المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
04 أيار/2011

إنجيل القدّيس لوقا .7-3:15

فضرَبَ لَهم هذا المَثَلَ قال: «أَيُّ امرِئٍ مِنكُم إِذا كانَ لَه مِائةُ خروف فأَضاعَ واحِداً مِنها، لا يَترُكُ التِّسعَةَ والتِّسعينَ في البَرِّيَّة، ويَسْعى إِلى الضَّالِّ حتَّى يَجِدَه؟ فإِذا وَجدَه حَمَله على كَتِفَيهِ فَرِحاً، ورجَعَ بِه إِلى البَيت ودَعا الأَصدِقاءَ والجيرانَ وقالَ لَهم: إِفرَحوا معي، فَقد وَجَدتُ خَروفيَ الضَّالّ! أَقولُ لَكم: هكذا يكونُ الفَرَحُ في السَّماءِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوبُ أَكثَرَ مِنه بِتِسعَةٍ وتِسعينَ مِنَ الأَبرارِ لا يَحتاجونَ إِلى التَّوبَة.

 

ينتظر موافقة خامنئي بعد نصر الله ويحاول استغلال الاضطرابات في سورية  

"حزب الله" يخطط لتصفية قيادات في "14 آذار" وإلصاق التهمة بدمشق

السياسة/كشفت مصادر مقربة من دوائر صنع القرار في "حزب الله" ل¯"السياسة", أمس, أن الكوادر القيادية في الحزب رفعت الاسبوع المنصرم للسيد حسن نصرالله طلباً للموافقة على خطة في غاية السرية تتعلق باستغلال الاوضاع الراهنة في سورية للقيام باغتيال شخصيات بارزة من صفوف المعارضة اللبنانية (قوى 14 آذار) وتوجيه اصابع الاتهام الى سورية, مشيرة الى ان التهمة سوف تلقى على ما يبدو على شخصيات أمنية سورية بارزة ذكر منهم آصف شوكت وماهر الاسد. وذكرت المصادر بأن هذه الخطة ليست بالجديدة وانما كان قد خطط ورتب لها منذ ما يزيد على العام من قبل كوادر قيادية في وحدة العمليات الخاصة في حزب الله, بهدف تعزيز المكانة السياسية للحزب في لبنان. أضافت المصادر أن التوقيت الحالي الذي اختير من اجل تنفيذ الخطة جاء إبان التطورات غير المتوقعة في سورية, وما رافقها من اتهامات للمعارضة اللبنانية وخاصة "تيار المستقبل" بالضلوع في الأحداث, مشيرة الى ان تنفيذ هذه الخطة في هذا التوقيت يعتبر فرصة ذهبية يستطيع "حزب الله" التخلص من خلالها من عدد من الشخصيات المركزية في المعارضة التي تشكل خطراً عليه وتهدد مركزه على الصعيد الداخلي. أكدت المصادر ان حزب الله يرى اهمية كبرى لتعزيز مكانته في لبنان على ضوء الاحداث الدراماتيكية التي تحدث في العالم العربي وعلى أثر تعزيز قوة ومكانة المعارضة في تلك الدول, وخاصة في ضوء المستقبل الغامض مع سورية.

ولم تستبعد احتمال قيام الحزب بالسيطرة على ركائز السلطة السياسية في لبنان بشكل يمكنه من الحصول على كلمة الفصل سواء بشكل علني او من وراء الكواليس.

واضافت المصادر ان امين عام الحزب حسن نصرالله أعطى موافقته المبدئية على الخطة المعدلة, كما تم الموافقة عليها من قبل قائد فيلق لبنان في قوة قدس التابعة للحرس الثوري حسن مهدوي, مشيرة إلى أن تنفيذها ينتظر الموافقة النهائية من قبل المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي, وذلك على ضوء التطورات في العلاقات بين ايران وسورية, ناهيك عن ان عملية ستراتيجية بهذا الحجم توجب موافقة طهران, وذلك لعدم ثقة الاخيرة بقدرة نصرالله على اتخاذ القرارات الصائبة ولكي لا تهدر قدرات الحزب التخريبية على اهداف لا تصب في خانة الأهداف الستراتيجية لايران في المنطقة. وأكدت المصادر أن عدداً محدوداً جداً من الكوادر القيادية في الحزب على اطلاع على تفاصيل هذه الخطة وفي مقدمهم طلال حمية, قائد وحدة العمليات الخاصة في حزب الله, ومحسن شكر أحد كبار الكوادر القيادية في هذه الوحدة.

 

مروان حماده: السكوت غير جائزعند الانقلاب على رئيس الدولة وسلاحها

المركزية- دعا النائب مروان حماده رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الى التحرر من الابتزاز الرخيص لافتاً الى ان السكوت لا يعود جائزاً.

وقال: عندما يلتقي الانقلاب على رئيس الدولة مع الانقلاب على سلاح الدولة، لا يعود السكوت جائزاً.

وقال في تصريح في المجلس النيابي: بعد صمت استمر اربعة اشهر، عبّرنا من خلاله عن احترامنا المسار الديموقراطي المؤدي، افتراضا، الى تشكيل الاكثرية الجديدة حكومةَ اللون الواحد في اسرع وقت وبأقل كلفة، يتوجب علينا اليوم، كممثلين لاكثرية شعبية لا تزال قائمة وفاعلة على الساحة اللبنانية، ان نسجل الملاحظات الآتية قبل انهيار آخر المؤسسات الدستورية:

اولا: ان بعض مكونات الاكثرية المستجدة تقود البلاد الى احد خيارين، كلاهما قاتل: إما الفراغ او ازمة الحكم. ولا بد ان نسجل في هذا السياق المسعى الواضح الى خلخلة ما تبقى من تسوية الدوحة توطئة لنسف اتفاق الطائف برمته واعادة فتح السجال الدستوري العقيم حول شرعية رئيس الجمهورية بالتلازم مع اغلاق اي حوار حول لا شرعية السلاح خارج الدولة. ولقد كنا من بين النواب الذين لفتوا فخامة الرئيس، يوم التكليف، الى ان احد افرقاء الاكثرية يشارك في الانقلاب الحكومي على امل بلوغه الانقلاب الرئاسي.

ثانيا: اننا نرى الرئيس المكلف يتخبّط بين ما يمليه عليه ضميره الوطني وما تفرضه عليه التزامات قد يكون قطعها لحظة قبول التكليف التي نعتبرها لحظة تخلٍّ عن اصول التضامن الديموقراطي واحترام الارادة الشعبية للناخبين كما عبّروا عنها، بكل حرية وعفوية، في انتخابات العام 2009.

ثالثا: ان اللبنانيين تواقون الى تشكيل حكومة تحلّ مشاكلهم، لكنهم لن يقبلوا بأي حكومة كما يروّج لها البعض، اي بأي اعضاء وأية سياسة. واذا كان الانسجام الوحيد بين اطراف الاكثرية المستجدة مبنيا على المحورية الاقليمية المهتزّة اصلا او على الكيدية المحلية المرفوضة ايضا، فهذا الانسجام الى زوال حتمي.

رابعا: ان اللبنانيين وممثليهم في المجلس النيابي مدعوون فورا الى الاسهام في وقف البازار المخزي الذي بدأ يتجاوز الحلبة السياسية ليطال مؤسسات مطلوب ان تبقى في منأى عن "فيروس" السياسة. فمع احترامنا لاي ضابط من قواتنا المسلحة، نرى ان تسمية عميد في الخدمة الفعلية كي يتبوأ منصبا يجعله، لو بالتراتبية السياسية، فوق قيادة الجيش وفوق معظم الضباط في الاسلاك العسكرية والامنية التي تتشكل منها هذه المنظومة، امر غير معهود وغير مقبول.

ان مناكفات الاكثرية المستجدة ادت الى بدعة الطلب من قائد الجيش، المفترض فيه ومنه عدم الانسياق الى اللعبة السياسية، تسمية مرشحين للحكومة العتيدة. لذا نتمنى على العماد جان قهوجي عدم اقحام نفسه في مناورة سياسية لاستهدافه واستهداف المؤسسة العسكرية كاحد معاقل الاستقرار في البلد. وهذا يدفعنا الى التساؤل عما اذا عدنا الى مقولة بدائية في فلسفتها الفاشية: "ويبقى الجيش هو الحل"، التي قادت لبنان في العامين 1988 و1989 الى الفتنة والتقاتل والاحتلال.

خامسا: ان تحولات العالم العربي تثبت كل يوم ان الزمن تجاوز هذه الصيغ وتخطّى هؤلاء الاشخاص. لقد حان للبنان ان يخرج نفسه من اللعبة الجهنمية التي يحركها صاحب المطامع المزمنة في الرئاسة والامزجة المدمّرة للكيان والمؤسسات.

لذلك كله، نهيب بفخامة الرئيس ودولة الرئيس المكلف تحمّل مسؤولياتهما التاريخية بتشكيل حكومة الضمير لا حكومة الحقد، حكومة انقاذ وطني على قاعدة التنفيذ الحرفي لوثيقة الوفاق الوطني وكل قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها الـ 1701 والـ 1757 وعودة "حزب الله" الى الدولة بشروط الدولة.

يا فخامة الرئيس ويا دولة الرئيس المكلف، تحرروا من الابتزاز الرخيص الذي قد يودي بكم الى قيام جسم حكومي هزيل لن يحكم احدا ولن يحترمه احد، ويسقط لحظة تشكيله، لبنانيا وعربيا ودوليا.

 

مراسلون بلا حدود": نجاد وخامنئي من أسياد القمع الذي لا هوادة فيه

باريس - أ ش أ: اعتبرت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن أعداء حرية الصحافة في إيران هما, الرئيس محمود أحمدي نجاد, والمرشد الأعلى علي خامنئي, وقالت إنهما من أسياد القمع الذي لا هوادة فيه, مؤكدة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا, التي شهدت أشد الأحداث وأكثرها إثارة ومأساوية في الأشهر الأخيرة, شهدت الممارسات الأشد قمعا للصحافيين.

وأشارت المنظمة, التي تتخذ من باريس مقرا لها, في تقرير اصدرته بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة , الى ان فترة حكم نجاد, شهدت محاكمات جائرة ضد المعارضة السياسية والصحافيين والناشطين الحقوقيين. ذكرت أنه منذ يونيو 2009 , ألقي القبض على أكثر من 200 من الصحافيين والمدونين, ولا يزال 40 منهم في السجن واضطر ما يقرب من مئة للفرار من البلاد . ويعاني 3000 من الصحافيين البطالة حاليا نظرا لوقوعهم ضحايا وقف الصحف أو منع إدارة التحرير عن إعادة العمل.

ودعت إلى إيفاد مقرر خاص معني بمسألة حقوق الإنسان, إلى إيران بصفة عاجلة وفقا لما نص عليه القرار الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 24 مارس الماضي. أشارت إلى أنه طرأت تغيرات كبرى في العالم العربي, الذي ضم عددا كبيرا من بين 38 رئيس دولة أو زعيم حرب, يعدون من أعداء حرية الصحافة في العالم لعام 2011 , فسقطت بعض الرؤوس , أولها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي تخلى عن السلطة في 14 يناير 2011 فاتحا بذلك أبواب البلاد على كل آفاق الديمقراطية.

وقالت "إنه لا يزال على وشك السقوط أعداء آخرين لحرية الصحافة مثل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الغارق في موجة الاحتجاجات التي تجتاح بلاده أو نظيره السوري بشار الأسد الذي يرد بقبضة الرعب الحديدية على التطلعات الديمقراطية", مضيفة أن العقيد الليبي معمر القذافي "قائد الثورة أصبح قائد العنف الأصم لمطالب الشعب.

وأكدت انه في المنطقة, تعتبر حرية التعبير أول مطالب الشعب , وأول التنازلات التي يجب أن تقوم بها الأنظمة الانتقالية, وقد تشكل بالنسبة إلى البعض أول المكتسبات على الرغم من هشاشتها. وأشارت إلى أنه من محاولات التلاعب بالمراسلين الأجانب والاعتقالات التعسفية وعمليات الاحتجاز إلى إجراءات الترحيل والحظر مرورا بالترهيب والتهديد, تطول لائحة الانتهاكات المرتكبة ضد الصحافة خلال الثورات أو ما يسمى الربيع العربي , حيث أنه في البلدان الأربعة, سورية, ليبيا, البحرين, اليمن , بلغت عرقلة الإعلام حد القتل كما حدث مع محمد النبوس الذي لاقى مصرعه في 19 مارس برصاص قناص في بنغازي بليبيا, أو الصحافيين الاثنين اللذين قتلا في اليمن في 18 مارس "بنيران قناصة يعملون في خدمة النظام

 

دانوا بشدة تصريحات أبادي الاستفزازية وتدخلات طهران في شؤون البحرين  

وزراء داخلية مجلس التعاون لإيران: الخليج سيبقى عربياً

 إشادة بالتلاحم القوي بين شعوب دول مجلس التعاون وقياداتها الرشيدة في مواجهة التدخلات الأجنبية

أبو ظبي - وكالات: أكد وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي, في ختام اجتماعهم التشاوري في أبو ظبي, أمس, أن "الخليج عربي وسيظل كذلك", ودانوا بشدة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للبحرين.

واستنكر الوزراء في بيانهم الختامي تصريحات رئيس أركان الجيش الايراني الجنرال حسن فيروز أبادي "الاستفزازية وغير المسؤولة", مؤكدين أن "الخليج عربي وسيظل كذلك".

كما دان وزراء داخلية مجلس التعاون الخليجي "بشدة التدخل الايراني" في الشؤون الداخلية للبحرين, مشددين على "مشروعية تواجد قوات درع الجزيرة" الخليجية المشتركة في المملكة.

ورحبوا بعودة الهدوء والاستقرار الى مملكة البحرين, كما أشادوا ب¯"حكمة القيادة الرشيدة بالبحرين والتفاف أهلها حول قيادتهم وتغليبهم المصلحة العليا في إطار ما توافقت عليه الإدارة المشتركة للقيادة والمواطنين في ظل المشروع الإصلاحي الشامل لعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة".

وثمنوا "التلاحم القوي القائم بين شعوب دول المجلس وقياداتها الرشيدة في مواجهة الدعوات المغرضة والتدخلات الخارجية التي تستهدف وحدة وأمن دول المجلس".

وفي مجال مكافحة الإرهاب, أعرب الوزراء في بيانهم الختامي عن أملهم في أن يساعد مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن, المساعي المبذولة في سبيل مكافحة الارهاب وتعزيز جهود القضاء على كل أشكال الدعم والتحريض وممارسة هذه الأعمال المخالفة للقيم والمبادئ الاسلامية. وأكدوا "مواقف دول المجلس الثابتة التي تنبذ الإرهاب والتطرف بأشكاله وصوره كافة, ومهما كانت دوافعه ومبرراته, وأياً كان مصدره". ما هنأ الوزراء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, على عودته من رحلته العلاجية التي تكللت بالنجاح, متمنين له دوام الصحة والعافية. إلى ذلك, استعرض الوزراء مسار التعاون الأمني "في ظل المستجدات الأمنية المتسارعة إقليميا ودوليا وانعكاساتها على أمن واستقرار دول المجلس, وأبدوا ارتياحهم لما تحقق في هذا المجال". كان رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال حسن فيروز أبادي هاجم السبت الماضي دول الخليج العربية, زاعماً أن هذه المنطقة "كانت دائما ملكا لإيران", وشدد على ان "الخليج الفارسي انتمى وينتمي وسينتمي دائما لايران", كما ندد برفض دول الخليج العربية تسمية الخليج ب¯"اسمه التاريخي", حسب زعم طهران.

في المقابل, ندد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني, أول من أمس, بهذه التصريحات "العداونية", مؤكداً أن إيران "لا تملك الا مياهها الاقليمية".

وأضاف أن "ما تضمنته تلك التصريحات (التي أدلى بها أبادي) من عبارات عدوانية تجاه دول مجلس التعاون, ومزاعم, تنم عن نوايا توسعية تتنافى ومبادئ حسن الجوار, والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول", و"تتعارض مع ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي, وميثاق الأمم المتحدة". أكد أن "التصريحات تمثل تدخلا سافرا ومرفوضا في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون, وتعبر عن جهل تام بتاريخ المنطقة وهويتها العربية, وطبيعة الانظمة السياسية في دول مجلس التعاون".

 

الطفيلي ينعى بن لادن "المجاهد" و"الشجاع"

بيروت - ا ف ب: نعى الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي, أمس, زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن الذي قال انه كان "يقاتل دفاعا عن الاسلام وأهله".

وقال الطفيلي في بيان ان "غياب هذا الرجل الكبير الصادق في ايمانه الوفي لقناعاته, الزاهد في الدنيا, الشجاع, آلمنا وآلم كل مؤمن". ابعد حزب الله الشيخ الطفيلي من صفوفه القيادية في العام 1998 بعد ما اعلن هذا الاخير "ثورة الجياع" والعصيان المدني على الدولة اللبنانية, وحدثت اشتباكات بين عناصر موالين للطرفين.

 

سي اي ايه" تفحص كماً هائلاً من إلكترونيات وأقراص مدمجة خاصة بزعيم "القاعدة"  

"المرسال" أبو أحمد الكويتي قاد الأميركيين إلى مخبأ بن لادن

واشنطن - سي ان ان: كشف مصدر ديبلوماسي, أمس, أن "المرسال" الموثوق به الذي قاد, دون قصد, الاستخبارات الأميركية إلى مخبأ زعيم تنظيم "القاعدة" أسامه بن لادن, بعد مراقبة طويلة استغرقت أعواماً, هو كويتي يدعى "أبو أحمد". كان مسؤولون أميركيون قد أشاروا إلى أن عملية تعقب المرسال, دون تسميته, بدأت منذ العام 2007, عقب التعرف على هويته من اعترافات معتقلين في معتقل غوانتانامو. ورصد المحللون أثناء تقييم المعتقلين المحتجزين في السجن العسكري, تكرار اسم "أبو أحمد الكويتي", الذي يعتقد أنه من المقربين إلى خالد شيخ محمد, وبدوره يحمل الجنسية الكويتية, ويعتبر العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر2001. منذ عملية تصفية بن لادن التي اضطلعت بها قوة كوماندوس أميركية, وصف مسؤولون أميركيون "أبو أحمد" كحامي كبار قيادات "القاعدة", مثل خالد شيخ محمد, وأبو فرج الليبي, المعتقل هو الآخر في غوانتانامو ويعتقد أنه كان يحتل المرتبة الثالثة في سلم قيادات التنظيم عند اعتقاله في مايو 2005. وجاء في أحد التقييمات الواردة بوثائق وزارة الدفاع الأميركية, التي نشرها موقع "ويكيليكس", ذكر ل¯"أبو أحمد" على أنه من كبار الذين يقدمون تسهيلات للتنظيم وأحد مساعدي محمد, و"يعمل كمرسال وفي القسم الإعلامي للقاعدة, الذي يشغل KU-10024" (في إشارة إلى محمد).

وأوردت الوثائق السرية أن "أبو أحمد الكويتي" من المقربين إلى بن لادن وتنقل معه, وشوهد في تورا بورا, وأنه ربما الشخص الذي أشار عدد من المعتقلين إلى أنه كان برفقته هناك قبيل فراره, والتي اختفى أثر زعيم "القاعدة" بعدها. جاء ذكر "أبو أحمد" على لسان الإندونيسي رضوان عصم الدين, وهو من أعضاء "القاعدة" وقضى عامين في جبهات القتال في باكستان وأفغانستان في فترة الثمانينات. ولم يؤكد مسؤولون أميركيون هوية المرسال, بيد أن عدداً من العوامل تشير إلى أنه "أبو أحمد" الكويتي هو الذي قاد دون قصد منه الولايات المتحدة إلى مخبأ بن لادن, في منطقة أبوت آباد شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد.

ولم يتسن التأكد إذا ما كان "أبو أحمد" متواجداً في المجمع عندما داهمه الكوماندوس الأميركيون, ليل الأحد الماضي, في عملية انتهت بتصفية بن لادن برصاصة في الرأس, وإلقاء جثته في البحر.من جهة أخرى, ينكب محققو وكالات الاستخبارات الأميركية على فحص بيانات وأجهزة كمبيوتر خاصة بزعيم "القاعدة", استولت عليها قوة الكوماندوس بعد قتله.

وقال مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الإرهاب جون برينان, إن قوة الكوماندوس التي دهمت مقر بن لادن "جمعت ما استطاعت من مواد رأيناها مناسبة وكنا بحاجة إليها".

ويأمل المسؤولون الأميركيون الكشف عن معلومات قيمة تقودهم لقيادات أخرى في تنظيم "القاعدة", ومخططات إرهابية محتملة. شدد برينان على الأهمية القصوى لعامل الوقت الراهن, بعد مقتل بن لادن, لمواصلة جهود ملاحقة تنظيم "القاعدة".من جهته, أوضح مسؤول استخباراتي, تحدث شريطة عدم ذكر اسمه, أن المعدات المصادرة تتضمن إلكترونيات وأقراص مدمجة وأخرى فيديو رقمية, لافتاً إلى كمها الهائل, وعلى غير المتوقع, رغم افتقار مقر بن لادن إلى وسائل الاتصال من هاتف وإنترنت, وكونه كان يتواصل مع العالم الخارجي عن طريق مراسيل.  وشُكل فريق مهام من محققي وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" لفحص الأدلة المصادرة أثناء عملية الدهم التي وضعت حداً لأطول مطاردة لأكثر المطلوبين للولايات المتحدة دامت زهاء عشرة أعوام. ويبحث المحققون عن أي مؤشرات لخطط وهجمات إرهابية ربما أعدها التنظيم, وأية خيوط قد تقودهم إلى كبار القيادات في الشبكة الإرهابية.

 

سورية تحولت "سجناً كبيراً" مع ألف معتقل في 48 ساعة وسط دعوات إلى اعتصامات متواصلة

دمشق - ا ف ب, رويترز: دعا ناشطون مناهضون للنظام الى اعتصامات متواصلة بداية من مساء امس في كافة المدن السورية, في حين أكدت منظمة غير حكومية أن الأجهزة الامنية حولت سورية الى "معتقل كبير" مع اعتقال أكثر من ألف شخص خلال يومين, سعياً لانهاء موجة الاحتجاجات. وأكدت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان, أمس, أن "المدن السورية شهدت خلال اليومين السابقين تصعيدا جنونيا من قبل السلطة حيث تقوم باعتقال كل من له قدرة على الاحتجاج أو التظاهر في المدن والقرى التي تشهد اعتصامات, كما أن السلطة قد طالت باعتقالاتها التعسفية كتاباً ومثقفين ونشطاء معروفون بتوجهاتهم الإصلاحية لتتجاوز قائمة المعتقلين الألف خلال اليومين الآخرين فقط". ن جهته, قال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان "عمليات اعتقال الناشطين المشتبه بقيامهم بتنظيم المظاهرات تتواصل دون توقف في عموم البلاد بناء على قوائم", فيما أكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار القربي انه "في غضون ثلاثة أيام تم اعتقال أكثر من ألف شخص في سورية نصفهم في محافظة درعا والمناطق التابعة لها". ونقلت وسائل الاعلام عن متحدث عسكري انه تم اعتقال "499 شخصا من المجاميع الارهابية في درعا", مشيرا الى "مقتل عسكريين اثنين وعنصر امني بالاضافة الى عشرة ارهابيين".

وقال ناشط حقوقي في دمشق ان "شباب درعا الذين تتراوح اعمارهم من 18 الى 40 الذين وردت اسماءهم على لوائح لمشاركتهم في المظاهرات يتم اقتيادهم الى ستاد المدينة للتحقيق معهم", مضيفاً ان هناك ماء وكهرباء في درعا باستثناء الحي الذي يقع فيه. في غضون ذلك, دعا موقع "ثورة سورية 2011" على الفيسبوك, "السوريين من كل المناطق للخروج اعتبارا من مساء الثلاثاء (أمس) في كل الساحات العامة من اجل تنظيم اعتصامات متواصلة ليلا نهارا". وقام ناشطون متحدين قمع السلطات لهم بنشر مقاطع فيديو للمظاهرات الصغيرة التي خرجت في مدن حمص ودمشق حيث خرج المتظاهرون في حي الميدان. ورفع المتظاهرون في حمص لافتات كتب عليها "لا للعنف, لا للتخريب, لا للبطالة" و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد". وفي بانياس التي تبعد مسافة 280 كلم عن العاصمة دمشق, قال ناشط حقوقي ان قوات الامن شنت حملة مداهمات في هذه البلدة المحاصرة. وأكد أنس الشغري, أحد قادة الاحتجاجات, أن القوات السورية ومسلحين موالين للرئيس بشار الاسد انتشروا أمس في مناطق بوسط مدينة بانياس. وقال "تحركوا صوب منطقة السوق الرئيسية. أغلق الجيش المدخل الشمالي وقام بتأمين الجنوب. قاموا بتسليح القرى التي يقطنها علويون في التلال المطلة على بانياس ونواجه الآن ميليشيات من الشرق", مؤكداً أن قوات أمن ترتدي ملابس مدنية انتشرت في شارع السوق وبدأت تعتقل الناس استناداً إلى أسماء عائلاتهم المدونة على بطاقات هوياتهم.

 

باراك: النظام السوري محكوم عليه بالزوال وإسرائيل لاتخشى استبداله  

فرنسا تسعى لعقوبات أوروبية على الأسد وتلمح إلى "فقدانه الشرعية"

باريس, بروكسل, تل أبيب - وكالات: أعلنت فرنسا, أمس, أنها تريد إدراج اسم الرئيس بشار الأسد على لائحة الاتحاد الاوروبي التي تضم مسؤولين في النظام السوري ينوي إخضاعهم لعقوبات, وهي نقطة خلاف بين الدول الاعضاء, مؤكدة أن الحكومة التي تطلق النار على شعبها "تفقد شرعيتها".

ورداً على سؤال بشأن ادراج الرئيس السوري على لائحة الاشخاص الذين ستستهدفهم عقوبات أوروبية, قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان "فرنسا تريد ذلك".

وفي معرض رده على سؤال بشأن سورية, قال جوبيه ان "حكومة تقتل مواطنيها لأنهم يريدون التعبير عن أنفسهم من أجل إقامة ديمقراطية حقيقية تفقد شرعيتها", مضيفاً ان "استخدام حدود قصوى من العنف, كدبابات واسلحة ثقيلة ضد الشعب السوري, يستدعي منا حكما مشابها لما صدر عنا حيال موقف (العقيد الليبي معمر) القذافي".

وكلف سفراء الدول ال¯27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الجمعة الماضي خبراءهم بالعمل على صياغة العقوبات التي قد تشتمل, إضافة إلى حظر الأسلحة على تجميد أموال ومنع منح تأشيرات سفر تطال المسؤولين عن القمع. وبدأت مناقشات اولى بين الخبراء امس وأول من امس في بروكسل. وبالرغم من الاجماع على مبدأ حظر الاسلحة, بحسب ديبلوماسيين, فإن الخلاف يسود حيال العقوبات الاخرى التي قد تستهدف مسؤولين في النظام السوري.

وقال ديبلوماسي اوروبي "لا تملك جميع دول الاتحاد الاوروبي الرؤية نفسها. فالبعض يريد التحرك بقوة وسرعة والبعض الاخر يريد تحركاً تدريجياً لا يطال بشار الاسد على الفور", مضيفاً "إما ان نقدم تنازلات ونضع لائحة سريعاً, وإما ان نشكل لائحة أكبر ستستغرق وقتا اطول". من بين الدول المترددة في فرض عقوبات تبرز قبرص واليونان والبرتغال واستونيا التي تخشى عواقب على مواطنيها السبعة المخطوفين في لبنان.من جهته, قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمام البرلمان, أمس, ان بلاده تعمل مع شركائها الاوروبيين على وضع عقوبات موجهة تستهدف مسؤولين سوريين, مشيراً إلى أنها "تتضمن تجميد الأموال وحظر السفر".

بدوره, دعا وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية فيرنر هوير, أمس, إلى فرض عقوبات على النظام السوري, واصفاً طريقة تعامله مع المتظاهرين ب¯"الوحشية".

في سياق متصل, اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان نظام الأسد محكوم عليه بالزوال بسبب "القسوة" التي يقمع بها حركات الاحتجاج.

وقال باراك للقناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي "اعتقد ان الاسد يقترب من الدرجة التي سيخسر فيها شرعيته الداخلية. ان قسوته توقع المزيد من القتلى وتضعه في مأزق. كما تتضاءل فرصه للخروج منه", مضيفاً "حتى إذا اوقف (الاسد) إراقة الدماء لا اعتقد انه سيتمكن من استعادة شرعيته. ربما يتمكن من النهوض لكنه, من وجهة نظري, لن يكون الشخص نفسه, وأعتقد ان قدره يسوقه الى الانضمام لباقي زعماء الدول الذين اطاحت بهم الثورات" العربية.

وبشأن رد فعل اسرائيل, قال وزير الدفاع بحذر "لا أعتقد أن بإمكان اسرائيل ممارسة أي تأثير كان على مجرى الاحداث في سورية. ومن الأفضل ان نبقى قليلاً خارج كل ذلك".

واعتبر أنه "ليس على اسرائيل ان تفزع من امكانية استبدال الاسد, العملية التي بدأت في سائر ارجاء الشرق الاوسط واعدة جداً وتبعث آمالاً على المدى البعيد".

 

 وبشر القاتل بالقتل

 أحمد الجارالله/السياسة

طوت عملية وحدة الكوماندوس الاميركية في مدينة ابوت أباد أسطورة أسامة بن لادن الشخص, ووضعت بداية نهاية عصر الارهاب الذي كشف عن وجهه البشع في الحادي عشر من سبتمبر العام2001, عندما ضربت طائرات مدنية برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الاميركية, يومها كذب ابن لادن حين قال: ان تنظيمه ليس له علاقة بالعملية, لكن عندما أعلن الرئيس الاميركي, آنذاك, جورج بوش الحرب على أفغانستان التي كان زعيم"القاعدة" الحاكم الظل لها, وعرف العالم حقيقة من ارتكب الجريمة المروعة أعلن ابن لادن مسؤوليته عنها, وإنه استفاد من دراسته الهندسة في تحديد الطوابق التي يجب ان تضربها الطائرات في البرجين, يومذاك قال بوش :"ان الولايات المتحدة اذا لم تستطع قتل ابن لادن ستبقيه مطاردا الى الأبد" وفعلا بقي هذا الارهابي طريدا الى ان تمكنت منه قوة أميركية صغيرة وبأوامر مباشرة من باراك أوباما الذي أكد ان"الحرب هي مع الارهاب وليست مع الاسلام". العالم الاسلامي مقتنع تماما بأن الحرب هي ضد الارهاب وليست ضد الدين الحنيف الوسطي الذي قدم للعالم أروع حضارة تعتمد وحدانية الله وتكرم الانسان, وتؤمن بالسعي في الارض بسلام ومحبة من أجل كسب الرزق, ولا تعترف بالحدود ولا تدعو الى التناحر إنما دعوتها أساسها المحبة والتآلف بين كل أبناء البشر, وهي قيم لم يكن في يوم من الايام ابن لادن يعبر عنها, إنما هو شرير نشر الكراهية وأذكى الخلافات بين الاثنيات, بل إنه قتل من المسلمين السنة الذين كان يقول إنه ينتمي اليهم 15 الفا.

العالم تنفس الصعداء مع قتل رجل تبنى نظرية التمترس خلف الخيارات الارهابية لتبرير جرائمه البشعة التي يحرمها الاسلام, وكان يقتل عشرات الأنفس التي حرم الله قتلها من أجل القضاء على واحد مختلف معه بالرأي, وفي كل ذلك لم يكن يعبر عن العقيدة الاسلامية في شيء, ولا يمكن أخذ الاسلام بجريرته, وهو أمر يجب ان يقتنع به الجميع حتى لا تبقى شرذمة إرهابية خاطفة للاسلام في ظل شعارات ما أنزل الله بها من سلطان بحجة مقاتلة الكفار الذين يقاتلون الاسلام.

اسم ابن لادن أصبح من الماضي الآن, ولا يعني اذا اعتقد البعض إنه بين الحور العين في الجنة ان ذلك يعبر عن المسلمين الذين يعتبرون إنه في الدرك الأسفل من النار, الا ان الحدث في حد ذاته يجب ان يكون درسا يتعلم منه من تبقى من تنظيم القاعدة الذي بدأت شمسه بالغروب مع رحيل أب التنظيم الروحي, وستبدأ فلوله تتوارى عن الانظار لأنها باتت على يقين ان يد العدالة ستطولها عاجلا أو آجلا, بل ان هذه اليد ستطال كل الارهابيين, فالله سبحانه وتعالى بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.

 

الحكومة: عود على بدء؟

النهار/علي حماده     

تمر الايام و الاسابيع و الشهور ولبنان من دون حكومة. فيوم اسقاط حكومة سعد الحريري بمناورة أعد لها بين النظام السوري و"حزب الله"، ساد الاعتقاد ان موازين القوى في لبنان انقلبت في شكل دراماتيكي لا عودة عنه. وكم سمعنا في تلك الفترة كلاما بهذا المعنى، حتى ان جنبلاط الذي حيّد نفسه في العلن عن عملية اسقاط الحكومة، عاد واستسلم لما اعتبره انقلابا في موازين القوى على الارض وفي المنطقة، فقاد عملية اقصاء سعد الحريري عن رئاسة الحكومة بخوضه معركة تجميع أصوات كافية للاتيان بنجيب ميقاتي المرشح الحقيقي لبشار الاسد والسيد حسن نصرالله رئيسا للوزراء، وقد نجح الفريق المشار اليه في الجولة الاولى في إيصال ميقاتي الذي كان المطلوب منه "استراتيجيا " افتتاح مرحلة جديدة من تاريخ لبنان الحديث حيث السيطرة التامة على البلاد من الثنائي السوري و"حزب الله"، على ان تبدأ عملية قضم القواعد الاستقلالية في الحكم والشارع منهجياـ يومها قيل ان التالي على لائحة الاقصاء سيكون رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ثم التحول الكبير في الانتخابات النيابية سنة 2013. في ما بعد انقلب الواقعان الداخلي والعربي جذريا: تصلب الشارع السني في مواجهة فرض رجل بشار الاسد و"حزب الله" في رئاسة الحكومة، واستنفر الجمهور الاستقلالي في مناسبتي 13 آذار ثم زيارة الحريري لطرابلس، فبان ضعف ميقاتي في بيئته. ثم تصلب الموقف العربي ولا سيما الخليجي بقيادة السعودية كمرجعية عربية اسلامية يستحيل تجاوزها في عملية اختيار رئيس للحكومة. وقد رافق ذلك ما يشبه اغلاق الابواب الدولية في وجه ميقاتي، واخيرا وليس آخرا واصلت المحكمة الدولية أعمالها في شكل طبيعي وبتمويل عربي ودولي أتى ليعوض غياب لبنان. و لعل المتغيرين الاساسيين اللذين حوّلا نعمة تكليف ميقاتي نقمة، وبالتالي زادا هشاشة مواقف البعض، ان "حزب الله" تورط في أزمة البحرين ففاقم مشكلة ميقاتي وزاد العقبات في وجه التأليف، ثم اشتعل الوضع الداخلي في سوريا بحركة احتجاجية في البداية، ليتحول بعد أسابيع الى ما يشبه الثورة العارمة على نظام ستاليني.

ازاء هذه المتغيرات ما عاد من الممكن لنجيب ميقاتي الذي اختبر خلال الاسابيع الماضية خطورة "الرقص" مع "حزب الله" في موضوع البنك اللبناني الكندي، ان يشكل حكومة طبيعية تستطيع ان تفتح بوجهه مستقبلا آمنا من الناحية السياسية. فبين "حزب الله" المدرج في جميع لوائح الارهاب العالمي، والنظام السوري الذي أوغل في قتل مواطنيه العزّل بالمئات، ما عادت للحكومة العتيدة مرجعية يمكن استظلالها. وربما كان هذا هو السبب الذي جعل ميقاتي يناور في موضوع التأليف لعلمه ان حكومة يكون سندها الاقليمي بشار الاسد، والمحلي "حزب الله" ستولد ميتة. خلاصة القول: ربما كان من الاجدى بمقياتي ووليد جنبلاط ان يعودا الى موقعهما الطبيعي لأن الجمهور الاستقلالي في لبنان كان  وسيبقى قلب الشرعية.

 

"الأنباء" الكويتية تنشر وصية بـن لادن: توقع مقتله نتيجة خيانة وغدر المحيطين به

وتمنى على زوجاته عدم الزواج وأولاده ألا يعملوا في القاعدة"

المركزية- نشرت صحيفة "الأنباء" الكويتية ما قالت إنها "وصية" زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، الذي أٌعلن عن مقتله أمس في عملية للقوات الأميركية قرب العاصمة الباكستانية، مشيرة إلى أن الوصية تعود لتاريخ 14 كانون الأول 2001، أي بعد نحو 3 أشهر من تفجيرات أيلول في الولايات المتحدة الأميركية.

وأعلنت أن الوصية تقع في 4 صفحات، مكتوبة على الكمبيوتر، وموقعة بيد بن لادن. وبرز فيها توقعه أن يأتي مقتله نتيجة خيانة وغدر المحيطين به. أما أبرز ما تضمنته وصيته لزوجاته بـ"عدم الزواج من بعده"، ولأولاده بـ"عدم العمل في القاعدة والجبهة".

واعتبر بن لادن في وصيته أن "هجمات 11 ايلول كانت الضربة الثالثة من الضربات المتصاعدة التي تلقتها أميركا. أولاها عند تفجير المارينز في لبنان.

وثانيتها تفجير سفارة أميركا في نيروبي التي انطلق منها الغزو الأميركي للصومال، حيث قتل من إخواننا 31 ألفاً تحت راية الأمم المتحدة".

كما جاء في الوصية "لقد حزّ في نفسي ونفوس إخوتي المجاهدين أن رأينا أمتنا في مشارق الأرض ومغاربها تتفرج على أميركا تسوم المستضعفين من الرجال والنساء والولدان سوم العذاب، والأمة تتفرج على المشهد الدامي كمن يتفرج على فيلم للتسلية.

علة العلل في بلاء أمتنا هو خوفها من الموت في سبيل الله حتى طلبة الدين "أي طالبان" لم تصمد منهم إلا قلة قليلة، أما الباقون فاستسلموا أو فروا قبل لقاء العدو".

وأضاف بن لادن "اليوم قعدت الأمة عن نصرتنا ونصرة المخلصين من طلبة الدين الذين أقاموا أول دولة إسلامية في أفغانستان طبقت شرع الله، ويكفي على ذلك دليلاً حقد أمريكا على طلبة الدين وقوانينهم الأساسية. إنها بالتواطؤ مع عملائها في تحالف الشمال وحكومات أخرى، الذين جندوا مخابراتهم في خدمة أميركا وبريطانيا والغرب الكافر، ألغت القوانين الأساسية التي سنتها حكومة طلبة الدين، فألغت الحجاب وإرخاء اللحى وأعادت عادات التشبه بالكفار.

الأمة بعلمائها الذين يهدونها سواء السبيل، وعلتنا اليوم هي أن علماء الأمة تنكروا لرسالتهم في إرشاد الأمة، لقد بلغ ضلالهم وتضليلهم درجة لا يصدقها المسلم، فقد جاءوا إلى أفغانستان لصد علمائها عن تحطيم الأوثان البوذية، لكن علماء طلبة الدين الأفاضل ردوهم خائبين".

وتوجه إلى "شباب الأمة" بالقول: "إحرصوا على الموت توهب لكم الحياة، واستمعوا للقلة من علماء الأمة المتمسكين بالحاكمية والبراء والولاء والمعادين لمن يوالون أعداء الأمة، الذين أخذوا أفكار البشر الوضعية وعادات وانحرافات الأمم الجاهلية، مثل الاقتراض من المصارف الربوية وقوانين الجنايات والمعاملات والتأمينات العلمانية والسماح بتأسيس الأحزاب والنقابات والجمعيات النسائية والإنسانية، وجميعها بدع مرفوضة بإجماع علماء السلف والخلف".

بينما خصّ زوجاته بوصية واضحة قال فيها "جزاكم الله عني خيراً. فقد كنتن لي بعد الله سبحانه وتعالى خير سند وخير معين من أول يوم كنتن تعرفن أن الطريق مزروع بالأشواك والألغام. تركتن نعيم الأهل واخترتن بجانبي شظف العيش. كنتن زاهدات في الحياة معي فازددن فيها زهداً بعدي، ولا تفكرن في الزواج، حسبكن رعاية أبنائنا وتقديم التضحية والدعاء الصالح لهم".

ولأبنائه قال: "أما أنتم يا أبنائي، سامحوني لأني لم أعطكم إلا القليل من وقتي منذ استجبت لداعي الجهاد. لقد حملت همَّ المسلمين وهمَّ قضاياهم. لقد اخترت طريقاً محفوفاً بالأخطار وتكبدت في ذلك المشاق والمنغصات والغدر والخيانة، ولولا الخيانة لكان الحال اليوم غير الحال والمآل غير المآل. أوصيكم بتقوى الله فإنها أثمن زاد في الحياة الدنيا.

وأوصيكم بعدم العمل في القاعدة والجبهة، أسوة بما أوصى به سيدنا عمر بن الخطاب ابنه عبدالله، رضي الله عنهما. فقد نهاه عن تولي الخلافة. إن خيراً فقد أصبنا منه، وإن كانت شراً فحسب آل الخطاب ما ناله منها عمر".

وفي النهاية وقع بن لادن على الوصية باسم "أخوكم أبو عبدالله أسامة بن محمد بن لادن".

 

اعتقال 4 من أولاد بن لادن وزوجتين له

إسلام آباد - يو بي اي: أعلنت مصادر باكستانية اعتقال أربعة من أولاد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن واثنين من زوجاته. ونقلت وكالة أنباء "آري" عن المصادر أن أولاد بن لادن الاربعة والزوجتين اعتقلوا, كما اعتقل صديق مقرب من زعيم القاعدة يدعى اكبر ونقل إلى مكان لم يكشف عنه. وذكرت القناة أن حالة تأهب أمني أعلنت في أبوت آباد شمال العاصمة إسلام آباد حيث قتل بن لادن, والمناطق المحيطة بعد إعلان الولايات المتحدة عن مقتله. من جهتها, اعتبرت وزارة الخارجية الباكستانية أن مقتل بن لادن "نكسة كبرى" للمنظمات "الإرهابية" في العالم, و"يوضح عزم المجتمع الدولي, بما فيه باكستان على محاربة الإرهاب والقضاء عليه".

 

"الجماعة الاسلامية" استنكرت اغتيال بن لادن: سقوط أخلاقي جديد للولايات المتحدة

المركزية- اعتبر المكتب السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان أن "عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن سقوط أخلاقي جديد للولايات المتحدة"، وقال في بيان:" تخطئ الولايات المتحدة الأميركية مرة جديدة بتجاوزها لقواعد العدالة والقانون واغتيالها للشيخ أسامة بن لادن من دون محاكمة تحت حجة محاربة الإرهاب، كما تخطئ في التقدير وتجانب الصواب عندما تدّعي أن قتل عناصر القاعدة وطالبان هو السبيل لإنهاء العنف، أو الإرهاب حسب التعبير الأميركي، متناسية الأسباب الحقيقية التي أنتجت العنف والتطرف، ألا وهي الظلم والقهر والإحتلال ومصادرة حق الشعوب في الحرية والكرامة وتقرير المصير، وهذا ما تمارسه أمريكا مباشرة أو عبر وسطاء كالكيان الصهيوني".

أضاف البيان:" إننا مع اختلافنا مع نهج بن لادن وتنظيم القاعدة في استخدام العنف تجاه المجتمعات المدنية الآمنة خارج ساحات القتال المشروعة، إلا أننا لا نستطيع أن نبرر شريعة الغاب التي تمارسها الإدارة الأميركية، والتي كان الأجدى بها أن تسعى إلى تأمين محاكمة عادلة للرجل وفقا لمعايير العدالة التي تدّعي الدفاع عنها في كل بقاع الأرض".

ودعت الجماعة "الولايات المتحدة إلى إنهاء احتلالها للعراق وأفغانستان، والتوقف عن تدخلها في شؤون الدول الإسلامية، وعن دعمها للكيان الصهيوني الغاصب فهذا ما يمكن أن يوقف العنف والتطرف، ويعيد للولايات المتحدة صورتها أمام شعبها وأمام الشعوب الإسلامية والعربية".

مظاهرات واعتقالات في سوريا وسط انتشار للجيش ولمسلحي النظام

تلفزيون المر/يعيش الشعب السوري على وقع التظاهرات اليومية خصوصا في اسبوع فك الحصار الذي سينتهي الخميس مع اعتصامات في المدن السورية التي تستعد ليوم الجمعة المقبل من خلال التعبئة له عبر المواقع الالكترونية. اما الثلثاء من اسبوع فك الحصار هذا فبانياس عنوانه العريض. وفي مواكبة تحركات المعارضة شددت السلطات الحصار على ريف دمشق وأرسلت تعزيزات أمنية الى محيط دوما والمعضمية بحسب المعارضين الذين اكدوا ان عدد القتلى يرتفع مع وفاة اشخاص متأثرين بجروح اصيبوا بها. وسط هذه الاجواء تنشر المعارضة لواء باسماء اشخاص مفقودين لم يعرف ان كانوا خطفوا من قبل الامن وهم احياء او اموات . وفي دمشق، عمدت قوات الامن الى تفريق تجمع لـ150 امراة دعما لدرعا فيما تم اعتقال صحافية سورية وفق ما اكدت احدى المشاركات.

 

المرصد السوري: الأجهزة الأمنية تشن حملة اعتقالات واسعة في محافظة إدلب 

علن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الاثنين أن الأجهزة الأمنية في محافظة إدلب بشمال سوريا شنت حملة اعتقالات واسعة على خلفية التظاهرات التي خرجت خلال الأيام الماضية في بعض مدن المحافظة، وادان استمرارها بتنفيذ هذه السياسة على الرغم من رفع حالة الطوارئ في البلاد.

وقال المرصد ومقره بريطانيا أن الأجهزة الأمنية "نفّذت فجر اليوم حملة مداهمات في مدينة كفرنبل واعتقلت العشرات، عُرف من بينهم الصيدلي محمد مصطفى الحمادي، وعقاب ياسين الغنوم، واسماعيل الغنوم، وفراس الفشتوك، وقتيبة محمد المحمود، وصبحي محمد السلوم، ومحرز محمد السلوم، وأحمد محمد السلوم، ومأمون محمد السلوم، وفراس صادق القدو، وحسام صادق القدور، وسعد الدين محمد خطيب، وسمير الرمضان وولده، وعلي محمد الأمين، وخالد العقدة وولده، و واهب عبيدو، وعمار عبيدو، وعادل عبيدو، وفريز السعيد، وأحمد البكري، ومحمود الهزاع، وعبد الباسط الهزاع، ومحمد زعتور بن أحمد، و وائل جهاد الزعتور، وحمود جهاد الزعتور، ومحمد الأسود، وعلاء الموح، وإبراهيم الموح وصلاح بسيس".

واضاف المرصد أن الأجهزة الأمنية "شنت يوم أمس الأحد حملة واسعة من الاعتقالات في مدينة سراقب طالت 28 مواطناً من أبرزهم الشاعر مدحت قدور ونجلي المعارض السوري المعتقل محمود باريش. وفيما ادان المرصد السوري لحقوق الإنسان "استمرار السلطات الأمنية السورية بممارسة سياسة الاعتقال التعسفي على الرغم من رفع حالة الطوارئ"، كرر مطالبتها بـ "الافراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية إحتراماً لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها".

المصدر : وكالات

 

القائد العام لقوة دفاع البحرين:نصرالله و حزب الله كانوا يريدون اسقاط النظام وإقامة جمهورية إسلامية تابعة لإيران

رفض القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، تسمية المتورطين والداعين إلى الاعتصام في دوار اللؤلؤة بـ"المعارضة"، واصفاً إياهم بـ"الخونة"، مؤكداً انهم لم يبحثوا عن الإصلاح لكنهم أرادوا اسقاط النظام وإقامة جمهورية إسلامية تابعة لإيران، وطالبهم بالرحيل إلى طهران "لأننا لا يمكن أن نتعايش معهم وسيكون حسابنا لهم عسيراً". واتهم آل خليفة في حديث لصحيفة "الراي" الكويتية "حزب الله" وشخصيات كويتية "نخبوية" ومخابرات دول أجنبية بالتورط في أحداث البحرين، لافتا الى انه "كان هناك مخطط إيراني للانقلاب على الشرعية نفذته مجموعة بحرينية سلمت أمرها وقرارها إلى إيران، وناب "حزب الل" وأمينه العام السيد حسن نصرالله عن طهران في تأدية هذا الدور، لكننا تمكنا بفضل الله من تنظيف البحرين وإعادة الأمن إليها". وتعجب آل خليفة من تورط دول غربية في الأحداث من خلال سفارتها في المملكة "زودوا هؤلاء الخونة بمعلومات استخبارية وقدموا لهم دعما لوجيستيا وإعلاميا"، مؤكداً ان من يخضعون إلى المحاكمات الآن "تلقوا تدريبات في إيران ولبنان والعراق"، مشدداً على انهم سيخضعون لمحاكمات عادلة.

نفى آل خليفة مشاركة الجيش الكويتي في قوات "درع الجزيرة" المتواجدة في البحرين، مؤكداً ان هناك قوة بحرية تتولى حماية المياه الإقليمية، مستغرباً من دعم شخصيات كويتية "بارزة" وفضائيات خاصة لتلك المجموعات مادياً وسياسياً وإعلامياً، معلناً أن هناك تجارا وأصحاب نفوذ كويتيين زاروا دوار اللؤلؤة، ومدوا "الخونة" بالمال، وروجوا "لمن أراد اسقاط النظام في فضائياتهم". وأكد آل خليفة استعدادهم لمواجهة أي "عمليات استشهادية"، وقال: "رجالنا جاهزون ومدربون وسنتصدى لأي مخطط تخريبي ونهزمه"، مبينا ان لديهم معلومات عن هؤلاء الأشخاص ويستطيعون الوصول إليهم والقضاء عليهم "لكننا نخشى الله ولا تسمح لنا أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا لفعل ذلك". وثمن آل خليفة تعامل الملك حمد بن عيسى «الهادئ والحكيم» مع الأزمة، وقال: "أعطاهم الفرصة وبدأ ولي العهد الحوار معهم، لكنهم استغلوا ذلك وعاثوا في الأرض فساداً وخربوا مرافق البلاد واستكبروا وظنوا أنهم يملكون زمام الأمور وظهر ما يضمرونه للبلاد من شرور

 

فرنسا تريد ان يفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على الاسد

نهارنت/اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الثلاثاء ان فرنسا تريد ادراج الاسد على لائحة الاتحاد الاوروبي التي تضم مسؤولين في النظام السوري ينوي اخضاعهم لعقوبات.

وقال جوبيه ردا على سؤال حول ادراج الرئيس السوري على لائحة الاشخاص الذين سيستهدفهم عقوبات بسبب القمع الدامي للتظاهرات في البلاد "فرنسا تريد ذلك". وكلف سفراء الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الجمعة خبراءهم بالعمل على صياغة العقوبات. وناهيك عن حظر الاسلحة قد تشتمل تلك على تجميد اموال ومنع منح تاشيرات سفر تطال المسؤولين عن القمع. وينبغي وضع لائحة بالاشخاص المستهدفين.

 

اعتقال نائبين سابقين من المعارضة الشيعية في البحرين

نهارنت/اعتقلت السلطات البحرينية نائبين سابقين من جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في المملكة في اطار حملتها ضد المعارضين منذ قمعها للاحتجاجات في آذار الماضي، حسبما علم من مصادر في جمعية الوفاق الثلاثاء. وقال هادي الموسوي وهو نائب من جمعية الوفاق لوكالة فرانس برس انه تم اعتقال مطر مطر وجواد فيروز على التوالي من محل اقامتهما مساء الاثنين وهما نائبان من جمعية الوفاق وكان قدما استقالتهما في شباط الماضي احتجاجا على قمع المظاهرات. واوضح ان نحو عشرين مسلحا ومقنعا يرتدون ملابس مدنية اقتحموا منزل النائب فيروز في ضواحي المنامة واعتقلوه بعد ان فتشوا منزله. فيما تمّ اعتقال مطر من منزله في قرية الديح غرب المنامة، بحسب الموسوي. واضاف "ليست لدينا اية معلومات عن الحادث"، مشيرا الى ان عائلة فيروز توجهت الى مقر الشرطة للابلاغ عن اختفاءه. وتابع "لا نعرف لماذا تم توقيف هذين النائبين السابقين انه لامر مستغرب ان يتم اعتقالهم بهذه الصورة في حين كان باستطاعة السلطات استدعاءهما بصورة طبيعية". ووافق البرلمان البحريني في 29 آذار الماضي على استقالة 18 نائبا من جمعية الوفاق حيث فقدوا على اثرها حصانتهم البرلمانية. وغالبا ما انتقد مطر في وسائل الاعلام الاجنبية قمع السلطات البحرينية للمعارضة الشيعية في المملكة منذ قمع الحركة الاحتجاجية في اذار الماضي.

وشهدت البحرين حركة احتجاجات للفترة من منتصف شباط لغاية منتصف اذار الماضي. وانتقدت المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان قمع حركة الاحتجاجات في هذا البلد حيث يشكل السكان غالبية شيعية وتحكمه اسرة من الاقلية السنية. وجمعية الوفاق تمثل التيار الرئيسي وسط الشيعة، وكانت دعمت بقوة حركة الاحتجاج المطالبة بالتغيير التي انطلقت وسط شباط ووضعت السلطات حدا لها بالقوة بعد شهر. ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما العاهل البحرين حمد بن عيسى آل خليفة السبت الى احترام "الحقوق العالمية للشعب"، وذلك بعد يومين من الحكم على اربعة متظاهرين بحرينيين شيعة بالاعدام. وانتقدت واشنطن الجمعة سرعة محاكمة هؤلاء المحتجين. وقال جاكوب ساليفان مدير الادارة السياسية في وزارة الخارجية الاميركية ان واشنطن دعت البحرين على اعلى المستويات الى التحرك باتجاه "حوار سياسي شامل" لوقف الاضطرابات السياسية.

  

وزيرا خارجية ايران ومصر يبحثان في العلاقات الثنائية والملف الفلسطيني

ذكرت وسائل الاعلام الايرانية الثلاثاء ان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي تحادث هاتفيا مساء الاثنين مع نظيره المصري نبيل العربي بشأن العلاقات الثنائية والملف الفلسطيني. وبحث الوزيران، في هذا الاتصال الهاتفي الاول الذي يعلن عنه منذ تحسن العلاقات بين ايران ومصر، في "التطورات الاخيرة في العلاقات بين البلدين" بحسب موقع التلفزيون الايراني. وخلال زيارة لقطر اعرب صالحي الاثنين "عن تفاؤله لمستقبل العلاقات الايرانية-المصرية التي بدأت تتحسن تدريجيا بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك في شباط". وقال صالحي خلال مؤتمر صحافي ان "علاقاتنا مع مصر طوال 30 عاما لم تكن على مستوى سفير ونود ان ترتقي الى هذا المستوى ونرى ان التعاون بين مصر وايران سيؤدي الى تحقيق الأمن والتفاهم والاستقرار في المنطقة". ويفترض ان يلتقي العربي وصالحي للمرة الاولى الشهر المقبل على هامش قمة دول عدم الانحياز في اندونيسيا لبحث المراحل المقبلة في العلاقات الايرانية-المصرية بحسب القاهرة. كما تطرق الوزيران خلال الاتصال الهاتفي الى "موقف ايران من الاتفاقات التمهيدية حول فلسطين" حسب ما ذكر التلفزيون.

وكانت ايران رحبت باتفاق المصالحة الذي اعلنته حركتا فتح وحماس الاسبوع الماضي في القاهرة وبدور مصر للتوصل اليه. وسيتم التوقيع على اتفاق المصالحة الاربعاء في العاصمة المصرية.

 

الأسد يستنجد بجيش المهدي وحزب الله لقمع الانتفاضة الشعبية 

واشنطن / دمشق – القناة + وكالات : 3/5/2011 

  أكد النائب السابق المستقل في البرلمان السوري مأمون الحمصي, أن الرئيس بشار الأسد أستنجد بمجموعات من المرتزقة, من (حزب الله) اللبناني, و(جيش المهدي) العراقي, وبالتنسيق مع (فيلق القدس) التابع للحرس الثوري الإيراني, حيث عبرت ارتال من الباصات التي أقلت هذه المجموعات عبر وادي القرن على الحدود اللبنانية, وعبر الحدود العراقية, إلى داخل الأراضي السورية, والتحقت يغرفه العمليات التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار, للقيام بعمليات القمع الدموية, ضد المدنيين العزل.

وكشف النائب السوري السابق في حديث لمراسل  بواشنطن, النقاب عن أن المعارضة السورية تملك الأدلة القاطعة, ليس فقط من خلال شهود العيان, بل ومستندات ثبوتية, واستمارات دخول وغير ذلك, وهي في انتظار لجنة التحقيق الدولية لتزودها بكل هذه المعلومات.

وكان النائب الحمصي أصدر بيانا موجه إلى الشعب العراقي, للوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق والمعذب, الذي يرزح تحت مآسي (مجازر نظام البعث ألأسدي), حيث مئات الجثث في المشافي, دون إمكانية التعرف على هوياتها, ناهيك عن المناطق المدنية المحاصرة بالدبابات, مع منع وصول المؤن إليها, حتى من أهالي المناطق المجاورة.

وجاء في البيان الموجه للشعب العراقي: يمر إخوتكم السوريون بأصعب الظروف الإنسانية نتيجة ثورتهم السلمية من أجل نيلهم الحرية التي قابلتها الديكتاتورية’ بأبشع أنواع التوحش والإجرام فتحولت مدن سورية إلى مناطق منكوبة حيث تقتل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال بدم بارد كما تم محاصرتهم من قبل قوات النظام مانعين عنهم الدواء والغذاء وأصبحت حرب إبادة مبرمجة.

ومن المؤلم أن هذا النظام استعان بالمرتزقة لقتل شعبه فكانت البداية من قوات الحرس الثوري الإيراني المجرم من خلال القناصة وبعدها قوافل مرتزقة (حزب الله) التي انتشرت إلى جانب قوات الغدر والشبيحة بقيادة ماهر الأسد, ويوم أمس دخلت حلقة جديدة من الإجرام, حيث دخلت إلى سورية قوافل المرتزقة من العراق الشقيق وهي من (جيش المهدي), لينضموا لعصابات القتل والترويع. يا شعب العراق الحر, أوجه لكم صرخة ضمير يا من ذقتم ويلات الديكتاتورية أن تقفوا إلى جانب إخوتكم السوريون, وأنتم أعرف بمواقف هذا الشعب تجاه بلدكم الغالي.

اعتقالات وقتل في درعا

إلى ذلك، قال متحدث باسم الجيش السوري إن القوات الأمنية قتلت 10 أشخاص واعتقلت مئات الأشخاص في حملات دهم من منزل لآخر في مدينة درعا، بينما ذكرت الأنباء أن ناشطين آخرين اعتقلوا أيضا في كل من العاصمة دمشق ومدينة حمص الواقعة وسط البلاد.

كما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وحدات من الجيش تعقبت (مجموعات إرهابية) وقتلت 10 من أفرادها واعتقلت 499 منهم، بينما قُتل عنصران من القوات الأمنية خلال الحملة.

اعتقال الجوابرة

 وفي دمشق، اعتقلت قوات الأمن الاثنين عشرات الناشطين، بمن فيهم الناشطة دانة الجوابرة، والتي كانت قد اعتُقلت في السادس عشر من شهر مارس/آذار الماضي، وأطلق سراحها في السابع والعشرين منه. وقال ناشطون إن جوابرة سُمعت تصرخ قبل أن تُرغم على الصعود إلى سيارة تابعة للأمن كانت متوقفة أمام منزلها في منطقة المزة بدمشق، حيث قالت: (أنا دانة الجوابرة من درعا). وفي بلدة الرستن الواقعة في محافظة حمص، شُيِّعت جثامين 17 شخصا قتلوا خلال احتجاجات شهدتها البلدة يوم الجمعة الماضي.

وفي بلدة القامشلي، الواقعة شمال شرقي البلاد، شارك حوالي ألفي كردي في تشييع جنازة الشاب أحمد فنار مصطفى الذي تقول التقارير إنه قُتل بسبب رفضه المشاركة بأعمال القمع ضد المتظاهرين. وفي درعا، قال شهود عيان إن قوات الأمن اعتقلت عددا من الرجال في المدينة ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و40 عاما. وقال مراسل وكالة رويترز للأنباء في العاصمة الأردنية عمان عن شهود عيان من درعا قولهم إنهم شاهدوا حافلات مليئة بالمعتقلين وهم مقيدون وعيونهم معصوبة. وقال أحد المحامين من سكان درعا، والذي رفض الكشف عن اسمه: (إنهم يعتقلون كل الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما). وتأتي هذه الاعتقالات بعد أن أحكم الجيش سيطرته على المسجد العمري الذي صار مركزا للاحتجاجات المناهضة للحكومة.

موعد نهائي ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية الاثنين عن مصادر سورية قولها إن السلطات حددت يوم 15 من مايو/ أيار الجاري كموعد نهائي للأشخاص الذين ارتكبوا (أعمالا مخلة بالقانون والنظام) لكي يقوموا بتسليم أنفسهم. ووفقا لتقارير صادرة عن منظمات حقوقية وشهادات سكان درعا، فإن أكثر من 70 شخصا قتلوا في المدينة منذ يوم الجمعة الماضي. وتلقي السلطات السورية باللائمة في الاحتجاجات على (جهات خارجية وجماعات سلفية)، وتقول إن ما يقرب من 80 من رجال الأمن لقوا حتفهم خلال تلك الأحداث. وتمثل المظاهرات التي تشهدها سورية منذ 15 مارس/ آذار الماضي أكبر تحد يواجه الحكومة السورية منذ أربعة عقود. 

 

 

قيادي لبناني مقرب من سوريا: السوريون قرروا حسم الأوضاع...والأسد رفض استقبال رئيس وزراء قطر!  

ينقل عن قيادي لبناني مقرب من سوريا تأكيده ان الحكومة اللبنانية لن تتشكل قبل اتضاح مسار الاوضاع على الاراضي السورية. ويشير القيادي المذكور الى ان كل ما يحكى عن عقدة وزارة الداخلية وعن السعي الذي يقترب من ايجاد مخرج لها لا يعدوان كونهما عنوانين لا يعكسان الحقيقة التي تكمن وراء تأخير تشكيل الحكومة حتى اليوم.

ويرى القيادي المذكور في حديث لموقع "14 آذار" الإلكتروني، ان المسؤولين السوريين قرروا حسم الاوضاع نهائياً في سوريا الامر الذي يستغرق ما بين 10ايام الى اسبوعين تقريباً.

عندها يضيف هذا القيادي فان التعاطي سيختلف مع دمشق بعدما اعتقد رؤساء دول عدة بان النظام السوري سيلاقي مصيراً مشابهاً لما كانت عليه نهاية الحكام في تونس ومصر وليبيا واليمن. ويؤكد القيادي المذكور ان حسم الاوضاع لصالح النظام في سوريا سيطلق نهائياً عجلة تشكيل الحكومة في لبنان حيث من المتوقع ان تعكس التشكيلة توازن الاكثرية التي ستحصل على 20 وزيراً وسيكون لرئيس الجمهورية ميشال سليمان 3 وزراء ولرئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي 4 وزراء وسيكون للنائب وليد جنبلاط 3 وزراء.

الا ان القيادي المذكور يؤكد ان جنبلاط حسم تموضعه الى جانب المقاومة وسوريا بالتالي فان لا اهمية للكلام عن اصطفافه الى جانب الرئاستين الاولى والثالثة.

ويذهب القيادي المذكور الى حد ترجيح اختيار ضابط محايد يرضي قيادة الجيش والاكثرية وسيتم تعيينه وزيراً للداخلية. وهو يعرب عن اسفه لما وصلت اليه الامور بين الرئيس سليمان والنائب ميشال عون مؤكداً ان سليمان لم يعد وسطياً وتوافقياً وقد ثبت ذلك في الكثير من المحطات والاحداث. ويوضح القيادي ان الرئيس ميقاتي اكد له اكثر من مرة انه لا يزال على استعداده لبذل كل الجهود لتشكيل حكومته وانه ليس بوارد الاعتذار. الا ان ميقاتي يلقي باللوم وان باسلوب غير مباشر على الرئيس سليمان بقوله انه رفع اكثر من تشكيلة للرئاسة الاولى فلم توقع الاخيرة على اي منها. وحسب القيادي المذكور فان تمنع الرئاسة الاولى عن التوقيع يرتبط اكثر ما يرتبط بمفاعيل الضغوط الخارجية على لبنان وسوريا.

وهو يرى ان هذه الضغوط تجلت واضحة في المخطط الذي ترعاه دول عربية وغربية لاسقاط النظام السوري بالتالي فهو يهدف الى تعطيل الداخل اللبناني.

امام هذا الواقع الذي يعود الى مطلع العام الجاري يتابع القيادي المذكور كان قرار اسقاط حكومة الحريري ضربة معلم والا فان الدولة اللبنانية كانت لتتحول اداة لمواجهة دمشق ووسيلة لتعبئة العمل الداخلي ضد النظام السوري. ويوضح القيادي المذكور ان قطر انعطفت في مسارها الاقليمي اخيراً بفعل الضغوط السعودية عليها حتى ان المسؤولين السعوديين هددوا نظراءهم القطريين باحتلال دولتهم اذا لم "يكوعوا". ولم ينس القيادي المذكور ان يشير الى ان رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم قد طلب اكثر من مرة من الرئيس الاسد ان يقصد دمشق الا ان الاسد رفض تلبية هذا الطلب واستقبال المسؤول القطري.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

الحالة العربية.. حقائق وطموحات وأوهام

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

وليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل (المتنبي)

أيام الشباب، قبل أن يزحف الشيب إلى شعرنا أو ما تبقى منه، كنا نصدق ما نسمعه من شعارات سياسية مجلجلة، فنهتف لهذا.. ونخون ذاك. في تلك الأيام البريئة من تاريخ عالمنا العربي، خلال عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كنا نتصور أن هناك حقا مثلا عليا تستحق أن نهرع للالتحاق بالتنظيمات والأحزاب من كل شكل ولون من أجل تحقيقها. وهذه المثل ما كانت تقتصر على واجب العرب المقدس بتحرير فلسطين كمنطلق نحو الوحدة العربية الكبرى من المحيط إلى الخليج، بل اتسعت لتشمل نظرتنا إلى طبيعة «الحرب الباردة» بين الشرق والغرب.. بين طرحي الرأسمالية «الإمبريالية» الأميركية المتسربلة سربال الحرية والرقي، والاشتراكية العلمية «التحريرية» السوفياتية المرتدية مسوح العدالة الاجتماعية وإنصاف المظلومين. كانت الصورة كذلك، واضحة، قاطعة بالأسود والأبيض لا مساحات رمادية فيها، وهذا قبل عقود من «الخيار صفر» الذي طلعت به علينا لاحقا «مدرستا» جورج بوش الابن وأسامة بن لادن تحت شعار «إما معنا أو ضدنا».

كنا حينذاك على اقتناع تام بأن النضال من أجل المبادئ الكبرى يستحق التضحية بالتفاصيل الجزئية، وكذلك التضحية مؤقتا ببعض المطالب.. إذا كانت قابلة للتأجيل، انطلاقا من مقولة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».

وفعلا، كانت هذه المقولة مقبولة، وظلت كذلك طالما ظلت هناك ثقة بالقيادة التي تطرحها. غير أن هزيمة يونيو (حزيران) 1967 هزتنا وأيقظت كثيرين منا من سباتهم.

أدركنا، عند تلك النقطة، أن ثمة أخطاء ارتكبت في مكان ما. واستوعبنا يومها أن النية يمكن أن تكون صادقة والغايات نبيلة، لكن لا شك في أن القراءة كانت قاصرة لواقع العالم وميزان القوى الدولي وطبيعة العدو وتقدير الالتزامات الاستراتيجية والإقليمية والعالمية في تلك المرحلة.

عند تلك النقطة، كما أذكر جيدا، بدأت تيارات شبابية من جيلنا تسقط من حساباتها قدرة الأنظمة - مهما بلغ إخلاصها - على إنجاز التغيير المأمول، وتتجه بحماسة طفولية نحو خيار «حرب التحرير الشعبية».

في عام 1968 صارت «المقاومة الفلسطينية» المسلحة ملاذا لكل عربي – وغير عربي، كالياباني كوزو أوكاموتو – مناهض للظلم، وتحولت «الكوفيات» الحمراء والسوداء إلى موضة في كل مكان. ولم يبدل ما عرف بـ«أيلول الأسود» في الأردن خلال سبتمبر (أيلول) 1970 كثيرا في الحماسة الثورية، غير أنه أفرز واقعين اثنين على جانب من الأهمية، كما تأكد خلال العقود الثلاثة التالية، هما:

أولا، تراجع «المشروع الوحدوي الناصري» بوفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وثانيا، اكتشاف حقيقة جوهرية هي أن للأنظمة العربية أنيابا قوية عندما يأتي وقت تضطر فيه للدفاع عن وجودها، وهذا على الرغم من عجزها عن مواجهة إسرائيل.

ومن ثم تكامل هذان الواقعان مع حقيقة أن علاقة موسكو بدول المنطقة العربية كانت تكتيكية، بخلاف علاقة واشنطن «العضوية» بإسرائيل. وهذا، ما فسرته بدقة «حرب أكتوبر/ تشرين الأول» في خريف 1973، التي وصفها البعض، عن حق، بأنها كانت حرب «تحريك» لا «تحرير».. أسفرت سياسيا عن تصفية نفوذ موسكو، وجمع كل أوراق اللعبة الإقليمية في أيدي واشنطن. وهنا تجدر الإشارة إلى أن إقدام الرئيس أنور السادات قبلها على تصفية التركة الناصرية تحت عنوان ضرب «مراكز القوى» وطرد الخبراء العسكريين السوفيات كان مؤشرا مهما، وأيضا كانت مؤشرا لا يقل أهمية «الحركة التصحيحية» السورية.. التي قضى من خلالها الجناح اليميني في القيادة البعثية بقيادة الرئيس حافظ الأسد على منافسه الجناح اليساري بقيادة صلاح جديد ونور الدين الأتاسي ويوسف زعين.

في ذلك الحين، كان الرئيسان السادات والأسد على علم بميزان القوى الدولي وبعلاقة إسرائيل الاستراتيجية بواشنطن. ولكن كما قال هنري كيسنجر في حينه، إبان «حرب الاستنزاف» المعبرة عن الركود في الوضع الإقليمي، «كان لا بد من إعطاء العرب انتصارا معنويا – أي زائفا – وتكبيد إسرائيل نكسة معنوية، من أجل ترتيب أوضاع المنطقة (وفق القراءة الأميركية طبعا)».

واقع المنطقة، وبالذات، الواقع المحيط بإسرائيل، ظل على حاله حتى مطلع العام الحالي 2011. وعلى الرغم من اغتيال السادات، جاء انتقال السلطة في مصر سلسا إلى نائبه حسني مبارك، وظل الحكم في أيدي المؤسسة العسكرية حتى اليوم. وفي سوريا أيضا، ظل الحكم في أيدي المؤسسة الأمنية – العسكرية ذاتها، حتى بعد وفاة الأسد الأب وتولي ابنه الرئيس بشار الحكم من بعده. في الدولتين أثبتت الأيام أن لا وجود حقيقيا لمؤسسات حزبية، وأن الحزبين الحاكمين في القاهرة ودمشق كيانا تسلق مصلحي وانتهازي.. لا أكثر ولا أقل. فالحزب الوطني الديمقراطي انهار وتلاشى كأوراق الخريف. أما حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في دمشق - وفي بغداد حتى 2003 - فقد تحول منذ زمن بعيد إلى واجهة لحكم الطائفة والعشيرة والعائلة، وهو ما يفسر عجزه عن توحيد قطرين من أكثر الأقطار العربية تلاصقا وتراحما وتكاملا على امتداد أربعة عقود من الزمن.

إلا أن ثمة فارقا جوهريا ظهر خلال الأشهر القليلة الفائتة في تجربتي نظامي الحكم مع تحدي الشارع، هو أن الجيش في مصر أثبت أنه فوق الفئوية والعائلية، في حين بدا «السيناريو» السوري الدموي أقرب إلى تجربة ليبيا، وإلى حد ما، التجربة اليمنية. وقد يكون علينا توقع استمرار «السيناريو» الدموي هذا في ضوء الموقف الروسي الذي يعتبر وقف ما يحصل في سوريا حاليا «تدخلا في الشؤون الداخلية لبلدان ذات سيادة». بالمناسبة، هذا الموقف يصدر اليوم عن روسيا «الدولة القومية ذات المصالح القومية».. وليس عن الاتحاد السوفياتي «نصير التحرر الأممي». اليوم عند موسكو حسابات خاصة مع واشنطن لا علاقة لها مطلقا لا بسيادة الدول ولا بحقوق الإنسان.. تماما، مثل حسابات واشنطن مع موسكو. وبناء عليه، حسب الشعب السوري انتظار معرفة الثمن المدفوع والمقبوض قبل التفاؤل خيرا بما يحمله إليه الآتي من الأيام.

 

أكثر أعداء النظام السوري ضراوة!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط

ليس المتظاهرون الذين يتكاثرون في المدن والنجوع العربية السورية هم أكثر أعداء النظام السوري ضراوة، نعم هم يطالبون بالحرية وهو لا يقبل هذه المطالب وبتلك الطريقة التي ينادون بها.النظام يريد أن يقدم الإصلاحات كما يفهمها، ولأن ذلك الفهم قاصر عن فهم متغيرات العصر، فإن البديل هو الرصاص والكلام المرسل على شاشات التلفزيون. أكثر أعداء النظام السوري ضراوة هم المتحدثون باسمه، الذين يطلون على الشاشات العربية كل مساء. مجموعة من التبريرات التي لا تقنع أحدا حتى البسطاء من الناس، وأكاد أقول حتى قائليها؛ لأنها تخرج باردة منمقة لا حياة في كلماتها. النظام السوري يحتاج إلى أن يقول له أصدقاؤه، عليك بتطبيق القاعدة الذهبية، وهي أن الأدوات القديمة لا تصلح لحل المشكلات الجديدة. تحت هذا العنوان يجب أن يتوقف الناطقون عن الكلام الخشبي، فيسوقون التبريرات للقتل المنظم في شوارع المدن السورية؛ أن هناك مؤامرة خارجية ممولة من جهات معروفة للإطاحة بالنظام عن طريق التظاهر والاعتصامات! كيف يتم ذلك في نظام مثل النظام السوري به العديد من أجهزة رصد المواطنين في كل شاردة وواردة منذ زمن طويل؟! آخرون يتحدثون عن أشخاص بعينهم لهم اليد الطولى في الحشد الشعبي المتزايد! وهل يعقل أن يقوم شخص أو عدة أشخاص، مهما أوتوا من نفوذ، بحشد هذه الآلاف المؤلفة من الناس، معرضين أنفسهم للقتل، بسبب بضعة دولارات، إن كان ذلك صحيحا؟ أما الحديث عن عصابات مسلحة فذلك أغبى التبريرات، فهل ظهرت هذه العصابات فجأة، وسار خلفها الناس لأنهم يعشقون العمل مع العصابات، وهل عرضُ شخص مجهول أو اثنين على شاشة التلفاز ومحمل بالكثير من الاعترافات التي لا تقنع المشاهد اليوم في العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين بما يقوله أولئك الأشخاص المغلوبون على أمرهم، إلى آخر تلك التبريرات.

في حقيقة الأمر، إن تلك التبريرات تقدم وقودا لعدم التصديق أكثر مما تقنع المشاهد البسيط بالحجج المقدمة، وهو يرى بأم عينيه صور الجثث التي تنقلها وسائل الاتصال الحديثة، فمجرد وجود تليفون نقال اليوم يستطيع التقاط الصور، تصبح تلك الصور متاحة للعالم في التو واللحظة.

هذه التبريرات القريبة إلى السذاجة تزيد من اقتناع المتابع الفطن أن النظام السوري القائم يزيد من الحُقرة لشعبه ولعقول الآخرين في العالم.

(الحُقرة) هي حزمة من الممارسات التجاهلية، وتعني فشلا ذريعا في إدارة المجتمعات إدارة حديثة، تأخذ في الحساب الثورة التقنية التي اجتاحت العالم. أي غياب التنبؤ السياسي الذي يوائم بين متطلبات الأجيال الجديدة المنفتحة على العالم، وبين الممارسات القديمة القائمة على التخويف والتجهيل.

هذا الغياب هو الذي جعل من بن علي في تونس، ومبارك في مصر وعبد الله صالح في اليمن والقذافي في ليبيا من بعض زعامات أخرى، تتجاهل المتغيرات إلى درجة نفي أن تكون موجودة. ليس المهم أن تكون هناك ديمقراطية بمعني صناديق انتخاب ومكان يتخاطب فيه المنتخبون بأشنع الألفاظ يُسمى في فضائنا العربي برلمانا، فالبرلمانات كثيرة نسبيا، المهم أن يكون هناك قانون عقلاني سائد، وأن يحترم هذا القانون بدقة وبحزم، ويطبق على جميع شرائح الشعب. تجاهل الناس في ما أسميه بـ(الحُقرة) هو الذي جعل القذافي يطلق (أكذوبة سياسية وراء أخرى) ويصدقها، فقد اقتنع أنه لا رئيس ولا مسؤول، هو فقط قائد بل كاد أن يقول - العياذ بالله - رسول، وترك أبناءه يعيثون فسادا في كل مقدرات ليبيا. إلى درجة أنه يثير زوبعة سياسية إن مس أحد أبنائه – جراء استهتاره – في أي بلد، كما حدث في سويسرا، أو يدفع بلايين الدولارات من المال الليبي تعويضات لجرائم ليس للشعب الليبي أية يد فيها.

لذلك نجد أن أوسع تجمع ليبي مثقف هو خارج ليبيا، وأكبر تجمع إنساني مصري متعلم ومدرب، هو خارج مصر، وقد كانت الدراسات التي أجريت على شباب مصر في سنوات مبارك الأخيرة، أن أمنيتهم الغالية بعد التخرج الهجرة خارج مصر. ليس لأن مصر فقيرة، بل لأن احترام الإنسان فيها وصل إلى مرحلة لا تطاق من الدونية. الرئيس السابق حسني مبارك، لما قيل له إن الناس لم تعجبهم نتائج انتخابات مجلسي الشعب والشورى لعام 2010، وإن المعارضة تفكر بإنشاء (برلمان بديل) قال بكثير من الاستخفاف (خليهم يتسلوا)! يُشل البلد من أقصاه إلى أقصاه، إذا تحرك الرئيس من مكان إلى آخر، دون احترام لمصالح الناس، يتعطل بعضهم على الطرقات لمدة ساعات لأن الرئيس سوف يمر. تلك حُقرة للناس، وأمثلة أخرى تبين مدى استهتار القيادات بمصالح ورغبات الناس.

نصف السودان ينفصل عن شماله بسبب هذا الضعف الهائل في إدارة الدولة، وربعه الأخير (منطقة دارفور) تجري فيه حرب شبه أهلية، والنظام يتعمد (حُقرة) الأحزاب الأخرى ومطاردتها وسجن نشطائها.

في مذكراته الأخيرة التي صدرت في كتاب، ينقل لنا الإمام الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة، ورئيس وزراء سابق، قول المعارض الرئيسي في الجنوب ورئيس حكومتها سلفاكير، إنه لولا الحياء، لأقام الجنوبيون تماثيل لكل أعضاء قيادة (ثورة الإنقاذ)، حكومات البشير المتعاقبة، لأنهم الذين أقنعوا بسياساتهم - المعتمدة على الحرب والتصفية - الجنوبيين بالتوجه إلى الانفصال! وهكذا تم الانفصال بأغلبية بلغت تقريبا الإجماع! بعد حروب سقط فيها مئات الآلاف وشرد فيها تقريبا نفس العدد من البشر!

سوريا ليست استثناء، فعدد كبير من المثقفين السوريين، إما في السجون ولسنوات تطول عن سنوات عذاب أيوب، أو هم خارج سوريا، أطباء وكتاب وأساتذة ومهندسون وسياسيون كلهم هجروا بلادهم بسبب تلك الحُقرة التي فروا منها كبشر أسوياء، يؤخذ البريء في بلادهم قبل المذنب إلى السجون لبضع عشرات من السنين.

بعد أن وقفت المطبعة، بعد اختراعها، على أبواب المسلمين 300 عام، دخلت إلى بلادنا، وكانت المطبعة قد أحدثت ثورة في العالم الذي اخترعت فيه (أوروبا) كما أن اكتشاف البخار غير من العالم من جديد، إلا أن المطبعة والبخار بقيا لسنوات يراوحان أمام الشعوب العربية، اليوم وسائل الاتصال الحديثة، ما إن تخرج من مصانعها حتى تصل إلينا، وسائل الاتصال هذه لم تعد تتلكأ وأتاحت للمواطن العادي سرعة تاريخية غير مسبوقة في الاتصال، ذلك ما لم يفهمه البعض بعد. اعتقد ذلك البعض أن رفع الأسوار هو الحل والإكثار من بناء السجون أو الحلول الأمنية، في حين أن البث الفضائي يأتي من أعلى! قوة الأفكار فاقت كل قوة، والأفكار لا تستأذن في الدخول.

يقابل المواطن العربي بحقران ليس له مثيل في كل شيء تقريبا، فالكبير لا يقف على طوابير الانتظار، ولا يتفحص في وجهه الشرطي في المنافذ، كونه متهما حتى يثبت العكس ولا تحترم أقدميته في وظيفة يريدها من هو في السلطة لقريب غير مؤهل، ولا تعطى له حقوقه في المحكمة، ولا يحترم أحد خصوصيته، بل آدميته. هو مدان قبل أن يتكلم، ومتهم قبل أن ينطق! أمام كل ذلك، اقتنع المواطن العربي، أمام شعور عام وسائد بعدم الاحترام، بأن خسارة حياته لم تعد خسارة، هي خسارة في دنيا لا قيمة له فيها، لذلك لم يعد الخوف هو الرادع، فانفجرت الحناجر، وبدأ التصدع، المشكل أن هذا التصدع يزداد كلما فتح إعلامي موال فمه بالكلام الكاذب، فيزيد النظام أعداءً.

آخر الكلام: الأفكار الجديدة أول ما تولد تبقى محاصرة، وإن شبت عن الطوق لا يستطيع أحد أن يوقف انتشارها، خاصة إن جاءت في وقتها المناسب.

 

وقتل بن لادن في منزله!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

أخيرا، وبعد عشرة أعوام، بل أكثر، من المطاردة، واجه أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، قدره المحتوم.. لكن يالها من نهاية تشبه البداية بكل إثارتها، وعلى يد الأميركيين، وفي باكستان، وليس أفغانستان. قُتل من يلقبونه بـ«زعيم المجاهدين» في منزله الفخم، وليس في ساحات القتال، أو الجهاد.. مات مع زوجته وثلاثة أشخاص، على عكس من غرر بهم من شبابنا، وشباب المسلمين، الذين زفهم للموت واحدا تلو الآخر على مدى أعوام، هو ومشايخ الشر والإرهاب، من كل جنسية، بينما توارى «المجاهد» في قصرٍ قيمة أرضه مليون دولار، وخلف سورين حصينين، وإلى جانبه زوجته الصغرى! بينما شبابنا في السجون، وفي جبال اليمن، وغياهب إيران، ناهيك عمَّن قُتل منهم، هذا عدا عن الأبرياء من كل ملة وجنس، ناهيك عن العالم الذي تغير بعد هجمات «القاعدة» الإرهابية على أميركا في 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وبعد ذلك انطلق شر «القاعدة» إلى دول العالم كلها، من دون استثناء؛ حيث وصل إرهابه إلى السعودية، ولم تستثن الأماكن المقدسة، والبشر؛ حيث قُتل بأسبابه آلاف الأبرياء في كل مكان.

قطعت رؤوس الأبرياء، وغدر بالمسافرين، والأطفال والنساء، وخرج مشايخ الشر يبررون له، ويقولون إن القتلى يُبعثون على نياتهم، وذكرونا بـ«التمترس» ليبرروا شرعية عملياتهم، ناهيك عن الخسائر المالية التي لا تقدر بثمن، وأهم من ذلك كله بالطبع الإساءة إلى سمعة ديننا. لكن زعيم الشر انتهى وسط منزله، بل يبدو أنه قُتل داخل غرفة نومه، كما توحي صور المنزل بعد العملية الأميركية العسكرية.

وبالطبع، فإن مقتل بن لادن يشكل ضربة معنوية هائلة بحق «القاعدة»، ومهما فعل التنظيم اليوم للانتقام، فإن الضربة أكبر من أن يتم تجاوزها؛ فبن لادن كانت له رمزية أكثر من أي شيء آخر؛ لأن وجوده كان يمثل رمزية بطولة يغرر بها الشباب السعودي والخليجي، واليمني، وكان يعرف كيف يحصل على الأموال، سواء من التبرعات أو المتاجرة بكل شيء حتى المخدرات والألماس، وغيرهما. وجوده كان عامل جذب، وقيادة. اليوم، وبعد مقتله، ستعجز «القاعدة» عن توفير زعيم لها يحمل شخصية بن لادن، أو مشروعيته التي تشكلت طوال السنين، وبتنقل المحطات. بل إننا في عالم متغير اليوم، وتحديدا العالم العربي، ومن الصعب تكرار نموذج بن لادن، فلا أحد اليوم يستطيع أن يسيطر على الخطاب الديني ويختزله بشخص، أو شيخ، أو قائد متخفٍّ في الجحور، أو القصور، ولا التمويل بات بالسهولة التي كان عليها، والوعي العربي والإسلامي بحجم الإساءة التي طالت ديننا بات كبيرا.

ملخص القول: إن نهاية أسامة بن لادن جاءت طبيعية، ومتوقَّعة، لكنها رسالة للعقلاء، وكذلك للمحرضين، بأن من غرر بأبنائهم وقذف بهم إلى الجحيم لم يُقتل في ساحة الوغى، بل وسط منزله الفخم، حيث يختفي مع زوجته، بينما أبناء الناس يُقتلون في مناطق النزاعات، أو أنهم مشردون في الجبال، أو ملقون في غياهب السجون. وبكل تأكيد، العالم اليوم أفضل كثيرا بعد مقتل إرهابي شيمته الغدر بدينه وأهله والعالم.

 

الراعي: نصلي من أجل رئيس الجمهورية ومعاونيه

بيروت - «الحياة»

قابل البطريرك الماروني بشارة الراعي الموجود في روما، الرئيسَ الايطالي جورجيو نابوليتانو ووزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني. وكان الراعي تراس صلاة شكر في كنيسة مار مارون في الوكالة البطريركية في روما، جرى خلاله تدشين القسم الداخلي الجديد للكنيسة الذي تبرع به عضو المؤسسة المارونية للانتشار سركيس سركيس، في حضور زوجة رئيس الجمهورية وفاء سليمان، التي شاركت الى جانب الراعي في حفلة تطويب البابا يوحنا بولس الثاني الاحد الماضي في الفاتيكان.

وألقى الراعي عظة قال فيها: «لا يمكن بعد موت المسيح وقيامته ان نفصل بين الصليب والقيامة، وهذا ما نختبره في لبنان وشرقنا الحبيب، في ما يعيش من آلام نود ان تكون كلها آلام مخاض من أجل حياة جديدة».

وقال الراعي: «نصلي من اجل لبنان، الذي قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني إنه أكبر من وطن، إنه رسالة ونموذج للشرق والغرب في ميثاقه وصيغته، وقال لنا يوماً عند ختام «السينودس من أجل لبنان»: انظروا، لبنان بلد صغير جداً لكنه صاحب رسالة كبيرة، لذلك نصلي من اجل لبنان ومن اجل فخامة الرئيس (الجمهورية) وكل معاونيه لكي ينعم لبنان بسلام وازدهار ويواصل رسالته في الأسرة العربية والدولية ومن اجل نهاية الأزمة في لبنان، ازمة تأليف الحكومة، ونحن نلتمس شفاعة الطوباوي الجديد الذي خص لبنان بسينودس من اجله ومن اجل رسالته، كما نصلي من اجل بلداننا العربية التي تعيش آلام مخاض متنوعة وكبيرة، ولا ندرك الى اين ستصل وكيف ستنتهي. ولكن هذا البابا الكبير الذي صلى وزار هذه المنطقة من العالم، والذي خصها بسينودس من اجل آسيا ايضاً، نحن نستشفعه اليوم لكي تبلغ آلام بلداننا وتكون آلام مخاض تبلغ الى حياة جديدة».

وأضاف: «اختبرنا في لبنان أن آلامنا أفضت دوماً الى حياة جديدة، ومن منا ينسى ان كل مرة كان يبلغ لبنان شفير الهاوية كانت يد خفية تنتشله، يد العناية الآلهية، كيف لا ولنا اليوم شفيع كبير هو الذي اختبر معنى الالم». وتحدث الراعي عن مراحل حياة الطوباوي الجديد، وقال: «نستطيع ان نقول اننا محظوظون في لبنان وهذا الشرق أن نتألم، لأنه من دون الالم لا ولادة جديدة، وكم نحن في حاجة لأن نجدد هذا الايمان اليوم وان نسير برجاء القيامة نحو وطن متجدد في انسانه ونظامه وشعبه وتطلعاته، وكم هذا الشرق بحاجة الى مثل هذا الايمان. لذلك نحن نصلي لهذه الغاية ونحمل في صلاتنا كل المتألمين والمعوَّقين والمظلومين والمستعبَدين والمستصغَرين، وما أكثر آلام البشر، أكانت فوق الارض أم في أقبية التعذيب، هؤلاء اليوم واعدون، لأنه عيد الرحمة الالهية والاحد الجديد الذي بدأ زمن جديد مع المسيح، زمن الصليب والقيامة والمحبة التي لا تعرف حدوداً».

 

"ويكيليكس": ميقاتي يصف "حزب الله" بورم سرطاني وعون "مجنون".. جنبلاط يرى شخصية سليمان ضعيفة.. وعون لا يرى أي تبرير لبقاء "حزب الله" مسلحاً 

كشفت صحيفة "الجمهورية" نقلاً عن وثيقة سرية من ويكيليكس رقم 3053 – باريس 05 في تاريخ 4 أيار 2005، ان النائب ميشال عون قال انه "قابل في باريس مبعوثَين من قبل الرئيس اللبناني السابق إميل لحود، هما نجله إميل وكريم بقرادوني وهو عميل لحود السياسي السري منذ زمن طويل". وقال انه توصل مع هذين المبعوثين الى اتفاق يضمن إسقاط التهم القضائية المعلقة الموجهة الى عون، والتي أقيمت ضده من قبل الحكومة الموالية لسوريا في الفترة التي شنّ فيها "حرب التحرير" الى السوريين.

• وفي وثيقة سرية تحمل الرقم باريس 002944 29 نيسان 2005 وصادرة في (اجتماع عون مع بارنييه في التاسع والعشرين من نيسان)، وصف جان فرنسوا تيبولت المسؤول عن ملف شمال إفريقيا والشرق الأوسط آنذاك عون بانه بدا عجوزا وبعيدا عن الوقائع اللبنانية القائمة، معتقدا انه "ديغول لبنان".

• وفي وثيقة سرية أخرى تحمل الرقم 03 باريس 002162 في 31 آذار 2005، ولدى مقابلة عون أليكس وولف، صعد عون من لهجته في حديثه عن "حزب الله" قائلا: "لم يعد من تبرير لبقاء حزب الله مسلحاً بعد الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، بما أن الخطر الإسرائيلي ومسألة مزارع شبعا ليسا سوى أعذار يستخدمها "حزب الله".

وأضاف عون ان التأثير الإيراني والسوري في "حزب الله" يبقيان عملا خارجيا مهما يؤدي الى اتباع نمط أكثر تشددا من قبل "حزب الله" نظراً الى علاقات السوريين به، وقال ان سقوط نظام الأسد في سوريا مع احتمال وصول حكومة سنية هو القادر على تغيير كل شيء بما فيه وقف الدعم السوري لـ "حزب الله".

• وفي وثيقة سرية تحمل الرقم 02 باريس 000651 عبر مسؤولون فرنسيون عن قلقهم تجاه سعي سوريا الى تسهيل عودة عون الى لبنان بهدف كسر المعارضة أكثر. غير أن مصادر رئاسية بدت مطمئنة الى أن عودة عون ستكون للعمل مع المعارضة على رغم تاريخ عون في تأدية دور مزعزع للإستقرار في لبنان.

• وفي وثيقة سرية صادرة من السفارة الأميركية تحت الرقم: 06beirut2705، في 19-8-2006، قال النائب وليد جنبلاط: "لا نحتاج الآن الى ديمقراطية، نحن في حاجة الى المال". وتابع متذمرا من ان سعد الحريري زوده مليون دولار الأسبوع الماضي، واصفاً هذه الأموال بـ "لا شيء" وقال: "أستطيع صرف هذه الأموال في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر".

وقال جنبلاط: "المشكلة الكبرى هي سعد. ما عساي أن أفعل".

وفي وثيقة أخرى صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت، 1366 بيروت 08، بتاريخ 17-9-2008 تحت الرقم 107226، أشار جنبلاط الى أن الرئيس الراحل رفيق الحريري كان يفضل مقابلة "الجدير بالثقة" أمين عام الحزب حسن نصرالله على أن يلتقي رئيس البرلمان نبيه بري الذي وصفه حرفياً بأنه "كذاب كبير".

وبعدما اتهم جنبلاط "حزب الله" بقيادة تدخل مدروس في الهيكلية العسكرية اللبنانية، وأضاف ان سليمان "رجل لائق" لكنه "شخصية ضعيفة محاطة بموالين للنظام السوري.

• وفي وثيقة سرية أخرى صادرة عن السفارة الأميركة في بيروت تحت الرقم 001773 بيروت 03، في تاريخ 1-12-2008، وصف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي "حزب الله" في 18 كانون الأول 2007 بأنه "ورم سرطاني" داعياً الى إزالة الدويلة التي يقيمها هذا الحزب من أجل الحفاظ على لبنان.

وقال ميقاتي ان لبنان لا يستطيع ان يستمر في ظل دويلة "حزب الله"، موضحاً أنه، وبغض النظر عن آرائه الشخصية فيه، يتوقع ان يجر لبنان الى "نهاية حزينة"، واصفاً إياه بأنه يشبه الورم السرطاني الذي يجب "إزالته سواء كان ورماً حميدا أو خبيثا".

ولاحظ ميقاتي ان العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا هي علاقة تجميلية، لكنه دعا على علاقات أفضل معها من أجل احتواء "حزب الله".

وأشار في هذا السياق الى أن هدف "حزب الله" الأساسي هو إقامة قاعدة عسكرية إيرانية على البحر الأبيض المتوسط تنطلق منها ايران نحو الغرب.

وشدد ميقاتي على انه سيرفض منصب رئاسة الوزراء في ظل هذه الظروف لأنه لا يمثل السنة، مشيراً بذلك الى حكومتي الرئيسين سليم الحص وعمر كرامي غير الناجحتين. وأوضح ان تولي منصب رئيس الوزراء من دون دعم السنة سينتهي دائماً الى فشل قائلاً: "أنا لست مستعدا لأن أفشل".

ووافق ميقاتي على ان السلام مع إسرائيل سيكون "نهاية سعيدة"، لكنه يتساءل: "هل تقدم سوريا على إبرام اتفاق "من دون إذن من إيران"؟

وختم التقرير بالقول: "لقد قدم ميقاتي نفسه على انه عدو لحزب الله، في وقت يتطلع الى فرص محتملة للعودة الى رئاسة الوزراء".

• وفي وثيقة سرية صادرة عن السفارة الأميركية في 1-11-2007 تحت الرقم 07beirut1712 و128259 وصف الرئيس المكلف نجيب ميقاتي النائب ميشال عون بأنه "رجل مجنون".

• وفي وثيقة سرية أخرى تحمل الرقم 07beirut1149 صادرة في 30-7-2007، كرر الرئيس ميقاتي التقليل من فرص عون للوصول الى رئاسة الجمهورية قائلاً ان أحداً لا يأخذ هذا الرجل على "محمل الجد".

وأوضح ان عون يعتبر خصما للسنة وشخصية تشتري أصواتا وتبيعها، كما انه شخصية لا يمكن التكهن بأعمالها.

وقال ان عون "نكتة" و "شخصية مضحكة"، وهو موجود نتيجة الألعاب السياسية المتداولة في البلاد.

المصدر : الجمهورية

 

حمادة: عندما يلتقي الإنقلاب على سلاح الدولة مع الإنقلاب على رئيس الدولة لا يعود السكوت جائزاً 

إعتبر النائب مروان حمادة أنه عندما يلتقي الإنقلاب على سلاح الدولة مع الإنقلاب على رئيس الدولة لا يعود السكوت جائزاً. وتمنى على قائد الجيش العماد جان قهوجي عدم إقحام نفسه في مناورة سياسية لإستهدافه وإستهداف المؤسسة العسكرية، معتبرا عميد في الخدمة الفعلية كي يتبوأ منصباً فوق قيادة الجيش أمر غير معهود وغير مقبول.

وأهاب النائب حمادة بالرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي تحمل مسؤولياتهما وتشكيل حكومة إنقاذ وطني على قاعدة التنفيذ الحرفي لوثيقة الوفاق الوطني وكل قرارات الشرعية الدولية وعودة حزب الله الى الدولة بشروط الدولة.

 

 

حجة الجنرال الواهية انسحبت من الرهان.. والمطلوب انعاش لذاكرة البعض 

باتريسيا متى

"قراري ليس للمناورة.. لا عودة عن قراري.. لأنني لم ولن أسعى يوماً الى أي منصب وزاري".. إنها العبارة التي أعلن فيها وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود عدم رغبته بالعودة الى الصنائع مجدداً رامياً بهذا الموقف عن كاهله مسؤولية التأخر بتشكيل الحكومة ورمي البلاد في مأزق الفراغ الحكومي بشكل نهائي، لأن من يستمع الى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون والى الحجج الواهية التي التي يتلطى ورائها محاولاً اخفاء شهوته للسلطة لاعتقد أن فعلا حقيبة الداخلية هي المطلب الوحيد له والدستوري بحسب تعبيره.. متناسياً شرطه باخلاء سبيل العميد المتقاعد فايز كرم مقابل التخلي عن هذه الحقيبة..

العماد عون يصعد في خطاباته النارية ويتسابق نوابه في التهجم على موقعي الرئاسة الأولى والثالثة في متهمين إياهما بتعطيل البلاد وعدم تشكيل الحكومة في محاولة منهم لرمي الكرة في ملعب الرئيس المكلف قبل أن يبادر عون الى اطلاق الورقة الأخيرة التي بيده وهي توجيه أمره للرئيس المكلف مطالبا اياه بالاعتذار وترك المهمة لمن يستطيع القيام بها..

أما هجومه على فخامة رئيس الجمهورية واتهامه إياه بالتعطيل فقد بات متخذاً منحى آخر يتخطى فيه حقيبة الداخلية والاستيزال ليسجل عون انتصاراً شخصياً على رئيس الجمهورية.. عله يشفي غليله من عدم قدرته الوصول الى كرسي بعبدا باصراره على إظهار الرئيس سليمان الحلقة الأضعف في مسلسل التشكيل الذي بات يشكل مصدر قرف للبنانييون..

إن صمود الرئيس المكلف وعناده وعدم قبوله الانجرار وراء مصالح طرف كلفه للحكومة يجعل فريق الثامن من آذار وتحديداً عون في حالة ترحم على الفترة التي كلف بها الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة، لأن الأخير التفاوض معه ممكن جدا أن يوصل الى وفاق وحكومة تنقذ البلاد.. أما الرئيس المكلف الحالي فلن يستطيع الوفاق بين الوضع الداخلي الاقليمي والتزامه تجاه من أوصله الى كرسي الرئاسة الثالثة للمرة الثانية ومن حضر معهم اجتماع دار الافتاء ملتزماً بثوابت بات صعباً الهروب من قيودها، بالاضافة الى الوضع الاقليمي الذي لا يشجع الجيران على الضغط لتشكيل حكومة أمر واقع.. فهو لن يستطيع جمع كل تلك الظروف واحتواء الأزمة بحكومة تنقذ البلاد..

فالمراوحة مستمرة ولا شيء في الأفق ينذر بأن الفرج قادم وأن الحكومة قد تتشكل في وقت قريب خاصة وأن خط الرابية- حارة حريك مقفل في الفترة الأخيرة وصاحب المونة على جنرال الرابية منكفئ عن التصريح وعن استعمال النفوذ والقدرات الاقناعية ليتنازل الجنرال عن مطالبه الشبه تعجيزية".

استقبل لبنان هذا الأسبوع بموقف الوزير بارود الرافض لأي مساومة والرافض أن يكون من الآن وصاعدا مكسر عصا من قبل منطق العلم والخبر المسيطر على بعض أفرقاء الوطن... والوطن ما زال تائها في عواصف تشنج الأوضاع الاقليمية و قدرة الرئيس المكلف على الخروج من الدوامة التي أدخل نفسه بها..

وفي انتظار الحل الذي لن يهبط من السماء أبداً.. بل قد يهبط من تبلور مصير الجيران ومن انعاش للذاكرة لبعض اللبنانيين علهم يتذكرون أن فخامة رئيس الجمهورية هو رئيس لكل لبنان ورأس الهرم اللبناني وليس أداة للتعطيل وورقة يمكن استخدامها في اللحظة الأخيرة واتهامها بالتعطيل، اذا لم تنل المواقف رضا البعض ولم تجر الرياح بما تشتهي السفن..

والى حين تبلور الظروف الاقليمية وانقضاء الأيام التي ستبين عن جرأة البعض في فرض حكومة أمر واقع وضرب الشروط عرض الحائط وقدرة صاحب الصلاحية الحكم بقبضة من حديد على بلد تعب من السيطرة الحديدية ووصايتها.. لا يمكن للبنانيين سوى الصبر عل هذه المرة يكون الصبر فعلاً مفتاحاً للرضا.. بحكومة أمر واقع يتعاون عيلها الرئيسين المكلف والجمهورية تنقذ البلاد ولو بنسبة ضئيلة من الأزمة التي تتخبط بها..

موقع 14 آذار

 

 سليمان: ليكن القضاء على بن لادن مدخلاً للضغط على إسرائيل وفرض حل شامل للمنطقة 

رئيس الجمهورية التقى وزيرة داخلية لاتفيا والبديوي وعجمي ووفداً من بيت مري

  رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن محاربة الارهاب ومحاسبة المسؤولين عنه هما جهد دولي مشترك، لافتا الى أن لبنان منخرط في هذا الجهد على أراضيه وفقا لمفهوم الجامعة العربية للارهاب، ودفع ثمنا باهظا من حياة شبابه وجنوده في مواجهة الاعتداءات الارهابية، ومن خلال تعاونه مع الدول العربية والامم المتحدة، وهو يأمل في أن يكون القضاء على زعيم تنظيم القاعدة الارهابي مدخلاً الى العبور الى مرحلة العمل الجدي لتبديد الالتباسات بين واجب رفع الظلم وإحقاق العدالة في الشرق وواجب محاربة الارهاب، وكذلك الدفع باتجاه الضغط على إسرائيل وفرض حل شامل لأزمة الشرق الاوسط وقضية فلسطين وتعزيز فرص الحوار العميق بين الحضارات والثقافات والاديان.

وزيرة داخلية لاتفيا

وفي نشاطه، استقبل الرئيس سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، وزيرة داخلية لاتفيا ليندا مورنيس مع وفد، وتناول اللقاء العلاقات بين البلدين والتعاون الثنائي وتعزيزه في شتى المجالات وخصوصاً على مستوى التبادل التجاري.

السفير المصري

وتسلم رئيس الجمهورية رسالة من القيادة المصرية نقلها اليه السفير المصري لدى لبنان أحمد فؤاد البديوي، وتتناول موضوع منصب الامين العام لجامعة الدول العربية خلفاً للأمين العام عمرو موسى الذي تنتهي ولايته في أيار الجاري. وكان اللقاء مناسبة لعرض العلاقات بين البلدين.

السفير في ساحل العاج

وكان الرئيس سليمان اطلع من سفير لبنان لدى ساحل العاج علي عجمي على مسار التطورات وأوضاع الجالية اللبنانية هناك، بعد انتهاء الصراع السياسي وتسلم وتارا الحكم وبدء عودة الامور الى طبيعتها.

مهرجانات دير القلعة

وزار بعبدا وفد من بلدة بيت مري وبلديتها لإطلاع رئيس الجمهورية على إعادة اطلاق مهرجانات دير القلعة هذا العام بعد توقف بضعة سنوات.

 

هل يضحي المعسكر الاستئصالي ببشار؟ 

غسان الإمام/االشرق الأوسط

 لا أدري من أين أبدأ مع نظام بشار. دعني أبدأ من حيث انتهى: كانت مطالب الانتفاضة السلمية، في غاية البساطة. مجرد مطالب إصلاحية في بنية الإدارة الحكومية، وفي تعاملها مع القضايا الشائكة. كالبطالة. الفساد. المحاباة. احترام كرامة المواطن، من دون تعال عليه، وإنكار حريته.

مع مجابهتها بالقمع. بالقتل. بالاعتقال. بالإهانة، صعدت الانتفاضة المطالب من الإصلاح الجزئي إلى التغيير الشامل، تحت شعار «إسقاط النظام». كان السوريون قد فقدوا الأمل في الإصلاح، منذ عهد الأب الراحل. علقوا الأمل على الابن الشاب النشيط. المتحفز. المتحمس. بعد إهراق الدماء، فقد الابن في رؤيتهم شرعيته. فلم يعد لديهم الشاب الذي كان.

لماذا «احترقت» شعبية بشار وشرعيته بهذه السرعة؟ هل هو حقا مشارك في القمع، ليتحمل صامتا المسؤولية عنه؟ أم هل القمع فرض عليه، ليتحمل صاغرا المسؤولية عن ممارسيه؟! هل هؤلاء القمعيون خارج سلطته وإمرته؟ هل يمارسون القمع مضحين به؟ هل يحرجونه عمدا ليخرجوه؟ ليستغنوا عنه، من دون أن يكون لديهم بديل جاهز مصقول مثله؟ أم هم يقدمون مصالحهم ومصالح الطائفة في بقاء النظام، على بقاء بشار وحكم العائلة؟

السياسي المحترف قادر على إصدار أحكام مطلقة، وفق هواه ومصالحه الضيقة. الصحافي الأمين مع نفسه وقارئه لا يصدر أحكاما. قد يكتفي بأن يبدي رأيا. أو يتبنى موقفا. من هنا، بعد قراءتي لبشار ونظامه، أترك الحكم لقارئ «الشرق الأوسط»، كعادتي معه.

في نظام سلطوي مغلق، تنعدم فيه مؤسسات المجتمع المدني الحقيقية والمستقلة (القضاء. البرلمان. الأحزاب. النقابات. الصحافة. الثقافة. الحوار...)، تصبح مراكز القوة الظاهرة والخفية بديلة لهذه المؤسسات الشفافة. وهي في قربها وبعدها عن مركز القرار وصانعه، تغدو لغزا صعبا على الفهم والتحليل، لا سيما لدى المعلقين ومراكز البحوث في الخارج.

بات معروفا أن الطائفة العلوية هي مركز القوة الحقيقية في النظام المهيمن على الدولة والمجتمع. لكن ليس معروفا أن هذا المركز هو في الواقع عدة قوى. وأجنحة.

ومعسكرات متحالفة. متهادنة. متناحرة. تجمعها المصلحة المشتركة في بقاء النظام. وتستميت في الدفاع عنه، فيما يفرقها النزاع بينها على المواقع. الاحتكارات. السلطات. الامتيازات (الغنائم).

الحزب. الحكومة. الجبهة «التقدمية». البرلمان... أردية هشة تغطي حكومة طائفية خفية، في غاية السرية، تتحكم بالنظام، وبسياساته وتوجهاته الداخلية والخارجية.

هذه الحكومة تضم مراكز القوة مجتمعة. هناك المرجعية الدينية المؤلفة من مشايخ المذهب، ووجهاء وأعيان الطائفة وعشائرها. هناك الجيش بفرقه المدرعة بقيادة ضباط الطائفة. هناك الميليشيا العسكرية (الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة) بقيادة ابن العائلة ماهر شقيق الرئيس. ثم هناك الأجهزة الأمنية المدنية التي باتت عصب النظام. فقد حيدت الجيش (الرديف العسكري والاحتياطي للنظام). وهيمنت على الحزب. والإدارة الحكومية. والحياة الاجتماعية.

في التعامل القمعي مع الانتفاضة، بدت مراكز القوة هذه، كجناح أو معسكر استئصالي. هذا المعسكر يرى دائما أن أية مواجهة مع الشعب، هي بمثابة المعركة الأولى والأخيرة التي يجب أن يكسبها المعسكر. الرؤية المستترة هي «نحن وهم». أي الطائفة في جهة. وفي الضفة المقابلة، الشعب بأغلبيته الدينية، وأقلياته الطائفية والعرقية.

للأمانة مع الحقيقة، أقول إن هناك استثناءات، حتى في المعسكر الاستئصالي. هناك من يرى الاكتفاء بالقمع الفردي. وتقديم «تنازلات». هناك من يصر على ممارسة القمع الجماعي لإخماد الانتفاضة. بالإبادة. تماما كمجزرة حماه (1982).

بل هناك داخل الطائفة، أفراد ومجموعات. مثقفون. موظفون. شباب... تجاوزوا الخوف، ليعتبروا أنفسهم منتسبين إلى شعب جريح ومهان. هناك علويون يرون بذخ ورفاهية علويين استفادوا. اغتنوا. هؤلاء الفقراء يتساءلون: إذا لم نستفد من نظام محسوب علينا، فمن أي نظام، وفي أي عصر سنستفيد؟

بالنسبة لبشار، فقد كشف التعامل القمعي مع الانتفاضة، عن فرز وتوزيع للسلطات والصلاحيات داخل النظام. بدا بشار مسيطرا على الإدارة المدنية. الحكومة. الحزب. المجتمع. الاقتصاد. صناعة القرار السياسي والخارجي، فيما الجناح الاستئصالي قادر على استخدام الجيش والأجندة الأمنية المدنية.

تجاوزت الطائفة والعائلة قرار ابنها الرئيس، بإلغاء حالة الطوارئ. بالإفراج عن المعتقلين. بتجريد الشرطة من السلاح. أمر بعدم إطلاق النار على المتظاهرين. أخيرا، أنزل الجناح الاستئصالي الرديف الاحتياطي (الجيش) لحصار وتجويع المدن، واستعان بالميليشيا الطائفية والعسكرية (الشبيحة)، بملابس سوداء، لقنص المدنيين والعسكريين في ساحة الصدام. ثم تشييعهم باحترام، مدعيا «استشهادهم» على أيدي «عصابات مسلحة» يعجز بشار عن ملاحقتها.

وهكذا، سواء كان بشار معارضا للجناح الاستئصالي، أو مسايرا له. ومتفقا معه، فهو بالنسبة للانتفاضة المسؤول الوحيد، عما جرى لها من قمع. وقتل. أيا كان موقف بشار الحقيقي، فقد بات في موقع الإحراج أمام شعبه، لعدم وفائه بوعوده وإصلاحاته. ثم في قفص الاتهام أمام الجناح الاستئصالي، بأنه في تقديمه «تنازلات» للانتفاضة، فهو يغرق نفسه، مع إغراقه مركب الطائفة.

في حديثي الطويل مع بشار. هنا في باريس، قبيل وفاة أبيه (2000)، وفي إنصاتي إلى كثيرين قابلوه. عرفوه. عارضوه. أو أيدوه، أسمح لنفسي بأن أقول إن هذا الشاب (النشيط. المنضبط. كما وصفه أبوه) حسن النية تجاه مجتمعه وأمته. الأخ بشار ليس الأخ معمر. علته في كونه ابن أبيه. وابن طائفته. وفي كونه بلا ماض عسكري (يحمل رتبة فريق). ثم في قدرته الفذة على أن يتكلم كثيرا، من دون أن يقول شيئا. فقد أتقن لغة الحزب الخشبية.

بشار مجموعة تناقضات (Dr. Jekyll and Mr. Hyde). لا شك أن الانتفاضة كانت درسا بليغا: لا يمكن بناء زعامة بالتباهي بنجاحات دبلوماسية وهمية. وعلى تحالفات مصلحية مع أنظمة وتنظيمات إقليمية، من دون بناء قاعدة شعبية عريضة. ومتماسكة في الداخل.

إذا نجا بشار من انتفاضة تحاول إسقاطه. ومن معسكر استئصالي يحاول إحراجه، فهل هو قادر على التجديد لنفسه مرة ثالثة (2014)؟ تأخر بشار كثيرا. تكلم عن الإصلاح. ثم قدم لمسات تجميلية تحت ضغط انتفاضة سلمية. ارتكب أخطاء. زاوج حكم الطائفة بحكم العائلة. الفساد. آه! «مصيبة المصائب» في رأيه. ثم تركه لبطانة عائلية وطائفية، تعيث فسادا مع تحالفات بورجوازية لا تعي دينامية ليبرالية، ربما كانت قادرة على صنع طبقة وسطى مزدهرة.

ما زالت في الضمير والوعي أحاديث عن سوريا لم تنته. في الثلاثاء المقبل، حديث عن طائفة احتلت جيشا، فعجز عن تحرير سوريا من الاحتلال. وها هو يحاول أن يحتل شعبا أبيا بقوة الحديد والنار!

 

 8 آذار: سليمان يعطّل التشكيل بناء على طلب أميركي

اسعد بشارة/الجمهورية

إذا كان "حزب الله" وحلفاؤه قد نجحوا فعلا في ممارسة الضغوط على الرئيس المكلَّف نجيب ميقاتي كي يبتعد، ولو لمسافة قليلة، عن حليفه الموضوعي رئيس الجمهورية، فإنّ هذا النجاح لم يؤدِّ إلى تحييد ميقاتي فقط، بل حقق هدفا غاليا لدى الأكثرية الجديدة، وهو محاصرة الرئيس سليمان وشلّ قدرته على الحركة، وإبقاؤه وحيدا في المواجهة.

ولعلّ الخطوة التكتيكية التي قام بها الرئيس سليمان في اليومين الماضيين، بالطلب إلى الوزير زياد بارود الاستقالة الموقتة من مشهد المأزق الحكومي، لن تكون كافية لامتلاك هامش مناورة أوسع يكفي للدفاع عن حقوق الرئاسة وصلاحياتها والأعراف والمكاسب التي نالتها بعد اتفاق الدوحة.

بكل وضوح، نجح العماد عون و"حزب الله" في إحراج الرئيس سليمان ووضعه في خانة الدفاع عن النفس، إذ اضطر، وللمرة الأولى، أن يرفض من دون لبس تسمية أحد الضبّاط الذين طرحوا لوزارة الداخلية، وبالتالي كسب العماد عون أمام "حزب الله" صورة جديدة، إذ تمكّن من نقل مشهد العرقلة من الرابية إلى قصر بعبدا، من دون أن يدفع من جيبه أي ثمن، وانتقلت المواجهة، على الأقلّ في صورتها الإعلامية، من شد حبال بين جنرال يريد ممارسة دور الرئيس ورئيس لا يطمح إلى تأدية دور الزعيم، إلى مبارزة مفتوحة الاحتمالات بين "حزب الله" الساعي إلى تمهيد الطريق أمام حقبته الجديدة، ورئيس يقاوم بما تيسّر له من إمكانات في حصنه الأخير.

وبعد المناورة الأخيرة المتبادلة في وزارة الداخلية، دخل جميع اللاعبين في مرحلة جديدة، فاستمرار المراوحة والضبابية في التشكيل لم يعد ممكنا أن يستمر، والمؤشرات تدل إلى أنّ "حزب الله" وحلفاءه سوف يسعون إلى تغيير قواعد اللعبة، في اتجاه التركيز على أنّ رئيس الجمهورية هو الطرف المعرقل لتشكيل الحكومة، مع ما يعنيه ذلك من إمكان للعب أوراق الضغط، وهي أوراق تراوح بين خيارات عدّة، ويمكن أن تنفَّذ بأساليب مختلفة.

وإذا صحّت المعلومات عن موقف الرئيس سليمان الذي لا يتوقّف في رفضه الحل الذي طرح عليه على موضوع الداخلية فقط، بل على كامل التشكيلة الحكومية أيضا، فإن الرئيس سليمان يكون قد عبّر، وربما للمرة الأولى، بكل وضوح عن رفضه كل حقبة ما بعد إسقاط حكومة الحريري وما تبعها من نتائج. وهو عندما يرفض صيغة تخيّره بين أسماء محدّدة ليختار منها اسما للداخلية، وعندما يطلب بوضوح من الرئيس المكلّف أن يتجاوز موضوع الداخلية ليأتي بكامل التشكيلة الحكومية قبل إبداء الرأي فيها بين الموافقة أو الرفض، فهو يكون قد عبّر مباشرة عن نيّته في عدم التسليم بالعرف الذي فُرض عليه منذ التشكيل، هذا العرف الذي يهدف، في نهاية المطاف، إلى حصر دور رئيس الجمهورية بإمساكه قلم توقيع مرسوم حكومة لا يعطى فيها حق إبداء الرأي، وينافس فيها على الوزارات الأساسية التي تكفل دوره، في منع الجنوح أمنيا وإداريا ووطنيا نحو اللون الواحد، والمقصود هنا وزارة الداخلية التي إذا ما خرجت، ولو بنسبة خمسين في المئة عن مراقبة الرئيس، فإنّها قد تتحوّل إلى أداة لتغيير قسري في الخريطة السياسية في لبنان، وهو ما لا يحتمله أي رئيس أقسم على المحافظة على الوحدة الوطنية، فكيف برئيس وفاقي كسليمان لم ينتخب إلا لتأدية هذه المهمة.

لذلك لم يعدا مستغربا أن تبدأ مرحلة جديدة في علاقة رئيس الجمهورية بفريق 8 آذار، وتحديدا "حزب الله"، إذا استمر على رفضه تمرير ما يريد هذا الفريق، وهذه المرحلة التي بدأت همسا وتشكيكا في مواقف الرئيس سليمان واتهامات بالمراهنة على المأزق السوري لتعطيل تشكيل الحكومة، تتطور تدريجا برفع منسوب الاتهامات لسليمان، وآخرها ما رشح عن اتهام فريق 8 آذار الرئيس بأنه يعطل تشكيل الحكومة بناء على طلب أميركي. ولا يرى بعض 8 آذار في ذلك إلا فرصة لدفع الضغوط على سليمان حتى النهاية، ولتحريك الجمود بالطلب علنا إلى الرئيس ميقاتي الاعتراف بأنه فشل في تشكيل الحكومة وبأنه بات عليه منذ اليوم أن يعلن الاعتذار وترك المهمة لمن يستطيع القيام بها.

 

نظراء بن لادن

النهار/راشد فايد   

لن يصرف مقتل أسامة بن لادن إهتمام العرب عما تشهده بلادهم. فهو عوقب بالموت لاعتدائه على كرامة أميركا ولترهيبه شعبها، وإذلال عظمتها. وكما شاهد العرب حدث الحادي عشر من أيلول الشهير بدهشة واستفظاع، شهدوا اليوم إستعراض القوة الأميركي بتعجب أكثر من إعجاب، وخصوصا أن عدم إعتقاله كان مقررا كأنما المطلوب أن يصمت، لا أن يكشف الأسرار. لن يسلب الحدث إهتمام العرب. فلكل شعب عربي بن لادنه، يعتدي على كرامته ويذل إنسانيته ويرهبه، ويملي عليه الحاضر والمستقبل. وإذا كانت مصر وتونس دخلتا النصف الثاني من الطريق الى الدولة الفعلية والحرية الجادة والديموقراطية المنتجة، فإن دولا عربية أخرى لم تغادر بعد مربع المواجهة مع الأنظمة القائمة. وإذا كانت الأخيرة تستمتع بنثر الوعود لشعوبها، مرة بالعفو عن "المغرر" بهم، ومرة بالتسويف في طي صفحتها والمغادرة، فذلك بحكم القصور الذاتي ولأنها لم تستوعب الحقيقة.

فالمنطقة تواجه عملية تغيير حقيقي، والسلطات العاجزة عن التأقلم مع حرية الشعوب،ستسقط بتغيير الأنظمة ولن يِكتفى برأسها، وهي، إن إدعت الإنصياع وسعت لاحقا إلى الإنقلاب على ما تلتزمه، ستلقى جزاء أسوأ.فالطريق بلا رجعة وباتجاه واحد، وما تجربة ليبيا إلا نموذج أقصى. وإذا كان مرد إطالة جلجلة شعبها مطامع غربية في مكاسب ما بعد سقوط النظام – كما كان حال الكويت بعد التحرير- فإن دول الأنظمة القلقة الأخرى ليس لديها مليارات الدولارات في صناديق سيادية ولا موارد نفط ولا غاز... ولا ضرورة غربية لمزيد من الصبر عليها، سوى مقتضيات إقليمية قد توجد لها "علاجات" بديلة، وهي، إن بقيت، لن تكون كما كانت.سقط جدار الخوف منها وأسقط هيبتها.

تعايش العرب، منذ منتصف القرن الغابر مع نوعين من الأنظمة: ملكية وجمهورية. عماد الأولى الوراثة في العائلة، وكون إدارة شأن الدولة بيد الحاكم يقرر فيه ما يقرره للإخوان والولدان، بمنطق أنه كبير العائلة - الشعب. أما الثانية، فإسم لغير مسمى. ملكيات بلباس جمهوريات. "جملكيات"، كما وصفها مرة أحد الكتاب العرب: رأسها رئيس جمهورية، لكنه، في الواقع، ملك عليها، والدولة، بأهلها ومالها ومآلها، ملك له ولنسله. إذ ما ان يحمله إنقلاب إلى السلطة، حتى يصير مطلب الناس، ومناهم، تحرير السلطة منه، وذلك لا يكون إلا بانقلاب يأتي بمن هو أسوأ منه، أو بوراثة تشجع الترحم عليه.  تقول واشنطن ان العالم أكثر أمنا من دون بن لادن. وشعوب الانتفاضات العربية تؤمن أن مستقبلها أكثر أمنا من دون رؤساء "جملكياتها".

 

لماذا استرخاص الدم السوري إلى هذا الحد؟

النهار/المحامي عبد الحميد الأحدب     

بعد سقوط حائط برلين تساقطت الأنظمة الشمولية الاستبدادية ذات الحزب الواحد في أوروبا الشرقية كلها، ثم تبعتها دول أميركا اللاتينية، ثم الدول الأفريقية، وبقي في العالم من ذكريات الأيام الستالينية السوفياتية: العالم العربي وحده وكوريا الشيوعية وكوبا. وبرز في العالم العربي عراق صدام حسين والبعث السوري ثم ليبيا القذافي !!

منذ بدأ الربيع العربي أخذت الأنظمة تتساقط في خريف الاستبداد. بعد تونس ومصر، سقط الخوف في ليبيا ثم سقط في اليمن وها هو يسقط في سوريا !

في سوريا وغيرها خرج الناس الى الشارع، ولم تعد هناك قوة قادرة على اعادتهم، سقط الخوف، ولكن هناك سوء تفاهم حول المصطلحات ومعنى الاصلاحات المطلوبة. ففي سوريا كما في كل الأنظمة التي كانت سوفياتية شمولية، هناك دولتان: دولة يحكمها الدستور الذي ليس أكثر من حبر على ورق، ودولة أمنية لها كل السلطات وهي التي تحرّم الحلال وتحلّل الحرام، مهمتها الحفاظ على النظام، وأكبر دليل على أن الدولة الأمنية هي الدولة الحقيقية الحاكمة... إن الدولة الدستورية في سوريا اتخذت قراراً بإلغاء قانون الطوارئ، وبعده استباحت الدولة الامنية أكثر بكثير مما تتيحه لها حالة الطوارئ في درعا وفي حمص وفي اللاذقية وفي بانياس وفي وفي...

إذاً فإن اصلاحات النظام الدستوري: من الغاء حالة الطوارئ أو اجازة التظاهرات السلمية... رأينا مصيرهما لدى الدولة الأمنية. وكذلك اذا أقر قانون لحرية الاعلام فإن السلطة الأمنية ستوزّع الصحف بين أنصارها، واذا  تعددت الاحزاب فستكون كلها بين افراد الاسرة الحاكمة، ولن يكون هناك تداول للسلطة ما دامت الدولة الامنية هي الحاكمة وليس فيها اي تداول، وهي التي تجري الانتخابات النيابية، فالمجالس النيابية ستكون على شكل مجلس المصفقين الذي شاهدناه. فإذا كان هناك اصلاح مطلوب فيجب أن ينحصر في ازالة الدولة الأمنية أولاً، ثم اصلاح الدولة الدستورية التي يجب أن يحصر الحكم في يدها وحدها.

وتخبُّط النظام السوري هذه الأيام في شوارع درعا وفي حمص وفي اللاذقية وفي بانياس وفي وفي... يطرح أسئلة مخيفة: لماذا استرخاض الدم السوري الى هذا الحد في العالم العربي؟

حين سفك الدم الليبي على يد القذافي اسرع مجلس الأمن الى اتخاذ قرار بالتدخل العسكري بواسطة الطائرات الحربية التي ذهبت تقصف دبابات القذافي ومدافعه! وأحال ملف الجرائم ضد الانسانية والابادات الجماعية على المحكمة الدولية الجنائية الدائمة في لاهاي التي مثل امامها ميليسوفيتش والتي ستصدر بعد اسبوعين مذكرات التوقيف في حق القذافي وعائلته لكي يمثلوا امامها! لماذا لم يتمكن مجلس الامن من اتخاذ مثل هذا القرار في شأن الدم السوري؟

دول الجامعة العربية طلبت من مجلس الامن اتخاذ هذا القرار في شأن الدم الليبي... ودول مجلس التعاون الخليجي اتخذت قراراً بإسقاط الشرعية عن القذافي بعد سفك دم شعبه! لماذا يرخص الدم السوري الى هذا الحد؟ وهل الدم الليبي اغلى من الدم السوري مثلاً؟

واين هي الدول العربية التي انتصرت فيها الثورات؟ اين ثوار ميدان التحرير من سفك دم الشعب السوري؟ اين ثوار تونس؟ ولماذا هذا الصمت التونسي والمصري؟

الخوف سقط في سوريا، ولكنه ما زال مستحكماً في لبنان: وزير خارجية "امل" اعطى تعليمات للسفير في الامم المتحدة "ولا كلمة ضد سوريا... والدولة اللبنانية في اجازة... وقوى 14 آذار التي حملت راية الاستقلال هي التي جاءت بوزير من حركة “امل”، لماذا يا قوى 14 آذار؟

جيل جديد من الشباب العربي هو الذي يتصدى للاستبداد.. جيل الفايسبوك الذي سقط عنده الخوف، ليس جيل المقاهي والنراجيل وطق الحنك.. وليس جيل الطوائف كما يروّجون في لبنان الطائفي والطوائفي والذي ليس فيه اي تفكير الا طائفي! ألوف من الشباب العربي، شباب “الفايسبوك” سقط الى ساحة التحرير في القاهرة وفي سائر المدن المصرية ليسقط استبداد ثلاثين عاماً كانت تحضر للوريث لثلاثين عاماً اخرى. الشباب التونسيون تحدوا الخوف وسفك الدم التونسي، ولكن تونس اكتسبت الحرية، وكل يوم يسفك دم مئات شباب ليبيا والعالم كله يساعدهم ويؤازرهم ويصفّق لهم. الدم اليمني الذي يسفك كل يوم اسرعت دول الخليج لايجاد حل له بتنحي صالح.. الدم السوري وحده رخيص.. شباب سوريا اسقطوا حاجز الخوف ولكن الخوف ما زال مستحكماً في لبنان وفي الدول العربية.. والدم السوري رخيص في لبنان! لماذا نحن شعب واحد في دولتين؟ كيف يسفك هذا الدم السوري الطاهر “ولا كلمة عن سوريا؟”.

نحن في عصر “وائل غنيم” المصري – في عصر ايمان العبيدي الليبية واحمد البوعزيزي التونسي. ذهب عصر احمد سعيد، وعبد الحكيم عامر، وعبد الحميد السراج.. قليل من النخوة، كثير من الشهامة يا شباب! وحدهم الاتراك غضبوا، وحدهم الاتراك هددوا، ووحدهم الاتراك فتحوا اسطنبول لمؤتمر المعارضة السورية.. ولتظاهرات المعارضة السورية.. تركيا وحدها كانت حريصة على الدم السوري اكثر من لبنان ومن اللبنانيين واكثر من العرب والعربان.. ورزق الله، اصبحنا نترحم على ايام الاتراك.

 

الأحوال الشخصية في لبنان: أية مرجعية؟ أي مسار حقوقي؟

بقلم انطوان مسرّة /النهار

لطالما افتقرت أنظمة الاحوال الشخصية الى نظرية حقوقية عامة في سبيل تفسير مضامينها وتبايناتها واجراءاتها ومفاعيلها، وبخاصة مرجعياتها في البناء الحقوقي العام.

أُدرجت غالباً انظمة الاحوال الشخصية في كليات قانون (ولا نقول حقوق) في لبنان والمجتمعات عربية عامة في اطار القانون الخاص المتعلق بالعائلة واهملتها تالياً من اقسام القانون العام. يتمظهر الافتقار الى نظرية عامة في مؤلفات لبنانية وعربية في القانون الدستوري حيث مُؤلفون، عندما يتطرّقون الى بعض المواد في الدستور اللبناني (9 و10 و19) وفي دساتير عربية عامة حول الاحوال الشخصية يُسارعون الى ادراج الموضوع في اطار مصطلح "الطائفية" وايديولوجيات الرجعية والتقدمية حول اشكال ادارة التنوع الديني والثقافي.

تطور البحوث المقارنة

المحامي والاستاذ الجامعي والباحث ابرهيم طرابلسي في كتابه الصادر حديثاً بعنوان "انظمة الاحوال الشخصية، في لبنان: بين الاصالة والتحديث" (دار صادر) يجمع البُعدين النظري والتطبيقي في خبرة جامعية وحقوقية يومية في منازعات الاحوال الشخصية. انه يُؤسس لمرجعية لبنانية وعربية وعالمية في انظمة الاحوال الشخصية التي هي اطار دستوري في ادارة التعددية الثقافية والدينية وهو اطار يندرج في منظومة الانظمة الفيديرالية الشخصية او الادارة الذاتية على اسس شخصية.

يُشكل المؤتمر الرابع لـ"منتدى الفيديراليات" الذي عقد في نيودلهي في 4-8/11/2007، بمشاركة اكثر من خمسمئة من المهندسين السياسيين والباحثين في العلم الدستوري المقارن من كل القارات والذي اختتمت اعماله رئيسة جمهورية الهند، تحولاً جوهرياً في البحوث حول فاعلية مختلف الاشكال الدستورية في ادارة التنوع. عنوان المنتدى: "الوحدة في التنوع: التعلم من بعضنا البعض".

منذ المؤتمر الاول الذي عُقد في مورا Morat (سويسرا)، افتتاح معهد الفيديرالية في كانون الاول 1984، بالتعاون مع الجمعية الدولية للعلم الدستوري، حصل تطور بارز في توسيع مفهوم الفيديرالية التي لا تقتصر على تقسيمات جغرافية، بل قد تكون على أُسس شخصية في الحالات حيث الاقليات الثقافية غير متمركزة في مناطق محددة، وذلك استناداً الى التراث الدستوري العثماني. هذا التراث عربي، واسلامي ايضاً، وعلى اساسه تمكنت الامبراطورية العثمانية لاكثر من اربعة قرون من حكم مناطق شاسعة متعددة الدين والمذهب والإثنية.

ضربت الانظمة العربية بدرجات متفاوتة، باستثناء لبنان، التقاليد الدستورية في الفيديرالية الشخصية (انظمة الملل، حرية التعليم للمؤسسات الدينية...) بحجة تحقيق الاندماج، او بالاحرى "الانصهار" أي بقوة الحديد والنار. وترافقت الايديولوجيات الاندماجية القسرية عربياً مع ذهنية الاستيلاء على الارض بين مجموعات دينية وتقاسم السلطة جغرافياً ومذهبياً بشكل يتخطى مجرد التنافس الانتخابي النيابي والبلدي. ادى ضرب التقاليد الدستورية العربية بعد عهود ما سُمي التحرر الى تفكيك مساعي الوحدة والى تأزيم العلاقات بين الشعوب. وليس في المنطقة العربية تقاليد في الفيديرالية الجغرافية.

خمسة ضوابط حقوقية

ان الادارة الذاتية الحصرية، في بعض الانظمة في العالم وحسب المادتين 9 و10 من الدستور اللبناني، يجب ان تتضمن في سبيل انتظامها ستة شروط على الاقل:

1. ان تكون محددة لبعض القضايا.

2. ان تكون متساوية أي ان لا يطغى أي نظام خاص في الأحوال الشخصية على آخر في حال تنازع بينها كما هو الحال في لبنان.

3. ان تتولى هيئات مركزية ضبط المعايير بشأنها. يُذكر في حالة لبنان دور محكمة التمييز في قضايا الاحوال الشخصية والدور الناظم لوزارة التربية والتعليم العالي.

4. ضرورة توفر مخرج بحيث لا يجوز إرغام شخص على الانتماء الى مجموعة او طائفة.

5. أطُر لامركزية ادارية فاعلة في سبيل تسريع عملية التقرير التي قد تتعطل بسبب تجميع القضايا داخل السلطة المركزية وادخال هذه القضايا في صراع على النفوذ.

6. ثقافة المجال العام العابر للطوائف للحؤول دون الانغلاق.

حماية الحقوق الثقافية

منذ الخمسينات من القرن الماضي، ألغت سلطات عربية الحق الممنوح للطوائف في انشاء مدارسها الخاصة، اما من طريق تأميم التعليم، وإما من طريق مُراقبته بصورة مباشرة. لم يُؤد ذلك الى اندماج ثقافي اكبر. وكذلك ألغي تدريجياً التمثيل النسبي المضمون في المجالس السياسية والادارات العامة. أما في ما يتعلق بنظام الأحوال الشخصية، فإنه لا يتمتع بالمساواة مع الشريعة الاسلامية، باستثناء حالة لبنان حيث لا تحظى أية طائفة بأي تفوق على طائفة اخرى في ما يختص بنظام الأحوال الشخصية الخاص بها، الأمر الذي شجّع على تراجع التحايل على القانون.

وأوجد النظام اللبناني، من حيث المبدأ، كما يورد ابرهيم طرابلسي، وسيلة عملية خلال الانتداب الفرنسي لتطبيق فيديرالية شخصية منفتحة او غير مُغلقة عندما لحظ، بموجب القرار 60 ل.ر في 13 آذار 1936، انشاء طائفة الحق العام التي لا تعرف التشريعات العثمانية وجودها. فالذين لا ينتمون الى طائفة، أو الذين يرغبون في التخلي عن انتمائهم الأصلي بالولادة، يمكنهم الانضمام الى مجموعة الحق العام التي هي طائفة غير مذهبية.

ان نشوء اسرائيل، على أسس دينية، وبتحويل الدين الى قومية صهيونية، يدخل تقسيماً جغرافياً وهندسة شعوبية ويخلق مأزقاً داخل الدولة العبرية ذاتها وفي علاقاتها مع محيطها المباشر، في فلسطين المحتلة، وفي محيطها الاسلامي والمسيحي المجاور. وأعادت حروب لبنان في 1975-1990 احياء مشاريع تقسيم جغرافي لما لا ينقسم.

لكنه يقتضي اليوم العمل على عصرنة ودمقرطة انظمة الاحوال الشخصية في لبنان والمنطقة العربية عامة في اتجاهين: نحو جعل هذه الانظمة اكثر مساواة في الحالات حيث تفتقر هذه الانظمة الى المساواة، وجعلها منفتحة بشكل يحق فيه لكل شخص الانتماء الى نظام مدني اختياري في الاحوال شخصية. الكتاب الجديد لابرهيم طرابلسي هو المدخل لعلم دستوري مقارن ونظرية حقوقية معاصرة لانظمة الاحوال الشخصية.

ليس عمل الباحث والمحامي والاستاذ الجامعي ابرهيم طرابلسي مجرد اغناء للمعرفة الحقوقية، بل المدخل لثقافة دستورية وحقوقية تُعالج اشكاليات عديدة من الحياة العامة في لبنان حيث، فكراً وممارسة، نحن غالباً متأرجحون في فدرلة جغرافية مُستحيلة في حين يقتضي التقيد بموجبات الميثاق اللبناني فدرلة شخصية لها شروط ومرتكزات في اطار نظرية فصل السلطات.

قلق ودعوة الى الجدّية

ما يُميّز كتاب ابرهيم طرابلسي مرجعيته الدستورية استناداً الى احدث الابحاث المقارنة، وشُموليته مختلف جوانب الاحوال الشخصية، واعتماده على الخبرة الطويلة والمعاشة في المحاكم المذهبية وشؤون العائلة، وامانته لتراث قضائي لبناني عريق أُهمل غالباً في البحوث، ومُقاربته التحديثية لمنظومات حقوقية هي اليوم عنصر نقاش واسع على المستوى العالمي.

لطالما في لقاءاتي مع القاضي الكبير منح متري شجعته لنشر خبرته في محكمة التمييز في شؤون الاحوال الشخصية. منح متري هو من ابرز المنظّرين لمفهوم النظام العام من خلال اجتهادات رائدة. يذكر طرابلسي العديد من اجتهادات منح متري، بخاصة في اطار دراسة رقابة الهيئة العامة لمحكمة التمييز على الاحكام المذهبية والشرعية.

مما يقترحه المؤلف انشاء غرفة خاصة في محكمة التمييز للنظر في الاعتراضات المقدمة اليها استناداً لاحكام المادة 95 من قانون اصول المحاكمات المدنية الجديد (اعتراضات على الاحكام والقرارات المذهبية لاسباب تتعلق باختلاف ايجابي او سلبي على الاختصاص). قدم المؤلف الاقتراح بتكليف من هيئة تحديث القوانين في مجلس النواب برئاسة النائب السابق اوغست باخوس. وفي مجال انفتاح انظمة الاحوال الشخصية يُورد المؤلف، مضموناً وتفصيلاً وتحليلاً، مشروع الرئيس الياس الهراوي: الذي لا يقتصر على الزواج بل على مفاعيله في العائلة عامة والارث.

كتاب طرابلسي دعوة الى الجدية في مقاربة انظمة الاحوال الشخصية: ولماذا الجدّية؟ بسبب حالات التهرب من القانون، وابدال الدين والمذهب لاسباب لا علاقة لها بالايمان، والنزاعات الناشئة عن اختلاف الدين، وضرورة حماية الطفولة... كتاب طرابلسي يؤسس لدراسات قضائية مقارنة حول الادارة الديموقراطية للتعددية الدينية.

في المجتمعات العربية الاخرى غير لبنان الازمة اكثر تفاقماً.    ما يُبرر قلق المؤلف ودعوته الى الجدية ان قواعد حقوقية بديهية في الحرية والمساواة والممارسة الايمانية والموجبات العائلية منتهكة في حالات التحايل على القانون.

المنطلق العلمي والاستنتاجي الذي يؤسس له طرابلسي في دراسة انظمة الاحوال الشخصية دستوري وحقوقي وعائلي بعيداً عن مقاربات ايديولوجية وعقائدية وسياسية وسجالات تقليدية رائجة. هذا المنطلق هو بطبيعته عابر للطوائف لان مرجعيته مفهوم النظام العام في قضايا الاحوال الشخصية في الانظمة الفيديرالية الشخصية.

عضو المجلس الدستوري     

 

الإتحاد السرياني أحيا ذكرى مجازر السريان والأرمن.. مراد: لن نسامح قبل الإعتراف والتعويض 

كوشكريان: نحن من هذا الشرق ومن صلب الأرض ولسنا أهل ذمة ولا متطفلين

أحيا حزب الإتحاد السرياني الذكرى السنوية الـ96 لمجازر السريان والأرمن سيفو، والتي جرت في عامي 1914 - 1915 إبان الحرب العالمية الأولى، من قبل السلطنة العثمانية آنذاك، وذلك في قاعة مدرسة الأدفنتست في منطقة السبتية.

حضر الذكرى وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال جان أوغاسابيان، الرئيس أمين الجميل ممثلاً بالأستاذ ساسين ساسين، رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ممثلاً برئيس الجامعة السياسية في القوات الدكتور أنطوان حبشي، رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون ممثلاً بأمين العلاقات الخارجية في الحزب الدكتور كميل ألفرد شمعون، النائب نديم الجميل ممثلاً برئيس إقليم الأشرفية في "الكتائب" ألكس بريدي، النائب سامي الجميل ممثلاً بالدكتور الياس مخيبر، نائب رئيس الهيئة التنفيذية في حزب "الهنشاك" أليك كوشكريان، عميد "الكتلة الوطنية" كارلوس إده ممثلاً برئيس مجلس الكتلة بيار خوري، أرشمندريت الطائفة الآشورية في لبنان عمانوئيل يوحنا ممثلاً بالأب سافر خميس، الخورأسقف الياس جرجس، رئيس بلدية بيروت بلال حمد ممثلاً بعضو البلدية السيد جورج خوري، ممثل حزب "لبنان الكيان" الأستاذ فايز الحاج، السيد مصطفى مصطفى جحا، وعدد من مخاتير الأشرفية والمتن وأعضاء بلديات، ممثل جمعية الأدفنتست الأستاذ فؤاد خوري، بالإضافة الى حشد من الشخصيات السريانية وكوادر ومناصري حزب الإتحاد السرياني.

بداية النشيد الوطني اللبناني والنشيد السرياني، ثم كلمة الإفتتاح ألقتها أمينة الشؤون الداخلية في الحزب السرياني المختارة ليلى لطي، التي رحبت بالحضور، وتحدثت عن معاني الشهادة والعبرة من إحياء هذه الذكرى في كل عام. ثم كان تقرير مصور اختصر بشاعة وفظاعة هذه المجازر ومراحل النضال التي قام بها الإتحاد السرياني الأوروبي واللبناني.

كوشكريان

ثم كانت كلمة لكوشكريان الذي شدد على ان القضية الأرمنية متطابقة بالشبه مع القضية السريانية، مذكرا ان الشعبين السرياني والأرمني عاشا قرونا طويلة الى جانب بعضهم وتبادلا الثقافة والحضارة ونمط العيش والأيام الحلوة والمرة.

وطالب جميع الحكومات التي تدعي الديمقراطية والعلمانية والمساواة بين مواطنيها، القيام بواجباتها تجاه كل رعاياها لتأمين أمنهم واستقرارهم وظروف العيش الكريم ولا يحملنا أحد منة. نحن من هذا الشرق ولسنا أهل ذمة ولا متطفلين. نحن من صلب الأرض وصميمها، مشددا على أن القضايا المطلبية المحقة لشعوب المنطقة التي تعرضت للابادة والتهجير هي قضيتنا لأننا جميعا ضحايا نفس اليد الآثمة.

مراد

ثم كلمة رئيس حزب الإتحاد السرياني ابراهيم مراد الذي قال فيها: "لن نساوم على حقوقنا، ولن نسامح ونصالح قبل الإعتراف والتعويض وان التاريخ يمهل ولا يهمل"، داعياً تركيا الى الإعتراف بالمجازر التي حصلت عامي 1914-1915 والتعويض ماديا ومعنويا، مؤكداً اننا "نعيش السيفو الجديد في العراق حيث يجرد هذا البلد من المسيحيين دون محاسبة أحد".

حبشي

وختاماً كانت محاضرة للدكتور أنطوان حبشي، تحدث فيها بإسهاب عن الحضارة السريانية والهوية، والمجازر التي عانى منها هذا الشعب في الحرب العالمية الأولى، وعن اللغة السريانية وأهميتها على مر التاريخ.

وأكد ان من لعب الدور الأساسي في الإزدهار الفكري، وترجم الفكر الفلسفي العالمي هم مدارس الترجمة التي كانت بشكل أساسي هويتها سريانية، وذكر ان المجزرة لم تبدأ عام 1914، فالمجازر بدأت قبل هذا التاريخ، وسرد العديد من المجازر التي طالت هذه الشعوب منذ القرن السابع، ولفت الى انه في القرن التاسع عشر وحده، حصلت 30 مجزرة أهمها عام 1896، وبعد ان كان السريان في تلك الحقبة 20 مليون نسمة، أصبحوا الآن حوالى 3 ملايين.

وفي نهاية الحفل، تم توزيع اعداد من كتاب الشهيد مصطفى جحا رسالتي الى المسيحيين على الشخصيات.

 

يهود اليمن يعلنون دعمهم لبقاء الرئيس اليمني

تلفزيون المر/اكد شهود عيان ان عشرات من يهود اليمن تظاهروا في صنعاء دعما للرئيس علي عبد الله صالح الذي يواجه حركة احتجاجات قوية تطالب بتخليه عن السلطة.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب على احدها "يهود اليمن يعلنون دعمهم للرئيس والشرعية الدستورية"، كما رددوا هتافات بينها "الشعب يريد علي عبدالله صالح".

وتوقفت المسيرة امام سفارة الولايات المتحدة في صنعاء حيث قاموا بتسليم رسالة تؤيد بقاء صالح حتى انتهاء مدة ولايته العام 2013.

وترعى واشنطن مبادرة تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي وتنص على تخلي صالح عن السلطة بعد شهر من توقيع اتفاق مع المعارضة، بهدف وضع حد للازمة والاحتجاجات التي اوقعت ما لايقل عن 150 قتيلا.

يذكر ان حوالى 60 الف يهودي كانوا يعيشون في اليمن قبل قيام دولة اسرائيل العام 1948، ولم يبق منهم حاليا سوى 400 شخص يسكنون خصوصا منطقة عمران، شمال العاصمة.

 

عبد الرحيم مراد: الوصايا الأميركية الملزمة سبب عرقلة تشكيل الحكومة

تلفزيون المر/أكد رئيس حزب "الاتحاد" الوزير الأسبق عبد الرحيم مراد خلال استقباله وفدا من حركة "الجهاد الإسلامي"، ووفدا من تجمع اللجان والروابط الشعبية، أنه يشجع على المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية شرط أن تكون واضحة الشروط وتقوم على الثوابت الوطنية والقومية، وهذا مطلب عربي شامل وليس مطلبا فلسطيني فقط. ورأى ان التأخير في تشكيل الحكومة مرفوض والتدخلات الخارجية التي تفرض نفسها وتؤجل تشكيلها، مؤيدا موقف العماد ميشال عون الذي يشير إلى وجود عقدة خارجية تؤخر التشكيل والى أن الوصايا الأميركية الملزمة هي وراء عرقلة التشكيل

 

حوري: حجم التعقيدات يعيق التشكيـل

الإنقلاب والعداء للحريري يجمع 8 آذار

المركزية- إعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن "حجم التعقيدات الداخلية والخارجية لا يسمح بإنجاز الحكومة"، لافتاً إلى ان "الفريق الآخر إذا تمكن من تأليف الحكومة، فلن ينجح في حكم البلاد، لأنه أظهر أنه لا يملك أي خطة عمل ولا أي برنامج، وان ما يجمع أفرقاء هذا الفريق هو الإنقلاب والعداء للرئيس سعد الحريري ولتيار المستقبل".

وأوضح في حديث إذاعي أن "الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مؤتمن على أمرين: الصلاحية الدستورية والثوابت الإسلامية والوطنية في دار الفتوى، ولن يستطيع تجاوزهما".

وعن الضائقة الإقتصادية قال: "القضية برسم قوى الثامن من آذار كما استمعنا الى وزيرة المالية التي رفعت الصوت عالياً محذرة من المخاطر التي نمر بها، ورأينا كيف انخفضت نسبة النمو من 7 الى 2 في المئة والمخاطر التي تحيط بنا عن عدم إمكان تمويل الكثير من الإلتزامات المالية القريبة". من جهة أخرى، رأى حوري ان "مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن يطرح الكثير من علامات الإستفهام عن التوقيت وعما سيتكشف لاحقاً من تفاصيل تتعلق بالحدث". واكد ان "السياسة الأميركية ارتكبت الكثير من الظلم في حق شعوب في العالمين العربي والإسلامي وفي كثير من دول العالم، والخلاف الأساسي مع تنظيم "القاعدة" هو في طريقة مواجهة هذا الظلم". وختم : "ظاهرة بن لادن أظهرت أن الإسلام دين عنيف يقوم على الإعتداء على الآخرين والتطرف بأساليب معينة وربما غيابه عن الساحة سيساهم في إعادة ترتيب الصورة وإعادة إظهار اسلام يعتمد على أسس ومقاييس واضحة سواء بالنسبة إلى الصديق أم العدوّ، وفي الحرب وفي السلم".

 

عرض مع كونيللي المســتجدات محلياً وإقليمياً

حرب: عقدة النظام تحول دون تشـكيل الحكومة وصلاحيات الرئيس باتت عند أكثر من فئة وطرف

المركزية- رأى وزير العمل بطرس حرب ان عقدة النظام السياسي في لبنان هي التي تحول دون تشكيل الحكومة حتى الان مشيراً الى ان صلاحيات رئيس الجمهورية باتت عند أكثر من طرف وفئة.

استقبل حرب في مكتبه في مقر مجلس الوزراء الموقت – بدارو، قبل ظهر اليوم السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي التي أوضحت ان البحث تناول تطورات الوضع السياسي في لبنان لا سيما في ما يتعلق بتأليف الحكومة، كما تطرق البحث الى ما أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما حول مقتل أسامة بن لادن.

ثم تحدث الوزير حرب فقال: اللقاء مع السفيرة الأميركية كان مناسبة للبحث في المستجدات الحاصلة في الشرق الأوسط، لا سيما بعد مقتل اسامة بن لادن وما يمثل ذلك من أبعاد ونتائج.

وتابع: كما بحثنا في الوضع اللبناني وتشكيل الحكومة والعقبات التي تواجه ذلك والنتائج التي قد تترتب على تأليف الحكومة مع الدول لا سيما تلك المتمسكة بالقرارات الدولية ومنها القرار المتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وانعكاس ذلك اذا كان هناك من توجه لاخراج لبنان من تحت المظلة الدولية، وانعكاس ذلك على علاقات الدول بحكومة لبنان وعلى نوع التعاون الحاصل بين لبنان والمجتمع الدولي، وقد ادليت بوجهة نظري حيال هذا الموضوع وأعلنت تمسكي باحترام الدستور في لبنان والإرادة اللبنانية، آملاً في ان لا يصار الى اخراج لبنان من تحت المظلة الدولية وجعله دولة خارج القانون الدولي، وان يحترم لبنان الالتزامات التي قام بها. كما أبديت وجهة نظري في كيفية تشكيل الحكومة بحيث تكون مقبولة من الناس، وان تخرج الأطراف المتصارعة حول الحقائب والأسماء من هذا المستوى وترتقي الى مستوى مصلحة المواطن الذي يرغب في رؤية حكومة مسؤولة عن تلبية حاجاته ومواكبة ما يجري في المنطقة من أحداث خطيرة مع المخاوف الكبيرة من انعكاس ذلك على الواقع اللبناني.

وحول إعلان الوزير السابق وئام وهاب فشل الأكثرية في تأليف الحكومة، محملاً رئيس الجمهورية المسؤولية في فشل التأليف قال: لن أدخل في اي جدل مع اي شخص الا انني أرى ان هناك دستوراً يوزع الصلاحيات، وقد نص على صلاحيات رئيس الجمهورية في النظام اللبناني، ففي فرنسا يوافق على تشكيل الحكومة التي يضع لائحة بها الرئيس المكلف بعد استشارة القوى السياسية، لا يوجد نص على ان الكتل النيابية تستطيع ان تفرض على رئيس الجمهورية والحكومة أسماء وأشخاصاً ووزارات، هناك رئيس جمهورية ورئيس مكلف من واجباتهما تشكيل فريق عمل من عناصر صالحة تتمتع بثقة الناس وتعمل لخدمتهم، فريق عمل يتولى عن معرفة وزارات معينة ويكون قادراً على تأمين المصلحة العامة، وان فرض اي شخص يتناقض وأحكام الدستور.

هناك من يسأل لماذا الخلاف على حقيبة الداخلية، واعتقد انه آن الأوان لكي يعرف الناس ان كل من يطالب بوزارة الداخلية ينطلق من ان هناك انتخابات نيابية مقبلة ظناً منه انه اذا تولى وزارة الداخلية من الممكن ان يؤثر على قانون الانتخاب، وهذا يدل على ان السعي للحصول على هذه الوزارات وعملية المبادئ والإصلاح لا يتفقان، لأن هذا في وادٍ وتلك في واد. نحن كمواطنين لبنانيين ان كنا في المعارضة او الموالاة نتمسك بأن يبقى رئيس الجمهورية على الحياد، وان لا يقحم مع فريق ضد آخر، الرئيس في النظام السياسي اللبناني هو رمز الوحدة الوطنية، هو الذي يبقي الصلة بين المعارضة وبين الذي يحكمون، وتحويل الرئيس الى فريق مع الأكثرية ضد الأقلية واسقاط صفة الحياد في الصراع السياسي الداخلي، طبعاً يجب ان يكون له رأي انما لا يجوز ان يقحم به في الصراعات السياسية الداخلية، وكل من يحاول ان يسقط صلاحيات رئيس الجمهورية يحاول ان ينقلب على السلطة ويطيح بالنظام السياسي في لبنان. الضمانة لكي يبقى لبنان بلدا فيه دولة تضم المعارضة والموالاة هو ان يبقى اشخاص يتمتعون بالحيادية وتجمعهما معاً في القضايا الوطنية، وفي مجلس النواب، ام القول ان وزارة الداخلية هي العقدة اعتقد ان ذلك تنكر لمصالح الناس وضرب للمؤسسات لأجل ذلك اعتقد انه آن الأوان لإنهاء الصراع على وزارة الداخلية، نريد وزيراً "آدمياً" واعتقد ان الوزير الحالي رجل "آدمي"، ونريد وزيراً قادراً على ان يكون على مسافة واحدة من كل الأطراف لانه اذا بقيت الحكومة حتى الانتخابات نريد وزيراً مرجعاً لكل الأطراف ولا يمثل طرفاً سياسياً يقفل أبوابه في وجه الطرف الآخر.

* بالأمس العماد عون أكد ان هناك تهديدات وإملاءات خارجية تحول دون تأليف الحكومة؟

- لا أريد التعليق، لكن العقدة هي عقدة النظام السياسي اللبناني، يبقى النظام حسب الدستور أم انه سيتغير، هناك انقلاب يحصل على النظام وهو هل ان صلاحيات رئيس الجمهورية باقية معه ام انها أصبحت عند أكثر من طرف أو فئة نيابية معينة. اننا نسمع كلاماً ان فلاناً كان من حقه ان يصبح رئيساً للجمهورية ولم يحصل ذلك نريد التعويض عليه بأن يسمي وزراء طائفته. هذا كلام غير منطقي، توجد انتخابات، ومن جملة الناس الذين انتخبوا فيها وأيدوا الرئيس الحالي هم الذين يشكلون اليوم وبالتالي لا يجوز كل "ما دق الكوز بالجرة" القول ان فلاناً كان يجب ان يكون رئيس جمهورية. رئيس الجمهورية هو الحكم، وهو الذي يرمز الى وحدة لبنان ويجمع الأفرقاء ويرعى الحوار، ورئيس الحكومة هو الذي يرمز الى تمثيل الأكثرية ومن حقه ان يكون فريق تؤيده الأكثرية في وجه الأقلية، ورئيس المجلس النيابي ينبثق من قوة سياسية معينة في إدارته للجلسات وفي إدارته لعمله كرئيس للملجس يجب ان يكون حيادياً وعلى مسافة متساوية في إدارته للجلسات كرئيس مجلس وليس كرئيس سياسي، بينما رئيس الجمهورية يختلف عن هؤلاء بأنه يجب ان يكون على مسافة متساوية من القوى السياسية لكي يلعب دور الحكم في الحياة السياسية ولكي يكون صمام الأمان لعدم تحول النقاش السياسي الى صدام سياسي. وهذا يؤكد ان المطلوب معرفة في يد مَنْ السلطة في لبنان، هل هي في يد فريق من اللبنانيين، او ان هناك صلاحيات موجودة لرئيس الجمهورية ستبقى للرئيس ليمارسها، وصلاحيات لرئيس الوزراء يمارسها، ام ان هذه الصلاحيات سقطت وأخذتها القوى السياسية التي ستتشكل منها الحكومة.

* هل هناك شخص حيادي في لبنان؟

- اعتقد ان رئيس الجمهورية يحاول ان يلعب الدور المطلوب منه وان يكون حيادياً بدليل ادارته للسلطة في الفترات الماضية والتي يقوم بها الآن، ومن الطبيعي ان يكون رئيس الحكومة فريقا، ورئيس مجلس النواب من الطبيعي أيضاً ان ينتمي الى فئة سياسية معينة، إنما في إدارته للجلسات يجب ان يكون حيادياً وان لا يكون طرفاً في الصراع السياسي.

وعن معاناة اهالي قرى البترون في المياه قال: على أهالي البترون ان يسمعوا صوتهم اذا كان من شكوى حول هذا الأمر، وأنا أتبنى هذه الشكوى وأنضم اليهم في مطالبهم. لقد بلغني ان بعض القوى تشكو من انقطاع المياه، وان هناك اهمالاً لبعض المشاريع التي يفترض ان تنفذ لكي ترفع حالات التلوث في البترون، أضاف: أن المسؤولين المختصين لم ينفذوها لغاية الآن، وطبعاً نترك للوزير المختص، وهو ابن هذه المنطقة في ان نرى أفعالاً لحل المشاكل الحياتية للناس وتحديداً مشكلة المياه، سيما واننا مقبلون على موسم الصيف الذي يعني اننا في حاجة اكثر للمياه، وآمل ان تأخذ الوزارة المختصة التدابير الممكنة التي تسهل على الناس مواجهة هذه المشكلة، واذا لم يصر الى معالجة هذا الأمر سيكون لنا بالتأكيد موقف لأننا نريد أفعالاً وليس كلاماً فقط.

 

ماريو عون: لا ملامح حلّ لـ "الداخلية"

المركزية- أكد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" الوزير السابق ماريو عون أن "لا ملامح حلّ لعقدة وزارة الداخلية"، لافتا الى أنّ "وضع تأليف الحكومة "مكانك راوح". وقال في حديث إذاعي، "كل الطروحات المتداولة إعلامية"، مؤكدا أنّ "شيئا رسميا لم يطرح على العماد ميشال عون". وأشار الى "شعور "التكتل" بالتهميش في عملية التأليف وأنّه يشكو من غياب الحوارات المباشرة مع الرئيس المكلف" . وإذ دعا الرئيس نجيب ميقاتي الى "التكلم مع الأكثرية والخروج من ثنائية البحث بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان"، أشار الى أن "المحافظة على موقع الرئاسة لا تكون من خلال إعطاء الرئيس صلاحيات وزارية بل دستورية" . وعن حظوظ قيام حكومة أمر واقع، استبعد أن "يقدم الرئيس ميقاتي على خطوة من هذا النوع ".

 

عراجي: ميقاتي قد يعتذر ويرد الأمانة

المركزية-اعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي أن "الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وصل إلى "عدم إمكانية تلبية ما اتفق عليه هو وفريق "8 آذار" عند التكليف، لذلك لا تشكيل قريباً للحكومة"، مشيراً الى ان "ميقاتي وصل الى مرحلة إما الذهاب إلى حكومة أمر واقع أو تقديم استقالته". وقال في حديث متلفز: "اعتقد أن الرئيس ميقاتي سيصل إلى الاعتذار ومن المفروض أن يرد الأمانة إلى أصحابها". أما عن تأثير الوضع العربي على الواقع السياسي اللبناني، أكد أن لهذا الوضع "تأثيراً على الوضع اللبناني"، واصفاً لبنان بـ"المرآة، التي تعكس ما يحصل حولنا".وختم : "لا تأثير لمقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن على الشارع السني اللبناني إطلاقاً"، لأن الدين الإسلامي ليس ما يقوله بن لادن وجماعته، بل الإسلام دين تسامح ومحبة".

 

المقدح: لا انعكاسات لمقتل بن لادن على المخيمات

المركزية- استبعد قائد المقرّ العام لحركة "فتح" العقيد منير المقدح "أي إنعكاسات سلبية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على أمن المخيمات في لبنان".

وأكد في حديث إذاعي، أنّ "الوضع داخل المخيمات اللبنانية مضبوط وممسوك ولا وجود لتنظيم القاعدة داخلها"، مشددا على أنّ "أميركا ستجد كل يوم بن لادن جديد ما دامت داعمة لإسرائيل".

 

ياغي: للإسراع في التشكيل لحل المشكلات

المركزية- طالب مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الحاج محمد ياغي بالإسراع والحسم في تشكيل الحكومة العتيدة لحل المشاكل والأزمات التي يعيشها المواطن اللبناني.

وقال خلال افتتاح معرض الكتاب في مدارس الإمام المهدي في شمسطار: بالنسبة لموضوع وزارة الداخلية طرحت خيارات عدة وعلى المعنيين تلقفها لحسمها بغية الإسراع في تشكيل هذه الحكومة بعيداً عن الأمور الشخصية والإشارات الخارجية لأن مصلحة الوطن والمواطن هي الأهم.

 

هل يصيب الدومينو إيران من الخارج

 مهى عون/السياسة

حملت الأحداث التي شهدتها تونس ومن بعدها مصر, واتسعت رقعتها لتصل إلى ليبيا والجزائر واليمن والمغرب, والتي نرى مسلسلها الدرامي يتجدد بعنف غير مسبوق اليوم في سورية, بعض المراقبين لتشبيه هذا الزلزال الذي يجتاح العالم العربي بال¯"دومينو" حيث يتوالى في هذه اللعبة سقوط الأحجار الواحد تلو الآخر. ودائماً انطلاقاً من شرارة قد لا تكون مهمة, أو ربما كانت لتأتي تحت عنوان الأحداث العادية, لولا تفاقم وتنامي حالة الغضب والتأفف والاستياء العارم على مستوى كامل الشعوب العربية. فرأينا كيف أن مجرد صفعة لموظفة في قوة امنية أو "خربشة" أولاد على حائط, باتت تستولد موجات عاتية ومتتالية من الغضب المتدفق في الشارع, وصولاً إلى تمكنها من إسقاط نظامين حتى الساعة, فيما تصارع أنظمة أخرى من أجل الاستمرار والبقاء.

ما نرمي إلى قوله هو بأن "الدومينو "هذا, أو عملية سقوط الأنظمة إنما انطلقت بواسطة دينامية داخلية, ومن أرضية محقونة ومكبوتة يكاد صرير أسنان غيظها, يصم الأذان.

  بالنسبة الى إيران, فلقد تراجعت نسبيا الإضاءة على مستجدات أخبارها, لمصلحة تلك الأهم التي طاولت ورافقت ثورات عارمة عبر العالم العربي, ما أكسبها بعضاً من الارتياح من ناحية الهجوم الإعلامي الذي كان يستهدف موضوع ملفها النووي, فاستفاض مسؤولوها للمشاركة في تأييد ثورات الشعوب العربية, غير آبهين لدنو نقطة الصفر, أو مستبعدين احتمال وصول النيران إلى هشيم الداخل عندهم, حيث تمكنت قوة القبضة الحديدية, من كم الأفواه وإسكات الأصوات المعارضة, ومن كبح جماح الاحتجاجات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية.

   وارتياح الجمهورية الإسلامية لفلاح قبضتها القمعية في الداخل, رغم تنامي نسبة العقوبات التي طاولتها اقتصادياً, مكنها من استكمال عملية تمددها اللوجيستي والأيديولوجي في دول الجوار وصولاً إلى مياه المتوسط, ما دفع في وقت من الأوقات العاهل الأردني الى توصيف هذا التمدد ب¯ "الهلال الشيعي", وزاد ارتياحها على أوضاعها الداخلية, ومن تمكنها من تحقيق تطلعاتها وأهدافها التوسعية الخارجية, مبادرات الدعم والانفتاح التي قدمتها لها مجاناً تركيا, مرفقة بغزل مركز من رئيسي البرازيل السابق لولا دي سيلفا, وفنزويلا الحالي هوغو شافيز. أما الذي مكنها فيما بعد من إطباق قبضتها على العراق ولبنان وقطاع غزة, فجاء نتيجة توطيد أواصر العلاقة الستراتيجية الإقليمية المشتركة, مع الجمهورية السورية تحت عنوان "حلف الممانعة", فأطلقت العنان لمزاجها التوتاليتاري, في قمعها لشعوب الأهواز العربية, وفي استدامة احتلالها للجزر الإماراتية, وصولاً إلى تغذية ومد الحوثيين في شمال اليمن للانقضاض ومهاجمة المملكة العربية السعودية, وصولاً إلى ادعائها لملكية طبيعية لإمارة البحرين.

   أما العامل الأهم الذي سهل لها كل هذا التمادي, فكان في عدم تعرضها في ستراتيجيتها اللولبية والأخطبوطية هذه, لأي مقاومة عربية فعلية, في غياب الدور المصري الفاعل والقادر. فمصر كانت وما زالت تشكل العمود الفقري لاستتباب المعادلة الصحيحة في المنطقة العربية. فالفساد الذي نخر هيكلية النظام السابق في مصر, غيب الدور المصري التقليدي الفاعل والقوي, وشجع طهران في طموحها لزعزعة الداخل المصري, والذي تجسد بالخلايا الإرهابية التي ضبطت في سيناء. فهل اغتبطت فعلاً إيران لسقوط نظام حسني مبارك? وهل تصفيقها لانتفاضة الشعب في مصر فعلاً حقيقيا, أم أنها رغبت في تلميع صورتها في دعمها لثورات تدعي أنها مستوحاة من ثورتها, مغيبة مرحلياً احتمالات الارتدادات السلبية عليها نتيجة فلاح هذه الثورة في مصر? ولكن ربما حساباتها كانت تجري على مستوى آخر, وقد يكون من الوارد اعتبارها بأن سقوط النظام المصري قد يغير بمستوى معادلات القوى, اذ ربما قد تكون نظرت إلى انهيار نظام حسني مبارك من ناحية سقوط أول مدماك في "محور الاعتدال" العربي, ومن زاوية إمكانية فتحه لباب إضافي لانتشار حالة الفوضى والوهن في الداخل المصري, ما قد يسهل عليها مساعي الاستفاضة في نهج الانقضاض, الذي مارسته في سياستها التوسعية الإقليمية خلال العقد المنصرم.

تلك نظرية ومقاربة لتفسير موقف طهران من الثورات العربية والإسلامية, يدعمها تصرف المرشد الأعلى للثورة الإيرانية, علي خامنئي, الذي خصص عشرين دقيقة من خطبة الجمعة التي ألقاها في الرابع من فبراير الماضي, باللغة العربية, من أجل تأييد المتظاهرين في مصر, زاعماً أنهم يسيرون على هدى الثورة الإيرانية العام 1979, حيث اعتبر أن الأحداث في تونس ومصر إنما تشكل "بوادر اليقظة الإسلامية", التي سوف تؤدي حسب تعبيره إلى "إقامة شرق أوسط إسلامي".

   ولكن عند اندلاع الأحداث في سورية الحليف الأول والأهم لإيران في "جبهة الممانعة", تغيرت اللهجة الإيرانية ولم تعد ثورات الشعوب مباركة ويقودها ويلهمها "المهدي" المغيب, بل تحولت هذه الثورات الشعبية إلى عمل النجس والشيطان, وعاد الرئيس الإيراني إلى اتهام الولايات المتحدة و"إسرائيل", بالتآمر على العلاقات العربية- الإيرانية, كأنما هذه العلاقات كانت على أفضل أحوالها حتى البارحة, أي قبل اندلاع الأحداث في سورية. وما كان من الرئيس الإيراني سوى الدعوة لوقفة تضامن شرق أوسطية إسلامية لمواجهة هذا الحلف الشيطاني الذي يسعى الى رمي بذور الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة في العالم العربي.

وفي تناقض صارخ مع المواقف السابقة الداعمة للمطالب الشعبية في مصر وتونس, دانت الجمهورية الإسلامية مواقف الشجب والاستنكار للمجازر الحاصلة في سورية, عبر مختلف وسائل الإعلام ومن أعلى المنابر الدولية. بالمقابل أدانت وبموقف مذهبي بحت تدخل" درع الجزيرة" لوضع حد لأحداث البحرين. فعن أي تحسين بمستوى العلاقات تتحدث طهران مع دول الجوار, وهي ما زالت تقيس بمقياسين وتكيل بمكيالين? فالعلاقات بين الدول بعامة وفي ما خص دول الجوار تحديدا, لكي تكون صحيحة وثابتة, يجب أن تراعي قواعد الشفافية وتلتزم بموجبات المعاهدات التي تقوم على احترام خصوصية النظام المجاور, والامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية, فهل تلتزم طهران بهذه الأطر وهذه القواعد بالنسبة الى دول الجوار? وهي تدرك ودول الخليج أيضاً, كما الحكومة الانتقالية في مصر, بأن مبادرة الجمهورية الإسلامية للقفز فوق ضرورة احترام قواعد حسن الجوار, وتخطيها عن طريق تعمد مغازلة حكومة مصر الجديدة, لن يفيدها بشيء ولن يثمر في إرساء علاقات مميزة بين طهران والقاهرة, التي لن تكون على حساب دول الخليج كما صرح بذلك رئيس الحكومة الانتقالية المصرية.    ولكن مأزق طهران اليوم هو من نوع آخر. فكل أذرع إخطبوط الجمهورية الإسلامية تمر عبر سورية. وقلقها اليوم مركز على مصير هذه الأذرع وعلى احتمال ظهور بوادر قطع الأذرع عن الرأس. أول ذراع انفصل كان تنظيم "حماس", فهل تكر السبحة؟  في الحقيقة مصير الأنظمة الشمولية والاستبدادية جميعها ومنذ فجر التاريخ, لم يتغير وما زال يكرر ذاته, أنظمة تجهد لإسكات شعوبها بالقبضة الحديدية, ومن ثم تذهب لتبرير ظلاميتها عن طريق تلميع صورتها في الخارج. إن قلب النظام التوتاليتاري ليس في قلبه, وقوته أي قوته الأيديولوجية والمعنوية ليست في داخله. قوته في أذرعه. وفقدانه للأذرع قد يشكل تهديداً لزعزعة أواصر وأسس كل النظام القائم. وليس بعيداً في الذاكرة نموذج الاتحاد السوفياتي حيث شكل انسلاخ أول ذراع عنه, في استقلال بولونيا, أول بشائر الانهيار الكامل الذي انتهى بسقوط حائط برلين.

*  كاتبة سياسية لبنانية

 

ألجموا هذا الرجل

باسل مرعب/محام وكاتب وصحافي لبناني

السياسة /من اللبنانيين المقيمين في دول الخليج الى وئام وهاب: ونطق الرويبضة. هو شخص لطالما تجنبت الحديث عنه او التعرض له, ليس انتقاصا من قدره وانما من قدر حبر قلمي. دخل الجوقة السياسية اللبنانية من بابها الضيق, بتعيينه وزيرا للبيئة في حكومة الرئيس عمر كرامي العام 2004 كمكافاة له على تخرجه من كلية "عنجر" برتبة مخبر وكاتب تقارير من الدرجة الممتازة لينضم بذلك الى "شبيحة" و"ابواق" النظام السوري في لبنان. اسس بعد ذلك حزبا يضم افراد عائلته وكم شخص "جاهلي" نسبة الى بلدته الجاهلية, اطلق عليه اسم "التوحيد", جعله اداة لتفريق اللبنانيين وضرب وحدتهم.

 وئام وهاب, او احد الناطقين الرسميين باسم جهاز المخابرات السورية ¯ فرع لبنان, هذا الرجل الفكاهي الذي يغزو القنوات الفضائية اللبنانية بشكل يكاد "يومي", يشتم من يريد ويفبرك ما يريد, من دون حسيب او رقيب امني او قضائي لبناني, حتى بلغ به الامر حد التعرض لقيادات خليجية وزج اسمها في لعبة مخابراتية قذرة, معروف مصدرها ومعدها ومخرجها,  معتبرا نفسه "وئام ليكس" وبانه الوحيد القادر على اختراق الغرف السوداء والحصول على الوثائق السرية الفاضحة..ويا ليتها وثائق حقيقية.

 كنت اثرت على نفسي كتابة هذا المقال لو انحصر نطاق قدحه وذمه وفبركاته داخل الاراضي اللبنانية, لكن طالما انه اصر على بث سمومه لتصل الى قيادات وشيوخ دول يقيم فيها الاف اللبنانيين, ينعمون بامنها واحترام اهلها وياكلون من خيراتها ويساهمون في عمرانها وبناء اقتصادها, ويشكلون السند المالي الاكبر لذويهم في لبنان في ظل الضائقة الاقتصادية المزمنة التي اوجدها نظام وصاية استمر لعقود, كان ومازال هو احد ازلامه, وجدت نفسي مضطرا, بعد ان وصلتني رسائل كثيرة من لبنانيين مقيمين في دول الخليج وخاصة في الكويت, تشتكي فجور هذا الانسان ورعونته وقلة ادبه وتجرؤه على رموز خليجية نكن لها كل الاحترام والمودة والتقدير لما نلقاه منها من معاملة مميزة فقط لاننا لبنانيون من بلاد الارز, واستذكر هنا المقولة الشهيرة لرئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الاحمد الجابر الصباح: "لبنان في قلب كل كويتي".

يا من رضيت لنفسك الذل والهوان في احضان انظمة على شفير السقوط والانهيار, لن نسمح لك ان تمس العلاقات اللبنانية ¯ الخليجية, وهنا اناشد القيادة اللبنانية التحرك الفوري والسريع للجم هذا الرجل اعلاميا وقضائيا, حفاظا على علاقة تاريخية تربطنا باخوتنا في دول  الخليج.  واخيرا, عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سياتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الامين وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة يا رسول الله? قال: الرجل التافه يتكلم في امر العامة«.

 

تحدت قمع السلطة وأعادت تنظيم صفوفها لتنزل مجدداً إلى الميدان  

الحركة الخضراء في إيران... تنهض من تحت الرماد

 السياسة/ استعرض نازينين أنصاري محرر الشؤون الديبلوماسية في صحيفة »كيهان« الأسبوعية الصادرة في لندن آفاق المعارضة الإيرانية, وتحديداً الحركة الخضراء التي ولدت بعد الانتخابية الإيرانية المزورة في العام 2009, والتحديات التي تواجهها, ونضالها من أجل مواجهة الطغاة في نظام الملالي.

اتسمت الأشهر الأولى من العام 2011 بقيام ثورات سلمية وكفاح شعبي من أجل الحرية والديمقراطية في جميع أنحاء الشرق الأوسط العربي. وخلافاً لمرحلة الأمل والانفتاح هنا, ثمة شعور طاغ في إيران يسوده الإحباط والانغلاق. م يمض زمن طويل على خروج الإيرانيين بالملايين إلى الشوارع في احتجاجات قوية أعقبت الانتخابات الرئاسية المزورة في 12 يونيو 2009 تحت راية »الحركة الخضراء« المعارضة التي واجهت في حينها القمع على نطاق مكثف من قبل الدولة, وكان لها نصيبها من جملة أخطاء ستراتيجية وتكتيكية. والنتيجة انه مضى ما يقرب من عامين على حيوية الحركة ففقدت زخمها. ولكن القصة لم تنته هنا بأي حال من الأحوال: فمن الرماد قد تنشأ قوة المعارضة أكثر جرأة وأكثر حزماً.

الحركة الخضراء التي انبثقت في أعقاب انتخابات 2009 في إيران أصبحت الآن في ذمة التاريخ. فأهدافها الأصلية انحسرت تحت وطأة تناقضاتها الكامنة, وقيادتها تراجعت, حيث بات معروفاً الآن ان آمالها في الأصل كانت زائفة: التطبيق الكامل لدستور الجمهورية الإسلامية لا يمكن أن يستخدم مجاناً لدعم حرية التعبير ونزاهة الانتخابات.

زمن الاحتجاجات

كان للحركة الخضراء في حياتها القصيرة تحولات عدة. في ذروتها كان اتحاد مجموعات متميزة (علمانية ودينية على حد سواء) تطمح إلى الحرية الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان. معظم هذه المجموعات, مهما كانت مكانتها في الساحة السياسية الإيرانية, اختارت المشاركة في انتخابات العام 2009 من خلال دعم (مباشر أو غير مباشر) لأحد مرشحي المعارضة, مير حسين موسوي ومهدي كروبي. حتى الحزب الدستوري أناط قرار المشاركة أو عدم المشاركة في الانتخابات إلى الاختيار الفردي, باستثناء حزب العمال الشيوعي, الذي دافع عن المقاطعة.

وجاء التحول المقبل بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات المتنازع عليها. ولجأ الناس على اختلاف مشاربهم إلى الشوارع من دون هيكلية أو تنظيم مسبقين. واندلعت احتجاجات عارمة في طهران يوم 15 يونيو 2009, بلغ عدد المشاركين فيها ثلاثة ملايين نسمة, قوة عفويتها أخذت النظام على حين غرة.

في 20 يونيو, بدأ مرشحا الرئاسة بتحدي نظام محمود أحمدي نجاد في ظروف قاسية. فقال موسوي أمام حشد في ساحة الإمام بطهران: »أعددت نفسي للاستشهاد, وإذا اعتقلت, عليكم بالإضراب الوطني«. ومع ذلك, في غضون شهر تجذرت بذور الشقاف.

كانت اللحظة حاسمة عندما توصل الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني - الذي كان في ذلك الوقت يتولى رئاسة اثنتين من مؤسسات السلطة, مجلس الخبراء ومجلس تشخيص مصلحة النظام في آن, وكان يلعب دوراً مهماً كزعيم صوري للكثير من الخضر داخل إيران - إلى اتفاق مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

نص الاتفاق انه في مقابل إقناع المعارضة بمبايعة جديدة لدستور الجمهورية الإسلامية, يمكن لرفسنجاني الاحتفاظ بموقعه داخل المؤسسة السياسية. في 17 يوليو, أم رفسنجاني المصلين يوم الجمعة للمرة الأولى منذ إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد قبل نحو شهر, وكان لهذا أهمية رمزية خاصة.

كانت هذه نقطة تحول كشفت, منذ ذلك الحين - وعلى عكس المعارضة في مصر في العام 2011 أو ثورة إيران في العام 1979 - ان جماعات إيران الحالية العلمانية وغير العلمانية فشلت في توحيد صفوفها خلف مطلب مركزي واحد. وبدلاً من ذلك, كانت هناك مطالبات متعددة من »أحمدي نجاد ليس رئيساً بلدياً« إلى »أين صوتي?« و»لتسقط مع الجمهورية الإسلامية«.

الفصيل المهيمن كان قوامه الخضر المتدينين ممن يسعون إلى إحداث تغيير في معالم الدستور متبعين ذلك »المسار الداخلي« للإصلاح, وقد حول الخضر المتدينون حركة الحقوق المدنية إلى صراع على السلطة بين معسكرين متنافسين على الهيمنة في الجمهورية الإسلامية. في المقابل, أصر الخضر العلمانيون على أن النظام لا يمكن إصلاحه من الداخل, ولابد من تغييره من خلال عملية يبادر إليها الإيرانيون وينجزونها.

عقد قادة هذا الفصيل الفكري عدداً من الاجتماعات (عن طريق سكاي بي, وبالتوك, وغيرمها من أشكال الاتصالات السلكية واللاسلكية) كان التركيز فيها لا يرقى - في كثير من الأحيان - إلى خطة عمل منسقة للتداول في المسائل السياسية والقانونية والاجتماعية, على أمل حل الخلافات.

في الوقت الذي غاص الخضر في مثل هذه النزاعات (التي تراوحت بين العقوبات والاحتفالات باليوم العالمي للمرأة), قام النظام في طهران بتعزيز موقفه من خلال القمع وفرض حالة من الحصار. ثم تولى حلفاء النظام على الصعيد الدولي (روسيا والصين) دعمه من خلال توفير الخبرات اللازمة لمكافحة خطر الثورات السلمية, بما في ذلك المركبات المدرعة لمكافحة الشغب وتكنولوجيا الأقمار الصناعية للاتصالات. وازداد الوضع سوءاً بسبب الكشف عن أن أنظمة هيستاك البرمجية التي وضعت لمساعدة الناشطين للتحايل على نظام التصفية الإلكترونية الحكومي (منح رخصة التصدير من قبل حكومة الولايات المتحدة) قد وضع في الواقع للكشف عن هوياتهم.

ويبدو الآن ان ستراتيجية قيادات الحركة العليا (والموالين للنظام), للفوز عبر وسيلة مجانية الكلفة قدر الإمكان جاء بنتائج عكسية تماماً. فقد عزل - تقريباً - هاشمي رفسنجاني من مناصب عليا, ووضع كل من مير حسين موسوي ومهدي كروبي تحت الإقامة الجبرية واتباعهما فقدوا أي ثقة أو أمل.

المعارضة المقبلة

غيرت موجة الاحتجاجات المرنة في العام 2009 وتداعياتها المشهد الفكري في إيران, وأضعفت - إن لم نقل دمرت - الأسس السياسية للجمهورية الإسلامية. ربما نجح النظام في قمع احتجاجات واسعة في الشارع, لكنه لم يتمكن من القضاء على مصادر السخط لدى الإيرانيين.

كانت الانتفاضة تطالب بحكم عادل ورشيد وازدهار اقتصادي, وكذلك بالحريات الاجتماعية والديمقراطية. وهذا ما لا يمكن للنظام تقديمه فتماديه ووحشيته المكشوفة وتفشي الفساد وتشديد حالة الحصار - تعمل على تعميق الطائفية فيه.

علاوة على ذلك, فإن أعباء العقوبات الاقتصادية تتضاعف, وسحب الدعم الحكومي عن سلع معينة يقود إلى ارتفاع معدلات التضخم والبطالة.

كما يتعرض النظام لضغوط متزايدة على الساحة الدولية. وثمة صعوبة متنامية في اكتسابه تأثيرات إيجابية وسط أوضاع سياسية غير مستقرة جراء العواصف الرملية العربية, وصناع القرار في طهران يواجهون مزيداً من العقوبات من جانب المجتمع الدولي بسبب انتهاك حقوق الإنسان.

هذه الظروف توجد مساحة كافية للمعارضة الناشئة ان التزمت بهدف تحقيق تغيير النظام من قبل الإيرانيين وفق مصالحهم الخاصة. إن هدفا كهذا هو الأكثر وضوحاً على الجانب الصحيح من التاريخ في العام 2011 كما كان في العام .2009 إن هذه القوة الإيرانية الجديدة عازمة على توسيع نطاق جاذبيتها, وصقل هيكلها التنظيمي, ووضع خطة ستراتيجية. أولئك الذين خاطروا بحياتهم في الخروج إلى الشوارع في إيران العام 2009 يمكن أن نفخر في حقيقة ان روحهم الديمقراطية وشجاعتهم ساعدت على هبوب رياح التغيير في جميع أنحاء الشرق الأوسط العربي, فهم مازالوا يطمحون إلى استعادة وطنهم ومصيرهم.

 

المسيحيون يعارضون سقوط النظام ويخشون تكرار "الكابوس العراقي"

دمشق - ا ف ب: في كاتدرائية دمشق القديمة يدعو كاهن الروم الكاثوليك الله لمساعدة الرئيس السوري بشار الاسد الذي تشهد بلاده موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف مارس الماضي. ويقول الاب الياس ديبي وهو يرتدي رداء الكهنة الابيض الموشى بالذهب رافعا يديه الى السماء امام جمع ضم نحو 250 من المؤمنين "ندعو الرب ان يحمي رئيسنا وحكومتنا وشعبنا من كل المحن والازمات, ندعو ان نكون قلبا واحدا وروحا واحدة". ولخصت عظة يوم الاحد (أول من أمس) هذه ما يشعر به الكثير من مسيحيي سورية الذين يعارضون سقوط النظام الحالي العلماني حتى وإن كانوا يأملون أن يصبح حكم الحزب الواحد أكثر انفتاحاً. ويقول سامر شموط وهو موظف يبلغ من العمر 53 عاما ان "وضع المسيحيين في سورية ممتاز, خصوصا في ما يتعلق بحرية العبادة وذلك بفضل الرئيس بشار الاسد, حتى في هذه الايام, نحن لانشعر بأي خوف".

من جهته, يؤكد طبيب العيون عماد ليوس (53 عاما) "نحن ليست لدينا طموحات سياسية, نحن لا نريد السلطة كل ما نريده هو التعايش بسلام مع المسلمين".

وتضم سورية العديد من الطوائف الدينية والمكونات الاتنية من عرب واكراد, ويشكل السنة غالبية السكان. ويحتفظ العلويون الذين يتولون زمام السلطة في البلاد منذ 50 عاما بعلاقات جيدة مع المسيحيين الذين يشكلون 5,7 في المئة من سكان البلد البالغ عدده 20 مليون نسمة.

وان كان عددهم مقارب لمسيحيي لبنان, لايملك مسيحيو سورية أي ثقل سياسي حقيقي في البلاد لكنهم رغم ذلك ممثلون في مؤسسات الدولة وفي الاوساط الاقتصادية.

ويقول رجل اعمال فضل عدم الكشف عن اسمه "بالتأكيد يريد المسيحيون حريات أكبر, وفي هذا الاطار نحن نشعر بأننا أقرب الى الليبراليين المحتجين لكننا قلقون على أمننا بوجه خاص". ويرفض المسيحيون, الذين يتعايشون بسلام منذ عقود مع المسلمين ان يتكرر "الكابوس العراقي", خصوصاً وان النظام يتهم المحتجين بأنهم "ارهابيون سلفيون".

ويؤكد ميشيل شانيس (63 عاما) الذي يعمل مرشداً سياحياً ان "السلفيين يخيفوننا. انظروا الى العراق, كان المسلمون والمسيحيون يعيشون بسلام تحت حكم صدام لكن الآن اصبح عندهم تنظيم القاعدة". ورغم إدراك المحتجين أن دعاية النظام ستحاول اظهارهم على أنهم اسلاميون متشددون, الا أنهم حاولوا استمالة المسيحيين الى قضيتهم, حتى انهم اطلقوا على يوم المظاهرات في 22 أبريل الماضي قبيل احتفال المسيحيين بأعيادهم ب¯"الجمعة العظيمة" بدلا من "جمعة الغضب" كما جرت العادة, مؤكدين في شعاراتهم على "الوحدة الوطنية".

وبهدف بث الرعب في صفوف المسيحيين, بث النظام صوراً لمظاهرة على موقع "يوتيوب" رفع خلالها شعار يقول "المسيحيون الى بيروت والعلويون الى المقابر".

ويؤكد المسيحيون في سورية الذين ينتمون الى 12 طائفة أن اوضاعهم في هذا البلد تختلف عن بقية الدول العربية. وتقول رولا يازجي (33 عاما) التي تعمل في مجال الاتصالات "هنا, نحن لسنا في مصر ولا في العراق. أوضاعنا مختلفة تماما. وفكرة ان نقوم بترك هذا البلد امر مستبعد". وبالنسبة لها فإن جذور مجتمعها راسخة في هذا البلد وهم لا يفكرون اطلاقا بالنزوح كما حصل في باقي دول الشرق الاوسط. اما كارين الخوري (27 عاما) التي تعمل في مجال التجارة من أب مسيحي وام علوية فتؤكد ثقتها بالرئيس بشار الاسد, وتقول "لن يحصل أي شيء لهذا النظام. حتى وان قرر الرئيس التنحي سننزل الى الشارع لأننا فقط بوجوده نشعر بالامان".