المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
08 أيار/2011

إنجيل القدّيس متّى .9-1:15

ودَنا إِلى يسوعَ بَعضُ الفِرِّيسيِّينَ والكَتَبةِ مِن أُورَشليم، فقالوا لَه: «لِمَ يُخالِفُ تَلاميذُك سُنَّةَ الشُّيوخ؟ فَهُم لا يَغسِلونَ أَيدِيَهم عِندَ تَناوُلِ الطَّعام». فأَجابَهم: «لِمَ تُخالِفونَ أَنتُم وَصِيَّةَ اللهِ مِن أَجلِ سُنَّتِكم؟ فقد قالَ الله: «أَكرِمْ أَباكَ وأُمَّكَ»، و«مَنْ لَعَنَ أَباه أَو أُمَّه فلْيَمُتْ مَوتاً». وأَمَّا أَنتُم فتَقولون: مَن قالَ لأَبيهِ أَو أُمِّه: كُلُّ شَيءٍ قد أُساعِدُكَ بِه جَعَلتُه قُرْباناً، فَلَن يَلزَمَه أَن يُكرِمَ أَباه. لَقَد نَقَضتُم كلامَ اللهِ مِن أَجْلِ سُنَّتِكم. أَيُّها المُراؤُون، أَحسَنَ أَشَعْيا في نُبؤءتِه عَنكم إِذ قال: «هذا الشَّعْبُ يُكرِمُني بِشَفَتَيْه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي. إِنَّهُم بالباطِلِ يَعبُدونَني فلَيسَ ما يُعلِّمونَ مِنَ المَذاهِب سِوى أَحكامٍ بَشَرِيَّة

 

ذخائر بولس الثاني في "الأيقونة العجائبية"

المركزية- يستقبل دير الآباء اللعازريين – الأشرفية السادسة والنصف مساء اليوم، ذخيرة الطوباوي يوحنا بولس الثاني في قداس احتفالي في بازيليك الأيقونة العجابية يرأسه النائب الرسولي لطائفة اللاتين المطران بولس دحدح. وتبدأ الاحتفالات مع عرض وثائقي عن الطوباوي الجديد الخامسة والربع مساءً، يليه الاحتفال بالقداس. أما برنامج الاحتفالات التي ستقام طيلة شهر أيار توزع على النحو الآتي: الأحد 8 أيار: قداس المرضى الخامسة والنصف مساء، الجمعة 13 أيار صلاة المسبحة وقداس وسجود قربان السادسة مساء، الاحد 22 أيار صلاة المساء وقداس للشبيبة – عيد القديسة ريتا السادسة مساء والسبت 28 أيار التطواف المريمي الكبير بأيقونة العذراء وذخيرة الطوباوي من كاتدرائية مار جرجس المارونية الى مغارة لورد في حديق البازيليك السابعة مساءً.

 

الراعي: الأوطان بحاجة الى أبطال وهي لا تُبنى بالكلام بل بالتضحيات...وصفير: مطمئن لمن سلّمت الأمانة

موقع الكتائب/"من المكان الذي وصلت أنت سأبدأ، يا أيها البطريرك الدائم الذي وصّلتنا من خلال استشهادك الروحي والمعنوي الى القيامة"، بهذه العبارات خاطب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، في أمسية تكريمه من قبل الآباء المريميين بعد مسرحية "صاحب الغبطة والسلطان"، بحضور السفير الباباوي غابريال كاشيا، ممثلة رئيس حزب الكتائب أمين الجميل السيدة جويس الجميل، الوزراء سليم الصايغ، جبران باسيل ومنى عفيش، النائبين عباس هاشم ونعمة الله أبي نصر وحشد من المطارنة الآباء، السياسيين والاعلاميين. البطريرك الراعي، اعتبر في كلمة ألقاها ان "لبنان هو هدية بطريرك ضحّى ومن بعُد عنه تبدّد". وقال "الأوطان بحاجة الى أبطال، لأن الأوطان لا تُبنى بالتجارة والمال والإغراءات بل تُبنى على سواعد أبطال يعرفون معنى التضحية من أجل الوطن". وأضاف "أريد ان أحيي كل من عرف على مدى التاريخ، ان يقدم ذاته في سبيل هذا الوطن، وهؤلاء هم من أنقذوه عندما وصل الوطن على شفير الهاوية". وأمل ان "يبقى لدينا هؤلاء الأبطال الذين يؤمنون بـ"لبنان أولاً". كما قال ان "الأوطان لا تُبنى بالكلام بل بالتضحيات". الكاردينال صفير من جهته، أعرب عن اطمئنانه لمن سلّم الأمانة. كما كانت كلمة للأب العام ايلي ماضي وللأب فادي تابت.

 

تقرير بان يؤكد دور السلاح في الجو غير المســتقر لبنانياً

مصدر أمني: تشدد بقاعاً وإجراءات صارمة في تطبيق "قانونه"

المركزية- اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان التوترات في لبنان تتزايد في شأن المحكمة الدولية الخاصة، لافتا في تقريره عن ال1559، الذي عرضه على مجلس الامن الدولي أمس، الى ان التوتر السياسي ازداد في الاشهر الاخيرة مدفوعا باجراءات المحكمة الخاصة بلبنان وبأمور اخرى. واوضح مساعد المتحدث باسم الامين العام فرحان حق، ان بان اشار في تقريره الى ان المواقف المؤيدة والمناهضة للمحكمة الخاصة بلبنان تزداد حدة وتستقطب البلد، معتبرا ان الانتشار العام للسلاح خارج اي سيطرة من الدولة اضافة الى وجود ما وصفها "بالميليشيات الشديدة التسلح"، يشكل جوا غير مؤات للسلم الداخلي والازدهار في لبنان. وابدى بان اقتناعه بان نزع سلاح المجموعات المسلحة في لبنان ولا سيما حزب الله، يمكن ان يتم بشكل افضل عبر عملية سياسية، داعيا المسؤولين اللبنانيين الى استئناف الحوار الوطنـي برعاية الرئيس ميشـال سليمـان. إجراءات أمنية: في سياق لبناني مواكب، وفي أعقاب ورود معلومات الى المسؤولين الامنيين عن تهريب اسلحة بين لبنان وسوريا في الفترة الاخيرة وارتفاع الاسعار وكثرة الطلب على السلاح، وإثر الاجراءات العملانية التي اتخذها الجيش على المعابر الشرعية وفي بعض المناطق الحدودية كشف مصدر أمني لـ"المركزية" أن السلطات اللبنانية "نفذّت أخيراً اجراءات في منطقة البقاع لمواجهة احتمال تسلّل أسلحة وذخائر الى الأراضي السورية. وأكد المصدر ان "أصحاب مؤسسات ومحال بيع الأسلحة والذخائر في المنطقة ، تبلغوا تعليمات مباشرة من مواقع عسكرية رفيعة بضرورة التشدد في التزام تطبيق قانون الأسلحة والذخائر، وعدم بيعها الا بعد التأكد من ان هوية الشاري لبنانية"، إضافة الى وجوب إعطاء الشاري قطعة سلاح واحدة بعد الحصول على هويته ورقم هاتفه وعنوانه الكامل، وأوراقاً خاصة أخرى تفرض القوانين توافرها". كما "على أصحاب المتاجر مسك دفاتر خاصة دونت عليها لوائح بأسماء الشارين وعناوينهم تبرز الى الأجهزة الأمنية عند الطلب".

 

"الراي": النصاب السياسي لحكومة حزب الله غير متوافر

المركزية- أعلنت صحيفة "الراي" الكويتية نقلا عن أوساط مطلعة وجود لوحة من "الاحتمالات" الصعبة قد يواجهها لبنان في ضوء التحديات المتمادية التي تحاصر النظام في سوريا، اول الغيث فيها استمرار المأزق الحكومي بسبب وجود اكثر من مقاربة لهذا الملف، تتجاوز في مجملها ما يشاع عن تأخير ناجم عن الخلاف حول "الهوية السياسية" لوزارة الداخلية وبعض الوزارات الاخرى. ولفتت الاوساط الى ان "حزب الله" وسوريا يريدان حكومة تنتمي الى عصر ما قبل "الثورات العربية" وبلوغها "عرين الاسد" في دمشق، الامر الذي لا يجد "النصاب السياسي" الكافي في بيروت لامراره، وهو الامر الذي يفسر الـ"مئة يوم" من المراوحة في البحث عن صيغ تسوية لم تر النور. وأشارت الى ان انشغال الرئيس السوري بـ"الهزة" التي تصيب أوضاعه الداخلية كان من شأنه تخفيف الضغط من ثلاثة مكونات للحكومة "الموعودة" على الاقل، فرئيس الجمهورية ميشال سليمان لم يسلم "توقيعه"، ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي "فرمل" تنازلاته، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط "يتمايز" مستعيداً "وسطيته"، لافتة الى ان هذا يعني ان لا حكومة، أو أقله لا حكومة لاستكمال ما يوصف في بيروت بـ"الانقلاب" السياسي- الدستوري الذي كان قاده "حزب الله" وسوريا واطاح بحكومة "الوحدة الوطنية" برئاسة سعد الحريري و"انتزع" اكثرية برلمانية للامساك بالسلطة.

 

"يوم حرية الصحافة" في "الكاثوليكي للاعلام"

المركزية – ينظم رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام الاب العام ايلي ماضي ندوة صحافية، بعنوان "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، الثانية عشرة ظهر الثلثاء المقبل 10 الجاري في المركز الكاثوليكي للاعلام – جل الديب. يشارك فيها طوني مراد بـ "استقلالية وسائل الاعلام"، طلال حاطوم بـ "المخاطر التي يتعرض لها الاعلامي" ووردة الزامل بـ "التعددية في وسائل الاعلام".

 

سرقة كنيسة مار ضومط في الزوق

المركزية- في اعتداء جديد على الكنائس، ادعى كاهن كنيسة مار ضومط في زوق مكايل الأب بولس الياس اليافوني، امام فصيلة جونية ، ان مجهولين دخلوا بالكسر والخلع أمس الكنيسة، وسلبوا من صندوق النذورات مبلغا من المال، وبعثروا الأواني المقدّسة والملابس الكهنوتيّة. وحضر الى المكان عناصر الأدلّة الجنائيّة وعملوا على معاينة الوضع بعد السرقة فرفعوا البصمات وباشروا التحقيق.

 

بين الاخفاق "الاكثري" والترقب "الاقلي" التشكيل في دوامة

ميقاتي نحو صيغة "لا تستثني الا من استثنى نفسه"

اقتراح بتفريغ الداخلية والطاقـة محور نزاع جديد

المركزية – عكس السكون الذي خيم في الساعات الثماني والاربعين الفائتة على المقرات الرئاسية والسياسية المعنية مباشرة بمسار تشكيل الحكومة مدى اختناق الجهود المبذولة على خط حل العقد والتي تنذر في ما لو استمرت على حالها دونما افق واضح لإنهائها بوضع البلاد على مشارف مقلب جديد من المضاعفات السياسية والاقتصادية الخطيرة.

وفي انتظار تبديل ايجابي مأمول في المناخ السياسي، تساءلت اوساط مراقبة في المعارضة عما اذا كانت المستجدات الداخلية والخارجية دفعت في اتجاه اعادة صياغة جديدة للمشهد اللبناني فرضتها المعطيات الاقليمية المتسارعة واخفاق فريق الاكثرية في تشكيل حكومة مر على تكليف رئيسها العتيد اكثر من مئة يوم شهدت فصولا من تراشق التهم والحملات على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبعض المواقع الدستورية والوزارية ومن بينها وزارة الداخلية "موضع الخلاف" بهدف تقييدهم وفرض وقائع سياسية جديدة عليهم وعلى البلد برمته لكنها ظلت من دون افق.

ميقاتي واليوم الآخر: وفي هذا السياق قالت جهات سياسية تواكب عملية تشكيل الحكومة لـ "المركزية" ان الرئيس ميقاتي يعتبر ان الوقت المتاح للاتصالات انتهى، بعدما حددت الاطراف كافة مواقفها، من دون تغيير ممكن او مرتقب في نتائج الاتصالات. واشارت الى ان يوم الاثنين المقبل سيكون يوما آخر وفق هذه الجهات، فالرئيس ميقاتي حريص على ان يشكل حكومة ترضي الجميع، او اقله ترضي قوى الاكثرية مع المستقلين، حكومة جامعة، لا تستثني احدا "الا من اراد ان يستثني نفسه"، وسينطلق الرئيس ميقاتي الى بلورة الافكار وترجمتها في صيغة حكومية يسعى الى طرحها بعد التشاور في شأنها مع المعنيين.

وفيما اكدت الجهات ان لدى الرئيس ميقاتي اكثر من صيغة حكومية اوضحت ان الاخير حريص على التشاور مع الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري والنائب وليد جنبلاط، وان المواقف التي وردت اليه نهاية الاسبوع الفائت لم تكن ايجابية، ولا مشجعة للانطلاق في تأليف الحكومة. وتبعا لذلك اوضحت الجهات المشار اليها انه لم يعد بمقدور ميقاتي التأخر في تأليف الحكومة في ظل الضغوطات الاقتصادية وموقف "الهيئات" وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي دق ناقوس الخطر ودعا السياسيين الى استعجال التأليف.

حل الداخلية وعقدة الطاقة: وليس بعيدا، كشفت اوساط مراقبة عن اقتراح حل لعقدة الداخلية يقضي بتفريغ الوزارة الى حقيبتين: الداخلية وتعنى بالامن والمديريات التابعة لها كالاحوال الشخصية والسير وشؤون اللاجئين... وحقيبة البلديات والشؤون القروية وتشمل مديرية البلديات والمديريات ذات الصلة. واعتبرت ان هذا الاقتراح في ما لو اعتمد من شأنه كسر حدة الخلاف والنفاد الى حل يرضي الاطراف المعنية.

غير انها اوضحت ان الخلاف يتجاوز الاسماء وعقدة الداخلية بذاتها الى توزيع الحقائب وخصوصا "الطاقة" المتنازع عليها بين الحليفين النائب ميشال عون والرئيس بري و"الاتصالات" التي يحرص الرئيس المكلف على ادراجها ضمن حصته الوزارية.

وشددت على ان موجة الخلافات على اكثر من وزارة وحقيبة لم تستثن "الخارجية" التي برزت ملامح تجاذب عليها بين اكثر من طرف، غير ان الصراع الاشد يبدو متجها نحو "الطاقة" حيث "الثروة النفطية" المأمولة قبالة الشاطئ اللبناني ومدى اهميتها في المرحلة المقبلة.

اقرار اكثري: الى ذلك وفي ما يشبه الاقرار بالعجز عن التشكيل و "رفع العشرة" ازاء الواقع المأزوم، توقف عدد من نواب كتلة "التنمية والتحرير" التي كان استبق رئيسها، نبيه بري كل المواقف بإعلان "يأسه وبؤسه"، عند عقدة التشكيل من زاوية سوداوية سلبية، حيث اعتبر النائب علي بزي ان الاكثرية عاجزة على تمرير حكومة قوية وقادرة على مواجهة التحديات فيما ذهب معاون الرئيس بري النائب علي حسن خليل الى المطالبة بحكومة انقاذية قادرة على معالجة الوضع، معتبرا اننا امام تحد، فإما ان تنجح الاكثرية في التجربة او تسقط في فخ المراوحة غير المقبول استمرارها.

اما النائب علي خريس فأعرب عن تشاؤمه بتشكيل الحكومة محملا الفريق المعني بالتشكيل المسؤولية كاملة ودعاه الى حسم امره وانهاء المهزلة والاعلان عن الفشل، واكد ان الخلافات على الوزارات والحصص لا تعني الناس لا من قريب ولا من بعيد.

لا حكومة لون واحد: في المقابل، شددت مصادر في قوى 14 آذار على ان الاكثرية لن تتمكن من تشكيل حكومة اللون الواحد لتعذر تأمين الغطاء محليا واقليميا، ودعت الى العودة الى حكومة الوحدة الوطنية سريعا لإنقاذ البلاد التي باتت على قاب قوسين من الانهيار.

 

مقتل ثلاث متظاهرات برصاص الأمن السوري قرب بانياس

أفاد ناشط حقوقي سوري أن ثلاثة متظاهرات سوريات قُتِلن وجُرحت 5 أخريات عندما أطلق رجال الأمن النار عليهم اثناء تفريق مظاهرة قمن بها بالقرب من بانياس في غرب سوريا. وقال الناشط لوكالة "فرانس برس": "لقد أطلقت قوات الأمن النار على 150 متظاهرة تجمّعن بالقرب من بانياس على الطريق العام الواصل بين دمشق واللاذقية، ما اسفر عن مقتل ثلاثة منهن وجرح خمسة اخريات تم نقلهن الى مشفى الجمعية في بانياس". وأشار الناشط الى ان "المتظاهرات المتحدّرات من قرية المرقب وبانياس، خرجن للمطالبة بالافراج عن الاشخاص الذين تم اعتقالهم في وقت سابق من اليوم"، مشيراً إلى أن "قوات الامن كانت داهمت صباح اليوم السبت قرية المرقب واعتقلت العشرات ضمن حضور امني كثيف"، وأضاف الناشط أن قوات الأمن اعتقلت أيضاً أشخاصاً من قريتي البيضا والباصية (قرب بانياس)، لافتا الى ان "القوات الأمنية كانت تحمل لائحة بأسماء 300 شخص". (أ.ف.ب.)

 

800 قتيل مدني منذ بدء الاحتجاجات في سوريا

وكالات/أعلنت "المنظمة السورية لحقوق الانسان" أن قوات الامن السورية قتلت بالرصاص 800 مدني على الاقل منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية المندلعة في البلاد منذ سبعة أسابيع. وأضافت المنظمة في بيان أن لديها أسماء المدنيين القتلى الـ 800، مشيرة إلى أن من بين القتلى 220 قتلوا في هجوم للجيش مدعوم بدبابات في مدينة درعا.

 

سوريا.. هل صدر البيان رقم واحد؟  

الشرق الأوسط/طارق الحميد

للأسبوع السابع على التوالي تتواصل انتفاضة الشعب السوري ضد النظام، بلا توقف، أو وهن، بل هناك ثبات وإصرار، وتنوع في المناطق الجغرافية، مما يعكس صلابة التحرك الداخلي في سوريا، وعمق أزمة النظام الذي يبدو وكأنه يغرق في الرمل.

هذه الجمعة، أو «جمعة التحدي»، شهدت تصعيدا جديدا، فيه امتداد لظواهر سابقة، ولكن بشكل أكبر، فهذه الجمعة يلاحظ أن جل «اليافطات» المحمولة فيها من قبل المتظاهرين تندد بالرئيس السوري نفسه، وليس بالقمع، أو الحزب. وهذا يعني أن خط العودة قد قطع بين النظام والسوريين المنتفضين، ولا يمكن النظر للمتظاهرين على أنهم أقلية، أو طائفة، بل إن حركة التظاهر قد طالت جل المدن السورية، بما فيها دمشق، وحمص، وحلب، وحماة، وفي مناطق الأكراد، وغيرها من المدن والمناطق، وحتى من قبل علويين، وغيرهم.

فما الذي سيفعله النظام الآن؟ هل يحكم الشعب ويؤمن المدن بالدبابات، ويستمر نظاما مشروخا، ضعيفا، على خطى نظام البشير في السودان، الذي قسم البلد مقابل البقاء على كرسي الحكم؟ أم أنه سيكون هناك انقلاب على النظام من داخله لتدارك ما يمكن تداركه؟ أم أن «جمعة التحدي» تستمر وتصمد لينقسم الجيش، وخصوصا أن معلومات تتردد عن اشتباكات بين الجيش والأمن في حمص، ومناطق أخرى، وبالتالي تكون سوريا الأسد تسير على خطى ليبيا القذافي؟ كلها أسئلة مستحقة. فالواضح أن النظام لم يستوعب ما يدور حوله، بل غير مصدق أن شعبه انتفض، شبيها بطريقة القذافي يوم أن قال في كلمته الشهيرة (خطاب زنقة - زنقة) لليبيين: «ما الذي جرا لكم؟!.. وش فيكم؟!». فيبدو أن النظام السوري لم يستوعب أن قواعد اللعبة اختلفت، وأنه لا يمكن حكم الناس بالخوف، مثل ما فعل صدام حسين، الوجه الآخر لـ«البعث» الذي يعتبر في المشهد الأخير من مشاهد النهاية.

وتغير قواعد اللعبة في سوريا بات واضحا.. فاليوم خرجت حمص وحلب ودمشق، وطال القمع حتى رجال الدين، مما ينبئ بانقسامات أكبر بين صفوفهم.. فبعد خروج حلب، مدينة التجار، وكذلك العاصمة، اعتقل النظام السوري إماما بارزا في دمشق، فإذا خرجت مدينة التجار، والريف، والعاصمة، وسجلت حالات تمرد في الجيش، فما الذي تبقى للنظام؟

لذا، فإن خروج كل تلك المدن السورية، وللأسبوع السابع على التوالي، وهناك حديث اليوم عن اختفاء شخصيات سورية مؤثرة، ناهيك بصمت آخرين، وخصوصا أن جل ما نسمعه اليوم منسوب إلى مصدر عسكري، أو مصدر أمني، أو بيان لوزارة الداخلية السورية، وهو على عكس الأسلوب السوري، الذي كان أبرز المتحدثين فيه إما الرئيس نفسه، وإما المستشارة الإعلامية بثينة شعبان؛ كل هذا بات يطرح أسئلة حقيقية عن مدى الشرخ الذي أصاب النظام السوري اليوم، حيث صار المتابع يشعر وكأن البيان رقم واحد قد صدر في سوريا من دون إعلان، أو دون أن ننتبه.. فوجوه اختفت، وحل بدلا منها أشباح «مصادر» وبيانات، وهذا يطرح أسئلة أكثر مما يقدم إجابات، وهو دليل على أن ألد أعداء النظام هو النظام نفسه الذي لا يريد أن يصدق الحقائق! الشرق الأوسط

 

عقيلة الأسد وأبناؤه في لندن منذ أسبوعين.. وأخت زوجة ماهر الأسد مؤيدة للانتفاضة 

أبلغت مصادر دبلوماسية عربية في لندن أخبار الشرق أن أسماء الأسد عقيلة الرئيس السوري بشار الأسد موجودة في لندن منذ نحو أسبوعين، ومعها أبناؤها الثلاثة.

وأكدت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها؛ أن عقيلة الرئيس (اسمها أسماء الأخرس، وأصلها من مدينة حمص وسط البلاد) وأبناءه الثلاثة: حافظ وزين الشام وكريم، وصلوا إلى العاصمة البريطانية قبل نحو أسبوعين، وذلك بعد تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد حكم الرئيس بشار الأسد. ويواجه حكم الأسد الابن أعمق أزمة منذ توليه السلطة في حزيران/يونيو 2000 خلفاً لوالده الراحل حافظ الأسد، الذي حكم سورية 30 عاماً. ومنذ 15 آذار/مارس 2011 بدأت حركة احتجاجات مدنية سلمية، انطلقت في دمشق ودرعا، وامتدت إلى جميع أنحاء البلاد. وسقط في الأزمة الحالية قريب من ألف شهيد، وآلاف الجرحى، وتحول يوم الجمعة إلى موعد أسبوعي للاحتجاجات العارمة التي يتظاهر فيها أسبوعياً عشرات الآلاف من المواطنين في المدن السورية من شرق البلاد إلى غربها. ولا تخلو أيام الأسبوع من مظاهرات شعبية، على الرغم من شن كتائب ماهر الأسد (الحرس الجمهوري، والفرقة الرابعة في الجيش السوري) حملة عسكرية عنيفة على محافظة درعا في الأيام العشرة الأخيرة، خلفت وراءها عدداً غير معروف بعد من الشهداء والجرحى، بينما واصلت أجهزة الأمن حملة اعتقال آلاف السوريين منذ أسابيع. وقالت المصادر اللندنية؛ إن عقيلة الرئيس الأسد وأبناءه موجودون في بريطانيا، التي يحملون جنسيتها، بشكل غير رسمي، بعيداً عن الوضع المضطرب في البلاد. ومعروف أن المهندسة مجد جدعان، شقيقة زوجة العقيد ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري (وهي من منطقة دير الزور شرق البلاد)، أعلنت دعمها قبل أسابيع للحراك الشعبي في سورية ودعت المواطنين إلى مواصلة الاحتجاج على الظلم والمطالبة بالحرية والديمقراطية. وفي فيديو وُزع عبر "يوتيوب" بعد أيام فقط من انطلاق الانتفاضة السورية منتصف آذار/مارس الماضي؛ قالت جدعان، المقيمة في الخارج، مخاطبة نساء سورية: "يا ليتني على الأرض، يا ليتني في سورية، يا ليتني معكن، يا ليتني أول واحدة أكون شهيدة، يا ليتني أكون معتقلة"، وأعربت عن أملها في أن "لا نرجع إلى البيوت إلا وهذا النظام ساقط" في إشارة إلى النظام الذي يتولى فيه صهرها ماهر الأسد موقعاً مركزياً، ويقود منه حملة قمع شديدة ضد المواطنين للقضاء على الانتفاضة. أخبار الشرق

 

مقتل 3 متظاهرات بالقرب من بانياس...ودبابات الجيش السوري تدخل المدينة

نهارنت/أفاد ناشط حقوقي ان ثلاثة متظاهرات قتلن وجرحت 5 اخريات عندما اطلق رجال الامن النار عليهم اثناء تفريق مظاهرة قمن بها بالقرب من بانياس (غرب سوريا).

واوضح الناشط الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "ان قوات الامن اطلقت النار على 150 متظاهرة تجمعن بالقرب من بانياس على الطريق العام الواصل بين دمشق واللاذقية مما اسفر عن مقتل ثلاثة منهن وجرح خمسة اخريات تم نقلهن الى مشفى الجمعية في بانياس". واشار الناشط الى ان "المتظاهرات المنحدرات من قرية المرقب وبانياس خرجن للمطالبة بالافراج عن الاشخاص الذين تم اعتقالهم في وقت سابق من اليوم". وكانت قوات الامن داهمت صباح السبت قرية المرقب واعتقلت العشرات ضمن حضور امني كثيف، بحسب الناشط. وأضاف الناشط ان قوات الامن اعتقلت ايضا اشخاصا من قريتي البيضة والباصية (قرب بانياس)، لافتا الى ان القوات كانت تحمل لائحة باسماء 300 شخص.

وبدأت القوات السورية بالدخول الى منطقة راس النبع في بانياس وهي احدى الاحياء المستهدفة في العملية التي تنوي القوات القيام بها، بالاضافة الى حي الميدان والقبياء.

كما اعلن عن الجهاد على منابر الجوامع وخرج السكان الى الشوارع، بحسب الناشط.

وقال مصدر عسكري في تصريح بثته وكالة الانباء الرسمية (سانا) السبت ان "وحدات الجيش والقوى الامنية تابعت اليوم ملاحقة عناصر المجموعات الارهابية في بانياس وريف درعا بهدف اعادة الامن والاستقرار". واضاف المصدر ان الوحدات "تمكنت من القاء القبض على عدد من المطلوبين والاستيلاء على كمية من الاسلحة والذخائر التي استخدمتها تلك المجموعات للاعتداء على الجيش والمواطنين وترويع الاهالي". وافاد ناشطون في مجال حقوق الانسان ان الجيش السوري دخل صباح اليوم السبت بالدبابات بانياس احد معاقل حركة الاحتجاج على النظام، بينما قطعت المياه والكهرباء عن المدينة الواقعة شمال غرب البلاد. وقال هؤلاء الناشطون في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا ان الدبابات دخلت في وقت مبكر من صباح اليوم وتحاول التوجه الى الاحياء الجنوبية في المدينة معقل المتظاهرين. وشكل السكان "دروعا بشرية" لمنع الدبابات من التقدم باتجاه هذه الاحياء، بينما تجوب زوارق الجيش السواحل الواقعة قبالة الاحياء الجنوبية، حسب المصادر نفسها. واشار احد الناشطين "يبدو انهم ينوون الهجوم على بانياس كما سبق وفعلوا في درعا" جنوب البلاد.

وكان الجيش الذي دخل مدينة درعا في 25 نيسان الماضي لقمع موجة الاحتجاجات ضد النظام السوري بدأ صباح الخميس الخروج من المدينة "بعد ان اتممنا مهمتنا" المتعلقة بمطاردة عناصر مسلحة، حسبما افاد اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش السوري لفرانس برس. وقال ناشطون الثلاثاء ان سكان مدينة بانياس "يخشون هجوما وشيكا".

 

اجراءات أمنية مشددة بالبقاع لمنع إدخال أسلحة الى سوريا

نهارنت/ذكرت صحيفة "الأنباء" الكويتية أن السلطات اللبنانية "نفذّت اجراءات في منطقة البقاع لمواجهة احتمال تسلّل أسلحة وذخائر الى الأراضي السورية، لاسيما تلك التي تشهد اضطرابات أمنية منذ أسابيع". وأكدت مصادر أمنية معنية ان "أصحاب مؤسسات ومحلات بيع الأسلحة والذخائر في منطقة البقاع، تبلغوا تعليمات مباشرة من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بضرورة التشدد في التزام تطبيق قانون الأسلحة والذخائر، وعدم بيعها الا بعد التأكد من ان هوية الشاري هي لبنانية". واضافت المصادر انه يجب ان "يعطى الشاري قطعة سلاح واحدة بعد الحصول على هويته ورقم هاتفه وعنوانه الكامل، اضافة الى أوراق خاصة أخرى تفرض القوانين وجوب توافرها".

كما "يجب على أصحاب المتاجر مسك دفاتر خاصة عليها لوائح بأسماء الشارين وعناوينهم تبرز الى الأجهزة الأمنية عند الطلب".

 

البيت الابيض: اجراءات اضافية ضد سوريا اذا لم يتوقف قمع المتظاهرين

نهارنت/حذرت الولايات المتحدة الجمعة بانها ستتخذ "اجراءات اضافية ضد سوريا اذا لم يتوقف قمع المتظاهرين"، بعد اسبوع على فرضها عقوبات اقتصادية على عدد من المسؤولين والكيانات الادارية في النظام السوري. وقال البيت الابيض في بيان "ان الولايات المتحدة تعتقد ان اعمال سوريا المشينة ضد شعبها تستوجب ردا دوليا شديدا"، منددا باستخدام القوة الوحشية من قبل النظام السوري لوقف التظاهرات. وهدد البيان بانه اذا لم توقف دمشق اعمال العنف ضد المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية، فان "الولايات المتحدة ستتخذ مع شركائها الدوليين اجراءات اضافية للتعبير بوضوح عن معارضتنا الشديدة لطريقة معاملة الحكومة السورية شعبها". ورحب البيت الابيض بقرار الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات على مسؤولين سوريين "مسؤولين عن انتهاكات لحقوق الانسان". وكانت الولايات المتحدة اقرت في 29 نيسان عقوبات اقتصادية على العديد من المسؤولين والكيانات الادارية في النظام السوري بينهم ماهر الاسد الشقيق الاصغر للرئيس السوري بشار الاسد المسؤول في الجيش السوري، وتضمنت العقوبات تجميد اموال ومنع اي تعامل تجاري.

كما شمل امر تنفيذي صادر عن الرئيس الاميركي باراك اوباما رئيس جهاز الاستخبارات علي مملوك وعاطف نجيب رئيس الاستخبارات السابق في محافظة درعا (جنوب)، مهد الحركة الاعتراضية على النظام. غير ان الادارة الاميركية امتنعت عن استهداف الرئيس السوري نفسه، كما انها لم تعمد حتى الان الى سحب سفيرها روبرت فورد الذي ارسلته الى دمشق في كانون الثاني في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين. وجاء في البيان "اننا ندين بشدة وناسف لاستخدام الحكومة السورية العنف والاعتقالات الجماعية ردا على التظاهرات الجارية".

وتابع "اننا نحيي مجددا شجاعة المحتجين السوريين الذي يتمسكون بحقهم في التعبير عن ارائهم وناسف للخسائر البشرية لدى كل الاطراف". ودان دمشق لاتباعها "خط حليفها الايراني في استخدام القوة الوحشية وارتكاب انتهاكات فاضحة لحقوق الانسان بقمعها احتجاجات سلمية". وختم البيان "ان الولايات المتحدة والاسرة الدولية سيعدلان علاقاتهما مع سوريا على ضوء التحركات الملموسة التي تقوم بها الحكومة السورية".

 

حزب الله: من يثير الفوضى في لبنان متورط في إثارة الفوضى في سوريا...وإعاقة تشكيل الحكومة هي إسهام مباشر في هذه العملية المبرمجة

موقع الكتائب/رأى عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن من يثير الفوضى اليوم في لبنان هو معني بإثارة الفوضى في سوريا، مشددا على وجوب قيام حكومة تأخذ على عاتقها وقف الفوضى في لبنان، معتبرا أن إعاقة تشكيل الحكومة هي إسهام مباشر في العملية المبرمجة لإثارة الفوضى. الموسوي وخلال لقاء تضامني مع سوريا للخريجين اللبنانيين من جامعاته، لفت الى أن ما يجري في سوريا اليوم هو إرهاصات لمعاودة مفاوضات يفرض فيها عليها الاستسلام، بمعنى أن تتقدم عملية التسوية في المسارين الفلسطيني - الإسرائيلي والسوري - الإسرائيلي بعد أن يجري إما إخضاع سوريا وإما شل قدرتها، لأن سوريا شعبا وقيادة ترفض الاستسلام والخضوع للشروط الأميركية والإسرائيلية، مجددا إعلانه الوقوف إلى جانب سوريا لأننا نقاوم المشروع الأميركي - الإسرائيلي الهادف لتفتيت المنطقة وتقسيمها إلى كيانات طائفية ومذهبية وعرقية،

وحذر الموسوي من أن من يثير الفوضى اليوم في لبنان هو متورط على نحو مباشر أو غير مباشر في إثارة الفوضى في سوريا، وهو تورط على مدى السنوات الست الماضية في إثارة الفوضى في سوريا من خلال اعتماد خطاب تحريضي طائفي مذهبي وتقديم بيئة حاضنة لخلايا نائمة أو لدعاية سياسية كاذبة مغرضة تستهدف المس بالوحدة الوطنية في سوريا واستقلال القرار السياسي الوطني فيها. واعتبر الموسوي أن ما نراه اليوم سواء في التعدي على الأملاك العامة أو الشغب في السجون أو التهديد بقطع الرواتب عن الموظفين أو العبث في الإدارات العامة، ليس إلا عملية مبرمجة يقوم بها الفريق الآخر لإثارة الفوضى في لبنان، بعدما اضطر إلى الخروج من الحكم.

 

المجلس الشرعي يستغرب تعطيل تشكيل الحكومة:لتُحترم صلاحيات ميقاتي

نهارنت/توقف مجتمعو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى "أمام ظاهرة التمادي في تعطيل تشكيل الحكومة العتيدة" ورأوا في تراكم العقبات والمطالب والشروط المتناقضة خروجا عن قواعد الوفاق الوطني وانتهاكا للأسس التي حددها الدستور لتشكيل الحكومات. ودعوا بعد الإجتماع الدوري للمجلس برئاسة مفتي الجمهورية برئاسة الشيخ محمد رشيد قباني إلى "التزام الثوابت الوطنية التي أكدها اللبنانيون في اتفاق الطائف والكفيلة بالحفاظ على الوحدة الوطنية كما بالثوابت الإسلامية الوطنية الصادرة عن دار الفتوى تأكيدا لدور الدولة في القيام بواجباتها ومن خلال مؤسساتها الشرعية السياسية والقضائية والأمنية". وأعرب المجلس عن أمله "بالعودة إلى الأصول الدستورية في تشكيل الحكومات على قاعدة احترام صلاحيات الرئيس المكلف(تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي)".  من جهة أخرى أمل أن "يشكل انعقاد القمة الروحية الإسلامية - المسيحية المزمع عقدها (في بكركي) في الأسبوع المقبل مرحلة جديدة على طريق الاستنهاض الوطني لتكريس الشرعية المطلقة لدور الدولة ومؤسساتها وتعزيز أواصر العيش الوطني المشترك بين المسلمين والمسيحيين".

 

بلمار يودع فرانسين قرارا اتهاميا معدلا:قد يكون هناك غيره بحال وجود أدلة

نهارنت/أودع المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار الجمعة قرارًا اتهاميًا معدّلاً يحلّ محلّ قرار الاتهام المؤرخ في 11 آذار 2011، وذلك لإضافة عناصر أساسية جديدة إليه لم تتوفّر لديه من قبل بحسب ما ذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي الخاص بالمحكمة. وجاء في البيان أن بلمار "لا يعتزم إدخال أي تعديلات إضافية على قرار الاتهام إلا إذا طلب منه قاضي الإجراءات التمهيدية القيام بذلك". وأضاف:"وقد تُودع قرارات اتهامية أخرى في المستقبل إذا وُجدت أدلة تستدعي ذلك". من جهته أعلن بلمار أن "الأدلة التي يكشف عنها التحقيق الجاري هي وحدها التي توجّه أي تعديلٍ لقرار اتهامي أو إيداع أي قرارت اتهامية أخرى" دائما بحسب البيان. يذكر أن بلمار أودع في 11 آذار 2011 قرارًا اتهاميًا معدلاً بغية تصديقه من قبل قاضي فرانسين"نتيجة لعملية جمع وتحليل مزيد من الأدلة" كما جاء في بيان صادر عن المحكمة حينها. وأوضحت المحكمة في بيان آخر اليوم الجمعة أن "عملية النظر في قرار الاتهام والمواد المؤيّدة له ليست خاضعة لأي جدول زمني محدّد، إلا أن قاضي الإجراءات التمهيدية يسعى إلى استكمال هذه العملية في أسرع وقت ممكن بعد إجراء هذا التعديل". وأردف البيان :"وحرصًا على ضمان مراجعةً عادلة ومنصفة، ينبغي معاينة القدر الكبير من المواد المؤيّدة معاينةً دقيقة وشاملة" مشيرا إلى أنه "من المتوقَّع إنجاز هذه العملية في غضون الأشهر القادمة". ويمكن لقاضي الإجراءات التمهيدية تصديق قرار الاتهام برمّته أو ردّه، أو ردّ بعض التهم الواردة فيه وتصديق تهم أخرى. ويحمل قرار الاتهام والأدلة المؤيّدة له طابع السرية وأي كشف عن محتواه يبلغ درجة تحقير المحكمة. يذكر أن بلمار قدم النص الأول للقرار الإتهامي أودع في 17 كانون الثاني 2011 في قضية الاعتداء على رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وآخرين في 14 شباط 2005".

 

وليامز بعد لقائه جعجع: نأمل تشكيل حكومة خلال أيام لحماية الشعب

نهارنت/شدّد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز وليامز اثر لقائه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع على ايمان الأمم المتحدة بضرورة تشكيل حكومة لبنانية قريبا وعلى وجوب بذل كل القيادات السياسية جهودها للمساعدة في خلق المناخ الملائم لتأليف الحكومة. وامل "رؤية حكومة لبنانية في غضون أيام وليس أسابيع تحمي الشعب اللبناني في ظلّ التغييرات والاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط.  ونوّه وليامز بالندوة التي نظّمتها "القوات اللبنانية" عن حقوق المرأة وتفعيل دورها في المجتمع، معتبرا أن الأمم المتحدة تؤمن وتدعم بقوة حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين ليس فقط في لبنان بل في دول العالم أجمع. واوضح أن دور المرأة في المجتمع أساسي لبناء ديموقراطيات قوية وصحية، معربا عن أسفه لأن التمثيل السياسي للمرأة في لبنان لا يزال منخفضا جدا، آملا أن تساهم هذه الندوة في مشاركة أكبر للمرأة في الحياة السياسية.

 

الحكومة الى مزيد من التعقيد...و"حزب الله" وسوريا يريدان حكومة تنتمي الى ما قبل الثورات العربية

نهارنت/اكّدت أوساط واسعة الاطلاع ان هناك "لوحة من الاحتمالات الصعبة قد يواجهها لبنان في ضوء التحديات المتمادية التي تحاصر النظام في سوريا".

واشارت المصادر لصحيفة "الراي" الكويتية الى ان "اول الغيث فيها استمرار المأزق الحكومي بسبب وجود اكثر من مقاربة لهذا الملف، تتجاوز في مجملها ما يشاع عن تأخير ناجم عن الخلاف حول الهوية السياسية لوزارة الداخلية وبعض الوزارات الاخرى". ورأت الاوساط ان "حزب الله" وسوريا يريدان حكومة تنتمي الى عصر ما قبل الثورات العربية وبلوغها عرين الاسد في دمشق، الامر الذي لا يجد النصاب السياسي الكافي في بيروت لامراره، وهو الامر الذي يفسر المئة يوم من المراوحة في البحث عن صيغ تسووية لم ترَ النور".

واضافت ان "انشغال الرئيس السوري بالهزة التي تصيب اوضاعه الداخلية كان من شأنه تخفيف الضغط من ثلاثة مكونات الحكومة الموعودة على الاقل، فرئيس الجمهورية ميشال سليمان لم يسلم توقيعه، ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي فرمل تنازلاته، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط يتمايز مستعيداً وسطيته".

واعتبرت الاوساط ان "التوصيف تعني ان لا حكومة، او اقله لا حكومة لاستكمال ما يوصف في بيروت بالانقلاب السياسي-الدستوري الذي كان قاده "حزب الله" وسورية واطاح بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري وانتزع اكثرية برلمانية للامساك بالسلطة". من جهة اخرى، اعتبرت الاوساط ان "حزب الله" صاحب المصلحة الرئيسية في تشكل الحكومة يقارب هذا الملف بحذر في الوقت الذي تلح سورية على ضرورة قيام حكومة جديدة، حتى لو اضطر الامر تكليف شخصية شبيهة بالنائب العام التمييز السابق القاضي عدنان عضوم".وتعتقد الاوساط عينها ان "الحزب ربما يكون اكثر براغماتية في تعاطيه مع الداخل اللبناني، على عكس ما يشاع عن انه يتجه الى احكام القبضة على السلطة في البلاد، لانه يعلم ان امساكه بالسلطة من شأنه ان يطلق العنان لضربة اسرائيلية مدمرة للحزب وللبنان على حد سواء". بالاضافة الى "الاحساس المبكر لدى "حزب الله" بوطأة الفوضى العارمة والباهظة الاثمان التي بدأت تنفجر بين يديه، في اشارة الى التعديات على املاك الدولة في الجنوب والضاحية الجنوبية". وآخرها هو "خشية "حزب الله" من تداعيات الموقف الدولي، الذي بات بالمرصاد حيال اي انتهاكات مع الدور المناط بالمحكمة الجنائية الدولية".

 

السنيورة يدعو من واشنطن لتسليح الجيش والإقلاع عن حجة تحويله لحزب الله

نهارنت/تابع رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة اجتماعاته في واشنطن حيث التقى عددا من المسؤولين الأميركيين في بيت الأبيض ومنهم مدير مكتب إيران في البيت الأبيض بونيت تالورا وكان بحث في الأوضاع في لبنان والمنطقة وقدم السنيورة وجهة نظره ورؤيته لتطور الاوضاع في المنطقة. وركز السنيورة خلال الاجتماعات على أن ما "يشهده العالم العربي من ثورات هو نتيجة لتراكمات عديدة من تأخر الاصلاح واحساس الانسان العربي وعلى وجه الخصوص الشباب بالمهانة". وذكر أن "الربيع العربي كان قد انطلق من لبنان لكن هذا الربيع لم يزهر لذلك المطلوب ألا يتم القضاء على هذا الربيع وتحويله إلى شتاء والمطلوب من الولايات المتحدة التزام الشعارات التي ترفعها". وشدد على أن "لا علاقة للبنان بما يجري في سوريا" قائلا:"لم نتدخل ولا نريد أن نتدخل ولا قدرة لنا على التدخل، صحيح أننا نشجع ونحض على الإصلاح لكن بسبب علاقتنا الخاصة بسوريا نود أن نؤكد أننا نتمنى لسوريا وشعبها ما يتمنونه لأنفسهم". كما أعلن تأييد ودعم لبنان للمصالحة الفلسطينية – الفلسطينية" داعيا المسؤولين في واشنطن "إلى دعمها على الرغم من الاعتراض الإسرائيلي".

لبنانيا، حث السنيورة على "الاستمرار في دعم الجيش اللبناني والإقلاع عن الحجة القائلة إن السلاح قد يذهب إلى حزب الله لأن الحزب ليس في حاجة إلى سلاح الجيش اللبناني بل الجيش في حاجة للسلاح لكي يثبت وجوده ويكون قوة السلطة الشرعية التي تعمل لبسط سلطتها على الأراضي اللبنانية ويطلب منها فرض الأمن والنظام وحماية المؤسسات".

من جهة أخرى شكر رئيس الحكومة السابق المسؤولين في صندوق النقد والبنك الدولي لمساعدتهم لبنان مطالبا بالاستمرار بهذه المساعدة "لهذا البلد الذي اثبت أن النمو لديه هو الأساس والتراجع هو الاستثناء" على حد تعبيره.

 

السطو الألكتروني عرّض شخصين للملاحقة

النهار/الكومبيوتر هذا الجهاز الساحر الذي اقتحم الألباب والعقول بسرعة خيالية جعل المرء يتسمر أمامه ساعات وساعات من دون ملل العودة اليه. ولعل أبرز ما أنتجه هذا التطور الالكتروني هو التواصل مع الآخر والعالم بكبسة زر. اختراع مذهل قرّب المسافات بين البشر وقاد ثورات وانتفاضات. وككل جديد له ايجابياته الكثيرة وسيئات منها ما ادعت به هذه السيدة المتزوجة أمام القضاء من اعتداء عليها بالقدح والذم والتشهير من طريق السطو على عنوانها الالكتروني واختلاق موقع الكتروني مزور باسمها واستعماله.

هي اشتركت في موقع الكتروني باسم مستعار ووضعت صورتها الشمسية عليه بعدما اشتركت في موقع آخر. ومنذ مدة فوجئت بأن اشخاصاً مجهولين سطوا على عنوانها البريدي وانتحلوه باسمها طالبين من الجمهور في انحاء العالم الاتصال بها لغاية بشعة على رقم هاتف معروض. ونتيجة لذلك راحت المدعية تتلقى اتصالات ليلاً ونهاراً ورسائل الكترونية، الأمر الذي عرّضها لاضطرابات نفسية نظراً الى هذا النوع من التشهير وتلطيخ السمعة من دون أن تتمكن من كشف هوية الساطين على موقعها رغم مراسلة بعض المراكز والمواقع الالكترونية الذين تمنّعوا عن الاجابة عن تساؤلاتها حتى يتلقوا طلباً من القضاء المختص في هذا الصدد.

لجأت المراة الى القضاء وتقدمت بشكوى فكلف قسم المباحث العلمية الخاصة ومكافحة جرائم المعلوماتية أجراء الاستقصاءات اللازمة توصلاً الى كشف هوية الذين قاموا بهذا العمل الجرمي والمخل. وبعد البحث والتدقيق عُرف مصدر اطلاق الموقع المزور، وتم التعرف الى امرأة فاستدعيت وزوجها واستمعا بصفة شاهدين بعد دهم منزلهما وضبط اجهزة كومبيوتر صدرت من بعضها رسائل مشينة تتضمن قدحاً وذماً وتهديداً وتشهيراً. ثم ادعت النيابة العامة الاستئنافية عليهما فانكرا لدى استجوابهما أن يكونا من أقدم على توجيه الرسائل الالكترونية، وزعما أن اشخاصاً كثراً يستعملون جهاز الكومبيوتر داخل منزلهما، مرجحين أن يكون احدا من هؤلاء قام بهذه الاعمال الجرمية وأرسل الى المدعية كل هذه الرسائل.

واستمع التحقيق الى جميع الاشخاص الذين قال المدعى عليهما إنهم كانوا يستعملون جهاز الكومبيوتر داخل منزلهما، فنفوا كلهم اقدامهم على ما نسب الى المدعى عليهما، مشيرين الى عدم وجود مصلحة لديهم في تهديد المدعية وتلطيخ سمعتها وأن معظمهم لا يعرفونها. وتبين أن المدعية والمدعى عليها في آن من الامرأة الأخرى أفادت انها تعرف الأخيرة وزوجها حيث كانا في عداد مجموعة من الاصحاب، نافية اقدامها على مقابلة زوج الأخيرة بمفردها. وأحال قاضي التحقيق في بيروت جورج رزق الذي حقق في هذه الشكوى المدعى عليهما على المحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي، بموجب قرار ظني اصدره، ليحاكما بجنح التشهير بالمدعية في شكل علني بواسطة الموقع الالكتروني وتلطيخ سمعتها بعرض صورتها على الموقع والتعرض للآداب العامة ولكرامتها. وهي تقضي بالحبس والغرامة، مانعاً المحاكمة عنهما من جرمي الافتراء واختلاق الجرائم.

 

الأسد واللاءات الدولية الأربع

عبد الكريم أبو النصر/النهار

"السوريون ليسوا وحدهم والمجتمع الدولي لن يتخلى عنهم بل ان الجهات الاقليمية والدولية المعنية بالأمر قررت توزيع الأدوار والمهمات في ما بينها ومساعدة الشعب السوري بطرق مجدية ومناسبة على تحقيق مطالبه الحيوية المشروعة، من خلال تبني استراتيجية اللاءات الأربع في التعامل مع نظام الرئيس بشار الأسد".

هكذا حدد مسؤول أوروبي مطّلع الموقف الدولي الحقيقي من التطورات البالغة الأهمية التي تشهدها سوريا، موضحاً بناء لمعلوماته، ان استراتيجية اللاءات الأربع تتضمن الآتي: أولاً- الامتناع عن مساعدة السوريين على اسقاط نظام الأسد بالقوة المسلحة لأنهم يرفضون أساساً هذا الخيار وهذا النوع من التدخل الأجنبي ويريدون أن يتحقق التغيير في بلدهم سلمياً من الداخل. ثانياً - الامتناع عن مطالبة مجلس الأمن باصدار قرار جديد يسمح باستخدام القوة المسلحة في سوريا لأن الدول البارزة، ولأسباب عدة، ليست راغبة في تكرار تجربة العراق أو تطبيق التجربة الليبية في التعامل مع الواقع السوري المعقد. ثالثاً - رفض تشجيع السوريين على امتلاك السلاح واستخدامه وتبني خيار المواجهة المسلحة مع نظام الاسد لأن ذلك يخدم مخططات النظام وينقل المعركة الى الساحة الأمنية مما يتناقض ومصالح الشعب السوري. رابعاً - رفض التساهل والتسامح مع نظام الأسد وتركه يتصرف بحرية ويواصل التعامل مع المحتجين بالوسائل القمعية متجاهلاً حقوقهم وتطلعاتهم المشروعة المدعومة دوليا".

والعقوبات والاجراءات الأميركية - الأوروبية - الدولية المتنوعة ضد نظام الأسد، غير المسبوقة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، تدخل ضمن استراتيجية اللاءات الأربع وترمي الى تحقيق هدفين أساسيين، استناداً الى هذا المسؤول الأوروبي: الهدف الأول هو طمأنة الشعب السوري الى ان الدول البارزة ترفض التساهل والتسامح مع نظام الأسد وانها لن تعقد أي صفقة معه على حساب المصالح المشروعة للسوريين بل انها انتقلت من مرحلة الانفتاح عليه والتعاون المشروط معه الى مرحلة المحاسبة الجدية والتشدد في التعامل معه وتصعيد الضغوط عليه أكثر فأكثر لدفعه الى وقف العنف وتبني نهج التغيير والاصلاح. واذا لم يرضخ النظام فسوف تتخذ اجراءات اشد قسوة وتأثيراً عليه قد تستهدف الرئيس الأسد شخصياً. الهدف الثاني هو تعميق النقاش الجدي الذي بدأ داخل القيادة السورية وفي الجيش وبين مكونات الحكم في شأن خطورة انكار الحقائق وجدوى مواصلة "السياسة الانتحارية" الحالية التي يخسر فيها الجميع. وتأمل دول غربية بارزة في أن يؤدي هذا النقاش الداخلي الى انشقاقات مهمة وتصدعات حقيقية في النظام مما يضعفه ويساعد على انجاز التغيير.

لماذا لم تطالب أميركا ودول غربية أخرى برحيل الأسد وبنزع الشرعية عنه الى الآن كما فعلت في تعاملها مع حسني مبارك ومعمر القذافي وصدام حسين؟ ديبلوماسي أوروبي مطلع قال لنا ان ذلك لم يحدث الى الآن لثلاثة أسباب رئيسية هي: أولاً - هذا المطلب لن يكون مجدياً ومؤثراً، ما لم ترافقه اجراءات محددة عسكرية أو غير عسكرية لاسقاط النظام، ثانياً - طرح هذا المطلب يدفع النظام الى تصعيد المواجهة مع المحتجين، ثالثاً - هذا المطلب يقضي على جهود تبذلها تركيا وجهات أخرى لمحاولة اقناع الأسد بالتخلي عن العنف والتحاور جدياً مع مواطنيه من أجل التوصل الى عقد سياسي جديد معهم.

ولخص الديبلوماسي الأوروبي الوضع: "أخطأ الأسد في حساباته ورهاناته اللبنانية عامي 2004 و2005 فاضطر، اثر ضغوط لبنانية واقليمية ودولية كبيرة، الى الانسحاب من لبنان والتخلي عن حكم هذا البلد من غير أن تحتاج الدول البارزة الى أن تستخدم القوة المسلحة ضده. والرئيس السوري يخطئ اليوم في حساباته ورهاناته الداخلية والخارجية اذ انه يخسر العالم والدول البارزة فيه ويخسر ثقة الكثير من السوريين به ويجد نفسه يواجه أخطر أزمة منذ تسلمه السلطة من غير أن يمتلك القدرة على احتوائها ومعالجتها ومن غير أن يرى النور في نهاية النفق. والدرس الأساسي من هذه المأساة السورية المفجعة ان التمسك بالسلطة بأي ثمن ليس كافياً وحده لحماية النظام ولو امتلك هذا النظام قدرات وامكانات عسكرية وأمنية ضخمة. وسوريا ليست غنية أو قوية أو مكتفية ذاتياً كايران مثلاً لكي يتمكن نظامها من الصمود طويلاً أمام التحديات والتهديدات المتنوعة والخطرة في الداخل والخارج. وتراجع نظام الأسد عن سياسته المتشددة الحالية سيبدل أكيداً تركيبة هذا النظام وطبيعته وتوجهاته، لكنه ينقذ سوريا من الأسوأ".

 

خليل حذّر من المراهنة على تخريب الوضع في سوريا: نطالب بحكومة إنقاذية

نهارنت/أكد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل ان دور الدولة وهيبتها لا تعاد بالقوة، إنما علينا ان نعيد ثقة الناس بالدولة الراعية والحامية التي تهتم بشؤون الناس. واوضح خليل ان "المطلوب عمل إنقاذي حقيقي، والعمل سريعا من اجل الخروج من النفق الذي يعيش فيه الوطن والمواطن، وتشكيل حكومة إنقاذية قادرة على ممارسة دور إنقاذي للواقع القائم وإنقاذ الوضع السياسي حكومة من الجبهة الوطنية تدير حوارا وطنيا وتعيد رسم خارطة عمل سياسية جديدة تعيد ربط أواصر علاقات كافة المكونات الوطنية بعضها ببعض، وتعيد فتح خط التواصل بين كافة الاطراف وقادرة على معالجة الوضع الاقتصادي ومعالجة المديونية". وأشار الى ان "البعض في السابق راهن على الوقت وعلى متغيرات اقليمية وعلى المحكمة الدولية من اجل ان يرسم لنفسه سياسة استفراد بالقرار السياسي وبالقرار على كافة المستويات". وشدد على انه "لقد أسقطنا هذه التجربة من خلال تكوين أكثرية جديدة. فنحن امام تحد، اما ان تنجح هذه التجربة او ان نسقط في فخ المراوحة التي لم يعد يحتملها الناس. فنحن كأكثرية وكجبهة وطنية جديدة علينا ان نكون في مستوى التحديات". وعن الوضع في سوريا أكد الانحياز الى جانب سوريا قيادة وشعبا"، مضيفاً "اننا مع سوريا التي وقفت الى جانب وحدة لبنان ودفعت باتجاه إعادة تشكيل الدولة ومؤسساتها بما يحفظ مستقبله وبان يكون ظهيرا في مواجهة المشروع الاسرائيلي". واكّد خليل ان "هناك استهداف لسوريا، لانها كانت الى جانب المقاومة ولا زالت في نفس الموقع المقاوم والممانع ولانها رفضت التسليم للمشروع الاسرائيلي". وتوجّه الى البعض في لبنان من اي محاولة للرهان على تخريب الوضع في سوريا، بالقول "إياكم ان تراهنوا ولو لحظة على خراب سوريا وتهديد أمنها. فأمن سوريا من أمن لبنان ومنعتها، وقوتها قوة ومنعة للبنان". أضاف بانه "لكن الذين يحاولون المراهنة انطلاقا من حسابات سياسية ضيقة، إياكم ان تدخلوا في المسار لان الامور سوف تنقلب عليكم، لاننا على ثقة بان سوريا سوف تستطيع الخروج من هذه الازمة المفتعلة".

 

إضراب عن الطعام في رومية...ووفد من "العدل" و "الداخلية" استمع لمطالب السجناء

نهارنت/أعلنت وزارة الداخلية والبلديات بيانا أن "المدير العام لوزارة العدل القاضي عمر الناطور والمحامي العام التمييزي القاضي سمير حمود وقائد الدرك بالوكالة العميد صلاح جبران، زاروا سجن روميه السبت حيث استمعوا لمطالب السجناء المضربين عن الطعام". وأوضحت الوزراء في بيان أن "هذه المطالب تمحورت حول طلب العفو العام، والاجتماع بلجنة الإدارة والعدل النيابية، والتسريع في المحاكمات، والمطالبة بزيادة عدد الأطباء في السجن، ومعالجة مشكلة الإكتظاظ في السجن وتحسين نوعية التغذية". كما أشار البيان إلى أن الوفد "أعلم كل من وزيري العدل والداخلية بما تقدّم، ليُصار إلى إحالة تلك الطلبات وفقا للصلاحية الدستورية إلى المجلس النيابي والحكومة والوزارات والجهات المختصة للمتابعة". وكانت قد ذكرت إذاعة "صوت لبنان، صوت الحرية والكرامة" ان 122 سجيناً في رومية في المبنى "د" أضربوا عن الطعام منذ ليل أمس الجمعة احتجاجا على عدم تمكّنهم من استعمال الهاتف ولتحسين اوضاعهم داخل السجن. وكشف مرشد عام السجون الأب مروان غانم أن الاضراب الذي ينفذه 120 سجينا في سجن روميه هو إضراب سلمي عن الطعام، مشيرا الى أن السجناء الذي ينفذون الإضراب هم من ذوي السلوك الحسن. وأعلن الأب غانم لاذاعة "صوت لبنان" أن "مطالب السجناء المضربين تتمثل بمقابلة وزيرا الداخلية زياد بارود والعدل ابراهيم نجار لعرض مطالبهم الحياتية، موضحا أن حضور الوزيرين سيحل المشكلة". وذكرت الاذاعة ان عدد المضربين زاد ليصل الى 128، كما ستزورهم اليوم لجنة قضائية أمنية للاستماع الى مطالبهم بناء على طلب مشترك من وزيري العدل والداخلية.

 

السفير الايراني في حديث شامل: الثورات العربية هي صحوة اسلامية وما يحصل في سوريا فهو انتقام سياسي لدعمها المقاومة!  

دعم المقاومة ضد اسرائيل هي القضية الكبرى لايران والتي يتوافق عليها اللبنانيون جميعاً 

غسان عبدالقادر

حلّ موقع 14 آذار الألكتروني ضيفاً على السفارة الإيرانية في بيروت ولقي استقبالاً حاراً من سعادة سفير الجمهورية الاسلامية في لبنان الدكتور غضنفر ركن آبادي، الذي لم يبخل بوقته علينا وحرص على الاجابة على جميع اسئلتنا بكل لباقة ورحابة صدر...وباللغة العربية. وإذ تميزت الدبلوماسية الايرانية مؤخراً بنشاطها المميز على الصعيد الدولي وبملفات حساسة بالنسبة للجمهورية الاسلامية، فان سفير الجمهورية الاسلامية في بيروت قد يعتبر ممن تميزوا بشكل ملفت من حيث حركته الدائمة وحرصه على التواصل مع جميع مكونات المجتمع اللبناني خصوصاً أن السفير آبادي يفاخر بانه يحمل شهادة الدكتورا في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية، وانه يعرف لبنان شخصياً منذ اكثر من 17 عاماً، كما يحمل همومه وربما منها من لا يخطر على بال احد كانقطاع الكهرباء المتكرر والذي عانى منه شخصياً! استعرضنا مع سعادة السفير، العلاقات اللبنانية الإيرانية الرسمية التي بدأت بين البلدين منذ العام 1942 بالرغم في حين أنّ العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية امتدت لقرون. وفي حديثنا المطوّل، عرجنا على زيارة الرئيس احمدي نجاد لبنان السنة الماضية ونتائجها خصوصاً الاقتصادية منها، كما بحثنا التدهور في العلاقات بين الرئيس سعد الحريري من جهة وايران الاسلامية من جهة أخرى. بعدها انتقلنا لبحث الثورات العربية وقارناها بما يحدث في ايران وسوريا. وكان ختام حديثنا مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

-كجمهورية اسلامية ايرانية، سبق لكم وعرضتم حل لمشكلة الكهرباء في لبنان خلال فترة ستة أشهر، كما عبرتم عن استعدادكم لتسليح الجيش اللبناني، وقبل ذلك قدمتم مساعدات على جانب كبير من الأهمية في مجال اعادة الاعمار عقب حرب تموز 2006، كما كان لكم اقتراحات بخصوص استخراج البترول اللبناني او تكريره مستقبلاً. ماذا تم انجازه عل هذا الصعيد

على المستوى الشخصي، كنت من سكان لبنان قبل 17 سنة، وأنا كدبلوماسي كنت اعاني من الانقطاع المتواصل للكهرباء، وبعد 17 سنة عدت سفيراً لبلادي وما زالت تلك المشكلة موجودة فطرحت على الرئيس الحريري حل لهذه المشكلة خلال 6 أشهر فقط. وهنا اشير الى أنّ ايران بلد تحتل المرتبة الثانية في استخراج النفط والغازعالمياً، والمرتبة الأولى اقليمياً في مجال التكنولوجيا والطاقة النووية والتطوير العلمي. وهذا بشهادة الرئيس سعد الحريري والوزراء والمسؤولين اللبنانيين اللذين زاروا الجمهورية الاسلامية ورأووا بأم عينهم عن كثب نبذة من الانجازات الايرانية في العديد من المجالات من بينها التسليحي والصناعي وما الى ذلك.

خلال زيارة الرئيس احمدي نجاد تم توقيع 16 اتفاقية تعاون مشتركة بين البلدين في مختلف المجالات، وخلال زيارة الرئيس الحريري 9 اتفاقيات، ثم اضيفت اتفاقيتان بعد ذلك، فبات المجموع 27 اتفاقية تم تحضير الارضيات لتطبيقها وجاهزة للتنفيذ، ولكن تحتاج الى قرارات مجلس الوزراء. نحن لم نضيع الوقت وقمنا باجراء الدراسات الفنية والتقنية للازمة والضرورية لتنفيذ هذه الاتفاقيات على ارض الواقع، وكنا حريصين كمجمهورية السلامية على استمرارية هذه النشاطات، من خلال فريق عمل متخصص في السفارة الايرانية في لبنان مهمته المتابعة الحثيثة لهذه الاتفاقيات والتحضير لها. وما زالت تلك الاتفاقيات بحاجة لاقرارها رسميا وقانونياً من قبل مجلس الوزراء بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة. فعلى سبيل المثال، ان عملية تزويد لبنان بالكهرباء هو مسألة غير معقدة لايران لأنه اشبه من حيث الحجم بأي محافظة صغيرة من محافظات ايران الثلاثين، في وقت يبلغ فائض الكهرباء في بلادي 6 آلاف ميغا واط، وحاجة لبنان لا تتعدى 1000 ميغا واط فقط. ونحن درسنا فنياً موضوع توصيل الشبكة بين لبنان وسوريا وايران، ووجدنا اولا ان الشبکه من ايران الي لبنان موصوله و ثانيا هذه الشبكة قادرة على تحمل الطاقة الكهربائية بقدرة 500 ميغا واط. لذا ارتأينا انه من الجيد بيع الكهرباء للبنان بأفضل سعر عالمي و هذا کحل سريع جدا ، يقارب واحد على عشرة من السعر الحالي. كما قدمنا للبنان حلاً آخر لمشكلة الكهرباء کحل دائم يتمثل بانشاء محطة انتاج كهرباء بکلفه أقل من مليار دولار، تصبح قادرة على انتاج 160 ميغاواط في سنة واحدة، ومن ثم 300 ميغا واط بعد شهر اضافی يعني خلال 13شهرا و من ثم 500 ميغا واط خلال سنتين و هكذا دواليك حتي يصل الي الف ميغا وائط و بكلفة اقل بكثير من الانتاج الحالي. و في كل المجالات الاخري نحن اعلنا عن استعدادنا لمساعده لبنان نظرا للخبرات الكبيره المتوفره لدی ايران الحاصله جرا سياسه فرض الحصار و العقوبات عليها.

-شكلت زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى لبنان، حدثاً بحد ذاتها وتطوراً مهماً في العلاقات اللبنانية الإيرانية، ومع هذا وجدنا انقساماً لبنانياً حول هذه الزيارة ما رأيكم بهذه المواقف؟

اشكركم لانكم فتحتم المجال لنتحدث بكل صراحة ووضوح مع الجمهور، خاصة في هذه المرحلة الحساسة. اذكر أنّ العلاقات اللبنانية الايرانية تعود جذورها الى اكثر من 3000 عام وليست علاقات جديدة، وهي محفورة في قلوب أهل البلدين. وهنا يكمن السرّ في اهتمام الشعبين ببعضهما وسر المودة والمحبة الخاصة بينهما. وقد تطورت العلاقات مع الوقت؛ فقبل انتصار الثورة، كان هناك ايران-الشاه، ذلك الحليف الموثوق لاميركا واسرائيل. ومع نجاح الثورة الاسلامية، اصبحت ايران هي الداعم الاكبر للقضية الفلسطينية. على هذا الأساس سيكون من البديهي ان العلاقات بين ايران والبلدان العربية والاسلامية تعمقت اكثر فاكثر، وعلى رأسها لبنان. كما أن الدستور الايراني نصّ صراحة على دعم المستضعف والمظلوم وصاحب الحق من اي مذهب كان او أي دين اعتنق او أي انتماء سياسي اتبع ما دامت قضيته محقة.

وهنا اقول لكم انه قبل اسبوع واحد من وصول الرئيس نجاد الى بيروت، فإن كل لبنان رحب بهذه الزيارة، سواء من خلال البيانات الخطية او بالاتصال بي شخصياً، وقد ظهر ذلك جلياً في الغداء الذي اقامه رئيس الجمهورية ميشال سليمان على شرف الدكتور نجاد حيث كان جميع اللبنانيين باطيافهم المختلفة مجتمعين. وهذا دليل ان ايران تقف الى جانب لبنان بجميع اطيافه ولا تضع تصنيفات للبنانيين. وقد تعودنا في ايران ان نصل الى القضايا الكبيرة والأهداف البعيدة ولا نتوقف عند المسائل الصغيرة؛ ومن منطلق مبدئي، نحن ندعم القضايا المحقة وعلى رأسها دعم المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني في اي مكان يكن وهي في الحقيقة ما نركز عليه. ونحن دأبنا على دعوة جميع الدول للالتفاف حول المقاومة.

-ولكن في لبنان هناك خلاف على كيفية ادارة هذه المقاومة اذا جاز التعبير، ولا يوجد توافق عليها بشكل واضح. فما قولكم في ذلك؟

لا ريب أن هناك انقسامات شتى في ارجاء العالم حول تعريف المقاومة وحقوق الانسان والارهاب وغيرها من المفاهيم ولكن نحن نترك كل شخص وضميره لاختيار التعريف الذي يريده. على هذا الاساس، المقاومون هم محترمون في جميع ارجاء العالم وابرز مثال على ذلك هو ما حصل في الحرب العالمية الثانية. في لبنان، نرى اجماع على ان اسرائيل هي كيان محتل وهي العدو الأول للبنان ولايختلف أحد في ذلك. وكعادتها، فان ايران تنطلق من نقطة الاجماع وتبتعد عن الخلافات واوجه التناقض. واهم نقطة اجتماع هي الاعتراف بان المقاومة ضرورة لمواجهة الاحتلال، مهما كان شكل هذه المقاومة؛ سياسية، ثقافية، عسكرية،...المهم ان هناك اجماع حول محورية المقاومة ووجودها. واذكر الجميع بأننا كجمهورية اسلامية كنا وما زلنا ندعو دائماً كل الاطراف اللبنانينة الى القيام بحوار الشامل والدائم، والتركيز على العدو الاساسي ومشاكل الناس.

-إنتظر العديد من المحللين بترقب زيارة الرئيس سعد الحريري الى ايران أواخر السنة الماضية أن تحمل معها مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين. ولكن الوضع الأقليمي توتر بشكل ملفت مطلع هذه السنة ودفع بالعلاقات نحو منعطف خطر. من برأيكم يتحمّل مسؤولية الأزمة التي حصلت؟ وهل تواصلتم مع الحريري؟

في الحقيقة، اعلننا ان هذه التصريحات لا تخدم مصلحة البلدين. نحن في الجمهورية الاسلامية انتهجنا لانفسنا خط دعم القضايا المحقة من منطلق مبدئي بحت وعلى رأس هذه القضايا قضية الشعب الفلسطيني المظلوم، وكذلك شعوب تونس ومصر وغيرها، وبالتالي لا يمكن بأي شكل من الأشكال نستثنيء الشعب البحريني من ذلك و الکل يعرف ان الشعب البحريني بشيعته و سنييه لايريد الا اصلاحات و مطاليب كلها اصلاحية. وهذا اما أراد تأكيده وزير الخارجية الدكتور علي اكبر صالحي خلال زيارته الأخيرة الى قطر و عمان والتي حاول من خلالها الحفاظ على الخط الذي تسير عليه ايران لضمان اعلى درجات وحدة الموقف بين بلدان المنطقة. وهنا نتساءل، فهل ذنب البحرينيين لان غالبيتهم شيعة كي لا ندعمهم؟ وأجيب فأقول نحن لا ندعم الشعوب من منطلقات طائفية او مذهبية ابداً، نحن نسير حسب الدستور الايراني الذي يحض على دعم كل صاحب حق، مهما كان انتماؤه او مذهبه او خياره السياسي او بلده. علي اي حال علاقات الايرانية اللبنانية علاقات قديمة و عريقة و متجذرة في قلوب كل ايراني و لبناني و تتحسن يوما بعد يوم و المهم ان نکون واعين تجاه مخْططات التی تخطط لاجل فرقة و اثارة الفتن و ان لا نلعب في الملعب اللذی يدرج من جانب اعدائنا المشترکة . اما في موضوع التواصل مع الرئيس الحريري، هذا التواصل موجود .

- انطلاقاً من مواقفكم الداعمة للشعوب المطالبة برفع الظلم عن كاهلها، كيف تعلقون على قمع الاحتجاجات في كل من ايران وسوريا؟

أشدد على أنه لا استثناء للمطالب المحقة للشعوب، وفي كل بلدان العالم، وعادة تطالب الناس تطالب بالمزيد كلما تقدم لها اكثر لتحسين الوضع الموجود، وهذا شيء بديهي ونشهد على احداث واحتجاجات مماثلة تحصل في ارجاء العالم ونراه في فرنسا مثلاً حين يشتبك الطلاب مع السلطات او فی بريتانيا او حتي في ولايات المتحده الامريكيه. اذاً هذه مشاكل موجودة دائماً وفي كل مكان وزمان. أما في الجمهورية الاسلامية حاولنا الى حدّ كبير الدفع قدماً بعملية الاصلاح ومشاريع التنمية نحو تأمين رفاهية لشعبنا. ما حصل في ايران عقب الانتخابات الرئاسية لم يكن احتجاجات شعبية بالمعنى المتعارف عليه، فنحن معتادين على هذه المؤامرات التي تحاك في سبيل اسقاط النظام الاسلامي منذ انتصار الثورة، وايران مستهدفة لانها تضع مصلحة الأمة والأحرار فوق كل المصالح الخاصة والآنية. وقد نجحت الجمهورية الاسلامية بادارة الأزمة الاخيرة بطريقة عاقلة وحكيمة من دون اراقة دماء او سقوط قتلى او اللجوء للقوة. وانا اتحدى اي شخص أن يقول غير ذلك كي أخذ بيده وأريه بأم العين اوضاع ايران حالياً.

-اذاً كيف تصنفون هذه المظاهرات والاحتجاجات التي جرت منذ الانتخابات الرئاسية في العام 2009 ؟

لقد ركزت الفتن القادمة من خارح ايران على أنّ الانتخابات هي مزورة وغير صحيحة وربما استطاعوا من يدعون ذلك أن يحشدوا في اليوم الأول مليون شخص في الشارع. ورفعوا شعار من وراء هذه الاحتجاجات أن نتائج الانتخابات غير مقبولة. ردة الفعل للجمهورية الاسلامية كانت على جانب كبير من الحكمة حيث تم استعراض جميع الحقائق بتأنّ بالغ ومن خلال اثباتات واضحة، تأكدنا ان الانتخابات صحيحة و استطعنا ان نقنع المحتجين علي نتيجه الانتخابات بنسبة تفوق 99%. و جدير باللذکر ان ما يسمون انفسهم بالاصلاحيين في ايران و دوما يرفعون شعار "لا غزة ولا لبنان" و كانوا يقولون ما شأننا بغزة ولبنان، وعلينا التركيز على القضايا الايرانية اولا. وجدناهم طلبوا الترخيص للمظاهره بذريعة دعم انتفاضتي تونس ومصر، كي ، فخرجوا الى الشارع و الهتاف الوحيد الذی لم يرفع منهم كان الهتاف في دعم انتفاضة مصر و تونس ولم يتجاوز عددهم الألفي شخص في آخر حرکة احتجاجية التي حصلت ثلاثة ايام بعد مظاهرات الميليونية للشعب الايراني تاييدا للنظام فی ذکری سنوية انتصار الثورة الاسلامية في ايران قبل ثلاثة اشهر ( 11شباط).

وكما يرى الجميع فان قيادات البارزة للاصلاحيين ليست في السجون او المعتقلات، وذلك بتوجيهات مباشرة من سماحة السيد القائد، لأنه اراد ان تعرف الناس حقيقة الامور، وأن البلد يدار بالحكمة و ليس من خلال القوة. في ايران الشعب يخرج الى الشارع، وهذا امر طبيعي ليعبر عن نفسه ويعبر عن تأييده للنظام و عندما يخرج الشعب بملايين الي الشارع فلا يبقي مكانا للمجموعات القليلة من المحتجين او المشاغبين في الشارع و ينبغي عليهم مغادرة الشارع . في الواقع، هكذا تمت ادارة الأزمة في ايران وهذا ما رأته الوفود الأجنبية التي جاءت الى ايران.

-ماذا اذاً عن الاحتجاجات التي انطلقت في سوريا مؤخراً وعمت جميع مدنها؟

الوضع في سوريا مختلف عن الوضع في بقية البلدان العربية .نحن نتيقن أنه لا ثورة شعبية في سوريا ولا اثبات على ذلك كي تقف ايران وتدعمها على غرار ما فعلت في تونس ومصر . في البلدين السابقين كان الوضع الشعبي عبارة عن مستودع بارود ينتظر شرارة كي ينفجر. وقد رأينا كيف ان هؤلاء الشباب (التونسي والمصري) استفادوا من وسائل التواصل الالكتروني كفايسبوك وتويتر وغيرها وتحولوا من 10 آلاف الى مليون شخص في ساحة التحرير في القاهرة. لأول مرة في تاريخ الثورات تكون النخب والقيادات المثقفة متأخرة عن الشعوب بل أن الجماهير هي التي سبقتها الى الساحات في وقت كان المثقفون مترددين في النزول الى الشارع و الالتحاق بهم لانهم شككوا بانتصار الثوريين و المحتجين .هذه صحوة اسلامية كاملة، انها انتفاضة المتدينين وهي دون ادنى شك كذلك، وتوجهاتهم الدينية واضحة.

بالعودة الى سوريا، رأينا ان هناك 35 الف توقيع على الفايسبوك للمشاركة في التظاهرات للحضور الى اماكن ما ولم يأت شخص واحد على التجمع تباعا لهذه الدعوة الالكترونية علی غرار مصر و تونس و يمن و ليبيا و ... وبالتالي كان الواضح ان جميع الموقعين كانوا من خارج سوريا وليس من داخلها. نعم نحن نعتقد ان هناك مطالب شعبية اصلاحية في سوريا، ووقد بدأت الجمهورية العربية السورية بالاصلاح حتى قبل ان يطلب منها ذلك. وهذه بشهادة عديد من العلما و علی راسهم الشيخ رمضان البوطي الذي قالها صراحة على التلفزيون بان الرئيس بشار الأسد هو من عرض قضية القيام باصلاحات قبل ان يطالب بها أحد. ومن خلال خدمتي كبدلوماسي في سفارة بلدی فی دمشق طوال 5 سنوات، قمنا كجمهورية اسلامية بتنفيذ 100 مشروع اقتصادی كبير الذی يدل علی حرص البالغ لدکتور بشار الاسد بانتهاج تحديث البلد الی جانب کثير من المشاريع الانتاجيه و الانماءية المستمرة في كل انحاء البلد. وهنا اشير الى اختلاف لدى الرئيس بشار الأسد الذي يركز على الاصلاح والمشاريع التنموية وأهمية الازدهار الاقتصادي مع بقية البلدان . نعم أؤكد لكم أن سوريا وضعها مختلف تماماً عن اي دولة عربية اخرى لأنها بدأت بالإصلاحات قبل ان يطلب منها ذلك، فاستقبل الرئيس اصحاب المطالب واستمع اليهم و اکد علی ضرورة تنفيذ هذه المطاليب. بالنسبة للمجموعات التي خرجت الى الشارع فهي لا تتعدى بضعة آلاف شخص في احسن الاحوال، ولا تمثل بالتالي سوى نسبة ضئيلة للغاية من مجموع السوريين أي ما لا يزيد عن 1% من الشعب السوري البالغ تعداده ما يزيد عن 20 مليون نسمة. بالرغم من وجود بعض المطالب الشعبية المحقة، فما نراه في سوريا حالياً هو لا يشبه الانتفاضة الشعبية بشيء إنه بالأحرى انتقام سياسي من دمشق بسبب وقوفها الى جانب المقاومة ودعمها القضايا المحقة؛ انها ضغوطات دولية يمكن رؤيتها بوضوح من خلال اجتماعات مجلس الأمن المهتمة بشكل مبالغ فيه بما يجري في سوريا حيث أعلن أن الهدف منها هو فك الارتباط بايران وحزب الله وحماس. وقد تم تقديم عروض كثيرة لايران ايضاً للابتعاد عن تأييد المقاومة ضد اسرائيل، فقلنا لمن قدم هذه العروض أننا وصلنا للاكتفاء الذاتي في اغلب المجالات ولسنا بحاجة لمساعداتكم، هم يحتاجون الينا ونحن لا حاجة لنا بهم. في سوريا الآن هناك مؤامرة وتصفية حسابات سياسية وليست مطالب اصلاحية لأن المسؤولين السوريين ابدوا تعاطفاً مع مطالب الناس هناك و بدئو بالاصلاحات قبل ان يطلب منهم.

- كيف تقيمون عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان؟

بالنسبة للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، نحن اعلننا موقفنا المبدئی منذ البداية و هو حرص شديد لايران بمعرفة الحقيقة و معرفة الجناة محاكمتهم و معاقبتهم باشد العقوبة. واشدد هنا على اننا في ايران الاسلامية مع معرفة الحقيقة والكشف عن الجناة ومحاكمتهم وتوقيع اقسى العقوبات بحقه ولكن مشكلتنا تبقى مع الآلية التي ستصلنا الى هذا الهدف لأنّ ای آلية ينبغي ان تكون بعيدة عن التسييس كل البعد. وهنا نقف مع عموم اللبنانيين اللذين يؤيدون فكرة الحقيقة ومحاکمة المجرمين في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأشدد على أن ايران كانت دوما مع معرفة الحقيقة و تحقيق العدالة.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

علوش: إمكانية الحركة لـ"حزب الله" قد تبدّلت في ظل المتغيرات الإقليمية 

موقع 14 آذار/لفت عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش إلى أنَّ "إنتخابات العام 2009 (التي جرت بعد عام على أحداث 7 أيار 2008) أثبتت أنَّ الشعب اللبناني لا ترهبه العصابات المسلّحة". وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أوضح علوش أن "مواقف 14 آذار وتيار المستقبل، تؤكد ألا حياد عن مسألة سيادة الدولة، وأنَّه لا يمكن القبول بوجود ميليشيات في لبنان، ولا سيما ميليشيات حزب الله"، لافتاً إلى أن "حزب الله أثبت بالتجربة أنه يمكن أن يستعمل سلاحه ضد اللبنانيين". إلى ذلك، أشار علوش للتغيرات الحاصلة في المنطقة، معتبراً أن "هناك وضعاً متغيّراً في كل من إيران وسوريا، وهذا يؤكد أنَّ إمكانية الحركة لـ"حزب الله" قد تبدّلت"، مشيراً في سياق متّصل إلى ما تم تداوله بأنه "كان هناك سيناريو منذ أيام لاحتلال مركز قوى الأمن الداخلي".

 

 بيضون: "7 أيار" حولت المقاومة إلى سلطة لكنها سقطت  

موقع 14 آذار/اعتبر الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أنَّ "7 أيار علّم الناس حلّ مشاكلهم بالسلاح، لأنه في هذا التاريخ سقط منطق الدولة باستخدام السلاح في الداخل". وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أضاف بيضون: "اليوم نرى كيف تتم مواجهة الجيش اللبناني بالسلاح خلال قمعه المخالفات". ورأى بيضون أن "7 أيار حوّلت المقاومة إلى سلطة"، لكنه أكد في المقابل أن "سلطة السلاح سقطت"، ولفت إلى أن "إنجاز هذا السلاح منذ ذلك الحين وإلى الآن يساوي صفراً". إلى ذلك، ذكّر بيضون اللبنانيين الشيعة أنّه "في العام 1920 وبذريعة مقاومة الفرنسيين، تم حرق قرية عين إبل في الجنوب بحجة أنهم عملاء للفرنسيين، وهذا المنطق خجِل به الجنوبيون"، مشدداً على أن "هؤلاء الجنوبيين يريدون إحياء روح الوحدة الوطنية"، وشدد على "وجوب الإعتذار لجميع اللبنانيين".

 

الوطنيين الأحرار: "8 آذار" تدور في حلقة نفرغة وعليها أن تفهم بأنها تقامر بالوطن ومصالح أهله

موقع 14 آذار/عقد المجلس الأعلى لحزب "الوطنيين الأحرار" اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الأستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1 – نعتبر انه آن الأوان لتفهم قوى 8 آذار انها تدور في حلقة مفرغة بالنسبة إلى الحكومة العتيدة وانها تقامر بالوطن ومقوماته وبمصالح أهله. وبات من الضروري أن تجري مراجعة في ضوء المعطيات والمستجدات علماً ان خياراتها محدودة جداً. فإما تصرف النظر عن الاهداف التي قامت بانقلابها من أجل تحقيقها، وفي مقدمها قطع علاقة لبنان بالمحكمة الدولية واعتبارها كأنها لم تكن، تكريس السلاح غير الشرعي ورفض تداوله بذريعة وظيفته المقاومة، ترسيخ الحلف الإقليمي وفرض الالتحاق به، وهذا ما يتيح الفرصة لإعادة تأكيد ما سبق لكل الأطراف اللبنانيين وتوافقوا عليه، واستكمال الحوار حول السلاح لجعله في كنف الدولة التي لها حصرية التصرف به كما اتخاذ القرارات كافة وخصوصاً قرار الحرب والسلم أسوة بكل دول العالم. وإما تنكفئ وتحجم عن السعي إلى تشكيل حكومة من مكوناتها، وعندها يصبح سيناريو " حكومة الامر الواقع " على ضبابيته بمثابة خشبة خلاص لهذه القوى وستر ٍ لتناقضاتها وعجزها، مما يوفر لها هامشاً لمحاولة الإمساك بشارعها والمحافظة على قواعدها ولو بلعب دور الضحية وادعاء التضحية من أجل المصلحة العامة. وأياً يكن قرارها فعليها اتخاذه سريعاً لأن الوضع القائم أصبح يهدد بشرٍّ مستطير على كل الصعد وفي جميع الميادين.

2 – نتابع باستغراب مسلسل الاعتداءات على الأملاك العامة والمشاعات البلدية الذي إن دل على شيء فعلى تراجع هيبة الدولة، وعلى تصرف فئات تعتبر نفسها محمية أو مميزة بالاستقواء وازدراء الدستور والقوانين والمؤسسات. ونرى في هذه الممارسات إن لم يكن مخططاً مرسوماً يتم تنفيذه فعلى الأقل نتيجة لاستهداف الدولة وقضم مرتكزاتها في شكل منهجي وضرب صدقيتها لصالح حلم الدويلة ووهم السيطرة بالقوة على اللبنانيين. يشهد على ذلك التعرض للقوى الأمنية التي تقوم بقمع المخالفات، وانطلاق لسان المعتدين الذين لا يتورعون عن اتهام مرجعياتهم بتشجيعهم على المخالفة. أخيراً نولي هذه المسألة أهمية كبرى لما لها من مدلول ينعكس سلباً على الشراكة الوطنية في ظل إصرار فريق على الاستقواء بالسلاح والتهويل بخطاب شعبوي وتخويني، ولما سينتج عن هذه الممارسات من تداعيات كارثية على الدولة تبدد الآمال المعقودة على إعادة بنائها. ونطالب بإزالة كل الاعتداءات والضرب بيد من حديد على من تسوّل له نفسه تكرار هذه الجريمة الهمجية.

3 – نأمل في أن يكون مقتل بن لادن بداية نهاية الإرهاب والإرهابيين الذين يزرعون الموت والكراهية، ويحضّون على التعصب وتصادم الثقافات والحضارات والأديان. وعندنا ان العبرة من تصفيته بعد ملاحقته قرابة عقد، هي ان لا ملجأ آمن للذين يسلكون طريقه وينهجون نهجه، بالغاً ما بلغت قوتهم وحمايتهم. كما ان لا حصانة للذين يرفضون الديمقراطية والحوار والتسامح وقبول الآخر، ويصرّون على قمع شعوبهم وتحويلهم رهائناً، ويثرون باستغلال ثروات وطنهم. أخيراً نلفت إلى أن الحدث جاء في وقت لا يزال لبنان يعاني من الإرهاب. ولا جديد بعد في موضوع السياح الأستونيين السبعة، ومصير المهندس جوزف صادر يظل مجهولاً، والترهيب الفكري والنفسي والمعنوي صار من الروتين اليومي.

أخيراً نعتبر انها مناسبة لعودة اللبنانيين إلى ثوابتهم ومسلماتهم، ولدعم نضال الشعوب الطامحة إلى الحرية والديمقراطية، والسلام والإنماء والإزدهار، بعيداً من الانخراط في المحاور ومن التدخل في شؤون الدول الداخلية.

 

حرب: لا مصلحة لسوريا بتحرير الأراضي اللبنانية كي لا تنفي وجود سلاح "حزب الله" 

ما عطلّ تأليف الحكومة هو طريقة تعاطي قوى الأكثرية

موقع 14 آذار/رأى وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب إن ما عطلّ تأليف الحكومة هو طريقـة التعاطي السياسي لقوى الأكثرية الجديدة التي حاولت ان تُركب حكومةً لتفرضها على الرئيس نجيب ميقاتي وعلى رئيس الجمهورية للسيطرة على القرار السياسي.

وقال، في حديث لاذاعة "صوت لبنان"، إنّ الأكثرية الجديدة وبدل تسهيل مهمة ميقاتي لتشكيل حكومة للسير بالبلد قدماً، سعت للإنقـلاب على الدستور ووضع اليد على النظام بطرق ملتوية. وشددّ حرب على إن صلاحية تشكيل الحكومة تعود الى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لافتاً الى أن الرئيس ليس مأموراً وهو من يُقرر مع رئيس الحكومة المكلف ويأخذان بعين الإعتبار مطالب الكتـل. ورداً على سؤال حول إحتمال إعتذار الرئيس المكلّف عن تشكيل الحكومة قال حرب: إنّ الرئيس ميقاتي يحاول إيجاد المخارج لافتاً الى ان نَفَسَـه طويل. واكد أن محاولة بعض القوى السياسية تعديل قواعـد تشكيل الحكومة لا تصـح، مشددا على أنه يضع نفسه بتصرف الرئيس ميشال سليمان الذي يُمثّـل كلّ البلد والحائز على أكبر أكثرية. وقال إنه لم يكن يوماً مع فريق ضدّ آخر، مُشـدداً على أن رئيس الجمهورية حاول تفادي الإصطدامات ولعب دور الحكم في العديـد من المحطـات، إلاّ إنّ ما نُعانيـه اليوم هو أن الأكثرية الحالية تعتبر كلّ من لا يماشيها مُنحـازاً.

واستبعد حرب ان يكون رئيس الجمهورية هو من إقترح إسمـاً عسكرياً لوزارة الداخلية ، لافتاً الى أنه ليس مع تسلّم قائد الجيش وزارة الداخلية لأنّ مركزه أهم وأخطـر في هذه الظـروف. وأكد إنّ مشكلة النائب ميشال عون مع الرئيس ميشال سليمان بدأت منذ إنتخاب الأخير رئيسـا للجمهورية. وإعتبر إن لبنان أثبت قدرته على الصمود في وجه الأزمات الماليّـة داعياً الى عدم الإتكال كثيـراً على ذلك ، وأشار الى أن لبنان أتته فرصـةٌ كبيرة في خلال الأزمة المالية الدولية لم يستطع الإستفـادة منها. حـرب أعرب عن قرفـه لخلـو الساحة السياسية من المبادىء والإحترام ومن تدني مستوى الخطـاب وتحويل الناس الى مـادة. وتمنى حرب أن يُصار الى دعوة القيـادات المارونية الى الإلتزام بالثوابت الوطنية للكنيسة المارونية مع ترك الحرية للقيـادات بالتصـرف.

ورأى ان الأحداث في سوريا جعلت حزب الله وحلفاء سوريا أكثر إرباكاً وبات النظام السوري لا يعرف ما يريـد من لبنان ما إنعكـس على موقف إيران لأنّ مدخلها لتسللّ العسكري والمالي إلى الأراضي اللبنانية هو عبر سوريا. وإعتبر إنّ الشعب السوري كسرَ حاجز الخوف وتحرّك للمطالبة بالإصلاحات، مشيراً الى أن النظام السوري بات اليوم تحت المجهر الدولي ما سيجعل سوريا مستقبلاً في حـالة مختلفـة. ورأى إن النظام السوري لا مصلحة له في أن يتمكنّ لبنـان من تحرير اراضيه لأنه بذلك ينتفي سبب وجـود سـلاح حزب الله. على صعيد آخر، وجه حرب نـداءً الى عدم التعاطي مع حاجات البترون الإنمائية ولاسيما على صعيد المياه وإعطائها العناية وإبعـادها عن الصراعات السياسية.

 

السابع من ايار في نسخته الثالثة: "الوحش" مُستمر في نهش الدولة  

سلمان العنداري/موقع 14 آذار/

على وقع النهش المستمر للاملاك العامة، وامام مشهد بائس من التعطيل البشع للدولة ومؤسساتها بفعل استمرار الفراغ القاتل، وعلى وقع الارتفاعات الحادة في اسعار المحروقات والمواد الغذائية في ظلّ "احتضار" الاقتصاد وصرخات الناس، يتذكر لبنان "احداث" السابع من ايار 2008 التي طُبعت الى الابد على جدران مدينة مُعتدى عليها، وفي ذاكرة وطن ممزق يصارع الحقد والفتن... في ذاك اليوم تحرّك "الوحش" وانقضّ على كل شيء تحت حجج وشعارات واهية ومزيفة... انتقى ضحاياه بعشوائية وبدون تمييز بين الجبهات، فاستعر في الاجرام وامعن في ضرب كل شيء بالنار والرصاص والقمع. "ثلاث سنوات مرّت، ولم يتغير شيء في عقلية اصحاب السلاح. ولا زال منطق الدويلة لديهم يتفوق على منطق الدولة، لا بل يحاول ان يقضي عليه... ثلاث سنوات مرّت ولا زالوا يتوعدون ويهددون. ولا زالوا يعتدون على الاملاك العامة والخاصة، ولازالوا يعتدون على حقوق المواطنين ويصادرون الحياة السياسية في لبنان... ثلاث سنوات مرّت ولم يقبلوا حتى الان بشريك معهم في هذا الوطن، وبوجود رأي اخر ربما يختلف معهم في كثير من القضايا". يقول النائب عمار الحوري هذا الكلام، مستذكراً الاحداث الاليمة التي لحقت ببيروت وكل لبنان عندما استفاق الموت صبيحة السابع من ايار. يتحدث قيادي في "تيار المستقبل" عمّا وُصف بأنه "يوماً مجيداً في تاريخ المقاومة"، اذ يرى انه " منذ السابع من ايار 2008، و"حزب الله" يحاول جاهداً تكريس ثوابت جديدة في هذا البلد تعتمد على منطق يقول بان "الطغيان والترهيب بالسلاح يمكن ان يخيف اللبنانيين ويجعلهم مستسلمين"، الا ان نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في صيف 2009، واستمرار المواجهة من قبل قوى 14 آذار مع هذا التوجه التخريبي للبنان، يؤكد ان مسألة استعمال السلاح لا يمكن ان تخيفنا، ولا يمكن ان تردعنا، ولا يمكن ان توقف عجلة الاصرار على بناء دولة حقيقية مهما اشتدت الظروف ومهما تراكمت الصعوبات والعراقيل". بدوره، يقارب النائب الشاب سامر سعادة احداث السابع من ايار بواقعية شديدة، اذ يرى ان "ما حصل قبل ثلاث سنوات صبّ في مصلحة "حزب الله" في السياسة، لان ما قام به هذا الحزب من اعتداءات وتخويف وترويع للناس ادى الى انتقال الاكثرية النيابية من ضفة الى اخرى رغم فوز قوى الرابع عشر من اذار بالانتخابات النيابية عام 2009".

وبالنسبة لسعادة، "فان غزوة بيروت والجبل كرست انتصارات لصالح الحزب بالدرجة الاولى، اذ انها كانت السبب الاول والاخير الذ ادى الى انتقال النائب وليد جنبلاط الى الضفة الاخرى، تحت شعار المحافظة على وحدة الجيل وامنه وتجنباً لمزيد من الخلافات والخضات في الشارع، ولهذا فان الحزب لم ولن يتّعظ مما حصل، وهو مستعد لاعادة الكرة مرات ومرات بدون اي اسف او ندم".

بعد ثلاث سنوات، وبعد مرور اكثر من استحقاق سياسي وامني ووطني، لم يتغيّر "حزب الله"، ولم يتعلم من التجارب، ولم يأخذ العبر من فعلته القاتلة، فاستمر منطق السلاح خارج اطار الدولة، ولم يتوقف التهديد والوعيد والتخوين والتهويل، ولم تُحترم مؤسسات الدولة ودستورها. فعاد السلاح الى الازقة، وعادت معه المسدسات الى الطاولات والاصابع المرفوعة على الشاشات. الامور لم تقف عند هذا الحد... فاسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري اوائل العام الجاري يعتبر انقلاباً صارخاً على اتفاق الدوحة الذي انهى فصول القتل الميليشيوي في بيروت، بفعل انقلاب "حزب الله" على كلّ شيء بقوة السلاح. ووفق حوري "فالفريق الاخر تملّص من تسوية الدوحة القاضية بعدم الاستقالة من الحكومة، وعدم استعمال السلاح والتهديد، مما يعني انهم لا يلتزمون بمواقفهم، ومما يعني ان العهود عندهم لا قيمة لها".  اضافةً الى "النكث بالعهود" والاتفاقات، فما زال هذا الفريق يعتبر نفسه صاحب الحق الكامل في ادارة البلد وفي التعاطي في السياسة الخارجية، وقد رأينا ذلك في ساحل العاج وفي الامم المتحدة وفي البحرين، في عديد من الاماكن. فتراه مستمراً في تشويه علاقات لبنان الخارجية مع كثير من البلدان الصديقة والشقيقة، الامر الذي يضعنا في مكان لا نُحسد عليه بتاتاً. واذ يعتبر القيادي في "التيار" ان مسألة 7 ايار ليست صدفة وليست مسألة ردة فعل، لان ما قام به "حزب الله" في ذاك اليوم يأتي في سياق نهج كامل ومتكامل للسيطرة على لبنان، وفي محاولة لجر هذا البلد الى مشروع ولاية الفقيه وسلطته التامة"، يعترف حوري بأن "الدولة اليوم باتت اكثر وهناً وضعفاً من السابق بفعل الانتهاكات والممارسات التي قام بها الفريق الاخر المصرّ الفريق الاخر على جعل لبنان دولة مارقة وتحويله الى مزرعة"، مؤكداً ان " القضاء على منطق الدولة سيأخذ كل لبنان مع كل اللبنانيين الى المجهول". واذا كان الذين سقطوا في "ايار المشؤوم" اكدوا منطق رفض الشعب اللبناني الانضمام الى دويلة "حزب الله"، بحسب القيادي في تيار المستقبل الذي توجّه اليهم بتحية، شاء سعادة ان يطرح السؤال: "لماذا لم يحاسب المسؤول عن قتل المدنيين في بيروت والجبل، وهل المطلوب كسر هيبة الدولة تدمير اي امل في بناء ديمقراطية فاعلة وحقيقية وواعدة؟.

 

خامنئي يخير نجاد بين القبول بوزير الاستخبارات حيدر مصلحي والاستقالة

الحياة/طهران - رويترز - بث القسم الفارسي في إذاعة «دويتشه فيللي» الألمانية، تقريراً يفيد بأن مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي خيّر الرئيس محمود أحمدي نجاد بين القبول بوزير الاستخبارات حيدر مصلحي والاستقالة من منصبه. جاء ذلك بعد تلكؤ نجاد في استجابة أمر المرشد بإعادة مصلحي الى منصبه، بعدما أرغم الرئيس وزير الاستخبارات على الاستقالة، إثر خلافه كما يبدو مع مدير مكتبه اسفنديار رحيم مشائي. ونقل الموقع الالكتروني لـ «دويتشه فيللي» عن النائب مرتضى أقا تهراني، وهو حليف لنجاد ويُعتبر «معلم الأخلاق» لحكومته، قوله إن المرشد حدّد للرئيس الايراني مهلة نهائية، مخيّراً إياه بين القبول بمصلحي في الوزارة والاستقالة. وكان أقا تهراني نقل عن نجاد قوله بعدما أنهى الأخير الأحد الماضي «اعتكافاً» دام 10 أيام، وحضر جلسة للحكومة، إثر تغيّبه عن جلستين بعد رفض المرشد إقالة مصلحي: «علينا جميعاً مساندة ولاية الفقيه واتباعها حتى الرمق الأخير». تزامن ذلك مع مواصلة معسكر خامنئي انتقاداته لنجاد، اذ تساءل رجل الدين المتشدد محمد تقي مصباح يزدي، مخاطباً نجاد من دون ذكره: «إذا كنتَ تؤمن بولاية الفقيه، لماذا لا تمتثل لأوامر المرشد؟». واعتبر ان خامنئي «يضمن النصر على الأعداء».

أما رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي فذكّر نجاد بأن رجال الدين ساندوا إعادة انتخابه العام 2009، شرط إنهائه شراكته مع مشائي، داعياً الرئيس الايراني الى النأي بنفسه عن «تيار الانحراف». وأشار الى «تحفّظ عميق» لدى رجال الدين على مشائي، متسائلاً في اشارة الى الأخير: «لماذا يتغيّب وزير الاستخبارات عن جلسات الحكومة، فيما ما زال هذا الرجل المشكوك فيه، يجلس الى جانب الرئيس؟». وانتقد خاتمي تردد نجاد في الاذعان لأمر المرشد بإعادة مصلحي الى منصبه، قائلاً: «توقّع الشعب ان يقول نجاد في الجلسة الأولى بعد الحادث: نظراً الى رغبات المرشد وسلطته، سيبقى مصلحي وزيراً، وأقدّر مكانته في الحكومة وسأواصل العمل معه». أما موقع «ديكربان» فنقل عن خطيب صلاة الجمعة كاظم صديقي تحذيره نجاد بقوله: «اذا واجهتَ المرشد، ستُذلّ وتُداس بالأقدام». في الوقت ذاته، اعتبر وزير الدفاع الجنرال محمد علي جعفري أن في حكومة نجاد «جناً وأنساً وشياطين داخلية»، مؤكداً ان «الشعب لن يتسامح مع أي تيار انحرافي»، في اشارة الى مشائي. وزاد: «على كلّ شخص، أياً يكن منصبه أو مكانته، الاذعان لولاية الفقيه». تلا ذلك أنباء عن اعتقال «الحرس الثوري» مقربين من نجاد ومشائي، اتُهموا بممارسة السحر والشعوذة، بينهم عباس غفاري. وفي اشارة الى الأخير، قال مجتبى ذو النور، ممثل المرشد في «الحرس»، ان ثمة أفراداً في الدائرة المقرّبة من نجاد، يدعون امتلاكهم «قدرات خاصة».  وأفادت وكالة «مهر» بأن 90 نائباً من أصل 290، قدموا طلباً لمساءلة نجاد حول سياساته. على صعيد آخر، أعلن محمد مهدي نجاد نوري نائب وزير العلوم للبحث والتكنولوجيا ان ايران تنوي بحلول أيلول (سبتمبر) المقبل، تغيير 36 مادة على الأقل تُدرّس في الجامعات، بعد انجاز جامعيين وفقهاء مراجعتها، لتصبح أكثر تماشياً مع الإسلام. ولم يحدد نجاد نوري المواد المشمولة بالتغيير، لكن مسؤولين أعلنوا العام الماضي مراجعة 12 مادة في العلوم الاجتماعية، بما في ذلك القانون ودراسات المرأة وحقوق الإنسان والإدارة وعلم الاجتماع والفلسفة وعلم النفس والعلوم السياسية، إذ تستند محتوياتها إلى»الثقافة الغربية». وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، قال أبو الفضل حساني، وهو مسؤول بارز في وزارة التعليم، ان إيران لن تسمح بأن تدرّس جامعاتها مناهج «غربية». ودعا خامنئي في آب (أغسطس) الماضي إلى تعديل هذه المواد، معتبراً أن مواد في العلوم الإنسانية تستند إلى مبادئ تقوم على المادية، وليس تعاليم الإسلام.

 

تركيّا المصريّة

نصير الأسعد/لبنان الآن

إنّ متابعةً جادةً لمسار التحوّلات الجارية في المنطقة وما أفرزته حتّى الآن، تسمحُ بإستنتاج رئيسيّ هو أنّه في موازاة الثورات العربيّة الداخليّة ثمّة تعزّز للدور والموقع التركيين إقليمياً، بينما لا يخطئ النظر في أنّ الدور الإيرانيّ إلى تراجع.

إلتقطت القيادة التركيّة بزعامة "حزب العدالة والتنمية" الحاكم بسرعة كبيرة إشارة الإنتفاضات الشعبيّة "المندلعة" وقرّرت التعامل الإيجابي معها، بل أكثر من ذلك هي وجدت مصلحة لها فيها. وبإستثناء لحظة تردّد (إرتباك؟) عبّرت عنها حيال الدخول العسكري الدوليّ على خطّ الأزمة في ليبيا قبل أن "تستدرك" فتدعم إسقاط معمّر القذافي، فإنّ تركيّا دعمت بقوّة (سياسياً) ثورة 25 يناير في مصر، وطالبت النظام في سوريّا بإصلاحات تتضمّن "إجراءات مؤلمة" له قبلَ أن تصعّد في وجهه في الأيّام الماضية إذ تأكّدت أنّه "مقفل" على أيّ تغيير وغير قادر على الإنتقال إلى وضعيّة مختلفة.

بطبيعة الحال، لا تفعل تركيّا ذلك "حسنةّ لوجه الله"، لأنّها كما أيّ دولة في العالم تحسبُ حسابات مصالحها العامّة. لكنّ الأهّم من الدخول – الآن – في نقاش تلك الحسابات، هو تسجيل حقيقة أنّ تركيّا تتحرّك من منطلق أنّ الوضع العربيّ "القديم" – ما قبل إندلاع الثورات – لا يؤاتيها. فالفراغ العربيّ الذي كان سائداً لا يمكنُ القفز فوقه وهو لا يُملأ إلاّ عربياً وليس من خارجه، كما أنّ أيّ قوّة إقليميّة مهما كانت قوتها أو مهما كان عتوّها لا تستطيع أن تحلّ محلّ نظام عربيّ فاعل وديناميكيّ في إطار نظام إقليميّ عام. أي إنّ تركيّا وجدت أنّ مصلحتها الحقيقيّة هي في الشراكة مع نظام عربيّ جديد. ولا شكّ هنا أنّ "الإستراتيجيّة التركيّة" نقيض لـ"الإستراتيجيّة الإيرانيّة" التي نهضت على التمدّد في الدواخل العربيّة وعلى اللعب بالشؤون الداخليّة للدول العربيّة وعلى إسقاط الهويّة العربيّة وعلى مصادرة قضايا العرب بسياسة تحرّكها "النزعة القوميّة الفارسيّة" مغطاة بأيديولوجيا إسلاميّة "فريدة".. فكان أن حصدت إيران عداوات كبرى وعلى مستوى الشعوب، هي الآن تدفع أثمانها.

إنّ "تركيّا الأردوغانيّة" قدّمت نموذجاً مختلفاً لـ"الإسلام السياسيّ"، هو حصيلة مخاض إستمرّ عقوداً لـ"الإسلام السياسيّ التركيّ" في تركيّا العلمانيّة. فقد حقق "الإسلام السياسيّ التركيّ" ثلاث مصالحات كانت لازمة من أجل أن يدخل الحلبة السياسيّة وصولاً إلى الحكم: المصالحة مع الديموقراطيّة بما هي الإحتكام إلى الشعب وقبول مبدأ تداول السلطة، والمصالحة مع "الدولة المدنيّة" والإنتهاء من فكرة "الدولة الدينيّة" والمصالحة مع الغرب وأميركا والتنسيق معهما إذ ليس من "شيطان أكبر" و "شياطين أصغر".. وصولاً إلى عدم تمزيق عضويّة تركيّا في الـ"نيتو" وإلى المواظبة على دقّ أبواب "الإندماج" في أوروبا.

لا شكّ أنّه كان لهذا النموذج تأثيراتُه على "الإسلام السياسي" في المنطقة العربيّة. ولمزيد من التوضيح فإنّ "الإسلام السياسي" هوَ شيئ آخر غير ما يسمّى "الإسلام السلفيّ الجهاديّ".

وإذا كانت تجربةُ جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر تحتاجُ إلى قراءة مُحدّثة – أي حديثة – لكلّ ممرّاتها ومنعرجاتها فإنّ "الأثر التركي" إذا جاز التعبير في إخوان مصر ظهرَ على قدر عالٍ من الوضوح في الآونة الأخيرة. وذلك ليس لأنّ الإخوان المصريين قرّروا إنشاء حزب تشبهُ تسميتُه إسم الحزب التركي (تسمية "حزب الحريّة والعدالة")، بل لأنهم أعلنوا الإلتزام بالديموقراطيّة ورفعوا عنوان الدولة المدنيّة مشدّدين في عزّ ثورة 25 يناير على رفض "المثال الإيراني".

بطبيعة الحال، إنّ التجربة الجديدة التي سيدخل فيها "الإخوان المسلمون" في مصر ستكون موضع متابعة كي يستوثق المتابعون من مدى رسوخ إستراتيجيّة العناوين المرفوعة، لا سيّما في ظلّ تعابير مصريّة عدّة تظهر إلى العلن عن مخاوف ممّا يُسمّى صفقة بين "الإخوان" والجيش تارةً ومن نوايا تحجيم للفئة الأبرز في ثورة مصر أي المجتمع المدنيّ والشباب تارةً أخرى.

غير أنّ "الأثر التركيّ" لا يخفى على جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريّا أيضاً، وقد قامت على مراحل، بعد المواجهة مع نظام الأسد في السبعينات من القرن الماضي، بمراجعة نقديّة لتجربتها السابقة وقد توصّلت إلى مفاهيم المصالحات الثلاث السالفة الذكر.

بكلام آخر، إنّ تركيّا في مواكبتها للثورات العربيّة أنهت بشكل قاطع رهانها على إمكان إصلاح النظام السوريّ من داخله أي على إمكان أن يصلح هذا النظام نفسه بنفسه. وهي تشجّع "الإسلام السياسيّ" على الإنخراط في عمليّة المشاركة في بناء مستقبل جديد للمنطقة العربيّة.

وعلى أيّ حال في هذا السياق، فإنّ التغيير الذي جرى في مصر والذي لم يكتمل فصولاً بعد من جهة، والتغيير الذي لا بدّ أن تشهده سوريّا على الرغم من المخاض العسير والدامي الذي يفرضه النظام السوريّ من جهة ثانيّة، إنّما يؤشّران – التغييران – إلى خارطة سياسيّة جديدة داخل البلدين على أنقاض ديكتاتوريّة الحزب الواحد والأمن.

والظاهر حتى الآن أنّ ثمّة "خليطاً" من مجتمع مدنيّ وشباب، وقوى ليبراليّة وديموقراطيّة جديدة أو متجدّدة (وتلاوين قوميّة ويساريّة) بالإضافة إلى "الإسلام السياسيّ".

هذا مع دور واضح منذ الآن للجيش في مصر كضمانة "خلفيّة" للمرحلة الجديدة، في حين لن يتضّح دور المؤسّسة العسكريّة السوريّة إلاّ في وقت لاحق من المخاض المتواصل.

بعدَ هذه الإستطرادات التوضيحيّة الضروريّة، فإنّ ما ينبغي التشديدُ عليه بالعودة إلى العنوان الأصليّ أي الدور الإقليميّ التركيّ، هو أنّ تركيّا تعزيزاً لدورها وموقعها، تقف الآن على تماس مع حركة التغيير العربيّة من أجل بناء علاقاتها المستقبليّة مع النظام العربيّ الجديد. هي الآن تشجّع على التغيير وتدعمه بلا تدخّل مباشر وهي في الأصل لم تصدّره إلى الدواخل العربيّة لكنّها تأقلمت معه. وهي بالإستناد إلى مرحلة العقد السابق تُبدي توجهاً نحو التشارك مع العرب. وإذا كان من مقارنة مع إيران، يمكن القول إنّ المشروع الإيرانيّ إلغائي للعرب فيما المشروع التركيّ تعاونيّ تشاركيّ. وفي هذا الإطار، برز في الآونة الأخيرة توجّه تركيّ نحو مصر، نحو تمييز الدور المصري بل مساعدة مصر على إستعادة دور محوريّ، على الأرجح بإتجاه علاقة إستراتيجيّة تركيّة – مصريّة. وإذا كانت المصالحة الفلسطينيّة في الأيّام الماضية حدثاً كبيراً بكلّ المعايير، فإنّ أحداً لا يستطيع تجاهل أنّ هذا الحدث حصل على عدة تقاطعات: الوضع الشعبي الفلسطيني الداخليّ، العلاقة الإخوانيّة المصريّة بـ"حماس"، العلاقة الإخوانيّة المصريّة بالمجلس العسكريّ المصريّ، العلاقة التركيّة بالإخوان، والعلاقة التركيّة – المصريّة. فها هي تركيّا مثلاً، وخلافاً لإيران التي أثرت في منع المصالحة الفلسطينيّة وحجزها، تشجّع على تلك المصالحة و"تهديها" للفلسطينيين.. ولمصر. وتركيا التي تنشط من ضمن هذه التوجّهات جميعاً – تنسق مع الولايات المتحدة وأوروبا. الخلاصةُ من كلّ ما تقدّم هي أنّ دور تركيّا وموقعها ينتعشان في مناخ التحوّلات العربيّة في حين أنّ دور إيران وموقعها يتراجعان بقوّة. المشهد الإقليميّ يدعو إلى التفاؤل من زاوية أنّ الأمور لا بدّ آيلة إلى نظام عربي جديد يشكّل قوّة إقليميّة يعتدّ بها ومتعاونة مع شركاء إقليميين أصدقاء. ويبقى ألاّ تركب إيران رأسها وأن تراجع إستراتيجيتها الإقليميّة لمصلحة علاقات عربيّة – إيرانيّة جديّة. فهل تريد؟ وهل تستطيع؟.

 

هدية قطرية ـ عمانية لإيران!

سلمان الدوسري /الشرق الأوسط

يا لها من هدية مجانية ثمينة قدمتها قطر وعمان لإيران!.. فبينما تمر العلاقات الخليجية الإيرانية في أدنى مستوياتها، وتشهد توترا غير مسبوق، تستقبل عاصمتان خليجيتان وزير خارجية إيران، فاتحة الباب أمام إيران للخروج من عنق الزجاجة الذي نجح مجلس التعاون، دبلوماسيا، في وضعها فيه مؤخرا. وعندما اقترب الشارع الخليجي من تصديق حلم راوده عقودا من الزمن، بأن هذا التجمع السداسي في طريقه للعمل بطريقة مؤسساتية ووحدوية تتناسب وظروف المرحلة، كانت المفاجأة، إذا صح التعبير، بهذه الزيارة غير المتوقعة، وهو ما سيقض مضاجع الخليجيين، ويوقظهم من أحلامهم، بأن قرارهم لم يحن الوقت بعد، لأن يكون جماعيا.

ولأن إيران لا تقبل بأقل من الصفاقة في التعاطي مع كل يد تمد لها، فقد ردت سريعا على التحية القطرية، ولكن بالأسوأ وليس بالأحسن منها، فبعد لحظات من استقبال القيادة القطرية لوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، هاجم الأخير، من الدوحة، دول مجلس التعاون الخليجي الذي قطر وعمان عضوان رئيسيان فيه، بل ذهب أبعد من ذلك بانتقاد وجود قوات درع الجزيرة في البحرين، وأيضا قطر وعمان يشتركان في تشكيل هذه القوات، وقال «لا ينبغي إرسال القوات والجحافل ليقوموا بما قاموا به»، أي أنه قبل أن ينتقد الخليجيين، وسياستهم وقرارهم، انتقد قطر، وهو على أراضيها. أفهم أن السياسة لا تعني قفل الأبواب مطلقا، ولا يعني الخلاف الخليجي الإيراني، مهما ساء، قطع العلاقات الدبلوماسية، ومنع الزيارات بين مسؤولي الجانبين، لكن أيضا مبادئ السياسة تؤكد أن لكل موقف ثمنا، وخاصة في فترات الأزمات، لكن طهران استطاعت أن تضع رجلا على رجل، وتستقبل الهدايا المجانية واحدة تلو الأخرى، فبعد الهدية المصرية، التي كانت بلا مقابل أيضا، بالتأكيد على «فتح صفحة جديدة مع إيران»، تحط الطائرة الدبلوماسية الإيرانية، في قلب الخليج، منتقدة سياسات دوله جميعا، فمرحا لإيران ولا عزاء للعمل الجماعي. لمن يتعاطف مع طهران، ولأنصار مد اليد لها، نقول: مهلا مهلا، ولنعد لأسبوع مضى، فقط، ونرى ما فعلته إيران لتعزيز عدائها مع شعوب الخليج.. فهي احتفلت أولا بما سمته اليوم الوطني للخليج «الفارسي»، ثم أدلى رئيس أركانها بتصريحات مستفزة قائلا إن «الخليج فارسي وسيبقى فارسيا»، ثم صرح مساعد قائد سلاح البحر بأن «الخليج الفارسي الخالد سيبقى على هذا الاسم إلى الأبد»، قبل أن يقول رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني إن دول الخليج «ألعوبة بيد أميركا والكيان الصهيوني»، أما رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني فقد اعتبر أن إمارة دبي «تشكل مقرا للحروب الاقتصادية التي تشنها أميركا على إيران»، ناهيك بالهجوم المنظم والمستمر على السفارة السعودية، ومحاولة الاعتداء على الأندية السعودية التي ذهبت لطهران لتلعب كرة قدم، فهل أبقت إيران على أي فرصة لتحسين النيات تجاهها؟

باختصار، كادت تتفوق السياسة الخليجية مجتمعة للمرة الأولى، لكن هذا التفوق ضرب عندما استقبلت بعض دول الخليج وزير الخارجية الإيراني، وكأن المواقف الخليجية ما هي إلا حبر على الورق، ولا تشكل مواقف حقيقية، على الأقل لبعض الدول. وهنا لا بد من الإشارة إلى التقرير الخطير الذي نشره في هذه الصحيفة أمير طاهري، والمنسوب لمجلس الشورى الإيراني، حيث يوصي التقرير بـ«توطيد العلاقات مع قطر لشق صف دول الخليج»! هل فعلا تريد طهران شق الصف الخليجي؟ هذا أمر مفروغ منه، لكن المصيبة الكبرى أن ذلك يقدم لها على طبق من الماس، ودون مقابل. هنيئا لإيران بالهدايا التي تقدم لها، ولا عزاء لـ«مجلس تعاون» لا تحترم قراراته ولا بياناته!

 

رأى مفوض الإعلام في الحزب "الاشتراكي" رامي الريس أن الأكثرية الجديدة أثبتت فشلها

موقع 14 آذار/رأى مفوض الإعلام في الحزب "الاشتراكي" رامي الريس أننا نشهد قطيعة سياسية كاملة بين مختلف الأطراف في البلد، مشددا على أن لا أحد يستطيع أن يلغي أحد في لبنان وكشف الريس أننا "نسعى بكل جهدنا مع القوى السياسية المختلفة أن نذهب الى تأليف حكومة بعد المرحلة الآخيرة التي أثبتت فشلا كاملا للفريق الذي يسمى أكثرية جديدة بعد عجزه عن تشكيل حكومة بسبب تردد البعض وتشكيك البعض الآخر ومطالب عبثية من البعض"، مؤكدا أن "لا مجال إلا أن نذهب الى خطوات لإعادة بناء الثقة بين بعضنا كلبنانيين".

 

مسودة بيان القمة الروحية: تداعيات الأوضاع السياسية وصلت لحدود الخطر على الاستقرار 

نقلت صحيفة "الحياة" الصادرة اليوم (السبت) عن مصادر روحية مسيحية وأخرى إسلامية، أن مسودة مشروع البيان الختامي المشترك للقمة الروحية المرتقبة في بكركي تحمل تحذيراً مباشراً من تداعيات الأوضاع السياسية والاجتماعية الملبدة والمأزومة في البلاد والتي وصلت الى حدود تلامس خط الخطر على الاستقرار وعلى الأمن الاجتماعي.

وتتوقف مسودة البيان المشترك أمام مسلسل الخلافات الذي طال وحال دون قيام حكومة "تأخذ على عاتقها النهوض بالبلاد وإيجاد حلول للمعضلات الاقتصادية والاجتماعية والإنمائية التي يئن المواطن تحت وطأتها وتعمل على تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية، وإعلاء صوت الضمير وتعاليم أدياننا حفاظاً على قيمة لبنان الكبرى في عيشه الوطني الواحد". وفيما تلفت مسودة البيان المشترك "بارتياح الى الاجتماع الذي عقد في بكركي وضم قيادات مارونية"، ترى فيه أيضاً "خطوة مهمة ومسؤولة تصب في خانة توحيد الصف الوطني وتمهّد له"، وتعتبر المسودة انه "حيال الشعور بالفراغ في السلطة على أكثر من صعيد وفي غالبية المؤسسات وإدراكاً للقلق الذي يلف المنطقة حول مصيرها وخطورة تفتيتها، فإن رؤساء الطوائف اللبنانية يناشدون المسؤولين الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة وفقاً للدستور والميثاق الوطني ومقتضيات الخير العام وتأليفها اليوم قبل الغد". كما تؤكد المسودة "التزام الجميع بمرتكزات العيش الوطني الواحد والدستور والتطبيق الواضح لوثيقة الوفاق الوطني نصاً وروحاً ومستلزمات الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والولاء المطلق للبنان وتغليب مصلحته على المصالح الفئوية والفردية، باعتبار أن كل هذه تشكل جوهر عزة الوطن ومنعته وخلاصه، والقاعدة الأساس لرفع كل التحديات التي تعترض مسيرته ولردع أي عدوان على أراضيه وخصوصاً التهديد الإسرائيلي المستمر". وتحذر المسودة من أن "رسالة العيش المشترك تصبح مهددة في لبنان إذا بقي التشرذم على ما هو عليه، وسادت الخلافات وبرز الانقسام الطائفي أو المذهبي"، وترى أن "من واجب المسؤولين السياسيين وقادة الرأي وجميع العاملين في الشأن العام الارتقاء الى مستوى المسؤولية وتهدئة الخطاب السياسي والابتعاد عن لغة الاتهام والتخوين والإساءة الشخصية والتحريض المذهبي والطائفي". وتشدد على ضرورة استئناف طاولة الحوار في القصر الجمهوري برعاية رئيس الجمهورية (العماد ميشال سليمان) و"بلورة استراتيجية وطنية جامعة تمكن الدولة من الدفاع عن لبنان وسيادته على كامل أراضيه وعلى ثروته الطبيعية من المياه ومصادر الطاقة"، كما تؤكد أن من شأن هذا الحوار أن "يعزز إعادة الثقة بين المواطنين وتوحيد المواقف حول الثوابت الوطنية. وتثبيت السلم الأهلي والامتناع عن استخدام كل أشكال العنف في الداخل والاحتكام الى المؤسسات الدستورية".

كما تؤكد المسودة أن "لبنان الذي خرج من سنوات طويلة من العنف والحروب المدمرة، يحتاج الى قيام دولة ذات سلطة يحترمها الجميع، لا مجال معها لسلطة الأمر الواقع، دولة القانون والقضاء المستقل، دولة تضع حداً للفساد في الإدارات ولهدر المال العام، دولة قادرة وعادلة تحترم التنوّع الروحي والثقافي وتضمن المشاركة للجميع في إدارة شؤون البلاد عبر المناصفة، دولة تساهم في بلورة ثقافتنا الوطنية المبنية على الإرث الحضاري المشترك وتحمي الوطن وجميع أبنائه من المخاطر التي تتهدده وتؤمن العيش الكريم للجميع دونما تمييز".

 

العار  

حسن صبرا

  لو افترضنا بأن نصف اللبنانيين فقط يقفون فعلاً مع الشعب السوري، في مواجهة القمع الممنهج الذي يعتمده نظام عائلة الأسد ضده، فليس من حق اية سلطة في لبنان، أو أية قوة، أو أي شخص ان يصوّت في مجلس الأمن ضد قرار يدعو الى شجب العمليات العدوانية التي يشنها نظام الأسد ضد شعب سوريا، مراعاة لهذه النسبة من المتعاطفين مع شعب سوريا في محنته. على الأقل، كان يجب على مندوب لبنان في مجلس الأمن الدولي ان يمتنع عن التصويت، فلا ينضم الى مندوبي الصين وروسيا بالإعتراض على مشروع القرار الدولي، مع افتراض ان كل الشعوب الروسية ضد الشعب السوري، وان الديموقراطية في الصين فوضت نظامها الوقوف مع النظام السوري.

على الأقل ما كان يجب ان يُسمح لوزير الخارجية اللبنانية بأن يعطي الأوامر لمندوب لبنان في مجلس الأمن ان يصوّت ضد مصلحة الشعب السوري.

على الأقل كان يجب ان يُفهم هذا الوزير وهذا المندوب، بأن لبنان منقسم على نفسه في الموقف من المذابح التي يرتكبها نظام عائلة الأسد ضد شعب سوريا، وان مشاعر الشعب اللبناني المتعاطفة مع الشعب السوري في محنته، تساوي ان لم تكن تتفوق على مصالح الساسة اللبنانيين الذين يتلقون أوامرهم من أمكنة مختلفة في سوريا.

على الأقل.. استلهم الفريق اللبناني المؤيد لشعب سوريا موقفه من ارادته، وعروبته وانسانيته، وواجبه القومي بالدفاع عن شعب عربي يمر بمحنة غير مسبوقة لا حين ارتكب النظام نفسه في عهد مؤسس أسرة الأسد حافظ مجزرة رهيبة ضد مدينة حماه عام 1982 ذهب ضحيتها عشرات آلاف القتلى والجرحى (النظام السوري نفسه يمنع حتى الآن احصاء عدد القتلى والجرحى والمفقودين والسجناء في حماه ومحيطها). فمن اين يستلهم الفريق اللبناني المؤيد للمجازر التي يرتكبها نظام عائلة الأسد؟

الفريق نفسه الذي يدافع عن النظام الذي يقتل شعباً عربياً في الشوارع والمساجد ويقصفه بالدبابات ويلاحق جرحاه حتى المستشفيات، ويقتل ضباطاً وجنوداً عزلاً لأنهم رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين العزل المدنيين، هو نفسه الذي يقف مع المتظاهرين في البحرين، لأن معظمهم من الشيعة، ويقف ضد النظام اليمني، لأنه حارب الحوثيين الشيعة في شمالي البلاد، ويقف ضد معمر القذافي في ليـبيا لاتهامه بإخفاء الإمام الشيعي موسى الصدر في ليـبيا عام 1978، ويهاجم نظام الرئيس حسني مبارك لأنه اعتقل خلية لحزب الله الشيعي وهي تخطط لعمليات ارهابية ضد مصالح الشعب المصري الثائر. إذا افترضنا ان من حق هذا الفريق ان يقف مع من يريد، ضد مصالح وطنية وقومية عربية، ومشاعر انسانية لمصلحة روابط مذهبية سلّم مرجعيتها لصالح ايرانية حاكمه في ايران، فيأمر أحد موظفيه في وزارة الخارجية ان يطلب من مندوب لبنان في مجلس الأمن ان يقف ضد الشعب السوري.

فأين هو الفريق الذي يقف مع الشعب السوري؟ لماذا لم يستخدم حقه في إبلاغ مندوب لبنان في مجلس الأمن، ان لم يكن الحق في دعم الشعب السوري في مواجهة نظام عائلة الأسد، فعلى الأقل الامتناع عن التصويت حتى لا يبدو ان هذا الفريق مؤيد لنظام سام شعبي لبنان وسوريا العذاب والقهر والنهب منذ عشرات السنين؟

فهذه أول مرة يقرر موظف بدرجة وزير في لبنان موقفاً وأمراً ويلزم كل لبنان وهو لا يمثل الا فريقاً واحداً في لبنان، في تغييب لمؤسستين اساسيتين في السلطة التنفيذية هما رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، حتى لو كانت في مرحلة تصريف الأعمال. فإذا كان الزعم بأن حكومة تصريف الاعمال لا تملك حق اتخاذ قرار بحجم الوقوف مع الشعب السوري ضد النظام الذي يفترسه، فهل من حق موظف فيها بدرجة وزير أن يلزم الوطن بموقف أقل ما يقال فيه انه جلب العار على لبنان بلد الحرية والديموقراطية والعروبة ونصرة شعوب الارض المظلومة عبر تاريخه الحديث. العار لا يمثل شعب لبنان، بل يمثل الفريق الذي وقف ضد الشعب السوري، وكذلك الفريق الذي يتنازل دائماً عن حقه.. تجاه نفسه ومن يمثل وشعباً عظيماً كالشعب السوري.

 

إدانة نظام الاسد في لجنة حقوق الانسان بشار على خطى البشير وميلوسوفيتش والقذافي  

بشار الاسد/حسن صبرا

*كان مقدراً لبشار الاسد ان يلقى مصير صدام حسين لكن فشل بوش في اقامة ديموقراطية في العراق بسبب نجاح ايران في سرقة نتائج الغزو للعراق اتاح لبشار ان يستعيد انفاسه

*ذهب الاسد الى حد قتل رفيق الحريري لمجرد انه اراد مشاركة سوريا في حكم لبنان فكيف يجرؤ الشعب السوري على مطالبة بشار بمشاركته في حكم سوريا؟

*قال العامل في مجال حقوق الانسان الوزير المصري السابق محمد فائق لبشار الاسد: ان حقوق الانسان لم تعد ترفاً انها مسألة امن قومي اولاً

*سأل فائق الاسد: هل لديكم مجلس نواب يرفض طلباً للحكومة فضحك الثاني وقال طبعاً لا

*ان لم يسقط الاسد بثورة الشعب السوري فها هو المجتمع الدولي يتيح له فرصة اخرى للاصلاح عبر بيان اللجنة الدولية لحقوق الانسان

*اذا رفضت دمشق استقبال لجنة التحقيق فستعتمد الاخيرة على ما وثقته منظمات حقوق الانسان في الدول القريبة من سوريا

*اللجنة ستدين النظام السوري على جرائمه وتم رفع التقرير الى مجلس الامن الذي سيكلف المحكمة الجنائية الدولية محاكمة المجرمين في النظام

*يخشى النظام مطالبة قادة من الجيش تسليمهم السلطة مقابل حمايته من الشعب كما يخشى النظام مصير نظام القذافي الخاضع للقرار 1973

لم يحظ رئيس شاب بفرص من كل قادة ونظم العالم كي يكون رئيساً اصلاحياً حداثياً مقبولاً في كل نظم الكرة الارضية، مثلما حظي بشار الاسد.. ومع هذا فقد رماها جميعها في سلة المهملات بل وعمل عكسها، معيداً مكرراً معتنقاً اساليب ومناهج مارسها والده خلال 30 سنة، وكانت كوارث على شعب سوريا وكل دار عربية دخلتها هذه السياسة.

من عبدالله الثاني الى عبدالله بن عبدالعزيز، ومن حسني مبارك الى جاك شيراك، ومن نيكولا ساركوزي الى رجب طيب اردوغان، ودائماً وحتى الآن من رئيس اكبر دولة في العالم باراك اوباما الى اهم حليف لنظام والده خلال 20 سنة روسيا فلاديمير بوتين وديمتري مدفيديف.

كلهم ارادوه ان يخلع جلباب والده القمعي، وان يخرج بلاده من المرحلة الستالينية، خاصة وأنها وبعد ثورة الشعب الليـبي ضد الطاغية المجنون الذي حكمه 42 سنة، لم تعد مستقرة الا في قلب وأطراف وعقل وسلوك ونهج النظام الذي ورثه بشار من والده عام 2000.

طيلة 11 سنة اعطى بشار الوعود، والايحاءات والادعاءات بأنه يريد الاصلاح، وطي صفحة الستالينية التي قرأ فيها والده خلال ثلاثة عقود.. وأضاف اليها ما لم يكن متوافراً في عهد اقسى ديكتاتور مر في التاريخ قبل معمر القذافي وحافظ الاسد.

كلهم اختبروا بشار الاسد.. كلهم انفضوا من حوله بسبب اكتشافهم ان هذا الذي رفض حتى مزاعم انه درس في بريطانيا وتعلم منها شيئاً.. قائلاً ان كل ما امضاه في لندن كان عدة اشهر امضاها كلها في الجامعة.. ولم يطلع على اي شأن من شؤون العصر الا الآلات الحديثة.. حريص على نهج والده، وسلوك والده وثقافة والده.. في عصر لم يعد فيه من امثال والده الا معمر القذافي.

وليقف الجميع امام معمر القذافي ومصيره وحكمه العائلي ليرى المفارقة الغريبة:

حافظ الاسد سن شريعة التوريث فتلقفها معمر القذافي.

القذافي مستعد لإبادة شعب بأكمله كي يظل في السلطة وأولاده، بشار الاسد يستلهم هذه المرة جرائم القذافي ضد الشعب الليـبي كي يظل هو حاكماً في سوريا.

كان يقال أن لا حرب دون مصر، وأن لا سلام دون سوريا، الآن تغير الامر.. مثلما سقطت نظرية التوريث منذ اول اختبار عملي في مصر بتخلي حسني مبارك عن السلطة وزج ابنه الوارث في السجن، اصبح نظام الاسد في سوريا اول وآخر كارثة توريث في نظام من المفترض انه جمهوري، في حزب من المفترض انه عقائدي، في مجتمع كان دائماً عبر الزمان كثير الحراك شديد التنوع مليء بالمحطات التي يتوقف عندها قادة وأفكار العصور قديمها وحديثها.

ومع هذا،

كثيرون ما زالوا يعطون فرصة لبشار الاسد قياساً بما حصل من قرارات حاسمة تجاه امثاله سواء في العراق الذي قبع في الحصار 13 سنة الى ان قررت اميركا (وبريطانيا) احتلاله بالاشتراك مع ايران اعتباراً من 20/3/2003، او في ليبيا التي تعيش هذه الايام تحت وطأة القرار الدولي 1973.

كان مقدراً لبشار الاسد ان يلقى مصير صدام حسين وفق القرار 1559 لكن فشل جورج بوش في اقامة ديموقراطية في العراق، بسبب النجاح الايراني في سرقة نتائج الغزو الاميركي لبلاد الرافدين حتى الآن، اتاح لبشار ان يستعيد انفاسه داخلياً وان يعود الى دور والده الارهابي في التعامل مع لبنان وشعب سوريا.. وكان يمكن لهذا الدور ان يستمر الى الابد.. كما حلمه بالاسد الى الابد.. لولا ان الشعب السوري لم يعد يطيق حكم هذه الأسرة الظالم.. فكانت ثورة سوريا فرصة من جديد ليتوازن هذا الحاكم مع مطالب شعبه واستمرار نظامه.

لكن الغرور او الغباء او المكابرة والإدعاء، كلها عوامل تضغط على بشار كي يرفض الفرصة التي تتوافر له اليوم كي يستمر او يصلح او يقبل الشراكة، او الديموقراطية، واعطاء الحريات بدل انتـزاعها، وتداول السلطة بدل اسقاطها.

انها ربما الفرصة الأخيرة، التي وفّرها له الشعب السوري، وان كان غروره، وتأله ماكينات السلطة الغاشمة، يعني له ان مجرد المشاركة التي يريدها الشعب السوري في السلطة هي تنازل مرعب لا يستطيع ان يتحمله.

لقد ذهب بشار الأسد الى حد قتل رفيق الحريري لمجرد ان هذا الرجل اراد مشاركة سوريا في حكم لبنان.. فكيف يجرؤ الشعب السوري على مطالبة بشار بمشاركته في حكم سوريا نفسها؟.

ومع هذا،

ليس هناك من طريق امام بشار الا التقاط الفرص المتاحة للإصلاح.. غصباً عنه وكرهاً، حتى لو أدت جميعها الى مشاركة الشعب السوري في السلطة، من خلال اصلاحات حقيقية، تبدأ اليوم قبل الغد، وعليه اولاً ان يسقط نهج الثمانينيات القمعي، ويسقط هذا الفجور الذي يقول انه يريد اولاً إسكات كل معارضيه وبالقوة وبالدبابات وبالشبيحة، وبالقناصة وبالإعدامات في الشوارع.. قبل ان يبدأ الاصلاح المنشود.

فهذا خبل سياسي من الدرجة الاولى، لأن استمرار نهج الثمانينيات فترة اخرى، يعني ان الشعب السوري سيرفض مشاركته اية سلطة ليكون مصيره كمصير تشاوشيسكو على الاقل في رومانيا، او ميلوسوفيتش على الأقل في يوغوسلافيا.

فرص بشار اذا ارادها سلمية عديدة ومتوافرة.. وعليه فقط ان يستعيد ما سمعه من ناصحين كثر.. ونحن نقرأ معه ما قاله له وزير إعلام جمال عبدالناصر محمد فائق الذي بات الخبير والعامل الأهم في مجال حقوق الانسان.

عام 2004 دعا بشار الاسد عبر نجاح العطار محمد فائق للقائه في دمشق وكان الحديث كله عن حقوق الانسان.

قال فائق للأسد بالحرف: ان مسألة حقوق الانسان لم تعد ابداً ترفاً او حالة انسانية او مجرد مشاعر حاكم.. انها مسألة أمن قومي اولاً وفق المنهج التالي:

1- احترام حقوق الانسان والالتـزام بالإتفاقيات الدولية يعني درء الخطر لأن هذه الاتفاقيات لم تعد شأناً داخلياً، فهي أمر يهم المجتمع الدولي ككل، وبحكم بنودها التي توقع عليها الدول فهي تسمح للمجتمع الدولي ان يتدخل لحماية الشعوب التي توقع دولها على هذه الاتفاقيات عندما تتعرض لما يتعارض مع بنود هذه الاتفاقيات وسوريا توقع على كل الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الانسان.

2- ان المشاركة السياسية والديموقراطية الحقة هي الوسيلة التي تحمي سوريا من الضغوط الخارجية، قبل اي شيء آخر، فوجود مجلس نواب حقيقي منتخب من الشعب بحرية، تعبير عن حياة ديموقراطية سليمة، تسمح للناس في العالم كله ان تصدق ان قراراً يتخذه مجلس النواب وفق هذه المواصفات في اي شأن داخلي او خارجي، هو حماية للبلد لأنه تعبير صادق عن سياساتها وليس أداة في يد السلطة الحاكمة.

لقد لجأ رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الى مجلس النواب التركي المنتخب حقيقياً من الشعب التركي، ليطلب منه رأيه في الطلب الاميركي في استخدام أراضيه لغزو العراق، فرفض المجلس التركي والتـزم الاميركان، لأنهم وهم يشجعون وجود مجالس نواب حقيقية ما كان بإمكانهم ان يرفضوا ارادة الشعب التركي عبر نوابه.. ولم يعد ممكناً الضغط على تركيا للسماح لهم بالمرور عبر اراضيهم لإحتلال العراق.

هنا يسأل محمد فائق بشار الأسد.. هل لديكم في سوريا مجلس نواب يرفض طلباً للحكومة السورية.. فضحك بشار وقال طبعاً لا.

3- ان احترام حقوق الانسان في سوريا، هو الذي يحقق الوحدة الوطنية.. وليس الأجهزة الأمنية مهما قويت وتعددت وتدخلت في حياة الناس، فقد تكون باباً لفرط الوحدة الوطنية في اي مجتمع.

لذا يصبح احترام حقوق الانسان مسألة أمن قومي.

يقول محمد فائق لـ((الشراع)) ان الرئيس الأسد اقتنع يومها بهذه المطالعة، وقد كنت على قناعة بأنه سيفعل شيئاً في هذا الاتجاه، وإلا ما كانت هذه الدعوة لهذا اللقاء ليستمع مني إلى أمر مفاجىء، بل ان المسألة ربما بدأت حين عاد إلى محاضرة كنت ألقيتها في عهد والده الراحل في مكتبة الأسد تضمنت كلاماً أساسياً في مسألة حقوق الانسان.

ويستطرد فائق: لقد دعتني يومها نجاح العطار عندما كانت وزيرة للثقافة لمحاضرة في مكتبة الأسد.. فقلت لها ان الموضوع الذي يشغل تفكيري وهو توجه حياتي العملية والسياسية والحقوقية كلها هو حقوق الانسان فإبتسمت في إشارة ذات معنى بأن دمشق ليست قادرة على هضم هذا الكلام الآن، فجعلت المضمون كله في هذه المسألة وان كنت غيرت في العنوان وجعلته ((العرب في بداية القرن 21)).

يقول الاستاذ فايق ان الأسد بدأ فعلاً بعض الاصلاحات في سوريا.. لكنها لم تترك أي أثر ولم يتابعها، ثم عادت القبضة الحديد لإجهاض كل شيء، وليحصد الثورة الشعبية الآن.

تجربة رائدة في المغرب

الاستاذ فايق الذي يشغل الآن موقع نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان، وعضوية مجلس أمناء المنظمة العربية، لحقوق الإنسان، وكان أميناً عاماً مساعداً للأمم المتحدة عضواً في اللجنة الدولية للتحقيق حول دارفور (2004 – 2005) وهو مؤسس المنظمة العربية لحقوق الانسان وأمينها العام من 1986 حتى 2008 يستعرض مبادرات عربية رسمية لتحقيق المصالحة في المجتمعات التي شهدت انقسامات ومواجهات بين السلطة والمجتمع، فيقرأ في تجربة المغرب في عهد الملك الحسن الثاني توجهاً اعتمده الملك الراحل للمصارحة والمصالحة الداخلية بعد عهود من القمع والملاحقات التي رسخت في المغرب نهجاً دموياً مارسته أجهزة النظام ضد الشعب المغربي وقواه السياسية المختلفة؟ فيرى ان الحسن الثاني فتح صفحة جديدة لإطالة عهده بتشكيل مجلس استشاري إلى جانبه قال لأعضائه في جلسته الأولى: صحيح انكم استشاريون لكنني سألتزم بكل كلمة تقولونها عن قناعة لي.. كانت الديموقراطية هي المطلب الرئيس في المغرب، فأجرى الحسن الثاني أول انتخابات ديموقراطية حقيقية، نجح فيها حزب المعارضة الرئيسي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وكلف رئيسه عبد الرحمان اليوسفي برئاسة الوزراء وأصدرت الحكومة قرارات المصالحة بالتعويض عن كل إساءة حصلت لأي مواطن مغربي.. لكن دون محاسبة أي مسؤول لطي صفحة الماضي.

أنشأ اليوسفي والي المظالم، وعين وزيراً لحقوق الانسان وعمل في أخطر مهمة تصحيحية هي تنقية التشريعات التي يحكم بها النظام لتخليصها من كل ما يكرس الديكتاتورية والرأي الواحد، والظلم وانعدام المساواة كي تتناسب كلها مع المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الانسان التي صدقت عليها دول العالم كله تقريباً.

هكذا أنقذ الحسن الثاني نظامه، وسلم سلطة لولده خالية من المشاكل الأساسية مع الناس، فتابع الملك محمد السادس خطى والده في المصالحة بعد ان أصبحت جزءاً من الدستور المغربي.

هل يصلح الأسد؟

على بشار الأسد ان يسقط نهج الثمانينيات الستاليني، وأن يدرك انه بات آخر حكم ستاليني في العالم، وستالين نفسه تعرض للمحاكمة بعد وفاته (عام 1953) سنة 1956، ونبش قبره وسحب من جانب لينين إلى بلده في جورجيا، وأدينت مرحلته كلها من جانب رفاقه في الحزب الشيوعي السوفياتي الراحل.

فإن لم يتعظ بشار بثورة الشعب السوري، فها هو المجتمع الدولي يتيح له فرصة أخرى للإصلاح عبر بيان اللجنة الدولية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة، وبيانها الأخير في جينيف:

1- طلبت منه اللجنة، في بيانها الأول إطلاق سراح السجناء السياسيين (وعددهم في سوريا بالآلاف) فزادت أعدادهم بعد ثورة 15 آذار/مارس آلافاً أخرى.

2- طلبت منه اللجنة ضمان وصول المساعدات الانسانية للشعب السوري المحاصر في عدد من المدن والقرى خاصة في محافظة درعا ومدينتها الرئيسية (الجيش السوري يحاصر المدينة وفيها مئات آلاف الناس منذ اسبوعين ويمنع عنهم الماء والدواء ويقطع الكهرباء حتى عن مستشفياتها، فيضطر الأهالي إلى حفظ جثث القتلى في برادات الخضار).

3- طلبت منه اللجنة الدولية لحقوق الانسان فتح تحقيق مع المسؤولين عن إطلاق النار على المتظاهرين السلميين، (ابن خالة بشار الأسد رئيس جهاز الأمن السياسي في درعا عاطف نجيب المسؤول عن اعتقال أطفال وأولاد درعا وتعذيبهم لكتاباتهم على جدران في المدينة: يا دكتور اجاك الدور، نقله بشار إلى الادارة المركزية للأمن السياسي وسلمه الإشراف على القناصة لقتل المواطنين في كل أنحاء سوريا).

4- طلبت اللجنة من المفوضية السامية لحقوق الانسان الدولية تزويدها بشكل عاجل بتحقيق شامل عن كل انتهاكات حقوق الانسان في سوريا خلال مدة لا تتجاوز الاسبوعين.

5- وضعت اللجنة سوريا تحت المراقبة الكاملة للمجلس، رصداً لتحركات قوى الأمن (الجيش، الاجهزة، القوى غير النظامية (قناصة، مرتزقة، شبيحة، منظمات لبنانية وعراقية وإيرانية مسلحة تعمل في خدمة الاستخبارات السورية..) ضد الشعب السوري.

أيدت قرارات اللجنة 22 دولة في العالم من أصل 42 وغابت 7 دول منها دول الخليج العربي بما يؤشر إلى ان دول مجلس التعاون العربية فاض بها الكيل من سلوكيات نظام الأسد وتخلت عنه، ولم يقف مع بشار من أنظمة العرب سوى مصر رغم ان ثوارها يتضامنون ويؤيدون كل تحركات الثوار السوريين ويقودون معهم التظاهرات تجاه سفارة سوريا في القاهرة، وتقف كل أجهزة الاعلام في مصر (القومية والخاصة والحزبية والمستقلة) مع ثورة الشعب السوري عدا بعض الكتيبة الذين يرتزقون من مساعدات حزب الله وإيران.

وعارض القرار 9 دول منها روسيا، الصين، الباكستان، موريتانيا.. وامتنعت 6 دول عن التصويت.

كيف تترجم اللجنة قراراتها؟

اللجنة سترسل أعضاء منها للتحقيق في ارتكاب النظام السوري جرائم ضد الانسانية، فإذا رفضت دمشق ذلك - وهذا هو المتوقع – فإن اللجنة ستعتمد على ما وثقته منظمات حقوق الانسان في الدول القريبة من سوريا (كالأردن، ولبنان، وتركيا، ومصر وغيرها) فضلاً عن الدول التي تحتضن منظمات دولية مهتمة بحقوق الانسان كـ((هيومن رايتس ووتش))، ومقرها الاقليمي في بيروت، فضلاً عن منظمات المجتمع السوري المدنية وهي المصدر الأول والأكثر صدقية لكل حديث عن جرائم ضد الانسانية ارتكبها نظام عائلة الأسد في سوريا.

الجرائم الموثقة وأعداد القتلى والمصابين والمختطفين، والعدوان على المستشفيات والمساجد ودور العبادة والمنازل والمدنيين في كل مكان وإطلاق النار من الجيش والأمن الرسمي، فضلاً عن العصابات التي شكلها النظام من شبيحة وقناصة، والاعتماد على قوى خارجية (حزب الله في لبنان وبعض المرتزقة اللبنانيين المعتاشين من علاقة تبعية للاستخبارات السورية، ومنظمة بدر في العراق، وقوات من الحرس الثوري الإيراني..) كل هؤلاء سيتم توثيق جرائمهم كما تسمية المسؤولين عن القتل والذين نفذوه والذين أصدروا أوامره، لترفع أسماؤهم إلى اللجنة الدولية مرة أخرى فتكتب تقريرها مديناً النظام السوري على جرائمه ليتم رفعه إلى مجلس الأمن الدولي الذي سيكلف المحكمة الجنائية الدولية محاكمة المجرمين في النظام السوري، وهذا أصعب مراحل المواجهة مع هذا النظام لأنه سيتحول إلى نظام فاشل كما حال النظام في الصومال أو السودان أو صربيا (ميلوسوفيش) أو رواندا أو كمبوديا بول بوت وكل هذه الانظمة انتهت إلى مصائر الانهيار. انها مسألة أسابيع أو أشهر قليلة، سيتابع فيها النظام السوري قمع ثورة الشعب السوري، وسيتابع فيها الشعب العظيم ثورته ضد النظام العائلي وعصاباته، وسيراهن الناس على ان جيش سوريا الباسل سينحاز في نهاية المطاف إلى الشعب الذي خرج منه، وهو يدرك ان لجوء النظام إلى الجيش يهدف إلى تعويض خسارته في فشل أجهزة الأمن التي يعلفها منذ 40 سنة في قمع ثورة الشعب الأعزل، كما تهدف إلى دق إسفين بين الشعب والجيش وهو ما لم يقع ولن يقع والشعب يهتف دائماً الشعب والجيش يد واحدة فضلاً عن ان لجوء النظام العائلي إلى الجيش يهدف إلى جر الشعب السوري إلى استخدام القوة، وهو ما يحقق أمنية النظام كي يزعم انها ثورة خارجين على القانون.

نعم، يخشى النظام وهو يستخدم الجيش لقمع الشعب أن يخرج قادة من الجيش ليقولوا للنظام انك تحتاجنا ونحن نحميك، وإذا كنا سنواجه الشعب فعليك أن تسلمنا السلطة.. وهذا الأمر دونه الموت بالنسبة لعائلة الأسد الحاكمة.

يخشى النظام مصير نظام القذافي الخاضع للقرار الدولي 1973، وقد لا تتكرر مسيرة الملاحقة الدولية لنظام الأسد كما هي ملاحقة نظام القذافي، وقد لا يطلب الشعب السوري قوات دولية أو عربية لحمايته، مثلما لم يطلب الشعب الليبـي قوات عربية أو دولية لحمايته.

لكن مع وجود ظروف مختلفة لكل مجتمع ودولة عن الأخرى، إلا ان النهاية واحدة لمثل هذه الانظمة المتساقطة، المتشبثة بالبقاء رغم انتهاء أجلها منذ عقود وترفض الرحيل.

روسيا محتارة

*رغم ان موسكو صوتت مرتين ضد أي بيان إدانة لنظام بشار الأسد، إلا ان السلطات الروسية سمحت لأول مرة للطلبة السوريين في روسيا بتنظيم مسيرة حاشدة أمام مقر سفارة بلادهم في موسكو.

السلطات الروسية كانت رفضت طيلة أسبوعين السماح بتنظيم التظاهرة، ثم غضت الطرف عنها وتسلمت مطالب المتظاهرين ودفعت وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان يدعو نظام الأسد إلى وقف قمع المتظاهرين.

روسيا هي مصدر السلاح الأول لسوريا، وهي تخشى صدور قرار في مجلس الأمن يمنع تصدير الاسلحة لنظام الأسد.

ضباط أحرار في سوريا

*أكدت مصادر معارضة سورية وطنية، ان حركة انشقاقات واسعة وقعت في صفوف المجندين في الجيش العربي السوري، حيث يرفض هؤلاء إطلاق النار على أهاليهم وإخوانهم.

جريدة ((الشروق)) المصرية تحدثت عن حركة ضباط أحرار سوريين وجهت انذاراً إلى بشار الأسد بوقف قتل أبناء الشعب السوري، وإلا سيضطرون للتحرك والقيام بإنقلاب عسكري يطيح بنظام عائلته.   

  

عضو البرلمان الأوربي يدعو إلى العمل بابداء ضبط النفس فيما يتعلق بأشرف بينما يتم البحث عن حل بعيد المدى بشأنه

بيان صحفي/6 أيار 2011

بعد عودتي من زيارة عالية المستوى إلى العراق الأسبوع الماضي، قمت وبناء على طلب من الممثل الخاصّ للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيد مليكرت باجراء اجتماعات طارئة مع السّيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية والممثلين الرسميين لسكان أشرف خارج العراق في مقرها في باريس، يوم الأربعاء، 4مايو/مايس 2011.

باعتباري رئيس وفد البرلمان الأوربي للعلاقات مع العراق، زرت العراق خلال الفترة من 26-29 أبريل/نيسان وقابلت كبار المسؤولين العراقيين والأمريكيين والأمم المتحدة. ومنعت الحكومة العراقية وفدنا بصريح العبارة من زيارة مخيم أشرف.

وفي أشرف وقعت جريمة دولية مورست على شكل مذبحة 35 مدنيا غير مسلحين وجرح مئات الآخرين في الثامن أبريل/نيسان على أيدي الجيش العراقي وقوّات الأمن العراقية. يجب اجراء  تحقيق دولي مستقل لتقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة.

على أية حال، اني وزملائي جعلنا الأمر واضحا في مناقشاتنا في العراق بأننا مستعدون للبحث عن حلّ طويل المدى وسلمي مستند على مفاوضات تتضمّن كلّ الجوانب، ونقبل الموقف بأنّ سكان أشرف لا يستطيع البقاء في العراق الى الأبد وقد يتم المساعدة لهم للذهاب إلى الدول الأعضاء الأوروبية الـ27، لتفادي إراقة دماء وعنف آخر.

أطلعت السّيدة مريم رجوي وممثلي سكان أشرف البالغ عددهم 3400 شخص بأنني وزملائي مشغولون بدراسة واعداد خطة واقعية وعملية لنقل سكان أشرف إلى البلدان الثالثة وأنا متفائل بأنّ هذا الحلّ سيعلن في مؤتمر صحفي في ستراسبيرغ في 11 أيار/مايس.

ومثلما أعلنت في البيان الصحفي الصادر في أربيل في 29 أبريل/نيسان نحن يمكن أن نبدأ بالتوسّط في أن نتعامل مع الاتحاد الاوربي وأمريكا و يونامي واللجنة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الخ. ، لكن هذه كليا مشروطة بتآمين الطلبات التالية وهي: انسحاب القوات العراقية من داخل أشرف و رفع الحصار عن أشرف واعطاء السكان و بشكل خاص أولئك المصابين بجروح حرجة امكانية الوصول إلى الخدمات الطبية في المستشفيات العامّة والعيادات الخاصّة في العراق  واجراء تحقيق مستقل حول حادثة  8 ابريل/نيسان  ومحاسبة  اولئك المسؤولين عن قتل 35 مدنيا غير مسلّحين.

النقل القسري لسكان أشرف داخل العراق، كما تم اقتراحه من قبل مصادر مختلفة ولمّح اليه الأمريكان أيضا، ليس خياراً واقعياً وعملياً ويمكن أن تكون على أرض الواقع تمهيداً لمذبحة أخرى فقط. وإذا كانت النية الحقيقية للحكومة العراقية ترحيل أعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية الذين عاشوا في أشرف لأكثر من 20 سنة، من العراق، فمن الأفضل وبدلاً من أن تصدر الآجال النهائية التي لا تساهم لإيجاد حلّ دائم وسلمي، عليها (الحكومة العراقية)  أن تقدم المساعدة والأعمال الضرورية لتطبيق الحل المعروض من قبل وفد البرلمان الاوربي.

 النقل القسري لهؤلاء اللاجئين غير المسلحين البالغ عددهم 3400 شخصاً  هو عمل غير شرعي ويمثل إنتهاكاً لمعايير الأمم المتحدة  وبنود القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. كما في الوقت نفسه وبعد شهر من الهجوم، وبينما القوّات المسلّحة العراقية والمدرعات العراقية  ما زالت تمنع دفن 35 من ضحايا الهجوم في مقبرة المخيم، فان طرح موضوع النقل ما هو الا التغطية على أحداث مذبحة 8 أبريل/نيسان والتستر عليها والتمهيد لاجراء هجوم شرير جديد.

أتمنّى لكي أكون قادرا على تقديم إقتراح نهائي للحل طويل المدى لأزمة أشرف إلى السّيدة مريم رجوي وسكان أشرف في وقت مبكر من الإسبوع القادم. سيكون أمرا صعبا الحصول على موافقتهم على الإقتراح الذي ينهي بشكل مؤثرعلاقتهم منذ عقود مع أشرف الذي يعتبرونه بيتهم. على أية حال، انني ووفد البرلمان الاوربي مستعدون للعمل على هذا الهدف إذا كان بالامكان اعادة شروط السلام والحالة الطبيعية إلى أشرف في الأمد القصير، وهذا يعني أن على الجميع ابداء ضبط النفس وعدم  سعي قوّات الأمن العراقية أو أي شخص آخر لنقل السكان قسراً إلى موقع آخر في العراق.

 

مذكّرا بدوره في أحداث 7 أيار، جنبلاط: الجيش كان ولا يزال الأساس

موقع 14 آذار/استقبل رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة وفداً شعبياً كبيراً يتقدمه رئيس الاركان في الجيش اللبناني اللواء شوقي المصري الذي احيل الى التقاعد، وشكر المصري النائب جنبلاط على ثقته به، مشيراً الى المراحل التي مرّت بها المؤسسة العسكرية وتجاوزها العديد من المطبات من اجل الحفاظ وحدة الجيش ودوره الجامع من اجل مصلحة الوطن دون تفرقة او تمييز، معتبراً ان مواقف النائب جنبلاط انقذت البلد في مراحل عدة.

ورد النائب جنبلاط بكلمة قال فيها ان الدور المميز والاستثنائي الذي لعبه اللواء شوقي المصري في رئاسة الاركان يذكرني بالدور الذي لعبه رئيس الاركان الأسبق الزعيم يوسف شميط الذي لم ينصفه التاريخ، فإنني انوّه بشجاعته واقدام اللواء المصري في رئاسة الاركان ويوم تسلم قيادة الجيش بالانابة، لعب دورا اساسياً لمهمات شبه مستحيلة لا سيما اثناء احداث نهر البارد والخلاف بين الاخوة والعائلة الواحدة في طرابلس والذي اخذ بعداً مذهبياً، والتوتر في 7 و11 ايار في بيروت والجبل وغيرها من المناطق. ومن خلال التنسيق اليومي معه كان الهدف تجنيب البلد اي انقسام والمحافظة على وحدته ووحدة المؤسسة العسكرية ومن دون وحدة البلد والمؤسسة العسكرية لا يوجد لبنان، والجيش كان وسيبقى الاساس كما ان الحفاظ على المؤسسة العسكرية يبقى فوق كل اعتبار، وهو مرّ في الماضي بفترة انقسام لكن اتفاق الطائف ارسى العقيدة العربية والقومية وحدّد العدو اي اسرائيل من الصديق المتمثل بسوريا، وحمى المقاومة والعلاقة الموضوعية مع سوريا كإنجاز كبير.