غيان لصحيفة "السفير" انه "تعلمون تعلّق فرنسا بلبنان لأسباب تاريخية". وشرح غيان ان "التحدث إلى دمشق، سمح بتشكيل حكومة لبنانية وانتخاب رئيس للجمهورية، وحقق ثورة تاريخية بتبادل البلدين للسفارات بينهما، ونعتقد بأنه ينبغي أن نهنئ أنفسنا". وتطرق غيان الى ما يجري في سوريا والإنجازات التي أمكن تحقيقها، فهناك إسرائيل أولا "كان هناك مرحلة مددنا خلالها يدنا إلى دمشق التي كانت تمد يدها لنا أيضا. رهاننا كان إعادة سوريا إلى محفل الأمم وإلى الأسرة الدولية، وكان بداية افتتاح لأفق السلام في الشرق الأوسط. ويجب أن نتذكر أن إسرائيل وسوريا، هما على الأقل نظريا، في حالة حرب، وتحقيق السلام بينهما كان سيشكل مفتاحا للعملية السلمية في المنطقة برمتها".

 

قاسم يؤكد أن تشكيل الحكومة من مسؤولية الجميع: لا يمكن بناء الدولة بعقلية ميليشياوية تعمل للفتنة والفوضى

نهارنت/رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "وثائق ويكيليكس كشفت وجود ميليشيات في لبنان تعمل لتتسلح من أجل إحداث فتن داخلية وحرب أهلية"، معتبرا أن "هذا ما تبين في أجواء أيار العام 2008 بحسب هذه الوثائق". وعليه، لفت قاسم خلال كلمة له في حفل التكليف السنوي الذي أقامته جمعية التعليم الديني الإسلامي للفتيات اللواتي بلغن سن التكليف الشرعي في قاعة الجنان، الى أن "هناك من طالب السلطات الأمنية بأن تسلِّحه، ويبدو أنه حصل تعاطف مع بعضها من أجل تهيئة سلاح للميليشيات لمقاتلة الطرف الآخر"، واصفا الأمر بالخطير. وقال:"هناك من كان يعد العدة لينصرف إلى تخريب البلد عبر الميليشيات والسلاح من جماعة 14 آذار بالتحديد، غير آبهين لا بقيام الدولة ولا بمشروع الدولة، ولا بكل الشعارات التي رفعوها". وإذ أكد أنه "لا يمكن بناء الدولة بعقلية ميليشياوية، ولا يمكن أن يحصل استقرار بهذه العقلية الميليشياوية"، رأى قاسم أنه "من الطبيعي أننا عندما نستعرض السنوات الأخيرة في لبنان وعدم الاستقرار السياسي والأمني فيها، نستنتج بكل وضوح أن هناك فئة في لبنان كانت تعد نفسها ميليشياويا، وتريد أن تنتصر على الآخر عسكريا بالفتنة وبالفوضى الداخلية، لتتربَّع على حكم لبنان متفردة وتمنع الآخرين من المشاركة في بناء هذه الدولة"، مشيرا الى أن"هذا ما يخدم المشروع الأمريكي الإسرائيلي، وأن التحضيرات كانت قائمة على قدم وساق لإشعال حرب أهلية وإيجاد خطوط تماس في داخل البلد". وأضاف:"كان هناك تمويل إقليمي منظم وممنهج، وكان يوجد إشراف أمريكي مستمر ودائم ولحظة بلحظة". وفي السياق عينه، لاحظ قاسم أن وثائق ويكيليكس أثبتت "أن الحياة اليومية اللبنانية كانت تتابع من السفارة الأمريكية من قبل هؤلاء الذين يدَّعون أنهم يريدون العبور إلى الدولة". وأوضح أن "مع وجود أطراف لبنانية واعية ومؤمنة ومخلصة استطعنا وأد الفتنة وتغليب المصلحة، واستطعنا أن ننقل البلد إلى نوع من الاستقرار".

كما أعلن قاسم أن وثائق ويكيليكس كشفت أن الفريق الآخر اقترح على الأمريكيين تغيير النظام السوري، واستبداله ببعض التنظيمات والجهات والأشخاص. وكشف أن الفريق الآخر "طلب محاصرة النظام السوري في مجلس الأمن بإصدار القرارات المختلفة"، معتبرا أن "هذا التدخل هو جزء لا يتجزأ من الإضرار بالعلاقة اللبنانية السورية". وفي هذا السياق ذكَر أن "أمن لبنان من أمن سوريا، وأمن سوريا من أمن لبنان"، شارحا أن "ما يحصل في أيٍ من البلدين يؤثر على الطرف الآخر". هذا، وتوجه قاسم الى الفريق الآخر قائلا:" أميركا تستخدمكم وتستخدم نصائحكم ولكنها تعمل ما يناسبها، فتدفعون الثمن بسبب مواقفكم من دون أن تأخذوا النتيجة، لأن أمريكا تريد النتيجة لمصلحتها ولمصلحة إسرائيل".

وسأل: "إذا لماذا هذا التخريب؟ لماذا اتهمتم سوريا سياسيا أربع سنوات بأنها قتلت الرئيس الحريري وخربتم العلاقات بيننا وجارتنا المباشرة؟ لماذا تحرِّضون على عمل سلبي ضد سوريا، وأنتم تعلمون أن ما يحصل في سوريا يؤثر علينا في لبنان بشكل مباشر". و دعا الفريق الآخر الى "الكف عن هذا العمل الذي يؤذي لبنان"، مشددا على أن "سوريا المستقرة هي مصلحة للبنان، وسوريا المقاومة سد منيع أمام تمدد المشروع الإسرائيلي في المنطقة". وحول موضوع تشكيل الحكومة، أكد قاسم أن "حزب الله مهتم بإنجاز الحكومة اللبنانية في أسرع وقت"، متمنيا أن "يتمَّ التأليف اليوم قبل الغد". وأوضح أن "كنا نتمنى أن تصدر مراسيم تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن"، مشيرا الى أن "هناك تعقيدات طبيعية، لها علاقة بوجود أطراف متعددة شاركت في هذه الحكومة، وهي تحتاج أن تتفاهم في ما بينها". وتابع:"جميع الذين يشكلون الحكومة اليوم يتحملون مسؤولية تشكيلها بمن فيهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وأولهم رئيس الحكومة المعني والمسؤول عن إصدار هذه التشكيلة"، مؤكدا أن "جميعا يعملون بكل جهد وكل اهتمام وحرص".

هذا، وأمل قاسم في أن "تكون هناك خطوات فاعلة أكثر لمصلحة هذا التأليف"، رافضا أن تكون "هذه الحكومة هي من مسؤولية جهة دون جهة أخرى لأنها من مسؤولية الجميع"، متمنيا "أن تحمل الأيام المقبلة حلولا، وأن يتمَّ التجاوب بين الحلفاء الموجودين في داخل الحكومةلمصلحة الإسراع في تشكيلها". وخلص مشددا على ضرورة أن "ينطلق البلد بعد فترة من الضغوط والمشاكل والتعقيدات، و بعد إدارة لم تكن موفقة ولم تكن مستقرة ولم تعمل بشكل جيد لمصلحة لبنان، نخرها الفساد والتعقيدات والمحسوبيات والتعيينات الفئوية"، لافتا الى أن "أمام الحكومة القادمة مجموعة من الملفات المعقدة والكثيرة". 

 

الرئيس الجميل لدى عودته من مصر: لضرورة ايجاد نظام حماية دائم وثابت للأقباط لمنع تكرار الاعتدءات عليهم .

موقع الكتائب/ عاد الرئيس امين الجميل مساء امس الى بيروت بعد زيارة خاصة الى القاهرة التقى في خلالها بعض المسؤولين المصريين والعرب من بينهم امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير خارجية مصر الجديد نبيل عربي ووزراء آخرين وجرى الحديث حول الأوضاع في مصر ولبنان والعالم العربي في ضوء التطورات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة بأسرها. كما اثار الرئيس الجميل مع المعنيين في مصر وضع المسيحيين الأقباط وما يتعرضون له . وفي حديث الى موقع الكتائب الألكتروني اكد الرئيس الجميل ان الاعتداءات التي يتعرض لها المسيحيون في مصر تلطخ سمعة الثورة المصرية وتؤثر على مفهوم التعايش بين المسلمين والمسيحيين في الشرق الأوسط ولا يجوز ان تستمر خشية ان تكون لها مضاعفات وتداعيات على الوضع المصري العام. وشدد الرئيس الجميل على ضرورة ايجاد نظام حماية دائم وثابت للأقباط لمنع تكرار الاعتدءات عليها من فترة الى اخرى.

وبالمقابل لاحظ الرئيس الجميل  ان السلطات المصرية الجديدة مدركة خطورة الوضع  وتسعى الى معالجته ومنع تفاقمه . وهكذا رأينا مجلس الوزراء يعقد اجتماعات  مفتوحة ورئيس الحكومة يلغي جولة عربية مقررة و الأجهزة الأمنية تلقي  القبض على عدد من المشتبه بضلوعهم بقتل المواطنين الأبرياء واحراق الكنيستين . ورداً على سؤال حول مصر ما بعد الثورة قال الرئيس الجميل:"إن النظام المصري الجديد عازم على ارساء الاستقرار الداخلي واجراء الاصلاح السياسي ومحاربة الفساد بعزم وثبات لكي تستعيد مصر مجدداً دورها الطليعي في العالم العربي. واشار الرئيس الجميل الى ان القادة المصريين الجدد على الرغم من انشغالهم بالاوضاع الداخلية تمكنوا من تحريك الدبلوماسية المصرية في اتجاهات مختلفة وكان النجاح الدبلوماسي المصري الأول رعاية المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس مما يفتح آفاقاً جديدة امام القضية الفلسطينية ابرزها تأليف حكومة وحدة وطنية والحصول على اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة على ارض فلسطين بغض النظر عن معارضة دولة اسرائيل. وبصدد الموقف المصري من الوضع اللبناني اعلن الرئيس الجميل ان مصر وإن كانت تنأى بنفسها عن التدخل في شؤون لبنان الداخلية فإنها تتمنى ان تقوم دولة قوية في لبنان وان يصار الى تأليف حكومة تحوز ثقة مختلف اطياف المجتمع اللبناني وتكون قادرة على مواجهة التحديات العديدة البادية في افق لبنان والشرق الأوسط. وقال الرئيس الجميل إن نصيحة الحكومة المصرية هي ان يتمسك العرب ولاسيما لبنان بالقرارات الدولية لأن التجربة اثبتت ان هذه القرارات تشكل حماية للعرب في المنعطفات الأساسية .

 

التحضير لاعتصام جديد أمام ماسبيرو

الصمت يحلّ على البابا شنودة... وأقباط مصر يخشون على مصيرهم

أحمد عدلي/ايلاف

يعيش الأقباط المصريون حالة من القلق على مصيرهم بعد تزايد الاحتقان وأحداث العنف ضدهم بصورة غير مسبوقة من قبل الجماعات السلفية التي يرون أنها تشكل خطراً كبيراً على حياتهم، فيما أكد الأنبا كيرلس في إفادة لـ"إيلاف" أن وضع الأقباط قبل الثورة كان أفضل بكثير من وضعهم الحالي.

القاهرة: تزايدت حدة التوتر بين المسلمين والمسيحيين بعد أحداث منطقة إمبابة، التي راح ضحيتها 11 قتيلاً، وأصيب فيها نحو 200 شخصًا في أحدث أعمال عنف طائفية تشهدها البلاد خلال الفترة الأخيرة، مما دفع بعض الأقباط الي التساؤل عن مصيرهم في ظل "مصر ما بعد الثورة"، لاسيما مع تزايد نشاط التيارات الدينية بصفة عامة، والتيار السلفي بصفة خاصة.

تزايد نشاط السلفيين عقب ثورة 25 يناير، لاسيما مع الإفراج عن جميع القيادات السلفية، التي كانت تقبع في السجون منذ سنوات طويلة، فيما شهدت البلاد حوادث عدة ضد الأقباط، من بينها قطع أذن قبطي في مدينة قنا، وهدم كنيسة في قرية صول في مدينة حلوان.

وللمرة الأولى قام عشرات الاقباط بالتظاهر أمام السفارة الأميركية والاعتصام أمامها، مطالبين بالتدخل الدولي لحمايتهم وسط صمت وتحفظ كنسي على التطرق لهذا الأمر، وتأكيد أن أي حديث في هذا الأمر لابد أن يكون من البابا شنودة الذي لم يصدر أي تصريح حتى الآن. وقال الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي في إفادة لـ"إيلاف" أن أوضاع الاقباط في مصر ساء كثيرًا بعد ثورة 25 يناير بسبب السلفيين الذين ازداد نشاطهم ضد الأقباط من دون أن يتم إحالة أي منهم للمحاكمة، مشيرًا الى إنهاء الأزمات بجلسات الصلح وهتافات الوحدة.

المصريون اعتقدوا أن الثورة اطاحت بالطائفية لكن على الأرض لم يحدث ذلك واكد كيرلس على أن الوحدة بين المسلمين والأقباط معروفة على مر التاريخ، وأن المطالب بتكوين دولة للأقباط أمر غير مقبول، مشيرًا في الوقت نفسه الى أن تصرفات السلفيين وتعامل أجهزة الأمن معهم بعد الثورة أصبحت غير مقبولة على الإطلاق. ولفت الى أن جهاز امن الدولة على الرغم من مساوئه المتعددة، إلا أنه كان يستطيع السيطرة على تحركات السلفيين وحماية الأقباط، مطالبًا أجهزة الأمن بالقيام بدورها وتأمين كل المصريين، بما فيهم الأقباط، وإعلاء سيادة القانون وتطبيقه على الجميع بلا استثناء.

المحامي نجيب جبرائيل، محامي البابا شنودة، قال لـ"إيلاف" ان الحكومة المصرية مطالبة بضرورة التعامل بحزم وقوة مع الموقف، مشيرًا الى ان الاقباط مواطنون مصريون، ولا يمكن أن يسمحوا بمعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية. وطالب بضرورة اتخاذ موقف حازم مع السلفيين، لافتاً إلى أن الأقباط لن يشاركوا في أي جلسة صلح مادام مرتكبو الاحداث طلقاء من دون أي عقاب، مهددا باللجوء إلى المجلس الدولي لحقوق الإنسان لمقاضاة الحكومة المصرية.

الحكومة قررت الرد بحزم على أي محاولة لنشر الفوضى

وعلمت "إيلاف" من مصادر كنسية رفيعة أن البابا شنودة يتابع الموقف عن كثب، وأنه يعقد اجتماعات مستمرة، حيث أكدت المصادر أن الكنيسة في حالة طوارئ منذ ليلة أمس، فيما تم تشديد الإجراءات الأمنية حولها تخوفًا من أي أعمال تخريبية، قد تجري ضدها. وقد حاولنا الاتصال بأكثر من مصدر رسمي في الكنيسة، إلا أنهم اعتذروا عن الحديث بسبب ما وصفوه بتعليمات البابا شنودة. ودعا عشرات الأقباط الى البدء في اعتصام جديد أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون ماسبيرو من الليلة احتجاجًا على ما وصفوه بالاضطهاد الذي يتعرضون له. وتقدم عدد من اهالي المنطقة ببلاغات الى النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود ضد سلفيين، اتهموهم بإثارة الفتنة بين المسلمين والمسييحين، فيما شهدت منطقة وسط القاهرة تظاهرات من قبل مئات الأقباط الغاضبين.

الأقباط قلقون على مصيرهم بعد أحداث العنف

وفي الوقت الذي يسيطر فيه الهدوء الحذر على المنطقة بعد إعلان فرض حظر التجوال ظهر اليوم، بدأت منظمات المجتمع المدني والمجلس القومي لحقوق الإنسان بإرسال بعثات لتقصي الحقائق حول الأحداث مطالبين في بيانات عدة أصدروها، وصل إلى إيلاف نسخ منها، بضرورة التحقيق في الواقعة بشكل جدي، وإحالة المتهمين بغضّ النظر عن ديانتهم وانتمائهم. وقال رامي وحيد باحث في المنظمة المصرية لدعم المجتمع المدني في إفادة لـ"إيلاف" إنه وصل مع مجموعة من الباحثين للاستماع الى أقوال شهود العيان في الواقعة، وإعداد تقرير يتم عرضه على وسائل الإعلام، وإرسال نسخة منه الي الجهات المعنية. وأشار وحيد الى أنهم استمعوا الى عشرات الأهالي المقمين في منطقة إمبابة وعدد من المصابين، موضحا أن روايتهم متضاربة، ولم يتم التحقق منها حتى الآن، مؤكدًا أنهم في صدد الاستماع الى الروايات ومطابقتها بالراويات الرسمية التي صدرت من وزارة الداخلية.   

 

الامارت تدين "العمل الاثم" ضد كنائس الاقباط في مصر

أ. ف. ب. /ابو ظبي: نددت دولة الامارات العربية المتحدة ب"كل قوة بالعمل الآثم" الذي تعرضت له كنائس قبطية في مصر السبت، مؤكدة رفضها استهداف دور العبادة.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن وزير الدولة للشؤون الخارجية انور محمد قرقاش قوله ان "الامارات تدين بكل قوة العمل الآثم الذي استهدف كنيستي مارمينا والعذراء بحي امبابة (...) وما تبعه من احداث مؤسفة راح ضحيتها العديد" من المصريين. واشار الى تضامن الامارات مع مصر و"وقوفها الى جانبها في مواجهة هذا العمل (...) ورفضها استهداف دور العبادة".

واشاد قرقاش ب"رصيد مصر من التسامح الديني الذي ترسخ على أرضها عبر آلاف السنين بين أتباع الديانات السماوية". كما حض "الشعب المصري على النأي عن محاولات دس الفتن وزرع الفرقة التي يسعى البعض لبثها بينهم والالتفاف حول وحدتهم الوطنية ومصالحهم العليا والوقوف صفا واحدا ضد كل ما يعكر صفو البلاد وامنها واستقرارها".

وكانت صدامات وقعت مساء السبت في محيط كنيسة مار مينا في حي امبابة الشعبي في القاهرة بعد ان هاجمها مسلمون سلفيون اثر تردد شائعة عن احتجاز شابة قبطية اعتنقت الاسلام داخلها واستخدم فيها الطرفان الاسلحة النارية وقنابل المولوتوف والحجارة. كما قام مجهولون باشعال النيران في كنيسة العذراء في نفس الحي ثم لاذوا بالفرار ما ادى الى احتراق كل محتوياتها. وبحسب حصيلة رسمية، ادت الصدامات الى مقتل 12 شخصا بينهم ستة مسلمين واربعة اقباط ومازالت جثتان مجهولتي الهوية. واعلن الجيش المصري ان 190 شخصا اعتقلوا بعد اعمال العنف وانهم سيحالون الى محاكم عسكرية.

 

12قتيلاً ضحايا العنف الطائفي في القاهرة

شرف: مصر قد تكون أصبحت أمة في خطر

المجلس الأعلى للقوات المسلحة يلمح إلى تورط مؤيدي النظام السابق في الأحداث

الحكومة تؤكد "الضرب بيد من حديد على كل من يعبث بأمن الوطن"

النهار/القاهرة – جمال فهمي:

ألغى رئيس الوزراء المصري عصام شرف جولة خليجية كان مقررا أن يبدأها أمس الأحد من البحرين ثم دولة الأمارات العربية المتحدة، نتيجة تفاقم حوادث الاحتقان الطائفي التي تشهدها البلاد منذ أسابيع والتي بلغت ذروتها مساء السبت عندما حصلت في حي امبابة الشعبي شمال شرق القاهرة صدامات دموية بين مئات من المتطرفين المسلمين السلفيين ومواطنين مسيحيين من سكان الحي أدت إلى حرق كنيستين وتخريبهما وسقوط نحو 12 قتيلا وأكثر من 200 جريح.

وعقد شرف إجتماعا طارئا للحكومة صباح أمس وجه بعده بيانا الى الشعب تلاه وزير العدل المستشار عبد العزيز الجندي أكد فيه أن حكومته "ستضرب بيد من حديد على كل من يعبث بأمن الوطن وكل من يحرض على إثارة الفتن الطائفية"، محذرا من ان "مصر قد تكون أصبحت بالفعل ، أمة في خطر"، وأعلن أن الحكومة ستبقى في حال إنعقاد دائم لمتابعة الموقف وقررت "إتخاذ حزمة من الإجراءات الصارمة" لمحاصرة الفتنة، منها التفعيل "الفوري للقوانين التي تجرم الاعتداء على دور العبادة ومنع التجمهر حولها وملاحقة (كل من يحاول) العدوان على حرية العقيدة". وأشار إلى أن الحكومة ستطبق على المشاركين في حوادث العنف الطائفي بنود قانون الأرهاب التي تصل العقوبات فيها إلى الإعدام .

وأعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ الثورة الشعبية التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك في 11 شباط الماضي ، أنه قرر إحالة نحو 190 موقوفا على خلفية صدامات حي امبابة إلى القضاء العسكري ، وجاء في بيان أوردته صفحته في موقع "فايسبوك" أن المحكمة العسكرية العليا سوف تطبق على الموقوفين "أقصى العقوبات" ، وحذر كذلك من "مخاطر شديدة تحيط بمصر في هذه الفترة"، وناشد "طوائف الشعب وشباب الثورة والقوى الوطنية ورجال الدين المسلمين والمسيحيين كافة التصدي لمحاولات تمزيق نسيح الأمة التي تسعى أليها قوى الشر". ولمح إلى شبهات في ضلوع عناصر تنتمي إلى نظام مبارك في محاولات تأجيج التوتر الطائفي وإشاعة أجواء الفوضى، مؤكداً أنه "لا عودة إلى الماضي" ومتعهداً تنفيذ أهداف "ثورة 25 يناير اياً كانت التضحيات".

وكان مئات من السلفيين المتهمين على نطاق واسع بنسج علاقات وثيقة مع جهاز مباحث أمن الدولة السيئ السمعة الذي تم حله بعد أسبوعين من سقوط مبارك، تذرعوا مساء السبت بشائعة عن وجود فتاة مسيحية قيل أنها أسلمت بعدما ارتبطت بعلاقة عاطفية مع شاب مسلم محتجزة في كنيسة "مار مينا" في حي امبابة، فحاصروا الكنيسة وحاولوا أقتحامها بالقوة لتحرير الفتاة، مما أدى إلى الصدامات التي أوقعت قتلى وجرحى من المسلمين والمسيحيين. وبعد ساعات قليلة هاجم نحو 50 شخصا مسلحين بأسلحة بيضاء وزجاجات حارقة كنيسة العذراء الواقعة في الحي وأحرقوا محتوياتها قبل أن يلوذوا بالفرار. لكن شهوداً أكدوا أن هؤلاء الأشخاص ليسوا من سكان الحي وبدا من سلوكهم أنهم "بلطجية مأجورون" لتنفيذ الاعتداء.

وافاد أحد الشهود في التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة أنه تعرف على اثنين على الأقل من المهاجمين لأنه شاهدهم من قبل وهم يقودون التظاهرات المحدودة العدد التي دأب رجال الأعمال المرتبطون بأسرة مبارك على تنظيمها منذ توقيف الرئيس السابق منتصف الشهر الماضي للمطالبة باطلاقه هو ونجليه علاء وجمال وعدم استكمال إجراءات محاكمتهم بتهم التربح والفساد واستغلال النفوذ. ويذكر أن المجلس العسكري والحكومة ظلا طوال الأسابيع الأخيرة هدفا لانتقادات متفاوتة الحدة من طيف واسع من المثقفين والغالبية الساحقة من التيارات السياسية عدا جماعة "الإخوان المسلمين"، بسبب ما سموه "التراخي في تطبيق القانون" على بعض جماعات السلفيين وشيوخهم الذين تورطوا في "تحريض علني على الفتنة"، بل ارتكبوا اعمال عنف ضد مواطنين مسيحيين واعتدوا على كنائس مثل كنيسة القديسين في قرية صول جنوب القاهرة، كما طاولت ارتكاباتهم مساجد اعتبروها "مدنسة" بسبب وجود ضرائح فيها تضم رفات بعض المنسوبين الى آل بيت النبي محمد وشيوخ ورجال دين  صالحين تعود المصريون البسطاء أحياء ذكراهم والتبرك بضرائحهم.

 

دعوات إلى الحكماء  في مصر من الجانبين لوأد الفتنة في مهدها

الأطياف الإسلامية والمسيحية تدين الاشتباكات وترفض ربطها بالأديان

 القاهرة - وكالات: استنكر مستشار شيخ الأزهر محمود عزب, الأحداث الدامية بين الأقباط والمسلمين في القاهرة, مؤكداً أن لاعلاقة لها بالدين وأنها أعمال إجرامية تنفذها أطراف تهدف للوقيعة بين أبناء الشعب الواحد. ودعا المجلس العسكري إلى الضرب بيد من حديد على كل من يحاول إشعال الفتنة بين المصريين لإجهاض ثورتهم البيضاء.

من جهته, قال رئيس مجلس الفتوى السابق بالأزهر جمال قطب إن ما حدث لا يمت للدين بصلة, وأن الضالعين فيها يسعون إلى جر الوطن إلى وحل الاقتتال الداخلي, مطالباً الحكماء من الجانبين بوأد الفتنة في مهدها. ووصف مفتي الجمهورية علي جمعة معارك إمبابة بأنها "عبث بأمن مصر, ولا يمكن أن تصدر من أشخاص متدينين يعلمون حقيقة دينهم سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين". وطالب جميع المصريين بالتكاتف والوحدة والتآزر والتآلف لدرء الفتنة ومواجهة العابثين بأمن واستقرار مصر.

ودعا بدوره المجلس العسكري ووزارة الداخلية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمحاولات العبث بأمن الوطن. بدورها, استنكرت الجماعة الإسلامية الأحداث, ورفضت الربط بينها وبين الدين سواء الإسلامي أو المسيحي, مؤكدة أن وراء إشعالها أجندات تخدم مصالح خارجية لا تريد الخير للمصريين, محذرة في الوقت ذاته من دعوات الاستقواء بالخارج التي لجأ إليها بعض المسيحيين الذين احتشدوا أمام السفارة الأميركية مطالبين بالحماية. أما جماعة الإخوان المسلمين, فأكد المتحدث الرسمي باسمها عصام العريان أن من يقوم بذلك ليسوا متدينين, ويجب تبرئة المتدينين من هؤلاء, مشيراً إلى أن من يقوم بهذه الأفعال هم المجموعة التي فشلت في إضعاف الثورة, ويريدون إشعال البلد بنار الفتنة, لافتاً إلى أنه يجب على السلفيين أن يفرزوا أنفسهم ويتبرأوا من هذه الأفعال. وفي هذا الصدد, رفض الشيخ محمد علي, أحد كبار القيادات السلفية بإمبابة, مسؤولية التيار السلفي عن هذه الأحداث, مؤكداً أن وراءها شائعات كاذبة من الطرفين, سواء قصة الفتاة المسيحية التي أسلمت للزواج من شاب مسلم, أو قصة الشاب المسلم الذي جرى تنصيره داخل إحدى كنائس المنطقة, مؤكداً أنه تبين كذب هذه المزاعم, إلا أن عناصر البلطجة من الجانبين هي التي أشعلت الأحداث. وأضاف ان التيار السلفي يرفض تماماً الوقيعة بين أبناء الوطن, وأنهم أول من ساهموا في إخماد النيران التي اشتعلت في كنيسة العذراء. بدوره, أكد أسقف عام الجيزة الأنبا ثيئودسيوس استنكاره الشديد للاعتداء على المساجد والكنائس جراء شائعات كاذبة, مؤكداً أن هناك أموراً دفينة سيئة يكنها أعداء هذا البلد يسعون من ورائها إلى حرق مصر, مضيفاً: "لو نجح هؤلاء في مخططاتهم في الإضرار بمصر فإن الطوفان لن يترك مسلماً أو مسيحياً, وسيضرب وحدة هذا الوطن.. مشيراً إلى أن الأيدي السوداء التي تعبث في الخفاء تقف وراء هذه الأحداث.

 

مجموعة المتمردين وبينهم "والي بغداد" متهمة بتفجير كنيسة "سيدة النجاة" الذي اودي بحياة 44 مسيحيا 

مقتل 10 من "القاعدة" و 8 من الشرطة في تمرد داخل سجن ببغداد

بغداد- "وكالات" : قتل ثمانية من افراد الشرطة العراقية بينهم اربعة ضباط, وعشرة سجناء ينتمون الى تنظيم القاعدة متهمين بتنفيذ هجوم دموي على كنيسة, خلال محاولة فرار من سجن في وسط بغداد ليل السبت الاحد تخللتها اشتباكات. وقال مصدر امني رفيع المستوى  ان "عشرة متمردين وثمانية من عناصر الشرطة بينهم اربعة ضباط قتلوا خلال محاولة فرار تخللتها اشتباكات وقعت بعد منتصف ليل السبت الاحد", مضيفا ان بين الضباط القتلى "عميد يدعى مؤيد الصالح هو مدير مكافحة الارهاب في منطقة الكرادة" وسط العاصمة العراقية.

واضاف ان "بين المعتقلين المدعو حذيفة البطاوي ومجموعة من المتمردين المتهمين بالوقوف وراء الهجوم ضد كنيسة سيدة النجاة" التي راح ضحيتها 44 مصليا معظهم من النساء والاطفال وكاهنان وتبناه فرع تنظيم القاعدة "دولة العراق الاسلامية". واوضح ان العملية التي قادها البطاوي بدأت عند قيام ضابط برتبة ملازم بمحاولة استجوابه حول سلسلة الاغتيالات الاخيرة وامكانية قيام القاعدة بعمليات انتقامة لمقتل اسامة بن لادن". واضاف انه "لدى فتح باب الزنزانة الخاصة بالمجموعة تمكن البطاوي من الاستيلاء على مسدس الضابط والاحتفاظ به كرهينة, قبل ان يتمكن الاخرون من مغادرة الزنزانة الى باحة السجن". واشار الى ان  المجموعة تمكنتمن الوصول الى مكتب العميد مؤيد الصالح, وقتله باطلاق رصاصة في رأسه, وقتل ضابط اخر برتبة مقدم,فيما اصيب مقدم اخر بجروح, وقتل الملازم الرهينة وملازم اخر. وذكر ان المجموعة تمكنت من الاستيلاء على اسلحة مختلفة وقنابل يدوية داخل السجن, وقعت بعدها اشتباكات مع حراس السجن , قتل فيها اربعة عناصرمن الشرطة ,فيما تمكن خمسة من السجناء من التسلل الى سيارة عسكرية في محاولة للفرار, لكن قوات التدخل السريع قتلتهم جميعهم". وواصلت قوات مكافحة الارهاب وقوات التدخل السريع فرض اجراءات مشددة حول المكان منذ بعيد منتصف الليل وحتى الساعة 4,30 , جرت خلالها اشتباكات متواصلة انتهت بقتل المتمردين الخمسة الباقين.واوضح مصدر  امي ان السجن المجاور لوزارة الداخلية يضم 220 معتقلا بينهم 38 ينتمون الى تنظيم القاعدة ويصنفون بالخطرين, وان عددا من الموقفين انقذوا حياة اثنين من الضباط غير المسلحين بعدما قاموا بتخبئتهم في ما بينهم.

وكانت وزارة الداخلية العراقية اعلنت في 27 نوفمبر 2010 اعتقال هذه المجموعة متهمة اياها بارتكاب مجزرة كنيسة سيدة النجاة اضافة الى مهاجمة قناة "العربية" السعودية والمصرف المركزي ووزارة الدفاع القديمة وسرقة محلات صاغة واعمال عنف اخرى, وهي مكونة من 13 شخصا بينهم البطاوي الذي قالت عنه الوزارة انه "خليفة والي بغداد السابق مناف الراوي". البطاوي الذي كان يدرس طب الاسنان في الانبار, اعتقل في سجن بوكا الذي كانت تديره القوات الاميركية لعدة سنوات, قبل ان يطلق سراحه ويعيين بمنصب رفيع المستوى في "دولة العراق الاسلامية". يشار الى ان محاولات الفرار من المعتقلات تتكرر مؤخرا في العراق وكان اخرها حفر نفق بطول 25 متر في سجن تسفيرات الرصافة في 13 ابريل الماضي, الا ان العملية باءت بالفشل بعدما عثر الحراس على السجناء قبل مغادرتهم السجن. وسبقها عملية هروب 12 من كبار قيادات تنظيم القاعدة من سجن البصرة, بطريقة مجهولة لا يزال التحقيق فيها جاريا. وفي عملية مماثلة جرت العام الماضي, اقدم احد كبار قيادات تنظيم القاعدة بسحب سلاح محقق في الجرائم الكبرى وقتله قبل ان يطلق عليه عناصر من الشرطة النار ويقتلوه.

 

سوريا هي المستهدفة من التعديلات الحديثة التي طالت القرار الإتهامي باغتيال الحريري

أكدت مصادر سياسية واسعة الإطلاع لـ"لسفير" أن "توقيت النسخة الجديدة للقرار الإتهامي يثير الشبهات". وإعتبرت هذه المصادر أن "سوريا هي المستهدفة من التعديلات الحديثة التي طالت متن القرار الإتهامي"، مشيرة الى أنه "يراد إستثمار الوضع المتوتر الذي تشهده سوريا في هذه المرحلة، لإستكمال الإنقضاض عليها، من خلال توريط نظامها بجريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري".

 

الأسد: البلاد في أزمة ولكنها ستنتهي 

ذكرت صحيفة "السفير" أن وسائل الإعلام نقلت عن الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه وفداً جديداً من ممثلي فئة الشباب في سوريا وآخر من وجهاء مدينة اللاذقية، تشديده على ضرورة عدم التخوين في هذه المرحلة، والابتعاد عن الحديث عن الفتنة الطائفية، داعياً إلى إبقاء الوطن فوق الجميع لأنه أم الجميع، مشيراً الى أن البلاد في أزمة ولكنها ستنتهي.

ودعا الأسد وفقاً للمصدر ذاته للابتعاد عن الشعارات التي سبق وسوقت خلال الأزمة من محاربة للطائفية وسواها، مؤكداً أن مثل هذه المشاكل ليست موجودة في المجتمع وتكرارها من الممكن أن يخلق أزمة. من جهة أخرى، أرسل الأسد دبابات إلى حمص مصعداً حملة عسكرية لسحق انتفاضة بدأت قبل سبعة أسابيع ضد حكمه. وقال سكان بحمص أنهم سمعوا صوت إطلاق نيران بنادق آلية وقصف مع قيام قوات الجيش بأول توغل لها الأحد داخل المناطق السكنية بالمدينة التي يقطنها مليون نسمة وتقع على بعد 165 كيلومتراً شمالي دمشق.

 

المعلم للاميركيين: لا تجعلوا سوريا رهينة لدى الحريري او نصر الله  

جاء في مذكرة سرية صادرة عن سفارة دمشق، تحت رقم 08DAMASCUS7، في 2/1/2008، ان وزير الخارجية السورية وليد المعلم ناشد الولايات المتحدة عدم اتخاذ سوريا "رهينة" الاحداث في لبنان او رهينة القرار الخاص بالصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، مؤكدا للسناتور ارلين سبيكتر والممثل باتريك كينيدي ان سوريا نفسها كانت على استعداد للسلام مع اسرائيل. واوجز المعلم الخطوات الثلاث الاساسية للتوصل الى اتفاق على استئناف عملية السلام بين سوريا واسرائيل. وعرض، في شكل مفصّل، للتعاون السوري مع الفرنسيين، بغية التوّصل الى اتفاق في لبنان، قائلا ان على الطرف اللبناني اتخاذ خطوات الان، اذا كان هناك نية لايجاد حل للازمة القائمة. وقال ان الحكومة السورية بدأت تعاونًا مع الفرنسيين للبحث في حل سياسي للبنان. كما تناولت المباحثات علاقات سوريا مع حركة "حماس" و"حزب الله"، وعودة الجنود الاسرى الاسرائيليين الى اسرائيل، واستئناف التعاون المخابراتي مع الولايات المتحدة والعراق وامن السفارة الاميركية، اضافة الى حقوق الانسان في سوريا، بما في ذلك اعتقال عناصرمن المعارضة اخيرا. في 29 كانون الاول، التقى الوزير المعلم السناتور ارلين سبيكتر والممثل باتريك كينيدي لمدة 90 دقيقة. وكان السناتور والمعلم التقيا سابقًا في مناسبات عدة في دمشق، وعندما كان المعلم سفير سوريا في واشنطن، وكانت علاقتهما ودية. وكان القائم بالاعمال وامين سرّ السفارة حضرا بناء على طلب الوفد.

لا تجعلوا من سوريا رهينة لبنان وحزب الله وحماس. قال المعلم ان الحكومة الاميركية اخطأت بربط احتمال استئناف عملية السلام بين سوريا واسرائيل، او العلاقة السورية – الاميركية، بالوضع القائم في لبنان او بأعمال "حماس " او "حزب الله". وناشد المعلم عدم اتخاذ سوريا "رهينة للحريري او نصر الله". وقال انه ما ان تستكمل سوريا عملية السلام مع اسرائيل، وليس قبل ذلك، يصبح من الممكن تأدية دور صانع السلام في المنطقة.

 

"المستقبل": "حزب الله" وعون يستعجلان الحكومة.. والعريضي يختصر المأزق بـ"هزُلت" 

بري يتذكّر الوحدة الوطنية 

إذا كان هناك من جديد على صعيد تشكيل الحكومة الموعودة، فإنه بلا أدنى شك يُختصر في المشهدين اللذين عبر عنهما فريق 8 آذار. ففي الوقت الذي خرج فيه حزب الله عن صمته ملاقياً حليفه النائب ميشال عون في التأكيد على حكومة بأسرع وقت ممكن، تذكّر رئيس مجلس النواب نبيه بري الوحدة الوطنية معتبراً أن التحديات والتحولات في اللحظة العربية الراهنة تستدعي كل عناصر الوحدة الوطنية والخروج من الاصطفافات، فيما ذهب وزير الاشغال غازي العريضي في معرض وصفه لمأزق التشكيل إلى القول: هزلت، هزلت.

هذا التمايز في الموقف السياسي من الحكومة داخل فريق 8 آذار، أخذ مداه في الساعات الماضية، عبر سلسلة من المواقف اختصرت تباين الرؤى بين أطياف الفريق الواحد.

وعلى ما يبدو، فإن التماهي أصبح واضحاً إلى حد ما بين بري وجنبلاط، فبعد سلسلة مواقف من نواب التنمية والتحرير تدعو الأكثرية الجديدة إلى إعلان الفشل، ذهبت أوساط جنبلاط إلى المكان نفسه، مشيرة إلى أن المطالب الكثيرة بين الفريق الواحد والتي في أغلبها عبثية وغير واقعية تستدعي الاعتراف بالفشل، إضافة إلى غياب الرؤية الموحدة بين أفرقاء الأكثرية الجديدة، وبالتالي أصبح من الضروري العودة إلى الحوار بين كل اللبنانيين توازياً مع الواقع المأزوم الذي تمر فيه المنطقة.

من جهته، أرسل بري إشارات بالغة الدلالة، بقوله ان لبنان في هذه اللحظة العربية الضاغطة بالتحولات والتحديات، وفي غياب شبكة أمان عربية من فوقه بسبب انصراف الاشقاء الى همومهم، وفي غياب اعتبار استقرار لبنان اولوية دولية نظرا لجدول الاعمال الدولي المزدحم، ان لبنان يحتاج الى تأكيد ابنائه انه يمثل ضرورة لبنانية قصوى، وهو الامر الذي يستدعي كل عناصر الوحدة الوطنية والخروج من الاصطفافات التي ادت الى تقسيم قوة لبنان السياسية عموديا وافقيا.

وكان لافتاً قول العريضي أنَّه لا يستطيع الإعلان عن تفاؤل في الشأن الحكومي حتى الآن، مضيفاً في حوار مع المؤسسة اللبنانية للإرسال: حسب معلوماتي إنَّ الأمور لا تشير إلى قرب صدور تأليف الحكومة، وأمام هذا المأزق الكبير نستطيع القول إنَّها هزلت، هزلت، مشيراً إلى أنَّ فريق الأكثرية الجديدة لا يناقش استراتيجية أو يقدم رؤية أو يُعد لمشروع على المستوى الوطني، وبالتالي لا يوجد شيء من هذا القبيل، ولا أعلم لماذا هذا التأخير في التأليف.

في المقابل، وعلى لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، قال حزب الله انه مهتم بإنجاز الحكومة اللبنانية في أسرع وقت، وتمنّى أن يتمَّ التأليف اليوم قبل الغد، وهذا ما كنا نتمناه من اللحظة الأولى للتسمية، وكنا نتمنى أن تصدر مراسيم تأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن، مضيفاً: لا يقولنَّ أحد ان هذه الحكومة هي من مسؤولية جهة دون جهة أخرى، كلا فهذه مسؤولية الجميع، وهم يشاركون فيها بنِسب، ويتحملون مسؤوليتها بحسب نِسَبهم.

أما رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، فأشار إلى أن لا خوف على مستقبل لبنان والحكومة التي ينتظرها اللبنانيون ستتألف وستتشكل وستكون في خدمة اللبنانيين وستعمل جاهدة على تغيير آثار الثقافة السياسية السيئة التي جاء بها الفريق المتآمر طوال كل السنوات الماضية، مؤكدا أن كل الحملات التي يقوم بها هذا الفريق ضد المقاومة لن تجديه نفعا لأنها قادرة وأكثر من أي وقت مضى على تجاوز الصعاب وعلى مواجهة كل التحديات والمحن.

وفي سياق تأكيد تباين المواقف بين فريق الممانعة من جهة، وتماهيها على خط الرابية ـ حارة حريك من جهة أخرى، قال النائب ابراهيم كنعان انّ تكتل التغيير والاصلاح أعطى التسهيلات المطلوبة للخروج من الأزمة من خلال عدم التمسّك باسم واحد لتولي حقيبة الداخلية والانفتاح على أسماء أخرى قادرة على تولي هذه الحقيبة، لافتاً الى أنه في الساعات المقبلة يمكن أن تفضي الأمور الى نتيجة ما.

في الضفة المقابلة، أكدت كتلة نواب عكار أن الأكثرية الجديدة الآتية بالقمصان السود لم تقدم طوال مائة يوم أي حلول لأزمة الفراغ وفشلت في تشكيل حكومة تخرج لبنان من أزماته الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ولم توفر للبلد سوى سجالات وشعارات ملّ اللبنانيون سماعها.

وشددت الكتلة على أن جميع اللبنانيين يشعرون أن وطنهم ودولتهم أصبحا على حافة الانهيار والدولة تتآكل تدريجيا بينما الشعب متروك ليواجه بلقمة عيشه مناكفات المحاصصة وراء هذه الوزارة أو تلك. واللافت الحديث الصادر عن بعض قوى الثامن من آذار عن البؤس واليأس من دون أن يقال للبنانيين، من كان وراء هذه الحالة الرثة سياسياً واجتماعياً ونفسياً.

وفي سياق متصل، دعا البطريرك الماروني مار بشارة الراعي إلى إرساء المحبّة بين القادة السياسيين للعيش معاً وفق الاحترام المتبادل، آملاً في أن تخرج المنطقة المشرقيّة من نزاعاتها بسلام، متمنياً أن يوقظ الله ضمائر المسؤولين اللبنانيين ليُخرجوا البلد من أزمة تأليف الحكومة التي تشلّ عمل المؤسّسات الدستورية وتُغرق لبنان في أزمات معيشيّة واقتصاديّة.

المصدر : المستقبل

 

الموسوي: توقيت القرار الظني سياسي لاستخدامه بالهجوم على المقاومة

لبنان الآن/أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "ما تمتلكه المقاومة من قدرات عسكريّة يشكل شبكة أمان للبنانيين يستطيعون معها أن يشعروا باطمئنان بمعزل عن الترويج التضليلي لاحتمالات لا تتصف بالموضوعية"، مشيراً إلى أن لدى المقاومة اليوم من قدرات وتحفيز دفاعي ما يرسم حدوداً صارمة للمدى الذي يمكن أن تذهب إليه الهجمة التي تشن على جبهة المقاومة في هذه المنطقة بما فيها الهجمة على سوريا".

ورأى الموسوي، خلال لقاء سياسي في بلدة الرمادية، أن قدرات المقاومة وتحفزها الدفاعي يقلبان الصورة، فبدلاً من أن يكون لبنان مهدداً باحتمال ما قد تؤول إليه التطورات، فإن هذه القدرات وهذا التحفز يسهمان في لجم الهجمة التي تستهدف موقف سوريا واستمرارها وقوتها"، لافتا إلى من كان يتوهم في لبنان أو خارج لبنان أن بوسعه استغلال ما يجري بهدف القضاء على المقاومة أو إضعافها، فهو واهم لأنه إذا كان أسلوبه العسكري قد فشل في العام 2006 ، فإنه غير قابل للاستخدام في هذه المرحلة، إلا على نحو الانتحار الذاتي الذي يمكن لمجنون فقط أن يفكر في اعتماده".

وبالنسبة للمحكمة الدولية، قال الموسوي: "نحن ندرك كما يدرك المنصفون في لبنان وخارجه أن هذه المحكمة لم تنشأ لإحقاق الحق أو تطبيق العدالة، لأنه لو أن هناك في العالم من كان يسعى إلى عدالة وحق، لكان أولى به أن يلاحق المجرمين الإسرائيليين الذين فتكوا بالشعب اللبناني ولا سيما في قانا وأخواتها". وأضاف: "إننا ندرك أن هذه المحكمة الدولية ليست إلا أداة سياسية دبلوماسية مغلّفة بثوب القضاء لتحقيق أهداف إسرائيلية وأميركية، وبالتالي فإن توقيت ما يسمى بالقرار الظني أو القرار الإتهامي هو بالضرورة توقيت سياسي من أجل إستخدام هذا القرار كواحدة من حزمة الأدوات المستخدمة في الهجوم على جبهة المقاومة من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا وكل موقع مقاوم في العالم العربي والإسلامي". وتابع قائلاً: "نحن نعرف جيداً لماذا يجري تارة تأخير صدور القرار الظني أو تقريب صدور ما يسمى القرار الإتهامي، ونفهم أن هذا الأمر يراد منه إبتزاز سوريا والمقاومة في لبنان، لفرض شروط عليهما من أجل إضعاف موقفهما أو انتزاع تنازلات منهما".

ولفت إلى أن "المقاومة كانت قد أعلنت منذ أن أصدر المدعي العام قراره الأول، أن مسألة القرار الإتهامي صارت من التاريخ، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يبتز المقاومة في لبنان ولا في مسألة إعادة تشكيل السلطة"، مشيراً إلى أن "هذا القرار لا يساوي الورق الذي كتب عليه، وبالتالي فإنه غير قابل للمساومة من جانبنا ولسنا مستعدين للتفاوض في شأنه ولا لتقديم تنازلات، فهذا القرار أصبح من الماضي". وأضاف: "فليصدروا ما شاؤوا من اتهامات، فلن تعود العجلة إلى الوراء، ولن نساوم لا على أسماء ولا على وقائع ولا على أحكام ولا على مواقف". الموسوي أشار إلى أن "مسيرة التغيير التي بدأناها لاسيما في عملية التغيير الحكومي ستستكمل ولن تعود إلى الوراء، لذلك إذا كان أحد ما يراهن على أن بإمكانه أن يستفيد من صدور القرار الإتهامي مع عدم تشكيل حكومة حتى الآن من أجل العودة إلى الوراء لتشكيل صيغة جديدة تعيد إنتاج الماضي فإنه واهم، وسوف نبقى مصرين على المضي إلى الأمام في عملية التغيير ولن نقبل لا بمساومة ولا بابتزاز لا في عملية التكليف ولا في عملية التأليف".

وعن مسألة المشاعات ومخالفات البناء، رأى الموسوي أنه بات واضحا أن ما يسمى حكومة تصريف الأعمال قد تخلى رئيسها عن الواجبات المنصوص عليها دستوريا وعن واجباته الوطنية في إدارة دفة الأوضاع ريثما تشكل حكومة جديدة.

 

لبنان يتجه إلى أزمة تشكيل.. وما يحصل أكبر دليل

على أنّ الحكم في لبنان لا يقوم على جناح واحد"

السعد لـ"NOW Lebanon": ميقاتي أمام وقائع لن يتجاوها إلا إذا ضغطت سوريا على جماعاتها

رأى النائب فؤاد السعد أنّ "المقدرة على تشكيل الحكومة متوافرة في أي وقت كان، لكنها تتضاءل شيئاً فشيئاً في ظل انقسام اللبنانيين بشكل عامودي إلى فريقين"، لافتًا في الوقت عينه إلى "الخلافات المستشرية بين فئات الأكثرية النيابية الجديدة وكذلك بين النائب ميشال عون والرئاسة الاولى، وهذه كلها عوامل تؤثر سلباً على عملية تشكيل الحكومة".

السعد، وفي حديث لموقع “NOW Lebanon” قال: "ليس من الضرورة بمكان أن يطلب السوريون من هذه الاكثرية الجديدة ألا تُشكّل الحكومة، فمجرد عدم تدخل دمشق وعدم ممارستها الضغوط لتأليف الحكومة العتيدة سيشكل عنصراً كافياً لئلا يحصل التأليف، لأنّ الأكثرية الجديدة عاجزة عن التشكيل وحدها من دون تدخل سوري".

وإذ دعا إلى "ضرورة انتظار تطور الأمور في سوريا حيث لا معلومات واضحة عما يحصل هناك، قبل أن يتاح للمراقبين أن يجزموا بحقيقة الواقع القائم على الأراضي السورية"، إعتبر السعد أنه "طالما لا توجد ضغوط سورية للتشكيل ولا اتجاه للاعتذار لدى الرئيس المكلف، فإنّ الرئيس ميقاتي سيبقى ينتظر تغيّر الأوضاع والظرف المناسب للتشكيل"، معربًا عن تقديره بأنّ "لبنان يتجه أكثر فأكثر إلى أزمة تشكيل حتى إشعار آخر".

السعد الذي لفت إلى أنّ "السؤال الكبير يكمن في تحديد أي حكومة يجب ان تُشكل في لبنان"، أكد في هذا السياق رفضه "تشكيل حكومة لون واحد"، وأشار إلى أنّ "الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ليس من معسكر الأكثرية النيابية الجديدة إنما حظي بتأييدها لتشكيل الحكومة، وهو يجد نفسه أمام وقائع لا يستطيع ان يتجاوزها إلا إذا ضغطت سوريا على جماعاتها لتقبل بتأليف حكومة معتدلة"، مطالبًا بحكومة "تعكس تمثيلاً لكلا الفريقين القائمين على الساحة اللبنانية ويكون فيها دور أكثر فعالية لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، إذ إنّ ما يحصل راهنًا في لبنان يقدم أكبر دليل على أنّ الحكم في هذا البلد لا يقوم على جناح واحد إنما على جناحيه".

وعلى هذا الأساس شدد السعد على أن "المخاطر المحدقة بلبنان تستدعي الإسراع في تشكيل الحكومة"، لافتًا الإنتباه في هذا المجال إلى أنّ "التردي الإقتصادي والمالي والأمني والإجتماعي بات يرخي بثقله على اللبنانيين ويشكل عاملاً ضاغطاً للإسراع في عملية التشكيل، خصوصًا وأنّ الصرخة علت من المصارف والمؤسسات والجمعيات بحيث يشير المراقبون إلى خطورة الاستمرار بالاوضاع على ما هي عليه نظراً لما سيحمله ذلك من مخاطر على الدولة اللبنانية في الأمدين القريب والمتوسط".

 

عن مسيحيّي سوريّا

حازم صاغيّة/لبنان الآن

هناك اليوم مَن يستخدم "تأييد المسيحيّين السوريّين لنظام الأسد" حجّةً تُدان بها الانتفاضة السوريّة، ومن خلالها يُصار إلى توكيد "دور الإسلاميّين والسلفيّين" في الانتفاضة، وإلى توكيد "علمانيّة النظام" في المقابل. وبالطبع، ليس لدينا ما يؤكّد أو ينفي هذا "التأييد" وحدوده. لكنّ وجوده، في حال صحّته، ليس سوى دليل آخر على ما زرعه نظام البعث منذ قيامه في 1963، ولا سيّما منذ "حركته التصحيحيّة" في 1970، وعلى ما تجنيه سوريّا اليوم. فأن يكون خوف المسيحيّين هو ما قادهم إلى ما انقادوا إليه، فهذا إنّما ينمّ عن حجم التخريب الذي ألحقته العقود البعثيّة بالنسيج الاجتماعيّ السوريّ، بحيث باتت الجماعات لا تتبادل في ما بينها إلاّ الريبة والخوف، ولا ترى في المستقبل إلاّ حقول القتل المفتوحة. وتقضي الأمانة القول إنّ الطائفيّة ومخاوف الأقليّات ليست بالطبع من إنتاج البعث وحكمه. فهي تضرب في تاريخ الملل والنحل وفي التراكيب والثقافات العصبيّة التي ازدهرت في منطقتنا. مع هذا يصعب القفز فوق ذاك الواقع المرّ القائل إنّ 48 سنة من سلطة "الوحدة والحريّة والاشتراكيّة" أطلقت هذه المشاعر وفاقمتها، بدل أن تحدّ منها وتحاصرها. وما يمكن استنتاجه تالياً أنّ المزيد من حكم البعث هو مزيد من التفتّت الاجتماعيّ والمجتمعيّ، ومزيد من مخاوف الأقليّات التي تطالب الحاكم بـ"حمايتها"، بل مزيد من مخاوف الجميع حيال الجميع. فإذا صحّ أنّ المسيحيّين "يؤيّدون" نظام الأسد، صحّ القول إنّهم يخطئون لأنّهم، بهذا، يؤسّسون لأوضاع أسوأ ترتدّ عليهم في مقبل الأيّام. أمّا مخاطر الانتقال، ويمكن أن تكون هناك مخاطر فعليّة على الأقلّيّات وأيضاً على الأكثريّات، فوجهها الآخر هو التأسيس لبدايات جديدة. وتبقى أكلاف عدم التسامح المصحوب باحتمالات التحوّل أقلّ من أكلاف عدم التسامح المثبّت والمكرّس والمغلق والمتعاظم. لقد قيل سابقاً إنّ مسيحيّي العراق يؤيّدون صدّام حسين ونظامه لأنّه "يحميهم". وهذا، أيضاً في حال صحّته، دليل على الدور الذي تلعبه الأنظمة البعثيّة في تفتيت النسيج الاجتماعيّ لبلدانها وفي مقايضة ولاء الجماعات الأقليّة بحمايتها، بدلاً من تحكيم معايير المواطنة بديلاً عن ثنائيّ الخوف والحماية. ألم يكن عهد صدّام حسين، بتمييزه وبكبته المديدين، هو نفسه السبب وراء انفجار الأحقاد الدمويّة والمتعصّبة التي تبادلها العراقيّون بعد إطاحة صدّام؟. إنّ أنظمة كهذه تنهض على نوع من عقدة استوكهولم، حيث يقع السجين في حبّ سجّانه. يكفي السجّان، في هذه الحالة، ألاّ يقضي على حياة السجين كي يبدو هو من يمنحه الحياة. والمسيحيّ السوريّ، بل أيّ كائن انسانيّ، يُفترض به أن يكون أذكى من ذلك وأعرف.

 

متى "جمعة الحسم" في سورية ولمن الغلبة ؟

جورج سمعان/ (الحياة)

الحراك في سورية يمر أمام خيارات صعبة. وكذلك المواجهة الأمنية التي يقودها النظام أمام امتحان مفصلي. لذلك، ستكون الأيام المقبلة حاسمة بالنسبة إلى مستقبل الأوضاع في هذا البلد ووجهة الأحداث فيه. المحتجون لم تثنهم حتى الآن الدبابات التي دخلت درعا. خرجوا في «جمعة التحدي» من مدن وقرى أخرى، وهم مصممون على مواصلة التحرك. والدبابات انتقلت بدورها إلى مدينة أخرى، إلى بانياس. وواكبت الولايات المتحدة وأوروبا هذه المواجهات بمزيد من الضغوط والعقوبات... ولكن مع موجة من الانتقادات المتبادلة والخلافات على الموقف الحقيقي الواجب اتخاذه من دمشق. ستكشف الأيام المقبلة وجهة الصراع: هل يستطيع المحتجون مواصلة حراكهم إذا نجحت الدبابات في تطويع المدن واحدة بعد أخرى؟ وهل يذهب النظام بالحل الأمني حتى النهاية أياً كان الثمن ضحايا وخراباً؟ وهل يكتفي المجتمع الدولي بهذا القدر من المواقف أو العقوبات؟ أم هل يقع المحظور في المؤسسة العسكرية الذي تراقبه دوائر غربية... فتنقلب المعادلة رأساً على عقب؟ مواقف كثيرة تلتقي حتى الآن حول الرئيس بشار الأسد: أولها موقف المعارضين الذين يتواصلون عبر صفحة «الثورة السورية» على موقع فايسبوك. طرح هؤلاء على الرئيس حلولاً للخروج من الأزمة. هم يكررون مناشدتهم إياه قبل أسابيع التدخل شخصياً لإجراء الإصلاحات. أي أنهم لا يزالون يؤمنون بأنه قادر على ذلك. هم بذلك يعطون مزيداً من الوقت للتسوية، أو أنهم يدركون استحالة تحقيق ما حققه المصريون والتونسيون، بسبب التعقيدات الداخلية والخارجية التي تحيط بحراكهم.

ثاني المواقف يعبر عنه هذا الجدال الدائر بين أعضاء في الكونغرس الأميركي وإدارة الرئيس باراك أوباما التي ترفض دعواتهم إلى سحب سفيرها من دمشق مثلما ترفض طرد السفير السوري لديها. واتهم أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الإدارة بأنها تتخذ موقفاً من دمشق أكثر ليونة من المواقف التي اتخذتها حيال مصر وليبيا. وأكدت نائبة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى تمارا كوفمان ويتس أن الحكومة الأميركية لم تدعُ إلى تغيير النظام في دمشق.

وثالث المواقف ما عبّرت عنه العقوبات الأوروبية. لقد استثنت الرئيس الأسد ووزير دفاعه. علماً أن بعض الدول الأوروبية كان ولا يزال يدفع نحو مزيد من التشدد مع رأس النظام نفسه. ويأخذ على زعماء أوروبيين أنهم لا يتعاملون مع الأسد تعاملهم مع العقيد معمر القذافي. ورابع المواقف غياب أي مؤشر إلى تحرك عربي شبيه بالتحرك الذي واكب توفير غطاء شرعي لقرار مجلس الأمن الرقم 1973 الخاص بحماية المدنيين الليبيين. بخلاف ذلك، هناك محاولات عربية لإقناع دمشق بسلوك طريق الإصلاح. وهو ما تقوم به تركيا أيضاً. وكذلك ليس ثمة مؤشر إلى إمكان قيام إجماع في مجلس الأمن على إجراءات خاصة ضد النظام في دمشق كما كانت الحال مع نظام طرابلس.

خلاصة هذه المواقف أن ثمة شبه اتفاق على وجوب إعطاء الرئيس الأسد مزيداً من الوقت للتراجع عن سياسة مواجهة الاحتجاجات بالقوة والعنف. فهناك من يعتقد أن المجتمع الدولي لا يرى بديلاً محدداً أو جاهزاً للتعامل معه من أجل الانتقال إلى مرحلة أقسى في مواجهة النظام الحالي. ولا يزال كثيرون يرون إلى سورية نقطة محورية في المنطقة، ويخشون أن يعم أي اهتزاز أو اضطراب، غير محسوب النتائج، المشرق العربي بأكمله، فيغرق في فوضى خطيرة ربما استحال ضبط تداعياتها السلبية على الاستقرار الإقليمي برمته، من المتوسط إلى الخليج. هم يفضلون حتى الآن رؤية النظام وقد تداعت قوته في الداخل. وحتى إذا قُدّر له أن يخنق هذا الحراك فإنه سيخرج منهكاً لا حول له على العودة إلى الساحة الاقليمية لاعباً يمكنه تجاهل مواقف «مصر الثورة» أو مواقف مجلس التعاون الخليجي، أو تجاوزها بلا حساب. وهذا ما يزيد في إرباك إيران ويضاعف قلقها.

 لكن كل هذه المواقف الخارجية مما يجري في سورية ستكون، هي الأخرى، أمام امتحان صعب في الأيام المقبلة. فليس في الأفق ما يوحي بأن الرئيس الأسد في وارد تبديل خياره الحالي، وإلا لما تأخر مـنذ اليوم الأول في استعجال الكثير من الإصلاحات. ويعتقد كثيرون أن ثمة مبالغة في القول إن مراكز القوى، الأمنية والاقتصادية، تعارض الإصلاحات وتؤثر في صنع القرار أو في تغليب موقفها. ذلك أن الرئيس تسلم الحكم بدعم من هذه القوى. أي أنها أساس شرعيته التي مهدت في السنوات الأولى من حكمه لشرعية شعبية علقت آمالاً كثيرة عليه بعد الوعود التي أطلقها. ومن المنطقي والواقعي القول إنه في مركب واحد مع هذه القوى، وبالتالي إن أي إصلاح حقيقي فيه إضعاف لمواقعها... وموقعه أيضاً، إن لم يؤدِّ إلى إلغاء هذه المواقع.

أما سياسة العقوبات فيستبعد أن تترك الأثر المطلوب. فسورية تعرضت عملياً لسنوات من الحصار، وعانت فترات طويلة من العقوبات. ولم يبدل ذلك من سياساتها ولم يضعف النظام. لذلك، قد لا تترك العقوبات الجديدة، الأميركية والأوروبية، أثراً كبيراً في مسار الأحداث في هذا البلد. فالحصار الذي تعرض له النظام إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري كان أقسى وأوسع... لكنه لم يبدل في «سلوك النظام» وفي سياساته. بل اضطرت فرنسا ثم الولايات المتحدة إلى رفع الحصار والانخراط مجدداً في سياسة الحوار مع دمشق. لذلك، سيكون من العبث التعويل على العقوبات الحالية في لَيْ ذراع النظام ووقف تعامله العنيف مع معارضيه.

بالطبع تبدو تركيا الأكثر تأثراً وتأثيراً في سورية. من هنا غضبها وانزعاجها من الآذان الصماء التي تلاقيها. حاولت عبثاً مد جسر من الحوار بين النظام وفريق من «إخوان سورية» لكنها جبهت بالرفض بذريعة أن النظام علماني لا يحاور حزباً دينياً! وحاولت عبثاً أن تدفع النظام إلى حوار وطني مع رموز من المعارضة. لكن النظام الذي أفرغ البلاد طوال أربعين سنةً من أي حياة سياسية كان يعزو رفضه إلى غياب أي طرف «مؤسسي» يمكن محاورته. لذلك، كان ولا يزال يلصق بالمتظاهرين والمحتجين تهماً مختلفة من «العصابات» إلى «السلفيين» إلى...

كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ولا يزال الأكثر إلحاحاً على الرئيس بشار الأسد لإجراء إصلاحات محذراً من «حماه أخرى». لأنه يخشى من آثار الفوضى التي قد تلحق ببلاده والمنطقة كلها إذا خرجت الأوضاع في سورية عن نطاق السيطرة. لكن ما يدركه الزعيم التركي في قرارة نفسه هو أن إصلاحات بنيوية حقيقية من نوع تعددية حزبية وإعلام حر وانتخابات ديموقراطية حرة ونزيهة كفيلة بإنهاء نظام أقفل على نفسه وناسه طوال أربعين سنة. وتجربة الإصلاح في النظام التركي مختلفة تماماً، ولا أرضية أو ظروف أو واقع تتيح نسخها في سورية.

ولكن، يبقى من حق أردوغان أن يغضب وأن يقلق. فسورية تبدو وحدها هذه الأيام تسبح عكس التيار. الأميركيون والأوروبيون ينهجون سياسة الانخراط مع الأحزاب الإسلامية التي استعجلت اللحاق بالشباب في ساحات التغيير «السلمي» العربية، موجهة ضربة قاصمة إلى سياسة العنف في مواجهة قهر الأنظمة، وإلى فكر «القاعدة» ومشتقاتها حتى قبل مقتل زعيمها بن لادن. والتي تسعى إلى اقتفاء أثر تجربة الإسلاميين في تركيا ومثالهم. من حق أردوغان أن يغضب وأن يقلق، فهل يعقل أن تتحول سورية قلعة مقفلة الأبواب نحو العالم العربي بعد كل الجهود التي بذلتها أنقرة في السنوات الأخيرة والتحول الكبير في ديبلوماسيتها نحو ما كان ماضياً جزءاً من الإمبراطورية؟ الأيام القليلة المقبلة ستحدد مسار الأوضاع في سورية. وأياً كانت نتائج الحملة الأمنية على المدن والقرى، فإن النظام لن يخرج معافى سليماً كما لو أن شيئاً لم يحدث... هذا إذا لم يحدث المحظور. كما أن مثابرة المحتجين على الحراك قد تبدل في الـمواقف والسياسات، الداخلية منها والخارجية. وإذا كانت مواقف حركة «حماس» تؤشر إلى ما طرأ على الساحة السورية حتى الآن... فإن الخلافات داخـل أهل النظام في طهران تؤشر هي الأخرى إلى ما طـرأ على «جبهة الممانعة» من اهتزاز وارتباك لا ينفع في وقفهما الوقوف في وجه «الربيع العربي».

 

إلى من يهمه الأمر في موضوع سوريا

إياد أبو شقرا (الشرق الأوسط)،

"كل حكم ديكتاتوري في العالم يدعي أنه يتصرف باسم الشعب" (هارولد هـ. غرين)

إذا كان جزء لا بأس به من أبناء الشعب السوري قد فوجئ بأسلوب تعامل النظام في دمشق مع المظاهرات الشعبية، التي غطت واقعيا معظم المحافظات السورية خلال الأسابيع الماضية، فإن هذا الأسلوب القمعي لم يفاجئ اللبنانيين إطلاقا. ثم إن ثمة شعورا سائدا في لبنان اليوم أن أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية الموعودة مرتبطة، عضويا، بما يحدث في سوريا.

فمما لا شك فيه أن الصلات التي تربط لبنان وسوريا أوثق بكثير من الصلات التي تربط أيا من الكيانين بباقي الأقطار العربية الشقيقة. وعلى امتداد التاريخ تبادلت أجزاء المساحة التي يقوم فيها الكيانان الحاليان المنافع والأضرار، بل وشهدت أمواجا من التبادل السكاني. وإذا كان النظام الحالي في دمشق يدعي ضمن «منجزاته» أمرين هما: أنه «ممانع» ومناوئ لإسرائيل، وأنه فوق الانقسامات الطائفية؛ بعكس حال النظام اللبناني، فالواقع أن «الحالة الإسرائيلية» و«الحالة الفئوية» كانتا، وما زالتا، من الظواهر التي اخترقت قلب الفكر والممارسة السياسية في الكيانين. فعلى صعيد «الحالة الإسرائيلية» يمكن القول، بصراحة، إنه لا فارق يذكر بين وضعي سوريا ولبنان. ولئن أخذ كثيرون في سوريا على لبنان بين عامي 1948 و1975 اقتناع نفر من زعمائه بمقولة «قوة لبنان في ضعفه»، وفي علاقاته الدولية، فإن صمت دمشق عن استمرار احتلال هضبة الجولان - باستثناء استقوائها بـ«جبهة» لبنان - يشير بوضوح إلى «ضعف» لا جدال فيه. أما عن «الحالة الفئوية»؛ فالظاهر حتى الآن أن طريقة معالجة دمشق لمشكلاتها الفئوية أسوأ حتى من الانقسام اللبناني. ذلك أن لبنان تعايش مع تعدديته واعترف بها دستوريا، ومارسها سياسيا وإداريا. بل، ووصل في عدة مفاصل إلى حدود عقد تفاهمات داخلية، حتى في عز استعار حربه «الأهلية» بين 1975 و1990، وهذا قبل أن يجهضها في كل مرة ما اصطلح على تسميته بـ«الطرف الثالث». ومع الأسف، كان «الطرف الثالث»، غير مرة، جهة محسوبة سياسيا وأمنيا على دمشق.

ثم إن نصيبا لا بأس به من الحقن الفئوي والتحريض الذي سبق حرب 1975 - 1990 في لبنان، ما كان بعيدا عن تنظيمات لبنانية وفلسطينية، «دمشقية» الإيحاء من نوعية تنظيم «الصاعقة» ذي التاريخ المشهود قبل تلك الحرب وإبانها وما بعدها. كذلك فإن أصحاب الذاكرة القوية من اللبنانيين يتذكرون جيدا أول من قال عبارة «لبنان الأخضر سنحوله إلى أحمر!». ومن ناحية أخرى، يدرك اللبنانيون اليوم – كما بالأمس – أنهم بعدما عاشوا في ظل هيمنة دمشق الأمنية المباشرة على مقدراتهم على امتداد ثلاثة عقود.. ها هم الآن يغرقون في مستنقع أكثر طائفية وأشد تعصبا وكراهية. وهذا يعني أن تجربة هيمنة دمشق على الساحة اللبنانية طوال العقود الثلاثة فاقمت الأزمة الطائفية ولم تعالجها.

لماذا يا ترى؟

هناك خبثاء كانوا دائما مع الرأي القائل إن النظام في دمشق أخفق أصلا في معالجة الأزمة الطائفية أو الفئوية داخل سوريا، فكيف يتوقع منه أن يعالج طائفية جيرانه وفئويتهم في كيانات مأزومة كلبنان والعراق؟ طبعا هذا الرأي كان مرفوضا على مستوى الخطاب الرسمي السوري، سواء في التصريحات السياسية للمسؤولين، أو «بروباغندا» الأبواق الإعلامية الرسمية وشبه الرسمية السورية داخل سوريا ذاتها، أو في لبنان. ولكن اليوم، بعد أسابيع على بداية انتفاضات الشارع السوري – مهما بلغ حجمها – يتبين للمراقب الجاد أن النظام في دمشق أخفق حقا في معالجة أزمته الداخلية. تكرارا، بصرف النظر عن حجم الانتفاضة.. المتسعة جغرافيا من القامشلي إلى اللاذقية ومنها إلى درعا، وما بينها من المدن والضواحي والبلدات في قلب البلاد، نجد أن واقع الإخفاق مؤكد. فبعد أكثر من 40 سنة على «الحركة التصحيحية» التي حملت النظام الحالي، بجيليه الاثنين، إلى السلطة، يعترف النظام بأن البديل الوحيد له هو الفوضى والفتنة والطائفية المتطرفة. وهذا الاعتراف في قاموس السياسة يعني الفشل الذريع في بناء سلم أهلي حقيقي يسمو على النعرات والحساسيات والظلامات الفئوية.

لقد أتيحت عدة محطات مهمة أمام النظام لكي يتعلم من أخطائه. وكانت أولاها تجربة حماة في مطلع فبراير (شباط) عام 1982، التي عالجها، كما هو معروف، بقوة السلاح.

ثم وقعت أحداث القامشلي في مارس (آذار) عام 2004، ومجددا وجد النظام أن الحل الأمثل هو الحل الأمني.

وبعد سنة تقريبا في 14 فبراير 2005 اغتيل رفيق الحريري ورفاقه في لبنان، وأدى توجيه قطاع واسع من اللبنانيين الاتهام إلى دمشق، مما اضطر النظام إلى سحب القوات السورية من لبنان تحت ضغط دولي غير مسبوق. وردت دمشق بمضاعفة الضغط على لبنان عبر أدواتها وحلفاء حلفائها، وعلى رأسهم حزب الله. وانتهى الأمر إلى إنجاز حزب الله ما كان، عمليا، انقلابا مسلحا على السلطة الشرعية اللبنانية المنتخبة.

الرئيس بشار الأسد أقر في أحد أول تصريحاته بعد سحبه القوات السورية من لبنان بـ«ارتكاب دمشق أخطاء في لبنان»، غير أن أحدا لم يُحاسَب على هذه الأخطاء.. إلا الشعب اللبناني. واليوم بعد مرور أسابيع على انتفاضة الشارع السوري، نجد أنفسنا كمراقبين أمام الحقائق التالية:

أولا: الخطاب السياسي والإعلامي السوري الرسمي، يتحدث عن «مؤامرة أصولية» مسلحة. لكنه، بينما يركز على سقوط قتلى وجرحى من القوات المسلحة وقوات الأمن، يتجاهل تقريبا سقوط قتلى مدنيين.

ثانيا: تتهم دمشق الإعلامين العربي والدولي – كله فعليا – بالتآمر لتشويه حقيقة ما يجري، لكنها تصر على حرمان الإعلاميين العرب والأجانب من حرية الحركة.

ثالثا: على الرغم من الإعلان عن إلغاء حالة الطوارئ، بما فيها منع التظاهر، فإن وزارة الداخلية السورية تصدر بيانات تحض فيها المواطنين على لزوم بيوتهم.

رابعا: تواصل السلطات اعتماد القوة العسكرية في تصديها للاحتجاجات والمعارضة، التي بعكس وضع حماة، ما عادت محصورة بمنطقة واحدة من البلاد.

إزاء هذا الواقع، ولمن يهمه الأمر، من الصعب جدا أن يغير النظام في دمشق أسلوب تعامله مع الوضع الداخلي السوري. وعبر الحدود – غير المرسّمة – مع لبنان من المستبعد جدا سماح أدوات هذا النظام وحلفاء حلفائه بقيام حكومة لبنانية تستطيع أن تمارس دورها الطبيعي بالحكم.

قباني نعى المولوي: لبنان والعرب فقدا عالماً جاداً ومخلصاً 

لبنان الآن

نعى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان المستشار القاضي الشيخ فيصل مولوي، وقال: لقد فقد المسلمون والعرب ولبنان بوفاة الأمين العام للجماعة الإسلامية المستشار الشيخ فيصل مولوي، عالماً من أحد كبار العلماء المسلمين في لبنان". وأضاف: "لقد عرفه لبنان والعالمان العربي والإسلامي عالماً عاملاً جاداً ومخلصاً راعياً لحقوق الشريعة وحقوق الناس، مثال العالم الفقيه وصاحب الأدب الرفيع في أخلاقيات الإيمان والإسلام وفي تعامله مع إخوانه حيث عرف بدماثة خلقه وأخلاقه، وحبه للخير والعلم والعلماء وخدمة الدعاة". وتابع: "كان رحمه الله معروفاً بالرحابة والوداعة، وله إسهامات فكرية وثقافية في لبنان والعالمين العربي والإسلامي، وقد خدم العلم والفقه الإسلامي فألف وكتب ونشر وألقى العديد من المقالات والأبحاث والمحاضرات في لبنان والعالم، وكان من خيار الدعاة للإسلام والتعريف به وخصوصا في العالم الغربي".

وختم المفتى قباني نعيه بالقول: "نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنَّاته وينزله منازل الأبرار مع النبيين والصديقين والشهداء حسن اولئك رفيقاً".

 

سوريا: استشهاد 10 عمال في كمين بعد عودتهم من لبنان و6 عسكريين في مواجهات مع مسلحين في ريف درعا ومدينتي حمص وبانياس 

أفادت الوكالة الوطنية للاعلام ، أن سيارة نقل عام كانت تقل عمالا سوريين عائدين من لبنان، تعرضت لكمين مسلح فجر اليوم عند تحويلة حمص - دمشق، ما أدى إلى مقتل 10 عمال وإصابة 3 آخرين جميعهم من أبناء محافظتي حماه وإدلب. وقال مدير المستشفى الوطني في حمص الدكتور غسان طنوس، ان المستشفى استقبل صباح اليوم 10 جثامين لمواطنين مدنيين وثلاثة جرحى مصابين بأعيرة نارية مختلفة في أماكن متفرقة من أجسادهم، وأنه تم تقديم الإسعافات والعمليات اللازمة للمصابين.

ونقلت مندوبة الوكالة عن مصدر عسكري سوري مسؤول، قوله في تصريح اليوم، إن وحدات الجيش والقوى الامنية السورية، تابعت ملاحقة عناصر المجموعات الارهابية المسلحة التي روعت المواطنين الآمنين وعاثت قتلا وفسادا وتخريبا في الممتلكات العامة والخاصة في ريف درعا ومدينتي حمص وبانياس، وإن المواجهة أسفرت عن استشهاد ستة عناصر من الجيش بينهم ثلاثة ضباط وجرح عدد آخر، اضافة إلى قتل وجرح العديد من افراد تلك المجموعات الارهابية والقاء القبض على العشرات منهم ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة. وأعلن أن عناصر الجيش ما تزال تلاحق فلول الفارين لالقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة.

 

المواقف الأخيرة لعون تدعم تصلّبه ولا ضغوط أو وساطات

اسم بعد آخر للداخلية والحكومة "مكانك راوح"

النهار/روزانا بومنصف     

أثارت زيارة السفير السوري علي عبد الكريم علي للعماد ميشال عون بعد انكفاء نتيجة اندفاع السفير في مطالبة السلطات اللبنانية باجراءات قضائية ضد نواب لبنانيين اتهمتهم وسائل اعلام سورية بالتورّط في احداث سوريا ، تساؤلات اذا كان للزيارة اي صلة بدخول سوري على الخط من اجل تليين مواقف زعيم "التيار الوطني الحر" في موضوع الحكومة العتيدة. اذ انه في حمأة التأكيدات ان سوريا تلح فعلا على حلفائها للاسراع في تأليف الحكومة، سعى البعض الى استكشاف ما اذا كانت دمشق اضطرت الى الدخول مباشرة مع افرقاء 8 اذار من اجل اخراج موضوع تأليف الحكومة من عنق الزجاجة. ذلك ان "حزب الله" لم يندفع وفق توقعات الاوساط القريبة من رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي من اجل اقناع حليفه عون بتخفيف شروطه مما ترك استياء ضمنيا في العلاقات بين ميقاتي والحزب وسط تساؤلات ايضا عما اذا كان الحزب يريد تأليف حكومة ام لا.

اضف الى ذلك ان الاسبوع الاول، بعد المئة يوم الاولى على تكليف الرئيس ميقاتي تأليف الحكومة، حفل بعلاقات اتسمت غالبا بالانزعاج اكثر منها بالهدوء والتوافق بين ميقاتي وكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري نتيجة اعلان كل منهما مواقف بعد اللقاءات التي عقدت على مستوى ثنائي بين سليمان وميقاتي وبين الاخير وبري لا تتناسب وما بحث فيه خلال هذه اللقاءات. وبحسب المعطيات التي راجت في اليومين الاخيرين تردد ان ميقاتي كان على وشك ان يعلن التركيبة الحكومية يوم الخميس الماضي بعدما عيل صبره، وانه عرض تشكيلة كاملة على الرئيس سليمان على عكس ما اشيع عن عدم عرضه اي تشكيلة على رئيس الجمهورية حتى الآن في حين ان رئيس مجلس النواب طلب من رئيس الوزراء المكلف مهلة اضافية من اجل محاولة جديدة مع العماد عون قبل ان يعلن ميقاتي تشكيلته الحكومية ولم يرفض حكومة الامر الواقع التي قيل ان الرئيس المكلف يفكر في اعلانها.  وتخشى مصادر سياسية في الاكثرية الجديدة ان تكون التطورات في الاسبوع المنصرم أكدت عمق مأزق الحكومة اكثر مما ساهمت في حله. اذ ان زيارة السفير السوري للعماد عون تتصل على الأرجح بما قاله رئيس "التيار الوطني الحر" في حديث صحافي ادلى به الاسبوع الماضي ودافع فيه بقوة عن النظام السوري في ضوء ما يواجهه متبنيا على نحو كلي وجهة نظر النظام من هذه التطورات كما دافع بالقوة نفسها عن "حزب الله". الامر الذي قد يصعب مهمة الرئيس المكلف لجهة الحرص السوري على العماد عون اكثر من اي وقت مضى شأنه شأن حرص الحزب الذي امتنع في الاسابيع الاخيرة عن التوسط لدى رئيس "التيار الوطني الحر" من اجل تليين مطالبه في موضوع الحكومة بذريعة عدم الرغبة في التسبب له بأي توتر يؤثر على صحته وخصوصا بعد الوعكة الصحية التي تعرض لها قبل اسابيع. وتفيد هذه المصادر ان الرئيس ميقاتي اقترح الرئيس السابق لمجلس القضاء الاعلى غالب غانم لوزارة الداخلية لكن العماد عون رفض ذلك بذريعة انه ليس الشخص الملائم لهذا المنصب الذي كان اقترح له النائب سليم عون. وهذا الاقتراح يلي ذلك الذي اقترحه قائد الجيش العماد جان قهوجي اي العميد بول مطر علما ان وساطة قائد الجيش تسببت بانزعاج رئيس الجمهورية ميشال سليمان لرفضه ان تطبخ الامور من وراء ظهره وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة ايضا، وتطلّب الامر انعقاد لقاءات ثنائية بين سليمان وكل من ميقاتي وقهوجي من اجل توضيح الامور وتصفيتها.  وتعرب هذه المصادر عن خشيتها من ان يكون الرئيس ميقاتي قد فوت اقتناص تأليف الحكومة العتيدة في الوقت المناسب وبات اكثر تحت رحمة فريق 8 اذار ومطالبه. اذ انه في انتظار ايجاد اسم جديد يتولى وزارة الداخلية يلقى قبول الاطراف المعنيين، فان المشكلة لا تزال قائمة حول الاسم المفترض للمعارضة السنية السابقة في ظل عدم الاتفاق على اسم نجل الرئيس عمر كرامي مما يجعل احتمال ان تبصر الحكومة النور في الايام المقبلة صعبا جدا وهو تاليا لم يكن متوافرا او ممكنا في خلال الاسبوع المنصرم على رغم نية الرئيس ميقاتي في المضي قدما في تقديم تشكيلة حكومية جاهزة لديه ويمكن ان تكون مقبولة في رأيه. في حين ان المشكلة لا تزال تكمن ايضا في عدم تقديم الافرقاء في الاكثرية الجديدة اي اسماء للرئيس ميقاتي ولو ان اسماء البعض معروفة وان موقف الرئيس بري في هذا الاطار كان واضحا لجهة عدم امكان "حماية او تغطية " الرئيس المكلف في حال اعلن التشكيلة الحكومية من دون رضى الافرقاء المشاركين فيها واختيارهم وزراءهم. اذ ان النتيجة الفورية ستكون استقالة اكثر من ثلث الوزراء بما يحول الرئيس ميقاتي الى رئيس حكومة تصريف اعمال بدلا من حكومة الرئيس سعد الحريري مع مشكلتين اضافيتين احداهما عدم امكان اقناع بعض افرقاء الاكثرية الجديدة بترشيح ميقاتي من جديد والذهاب الى خيارات اخرى واضطراره في الوقت الضائع الى مواجهة المشاكل الكبيرة حتى اشعار اخر. وفي حمأة هذه الالتباسات تعتقد هذه المصادر ان الرئيس الحريري يبدو في موقع الرابح ما دام وجد الرئيس ميقاتي نفسه وحتى قبل تأليف الحكومة وسط ضغوط قوى 8 اذار ومطالبهم التي تصعب عليه تأليف الحكومة مما يعطي الحريري صدقية كبيرة في ما واجهه من تحديات، ولن يكون الوضع أسهل بعد تأليف الحكومة.

 

كيف يقرأ "حزب الله" التعديل "المفاجئ" للقرار الظني؟ "جرعات تذكيرية" وتوقيت "مشبوه"

النهار/ابراهيم بيرم     

تفضل دوائر القرار في "حزب الله" ان تطلق على الاعلان الصادر قبل ايام عن تعديل ثانٍ أدخله المدعي العام التمييزي للمحكمة الدولية دانيال بلمار على القرار الظني، بأنه يشبه "الجرعات التذكيرية" التي تعطى عادة للاولاد والاطفال بين فترة واخرى.

ففي رأي هذه الدوائر ان توقيت هذا الاعلان مشبوه بكل المقاييس والمعايير، ويندرج تماما في خانة الاهداف والمقاصد السياسية غير البريئة التي من اجلها انوجد القرار اصلا بالصورة التي آب اليها منذ نشرت مجلة "دير شبيغل" الالمانية النسخة الاولى لمضمونه المفترض قبل اكثر من عام، ثم تكفلت وسائل اعلام اجنبية اخرى الافصاح تدريجيا عما يمكن ان ينطوي عليه، حتى اوشك القرار ان يصير مكشوفا بكل تفاصيله، قبل ان يصدر بصورته النهائية.

وعليه لم يكن في عرف هذه الدوائر امراً عابراً ان يعلن اولاً في العشرة الأخيرة من شهر كانون الثاني الماضي عن تسليم القاضي بلمار قاضي الامور التمهيدية دانيال فرنسين القرارَ، متزامناً مع اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري الاولى.

ولم يكن ايضاً امراً خالياً من الشبهات ان تتحدث مصادر المحكمة الدولية اياها عن تعديل اجري على القرار نفسه من جانب فرنسين مترافقاً مع بدء رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي استشاراته الملزمة توطئة لإطلاق الحكومة المقبلة.

ففي المرتين السابقتين، واللتين لم تفصل بينهما سوى ايام معدودات، وتلك سابقة في عالم القضاء بلونيه المحلي والدولي، كان المرتجى والمقصود منها اطلاق موجة ضغوط على الوضع السياسي اللبناني، وتحديداً على الاكثرية الجديدة التي ظهرت الى حيز الضوء اخيرا، وادى ظهورها الى قلب صورة الاوضاع بعدما صارت الاقلية اكثرية، وتالياً بعدما بات واضحاً ان مسار الاوضاع يوحي بانفلات حبل الامور من يد الحريرية السياسية وما تمثله من ارتباطات.

في ذلك الوقت وصل المتابعون الى استنتاج اكيد ان المحكمة وقرارها الموعود منذ زمن يحرَّكان على وقع تحول الاوضاع في لبنان، وبمعنى اخر، ووفق الدوائر اياها، اكد القيمون على هذه المحكمة بالدليل الحسي، ما سبق وان سعوا تكراراً الى نكرانه ودفعه، وهو ان هذا القرار الظني أعد اصلاً ليحكم قبضة فريق معروف على الواقع اللبناني، وليحاصر فريقاً آخر.

وتقر الدوائر ذاتها، بأن هاتين الحركتين السابقتين للمحكمة الدولية قد بسطت ظلالها على المسرى العام للأوضاع في لبنان، وخلفتا تأثيرات لا تزال قائمة، رغم ان القرار بقي مجرد سيف مصلت فوق الرؤوس، كي لا يفقد فاعليته الكبرى اذا ما انزل، وخصوصاً انه يفقد قيمته وهالته اذا ما صدر بشكل نهائي.

ونسجاً على المقياس عينه، تقول الدوائر نفسها ان الحديث عن تعديل ثانٍ ادخل على القرار اياه بيد بلمار، وتسليمه مجددا الى فرنسين لدراسته، يأتي في السياق نفسه اي التهويل والتلويح به في مرحلة سياسية دقيقة وحساسة، وهي مرحلة الدفع القوي الذي تمارسه مكونات الاكثرية الجديدة لإزالة العثرات الحائلة دون ولادة الحكومة، وبالتالي الخروج من الفراغ الحكومي الذي بات يحسب علامة ضعف عليها.

وبمعنى آخر، شاء الاعلان في هذه المرحلة من تحريك القرار الظني بعدما أوشك ان يضيع في سراديب النسيان بسبب تمنع المحكمة الدولية عن اصداره في أوقات كانت هي والمقربون منها حددوها تباعاً منذ اشهر الصيف الماضي.

ولم يعد خافياً ان الجهات اللبنانية المعنية بهذا القرار، وصلت اخيراً الى استنتاج فحواه ان القرار مرجأ ما دام الوضع العربي يعيش هذه الفورات والتحولات الجذرية، وسط التطورات المدوية، حتى لا تضيع اصداؤه ويفقد قيمته وهدفه الاصلي.

وعليه، فإن الدوائر نفسها باتت تقيم على قراءة متأنية فحواها ان "التذكير" بالقرار الظني على هذا النحو في مرحلة السعي الجدي والحثيث لأطراف الاكثرية الجديدة للخروج من متاهات الفراغ الحكومي المكلف، له ايضا غاية اخرى تتصل بمسار الاوضاع في سوريا وممارسة مزيد من حلقات الضغط على النظام السوري، لأن هذه الدوائر تعتقد اعتقاداً يقارب الجزم، أن القرار الموعود سيأتي على ذكر دور ما لسوريا.

وذلك امر ليس بالبريء، في مرحلة ظهرت فيها مؤشرات ومعطيات تؤكد ان النظام في دمشق نجح الى حد كبير في تجاوز حلقات الازمة التي أدخلت فيها سوريا قسراً، قبل ما يقرب من شهر ونصف شهر، وتتجاوز تداعيات المؤامرة التي حيكت خيوطها حولها بجدارة.

ولم يعد خافياً ان حلفاء سوريا في لبنان، باتوا مطمئنين كل الاطمئنان الى ان حليفهم التاريخي ابلى بلاء حسناً في معركة مواجهة شرسة مع مؤامرة دبرت ضده في ليل، وشاركت فيها اكثر من عاصمة، وكانت تهدف الى احد امرين، اما اسقاط النظام السوري نهائيا، او اجباره على الانصياع الى ما رفض سابقا التجاوب معه.

وعليه، ثمة من "لعب" مع النظام السوري لعبة ان يقبل بتغيير هويته التاريخية وطبيعته من خلال قبوله بإشراك "الاخوان المسلمين" في ادارة شؤون البلاد، وهو دور اجادته انقرة، تحت عنوان انه خريطة طريق للإصلاح.

وثمة من مارس دوراً آخر وهو ان يقبل بفصم علاقته الوثقى التاريخية مع طهران و"حزب الله" وحركة "حماس"، كشرط للكف عن حملات التحريض الاعلامية ضده مع ما تحتويه من عناصر تضخيم وتهويل، وهو امر نفذته انظمة خليجية.

وكلا "الشرطان" اللذان ابلغا الى الاسد كانا يفرضان تحت وطأة التحشيد في درعا الحدودية التي اريد لها ان تكون "بنغازي" سوريا، اي قاعدة التحضير للانطلاق في الهجوم على العمق السوري وصولاً لجعلها حضن كل الرافضين للنظام، والساعين لاستدراج التدخلات الخارجية، على غرار ما حصل في ليبيا.

لكن النظام السوري تنبه للامور الثلاثة معاً، فرفض العرضين السياسيين ووجه ضربة عسكرية كبرى الى درعا وما تحتويه وترمز اليه، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه ما برح نظاماً قوياً يتمتع بقاعدة شعبية عريضة، اذ لم يشهد اي شاهد خروج تظاهرات حاشدة على غرار ما حصل في مصر وقبلها في تونس يستطيع معها من يشاء ان يقول إن النظام السوري فقد شرعيته.

وعليه، لم تفاجأ الدوائر عينها بتقاطر المواطنين العرب وغير العرب الى دمشق مجدداً، فالامر تم بعدما اثبت النظام عملياً أنه يمسك بقوة بالجيش والامن وبزمام الامور.

ولا ريب في ان الدوائر عينها ما برحت تنظر بعين الريبة الى هذا الاستهداف الواسع للقوات الامنية السورية، فترى فيها محاولة مكشوفة للتأثير على "عصب" النظام المكين، وجعله يتشتت، وهي محاولة شبيهة بما مارسته المجموعات الارهابية في الجزائر في عقد التسعينات من القرن الماضي.

ومهما يكن من امر، ففي رأي حلفاء دمشق، ان حليفهم يحتاج الى بعض الوقت ليعيد الامور الى مربعها الاول، والى مجاريها، استعداداً لمرحلة جديدة.

وعليه، كان واضحاً بالنسبة اليها ان "التذكير" بالقرار الظني مجدداً في هذه المرحلة هو جزء لا يتجزأ من حملة الضغط على سوريا وعلى حليف سوريا في لبنان.

ولا يخفي هؤلاء بأنهم يعدون العدة للرد.

 

الضغط على ميقاتي لاستدراجه إلى تشكيلة اللون الواحد

المحكمة تنتظر سوريا والحكومة تنتظر انتفاضة

النهار/سابين عويس     

عندما وعد رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي بأن يؤلف حكومة "نخبوية" تضم كفايات قادرة على ابعاد شبح اللون الواحد عنها، معولا على اتصالات داخلية وخارجية واسعة وفرت له التغطية الكافية للمضي في التأليف من دون فريق المعارضة الجديدة ومن دون التزامات مسبقة حيال الملفات العالقة وابرزها المحكمة، لم يكن يعي ان فسحة التفاؤل التي حرص على اضفائها على تحركه ستصطدم بكل العقد والحسابات الداخلية والخارجية التي حكمت البلاد منذ بدء الانتفاضات العربية التي ابعدت الضوء عن ملف المحكمة الدولية وأخطارها.

ورغم تراجع الحديث عن المحكمة وقرارها الظني و"شهودها" الزور امام تقدم الملف الحكومي الداخلي وتطور الوضع الاقليمي، ظل هذا الملف وبحسب وصف مصدر سياسي مطلع، يلقي بثقله على المناخ الداخلي. فهو، باخراجه فريق الرابع عشر من آذار عن المشاركة في السلطة بعد اشتراطه على الرئيس المكلف احترام حكومته العتيدة التزامات لبنان الدولية، تمهيدا لتولي "حزب الله" السلطة، ابرز عجز فريق الثامن من آذار على المضي في استراتيجية اسقاط المحكمة التي بدأها منذ استقالة وزراء "حزب الله" وحركة "امل" من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وتوجها باسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري اواخر هذه السنة، وابرز تاليا عجز الحزب عن استكمال استراتيجيته بتولي السلطة. وجاءت احداث المنطقة معطوفة على المصالحة الفلسطينية لتؤرق الحزب لجهة مدى استعداده لاعادة النظر في مشروعه والانخراط في مشروع مصالحة لبنانية لبنانية وخصوصا بعدما استنفدت الوساطات العربية وسقطت المبادرة السعودية السورية (رغم محاولات رئيس مجلس النواب نبيه بري اعادة احيائها).

واذا كان تأخر تشكيل الحكومة رهناً بتطور الاوضاع في سوريا وما ستؤول اليه خصوصا وان القيادة السورية منشغلة اليوم بترتيب وضعها الداخلي، فان المصدر السياسي لم يبعد ملف المحكمة عن هذا الربط مشيرا الى ان المحكمة في انتظار سوريا وما تجميدها في الاشهر القليلة الماضية الا في انتظار ترقب ما يمكن ان تؤتيه الحركة الاصلاحية في دمشق. اذ يبدو ان تطور الامور والعقوبات الدولية المفروضة على شخصيات من النظام السوري قد تؤدي الى النتيجة عينها التي يحتمل ان يحملها اي قرار ظني في مسألة احتمال تورط شخصيات سورية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ذلك ان ما احتمل ان تستهدفه تلك المحكمة في اطار اتهامها بالتسييس لأفراد من "حزب الله" وشخصيات سورية من النظام بات مكشوفا أكثر بفعل الاحداث مما اعاد سوريا مجددا الى دائرة الضغط الدولي والعزلة والعقوبات، وحشر "حزب الله" في دائرة الحاجة الى تولي الحكم واستكمال فرض قبضته على المواقع الامنية والاقتصادية والمالية.

وليست العراقيل والعقد الموضوعة امام التأليف الا للضغط على الرئيس المكلف ودفعه نحو حكومة تلبي شروط الحزب وحليفه المسيحي الذي يضطلع بالدور الضاغط  لتولي وزارة الداخلية التي تشكل المدخل للامساك بالاجهزة الامنية.

وقد بات واضحا لدى اوساط الرئيس المكلف ان الفريق الذي رشحه ليس مستعجلا على التأليف رغم الكلفة المترتبة على التأخير.

وكما في السياسة كذلك في الاقتصاد، اذ ابرزت الازمة الاقتصادية الراهنة وصرخة القطاع الخاص عدم ايلاء الاكثرية الجديدة هذا الجانب من حياة المواطنين اي اهتمام مما يشير الى عجزها عن معالجة الملفات المتفجرة في وجهها، حتى بدا ان لا رواتب للقطاع العام ولا ثقة واستثمارات ولا ودائع وتحويلات في ظل حكومة اللون الواحد. وهذا قبل التأليف فكيف بعده؟ واعربت الاوساط عن اقتناعها بأن لا رغبة لدى الفريق الاكثري في تأليف حكومة في المرحلة الراهنة اذا لم تكن قادرة من خلالها على التحكم بالسلطة وخصوصاً ان "حزب الله" لا يبدو مستعدا بعد للقيام بأي تنازل او حتى الانحناء امام العاصفة في المنطقة. واذا كانت الفرصة الاخيرة التي طلبها هذا الفريق من ميقاتي لمزيد من المشاورات تصب في اطار استكمال الضغط على الرئيس المكلف للتسليم بالثلثين لفريق حزب الله – عون، فان اوساطه تؤكد انه لم يعد مستعدا لمزيد من التراجع امام الفريق الذي رشحه وهو كان اشترط عليه عند قبوله ان يسمح له بتشكيل حكومة من دون حزبيين واسماء استفزازية. في المقابل، يدرك هذا الفريق ان هامش المناورة على سعة بال الرئيس المكلف لم يعد واسعا بعدما بدأ رصيده يتآكل.  وهذا ما يدفع ميقاتي الى حسم امره بعدما حسم خياره بالمضي في التأليف وعدم التراجع أو الاعتذار. وتؤكد اوساطه ان قراره بتشكيل الحكومة بات نهائيا وعلى القوى السياسية المعطلة تحمل مسؤولياتها.

 

بري: الامتيازات وليس السلاح ما يمنع قيام الدولة

بيروت - «الحياة»

اعتبر رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن «ما يمنع قيام الدولة هو التمسك بالامتيازات وعدم السير بالعقد الاجتماعي الوطني الذي يمثله الطائف وليس السلاح المقاوم»، داعياً الى «الكف عن التذرع بالسلاح والزعم أنه مصوب إلى رؤوسنا».

وشدد بري في كلمة خلال العشاء الخيري السنوي الذي أقامته مساء أول من أمس «الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين» في «بيال» في بيروت تكريماً له، على ضرورة «الإسراع في تشكيل حكومة مسؤولة ومتكاملة»، مؤكداً اهمية «الوحدة الوطنية والخروج من الإصطفافات التي أدت إلى تقسيم قوة لبنان السياسية عمودياً وأفقياً».

وقال: «لا يجوز ان يبقى لبنان معلقاً على صليب الريح على هذا النحو، وان نمشي في كل استحقاق طريق جلجلة طويل لننجز انتخابات الرئاسة او الانتخابات النيابية او لنشكل حكومة في وقت يتآكل فيه اقتصادنا ونتحول الى الاستعطاء على قارعة الدول، ونواصل رهن ممتلكاتنا والاستدانة على مستقبل أجيالنا.

لقد غابت المسؤولية الوطنية الرسمية في اللحظة الاغترابية الضرورية ووقفنا اضافة الى نكبة ابيدجان ضحايا تصريف الاعمال وتصريف الافعال فيما كان لبنان في هذه اللحظة يحتاج الى حكومة مسؤولة ومتكاملة».

ورأى أن «لبنان في هذه اللحظة العربية الضاغطة بالتحولات والتحديات وفي غياب شبكة أمان عربية من فوقه بسبب انصراف الاشقاء الى همومهم، وفي غياب اعتبار استقرار لبنان اولوية دولية نظراً لجدول الاعمال الدولي المزدحم، يحتاج الى تأكيد ابنائه انه يمثل ضرورة قصوى، وهو الامر الذي يستدعي كل عناصر الوحدة الوطنية والخروج من الاصطفافات التي ادت الى تقسيم قوة لبنان السياسية عمودياً وأفقياً»، مشدداً على أن «ما يمنع قيام الدولة هو التمسك بالامتيازات وعدم السير بالعقد الاجتماعي الوطني الذي يمثله اتفاق الطائف وليس السلاح المقاوم. ونقول كفى التذرع بالسلاح والزعم انه مصوب الى رؤوسنا. ان ما يحكم حياتنا هو الاحتكار والفئوية وبالاساس الطائفية، ومع الاسف الآن المذهبية أيضاً».

وأكد بري أن «الحفاظ على ضرورة لبنان بات في هذه الظروف السياسية مسألة لبنانية»، داعياً الجميع إلى «ترتيب الأولويات من هذا المنطلق»، ومشيراً الى أن «إسرائيل هي من يكسب الوقت لزيادة حمى الإستيطان وتهويد القدس وإسقاط الرمزية الخاصة للقدس. وإنها تضع أولوية أخرى هي تصعيد التوتر الداخلي لخلق جبهة في أعالي النيل عبر تهديد مصادر هذا النهر العظيم، وبالتالي تهديد الأمن القومي والغذائي لمصر. في كل الحالات فإننا من المحيط الى الخليج نقول ليس بالحديد والنار تسوى المشكلات الداخلية بل بإنتاج ديموقراطية من صنع وطني، وحرية من صنع وطني، وعدالة من صنع وطني، ومشاركة من صنع وطني».

وألقى بري كلمة وجدانية تحدث فيها عن «الوجع الآدمي الذي يقيم في الاحزان والذي يقيم منتظراً في خراب النفوس والمنازل، والذي كان يوغل في الداء من دون اهتمام، والذي كنا نحن الاصحاء نراكم عليه المزيد من الوجع في حروبنا الأهلية فيما كانت اسرائيل تريد ان تجعل من كل بلادنا من الناقورة الى النهر الكبير الجنوبي مشوهة حرب ومعوقاً اجتماعياً واقتصادياً». وأضاف: «للابناء المتوجعين والمتألمين المتوحدين والمحكومين لوقع العيون العمياء والاصوات الخرساء والاحاسيس المصلوبة، تحيتي ومحبتي ورعايتي، حيث قصر الآخرون في إبراز محبتهم وحيث لا يجرؤ الآخرون، وقد اقدمنا نحن عندما كانت الحرب تأكل الاخضر واليابس على مفارق الوطن، على تبني فكرة مشروع لرعاية المعوقين تقدمت به السيدة رنده بري وكان السبب الموجب الاصابات الناتجة من حروبنا ومن حروب اسرائيل ضد وطننا، ثم توسعت الفكرة لتشمل المعوقين بسبب الحوادث وبالولادة».

واستذكر بري «الصديق المرحوم ناصر الخرافي رجل الاعمال الكويتي وهو يقف مكرماً لتقديماته الانسانية لقضية المعوقين وكذلك تقديماته في اعادة اعمار بلدة مارون الرأس التي انتقمت منها اسرائيل مرتين على التوالي الاولى خلال اجتياح آذار 1978 والثانية في حرب صيف 2006».

ثم تحدثت رئيسة الجمعية رندة بري عقيلة رئيس المجلس، مؤكدة أن بري «رفض فكرة التكريم من الاساس وهذه المرة من المرات القليلة التي يمكن فيها أن تنتزع انتصاراً على الاستاذ نبيه بري»، وقـــــالت ان الجمعية «تكرمه كأستاذ كان لتوجيهاته الفضل الكبير في تفسير أحلامنا وتحويلها الى حقيقة ثابتة غــير قابلة للنكران.

 

الخميس من بكركي: استراتيجيّة دفاعيّة عن الكيان

 فادي عيد/الجمهورية

علّق مصدر سياسيّ مسيحيّ بارز، الكثير من الآمال على القمّة الروحيّة المسيحيّة ـ الإسلاميّة التي ستعقد الخميس المقبل في بكركي، والتي دعا إليها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للتشاور في الأمور الوطنية وتعزيز صيغة العيش المشترك، في ظلّ مرحلة بالغة الحساسيّة إقليميّا وعربيّا، وفي ظلّ انسداد الأفق السياسي أمام التعثّر الحاصل في تشكيل الحكومة العتيدة، بحيث لم تفلح حتى الساعة كلّ المحاولات الرامية إلى إيجاد مخرج للعقد التي تؤخّر ولادتها.

وأكّد المصدر أنّ التحضيرات تتكثّف لهذا الحدث، بحيث يعمل المعنيّون على وضع اللمسات الأخيرة على مسوّدة المباحثات والبيان الختامي الذي سيجري إعلانه في نهاية القمّة، لافتا إلى أنّ التركيز ينصبّ على هذه المسوّدة التي تأتي ضمن نصّ مقترح يعرض الآن على المرجعيّات الروحيّة المشاركة لدراسته، كي تجري القمّة في ظلّ توافق حقيقيّ، وعلى نصّ موحّد، وكشف أيضا، أنّ البيان الختاميّ سيستثني المسائل الخلافيّة، وسوف يركّز على القضايا التي تعنى بوحدة اللبنانيّين والعيش المشترك والوفاق الوطنيّ، مؤكّدا أنّ الإشكاليّة التي تطرح في موضوع "حزب الله" وسلاحه ستكون من إحدى العناوين التي سيتمّ التطرّق إليها، لا سيّما أنّ انقساما حادّا يحصل على أكثر من مستوى سياسيّ ودينيّ في هذا الإطار. إلّا أنّ برنامج القمّة سيتضمّن بداية لقاء مع المرجعيّات الروحيّة لبحث القضايا والأحداث الحاصلة في المنطقة وانعكاساتها على لبنان، وسيصدر بعده بيان في هذا الإطار،على أن يعقب ذلك غداء في بكركي على شرف المدعوّين.

وكشف المصدر المسيحيّ المواكب عن تفاهم المرجعيّات الروحيّة على عقد قمم روحية دوريّة في مقرّات المراجع الدينيّة الأخرى، مؤكّدا أنّ مسوّدة البيان المشترك ستتوقف أمام مسلسل الخلافات الذي طال وحال دون قيام حكومة تتحمّل مسؤوليّاتها وتعمل على النهوض بالبلاد وإيجاد الحلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والإنمائيّة التي تقضّ مضاجع اللبنانيّين .

مسودة بكركي

والمسوّدة التي تنظر بكثير من الارتياح للّقاء الذي عقد في بكركي وجمع القيادات المارونية الأربعة، تتمنّى أن يعمّم هذا اللقاء ليجمع القيادات اللبنانية في خطوة مهمّة ومسؤولة تصبّ في خانة توحيد الصف الوطني انطلاقا من توحيد الصفوف في كلّ طائفة، خصوصا في ظلّ الخوف من الفراغ في السلطة على أكثر من صعيد، والقلق من تردّدات ما هو حاصل في المنطقة من عمليّة تفتيت للدول، الأمر الذي سيحمل رؤساء الطوائف إلى الطلب من المسؤولين الإسراع في تشكيل الحكومة العتيدة وفقا للدستور والميثاق الوطني، واليوم قبل الغد.

وستؤكّد المسوّدة التزام الجميع بمرتكزات العيش المشترك والدستور والتطبيق الواضح لوثيقة الوفاق الوطني نصّا وروحا، والولاء المطلق للبنان وتغليب مصلحته على أيّ مصلحة فئويّة أو فرديّة.

وستحذّر المسوّدة من أنّ رسالة العيش المشترك تصبح مهدّدة في لبنان إذا استمرّت حالة التشرذم على ما هي عليه واستمرت الخلافات والانقسامات الطائفية والمذهبية. وستشدّد على ضرورة استئناف طاولة الحوار في القصر الجمهوري برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وبلورة استراتيجية وطنية جامعة تمكّن الدولة من الدفاع عن لبنان وسيادته على كامل أراضيه وعلى ثروته الطبيعية من المياه ومصادر الطاقة. كما تؤكّد المسوّدة أنّ لبنان الذي خرج من سنوات طويلة من العنف والحروب المدمّرة يحتاج إلى قيام دولة ذات سلطة يحترمها الجميع، لا مجال معها لسلطة الأمر الواقع، دولة القانون والقضاء المستقل، دولة تضع حدّا للفساد في الإدارات ولهدر المال العام. وتناشد المسوّدة جميع اللبنانيّين، وبخاصة الشباب، التمسّك بأرضهم والتشبّث بقيم وطنهم وثقافته المنفتحة على التنوّع، مبتعدين عن مخاطر التزمّت والتطرّف الديني .كما تدعوهم إلى عدم الاستسلام إلى تجربة الانطواء على الذات في مجموعات طائفيّة متجانسة ومنقطعة عن التواصل فيما بينها. وستشدّد على وضع حدّ للهجرة الاستنزافيّة، وخصوصا هجرة الأدمغة والطاقات الشابّة، وعلى انتهاج سياسة تواصل إيجابيّة مع اللبنانيّين المنتشرين وإيجاد كلّ الظروف التي تحفّزهم على العودة إلى الوطن، ومن هذه المحفّزات إحاطتهم بمزيد من الرعاية، ومنحهم حقهم في الاقتراع والحصول على الجنسيّة اللبنانيّة الأصلية. وستؤكّد على رفضها لأيّ شكل من أشكال التوطين الفلسطينيّ في لبنان انطلاقا ممّا نصّت عليه مقدّمة الدستور. وسيؤكّد قادة الطوائف وفق ما هو وارد في المسوّدة استنكارهم لما تعرّضت له دور العبادة من اعتداءات في المشرق العربي، ولا سيّما دور العبادة المسيحيّة، والعمل على توفير الشروط القانونيّة والسياسيّة والاقتصادية والاجتماعية الكفيلة بإبقائهم كمواطنين في أرضهم.

وتختم المسودة، أنّ لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ومن الضروري العمل على تحويله مركزاً عالمياً لحوار الحضارات.

 

المتشدّدون في 8 آذار لا يريدون حكومة إنما الحكم...لا خروج من الأزمة بالتكنوقراط أو بتشكيلة إنقاذ

النهار/اميل خوري     

عندما يصر المتشددون في قوى 8 آذار على تشكيل حكومة من لون واحد والا فلا حكومة، وعندما يرفضون تشكيل حكومة من حياديين ومستقلين وتكنوقراط ويهددون ليس بحجب الثقة عنها بل بمنع وصولها الى مجلس النواب، اي باللجوء الى الشارع وليس الى المؤسسات الدستورية، وعندما يلحون على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بأن يشكل الحكومة التي يريدون والا عليه ان يعتذر، فماذا يعني كل ذلك؟ والى اين يريد هؤلاء الذهاب بلبنان؟ أفلا يكونون يذهبون به الى ازمة حكم والى مجهول؟

ان المتشددين في قوى 8 آذار يصرون على تشكيل حكومة اللون الواحد برغم انهم يعلمون ان لا الرئيس ميشال سليمان ولا الرئيس المكلف ميقاتي هما مع مثل هذه الحكومة، خصوصا في الظروف الدقيقة الراهنة محليا وعربيا واقليميا، وما اصرارهم على ذلك سوى لأنهم يريدون حكومة تمارس السياسة الكيدية ضد قوى 14 آذار وتصفية الحسابات معها وان تستأثر باجراء حركة مناقلات وتشكيلات وتعيينات واسعة في الاسلاك الادارية والديبلوماسية والامنية والعسكرية، حتى ولو ادى ذلك الى فتنة او الى اضطرابات امنية. وعندما يرفضون تشكيل حكومة من مستقلين وحياديين وتكنوقراط ويهددون بالشارع وليس بحجب الثقة وهذا من حقهم، فمعنى ذلك انهم يضعون البلاد بين خيارين اما التسليم بالحكومة التي يريدون واما الفراغ المفتوح على كل الاحتمالات، ومنها ازمة حكم وهو ما يسعى اليه المتشددون في قوى 8 آذار منذ ان خسروا الاكثرية النيابية، لذلك عمدوا الى تعطيل الانتخابات الرئاسية اذا ما كان رئيس الجمهورية من اكثرية قوى 14 آذار، ولا يعترفون حتى برئيس اذا ما انتخب باكثرية النصف زائد واحد، وان يكون لهم عند تشكيل اي حكومة "الثلث المعطل" فيها، والا فلا حكومة بل فراغ وفوضى. وان هؤلاء المتشددين انفسهم يهددون الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بأن يشكل حكومة اللون الواحد والا فليعتذر، مع تحميله مسؤولية اضاعة الوقت اذا ما ظل يحاول تشكيل حكومة توحي الثقة للجميع في الداخل وفي الخارج، والتذرع بالاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية التي لا يتحمل المزيد من اهدار الوقت الضائع.

وهب ان الرئيس ميقاتي اعتذر عن عدم تشكيل حكومة اذا لم تكن ترضي القوى السياسية الاساسية في البلاد، فهل اعتذاره يكون فيه حل ام مشكلة لا حل لها سوى نقل البلاد من ازمة حكومية الى ازمة حكم لان الوضع لن يتغير بعد اعتذار الرئيس ميقاتي، ولا حتى باعادة تكليف الرئيس سعد الحريري، لان قوى 8 آذار قد تقرر عدم المشاركة في الحكومة الا بشروطها، اي بطلب انسحاب لبنان من المحكمة الدولية وباخراج سلاح المقاومة من التداول. وهذا معناه استمرار الازمة الوزارية والدخول في ازمة حكم لا خروج منها الا باعادة تكوين السلطة من رأس الهرم الى القاعدة.

والسؤال المطروح هو: ما الحل اذاً؟ ان الحل في رأي المعتدلين يكون في تشكيل حكومة من حيادين ومستقلين وتكنوقراط اذا ظل تشكيل حكومة وحدة وطنية متعذرا، ووضع مجلس النواب امام مسؤولياته التاريخية والوطنية عند طرح الثقة بها. اذ من غير المعقول في وضع كهذا ان تظل اكثرية قوى 8 آذار المصطنعة اكثرية، لان كتلة الرئيس ميقاتي وكتلة النائب جنبلاط وربما كتلة الرئيس بري ستخرج منها وتمنح الثقة او يمتنع بعضهم عن التصويت. وانه لا بد من مواجهة مجلس النواب بمثل هذه الحكومة، وليتحمل كل طرف المسؤولية. فاذا لم تنل الثقة كما يهدد البعض في قوى 8 آذار فمسؤولية تعريض البلاد لأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات تكون مسؤولية هؤلاء، كما ان المسؤولية تقع عليهم ايضا اذا ردوا على نيل الحكومة الثقة بالنزول الى الشارع.

اما الحل الآخر فهو البحث في تشكيل حكومة انقاذ يتم عند تشكيلها تجاوز عقدة الخلاف على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وعقدة سلاح حزب الله، باعتبار ان المحكمة لن تغير مسارها القرارات ايا تكن، ولا بد من انتظار صدور القرار الاتهامي، وقد بات قريبا، كي يبنى على الشيء مقتضاه. اما سلاح "حزب الله" الذي لا يمكن نزعه بالقوة بل بالحوار، فلا بد من انتظار نتائج الانتفاضات الشعبية في غير دولة في المنطقة ولا سيما في سوريا كي يبنى على الشيء مقتضاه ايضا، اذ ان هذه النتائج قد تأتي بالحل السليم لهذا السلاح. فلماذا الخلاف باستباق القرار الاتهامي ونتائج التغييرات في المنطقة، ما دام كل طرف له موقفه المعلن من هذين الموضوعين.

الواقع ان دقة المرحلة تتطلب من زعماء البلاد تقديم تضحيات اذا كانوا حقا زعماء يريدون بناء وطن، بدل الصراع والتنافس على الكراسي وعلى المناصب والحقائب كما قال البطريرك الراعي بصوت عال. فهل من رجال دولة كي تقوم الدولة؟ وهل من رجال وطنيين كي يبنى الوطن؟

 

صراع الرئيس الإيراني مع المرشد الأعلى قد يكون الأخير  

هل يسقط نجاد أمام خامنئي من دون قتال?

نجاد ومستشاره مشائي يناديان بالإسلام الإيراني وإحياء أمجاد فارس

دعا نجاد 20 رئيساً للاحتفال بعيد النوروز في بيرسيبوليس عاصمة الفرس القديمة

حلفاء خامنئي يتعرضون للاضطهاد على يدي نجاد وآخرهم وزير الخارجية الذي عزله الرئيس

السياسة/أكد الكاتب عباس ميلاني ان قادة إيران يسعون لإحياء أمجاد الأمة الفارسية على حساب الإسلام, وقال في بحث نشرته مجلة »فورن بوليسي« إن الإيرانيين مازالوا ينتقدون الغزو الغربي لبلادهم قبل نحو ألف عام, كما تطرق ميلاني إلى الصراع الساخن الذي يدور بين نجاد وخامنئي.

يقول ميلاني: في حين يخاطر كثيرون في منطقة الشرق الأوسط بحياتهم وبأجزاء من أجسادهم في سبيل مستقبل ديمقراطي, نجد بعض الأطراف من داخل النظام في إيران مشغولة بمناقشة فضائل ملك فارس القديم قورش الكبير.

إن أي من الطرفين لا يأتي برؤية تاريخية جديدة, لكن الأمر ليس مجرد ممارسة الالتزام الذاتي في ايران, فالنقاش في التاريخ القديم على علاقة وثيقة بالمخاطر, والسؤال اليوم: هل تولي الجمهورية الإسلامية اهتماماً أكبر بتراث البلاد قبل الإسلام? الأجوبة التي عرضها الرئيس محمود احمدي نجاد تهدد بانهيار النظام الحالي.

الخلاف في حد ذاته ليس أمراً جديداً. فلعقود من الزمان, ان لم يكن قروناً, تعاني إيران من توأم الغاز: الهوية الإيرانية وطبيعة الإسلام في إيران على مستوى العلماء والسياسيين على حد سواء. الهوية الإيرانية منقسمة بين التقاليد الزرادشتية والمانوية قبل الإسلام بنحو ألف عام, وتأثير الإسلام والتطورات التي حدثت في السنوات ال¯ 1300 الماضية.

لكن لم يكن هناك توافق مميز في الآراء حول أي من هذين الجانبين. حتى في القرون الأولى بعد انتشار الإسلام في إيران, ورغم ان الإيرانيين كما لهم دور حاسم في صياغة قوانين الشريعة الإسلامية, والحكم, والأدب, كان هناك توتر كبير بين العرب والفرس (العجم).

في الواقع, اشار كثير من العلماء إلى أن الأفكار الرئيسية المرتبطة بالمذهب الشيعي في العالم الإسلامي - مثل مفهوم (المهدي), والبشارة الألفية - هي في الحقيقة تجسيد لأفكار عرفت في إيران في حقبة ما قبل الإسلام وهي مفاهيم مستمدة من الزرادشتية والفلسفات المانوية.

روح فارسية

ان مناقشة هذه التوترات شرط ومطلب لأي نظام إيراني منذ فترة طويلة. وقد برز ذلك خلال حكم ملوك (شاه) عهد بهلوي الذين سعوا لإضعاف دور الإسلام في الحياة العامة, والعودة لعصر ما قبل الإسلام. وأكبر مثال على تلك الحملة كان في العام 1976, عندما أنفق الشاه مئات الملايين من الدولارات احتفالاً بمرور 2500 عام على الملكية الفارسية في خيمة عملاقة نصبت خصيصاً لهذا الغرض خارج بيرسيبوليس عاصمة الفرس القديمة. حتى ان الشاه غير التقويم الوطني بهذه المناسبة, بعيداً عن أي أصل إسلامي واستبدله بتقويم آخر يرجع في أصوله لعهد الملك قورش, ملك الفرس القديم الذي كان يثني ويشيد بتحرير اليهود من السبي البابلي (علماً أن هذا التغيير استمر عامين فقط).

لكن عندما جاء النظام الإسلامي إلى السلطة في العام 1979, حاول طمس الماضي الفارسي في حقبة ما قبل الإسلام, مؤكداً على المكون الإسلامي فقط. وكان جدول أعماله يتطلب رفع بعض الأعباء الثقافية, على أقل تقدير, في بلد لايزال الناس فيه ينتقدون بشكل تلقائي »الغزو العربي« قبل نحو ألف عام, وينطقون بكل فخر واعتزاز ورعاية لغتهم التي نجت من عصر الإمبريالية العربية.

لقد جعل آية الله الخميني, مؤسس الجمهورية الإسلامية, من الأعياد الفارسية في إيران ما قبل الإسلام هدفاً خاصاً, وسخر من احتفال عيد النوروز (السنة الإيرانية الجديدة) الذي يقام في اليوم الأول من فصل الربيع, واصفاً إياه بالاحتفالية »الوثنية«.

وقاوم الإيرانيون - الجزء الأكبر منهم - طموحات النظام في هذا الصدد. وبرزت ردود الفعل الشعبية في الإصرار على الاحتفالات أكثر والتباهي بالاحتفالات الفارسية التقليدية وتقديم الدعم لحملات »تطهير« لغتهم الفارسية من أي كلمات وأسماء عربية. وبعد سنوات قليلة, في أيام محمد خاتمي, السلف الإصلاحي لأحمدي نجاد, نشر باحث إيراني أطروحة بخمسة مجلدات تؤرخ لقتال الإيرانيين الشرس - خلال قرنين من الزمن - قبل أن يقبلوا بالإسلام دينا, فيما يتناقض ويتعارض مع التاريخ الرسمي للنظام الذي جاء فيه ان الإيرانيين قبلوا الإسلام بشغف وبسرعة ما أن سمعوا برسالته.

إن هذا النوع من الفخر الوطني هو ما نادى به أحمدي نجاد ومستشاره المقرب, استنديار مشائي, في الآونة الأخيرة من خلال دعواتهما ل¯»الإسلام الإيراني«. لقد جعل من القومية الإيرانية ركيزة لحكومة أحمدي نجاد, مشيدين مراراً وتكراراً بعظمة إيران قبل الإسلام.

وبدلاً من إهمال عيد النوروز, احتفل أحمدي نجاد بهذه المناسبة هذا العام موجهاً الدعوة إلى عشرين من رؤساء الدول إلى بيرسيبوليس (عاصمة الفرس القديمة) وهذا ما يكرهه رجال الدين الشيعة لاسيما وأنه في الأيام الأولى للثورة حاول صادق خلخالي, وهو قاض متشدد, ان يلغي ذلك تماماً (تم إيقافه من قبل مواطنين محليين غاضبين). رغم تعرض نجاد لانتقادات شديدة, فقد قرر ألا يقام الاحتفال في الموقع القديم, رفض الاستجابة لتهديدات ومشورة المحافظين وأقام الحفل في طهران. وقد اعتبر ذلك بحق تحدياً مباشراً للسلطة الدينية.

المرشد الأعلى, آية الله خامنئي, رفض بوضوح لقاء أي من الضيوف المدعوين حتى انه غادر المدينة خلال فترة الاحتفالات. كما لعب نجاد ومشائي دوراً أساسياً في استرداد اسطوانة قورش, وهي اسطوانة طينية صغيرة كتب عليها كلمات يعتقد أنها أول إعلان لحقوق الإنسان في التاريخ من المتحف البريطاني في لندن احتفى بها كثيراً في إيران. كما أشاد أحمدي نجاد علناً بالملك قورش في مناسبات عدة, ولاسيما عندما وصلت الاسطوانة للمرة الأولى إلى إيران.

إن تصرفات نجاد وصنوه مشائي تبدو غير ضارة تماماً, لكنها أثرت غضب رجال الدين المحافظين بشدة.

في أي بلد, يعتبر كيل المديح والثناء العادي لحاكم من الماضي أمراً طبيعياً. لكن في إيران الإسلامية, يعتبر هذا أشبه بالفتنة.

أسطوانة قورش

في الأيام الأولى للثورة الإسلامية, ذهبت بعض الشخصيات الدينية الرئيسية في النظام, ولاسيما خلخالي - أحد تلامذة الخميني المفضلين الذي عينه رئيساً للمحاكم الثورية - إلى وصف قورش ب¯»الصبي اليهودي« وب¯»اللوطي«.

الآن, احمدي نجاد ينفق الملايين ليعيد أسطوانة قورش إلى إيران مشيداً بقيمته وتفرده. وفي الوقت نفسه, رغم تزايد عدد النقاد - بعضهم من أعلى مستويات السلطة الدينية في إيران - يواصل مشائي التحدث ببلاغة عن قورش, وعن القومية الإيرانية وعن الإسلامي الإيراني, وظهر ان القضية قد تحولت الآن بلبلة طفيفة ضمن أكبر التحديات التي تواجه قادة إيران منذ انتخابات يونيو 2009 الرئاسية المتنازع عليها. وقد ظهر هذا الخلاف الجديد داخل النظام الإسلامي في حين ان قادة الحركة الخضراء مازالوا تحت الإقامة الجبرية, ولم تظهر أي إشارة على حل وسط. حتى ان علي هاشمي رفسنجاني, رجل الدين القوي رفض الانضمام إلى معسكر خامنئي تماماً. وتؤكد كل المؤشرات ان ثمة مرحلة اقتصادية خطيرة وعصيبة تنتظر النظام.

مساءلة نجاد

هناك نقاش مفتوح حول مساءلة أحمدي نجاد, فقد زعم أكبر غانجي, الصحافي المعروف والمنشق الموثوق المقيم الآن في الولايات المتحدة - ان فريق نجاد عمل مع الاتحاد الأوروبي لإعداد قائمة بأسماء المسؤولين الإيرانيين الممنوعين من السفر للاشتراك في انتهاكات حقوق الإنسان, والقائمة لا تضم - كما زعم - الأسماء من حلفاء خامنئي, ولا تشمل أي اسم من فريق أحمدي نجاد. ووفقاً لغانجي, بعث الرئيس فريقاً من مساعديه ممن يمكن الاعتماد عليهم لإجراء مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. لكن مصادر أخرى داخل إيران تزعم ان فريق الرئيس كان يحاول سرقة وثائق من وزارة الاستخبارات لابتزاز القادة الآخرين.

وقد وصلت هذه الأزمة إلى درجة الغليان منذ نحو 10 أيام عندما عزل نجاد وزير الاستخبارات, وقد رفض هذه الخطوة خامنئي بالإضافة إلى رجل الدين الثاني الذي عزل عن هذا الموقع أقل من عامين. وقبل أسابيع قليلة, كان نجاد قد عزل وزير الخارجية, وهو حليف آخر لخامنئي. وهذه المرة, بدلاً من أن يحاول خامنئي حل الأزمة وراء أبواب مغلقة, كعادته في الماضي, كتب رسالة واضحة ليست للرئيس, بل للوزير المقال, تشير إلى إعادة تعيينه في منصبه. ليس هناك أي نص دستوري يسمح له بتعيين وزير من جانب واحد.

رغم ان غالبية أعضاء البرلمان كتبوا رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيراني يطلبون منه الامتثال لخرق خامنئي الفاضح للدستور, ورفض الرئيس - حتى الآن - قبول تدخل الزعيم. كما رفض حضور اجتماعات مجلس الوزراء. إما يرضخ خامنئي ويسمح لأحمدي نجاد بعزل الوزير - وهذه ستكون ضربة كبيرة لسلطته - أو يضطر نجاد إلى الاستقالة, وإيجاد أزمة سياسية لا يستطيع النظام تحملها.

بطبيعة الحال, إذا خضع نجاد, فإنه سيكون أكثر عرضة لخصومه الكثر, وهذا يضاف إلى عدم الاستقرار السياسي في النظام.

فأي لعبة يلعبها أحمدي نجاد? لماذا التركيز الزائد المفاجئ على الوطنية الإيرانية? ولماذا هذا الصراع العلني على وزارة الاستخبارات? يرى البعض ان هذه التحركات تأتي ضمن جهود محسوبية استعداداً للانتخابات المقبلة من خلال الوقوف على مسافة ما من خامنئي ومن نظام الملالي.

طبقاً لهذه النظرة, أحمدي نجاد يعرف كم هو مذموم من رجال الدين في إيران, وهو حريص على تحديهم أو على الأقل الاحتفاظ بمسافة بينه وبينهم. إن قرار فصل وزير المخابرات حوّل ببساطة المواجهة العادية إلى نقطة الانفجار.

السؤال الآخر المطروح هو: لماذا قرر خامنئي وحلفاؤه في فيلق حرس الثورة الإسلامية (الحرس الثوري) شن هذه المعركة الآن. من ناحية, يشدد خامنئي والحرس الثوري الخناق على نحو متزايد من الناحية السياسية, ليحكما أكثر وأكثر من خلال القوة الغاشمة.

الأهم من ذلك أن الاقتصاد يواجه أزمة حقيقية, حيث أعلن البنك المركزي ان معدل التضخم للمواد الغذائية بلغ 25 في المئة, كما أعلن مسؤول آخر ان معدل البطالة الحقيقية يقترب من 30 في المئة, وكذلك صرح عضو بارز في البرلمان ان الإحصاءات الاقتصادية الحكومية السرية والعلنية على حد سواء لا يمكن الاعتماد عليها, ومع استمرار هبوب رياح الديمقراطية في المنطقة, يبدو أن خامنئي يستعد للتضحية بالرئيس وتحميله مسؤولية الكوارث المالية التي تواجهها البلاد. لكن هل يسقط أحمدي نجاد من دون قتال?

 

ميشال عون وكارت التلفون ... والرصيد المتهاوي  

سلمان العنداري

اعتبر رئيس حركة التغيير ايلي محفوض ان "العماد ميشال عون يجهد في تحويل نفسه الى "ضحية مظلومة" ومهدورة الحقوق امام الرأي العام اللبناني، من اجل استقطاب الناس والشارع للدفع باتجاه قلب الطاولة على الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي". وقال محفوض: "ان العماد عون يلعب "دور البطولة" على الساحة السياسية الداخلية "بلباس الضحية" وفق اسلوب سيكولوجي ديماغوجي خشبي ومكشوف لاستقطاب الشارع وللفت الانظار لا اكثر ولا اقل". محفوض وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني رأى ان " العماد ميشال عون يهرب الى الامام في كل المواضيع والاستحقاقات، فيُنصّب نفسه وصياً على كل اللبنانيين، في وقت تختنق فيه البلاد بعد اكثر من 100 يوم من الفراغ الحكومي". ولفت محفوض الى ان "عون يحاول الامساك بمستقبل هذه الجمهورية من خلال محاولاته الحثيثة للامساك بمفاتيح تشكيل الحكومة وفق منطقه البائس المغلّف بالعناوين والشعارات والهرطقات التي من شأنها ان تقودنا الى الهاوية". واشار محفوض الى ان "حزب الله وفريق الثامن من اذار يبذلان كل الجهود لوضع العماد عون في الواجهة السياسية ولتظهيره بأنه الممثل الشرعي الاوحد للمسيحيين في لبنان، الا ان هذه المحاولة مكشوفة وواضحة، ولم ينتج عنها سوى مزيداً من التأخير والعرقلة في مسألة تشكيل الحكومة".

ورأى محفوض ان "المضحك المبكي في أداء عون انه يعيب على فخامة الرئيس المطالبة بهذه الحقيبة او تلك، بينما يسمح لنفسه بأن يطالب لنفسه بأكثر من ثلث الحكومة". مشيراً الى ان " احد اهم اسباب الحرب العونية على الرئيس سليمان تتعلق بحلم الجنرال القديم بالوصول الى رئاسة الجمهورية بأي ثمن، وهذا ما دفعه الى صبّ جماح غضبه على سليمان وفق منطق "يحق لي ولا يحق لك شيئاً". ورأى محفوض ان "العماد عون يحول حقوق المسيحيين في لبنان الى حقوق شخصية وعائلية، فكيف له ان يدعي بانه راعي هذه الحقوق في ظلّ استمراره بنهجه القديم القائم على الشخصانية والعائلية وعلى التفتيش على المصالح الفئوية الضيقة التي لا تفيد الا مشروعه السياسي الشخصي البغيض؟".

واضاف: "الصراع القائم اليوم على وزارة الداخلية عبر اصرار عون على الحصول عليها يشكل دليلاً فاضحاً ومكشوفاً من شانه طرح الكثير من التساؤلات على اداء التيار العوني واخلاقياته وطريقة تعاطيه مع رئيس الجمهورية والدولة اللبنانية على كل الاصعدة والمستويات". وقال: "المشكلة لم تعد في هذا الرجل وفي اسلوبه بالتعاطي، فالامر يتعلق بمناصريه وبمن تبقى منهم، فكيف لهم ان يستمروا في مناصرة سياسة عون التي مسّت ببكركي والتي عطلت وتعطل ولادة الحكومة، وكيف لهم ان يستمروا في تأييد من يُمعن بالكيدية السياسية في عدد من الوزارات، ومن يتّهم الاخر ويهدده ويهول عليه؟".واضاف: "على اللنانيين ان يستيقظوا وان يحاسبوا قادتهم"، داعياً الجمهور العوني الى الاقدام على محاسبة عون بأصواتهم ومبادراتهم، "فكفى تصفيقاً وسكوتاً وصمتاً في ظلّ هذا الواقع المحزن الذي اوصلنا اليه الجنرال". وتابع: "شباب التيار الوطني الحرّ يريدون تياراً وطنياً حراّ حقيقياً، واصلاحاً وتغييراً ملموساً، ولا يريدون بأي شكل من الاشكال عائلة عونية شخصانية فئوية ومصلحية، ولهذا لا بد من وقفة تحاسب هذا الزعيم وسجله الطويل من الانتهاكات والممارسات على مدى سنوات وعقود". هذا وشبّه محفوض الجنرال عون "بكارت التلفون": "كلما تكلّم وتهجم على الرئيس سليمان وعلى مؤسسات الدولة خسر من رصيده المتهاوي"، داعياً اياه "الى الكف عن التطاول على موقع رئاسة الجمهورية وعلى الدولة اللبنانية وعلى الناس والمؤسسات والدستور". موقع 14 آذار

 

دميانوس قطار: 15 مليار دولار نتيجة التلاعب  والسرقة السورية

في مذكرة سرّية تحمل الرقم 1716BEIRUT06 وصادرة من السفارة الاميركية في بيروت في 31/5/2006، جاء على لسان وزير المال السابق دميانوس قطار تقديره ان مبلغ 15 مليار دولار من مجمل الدّين العام البالغ 38 مليار دولار هو نتيجة تلاعب مالي داخلي، ونتيجة السرقة السورية وعقود قوامها التبذير والاحتيال. واضاف قطار، ووفق تقديراته المتحفظة، ان الفجوة ما بين نفقات الحكومة وما كان يجب ان يكون مدخولها (او ما كان يجب على الحكومة الا تنفقه اصلا) تصل الى ما يقارب الـ 15 مليار دولار.

وقد فنّد قطار تراكمات الدين غير المبرر والتي تصل الى 15 مليار دولار على الشكل الآتي:

2 مليار دولار في الفترة التي تلت مؤتمر باريس2. اعطت المصارف التجارية، ومساهمة منها في مساعدة  الحكومة في الفترة التي تلت مؤتمر باريس -2، قرضا من دون فائدة للحكومة وقدره 3.7 مليار دولا لفترة سنتين. وعند انقضاء فترة السنتين، قام المصرف المركزي باستبدال هذه السندات بأخرى جديدة مع نسبة فائدة بلغت العشرة في المئة عندما كانت مستويات اسعار السوق اقل...

4 مليارات دولار على شكل نفقات مسرفة في الجنوب لاصلاح التوتر السياسي ومواجهة نتائج الاحتلال الاسرائيلي ومحاربة الحرمان

1 مليار دولار خسائر نتيجة الضرائب غير المدفوعة على مداخيل السوريين العاملين في لبنان

3 مليارات دولار وهي تشمل العادات المنتزعة من قبل السوريين خلال فترة الاحتلال من قطاعات الاتصالات والمرفأ والمطار.

وأبعد هذه التقديرات التقريبية التي قدمها قطار، فإنه ذكرنا بسجل الحكومة اللبنانية الطويل من المقاولات والشرائية التي اتسم بالفساد وعدم الشفافية، مخمّنا مدى الضرر الحاصل على تراكمات الدين العام من خلال هذه الخسائر.

(ملاحظة: تعقيبًا على هذا الكلام، هناك تقرير من مدير مؤسسة هندسية لديه الان عقد من بلدية بيروت لتنظيف قنوات الصرف الصحي والمجاري، يفيد انه حصل على العقد بنسبة اقل 60 في المئة من سلفة الشركة التي كان لديها عقد لمدة خمس سنوات، ومازال في استطاعته تحقيق 40 في المئة هامشا للربح).

وجاء في المذكرة في مجال آخر ان رئيس مجلس الوزراء نجيب مقياتي ابلغ الينا انه ارتكب خطأين عند تشكيل حكوة التكنوقراط التي اعتبرت جيدة الى حد كبير، واشرفت على مرحلة انتقالية خلال فترة مضطربة. الخطأ الاول كان وزير العمل طراد حمادة ( الذي لا يزال في منصبه بفضل ولائه لحزب الله)، والخطأ الثاني هو زير العمل دميانوس قطار. ويقول ميقاتي ان قطار ذكي لكنه كسول وتافه، ولا يهمه سوى سماع نفسه يتكلم على ان ينجز  اي عمل. لكن غالبا ما كان كلام قطار يستحق الاستماع، ونحن نجده مفيدا اكثر كمحلل وليس الشخص المسؤول عن ادارة الوزارة.

 

تضارب في الآراء بين مسيحيي 8 و14 آذار حول الموضوع

تغيير النظام في سوريا بين اللبنانيين، إيجابي للبعض وسلبي بالنسبة إلى آخرين

ريما زهار من بيروت

ما يواجهه النظام السوري من أزمات داخلية، رسم تساؤلات كبيرة عن طبيعة التداعيات المتوقعة لهذه المواجهة المفتوحة، خاصة على صعيد العلاقة التاريخية بين نظام الحكم في سوريا ومسيحيي لبنان، والسؤال الذي يطرح الآن هو عن نظرة القوى المسيحية اللبنانية لما يجري في سوريا.

بيروت: ترخي تطورات الأوضاع في سوريا بثقلها على الساحة اللبنانية، وتثير الكثير من التساؤلات حول النتائج التي يمكن أن تتمخض عنها، وكما لعب النظام السوري دورًا اساسيًا في حماية الوجود المسيحي في لبنان خلال الحرب الأهلية في العام 1975، فإن ما يواجهه هذا النظام من أزمات داخلية، أثار الكثير من القلق، ورسم تساؤلات كبيرة عن طبيعة التداعيات المتوقعة لهذه المواجهة المفتوحة، خاصة على صعيد العلاقة التاريخية بين نظام الحكم في سوريا، ومسيحيي لبنان، بحيث إن السؤال الذي يطرح الآن هو عن نظرة القوى المسيحية اللبنانية، في الأكثرية والمعارضة لما يجري في سوريا وانعكاسه على مصير الأقليات في المنطقة.

يقول النائب سليم سلهب (عضو تكتل التغيير والإصلاح) لـ"إيلاف" ان الوضع في سوريا يجب ان يؤخذ بطريقة جدية، خصوصًا وانه كيفما كانت النتيجة، ستنعكس على لبنان ايجابًا او سلبًا، من هنا يجب مراقبة الوضع في سوريا، لنرى التطورات الى اين ستتجه لنعرف كيف سنتعامل معها.

اما اذا تغير النظام في سوريا، هل سينعكس ذلك بالسوء على مسيحيي لبنان؟.. فيجيب سلهب: "لنتكلم عن لبنان بصورة عامة اكثر من مسيحيي لبنان، اعتقد ان تغيير النظام في سوريا، يمكن ان ينعكس على الوضع اللبناني عمومًا، وعلى الوضع المسيحي خاصة، ومن المستحسن الا يحصل تغيير نظام، بمعنى ان الوضع اللبناني لا يحتمل راديكالية على حدوده، لانها اذا كانت طائفية ممكن ان ينعكس ذلك سلبًا على الوضع اللبناني، يجب الا ننسى وضعنا على الحدود، لدينا الاسرائيلي الذي يتميز براديكاليته الدينية اليهودية، اذ يطالب بدولة يهودية، وليس بدولة متعددة المظاهر.

واذا اتى نظام في سوريا كذلك راديكاليًا ودينيًا، من الممكن ان يتأثر الوضع اللبناني سلبًا، خصوصًا واننا نتميز بالتعددية والديموقراطية والحرية الدينية والسياسية والاقتصادية، واعتقد ان التأثير المباشر يكون بوضع هذه التعددية في خطر.

ولدى سؤاله كيف يؤثر الوضع في سوريا على لبنان داخليًا، وهل لتأخير تشكيل الحكومة انعكاسًا على ذلك؟ يجيب: "لا اعتقد ان الوضع في سوريا لديه انعكاس مباشر على الوضع الحكومة الحالي، لكن لا شك ان فريقًا في لبنان يعوِّل على نتيجة ما سيحصل في سوريا، ومن الممكن ان يأخذوها بعين الاعتبار ويجعاونها سببًا لتأخير المشروع الحكومي الحالي، ولكن الوضع الحكومي في لبنان تعثر قبل بدء المشاكل في سوريا، ولا اعتقد انه كان سببًا في تشكيل الحكومة اللبنانية.

هل من مصلحة لبنان ان يهتز الأمن في سوريا؟، يجيب: "من مصلحتنا الا يهتز الامن في اي بلد عربي، وان حصول عدم استقرار في اي بلد عربي يؤثر علينا، من هنا نتمنى ان يبقى الاستقرار في كل البلدان العربية كي نستفيد منه داخليًا في الوضع اللبناني. ولا مصلحة لنا ان نكون طرفًا في تحبيذ عدم الاستقرار.

اما هل يرى انه من مصلحة المسيحيين اقامة افضل العلاقات بين لبنان وسوريا؟ فيجيب: "لدينا مصلحة في ذلك لان سوريا هي جارتنا الوحيدة، وهي المدخل الاساسي للبنان نحو البلدان العربية، كلبنانيين يجب ان تكون لدينا علاقات مميزة مع سوريا، مع احترام كل الثوابت اللبنانية، من خلال احترام خصوصياتنا، ونحَّرج ان يكون لدينا حرية مع التنسيق مع سوريا، لان وضعنا يتسهل، اذا تم هذا التنسيق بكل الموضوعات التي تفيد القضية العربية.

سعيد

بدوره تحدث النائب السابق فارس سعيد (14 آذار/مارس)، فاعتبر أن سوريا هي جزء من رغبة التغيير التي انطلقت مع البوعزيزي في تونس، وذهبت هذه الرغبة الى كل شعوب المنطقة، ولم تستثن بالطبع الوضع الاجتماعي والسياسي والثقافي السوري، وبالتالي يحاول النظام في سوريا القول إنه يتعرض لمؤامرة متناسيًا، ويغضّ النظر على وجود مطالب اجتماعية وسياسية لها علاقة بحرية التعبير، والاعلام، وتكريس مبدأ تداول السلطة، والديموقراطية والحريات العامة، يحاول ان يتجاهل هذه المطالب، ويقول انه يتعرض لمؤامرة تأتي من الخارج، حفاظًا على موقعه في الصراع العربي الاسرائيلي، نحن نؤكد أنه لا تناقض بين الممانعة والديمقراطية، وبين موقف متشدد بين الصراع العربي الاسرائيلي وفتح الباب امام اعطائه الشعب امكانية التعبير عن نفسه، واختيار ممثليه لكي يؤَّمن مبدأ الحرية العامة في العمل السياسي، عبثًا يستعمل الدبابات، وكل مرة يستخدم النظام القوة كلما ستكون المقاومة اقوى في سوريا. وبالتالي دخل هذا النظام في نفق مظلم، نهايته التغيير الشامل، هل هذا ينعكس على لبنان بالطبع، نحن نؤكد أن احدى الضمانات الاساسية لاحترام سيادة واستقلال لبنان هي ديموقراطية العالم العربي، كل مرة يتوجه العالم العربي باتجاه الديموقراطية... كل ما كان هناك امكانية بصيانة ودفاع استقلالية لبنان، وكلما كان العالم العربي ينظر الى لبنان بشكل مختلف، بمعنى اذا لا يشارك لبنان العالم العربي نقاطًا مشتركة، فهذا يضع لبنان في مواجهة مع العالم العربي، ونحن كفريق مسيحي كنا نواجه ما يسمى تعريب لبنان، ظنًا منا أن هذا التعريب ليس معطى ثقافيًا، بل معطى دينيًا.

وأضاف "اليوم يشهد العالم العربي لبننة، وبالتالي ثورة 14 آذار/مارس في 2005 جعلت العالم العربي يتلبنن، وهذا لا يعني الحروب الاهلية والمذهبية، بل يعني بأن العالم العربي يصبح سيدًا حرًا مستقلاً ديموقراطيًا، يتم تداول السلطة فيه بين الاحزاب والتيارات، ويكون هناك احترام للانسان العربي، وبالتالي ننظر بعين الرضا لما يحدث في العالم العربي وليس بعين القلق". ويوضح أن"الكلام بأن تغيير النظام في سوريا يشكل تهديدًا للمسيحيين في لبنان، هدفه تغيير لحظة ما يجري في سوريا، ومن يخشى تغيير النظام في سوريا غير قادر أن يساعد النظام على ان يبقى، وبالتالي على الجميع ان يتكيف مع هذا التغيير، والا ينظر اليه من باب الخوف والتخويف، بل كيف يمكن ان يواكب مسيحيو لبنان ومعهم مسيحيو العرب هذا التغيير، وهذه الانتفاضة المباركة التي هبّت رياحها مع تونس، ووصلت اليوم الى الشام.

ويتابع: "هناك من يقول إن تأخير تشكيل الحكومة له ظروف داخلية، وصراع على الحقائب، وغالبية وجهة نظر بان الارباك الذي يعيشه النظام السوري هو الذي يعرقل عملية تشكيل الحكومة في لبنان، سوريا حتى هذه اللحظة لم تفقد الامل من دعم مباشر اميركي وسعودي لبقاء نظامها، وبالتالي لا تريد استفزاز المملكة ولا اميركا من خلال حكومة لون واحد في لبنان. ويقول سعيد من مصلحة لبنان ان يصبح العالم العربي يشبهه، كل مرة العالم العربي يشبه لبنان واسلوب عيش اللبنانيين يرتاح لبنان، وكل مرة يكون العالم العربي يعيش في سجن كبير يتناقض مع التجربة اللبنانية، ويؤكد سعيد انه من مصلحة اللبنانيين، وليس فقط المصلحة المسيحية، اقامة افضل العلاقات مع سوريا.

 

الخطر الإيراني يحوّل المطالب من شعبية إلى رسمية وتزايد الدعوات إلى إنشاء إتحاد كونفدرالي يجمع دول الخليج

يوسف الهزاع مايلاف

أصبحت المطالب بإنشاء إتحاد كونفدرالي يجمع دول مجلس التعاون الخليجي مطلبًا رسميًا بعدما ظل طوال السنوات الماضية مطلبًا شعبيًا، ويبدو أن الخطر الإيراني هو ما شجّع على رفع حدة المطالبات حتى إن مجلس النواب البحريني أقرّ أخيرًا مقترحًا بصفة مستعجلة لتنفيذ الاتحاد بالتنسيق مع دول الخليج.

الرياض: دفعت الأحداث الأخيرة التي وقعت في البحرين والتهديدات الإيرانية المستمرة لتلك المملكة الصغيرة ولدول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، الكثيرين إلى إعادة المطالب بإنشاء اتحاد كونفدرالي يجمع دول الخليج لمواجهة تلك التحديات، على أن لا ينحصر هذا الاتحاد في المجال الأمني والعسكري، بل تعدي ذلك إلى المجالات كافة، خصوصًا أن القواسم المشتركة بين دول الخليج أكثر من أن تُحصى.

ظلت دعوات إنشاء كونفدرالية خليجية طوال السنوات الماضية شعبية في الدرجة الأولى، لكن الأحداث الأخيرة في البحرين دفعت جهات رسمية عدة إلى الانضمام للداعين إلى اتنفيذ هذا المطلب، وسط اعتراف من بعض المراقبين بصعوبة تطبيقه لأسباب ومبررات متعددة تتربع التوجهات السياسية لدول الخليج على رأسها.

وتبدو البحرين أكثر دول الخليج تحمسًا لإنشاء الإتحاد الكونفدرالي، إذ أقرّ مجلس النواب البحريني مقترحًا بصفة مستعجلة لتنفيذ الاتحاد بالتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي، وبرر المجلس إقرار هذا المقترح بالقول "إن البحرين تحتل موقعًا إستراتيجيًا، وتتمتع بثروات طبيعية ومركز مالي، مما يجعلها محل مطامع الدول الأخرى، إضافة إلى الأخطار الأمنية التي تتهدد البحرين، وتمسّ كيان دول مجلس التعاون".

وقال مجلس النواب البحريني إن تطبيق الاتحاد الكونفدرالي يتم من خلال احتفاظ كل دولة بسيادتها المطلقة، لكنها تفوّض بموجب اتفاق مسبق بعض الصلاحيات لهيئة أو هيئات مشتركة لتنسيق سياساتها في عدد من المجالات، وذلك من دون أن يشكل هذا التجمع دولة أو كيانًا.

وكانت تقارير صحافية نقلت الأسبوع الماضي أن دول مجلس التعاون تدرس مشروعًا للتحول إلى كونفدرالية خليجية تكفل توحيد السياسات الخارجية والدفاعية والأمنية مع احتفاظ كل دولة منها باستقلالها وسيادتها في مواجهة الأطماع الإيرانية المتزايدة، والتصدي للتهديدات السافرة لأمنها وسيادتها واستقلالها.

ويرى أستاذ السياسة في جامعة الملك سعود في الرياض الدكتور صالح الخثلان أن مجلس التعاون تقدم خطوات متقدمة جداً، وتؤسس للكونفدرالية في الخليج، مثل السوق الخليجية المشتركة، وتوحيد العملة ودرع الجزيرة، لكن الخثلان شكك فى تصريحات لإيلاف بسبب التأخير لتفعيلها، قائلاً إن "الإرادة موجودة، ولكن يبدو أن الأجهزة الإدارية عاجزة أو مترددة في التصعيد إلى المستوى التكاملي، رغم الأخطار التي تواجه الخليج، وفي مقدمتها الخطر الإيراني، وهذا مبرر مشروع للتكامل والارتقاء، مثلما كان تأسيس المجلس بسبب التهديد الإيراني".

وقال الخثلان "مع توجهات السياسة الإيرانية الخارجية، لابد من تحرك أفضل على المستوى الجماعي، لأن ذلك أفضل وبكل المقاييس من التحرك الفردي".

وتساءل الخثلان حول إن كانت الرغبة موجودة عند الدول الست؟، وأجاب "هذا سؤال المفروض يطرح لأنني لا أظن أن الفكرة تستهوي كل الدول بالقدر نفسه، فقد تكون البحرين على قدر أكبر، لأنها أحست بالخطر، ولكن بعض الدول تحاول الاستقلالية فرديًا في سياستها الخارجية، مثل قطر، التي تكاد تكون مختلفة في الكثير عن باقي دول الخليج، ولكن برأيي إن الحاجة موجودة، ولكن الرغبة تتفاوت".

وأضاف الخثلان لإيلاف "الحاجة ملحّة أكثر من أي وقت مضى، ويعزز ذلك ما حدث في البحرين، وشبكات التجسس في الكويت، ولكن من قراءتي لما يدور بخصوص النخب والقيادات، أظنها لا ترى أن الوقت قد حان، ويكتفون بالآليات الموجودة، وقد يصعدون من مستوى التكامل وفق إطار المجلس، لكن ليس باتجاه الكونفدرالية رسميًا". وأضاف "ما يحدث في اليمن يؤكد أيضاً أن دول الخليج بدأت تتحرك جماعياً في الوقت الحالي، بعدما أحست بمعنى الخطر الإقليمي على أمنها، وهذه فرصة يمكن البناء عليها".

وعن مجلس التعاون الخليجي، وأنه منذ تأسيسه لم يحقق أهدافه الكبرى سوى في ظروف وقتية، وإن كان ذلك يعتبر مؤشراً على أن الكونفدرالية صعبة التحقيق مادام المجلس لم يستطع ذلك، قال الخثلان "هناك إنجازات للمجلس بالتأكيد وهي معروفة، ولكن إشكالية التنفيذ قائمة، فهل المشكلة هي في بيروقراطية الأجهزة الإدارية، أو من أن التسويف، أظن الظروف الحالية تدفع إلى إعادة النظر في الكونفدرالية، فمشكلة الخليج لا تقتصر على المشاكل الخارجية فقط، بل إن دول الخليج لديها تحديات عدة، منها التركيبة السكانية والطائفية والأنظمة الحاكمة وشرعيتها وما يتعلق بنظامها السياسي، وكل هذه من المفترض أن تؤخذ في الاعتبار، وأن تقود إلى تحرك عاجل، صحيح بعضها يمكن حله داخليًا ولكن الأفضل هو حله تكامليًا بين دول المجلس".

وأضاف متسائلاً "هل وصل أصحاب القرار إلى هذا المستوى من القناعة بالتقدم خطوات إلى الأمام لتحقيق وحدة خليجية حقيقة أم لا؟، ولكن عموماً وقياساً بتجارب إقليمية أخرى، تعتبر تجربة مجلس التعاون ناحجة إذا ما قورنت بالجامعة العربية أو الاتحاد المغاربي أو الاتحاد الإفريقي، رغم تطوره أخيراً، فرغم التطورات والمتغيرات، إلا أن مجلس التعاون بقي متماسكًا وتخطى كثيراً من العقبات، وهو ما يحسب له، رغم أنه أقل من الطموحات ورغم التباينات أحيانا بين أعضائه على مستوى بعض القضايا".

وحول رهان دول الخليج على المستوى الفردي على حلفاء من خارج منظومة المجلس، إن كان هو ما يسبب تأخير الكونفدرالية، والميزة التي لا تتوافر في حلفاء مقربين أكثر، أوضح الخثلان أن ما حدث في البحرين يؤكد أن حلفاء دول الخليج موقفهم مهم وحسابات الحلفاء الاستراتيجية مختلفة، ويبدو لي من الموقف أنهم ما زالوا قريبين، ويقدرون مواقفنا، والبحرين مثال جيد، ولكن بالطبع لا يعني ذلك أنها دائمة، وبالتالي على المستوى البعيد لا بد من نظرة مختلفة.

وحول التباين في مستوى المشاركة الشعبية بين دول الخليج، وإن كان ذلك سبباً في تأخير التكامل الكونفدرالي، فالكويت بمجلس أمة منتخب كاملاً والبحرين نصف منتخب، فيما السعودية تعينه كاملاً، أوضح الخثلان "في النهاية تأتي القرارات الاستراتيجية من فوق، وليست من الداخل، وبالتالي دور المجالس لن يكون كبيرًا، ولكنه سيبرز في الاتفاقيات، ولكن الأهم في الموضوع هو الاتحاد لمواجهة الخارج، وهذا لن يكون عائقاً أمام صلاحيات المجالس"، وأضاف "لو ضربنا مثلاً بدرع الجزيرة، فإن دعمه لن يواجه عوائق تفرضها هذه التباينات، لاحقًا لو تقدمنا خطوات لمواجهة خطر خارجي، فمجلس أمة له صلاحيات عالية أفضل بكثير طبعاً من مجلس شورى لا يملك صلاحيات".

تنضوي دول الخليج تحت لواء إتحاد دول مجلس التعاون الخليجي، الذي تأسس قبل نحو ثلاثين عامًا، وهو يشبه إلى حد بعيد الاتحاد الكونفدرالي، ويوجد العديد من المعاهدات والاتفاقيات بين الدول الست، لكن كثيرًا منها لم يتم تنفيذه، حيث يرى مراقبون أن بعض الخلافات الجانبية بين بعض تلك الدول يحول دون الوصول الى اتحاد حقيقي، رغم بدء إدراك البعض أنه هو الحل الأمثل أمامها في الوقت الحالي.

ويقول في هذا الخصوص المحلل السياسي السعودي الدكتور عبدالله اللحيدان لإيلاف إن الكونفدرالية هي خطوة متقدمة على طريق الفيدرالية الاتحادية، ولكنها لا تصل الى مستوى الدولة الاتحادية، مؤكداً  "فالدول المكونة للاتحاد الكونفدرالي لا تفقد صفتها القانونية الدولية تمامًا، بل ما زالت تحتفظ بالكثير من مظاهر السيادة".

ويرى اللحيدان أن عنصر الاختلاف مع المجلس الحالي يكمن في "تقوية الجهاز المركزي (الأمانة العامة حالياً) خصوصًا ما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمن (مثلاً تكون اجتماعات وزراء الخارجية أسبوعية وتوفير قوة أمنية ضاربه تحت قائد مركزي تابع للجهاز المركزي للاتحاد الكونفدرالي)".

وأضاف اللحيدان لإيلاف أن "الاستمرار في التعاون الاقتصادي الذي وصل مرحلة السوق المشتركة والاتحاد الجمركي حاليًا وكذلك المضي قدمًا في خطط الاتحاد النقدي، وان لم تنضم كل الدول، وان اخذ وقتًا طويلاً، وإعلان الكونفدرالية مهمة حاليًا لتوجيه ضربة قاضية لمخططات إيران في الخليج، وتفعيل دور دول الخليج للاستفادة من التغيرات التي تحدث في الدول العربية".

ويتكون مجلس التعاون لدول الخليج العربية من ست دول هي: السعودية والإمارات والبحرين وعُمان وقطر والكويت، وقد تم التوقيع على وثيقة إعلان قيام المجلس في قمة وزراء خارجية الدول الست في الرياض في 4 فبراير/شباط 1981.

فيما يتشكل المجلس من أجهزة هي: المجلس الأعلى: ويتكون من زعماء الدول الأعضاء، ورئاسته دورية وتكون حسب الترتيب الهجائي للأعضاء. واجتماعاته العادية سنوية، والمجلس الوزاري: ويتكون من وزراء الخارجية للدول الست، أو من ينوب عنهم من الوزراء. وتكون رئاسته للدولة التي تولت رئاسة الدورة العادية الأخيرة للمجلس الأعلى، واجتماعاته العادية كل ثلاثة أشهر، والأمانة العامة: وهي الجهاز المسؤول عن العمل الإداري، وتتكون من أمين عام، يعينه المجلس الأعلى من مواطني دول مجلس التعاون، لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، ويعاون الأمين العام أمناء مساعدون، وهيئة تسوية المنازعات: تتشكل من غير أطراف النزاع، ولا يقل عددها عن ثلاثة.

ترتبط دول مجلس التعاون الخليجي بمعاهدات متعددة، أبرزها عسكري، ممثل في قوات درع الجزيرة، التي برز دورها أخيرًا في البحرين، وكان لها الفضل في عودة الهدوء والاستقرار إلى المملكة الصغيرة، التي تقول إن إيران تحرك جماعات في داخلها بهدف إثارة الفتنة والبلبلة.

كما يوجد إتحاد جمركي بين الدول الست، لكنه يواجه الكثير من العقبات والمشاكل، التي تمنع من سريانه بشكل ملائم، وتنوي دول المجلس استكماله بحلول عام 2015، بحسب ما ذكر مسؤول إماراتي أخيرًا، علمًا أن الاتحاد الجمركي أطلق في 2003 وحظي بإشادة المسؤولين كإنجاز كبير في مواجهة انتقادات بأن الكتلة الخليجية تعجز عن تحقيق تكامل اقتصادي في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم.

لكن خلافات أخّرت التوصل إلى اتفاق بشأن سبل وضع نظام دائم لتوزيع عائدات الجمارك بين الدول الست الأعضاء في المجلس، وفي شهر مارس/آذار الماضي، قال مسؤول خليجي رفيع إنه ينبغي حل القضايا المتبقية للتوصل الى اتفاق نهائي للاتحاد الجمركي، بما يتفق مع جدول زمني اتفق عليه هذا العام، وجرى توحيد الرسوم الجمركية في 2003 عند خمسة بالمئة، وتتطلب إقامة سوق مشتركة في الخليج.

وقبل عامين، وقعت دول المجلس، باستثناء سلطنة عُمان، على مشروع لإصدار عملة خليجية موحدة، بيد أن خلافات حالت دون التطبيق، قبل أن تنسحب دولة الإمارات احتجاجًا على اختيار الرياض مقرًا للبنك المركزي الخليجي.

 

هل يتوب خالد مشعل

السياسة الكويتية /أحمد الجارالله

متأخرا عرف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل ان اسرائيل هي العدو, بعد ان أريق الدم الفلسطيني برصاص رجاله في غزة, وغرقت قضيتهم الأم في بحر الخلافات خدمة للاجندة الايرانية ¯ السورية المشتركة, وبعد ان ضاع الكثير من الفرص لايجاد اجماع عربي ودولي على الشرعية الوطنية في اعلان الدولة, وانهاء اكثر المراحل ظلمة في التاريخ الفلسطيني, لكن رغم ذلك لا بأس ان يأتي مشعل متأخرا ويعترف بالذنب, حتى بطريقة غير مباشرة, افضل من ألا يأتي أبدا, وحتى اذا كان ذلك لاقتناص فرصة ربما لا تتكرر ثانية. ثمة قاعدة سياسية سنها رئيس الوزراء البريطاني الاسبق ونستون تشرشل وهي "أن لا صداقات او عداوات دائمة إنما هناك مصالح دائمة", واذا كانت مصلحة مشعل وحركته تقتضي الان الذهاب الى المصالحة, في مرحلة بدأ فيها نجم" الاخوان المسلمين" يصعد في مصر, والهيمنة الايرانية تتراجع, وتضعف الثورة الشعبية المستمرة النظام في سورية, ويلجأ "حزب الله" الى الجحور فمن المهم ان يعلم مشعل ان مصلحة حقن الدم الفلسطيني وعدم إراقته ببنادق الجماعات المتناحرة على السلطة لا تقبل التأويل, وليس مبررا جرح اي فلسطيني طلبا لغير الدفاع عن النفس في مواجهة اسرائيل. اذا كان هناك من يعتبر ان الشرق الاوسط هو أرض الفرص الضائعة, فمرد ذلك الى ان العرب دائما وجد بينهم الخير والشرير, ما جعلهم يعانون من آفة الذين يقدمون مصالحهم على المصالح الوطنية, وبالتالي يسهل ضعضعة صفوفهم وتفريق كلمتهم التي يجب ان تكون في الموضوع الفلسطيني واحدة لا تقبل القسمة على اثنين, هذه الحقيقة التي تجاهلها مشعل لسنوات كانت تكلفتها عالية جدا, ومنعت المصالحة الفلسطينية في زمن العبث الايراني.

ونحن اذ نتمنى ألا تكون هذه المصالحة عابرة تسقطها مهاترات حركة "حماس" ومن معها من بقالات التنظيمات الفلسطينية اذا تغير اتجاه الريح في المنطقة مرة أخرى, نتمنى ايضا ألا تعود المعزوفات النشاز تصم الآذان, وتتفرق القوى الفلسطينية بفعل أوامر محور "المتاجرة بالممانعة". ان اكثر ما يجب ان يحافظ عليه مشعل ومن معه- اذا كانوا فعلا يريدون خدمة وطنهم- هو الابقاء على الصوت الفلسطيني واحدا موحدا, وهو ما بات يزعج اسرائيل الان, التي أعربت على لسان كبار مسؤوليها عن مدى ضيقها من وحدة الصف الفلسطيني, اي بمعنى آخر, ان خالد مشعل وحركته ومن لف لفهما يخضعون الان لامتحان التاريخ الذي لن يرحمهم, كما ان الشعب الفلسطيني لن يغفر لهم اذا هم عادوا لسيرتهم الاولى.

 

بزي رد على فتفت:الانتخابات أبقت بري على رأس السلطة التشريعية

وطنية - 9/5/2011 قال النائب علي بزي، في تصريح اليوم ردا على تطاول النائب احمد فتفت: الامتيازات ليست هي التي أبقت الرئيس نبيه بري عشرين عاما على رأس السلطة التشريعية بل انتخابات شعبية، من جهة، ونيابية، من جهة ثانية. ولكن من الذي أحضر آل الحريري الى السلطة سوى المال الذي أورث سعد الحريري الذي أتحفنا بك؟.وأضاف: الناس تعلمت الطعن والغدر من هذا الخط، واكبر دليل على غدر مدرستكم هو قولك إنك لم تصوت للرئيس بري على رغم القرار الظاهر بتأييده من كتلتكم. والسابع من أيار هو نتيجة لغدركم وطعنكم في 5 أيار، ولكن البادئ في كل مرة أظلم.

 

يزبك حمل الامين على الوطن وميقاتي مسؤولية تأخير الحكومة

 وطنية - 9/5/2011 حمل عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك، خلال رعايته افتتاح المعرض السنوي للكتاب ومعرض الطلاب الموهوبين في ثانوية الامام الجواد ومدرسة الامام الكاظم في رياق، من وصفه بالامين على الوطن والدولة والدستور، مسؤولية تأخير وتشكيل الحكومة. كما حمل يزبك الرئيس المكلف نجيب ميقاتي المسؤولية نفسها، داعيا اياه الى ان يوضح امام الشعب العقبات التي تعيق تشكيل الحكومة بكل صراحة. وطمأن المراهنين على ما يجري حولنا لا سيما في سوريا، ان سوريا صامدة في وجه كل الضغوط التي تمارس في حقها، وسيسقط الذي يتآمر على مقدسات الوطن، فانكشفت كل الوقائع التي تعمل عليها اميركا التي تريد اسقاط الامة. اضاف: ستنتصر هذه الامة مهما حاول المتآمرون في الداخل والخارج، ولم يعد خفيا على احد ان العقبة في وجه المشروع الاميركي - الصهيوني هي المقاومة التي رعاها سماحة العلامة السيد الراحل محمد حسين فضل الله من برج حمود وصولا الى الضاحية الى حين التحاقه بالرفيق الاعلى، ولا تثني المقاومة ما سموه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، يطل علينا بلمار بنسخته الجديدة المعدلة للقرار الاتهامي الاول الذي استمر ست سنوات فيما القرار المعدل استمر ثلاثة اشهر عله ان يفعل شيئا في سياق ما يجري في المنطقة لا سيما في سوريا، لا يبقى شك ان هذه المحكمة مسيسة والهدف منها استهداف المقاومة. وقال أدعو أدعياء المحاكم، تفضلوا الى ملف شهود الزور، لماذا لم يفتح هذا الملف؟ لماذا لم تكشف هذه الحقائق؟ لقد فهمناه عندما كان الشعار يجب اسقاط السلاح.

اضاف: اليوم وامام ما يجري من ضغوط، نحن ننتظر وقلبنا على الوطن، ونقول تعالوا لكي نبني هذا الوطن سويا، تعالوا لنحمي هذا الوطن بالجيش والشعب والمقاومة، تعالوا لنشكل حكومة انقاذ وطني، فنرى التدخلات من الداخل والخارج، فانكشف الواقع عندما تحدثوا انها حكومة حزب الله فقلنا نحن نريد حكومة لكل لبنان، ولو اردنا تشكيل حكومة وحدنا لشكلت في اقل من اسبوع. واسهب يزبك بتعداد مزايا الراحل العلامة السيد محمد حسن فضل الله، ثم جال والجميع في ارجاء المعرض الذي سيستمر اسبوعا كاملا.

 

جزار... وخراف

محمد سلام

الاثنين 9 أيار 2011

المشهد الوطني متنافر: ذكرى عيد لم يعد عيدا، وذكرى مأساة يجب ألا تنسى. ذكرى "عيد الشهداء" الذي كنا نحتفل به لبنانيا وطنيا في السادس من أيار من كل عام، كما كانت سوريا أيضا تحتفل به. ولكن. لماذا تكون مناسبة إعدام أشخاص هي ذكرى عيد مع ما تعتصره من ألم على فقدان أحبة؟ ترتقي ذكرى الألم إلى مستوى الفرح، تتحول عيدا، عندما يكون فقدان من رحل قد تحول إنجازا رفيعا في مرتبته، يرتقي بالحزن الموضعي إلى مستوى الفرح الوطني. يرتقي بالحزن الشخصي إلى مرتبة فرح من ورث عن الراحل وطنا، وحرية، وكرامة، وذكرى عطرة يفتخر بها أمام الحاضر ويورثها فخرا للمستقبل.  الوجه الآخر للمشهد هو ذكرى مأساة وبؤس وعار. ذكرى اغتصاب مدينتي، بيروت في السابع من أيار العام 2008. ذكرى سقوط أبرياء عزّل قتلوا بدم بارد، ذكرى مهانة بيروت التي هزمها جيش شارون في العام 1982 فافتخرت لأنها قاتلته، وإن هزمت فدخلها. وافتخرت لأنها قاتلته محتلا فهزم عندما انسحب منها ذليلا مناشدا أهلها ألا يطلقوا عليه النار.  يوم هزمنا بدخول شارون بيروت في العام 1982 كان الفخر، فخر القيام بالواجب والتصدي والصمود قبل الهزيمة، يرفع رؤوس من بقي وأكمل المهمة. كان الفخر يرفع رؤوس أمهات الشهداء وآبائهم وأولادهم.

 يوم اغتصب "جيش الفقيه الفارسي" بيروت في السابع من أيار العام 2008 تدلت الرؤوس من أعناقها إحساسا بعار التقصير، وليس خجلا من هزيمة. فما في الهزيمة من خجل، بل كلها شرف لأن من هُزم كان قد قام بواجب التصدي، بغض النظر عن النتيجة. في ذاك السابع من أيار، خسرت بيروت آخر قطرات المجد. ومعه حق من قال إن يومه ذاك كان مجيدا. فهو يعلم أنه لم يهزمنا لأننا لم نواجهه. هو يعلم أنه حقق مجده بإذلالنا فاغتُصبت كراماتنا قبل أرضنا، سقط كبرياؤنا قبل أملاكنا، داست نعال العصابات المسلحة رقاب شيبنا، على أمل أن نربي شبابنا على الخضوع.

لذلك، تتحول ذكرى الشهداء، في المبدأ، إلى عيد، ولذلك يجب أن تتحول ذكرى "الضحايا"، كما أسماهم صاحب يومه المجيد، لا إلى مأتم، بل إلى نار تشتعل في صدورنا كي لا ننسى، كي لا نسامح، كي لا نغفر، كي لا نصالح، كي لا نخضع وكي لا ... ننبطح. أصاب السيد حسن نصر الله في تعريفه الذي يدينه، فهو قتل من لم يقاتل لذلك هو ذبح ضحايا، ولم يسقط لنا شهداء في يومه المجيد بذلك السابع من أيار، لذلك يجب أن تتحول الذكرى إلى نار نزرعها في الأرحام، ترضعها النساء من الأثداء، تربّى عليها الأجيال كي لا ننسى، كي لا نسامح، كي لا نصفح، كي لا نصالح، كي لا نصافح ... كي نستعيد يوما من تراب قبور الضحايا كرامة نزرعها في مستقبل مدينة كانت قد واجهت أحمد باشا الجزار أوائل القرن الماضي، وما زال قدرها أن تواجه ... كل جزار، كل جزار، وكل جزار .

بالعودة إلى شهداء السادس من أيار. أتعلمون أن ذاك العيد، الذي لم يعد عيدا لأن واقع الشعب لم يعد يكرّم ما سقط في سبيله الشهداء، أتعلمون أن ذاك الذي كان عيدا كان يحتفل به في لبنان، كما في سوريا. وأن الشهداء جميعهم من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين ويونانيين سقطوا في مواجهة جزار واحد كان هو وآليهم، وقرروا التخلص منه، من جوره ومن نيره.

ألا تلاحظون أن كل خرافة الشعب الواحد في دولتين استندت واقعيا إلى أساس معادلة وضع الشعبين تحت سلطة الجزار الواحد. فسقط العيد، عيد الشهداء، عندما وضع الشعبان تحت سلطة ... الجزار الواحد. ما أقوله ليس استنتاجا، بل هو حقيقة يسردها تاريخ أولئك الشهداء الذين أسقطت وحدة الجزار عيدهم:

إثر اكتشاف السلطات العثمانية وثائق يطلب فيها وطنيون سوريون ولبنانيون من الإنكليز والفرنسيين التخلّص من الحكم العثماني إما بالالتحاق بالثورة العربية أو بالطلب من الفرنسيين الانتداب على لبنان لنقله إلى الاستقلال، أقام والي الشام العثماني جمال باشا محكمة صورية في مدينة عاليه بجبل لبنان، وأصدر احكاماً بالإعدام على عدد من الوطنيين في دمشق وبيروت. نفذت أحكام الأعدام شنقاً على دفعتين: واحدة في 21 أب 1915 وأخرى في 6 أيار 1916 في كل من ساحة البرج ببيروت، فسميت ساحة الشهداء، وساحة المرجة في دمشق، التي بقيت ... مرجة. أتلاحظون مفهوم وحدة الشعب من وجهة نظر ذلك الجزار؟ حاكَمَهم، وأتمنى أن تتنبهوا لمسألة حاكَمَهُم هذه كم أسست لسيل من مثيلاتها في دمشق وبيروت في حقبة الجزار الثاني. نعم حاكمهم. أين، في عاليه. أعدمهم، أين أعدمهم؟ في بيروت، وفي دمشق. يعني شعب واحد في دولتين أو بلدين أو قضائين أو محافظتين. ليس هذا التفصيل مهما. المهم، أيها الأحبة، هو أن الجزار واحد، والعقاب واحد للشعب ... الواحد. أسماء الشهداء تعكس هوية الشعب الواحد من وجهة نظر الجزار الواحد:

 شهداء الحادي والعشرين من آب العام 1915:

· عبد الكريم الخليل، من الشياح قرب بيروت

· محمد المحمصاني، من بيروت

· محمود المحمصاني، من بيروت

· عبد القادر الخرسا، أصله من دمشق ومقيم في بيروت

·  نور الدين القاضي، من بيروت

· سليم أحمد عبد الهادي، من قرية عرّابة بفلسطين

· محمود نجا العجم، من بيروت

·  الشيخ محمد مسلّم عابدين، مأمور أوقاف اللاذقيّة من دمشق

· نايف تللو، من دمشق

· صالح حيدر، من أهالي بعلبك

· علي الأرمنازي، من حماة

  شهداء 6 أيار 1916 الذين أعدموا في دمشق:

· شفيق بك مؤيد العظم، من دمشق

· الشيخ عبد الحميد الزهراوي، من حمص

·  الأمير عمر الجزائري، حفيد الأمير عبد القادر الجزائري من دمشق

· سليم الجزائري, من دمشق

· شكري بك العسلي، من دمشق

·  عبد الوهاب الإنكليزي، من دمشق

· رفيق رزق سلّوم، من حمص

· رشدي الشمعة، من دمشق

 شهداء 6 أيار 1916 الذين أعدموا في بيروت:

· بترو باولي، من التابعية اليونانيّة، مقيم في بيروت

· جرجي الحداد، من جبل لبنان

· سعيد فاضل عقل، من الدامور

· عمر حمد، من بيروت

· عبد الغني العريسي، من بيروت

· الشيخ أحمد طبارة، إمام جامع النوفرة في بيروت

· محمد الشنطي اليافي، من يافا

· توفيق البساط، من صيدا

· سيف الدين الخطيب، من دمشق

· علي بن عمر النشاشيبي، من القدس

· محمود جلال البخاري، من دمشق

· سليم الجزائري، من دمشق

·  أمين لطفي الحافظ، من دمشق

 ذلك يعني، بالواقع المُمارس وليس بالاستنتاج فقط، أن هذا الشعب المسكين لا يكون واحدا من وجهة نظرهم إلا إذا حكمه جزار، وجزره جزار، وأخضعه جزار، بغض النظر عن هوية الجزار واسمه.  بل أكثر من ذلك. ذاك الجزار الأول يبدو أنه كان، بل هو فعلا كان، من جماعة الأمة الواحدة إذ شمل بجزره أيضا فلسطين، ولم يتوقف عن جزر فلسطين إلا بعد أن احتلها جزار آخر، جزار صهيون، فأكمل عنه المهمة ... المستمرة، كما ثورة الجزر مستمرة ... حتى الآن بحق من بقي من أحفاد شهداء الجزار الأول ومن سار على دربه.

هل تعلمون بوجود المزيد من الشهداء من حقبة ذلك الجزار التوحيدي، الباشا، "العادل"، كما جزار طرابلس الذي ارتقى إلى مرتبة وزير للداخلية في دولة الجزر، إثباتا لحقيقة أن المجزورين شعب واحد ... فقط إذا كان الجزار واحدا. هم:

· الخوري يوسف الحايك، من سن الفيل في بيروت، أُعدم في دمشق يوم 22 آذار سنة 1915م.

· نخلة باشا المطران، من أهالي بعلبك أغتيل قرب أُورفه بالأناضول في 17 تشرين الأول سنة 1915م. (يبدو أنه كان من جماعة ثورة الأرز فاغتالوه بدل اعتقاله وإعدامه ثم محاكمته)

· الشقيقان فيليب وفريد الخازن من جونية بلبنان أُعدما ببيروت يوم الثاني من أيار سنة 1916م.

· عبد الله الظاهر، من عكار، أُعدم ببيروت يوم الأول من آذار سنة 1916م.

· يوسف الهاني، من بيروت، أُعدم ببيروت في نيسان سنة 1916م.

· محمد الملحم، شيخ عشيرة الحسنة، أُعدم بدمشق في أوائل سنة 1917م.

· فجر المحمود، من عشيرة الموالي، أُعدم بدمشق أوائل سنة 1917م.

· شاهر بن رحيل العلي، من عشيرة التركي، أُعدم بدمشق على أثر إعلان الثورة العربية الكبرى.

· الشيخ أحمد عارف، مفتي غزة، وولده، من مدينة غزة أُعدما في القدس الشريف سنة 1917م.

· الشقيقان أنطوان وتوفيق زريق، من طرابلس، أُعدما بدمشق سنة 1916م.

· يوسف سعيد بيضون، من بيروت، أُعدم بعاليه بلبنان يوم العاشر من شهر آذار سنة 1916م.

 ألا تكفينا هذه المراجعة الأولية كي نستنتج، استنتاجا نهائيا، حاسما قطعيا، لا لبس فيه ولا اجتهاد، نستنتج أن أي تسوية مع أي جزار تنتج أمرا واحدا فقط هو بقاء الجزار، وتناسل الجزار، ما يعني استمرار الخضوع لسلالات الجزازرة.

لا تستطيع أن تمد يدك لمصافحة جزار. الجزار سيقطع أي يد تمد إليه لأن وجوده، كل وجوده، مبني على نقيض ثقافة اليد الممدودة. لا يوجد في قاموس الجزار عبارة يد ممدودة للتعاطي مع ضحاياه. هذه من ثقافة البشر المتحضرين. كلنا ضحايا الجزار، فمن يُجزَر يدفن، ومن يخضع يبقى على قاعدة فتح الساقين لا مد الأيدي. مد اليد ممنوع في ثقافة الجزار، ممنوع حتى للإستعطاء على باب المسجد أو الكنيسة. الجزار لا يؤمن بالصدقة، لا يدفع في الأكف، فقط يصب ذلا بين السيقان ... المفتوحة. أليس هذا تحديدا ما يحدثنا به التاريخ عن تيمورلنك والتتار في دمشق وبغداد، على سبيل المثال لا الحصر. نعم، هذه هي الحقيقة، هذه هي كل الحقيقة، هذه هي الواقعية، هذه هي كل الواقعية. الخيارات التي يتيحها لنا الجزازرة هي إما تحت التراب، ومن دون قبور معلومة حتى، أو منبطحين فوق التراب منفتحي الساقين لا العقول ولا المبادئ. الجزار لا يؤمن بالتعددية. حتى العلمنة، في قاموسه، أضحت مدخلا لتشريع جزر من لا يتبعه.

مقارنة ملفتة:

بماذا اتهم أحمد باشا الجزار من أعدمهم؟ التهمة الوحيدة كانت: وهن الأمة!  ولكن. بماذا حدد أحمد باشا الجزار مهمته؟

المهمة الوحيدة: توحيد الأمة في مواجهة المؤامرة الخارجية المزعومة.  أين نسمع اليوم كلاما عن وهن الأمة نتيجة المؤامرة الخارجية؟  آخر مبتكرات وهن الأمة، أن بعض المسطّحين يقول إن سقوط الجزار سيهدد الأقليات!!!هل عرفتم جزارا يحمي خرافا أيها الأحبة؟ البعض يقول إن الجزار الذي يحن على خرافه موجود. اسألوا عنه ناصر قنديل، وشقيقه غالب، وخريج جامعتهما وئام وهاب، بل اسألوا "البروفسور" ميشال سماحة، أو ربما ...... التحدي هو بين ثلاثة خيارات:

- بقاء الجزار وبقاء المسلخ، ما يعني استمرار وتيرة ذبح الخراف.

- بقاء الجزار وإلغاء المسلخ ... ما يعني خفض وتيرة ذبح الخراف، بحيث يتحول السياق إلى ذبح فردي.

- ذهاب الجزار وإلغاء المسلخ ... ما يعني ارتقاء الخراف من عهدة السكين إلى عهدة الراعي الصالح. هنا يكمن التحدي، كل التحدي.

- فعلا المشهد لم يتغير منذ 100 عام: جزار ... "وخواريف"