المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار 06 أيار
/2011

إنجيل القدّيس يوحنّا .14-8:14

قالَ له فيلِبُّس: « يا ربّ، أَرِنا الآبَ وحَسْبُنا». قالَ له يسوع: « إِنِّي معَكم مُنذُ وَقتٍ طَويل، أَفلا تَعرِفُني، يا فيلِبُّس؟ مَن رآني رأَى الآب. فكَيفَ تَقولُ: أَرِنا الآب؟ أَلا تُؤِمِنُ بِأَنِّي في الآبِ وأَنَّ الآبَ فيَّ؟ إنَّ الكَلامَ الَّذي أَقولُه لكم لا أَقولُه مِن عِندي بلِ الآبُ المُقيمُ فِيَّ يَعمَلُ أَعمالَه. صَدِّقوني: إِنِّي في الآب وإِنَّ الآبَ فيَّ وإِذا كُنتُم لا تُصَدِّقوني فصَدِّقوا مِن أَجْلِ تِلكَ الأَعمال. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن آمَنَ بي يَعمَلُ هو أَيضاً الأَعمالَ الَّتي أَعمَلُها أَنا بل يَعمَلُ أَعظَمَ مِنها لأَنِّي ذاهِبٌ إِلى الآب فكُلَّ شيءٍ سأَلتُم بِاسْمي أَعمَلُه لِكَي يُمَجَّدَ الآبُ في الِابْن. إِذا سَأَلتُموني شَيئاً بِاسمي، فإِنِّي أَعمَلُه.

 

سفراء في الجامعة العربية "يهربون" من الباب الخلفي خلال اعتصام ضد الأسد

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة/اختبأ موظفو جامعة الدول العربية في القاهرة داخل مقرهم فيما تسلل سفراء الدول العربية الذين عقدوا اجتماعاً في المبنى من بابه الخلفي, تحاشيا لمواجهة مئات من المعتصمين السوريين ومعهم متظاهرون مصريون تعبيراً عن غضبهم من تصرفات النظام السوري الذي لم تتحرك الجامعة وأمينها العام عمرو موسى لنهيه عن ارتكاباته القمعية بحق المتظاهرين. وقال المعارض السوري البارز مأمون الحمصي ل¯"السياسة" ان المتظاهرين استطاعوا في نهاية الاعتصام أمام مقر الجامعة, والذي استمر نحو الساعتين ونصف الساعة, من الالتقاء بموظفين في المبنى وسلموهم بياناً شديد اللهجة وسط نداءات تحض الدول العربية على التدخل من بينها: "أين أنتم يا عرب مما يحدث في سورية" و"أين الدم السوري يا عرب"؟ وحمل المعتصمون 20 نعشاً ملفوفاً بالعلم السوري حملت لافتات كتب عليها "شهداء درعا" و"شهداء بانياس" و"شهداء اللاذقية" و"شهداء حمص" و"شهداء ريف دمشق".وجاء في الرسالة التي سلمها المتظاهرون للجامعة العربية وتلقت "السياسة" نسخة منها: "يستنكر الشعب السوري مواقف الجامعة العربية وصمت ممثلي الدول العربية إزاء ما يحصل في سورية من أشنع وأورع المجازر الوحشية التي يرتكبها نظام بشار الأسد الفاقد للشرعية نتيجة سفكه دماء الشعب السوري الذي يطالب بالحرية والكرامة".

وأضافت الرسالة "في هذه الساعات العصيبة التي تروع الشعب السوري, كان من الأجدى بالجامعة العربية أن تسارع إلى اتخاذ قرارات سريعة وذات فعالية وأن تقوم بطرد ممثل النظام السوري من الجامعة".

 

بسبب مواقف باريس وأنقرة المتشددة تجاه قمع المتظاهرين 
زهير الصديق لـ "السياسة": النظام السوري مسؤول عن محاولة اغتيال أردوغان وتفجير مراكش

لندن - "السياسة":اتهم ضابط المخابرات السورية السابق زهير الصديق الذي يعرف ب¯ "الشاهد الملك" في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري النظام السوري امس بالمسؤولية عن الهجوم المسلح الذي استهدف أول من أمس موكب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في شمال تركيا لدى عودته من حضور مهرجان انتخابي لحزبه.

وقال الصديق في اتصال ب¯ "السياسة" في لندن من مقره السري في اوروبا ان الحكومة التركية ووسائل اعلامها لم تشر علنا أو مباشرة الى الجهة التي تعتقد انها وراء الهجوم على الموكب الذي لم يكن فيه ارودغان, "بل ان وسائل الاعلام اللبنانية والسورية وابواق نظام دمشق في بيروت ودمشق وجهت اصابع الاتهام علنا وبسرعة الى "حزب العمال الكردستاني" ومناصريه من "حزب السلام والديمقراطية", وقد وقعت محاولة الاغتيال هذه "بعد مرور اقل من 24 ساعة على تحذيرات رئيس الحكومة التركية للرئيس السوري بشار الاسد من تكرار مجازر حماة ضد الاخوان المسلمين في مطلع الثمانينات ودعوته اياه الى تطبيق سريع للاصلاحات التي وعد بها المتظاهرين في مختلف انحاء البلاد, والتخفيف من استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين". كذلك وجه الصديق اتهاما اخر الى نظام دمشق بمسؤوليته عن انفجار مطعم مراكش في المغرب في الثامن والعشرين من ابريل الفائت الذي ادى الى مقتل 18 شخصا بينهم سبعة سياح فرنسيين بعدما وجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومعاونوه انتقادات شديدة الي عمليات القمع المفرطة التي تمارسها اجهزة الامن والجيش السورية ضد المتظاهرين وصولا الى اعلان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان بلاده تقود حملة اوروبية لفرض عقوبات على سورية وبالاخص على بعض قياداتها الرفيعة وبينهم بشار الاسد على غرار العقوبات الاميركية التي شملت شقيقه اللواء الركن ماهر الاسد وبعض اقاربه.

وقال الصديق ل¯ "السياسة" ان "تصريحات احد حلفاء الاستخبارات السورية في لبنان ميشال سماحة على شاشة تلفزة حزب الله (المنار) قبل ايام التي هدد فيها تركيا وارودغان وقال فيها انه "مستعد لاحراق منطقة الشرق الاوسط" هذه التصريحات دليل حسي على مسؤولية النظام السوري وعملائه في الخارج عن محاولة اغتيال اردوغان".

واضاف الصديق ان استهداف السياح الفرنسيين في مطعم مراكش وسط الانتقادات الفرنسية الرسمية للاسد وكيفية ادارته قضية التظاهرات الديمقراطية بالعنف والقتل والخطف والاخفاء لدليل حسي اخر على امكانية كبيرة في وقوفه وراء التفجير هو وعملاؤه في المغرب, تماما كما يقف خلف اغتيال رفيق الحريري العام 2005 في لبنان ومن ثم عدد من الشخصيات اللبنانية الاخرى".ووجه الى الرئيس السوري نداء قال فيه: "ان الشعب السوري الذي خرج الى الشارع محطما جدار الخوف بعد نحو خمسة عقود من وضعه في قمقم القمع والخوف لن يعود الى المنازل قبل ان يسقط نظامك وقبل خروجك أنت من الحكم".

 

البطريرك الماروني عاد من الفاتيكان:لفتح باب الرجاء والمستقبل للناس والاقلاع عن تيئيسهم

ليس هناك ما يمنع من تشكيل حكومة حيادية تكنوقراطية

القمة الروحية ستصدر وثيقة بالمبادىء والثوابت الوطنية

وطنية - 5/5/2011 عاد الى بيروت بعد ظهر اليوم، البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، آتيا من الفاتيكان، بعد مشاركته في احتفال تطويب البابا يوحنا بولس الثاني، ولقائه عددا من كبار المسؤولين الايطاليين.

وكان في استقباله في مطار رفيق الحريري الدولي، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الوزيران السابقان ميشال اده ووديع الخازن، انطوان صفير وعدد كبير من المطارنة والشخصيات.

بعد استعراض ثلة من قوى الامن الداخلي ادت التحية الرسمية، قال الراعي: أهم شيء نحمله معنا الكلام الذي قاله بإستمرار الطوباوي الجديد البابا يوحنا بولس الثاني الذي قال لا تخافوا، افتحوا ابوابكم للحقيقة، فالحقيقة تحرر، لا تخافوا ان تدخل حقيقة المسيح التي هي حقيقة الانسان، حقيقة كرامة الانسان البشري، وحقيقة الشعوب، لا تخافوا وافتحوا لها الابواب، وانا اسمع هذه الكلمات في حفل التطويب، وكان البابا بنديكتوس السادس عشر يرددها، شعرت وكأنه يكلمنا نحن كلبنانيين، فلا تخافوا ان تشكلوا حكومة، لا تخافوا ان تثقوا ببعضكم، لا تخافوا من ان تفتحوا ابواب قلوبكم لكل الناس، لا تخافوا من مجابهة مشاكلكم اليومية، فربنا معنا ويطلب منا فعلا ان ننفتح لكل ما هو حق وخير وجمال، فلا تخافوا ان تحبوا بعضكم، ولا تخافوا ان تسامحوا بعضكم، لا تخافوا من ان تتصالحوا.

أضاف: هذا كان شعوري مما سمعته يوم الاحتفال، وامامنا صورة البابا يوحنا بولس الثاني الذي زار لبنان وقال عنه انه اكثر من بلد، ولم يكمل الجملة، ليس بلدا تتقاسموه، فلبنان رسالة، ونموذج للشرق وللغرب، وهو يعني ما يقول، فهذا الكلام لم يقل عن أي بلد. ولذلك أحيي كل شعبنا اللبناني، واشكر فخامة الرئيس الذي تكرم واوفد معالي وزير الداخلية، وأحييه وكل معاونيه وكل الشعب اللبناني. وانا احمل معي رجاء كبيرا وفرحا وامنية القديس الكبير الذي هو شفيع للبنان والذي قدس تراب لبنان بزيارة، وان لبنان فعلا بحاجة لرجاء ولمسؤولين يزرعون الرجاء في القلوب وصحيح القول الذي فيه ان الغلبة بالتاريخ هي لمن يعطي رجاء للشعوب، وليس لمن يعطيها اليأس. نحن نأمل ان نقلع عن تيئيس بعضنا، ونبتعد عن جعل الناس تعيش بالقنوط، واغلاق الافق امام الشباب والعائلات، فنحن بحاجة فعلا، اكنا في الكنيسة او في الدولة او في العائلة، لفتح باب الرجاء للناس وابواب الخير والمستقبل، فليس مطلوب منا تعقيد الامور بل ازالة العقد وهذا ما يقوله البابا يوحنا بولس الثاني وهذا ما احمله معي من هناك.

وتابع: لم يكن لنا لقاء هذه المرة مع قداسة البابا، انما هذا الكلام سمعته في وعظته، وهذا كان نداء لكل الشعوب ولكني اعتبره بشكل خاص نداء موجها الينا كلبنانيين.

سئل: أتيم على ذكر الوزير بارود الذي اعلن خلال غيابكم عن رغبته بالتنحي عن الوزارة في الحكومة الجديدة، وهذا يتنافى تماما مع طموحات اللبنانيين الاوادم، فما رأيكم؟

اجاب: الاودمة هي ان تضحي، ونحن جماعة نؤمن بيسوع المسيح الذي بعمر 33 عاما قدم ذاته ذبيحة فداء عن البشرية كلها والعالم، ولا اتعجب اذا كان الوزير بارود قد اتخذ هذه الخطوة لانها خطوة الكبار، وخطوة الناس الذين لا يضعون العقد. أنا اريد ان احييه، فالمصلحة العامة تبقى فوق كل المصالح الشخصية، واذا كنا نملك ثقافة التضحية والعطاء وجعل الخير العام فوق كل خير خاص نكون قد دخلنا في ثقافة الديموقراطية من جهة، والثقافة الانسانية من جهة أخرى، وأيضا في ثقافة المسيحية التي علمنا إياها الرب بأن نعرف أن نضحي بذاتنا من أجل الخير الأكبر.

سئل: الوضع الحكومي في لبنان لا يزال على حاله وبعض وسائل الاعلام تناقلت اليوم معلومات عن إمكان تشكيل حكومة أمر واقع، فهل تؤيدون هذه الفكرة؟

أجاب: هذه بتقنيات السياسة إذا ما تحدثنا عنها يغضب البعض، لكن نحن نتمنى كشعب كما نتمنى دائما، إذا كان هناك من صعوبة بالتآلف والائتلافات لتشكيل الحكومة، فليس هناك ما يمنع تشكيل حكومة حيادية تكنوقراطية لتسيير أمور الناس، لأنه لا يجوز أن يحصل ما نشهده في لبنان حاليا، فأمور الناس مجمدة بسبب الخلافات على وزارة أو على إسم، وهذا شيء ضد كل المبادىء، وهذا ضد الحكم وضد الديموقراطية، فالديموقراطية هي خدمة الشعب وبإسم الشعب، فليكن الخير العام هو الأقوى وكل الأمور تتبخر وتزول أمام الخير العام، فلا يمكن للبنان أن يستمر كما هو عليه الآن بالفقر والحرمان والتراجع، فالديون تتراكم على هذا البلد من كل الجهات، والآفاق مقفلة أمام الشباب اللبناني، والعائلات جاعت، والعالم المشرقي يغلي غليانا، ونسأل أنفسنا أين موقعنا نحن في لبنان؟ وأين دورنا، وأين الحكومة التي يجب أن تأخذ القرارات، وكيف سنواجه المستقبل الغامض فنحن بحاجة الى حكومة كيفما كانت لكي تتحمل مسؤولية القرارات اليومية، وهذا إذا كنا نريد دولة، أما إذا كنا لا نريد دولة فذلك موضوع آخر.

سئل: الكل ينتظر الحدث في 12 أيار أي القمة الروحية الاسلامية - المسيحية في بكركي، فهل تعتقد ان جميع رؤساء الطوائف الروحية في لبنان سيشاركون في هذه القمة، وبالتالي هل أعددتم وثيقة عمل مسبقة لإنجاح هذه الخطوة؟

أجاب: أعتقد ان الجميع سيشارك في هذه القمة الروحية الاسلامية - المسيحية على انواعها وقد تم التحضير لهذه القمة ببيان مشترك يعرض على الجميع حتى نصل الى يوم الاجتماع ونلتقي حول الخطوط الأساسية، وهذه القمة مقصود منها التلاقي وهي رغبة من قبل الجميع، وكانت قد انطلقت من مبادرة أطلقها سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية وتبناها الجميع، وهذا يعني أننا بحاجة أن نلتقي جميعا، فالناس سئمت الابتعاد بعضها عن بعض، وسيكون هناك دور للقمة الروحية لإصدار وثيقة بالمبادىء والثوابت الوطنية التي تجمعنا بما في ذلك الذين يتعاطون بالشأن السياسي مشكورين، لأن الشأن السياسي هو شأن مقدس وله مكانته، وعليهم أن يترجموا بخياراتهم السياسية هذه المبادىء والثوابت الوطنية.

أضاف:إذن القمة لها دور مهم جدا، ولكن نأمل من السياسيين النزول على الأرض بخياراتهم، مع صعوبة العمل السياسي، لكي نصل الى هدفنا كإنسان ومجتمع ووطن وكدولة منظمة حسب أصول الأنظمة الدولية.

سئل: العماد عون قال في مقابلة تلفزيونية أمس ان لقاء بكركي كان لقاء الضرورة أكثر منه لقاء مصالحة، فما هو تعليقكم؟

أجاب: لقد انطلقنا في لقاء بكركي من المبادىء نفسها، فعندما التقينا في بكركي التقينا انطلاقا من ان الثوابت متفقون عليها وأيضا الأهداف، فإذن هناك تمايز واختلاف وليس خلافا، أي اختلاف في وجهات النظر وفي الخيارات السياسية، فتعالوا كي نقوم هذه الخيارات، لأن ليس هناك بالواقع أي خيار هو المطلق، ولا أحد يستطيع قول ذلك، لأن هناك عدة خيارات، وكل الطرق تؤدي الى الهدف نفسه، وعند تقويم كل الخيارات بين المسؤولين جرت تلقائيا المصالحة.

 

7 أيار.. بعثي 

علي الرز/لبنان الآن

عندما ارتكب مسلّحو "حزب الله" وحركة "امل" والحزب السوري القومي الاجتماعي والجماعات الموالية لسورية فعل "اليوم المجيد" في 7 ايار (مايو) 2008، كثرت التحليلات عن الخطاب الموازي للهمجية التي طالت الأبرياء والمنشآت والمؤسسات الاعلامية. كثيرون قالوا انه خطاب كاذب ومخادع ومتطرف او"ظلامي" او ايراني، وبعضهم رأى انه خطاب بعثي ... وهو محق. قارنوا بين روايات الحزب الحاكم في سورية وجبهته الوطنية وبين روايات الحزب الحاكم في لبنان وجبهته الوطنية مع فارق الظروف والمنطلقات بطبيعة الحال. ففي لبنان حصلت تظاهرة للاتحاد العمالي العام تمّ الاعتداء عليها بحسب 8 آذار، ثم أُلقيت على المارة قنابل يدوية، ثم انتشر القنّاصة على كل الأسطح وبدأوا يطلقون النار على المواطنين، ثم نسي الجميع موضوع العمال ولم يعد احد يتذكر هؤلاء المساكين الذين "ضحكوا" عليهم وأحضروهم الى ساحة البربير. صارت القصة مؤامرة لإنهاء المقاومة يجب القضاء عليها. صارت هناك ميليشيات يفوق عددها الـ 12 الف مسلح تدربت في الاردن بهدف مواكبة إنزال اميركي على شواطىء لبنان وربما اجتياح اسرائيلي من الجنوب. كشفت الوثائق، التي قال الكاتب الذي يفهم في كل شيء محمد حسنين هيكل انه اطلع عليها، وجود آلاف المسلحين في بيروت ممن تدربوا في الخارج لتنفيذ أجندات خارجية، وكشف أحد أركان 8 آذار عبد الرحيم مراد انه كان يمرّ دائما في بيروت على حواجز مسلحة تابعة لتيار "المستقبل" ... كل هذا وأهل بيروت مثل أهل درعا وحمص وحماة واللاذقية والرستن لا يعلمون ولا يرون.

بين ما قاله الحاج حسين خليل المعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" في بداية اجتياح بيروت في 7 ايار وبين ما قاله ويقوله مسؤولو النظام السوري في بداية اجتياح درعا وغيرها من المدن والبلدات، مشتركات كثيرة. تظاهرة سلمية في بيروت لعمال أُطلقت عليها النار، وتظاهرة سلمية في درعا اطلق عليها مندسون النار وعلى رجال الامن في الوقت نفسه. مسلحون مقنّعون يروّعون الآمنين. روايات متناقضة عن التخريب والمخرّبين وهوياتهم. قنّاصة واسلحة. خمور في بيروت وحبوب هلوسة في سورية. اجندات خارجية. عملية بالمنظار وليست جراحة كبيرة. محاولات السيطرة على حرية التعبير وخنْق وسائل الاعلام وملاحقة الاعلاميين ومطاردة المصوّرين. قتْل مدنيين ابرياء والاعتذار لاحقا لذويهم "ففي كل مواجهة كبيرة لمشروع تآمري كبير، لا بد من اثمان" ... وما ينسى المسؤولون السوريون ايراده في توصيف المؤامرة، يكمله لهم "الحلفاء" اللبنانيون الجهابذة الذين يذكّرونهم بنقطة قد تكون خافية عليهم او باسم رموز المؤامرة او بـ "شيك" من امير سُحب من المقاصة واستُخدم ذريعة لسحب الاظافر ونصب المقاصل.

كانوا مخربين متآمرين في لبنان ولم يكن للدولة المدنية حقوق تريد استعادتها من سلطة حزبية امنية، وهم الآن مخربون متآمرون في سورية وليس للمواطنين المدنيين حقوق يريدون استعادتها من دولة امنية ... كلها "ايام مجيدة".

 

سوريا: التحرّر من إرث الأب؟

النهار/علي حماده 

في الوقت الذي يُقتل المحتجون في شوارع المدن والقرى السورية، ويختطف مئات المواطنين الاحرار من منازلهم في سعي لإسكات صوت الشعب الثائر، تدور الدائرة على النظام الذي اختار القتل سبيلاً لحل أزمته العميقة. فالموقف الدولي السلبي بدأ يرتسم في الأفق مع توالي تصريحات المسؤولين الكبار في أوروبا وأميركا المنددة بما يقترفه النظام من جرائم بحق مواطنيه. حتى إن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه يتحدث عن ان الحكومة التي تطلق النار على مواطنيها تفقد شرعيتها. انه تحذير على جانب كبير من الاهمية، وخصوصا انه يترافق مع مساع فرنسية اوروبية لفرض عقوبات على النظام السوري تطاول الرئيس بشار الاسد نفسه. فالعالم لا يمكنه السكوت الى ما لا نهاية عن اعمال دموية. والمظلة التي يتمتع بها الاسد الابن تتلاشى يوما بعد يوم. فلا الحرص الاسرائيلي على بقاء النظام، ولا الخوف مما سيأتي بعد نظام الاسد يكفيان لمنع المجتمع الدولي من اتخاذ تدابير جدية وقاسية بحق من يقتلون الناس العُزّل. ولا يفوتنا ان نتنبه الى الموقف التركي المؤيد أساساً لبقاء النظام وحمايته من السقوط عندما يحذر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من ان مجزرة جديدة على شاكلة مجزرة حماه التي اقترفها الرئيس الراحل حافظ الاسد لن تكون مقبولة ولن تمر مرور الكرام، وان اعتماد خيار القتل سيؤدي في النهاية الى تصلب الموقف الدولي حيال النظام السوري وتركيا ستكون جزءا منه. ومن المهم جداً النظر الى مضمون كلام رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في باريس قبل يومين وهو لا يستبعد تدخلا دوليا إذا ما فشل الحل السوري الداخلي!

في الاثناء، يتعين على الرئيس السوري وصحبه ان يتمعنوا جيدا في الحدث الآتي من نيويورك، والمتعلق بتقديم المدعي العام لمحكمة الجزاء الدولية لويس أكامبو تقريره الاول أمام مجلس الامن حول الجرائم ضد الانسانية التي اقترفها نظام العقيد معمر القذافي، وقوله ان مذكرات توقيف دولية ستصدر في الاسابيع المقبلة لمحاسبة الاشخاص الذين يقفون خلف الجرائم في ليبيا. وهنا اشارة بالغة الاهمية الى ان عصر قتل الانظمة لشعوبها انتهى، وسيلاحق مرتكبو الجرائم. والرئيس الاسد مسؤول عما يحصل في بلاده، ولا يمكنه الادعاء انه لم يكن يعلم بما يجري على الارض. وعليه يجدر بالمسؤولين السوريين ان يقرأوا الموقف الدولي جيدا ولا يخطئوا الحساب، لأن الاخطاء تتراكم يوما بعد يوم، واذا ما استمروا في ارتكاب أخطاء فادحة كتلك التي تحصل اليوم، فلن يعود بالامكان حماية النظام ككل، بعدما أحرق الرئيس السوري وصحبه كل الاوراق العربية والدولية.

نبأ آخر لن يسر النظام اطلاقا: المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية في القاهرة. والغائب الاكبر دمشق التي كانت على مدى سنين طويلة عقبة أساسية مع طهران في وجه المصالحة. وعندما يحصل ذلك فمعناه ان العامل الفلسطيني تخطى حاجز النظام السوري بشكل كبير.

ان العزلة العربية والدولية والثورة الداخلية التي تقابل بالقتل هي سمات المرحلة الراهنة للنظام في سوريا. وقد حان الوقت ليتخلص بشار الاسد من ارث حافظ الاسد.

 

نتنياهو: خامنئي أصبح أكبر تهديد للسلام في العالم بعد مقتل بن لادن   

وكالات/قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انه بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أصبح المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي أكبر تهديد للسلام في العالم. وأشار نتنياهو لشبكة "سي أن أن" ان خامنئي "يقود البلاد وهو منغمس بالتعصّب"، معتبراً انه مثير للقلق أكثر من الرئيس الإيراني مع استمرار الجمهورية الاسلامية بإدارة برنامج نووي مثير للجدل. وحذر من أنه "إذا تمكّن النظام الإيراني من الحصول على قنبلة نووية، فبإمكانه أن يغير التاريخ وعندها سيكون مستقبل العالم ومستقبل الشرق الأوسط على المحك بالتأكيد". وأصر على أن تكون العقوبات الدولية والأميركية ضد ايران مدعومة بالتهديد باستخدام القوة، وقال ان "هذه العقوبات يمكن أن تكون فعالة إذا وضّح المجتمع الدولي أن هناك خيارا عسكريا موثوقا به إذا لم تفلح العقوبات". وأشار إلى أن وفاة بن لادن ستضعف المتطرفين في جميع أنحاء العالم، موضحاً انه "عندما يتم جلب الإرهابي رقم واحد في العالم إلى العدالة ويتم القضاء عليه فإن هذا رسالة إلى الإرهابيين في كل مكان أن هناك ثمن ستسددونه وهذا أمر جيد". من جهة أخرى، أعرب نتنياهو عن تفاؤله الحذر إزاء الثورات "في الشرق الأوسط إلاّ أنه حذر من أنها "قد تختطف من قبل المتطرفين كما كان الحال مع الثورة الروسية عام 1917 والثورة الايرانية 1979". وأوضح ان "أكبر تهديد هو احتمال أن يحصل نظام إسلامي مقاتل على أسلحة نووية ، أن تتطلب الأسلحة النووية وجود نظام إسلامي مقاتل".

 

القمة الروحية في مراحل اللمسات الأخيرة.. البيان الختامي سيستثني السلاح والمحكمة 

على مسافة سبعة أيام من الموعد الذي حدده البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للقمة الروحية في بكركي في 12 أيار الجاري، يعكف المعنيون على استكمال التحضيرات الخاصة بالحدث ووضع اللمسات الأخيرة على مسودة المباحثات والبيان الختامي.

شهاب

وقبيل عودة البطريرك الراعي الى بيروت عصر اليوم، أعلن رئيس لجنة الحوار الاسلامي _ المسيحي حارث شهاب لـ"المركزية": أن التحضيرات في مسارها الطبيعي، لافتاً الى ان الدعوات أرسلت الى رؤساء الطوائف الروحية كافة، مشيراً الى ان أشخاصاً سيمثلون الرؤساء الذين يتعذر عليهم المجيء، مؤكداً أن الأجواء جيدة في مرحلة ما قبل انعقاد القمة ويبقى أن ننتظر الموعد.

السمّاك

بدوره، قال أمين عام لجنة الحوار الاسلامي – المسيحي محمّد السمّاك لـ"المركزية": "تم تحديد مكان وموعد انعقاد القمة، ونعمل اليوم على مشروع البيان الختامي، الذي يأتي ضمن نص مقترح يعرض الآن على المرجعيات الروحية لدراسته وتجميع الملاحظات وإعادة الصياغة كي نتوجه الى القمة متفقين على نص موحّد".

وأشار السماك الى أن برنامج القمة سيتضمن بداية لقاء مع المرجعيات الروحية لبحث القضايا والاحداث التي تجري من حولنا وانعكاساتها على لبنان، وسيصدر بعده بيان في هذا الإطار، على ان يعقب ذلك غداء في بكركي على شرف المدعوين.

الحلبي

من جهته، أعلن عضو لجنة الحوار الاسلامي _ المسيحي القاضي عباس الحلبي لـ"المركزية" أن الأهم هو انعقاد القمة، في حضور رؤساء الطوائف كافة او من يمثلهم، لافتا الى ان الغرض منها هو تهنئة البطريرك الجديد، وستكون كذلك مناسبة للتداول في الشؤون الوطنية.

وقال: "سيستثني البيان الختامي القضيتين الخلافيتين بين اللبنانيين موضوع السلاح والمحكمة، فيما سيتم التأكيد على القضايا التي تهم اللبنانيين والتي تتعلق بالوحدة والعيش المشترك والوفاق الوطني والبعد الروحي اللبناني ورسالة لبنان، في اعتبار ان القمة هي في الاساس روحية وطنية وليست سياسية، وهذا يعني أن رؤساء الطوائف لا يتعاطون في الشأن السياسي بل في شؤون الوطن، بهدف الحفاظ على وحدة اللبنانيين وتحصين الوضع الداخلي ومنع الفتنة، وربما التعجيل في تشكيل الحكومة لمواجهة الأعباء المعيشية والأزمة الاجتماعية التي تستوجب وقفة ضمير. واشار الى ان التحضيرات جارية لانعقاد القمة، من خلال الاتصالات الجارية لتجميع الافكار لدى رؤساء الطوائف تمهيدا لاعداد مشروع صياغة نهائي للبيان.

 

نصر الله يتفادي الاجتماع مع أمير قطر.. "حزب الله" يضم قطر وأميرها إلى قائمة "الخونة"   

نشرت صحيفة «السفير» مقالاً عن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إستقت معلوماته من «حزب الله". أهمية هذا المقال الذي وقعته ملاك عقيل تكمن في أنه يكرس إنتقال «حزب الله» وسورية من موقع التحالف مع هذه الإمارة الخليجية إلى موقع المعاداة. ويكشف هذا المقال أن علاقات «حزب الله» بأي طرف هي علاقات ظرفية، تشهد إشادات إذا صبت في مصلحته وتحفل بالتخوين، إن هبت الرياح بما لا تشتهييه مصالح «ولاية الفقيه». في هذا المقال، يتباهى «حزب الله» بأن أمينه العام السيد حسن نصر الله تملّص من استقبال أمير قطر، في أثناء زيارته الأخيرة للبنان. وفيه أيضا أن «حزب الله» أزال من الجنوب كل علامات الشكر لإمارة قطر على مساهمتها في إعادة الإعمار التي تلت حرب تموز 2006.

ومما جاء في المقال الآتي:

*تدريجياً، سرعان ما انهت براكين المنطقة المتفجّرة شهر العسل القطري اللبناني السوري.

*قسم من الذين رافقوا الأمير في جولته في الضاحية والجنوب باتوا ينظرون اليوم بعين الريبة الى الدور المشبوه لإمارة المليارات والشيكات على بياض ـ الرشوة، قبل انفضاح الدور.

*يروي أحد الظرفاء أنه عندما طلب مؤخراً من أحد المراسلين في الجنوب صورة من وحي «المآثر القطرية» في احدى القرى الأربع، جاء الجواب أن عوامل الطبيعة والعواصف الأخيرة أطاحت بصور الأمير القطري وكل اللوحات المهللة بـ«شكراً قطر». وعندما طلبت صورة لقرميد احدى المدارس، وهو يرمز الى علم قطر، تبين أن عوامل الطبيعة قد اختارت من بين كل مباني بنت جبيل والجنوب هذا المبنى لتنزع تلك القرميدات عنه، ولا يعود هناك من أثر للمكارم القطرية.

*لم يكن مشهد استقبال الرئيس الأميركي باراك اوباما للأمير حمد في منتصف نيسان الجاري مهنئاً إياه على دور قطر في ترويج الديموقراطية في الشرق الاوسط سوى الخيط الأخير الذي قاد منتقدي الدوحة، الى تثبيت التهمة عليها، «بالجرم المشهود»، في حفر اسس المشروع الفتنوي في سوريا والبحرين والمشاركة في إدخال «البولدوزر» الاطلسي الى ليبيا... لترتسم شبهة المؤامرة على الكثير مما يجري في الساحات العربية منذ أربعة شهور حتى الآن.

*من انقلب على والده ليحظى بالإمارة قبل 16عاماً، يستطع بسهولة ان يطعن صديقه (الأسد) في الظهر. في البداية ركبت قطر موجة المقاومة بالتزامن مع مرحلة المناكفة مع السعودية، وها هي اليوم تركب موجة الثورات انسجاماً مع مشروع الرئيس باراك اوباما للتغيير في المنطقة». هو انقلاب مباح في السياسة، لكن أثمانه عرضة للأخذ والرد.... لقد عاد القطري الى قواعده سالماً بعدما قدّم ارواق اعتماده، هذه المرة علناً امام الاميركيين، بحثاً مرة اخرى عن منصب قيادي في العالم العربي أو ربما توهم بعضهم بأن قطر تملك قابلية أن تصبح دولة كبرى.

* تفيض قلوب بعض الناقمين على السياسة القطرية الحربائية لتطال أداء الامير نفسه الذي داوم، كما يقولون، «في استوديوهات «الجزيرة» ليشرف على رسم المخطط المطلوب في ليبيا والبحرين وسوريا. كما ان صاحب «الخلفية الوهابية» هو نفسه من دفع أثمان استضافة كأس العالم أضعافاً». هؤلاء يتكئون على وثيقة نشرتها صحيفة «يديعوت احرونوت» تبرز مجموعة الشروط التي وقعت عليها قطر لاستضافة «المونديال»، منها إقناع سوريا بالتخلي عن دعم «المنظمات الإرهابية»، ومتابعة الدعم لجنوب لبنان مما يقرّب امير قطر من «حزب الله» والسعي لكشف موقع السيد حسن نصر الله من خلال هدايا تقدّم له تساعد على تحديد مكان وجوده عبر الأقمار الصناعية، والضغط على تركيا من اجل مقاطعة سوريا، وإثارة الملف الكردي، وتفعيل دور قناة «الجزيرة» من خلال تغطيتها لملفات حساسة في كافة الدول العربية وفق مخططات تصل من مؤسسات إعلامية أميركية متخصصة بذلك، وإثارة ملفات الفساد في العالم العربي الخ.. *في قاموس من صفّق بالامس لديناميكية قطر الزائدة في التحرّر من أثقال وجود أكبر قاعدة عسكرية اميركية للقيادة والسيطرة على اراضيها، فإن هذا الدور لم تكن غايته، برأي هؤلاء، سوى إنتاج مصداقية لقطر وشاشتها الفضائية، لكي تقوم لاحقاً بوظيفتها السياسية الاستراتيجية الكبرى في ادارة الفتن في المنطقة بهذا الشكل المفضوح في الأداء وتضخيم الأحداث. يتحدث هؤلاء عن بطيختين حملتهما قطر في اللحظة السياسية نفسها: بطيخة الصداقات السياسية المثيرة للشكوك وبطيخة دعم المقاومة. وفي منطق المصالح، لا يمكن لقطر الا ان تكون مكلّفة بهذا الدور تمهيداً لمهمة اكبر وضعها العقل الاسرائيلي في الادارة الاميركية.

*حسناً فعل السيد حسن نصرالله ما لم يجد البعض له تفسيراً، عندما تفادى أن يجتمع في «كادر» واحد بالأمير القطري. قال «السيد» للمعنيين بالبروتوكول القطري عبر «القناة الحزبية» المعنية «من غير اللائق أن يخضع أمير دولة مثل أمير قطر الذي وقف الى جانب قضيتنا في أصعب الظروف، الى الإجراءات الأمنية التي يخضع لها أي ضيف يلتقي به». هي الصدفة وربما الحنكة والحكمة التي جعلت الحزب ينأى عن ذلك اللقاء الذي يقول بعض المعنيين بالتحليل اليوم، إنه ربما كان يراد للصورة وظيفة وربما للقاء نفسه وظيفة أمنية... وفي كل الأحوال لم يكن في البد إلا ما كان ولو عاد الزمن كان «حزب الله» سيتصرف كما تصرف.. وكان «السيد» سيتصرف باللياقة نفسها.

 

دبلوماسي أممي: بان أكد للأسد رفض العنف والتحرك العسكري ضد المتظاهرين وطالبه بإدخال المساعدات للمدن المحاصرة  

موقع لبنان الآن /أكد دبلوماسي رفيع في الأمم المتحدة أنّ "أمين عام المنظمة الدولية بان كي مون يراقب عن كثب تطورات الأوضاع والأحداث الجارية في سوريا، وقد بحث هذه التطورات خلال اتصاله الهاتفي الأخير بالرئيس السوري بشار الأسد"، مشيرًا في هذا السياق إلى أنّ "الأمين العام شدد للأسد على رفض الأمم المتحدة القاطع لما تشهده مدنٌ سورية من أعمال قمع وعنف في مواجهة التحركات الشعبية المطالبة بالإصلاحات". الدبلوماسي الأممي الذي وصف الإتصال بين الأسد وبان كي مون بأنه "كان صعبًا"، أكد في هذا الإطار أنّ "أمين عام الأمم المتحدة عبّر للأسد عن رفض التحركات العسكرية لقمع المتظاهرين السوريين السلميين والحصار الذي تفرضه السلطات السورية على عدد من المدن المطالبة بالحرية والديمقراطية ما ينعكس نتائج مأساوية على حياة سكان هذه المدن"، لافتًا إلى أنّ بان كي مون طلب من الأسد "وقف أعمال القمع واستخدام القوة العسكرية في مقابل المتظاهرين، وشدد في المقابل على ضرورة اللجوء إلى الحوار مع شرائح المجتمع السوري، لأنه بالحوار فقط يمكن الوصول الى تفاهمات مشتركة". وإذ نقل عن أمين عام الأمم المتحدة أنه "شدد خلال اتصاله بالأسد على وجوب إجراء تحقيقات في كل ما يحصل حاليًا في سوريا من أعمال عنف وقتل واعتقال وتدمير وما إلى ذلك من أعمال قمع بحق المتظاهرين السوريين"، أشار الدبلوماسي الأممي في الوقت عينه إلى أنّ بان كي مون طالب الرئيس السوري "بالسماح لدخول المساعدات إلى المناطق والمدن المحاصرة حيث يعاني سكانها من نقص متزايد، سواءً في المواد الغذائية أو المستلزمات الطبية أم غيرها من الحاجات الإنسانية، كما طلب الأمين العام من الأسد بالسماح للمنظمات الإنسانية والحقوقية بالدخول إلى هذه المناطق لتقديم المساعدة في هذا المجال".

 

الآن أصبح الأتراك سيئين؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

يا سبحان مبدل الأحوال، فالآن أصبح الأتراك سيئين في أعين أتباع النظام السوري في لبنان، خصوصا إعلام نبيه بري، وحزب الله، فقط لأن الأتراك رفضوا القمع الذي يحدث بحق المواطنين السوريين، وطالبوا النظام بالإصلاح. على أثر ذلك، انطلق الحديث في لبنان عن تاريخ العثمانية «الشرير»، فقط لأن أنقرة بدأت تتخذ موقفا رافضا للقمع بحق السوريين، وإن لم تكن مواقف على الأرض، لكنها سياسيا قاسية في حق النظام بدمشق، فلم يشفع للأتراك عند حزب الله، أو بري، ما فعلته أنقرة للبنان في السنين الأخيرة، فانطلقت حملة منظمة ضد تركيا اليوم بلبنان. أوَلم يكن حسن نصر الله يلقب رئيس وزراء تركيا رجب أردوغان بـ«الطيب»، ويسمح لأتباع الحزب برفع صوره، والأعلام التركية، قبل عام من الآن، وبعد حادثة أسطول الحرية؟ أوَليس نصر الله هو الذي قال: «اليوم حزب العدالة والتنمية والشعب التركي يعيد تركيا إلى الأمة»؟ فكيف أصبح الأتراك سيئين فجاءة؟ وهذا ما يخص نصر الله، لكن ماذا عن زعيم «أمل» نبيه بري؟ أوَليس بري هو من رحب ذات يوم بزيارة أردوغان للبنان بالقول: «ضيف كبير لكل لبنان، وتوجهاته الإسلامية والوطنية؛ لا بل العربية، تجعله بمصاف الأشقاء، وهو أحد عناوين التاريخ التركي ما بعد الحرب العالمية الأولى، فإذا كان البعض يذكر، ولا شك، كمال أتاتورك، فإن التاريخ الحديث يشهد للرئيس أردوغان بأنه أعاد التواصل بين هذه المنطقة والتاريخ التليد»؟! فكيف أصبحت تركيا عدوا لهم اليوم؟ الواجب، وبدلا من التهجم على الأتراك اليوم من قبل هؤلاء، الواجب أن نطرح سؤالا مهما؛ وهو: أليس من المعيب أن يعود المستعمر لإنقاذ المواطنين العرب من بعض حكوماتهم التي تتغنى كل عام بعيد الاستقلال، أو أن يعود أحفاد العثمانية لإنقاذ من ألفوا كتبا في ذكر عيوب العثمانيين؟ فها هي إيطاليا تتدخل لإنقاذ الليبيين من القذافي الذي لم يترك مناسبة إلا وتغنى فيها بطرد المستعمر الإيطالي من ليبيا! وها هي فرنسا تهب لنصرة السوريين من نظامهم، رغم أن السوريين يحتفلون كل عام بذكرى الاستقلال عن فرنسا، بل إن باريس هي التي فكت العزلة الدولية عن النظام السوري بعد اغتيال رفيق الحريري في 2005، وها هم أحفاد العثمانيين يعودون لإنقاذ المواطنين السوريين، بعد أن كانوا طوق نجاة أيضا للنظام في سنوات العزلة الماضية، ومنافسين للفرنسيين أيضا، وتم الترحيب بهم في لبنان بالأمس، يوم هبوا يدافعون أيضا عن حزب الله، وغيره، أوَليس من الأجدى أن نطرح هذا السؤال اليوم: من أعاد كل المستعمرين لأوطاننا؟ بدلا من الهجوم على الأتراك؟

ليتنا نفعل ذلك، لكن كيف نطرح الأسئلة الجادة ولدينا إعلام مثل الإعلام المحسوب على سوريا وإيران، وبإشراف نصر الله وبري في لبنان، خصوصا المكتوب منه؟ الذي ينطبق عليه قول الراحل حافظ إبراهيم:

جرائِدُ ما خُطَّ حَرفٌ بها لغيرِ تَفريقٍ وتَضليلِ

يحلُو بهَا الكِذْبُ لأَرْبابِهَا كأنَّها أوّل إبريلِ.

 

فركاش: قتل بن لادن يعطي شرعية للاغتيالات ونصر الله يدرك ذلك

ام تي في/إعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق أهارون زئيفي فركاش أن قتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن يعطي شرعية لاغتيال من وصفهم بـ"الإرهابيين" وأن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله يدرك ذلك. ولفت فركاش في حديث الى صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الى أنه "علينا ألا ننسى أننا لسنا دولة عظمى وليس كل ما هو مسموح للأميركيين مسموح لنا، ورغم ذلك فإنه يوجد هنا تغير تدريجي في قواعد المواجهة في إطار الحرب ضد الإرهاب وتم فتح باب واسع للمناورة ونصر الله أيضا يدرك ذلك". واضاف أنه "ليس صدفة أن نصر الله يقلل من الخروج من ملجئه في السنوات الأخيرة وتوجد شرعية أكبر، لإسرائيل ايضا، تنفيذ خطوات ضد قادة المنظمات الإرهابية التي ترفض أي نوع من المفاوضات". وأشار فركاش إلى أنه "في الماضي ساقت الدول الغربية ادعاءات إسرائيل بأنه لا مكان للفصل بين القيادة السياسية والقيادة 'العسكرية' في المنظمات الإرهابية" معتبرا أن "ثمة رسالة مهمة في قرار الولايات المتحدة بتصفية بن لادن وهي أنه لا يمكن الفصل بين الزعيم والمستوى التنفيذ تحته، ويجب قتل صناع القرار هناك".

وشدد على أن "منظمات مثل حماس وحزب الله عرفت جيدا نقاط القوة والضعف لدينا وهي تدرك مدى الحذر الذي ينبغي أن تتوخاه من أجل الحفاظ على كنز مثل مخطوف إسرائيلي".

المصدرهآرتس

 

تقرير اميركي يشير الى علاقات بين القاعدة وقوة النخبة في حراس الثورة الايرانية

ام تي في/اعلن الكونغرس الاميركي الاربعاء الى وجود علاقة وثيقة بين وحدة "القدس" نخبة حراس الثورة الايرانية وتنظيم القاعدة. وتحدث التقرير الذي اعدته شركة "كرونوس" للاستشارات في مجال الاستراتيجية لمجموعة برلمانية معنية بمكافحة الارهاب، عن علاقات متينة بين قوة النخبة الايرانية لحرس الثورة الاسلامية في ايران والقاعدة. ونشر التقرير اثر مقتل اسامة بن لادن في عملية نفذتها مجموعة كومندوس اميركية في باكستان. واكد معد التقرير مايكل اس. سميث الثاني ان "ايران اقامت بهدوء علاقة عمل قوية مع ابرز قادة القاعدة"، مضيفا ان "هذه العلاقة اقيمت بهدف التصدي للنفوذ الاميركي في الشرق الاوسط وجنوب اسيا". واضاف التقرير ان العلاقة شملت ايضا على الارجح مساعدة ايران للقاعدة على تجنيد الارهابيين لتنفيذ اعتداءات ضد الولايات المتحدة وحلفائها من خلال توفير الدعم الضروري الذي يمكن تنظيم القاعدة من توسيع نطاق عملياته. واعتبر معد التقرير انه لم تعط اهمية كبيرة للعلاقات بين هذين الكيانين بسبب الافكار المسبقة القائلة بان الايرانيين الشيعة وهم ليسوا عربا، لا يتعاطون مع ناشطي القاعدة العرب السنة. ورغم ذلك فان العلاقات تعود الى التسعينيات عندما تعاملت قوة القدس مع حزب الله المدعوم من طهران لتدريب طواقم من رجال بن لادن. وافاد التقرير انه "منذ 11 ايلول تعززت هذه الشراكة بشكل متزايد كما لجأ المئات من عناصر تنظيم القاعدة وعائلات اكبر قادته مثل اسامة بن لادن الى ايران". واكد التقرير انه "اذا لم تتخذ اي اجراءات فان علاقات ايران بالقاعدة قد تكلف الولايات المتحدة وحلفائها ثمنا باهظا".

 

الظواهري خان بن لادن؟

ذكرت صحيفة سعودية الخميس نقلا عن مصدر اقليمي "وثيق الصلة بملف الارهاب" ان الرجل الثاني في القاعدة ايمن الظواهري ارشد القوات الاميركية الى مخبأ زعيم التنظيم اسامة بن لادن في باكستان. ونقلت الصحيفة عن المصدر "الوثيق الصلة بملف الارهاب" منذ مطلع 2002 ان "مصريي القاعدة وعلى رأسهم ايمن الظواهري الذين يقودون التنظيم عمليا، هم من اوصلوا الاميركيين الى مقر بن لادن في مدينة ابوت اباد الباكستانية". واوضح ان "ذلك حصل من خلال مرشد قام بلفت انظار عناصر الاستخبارات الاميركية وجعلهم يتتبعون خطواته دون ان يشعرهم بعلمه بهم" مشيرا الى انه "مواطن باكستاني يعمل بامر الظواهري". وقال ان "المصريين يريدون السيطرة على التنظيم منذ تأسيسه لكنهم وجدوا فرصتهم الاكبر بعد مرض بن لادن منتصف عام 2004 حين اقنع الظواهري ومجموعة القيادة بن لادن بالانتقال الى ابوت اباد لتوافر المأوى الآمن". واضاف ان زعيم القاعدة والظواهري كانا يتنقلان بين اقليم وزيرستان ووادي سوات. وتابع المصدر "بعد عودة (القيادي المصري في القاعدة) سيف العدل من ايران الخريف الماضي، وهو المعروف بقدرته الفائقة على التخطيط والتنفيذ ليلتحق بمنظومة قيادة القاعدة في وزيرستان، اصبحت خطة تصفية بن لادن جاهزة للتنفيذ بطريقة لا تثير الشبهة حولهم". واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين ان قوة خاصة اميركية قتلت بن لادن في مدينة ابوت اباد التي تبعد مسافة 55 مكلم الى الشمال من العاصمة الباكستانية اسلام اباد.

 

منظمة العفو الدولية: عدد القتلى في سوريا تجاوز 500

 يقال نت/قالت منظمة العفو الدولية إن أعداد القتلى في سوريا خلال الاحتجاجات الأخيرة قد تجاوز 500، مضيفة أن العديد من المعتقلين يتعرضون للتعذيب والمعاملة السيئة في السجون.

ولفتت المنظمة إلى أن الآلاف اعتقلوا على خلفية المشاركة في مظاهرات احتجاجية شهدتها البلاد منذ 15 آذار الماضي، كما شهدت مناطق عدة، بينها درعا، عمليات توقيف واسعة سبقتها اقتحامات للمنازل.

 

القوات السورية تقتحم ضاحية سقبا بدمشق وتلقي القبض على 300 شخص 

دمشق - وكالات : قالت إحدى سكان ضاحية بدمشق اليوم الخميس إن المئات من الجنود السوريين في زي القتال اقتحموا منازل وألقوا القبض على 300 شخص في ضاحية سقبا بالعاصمة السورية التي شهدت مظاهرات حاشدة ضد الرئيس بشار الأسد في الأسبوع الماضي. وقالت الساكنة التي طلبت عدم نشر اسمها لوكالة (رويترز) في إشارة إلى ماهر الأسد شقيق الرئيس (الجنود لم يحددوا من هم. اعتقد الناس أنهم من الفرقة الرابعة التابعة لماهر). وأضافت : (قطعوا الاتصالات قبل وصولهم. ليس هناك مقاومة. المظاهرات في سقبا كانت سلمية. ألقي القبض على العشرات). وانضم الآلاف لمظاهرة في سقبا يوم الجمعة الماضي مطالبين بتنحي الأسد. وأحكمت وحدات من الجيش مدعومة بالدبابات أمس الأربعاء حصار مدينتين أبدتا تحديهما للحكومة في مؤشر على أن الأسد يوسع من استخدام الجيش لسحق المظاهرات التي قامت ضد نظام حكمه الشمولي. وانتشرت الدبابات والمدرعات حول بلدة الرستن وأقامت وحدات من الجيش نقاط تفتيش في أحياء تسكنها أغلبية سنية في بانياس بعد أيام من قمع الفرقة الرابعة من الجيش السوري بقيادة شقيق الأسد الاحتجاجات في مدينة درعا بجنوب البلاد بنيران المدفعية والأسلحة الالية. وقبل أن يداهم الجيش درعا مهد الانتفاضة السورية كان الأسد يعتمد أساسا على القوات الأمنية والشرطة السرية في مواجهة المظاهرات الحاشدة.

وقال مسؤول في حكومة عربية يتابع الأوضاع في سورية : (قرار الأسد باستخدام الجيش هو أكبر تصعيد للقوة يمكن أن يقوم به ومؤشر واضح على أنه لا ينوي على أي مصالحة).

ويقول خبراء عسكريون إن الرئيس الراحل حافظ الأسد زاد من سيطرة الأقلية العلوية التي ينتمي إليها على الجيش الذي يقوده حاليا في الغالب ضباط علويون ويسيطر عليه فعليا شقيق الرئيس. ويمثل الجيش وجهاز الأمن القمعي أساسا لهيكل السلطة في سورية التي هي في قلب عدد من الصراعات في الشرق الأوسط.

وتبقي السلطة الحاكمة في سورية على علاقة تحالف مع إيران مناهضة لإسرائيل لكنها في الوقت ذاته حافظت على هدوء الجبهة في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ وقف لإطلاق النار رعته الولايات المتحدة عام 1974 . وتقول جماعات لحقوق الإنسان إن الجيش وقوات الأمن والمسلحين الموالين للأسد قتلوا 560 متظاهرا مدنيا على الأقل منذ اندلاع الاحتجاجات في درعا يوم 18 مارس آذار. وفي يوم الجمعة الماضي قال سكان ونشطاء لحقوق الإنسان إن أفرادا من المخابرات العسكرية قتلوا بالرصاص 17 متظاهرا على الأقل في الرستن بعد استقالة 50 عضوا من حزب البعث الحاكم في البلدة. وتم نشر الدبابات هناك بعد أن رفض السكان مطلبا من مسؤول البعث صبحي حرب بتسليم عدة مئات من الرجال مقابل بقاء الدبابات خارج البلدة. وفي مدينة بانياس الساحلية التي يسكنها مزيج طائفي انتشر الجنود يوم الأربعاء في منطقة أسواق رئيسية تفصل بين أحياء العلويين والسنة.

وأقام الجيش نقاط تفتيش في مناطق السنة وألقى القبض على عشرة أشخاص. وقال نشط لحقوق الانسان على اتصال بأشخاص في بانياس أن المخابرات العسكرية منعت قافلة من السيارات المحملة بالمواد الغذائية كانت في طريقها للأحياء المحاصرة. وقالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) إن هناك قوات مسلحة منتشرة في ضاحية عربين بدمشق وفي بلدة التل إلى الشمال من العاصمة حيث ألقت قوات الأمن القبض على 80 رجلا وامرأة وطفلا على الاقل. وقالت سواسية في بيان حول الاعتقالات في التل إن خمسة رجال تجاوزت اعمارهم 70 عاما اعتقلوا وان ما من أحد ينجو من الضرب والاهانة. وأضافت أن السلطات السورية احتجزت امرأتين رهينتين لان قوات الامن لم تتمكن من العثور على ابنيهما.

وتقول السلطات ان عصابات مسلحة ومندسين هم من يسببون الاضطرابات وانهم أطلقوا النار على المدنيين والقوات الامنية. وقال وسام طريف المدير التنفيذي لمنظمة انسان الحقوقية إن أفراد أسر المعتقلين أكدوا احتجاز 2843 شخصا في أنحاء سورية وان الرقم الفعلي ربما يصل الى ثمانية آلاف. وأكثر من 800 منهم احتجزوا من درعا وحدها. ووصفت الولايات المتحدة التي تحسنت علاقاتها مع الأسد خلال العامين الماضيين الهجوم على درعا بأنه (وحشي).

 

 الأسد يبشّر بقرب انتهاء العمليات في درعا

لندن: لإحالة الأزمة السورية إلى الجنايات الدولية  »

الجمهورية/حاول الرّئيس السوري بشار الأسد أمس، تهوين الأزمة التي تسود درعا منذ 25 نيسان الماضي، قائلا إنّ "أي بلد في العالم يمكن أن يتعرّض للأحداث التي سادت هذه المدينة، وإنّ وحدات الجيش التي دخلت درعا ستُنهي مهمّتها قريبا جدا"، وفق ما أفادت صحيفة "الوطن" السورية. تزامن ذلك مع انتشاردبابات وناقلات جند مدرّعة سورية حول بلدة الرستن والطريق الدائري السريع المحيط بدمشق. وفي أحد التقارير الواردة من دمشق، قال شاهد عيان لـ"رويترز"، "إنّ "طابورا من 30 دبابة تابعة للحرس الجمهوري، وما يصل إلى 70 شاحنة محمّلة بالجنود، شوهد على الطريق الدائري السريع المحيط بدمشق، والمشارف الشمالية لمدينة الرستن شمالي حمص". وأضاف الشاهد، وهو عضو سابق في الجيش السوري طلب عدم كشف المزيد عن هويته، "كل شاحنة تحمل من 20 إلى 30 جنديا. القافلة كانت متجهة إما إلى الشمال باتجاه حمص أو إلى الجنوب باتجاه درعا". وجاء نشر الدبابات عقب رفض السكان طلب المسؤول في حزب "البعث" الحاكم صبحي حربي تسليم مئات عدة من الرجال في البلدة مقابل إبقاء الدبابات خارجها. وقال السكان إنّ "قوّات الأمن قتلت ما لا يقل عن 17 متظاهرا يوم الجمعة الماضي"، بينما قال ناشط في مجال حقوق الإنسان "إنّ 50 من أعضاء حزب البعث استقالوا"، مضيفا "الرستن عشائرية. سكانها لن يدعوا الجيش يدخل بدون مقاومة".

في غضون ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ مئات السوريين أحيلوا إلى القضاء بتهمة "النيل من هيبة الدولة وإثارة الشغب"، وذلك في إطار حملة الرئيس بشار الأسد لسحق الاحتجاجات المناهضة لحكمه المستمر منذ 11 عاما. وتم توجيه هذه التهمة التي تبلغ عقوبتها السجن ثلاث سنوات أمس، إلى مئات ممّن اعتقلوا قبيل صلاة يوم الجمعة الماضي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، "إنّ الاعتقالات الجماعية مستمرة في أنحاء سوريا، واصفا ذلك بأنه "خرق آخر لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية".

إلى ذلك، نقل التلفزيون الرسمي السوري عن متحدث عسكري، قوله "إنّ الجيش السوري الذي دخل إلى درعا قبل عشرة أيام لقمع الاحتجاجات ضد النظام أوشك على إنهاء عملياته، بعد أن حقق أغلبية اهدافه". وأكّد الجيش أنّ تدخله في درعا يرمي إلى مطاردة "جماعات إرهابية متطرّفة"، ردا على نداءات استغاثة أطلقها سكان المدينة، وطالبوا بتدخله لوقف عمليات التخريب والقتل، التي تنفذها هذه الجماعات".

وكان مصدر عسكري تحدّث عن "استمرار عمليّات التفتيش وملاحقة المجموعات الإرهابية المسلّحة في درعا، قُبِض خلالها على عدد من عناصرها، كما عُثر على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر في مخابئ تحت الأرض"، مشيرا إلى أنّ "بعض الذين غُرِّرَ فيهم، استجابوا لبلاغ وزارة الدّاخليّة الأخير، وبادروا إلى تسليم أنفسهم إلى وحدات الجيش والقوى الأمنيّة".

في المقابل، تحاول حركات المعارضة للنظام السوري تنظيم اعتصام في المدن الكبرى في البلاد. وقال ناشطون إنّ المعارضين للنظام في سوريا تعهدوا مواصلة "ثورتهم" عبر تنظيم تظاهرات في جميع أنحاء البلاد، بينما يستمر الجيش في محاصرة مراكز عدة للحركة الاحتجاجية.

وقالت لجان تنسيق التظاهرات في مدينتي درعا وبانياس المحاصرتين والمدينة الصناعية في حمص في بيان، "مستمرون في ثورتنا وفي تظاهراتنا السلمية في كافة أرجاء سوريا حتى تحقيق مطالبنا بالحرية". وقال المدير التنفيذي في منظمة "إنسان" الحقوقية وسام طريف، "إنّ أفرادا من أُسَر المعتقلين أكّدوا اعتقال 2843 شخصا، وأنّ الرقم قد يصل إلى ثمانية آلاف. واعتقل أكثر من 800 منهم في درعا". وأفادت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان "أنّ قوات الجيش والقوى الأمنية تعتقل أشخاصا تراوح أعمارهم بين 14 و40 عاما".

وفي جامعة دمشق، نفذ "حوالى 150 طالبا أمس اعتصاما تضامنيا مع مدينة درعا في الجنوب السوري التي يحاصرها الجيش منذ 25 نيسان".

وقال الناشط الحقوقي لـ"فرانس برس"، إنّ "الطلاب هتفوا "بالروح بالدم نفديك يا درعا"، و"ارفعو الحصار عن درعا"، و"لم يستمر الاعتصام وقتا طويلا، إذ أقدمت قوى الأمن على تفريقه بالقوّة". وفي حلب، جرت تظاهرة في حلب ثاني مدن البلاد أمس الأول، بعدما كانت واحدة من المناطق التي لم تشهد احتجاجات من قبل. وقال ناشطون "إنّ مئات الأشخاص شاركوا في التظاهرة التي فرّقتها قوات الأمن". وأفادت منظمة العفو الدولية أنّ "محتجّين أبلغوأ إليها أنهم تعرضوا للضرب بالعصي والأسلاك وخضعوا لظروف قاسية، منها الحرمان من الطعام". وقال فيليب لوثر المسؤول في المنظمة "إنّ استخدام القوة الفتاكة من دون مبرّر والاعتقال التعسفي والتعذيب تبدو إجراءات يائسة من جانب حكومة لا تتسامح مع المعارضة، وينبغي أن تتوقف على الفور".

المواقف الدولية

في غضون ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس الأسد إلى التعاون في تحقيق يجريه مجلس حقوق الإنسان حول مقتل متظاهرين، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها سوريا. وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي، "أنّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحدّث إلى الرئيس السوري بشار الأسد"، مكررا "نداءاته من أجل الوقف الفوري للعنف المرتكب بحق المتظاهرين السلميين وللاعتقالات الجماعية التي يتعرضون لها في سوريا".

وأشار نسيركي إلى أنّ بان نقل إلى الأسد ثلاث رغبات، طالبا منه "اتخاذ إجراءات شجاعة وحاسمة في الإصلاح السياسي، وكذلك طلب تعاون سوريا مع لجنة تحقيق مكلفة من مجلس حقوق الإنسان" في الأمم المتحدة، وناشد الرئيس السوري بأن يسمح بدخول فريق تقييم"، معربا عن تقديره رغبة الرئيس الأسد في إجراء تقييم مماثل في درعا".

وفي باريس، جدّد وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه رغبة بلاده في أن يتخذ الاتحاد الأوروبي عقوبات بحق الرئيس السوري، مؤكدا "أنّه سيتم إسقاطه إذا استمر قمع التظاهرات".

وقال جوبيه "نحن مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي بصدد إعداد عقوبات تستهدف عددا من الشخصيات، ونريد نحن الفرنسيين أن يدرج بشار الأسد على هذه اللائحة".

وأضاف انّ من حول بشار الأسد "نظام برمته لكنّه هو المسؤول اليوم ويجب ان يكف عن قمع شعبه وأن يتوقف فورا عن استعمال العنف، وإلا فإن العملية التي ستؤدي إلى اطاحته سيكون لا مفر منها".

وأضاف جوبيه "نظرا إلى السياسة والموقف الذي اتخذه النظام السوري، فإن مآله الإقصاء، لأنّ كل من يطلق نيران المدافع على الشعب لا مستقبل سياسيا له".

إلى ذلك، نصحت الخارجية الفرنسية أمس لرعاياها مغادرة سوريا إلى حين عودة الوضع إلى حالته الطبيعية. وقالت الوزارة على موقعها الإلكتروني إن "على رغم عدم تعرض الرعايا الأجانب حتى الآن لأي تهديد مباشر، فإنّ السلطات الفرنسية تنصح مجددا للفرنسيين تأجيل السفر إلى سوريا، وللفرنسيين في هذا البلد الذين يعتبر وجودهم غير ضروري مغادرة سوريا موقتا في رحلات تجارية". كذلك، قررت وكالات السفر الفرنسية التي تنظم رحلات إلى سوريا، تمديد قرار تجميد الرحلات حتى 15 أيار الجاري.

بدورها، دعت موسكو المواطنين الروس إلى عدم السفر إلى سوريا، والمقيمين هناك إلى عدم زيارة مدينة درعا وضواحيها. وفي عمّان، حثّ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان دول المنطقة على "تلبية الدعوات التي تطلقها شعوبها لتحقيق إصلاحات". وأكّد أن الانتفاضات في تونس ومصر والبحرين وسوريا والأردن حيث تجري تظاهرات "لها نقاط مشتركة"، مضيفا "يتوجب على القادة أن يفهموا أن المناخ قد تغير" في المنطقة. وقال موجّها كلامه إلى القادة: "عليكم أن تبدأوا بالتحرّك، قوموا بالتغييرات اليوم، لا يمكن أن نتحدث عن عملية ستستغرق سنوات"، مضيفا  أنّ بلاده "محبطة من الطريقة التي تعالج فيها سوريا التظاهرات السلمية". في غضون ذلك، دعا سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت مجلس الأمن الدولي إلى أن يكون مستعدا لإحالة الأزمة السورية إلى محكمة الجنايات الدولية، إذا لم يتوقف قمع المتظاهرين. وقدّم السفير البريطاني غرانت هذا المقترح خلال اجتماع مفتوح لمجلس الأمن استمع فيه إلى المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية لويس مورينو أوكامبو بخصوص ليبيا. وقال غرانت "نحن نؤيد بقوة دعوة الأمين العام بان كي مون إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف وفعال في عمليات القتل في سوريا"، مضيفا "يجب أن نكون مستعدين للنظر في السبل المناسبة، بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية لتحقيق العدالة لضحايا هذه الجرائم".

 

وزير الخارجية الايطالي: على الحكومة السورية وقف أعمال العنف والسعي إلى الحوار

أعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في ختام لقاء في روما مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اليوم، أنه "يتعين علينا مضاعفة التحركات السياسية والنداءات للفت نظر الحكومة السورية لحملها على وقف أعمال العنف والسعي إلى العودة إلى سبيل الحوار". وتطرق فراتيني في مؤتمر صحافي مشترك مع كلينتون قبل اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا، أيضا إلى "العقوبات" ضد سوريا، ولاسيما "تعليق المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي من أجل التوصل إلى اتفاق تعاون" و"قيود على تحرك الأشخاص المتورطين مباشرة في أعمال العنف التي وقعت في الأسابيع الاخيرة".(أ.ف. ب.)

 

الفراغ يقوي شريعة حزب الله..وميقاتي يحاول تعويم نفسه بالمعاندة"

القادري لـNOW Lebanon: إيران تحاول إستغلال أزمة سوريا للإمساك بالملف اللبناني مباشرة

رأى عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب زياد القادري أنه "من خلال مهزلة التأليف يبدو ألا حكومة ولا من يحكمون، لأن فريق "8 آذار" أظهر أنه أعجز من أن يحكم"، مشيرًا إلى أنّ "هذا الفريق يعاني اليوم أزمة وجود بعدما تبين أنه كناية عن تحالف هش قائم على التكاذب بين أطرافه، بحيث يهم كل واحد منهم أن يحقق مصلحته الخاصة، أما مصلحة الوطن وشعبه فلا يبدو أنها تعنيهم إطلاقاً، وهذا هو السبب وراء ما نعيشه اليوم من فراغ قاتل بات يستنزف لبنان وأمنه واقتصاده".

القادري، وفي حديث لموقع “NOW Lebanon” شدد على كون "فريق 8 آذار يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الفراغ نتيجة خياراته المغامرة التي تأخذ لبنان إلى المجهول"، مشيرًا في المقابل إلى أنّ "السحر انقلب على الساحر، فأصبح فريق "8 آذار" في الحضيض السياسي ولا أحد قادر على انتشاله، فهو إلى الأزمة التي يتخبط بها داخليًا، يعيش كذلك أزمة وجود هي انعكاس لما يعيشه راعياه الإقليميان السوري والإيراني".

وإذ لفت إلى أنّه "بات واضحًا للجميع وجود أزمة ثقة بين أركان فريق 8 آذار"، رأى القادري في المقابل أنه "لا حول ولا قوة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي أمام ذلك سوى الإنتظار وأن يدفع الثمن سياسياً من رصيده، فإضافة إلى عجزه عن تأليف الحكومة، تأتيه سهام "8 آذار" من كل حدب وصوب لتزيد من حراجة موقفه، ولتؤكد أنه أخطأ كثيراً بخياراته"، مؤكدًا في هذا السياق أنّ "الرئيس المكلف يعاند اليوم في محاولة لتعويم نفسه، لكن ذلك لن يعينه بقدر ما يدينه، لكونه ارتضى أساسًا التكليف بقوة السلاح ووهجه".

إلى ذلك، إستغرب القادري "كيف يقول الرئيس نبيه بري أنّ تأخير التأليف "مؤامرة ضد سوريا"، ثم يستسلم "يائساً بائساً" من دون أن يقوم مع حلفائه بواجبهم الوطني أولاً، والقومي ثانياً، بإجهاض هذه المؤامرة من خلال تسريع تأليف الحكومة بعد ثلاثة أشهر ونيف على إجهاضهم "المؤامرة" السابقة، كما كانوا يدعون، عبر إسقاط حكومة الوحدة الوطنية"، وأضاف القادري في هذا المجال: "أفهم من كلام بري عن المؤامرة أنه موجه إلى حلفائه، وفي مقدمهم "حزب الله" الذي يدعم مطالب حليفه ميشال عون، بوصفها ضمناً مطالب الحزب في وضع اليد على الحكومة وقرارها". وفي الإطار عينه، أشار القادري إلى أنّ "الرئيس بري رفع العشرة بعدما قال كلامه هذا، ربما لأن حلفاءه لم يسمعوا نداءه لإجهاض المؤامرة  ضد سوريا، ولم يحركوا ساكناً، فبدا كأن أجندة بري تختلف عن أجندة "حزب الله" وعون، وهو ما يمكن وضعه في إطار ما برز اخيراً من تباين سوري – إيراني في موضوع البحرين"، ورأى القادري أنّ "هذا التباين اتسع كما يبدو باتجاه الساحة اللبنانية، في ظل ما نلحظه من محاولة إيرانية لاستغلال أزمة النظام السوري في سبيل الإمساك بالملف اللبناني مباشرة"، لافتًا إلى أنّ "ما يؤكد ذلك هو أنّ حزب الله يكتفي بالتفرج على أزمة تأليف الحكومة، ولا يتدخل، الأمر الذي يطرح علامات استفهام عن سر انكفاء الحزب، خصوصاً وأنّ اللبنانيين جميعًا متيقّنون من أن حزب الله يستطيع أن يفرض على ميشال عون التنازل عن بعض مطالبه لإنهاء الأزمة الحكومية، لكنه لا يقوم بذلك". وخلُص القادري إلى التأكيد على أنّ "أداء حزب الله يشي بأنه لا يمانع في إطالة أمد الفراغ الحكومي، فهو لا يخسر شيئاً جراء هذا الفراغ بل لبنان هو الذي يخسر، والدولة هي التي تخسر، وبالتالي من مصلحة "حزب الله" أن تضعف الدولة أكثر وأكثر"، موضحًا أنه "على عكس ما يعتقد البعض، ما يحصل حاليًا يُقوي "حزب الله" ويدعم شريعته في استباحة الدولة وتقويضها تمهيداً للإنقضاض والإطباق عليها".

 

ساعات حاسمة لتشكيل الحكومة... وسليمان اقترح اسم قهوجي لحقيبة الداخلية

نهارنت/وبعد مئة يوم من دون حكومة، اكّدت اوساط الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة العتيدة نجيب ميقاتي ان الوقت يتطلّب "ساعات حاسمة، خاصة ان هناك معطيات ايجابية تحتاج بلورتها لبعض الوقت انما ليس بالوقت الطويل". وذكرت صحيفة "السفير" ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قال "وماذا ينقص العماد قهوجي أن يكون هو وزيرا للداخلية".

واشارت الصحيفة الى ان "كلام سليمان جاء تعبيراً عن انزعاجه من الاقتراح القاضي بإسناد وزارة الداخلية للعميد بول مطر، أحد ضباط الجيش المشهود بكفاءتهم ومناقبيتهم وهو الذي عمل مع العماد عون ثم العماد إميل لحود والعماد ميشال سليمان وأخيرا مع العماد جان قهوجي". وذكرت صحيفة "الأخبار" ان "مجمل الاتصالات واللقاءات الدائرة في الظلّ والعلن بين سليمان وميقاتي، وبين كل منهما مع أفرقاء الغالبية النيابية الجديدة، كما بين هؤلاء، تشير الى أن لا معطيات تنبئ بإحراز حدّ أدنى من التقدّم نحو التأليف".

واشارت الى ان "المفاجأة الأحدث، في سلسلة الأفكار المتداولة والمتبادلة في الظاهر لتخطّي عقبة حقيبة الداخلية، الدائرة في فلك النزاع السياسي والشخصي بين عون وسليمان اقترح على الغالبية النيابية اسم قائد الجيش العماد جان قهوجي وزيراً للداخلية." ولفتت الى ان "هذا الاقتراح طُرح في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، ودار في حلقة ضيقة للغاية بين المعنيين بالتأليف، شملت رئيس الحكومة المكلف و"حزب الله"، وبلغ إلى عون عن طريق الحزب". ولفتت "الأخبار" الى انه "على أهمية اقتراح توزيره لإحداث صدمة في تأليف متعذّر، أخرج قهوجي نفسه سلفاً من لعبة سياسية باتت مائعة أكثر ممّا يُحتمل".

من جهة اخرى، ذكرت اوساط نيابية لصحيفة "النهار" ان اللقاء الذي جمع امس الاربعاء العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري "جاء في اطار ترطيب الاجواء بين الفريقين بعدما تردد ان قناة التواصل بينهما ليست على ما يرام"، مشيرة الى ان "كلام بري اول من امس الثلاثاء انطوى على رسائل موجهة الى رئيس الجمهورية والعماد عون معاً، لذا اتخذ لقاء بري وعون امس منحى اعادة وصل ما انقطع من العلاقة بينهما". وشدّدت أوساط نيابية قريبة من بري للصحيفة عينها بري "لن يتخلى عن سعيه الى ايجاد مخرج يساعد على تأليف الحكومة"، مشيرة الى ان بري وعون يعيان خطورة الفراغ الحكومي وما ينجم عنه في هذه الظروف. في المقابل، اكذدت مصادر مطلعة لصحيفة "اللواء" انها لا تستبعد "ان يكون التلويح بخيار حكومة الامر الواقع، مناورة سياسية من قبل الرئيس المكلف للضغط على الكتل المستوزرة الرضوخ لخياراته في عملية تأليف الحكومة، والتخفيف من حدة الشروط والتجاذبات حول الحقائب، ولا سيما وزارة الداخلية، مع العلم ان الخلاف حول وزارات اخرى كالطاقة والاتصالات والعدل والاعلام ليس اقل حدة من الخلاف الظاهر على الداخلية". وكشفت المصادر "عن مسعى للاتفاق على اسم جديد للداخلية، غير الأسماء التي ترددت في الاعلام، خلال الأيام الماضية"، في وقت نفت فيه مصادر قريبة من بعبدا أن يكون الرئيس سليمان قد طلب من قائد الجيش اقتراح لائحة باسماء ضباط من الجيش لتولي هذه الحقيبة، وهو ما نفاه أيضاً العماد عون.

 

 موقوفو "رومية" يضربون عن الطعام: نحضّر لمجزرة دموية في السجن

نهارنت/ذكرت صحيفة "السفير" أن موقوفي المبنى "د" في سجن "رومية" قد "أضربوا عن الطعام أمس الاربعاء، مطالبين بالتسريع في المحاكمات وتحسين أوضاع السجن. واشارت الى ان هذا الاضراب جاء "تزامناً مع تنفيذ "لجنة أهالي السجناء" اعتصاماً أمام السجن أمس الاربعاء، ثم انتقالهم إلى ساحة رياض الصلح لنصب ثلاث خيم تضامناً مع إضراب أبنائهم عن الطعام. وأفاد موقوف في مبنى "د" للصحيفة عينها أن "الوضع في السجن أصبح مزرياً بعد عملية التمرد الأخيرة، ولم تنفذ أي من الوعود التي أغدقها المسؤولون علينا".

واكّد السجين ان "السجناء يجهزون لعملية تمرّد ستصدم العالم كله وليس لبنان فقط، في حال لم يستجب المعنيون لمطالبنا في ما يتعلق بتسريع المحاكمات، وتحسين وضع السجن وطرد السجانين الفاسدين". وشدّد السجين على أن "السجانين أصبحوا يعتمدون أسلوباً جديداً، يقضي بزرع الفتن بيننا كسجناء، وذلك كي يقال لوسائل الإعلام والوزارات المعنية اننا لسنا دعاة سلام، بل إننا نتشاجر مع بعضنا، ثم يدخلون هم في المصالحة بيننا"، مشيراً إلى أن "السجن أصبح مزرعة تسكنها عصابات تضم بعض السجناء والسجانين". واوضح سجين آخر في المبنى ذاته أن "السجناء يحضّرون لمجزرة تُراق فيها الدماء، في حال لم ينظر في حالنا في أثناء إضرابنا السلمي عن الطعام، إذ لا يستطيع أن يتخيل أحد، أي أحد، ما هي الحياة التي نعيشها هنا، وماذا حلّ بنا بعد عملية التمرّد الأخيرة". وتساءل "هل يستطيع أن يصدق أحد، أن السجانين لا يسمحون لأحد منّا بالعلاج، وفي حال سمحوا، فإن النتيجة هي زيارة صيدلية السجن، وليس الدخول إلى المستشفى". وبلغ عدد السجناء المضربين عن الطعام في المبنى "د"، حتى ليل أمس، حوالى ثلاثمئة سجين من أصل حوالي 950 سجينا، فيما توقع السجناء أن يرتفع عدد المتضامنين إلى حوالى ستمئة سجين، و"ثمة مفاوضات مع المبنى "ب" للانضمام إلى العملية السلمية". وذكر أحد السجناء الذي كان قد أصيب بجروح في عملية الدهم العسكرية التي نفذت قبل حوالى شهر ونصف الشهر، أن "الظلم اللاحق بنا يحتم علينا، في الحد الأدنى، أن نرتكب مجزرة بحق ظالمينا، وبحق كل من تآمر علينا ورمانا في السجن من دون أن تتم محاكماتنا منذ سنوات"، لافتاً إلى أنه "من يحكمنا الآن في السجن هم العصابات". من جهتها، اعتبرت "لجنة الأهالي" من ساحة رياض الصلح أن "لا شيء من الوعود التي وعدنا بها كل من وزيري الداخلية والعدل والقاضي سعيد ميرزا، قد تحققت في ما يتعلق برفع الظلم عن السجناء والتسريع في محاكماتهم"، مشيرة إلى أنها "لن تتراجع عن اعتصامها المفتوح إلا بعد تحقيق المطالب". ويعقد سفير "المنظمة العالمية لحقوق الإنسان" في لبنان علي عقيل خليل، مؤتمراً صحافياً اليوم، بعنوان "رومية ليكس"، ويعرض فيه "وثائق تدين القوى الأمنية المتورطة، وصورا لم تُعرض بعد، تكشف مدى الظلم اللاحق بحق السجناء في رومية، وتبيّن إصابات السجناء الذين لم يُصر إلى معالجتهم".

 

وليامز التقى ميقاتي: مشكلة الحكومة داخلية وتتمثل بطلبات مختلف الكتل

نهارنت/أعرب الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة مايكل وليامز عن دعمه لرئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ولجهوده، معتبراً ان مشكلة الحكومة داخلية وتتمثل بطلبات مختلف الكتل وبالتنوع السياسي لان الدول الاقليمية منشغلة باوضاعها الخاصة. ولفت وليامز بعد زيارته ميقاتي، الى ان مسألة البناء العشوائي ومصير الاستونيين المجهول يثيران قلق الرئيس المكلف، كذلك اكد ان الوضع في الجنوب مستقر. 

 

جنبلاط: عجز السياسيين يستوجب انتحاراً جماعياً لإراحة المواطنين من العبثية

نهارنت/طالب رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط البعض في كل من فريق 8 آذار و14 آذار، ازاء العجز عن تأليف حكومة إلى "الانتحار الجماعي لإراحة المواطنين من العبثية التي نعيشها على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية". واكّد جنبلاط لصحيفة "اللواء" أن "الوضع الحكومي وصل إلى أفق مسدود، نتيجة المطالب العبثية لبعض الأفرقاء في الاكثرية الجديدة". واوضح انه "للخروج من المأزق السياسي القائم في البلد يحتم على بعض الأفرقاء في المعارضة والموالاة الاقدام على الانتحار الجدي"، مشدّداً على ان "هذا الانتحار ليس فخرياً وانما من الممكن أن نضعه في خانة التضحية بالذات من أجل الجماعة، مستشهداً بالتاريخ بقوله ان كبار القادة في الاساطيل الغربية كانوا يغرقون أنفسهم مع السفينة عندما تغرق". وشدّد جنبلاط على أن "الثوابت الأساسية في الحكم في لبنان، وبعيداً عن الخلافات السياسية، تتلخص بأهمية التأكيد على بقاء وحماية سلاح المقاومة كرادع أساسي لمواجهة أي مغامرة اسرائيلية، وعدم استخدام هذا السلاح في الداخل، ولكن خارج هذين المبدأين فإن الباقي يصبح ضرباً من ضروب العبث في السياسة والاعتداء على المشاعات والاقتصاد والتعيينات وكل شيء آخر". وشخّص جنبلاط "الداء المستفحل في الحالة اللبنانية والذي يتمثل بجنوح البعض نحو تغليب المصالح الخاصة على المصلحة العامة، وهذا ربما ما يجب أن تتم معالجته باقدام البعض في الفريقين الآذاريين على "الانتحار" الجماعي لاراحة المواطنين من العبثية التي نعيشها على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

واعرب عن استياءه من "تعميم البعض في الأكثرية الجديدة والقديمة لنظرية البيت لساكنه أو الأرض لمحتلها، جراء السماح باستباحة المشاعات واعطاء البلديات تراخيص بناء في الممتلكات الأراضي الممسوحة في هذه المرحلة". وتساءل جنبلاط في هذا الاطار "عما إذا كانت بعض دوائر الأمن الداخلي أو وزارة الداخلية أو وزير الداخلية استوحوا هذه النظرية من الكتاب الأخضر لمعمر القذافي، ويريدون تعميمها وفق مزايدات طائفية ومذهبية ولأغراض انتخابية وبلدية". ورفض جنبلاط "الخوض في تفاصيل كيف ابتدأت فوضى المشاعات، كي لا يحمل المسؤولية لفريق ضد آخر". واشار الى "ضرورة هدم ما نفذ ومنع البلديات أياً كانت من أن تعطي الإذن بالترخيص للمواطنين للسماح بالبناء في جبل لبنان وعكار وكافة المناطق اللبنانية، وفق بدعة التمييز بين الأراضي الممسوحة وغير الممسوحة". وأكد جنبلاط أن "الأولوية اليوم هي تشكيل الحكومة والعودة الى طاولة الحوار، لأن الجميع قد وصل الى أفق مسدود"، ملمحاً الى "أنه إذا كان الأفرقاء الكبار لا يريدون العودة الى الحوار تبقى قدرة "جبهة النضال الوطني" على ترجمة وتنفيذ هذه الدعوة محدودة". ووجّه رسالة تحذيرية للأكثرية الجديدة والقديمة من "خطورة استمرار حالة العبثية والفوضى في البلاد".

 

الرابية بخير

أيمن جزيني/لبنان الآن

لم يحدث في تاريخ لبنان القريب ان حاز وزير على ثقة اللبنانيين على اختلاف مشاربهم مثلما حازها زياد بارود. المحامي القادم من جمعيات المجتمع المدني والناشطين الحقوقيين أثبت ان الوزراء في لبنان قد يستطيعون تحقيق بعض الإنجازات رغم أنف دهاقنة السياسة.  هل "التغيير والإصلاح" يكون على نحو آخر غير ما اتبعه زياد بارود في الإدارة؟ ومن حسن حظ زياد بارود ربما، ومن سوء حظ البلد أن الطرف الذي أصر على استبعاده من الوزارة كان هو نفسه مدعي "التغيير والإصلاح". "تغيير وإصلاح" إنما بقوة الأصهار والأقرباء وأبناء العائلة والمتحدرين من الأصلاب العونية. إن كان المطلوب فعلا هو التغيير والإصلاح، ولو مع بعض النكايات، كان من الأجدى إبقاء بارود في منصبه والمناكفة والاعتراض على وزير آخر: حريري الهوى، لا بأس. فمعركة الجنرال وأصهاره وأنسبائه لا يخبو لها نار ضد الحريرية، وضد السنة كتحصيل حاصل. بوصف الفكرة الألمعية التي يحملها عون عن طبيعة الحكم في البلد تفترض أن السنة في لبنان أكلوا اخضر الموارنة ويابسهم، والجنرال وعائلته مجتمعة يريدون استرداد أخضر الموارنة ويابسهم من فم الغول السني. لكن زياد بارود ماروني، ورئيس الجمهورية ماروني أيضاً، كدنا ان ننسى، وحسبناه عونيا، ربما لتشابه في الاسم والصفة، مع اختلاف بيّن وواضح في المسلك. زياد بارود ماروني، لكنه لا يعجب الجنرال، الصهر أوفى وأبقى، وإن لم يحصل الصهر على الداخلية ويؤدي له الجنرالات في الداخلية التحية كلما مر، فلن يستطيع ان يرث حماه. الصهر أوفى وأبقى، لكن المسألة تكمن في تفحص إن كان أصلح، فالجنرال قائد تيار يرفع شعار "التغيير والإصلاح"، ويجدر بجنرالاته وقادة أركانه المعظمين أن يكونوا أصلح من غيرهم. على أي حال يبدو أن في تاريخ المصلحين العونيين ما يجعلهم واثقين من أنهم قد يقدموا للبلد خدمات جلى في الداخلية، لقد اثبتوا صلاحهم وحسن تقديرهم في الاتصالات والطاقة. اشتراكيون ماويون، إن لم نستطع تأمين التيار الكهربائي للجميع، نقطعه عن الجميع، وإن عجزنا عن رفع الحد الأدنى للأجور إلى حد يتيح لكل لبناني أن يعيش حياة حرة كريمة، فلا يعتدي على أملاك الدولة، وهذا حديث آخر يطول، نمنع الإيرادات عن وزارة المالية، فيتساوى موظفو القطاع العام بموظفي القطاع الخاص والأجراء في الفاقة والعوز. الرابية بخير، وجيران الرابية بخير، حسناً ما المشكلة؟

 

8آذار ترى "العقدة بمنطقة ما بين سليمان وميقاتي" وحزب الله "يبذل جهودًا مضنية لكن الوقائع تفرض نفسها ببعض المحطات"

إيران تستند في قراءتها التعثر الحكومي لأجواء تشير إلى أنّ "ميقاتي قد لا يكون رجل المرحلة"

بين إعادة كتلة "المستقبل" فشل قوى الثامن من آذار في تأليف الحكومة إلى "التزاحم على اقتسام المقاعد الوزارية وفقدان التوجه السياسي الواضح"، وإعادة الرئيس عمر كرامي الفشل عينه إلى كون "الضوء الأخضر للتأليف لا يزال أحمر"، وإشارة قناة "الجديد" إلى أنّ التعثر في التأليف "تخطى مسألة حقيبة الداخلية إلى "تشكيك عوني" عميق بالرئيس المكلف نجيب ميقاتي".. تعددت أسباب تأخّر قوى الأكثرية المستجدة في استيلاد حكومتها العتيدة لكنّ "القرف بات حالة عامة" حسبما عبّر النائب سمير الجسر تعليقًا على إعراب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن "قرفه الشديد من الوضع الذي آلت اليه عملية تأليف الحكومة"، قبل أن يرفد "قرفه" هذا بالقول أمام ممثلي الوكالات العربية والدولية: أنا يائس وبائس و"حالتي بالويل"، مشددًا إثر دعواته إلى "صلاة الغائب" و"صلاة الإستسقاء"، على أنّ المهم ألا تصل الأمور بحكومة ميقاتي العتيدة إلى "صلاة الميت".

وفي السياق عينه، لفتت مصادر قيادية في قوى 8 آذار موقع “NOW Lebanon” إلى أنّ "الأمور بلغت خواتيم سلبية بعد مرحلة طويلة من المساعي المبذولة لتذليل عقبات التأليف، وهذا ما دفع الرئيس بري إلى أن يقول ما قاله، وجعل العماد عون لا يتحدث إثر اجتماع تكتله في الرابية"، مرجحةً في الوقت نفسه "أن يفجّر عون امتعاضه من مسار عملية التأليف خلال إطلالته المتلفزة عبر شاشة otv".

المصادر القيادية في 8 آذار أوضحت أنّ "المشهد الحكومي أقفل خلال الساعات الأخيرة على احتراق خيار بول مطر (نائب رئيس الاركان لشؤون التخطيط) الذي عمل عليه الخليلان كمرشح توافقي لوزارة الداخلية"، مشيرةً في هذا الإطار إلى أنّ "العماد عون وافق على مطر، وحمل الرئيس ميقاتي الإسم إلى الرئيس سليمان الذي أجاب بالقول: "ما فيي أعطي موافقة على اسم دون أن أطلع على التشكيلة الحكومية، أعطوني التشكيلة ومن ثم أعطي رأيي بالموضوع".

حيال ذلك، رأت المصادر نفسها أنّ "حقيبة الداخلية هي العقدة الواجهة التي تخفي خلفها تعقيدات سياسية أكبر"، معتبرةً في هذا السياق أنّ "ما حصل خلال مشاورات واتصالات التأليف يدل على أنّ العقدة ليست عند الاكثرية الجديدة، إنما هي في منطقة ما بين الرئيسين سليمان وميقاتي اللذين يتواريان الواحد وراء الآخر، ربطًا بالعنوان الأساس الذي يعيق التشكيل أي الضغوط الخارجية على لبنان، حيث تفيد معلومات الاكثرية الجديدة أن بعض السفارات الاجنبية تسأل عن مآل الوزارت السيادية في الحكومة الجديدة وعن مضامين بيانها الوزاري وموقفها إزاء القرارات الدولية سيما القرار 1701".

أما على خط "حزب الله" فتؤكد مصادر مطلعة على أجوائه لـ”NOW Lebanon” أنّ "الحزب وإن كان يبذل جهودًا مضنية من أجل ضمان تشكيل الحكومة الجديدة، لكنه يعلم أيضًا أنّ بعض الوقائع تفرض نفسها في بعض المحطات".

وفي محاولة لاستيضاح موقف إيران حيال هذه التطورات الحكومية، نقل مصدر مقرب من السفارة الإيرانية في بيروت عن القيمين عليها عدم رغبتهم في الخوض بتفاصيل الملف الحكومي، واكتفى بالقول لـ”NOW Lebanon”: بالنسبة للحكومة يبدو أنّ الكل في مرحلة انتظار"، إلا أنه لفت الإنتباه في الوقت عينه "لإستناد الدبلوماسيين الإيرانيين في معرض تشديدهم على دقة وحساسية المرحلة الراهنة، إلى الأجواء التي تتحدث عنّ أنّ نجيب ميقاتي قد لا يكون رجل المرحلة".

في غضون ذلك، تستمر تداعيات الأزمة الداخلية في سوريا في حصد المزيد من المواقف الداعية إلى وقف السلطات السورية قمع واعتقال المتظاهرين السلميين وفك الحصار العسكري المفروض على درعا، وقد برز على المستوى الإقليمي الموقف التركي المتصاعد في تحذير الرئيس السوري بشار الأسد من مغبة الإستمرار في حملة القمع الجارية بحق أبناء شعبه من المتظاهرين، فبعد تأكيد الرئيس التركي عبدالله غول أن بلاده "تتحضر للأسوأ" في ما يتعلق بمآل التطورات السورية، وتحذير رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من خطر وقوع "مجازر في سوريا على نسق مجزرة حماه" التي حصلت عام 1982.. برز إعراب كبير مستشاري الرئيس التركي عبد الله غول، إرشاد هورموزلو، عن "انزعاج تركيا الشديد" لعدم وفاء الرئيس السوري بشار الأسد بـ"عود الاصلاح"، وأكد في المقابل أنّ بلاده "تخشى جدياً، في حال استمرار القمع، أن يتحول الوضع في سوريا إلى تحرك دولي على غرار الملف الليبي".

أما على المستوى الدولي، فتتصدر باريس الدول المتفاعلة مع التطورات السورية إلى حد تحميل وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه الرئيس السوري بشار الأسد" المسؤولية المباشرة "عن قمع شعبه"، وطالبه "بأن يتوقف فوراً عن استعمال العنف، وإلا فإن العملية التي ستؤدي إلى الاطاحة به سيكون لا مفرّ منها"، موضحًا أنّ "الحكومة التي تقتل مواطنيها لأنهم يريدون التعبير عن أنفسهم من أجل إقامة ديمقراطية حقيقية، تصبح حكومة فاقدة للشرعية"، وأضاف جوبيه: "باريس مع شركائها في الاتحاد الاوروبي بصدد إعداد عقوبات تستهدف عدداً من الشخصيات (السورية)، ونريد أن يدرج (اسم الرئيس) بشار الأسد على هذه اللائحة"... ولاحقًا نصحت وزارة الخارجية الفرنسية عبر موقعها الإلكتروني رعاياها "بتأجيل سفرهم إلى سوريا، والفرنسيين المتوجدين على الأراضي السورية بشكل غير ضروري إلى المغادرة لحين عودة الوضع في هذا البلد إلى حالته الطبيعية".

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد أعرب عن رغبة بلاده في "إنزال أقسى العقوبات على سوريا بسبب القمع غير المقبول للإحتجاجات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد"، مؤكداً أن "ما يحصل في سوريا يشكل صدمة عميقة" لفرنسا، إذ إنّ "تصرّف النظام السوري غير مقبول، ولا مستقبل في العنف ضد الشعب بإطلاق الرصاص الحيّ على المتظاهرين"، إلا أنّ ساركوزي إستبعد في المقابل فرضية التدخل العسكري في سوريا من منطلق أنه "إستثناء (...) وليس من الضروري حيال الوقائع السياسية المختلفة، التحرك كل مرة بالطريقة نفسها" في إشارة إلى التعاطي الدولي حيال الأزمة الليبية. من جهتها، ندّدت واشنطن باستخدام سوريا الدبابات في قمع المتضاهرين وقيامها "بحملة اعتقالات تعسفية واسعة بحق شبان في درعا، إضافة إلى قطع المياه والكهرباء عن المنطقة"، حسبما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر الذي أضاف: "إنّها فعلاً تدابير همجية توازي عقاباً جماعياً لمدنيين أبرياء"، مطالبًا "الرئيس السوري بأن يوقف أيّ عنف بحق متظاهرين أبرياء". ورداً على سؤال عن موقف الولايات المتحدة من إعلان فرنسا أملها في أن تشمل العقوبات الاوروبية الرئيس السوري، إكتفى تونر بالقول: "هناك خيارات عدة لا تزال في متناولنا".

 

"الجمهورية": الأكثرية ترشّح أسماء لسليمان.. وعون يتّهمه بـ"اللاحيادية"  

 التأليف يتعثّر في بعبدا برفضها مطر لـ «الداخلية 

 الجمهورية/تستمرالمشاورات الجارية لتأليف الحكومة دائرة في الفراغ، وتصطدم مساعي الوسطاء لحل العقد التي تمنع الولادة الحكومية بجدار صلب، ويعبِّر المعنيون بالتأليف عن تشاؤمهم مباشرة أو مداورة، باستثناء الرئيس المكلف نجيب ميقاتي القائل إننا جميعا في مركب واحد، وأي ثقب يصيبه يغرقنا جميعا. فهل ينقذ المركب بمن فيه أم يغرق الجميع؟

وكانت الحركة السياسية المتعلّقة بتأليف الحكومة ظلّت بلا بركة أمس، وإن كانت قد نشطت على نحو خجول، وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعرض معه للمستجدّات الداخلية والخارجية، ولا سيما منها موضوع تأليف الحكومة، في ضوء اتهام بعضهم رئيس الجمهورية بتأخير التأليف نتيجة رفضه ما عُرض عليه من أسماء لوزارة الداخلية وتمسكه بأن يسمّي هو هذا الوزير، بعدما تخلّى رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون عن مطلبه أن تكون هذه الحقيبة من حصّته.

وقال مصدر بارز في الأكثرية الجديدة، إنه بعد أن رفض سليمان تسمية العميد بول مطر لوزارة الداخلية بحجّة غير مقنعة، ومفادها أنه ليس حائزا إجازة في الحقوق فإنّه يتم الآن البحث عن اسمين آخرين، فإذا لم يوافق عليهما فإن الأكثرية الجديدة ستتهمه علنا بتعطيل تأليف الحكومة والرهان على متغيرات معيّنة يعتقد أنها ستؤدي الى تغيّر موازين القوى الداخلية لمصلحته. وإلى ذلك أكّد نواب شاركوا في لقاء الأربعاء النيابي أن برّي لم يتناول في حديثه معهم الموضوع الحكومي، لكنّه لمّح إلى استبعاده إقامة صلاة الميت على الحكومة العتيدة، وأوضحوا أن قوله أمس الاول إن الحال في الويل أمام وفد وكالات الأنباء العربية والدولية، إنما قصد به أن حال البلد في الويل.

أما ميقاتي فأكد أمس أن الاتصالات مستمرة للتأليف، ولا بد، في النهاية، من الوصول إلى حل وتفاهم وإلى اتخاذ القرار المناسب، وقال: إن الأوضاع الضاغطة في المنطقة والاستحقاقات الداخلية تتطلب الإسراع في التأليف، لكنّنا في الوقت ذاته نستنفد كل الاتصالات لكي تأتي الحكومة منسجمة وتحدث الصدى الإيجابي لدى الناس، عبر تشكيل فريق عمل ينكب على معالجة الملفات الكثيرة التي تنتظرنا.

وأضاف: هناك كثير من المطالب لدى الكتل والأطراف التي دعمت ترشيحي، ونقوم بمعالجتها بالتعاون مع رئيس الجمهورية بما يناسب تصورنا للحكومة العتيدة ودورها وبما يتوافق مع أحكام الدستور. لكن بعد ظهر أمس خرقت أوساط ميقاتي أجواء السلبية المحيطة بعملية التأليف، متحدثة عن تقدّم في المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة، ومؤكدة أن الرئيس المكلّف استكمل ما كان ينتظره من الاتصالات التي أجراها على أكثر من صعيد ومستوى مع مختلف الأفرقاء، وأن ساعة الحسم اقتربت، وأن القرار بات وشيكا. ولفتت باقتضاب إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة بات مسألة ساعات، وأن الخطوات التي سيقدم ميقاتي عليها ستحترم الدستور في شأن حكومة ميثاقية، كما بالنسبة إلى ما يحدده من صلاحيات للرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية، وأنه لن يفرّط في هذا الجانب على الإطلاق. وإذ رفضت الأوساط نفسها الدخول في كثير من التفاصيل، فإنّ سلسلة من المؤشرات قادت إلى التفاؤل، ومنها:

ـ إعلان كل من وسيطي حركة أمل وحزب الله المعاونين السياسيين لبري والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل، أنهما استنفدا ليل أمس الأول اتصالاتهما ولم يعد لهما عمل إضافي على خط الطبخة الحكومية. ـ توقف بري في لقاء الأربعاء النيابي عن صلواته عندما رفعها قبل بلوغ صلاة الميت، فاقتصرت على صلاة الاستسقاء والتمنّي بالتشكيل.

ـ إصرار أوساط ميقاتي على أن اجتماعه ليل الإثنين - الثلثاء برئيس الجمهورية واعتباره إيجابيا، كان حاسما وشبه نهائي، وأصرّت بعده على التأكيد أنه سلّم إلى رئيس الجمهورية ما يكفي من تشكيلات وصيغ حكومية منذ تكليفه في 25 كانون الثاني الماضي، وأن واحدة شبه نهائية سلمها إليه في هذا اللقاء.

ـ ما تبلّغه المسؤولون في الأكثرية الجديدة من دمشق عبر حزب الله من تطمينات إلى أنّها تقدّمت ما فيه الكفاية في ضبط الداخل السوري، وأن في إمكانها السيطرة على أي منطقة يمكن أن تشهد تحركا يشكل خطرا جديا على النظام. وهذا الأمر يقود إلى وضوح في التحرك على الساحة اللبنانية.

ـ وصول المفاوضات الجارية بين أركان الأكثرية الجديدة إلى نقطة حساسة أبلغ إليهم خلالها مسؤولو حزب الله أن القرار النهائي بالتشكيلة الوزارية سيصدر خلال الساعات المقبلة، وأن المزيد من الغنج والدلع ليس مسموحا بعد اليوم.

ـ إن الحديث عن إعادة النظر في حقائب الخدمات وتلك الأساسية كان الهدف منه تطويق عون وإسقاط ذريعة أولوية إبقاء الحقائب الأمنية في يد رئيس الجمهورية، وهو أمر لم يرتح إليه حزب الله، ولا سوريا منذ زمن، في وقت يرفضان معا أن تكون الداخلية في يد عون، كذلك يرفضان إعطاءه الثلث المعطل. لذلك ستكون هاتان الحقيبتان في أيد أمينة حسب ما تريد سوريا وحلفاؤها، ولن يكون وزير الداخلية أو وزيرالدفاع لسليمان أو لعون.

وإزاء هذه الملاحظات قالت مصادر واسعة الاطلاع لـالجمهورية إن القرار الجدي بتأليف الحكومة قد صدر، وإن حزب الله وحلفاءه وضعوا اللمسات الأخيرة على تشكيلة جديدة فيها كثير مما جرى إعداده إلى الأمس من أسماء وجديدها الحقائب الأمنية والطاقة والاتصالات. وقيل مساء أمس إن ميقاتي بات في هذه الأجواء، فيما لم يعرف توجه رئيس الجمهورية بعد.

لكنّ مصادر بارزة في قوى 8 آذار أكّدت لـالجمهورية أن لا جديد في مسار التأليف، وأن أحدا لم يتحدث خلال الاتصالات الجارية والمستمرة عن تواريخ أو مهل، وقد فوجئت به عبر الإعلام. واستبعدت المصادر تحديد أي سقف زمني لحسم الموضوع الحكومي، لأن الاتصالات مستمرة ولم يقفل الباب بعد، والجميع مقتنعون بأن الحكومة لن تولد إلاّ بتوافق الأطراف المعنيين. وأكّدت أن العقدة لا تزال على حالها والمتعلقة بحقيبة الداخلية، إذ لا يزال التشاور يدور حول البحث عن اسم توافقي تُسنَد إليه هذه الحقيبة.

في غضون ذلك شدّد عون في حوار متلفز مساء أمس على ضرورة أن يحترم ميقاتي فكرة تكليفه من الأكثرية الجديدة، وبالتالي لا يمكنه الإتيان بأشخاص بالإعارة بلا تمثيل نيابي، نافيا وجود أي مشكلة شخصية بينهما. وأشار إلى وجود مخاض اليوم بين خطّين، الأول يموت والثاني يعيش. وقال: خطنا خط جديد يرفض ترميم الحالة السابقة، وخصوصا حال الفساد السابقة وكأنّ شيئا لم يكن. واعتبر أن سليمان جزء من الأكثرية السابقة، ويأخذ في الاعتبار الأكثرية السابقة أكثر مما يلتزم السياسة التي انتهجتها الأكثرية الجديدة. واذ اعتبر أن سليمان خرق الحيادية، أكد أن اللجوء إلى حكومة أمر واقع عمل غير مسؤول، وستسقط قبل الوصول إلى جلسة أخذ الثقة، كاشفا أن الرئيس سليمان لم يصارحني لأعرف ما الذي يعرقل ولادة الحكومة. وأعلن أنّ ساعة الحقيقة قد دقّت، مشددا على أن سليمان لم يكن يوما حياديا، ولا سيّما في الانتخابات النيابية. واضاف: لماذا لم يُسأل سليمان عن الهدر والأموال الضائعة من الدولة؟ وأكد إصراره على وزارة الداخلية، مشدّدا على أنه في حال حُلّت أزمة الداخلية ستُحلّ أزمة الحكومة.?

 

حقائق جديدة تنشرها صحيفتا الاخبار والجمهورية عن ويكيليكس 

قناة الجديد/كشفت احدى الوثائق التي تنشرها صحيفة الجمهورية عن موقع ويكيليكس صادرة عن السفارة الاميركية في بيروت بتاريخ 3 تشرين الثاني 2006 ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون اعلن ان ليس لديه مستشارون يزورون سوريا، وان اتهامه بعكس ذلك هو مجرد معلومات مضللة. ولفت الى ان لا احد من حزبه يملك الصلاحية لزيارة دمشق مشددا على عدم وجود التزام بين سوريا والتيار الوطني الحر  غير انه اقر باحتمال قيام بعض التعاملات مع سوريا من دون علمه قائلا: انه يتحاشى في حذر كبير ان يرتبط بعلاقات وثيقة مع سوريا وايران. واوضح عون انه خلال زيارة قام بها وفد برلماني ايراني لمنزله في الرابية، ابلغ الى 3 نواب ايرانيين انه يستطيع ان يقيم علاقة صداقة معهم، ولكنه لا يستطيع ان يشكل محورا سياسيا مع ايران. وجزم عون ان حزب الله لن يتحول يوما الى دمية في يد السوريين، وان حزب الله سيكون على علاقة طيبة بدمشق، لكنه يكتسب استقلالية اكثر شيئا فشيئا. واضاف: ان التيار الوطني الحر يستطيع ان يتعاون مع حزب الله، طالما انه يحتفظ بثقة حزب الله وطالما ان الاخير يبقي تركيزه منصبا على هدفه الأساسي.

وفي وثيقة اخرى لويكيليكس كشفتها صحيفة الاخبار تحمل تاريخ 15 أيار 2008 فان القائمة بالأعمال الأميركية في بيروت حينها ميشيل سيسون قالت ان  زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي والقيادي في 14 آذار وليد جنبلاط اكد  أنه يريد تجهيز مقاتلي حزبه الدروز عبر إمدادهم بالأسحلة سراً كي يستعدوا للجولة الثانية من قتال حزب الله. وبحسب الوثيقة، خطط جنبلاط أساساً، لتأجيل ذهابه إلى الدوحة لمدة 3 أو 4 أيام حيث تعقد الجامعة العربية جولة من المحادثات (يوم 16 أيار) للسياسيين اللبنانيين كي يتمكن من زيارة ناخبيه الدروز في الشمال ومن إجراء زيارات خاطفة لأصدقائه في مصر والسعودية. لكن جنبلاط اتصل في وقت لاحق ليبلغ القائمة بالأعمال أنه تلقى مباركة السعوديين للذهاب إلى الدوحة وصمّم على الذهاب برفقة سعد الحريري في اليوم التالي. اما الرئيس امين الجميل فعقد لقاء مع سيسون  يرافقها الملحق العسكري وأحد الدبلوماسيين السياسيين في السفارة، وبحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوّض، وابنها ميشال معوّض، ووزير الاتصالات مروان حمادة، في مكان إقامة الجميّل في بيروت. وبحسب الوثيقة، أراد الجميّل أن تنقل القائمة بالأعمال إلى واشنطن خطورة الوضع وأن تبلغها بأن قادة 14 آذار قلقون جداً . وإذ أمسك بيده تصريحات وزيرة الخارجية رايس والبيت الأبيض يوم 9 أيار، علق الجميّل بأن هذه التصريحات لم ترقَ الى مستوى توقعاته، وأنه أمل المزيد من الدعم من واشنطن. قال إنه بحاجة للتأكد من أن حجم قلق الولايات المتحدة الأميركية يوازي قلق 14 آذار، وأن الحكومة الاميركية مدركة تماماً لخطورة الوضع. أكدت القائمة بالأعمال لقادة 14 آذار أن واشنطن قلقة جداً ولا تريد أن تشهد المزيد من الخسائر في الأرواح، وترغب في وضع حد فوري لعدوان حزب الله. وبحسب الوثيقة، أنذر الجميّل قائلاً إنها ليست أزمة عابرة، قد نكون في نهاية عملية إيرانية/ سورية للسيطرة على لبنان. أضاف متوجّهاً الى القائمة بالأعمال "علينا أن نوقف سوريا وإيران وإلا فستقدمون أوراق اعتمادكم إلى دمشق. سيكون من الخطير جداً أن يستسلم تحالف 14 آذار، إنها كارثة للبنان وإشارة سيئة لحلفاء الولايات المتحدة الأميركية حول العالم". واقترح أن تتخذ الولايات المتحدة الأميركية "إجراءات قاسية، محددة وجدية" ضد إيران ووكلائها

 

ميقاتي: أشعر بالخجل لانني موّلت جريدة "الاخبار"

في مذكّرة سرية تحمل الرقم BEIRUT360406 صادرة في بيروت في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني (العام 2006) سأل السفير الاميركي جيفيري فيلتمان الرئيس نجيب ميقاتي عن العلاقة الحقيقية التي تربطه بصحيفة "الاخبار" الموالية لسوريا وايران. فأجاب ميقاتي انه يشعر بـ"الخجل" لانه مضطر الان الى الاعتراف بتوفيره مبلغ مئة وخمسين الف دولار اميركي كميزانية اولية للجريدة (اي ثلاثة اضعاف المبلغ الذي كان صرّح به ميقاتي سابقًا)  وذلك ضمن استراتجية استثمار شاملة تهدف الى مساعدة جميع وسائل الاعلام اللبنانية على نحو يكفي لابعاد الصحافة غير المرغوب فيها. ولكنه قال انه يرفض التورط اكثر مع جريدة "الاخبار" بسبب اشمئزازه من حملاتها الدعائية المفضوحة، مشددا على انه ليس واحدا من مالكي "الجريدة".

 

اشتباك ليلي في صيدا

موقع الكتائب/أكدت مصادر أمنية في صيدا أن إطلاق نار سمع في صيدا قرابة الحادية عشرة ليل الاربعاء تبين انه ناتج من رشقات نارية تم تبادلها بين خمسة أشخاص كانوا مزودين ببنادق رشاشة وبمسدسات من جهة وبين حراس «مول» تجاري من جهة ثانية، ما أدى الى توتير الوضع في المدينة وهروب رواد الـ«مول» إضافة الى حال هلع بين الأهالي.

وتردد ان سبب الإشكال فردي ويعود لرفض إدارة «المول» توظيف مجموعة من الشبان. ووصف مرجع عسكري لبناني ما حصل بأنه خطير جدا، وأشار في حديث الى "السفير" الى ان الجيش أصبح على معرفة بكل الأشخاص الذين قاموا بالعملية بالأسماء وبمكان إقامتهم وانه سيداهمهم ويعتقلهم ولن يسمح بحال الفلتان في عاصمة الجنوب مهما كلف الأمر

 

ماروني: للتعالي عن الحساسيات والجلوس على طاولة واحدة للبحث في اي لبنان نريد، و حتى الساعة كل

المعطيات والمؤشرات تنعي الحكومة

موقع الكتائب/دعا النائب ايلي ماروني الى التعالي عن الحساسيات والجلوس على طاولة واحدة للبحث في اي لبنان نريد، وقال: "من هنا اتت دعوة رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميّل الى حكومة انقاذ وليس المشاركة "كيف ما كان في الحكومة"، وشدد ماروني على اهمية الحوار وطرح كل الامور التي تشكل خلافاً بين 8 و14 اذار. واضاف: "حكومة اللون الواحد تشكل خطاً سياسياً معارضاً لكل ثوابتنا السياسية، وحكومة تكنوقراط هي حكومة الانقاذ في الوضع الحالي".

ماروني وفي حديث عبر MTV، اعرب عن الاستعداد لاعطاء الثقة لاي حكومة لا تكون كيدية، لافتاً الى انه لا يجوز ان يبقى البلد في ظل هذه الاوضاع من دون حكومة، في حين تتراكم البنود على جدول اعمال مجلس الوزراء، الا انه اكد ان حكومة اللون الواحد لا تحل الوضع، بل على العكس، لذا يجب تشكيل حكومة انقاذ او حكومة تكنوقراط حقيقية، لا يكون فيها وزراء مشابهين للوزير عدنان السيد حسين. واوضح ماروني ان فريق 8 اذار حاول منذ اليوم الاول لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي، تشكيل الحكومة عوضاً عنه وعندما لم يحقق ميقاتي والرئيس ميشال سليمان هذا الامر بدأت العرقلة، مشيراً الى ان ميقاتي يريد ان يُشكِّل الحكومة وليس ان تُشكَّل له.

واذ توقع ان يكون الهجوم المقبل على رئاسة الجمهورية، سأل ماروني النائب ميشال عون: "هل الهجوم على رئيس الجمهورية يقوي هذا المنصب او هل يعيد له صلاحياته؟" ورأى انه لا يجوز ان تكون المؤسسات الامنية بيد اشخاص حزبيين، لذلك نطرح ان تكون بيد الرئيس سليمان. واضاف: "نتحفظ على الحقائب الامنية حفاظاً على السلم الاهلي في البلاد، ولا نستهدف بذلك النائب ميشال عون، لكن نتمنى ان تكون الملفات الامنية بيد رئيس الجمهورية".

واستغرب ماروني كيف اننا لم نعد نسمع اي كلام عن المحكمة الدولية، وقال: "اذا لم تعد تشكل خوفاً لدى فريق 8 اذار، اذاً فلنتخطى هذا الامر".

هذا واشار الى ان فريق 14 اذار قال صراحة انه لن يشارك في الحكومة، داعياً فريق 8 اذار الى العمل على الافراج عن الحكومة، واضاف: "القرار الخارجي لم يأت بعد لتشكيل الحكومة كما لا يوجد دفع داخلي لتسريع التشكيل". ورأى انه اذا كان عون حريصاً على البلد، فليتنازل عن بعض مطالبه. وتوجه الى فريق 8 اذار بالقول: "القرار عندكم فلتشكّلوا حكومة لانه لا يجوز ان يبقى البلد في حال فلتان وضياع".

واوضح ماروني ان هناك خلافاً اليوم داخل الصف الواحد على تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب، مشيراً الى ان ميقاتي اصبح ضمن الفريق الذي سماه.

ماروني استبعد ان تتشكل الحكومة، وقال: "حتى الساعة كل المعطيات والمؤشرات فيها نعي، فالرئيس نبيه بري يائس وبائس، والنائب ميشال عون لا يرى ان تشكيل الحكومة اصبح في الافق، اما حزب الله فصامت، ورئيس الجمهورية متمسك بوزارة الداخلية. اذاً كل المؤشرات الداخلية ما زالت تعيق التشكيل".

وعن حملة ازالة المخالفات على الاملاك العامة، قال: "يجب البدء بازلة ظاهرة التعدي على الاملاك العامة من الشمال الى الجنوب".

ورداً على سؤال حول تفجير الكنيسة في زحلة، اعرب ماروني عن اسفه لان كل ملف في لبنان يدخل عالم النسيان والاجتهاد، مذكراً ان هناك مشبوهين تم ايقافهم على خلفية التفجير، لكن الامور توقفت هنا. وحذّر ماروني من خطورة هذا الملف، مشدداً على اهمية الا يمر مرور الكرام، لانه يمكن ان يتكرر ويستهدف دور عبادة مسيحية واسلامية. وعن خطف الاستونيين السبعة، لفت الى ان جهات امنية اكدت انهم في سوريا، وهناك من يقول ان الاستونيين لم يدخلوا اصلاً الى لبنان. واشار ماروني الى ان حادثة اختطاف الاستونيين ادت الى اصدار عدد من البلدان انذارات لتحذير رعاياها من التوجه الى لبنان. واضاف: "الملف الامني في لبنان مبتور اذ يتم التحقيق ليوم ويومين وثلاثة من دون ان يعرف المواطن في النهاية ماذا حدث". وعن الاحداث في سوريا، رأى ماروني ان رذاذ ما يحدث في سوريا بدأ يصيب لبنان، وقال: "بدءاً من الاتهامات ضد تيار المستقبل وتحديداً النائب جمال الجراح. اضافة الى ما ورد في الاعلام عن قرار سوري بتصفية عدد من السياسيين اللبنانيين، وانا منهم، ونحن راجعنا الاجهزة الامنية في هذا الامر لكن من دون الحصول على معلومات. الى التظاهرات المؤيدة والمناهضة لما يحصل في سوريا، والتفتيش الذي يحصل على الحدود بين لبنان وسوريا".

وجدد ماروني التأكيد ان حزب الكتائب اخذ قراراً بعدم التدخل في ما يحصل في سوريا لاننا نرفض ان تتدخل سوريا في شؤوننا، متمنياً ان تنظر القيادات اللبنانية الى ما يحصل في سوريا كما نظرت الى ما حصل في مصر وتونس واليمن وليبيا. وتابع: "لا يمكن ان نعتبر انتفاضة الشعب في مكان حق وفي مكان اخر بلطجة، ويجب ان يكون لدى الرئيس السوري بشار الاسد الحكمة لمعالجة الوضع لكن ليس من خلال الدبابات". واعتبر ماروني ان النظام السوري اثبت ذكاءه في كل المراحل، وتمكن من حكم لبنان 35 سنة وما زال حتى اليوم، داعياً النظام السوري الى الاتعاظ مما حصل في تونس ومصر وليبيا. واعرب عن خشيته ان نكون قد دخلنا في مرحلة التقسيم، لان الاحداث تتابعت وانتقلت من دولة الى اخرى.

وحذّر ماروني من ان الفراغ الحكومي يسهّل انتقال المؤامرة الى لبنان، سائلاً "ما الرادع امام انتقال الصراعات والفتن الى لبنان؟  للاسف لم يتعظ احد من القيادات اللبنانية مما حصل في السابق". ورداً على سؤال حول اعتماد الحياد، اكد ماروني اننا كنا بغنى عن اي خلاف داخلي بسبب ما يحصل في سوريا ومصر، مشدداً على اهمية الاتفاق على اي لبنان نريد.

 

جنبلاط: سأجهّز المقاتلين للجولة المقبلة مع حزب الله

رقم البرقية: 08BEIRUT698 التاريخ: 15 أيار 2008 20:11

الموضوع: لبنان: جنبلاط يريد الاستعداد للجولة التالية

مصنّف من: القائمة بالأعمال ميشيل سيسون

1. يوم 15 أيار أخبرنا زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي والقيادي في 14 آذار، وليد جنبلاط، أنه يريد تجهيز مقاتلي الحزب التقدمي الاشتراكي الدروز عبر إمدادهم بالأسحلة سراً، كي يستعدوا «للجولة الثانية» من قتال حزب الله. خطط جنبلاط أساساً، لتأجيل ذهابه إلى الدوحة لمدة 3 أو 4 أيام، حيث تعقد الجامعة العربية جولة من المحادثات (يوم 16 أيار) للسياسيين اللبنانيين، كي يتمكن من زيارة ناخبيه الدروز في الشمال (19 شخصاً منهم قضوا خلال اشتباكات مع حزب الله) ومن إجراء زيارات خاطفة لأصدقائه في مصر والسعودية. لكن جنبلاط اتصل في وقت لاحق، ليبلغ القائمة بالأعمال أنه تلقى مباركة السعوديين للذهاب إلى الدوحة وصمّم على الذهاب برفقة سعد الحريري في اليوم التالي.

2. يعتزم جنبلاط القبول بمعادلة 10-10-10 لتأليف الحكومة، وسعد الحريري رئيساً للحكومة. بحسب جنبلاط، فإن أهم وزارة هي المالية تتبعها الداخلية، ويتوقع أن لا تتمكن الأغلبية من اختيار وزيري المالية والدفاع. واقترح أن تقدم الولايات المتحدة الأميركية مساعدتها من خلال دعمها لفتح مطار القليعات/ رينيه معوض في الشمال في وقت لاحق، والضغط على القادة الإسرائيليين للامتناع عن إطلاق تصريحات علنية داعمة للحكومة اللبنانية. (نهاية الملخص)

2. يوم 15 أيار، تمام الساعة الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي، اجتمعت القائمة بالأعمال، يرافقها الملحق العسكري وأحد الدبلوماسيين السياسيين في السفارة، بزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي والقيادي في 14 آذار، وليد جنبلاط، وبوزير الإعلام والنائب غازي العريضي، في منزل جنبلاط المحصّن جيداً في كليمنصو. قال جنبلاط الذي بدا أكثر ارتياحاً وبهيئة أقوى مما كان عليه عندما اجتمعنا به يوم 12 أيار، إنه سيغادر كليمنصو لأول مرة منذ أيام للقاء رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، الذي يترأس وفد الجامعة العربية في بيروت. أشار جنبلاط إلى أن جاسم قد التقى نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في وقت سابق اليوم، تبعه اجتماع مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.

4. أبلغنا جنبلاط أنه كان مستعداً ليلة البارحة (14 أيار) لإلغاء قراري الحكومة الصادرين يوم 5 أيار والمثيرين للجدل، واللذين يقضيان بنقل رئيس جهاز أمن المطار وإعلان عدم شرعية شبكة اتصالات حزب الله، إلا أن زعيم تيار المستقبل المنتمي إلى 14 آذار أراد تأجيل قرار الإلغاء الى اليوم. مرر وسام الحسن، من مكتب استخبارات قوى الأمن الداخلي، رسالة وصلته من وفيق صفا، صلة الوصل بين حزب الله والحكومة، تقول إنه في حال عدم إلغاء القرارين في تلك الليلة (14 أيار)، سيدرك حزب الله حينها أن الحكومة قد عدّلت موقفها. (ملاحظة: في نهاية المطاف، قرر مجلس الوزراء إلغاء القرارين كما كان متوقعاً. نهاية الملاحظة).

5. سيدعو البيان الى بدء حوار وطني للاتفاق على قانون انتخاب جديد وعلى حكومة وحدة وطنية، قال جنبلاط. وسيتضمّن جملة يوافق عليها جميع الأطراف «عدم استخدام السلاح لحل الأزمات الداخلية». (ملاحظة: ورَدَنا أن هذه الجملة كانت محل جدل. ونصّت الاتفاقية النهائية على «على جميع الأطراف أن تتعهّد بالامتناع عن استخدام السلاح أو العنف لتحقيق غايات سياسية. نهاية الملاحظة).

 

مصالحة يقوم بها الامير عبدالعزيز بين جنبلاط والحريري

ذكرت صحيفة "الديار" أن مصالحة تجري بين رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط يقوم بها الامير عبدالعزيز بن عبدالله بطريقة غير مباشرة، وعلى الارجح قد تنجح هذه الوساطة من الآن وحتى شهر، وسيلعب وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي دوراً هاماً في هذا المجال.

 

ارسلان: الاميركيون يهمهم تقاتل الطوائف مع بعضها 

قناة الجديد/رد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان على ما اسماه مغالطات ويكيليكس موضحاً خلال  مؤتمر صحافي عقده في خلدة ان لقاءه مع السفيرة الاميركية السابقة ميشيل سيسون حصل في الثاني عشر من  ايار عام الفين وثمانية وليس في الثامن منه. ورأى ارسلان ان جماعة فيلتمان في لبنان يسمعون ما يريدون ويغضون الطرف عما يرفضون سماعه مشيراً الى ان الاميركيين يهمهم تقاتل الطوائف مع بعضها ومن هذا المنطلق جاءت وثائق ويكيليكس بحسب تعبيره .

 

بيان تضامني لبناني مع الشعب السوري وحق في الحرية والعدالة والكرامة

بيروت ـ "المحرر العربي"

تداعى عدد من الناشطين في الشأن العام وأصدروا البيان الآتي: انطلاقاً من التزامنا السياسي والأخلاقي الدفاع عن حق الانسان العربي في الحرية والعدالة والكرامة.

وتأكيداً على مسؤولياتنا كلبنانيين تجاه شعب شقيق يتعرض لما تعرضنا له من انتهاكات فاضحة لأبسط حقوق الانسان، وهو شعب أثبت وعياً عالياً في تجنب الوقوع بافخاخ الطائفية والمذهبية والعرقية. وايماناً منا بأن الاصلاح الذي يطالب به الشعب السوري يشكل دعماً جوهرياً لبناء علاقات أخوية طبيعية بين لبنان وسوريا، بعيداً عن منطق الإلغاء أو الاستتباع الذي حكم هذه العلاقات على مدى عقود. ندين، نحن الموقعين أدناه، القمع الذي يتعرض له الشعب السوري ونعلن تضامننا معه في معركته من أجل استعادة حريته وكرامته.

ونطالب السلطات السورية بوقف استخدام القوة ضد شعبها ومحاسبة المسؤولين عن المجازر التي ارتكبت والافراج عن جميع المعتقلين. كذلك نطالبها بوقف محاولاتها المتكررة لتصدير أزمتها الى لبنان وزجه مجدداً في صراع لا علاقة له به. ونطالب جامعة الدول العربية بتحمل مسؤلياتها تجاه سوريا وشعبها، تماماً كما فعلت تجاه ليبيا وشعبها، والتدخُّل الفوري لوقف المجازر. الموقعون: (129)

ابراهيم الجميل (استشاري)، احمد حيدر (ناشط)، احمد يوسف (مدرس)، ادمون ربّاط (استشاري)، اسامة وهبي (ناشط)، الياس الزغبي (ناشط )، الياس عطالله (نائب سابق)، الياس مخيبر (محام)، الين كريم (اعلامية)، اميل بشخنجي (ناشط)، ايلي الحاج (صحافي)، ايلي قصيفي (صحافي)، ايمن ابو شقرا (اعلامي)، ايمن حيدر (مهندس)، ايهاب العقدة (اعلامي)، أسعد بشارة (صحافي)، أمنة منصور (صحافية)، أيمن شروف (ناشط، صحافي)، باسل الفقيه (ناشط)، باسل طبارة (ناشط)، بري الأسعد (طبيب)، بشير هلال (صحافي)، بهجت رزق (باحث، كاتب)، بهجت سلامة (ناشط)، بيليندا ابراهيم (صحافية)، جاد غريب (مهندس معماري)، جان حرب (محام)، جان دبغي (باحث)، جان كلود حمصي (رجل اعمال)، جبور الدويهي (كاتب ، استاذ جامعي)، جهاد مرقّدة (خبير مالي)، جواد ابو منصور (ناشط)، جورج المسيح (ناشط)، جورج منصور (مهندس)، حسين عبد الحسين (صحافي)، حسين غريب (مخرج)، حنين غدار (اعلامية)، داليا عبيد (باحثة)، ديالا حيدر (ناشطة)، رانا خوري (ناشطة)، رانيا خطاب (ناشطة)، ربى كبارة (صحافية)، ربيع شنطف (اعلامي)، رجا نجيم (ناشط)، روجيه عزام (مهندس زراعي)، رلى موفق (صحافية)، رياض طوق (اعلامي)، ريان ماجد (ناشطة)، ريم عيتاني (ناشطة)، ريمون معلوف (مهندس)، زهير عبدالله (كاتب)، زياد عابد (ناشط حقوقي)، سارة عساف (ناشطة)، سامية بارودي (تصميم فني)، سعد كيوان (صحافي)، سمير فرنجية (نائب سابق)، سناء الجاك (صحافية)، سهى عامر (ناشطة)، سهيل القضماني (ناشط)، سيمون ج. كرم (محام)، شادي هنوش (ناشط)، شارل جبور (صحافي)، شيرين عبدالله (ناشطة)، صالح المشنوق (استاذ جامعي)، صلاح شعيب (مخرج)، صلاح فارس (مدرس)، طارق هاشم (ناشط)، طانيوس شهوان (باحث)، طلال خوجة (استاذ جامعي)، طوني ابو روحانا (كاتب سياسي)، طوني حبيب (مهندس)، عباس ابو زيد (ناشط حقوقي)، عبد السلام موسى (صحافي)، عبدالله خليفة (ادارة اعمال)، عبدالله قيصر الخوري (ادارة اعمال) ، عفيف دياب (صحافي)، علي ابو دهن (ناشط)، علي شعيب (استاذ جامعي)، عماد بزي (ناشط)، عمار عبود (ناشط حقوقي)، عمر حرقوص (صحافي)، غادة صاغية (اعلامية)، غانم ذبيان (ناشط)، فادي الطفيلي (كاتب، شاعر)، فادي عنتر (طبيب)، فارس سعيد (نائب سابق)، فاروق يعقوب (ناشط)، فاطمة حوحو (صحافية)، فراس مقصد (ناشط)، فرنسوا الدحداح (ناشط)، فؤاد فرح (استاذ ثانوي)، فيليب سعيد (طبيب)، كمال اليازجي (استاذ جامعي)، كوليت توما (ناشطة)، محمد الشامي (ناشط)، محمد حرفوش (اعلامي)، محمد حسين شمس الدين (باحث وكاتب سياسي)، محمد حمدان (اعلامي)، محمد حمود (صحافي)، محمد شريتح (اعلامي)، محمد مشموشي (صحافي)، مروان الأمين (ناشط)، مريم عبدو (ناشطة)، مسعود محمد (كاتب سياسي)، منى فياض (استاذة جامعية)، ميشال توما (صحافي)، ميشال حجي جورجيو (صحافي)، ميشال دويهي (استاذ جامعي)، ميشال ليان ( نقيب سابق للمحامين)، ميشال يوسف خوري (محام)، ناديا الشيخ (استاذة جامعية)، نبيل الحلبي (ناشط في مجال حقوق الانسان)، نبيل خراط (طبيب)، ندى رافع (ناشطة)، ندى معتوق (ناشطة)، نديم عبد الصمد (سياسي)، نديم قطيش (اعلامي)، نزيه درويش (باحث)، نصر فرح (ناشط)، نوال نصر (صحافية)، هيثم الطبش (صحافي)، هيثم شمص (مخرج)، وجيه العاجوز (ناشط)، وسام سعادة (كاتب، صحافي)، وليد فخر الدين (استاذ جامعي)، يحيى محمود (ناشط)، يوسف بزي (صحافي)، يونس شبلي (طبيب)..

لبنان تحت غيوم ويكيليكس.. هل تتشكّل حكومة إذا اعتذر الرئيس المكلّف؟

• ميقاتي: أي ثقب في المركب يصيبنا جميعاً

• برّي يستبعد صلاة الميت على التشكيلة

• عون: ... بل حالة البلد في الويل!

• البطريرك تحفّظ على اقتراح بجمع الجنرالين

• حكومة الأمر الواقع تحتاج الى "لحظة بطولية"

بيروت ـ نبيه البرجي

المحرر العربي

لبنان تحت غيوم ويكيليكس. البعض تحدّث عن "المطر الأسود" لأن البرقيات التي تنتشر تشبه زخات المطر (الأسود)، ومع غياب التعليقات الصارخة، واكتفاء الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي بوصف ما نشر عن لسانه بأن بعضه غير صحيح وبعضه الآخر غير دقيق، ناهيك عن التحليل، فإن ما نشر حول موقفه من "حزب الله" أحدث ما يمكن وصفها بالصدمة داخل قيادات الحزب، فيما كان هناك من يتوعّد داخل "التيار الوطني الحر" بأن وصف ميقاتي لرئيس التيار ميشال عون بـ"المجنون" حيناً" وبـ"المضحك" و"النكتة" حيناً آخر سيكون له ثمن وثمن عال.. هذا وإن كانت هناك جهات سياسية تؤكد أن الرئيس المكلّف ليس من النوع "اللاذع" أو "المفزع"، بل انه ينتقي المفردات الهادئة والباردة بدقة، فكيف إذا كان اللقاء مع ديبلوماسيين أميركيين يعرف أنهم يدوّنون هذا الكلام الذي قد يكشف عنه ذات يوم.

خاطوا أفواههم

وبعدما كان وزير الدفاع الياس المر قد قال ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان (الذي اختاره من فريقه في حكومة الرئيس سعد الحريري) اختير قائداً للجيش لأنه الضابط الأضعف في المؤسسة العسكرية، إذ بأبيه النائب ميشال المر الذي طالما كان دوماً رجل رؤساء الجمهورية، يتهم سليمان بـ"الجبن" و"الحذر" و"التآمر".

بعيداً عن الضوء كانت هناك مواقف حادة، وغاضبة، وإن قيل ان الآتي أعظم، خصوصاً ما يتعلّق باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، على أن تتم تصفية الحسابات في الوقت المناسب. والطريف أن يقال الآن في بيروت أن السفيرة الأميركية مورا كونيللي تواجه وضعاً صعباً في عملها، وهو الوضع الذي لم يواجهه أي من أسلافها الذين كان السياسيون يتقيؤون كل ما صدورهم أمامهم، الآن خاط هؤلاء أفواههم بعد مسلسل ويكيليكس. لم يعودوا يتكلّمون أمام كونيللي إلا بلغة ديبلوماسية مقتضبة، حتى ان اللقاء معها بات محرجاً، ولهذا اختارت بعض الإعلاميين الذين تلتقيهم مرة في الأسبوع على الأقل من أجل الاطلاع على ما يقوله المسؤولون والسياسيون في الجلسات المغلقة.

وكان لافتاً أن عون لم يطل أول من أمس كعادته في نهاية الاجتماع الأسبوعي لتكتل "الاصلاح والتغيير" باعتبار أن له طلّة تلفزيونية مساء أمس تردّد أنها ستكون طلة تفجيرية بعدما تأكد له أن ثمة جبهة حديدية من سليمان وميقاتي تتمحور حول عدم إسناد حقيبة الداخلية الى أي من فريقه في حال من الأحوال، فالرئيس المكلّف لن يسمّي، ورئيس الجمهورية لن يوقّع.

الخط الأحمر

وقد بدأت المراجع السياسية تعترف بأن أزمة التشكيل تحوّلت الى أزمة سياسية بما تعنيه الكلمة، ومن دون أن ينحصر المأزق في الأكثرية الجديدة التي أظهرت أنها مجرّد كوكتيل عجيب وآني يفتقد الحد من التنسيق الاستراتيجي وحتى التكتيكي، فالبلاد بأسرها تعيش تحت وطأة التطورات التي تعصف بالمنطقة، خصوصاً في سورية التي هي المنفذ الوحيد للبنان، ومع اعتبار دقّة وحساسية، الترابط بين البلدين سلباً وإيجاباً.. ولم يعد سراً أن سليمان وميقاتي، ومعهما رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الذي قال انه يائس وبائس و"حالتي بالويل"، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، باتوا على قناعة تامة بأن الوضع لامس الخط الأحمر، فإذا لم تشكّل الحكومة قبل منتصف أيار/مايو المقبل، يفترض البحث عن البديل..

لحظة بطولية

حتى أن ميقاتي الذي طالما اعتبر أنه إذا لم يشكّل هو، شخصياً، الحكومة، فلن تشكّل حكومة في لبنان أيضاً، وقد تتخذ الأزمة منحىً كارثياً بحيث يتحول الفراغ في الحكومة الى فراغ في الدولة في ظروف لم تشهد لها المنطقة مثيلاً حتى إبان الحروب العربية – الإسرائيلية.

واللافت ان هناك من يهمس في أذن ميقاتي بأنه عندما أطلق شعار حكومة انقاذ، وتحدث عن "مغامرة" لا بد أنه أخذ بالاعتبار أن تشكيل مثل هذه الحكومة يحتاج الى "لحظة بطولية" إما أن تفضي الى الانتحار أو الى الانتصار، فالاعتذار سوف يحرقه سياسياً، وربما الى الأبد، أما حكومة الأمر الواقع، وعلى أساس الصيغ والأسماء التي تم تداولها، فهي الخيار الوحيد والأخير..

خلاف سخيف

والهامسون يقولون أن برّي وجنبلاط يؤيّدان مثل تلك الخطوة، فالأول وصف الخلاف على الداخلية بـ"السخيف" مع اعتبار "ساعة الزلازل" التي تعيشها المنطقة، والثاني يعتبر أن المراوحة الراهنة أصبحت قاتلة، كما أن الرئيس المكلّف لم يعد مقتنعاً بأن الدوران داخل الحلقة المفرغة لا يكلفه غالياً، حتى أن أحد صقور الأكثرية الجديدة بدأ يصفه داخل الاجتماعات المغلقة بأنه "حصان طروادة" الذي تمكّن "الفريق الآخر من "تهريبه الى عقر دارنا".

وإذا كان قائد الجيش قد سحب من التداول موضوع إسناد الداخلية الى عميد في الجيش (في الخدمة) كحلّ لـ"الصراع" حول هذه الحقيبة، وبعدما قال أحد المراجع "ان مثل هذه الخطوة لا يتخذها حتى معمّر القذافي"، فإن كلّ المؤشرات تؤكد أن المسألة تتعلق بالمواجهة بين الجنرالين (سليمان وعون)، فكلّ واحد منهما يريد أن يكسر شوكة الآخر، حتى وإن كانت أكثر من جهة تعتبر أن العمر السياسي لكلّ منهما محدود للغاية، فرئيس الجمهورية ينتقل الى الظل بعد 3 سنوات من الآن، كما أن عون اختار طريقاً بعيداً عن المزاج المسيحي العام، مع اعتبار التوقعات المتشائمة حول مستقبل المسيحيين حتى في لبنان نفسه مع احتدام الفوضى الإيديولوجية في المنطقة.

ولكن في الحلبة الآن، لا بد أن يزيح أحد الجنرالين الآخر سياسياً على الأقل، فالتساكن بينهما بات معقداً للغاية لأن كلاً منهما يعتبر أن الآخر يريد إلغاءه، فيما تقول مصادر متابعة ان البطريريك مار بشارة بطرس الراعي تحفّظ على اقتراح يجمع سليمان وعون تحت سقف بكركي بعدما نجح، وبعد فترة وجيزة من تسلّمه صولجان انطاكية وسائر المشرق، في جمع رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رغم جدار الدم بينهما والذي دام 33 عاماً.

وتشير المصادر الى أن الراعي يفضّل أن يبقى سليمان في موقعه، فالمصالحة تظهره كما لو أنه فريق، وهذا ما يرفضه، لا بل انه يعتبر أن من يهاجموه هم من يعملون على تسويق مقولة الفريق.

ميقاتي: نستنفد الاتصالات

وأمس كان كلام لميقاتي لا يختلف عن الكلام السابق، وإن رأت أوساط سياسية أنه يبعث بتحذير هذه المرة بقوله "لا بد في النهاية من الوصول الى حلّ وتفاهم لأننا جميعاً في مركب واحد وأي ثقب يحصل في هذا المركب يصيبنا جميعاً"، ليشير الى أن الاتصالات مستمرة لتشكيل الحكومة.

أضاف "ان الوضع الضاغط في المنطقة والاستحقاقات الداخلية تتطلّب الإسراع في ذلك، لكننا، في الوقت ذاته، نستنفد كل الاتصالات لتكون الحكومة منسجمة"، ليوضح "ان هناك الكثير من المطالب من قبل الكتل والأطراف التي دعمت ترشيحي، ونحن نقوم بمعالجتها مع فخامة رئيس الجمهورية".

وكان لافتاً أن برّي اعتاد، بعد لقاء الأربعاء، مع رئيس الجمهورية أن يتكلّم. هذه المرّة لاذ بالصمت بعدما ذكرت معلومات أن جهات داخلية تمنّت عليه عدم التصعيد في المواقف في هذه الأيام الدقيقة بعدما أشار مقرّبون الى أنه، وهو الذي طالما ركّز على تسويق التفاول، وصل الى نقطة اليأس التام، وأنه يريد أن يقلب الطاولة على الجميع قبل أن ينقلب الوضع على الجميع.

صلاة الميت

وقال المقرّبون أن برّي وضع حداً لصبره لأنه لا يمكن الاستمرار في مراوحة لا تضيّع الوقت فحسب بل تضيّع البلد في ظروف هي، حتماً، في ذروة الحساسية، ليوحي للنواب في لقاء الأربعاء معهم بأنه يستبعد، في الوقت الحاضر، صلاة الميت على الحكومة.

وقد ظهر عون، للمرة الأولى، منذ أشهر في ساحة النجمة (حيث مقرّ المجلس النيابي) فتردّد أن ظهوره جاء بعد تمنٍّ من برّي باللقاء من أجل إطفاء الجنرال قبل ساعات من مقابلته التلفزيونية، علّ الأيام المقبلة تحمل برداً وسلاماً، ولكن ليتبيّن أن هناك الآن لجنة الإدارة والعدل النيابية تبحث اقتراحه الخاص بتعديل النظام الخاص للمجلس.

على كلٍّ التقى "الأستاذ" والجنرال الذي قال انه "في المجلس النيابي ليست حالة الرئيس برّي بالويل بل هي حالة البلد بالويل".

 

أميركا ــ باكستان: معركة الاستخبارات

"فايننشال تايمز"/النهار

علاقة الاميركيين بالاستخبارات الباكستانية معقدة، فهي شريك وخصم في آن واحد، وذلك نظراً الى الصلات الخاصة التي تربطها بالجماعات الاصولية في باكستان ومحيطها. قبل "التعاون" في عملية تصفية بن لادن نشرت "الفايننشال تايمز" التقرير التالي عن هذه العلاقة المضطربة.

الذكريات في السفارة الأميركية في إسلام أباد قديمة وغير سعيدة. يرتعد المسؤولون فيها عندما يتذكّرون الروايات عن اقتحام بعثتهم وإحراقها بالكامل عام 1979. شنّ متشدّدون الهجوم بعد بث تقرير إذاعي إيراني زعم بنية سيئة أن الولايات المتحدة هاجمت مدينة مكة المكرّمة. ولو لم يختبئ الديبلوماسيون المذعورون في الملجأ، لما تمكّنوا من النجاة.

وهذه السنة، أذكى توقيف رايموند ديفيس في لاهور، وهو موظّف في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) وجندي سابق في القوات الخاصة، المخاوف القديمة وسط معمعة الاحتجاجات المناهضة لأميركا. وكشف النقاب أيضاً عن الخلافات بين "السي آي أيه" وجهاز الاستخبارات الباكستانية. يبدو أن الوكالتَين اللتين وجدتا قضيّة مشتركة في الحرب الأفغانية-السوفياتية في الثمانينات ولاحقاً في ملاحقة المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم "القاعدة" بعد الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة عام 2001، تتباعدان أكثر فأكثر في موقفهما من محاربة التطرّف الإسلامي. مديرية الاستخبارات هي "الدولة العميقة" في باكستان، وقد قاومت السيطرة المدنية عليها وبنت تحالفات مع المجموعات القتالية منذ وقت طويل. تعمل من طريق اللجوء إلى التهديد وتفيد من شبه إفلات من العقاب. بيد أن تعاونها مع الوكالات الاستخبارية الغربية يُعتبَر أساسياً لتحقيق استقرار أكبر في المنطقة، وإنهاء الحرب الأفغانية، وفهم أفضل للإرهاب العالمي. والاستخبارات الباكستانية التي يحتفي بها البعض في باكستان معتبرين أنها العمود الفقري لأمن البلاد، هي محط كره من البلدان المجاورة التي ترى أنها تقف خلف الهجمات على الهند وأفغانستان وربما أبعد من ذلك.

لجهاز الاستخبارات الذي تأسّس بعيد إنشاء باكستان عام 1947 وجود في مختلف أنحاء المجتمع، فهو يرصد التطوّرات من القيادة العليا والهجرة إلى المخبرين الصغار الذين يراقبون ردهات الفنادق. وتعتبر النظرة السائدة إلى الاستخبارات الباكستانية التي غالباً ما توصَف بأنها "دولة داخل الدولة"، أنه لا شيء تقريباً يحدث من دون علمها وموافقتها.

وللمديرية التي تقع تحت سيطرة الجنرال أشفق برويز كياني، قائد الجيش، سلطة محلية ودولية ساعدت الجيش على إحكام قبضته على البلاد على مر العقود. وقد أدّت دوراً في تدريب المقاتلين ودعمهم في أفغانستان خلال الاحتلال السوفياتي، وكذلك في تدريب المتمرّدين في كشمير ودعمهم. وشجّع الحكم العسكري خلال الجزء الأكبر من تاريخ باكستان القصير، جناحها السياسي على توسيع دوره كثيراً في الشؤون الداخلية بهدف فرض التعاون على السياسيين البارزين.

أثارت الحادثة التي وقعت في كانون الثاني الماضي، والتي تقرّ واشنطن أن ديفيس أطلق النار خلالها على مسلّحَين باكستانيين وأرداهما، شكوكاً قويّة بأن

باكستان مليئة بجواسيس أميركيين يقومون بـ"عمل الشيطان". يصرّ المسؤولون الأميركيون على أن ديفيس لم يكن أكثر من متعاقد مع "السي آي أيه" يوفّر الأمن للموظّفين المحليين والشخصيات البارزة التي تزور البلاد. لكن على الرغم من النفي الأميركي، تقول الروايات على لسان عسكريين كبار متقاعدين في الجيش الباكستاني إنه كان جاسوساً كبيراً يدير 3000 عميل تابعين لوكالة "السي آي أيه".

قبل عامين، أوردت الصحف المحلية في خبر أثار موجة مماثلة من الخوف، أن "بلاكووتر"، وهي شركة أمنية أميركية، تتهافت لشراء ممتلكات في إسلام أباد لإيواء دفق كبير من موظّفي الأمن الأجانب.

يقول وزير الداخلية الأسبق معين الدين هايدر "نظرة الرأي العام هي أن باكستان تواجه تحدّيات أمنية متزايدة من الولايات المتحدة، ربما بمساعدة من بعض الأفغان والهنود. وفي هذه الحالة، من الممكن أن جهاز الاستخبارات الباكستانية أصبح أكثر أهميّة" كوسيلة دفاع ضد الولايات المتحدة.

تقول واشنطن إن ديفيس يتمتّع بحصانة ديبلوماسية وتطالب بالإفراج عنه فوراً. بيد أن المؤسسة الأمنية الباكستانية – التي أزعجها جداً أن "السي آيه أيه" تعمل على أرضها بعيداً عن نطاق سيطرتها – تسعى إلى جعل حليفتها تدفع الثمن الأقصى قبل تحرير ديفيس. تصرّ "السي آي أيه" على أنها تعمل عن كثب مع نظرائها الباكستانيين "على مجموعة واسعة من التحدّيات الأمنية، بما في ذلك معركتنا المشتركة ضد القاعدة وحلفائها الإرهابيين". بالفعل، لا تزال باكستان تأذن لـ"السي آي أيه" إطلاق هجمات بواسطة الطائرات غير المأهولة وشنّها ضد أهداف غرب باكستان. بيد أن الأهمية الاستراتيجية لهذا الأمر تكمن أيضاً في أن الولايات المتحدة تعتمد على إسلام أباد – وجواسيسها – أكثر من أي وقت آخر.

تعتبر باكستان أن ما يُسبّب الإحراج الشديد لـ"السي آي أيه" هو لعبة النفوذ التي تهدف إلى جعل الاستخبارات الباكستانية تضاهي شريكتها الأميركية، ويشكّل هذا الإحراج جزءاً من نمط مألوف تستعمله باكستان لانتزاع الدعم من واشنطن. يقول البعض داخل المؤسسة الأمنية في الهند إن الاحتكاك الأخير ليس مفاجئاً. فهم يعتبرون أن الاستخبارات الباكستانية تقرّبت من الاستخبارات الصينية في الأعوام الأخيرة، فيما تتباعد الروابط مع الولايات المتحدة أكثر فأكثر. تنشر الاستخبارات الباكستانية ظلاً مترامياً جداً إلى درجة أن المسؤولين المدنيين يتحدّثون عنها بصوت مكتوم ولهجة تتوجّس خوفاً. وصفها وزير الخارجية شاه محمود قرشي الذي جرى الاستغناء عن خدماته منذ فترة قصيرة، وهو سياسي مقرَّب من الجيش، بأنها "مؤسسة وطنية قيِّمة". واستخدم الرئيس آصف علي زرداري التشبيه بالأقراط الثقيلة لوصف العبء الذي تحمله باكستان على كاهلها من خلال دعم الاستخبارات للمقاتلين. الإشارات الواضحة إلى الاستخبارات الباكستانية في الداخل نادرة؛ يخشى الصحافيون تعرّضهم للانتقام إذا ناقشوا نشاطاتها.

أنشأ الوكالة الميجور جنرال آر كوثوم، وهو ضابط في الجيش البريطاني خدم في باكستان وأصبح المدير الثاني للاستخبارات الباكستانية. وقد تعرّضت في سنواتها الأولى لانتقادات كثيرة بسبب الإخفاقات التي أحاطت بحرب باكستان مع الهند. وحتى الآن، لم يستوعب الجيش بعد الإخفاق الاستخباري في كشف التدخّل العسكري المفاجئ الذي نفّذته الهند في باكستان الشرقية سابقاً عام 1971 وأدّى إلى قيام بنغلادش. تحسّنت حظوظ الوكالة عندما بدأت، في ظل الحكم العسكري، تراقب المشهد السياسي في باكستان. لكنها بلغت مرحلة الذروة – وبنت روابط دولية – عند نهاية الحرب الباردة، عندما قدّمت الدعم لمجموعات قتالية في سياق المحاولة التي دعمتها الولايات المتحدة لطرد القوات الروسية من أفغانستان.

يقول حسن عسكري رضوي، وهو عسكري وباحث أمني "تعزّز نفوذ جهاز الاستخبارات الباكستانية خلال الحرب الأفغانية. فمن خلال التعاون الوثيق مع وكالات الاستخبارات والجيوش الأجنبية، أصبحت الاستخبارات الباكستانية نافذة للغاية. ولا يزال نفوذها كما هو". في التسعينات، وعلى الرغم من تعاقب حكومات مدنية على الحكم في باكستان، ظهرت الاستخبارات الباكستانية التي تولّى إدارتها تباعاً جنرالات في الجيش برتبة فريق، بأنها صانعة الملوك الأبرز في البلاد. على الرغم من أن المسؤولين يقولون إن المديرية تخلّت الآن عن أي دور رسمي في السياسة، يعتبر المحلّلون أنها تبقى عنصراً أساسياً في تحديد المصالح الباكستانية في مجالَي الأمن والسياسة الخارجية.

يتباهى مسؤولون كبار آخرون بالروابط التي تقيمها الاستخبارات الباكستانية مع قوى تراوح من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى الصين والسعودية. يعتبرون أن وكالتهم كانت فاعلة جداً في القبض على مقاتلي "القاعدة" حتى مع استمرارها في دعم مجموعات إسلامية أخرى. فعلى الرغم من النفي الرسمي، يشتبه الديبلوماسيون بأن الاستخبارات الباكستانية واصلت دعم حركة "طالبان" الأفغانية في حربها ضد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو). يقول أحد المسؤولين "في العقد الماضي، تعاونّا مع 50 وكالة استخبارية من مختلف أنحاء العالم، وهذا يفوق الدعم الذي قدّمته أي وكالة أخرى. وقد ساهمنا في توقيف ما يزيد عن 700 مقاتل ينتمون إلى تنظيم القاعدة وبينهم عناصر بارزون مثل خالد شيخ محمد (مخطّط الهجمات على الولايات المتحدة). وقدنا أيضاً العمليات التي أدّت إلى توقيف أكثر من 600 مقاتل في حركة طالبان. هل من وكالة أخرى حقّقت نجاحاً مماثلاً؟".

يقول أحد المسؤولين في جهاز الاستخبارات إن الوكالة تريد الحفاظ على علاقاتها مع "السي آي أيه" إنما على أساس "شراكة قائمة على قدم من المساواة"، مضيفاً "لا تدعونا نبدو وكأننا مغفّلون في عيون شعبنا. ساعدونا على خوض هذه الحرب بدلاً من الالتفاف علينا". بالنسبة إلى كثر، لقد تحوّل دور جهاز الاستخبارات الباكستاني من الاستخبارات المضادّة أو مكافحة التجسّس إلى إثارة المشكلات في المنطقة وإقامة روابط مع جماعات قتالية مثل "عسكر طيبة" وشبكة "حقّاني" في أفغانستان اللتين تتمتّعان الآن بدرجة من الاستقلال الذاتي. بيد أن بعض الديبلوماسيين الغربيين المعجبين بالأسلوب المباشر للجنرال باشا، يميلون إلى تبرئة ساحة الاستخبارات الباكستانية لعدم وجود أدلة كافية تدينها. فهم يعتبرون أن الاتصالات الكثيفة الجارية بين جهاز الاستخبارات الباكستانية والمجموعات القتالية ليست تعاوناً بقدر ما هي محاولة لإحكام السيطرة من جديد. يقول أحدهم "يعرف الناس جيداً أن الجيش وجهاز الاستخبارات يديران اللعبة في البلاد. لهذا من المهم استمالتهما. قد يكون جهاز الاستخبارات الباكستاني جزءاً من المشكلة، لكن يمكن أن يكون أيضاً جزءاً من الحل". بغض النظر عن مصير ديفيس، لقد أثبت السجال العلني حول مسألة تندرج عادةً في خانة السرّية الشديدة أن الشراكة لم تعد كما كانت عليه في نهاية الحرب الباردة وهي الآن "أقل من ودية". تفضّل الاستخبارات الباكستانية العقل على القلب. يقول طارق فاطمي، وهو ديبلوماسي باكستاني سابق "على الرغم من أن الأميركيين يملكون ربما أفضل الاستخبارات وينشرون عدداً كبيراً من الأشخاص في باكستان، يبدو أنهم لا يعرفون شيئاً. لا يمكن ببساطة أن ينجح الأميركيون من دون شراكة مع الاستخبارات الباكستانية"

*ترجمة نسرين ناضر     

 

دفاع عن النفس في مواجهة المحاصصين والمعتدين على الحيّز العام

بقلم محمد علي مقلد/النهار

تصوير الأزمة الحكومية على أنها ازمة وزير الداخلية يجسد عمق أزمتهم. انه أفضل أسلوب للتمويه على عقم ساسة يجددون نظامهم ولأنفسم بطريقة مبتكرة من التوريث السياسي.

زياد بارود ليس من حصة أحد، وإن حسبوه على رئيس الجمهورية، ففي لغتهم، ليس لرئيس الجمهورية حصة في الدولة. هكذا إذن يصير مقطوعا من شجرة، لا حسب ولا نسب! ليس هذا سوى التعبير البليغ عن حضيض السياسة في بلادنا. وليعذرني من يقرأ لي إن كررت العبارة الشهيرة التي قالها أحد الصحابة في وصف الحكم الرديء: إنه زمن الرويبضة، أي الزمن الذي يسوس العامة فيه سفهاء العامة.

باللغة المصرية، هو زمن البلطجية الذي استخدم الجمال والبغال في مصر للدوس على من تظاهر في سبيل  الحرية ومن أجل قيام الدولة المدنية، سياسيو لبنان  يبتكرون ما يشبه ذلك. يبتكرون ما يعبر عن عجزهم حتى عن إدارة الأزمة، لا عن حلها، يريدون أن يموهوا عاهتهم ويرموا بعبء المسؤولية على عاتق زياد بارود. أليس هذا من أساليب البلطجية (أو التشبيح باللغة اللبنانية)؟

التشبيح بدأ مع الحرب الأهلية يوم استعرت الحرب بين الثورة والدولة. من معانيه نشر الثقافة المعادية للقانون، أي العودة إلى ما قبل القانون، والسطو على الأملاك العامة والخاصة، وتقويض الدولة ومؤسساتها لحساب الدويلات-المزارع والمربعات الأمنية، حيث لكل مزرعة قانونها واقتصادها وأمنها وسياستها الخارجية، وهو، باختصار، تحويل دولة القانون والمؤسسات إلى دولة محاصصة. هذه من حصتي في الوزارة والنيابة والإدارة، الخ... وتلك من حصتك. اعطني هذه الوزارة وخذ تلك. أنا أسمّي المدير العام وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور. إن هذا من الفجور. والفجور أسلوب يستخدمه الشبيحة للعدوان على المال العام والملك العام والحيز العام الذي هو الدولة.

سياسيو لبنان العاجزون عن إدارة أزمتهم ينتظرون "الترياق من العراق"، يقفون مكتوفي الأيدي ويترقبون ما يمكن أن يأتيهم من تعليمات أو أوامر من سوريا و إيران و السعودية  والغرب، وليس منهم رجل دولة واحد يتجرأ على التنفس من غير إذن خارجي. قد يكون ذلك طبيعيا في ظل العولمة وترابط أطراف الكرة الأرضية بالاتصالات والاقتصاد والجغرافيا السياسية! نعم من الطبيعي أن نرى في العالم، وليس إلى كل منطقة فيه، ما يشبه القرية الكبرى، لكن من غير الطبيعي أن يتباهى سياسيو لبنان بعجزهم. قد يكون من الطبيعي أن يستشيروا مرجعيات لهم في الخارج ويستزلموا لها وينفذوا طلباتها، لكن من غير الطبيعي أن يعمموا قيمهم ويؤسسوا مدرسة للاستزلام في وطننا ويجعلوها واحدة من أسس بناء النظام.

قد لا يكون زياد بارود "فطحل زمانه" وقد لا يكون أفضل وزير تولى المسؤولية في هذه الوزارة أو في سواها، غير أن تجربته أكدت بما لا يدع مجالا للشك أنه من قلة من المسؤولين الذين كسبوا احترام اللبنانيين، وأكدت أن المسؤول يكسب الاحترام ويحقق النجاح بمقدار ما يحترم القانون والمؤسسات، أي بمقدار ما يحترم المواطن. إذن من الطبيعي أن يحاربوه لأنهم لا يريدون بناء دولة القانون بل دولة المحاصصة والبلطجية والتشبيح، ولا يريدون وجود مواطنين بل رعايا وأتباع ومستزلمين ممن يعيدون ويعلكون كلام أسيادهم، ولا يكتفون بتقاسم المال العام وإدارات الدولة، بل يتوزعون في ما بينهم ويشترون بأبخس الأثمان بطاناتهم من المتزلفين ومساحي الجوخ والانتهازيين والمتسكعين وصغار النفوس، ويستولون على تمثيل طوائفهم، ويقترفون باسمها أبشع الجرائم بحق الوطن، نعني بذلك جريمة الاعتداء على الدولة ومؤسساتها، الجريمة التي طالت بأذاها القضاء والجامعة اللبنانية وهيئات الرقابة وكل القوانين، من قانون الانتخاب وقانون الضرائب... حتى قانون السير.

لسنا نقصد بأن ندافع عن شخص، بل عن تجربة أجمعت استطلاعات الرأي على نجاحها، ونجاحها نابع من كون الوزير لا ينتمي إلى سلالتهم، وإذا كان من الممكن حسبانه على حصة أحد، فهو خير من مثل الكفاءات الأكاديمية والمهنية وجمعيات المجتمع المدني؛ هي دفاع عن النفس في مواجهة المحاصصين والمعتدين على الحيز العام: إن زياد بارود هو جزء من الحيز العام الذي ننتمي إليه. إنه أحد أشكال التعبير عن رغبتنا في قيام دولة القانون والمؤسسسات والكفاءة.

لا ندافع عن شخصه، مع أنه يستحق ذلك، ولا عن تفاصيل تجربته، فقد يكون ارتكب أخطاء خلال ممارسته السلطة، أو قبلها، حين كان عضوا في اللجنة الوطنية لصياغة قانون انتخاب (برئاسة فؤاد بطرس)، لكن مآخذ المحاصصين عليه والساكتين على الافتئات عليه لا تتناول أخطاء محتملة أو مؤكدة قد يكون ارتكبها، بل هي تصوب على أحد أهم ميزاته ومكامن قوته، على كونه قادما من خارج نظام المحاصصة المقيت، وهي تريد أن تطرده حتى لا يكرس، من خلال وجوده في السلطة، نموذجا لما ينبغي أن يكون عليه التمثيل السياسي في الحكومة، ولا التمثيل السياسي في المجلس النيابي: دولة الشبيحة والبلطجية هي النقيض لدولة القانون المدنية، لدولة المواطنة اللاطائفية.

تصوير الأزمة الحكومية على أنها أزمة وزير الداخلية يجسد عمق أزمتهم. إنه أفضل أسلوب للتمويه على عقم ساسة يجددون نظامهم ويجددون لأنفسهم بطريقة مبتكرة من التوريث السياسي الذي يهدف، في صيغته اللبنانية، إلى الحؤول دون تجديد النخب السياسية في المجلس النيابي أو في مجلس الوزراء أو في الإدارات إلا بالأزلام والمحاسيب والأبواق.

خيار التوزير من خارج الطاقم السياسي، أي من ممثلي المجتمع المدني والكفاءات الأكاديمية والمهنية، الذي اعتمده رئيس الجمهورية بخجل في حكومة عهده الأولى، هو المقصود بالهجوم على زياد بارود. ذلك لأنهم لا يريدون لهذه التجربة أن تتكرر أو تستمر، يريدون وضع حد لها، بالبلطجة والتشبيح. لكن هذا الخيار يبقى المخرج الوحيد المتاح أمام رئيس الجمهورية والرئيس المكلف للدفاع عن الدستور كآخر مؤسسة لم تنل منها البلطجة، وحتى تبقى رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة محصنتين ضد جشعها. الدستور، هذا ما تبقى لنا نحن اللبنانيين الحريصين على إعادة بناء الوطن والدولة، دولة القانون والمؤسسات والكفاءة وتكافؤ الفرص، دولة الحريات والديموقراطية. إنه حصننا الأخير في مواجهة تكالب المحاصصين على نهب الدولة وتهشيم القانون وتدمير الوطن. *(كاتب)

 

لبنان فَقَد فرصة التقاط المبادرة مع انشغال الدول عنه

أين المكاسب المسيحية في عرقلة تأليف الحكومة؟

روزانا بومنصف/النهار     

ينأى المسؤولون السياسيون في قوى 8 آذار وسط التخبط الذي يعانونه في تأليف الحكومة عن الوضع السوري والازمة التي يواجهها النظام في دمشق وانعكاسها عليهم من حيث غياب الحسم أو التأثير على الافرقاء الحلفاء لها أمام رؤساء البعثات الديبلوماسية ويحصرون أزمة تأليف الحكومة بالعوامل الداخلية المتصلة بالطلبات المتشددة للعماد ميشال عون ورغبته في "كسر" رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وبات الكلام واضحا وعلنيا تقريبا لدى هؤلاء المسؤولين في موضوع رمي الكرة في ملعب العماد عون والتنافس بينه وبين رئيس الجمهورية على حقيبة الداخلية بعدما روعيت الى حد بعيد منذ البدء وليس منذ إعلان وزير الداخلية زياد بارود أخيراً عزوفه عن تسلّم هذه الحقيبة باعتبار أنه بات خارج احتمالات تسلّم هذه الوزارة منذ رسمت الخطوط العامة للحصص قبل بعض الوقت، وفق ما تكشف بعض المصادر المعنية.

ولذلك فان الصورة التي عممت لدى الاوساط الديبلوماسية هي ان اسباب عدم تأليف الحكومة داخلية مع الحرص على نقل تشجيع سوري الى المسؤولين اللبنانيين بتأليف الحكومة اليوم قبل غد وأن عون هو من يعرقل تأليف الحكومة، وليس "حزب الله" أو سوريا على رغم وجود آراء متعددة ومختلفة في هذا الاطار، وإن كان زعيم "التيار الوطني الحر" يسند ظهره الى دعم حليفه، وهو لذلك بات يحصد انطباعات سلبية تلتقي البعثات الديبلوماسية حولها على نحو يثير تساؤلات عن مدى الفائدة التي يمكن أن يحصدها المسيحيون في ظل تعطيل ينسب الى قيادات لهم، أكان ما يتعلق بالخلاف بين الرئيس سليمان والعماد عون أم ما يتعلق بالسقف المرتفع لهذا الاخير في الحصة الحكومية التي يطالب بها، فيما تزداد هجرة الشباب المسيحي على نحو يستنزف قدراتهم ووضعهم ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة أيضاً.

فحتى الآن لم تحصل مقاربة لموضوع تأليف الحكومة من زاوية مكاسب المسيحيين أو خسارتهم الى خسارة اللبنانيين من التأخير الحاصل، بل حصلت المقاربة في حسابات الأفرقاء المعنيين علماً أن الاستنزاف نال من جميع الأفرقاء المعنيين بعملية التأليف على السواء بدءاً من رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة وصولا الى رئيس مجلس النواب و"حزب الله" والعماد عون بحيث يعزو البعض أسباب العرقلة الى أسباب خارجية، تارة تتصل بالضغوط الدولية أو بالعراقيل الاميركية ويظهرون أن بت الامر الحكومي ليس في يدهم. ومع ان اعتقاداً يسري بأن مجرد تأليف حكومة تضم شخصيات تحظى ببعض الثقة يمكن ان يطيح هذه الانطباعات وخصوصا اذا أولت الحكومة الشؤون اليومية الضرورية للبنانيين اهتمامها، فإن هناك ثغرة أو نافذة على وضع مسيحي يثير التساؤلات راهناً انطلاقاً من أمرين: الى أين يذهب التعاطف في الاوساط المسيحية؟ وهل هو لمصلحة تعزيز قوة رئيس الجمهورية وحصته في وجه محاولة تحطيم هيبته أم في مصلحة عون؟ وهل في استطاعة البطريرك الماروني الجديد مار بشارة بطرس الراعي ان يتولى رأب الصدع بين الجانبين في ظل مطالبته بالاسراع في تأليف الحكومة؟ والامر الآخر يتصل بما اذا كانت العرقلة المسيحية التي تبدو في الواجهة في الموضوع الحكومي تعبر عن استمرار الفريق المسيحي في لبنان قوياً في المعادلة الداخلية الى حد ربط القرار الداخلي به أم إنه يشكل تغطية فعلية لعرقلة أخرى يعتقد كثر بوجودها نتيجة التسليم بأن المونة من جانب سوريا أو من جانب الحزب على عون قد تساعد في حال حصولها على تليين مطالبه. وهذا السؤال الأخير يرتبط بواقع يسمعه هؤلاء من سياسيين كثر عن وجود طرفين مقررين أساسيين في الداخل اللبناني وليس واضحاً لماذا يأخذ الأفرقاء المسيحيون في قوى 8 آذار رأي هؤلاء على عاتقهم مسؤولية الوصول بالبلاد الى أزمة خطيرة تتعطل فيها مصالح اللبنانيين إضافة الى المساهمة في اهتزاز صورتهم بالنسبة الى الخارج من حيث الدور الايجابي الذي يضطلعون به على المستوى السياسي. وهذا أمر لن يكون ممكناً التغاضي عنه بسهولة، بحسب هذه الأوساط، لأن هذه الأخيرة تسمع ان الحكومة العتيدة مرشحة لأن تشهد جولات أو معارك سياسية مماثلة مع سعي الفريق المسيحي الى الاستئثار بكل التعيينات المسيحية المقبلة في الادارة وتالياً خوض معركة مماثلة لتلك التي تجري اليوم على خط كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وخصوصاً ان في الأفق معركة انتخابات نيابية ومعركة رئاسة جمهورية بدأت تحضر العدة لهما بعيداً من المعطيات الجديدة التي يمكن أن تبرز في المنطقة على ضوء متغيراتها.

ويساور الاوساط الديبلوماسية بعض الأسف لعدم التقاط لبنان الفرصة التي برزت في انشغال الدول الاقليمية بشؤونها الداخلية من أجل الدفع نحو دينامية لبنانية تعيد إنتاج حالة سياسية داخلية جديدة واظهار أنه لا يمكنهم فعل ذلك من دون دفع أو إذن خارجي. ففي ظل الازمات الكبيرة التي تعيشها دول عدة في المنطقة يبدو لبنان بدوره في أزمة أخرى على الهامش في ظل عجز كلي لديه عن التقدم عبر تأليف حكومة تسير شؤونه. وهو فقد بذلك المزيد من أي إغراء لأن يشكل ملاذًا آمناً إن لأموال الخارج المضطرب أو للسياحة أو للاستقرار في حين أن أوضاع الدول المجاورة كان يمكن أن تؤمن للبنان فرصة لالتقاط أنفاسه بعض الشيء وتحصين وضعه.