المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار 05 أيار
/2011

 

إنجيل القدّيس يوحنّا .21-18:15

إِذا أبغَضَكُمُ العالَمُ فَاعلَموا أَنَّه أَبغَضَني قَبلَ أَن يُبغِضَكم. لو كُنتُم مِنَ العالَم لأَحَبَّ العالَمُ ما كانَ لَه. ولكِن، لأَنَّكم لَستُم مِنَ العالَم إِذ إِنِّي اختَرتُكم مِن بَينِ العالَم فلِذلِكَ يُبغِضُكُمُ العالَم.  أُذكُروا الكَلامَ الَّذي قُلتُه لَكم: ما كانَ الخادِمُ أَعظمَ مِن سَيِّده. إِذا اضطَهَدوني فسَيَضطَهِدونَكم أَيضاً. وإِذا حَفِظوا كلامي فسيَحفَظونَ كَلامَكم أَيضاً.  لا بَل سيَفعَلونَ ذلكَ كُلَّه بِكُم مِن أَجْلِ اسمي لأَنَّهم لا يَعرفونَ الَّذي أَرسَلني.

 

سورية: الاحتجاجات تصل إلى حلب والدبابات تنتشر بين حمص وحماه

نيويورك - راغدة درغام؛ دمشق، نيقوسيا، باريس - «الحياة»، أ ف ب، رويترز

ارسل الجيش السوري تعزيزات إلى مداخل المدن الرئيسية، في تحركات قال ناشطون سوريون انها تهدف إلى منع تظاهرات يتوقع ان تكون حاشدة الجمعة المقبل. كما زاد نقاط التفتيش حول هذه المدن، وسط حملة اعتقالات غير مسبوقة طاولت نحو ثمانية آلاف شخص بين معتقل ومفقود، بحسب منظمات حقوقية سورية.

إلى ذلك أجرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أتصالا هاتفيا أمس مع الرئيس السوري بشار الأسد كرر خلاله مطالبته بـ»الوقف الفوري للعنف والاعتقال الجماعي للمتظاهرين المسالمين في سورية، وكذلك بإجراء تحقيق مستقل في القتل الذي وقع خلال المظاهرات، بما في ذلك ما يقال عن قيام عسكريين وضباط أمن بالقتل». ولفت ايضا إلى ضرورة احترام حقوق الانسان. وحض على تنفيذ إجراءات الاصلاح التي أعلنت عنها الحكومة السورية وبشكل خاص أهمية «الحوار الصادق والشامل». وطالب الأمين العام الرئيس السوري أن يفتح فورا ممرات الدخول الحر للأمم المتحدة إلى المدن السورية لتقويم الوضع الانساني وتقديم الحاجات الانسانية. وأعرب عن تقديره لإستعداد الرئيس السوري النظر في مثل هذا التقويم في درعا، معبرا عن «قلقه البالغ من افرازات الوضع الانساني نتيجة التطورات في عدة مدن سورية».

 

وربط السفير البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال بين ملفي سورية وليبيا، إذ تحدث عن «الوضع المتدهور في سورية»، وحض على الاستعداد للنظر في تحقيق العدالة في سورية عبر المحكمة الجنائية الدولية لضمان عدم الافلات من العقاب. وقال «ان القمع يجب ان يتوقف فورا والحكومة السورية تقع عليها مسؤولية حماية المتظاهرين المسالمين بدلا من الهجوم عليهم وهؤلاء المسؤولين عن العنف يجب ان يحاكموا، فلا مجال للافلات من العقاب».

 

في موازة ذلك وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجدداً، العنفَ ضد المحتجين في سورية بأنه «غير مقبول»، معلنا أنه في اللحظة التي اعتمد فيها النظام السوري نهجَ العنف بحق شعبه «فإن سياسة اليد الممدودة توقفت». فيما دعت الخارجية الفرنسية رعاياها الى مغادرة سورية.

 

ميدانياً، قال شهود إن دبابات وناقلات جند مدرعة للجيش السوري تنتشر حول بلدة الرستن المضطربة التي كانت من مراكز الاحتجاج على الطريق بين حمص وحماة. وقال ناشط لوكالة «فرانس برس» إن «الجيش ارسل تعزيزات إلى المدخل الشمالي للمدينة». وأضاف أن «المتظاهرين يطالبون بالتحقيق في مقتل 18 شخصاً سقطوا في التظاهرة السلمية الجمعة» الماضي. وأعرب ناشط حقوقي آخر في حمص عن خشيته من «هجوم وشيك» على التلبيسة والرستان اللتين تبعدان على التوالي 13 كلم و22 كلم عن حمص، لافتاً إلى وجود نحو خمسين دبابة للجيش على الطريق بين حمص وحماه وتحديداً على «جسر تيرنعلة». وكان الجيش السوري قد عزز انتشاره أول من امس داخل بانياس وحولها. كما زاد بشكل واضح من نقاط التفتيش حول دمشق. ويأتي ذلك فيما توسعت دائرة الاحتجاجات لتشمل لأول مرة مدينة حلب، ثاني أكبر المدن في البلاد، بالإضافة إلى دمشق وبانياس والقامشلي التي شهدت تظاهرات أمس وليل أول من أمس، رغم تحذير السلطات.

وفي دمشق شارك نحو 150 طالباً من جامعتها في اعتصام تضامني مع درعا التي يحاصرها الجيش منذ 25 نيسان (أبريل)، بحسب ناشط حقوقي. كما جرت تظاهرة في حلب (350 كلم شمال دمشق) ثاني مدن البلاد، بعدما كانت واحدة من المناطق التي لم تشهد احتجاجات من قبل. كذلك تحدى مئات المتظاهرين في بانياس، المحاصرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، السلطات بالخروج في تظاهرات احتجاجية. وطالب نحو ثلاثة آلاف شخص بـ «رفع الحصار عن هذه المدينة وكذلك عن درعا».

وبحسب ناشطين، أعتقل ستة أشخاص على الأقل بعد أن سيطرت قوات الأمن على بانياس.

إلى ذلك قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مئات السوريين أحيلوا للقضاء بتهمة «النيل من هيبة الدولة وإثارة الشغب». وتم توجيه هذه التهمة التي تبلغ عقوبتها بالسجن ثلاث سنوات إلى مئات ممن اعتقلوا قبيل صلاة يوم الجمعة الماضي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «رويترز» إن الاعتقالات الجماعية مستمرة في أنحاء البلاد. فيما قال وسيم طريف رئيس منظمة «إنسان» لحقوق الإنسان إن عدد المعتقلين والمفقودين خلال الأيام الثلاثة الماضية وصل إلى نحو ثمانية الاف شخص.

الى ذلك، اعلن مصدر عسكري سوري مساء ان وحدات الجيش والقوات المسلحة في درعا «تتابع مهتمها التي شارفت على الانتهاء بعد تحقيق معظم الأهداف التي دخلت من أجلها حيث تمت ملاحقة ما تبقى من فلول العناصر الإرهابية المسلحة التي كانت تروع السكان الآمنين وتنشر الذعر والخراب والقتل في جميع الأحياء». وقال المصدر ان وحدات الجيش «تمكنت من إلقاء القبض على العشرات منهم ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة والذخائر المتنوعة في أماكن مختلفة ما ساهم في إعادة الشعور والطمأنينة لسكان المدينة».

 

كيف عثرت الولايات المتحدة على بن لادن وقتلته؟

ديفيد إغناتيوس/الشرق الأوسط

يظهر الهجوم على أسامة بن لادن - في عملية سريعة وقوية مثل العمليات التي تشاهدها في أي فيلم عن الجاسوسية - أن وكالة المخابرات المركزية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة فائقة السرية والتابعة للجيش قد اتحدا ليكونا ما يرقى إلى أن يكون آلة قتل بالغة الفعالية.

ويتم اختزال هذه العمليات في ثلاثة أشياء: «العثور على الهدف، وتحديده، ثم القضاء عليه». وتقوم وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من وكالات الاستخبارات بأول خطوتين. ويبين الهجوم على بن لادن أن هذه العملية قد تستغرق سنوات من العمل السري الدؤوب، ثم يأتي بعد ذلك دور قيادة العمليات الخاصة المشتركة «للقضاء على الهدف». يظهر هذا الدمج مدى ملاءمة عمل أطراف سياسة مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة بعضها مع بعض، كما يلقي الضوء على واحد من أكبر الألغاز المحيرة في وكالة الاستخبارات المركزية، وهو ما إذا كان بمقدورها العمل بشكل فعال مع جهاز الاستخبارات الباكستاني، ويبدو أن الإجابة هي: «في بعض الأحيان».

بدأت العملية التي أدت إلى الوصول إلى مخبأ بن لادن في مدينة أبوت آباد، نحو 75 ميلا إلى الشمال من إسلام آباد، بين عامي 2002 و2004، من خلال استجواب وكالة الاستخبارات المركزية «لأهداف ذات قيمة عالية» من تنظيم القاعدة، في مواقع سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية في الخارج، حيث ذكر عدد من المعتقلين «الاسم الحركي»، أو كنية واحد من رسل بن لادن. وتم عرض بعض المعتقلين الذين أكدوا الاسم الحركي للرسول على «تقنيات استجواب متقدمة»، وهو الاسم الرسمي الذي تطلقه وكالة الاستخبارات المركزية على ما يتم النظر إليه الآن على أنه تعذيب، وهو ما يضيف غموضا أخلاقيا لهذه القصة، التي يفترض أن تكون انتصارا لقيم العدالة. أمضت وكالة الاستخبارات المركزية سنوات وهي تحاول الكشف عن هوية رسول بن لادن، ومن خلال استخدام مصادر لن يكشف عنها المسؤولون الأميركيون، توصلت الوكالة أخيرا إلى اسم الرسول في عام 2007، جنبا إلى جنب مع حقيقة مهمة، وهي أن الرسول كان له شقيق. وفي أوائل عام 2009، قام فريق من مركز مكافحة الإرهاب التابع للوكالة بتتبع الرسول إلى مجمع سكني في أبوت آباد يسكن فيه هو وشقيقه.

ولم تعلم باكستان سوى القليل عن مطاردة بن لادن، خوفا من تسرب المعلومات، ولكن صرح مسؤول أميركي أن الباكستانيين قد عرضوا بعض المساعدة. وأضاف: «لقد قدموا معلومات ساعدتنا في تحديد مكان قد يكون أحد الشقيقين موجودا به. لم يخبرونا أنه كان في أبوت آباد، ولكن المعلومات التي قدموها لنا ساعدتنا في أن نقتفي أثره إلى هناك».

والآن تشك الوكالة في مكان وجود بن لادن، ولكنها ليست متأكدة من ذلك، وأكدت المراقبة أن هذا المجمع السكني كان غير عادي، حيث كانت الجدران المحيطة به ترتفع إلى أكثر من 18 قدما، وحتى جدران الشرفات كان ارتفاعها يصل إلى 7 أقدام، وكان المجمع يتمتع بنظام أمني غير عادي، فلا يوجد به خدمة الهاتف أو الإنترنت، ويقوم بحرق القمامة بانتظام. واصلت وكالة الاستخبارات المركزية رقابتها، وخلص المحللون إلى أن عائلة أخرى كانت تعيش سرا في المجمع السكني، جنبا إلى جنب مع الشقيقين، وتطابق عدد أفراد الأسرة وغيره من التفاصيل مع أسرة بن لادن. وفي أغسطس (آب) الماضي، تم إطلاع الرئيس أوباما على هذا الدليل «الظرفي» الحاسم، حسب تصريحات مسؤول أميركي.

وخلال هذا العام، بدأت قيادة العمليات الخاصة المشتركة في إعداد عملية «القضاء على الهدف»، وذلك عن طريق أعضاء القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية، التي تعد أفضل وحدات مكافحة الإرهاب. وكان أمام أوباما خياران؛ إما تفجير المجمع، وإما شن غارات على مراحل، وفضل أوباما الاختيار الثاني، لأن الولايات المتحدة كانت بحاجة للعثور على جثة بن لادن. ومن الأشياء المحيرة في هذه العملية هو هل كانت الحكومة الباكستانية على علم بهوية من يختبئ في أبوت آباد أم لا. إنها ليست منطقة نائية، حيث تقع على بعد ميلين من الكلية العسكرية الباكستانية. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، إن وكالة الاستخبارات المركزية قد درست بعناية هذه المسألة، ولكنها لم تصل إلى «أي دليل» على معرفة الحكومة الباكستانية بمكان بن لادن، ولكن هذا لا يعني القول بكل تأكيد إن الباكستانيين لم يكونوا على علم بذلك، وإنها سمحت للمخابرات الباكستانية ووكالة الاستخبارات المركزية بمواصلة العمل كشركاء. لم يقل مدير وكالة الاستخبارات المركزية، ليون بانيتا، الذي أشرف على العملية شيئا للباكستانيين، إلى أن غادرت المروحيات الأميركية أبوت آباد عائدة إلى أفغانستان. لكن المسؤولين الأميركيين وصفوا رد الفعل الباكستاني، الذي تلا العملية، بالمتعاون، وحث المسؤولون الأميركيون الرئيس أوباما على أن يدلي بخطابه، الذي جاء في ساعة متأخرة، حتى يعلم الباكستانيون في الحال أن الولايات المتحدة هاجمت بن لادن ولم تهاجم أهدافا باكستانية. وقد وعدت إسلام آباد بمحاولة تخفيف غضب الشارع الباكستاني، الذي جاء في التصريحات الداعمة يوم الاثنين. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل موت بن لادن يعني انتهاء «القاعدة»؟ لا يرى محللو وكالة الاستخبارات هذه النتيجة، لكنهم خلصوا إلى أن العملية ستسارع في موتها، وأن هذه المنظمة تقف الآن على شفا مرحلة حرجة يمكن أن تؤدي إلى انهيارها. الجائزة الخفية لغارة يوم الأحد هي فريق قيادة العمليات الخاصة المشتركة، الذي جمع معلومات من المجمع قد تكشف عن موقع أيمن الظواهري، الرجل الثاني في قيادة التنظيم، أو بحسب ما قاله مسؤول أميركي شارك في التخطيط للعملية، «وهو ما يعني المكان الذي سنتوجه إليه المرة القادمة». * خدمة «واشنطن بوست»

 

تظاهرة سورية أمام الجامعة العربية بالقاهرة اليوم

حميد غريافي/السياسة/تنطلق اليوم الخميس تظاهرة ضخمة الى مقر جامعة الدول العربية في القاهرة تنظمها المعارضة السورية في الخارج وابرز الناشطين ضد نظام بشار الاسد بمشاركة الثوار المصريين.ومن اهم منظمي هذه التظاهرة المعارض السوري الناشط مأمون الحمصي الذي اعتقله نظام الاسد مرات عدة, وهو نائب سابق في البرلمان في دمشق جرى تجريده من حصانته وطرده من مجلس النواب بسبب مواقفه الانسانية المعارضة لقمع النظام وتجاوزاته. وقال الحمصي ل¯"السياسة" في اتصال به لندن من القاهرة امس: ان التظاهرة ستركز على جامعة الدول العربية "التي لم تتحرك حتى الآن لرفع الضيم عن الشعب السوري الذي يُقتل في الشوارع ويُسحب الى المعتقلات, حتى ان اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان مقررا عقده في الجامعة جرى تمييعه وتأجيل موعده لأسباب غير منطقية, ما يوحي بأن للنظام السوري ضلعا في ذلك".

 

تل أبيب: اغتيال نصر الله بات شرعياً

تل أبيب - يو بي اي: اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق أهارون زئيفي فركاش أن قتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن يعطي شرعية لاغتيال من وصفهم ب¯"الإرهابيين" وأن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يدرك ذلك. وقال فركاش لصحيفة "هآرتس" في عددها الصادر امس, إن "علينا ألا ننسى أننا لسنا دولة عظمى وليس كل ما هو مسموح للأميركيين مسموح لنا, ورغم ذلك فإنه يوجد هنا تغير تدريجي في قواعد المواجهة في إطار الحرب ضد الإرهاب وتم فتح باب واسع للمناورة, ونصر الله أيضا يدرك ذلك". واضاف "توجد شرعية أكبر لإسرائيل أيضاً لتنفيذ خطوات ضد قادة المنظمات الإرهابية التي ترفض أي نوع من المفاوضات".

 

معارضون سوريون يتسلمون ألبومه اليوم 

مغن إسرائيلي يسجل أغاني "ثورية" بالعربية لدعم إسقاط الأسد

تل أبيب - يو بي اي: سجل المغني الإسرائيلي عمير بينايون مجموعة أغانٍ باللغة العربية بمبادرة عضو الكنيست ونائب وزير تطوير الجليل والنقب أيوب القرا بادعاء أنها تشجع المشاركين في الاحتجاجات ضد النظام في سورية وتساعد على إسقاط الرئيس بشار الأسد. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت", أمس, أن بينايون أصدر في الأيام الأخيرة ألبوما غنائيا تضمن أغنيات عدة بالعربية بينها أغنية بعنوان "زيني" تبرز فيها لكنة الإسرائيليين عندما يقولون كلاماً بالعربية. وأوضحت أن قصة هذا الألبوم الغنائي بدأت قبل بضعة أسابيع بمبادرة عضو الكنيست العربي الدرزي أيوب القرا من حزب الليكود المعروف بتصريحاته اليمينية المتطرفة, مشيرة إلى أنه "يقيم علاقات مع معارضين في سورية منذ فترة طويلة", وأنه في إحدى المحادثات معهم عبر المعارضون عن إعجابهم بأغنية "زنغا زنغا" التي أنتجها الموسيقي الإسرائيلي نوي ألوش والمستوحاة من خطاب للعقيد الليبي معمر القذافي. وأضافت أن القرا "وعد المعارضين بتقديم مساعدة مشابهة", وتوجه إلى بينايون "الذي يعرفه المعارضون السوريون" وبحث معه إمكانية "إرسال أغان احتجاجية إلى الجيران في الشمال وبلغتهم من أجل تشجيع المحتجين". وأشارت الصحيفة إلى أن بينايون قرر "التجند للمعركة" وكتب, خلال الأسبوعين الماضيين, كلمات أغان تستند إلى سفر الجامعة في التوراة ولحنها بأسلوبه الغنائي المميز, وضمن عددا من هذه الأغاني في "ألبوم دولي بالعربية" بعنوان "زيني" على اسم إحدى أغانيه "لكي تصبح أغنية رائجة في سورية وتساعد على إسقاط الأسد". ويعتزم القرا السفر إلى تركيا اليوم حاملاً معه عشرات النسخ من ألبوم أغاني بينايون ليسلمها إلى مندوبين عن 15 منظمة سورية معارضة. ونقلت الصحيفة عن القرا قوله إن المنظمات السورية المعارضة التي يجري اتصالا معها "سيحاولون تحويل هذه الأغاني إلى أغاني الثوريين" في إشارة إلى المحتجين في سورية.

 

اعتصام في جامعة دمشق وتظاهرات في حلب وبانياس وانتشار عسكري قرب حمص   

سورية: 8 آلاف معتقل أو مفقود والمعارضون يتعهدون مواصلة الثورة

دمشق - وكالات: تعهد المعارضون للنظام السوري مواصلة "ثورتهم" عبر تنظيم تظاهرات في جميع أنحاء البلاد, فيما يستمر الجيش بمحاصرة مراكز عدة للحركة الاحتجاجية, وسط معلومات حقوقية أن عدد المعتقلين أو المفقودين يمكن أن يتجاوز الثمانية آلاف. وجاء في بيان للجان تنسيق التظاهرات في مدن عدة: "مستمرون في ثورتنا وفي مظاهراتنا السلمية في كافة ارجاء سورية حتى تحقيق مطالبنا بالحرية". والمدن هي درعا (جنوب) وبانياس (شمال غرب) المحاصرتان, والمدينة الصناعية في حمص ثالث المدن في وسط البلاد.

ودان الناشطون قمع النظام منذ اسابيع والاعتقالات الواسعة في صفوف المعارضين, مؤكدين أن "السلطة عمدت خلال الأيام الأخيرة الى تكثيف عمليات الاعتقال بشكل فاق كل حد, بحيث اصبح متوسط عدد الاعتقالات يومياً لا يقل عن 500 شخص".

واشاروا الى "حملات مداهمة مكثفة تستهدف كل يوم مناطق بعينها, بالاضافة الى الاعتقالات المتفرقة المستمرة", منددين ب¯"استخدام السلطة أبشع الاساليب في عمليات الاعتقال التعسفي, حيث يقوم عشرات العناصر الأمنية المسلحة باقتحام المنازل والتعرض لأهلها بالإهانة والترهيب".

وأكدوا أن "أوساط اجهزة الامن فشلت في ايقاف المظاهرات عبر مختلف وسائلها القمعية بدءاً من حصار المدن وقطع الاتصالات عنها, وانتهاء بإطلاق الرصاص الحي وقتل المئات من السوريين". من جهته, كشف المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الانسان "انسان" وسام طريف ان عدد "المعتقلين او المفقودين يمكن ان يتجاوز الثمانية آلاف", مشيراً إلى أن منظمته تمكنت من التأكد من توقيف 2843 شخصاً, بينهم 891 في درعا ومحيطها و103 في الزبداني و108 في مضايا (شمال غرب دمشق) و384 حول دمشق و636 في حمص ومحيطها و317 في اللاذقية و267 في جبلة و37 في طرطوس, المدن الثلاث الواقعة على المتوسط. وأضاف ان هناك 5157 اسما آخر يجري التحقق منهم, بينهم 4038 في درعا ومحيطها.

في غضون ذلك, كشف شاهد عيان ان طابوراً من 30 دبابة تابعة للحرس الجمهوري وما يصل الى 70 شاحنة محملة بالجنود شوهد على الطريق الدائري السريع المحيط بدمشق.

واضاف الشاهد وهو عضو سابق في الجيش, طلب عدم كشف المزيد عن هويته, ان "كل شاحنة تحمل من 20 الى 30 جندياً. القافلة كانت متجهة إما الى الشمال باتجاه حمص أو الى الجنوب باتجاه درعا". وأكد سكان ان دبابات وناقلات جند مدرعة انتشرت منذ صباح أمس عند المشارف الشمالية لمدينة الرستن (على الطريق بين حمص وحماه) على بعد 20 كيلومتراً شمال حمص و15 كيلومترا من مدخلها الجنوبي. وأفادت معلومات أن المتظاهرين, الذين أزالوا تمثالاً لحافظ الاسد قبل أسابيع في هذه المدينة, يطالبون بالتحقيق في مقتل 18 شخصاً سقطوا في التظاهرة السلمية الجمعة الماضي. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة والتهديد بالاعتقال, نفذ حوالي 150 طالباً, أمس, اعتصاماً تضامنياً مع مدينة درعا.

وقال ناشط حقوقي "نفذ 100 الى 150 طالبا اعتصاما للاعراب عن تضامنهم مع درعا هاتفين: بالروح بالدم نفديك يا درعا وارفعو الحصار عن درعا", مشيراً إلى أن الاعتصام لم يستمر وقتاً طويلا حيث فرقته قوى الأمن بالقوة. وجاء الاعتصام غداة تظاهرة في حلب (350 كلم شمال دمشق) ثاني مدن البلاد, بعدما كانت واحدة من المناطق التي لم تشهد احتجاجات من قبل.  وقال ناشطون ان مئات الاشخاص شاركوا في التظاهرة التي فرقتها قوات الامن. وحسب شريط فيديو وضع على موقع "يوتيوب", ردد المتظاهرون "بالروح بالدم نفديك يا درعا" وكذلك "ارفعوا الحصار ارفعوا الحصار" وهم يصفقون. وفي بانياس (شمال غرب) المحاصرة من الجيش منذ اكثر من اسبوع, طالب نحو ثلاثة آلاف, أول من أمس, ب¯"رفع الحصار عن هذه المدينة وكذلك عن درعا", ورددوا شعارات تدعو الى إسقاط النظام.

من جهة اخرى, ذكرت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطة, أمس, ان الرئيس بشار الاسد أكد خلال لقاء, أول من أمس, مع وجهاء من دير الزور والبوكمال والميادين, المدن الواقعة شرق سورية, ان "وحدات الجيش التي دخلت درعا في 25 ابريل (الماضي) ستنجز مهمتها قريبا", مضيفاً ان "كل دول العالم يمكن ان تشهد حوادث مثل تلك التي جرت في درعا".

 

فتفت: لو أراد "حزب الله" حكومة لضبط عون 

وكالات/عتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أنّه "لأوّل مرة في تاريخ لبنان السياسي، يوجد فريق سياسي أكثري، فرض نفسه بانقلاب، ويملك أكثريّة نيابية عبر القمصان السود، واستلم الحكم وهو عاجز عن تأليف حكومة من لون واحد"، لافتاً إلى أنّ "ممارسة هذا الفريق السياسية تدل على أنه إما أنه يريد التعطيل في المؤسسات أو أنه غير قادر على الحكم"، وقال: "أنا أتّهم "حزب الله" بالتعطيل الحالي، فللحزب مصلحة بالفراغ السياسي في البلد". فتفت وفي حديث لـ"أخبار المستقبل" رأى أنّ "سلاح المقاومة انتهى دوره ويجب أن يصبح السلاح في يد الدولة، وهو يستعمل فقط للاستخدام السياسي الداخلي"، واعتبر أنّ "هذا السلاح أصبح بعد عام 2006 سلاح ميليشا"، لافتاً الى "أنه منذ خمس سنوات هذا السلاح لم يوجّه إلى إسرائيل بل إلى الداخل". ولفت فتفت إلى أنّ رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان "يعتبر أنّ الامن لا يجب أن يستعمل في اللعبة السياسية، لذلك يريد أن تكون الوزارات الأمنيّة بعيدة عن الحسابات السياسية، وخاصة أنّه استُعمل في الفترة السابقة وأدى الى نتائج سلبية، وبالتالي سليمان يتصرف بوعي وطني كامل، بينما رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون يريد أن يصفّي حسابات مع المدير العام للأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وغيره من القيادات الأمنيّة، بالاضافة إلى أنّه يقوم بتصرفات كيدية".

واعتبر فتفت أنّ "كلام عون بأنّ رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي والرئيس سليمان قطعا وعداً لجهات خارجية بأن لا تتشكل حكومة من دون موافقة هذه الدول عليها، هو اتهام واضح للرجلين بعمالتهما للخارج". ولجهة ما ينشر من وثائق "ويكليكس"، قال فتفت "ليقل لنا "حزب الله" من هو حليفه بعد نشر وثائق "ويكليكس" وخاصة أنّ حلفاءه اليوم كلهم تكلموا عن سلاحه".

وبالنسبة للوضع الحكومي، طلب فتفت من "حزب الله" أن "يضبط ميشال عون وخاصة بهجومه على الرئيس ميشال سليمان"، معتبراً أنّه لو "كان حزب الله يريد تشكيل حكومة لضبط ميشال عون وتصريحاته"، وأشار إلى أنّ سوريا اليوم لديها مشكلة داخليّة، وأنّ تأليف الحكومة في لبنان ليس أولويّة لديها، وتقاطع ذلك مع نيّة "حزب الله" التعطيليّة فلذلك لا يوجد حكومة في لبنان حتى الآن". وعن عدم لقاء فريق 14 آذار برئيس المجلس النيابي نبيه بري في إطار لقاء الأربعاء، قال فتفت: "عندما يتصرّف الرئيس بري كرئيس مجلس نواب نزوره، فهو لا يدافع عن النواب، وعندما يَتَّهمون زوراً النواب لا يتحرّك"، وأضاف: "أنا لا أثق بطريقة إدارته لمجلس النواب، وأنا أفضّل التعاطي مع "حزب الله" وليس معه"، مشيراً إلى أنّه "منذ ستة أشهر لا يوجد أيّ دعوى لعقد اجتماع لهيئة مكتب المجلس".

 

عناصر من حركة امل حاولت اقتحام منزل السيد هاني فحص و الاعتداء على عائلته

الأربعاء, 04 ايار 2011 /بيروت اوبزارفر/قامت عناصر مسلحة (حسب أحد المواقع الالكترونية) تابعة لمليشيا حركة امل التي يتزعمها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ، بالاعتداء على عائلة السيد هاني فحص مساء الثلاثاء، و في التفاصبل فان مجموعة يقدر عددها بي 150 عنصر و تحمل اضافة الى الاسلحة النارية سكاكين كبيرة و جنازير يشرف عليها مسؤول امني من الحركة ( ح.ح) اضافة الى مسؤول اخر معروف ب"مالك" ، قامت باقتحام العمارة التي يقطن فيها السيد هاني فحص، والكائنه على طريق مطار بيروت الدولي مقابل مدخل "حارة حريك"، وبدات بتوجيه كلامات نابية الى زوجة السيد مهددينها بالتعرض الى اولادها اذا لم ترضخ العائلة الى شروط رجال الاعمال الذي يحاول السيطره على موقف المبنى والاراضي المحيطة به . وعند وصول ابناء السيد هاني فحص الى منزل والدهم ، قامت عناصر مليشيا امل باعتراضهم موجهين لهم تحذيرات بضرورة الرضوخ لمطالب رجل الاعمال علي سلامة وهو الذي استاجرهم من اجل الاعتداءعلى بيت السيد،كون هذا الشخص يملك محلات تجاريه وينوي التوسّع مجانا وعلى حساب أصحاب الشقق والمساحه المخصّصه قانونا كموقف للسيارات. و عندما رفض ابناء السيد فحص مطالب عناصر امل نفذت هذه المليشيا محاولة اقتاحم للمنزل و هي تحمل اسلحة حربية و اخرى بيضاء و كادت هذه المليشيا ان تصل الى زوجة السيد الى وقعت ارضا و غابت عن الوعي و قام سكان العمارة بحمايتها مبعدين احد عناصر امل الذي حاول ضربها بعصاه فيما حاول البعض منهم ملاحقة ابناء السيد الى الداخل العمارة و قاموا بخلع باب المدخل من اجل الوصل الى داخل المنزل و التعرض لعائلة السيد و دخول منزله و قام السكان باقفال مداخل العمارة من اجل حماية عائلة السيد هاني بعد ان قامت مليشيا التي يتزعمها نبيه بري بمحاصرة المنزل من كل الجهات و منع الدخول و الخروج اليه عناصر الحركة قاموا بشتم السيد هاني و زوجته و اولاده بعبارات نابية وسيئة غيرابهين بحرمة البيت .

 

أمل: لا علاقة لنا بالتعرض لمنزل السيد هاني فحص

وطنية - 4/5/2011 صدر عن مكتب الاعلامي المركزي لحركة أمل البيان الآتي: نشرت بعض وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية خبرا عن تعرض عناصر من حركة امل لمنزل السيد هاني فحص، والحقيقة ظهرت لاحقا أن هناك خلافات بين أصحاب المبنى الذي يسكنه السيد هاني فحص، وان خلافا قد وقع بينهم لا علاقة لحركة امل او احد من اعضائها به لا من قريب ولا من بعيد. وتستغرب حركة امل وتستهجن زج اسمها بحسب السيناريو الهوليوودي الذي طالعتنا به بعض وسائل الاعلام دون توخي الحقيقة، والتي يحاول بعض العاملين في مؤسسات اعلامية ترويجه لتضررهم من صحة توجهات الحركة. ان المكتب الاعلامي المركزي لحركة امل يعيد التأكيد على وسائل الاعلام مراجعته قبل نشر اي خبر يتعلق بالحركة.

 

هاني فحص: بيت من حجارة وبنادق من زجاج 

"أمل " لم تستنكر التعرض لرمز شيعي كبير، دينيا وفكريا وثقافيا

علي الامين

نفت حركة امل في بيان أصدرته أمس أي مسؤولية لها عن تعرض عناصرها لمنزل العلامة السيد هاني فحص. ويأتي هذا البيان بعد اتهامات وجهت من قبل عائلة السيد ومن بعض جيرانهم الى عشرات العناصر من "امل"، التي قامت ليل امس الاول بالاعتداء على منزل السيد، الكائن على طريق المطار قرب مقرّ المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الذي السيد فحص عضو فيه، وتمّ التعرض لافراد عائلته.  وفيما اكد افراد من العائلة ان المعتدين لم يخفوا هويتهم السياسية، اشاروا الى انهم اقاموا دعوى قضائية ضدّ المعتدين الذين تعرضوا حتى لزوجة السيد، في حين كان الأخير خارج لبنان، كما تعرّضو إلى نجله. البيان الذي صدر لم يتضمن اي عبارة إستنكارية للتعرض لاحد ابرز رموز الطائفة الشيعية اللبنانية، دينيا وفكريا وثقافيا. هذا لا يعني بالضرورة ان ثمة قرارا من "امل" بالتعدي، لكنه يظهر المدى الذي بلغه البعض في الاستخفاف بهذه الرموز ومحاولة النيل منها من دون ان يرف جفن لأصحابها.

فلو كان السيد فحص أحد المسؤولين الحزبيين العاديين في "امل" او "حزب الله"، هل كان جرى هذا الاعتداء، وإن من عناصر غير منضبطة او غير منظمة؟ بالتأكيد لم يكن احد ليجرؤ على التفكير في ذلك، لادراكه حجم العواقب الوخيمة على فعلته.  لكن ربما تكمن جريمة السيد هاني فحص انه خارج هذه الثنائية من دون ان يضمر لها العداء، مقرا بوجودها، محتفظا لنفسه بمسافة لا تخلّ بالود والاحترام وتقر بالاختلاف والتمايز. وهذا ديدن من يماثل العالم والاديب ورجل الحوار، بأن يحتفظ بتلك المسافة التي تتيح الانسجام مع الدور الذي تفترضه شخصية عالم الدين والمثقف النقدي في السياسة والمجتمع. وهو من هو، ذو التاريخ النضالي وصاحب البصمات المضيئة في ثورة مزارعي التبغ قبل اربعة عقود، الى الثورة الفلسطينية التي لاتفارقه ولم يفترق عنها... مرورا بالثورة الاسلامية في ايران، ودوره الفاعل على مساحات الحوار المسيحي – الاسلامي والحوار اللبناني – اللبناني، الى غير ذلك من محطات مشرقة لا يطويها التاريخ، وهي مفخرة لاصحابها.

ما جرى من اسلوب ميليشيوي في التعامل مع هذا الموقع، بما يرمز اليه ويمثله، يكشف حجم التداعيات التي وصلت اليها البلاد والفوضى التي تنال من المواطنين الشرفاء، ويفضح المدى الذي بات فيه النيل من قامة دينية في مستوى قامة السيد هاني فحص أمرا عاديا في بيئة سياسية يفترض انها تعلي من شأن القيم الدينية ورموزها. اعلاء الى حدود قد تبدو لدى البعض محل مبالغة... وان اختلف آخرون على توصيفه، إن هو في الشكل الفارغ ام في المضمون الراسخ.

هذا السلوك الميليشيوي لا يبرره تنطح بعض المسؤولين لمخاطبة المواطنين بأن غياب الدولة هو ما يفرز هذه الظواهر الخارجة على القانون فضلا عن تمردها على الحد الادنى من المبادىء الاخلاقية. وهي ظاهرة خطيرة سواء في تنصل المسؤول من مسؤولياته، أوفي محاولة تبرير الفوضى والفلتان الذي اذا استمر لن ينج منه حتى من يظن انه قادر على استثماره سياسيا او ماليا او مذهبيا. هكذا لا يمكن الا الربط بين الاستهانة بالاملاك العامة والتعدي عليها ومصادرتها، وبين النيل من السيد هاني فحص او اي مواطن عادي بات يشعر اليوم اكثر من اي وقت مضى بمدى الاستباحة التي يتعرض اليها اذا كان ملتزما باخلاقية المواطنية. فالاستباحة وعدم التصدي وعدم إصدار اي فتوى دينية صريحة تحرم بشكل قاطع التعدي على الاملاك العامة، كلّ ذلك يبررّ لدى كثيرين اتهام "حزب الله" وحركة "امل" بتغطية ما يجري من مخالفات. خصوصا أن العديد من الفتاوى صدرت في قضايا خلافية وهامشية، والانتخابات النيابية والبلدية أمثلة على ذلك.  السيد هاني فحص في ذلك كله صاحب موقف ورأي، يتجنب الصمت والعزلة ويتعبه عقله والتزامه الوطني والديني، فيفرض عليه محاولة الاصلاح والنصح، ينتفض على التطابق والاتباع كما يتفادى الانقطاع. يحب الوصل، يقيده اعتقاد بأن عالم الدين يضيّق الحزب على مسؤولياته، ويشوهه الاصطفاف العصبي، ويلغيه التسليم للسلطة السياسية او الدينية. جريمة السيد هاني فحص انه تمايز قليلا فصار بيته وعائلته صيدا سهلا لدى البعض... هكذا يساهم صمت البعض عن جرأة التعدي على السيد هاني فحص، ويمهّد لتعديات تنتجها ثقافة تستبيح الكرامات، من بعض مظاهرها استباحة منزل مفتي صور السيد علي الامين قبل سنوات واتهام ظالم بالعمالة للعدو مهّد لاعتقال مشبوه للشيخ حسن مشيمش قبل أشهر... والبقية تأتي. قيل يوما إنّ طبّاخ السمّ لا بدّ ذائقهُ، بمعنى أنّ من يشرّع التعدّيات، قد يصير يوما هدفا لها. وفي عالم الأمثلة أيضا، أنّ الذي بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة، فكيف بالمتهم في تشريع التعدّي على الأملاك العامة، وبالبنادق الزجاج، تهاجم بيتا من حجارة، بيت علامة بحجم السيد هاني فحص؟ 

المصدر : صدى البلد

 

استقبل بري وبقرادونيان ووفد المؤتمر الدولي للاعلام

سليمان: ما يحصل في المنطقة بفعل الاعلام وربما يطاول دولا اوروبية واميركية

المركزية – اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان اكبر تأثير للاعلام هو ما يحصل في منطقة الشرق الاوسط من تحركات لأن معظمها جمعته تقنيات الاتصال حول افكار وتوجهات معينة، وهذا لن يقتصر فقط على هذه المنطقة وربما يطاول دولا اخرى اوروبية واميركية تحت عناوين اجتماعية واقتصادية وغيرها.

واكد ان العالم اليوم في حاجة لكل مكوناته لا سيما الاعلام كي يقترب الناس من الحوار الذي اصبح ملحا لتحقيق التقدم والتطور مشددا على اهمية التضامن بين مختلف مواقع الاعلام لما فيه خير البشرية.

المؤتمر الدولي للوكالة الوطنية للاعلام: كلام الرئيس سليمان جاء في خلال استقباله وفد المؤتمر الدولي الذي عقدته الوكالة الوطنية للاعلام في مناسبة عيدها الخمسين، والقت مديرة الوكالة لور سليمان صعب كلمة شكرت فيها لرئيس الجمهورية ممثلا بوزير الاعلام طارق متري رعايته المؤتمر والعشاء الرسمي الذي اقيم في المناسبة وقدمت اليه كتابا يتضمن صور وابـرز مراحل مرّ بها لبنان منذ انشاء الوكالة الوطنية في العام 1961.

ورحب الرئيس سليمان بالوفد، مبديا سعادته لانعقاد المؤتمر في لبنان لهذه المناسبة، لافتا الى اهمية دور الاعلام الذي بدأ يتعاظم مع تطور التقنيات وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ما يعطيه قدرة على التأثير المباشر سلبا وايجابا في المجتمعات.

واذ اشار الى ان احد مظاهر هذا التطور الهائل هو غياب الزعامات والقيادات التاريخية في مفهومها المعهود، فإنه رأى ان البديل اليوم هو فريق عمل يستطيع اذا نجح، قيادة المؤسسات او الدول الى شاطئ الامان، من دون اغفال دور الرئيس او المسؤول في التوجيه الصحيح لهذا الفريق، وهذا يتطلب مواكبة مباشرة للتطور التقني الذي بات دوره كبيرا ومؤثراً.

ولفت الرئيس سليمان الى ان من مظاهر قدرة الاعلام وتأثيره هو ما يحصل راهنا من تحركات في منطقة الشرق الاوسط حيث ساهمت المواقع الالكترونية في جمع الافكار بما يشبه التنظيم لهذه التحركات التي قد تحصل ايضا في دول اخرى في العالم، في اوروبا او اميركا، ولكن تحت عنوان مواضيع اخرى اجتماعية او اقتصادية او غيرها.

وعن ماذا يمنع من تقديم الخبر بموضوعية، اشار الى حاجة العالم اليوم الى كل مكونات الاعلام كي يقترب الناس من الحوار، وهو مسؤولية الموكلين الشؤون العامة ومسؤولية الاعلام. وهنأ الرئيس سليمان المؤتمرين بالتوصيات التي صدرت، لافتا الى اهمية تطبيقها مشددا على اهمية الالتزام بآداب الاعلام واخلاقيات المهنة، متمنيا لهم اقامة طيبة في الربوع اللبنانية.

بري: وكان الرئيس سليمان عرض مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتطورات السياسية الراهنة على الساحتين الداخلية والخارجية. وتناول مع النائب هاغوب بقرادونيان الاوضاع العامة المطروحة على بساط النقاش والبحث في المرحلة الحاضرة.

 

الزغبي: لاعادة انتاج حكم انقاذ وطني على اساس الاكثرية السابقة   

دعا عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي في تصريح اليوم أطراف الأكثرية الجديدة الى امتلاك جرأة الاعتراف بالفشل في ادارة المرحلة وتشكيل حكومة وتحمل مسؤولية الحكم .

وقال: لقد ظهرت بوضوح التشققات في صفوف 8 آذار حين وجدت نفسها أمام التجربة الحقيقية في السلطة ، فتصادمت شهيات الحلفاء وتدافعت الحصص، لافتا الى انهماك دمشق في همومها الذاتية . أضاف الزغبي:لم يكن الرئيس نبيه بري ليعلن أنه يائس وبائس لو كانت المرجعية السورية ما زالت في عافيتها، لذلك يتوجب على فريقه العودة الى الداخل اللبناني والتزام ميزان القوى الصحيح،لاعادة انتاج حكم انقاذ وطني على أساس الأكثرية السابقة التي أفرزتها الانتخابات وليس السلاح. وأشار الى أن لبنان لا يمكنه اعتماد منطق القوة والقمع والغلبة في غمرة تحول المنطقة الى منطق الحق والحرية والسلام،وقد حان الوقت لوقف الرهان على قوة نظام هناأو هناك وحمايته،لأن الثبات والاستمرار هما للشعوب وليس للأنظمة ، وعلى لبنان التزام الثابت وليس المتحرك .

 

الجميع يخذل شعب سوريا 

النهار/عبد الوهاب بدرخان

لا بأس ببعض المعادلات في ضوء الحدث: التدخل اللبناني (اذا وجد) في الشأن السوري ممنوع، والتدخل السوري (الموجود طبعاً) في الشأن اللبناني ممنوع... العبث اللبناني مع الوضع السوري تشفياً أو تحريضاً او حتى ابداء رأي ممنوع، والعبث السوري بالوضع اللبناني انقلابات وتشكيل حكومات وازكاء انقسامات ممنوع... التضامن مع الشعب السوري ممنوع، والتظاهر تأييداً للقيادة السورية ممنوع... التعرض للاستقرار في سوريا ممنوع، واستخدام الاتهامات السورية الملفقة لافتعال مشاكل داخلية في لبنان ممنوع... لا شيء افضل من الانصاف، ويكون الجميع راضياً ومطمئناً. طالما ان ليس هناك ما هو مسموح باستثناء ما يتفضل به موظفو التضليل الاعلامي اللبنانيون لمصلحة النظام السوري، لماذا لا يكون اتفاق مبادئ بين الاطراف اللبنانية على اعتبار الشأن السوري خارجا عن اختصاصاتهم وخصوماتهم. الاكيد انهم يستطيعون الاتفاق على ما هو مثبت في الوقائع: فلا القيادة السورية تحتاج الى اي خبرة لبنانية لمعالجة مأزقها، ولا الشعب يرهن انتفاضته بتضامن اللبنانيين معه.

اذا كان الحوار متعذراً بين اللبنانيين فانهم، رغما عنهم، وكل لاسبابه، يبدون قلقين من تداعيات الوضع السوري. ماذا لو استعاض رئيس الجمهورية عن الحوار المباشر بآخر غير مباشر لبلورة "توافق" على عناصر المصلحة الوطنية في هذه المرحلة: اولوية للاستقرار في سوريا كضرورة لازمة للاستقرار في لبنان، والاهم عدم الركون الى محاولات دفع لبنان الى مواجهات اقليمية على خلفية التفجر في الوضع السوري. واذا كانت انقرة تحذر دمشق، باسمها وباسم واشنطن، من افتعال فتنة في لبنان، فالاحرى باللبنانيين ان يحاذروا الانجرار اليها.

لكن، ينبغي القول، للتاريخ، ان لا مصلحة للبنانيين، ايا تكن مواقفهم في ان يخذلوا الانتفاضة السورية، فالانظمة زائلة كما نعلم والشعوب باقية. اذ كيف يوفق "حزب الله" بين حماسه للثورة المصرية وتأييده لقمع السوريين وقتلهم؟ وكيف ترجم ادعاء ايران ان الثورات العربية مستوحاة من الثورة الايرانية، وهل استثنت طهران ثورة السوريين لتعتبرها وليدة مؤامرة خارجية؟ وكيف يوفق التيار العوني بين شعاره "التغيير والاصلاح" وعزوفه عن تأييد مطلب الشعب السوري بالاصلاح وكيف يوفق تيار "14 آذار" بين اعتباره الثورات مستوحاة من "ثورة الارز" وبين امتناعه عن قول كلمة مدوية تأييدا لثورة الحرية والكرامة في سوريا. أليس تحرر السوريين من ربقة هذا النظام تحرراً للبنانيين ايضا؟

ليس اللبنانيون مدعوين للتظاهر ولا للتدخل، ولا طبعاً لارسال اسلحة، فعظمة الثورات في سلميتها. لكن الواقع المؤلم ينبئ بان جميع القوى السياسية باتت تعبر عن لبنان المنكفئ الخانع للقمع والترهيب، لا لبنان كما كان او كما يجب ان يكون وطناً للحق والحرية والعدالة.

 

مستشار اوباما ينفي لبيروت اوبزرفر خشية إسرائيل و الولايات المتحدة من سقوط نظام الاسد و يصر على توقعاته حول حرب ثالثة على لبنان قريباً

خاص – بيروت أوبزرفر

في حديث خاص مع بيروت أوبزرفر، قال المستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط، دانيال كورتزر*، إن الولايات المتحدة كانت تتعقب أسامة بن لادن بكل إمكاناتها منذ أحداث 11 سبتمبر في محاولة لسوقه للعدالة، وقد أغلقت عملية تصفيته، التي تعتبر نوعي لأميركا والمجتمع الدولي المنخرط في مكافحة الإرهاب، أحد الملفات التي كانت تشغل المجتمع الأميركي منذ 2001، فهو مسؤول عن مقتل 3000 مواطن أميركي وعن ملف الإرهاب الدولي على نطاق واسع

وفي سؤال عن تقييمه لسياسة الرئيس أوباما الشرق الأوسطية كونه عمل مستشاراً سابقاً له، أوضح كورتزر أن الرئيس اوباما بدأ ولايته واضعاً نصب عينيه أربع أولويات حيال سياسته حيال الشرق الأوسط

أولاً: نيته سحب القوات الأميركية من العراق بطريقة لا تؤثر على استقراره وتطوره وتحوله إلى دولة مستقلة وديمقراطية، وهو قد نجح برأيه في هذا الجانب من حيث تحقيق إنجاز في هذا الملف الشائك

ثانياً: محاولة إختبار الخيار الدبلوماسي مع إيران في محاولة لثنيها عن مشروعها النووي، وفي هذا المجال لا يمكننا الجزم بنجاح هذه الخطوة، بالرغم من جمع تقارير عن تباطؤ المشروع الإيراني النووي ولكنني لا أعتقد أنه كافياً وبالتالي لا أعتقد أن الرئيس قد نجح في تحقيق هدفه

ثالثاً: كان للرئيس أوباما محاولة تحقيق تقدم في ملف الصراع العربي – الإسرائيلي لكن النجاح لم يكن حليفه، فهو حاول التوصل إلى وقف بناء المستوطنات ولم يفلح ثم حاول جمع الفلسطينين والإسرائيلين إلى طاولة المفاوضات المباشرةوأيضاً لم يفلح. أظن أن الرئيس يقوم حالياً بمراجعة خطواته وهو يفكر بما يمكن فعله لتحقيق وعده ودفع محادثات السلام قدماً

رابعاً: كان توجه الرئيس واضحاً لناحية رغبته في تحسين العلاقات مع العالمين العربي والإسلامي ومن هنا جائت كلمته التاريخية في القاهرة حيث خلق فرصة جديدة، ولكن العالم العربي ينتظر ترجمة هذا الكلام على الأرض

وعن نظرته إلى الرئيس السوري بشار الأسد بصفته إصلاحياً ويقود سورية نحو التغيير، قال إن الأحداث الأخيرة في سوريا تطرح أسئلة جوهرية حول الرئيس الأسد ومدى التزامه سياسة مغايرة في الداخل السوري. فهو جاهز لإستخدام القوة المفرطة ضد شعبه الذي سقط منه ما يزيد عن 500 ضحية وهو يترك الجيش السوري ليتصرف بوحشية في بعض المدن السورية، وللتذكير، نحن هنا نتحدث عن جيش نظامي يطلق النار على متظاهرين عزّل. كل هذا يدل على أن النظام السوري، بعكس الإنطباع الذي يحاول أن يعطيه بأنه إصلاحي ومنفتح، فهو كبقية الأنظمة الديكتاتورية هدفها الوحيد البقاء والإستفراد بالسلطة

وفي سؤال عن إمكانية تدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في سورية لحماية المدنيين أسوة بليبيا، أجاب أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحركا بعد صدور قرار جامع عن جامعة الدول العربية بفتح باب التدخل في ليبيا. وأتمنى أن تكون الدول العربية تناقش فيما بينها الوضع في سورية. شخصياً لا أظن أن التدخل العسكري هو دائماً الخطوة الصحيحة، في القضية الليبية كان هناك إجماع عربي بما يقوم به نظام القذافي بحق شعبه وهو ما لم يتحقق في المسألة السورية، لذ في حال صدور أي قرار واضح وحاسم بشأن ما يجري في سورية تتخذه الدول العربية فإن الأمم المتحدة ومجلس الأمن على استعداد للنظر بالمسألة واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الشعب السوري، لذا فإن السؤال يجب أن يوجه إلى الدول العربية التي لا يريد بعضها أن يقوم بالضغط على النظام السوري، وأؤكد هنا أن الخيار العسكري ليس أول الخيارات، فالأجدى القيام بضغط سياسي واقتصادي الذين سيحققان مكاسب كبيرة، لكن للأسف حتى الآن أي من هذه الملفات ليس على أجندة جامعة الدول العربية

ونفى أن تكون الولايات المتحدة وإسرائيل تخشيان سقوط النظام السوري خوفاً من قيام حكم إسلامي متشدد، مشيراً إلى أن هذا الخوف لا أرضية له وهو مضخم، وكل ما نريده هو حصول تغيير إيجابي في سوريا يمهد لقيام نظام ديمقراطي حر، ونفضل تحقيق هذا الهدف بالطرق السلمية، دون أن نغفل موضوع الأخوان المسلمين وبعض الحركات الإسلامية الأخرى، وهي حركات منظمة ولا تعمل بالعلن لأنها كانت مقموعة من العديد من الأنظمة في المنطقة، وكي أكون أكثر واقعياً، في أول مراحل التغيير يمكن أن تظهر هذه الحركات قوية ولكن من متابعتي للثورات لم أر المتظاهرين في أي من الدول التي سقطت أنظمتها يهتفون، بل فقط مطلبهم كان: الحرية

وعن التنسيق التركي – الأميركي في الملف السوري قال إنه قائم في مجالات عديدة ولن أكون متفاجئاً اذا كان هناك محادثات بين البلدين حول هذا الملف. فتركيا لديها مصالح خاصة كونها جارة لسوريا وهي لا تريد أن يحصل أي ارتدادات للداخل لديها، لذا فمن المصلحة القومية التركية ومصلحة العلاقات الأميركية التركية أن يكون هناك تنسيقاً.

وحول إصراره على الدراسة التي وضعها في الصيف الماضي لمجلس العلاقات الخارجية الأميركية حيث توقع حرباً ثالثة على لبنان والتي أثارت جدلاً واسعاً، قال: لم يحصل أي شيء منذ الصيف الماضي لكي أغير قناعتي، فالتحليل الذي وضعته في حزيران ٢٠١٠ ذكرت فيه أن احتمال الحرب سيحصل خلال ١٢ إلى ١٨ شهراً، والمؤشرات التي دفعتني إلى هذا التحليل لم تتغير، فحزب الله يتابع عملية تسليحه بكمية أكبر بكثير من العام ٢٠٠٦ وبجودة وتقنية أعلى وأفضل بكثير من السابق. ولحزب الله عوامل خطيرة وكبيرة تشغل قيادته أهمها الإنتقام لإغتيال قائده العسكري عماد مغنية، أضف إلى ذلك التغيير السياسي الخطير الذي حصل على الأرض والمتمثل بإستقالة حكومة سعد الحريري واستبدالها بحكومة تتمتع بنفوذ وتأثير واضح من حزب الله، وهذه الخطوة تقلب المعادلة رأساً على عقب وتجعل الوضع في لبنان خطير جداً وتبقي على التوقعات بنزاع عسكري قريب في لبنان

وعن سؤال حول كيفية تعامل الولايات المتحدة مع حكومة ذات نفوذ لحزب الله والتي يزمع تشكيلها نجيب ميقاتي المقرب من الغرب، أجاب: أظن أن رؤيتنا للرئيس ميقاتي هي رؤية إيجابية ولدينا علاقات معه، ولكن أصبح لدينا في إمكانية تقديم أية مساعدة للجيش اللبناني، فقد قامت الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة بتقديم مساعدات مهمة ونوعية للجيش اللبناني في محاولة لمساعدته على بسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية، لكن وفي ظل توسع نفوذ حزب الله سيكون هناك توقف كبير للمساعدات الأميركية، وأؤكد أنه سيكون هناك تبعات لتوسع نفوذ حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية خصوصاً في ظل سيطرته العسكرية

وحول رأيه في التحقيق الدولي في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ظل التسريبات عن تورط عناصر من حزب الله، أشار إلى أن تأثير المحكمة سيكون أوسع وأشمل في لبنان. وهناك محاكم نظرت بجرائم حرب كتلك التي شهدناها في راوندا والبوسنة والسودان، لكن السؤال الأساسي يتركز على قدرة العدالة الدولية بالتفوق على تهديدات منظمات كحزب الله وإتخاذ الإجراءات اللازمة، وإذا ثبت تورط مسؤلين من حزب الله بإغتيال الحريري فيجب سوقهم للعدالة. يجب عدم تعطيل مسار العدالة الدولية وهذا من مصلحة الدول الداعمة لحزب الله، فاذا كانوا يظنون أنهم يستطيعون تعطيل العدالة بالتهديد وبمنطق القوة فإنهم مخطؤون، وإذا كانت الكلمة هي للأقوى، فرغم المشاكل التي نعاني منها فالولايات المتحدة ما تزال الدولة الأقوى. كل ما نتطلع إليه هو تحقيق الحد الأدنى من العدالة في قضية الحريري، وهذا اذا ما حصل سيكون نموذجاً يحتذى به في العالم لمعاقبة المجرمين من الدخول في حروب.

وعن سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك، أوضح أنه يكنّ احتراماً كبيراً للرئيس حسني مبارك، أقول هذا الكلام اليوم رغم أنه ليس شعبياً خصوصاً بعد رحيله ولا أخجل منه. لقد شغل مبارك الرئاسة على مدى ٣٠ عاماً جلب خلالها الإستقرار لمصر والتقدم والنمو الإقتصادي الذي لم ينعم به الشعب المصري من قبل. ولكن في نفس الوقت أدرك أن هناك العديد من السلبيات كقانون الطوارء والتضييق على الحريات، كل هذا يجعل هناك تباين في تقييم تجربة مبارك. وأقولها بصراحة، أنا آخر من يريد أن يهان حسني مبارك، فهو لم يكن سفاحاً، وخدم بلده ووهب كل حياته لوطنه

وحول التقارب المصري – الإيراني، قال: بعد أكثر من 30 سنة من إنعدام العلاقة بين البلدين لا أعتبر ما يحصل الآن بين البلدين "تقارباً"، وأذكر أنه حتى يومنا هذا أحد أهم الشوارع في طهران يحمل إسم الرجل الذي اغتال الرئيس السادات. هناك إختلافات جوهرية بين البلدين. الولايات المتحدة تراقبعن قرب، فنحن حلفاء أساسيين لمصر، لدينا مصالح مشتركة، وبعد التغيير الذي حصل في القاهرة، علينا التحدث مع المصرين للإطلاع على إستراتيجتهم الجديدة. نجحنا في السنوات الماضية من إقامة علاقات وثيقة وتعاون مثمر، ومن الطبيعي أن نواجه مشاكل كالحديث عن فتح مكتب لحركة حماس في القاهرة

*دانيال كورتزر: دبلوماسي أميركي مخضرم، عمل على ملف الصراع العربي - الإسرائيلي، وفي صيف ٢٠١٠ وضع دراسة لمجلس العلاقات الخارجية الأميركية تحدث فيها عن "حرب لبنان الثالثة" والتي أثارت جدلاً واسعاً

**شغل مناصب دبلوماسية عديدة منها: مستشار للرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط ، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل وسفير الولايات المتحدة لدى مصر وحالياً هو أستاذ محاضر في شؤون الشرق الأوسط في جامعة برينستون الأميركية العريقة

 

واشنطن تتّهم النظام السوري بـ"الهجمية" في درعا

ندّدت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر باستخدام سوريا الدبابات والقيام "بحملة اعتقالات تعسفية واسعة بحق شبان في درعا" إضافة إلى قطع المياه والكهرباء. وأضاف: "إنّها فعلاً تدابير همجية توازي عقاباً جماعياً لمدنيين أبرياء". وكرّر تونر القول بأنّ على الرئيس السوري أن "يوقف أيّ عنف بحق متظاهرين أبرياء".

ورداً على سؤال عن موقف الولايات المتحدة مما أعلنته فرنسا بأنّها تأمل بأن تشمل العقوبات الاوروبية التي لا تزال قيد الإعداد الرئيس السوري نفسه، إكتفى تونر بالقول إنّ "خيارات عدة لا تزال في متناولنا".(أ.ف.ب.)

 

المعارضون للنظام السوري يتعهدون مواصلة "الثورة"  

موقع 14 آذار/أعلن ناشطون ان المعارضين للنظام في سوريا تعهدوا مواصلة "ثورتهم" عبر تنظيم تظاهرات في جميع انحاء البلاد بينما يستمر الجيش في محاصرة عدة مراكز للحركة الاحتجاجية. وقالت لجان تنسيق التظاهرات في عدة مدن سورية في بيان "مستمرون في ثورتنا وفي مظاهراتنا السلمية في كافة ارجاء سوريا حتى تحقيق مطالبنا بالحرية".

والمدن هي درعا (جنوب) وبانياس (شمال غرب) المحاصرتان والمدينة الصناعية في حمص ثالث المدن السورية في وسط البلاد. ودان الناشطون قمع النظام منذ اسابيع والاعتقالات الواسعة في صفوف المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد. وقالوا ان "السلطة عمدت خلال الايام الاخيرة الى تكثيف عمليات الاعتقال بشكل فاق كل حد، بحيث اصبح متوسط عدد الاعتقالات يوميا لا يقل عن 500 شخص". واشاروا الى "حملات مداهمة مكثفة تستهدف كل يوم مناطق بعينها، بالاضافة الى الاعتقالات المتفرقة المستمرة". وتابعوا ان "السلطة تستخدم ابشع الاساليب في عمليات الاعتقال التعسفي تلك حيث يقوم عشرات العناصر الأمنية المسلحة باقتحام المنازل والتعرض لاهلها بالاهانة والترهيب".

 

جوبيه: يجب أن يكف الأسد عن قمع شعبه وإلا لا مفر من إطاحته 

أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه "اننا وشركاءنا في الاتحاد الاوروبي بصدد إعداد عقوبات تستهدف عدداً من الشخصيات (السورية) ونريد نحن الفرنسيين أن يدرج (اسم الرئيس) بشار الأسد على هذه اللائحة". وأضاف أن "الرئيس الأسد هو المسؤول اليوم ويجب أن يكف عن قمع شعبه وأن يتوقف فوراً عن استعمال العنف، وإلا فإن العملية التي ستؤدي إلى الاطاحة به سيكون لا مفر منها". جوبيه وفي تصريح لقناة "فرانس 24" التلفزيونية قال إنه "نظراً للسياسة والموقف الذي اتخذه، فان مآله الإقصاء، لأن كل من يطلق نيران المدافع على الشعب ليس له مستقبل سياسي".(أ.ف. ب.)

 

فرنسا تنصح رعاياها بمغادرة سوريا 

نصحت وزارة الخارجية الفرنسية رعاياها بمغادرة سوريا الى حين عودة الوضع إلى حالته الطبيعية، وقالت على موقعها إنه "على الرغم من عدم تعرض الرعايا الاجانب حتى الآن إلى أي تهديد مباشر، فان السلطات الفرنسية تنصح مجدداً الفرنسيين بتأجيل السفر إلى سوريا (...) والفرنسيين في هذا البلد الذين يعتبر وجودهم غير ضروري، بمغادرة سوريا موقتاً على رحلات تجارية". وقررت وكالات السفر الفرنسية التي تنظم رحلات إلى سوريا تمديد قرار تجميد الرحلات حتى 15 أيار بسبب التظاهرات. (أ.ف. ب.)

 

عباس في احتفال المصالحة: نطوي الى الابد صفحة الانقسام السوداء 

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب القاه في بداية الاحتفال باتفاق المصالحة بين "فتح "و"حماس" في القاهرة أن "الفلسطينيين سيطوون إلى الابد صفحة الانقسام السوداء، التي الحقت ابلغ الضرر بالشعب الفلسطيني". (أ.ف.ب.)

 

ثلاثة من أعضاء الكنيست العرب يحضرون احتفال المصالحة بين "فتح" و"حماس"

نقلت "وكالة فرانس برس" عن النائب العربي في الكنيست الاسرائيلية أحمد الطيبي قوله إنه سيشارك واثنان آخران من أعضاء الكنيست هما محمد بركة وطلب الصانع في الاحتفال بالمصالحة بين "فتح" و"حماس". (أ.ف. ب.)

 

بري استقبل رئيس تكتل التغيير وتحدث في لقاء الاربعاء:  غياب الدولة شجع الناس على التمادي في الاعتداءات على الاملاك العامة

عون: رئيس المجلس لم يقل إن حالته بالويل بل قصد الحالة في البلد

وطنية - 4/5/2011 استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في مكتبه في المجلس، المرشح المصري الرسمي للامانة العامة في جامعة الدول العربية مصطفى الفقي يرافقه السفير المصري أحمد البديوي.  بعد ذلك التقى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون مع نواب التكتل. وصرح عون على الاثر: شاركنا اليوم في اجتماع لجنة الادارة والعدل وبحثنا في مشروع القانون الذي كنت تقدمت به في 17 تشرين الاول 2005، ويتعلق بإنشاء لجنة لشؤون الامن في مجلس النواب مهمتها مراقبة الاجهزة الامنية لكي تضطلع بمهمتها في حفظ الامن الداخلي والخارجي. وكانت الجلسة جدية، وجرى البحث في هذا الموضوع بعمق وخارج الاطار الظرفي الذي نعيش فيه، وناقشنا مهمة هذه اللجنة بالمطلق، وأعتقد ان النتائج ستكون إيجابية وسيقر هذا الاقتراح. أضاف: لا نستطيع أن نأتي الى مجلس النواب ولا نزور رئيسه الاستاذ نبيه بري، وقد تبادلنا بعض الآراء في الوضع الحالي في لبنان والاخبار عن الوضع الحكومي وغيرها، وسيكون لي لقاء معكم في الثامنة والنصف مساء اليوم على شاشة otv.

وسئل عما نقل عن الرئيس بري انه يائس وبائس وحالته بالويل، فأجاب: الرئيس بري لم يقل إن حالته بالويل، انما الحالة بالويل، أي حالة البلد.

لقاء الاربعاء

وكان نواب نقلوا عن بري في لقاء الاربعاء اليوم في المجلس أنه كان أول من طالب بمحاسبة كل مسؤول عما حصل ويحصل في شأن الاعتداءات على الاملاك العامة، وبقمع كل المخالفات الجارية على هذه الاملاك. وقال إن غياب الدولة وعدم قيام الجهات الامنية المعنية بمهماتها ومسؤولياتها هو الذي شجع الناس على التمادي في هذا الموضوع.

ونقل النواب ايضا ان بري لم يتناول عملية تشكيل الحكومة لكنه لمح الى استبعاده تلاوة صلاة الميت عليها. وأوضحوا أن بري في حديثه امام وكالات الاعلام العربية والدولية أمس قال ان الحالة بالويل، وقصد بذلك ان حالة البلد بالويل. والنواب الذين التقاهم هم: اغوب بقرادونيان، غازي زعيتر، ايوب حميد، علي بزي، سيمون ابي رميا، نوار الساحلي، علي عمار، علي مقداد، ابراهيم كنعان، نبيل نقولا، عباس هاشم، اسطفان الدويهي، علي خريس، ياسين جابر، ميشال موسى، مروان فارس، قاسم هاشم، غسان مخيبر، مروان فارس، علاء ترو، الوليد سكرية، علي حسن خليل، عبد اللطيف الزين، ومحمد قباني.

 

الأنباء": مساعي التشكيل لم تثمر وصبر الرئيس المكلّـف بدأ ينفد

المركزية- أعلنت صحيفة "الأنباء" الكويتية نقلا عن أوساط رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي أن المساعي الاخيرة للتشكيل لم تثمر كثيرا، مشيرة إلى أن أسماء عدة طرحت كحل وسطي لتسلم حقيبة الداخلية، لكن لم يتم القبول بها. واعتبرت الأوساط في تصريحات النائب العماد ميشال عون محاولة مكشوفة لرمي التهمة عن صاحبها، لافتة إلى ان عقد التأليف بدأت بالأحجام والنسب ثم انتقلت إلى الحقائب، وكان المطلوب هو الإلهاء والتعطيل، متسائلة عما يريده عون، "فإذا كان المطلوب إيصال رسالة تيئيس فميقاتي لن ييأس، أما إذا كان استدراجا إلى سجال فهذا أيضا لن يحصل". وأكدت أن ميقاتي لن يعتذر وسيأتي يوم يقدم فيه تشكيلة حكومية، لافتة الى أن صبر الرئيس المكلف بدأ ينفد، "فإن لم تنجز تسوية تشمل كل قوى الأكثرية الجديدة، فإنه سيصل إلى تقديم تشكيل أمر واقع بالتوافق مع رئيس الجمهورية، تبقى فيها الداخلية بعهدة الرئيس سليمان وتؤخذ فيها مطالب عون بعين الاعتبار".

 

"الـراي": لبنان ليس مرشحا لردود فعل ارهابيــة على مقتل بن لادن

المركزية- نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن اوساط قريبة من قوى "8 آذار" ان عدم مسارعة قوى لبنانية عدة الى التعليق على مقتل بن لادن لا يعني ان ليس لهذه القوى موقف من هذا التطور، لكن اذا صح الحديث عن تريث فانما كان ذلك بدافع من رغبة في عدم اضافة موضوع غير جوهري الى روزنامة حافلة بالمواضيع المثيرة للجدل، علماً ان كل شيء يوظف في لبنان في اتجاهات مذهبية وطائفية. واعتبرت أن لبنان ليس مرشحاً لأن يحتل واجهة الدول التي قد تتلقى نوعاً من الردود الارهابية الفورية على مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، ولا حتى معظم الدول العربية الاخرى. ولفتت الصحيفة الى ان، حتى في ضوء ما اثاره الحدث من قلق ضمني على استهداف قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان، فقد استبعدت الاوساط نفسها مثل هذا التطور، ولو انها اكدت اتخاذ كل الاجراءات الاحترازية تحسباً لذلك أسوة بما فعلته هذه القوات في كل مرة كان يثار فيها احتمال تعرضها للخطر على ايدي منظمات اصولية. وأشارت الى انه على رغم الازمة السياسية التي يعيشها لبنان في ظل استمرار تعثر تشكيل الحكومة الجديدة التي جعلته مفتوحاً على شتى انواع المحاذير، فإن وجود قرار ضمني بالحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار القائم يبدو امراً غير قابل للتغيير، وهو قرار مرت تجارب عدة وأثبتت جدواه.

 

الجسر: تريث اقليمي في التأليف

المركزية- إعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر ان "مواقف الثامن من آذار في ما خص تشكيل الحكومة لكسب المزيد من الوقت لا اكثر". وقال في حديث إذاعي : "لا خلافات داخل الفريق الآخر على توزيع الحقائب الوزارية، إنما طموحات إلى كسب المزيد منها". ورأى أن "المشكلة في لبنان ليست داخلية إنما خارجية، بمعنى ان هناك تريثاً اقليمياً لجهة تأليف الحكومة في لبنان خوفاً من ان يأتي طابعها ملحقاً بحزب الله"، مؤكداً ان "الجانب السوري يستطيع ان يطلب من رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ضرورة تسهيل التأليف في ما لو اراد ذلك". وختم: "اللبنانيون في حاجة الى حكومة، لأن الحالة كما هي عليه الآن غير مشجعة على الصعد كافة".

 

مورابيتو: إيطاليا ستلعب سياسياً دور المحامي عن لبنان

نتمنى حكومة ثابتة وقويــة تمكّنه من استعادة موقعـه

المركزية- أكّد السفير الايطالي في لبنان جيوزيبي مورابيتو أنّ " ايطاليا ستلعب سياسيا دور المحامي عن لبنان في جميع المنتديات الدولية خصوصا في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة نظرا للصعوبات الداخلية التي تواجه هذا البلد وحفاظا عليه من أن يهمش على الساحة الدولية، ورأى أن بلاده "على ثقة بأن لبنان سيلتزم بالقرارات الدولية لاسيما القرار 1757 المتعلّق بالمحكمة الخاصة بلبنان"، متمنيا "أن يكون للبنان حكومة ثابتة وقوية لتمكينه من أخذ موقعه كما كان في السابق".

كلام السفير الايطالي جاء خلال مأدبة غداء أقامها على شرفه قنصل ايطاليا الفخري في الشمال سعدي الغندور في مطعم الشاطئ الفضي في الميناء، في حضور الرئيس عمر كرامي ونجليه فيصل وخالد، الوزير محمد الصفدي ممثلا بأحمد الصفدي، الوزير السابق الدكتور سامي منقارة، وفاعليات المنطقة.

بعد النشيد الوطني، تحدث القنصل الغندور لافتا إلى "أنّ زيارة السفير الجديد لدولة ايطاليا في لبنان هي الزيارة الرسمية الأولى لطرابلس" موضحا "أنّ العلاقات والروابط بين ايطاليا ولبنان، خصوصا الشمال وطرابلس قديمة جدّا وازدادت تقدما على مختلف المجالات"، وقال: "باستطاعة ايطاليا استقدام الخبرة المهنية العالية لتحسين وضع طرابلس الحالي، ونأمل من خلال تولّي السفير مورابيتو أن تبصر مشاريع عدّة في طرابلس النور".

مورابيتو: ثم تحدّث السفير مورابيتو فقال:" في الشأن السياسي، ايطاليا تعمل دائما لاستقلال لبنان وسلامه واستقراره وسيادته، وهي ضد أي تدخل أجنبي في شؤونه الداخلية، لافتا الى أنّ اليونيفيل لعبت وتلعب دورا مهمّا لتأمين حدود لبنان ولضمان السلام في الجنوب، كما أننا ملتزمون كل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة مثل القرار 1757 المتعلّق بالمحكمة الخاصة بلبنان، ونحن على ثقة بأن لبنان سيلتزم بواجباته والتزاماته الدولية. وأشار الى ان ايطاليا ستلعب في السياسة دائما دور المحامي عن لبنان في جميع المنتديات تحديدا الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وستعمل باستمرار لتجنيب لبنان المخاطر نظرا لصعوبة مشكلاته الداخلية، وعلينا مساعدته كي لا يهمّش على الساحة الدولية".

أضاف: " نتمنى أن يكون للبنان حكومة ثابتة وقوية، ومثل باقي السفراء المعتمدين في لبنان التقيت الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي وكان انطباعي أنه ملتزم بقوة بمستقبل لبنان، وهو مقتنع بأن لبنان يجب ألا يكون معزولا عن مجتمعه الدولي".

وقال: " سأعمل من خلال عملي كسفير لبلادي بكلّ جدّ عبر بثّ رسالة أمل وتفاؤل، لحث الشركات الايطالية للاستثمار في لبنان أكثر فأكثر، وفي أوّل ثلاثة أشهر من هذه السنة جاءت ايطاليا بعد الولايات المتحدة الأميركية وقبل الصين، وأصبحت ثاني مورّد إلى لبنان، وطبعا هذا ليس بكافٍ فنستطيع أن نعمل أكثر عبر تنويع مواد الاستيراد وزيادة حجمه، والاستثمار في لبنان. وعلى الشركات الايطالية ألا تخاف من هذا الاستثمار وعليها أن تفتح فروعا في لبنان ليس فقط لأهمية السوق اللبنانية بل لأنّ موقع لبنان مميز بالنسبة للذين يودّون الاستثمار في الشرق خصوصا الشرق الاوسط، وبفضل العلاقات المميزة التي يجيدها اللبنانيون، بوجود حكومة قوية وجديدة يستطيع لبنان أخذ موقعه من جديد كما كان في السابق لجذب الشركات الأجنبية. أما في الشأن الثقافي فإننا نوّد تنمية العلاقات الثقافية مع لبنان، وعلينا العمل على تحسين نوعية البرامج الثقافية التي نعرضها والعمل على التركيز على مختلف المناطق اللبنانية مثل طرابلس التي كان لها دور رائد في الحياة الثقافية في لبنان. أما بالنسبة لبرامجنا الإنمائية فنحن ملتزمون دائما بالعمل سويا مع شركائنا اللبنانيين لوضع برامج تستفيد منها جميع المناطق اللبنانية وجميع فئات الشعب الاجتماعية، وأودّ التوضيح أن العمل في لبنان بالنسبة للدولة الايطالية لا يعني فقط العمل في بيروت، وعلينا أن لا نقع في هذا الخطأ، والى جانب بيروت الجنوب والشمال أيضا. وفي الشمال توجد فرص عمل مهمة لمستثمرين أجانب، في بلد يهيمن عليه فكرة تركيز جميع النشاطات في العاصمة، وعلى رغم علمنا أهمية بيروت، لكن خيارها كمدينة واحدة للاستثمار خيار خاطئ في لبنان، من هنا ندعم الدور المهم الذي يقوم به سعدي غندور. ولقد زرت سابقا الوزير الصفدي حيث دشنت مشروع "أدراج التضامن" الذي كان لايطاليا فرصة المساهمة المالية فيه. وفي مثل هذه المناسبات خصوصا اليوم، اكتشفت مجتمعا نشيطا لرجال أعمال لبنانيين درسوا في فرنسا وحافظوا على روابطهم مع بلدهم، وأرغب تأكيد دعمي الدائم لهم.

 

أهالي عدلون يقطون الاوتوستراد ويرشقون القوى الأمنية بالحجارة

موقع 14 آذار/أقدم عدد من المواطنين على رشق دورية لقوى الأمن الداخلي بالحجارة عند الواحدة بعد الظهر بينما كانت تقوم بقمع مخالفات بناء في بلدة عدلون قضاء صيدا، ثم عمد الأهالي الى قطع طريق عدلون بإطارات السيارات المشتعلة لمنع القوى الأمنية من تنفيذ مهامها. وكانت جرافة تابعة لقوى الامن قد تمكنت من هدم مخالفة بناء في بلدة الصرفند الساحلية ما دفع الأهالي لرشقها بالحجارة وقطع طريق فرعية في الصرفند بإطارات السيارات المشتعلة. وفي هذه الاثناء، يقوم اهالي عدلون بقطع الاوتوستراد العام بالاتجاهين بالاطارات المشتعلة بعدما تجمع نحو 600 مواطن بينهم اطفال ونسوة تسلحوا بالعوائق الحديدية لمنع القوى الامنية من قمع مخالفات بناء في منطقة النبي ساري التي شهدت فوضى عمرانية في غضون الشهرين الماضيين. الى ذلك، وفي مدينة صور، ذكر مندوبنا الميداني ان اهالي "حي الزراعة" وبعد ان عملوا بأن القوى الأمنية ستقوم بقمع مخالفات البناء اعتباراً من الثانية، عمدوا الى قطع الطريق في المنطقة بإطارات السيارات المشتعلة.

 

إصابة آمر فصيلة الأوزاعي علي حسونة عن طريق الخطأ 

أوضح مصدر أمني لموقع "NOW Lebanon" أنّ آمر فصيلة الأوزاعي في قوى الأمن الداخلي العقيد علي حسونة "أصيب برصاصة في بطنه عن طريق الخطأ بينما كان يُخرج مسدسه من "تابلو" سيارته أمام مكتب قائد الدرك في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي"، مشيرًا إلى أنّ العقيد حسونة موجود حاليًا في مستشفى "أوتيل ديو" حيث يتلقى المعالجة الطبية اللازمة.

 

14 آذار": إنقاذ لبنان من الأزمة لن يتحقّق إلاّ بعودة الجميع إلى الدولة بشروطها

جدّدت الأمانة العامّة لقوى 14 آذار "وحيالَ التخبّط الذي يعيشُهُ فريق 8 آذار والذي يُغرق البلاد فيه جرّاء عجزه عن تشكيل الحكومة، ولمّا كان هذا العجز هو نفسه النتيجة الطبيعية لإستحالة مشروع الإنقلاب والنتيجة المنطقيّة لإستحالة القفز فوق فريق يمثّل أكثريّة سياسية – شعبية مثبتة، وحيث أن الإستحالة تتأكّد أكثر فأكثر إذ تتعارض مع المشهد العربي المتغير، التأكيد على أن إنقاذ لبنان من الأزمة لن يتحقّق إلاّ بعودة الجميع إلى الدولة بشروط الدولة"، لافتةً الى أن "شروط الدولة هي سيادتُها، وهي مؤسساتها الدستورية المنحكمة إلى الميثاق الوطني وهي الشراكة الوطنية".

الأمانة العامة، وفي بيان صادر عن اجتماعها الأسبوعي، دعت "جميع الفرقاء السياسيين، و"حزب الله" بالتحديد، إلى إستخلاص العبر والتعقّل في المواقف، بما يضع حداً للأزمة ومخاطرها ولتآكل الدولة"، مطالبةً "حزب الله" بخطوتين رئيسيتين، الأولى هي أن يسارعَ إلى وضع إمكانيّاته العسكرية والأمنية في تصرّف الدولة وتحت مسؤوليتها وأمرتها، والثانية أن يسارع إلى إنهاء موقفه المعادي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان إحتراماً للعدالة وبما يمهّد للمصالحة الوطنية"، مؤكدةً أن "من شأن هاتين الخطوتين أن تفتحا الطريق بإتجاه قيام حكومة إنقاذ وطني درءأً للأخطار وتجاوزاً للفراغ الذي يحطّم الدولة ويضرب آمال اللبنانيين ومصالحهم".

ومن جهة ثانية، توقّفت الأمانة العامة "بقلقٍ شديد إزاء رفض وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال شربل نحّاس بلا مسوّغ قانوني التعاون مع وزيرة المال في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن، مما يحرم خزينة الدولة من مبالغ  ضرورية لتسديد مستحقات الدولة، لا سيما رواتب الموظفين"، مذكّرةً وزير الاتصالات أنه "ينتمي ووزيرة المال الى حكومة واحدة لها بيانٍ وزاريٍّ واحد"، وطالبته بـ"التعاون الفوري مع الحكومة، التي ينتمي اليها، وبالافراج عن الأموال المحجوزة لديه في وزارته".

وعلى صعيد آخر، توقّفت الأمانة العامة "أمام الثورات التي تشهدها المنطقة العربية بمشرقها ومغربها منذ مطلع العام الجاري". وإذ أعلنت "تضامنها وتعاطفها مع الشعوب العربية المنتفضة سلميّاً من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية، أكّدت الأمانة العامة أن "تلك الثورات والإنتفاضات فتحت أمام العالم العربي أبواب مرحلة تُدخل المنطقة وشعوبها في رحاب عصر جديد، مرحلة تشكّل ردّاً طبيعياً على ما كان سائداً من إستبدادٍ وتخلفٍ وفسادٍ عائليٍّ إستفزازي، كما تشكّل ردّاً على العجز والفراغ العربيين، اللذين سادا عقوداً من الزمن، وتعيد الإعتبار لمسألة قيام نظام عربي جديد يضع العرب في مكان يليق بهم ضمن المعادلات الإقليمية والدولية".

وأشارت الأمانة العامة الى "المخاضات العسيرة والدامية التي يُفرض على عدد من الإنتفاضات إجتيازها"، مؤكدةً أن "إرادة الشعوب لن تُكسر"، لافتةً الى "إنجاز متحقق ومكتسب منذ الآن، هو أن إسرائيل، وفي ضوء الثورات والتغيير الذي تصنعه، تتخبّط في أزمة وجودية لا سابق لها لأن الديمقراطية العربية هي السلاح الأقوى في يد الدول العربية وشعوبها، في الصراع مع إسرائيل". وأضافت الأمانة العامة: "إذا كانت 14 آذار تعتبر نفسها معنيّةً بكلّ هذه التطورات، كونها رفعت منذ البدايات لواء العروبة الديمقراطية الحديثة، فإنّها تدعو جميع الأطراف اللبنانيين إلى التبصّر العميق بما يجري من أجل الخروج من الماضي وبناء سياسات تحاكي الحاضر والمستقبل، ومن أجل تحصين لبنان وتأهيله للمرحلة الجديدة".

وفي هذا الاطار، ثمّنت الأمانة العامة "إتفاق المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية الذي يُبرم اليوم في القاهرة"، معتبرةً أن "هذه المصالحة إنّما هي نتاجٌ لمناخ الثورات العربية من جهة وتعبيرٌ عن وعي فلسطيني بالمتغيرات من جهة ثانية، وتشكّل المعطّى الأهمّ حتى الآن لمناخ التغيير من جهة ثالثة وأخيرة"، مؤكدةً أن "المصالحة، التي تطوي صفحة من الإنقسام الفلسطيني المديد، تعيد بناء الوحدة الفلسطينية على قواعد وأسس متينة".

وفي سياق متّصل، توقفت الأمانة العامة عند مقتل زعيم "تنظيم القاعدة" أسامة بن لادن، ورأت فيه "مفصلاً مهماً في مسار القضاء على الإرهاب"، مشددةً على أن "مقتل بن لادن، خصوصاً في ظلّ الثورات الديمقراطية العربية، لهو تعبير بالغ الرمزيّة والدلالة على أن الحرية والديمقراطية يمثّلان السدّ المنيع ضدّ التطرّف والإرهاب".

 

بين اتجاه 8 آذار نحو خيار "حكومة المواجهة بضوء أخضر سوري" وبين جهود "الإنقاذ الوطني.. برئاسة توافقي كتمام سلام مثلاً"

صيغ إنهاء "المراوحة القاتلة" تتباعد بين "إنقاذ" و"مواجهة"... وتتقاطع عند: "إسـتبدال ميقاتي"

لبنان الآن/مع استمرار تعثر عملية تأليف "الحكومة الميقاتية"، تستمر تاليًا موجة الإتهامات المتبادلة بين أطراف هذه العملية حول أسباب هذا التعثر ومن يتحمل مسؤوليته، خصوصًا على جبهة "الرابية – بعبدا، فردان" التي سجلت خلال الساعات الأخيرة تجديد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون إتهامه كلاً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالوقوف وراء تعطيل تشكيل الحكومة العتيدة، معتبرًا في هذا السياق أنّ "خلفيات عدم التأليف تعود لأسباب خارجية"، وشدد عون عبر شاشة "المنار" على أنّ "الأكثرية الجديدة لديها إطار سياسي معين، وكلّ من يريد إشراك عناصر في الحكومة غير تابعين سياسيًّا للأكثريّة الجديدة، يكون هو من يعطّل"... وتزامنًا، لفتت إشارة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" إلى أنّ "مطالب بعض الأطراف" حيال التشكيلة الحكومية أصبحت مطالب "عبثية ومن شأنها أن تكرس حالة المراوحة القاتلة التي تمر بها البلاد بالتوازي مع تنامي التحديات السياسية والمالية والإقتصادية والإجتماعية، التي تتطلب مرجعية لا تزال مفقودة مع الأسف".

في غضون ذلك، نقلت مصادر سياسية مطلعة لموقع “NOW Lebanon” أجواء تسود "بعض أوساط قوى الثامن من آذار تتحدث عن  المضيّ باتجاه صيغة تفضي إلى إخراج الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من معادلة التأليف، والإتيان ببديل له يُكلَّف تشكيل "حكومة مواجهة" في مقابل التحديات والتطورات الإقليمية، لا سيما المتصلة بالأوضاع الداخلية في سوريا"، مشيرةً في هذا السياق إلى أنّ "تنفيذ هذا القرار يحتاج إلى ضوء أخضر مرجّح من القيادة السورية التي اتخذت قرار المواجهة والحزم في معركتها الداخلية والخارجية، وعلى أساس هذه المواجهة سيكون شكل ولون الحكومة اللبنانية العتيدة".

من جهتها، لم تستبعد مصادر مواكبة للجهود المبذولة في سبيل فك الإشتباك السياسي الحاصل في لبنان "أن تفضي هذه الجهود إلى تقاطعات داخلية وإقليمية معينة تعزّز حظوظ قيام حكومة إنقاذ وطني"، موضحةً لـ”NOW Lebanon” أنّ "تطورات الأحداث على المستوى الإقليمي والخشية من انعكاساتها على الساحة المحلية قد توجب على الأفرقاء اللبنانيين الإلتقاء عند مساحة مشتركة تعيد خلط الأوراق الحكومية وتؤسس لقيام حكومة إئتلاف بين 14 و 8 آذار ترأسها شخصية توافقية بين الجانبين لن تكون بطبيعة الحال الرئيس المكلف نجيب ميقاتي".

وإذ رجحت أن يصار إلى اعتماد "هذه الصيغة الإنقاذية في نهاية المطاف نظرًا لاستحالة حكم "اللون الواحد" في بلد كلبنان"، لفتت هذه المصادر في الوقت نفسه إلى أنّ "العودة إلى صيغة الإئتلاف الحكومي تحتاج إلى قرار إستراتيجي بذلك من جانب سوريا وقناعة داخلية من جانب "حزب الله" بعدم جدوى الإستمرار في سياسة إقصاء اللبنانيين المختلفين مع سياساته عن السلطة"، محذرةً في المقابل من مغبة "الهروب إلى الأمام في مقابل التطورات السورية والإنزلاق نحو مزيد من الخطوات الدراماتيكية غير مدروسة العواقب، إنما يجب الإسراع في تأمين عودة التواصل والحوار بين سائر الأطراف اللبنانية في سبيل الوصول إلى حكومة "إنقاذ وطني" تحصّن البلد بكافة أطيافة في مواجهة التطورات المحيطة".

وردًا على سؤال حول الشخصية التوافقية التي قد تشكل نقطة التقاء بين 8 آذار و14 آذار لتكليفها تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني، أكدت المصادر "وجود شخصيات كثيرة من هذا القبيل، المهم التوافق على المبدأ ومن ثم لن يشكل الإسم أي عائق نظرًا لوجود أسماء كثيرة تتمتع بالمقبولية لدى الجانبين، كالنائب تمام سلام مثلاً".

 

نديم الجميل: على "8 آذار" إعادة الأمانة بإعادة تكليف الحريري مجدداً   

مقدسات الحرية والسيادة والاستقلال منتهكة اليوم من قبل سوريا و"حزب الله"

  أكد عضو كتلة "الكتائب" النائب نديم الجميل أن فريق"8 آذار" وعلى رأسه حزب الله يريد قمع الدولة اللبنانية وكل مؤسساتها التي تقلص نوعا ما من تحركاته، معتبراً انه كلما تأمنت لحزب الله حرية التحرك كلما استفاد من الوضع الحالي الذي يمر به لبنان، مشيراً الى ان مقدسات الحرية والسيادة والاستقلال منتهكة اليوم من قبل سوريا وحزب الله.

الجميل، وفي حديث لـ"تلفزيون لبنان"، رأى ان سبب عدم تشكيل الحكومة ليس متعلقاً بحقيبة معينة او بوزير معين، لانه اذا كانت العقدة داخلية كما يقولون لكان من السهل على الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي ان يتمكنا من حلها، ولكن المشكلة ليست هنا، مشيراً الى ان ميقاتي اتى بانقلاب عسكري وهو وضع نفسه في خانة الوسطيين، ويمكنه اليوم ان يوازن الدفة السياسية في البلد. ولفت الى ان فريقه يهمه ان يكون هناك حكومة تسير امور الناس، وقال: اذا شاركنا في الحكومة نكون قد شرعنا الانقلاب وشرعنا وجود ميقاتي كرئيس للحكومة. وأكد ان اعادة الامانة لا تكون الا بإعادة تكليف الرئيس سعد الحريري مجدداً، مضيفاً: "نحن حررناهم من مطالب 14 آذار فليتحملوا المسؤولية والا ليعتذر حزب الله المسؤول عن كل ما حصل والا يحمل الامر لرئيس الجمهورية وللوزير زياد بارود ولقوى 14اذار". وتابع الجميل: "الرئيس ميقاتي قرر اما ان يسيروا بشروطه اوان يسيروا بالتأليف من دونه ومن هنا يمكننا اليوم القول بأن للرئيس ميقاتي الان شروطه ولحزب الله شروطه ايضاً". واشار الى ان النائب وليد جنبلاط خضع لتهديد معين لحماية البلد من سلاح حزب الله، مؤكدا ان الهدف ليس نزع سلاح حزب الله بل نحن مع سيادة حرية واستقلال لبنان، واليوم اذا كنا نقف ضد السلاح هذا لانه يهدد سيادتنا، لافتاً في هذا السياق الى ان السلاح يهدد امن ليس لبنان فقط بل ايضا البحرينيين وامن الخليج، وسائلاً :لماذا نتحمل نحن تهديد سلاح لصالح انظمة اقليمية؟ واضاف أن "المقاومة لم تعد اليوم مقاومة وهي كانت شريفة عندما حررت لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، ولكن ما حدث في 7 ايار 2008 ماذا يمكن ان نسميه، فسلاحه غير شرعي وغير شريف ويهدد اللبنانيين في الداخل والخارج، ولم يعد يسمح لهذا الحزب ان يقرر السلم والحرب". وعن المصالحة المسيحية قال أن مبادرة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي جيدة ومهمة بالشكل، وكسرت الجليد بين القادة الموارنة ولكن لم يحصل مصالحة بالعمق ولا بالمضمون، لان الخلاف ليس شخصياً بل سياسي، داعيا الى ترك الامور تأخذ مجراها ووقتها لتخمير القلوب.

 

"اللواء" : أزمة ثقة بين ميقاتي وحلفائه.. واليأس والإحباط يحاصران بري وجنبلاط 

من المسلم به ان القوى السياسية والكتل والاكثريات بقديمها وجديدها، والرؤساء الموزعين بين "يائس" و"صابر" و"متحرك"، تدرك ان لبنان يقترب من انهيار خطير، في ضوء المأزق الذي وضع فيه البلد قبل ربيع الثورات العربية، والتحولات الهائلة التي تشهدها المنطقة العربية من الغرب الى الشرق وبالعكس 

ومن الثابت ان المأزق الذي يهدد البلد بالانهيار او تآكل ممنهج، لا يعرف اهل الحل فيه والربط كيفية الخروج منه وتدارك الكارثة السياسية والاقتصادية، والعجز الفاضح عن تأليف حكومة ولو بالحد الادنى.

ويذهب بعض المتشائمين في كواليس السياسة اللبنانية الى رؤية صورة ضبابية او قاتمة علماً افرج النقاب عن برقيات لـ"ويكيليكس" او تسريبات لمصادر اخرى ومن مواقع اخرى تفاقم ازمة الثقة، ليس بين فريقي 8 و14 آذار، بل داخل الفريق الذي قاد الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية، فلا هو ابقى منها شيئاً، ولا استطاع ان يعيد بناء ادارة حكومية تمنع الانهيار المحدق بالبلاد.

واذا كان كل من الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط جاهرا بما ينتابهما من مخاوف باتت تتخطى قضية التأليف الحكومي، فإن ما تردد ليلاً عن قنابل كلامية واتهامية سيفجرها النائب ميشال عون من على منبر محطة "O.T.V" مساء اليوم، سيعني ربطاً مباشراً لمصير الاستقرار اللبناني بالمصائر العربية، وعلى وجه الحصر بتطور الموقف السياسي والميداني في سوريا، حيث يتركز اهتمام القوى سياسياً وطائفياً على استشراف مصير النظام والتداعيات المترتبة على الوجهة التي يذهب اليها 

وتقول مصادر واسعة الاطلاع ان ما نشر في برقيات "ويكيليكس" سواء على جبهة 14 آذار او 8 آذار وبالتزامن تقدم على البحث في ملف الحكومة، وطرح "مسألة النوايا"، كبند لا ينفصل عن الحكومة، ولا الثقة المرتبطة بهذا الخيار.

وفي دائرة المعلومات ان "حزب الله" الممتعض مما سيق في حقه، او على الاقل ما نسب الى الرئيس المكلف في احدى البرقيات، يحاول تجاوز الموقف، مستنداً على موقف مبدئي للامين العام لحزب الله ازاء التسريبات قبل اقل من شهر، والتوضيح الذي صدر عن مكتب الرئيس ميقاتي، إلا أن ما تبلغته بعض الجهات الحزبية هو أن العماد عون ليس في وارد المهادنة ويستعد لرد قوي على الرئيس ميقاتي، قد لا يقتصر على اتهامه بمراعاة المطالب الأميركية في تأجيل التأليف، أو الضغوطات، بل إلى التصريح بموقف وصف بأنه على درجة من الخطورة.

وإلى جانب ذلك، فقد بات واضحاً أن المأزق الحكومي اوصل الدولة إلى حافة الانهيار، على إيقاع تفرد كل وزير باتخاذ قرارات تخرج عن صلاحياته القانونية، وتتناقض مع صلاحياته الكاملة في حالة وجود حكومة عاملة، وليست في وضع تصريف أعمال، كما هو الوضع الحالي، بحيث بدا وكأن قرار الدولة موزع على عدّة حكومات يحاول كل وزير أن يختصرها بنفسه، وهو ما وصفه الرئيس المكلف في مجالسه الخاصة بـ"كونفدرالية الحكومة".

فوزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل عاد إلى سلوك مسار "السياسة الشعبوية" من جديد، إذ وجه كتاباً إلى المجلس الأعلى للجمارك طالبه فيه بخفض ما تبقي من رسم الاستهلاك الداخلي المتوجب من مادة البنزين، سنداً إلى المرسوم رقم 12480، اسوة وعطفاً على قرار المجلس الأعلى للجمارك السابق بتاريخ 26 شباط 2011 الذي جاء بناء على كتاب الوزير رقم 2624 تاريخ 26 شباط 2011، بحيث يصبح صفراً، على أن يسري مفعوله الأربعاء (أي اليوم).

وأكّد خبير قانوني لـ"اللواء'' عدم قانونية طلب باسيل، مرجحاً إعادة السيناريو السابق المتمثل بإعادة صدور قرار استثنائي 

وكان وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي قد سبق باسيل، حيث تعمد بدوره بابلاغ مندوب لبنان الدائم في مجلس الأمن السفير نواف سلام باتخاذ موقف من موضوع مناقشة الموضوع السوري في المجلس، من دون العودة، لا إلى رئيس الجمهورية ولا إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال، كما أنه تفرد قبل ذلك برفضه طلب توضيح من السفير السوري في بيروت على تصريحاته في شأن الاتهامات السورية لعضو كتلة <المستقبل> جمال الجراح بالتدخل في الشؤون الداخلية السورية 

ولعل العدوى وصلت إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي عندما <تبرع> بتسمية عميد في الجيش ليكون وزيراً للداخلية، الأمر الذي رفضه رئيس الجمهورية معتبراً ذلك تدخلاً في لعبة سياسية، لا يجوز للمؤسسة العسكرية أن تكون طرفاً فيها، وهو ما حذر منه أمس النائب مروان حمادة 

وفي المقابل، يتفاقم الوضع المعيشي وتستمر وتيرة الاسعار بالارتفاع، خاصة بالنسبة إلى المشتقات النفطية التي يدفع المواطن أثمانها من حساب رزقه واستقراره وحياته الكريمة، بعدما أضحت صفيحة البنزين على مشارف الـ40 ألف ليرة، وتجاوز سعر طن المازوت الألف دولار، الأمر الذي اضطر العديد من عمارات الدخل المحدود إلى إيقاف المولدات الكهربائية والاستسلام لظلام مؤسسة الكهرباء الذي يصل تيارها في معظم المناطق الى عشر ساعات يومياً.

الوضع الحكومي

أما على صعيد تشكيل الحكومة، فيحرص الرئيس المكلف على الاحتفاظ برباطة جأشه لمواجهة الحملات التي يتعرض لها من الحلفاء، وكأنها "نيران صديقة"، مبدياً ارتياحه على وضعه، لأنه يتصرف وفق ما يمليه عليه ضميره، وما ينص عليه الدستور، بالنسبة لتشكيل الحكومة، معتبراً أن الأطراف التي تعرقل عملية التأليف هي التي تتحمّل مسؤولية التعثّر وانعكاساتها السلبية على الأوضاع العامة في البلاد.

وكان الرئيس نبيه بري قد عبّر عن الدرك الذي وصلت إليه جهود تشكيل الحكومة بالقول أنه "يائس وبائس وحالته بالويل"، وفق ما أبلغ الوفود المشاركة في مؤتمر اليوبيل الذهبي "للوكالة الوطنية للاعلام"، موحياً وكأن المساعي وصلت الى طريق مسدود، بعدما عجزت جميع المحاولات السابقة عن تحقيق اختراق ما في شروط العماد عون.

جولة أخيرة غير ان اوساط الرئيس المكلف كشفت مساء امس عن جولة جديدة من المشاورات ومن الاتصالات المباشرة وغير المباشرة، لتأليف الحكومة، وصفها "بالجولةالاخيرة"، والتي يفترض ان تسبق القرار الذي يراه مناسبا، بعدما باتت الامور ناضجة بالنسبة اليه.

في هذا السياق، رأت أوساط الرئيس ميقاتي أن الأزمة الحكومية الراهنة لا تزال اسيرة الشروط السياسية المتنقلة، ونزعة البعض الى التمسك بمواقف يعتبرون العودة عنها تراجعا او تنازلا، في وقت يمر لبنان في ظروف دقيقة وحساسة تفرض على الجميع الارتقاء الى مستوى الهواجس الوطنية والتخلي عن حسابات الربح والخسارة الذاتية.

وأشارت الأوساط الى إننا أمام معضلة يبدو تجاوزها غير ممكن بالرضى في ظل السقوف السياسية المرفوعة، والرئيس المكلف الذي قدم العديد من المخارج والصيغ يدرس خيارات وإقتراحات جديدة سعياً الى تفكيك العقدة القائمة، أملاً بأن تلقى مبادراته تجاوبا لانها ستصب حتما في مصلحة وحدة لبنان وتضامن ابنائه ذلك ان من مصلحة القيادات المعنية ،من دون استثناء الا تشعر اي فئة بالغبن او التهميش لصالح فئة او أكثر او ان يمارس البعض على شركاء له في الوطن ما كان يشكو منه ولا يزال يرفضه.

وقالت الأوساط: إننا، إزاء بعض التشكيك الصادر وإلقاء تبعات التأخر في تشكيل الحكومة على تدخلات خارجية مزعومة وحركة موفدين وخوف على المصالح نقول: إن معوقات التأليف داخلية صرف ويتحملها الاطراف الذين يرفعون المطالب الواحدة تلو الأخرى، احيانا على حساب المنطق ودور المؤسسات والشراكة الوطنية الحقيقية، وبالتالي فان الاسراع في تأليف الحكومة يستدعي تنازلات من الجميع وتعاونا في إدارة الإئتلاف أو الاختلاف على قاعدة الشراكة في المسؤولية، علما انه عندما يكون التنازل لصالح الوطن، لا يمكن اعتباره تنازلا بالمعنى الضيق للكلمة، بل ترفعا عن الاعتبارات والمصالح الذاتية خدمة لاهداف وطنية سامية.

وختمت: ليس من الصعب على الرئيس المكلف مكاشفة الرأي العام بما حصل ويحصل، الا ان المسؤولية الوطنية تحتم عليه إفساح المجال أمام الجهود المبذولة لاستنفاد كل طرق المعالجة، ولأن همّه كان ولا يزال انقاذ لبنان على رغم السهام الذي تستهدفه منذ اللحظة الاولى لتكليفه.

 

بري: أنا يائس و"حالتي بالويل".. والمهم ألا نصل إلى "صلاة الميّت" 

وكالات/رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "العقدة اللبنانية في التشكيل مع الأسف سخيفة جداً، والمؤلم فيها أن سوريا تريد الحكومة أمس وليس اليوم". وقال: "لم أعد أريد ان أتكلم في هذا الموضوع. أنا يائس وبائس و"حالتي بالويل" وعندما تصبح السياسة غير مفهومة تعني أن البلد أصبح في جمود". وأضاف: "أنا أدرك أن الرئيس (المكلف نجيب) ميقاتي في الشهر الأول بعد تكليفه كان يحاول تشكيل حكومة وحدة وطنية وكان يحتاج إلى وقت وقد شجعته على ذلك، ولكن بعد مرور الشهر وعندما حصل الرفض ووضعت الشروط على حكومة الوحدة الوطنية أصبحت المسألة ضمن المجموعة الواحدة ولم يعد مفهوماً هذه الإعاقة المستمرة منذ شهرين وحتى الآن، لذلك قلت إننا نحتاج لصلاة الغائب وصلاة الإستسقاء لكن المهم ألا نصل إلى صلاة الميت".

بري، وبعد إستقباله وفد الوكالات العربية والدولية الذي يشارك في مؤتمر اليوبيل الذهبي للوكالة الوطنية للإعلام، رأى أن "لا علاقة لصدور القرار الظني والمحكمة الدولية بتأخير تشكيل الحكومة"، موضحاً أنه "على العكس منذ التكليف وحتى الآن لم يتكلم أحد عن القرار الظني"، ومضيفاً "ليتم التحضير له فليس هناك من مشكلة، فهذا قرار سيصدر في النهاية".

وفي شأن دعوته إلى حركة خارج الإطار الآذاري، قال بري: "وجدت تجاوباً ولكن الجميع يقولون فلتتألف الحكومة وبعدها ننطلق بهذا الموضوع، وإذا أردنا أن نتكلم عن هذا الموضوع فإن هذا القرار بين 8 و14 آذار ليس صحيحاً أبداً، وهو لا ينطبق على الواقع. هذه كلمة تفوه بها مجنون ويتمسك بها عقلاء". وسأل بري: "من هم 8 آذار في الفريق الموجود الآن؟ فإذا كانت الاطراف هي التالية: كتلة "التنمية والتحرير" التي لي الشرف في رئاستها، كتلة "الوفاء للمقاومة"، وكتلة "التغيير والإصلاح"، والرئيس نجيب ميقاتي، ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، وكتلة جبهة "النضال"، وفي قراءة هذه الكتل نجد كتلة "التنمية والتحرير" وكتلة "الوفاء للمقاومة" كانتا في "8 آذار" ولكن ماذا عن الأربعة الباقية؟ الحزب "التقدمي الإشتراكي" كان العصب الأساسي لـ 14 آذار، نجيب ميقاتي خاض المعركة مع سعد الحريري، وهو صاحب فكرة الوسطيّة، الرئيس ميشال سليمان الشيء نفسه، أما كتلة "التغيير والإصلاح" فهي التي أوجدت "14 آذار"، فكيف يمكن أن نحسب هذه الأطراف 8 آذار".

وتابع بري في هذا الإطار قائلاً: "من هنا فإن القصة ليست قصة 8 آذار، كذلك نحن الآن بحاجة إلى توحيد البلد وخلاصه"، مضيفاً: "في الماضي إستطعت أن أقيم طاولة حوار تجمع كل الاطراف اللبنانية في 2 آذار عام 2006، وجابهنا إسرائيل آنذاك ونحن موحدين وانتصرنا، والآن الأمور مخلوطة وهناك تغيرات حصلت وكان هناك فرقاء في "14 آذار" وخرجوا منها، وهذا الأمر لا يحصل للمرة الاولى، لقد حصل سابقاً، والمسألة ليست كما يقول البعض إن هناك خيانات وغير ذلك... لقد حصل مثل هذا الأمر عشرات المرات".

إلى ذلك، لفت بري إلى أن "الإعلام أصبح القوة الأولى في العالم، حيث كان يقال في الماضي إن الإعلام هو القوة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة"، معتبراً أن "الإعلام أصبح كالعطر، أي مثل الإعلان عن عطر باريسي جديد فتجدون النساء في العالم بادرن الى استعماله، كما أصبح كالريح والهواء والموج، وهذا ما نشهده في العالم العربي، وهو أمر جيد ولكن من ناحية أخرى، أصبحت المسؤولية على الإعلام أكبر، فليس أي شخص من دون شغلة أو عملة ويعرف أن يكتب قليلاً، يصبح إعلامياً، وبالتالي المسؤولية أصبحت اليوم أكبر". وأضاف: "لو خُيّرت بين سياسة الولايات المتحدة الأميركية أن تكون مع بلدي لبنان، وسياسة "السي.أن.أن" لاخترت الأخيرة لأنها تغير السياسة الأميركية، بينما سياسة الولايات المتحدة الأميركية لا تغير الإعلام الأميركي، فهذا الأمر يجعل للاعلام دوراً ومسؤولية ضخمة على شعوبنا ومنطقتنا وعلى كل شيء يتعلق بحياتنا اليومية".

بري، أشار الى أن "هناك الكثيرين يتكلمون على الديموقراطية والإعلام، فالديموقراطية ليست ثوباً يصممه مصمم معيّن لترتديه أي دولة في العالم، فرنسا فيها ديموقراطية، وكذلك انكلترا والولايات المتحدة الأميركية، ولكن هل الديموقراطيات في هذه الدول الثلاث مثل بعضها البعض؟ هذا ليس صحيحاً، لذلك فإن الديموقراطية أيضاً هي صناعة وطنية، وهناك الكثير مما يحصل الآن في عالمنا العربي، إنهم يريدون أن يلبسوا البذلة التي يرتديها أي شعب أوروبي لشعب عربي، وهذا لا يحصل، فنحن نستطيع أن نتحدث عن هذا الأمر أفضل من إخواننا العرب لسبب بسيط، لأن لا أحد يستطيع أن يزايد على الديموقراطية في لبنان، من المؤكد أن لبنان هو أول بلد ديموقراطي في المنطقة، إذا لم يكن في كل العالم، لأنه في زمن الفينيقيين كان هناك مقرّ لممثلي الأمة في صور، وكان هناك مجلس منتخب عبر الفينيقيين، ولكن حتى نحن في لبنان لدينا عيب في ديموقراطيتنا هو الطائفية والمذهبية و"التعتير" الذي نحن فيه، وبالتالي عندما تريد أن تصنع ثوباً ديموقراطياً في لبنان عليك أن تأخذ في الإعتبار هذا التنوع لـ18 طائفة في بلد صغير"، معتبراً أن "لبنان في حاجة لثورة لكي يتخلص من العيب الموجود في ديموقراطيتنا وهي الطائفية والمذهبية".

ورأى بري أنه على "الاعلام مسؤولية كبرى، فاذا كان العسكر في مرحلة معينة هم أصحاب القرار في البلدان العربية، الآن أصحاب القرار هم أصحاب الأقلام الصحافية، فالقلم أخطر بكثير من البندقية في زمننا الحاضر".

 

سليمان: أعمال "حزب الله" في بيروت ميليشيويّة! 

الجمهورية

رقم البرقية: 08BEIRUT661 "ويكيليكس"

التاريخ: 12 أيار 2008 16:20

الموضوع: لبنان: قائد الجيش يقول إنّه سيحمي الحكومة

مصنّف من: القائمة بالأعمال ميشيل سيسون

2. اجتمعت القائمة بالأعمال والملحق العسكري وأحد الدبلوماسيين السياسيين في السفارة، بقائد الجيش اللبناني ميشال سليمان في اليرزة، خلال فترتين مختلفتين من اليوم ذاته، في 11 أيار، مرة في الصباح وأخرى في المساء. بدا سليمان مرتاحاً أكثر مما يتوقع المرء، نسبة إلى حجم الاشتباكات الواقعة بين حزب الله والدروز، المترافقة مع ضغط سياسي هائل يمارسه عليه قادة 14 آذار.

إذلال ضبّاط الجيش بواسطة الأحداث الحاليّة

3. أخبر سليمان القائمة بالأعمال أن التقارير التي تفيد باستقالات على نطاق واسع في الجيش، تقارير كاذبة. بل إن بعض الضباط أتوا إليه لتقديم استقالاتهم وعيونهم مغرورقة بالدموع. ضابط الاستخبارات في الجيش اللبناني، العميد غسان بلعة، المقرّب جداً من رئيس الحكومة السنيورة، كان من أوائل الذين قدّموا استقالتهم. والضابط السنّي في الجيش اللبناني، القائد العسكري للمنطقة الشمالية، اللواء عبد الحميد درويش، قدّم استقالته ايضاً. التقى سليمان بالضابطين المذكورين وطلب منهما عدم الاستقالة.

4. وفقاً لسليمان، فإنه أثار فيهما وطنيتهما والتزامهما تجاه الجيش اللبناني كي لا يقبل استقالتهما. واعترف سليمان بأن الضباط السنّة والدروز، ومجتمعاتهم المذهبية، قد أُهينوا بسبب الأحداث الاخيرة. وأعاد سليمان إلى ذهن الضابطين، الفترة التي أهين فيها عام 1982 عندما كان نقيباً في منطقة الدامور، وطرد الدروز المسيحيين. ورغم إهانته لم يترك الجيش، ولذلك يجب عليهما ألا يستقيلا الآن. ورغم مطالبته الشديدة بعدم تقديم استقالتهما لقائد الجيش، قدّم كل من الضابطين، تباعاً، استقالتهما لمكاتب شؤون الموظفين في الجيش. أخبرنا سليمان أنه لن يوافق على الاستقالات. في ما يخص قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن شوقي المصري، تجاهل سليمان سؤالنا وقال: «لم أساله عن استقالته». أبلغنا سليمان أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من جنبلاط ليقول له إنه أمر المصري بالبقاء في صفوف الجيش. وفقاً للضباط في مكتب المصري، فالأخير قدم استقالته أيضاً. من غير الواضح ما إذا كانت هذه إجراءات مخادعة للضغط على سليمان، أو أن الضباط عازمون فعلاً على الانسحاب من الجيش. منذ صباح 12 أيار، لا يزال هؤلاء الضباط يزاولون عملهم ولم يتركوا الجيش.

القتال صعب في المدن: حزب اللّه استخدم الهجوم السرطاني في بيروت

5. أمضى سليمان وقتاً طويلاً، ليصنع رسوماً عن مواقع الجيش، كي يشرح مدى صعوبة الأمر في بيروت. أخبر سليمان القائمة بالأعمال أن الطابع المذهبي المختلط للأحياء السكنية في بيروت الغربية، جعل من المستحيل توزيع فرق الجيش بين الطوائف. في الوقت عينه، افترض سليمان أن الشيعة كانوا يُعدّون لهذا الحدث منذ وقت طويل واستحصلوا على أسلحة وذخائر أكثر من السنة. أوضح سليمان تكتيكات «الهجوم السرطاني» لحزب الله. عند اندلاع الاشتباكات في الأحياء المختلطة مذهبياً، سيتسلل حزب الله إلى الأبنية الشيعية، وينشئ مراكز مستقبلية له، ومن ثم سيتوسع وينتشر من بناء إلى آخر، كانتشار السرطان.

من وجهة نظر سليمان، الطريقة العسكرية الوحيدة التي كانت ستنجح في هذه الحالة، هي إخلاء جميع السكان من مناطقهم والهجوم على المقاتلين الماكثين فيها، «كما فعلنا في نهر البارد، حيث دمّرنا كل شيء». الجدير ذكره أن سليمان المطلع على التسميات السياسية الحساسة، وصف أعمال حزب الله «بالأعمال الميليشيوية». وعند إثارة هذه النقطة، أجاب سليمان أنه يدرك تماماً ما يقوله. «هذه ليست بمقاومة. هذه أعمال ميليشيوية»، قال سليمان. (ملاحظة: هذه المرة الأولى التي نسمع فيها سليمان يصف أعمال حزب الله بالميليشيوية. نهاية الملاحظة).

لم أقصد إحراجه في رسالتي إليه لحلّ المشكلة

8. بعد خطاب رئيس الحكومة السنيورة يوم 10 أيار الذي دعا فيه الجيش للتحقيق في هاتين المسألتين، أصدر العماد ميشال سليمان بياناً صحافياً ينص على قبوله تحمّل مسؤولية هاتين المسألتين. بعد نصف ساعة من قبوله التحقيق في المسألتين، أرسل سليمان «تقريراً» إلى رئيس الحكومة يقول فيه إن التحقيق الأولي قد أنجز واقترح إلغاء قراري مجلس الوزراء. أخبرَنا السنيورة أنه اعتبر هذه الرسالة محرجة ومهينة جدّاً في الوقت ذاته. سألت القائمة بالأعمال سليمان عن توقيت وعملية صنع القرار التي أدت الى إصدار هذه الرسالة. قال سليمان: «لم أقصد إحراجه. لم تكن هذه نيّتي. رأيت أن بإمكاني تأمين التغطية له لإخراجه من الأزمة السياسية».

9. ثم قال لنا سليمان إنه أعدّ التقرير (استخدم مصطلح تقرير، لا «رسالة» كما تناقلتها وسائل الإعلام) قبل ثلاثة أيام، أي يوم 6 أيار، خلال اجتماع المجلس العسكري الأسبوعي. (...) واعتبر المجلس مدير جهاز أمن المطار مذنباً في الحد الأقصى بسبب عدم التزامه بإحالة التقارير الى المعنيين الأرفع مستوى منه، وهي تهمة لا تستحق أن يقال بسببها. حين جرى التصويت على القرار، استحصل المجلس العسكري على 3 أصوات توافق على إلغاء قراري مجلس الوزراء في انتظار تحقيقات الجيش، وصوت معارض واحد، هو العميد السني سعيد عيد، المستشار العسكري لرئيس الحكومة السنيورة. بعد اتخاذ القرار، قال عيد لسليمان إنه موافق مع المجلس لكن لم يكن لديه خيار إلا أن يعارض. أعرب سليمان عن تفهمه لموقفه، كما تفهمه جميع الضباط الآخرين في المجلس العسكري. الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو الحوار. يدرك حزب الله أنه لا يمكنه الاستحواذ على كل شيء. (...)

10. «أقول لهم إنهم ارتكبوا خطأ هائلاً» قال سليمان. يعتقد سليمان أن أعمال حزب الله الميليشيوية أثناء الأيام الثلاثة الماضية قد فتحت جبهة جديدة للصراع السني – الشيعي في منطقة الشرق الأوسط ككل. قال سليمان لأحد نواب حزب الله في الآونة الاخيرة، «بتصرفكم هذا، خلقتم إرهابيين من السنة، ليس واحداً فقط، بل سيتكون على الطرقات الكثير من الظواهريين المناهضين لكم». بحسب سليمان، هذه هي الرسالة التي نقلها إلى نصر الله كتحذير ليسترعي انتباهه.

سندافع عن الحكومة حتى الموت، وعلى جثثنا!

11. أخبرت القائمة بالأعمال سليمان أن السفارة قد تحدثت إلى ضابط في الجيش اللبناني اشتكى من أن «السياسيين قد أقحمونا في هذه الفوضى، وليس من واجب الجيش أن يحميهم». وتوجّهت القائمة بالأعمال إلى سليمان بالقول إن هذا أمر مرفوض، ويجب حماية السرايا الكبيرة (حيث يسكن ويعمل رئيس الحكومة والعديد من الوزراء) ومنازل الزعماء السياسيين، خاصة في ظل الشائعات المنتشرة عن احتمال تعرّض هذه المواقع للهجوم خلال الليل. أثناء الاجتماع المسائي مع سليمان، اتصل مساعد وزير الدفاع الأميركي إيريك أدلمان ليتشاور مع القائمة بالأعمال وتحدّث إلى العماد سليمان. بعد توجيهه خطاباً شديد اللهجة لسليمان، يتضمّن توقعات الحكومة الأميركية المتعلقة بحماية المؤسسات الحكومية والزعماء السياسيين، اتصل سليمان بقادته العسكريين. شدّد سليمان، أمام القائمة بالأعمال، على أوامره السابقة لقائد الفوج العميد الركن صالح قيس، شيعي المذهب. قال سليمان بالتحديد، «ستدافع عن السرايا الكبيرة (مركز رئيس الحكومة السنيورة) وقريطم (مكان إقامة النائب سعد الحريري) وكليمنصو (مكان إقامة زعيم الدروز وليد جنبلاط) حتى الموت. ضحوا بأنفسكم لحماية هذه الأماكن. على العدو أن يجتاز جثثكم ليدخل الى هذه المناطق. أكرر، أطلقوا النار إذا هوجمتم».

 

ليتخلَّ حزب الله عنّا... لا نحتاج اليه»/باسيل: 14 آذار أوّل المشبوهين في اغتيال الجميّل  ا

الجمهورية/في مذكّرة سرّية تحمل الرقم 79578، 3089 بيروت 06، الصادرة عن السفارة الأميركيّة في بيروت في 25/ 9/ 2006 وفي مذكّرة مشتقة منها تحمل الرقم 12958،

في 12/ 9/ 2006، ومُصنّفة من السفير الأميركي جيفري فيلتمان، أنّ المسؤول السياسي في السفارة قال لـ جبران باسيل: حتى لو وصل عون إلى بعبدا، فسيكون عاجزا عن العمل، لأنّ "حزب الله" سيحكم البلاد. (بعدما تخلّى عن دماثته المعتادة، بدا باسيل غاضبا وظلّ على هذه الحال حتى نهاية اللقاء). وقال المسؤول نفسه إنّ الشيعة يدعمون عون نظرا إلى الأهداف المشتركة بينهما، في حين أنّه يحظى بدعم بعض المسيحيّين، وليس كلّهم، والقليل من السنّة. لكنه، وفي حال أصبح رئيسا للجمهوريّة، وبدأ بالضغط على "حزب الله" لتسليم سلاحه، فقد يعمل هذا الأخير على التخلّي عن "التيّار الوطني الحر". وأجاب باسيل: "فليقوموا بذلك، نحن لا نحتاج إليهم"

وذكرت المذكّرة نفسها أنّ باسيل ،عندما سُئل عن عمليّة اغتيال الوزير السابق بيار الجميّل في 21 تشرين الثاني، راح يتظاهر بأنّه يفكّر لبُرهة قبل أن يذكر الخط التآمري المُعتاد، قائلا إنّ المُستفيد الأكبر من اغتيال الجميّل هم قادة 14 آذار، وبالتالي يجب علينا وضعهم على رأس لائحة المشبوهين في هذا المجال. وأشار باسيل إلى أنّ عملية الاغتيال هذه تثير الشبهات الدوليّة حول دمشق، وأنّ هذه العملية جاءت قبيل التظاهرات التي خطّطت لها المعارضة خلال ذلك الأسبوع. ولفت باسيل أيضا إلى أنّ مكاتب "التيّار الوطني الحر" تعرّضت للهجوم خلال ساعة بعد وقوع عمليّة الاغتيال، واصفا هذا التوقيت بالمشبوه، ومُعربا عن اعتقاده أنّ التنسيق تمّ مُسبقا لإسقاط وإحراق يافطات ترشّح عون للرئاسة، في وسط بيروت.

وأفادت المذكّرة نفسها أنّ باسيل غيّر الموضوع، سائلا: في حال سلّم "حزب الله" سلاحه هل ستقوم الحكومة الأميركيّة بالتعامل معهم؟ فأجاب المسؤول السياسي: من الصعب التصوّر أنّ الولايات المتحدة الأميركيّة ستبقى مكتوفة أمام الأشخاص الذين فجّروا الثكنات التابعة للبحريّة الأميركيّة في العام 1983، والسفارة الأميركية في عامي 1983 و1984، والأفراد الذين خطفوا وقتلوا الأميركيّين في السنوات اللاحقة. فقال باسيل: "معك حقّ".

 

نصرالله أكثر من وزير دفاع» -- كنعان: التحالف مع حزب الله كان «غلطة» 

الجمهورية/في مذكّرة سرية تحمل الرقم EO 12958 وصادرة في بيروت في 14 تموز 2006، ان خلال حوار مع بولوف في السفارة الأميركية في بيروت، أجري في الثالث عشر من شهر تموز، قال النائب ابراهيم كنعان، الذي غالبا ما يؤدي دور الوسيط والناطق باسم التيار الوطني الحر، إن تحالف التيار مع حزب الله كان «غلطة»، معلنا أن ميشال عون لم تكن لديه ادنى فكرة ان «حزب الله» كان يخطط لعمل استفزازي كهذا. وعبّر كنعان عن قلق عميق من كون «حزب الله» الجهة التي تتولى فعليا ادارة دفة الأمور في البلاد.

وعندما سئل هل يظن ان حسن نصرالله يتصرف وكأنه وزير للدفاع، اجاب كنعان: «كلا، كلا، بل اكثر من ذلك بكثير».

وفي مذكرة سرية تحمل الرقم 0290621Z صادرة في 26/1/2007، جاء ان النائب ابراهيم كنعان، الذي يعتبر مستشارا مؤثرا ومعتدلا لميشال عون، طلب مقابلة عاجلة من مسؤول في السفارة في اعقاب الاشتباكات التي وقعت في بيروت يوم الثلثاء الماضي. قابل امبوف كنعان في السادس والعشرين من شهر كانون الثاني في منزله الخاضع لحراسة مشددة في منطقة الرابية. كنعان الذي هو عادة متحدث هادئ، وغالبا ما يؤدي دور الناطق باسم التيار الوطني الحر، بدا قلقا طوال فترة اللقاء. وعندما ابلغ اليه امبوف رسالة السفير، ومفادها ان اعمال العنف يوم الثلثاء تخطت حدود المعقول، رفع كنعان يديه عاليا وهتف: «نعلم ذلك نعلم ذلك. لقد ارتكبنا اخطاء فادحة في تقديرنا الأمور بنحو لا يصدّق».

طلب كنعان ان نميز بين اهداف عون السياسية التي تقف وراء سعيه الى استقالة حكومة السنيورة والتي تختلف تماما عن اسباب حسن نصرالله واسباب الزعيم الماروني الموالي لسوريا وقائد حزب المرده سليمان فرنجية. وقال انه يعي ان احداث الثلثاء قد تكون على الارجح اقنعت واشنطن بأن الجنرال عون بات الآن في شكل تام منضويا في عمق المعسكر الموالي لسوريا، ولكنه اصرّ على أن ذلك غير صحيح. وفي حجة غالبا ما يكررها كنعان، قال إن عون يحاول في بساطة ان يحمي الأقلية المسيحية المحاصَرة في لبنان، والتي يتم استبعادها في شكل منهجي عن السلطة من قبل زمرة سنية جبارة تتحكم في مجلسي النواب والوزراء. وقال كنعان إن عون يعي تماما أن كلا من حزب الله وتيار المرده «مسيّران جزئيا» تبعا لأجندة سورية، وانه توصّل «على مضض» العام الماضي الى قرار التحالف مع نظرائه في قوى الثامن من آذار الذي وجده ضرورة استراتيجية.في فترة بعد الظهر من ذاك اليوم، عندما بدأت قنوات الاخبار العالمية بنقل صوَر لبيروت التي يكسوها الدخان الأسود المتصاعد من نيران اضرمها العونيون، قال كنعان إن عون «بدأ يدرك تدريجا» فداحة حساباته الخاطئة. ثم بدأ كنعان بإلقاء اللوم على ردة الفعل العنيفة التي قام بها انصار سمير جعجع، خصم عون الاساسي، وذلك في خطّة هجوم غالبا ما يتبعها التيار الوطني الحر. وحتى عندما تمّت الإشارة الى سفسطائية هذه الحجة المخطئة، أصرّ كنعان على أن القوات اللبنانية تستحق ايضا لوما كبيرا.

 

إرسلان: أريد أن اكون وصياً على الحقيقة لدى الاميركيين 

الجمهورية/في مذكّرة سرية تحمل الرقم P211609Z صادرة في بيروت في 8 أيار 2008، وفي حديث الى السفيرة الأميركية في لبنان، ميشيل سيسون، توقع القائد الدرزي والوزير السابق والنائب الحالي المعارض طلال إرسلان، أن يقوم الرئيس الجديد (المفترض ان يكون قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان) في الواحد والعشرين من ايار، باختيار وزير الداخلية. ورأى ان قائد الجيش الجديد، سيشكل نقطة لقاء محورية بين الأكثرية والمعارضة. وكشف لنا ارسلان، بعد يوم على زيارة لسوريا، أن الأخيرة متلهفة لأن تتم صفقة في الدوحة.

وخلال حديثه عن القتال الذي دار بين «حزب الله» وخصمه الدرزي وليد جنبلاط في الحادي عشر من أيار، تكلم ارسلان على الدور الذي أداه كوسيط وعلى الجهود التي بذلها في التفاوض للوصول الى وقف لاطلاق النار، وقال انه لا يتوقع تجدد الصدامات في المستقبل. وأكد إرسلان ان من غير الممكن مناقشة موضوع سلاح حزب الله قبل التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل. وطلب ارسلان المعجب بالديمقراطية الأميركية وخرّيج جامعة واشنطن، من الولايات المتحدة الأميركية ان تصَدّر نظامها المالي من شيكات وحسابات مصرفية الى لبنان. ووصف ارسلان الانقسام الموجود في الطائفة الدرزية بـ»المفيد»، اذ يساعد على حلّ النزاعات، قائلا: «لو لم يكن الدروز منقسمين فريقين، من كان استطاع ان ينهي القتال في الشوف؟»

(ملاحظة: لم يأخذ ارسلان في عين الاعتبار القائد الثالث للطائفة الدرزية وئام وهاب الذي يدَّعي الأول أن دوره تافه وانه مجرد اداة في يد حزب الله الذي يستغل وهّاب فقط لأن صوته عال). بالنسبة الى ارسلان، ان الموقع المثالي للولايات المتحدة يكون في اضطلاعها بدور «العراب» تجاه لبنان، موضحا ان كلما كانت الولايات المتحدة ناجحة في تحقيق اهدافها الاقليمية، كان لبنان محميا اكثر. عندها، يمكن مناقشة سلاح حزب الله، حسب رأيه. قال ارسلان للسفيرة الاميركية ان عائلته محبوبة من قبل المسيحيين، ملمّحا (في معنى ضمني الى ان عائلة جنبلاط لا تتمتع بالقدر ذاته من القبول). وقال ارسلان انه يتطلع الى «افضل العلاقات على الاطلاق مع حكومة الولايات المتحدة، مؤكدا أنه ينزعج حين يفكر في انها «اقرب الى فرقاء آخرين». وقال ارسلان إن «السياسة اللبنانية مليئة بالأكاذيب» وإن «هذه الأكاذيب هي أصل مصائبنا»، موضحا لها: «احيانا لا تصلكم الحقيقة». وختم: «اريد ان أكون الوصي على الحقيقة لدى الولايات المتحدة الاميركية».

 

مصلحة سوريا في تعزيز قوة حزب الله وعون

الجمهورية/في مذكرة سريّة صادرة في دمشق في 1/6/2008، تحت الرقم 20 Damascus

081 جاء ان النظام السوري يرى أن مصلحته الاساسية تقتضي منع قيام حكومة معادية لسوريا في بيروت، مشيرا الى انه يؤمن بأن تعزيز قوة حزب الله والعماد ميشال عون هو الوسيلة الوحيدة للوصول الى هذه النتيجة. واضافت الوثيقة ان رغبة سوريا المُلحّة في استعادة الجولان تتعارض في شكل قاطع مع رغبة ايران في الحفاظ على الدور الذي يلعبه حزب الله في لبنان. وأثبتت سوريا وايران انهما ماهرتان في ادارة الضغوطات، لانهما تتشاركان الغاية نفسها في الحفاظ على حزب الله كسلاح في وجه اسرائيل. ولكن مسؤولين سوريين عبّروا عن مخاوف خاصة من احتمال تصرّف حزب الله و/أو انصار عون/ في شكل استباقي ضد حكومة الاكثرية من دون استشارة دمشق.

وذكر مصدر آخر قريب من وزارة الخارجية السورية ان الرأي المهيمن داخل النظام السوري هو ان التفاوض مع اسرائيل يتطلب نفوذا قويا لسوريا في لبنان. واوضح محمد مصلي، وهو اكاديمي عربي - اميركي، وصلة اتصال دورية للسفارة منذ التسعينيات، في الثاني من كانون الثاني أن بشرى كنفاني، وهي مساعدة وزير الخارجية وليد المعلم، قالت له إن "الوضع في لبنان سيىء". واضاف: "ان همّ سوريا الاساسي هو التفاوض على الجولان من منطلق قوي". وفسّر ان "قدرة سوريا على التفاوض في شكل فعّال مع اسرائيل كانت تضررت لو كانت سوريا في مواجهة مع حكومة لبنانية جريئة تتحدّى حزب الله".

 

المفاوضات السورية - الاسرائيلية في أنقرة تحولت مباشرة --الاسد طلب تحريك المسار اللبناني بعد لقاء امير قطر 

الجمهورية/في مذكرة سرية صادرة في دمشق في 31/5/2008 تحت الرقم 08DAMASCUS388، ان الرئيس بشار الأسد، وخلال جولة رسمية على الإمارات العربية المتحدة والكويت في الأول من حزيران، طلب من مسؤولي البلدين ايجاد طريقة لتخفيف الاحتقان القائم بين دمشق والرياض. وأضافت أن تحرّك الأسد جاء أيضا في أعقاب جولة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل في أنقرة، وبعد إبرام اتفاق الدوحة في21 ايار. وكشف المستشار في وزارة الخارجية السورية سمير التقي أنه هو وليس رئيس الوفد السوري رياض الداوودي مَن التقى المسؤولين الإسرائيليين وجها لوجه. وعلى رغم اتفاق السوريين والأتراك والإسرائيليين على عدم اعلان هذا الأمر، إلا انهم اكدوا وجود تقدم سريع في عدد من النقاط، بينها الاتفاق على اقامة "منطقة سلام" في الجولان تسمح بالانتقال بين سوريا وإسرائيل. وشدد التقي على أن إطاحة رئيس الوزراء إيهود أولمرت الذي يواجه مشكلات مع القضاء، لن توقف المفاوضات الخاصة بالجولان، مشيرا الى ان وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك سيواصلان المفاوضات مع سوريا. على صعيد آخر، زار امير قطر الشيخ حمد بن خليفة دمشق في منتصف ايار للتشاور مع الاسد في الموضوع اللبناني، ثم أعقبها بزيارة اخرى تقررت في آخر لحظة في الثلاثين من ايار وابلغ الى الاسد خلالها ان التقدم في لبنان من شأنه تحسين العلاقات السعودية – السورية. وكشف التقي أن بعد لقاء الشيخ حمد، قام الرئيس السوري بإطلالة تلفزيونية غير مقررة ايضا، اعلن خلالها ان اطلاق المسار الاسرائيلي – اللبناني سيكون اضافة مرحبا بها على المفاوضات الجارية على المسارين السوري والفلسطيني. واشارت المذكرة الى ان سوريا سعت الى تهدئة المخاوف الايرانية حيال مستقبل العلاقات بين البلدين. وفي الثالث والعشرين من ايار استقبل رئيس البرلمان السوري محمود الأبرش وفدا برلمانيا ايرانيا، واصدر بيانا اثنى فيه على الدعم الايراني للمواقف السورية الوطنية، بينها السعي الى استعادة الجولان والاراضي العربية المحتلة. وفي الرابع والعشرين من ايار زار رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل العاصمة الايرانية، والتقى وزير الخارجية منوشهر متكي الذي اعلن في مؤتمر صحافي مشترك ان على النظام الصهيوني الانسحاب من الجولان، وأن بلاده تدعم المساعي السورية الرامية الى استعادة المرتفعات المحتلة. وفي الخامس والعشرين من ايار زار وزير الدفاع السوري حسن التركماني طهران، والتقى الرئيس نجاد ونظيره الايراني مصطفى محمد نجار الذي وصف الروابط مع سوريا بأنها روابط استراتيجية تقوم على اساس المصالح الوطنية للبلدين. وفي السابع والعشرين من أيار ابلغ الاسد الى وفد برلماني بريطاني، ان اي طلب لوقف العلاقات السورية – الإيرانية هو طلب غير منطقي. لكن خلف الكواليس، تقول المذكرة، لاحظت اتصالات السفارة مشهدا صاخبا لحركة ايرانية تتخوف من ان تأتي المفاوضات السورية – الإسرائيلية على حساب العلاقات السورية – الإيرانية. ونقلت تقارير صحافية أن الإيرانيين كانوا يمطرون المعلّم بالمخابرات الهاتفية، منهم وزير الخارجية متكي، وكانوا يطلبون ان يأتي اليهم بشّار او المعلم او مشعل او اي شخص متوافر. واضافت: إن المعلم دبّر لقاء مع متكي في بيروت على هامش حفل قسم اليمين الذي أداه الرئيس ميشال سليمان في 25 ايار. ونقلت المذكرة عن التقي الذي زار طهران في 23 أيار، ان الايرانيين كانوا غاضبين حتى الجنون حيال فكرة قيام سلام بين دمشق واسرائيل، وطلبوا ضمانات بأن اي اتفاق بينهما لن ينعكس على الدعم السوري لحزب الله. وقال التقي إن اجتماعاته مع النواب الإيرانيين تكشف عن شعور عميق بالاستياء من النظام الإيراني وعن اعتقاد أن على ايران السعي اكثر الى التعامل مع الغرب في مسألة برنامجها النووي. ورأى التقي انه كان على الحكومة السورية ان تطمئن النظام الإيراني الى أن العلاقات الثنائية ستستمر. لكن التقي اشترط ان يطلب ويحصل وزير الخارجية المعلم على ضمانات من متكي مفادها ان المسؤولين الايرانيين سيمتنعون عن ادانة المباحثات السورية غير المباشرة مع اسرائيل. الى جانب ذلك، قال التقي ان بشار الاسد ومسؤولين آخرين في الحكومة السورية اصبحوا يسأمون على نحو متزايد مستوى "العوز الإيراني" المرتفع. وجاء في المذكرة أن في حين كانت السعادة واضحة في ردات الفعل الايجابية إثر اتفاق الدوحة في 21 ايار، والاعتراف الرسمي من قبل سوريا واسرائيل وتركيا بمسار الجولان، اضافة الى انتخاب رئيس جمهورية وتعيين رئيس وزراء في لبنان، ظلّت الحكومة السورية تسعى وراء الهدف غير المحقق ألا وهو تحسين العلاقات بالسعوديين والتخفيف من عزلتها الدولية.

 

تمهيداً لإقفال أجوائها أمام الطيران السوري/ أوروبا تحضّ الجامعة العربية على التدخّل في سورية

لندن ـ كتب حميد غريافي/المحرر العربي

حذّرت مصادر ديبلوماسية في الاتحاد الأوروبي، جامعة الدول العربية من "بقائها على الحياد في الثورة القائمة داخل سورية منذ أسابيع وسقوط أكثر من 500 شهيد في صفوف المدنيين المتظاهرين في أنحاء البلاد واعتقال أكثر من 2000 مدني آخر، ما يشجع نظام بشار الأسد على استمرار استخدام القوة المفرطة والقمع والاعتقال على غرار ما يفعله العقيد معمّر القذافي ضد الشعب الليبي". وقالت المصادر لـ"المحرر العربي" في لندن أمس أن ديبلوماسيين أوروبين "حذّروا الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة الجمعة الماضي من إمكانية وقوع حرب أهلية شاملة في سورية إذا استمر النظام في سياسة القتل والإخفاء والحصار والاعتقال، بل قد تتحوّل الأوضاع الى حرب مذهبية بين السنّة السوريين الذين يشكّلون حوالى 90 بالمئة من الشعب ومعهم المسيحيون والمذاهب الأخرى من جهة وبين الطائفة العلوية التي تمسك بالحكم البعثي والجيش والاستخبارات بقبضة من حديد، ما من شأنه حدوث تدخّل خارجي من تركيا والعراق والأردن للحد من تداعيات تلك الحرب على الدول المجاورة وعلى المنطقة بكاملها".

ودعت المصادر الأوروبية وزراء الخارجية العرب الذين يستعدون لعقد اجتماع قريب لانتخاب الأمين العام للجامعة الجديد خلفاً لعمرو موسى الذي قدّم ترشيحه لرئاسة الجمهورية في مصر، "الى وضع ملفّ الانتفاضة السورية كأولوية ملحّة على جدول أعمال الاجتماع من أجل إصدار توصية شاملة وقوية لنظام بشار الأسد بالكفّ عن استخدام القوة لقتل المتظاهرين، تماماً كما فعلوا في إصدار بيان مؤيد لقرار مجلس الأمن الدولي 1973 الداعي الى فرض حظر جوّي على ليبيا لحماية المدنيين الليبيين من قمع القذافي، وهو البيان الذي احتمت به الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لشن حملتهما العسكرية الجويّة على النظام المتداعي في طرابلس الغرب".

وأعرب ديبلوماسي بريطاني في وزارة الخارجية بلندن عن اعتقاده أن "تتبع العقوبات التي اتخذتها دول الاتحاد الأوروبي بمنع بيع السلاح الى سورية، والولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة على شقيق بشار الأسد اللواء الركن ماهر الأسد وعدد من القيادات الأمنية والاستخبارية، عقوبات أخطر تتمثل بسحب سفراء الاتحاد من دمشق وقطع العلاقات الديبلوماسية والتجارية والاقتصادية بكاملها معها، ثم منع هبوط الطائرات الأوروبية المدنية في المطارات السورية وكذلك طائرات الخطوط الجوية السورية في مطارات أوروبا، ما يُعتبَر إيذاناً باقتراب سقوط النظام حسبما تتوقّع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وبالأخص تركيا التي كانت حتى الآن تقود حملة لدعم نظام الأسد، إلا أن رئيس وزرائها رجا طيب أردوغان أعرب السبت الماضي عن قناعته بأن ذلك النظام معرّض للسقوط إذا حاول تكرار مجازر حماة في مطلع الثمانينات ضد القيادات السنية".

وهذا ما أشارت إليه الأسبوع الماضي صحيفة "الغارديان" البريطانية حين تساءلت عما إذا "كان سيتم إجبار الرئيس الأسد على التنحي عن منصبه مثلما حدث لنظيريه في مصر وتونس وكما هو متوقع لنظيره الثالث القذافي"..

تضعضع "حزب الله"!

وفي سياق متصل كشف أحد أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي لـ"المحرر العربي" في اتصال به من لندن أمس النقاب عن أن "الضربتين الأشد إيلاماً اللتين تعرّضت لهما طهران خلال وقت قصير وهما اهتزاز النظام السوري الوحيد الحليف لها في العالم واقترابه يوماً بعد يوم من شفير الهوّة الشعبية التي تحفرها الثورة والتظاهرات من دون خوف أو تردّد، ثم مصرع أسامة بن لادن الذي كانت عملياته الإرهابية في العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة تسير بخط موازٍ للسياسة الإيرانية الهادفة الى خلخلة الأنظمة العربية وخصوصاً الخليجية منها في السعودية والكويت والبحرين ودولة الإمارات واليمن ومصر والمغرب وتونس والجزائر ولبنان – هاتان الضربتان المبرحتان أصابتا "حزب الله" اللبناني اليد الطولى للحرس الثوري الإيراني في لبنان والشرق الأوسط بالتضعضع والتجمّد في مكان يراقب انهيار أهم حلفائه بشار الأسد ونظامه على رمية حجر من دون أن يتمكن من المساعدة الحاسمة، كما يراقب كيفية وصول الأميركيين الى عنق أسامة بن لان في مكان لم يكن أحد يتوقعه في باكستان، ما من شأنه إصابة حسن نصرالله ورؤساء كوادر حزبه في بيروت والجنوب والبقاع بالقلق الشديد لأن مخابئهم مكشوفة للأميركيين والإسرائيليين إذا ما قورنت بمخبأ بن لادن، ولأنهم يخسرون شيئاً فشيئاً مواقع أقدامهم في المنطقة خصوصاً إذا انهار نظام الأسد الذي يمدّهم بكل أسباب القوة من أسلحة ودعم مالي من إيران وأماكن أخرى في العالم، لأن انهياره سيقع على رؤوسهم كما على رؤوس علي خامنئي ومحمود أحمدي نجاد وجماعاتهم في طهران".

 

لبنان: من التالي بعد بن لادن؟... لكن اغتيال نصرالله يشعل حرباً!

بيروت ـ "المحرر العربي"

لندع جانباً ما قاله الداعية عمر بكري فستق عن أسامة بن لادن، مهدّداً بالاقتصاص من الذين قتلوه، فالعملية أحدثت صدمة لدى الكثيرين الذين كانوا يرون في زعيم تنظيم "القاعدة" ضحية، ورغم فلسفته الإرهابية التي لا تمت الى الإسلام بصِلَة. الجمعة صلاة الغائب في بعض مساجد طرابلس (طرابلس الفيحاء، وليست قندهار كما يحاول البعض تصويرها)، ربما في مناطق لبنانية أخرى.. هناك من هو حزين فعلاً في لبنان. البعض يسأل: "لماذا يفترض بنا أن نرى الجانب السلبي من شخصية الرجل؟". والحجة أن بن لادن، ابن العائلة الثرية، ترك متاع الدنيا وذهب الى أفغانستان ليقاتل الى جانب "إخوانه" الأفغان ضد الاحتلال السوفياتي، قبل أن يكتشف أن المؤازرة الأميركية (وكما حدث في الهند الصينية إبان الاستعمار الفرنسي) إنما هي لمصلحة أميركا لا لمصلحة أفغانستان ولا لمصلحة الإسلام..

الجنرال والشيخ

مثلما حارب الجنرال جياب ضد "الصديقة" أميركا، حارب الشيخ بن لادن. لكن الأول كان يحارب على أرضه. الثاني، حارب داخل أميركا. هذه هي مشكلته، وفيما كان الجنرال الفيتنامي يسقط قاذفات الـ"بي-52" على ضفاف الميكونغ، كان "الشيخ" الإسلامي يضرب في مشهد لم يسجّل حتى في هيروشيما، داخل منهاتن رمز العظمة في الولايات المتحدة، بعدما ذكر بعض مؤرّخي الحدث أن أيمن الظواهري اقترح تفجير تمثال الحرية في نيويورك. بن لادن أسكته بحركة من يده لأنه كان يريد هدفاً أكثر حساسية، وأكثر دوياً، بكثير.

إلغاء الجثة

كثيرون أيضاً رأوا في مصرعه تحريراً للمسلمين من تهمة الإرهاب التي لازمتهم منذ 11 أيلول/سبتمبر 2011، مع إبداء الخشية من عملية ثأرية تعيد الوضع الى نقطة الصفر، وإن لوحظ وجود اعتراض على إلقاء جثته في البحر. إلغاء الرجل؟ أجل، أما إلغاء الجثة، فهذا ترك أثراً سلبياً. أما القول بأن الأميركيين أقدموا على الخطوة كي لا يبقى له أثر، ولكي لا يكون له ضريح يتحوّل الى مزار لمريديه، فلم يكن بالقول المقنع كثيراً. الرجل إرهابي، هل جثته إرهابية أيضاً.

بيد أن السؤال الخطير الآن في لبنان هو: من التالي بعد بن لادن. منذ سنوات صرّح ريتشارد أرميتاج، وكان نائباً لوزير الخارجية الأميركي، بأن تنظيم "القاعدة" ورغم ضربه في نيويورك بالذات وحتى في واشنطن، هو فريق الإرهاب الاحتياط، أما "حزب الله" فهو فريق الإرهاب الأساس..

خيانة.. من كان يتصوّر أن بن لادن، بالتعبئة الأيديولوجية الحديدية، يمكن أن يُعرف مكانه بخيانة من مقرّب؟ لا ريب أن "حزب الله" الذي وضع أمينه العام حسن نصرالله داخل حصن حصين بدأ يفكّر بأن ما حدث في "ضاحية" إسلام آباد يمكن أن يتكرّر في ضاحية بيروت. الاستخبارات الإسرائيلية أكثر براعة من الاستخبارات الأميركية. هذا بشهادة مسؤولين أميركيين. لكن اغتيال نصرالله يشعل حرباً، أما بن لادن فوضعه مختلف كثيراً. يقاتل عن بعد، ولا صواريخ لديه، بل لا أرض لديه... إذاً، لا شيء مستحيلاً. دائماً هناك نقطة ضعف يمكن التسلّل عبرها. كان وليم كايسي، وهو مدير سابق للـ"سي.آي.إي" يقول انه في مجال الاستخبارات ثمّة دائماً "كعب أخيل" (نقطة ضعف قاتلة)، لذلك لا أحد فوق الشبهات مثلما لا أحد فوق الاحتمالات. قيل لنا انهم في "حزب الله" يطبّقون هذه النظرية. ولكن انظروا ما حصل لأسامة بن لادن. الحقيقة بدت وكأنها غير حقيقية!...

 

100 يوم على التكليف: تورا بورا!.. الخبراء الاقتصاديون والماليون يدّقون ناقوس الخطر

• الجنرالان يلتحمان بالسلاح الأبيض..

• ميقاتي يرفض القفز في المجهول..

• الأوساط السياسية: لا حكومة أفضل من حكومة

• اقتراح بتقسيم وزارة الداخلية الى 5 وزارات

• على طريقة المسلسلات التركية: الاتصالات مستمرة!

بيروت ـ نبيه البرجي / المحرر العربي

ميشال سليمان: الصمت الشديد، نجيب ميقاتي: الصبر الشديد، وليد جنبلاط: المأزق الشديد، حسن نصرالله: القلق الشديد... هوذا المشهد في اليوم المائة للتكليف، غداً ألف يوم على التكليف، وداخل الأكثرية الجديدة اعترافات تلفزيونية لا تقبل اللبس بـ"اننا فشلنا، ولنسلم الراية للحريري". كل في مربعه الأول، والكوميديا السياسية (التي هي أكثر من تراجيديا سياسية) ان الخلاف يختزل الآن، وللضحك على الناس، في من يسمي لحقيبة الداخلية ومن يوافق أو لا يوافق. رئيس الجمهورية أم رئيس التيار الوطني الحر الذي يعتبر نفسه الرئيس الشرعي الذي أتت به صناديق الاقتراع لا اتفاق الدوحة".

بن لادن والتأليف

ولقد بات بري يقول علناً أن أزمة التشكيل باتت جزءاً من أزمة المنطقة التي لا يدري أحد الى أين تذهب، فلا مؤشرات على انفراجات اقليمية، وداخل الأوساط الديبلوماسية ثمة من يرى ضرورة التأمل بدقة بقرار واشنطن قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في هذا الوقت بالذات، لتطرح، تالياً، هذا السؤال، وإن كان رئيس المجلس النيابي يتعامل مازحاً مع الحدث، إذ يتمنى ألا يؤدي ذلك الى تعقيد عملية تأليف الحكومة باعتبار أن ما حصل على مقربة من اسلام آباد، وليس في تور بورا، يؤشر على تطورات ما، فيما تصف الأوساط السياسية عملية التشكيل بـ"تورا بورا" لكثرة ما يعترض هذه العملية من تضاريس شديدة الوعورة، ولا مجال لتجاوزها...

استنزاف أعصاب الجنرال

عون، ضابط المدفعية، مضى في إطلاق قذائفه، متهماً سليمان وميقاتي بأنهما من يعطل ظهور الحكومة العتيدة، فيرد الأول بالصمت الذي يستنزف أعصاب الجنرال، ويرد الثاني مستغرباً لأنه، ومنذ يوم التكليف، منفتح، بابتسامته، على الجميع، من دون أن يطرح أية شروط على الطاولة، لا بل انه ما زال يشتري التفاؤل من جيبه الخاص، مع تكرار القول بأنه في نهاية المطاف سيشكل هو الحكومة، ولكن أي حكومة؟.

هذه المرة أيضاً، انتظار حار لما يأتي به يوم الجمعة السوري، فالإعلام القريب من دمشق يتحدث عن تمكّن النظام من استيعاب التظاهرات والمباشرة العملانية في الإصلاحات، والإعلام البعيد يتوقع جمعة أعظم من الجمعة العظيمة، أي أن الوضع يبقى عالقاً بين الجمر والرماد. الوضع في لبنان هكذا يتأرجح..

الهاجس الاقتصادي

لكن الكثيرين بدأوا يتحدثون عن الهاجس الاقتصادي الذي قد يبتلع الوضع السياسي برمّته، فثمّة استحقاقات مالية داهمة، ومد اليد الى احتياطات مصرف لبنان يعني اهتزاز الليرة، وربما العودة الى السنوات السوداء التي شهدت سقوط الليرة التي طالما وصفت بـ"الليرة العثملية" بسبب مناعتها ليس فقط لأن احتياطي الذهب كان بمثابة "التعويذة الذهبية"، وإنما لأن لبنان كان مركزاً تجارياً ومصرفياً لا يضاهى..

الخبراء الاقتصاديون والماليون يدقّون ناقوس الخطر، والسوق شبه مشلولة، وموسم الاصطياف مهدّد إن بالنسبة الى الاحتمالات الداخلية أو بالنسبة الى التداعيات السورية، فيما الغلاء، وبعد الارتفاع المثير في أسعار النفط، يضرب من دون رحمة. لا أحد يبالي، فالطبقة السياسية لها مواردها التي لا تنضب، وإن كان البعض بدأ يشكو من ضيق ذات اليد لأن هناك (في الخارج) من قبض يده...

والمثير أن هناك داخل الأوساط السياسية من يعتقد أن الوضع سيكون أسوأ فيما لو تمّ تأليف الحكومة على الأسس المطروحة راهناً، فالتعارك الآن خارج مجلس الوزراء. ماذا إذا انتقل الى داخله وباتت المواجهة بالسلاح الأبيض بين جنرالين يتعارضان في كل شيء، ولا يتفقان إلا في شيئين: الإسم الأول (ميشال) والمنصب السابق (قائد الجيش).

بالإضافة الى ذلك، كيف لحكومة تمثّل فريقاً معيّناً أن تنام، أو تعمل، قريرة العين، إذ أن رئيس "تيار المستقبل" (وحالياً رئيس حكومة تصريف الأعمال) سيلاحقها خطوة خطوة، وسيحصي أنفاسها، فيما لا تغطية إقليمية ولا دولية لها، وإن كان أحد لا ينكر أن رئيسها (نجيب ميقاتي) هو الوحيد الذي يحظى بعلاقات عربية أو دولية، فيما "الرفاق" في التشكييلة إما في حال صراع أو في حال جفاء مع القوى المؤثرة والتي يقال ان تأثيرها سيكون أكبر مستقبلاً..

انتظار المشهد السوري

بكل معنى الكلمة، ثمة انتظار للمشهد السوري بعد غدٍ الجمعة. إذا مرّ بسلام، ولو نسبي، قد تتحرك عجلة التأليف بوتيرة أسرع، بعد دوران طويل حول الصفر، وإذا ارتفع مستوى الاحتجاجات، كان على سليمان وميقاتي أن يمضيا في الترقّب، فيما يوحي كلام عون بأن الإثنين إنما ينتظران، من جهة، أن تأخذ التطورات الإقليمية منحىً معيناً، ومن جهة أخرى أن تتفجر الأكثرية الجديدة بعدما اهتزت الصورة كثيراً، وتعددت (وتباينت) قراءات الأحداث، ما حولها وما بعدها.

ولأن سوق الكلام يزدهر في مثل هذه الظروف، فإن الكواليس تحفل بالأقاويل والشائعات، ومنها أن سليمان وميقاتي يعملان على ترويض الجنرال الذي أبدى استعداده للخروج من المعترك الحكومي وحتى من البلاد ما دام وجوده يزعج البعض، وإن كان أحد السفراء العرب قد أسرّ في أذن مرجع بارز أن الجنرالات عادة لا يحبون بعضهم البعض، فأي خيط من الود يربط بين 3 جنرالات، إثنان منهم وصلا الى سدّة الرئاسة، وهم إميل لحود وميشال سليمان وميشال عون، قبل أن يأتي بمثال من الولايات المتحدة وحيث كان الجدار الكبير بين دوايت ايزنهاور (بطل النورماندي) ودوغلاس ماك آرثر (بطل الباسيفيك).

قفزة في المجهول

وفي الكواليس أن عون ليس من النوع الذي يمكن ترويضه. سحقه يبدو أسهل، وهذه هي وصفة أحد نجوم المارونية السياسية الذي استكان بعد القمة الرباعية التي عقدت برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي..

وفي الكواليس أيضاً أن أحد لا يعرف ما في رأس ميقاتي، فعَون تحدث عن مبعوثين وعن عوامل خارجية تحول دون التأليف. وبالطبع، لا يريد الرئيس المكلف أن يؤلف حكومة تكون بمثابة قفزة في المجهول. هذه هي القناعة التي يمكن التأكيد عليها. قال ذلك لأصدقاء مقرّبين جداً بعدما كان قد استمع الى نصائح من هذا القبيل...

وإذا كانت التطورات قد فرضت واقعاً معيّناً، وإن كان واقعاً شديد الالتباس، فإن المقرّبين يؤكدون أن الرغبة في حكومة إنقاذ عادت تساور ميقاتي لأن البلاد في ظروف مفتوحة على كل الاحتمالات لا تستطيع الوقوف على ساق واحدة.

الخليلان.. استراحة المحارب

الخليلان (علي حسن خليل وحسين الخليل) في استراحة المحارب. المهمة العبثية لم تعد ذات معنى. الاتصالات والمشاورات أخذت شكل المتاهة. ثمّة لغز في التأليف، وإن كانت جهات سياسية تعتبر أن المسألة بالغة الوضوح. لا مجال لإعلان الحكومة من دون تغطية خارجية، تحديداً سعودية – سورية. هذه المظلة ليست متوافرة في الوقت الحاضر، وربما لوقت بعيد، ومن دون أن يصدّق أحد أن النزاع (أو التنازع) هو، فعلاً، حول حقيبة الداخلية التي جاء من يقترح تقسيمها الى 5 وزارات لتصبح هكذا: وزارة قوى الأمن الداخلي، وزارة الأمن العام، وزارة الأحوال الشخصية، وزارة تسجيل الآليات، وزارة البلديات (ثمة مديريات عامة داخل الوزارة لكل هذه القطاعات).

هذا بعدما بدا واضحاً أن كلاً من سليمان وعون اختلفا حتى على تسمية ضابط من الجيش (اختيار العميد مطر جاء بعد دراسة شاقة ودقيقة) لشغل حقيبة الداخلية. إذاً، اتفاق على أن الأزمة في الخارج. الحل في الخارج أيضاً!.

على طريق المسلسلات التركية، الاتصالات مستمرة. وكانت "المحرر العربي" قد تحدثت عن "صلاة الغائب" على التأليف بعدما كان برّي قد تحدّث عن "صلاة الاستسقاء" و"صلاة الميت".

أمس كان كلامه عن "صلاة الغائب". وما ينطبق على الحكومة بوجه عام، ينطبق على حكومة الأمر الواقع التي ذكر أن ميقاتي يفكّر بإطلاقها. حتى الواقع في لبنان يحتاج الى الكثير من الخيال، فالرئيس المكلّف بعيد جداً عن تلك الحكومة، ومصادره تقول ان على كل جهة أن تتحمل مسؤولياتها.

 

الإتحاد الماروني العالمي: الاسراع بتأليف حكومة يسيطر عليها حزب الله ليس من صالح اللبنانيين

واشنطن في 4 آيار 2011

يلفت نظر المراقبين اليوم بأن هناك محاولة للدفع باتجاه الاسراع بتأليف حكومة في لبنان برئاسة السيد ميقاتي وبسيطرة جماعة حزب الله وأعوانهم. ويتخذ البعض ممن يجب أن يعارضوا مثل هذا الاتجاه زريعة أن البلاد لا يمكن أن تعيش بدون حكومة. من هنا يتوجه الاتحاد الماروني العالمي إلى الأحرار من اللبنانيين وخاصة الزعماء المسيحيين بالتشديد على النقاط التالية:

إن لبنان الذي سيحكمه حزب الله المسلح والمرتبط بأسياده الإيرانيين، خاصة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها المنطقة والمناخات المتوترة في العلاقات بين دولها، لن يكون في وضع طبيعي سيما وإن الحكومة التي يحكى عنها سوف تكون من لون واحد معاد للعرب ومعاد للمجتمع الدولي.

إن تشكيل حكومة من حلف 8 آذار الذي يساند الحكم السوري وفي ظل الأجواء الغير مستقرة التي تمر بها جارتنا ليس بالقرار الصائب وأفضل قرار في مثل هذه الحالات إذا لم يكن هناك أمل في رؤية واضحة لمستقبل الحكم في سورية هو الابتعاد عن ما قد يسيء إلى العلاقات مع ما ستفرزه الأيام والأحداث المقبلة.

إن الأكثرية الجديدة التي أفرزها ضغط السلاح لا تمثل الشعب اللبناني ولا تطلعاته ومن أسقط الحكومة السابقة لم يأخذ بالاعتبار مصلحة الشعب اللبناني، من هنا فعلى من صنع الأزمة أن يخرج منها ولا يجدر بنا أن نسرع إلى مساعدته، فهو كما تذكرون لم يقبل بانتخاب رئيس للبلاد ولا بسحب عناصره التي احتلت وسط بيروت إلا بعد أن أسقط الديمقراطية بعمليته العسكرية وفرض رئيسا يدير الأزمة كما يحلو للجارة.

إن أي حكومة، لا تطالب بتسليم السلاح وتنفيذ القرارات الدولية خاصة 1559 ولا تساند المحكمة الدولية ولا تعمل على إلغاء مفهوم الساحة  الذي يمارس منذ اتفاق القاهرة المشؤوم، لا يجب أن تشكل وقد عاشت البلاد في ظروف أصعب من هذه مع حكومات الرئيس الحص والمغفور له الرئيس رشيد كرامي كما يمكن لحكومة الرئيس الحريري الاستمرار بتصريف الأعمال حتى تغيير الأحوال أو الاتفاق على مبدأ انهاء الحالة الشاذة التي يمثلها حزب الله.

إن الاتحاد الماروني العالمي يحذر الزعماء اللبنانيين وخاصة المسيحيين منهم من مغبة اللعب بمصير الوطن في هذه الظروف الشائكة ويدعو الكل للتمسك بالثوابت والتحلي ببعد النظر والترفع عن الصغائر من أجل قيامة الوطن والتخلص من الحالة الغير طبيعية التي نعيشها. ولتكن المواقف نابعة من القناعات لا من المصالح الضيقة.

 

ريال بوليتيك"

إيلي فواز/لبنان الآن

الريال بوليتيك، او ما بمكن ترجمته بالواقعية السياسية هو مفهوم تطبقه الدول الكبرى في مقاراباتها للكثير من صراعاتها السياسية او منافساتها الدبلوماسية مع دول اخرى، وهو مفهوم يستند اساسا على دوافع عملية ويخضع لاعتبارات المصالح "العلية"، غالبا على حساب مفاهيم أخلاقية او افكار نبيلة.

والتاريخ مليء بالامثلة: كقبول رئيس وزراء بريطانيا تشامبرلين عام 1938 قضم هتلر لمنطقة سوديتنلاند التشيكوسلوفاكية والتي تقطنها اغلبية المانية، في محاولة فاشلة منه لتفادي الحرب مع المانيا، وبالرغم من معارضة الرئيبس التشيكوسلوفاكي بينيس.

ومن الامثلة الاخرى الشائعة، تقارب الرئيس نيكسون من الصين الشعبية وزيارته لقائدها ماو تسي تونغ،  بالرغم من مواقف الولايات المتحدة الواضحة من الشيوعية ووقوفها سدا منيعا امام محاولة نشره في ارجاء المعمورة. ان دافع نيكسون ومن خلفه هنري كيسينجر وزير الخارجية الاميريكي انذاك، بالقيام بخطوة الانفتاح على صين ماو تسي تونغ، وضعت في خانة مقتضيات الصراع الاميريكي السوفياتي وحرب الفيتنام.

نحن اللبنانييون ايضا اختبرنا في الماضي القريب مفهوم الواقعية السياسية، عندما قبلت الولايات المتحدة بوضع لبنان تحت الوصاية السورية مقابل دعم الاخيرة لها ومشاركتها في حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت من غزوة صدام حسين. حينها كانت الولايات المتحدة تسعى لجمع اكبر تحالف اسلامي ودولي داعم لتحركها كي لا يقال ان الحرب التي تقودها اميركا هي ضد الاسلام وحتى لا تظهر الولايات المتحدة بمظهر القوة الاحادية الجارفة التي تسير العالم حسب ارادتها.

وفي معظم الحالات يستطيع المحلل او الباحث فهم دوافع السياسي الذي يتخذ خطوات تعتريها شوائب اخلاقية او مبدئية، كدعم الولايات المتحدة التي تفتخر بقيادة العالم الحر، مثلا لديكتاتوريتين اوروبيتين- سلازار البرتغال وفرانكو اسبانيا- لاسباب الحرب الباردة، ولكن ما لا يمكن فهمه اليوم هو ممارسة مبدأ الريال بوليتيك في اتجاه سوريا بالرغم من تجاوزات نظام الاسد في حق شعبه والتي قد تعتبر في غير مكان جرائم ضد الانسانية. فسوريا لا تملك بترول السعودية او غاز قطر، وهي لا تشرف على قناة السويس او الخليج العربي حتى تعامل خلافا لمصر او تونس من قبل المجتمع الغربي.

الصمت المريب من دول الغرب تجاه العنف الذي يمارسه نظام الاسد ضد شعبه الاعزل ببساطة غير مفهوم، وكل الحجج التي نقرأها او نستمع اليها من قبل محللين في الموضوع السوري وكيفية مقاربته، لا تفسر على اية حال ضغط اللوبي اليهودي على حكومة الولايات المتحدة من اجل حملها على تجاهل ثورة الشعب السوري او ثنيها عن فكرة استصدار عقوبات ضد النظام السوري.

على كل الاحوال، المبادرون الى الدفاع عن نظام الرئيس الاسد يقولون انه اصلاحي بامتياز، ولكن اليس خطابه الاخير بالذات والذي اكد فيه ان البطالة مشكلة سوريا الاساسية، فيما الامن مفقود والفساد مستشر والحرية غير موجودة، مبرر لازالة صفة المصلح عنه بعد عشرة سنوات من ممارسته للحكم؟ ثم اليس اليسير الاتي من درعا ومدن سورية بالصورة، كاف هو الاخر  لينزع عن سياساته نية الاصلاح؟

ثمة من يقول ان القرار اليوم ليس بيد الرئيس بشار الاسد، من بعد ان يحيلك الى حجم التطور الذي شهدته سوريا على عهده. فما هذا التناقض؟ والسؤال، اذا بعد مرور عشر سنين على ترؤسه سوريا وهو عاجز عن الحكم فما الفائدة منه؟ وكيف يمكن اذا التعويل عليه من اجل التغيير السياسي الذي يحثه عليه قادة الغرب، خاصة اذا كانت هناك قوى خفية وشخصيات تفوقه قوة غير ابهة بالاصلاح؟ وما العمل عندها؟

اما من يدعي في معرض دفاعه عن نظام الرئيس الاسد انه قادر على المضي قدما في عملية السلام مع اسرائيل، فسوريا منذ ايام الاسد الاب تبغي من السلام مساره من اجل اقناع الغرب انها راغبة في تحقيقه، حتى يغض الطرف عن تجاوزاتها في الداخل او تحالفاتها في الخارج.

يبقى الفزاعة المتطرفة والتي يلوح بها بوجه كل من يجرؤ على الحديث عن تغيير النظام. وتلك الحجة اصبحت اقرب الى المزحة السمجة من اي شيء آخر، فالمرء لا يجد التأثير في حراك الشباب السوري الذين لا يرفعون الا شعارات الحرية والوحدة ويبتعدون عن اثارة الشعارات الطائفية.

سكوت العالم بات مخزيًا امام حجم الكارثة ولا شيء يبرره على الاطلاق. ان الاحجام عن التدخل قد يؤدي الى وقوع حرب اهلية في سورية ليست لمصلحة احد، وخاصة من هم على الضفة المقابلة للمتوسط.

نحن اللبنانيون نعرف جيدا الاثمان الباهظة التي يدفعها شعب جراء ممارسة دول القرار للريال بوليتيك او الواقعية السياسية، ان كان من رصيد الحريات العامة او حقوق الانسان او حتى في الثقافة وكرامة الانسان، وابسط قواعد الامن والامان. ولكننا على يقين ايضا انه اذا قام الشعب وثار فلا الواقعية السياسية ولا الماكينات الحربية ممكن ان تنتصر على ارادتها بالتغيير.

 

سوريا لم تستفد من بن لادن

طارق الحميد (الشرق الاوسط)،

بعد تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية في أميركا، قالت المستشارة الإعلامية للحكومة البريطانية، وقتها، جو مور، عبارة ذهبت مثلا، حيث أرسلت بريدا إلكترونيا للعاملين معها تقول فيه: «إنه يوم جيد لدفن الأخبار السيئة». فهل دفن خبر مقتل بن لادن أخبار القمع في سوريا؟

الإجابة لا، لم يؤثر خبر بن لادن، ولم يغير شيئا. على العكس تصاعدت المواقف الداخلية والخارجية ضد النظام السوري، خصوصا أن عدد القتلى من المحتجين قد بلغ قرابة ستمائة، ناهيك عن اعتقال قرابة ألف شخص، لقمع الاحتجاجات غير المسبوقة في معظم المدن السورية، لكن كل ذلك لم يثن السوريين عن التظاهر والاحتجاج، بل يبدو أن النظام السوري بات يبحث عن مبررات جديدة لحملته العسكرية والأمنية، مما يوحي بقلق ما لدى الأمن السوري، ويظهر ذلك من إعلان الداخلية عن مهلة 15 يوما ليقوم من وصفتهم بالمتهمين بتسليم أنفسهم ليستفيدوا من عفو وعدوا به، إلا أن المظاهرات لا تزال مستمرة في عدة مدن، كما أن هناك دعوة جديدة للتظاهر والاعتصام، في الأماكن العامة بكافة المدن السورية.

هذا داخليا، أما خارجيا، فانشغال العالم بخبر مقتل بن لادن لم يحُل دون تصاعد المواقف الدولية، وتحديدا الأوروبية، تجاه النظام السوري، حيث صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، أمس، بأن أي حكومة تفتح النار على شعبها «تفقد شرعيتها»، ومضيفا أن فرنسا ترغب بإدراج اسم الرئيس السوري في قائمة العقوبات، التي يعكف الاتحاد الأوروبي على صياغتها ضد النظام. وسبق لوزير الخارجية الفرنسي أن صرح قائلا «إذا استمر النظام السوري في هذه الطريق (القمع) فإنه سيسقط هذا اليوم أو ذاك، لكنه سيسقط». ولم يتردد نائب وزير الخارجية الألماني عن القول بأن الوقت قد حان للتحرك، حيث قال «التصرفات الوحشية المستمرة للحكومة السورية لا تترك للاتحاد الأوروبي خيارا سوى الضغط بقوة لتطبيق عقوبات موجهة ضد النظام». وهو الموقف الذي يبدو أن البريطانيين يؤيدونه، ناهيك عن دعوة اللجنة الدولية للصليب الأحمر النظام السوري إلى ضرورة السماح للعاملين في مجال الصحة بالوصول بشكل آمن وفوري إلى الجرحى الذين أصيبوا في درعا والسماح لهم بزيارة المعتقلين أيضا.

كل تلك التطورات تثبت أن دمشق لم تستفِد من اليوم الجيد، يوم مقتل بن لادن، لدفن الأخبار السيئة، وهي القمع بحق السوريين العزل، كما يردد البعض. والسبب بسيط، وهو أن المظاهرات ما زالت مستمرة، والنظام لا يزال يكابر باستخدام القمع، وهذا ما لمحنا إليه الخميس الماضي، بأن استمرار المظاهرات وارتفاع عدد القتلى في سوريا سيكسران حتما الصمت الدولي. فحتى إسرائيل خرجت عن صمتها، فها هو إيهود باراك يتحدث عن سقوط النظام، بل ويقول إنه يجب على إسرائيل ألا تخشى التغيير في سوريا!

ملخص الحديث أنه لا يدفن الأخبار السيئة إلا الأخبار الجيدة، ولا يفيد أي دولة إلا تماسك جبهتها الداخلية، وهذا لا يتحقق بالقمع، بل باحترام كرامة المواطن وحقوقه

 

بعد انقلابه على "14 آذار".. هل ندم جنبلاط؟ 

طوني عيسى/الجمهورية

هناك من يفكر اليوم: هل جنبلاط في صَدد مراجعة مواقفه وموقعه السياسي في ظلّ التطورات المتسارعة؟ بكلمة أخرى، هل اختار "أبو تيمور" توقيتا خاطئا لانقلابه الأخير على 14 آذار وعودته الى سوريا؟ وهل يَنتابه أحيانا شعور بأنه تسرّع؟

كل حسابات جنبلاط في الأشهر الأخيرة بنيت على القاعدة الآتية: 14 آذار خسرت الحرب، ومن الأفضل رفع الرايات البيض قبل الانهيار النهائي للأسوار، على الأقل يمكن بذلك حفظ الرأس!... لقد كان رأس وليد جنبلاط مهددا وكما يدرك هو وسائر الرؤوس في 14 آذار وغيرها.

"قَبّة بَاط" سياسية-إعلامية لم يكن أيّ عقل قادرا قبل عام على استيعاب ما يمكن أن يجري للأنظمة العربية، ولخرائطها ربما. الجميع فوجئ، وجنبلاط أيضا؛ ويقول بعض المحيطين به: كأنه ذاهب إلى الحرب فيما "الناس راجعة"! ولكن حتى اليوم، لا يريد "أبو تيمور" أن يوحي بوجود أي تشقّق في الجسر الذي أقامه فوق الوادي السحيق، بين المختارة والشام. هو لم يعد يتحمّل الصدمات، والى جانبه غازي العريضي يقوّي خطواته. لكن المسألة ليست سهلة، فحلفاء الأمس والرئيس سعد الحريري في الطليعة، لطالما مَنحوا "ابو تيمور" أسبابا تخفيفية، لكنهم بعد معركة المهندسين بدأوا يسنّون السيوف، بل هناك "قَبّة بَاط" سياسية - إعلامية ضده وضد رفيق الدرب الدمشقي وزير الأشغال.

هكذا يقول المحيطون، والخطوط مقطوعة بين قريطم وكليمنصو. قبل أيام، أطلّ العريضي للمرة الأولى منذ فترة طويلة عبر شاشة "المستقبل". كانت مقابلته أشبه بالاستجواب، حتى إنه اضطر الى طلب فاصل إعلاني للاستراحة، ظنّ بعض المشاهدين انه قد يغادر الحلقة. "الوديعة" اهتَزّت! للعريضي رمزيته في الملف السوري، لكنه كان أيضا صلة الوصل الأقوى- بعد مروان حمادة- مع آل الحريري. فهو نائب بيروتي بنحو 60 الف صوت على لائحة "المستقبل".

سمّاه البعض "وديعة" جنبلاط لدى الحريري. هذه "الوديعة" تجاوزت الخطوط، وفقاً لما يقوله زملاؤه في الكتلة. وفي عزّ المعركة بين "المستقبل" والعماد ميشال عون، دشّن العريضي طريق الوزارة وأشغالها في اتجاه الرابية. "أبو تيمور" يقيم حسابات لذلك. حتى 2013 يخلق الله ما لا تعلمون. ولكن موقع غازي محجوز في عاليه، لأن مروان سيكون على اللائحة في بيروت. وفي إقليم الخروب وفود واجتماعات مع رئيس اتحاد البلديات عمر حبنجر وعضو مجلس نقابة المهندسين، ورئيس بلدية داريا محمد بصبوص. وثمة تقديمات عَينيّة توفرها المختارة للأهالي، بهدف لفت أنظارهم الى انها أقرب اليهم من قريطم.

ذهب غازي العريضي الى إيران قبل سقوط حكومة الحريري، فيما هو أحد المهندسين للعلاقة مع السعودية. واليوم باتت قطر في موقع غير مرغوب فيه جنبلاطيّا، لأنه لم يعد موقع المتحالف مع سوريا. وبإقفال الخطّين السعودي والقطري وخط قريطم، باتت المختارة محتارة في استحقاقاتها، بما فيها المالية. جبل الدروز و"جبل" الإقليم ينتظر البيك نهاية المشهد السوري، ومعه الدروز جميعا. حتى وئام وهاب بات في طلّته المتلفزة، قبل يومين، من أنصار حكومة الوحدة الوطنية. وكان هادئاً على غير عادته، وحوارياً الى أقصى الحدود.

ولكن في جبل الدروز، حيث حلّ العريضي أيضاً موفداً من جنبلاط لتشجيع أبناء الطائفة على دعم النظام، كان التجاوب دون الحجم المطلوب. فأحفاد سلطان باشا الأطرش مناهضون للنظام، والشرائح الدرزية هناك غير مستقرة في ولاءاتها. فالصورة ضبابية في سوريا، ومعها تصبح الرؤية سيئة في لبنان. و"بوصلة" جنبلاط السريعة التحرك تحتاج الى وجهة ترتاح اليها، لكنها لم تنجح بعد. وجنبلاط يقف اليوم بين رمزيتين: إقليم الخروب الذي هو صلة الوصل بينه وبين سعد الحريري، وجبل الدروز الذي يشكّل علامة لارتباطه بسوريا. والتموضع الذي يريده لنفسه بين الجبلين هو المؤشر.

وعلى طريقة "واحدة في الفلاحة وأخرى في البور، سيحاول "أبو تيمور" تقطيع المرحلة في انتظار معالم المرحلة الجديدة، والتي قد تكون الأولى من نوعها في الشرق الأوسط. وبين هذه وتلك، يحاذر جنبلاط أن يخسر الأرض، وهو لم يربح السماء حتى الآن، ولا يعرف إذا كان سيربحها! فهل يفكر فعلا في العودة الى تموضع أكثر وسطية، او ربما الى 14 آذار التي وصف أقطابها بـ"المراهقين"؟ أجواء 14 آذار تقول: نحن لا نمانع, ولكن هل يُقْدم جنبلاط؟ ومتى؟

 

سوريا بين فكّي كماشة 

الجمهورية/:جورج سولاج

لم تشهد سوريا في تاريخها المعاصر ما تعانيه حاليا من تحديات داخلية وضغوط خارجية. فالسباق بين الاصلاحات والاحتجاجات الدامية يجري تحت قصف سياسي يزداد عنفا من الدول التي كانت حتى الامس من أقرب المقربين الى القيادة السورية. فالعلاقة السورية- القطرية بلغت حد القطيعة بعدما لعبت قناة "الجزيرة" دورا مناوئا بشدة للنظام في سوريا.

وكذلك تأزمت العلاقة السورية – الفرنسية بعدما قطعت الـ "كي دورسيه" قناة الوسيط الذي كان ينقل معلومات غير دقيقة بين البلدين، وبعدما دعت فرنسا الاتحاد الاوروبي الى فرض عقوبات على الرئيس الاسد والمسؤولين السوريين الكبار. بدورها تركيا، الحصن السوري الاخير، قد دخلت على خط التوتر مع سوريا بعد اكثر من عشر سنوات من التقارب بينهما، وبعدما شكلت تركيا مع قطر خلال الاعوام الماضية نافذة سورية على العالم بعد العزلة التي وجدت نفسها فيها عقب استشهاد الرئيس رفيق الحريري.

أما اسرائيل التي كانت تخشى وصول "الاخوان المسلمين" الى الحكم على حدودها، فاعلنت بلسان وزير دفاعها ان "لجوء الاسد الى استخدام القوة ضد شعبه يعجَل بسقوط حكمه، ولا يجب ان نخشى التغيير في دمشق".

هكذا تجد سوريا نفسها في عزلة لا تحسد عليها، لا بل بين فكي كماشة بين تركيا واسرائيل وهذا ما كان الرئيس الراحل حافظ الاسد يتحاشاه على الدوام.

وتولي حكومة اردوغان ومجلس الامن القومي التركي اهمية قصوى للجارة الجنوبية التي تمتد حدود تركيا معها لنحو 877 كيلومترا. ويقول مصدر في الخارجية ان تركيا "تعيش حالة انذار وترقب حيال التوتر" في سوريا، وان ما يجري هناك يشكل "كبرى اولوية"، وانه تم اتخاذ "كل الاجراءات تحسبا لكل السيناريوهات والتعقيدات المحتملة.

وليس خافيا ان تدهور الاوضاع في سوريا وفق اي سيناريو سيعيد تفجير نقاط الخلاف الرئيسية التي لطالما عكرت صفو العلاقة بين الجارتين لاكثر من نصف قرن، كما سيعوق طموحات حزب العدالة والتنمية في مد النفوذ التركي جنوبا. واهم هذه النقاط هو الملف الكردي الذي كاد يؤدي الى حرب عام 1998 حين هدد القادة الاتراك باجتياح الاراضي السورية لوقف هجمات حزب العمال الكردستاني المدعوم من سوريا. لكن استجابة الرئيس حافظ الاسد لوساطات عربية آنذاك، حالت دون انفجار الوضع الذي سوي بطرد زعيم حزب العمال عبدالله اوجلان وتفكيك معسكراته في سوريا، وتوقيع اتفاق اضنة الامني الذي لم تكشف تفاصيله. ويبدو ان تركيا تسعى للحفاظ على هذا الاتفاق ضمن اي سيناريو قد تسلكه الاحداث مدفوعة بهاجس الحفاظ على أمنها القومي اضافة الى رغبتها في استكمال استراتيجيتها لمد نفوذها في المنطقة العربية عبر البوابة السورية.

 

باكستان قامت بما عليها

آصف علي زرداري

انضمت باكستان، الدولة الأكثر تضررا في العالم من الإرهاب، إلى الأهداف الأخرى لـ«القاعدة» - شعوب الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وإندونيسيا وأفغانستان وتركيا وكينيا وتنزانيا ومصر والسعودية والجزائر - التي نعتقد أنها مصدر أعظم الشرور في الألفية الجديدة والتي أخرست ونال ضحاياها حقهم بمقتل زعيمها الذي لم يكن في أي مكان كنا نتوقع وجوده فيه. وعلى الرغم من أن العملية التي جرت يوم الأحد الماضي لم تكن عملية مشتركة، فإن عشر سنوات من التعاون والشراكة بين الولايات المتحدة وباكستان أدت إلى القضاء على أسامة بن لادن الذي شكل تهديدا مستمرا للعالم المتحضر. ولقد شعرنا في باكستان بالقناعة بأن مساعداتنا الأولى في التعرف على رسول «القاعدة» أدت في النهاية إلى هذا اليوم.

يعلم الجميع أن باكستان دفعت ثمنا باهظا لوقوفها ضد الإرهاب. فقد فقدت باكستان من جنودها عددا يفوق ما فقدته دول الناتو مجتمعة، فقد فقدنا ألفي ضابط وما يقرب من 3,000 مدني، وفقدت باكستان التقدم الاجتماعي لشعبنا لجيل كامل. بالنسبة لي لم تكن العدالة ضد بن لادن مجرد عدالة سياسية أو أيضا شخصية كإرهابيين قتلوا أعظم قادتنا السياسيين، والدة أبنائي. ولقد حاول بن لادن اغتيال زوجتي مرتين. وفي عام 1989 رصد 50 مليون دولار لتصويت حجب الثقة عنها وإسقاط حكومتها. وقالت إنها كانت أسوأ كابوس لبن لادن، فقد انتخبت بصورة ديمقراطية وكانت تقدمية ومعتدلة وزعيمة تعددية. لكنها دفعت ثمن ذلك من حياتها.

وقد أشار البعض في الصحافة الأميركية إلى أن باكستان تفتقد الحيوية في متابعة الإرهاب. بل الأسوأ هو اتهام البعض بأنها تؤوي الإرهابيين الذين يفترض بنا أن نطاردهم. مثل هذه التخمينات الواهية ربما تشكل مادة مثيرة للقنوات التلفزيونية، لكنها لا تعكس الحقيقة. فقد كان لدى باكستان من الأسباب ما يجعلها تحتقر «القاعدة» كأي دولة أخرى. والحرب على الإرهاب التي تخوضها باكستان هي أشبه بالحرب الأميركية. ورغم أنها ربما تكون قد بدأت ببن لادن فإن قوى الحداثة والوسطية لا تزال تتعرض لتهديد جاد.

والحكومة الباكستانية تحيي كلمات الرئيس أوباما وتثمن المصداقية التي أولانا إياها ليلة الأحد لنجاح العملية في خيبر باختونخاوا، كما نحيي أيضا ونشيد بكلمة وزيرة الخارجية الأميركية بأن علينا أن «نتجه إلى تعزيز شراكتنا وتدعيم شبكاتنا والاستثمار في رؤية إيجابية للسلام والتقدم، وأن نسعى جاهدين خلف القتلة الذين يستهدفون الأبرياء». نحن لم نفز بالحرب بعد لكن الواضح أننا نشهد بداية النهاية وجنوب ووسط آسيا الذي نحلم به.

بعد ساعات فقط من مصرع بن لادن ألقت طالبان المسؤولية على الحكومة الباكستانية ودعت إلى الانتقام من قادة الحكومة الباكستانية، وتحديدا رأس الدولة، لكننا لن نهاب تلك التهديدات، فباكستان لم ولن تكون حاضنة للتطرف كما تحاول بعض وسائل الإعلام الترويج له.

الأحزاب الراديكالية الدينية لم تنل أكثر من 11 في المائة من الأصوات. واستطلاعات الرأي الأخيرة تظهر أن 85 في المائة من الشعب الباكستاني يعارضون أفكار «القاعدة». وفي عام 2009 سيطرت طالبان على وادي سوات لفترة وجيزة، وبدا للباكستانيين نوع المستقبل الذين يمكن أن تكون عليه البلاد في ظل السياسات القمعية والتعصب الديني والتمييز بين الجنسين وإغلاق المدارس وحرق الكتب. تلك الأشهر القليلة ساهمت بقوة في توحد الباكستانيين حول رؤية وسطية للمستقبل أكثر من أي شيء آخر.

وتعمل الحكومة المنتخبة ديمقراطيا بدعم من الشعب والديمقراطيات الأخرى في العالم على بناء باكستان قوية مزدهرة تكون نموذجا للعالم الإسلامي بأسره لنعطي الأمل لشعبنا والفرصة لأطفالنا. وقد نصبح أكثر ما تخشاه «القاعدة» وطالبان - رؤية لمستقبل إسلامي حديث. إن شعبنا وحكومتنا وجيشنا وأجهزتنا الاستخباراتية موحدة للغاية. لكن البعض في الخارج يصر على أن هذا ليس من الأهمية بمكان، لكنهم مخطئون في اعتقادهم هذا، فالباكستانيون مترابطون.

لقد عانت دولنا جميعا وقدمت تضحيات، وقد حاربنا بشجاعة وعاطفة والتزام، وفي النهاية نحن من سينتصر، ولعلي أستلهم ما قالته زوجتي الشهيدة بي نظير بوتو: «الحق والعدل وقوى التاريخ إلى جانبنا».

* رئيس دولة باكستان

* خدمة «واشنطن بوست»

 

التعدّيات الفاجرات والشاهقات العاهرات!

النهار/فيليب سكاف   

بالأمس في باب إدريس، حاول بدويّ أن يقضي حاجته على الرّصيف. وعندما هرع التجّار لإيقافه، عن عمله الشنيع، صرخ فيهم: "الط... ز ... ط... زي والأرض للسلطان"... واليوم، شمّر المخالفون غمبازهم وباشروا " يعملونها " على أرض الدّولة والغير... وفق المبدأ نفسه.

فاجعة أكيد، لكن الأفجع تهافت بعض السياسيين للدّفاع عن حقوق الدّولة والناس، متناسين سبعين عاماً من الفوضى العمرانيّة التي حوّلت لبنان جمهوريّة باطون عشوائيّة مقيتة. وكأنّ عمر التعدّيات ومخالفات البناء في لبنان من عمر حكومة تصريف الأعمال فحسب، لا منذ دولة الطرابيش وما تلاها من عهود وعهود استبدلت أرض الوطن بسوق عقارية عكاظية فالتة بدون حسيب أو رقيب، ضاربة عرض الحائط بمبادئ التنظيم المدني. يبنون بدون مخطط توجيهي لاستثمار الأراضي. لا قيمة جمالية أو بيئية أو اجتماعية في سوقهم التي غدت ديكتاتورية رأس المال في يد الأقوياء ضد الضعفاء.

استباحوا البحر من الجنوب إلى أقصى الشمال، وبنوا على التلال وفي الوديان، وعلى أنقاض القرى والبلدات، كلّ على قياس طائفته ومذهبه وعرض زنده. واليوم، يُحاولون تصوير الأوزاعي والضاحية وقرى الجنوب، مأساة وطنيّة ، وكأنّ تاريخ وطنهم الإعماري طاهر وعفيف. هل التعدّيات الفاجرات، هي التي تختصر اليوم ما حصل ويحصل وسيحصل، وهل هي أخطر من التلاعب في إصدار التراخيص، والتطاول على أبسط المعايير المعماريّة، وزيادة الاستثمار العقاري والعلو البنائي الذي ولّد الشاهقات العاهرات، في الأشرفيّة وبيروت والواجهة البحرية. هل غزو الفضاء عمودياً أقلّ تعدّياً من غزو المشاعات أفقياً؟

من هدّم تراثنا، وذاكرتنا المعماريّة؟ البدوي وغمبازه أم "قانون التسوية" اللبناني المختل، الذي ليس سوى قانون ضد القانون؟.. هذا كله، ولا من يُقاوم إلا بعض العذارى في الجمعيّات ورصف من الكلمات في بعض المقالات.

كفى. تتفاجأون وتشهقون وتندّدون وتطالبون برفع الغطاء. وفوق كلّ زاروب غطاء، وفوق كلّ حيٍّ غطاء وفوق كلّ منطقة ألف غطاء وغطاء. استحوا وعودوا إلى قصوركم وجزركم ، تلك التي تحاصرها أحزمة الباطون البائسة حيث يُعشش شعب برسم الشهادة، يلجأ إليها كالفئران بحثاً عن فتات جبنكم.

أنتم كلكم بدوي باب إدريس. والتعديات الفاجرات كالشاهقات العاهرات... وهذا الصوف من هذا الخروف.

قال مرقد عنزة... قال!

 

"نقزة" سياسية من "زجّ الجيش" في تعقيداتها

الحكومة: آخر المحاولات قبل القرار النهائي

النهار/سمير منصور     

لم تكن الاجواء على ما يرام طوال يوم امس. الوضع يراوح مكانه ولا تقدم في تذليل العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة. الاتصالات مستمرة وقد بلغت مراحلها الاخيرة قبل ان يقدم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على حسم امره واتخاذ القرار النهائي. انها "اتصالات الفرصة الاخيرة قبل اتخاذ القرار المناسب" وفق اوساط ميقاتي التي تقول: "دخلنا مرحلة آخر المساعي لتكون الحكومة بالتوافق وبعدها القرار النهائي".

وما هو هذا القرار؟

يبدو واضحا ان المقصود هو احتمال ان يكشف الرئيس المكلف عن تصوره لتشكيلة حكومية يراها مناسبة وتوحي الثقة، ويعلنها رسميا بعد التشاور مع رئيس الجمهورية، وذلك بعد نفاد صبره وبعد كل المحاولات التي قام بها لتكون الحكومة اقرب الى حكومة اتحاد وطني. ومنذ البداية اعلن فريق الاكثرية السابقة عدم مشاركته في الحكومة، فتصور كثيرون ان مهمة ميقاتي باتت اسهل، فإذ به يفاجأ بالعراقيل والشروط من الفريق السياسي الذي سماه لرئاسة الحكومة، اي الاكثرية الجديدة.

والمعلن هو ان ابرز العراقيل جاء من رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الذي يصر على ان تكون وزارة الداخلية من حصته، في حين ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يرى "ان "الحقائب الامنية" اي الدفاع والداخلية، "يفترض ان يعهد فيها الى وزراء محايدين من خارج الاصطفافات السياسية ولاسيما اننا مقبلون على انتخابات نيابية ويجب ان تكون وزارة الداخلية موضع ثقة الجميع"، وفق تعبير رئيس الجمهورية، ولم تفلح محاولات الوسطاء في التوصل الى حل وسط يقضي باختيار وزير للداخلية يكون مقــبولا من الجميع.

وتجدر الاشارة هنا الى ان "زج الجيش في المأزق الحكومي" وفق تعبير مصادر سياسية وسطية (اقرب الى الاكثرية الجديدة) كان بمثابة "غلطة كبيرة" وقد احدث "نقزة" كبيرة في الوسط السياسي عموما، اذ اعتبرت انه "يكرس اعرافا وسوابق لم تشهدها الحياة السياسية من قبل"، وتتساءل:

"ألم يعد هناك في لبنان شخصية مارونية قادرة على ادارة وزارة الداخلية؟ وهذا ان دل على شيء، فعلى افلاس كامل. والاساءات الناجمة عن هذه الخطوة اكثر من ان تحصى".

وتحيّد هذه الاوساط قائد الجيش العماد جان قهوجي عن انتقادها المباشر، اذ ترى ان من يتحمل المسؤولية، هو من "زجه" في زواريب السياسة والعراقيل والشروط.

وتربأ بالمعنيين بالامر عدم الوقوع في هذا الفخ. ويذهب وزير بارز من الفريق نفسه بعيدا، اذ يرى ان "زج الجيش في التعقيدات الحكومية هو امعان في الغاء الحياة السياسية وعمل المؤسسات، لم نشهده من قبل، حتى ايام الوصاية السورية، فقد كانت الامور تعالج بشكل اقل فجاجة"، ويقول الوزير المذكور: "ليلتفت هؤلاء الى ما يجري في العالم العربي الذي يتجه نحو تحديث العمل السياسي، في حين نرى البعض في لبنان يتجه نحو مزيد من التراجع والى الاسوأ في الاداء السياسي. هذا مع كل التقدير للاسماء التي تطرح من المؤسسة العسكرية".

ويلفت الى ان "المشكلة تكمن في الخلاف على حقيبة الداخلية"، وينتقد بقسوة اداء الاكثرية الجديدة، اذ يرى انها "تقدم هدايا مجانية للاكثرية السابقة من خلال هذا الاداء السيئ، وتعطيها مكاسب يوميا، وكلما ازدادت العراقيل والشروط ضمن الفريق الواحد، فإنها تحول دون تشكيل الحكومة".

وكان اللافت امس، ان كل الاوساط السياسية والرسمية تقاطعت عند اجواء التشاؤم وفي احسن الحالات المراوحة: اوساط رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري "سباقا" في التعبير عن هذه الاجواء وكان على حق. وهذه الاوساط مقتنعة بأن عقدة الداخلية مفتاح الحل، وإن يكن بعضها يتحدث عن عقبات في اماكن اخرى، ولكنها لن تكون مستعصية اذا تمت معالجة العقدة الاساسية.

وسط هذه الاجواء من الطبيعي ان يكون السؤال: هل يقدم الرئيس ميقاتي على الاعتذار ويتخذ قرارا بانهاء مهمته؟

لم يبلغ هذه المرحلة بعد. وتستبعد اوساطه ان يصل اليها اذ تلفت الى ان "قبوله التكليف كان من منطلق ان يتولى مهمة وطنية انقاذية ودرءاً للفتنة"، وتسأل: "هل يقدم على خطوة معاكسة تعيد البلاد الى مرحلة ما قبل التكليف وتؤدي إلى تأزيم الاوضاع اكثر فأكثر؟".

ومن المؤكد ان ميقاتي يدرك جيدا ان لا مصلحة في النهاية للاكثرية الجديدة التي سمته ان يفشل في مهمته. ومن هنا يبدو استمراره في العمل باعصاب متينة وبصبر لم يسبقه فيه احد. ولكن الى متى؟

 

لماذا توريط الجيش وضباطه في الصراع السياسي؟

عون أيد مطر وسليمان رفض مشترطاً إجازة

النهار/هيام القصيفي     

يدرك ثلاثة من المعنيين الكبار بتشكيل الحكومة، ان التأليف لن يكون اليوم ولا غدا، ولا حتى بعده، لاسباب اقليمية وسورية، رغم الضغوط التي مورست اخيرا. لكن رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي يمارسان "يوميات" التأليف وكأن المراسيم ستصدر اليوم قبل الغد، الامر الذي يتكرر منذ ثلاثة اشهر على وقع العقد المتتالية، التي لا ينفك كل طرف يتهم الآخر بوضعها.  اما رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، فلا يزال على موقفه المتوقع عدم تأليف الحكومة، عازيا الاسباب الى عقد لا تحصى ولا تعد، ومحملا الرئيسين سليمان وميقاتي المسؤولية وتوزيع ادوار التعطيل بينهما.

آخر العقد الحكومية، "عسكرة" وزارة الداخلية، وتوريط الجيش وضباطه في اتون الصراعات السياسية، في وقت كان يفترض تحييد المؤسسة العسكرية عن كل ما من شأنه تعريضها لاي هزة، بعدما شُلّت مؤسسات الدولة. تبدأ الرواية من حيث طلب سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي، لائحة باسماء ضباط موارنة حاليين ومتقاعدين، مؤهلين لتولي حقيبة وزارة الداخلية. وبحسب المعلومات، فان قهوجي لم يكن من بادر الى اعداد اللائحة، بل لبى طلب القائد الاعلى للقوات المسلحة، ورفع اسماء الضباط، الذين يعرف سليمان معظمهم او جميعهم.

كثر الحديث عن اللائحة من ضمن المفاوضات التي تركزت على ان عون قد يقبل بضابط ماروني لحقيبة الداخلية، فلا تكون الوزارة له ولكنها لا تكون لسليمان ايضا. الا ان عون لم يتمسك بتوزير ضابط للداخلية، خلافا لما تردد انه يريد لهذه الوزارة ضابطا قويا قادرا على تصفية حسابات مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي وفرع المعلومات. فرئيس "تكتل التغيير" تمسك بالوزارة لفريقه المعارض، لكنه وافق حكما على اسم العميد بول مطر، حين عرض عليه الاسم احد المكلفين تقريب وجهات النظر بينه وبين سليمان وميقاتي. وافق عون لانه كان يريد شخصا قويا وكفوءا لادارة الوزارة الحساسة، امنيا وسياسيا، والتي يمكن ان تدير الانتخابات النيابية المقبلة.

وبحسب المعلومات، فان ميقاتي كان قد طرح اسم مطر، بعدما استمزج الآراء حول اسم ضابط خدم مع سليمان وعون، ويمكن ان يحوز رضاهما. وهنا الخطأ الاول في زج اسم ضابط في الجيش "لحرقه" بعدما حُرقت مدى ثلاثة اشهر اسماء كثير من المرشحين للتوزير في الداخلية وغيرها.

كان اسم مطر قد وصل الى ميقاتي، كما وصل الى القصر الجمهوري، من ضمن لائحة الضباط، مع تزكية، وممهورا بموافقة الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط و"حزب الله". الا ان سليمان رفض اسم مطر بذريعة انه غير حائز اجازة في الحقوق، رغم تمتعه بكثير من المؤهلات العلمية والادارية العسكرية. ومطر يتقاعد في ايلول المقبل (مع ان معلومات تتحدث عن تقديمه استقالته من المؤسسة فور صدور المراسيم)  مما يجعله وزيرا مدنيا قادرا على ممارسة مسؤولياته بحرية تجاه من هم اعلى منه رتبة عسكرية في كل المؤسسات الامنية التابعة للداخلية ومنها قوى الامن، بعدما بحثت قضية رتبته التي تجعله في موقع محرج مع ضابط اعلى منه رتبة في السلك.

بدأت المفاوضات مجددا من نقطة الصفر، بعدما استبعد سليمان الوزير زياد بارود من لائحة الاسماء التي يدعمها لتولي حقيبة الداخلية. ففي الاجتماع "الرسمي" في 29 نيسان الفائت، بين سليمان والنائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل، كممثلين لمرجعيتيهما، طرح سليمان اسماء بديلة من بارود، وكان ذلك ايذانا رسميا بتخليه عن بارود بعدما كان تخلى عنه قبل ثلاثة اشهر حين وعد احد المقربين منه بالحقيبة، ولا يزال.

وتتقاطع معلومات اكثر من طرف سياسي معني، وتساؤلاتهم حول السبب الكامن وراء رفض سليمان اسم مطر، وهو الاكثر مطابقة للشروط المطلوبة لتسلم الوزارة. وتعزو بعض الدوائر المطلعة عن كثب عن سير المفاوضات السبب الى ثلاثة امور، اولها ان سليمان اعتبر مطر اقرب الى عون منه اليه، رغم ان معظم الضباط الموارنة في رتبة مطر سبق لهم ان خدموا مع عون. الا ان سليمان هو الذي اوكل اليه مهمات محددة تطلبت خبرات عسكرية وسياسية، وهو امر جرى تداوله في اجتماع الخليلين في بعبدا. اما الامر الثاني فترده الدوائر المذكورة الى ان سليمان سبق له ان وعد اكثر من ضابط بحقائب وزارية، ومنهم العميدان فارس صوفيا ونبيل الغفري.

وثالثها يتركز حول سؤال جوهري: لماذا طلب سليمان من قائد الجيش لائحة باسماء الضباط اذا كانت النتيجة ستؤدي الى زج الجيش في صراع سياسي، وحرق اسماء ضباط حاليين او سابقين، في معركة لا تزال آفاقها مجهولة؟

ومع زيادة شرط اجازة الحقوق للوزير المفترض، عادت الامور الى نقطة الصفر. وحبل الشروط على الجرار.

 

السيد: التمييز رفضت استئناف "المستقبل"

المركزية ـ أفاد المكتب الاعلامي للواء الركن جميل السيد في بيان أن محكمة التمييز المدنية-الغرفة التاسعة، الناظرة في دعاوى إستئناف محكمة المطبوعات والمنعقدة في 28 نيسان 2011، برئاسة القاضي انطوان ضاهر اصدرت قرارين رفضت بموجبهما الاستئنافين المقدمين من المحامي محمد فريد مطر، الاستئناف الأول بوكالته عن النائب السابق سمير فرنجية ومحطة تلفزيون المستقبل والاستئناف الثاني بوكالته عن محطة تلفزيون المستقبل ايضاً، وذلك في الدعاوى المقدمة من السيد أمام محكمة المطبوعات بحق النائبين السابقين مصطفى علوش وسمير فرنجية والمحطة المذكورة بجرم القدح والذم الذي ارتكبه المدعى عليهما بحق اللواء السيد خلال المقابلات التلفزيونية وحيث صادقت محكمة التمييز على قرار محكمة المطبوعات بالسير بالدعاوى المذكورة اعلاه والزمت المستأنفة بدفع كامل النفقات.

 

مسيحيون؟

محمد سلام

 أعتذر مسبقا عن بعض المفردات القاسية التي سأستخدمها. أعتذر مسبقا عن بعض التساؤلات المحرجة التي سأطرحها. أعتذر مسبقا عن "تدخلي"، أنا اللبناني المسلم السني، في شأن مسيحي، على الرغم من أن "علاقتي" به موضوعية، وعضوية، وتاريخية، ودينية، وثقافية، وأخلاقية وحالية، ومستقبلية.

ما يستثيرني، ويستفزني، ويفاجئني هو "تنظير" بعض حلقة "الإستنماء الذهني" من المسيحيين بأن سقوط نظام الأسد في سورية سيكون له تأثيرات كارثية على المسيحيين في لبنان.

لا أقارب الموضوع من زاوية البحث في مستقبل النظام الأسدي، فما يجري في سوريا شأن سوري، يعني الشعب السوري والدولة السورية.

ولكني حتما أقارب الموضوع من الزاوية اللبنانية تحديدا لجهة تأثيرات دور نظام الأسد على محيط سوريا، لبنان ضمنا، وعلى الدور المسيحي في لبنان.

النظام الأسدي تولى السلطة في سوريا في العام 1970. قبله كان الحكم في سوريا بيد نظم أخرى، وكان الحكم في لبنان بيد ما عرف ب "المارونية السياسية".

تلك المارونية السياسية حكمت لبنان من الاستقلال في العام 1943 حتى بدء الحرب رسميا عليها في العام 1975، وسقوطها مع اتفاق الطائف الذي ألغى قاعدة 6-5 وأسس لما يسمى بالمناصفة.

منذ العام 1943 حتى بدء دك أسس نظام المارونية السياسية في لبنان مرت سوريا بسلسلة من الأحكام غير الأسدية، وكانت المارونية السياسية في حينها تحكم لبنان، ولا أحد يزعجها، ولا أحد يستهدفها جديا.

حتى نظام دولة الجمهورية العربية المتحدة في حقبة الرئيس المصري جمال عبد الناصر لم يستهدف المارونية السياسية اللبنانية، ولم ينقلب عليها على الرغم من وقوفها سياسيا ضده إلى جانب حلف بغداد.

وعلى نقيض كل ما قيل ويقال، احترم عبد الناصر حدود لبنان التي لا يحترمها النظام الأسدي، وعقد قمة "الخيمة" على الحدود السورية-اللبنانية مع الرئيس الماروني فؤاد شهاب وأنجز معه تسوية تاريخية حافظت على جوهر 6-5 الذي هو لب نظام المارونية السياسية.

فإذا كان أقوى نظام غير أسدي حكم سوريا سجل إنجازه تسوية مع المارونية السياسية، وحافظ عليها، ولم ينقلب عليها، ولم يحاول أن ينقص من امتيازاتها وصلاحياتها، فلماذا يعتقد بعض الجهلة من المسيحيين أن نظام الأسد هو "حامي الحمى" المسيحية؟

هل فقد المسيحيون ثقافتهم التاريخية، بحيث أضحى تاريخ المسيحيين في العالم يبدأ من لحظة تولي النظام الأسدي السلطة في سوريا؟

ولو كان النظام الأسدي هو فعلا حامي حمى المسيحيين في ... لبنان لقبلت، وإن على مضض، تزوير التاريخ الحديث للتحولات السياسية في المنطقة.

ولكن أساتذة الإستنماء الذهي هؤلاء، ألا يدركون أن النظام الأسدي حكم على قاعدة بسيطة يراها الأعمى، ويقرأها الأمي، ويسمعها الأصم (أي الأطرش لمن لا يتقن العربية). هذه القاعدة خلاصتها هي: استقرار سوريا-الأسدية لا يقوم إلا على عدم استقرار محيطها.

لذلك على هؤلاء "العباقرة" أن يدركوا أن المارونية السياسية هزمت في لبنان فقط في الزمن الأسدي الذي يروجون للتحذير من مفاعيل سقوطه المفترضة كونها، برأيهم ستؤدي إلى سقوط المسيحيين في لبنان.

عيب. والله عيب. هؤلاء يدجلّون على أنفسهم. هم مسيحيون. فكيف تقبل كراماتهم أن يكونوا مجرد "محمية" ليس للنظام الأسدي، بل لأي نظام في سوريا، وغير سوريا.

هذا في الواقع الآني الذي لا يتطلب إدراكه "ثقافة" معمّقة لتاريخ المنطقة، ومن ضمنه تاريخ المسيحية والإسلام، دينا، و "دولة" مع تحفظي الشديد على صيغة الدولة الإسلامية.

ألا يدرك هؤلاء "المسيحيون"، جهابذة الجهل في التاريخ المسيحي تحديدا، فضل المسيحية على الإسلام دينا، واعتراف الإسلام، دينا، بالمسيحية؟

ألا يدرك هؤلاء أن القرآن، وهو كلام الله الذي لا اختلاف حوله بين المسلمين، قد أخص المسيحية بسورتين أساسيتين في الإيمان الإسلامي: سورة مريم (السيدة مريم العذراء والدة السيد المسيح) وسورة آل عمران، وهم أهل السيدة مريم العذراء والدة السيد المسيح؟

ألا يدرك هؤلاء، وما زلنا في الدين والإيمان ولم ندخل إلى حقبة الدولة بعد، مغزى أن يكون "من نطق في المهد صبيا" في النص القرآني (أي الطفل يسوع المسيح) هو من "روح الله" (أي أنه آلهي النسب، مقدس) فيما نبي الإسلام محمد بن عبد الله هو "بشر يسعى"؟

ألم يدرك هؤلاء الجهلة، نعم الجهلة بكل تعمد وتصميم، معنى أن يقال في النص الآلهي القرآني عن النبي عيسى بن مريم "سلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أُبعث حيا"؟

هؤلاء لا يريدون أن يدركوا، حتى إذا كانوا قد سمعوا بالآيات المذكورة سالفا.

الآن ننتقل من الإيمان والدين إلى مفردات الدولة الإسلامية.

ألم يسمع الجهلة بالتاريخين المسيحي والإسلامي معا باسم يوحنا الدمشقي؟

منصور بن سرجون (يوحنا الدمشقي) كان رئيس ديوان إدارة أموال الخليفة الأموي معاوية ابن أبي سقيان. ما يعني أنه كان وزير مالية الدولة الأموية، ووفق معرفتي كانت الدولة الأموية دولة إسلامية، إلا إذا كان لدى جهابذة الاستنماء الفكري تفسير آخر.

هل يعلم جهابذة الاستنماء الفكري أن الذي حول الدولة الأموية إلى امبراطورية بالمعني السياسي هو الأسطول البحري، وليس جمل البادية. وهل يعلم هؤلاء أن الأسطول البحري صنعه مسيحيون عربا من بلادنا، من شواطئنا. وصُنع من أخشابنا، وصنع سفنه نجارون مسيحيون من بلادنا، وكان بحارته وقباطنته مسيحيون من بلادنا، وكان الجند المسلمون يربطون بالحبال على متن السفن كي يتجنبوا دوار البحر الذي لم يألفوه في الصحراء أو في بُركة الخليج.

بالانتقال إلى التاريخ الإسلامي. هل بين جهابذة الاستنماء الفكري السياسي من سمع "بإمام السلف" عبد الرحمن الأوزاعي الذي اعترض على قرار الخليفة العباسي المنصور بقتل مسيحيي بلادنا، وكتب إليه مشددا على أن المسيحيين الذين يعاديهم الخليفة لأنهم كانوا مع الدولة الأموية كانوا فعلا "مع الدولة الإسلامية (عندما كانت أموية) ولم يرتكبوا ذنبا، ولا عقاب لمن لا ذنب له".

هل يعلم جهابذة الإستنماء الفكري أن إمام السلف عبد الرحمن الأوزاعي هو مؤسس شعار، بل خيار، لبنان أولا لأنه في عز حكم الدولتين الإسلاميتين –الأموية والعباسية- تحدث عن المسيحيين بصفتهم "أهل بلدي"؟

حتما لا يعلمون، لذلك يقولون إن النظام الأسدي هو حامي حمى المسيحيين، وفي هذا تحقير للمسيحيين، كما للمسلمين.

هل يعلم جهابذة الإستنماء الفكري من المسيحيين ومن المسلمين أيضا معنى مفردة سلفية؟

ألا يعلمون أن السلفية ليست مذهبا ولا حركة سياسية ولا حتى حالة إسلامية بالمعنى السياسي، بل هي مدرسة إيمانية طهورية موجودة بجرعات متفاوتة في المذاهب السنية الأربعة.

ألا يعلم هؤلاء الجهلة أن تنظيم القاعدة، الذي لم يعد موجودا منذ العام 2007 يوم مقتل أبو مصعب الزرقاوي في العراق، لن يكون التهديد الموجه للبنان والمنطقة بعد اغتيال إبن لادن.

التهديد الموجه إلى المنطقة كلها هو تنظيم الأيروقاعدة (أي القاعدة الإيرانية) الذي نشأ بعد فرض إيران سيطرتها على العراق إثر مقتل الزرقاوي.

ألم يلاحظ الأغبياء هؤلاء أن تنظيم القاعدة، الذي لا أتبنى فكره، لم يفجّر كنيسة واحدة في العراق بين العامين 2003 و 2007 ؟ ألم يسألوا أنفسهم لماذا؟

لأن منظّر تنظيم القاعدة لا يستطيع شرعنة الهجوم على كنيسة يعترف بها القرآن معبدا لدين يعترف به. ولا يستطيع أن يشرعن لهجوم على كنيسة تحميها حتى يوم القيامة العهدة العمرية، وهي الوثيقة التي كتبها ووقعها الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب وسلمها لبطريرك القدس.

ألم يلاحظ هؤلاء الجهلة أن من سرق مصرفا واعتدى على معبد هو تنظيم شاكر العبسي خريج مخابرات وسجون نظام الأسد، وليس تنظيم القاعدة؟

ويقولون للمسيحيين إن النظام الأسدي هو حامي حمى المسيحيين في الشرق.

هذه إهانة للمسيحيين، كما هي إهانة لغير المسيحيين. بل هي إهانة مباشرة للشعب السوري بكل طوائفة وللبنانيين بكل طوائفهم.

عفوا. لا أحاول أن أكون مسيحيا أكثر من المسيحيين. ولا أحاول التملق لأحد. ولكن ما يسيئني فعلا، بل ما يستفزني ويزعجني ويغضبني هو أن بعض منتسبي مدرسة الاستنماء الفكري ممن يزعمون أنهم من رعايا الكنيسة لا يضعون المسيحية في مرتبة ترتقي إلى الرفعة التي أراها فيها أنا اللبناني المسلم السني.

عفوا. أعتذر عن فجاجة صراحتي. ولكن، بتصميم على الصراحة الفجة لا أستطيع تقبّل تخاذلي عن الرد على هؤلاء ... ولو بالكلمة.