المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 28 حزيران/2011

البشارة كما دوّنها يوحنا كلمة الله الفصل 16/17-24/الحزن والفرح

فقال التلاميذ بعضهم لبعض: ما هذا الذي يقوله لنا: بعد قليل لا ترونني، ثم بعد قليل ترونني. وأنا ذاهب إلى الآب؟ وتساءلوا: ما معنى هذا القليل؟ نحن لا نفهم ما يقول. وعرف يسوع أنهم يريدون أن يسألوه، فقال لهم: تتساءلون عن معنى قولي: بعد قليل لا ترونني، ثم بعد قليل ترونني. الحق الحق أقول لكم: ستبكون وتندبون، وأما العالم فسيفرح. ستحزنون، ولكن حزنكم يصير فرحا. فالمرأة تحزن وهي تلد، لأن ساعتها جاءت. فإذا ولدت تنسى أوجاعها، لفرحها بولادة إنسان في العالم. وكذلك أنتم تحزنون الآن، ولكني سأعود فأراكم، فتفرح قلوبكم فرحا لا ينتزعه منكم أحد. في ذلك اليوم لا تطلبون مني شيئا. الحق الحق أقول لكم: كل ما تطلبونه من الآب باسمي تنالونه. وما طلبتم شيئا باسمي حتى الآن. أطلبوا تنالوا، فيكتمل فرحكم.

 

عناوين النشرة

*توقع القرار الاتهامي للمحكمة الدولية خلال أيام

*القضاء اللبناني يتسلم القرار الاتهامي اليوم أو غداً؟

*مصادر: المحكمة الدولية ستتهم 5 من حزب الله في اغتيال الحريري

*مسؤول «وحدة التدريب» والأعلى مستوى تحت «المجلس الجهادي» أبو تراب» من بين الأخطر في الخرق الاستخباراتي لـ «حزب الله» قصد «سي اي اي» وخضع لآلة كشف الكذب واجتمع بـ «الموساد»

*مرجع قانوني لـ«الشرق الأوسط»: حكومة ميقاتي ملزمة بالتعاون مع المحكمة الدولية

*سباق محموم بين البيان الوزاري العتيد والقرار الاتهامي في اغتيال الحريري

*عبد الحميد بيضون: حزب الله كوّن هيئة حكومية ضامنة لوجوده وسلاحه وداعمة للنظام السوري 

*بولتون: الحرس الثوري الإيراني يساعد القوات السورية/طهران تنفي ضلوعها في قمع السوريين وتتهم الاتحاد الأوروبي بتشويه الحقيقة

*المخابرات السورية تخوض «حرب الشائعات» لمواجهة الثورة المتعاظمة/روايات تنال من شرف المعارضين.. وأخرى تحرض الطوائف على بعضها البعض

*وكيليكس/لسعوديّة لدعم لبنان في مواجهة الإرهاب وتنتقد بشدة اعدام صدام حسين

*وكيليكيس/عميل سرّي سابق في الحرس الثوري: تفجير "المارينز" في بيروت مرتبط بوزارة الأمن في إيران

*البطريرك الراعي: ندعو إلى مؤتمر وطني لإبرام عقد إجتماعي جديد على أساس ميثاق

*تركيا أبلغت "الأطلسي" والغرب بإمكانية شن هجوم على سورية قد يبلغ حلب وحمص وحماه واللاذقية ويؤدي إلى إسقاط النظام/بسبب مخاوفها من نزوح كثيف للأكراد أو ضرب قوات نظام دمشق مخيمات اللاجئين/حميد غريافي/السياسة

*تل أبيب: نتوقع أن سورية ستغرق في وحل اقتصادي ونرفض استبعاد خيار ضرب إيران 

*منظمة العفو تدعو الدول العربية إلى "التحرك" حيال الأزمة السورية

*مجاهدي خلق" تدعو الدول العربية إلى منع الإجراءات القمعية ضد "أشرف"

*نائب رئيس الوزراء المصري يتهم اميركا واسرائيل بتأجيج التوترات الطائفية في بلاده

*تعزيزات أمنية في جنوب مصر إثر اشتباكات بين مسلمين وأقباط

*مقاربتان داخل الحكومة حول المحكمة وإسرائيل تهدّد بشنّ هجوم على الجنوب

*النائب محمد كبارة " يحذّر من استعمال سلاح "حزب الله" في سوريا

*ميقاتي خيّر أرسلان بين الجلوس عن يمينه أو الاعتذار

*دمشق وطهران معاً في فلقة العقوبات وصحافة تركيا تقول: ماهر الأسد استعان بخدمات ايرانيين مقابل 5000 دولار شهرياً/طارق السيّد/موقع 14 آذار

*الفساد المستشري داخل "حزب الله" نتيجته عملاء في صفوفه/أحد العملاء قيادي بارز في المقاومة اللإسلامية/علي الحسيني/موقع 14 آذار

*أي ثلث يقرّر؟ فشل التجربة الجديدة فشل للعهد/اميل خوري/النهار     

*لماذا أطلق نصر الله أخيراً موقفه الحازم من الوضع في سوريا؟/هل يأتي في سياق الهجمات المعاكسة التي تقودها دمشق؟/ابراهيم بيرم/النهار     

*مواجهة في الأفق بين فريق ميقاتي ووزراء عون حول أوجيرو والميدل إيست والكازينو محاور أساسية/سابين عويس/النهار

*بين "الأردوغانية" و"الحريرية"/مازن حايك/النهار

*"الانتقاد" حين يتحوّل هواية/رانيا الخضر/موموقع 14 آذار

*استعان بإيران وحزب الله لقمع المتظاهرين والفتنة الطائفية آخر أوراق النظام السوري/أميرة محمد عبدالحليم:السياسة

*سورية القلقة سورية المقلقة/غسان شربل/الحياة

*الدور التركي في سورية/داود الشريان/الحياة

*أيّ أوراق يراهن عليها الأسد؟/طوني عيسى/الجمهورية

*شكرا سوريا.. فضحتِ حزب الله/حمد الماجد/الشرق الأوسط

*حزب الله.. ماذا الآن؟/اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

*جراثيم المخابرات السورية وجرذان الحرس الثوري الإيراني/داود البصري/السياسة

*عنتريات المذعور حسن نصرالله/أحمد الجارالله/السياسة



 تفاصيل لانشرة

 

توقع القرار الاتهامي للمحكمة الدولية خلال أيام

الحياة/باريس – رنده تقي الدين؛ بيروت – محمد شقير

بلغ السباق ذروته بين الجهود المبذولة لإنجاز مشروع البيان الوزاري للحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، وبين تزايد الحديث من جهات دولية محسوبة على الأمم المتحدة في نيويورك وأخرى أوروبية عن اقتراب موعد صدور القرار الاتهامي في إغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ربما خلال أيام معدودة، على رغم ان لا علم للدوائر الرسمية اللبنانية بأي موعد في هذا الخصوص، وان أي مسؤول في الدولة لم يتبلغ أي شيء من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وكل ما لديها يقتصر على ما تتناقله وسائل الإعلام اللبنانية والخارجية. لكنها لم تستبعد صدور القرار الاتهامي خلال هذا الاسبوع او الاسبوع المقبل. وكشف مصدر دولي في باريس لـ «الحياة» ان القضاء اللبناني، ربما اليوم أو غداً الثلثاء، سيتبلغ من المحكمة الدولية وبحسب الأصول، نص القرار الاتهامي، وهذا ما يتطابق مع تأكيد مصادر فرنسية متابعة لملف الاغتيال أن موعد صدوره سيكون هذا الأسبوع. ويتزامن التأكيد الدولي المدعوم فرنسياً مع السفر المفاجئ للقضاة اللبنانيين الأعضاء في المحكمة الدولية. وعلمت «الحياة» ان آخر دفعة من القضاة، من أصيلين واحتياطيين، غادرت بيروت أمس عبر المطارات الأوروبية الى لاهاي مقر المحكمة الدولية. واعتبرت مصادر لبنانية رسمية ان سفر القضاة اللبنانيين هو بمثابة تدبير احترازي لا بد منه يهدف الى توفير الحماية الشخصية لهم، وتحييدهم من لبنان أمر ضروري ليكونوا بعيدين عن رد الفعل والتداعيات المترتبة على مضامين القرار الظني. لكن مصادر لبنانية أخرى رفضت ان يكون هناك رابط بين تأخير إنجاز البيان الوزاري للحكومة اللبنانية وبين ما يتردد من توقعات في شأن صدور القرار. وقالت أن أياً من أركان الدولة لا يعلم بموعد صدوره، لتبرير مثل هذا الربط بينهما. وأضافت المصادر أن أي رابط ليس في محله، لأن أحداً من كبار المسؤولين في الدولة لم يعلم من المحكمة الدولية بموعد صدور القرار الاتهامي، وبالتالي فإن لتأخير انجاز البيان الوزاري أسبابه الداخلية، وهي محصورة في الوقت الحاضر بموافقة أطراف رئيسيين على الصيغة التي أنتجها الرئيس ميقاتي والمتعلقة بموقف الحكومة من المحكمة الدولية والقرارات الدولية الأخرى الخاصة بلبنان. وقالت المصادر ان ليس لدى الرئيس ميقاتي رهانات خارجية، وان همه الوحيد يكمن في حماية لبنان وعدم كشفه أمام المجتمع الدولي، وهو لهذا السبب أعد صيغة لإدراجها في صلب البيان الوزاري، وهي تنتظر موافقة أطراف في 8 آذار التي يفترض أن تعيد النظر في موقفها منها إيجابياً بدلاً من موقفها الراهن الذي تغلب عليه السلبية.

وأكدت ان تبني هذه القوى للصيغة التي أنضجها ميقاتي يفترض أن يسرع في وضع اللمسات الأخيرة على مشروع البيان الوزاري لإقراره في جلسة يعقدها مجلس الوزراء الخميس المقبل برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وإلا فإن البديل سيكون مزيداً من الانتظار مع ان رئيس الحكومة قام بجهد للتوافق على هذه الصيغة تجاوز أعضاء لجنة البيان الوزاري الى المرجعيات الرئيسة في الأكثرية. وجددت المصادر تأكيدها ان ميقاتي لا يربط بين البيان الوزاري وصدور القرار الاتهامي، وقالت انه قام بجهد فوق العادة لإعداد البيان لكن الكرة الآن في ملعب الآخرين. ورفضت المصادر الدخول في مضمون الصيغة التي أعدها ميقاتي وقالت انها ترفض إقحامها في مزيدات من هنا أو هناك لأن ما يهم رئيس الحكومة حماية بلده وعدم تعريضه لأي مشكلة مع الخارج. ولفتت الى ان هذه الصيغة تعبر عن قناعات ميقاتي وان وزراء في لجنة البيان الوزاري يؤيدونها. وقالت انه لم يبدّل من قناعاته وهو تصرف في السابق ولا يزال على أنه ليس فريقاً أو طرفاً وانه رئيس حكومة لكل لبنان وهذا ما يملي عليه توفير الحماية للبلد.

 

القضاء اللبناني يتسلم القرار الاتهامي اليوم أو غداً؟

باريس - رندة تقي الدين/الحياة

كشف مصدر دولي لـ «الحياة» ان القضاء اللبناني سيتلقى اليوم أو غداً الثلثاء القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وأكدت مصادر فرنسية متابعة للملف أن موعد صدور القرار وطلبات توقيف المتهمين الذي ذكره المصدر الدولي يطابق معلومات باريس حول الموعد المرتقب. الى ذلك، قال مصدر فرنسي مأذون له لـ «الحياة» انه تم الإسراع في تشكيل حكومة نجيب ميقاتي بسبب المعلومات التي أتت من «حزب الله» وسورية حول اقتراب موعد إرسال القرار الى القضاء اللبناني. ورأى المصدر ان هذه الحكومة لديها ثلاث مهمات: الأولى هي قطع علاقة لبنان بالمحكمة الدولية، وثانياً كسر النظام الأمني الداخلي كما هو الآن لتغيير مسؤولين كبار فيه ووضعه تحت مظلة «حزب الله» والعماد ميشال عون، وثالثاً ملء التعيينات الإدارية من مؤيدي العماد و «حزب الله» استعداداً للانتخابات المقبلة. ورأى المسؤول ان الحكومة اللبنانية الحالية ليست حكومة وسط كون تمثيل الرئيس ميشال سليمان غائباً عنها في شكل فعال ومجموعة الوزير وليد جنبلاط إضافة الى وزراء الرئيس ميقاتي لا يشكلون وزناً فعالاً مقابل هيمنة «حزب الله» وعون، فهي في نظر باريس حكومة مواجهة وليست وسطية، وستراقب باريس أداء الحكومة الاقتصادي. الى ذلك نقل مصدر خليجي لـ «الحياة» استياء المواطنين الخليجيين من الحملات التي استهدفت دول الخليج ومنها قطر من وسائل إعلام سورية وأوساط سياسية لبنانية موالية لسورية وقرارهم إلغاء حجوزاتهم للإجازات الصيفية التي كانت مبرمجة لشهر تموز (يوليو) قبل موعد شهر رمضان آب (أغسطس). وأسف المصدر لذلك لأنه سيكون له تأثير كبير في الاقتصاد اللبناني. وتساءل المسؤول عن سبب قبول ميقاتي، «وهو شخصية تحظى باحترام وصداقة دول خليجية عدة»، تشكيل مثل هذه الحكومة في ظل تطورات إقليمية تشدد «هيمنة حزب الله على الحكم» في لبنان.

 

مصادر: المحكمة الدولية ستتهم 5 من حزب الله في اغتيال الحريري

لندن: الشرق الأوسط/علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان توشك على تقديم طلب للحكومة اللبنانية بالتحقيق مع خمسة أشخاص أعضاء في حزب الله بصفتهم الشخصية، لكن المصادر أكدت في الوقت ذاته أن أسماء المتهمين الخمسة ستكون سرية لفترة محدودة قبل الإعلان عن هوياتهم. وحول موعد هذا الإعلان، توقعت المصادر في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن يشهد اليومان المقبلان هذا الإعلان الذي سيسلم للمسؤولين في الحكومة اللبنانية، مضيفة: «الإعلان عن أسماء المتهمين سيتم خلال فترة قريبة جدا جدا»

 

مسؤول «وحدة التدريب» والأعلى مستوى تحت «المجلس الجهادي»

أبو تراب» من بين الأخطر في الخرق الاستخباراتي لـ «حزب الله» قصد «سي اي اي» وخضع لآلة كشف الكذب واجتمع بـ «الموساد»

 خاص ـ «الراي»

لم يحدّ اعتراف الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله باكتشاف «ثلاث حالات» تجسس في صفوف حزبه لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي اي) وغيرها، من وقع «الصدمة» التي أحدثتها المعلومات عن هذا الخرق و«حجمه ومستواه وأضراره»، ومن اهتمام حلفاء الحزب وخصومه بهذا التطور غير المسبوق وملابساته و«صندوقه الأسود» وتتمّاته. وعلمت «الراي» ان من بين الأخطر في هذا الخرق هو المهندس المدني محمد عطوي ومسؤول «وحدة التدريب» في «حزب الله» محمد الحاج، الذي لم نشأ كشف اسمه في تقرير سابق حين ألمحنا الى انه مسؤول المعسكرات «م. الح».  وفي معلومات خاصة لـ «الراي» ان محمد الحاج، المعروف بـ «ابو تراب» بدأ العمل مع «سي اي اي» عندما قرّر هو نفسه تسريب أخبار عن المقاومة لأسبابٍ يتم التدقيق فيها.  وأشارت المعلومات الى ان «ابو تراب» خضع لآلة كشف الكذب من الاميركيين لمرات عدة للتأكد من انه غير مدفوع للإضطلاع بدور «العميل المزدوج»، وهو ما تأكدت منه «سي اي اي» على نحو حاسم. وكشفت المعلومات الخاصة عن ان الحاج كان يعقد اجتماعاته مع «سي اي اي» داخل السفارة الاميركية في عوكر (شمال شرق بيروت) وفي أمكنة عامة بينها «مكتبات عامة». والأهمّ في هذه المعلومات ان مسؤول «وحدة التدريب» في «حزب الله» عقد لقاءات مشتركة خارج لبنان مع ضباط اميركيين وآخرين من «الموساد» الاسرائيلي.  ولفتت المعلومات نفسها الى ان الحاج، الذي عقد تلك اللقاءات خارج لبنان، كان يعرف مسبقاً بهوية الضباط الاسرائيليين، ما يجعل عمالته لـ «الموساد» حقيقة فعلية. وأوضحت تلك المعلومات ان «ابو تراب» اعترف بأنه اعطى مشغليه كامل المعلومات عن تجربته يوم كان قائداً عسكرياً بارزاً في جنوب لبنان قبل العام 2000، عام الانسحاب الاسرائيلي.  وتجدرة الاشارة الى انه لغاية العام 2000 لم يسجل اي خرق من اي جهاز تابع لأي مخابرات غربية او اسرائيلية للمقاومة بمستوياتها كافة، وان اي «تعاون» حصل بين بعض افراد المقاومة والاستخبارات المعادية يعود الى ما بعد 2001. ولفتت المعلومات الى المكانة البالغة الحساسية التي يحتلها محمد الحاج على رأس «وحدة التدريب»، فهذا المركز يُعتبر أعلى مستوى عسكري تحت «المجلس الجهادي» في الحزب، وينتمي الى الوحدات الحركية وليس الى الوحدات الصفّية. وكشفت المعلومات عن انه عند لقائه مع «الموساد»، كانت توضع امام محمد الحاج خرائط جغرافية لابداء رأيه بالانتشار العسكري لقوات العدو الاسرائيلي وتموْضعها مقابل انتشار قوات المقاومة وكمائنها. وتحدثت المعلومات عينها عن ان «ابو تراب» زوّد «الموساد» الاسرائيلي بخرائط انتشار مراكز التدريب لدى «حزب الله» على الاراضي اللبنانية.

ولاحظت المعلومات ان هذه التفاصيل لا تهمّ المخابرات الاميركية بل «الموساد» الاسرائيلي الذي لم يتوانَ عن تكوين «بنك أهداف» استعداداً لأي حرب محتملة. اما في ما خص عدد الذين تم اكتشاف تورطهم في هذا الخرق الاميركي ـ الاسرائيلي، فأشارت المعلومات الى ان «عدداً من الضباط» في صفوف «حزب الله» هم الآن تحت التحقيق.

وكشفت تلك المعلومات عن وضع قيادة الحزب «ضوابط جديدة» لكافة الكوادر، حيث أعيد التشكيل الأمني وطريقة عمله، خصوصاً «الجهادي» لمجابهة اي خرق في المستقبل.

 

مرجع قانوني لـ«الشرق الأوسط»: حكومة ميقاتي ملزمة بالتعاون مع المحكمة الدولية

سباق محموم بين البيان الوزاري العتيد والقرار الاتهامي في اغتيال الحريري

بيروت: يوسف دياب/الشرق ألوسط

تخوض حكومة نجيب ميقاتي سباقا محموما فرض نفسه عليها في الساعات الأخيرة، طرفاه البيان الوزاري الذي لم يجد المنكبون على إعداده صيغة مرضية لبند المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والقرار الاتهامي المتوقع صدوره بين ليلة وضحاها عن قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة دانيال فرانسين، والذي تجمع آراء المراجع القضائية والقانونية المواكبة لمسار العدالة في لاهاي، على أن القرار العتيد سيسمّي الأشياء بأسمائها، وسيكشف لأول مرّة هوية المتورطين في جريمة اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، وكل من دبّر وخطط لهذه الجريمة ونفذها، ومن اتخذ القرار بتصفية الحريري جسديا.

وإذا ما صحّت التوقعات بشأن صدور هذا القرار مطلع شهر يوليو (تموز) المقبل، أي قبل إنجاز البيان الوزاري بصيغته النهائية وقبل أن تأخذ الحكومة الثقة على أساسه، وهذا ما تؤكده واقعة مغادرة القضاة اللبنانيين الأربعة الأعضاء في المحكمة الدولية إلى لاهاي أواخر الأسبوع الماضي. فإن هذه القنبلة القضائية ستربك هذه الحكومة الجديدة وتضعها أمام الامتحان الأصعب، لجهة اختبار تعاطيها مع موجبات القرار ومقتضياته. سيما وأن المعلومات المتداولة في أروقة المحكمة، أفادت «الشرق الأوسط»، بأن فرانسين «بات لديه ما يكفي من الأدلة والقرائن والإثباتات التي تمكنه من إصدار لائحة اتهام قوية وصلبة، بالاستناد إلى الوثائق التي قدمها له المدعي العام الدولي دانيال بلمار على ثلاث مراحل، وهو (فرانسين) بالتالي ليس بحاجة الآن إلى أية إضافات لتعزيز اتهاماته».

وفي هذا الإطار أكد مرجع قانوني لـ«الشرق الأوسط»، أن «حكومة الرئيس ميقاتي لا تستطيع التنصل من متطلبات هذا القرار بالاستناد إلى اتفاقية التعاون بين القضاء اللبناني ومكتب المحكمة الدولية ومكتب المدعي العام الدولي (دانيال بلمار) في بيروت في ربيع عام 2009 في عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وبموافقة وزراء حزب الله وكل فريق 8 آذار الوزاري». وشدد المرجع القانوني على «وجوب أن ينفّذ القضاء اللبناني ممثلا بالنيابة العامة التمييزية، كل ما يطلبه القرار الاتهامي سواء بالنسبة للتبليغات أو تنفيذ مذكرات التوقيف لمتهمين محتملين من لبنانيين وغير لبنانيين مقيمين على الأراضي اللبنانية». وذكّر بأن «هذه الحكومة أو أي حكومة أخرى ليست مخيّرة بين قبول هذا التعاون أو رفضه، باعتبار أن مسألة الرفض لا تعني تنكر لبنان من طرف واحد لاتفاقية أبرمها مع المحكمة ومن خلفها الأمم المتحدة الراعية لها فحسب، إنما يعني خروجا على القرارات الدولية وعن المجتمع الدولي، مع ما يترتّب على ذلك من تداعيات خطيرة على الدولة اللبنانية ككل». وبرأي المرجع المذكور فإن «لبنان وفور صدور القرار الاتهامي وإبلاغ المراجع القضائية والسياسية نسخة عنه مع لائحة الاتهام بحق من ستوجه إليهم تهمة التورط في اغتيال الحريري، فاعلا أو شريكا أو محرضا أو متدخلا، سيصبح تحت المجهر الدولي، الذي ينتظر منه أفعالا عبر التقيّد بالتزاماته وتطبيقها، وليس صياغة نصوص إنشائية لا تلامس الواقع وتقود البلاد إلى الهلاك».

في هذا الوقت أعلن وزير العدل شكيب قرطباوي لـ«الشرق الأوسط»، أن «مجلس الوزراء هو الذي سيقرّ آلية تعاطي لبنان مع المحكمة الدولية، انطلاقا من احترامه للقرارات الدولية وللشرعية الدولية»، مشددا على ضرورة «عدم استباق البيان الوزاري، والإقلاع عن التكهنات والتوقعات التي تشوّش عقول الناس». وتمنى على الجميع «الهدوء وانتظار البيان الذي يطبخ جيدا، وسيخرج إلى العلن قريبا»، ومشددا على «عدم إبرام الأحكام قبل رؤية عمل الحكومة الجديدة».

إلى ذلك، رفض عضو كتلة المستقبل النائب نضال طعمة أن «تغسل الحكومة يديها من ملف المحكمة الدولية (الخاصة بلبنان) فيرحّلها البيان إلى طاولة الحوار التي يعلم الجميع مصير القرارات التي سبق واتخذتها».

 

الوزير الأسبق د.محمد عبدالحميد بيضون: حزب الله كوّن هيئة حكومية ضامنة لوجوده وسلاحه وداعمة للنظام السوري 

الأنباء الكويتية

رأى النائب والوزير الأسبق د.محمد عبدالحميد بيضون ان حزب الله يتخبط بكتلة من التناقضات في مواقفه حيال القرارات الدولية بحيث يعترف بالبعض منها ويدعم مندرجاتها كالقرارين 1701 و425، ويرفض من جهة ثانية البعض الآخر كالقرارين 1559 و1757 الخاصة بالمحكمة الدولية، وهو ما يؤكد ان حزب الله يتعاطى مع قرارات مجلس الأمن باستنسابية وانتقائية وفقا لما يتناسب وموقعه في المنطقة ووفقا لما يؤمن له استكمال مشاريعه المتصلة مباشرة بالمشاريع الايرانية، معتبرا وفقا لما تقدم ان حزب الله يدفع برئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى التحدث عن احترام القرارات الدولية وليس عن تنفيذها انطلاقا من التزام لبنان بها، معتبرا بالتالي ان الرئيس ميقاتي يمارس عملية اللعب على الكلام تفاديا لأي رد فعل من قبل حزب الله يؤدي الى فرملة انطلاقته الحكومية، وترحيل الملف بالتالي الى طاولة الحوار لرمي مسؤولية التعامل به على عاتق الآخرين.

ولفت بيضون في تصريح لـ «الأنباء» الى ان ترحيل ملف المحكمة الدولية الى طاولة الحوار خطأ مميت وذلك لأسباب متعددة وأهمها:

أولا: عدم التزام حزب الله بأي اتفاق يبرم بين اللبنانيين الا اذا توافق شكلا ومضمونا مع مصلحته الذاتية، وان رفضه تطبيق ما تم الاتفاق عليه على طاولة الحوار الأولى خير دليل على عدم جديته بصياغة اي اتفاق لغير مصلحته.

ثانيا: القرار الدولي 1757 هو قانون وليس فقط مجرد قرار صادر عن المجتمع الدولي لإنشاء المحكمة الدولية، وبالتالي فإن اقامة حوار حول قانون دولي نشأ بعناية مجلس الأمن والأمم المتحدة خطأ فادح، خصوصا وان القوانين الدولية تتمتع بقيمة معنوية وتنفيذية تفوق قيمة القوانين المحلية لكل الدول وتتقدم عليها بالأولويات والتنفيذ.

ثالثا: المجتمع الدولي سيتعاطى مع ترحيل ملف المحكمة الدولية الى طاولة الحوار على انه تجاوز للأعراف والقوانين، ما سيحتم على الدولة اللبنانية مسؤولية مباشرة لجهة عدم التزامها بمقررات الشرعية الدولية، ويجعلها شريكة مباشرة في محاولات تهريب ملف المحكمة الدولية والطعن في شفافية القضاء الدولي عبر جعله محط تداول بين الفرقاء اللبنانيين.

وأيضا في الاطار الحكومي لفت بيضون الى ان ما يدعو الى الأسف هو ان اللبنانيين شعروا بأن قطار تشكيل الحكومة سار على غير سكته الصحيحة وفي اتجاه معاكس لواقع وأبعاد المتغيرات في العالم العربي، بمعنى آخر يعتبر بيضون ان المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية وذهاب حماس باتجاه خيار السلطة الفلسطينية، واهتزاز النظام السوري جراء الانتفاضة الشعبية في سورية، أدى الى اضعاف منطق حزب الله وحال دون تمكنه من فرض ارادته ورغباته على الآخرين، ما جعل العماد عون يتولى مهمة تحقيق المكاسب والمغانم الحكومية على حساب الرئاستين الأولى والثالثة.

هذا وأضاف بيضون ان حزب الله وعلى اثر ازدياد النزيف الدموي في سورية، استعجل في الآونة الأخيرة عملية تشكيل الحكومة، بحيث دفع بالعماد عون الى تهدئة الاجواء عبر حثه على قبول توزير شخصيات توافقية في الحقائب السيادية، وذلك لاعتباره ان حزب الله تخوف من اي تطور دراماتيكي قد يطرأ على الساحة السورية ويؤدي الى سقوط النظام، فسارع الى تكوين هيئة حكومية تكون ضامنة لوجوده وحامية لسلاحه من جهة، وداعمة للنظام السوري في مواجهة العقوبات الدولية عليه من جهة ثانية.

 

بولتون: الحرس الثوري الإيراني يساعد القوات السورية

طهران تنفي ضلوعها في قمع السوريين وتتهم الاتحاد الأوروبي بتشويه الحقيقة

واشنطن: محمد علي صالح/الشرق ألوسط

قال جون بولتون، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة، إن الحرس الثوري الإيراني يشترك مع القوات السورية في قمع المظاهرات في سوريا، التي دخلت شهرها الرابع. وقال، في مقابلة تلفزيونية: «إيران تعمل كل ما تقدر عليه ليبقى النظام السوري»، وأضاف: «في سوريا، حيث يحكم حزب البعث وعائلة الأسد، وبالمقارنة مع دول أخرى تشهد (الربيع العربي)، يوجد اختلاف واضح: دور إيران»، وقال: «مثلما يستعمل النظام الإيراني العنف لقمع المتظاهرين في أراضيه، وخاصة بعد انتخابات سنة 2009 الرئاسية المزورة، تقول تقارير مؤكدة إن الحرس الثوري يشترك في مساعد الأسد في قمع المتظاهرين في سوريا». وقال إن فقدان الأسد في سوريا سوف يعرقل مساعدات وإمدادات إيران لحزب الله في لبنان، وإن إيران تريد استمرار البرنامج النووي السوري الذي عرقلته إسرائيل عندما قصفت المفاعل النووي في سوريا. وشن بولتون، وهو الآن خبير في معهد «أميركان إنتربرايز» في واشنطن، هجوما عنيفا على سياسة الرئيس أوباما نحو سوريا. وقال إن أوباما فشل في سوريا كما فشل في جوانب أخرى في السياسة الخارجية الأميركية.

وقال إن أوباما يفتقر إلى «القدرة القيادية» في المجالات الداخلية والخارجية. وقال إن أوباما ربما يخشى أنه إذا تدخل في سوريا، فسوف تسرع إيران وترسل قواتها إلى سوريا لمساعدة نظام الأسد، في نفس الوقت، لخلق مواجهة غير مباشرة مع الولايات المتحدة.

غير أن بولتون استبعد أي تدخل عسكري أميركي أو أوروبي في سوريا. وقال إن سبب ذلك هو أن «تدخلنا غير المدروس في ليبيا جعل كثيرا من أعضاء الكونغرس يخافون من تدخل آخر غير مدروس»، وأضاف: «ليست المشكلة بالنسبة لأعضاء الكونغرس هي مساعدة الشعوب لتحقيق الديمقراطية». إلى ذلك اتهمت إيران الاتحاد الأوروبي أمس بأنه «يشوه الحقيقة»، بعد أن فرض الاتحاد عقوبات على القيادة السورية وثلاثة من كبار المسؤولين الإيرانيين قال الاتحاد إنهم يساعدون دمشق على سحق المعارضة، وإلى جانب العقوبات المفروضة أساسا على سوريا، أضاف الاتحاد الأوروبي قائمة سوداء تفرض قيودا على السفر وتجميدا للأصول ثلاثة من قادة الحرس الثوري الإيراني المتهم بدعم حملة القمع التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد ضد المحتجين المعارضين لحكمه.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانباراست، في بيان: «زعم الاتحاد الأوروبي الذي لا أساس له، الذي يربط بين الحرس الثوري الإيراني والأحداث في سوريا، يكشف محاولته لتوجيه الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية ولتشويه الحقيقة». ونفى المتحدث أن تكون إيران تدخلت في الشأن الداخلي السوري، وقال: «حكومة وشعب سوريا يتمتعان بالنضج السياسي والاجتماعي بما يكفي لحل مشكلاتهم الداخلية».

وأعربت إيران، التي سحقت احتجاجات شعبية لديها أعقبت انتخابات عام 2009 المتنازع على نتيجتها، التي فاز فيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بولاية جديدة، عن تأييدها للانتفاضات الشعبية في أغلب أنحاء العالم العربي، لكنها لم تفعل الشيء نفسه بالنسبة للاحتجاجات في سوريا التي تعتبرها «خط مقاومة» ضد إسرائيل، وتدعم كل من إيران وسوريا جماعتي حزب الله وحماس.

 

المخابرات السورية تخوض «حرب الشائعات» لمواجهة الثورة المتعاظمة

روايات تنال من شرف المعارضين.. وأخرى تحرض الطوائف على بعضها البعض

بيروت: «الشرق الأوسط»

مع تنامي التحركات الشعبية السورية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، يكشف معارضون سوريون عن «لجوء المخابرات وأجهزة الأمن السورية إلى حرب الشائعات، الهادفة إلى تضليل الرأي العام وإيهامه بوجود مؤامرات دولية خارجية تستهدف الدول والشعب والكيان، وتارة أخرى عبر وجود عصابات وإرهابيين، وطورا باللجوء إلى تشويه سمعة المتظاهرين المطالبين بالحرية، والنيل من شرف وكرامة المعارضين».ويشير هؤلاء إلى أن «الإعلام السوري لا يكف عن عرض هذه الشائعات والترويج لها، عبر استقبال المحللين الموالين للنظام لشرحها وتدعيم صحتها. بينما تتوجه شائعات أخرى إلى الأقليات لتخويفها وزرع الرعب بين أبنائها تجاه أي بديل قد يخلف النظام الحاكم حاليا».

فقد أعلن معارض سوري بارز، رفض ذكر اسمه، أن «النظام السوري اعتاد بث الشائعات بين صفوف المواطنين بما يخدم مصلحته ويحقق أهدافه، إلا أنه في الفترة الأخيرة، ونتيجة المظاهرات التي تعمّ أنحاء سوريا، كثفت أجهزة المخابرات نشاطها، سواء بانتشارها الميداني، أو عبر مخبريها الموزعين في كل مكان، وضاعفت انتشارها في المناطق ذات الاختلاط الطائفي والمذهبي، فتوزعت الشائعات عند كل طرف بما يفيد أن الطرف الآخر سيهاجمه ويقضي عليه».

ويقول المعارض المذكور لـ«الشرق الأوسط»: «لقد دأب النظام في الآونة الأخيرة على تشويه سمعة المعارضين الشرفاء، عبر اختلاق روايات تنال من الشرف والعرض والأخلاق، وبعضها يطال المعارضة سهير أتاسي، والمدونة الشابة طل الملوحي، التي تم اعتقالها قبل حدوث الاحتجاجات بفترة، أما المعارض عبد الرزاق عيد، فقد أشاعوا أنه بكى على إحدى شاشات الفضائيات؛ حين أخبره أحد المحللين الأميركيين بأن الولايات المتحدة الأميركية لن تتدخل عسكريا في سوريا في الوقت الحالي، في إشارة إلى رغبة المعارضة في استدعاء تدخل خارجي».في المقابل، يرى معارضون آخرون، أن «مسألة الشائعات الكاذبة والمسمومة، هي المادة اليومية للمخابرات السورية بكل فروعها، واليوم باتت هذه الشائعات الزاد الذي تقتات به أجهزة الأمن السورية، إلا أن هذه اللعبة باتت مكشوفة لدى السوريين».

وأشار المراقبون لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «أجهزة المخابرات السورية تنشر الآن مخبريها في المقاهي والجامعات والحدائق والأماكن العامة لبث شائعات معينة»، ويقول أحد المشاركين في مظاهرات ريف دمشق: «بعد مشاركتي في إحدى المظاهرات، ذهبت إلى المقهى لأسمع أحد الجالسين يقول إن المتظاهرين كانوا يهتفون بحياة إسرائيل، في وقت كانت جميع الشعارات في المظاهرة تطالب بالحرية وتنادي بإسقاط النظام». ويتحدث ناشطون في صفوف «شباب الثورة السورية»، عن «دخول أجهزة الأمن إلى موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، لترويج الشائعات، عبر تجنيد مجموعات من الشبان للقيام بهذه المهمة، وظيفتها التشهير بالشخصيات المعارضة، وتأليف قصص معيبة تتعلق بالأخلاق وتمس الكرامة، ومنها، قصة المعارض السوري عمار القربى رئيس مركز حقوق الإنسان؛ حيث قالوا إنه قبض مبلغا ماليا كبيرا لقاء إجرائه عملية استئصال كلية لسيدة سورية، ولم يقم بإجراء العملية، وقد رد القربى عبر الإعلام نافيا حدوث هذه القصة، معتبرا أنه إذا كان لديهم أي دليل ضدي فليتقدموا إلى القضاء».ويشير الناشطون إلى ما تقوم به قناة «دنيا» الفضائية المملوكة من قبل شخصيات نافذة في النظام السوري، من خلال «نشر شائعات تشهيرية تستهدف شخصيات معارضة وتشوه سمعتها، ومنها الحملة التي استهدفت المعارض السوري المقيم في لندن، وحيد صقر، حيث تم إجبار ابنه الذي يسكن في سوريا على الظهور عبر شاشة القناة والتبرؤ من والده، والقول إن والدي شخص فاشل، انتهازي، سلوكه كان سيئا حين كان يعمل في أجهزة الدولة، وإنهم ينادونه على الفضائيات بدكتور، وهو في الحقيقة لا يحمل شهادة إعدادية».

 

وكيليكس/لسعوديّة لدعم لبنان في مواجهة الإرهاب وتنتقد بشدة اعدام صدام حسين

الجمهورية/في مذكّرة سرّية تحمل الرقم 07RIYADH289 صادرة عن السفارة الأميركيّة في الرياض في 12 شباط 2007، جاء أنّ اجتماعا عقد بين السفير الأميركي إلى العراق زلماي خليل زاد والسفير الأميركي إلى المملكة السعودية جيمس أوبرويتر مع مساعد وزير الداخليّة السعودية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، للبحث في مختلف المواضيع الأمنية الإقليمية. وقد أبدى الأمير تفاؤله حيال تحسّن أوضاع الأجهزة الأمنية العراقية واحترامها حقوق الإنسان، مشدّدا على ضرورة عمل هذه الأجهزة من أجل عراق موحّد.

عواقب إعدام صدّام حسين

وشدّد الأمير على أنّ الحكومة العراقيّة قد أظهرت عدم احترام الحكومة المملكة العربية السعودية عندما أقدمت على شنق صدّام حسين في أوّل أيّام العيد، مضيفا أنّ الحكومة العراقية لم تتشاور أو حتى تحذّر السعودية، معتبرا أنّ عواقب عملية الإعدام كانت سلبيّة جدّا، وأنّه لن يحترم رئيس الوزراء نور المالكي، ولن يصافحه أبدا. وأضاف أنّ طريقة الإعدام كانت نهاية لا يستحقها صدّام، منتقدا في شكل خاص توقيت الإعدام الذي كان يمكن أن يعرّض موسم الحجّ للخطر. وقال في هذا الصدد: "من حسن الحظ، لم تحدث تظاهرات مندّدة بعمليّة الإعدام، إذ إنّ وجود 35 ألف حجّ عراقي في مكّة حينها كان يمكن أن يعرّض حياة 3.8 مليون حاج للخطر.

خطر الإرهاب

وشدّد الأمير على أنّ السعودية ترزح تحت تهديد الإرهاب العالي، مشيرا إلى توقيف عشرات الأشخاص "السيّئين" كلّ يوم. وأضاف أنّ السعودية قلقة جدّا من خطر المقاتلين العراقيّين المتسللين عبر الحدود، مشيرا إلى أنّ لبنان هو مصدر آخر للإرهاب مع تمركز "القاعدة" فيه، بعدما نقلت بعض عناصرها من العراق إلى لبنان. وكشف أنّ الحكومة السعوديّة جاهزة لمواجهة هذا التهديد عبر مساعدة الأجهزة الأمنيّة اللبنانية المرتبطة بحكومة السنيورة.

 

وكيليكيس/عميل سرّي سابق في الحرس الثوري: تفجير "المارينز" في بيروت مرتبط بوزارة الأمن في إيران

الجمهورية/كشف عميل سري سابق في الحرس الثوري الإيراني معلومات خطية ووثائق تربط قوات القدس التابعة للحرس الثوري بالأعمال الإرهابية والتخريبية في العراق، مضيئا على أسماء شخصيات ومؤسسات عراقية وإيرانية متورّطة في تهريب الأسلحة وتمويل جماعات متطرّفة في سبيل تحقيق أهداف ميدانية في العراق.

ففي مذكّرة سرية تحمل الرقم 07LONDON4680 صادرة عن السفارة الأميركية في لندن في 28 كانون الأول 2007، جاء أن اجتماعا خاصا عُقد بين المستشار السياسي في السفارة الأميركية وعميل سري سابق في الحرس الثوري الإيراني، مشيرة إلى أن الأخير عمل خلال فترة السبعينيات والثمانينيات في لبنان وإيران كمدرّب لمنظمة التحرير الفلسطينية وحزب الله على عمليات "مختلفة ومتفاوتة". ونقلت عن العميل الإيراني الذي يحمل الجنسيّتين الإيرانية والبريطانية، أنه "ممثل غير رسمي" لعدد من الشخصيات الإيرانية المعارضة للرئيس أحمدي نجاد، من ضمنهم هاشمي رفسنجاني ومحمّد خاتمي وآخرون داخل إيران.

أنشطة قوّات القدس

وقدّم العميل السري الإيراني تقريرا خطيا يتضمّن مزاعم عدة عن دور قوات القدس التاريخي في منطقة الخليج الفارسي ولبنان. ويتكوّن هذا التقرير على نحو رئيس من إدراج مفصّل لأسماء عشرات المؤسسات الزائفة التابعة لقوات القدس والمسجّلة تحت أسماء مؤسّسات غير حكومية، مشيرا إلى أنّ بعض هذه الأسماء ينفّذ مشاريع إنشائية وثقافية وإنسانية في قطاعات مختلفة. وحسب العميل، فإن هذه الشركات تقوم في الوقت عينه بتأمين التدريب والتمويل والدعم اللوجيستي لمجموعات وعمليات إرهابية، شارحا بقدر كبير من التفصيل الصلات بين عدد كبير من النوّاب العراقيين وآليات التمويل الخاضعة لسلطة قوات القدس. وأضاف أنّ المؤسسات غير الحكومية الإيرانية التي تدعم رحلات الحجّ الإيرانية إلى المقدّسات الشيعية في العراق، تخضع في الحقيقة لإشراف قائد قوات القدس سليمان ونائبه أحمد فروزنده، موضحا أنّ عشرات الشركات في البصرة والعمارة وكربلاء والنجف والأنصارية وديالى وغيرها من المدن تتم إدارتها من المصدر نفسه وبالطريقة ذاتها. وأشار العميل إلى أن مؤسّسة محمد باقر الحكيم تهرّب ما يصل إلى 15 مليون دولار شهريا إلى السفير الإيراني في العراق كاظمي قومي وعدد من "مستشاري" الجمهورية الإسلامية، كاشفا أنّ أفرادا من قوات القدس ينقلون بين إيران والعراق عبر شركات الكوثر والنور ودار القرآن، وهي شركات خاضعة لسلطة عمار الحكيم نجل عبد العزيز الحكيم. وتابع العميل الإيراني أنّ هؤلاء الأفراد يسافرون ويعملون بموجب هويات مزوّرة كمهندسين وأطباء وغيرها من المهن، مشيرا إلى أن مستوى النفوذ ذاته والتحكّم يمارس من قبل أعضاء من قوات القدس والحرس الثوري الإيراني في عدد من وسائل الإعلام العراقية الرئيسية وأشهرها قناة "العراقية" التابعة لـ حبيب الصدر. وعلى نحو مماثل، فإنّ الكثير من الشركات الأمنية التابعة لقوات القدس، مسجّلة لدى وزارة الداخلية العراقية وتملك الأسلحة في صورة شرعية، وهي، حسب العميل، تقتل العراقيين من دون محاسبة الحساب، موضحا أنّ إحدى هذه الشركات "الوسام" هي جزء من حزب الله، حسب ما أورد المصدر. وجاء في تقرير العميل الإيراني السري لوائح تحوي "أرقام المرتبات في قوّات القدس" لعدد كبير من المسؤولين العراقيين، من بينهم "وزير الدولة" أبو مجتبى المعروف بـحسّان الصاري (مرتب الرقم 70166)، وكذلك عضو البرلمان ومدير تلفزيون "الفرات" (بطاقة انتساب إلى قوّات القدس الرقم 10002904). كما أن بعض مزاعم العميل الأكثر تفصيلا هي أنّ بعض أعضاء مؤسسة الهلال الأحمر العراقية يجمعون المعلومات في سبيل خدمة تنفيذ عمليات إرهابية، وبالتعاون مع مؤسسة إيرانية معروفة جيدا "الإمام للإغاثة"، وأنّ تمرير الأسلحة يتم لمصلحة مجموعات وتنظيمات في العراق.

حياتي في ظل الثورة الإيرانية

في سياق آخر، وخلال اجتماع في 19 كانون الأول في لندن، سرد العميل الإيراني تفاصيل حياته المعقدة والغريبة التي تضمّنت خدمة سنوات عدة في منظّمة التحرير الفلسطينية وفي الحرس الثوري الإيراني، مضيفا أنه أمضى بضع سنوات قبل الثورة الإيرانية في معاقل منظّمة التحرير في لبنان، حيث تَدرّب، ثم قام بتدريب مجنّدين إيرانيين لحساب عقيدة "الجهاد المسلّح في سبيل الإسلام"، مضيفا أنّ المتدرّبين على يديه عادوا في معظمهم إلى إيران، حيث أصبحوا أول المنتسبين إلى الحرس الثوري خلال الثورة، ولكنّه اعترف بأنّ بعض هؤلاء المتدربين انتهى بهم المطاف في صفوف "منظمة مجاهدي خلق". وأشار العميل إلى أنّه، عند سقوط الشاه، ذهب إلى إيران للمساعدة في تدريب جنود الحرس الثوري، وبعد سقوط بني صدر "عاد إلى العمل الميداني" في لبنان، حيث ساعدته لغته العربية على العمل مع حزب الله. وأضاف أنّه لم يكن على أي صلة بالهجوم على ثكنة قوات البحرية الأميركية أو خطف أي موظف من السفارة الأميركية في بيروت وقتله، ولكنّه أوضح أنّه يعرف هوية المخطط لهاتين العمليتيْن، وهو عضو في حزب الله وتابع لوزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية اسمه أحمد مغنية، مضيفا أنّ مغنية حاول تدبير مقتل خاتمي في العام 1987 كمنافس سياسي مرتبط بالليبراليين، وتحديدا بـ بني صدر ولاحقا منتظري.

وجاء في المذكّرة أنّ العميل السري لم يبد أي ندم على السنين التي أمضاها في صفوف الميليشيات المسلحة، وإنّما يعتزّ بتلك الفترة، مشيرا إلى أنّ ولاءه للنظام في طهران قد تأثّر على نحو جذري عندما استهدفته أجهزة المخابرات الإيرانية في لبنان في محاولة للقضاء عليه. وأضاف أنّ المنافسات الداخلية في وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية جعلت منه هدفا بما أنّه كان من الداعمين للرئيس المخلوع بني صدر، بدلا من مجموعة "أخوند" المتطرفة التي من خلالها تمكّن الخميني من تعزيز سلطته. وشرح العميل أنّ ولاءه لآية الله منتظري عمل ضده بعد انفصال الأخير عن خط الخميني في أواخر الثمانينيات، مضيفا أنّ بعد فترة من السجن، هرب من إيران في العام 1989 ونال لجوءا سياسيا في بريطانيا، واستحصل لاحقا على الجنسيّة البريطانية وعاش في لندن خلال فترة التسعينيات.

 

البطريرك الراعي: ندعو إلى مؤتمر وطني لإبرام عقد إجتماعي جديد على أساس ميثاق

الجمهورية/احتفل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بقداس الهي في دير الصليب في بقنايا، لمناسبة عيد الطوباوي يعقوب الكبوشي، وألقى عظة قال فيها: "ما أحوج المسؤولين السياسيين عندنا الذين ما زالوا يستعملون العمل السياسي متاريس للتراشق بكلام التحقير والإساءة، الى المحبة التي تستر العيوب! ما أحوجهم الى العمل بروح الشركة والتعاون للنهوض بلبنان من أزماته! ما أحوجهم الى التمسك بمبادىء الحوار المسؤول وحل الخلافات في إطار المؤسسات الدستورية! ما أحوجهم الى التحلي بالأخلاقية الإنسانية والمناقبية السياسية، ليجنبوا لبنان مساوىء تحويل الإختلاف في وجهات النظر، الى أزمات سياسية واقتصادية على مستوى الوطن كله". وتمنى الراعي "بأن يعملوا على الدعوة الى مؤتمر وطني لإبرام عقد إجتماعي جديد، على أساس الميثاق الوطني الذي وضعه رجالات سياسيون من لبنان جديرون سنة 1943".

 

تركيا أبلغت "الأطلسي" والغرب بإمكانية شن هجوم على سورية قد يبلغ حلب وحمص وحماه واللاذقية ويؤدي إلى إسقاط النظام

بسبب مخاوفها من نزوح كثيف للأكراد أو ضرب قوات نظام دمشق مخيمات اللاجئين 

حميد غريافي/السياسة

تقف القوات المسلحة التركية في حالة تأهب على مساحة من الحدود مع سورية تتجاوز الخمسين كيلو مترا و "هي قلقة ومتوترة لمجرد مشاهدتها عشرات الدبابات السورية ومئات الجنود يتجولون داخل المنطقة المحايدة بموجب "اتفاق أضنة" بين البلدين الذي ابعد السوريين عن خط التماس الحدودي خمسة كيلومترات على الاقل, اذ ان تلك الدبابات ترى بالعين المجردة على بعد لا يتجاوز الثلاثمئة متر عن مخيمات اللاجئين السوريين الى تركيا".

ونقل ديبلوماسي لبناني في انقرة عن مسؤولين حكوميين امنيين وسياسيين قولهم امس ان وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو وعددا من مستشاري حكومة رجب طيب اردوغان "يبدون خشيتهم من وقوع اي خطأ سوري على الحدود يفجر الاوضاع المحتقنة ويدفع الجيش التركي ودباباته تحت غطاء جوي كثيف الى اجتياز الحدود مع سورية للسيطرة على شريط حدودي بداخلها يبلغ 5 -10 كيلو مترات لتحييد القرى السورية المرتعبة من تصرفات الجيش والأمن السوريين الدموية والقمعية التي لا مبرر لها على الاطلاق".

وأكدت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في تل أبيب امس نقلا عن "مصادر تركية رفيعة المستوى" المعلومات التي كانت "السياسة" نشرتها الثلاثاء الماضي حول "تحول الوضع الميداني بين الاتراك والسوريين الى متفجر وقد ينزلق نحو مواجهة (عسكرية)" عاصفة كاشفة النقاب عن ان اردوغان دعا امس خلال اقل من 48 ساعة الى اجتماع طارئ اخر لمجلس الامن القومي التركي الذي يضم قيادات الجيش والاستخبارات ووزارة الخارجية لدراسة احتمال وجود سيناريو سوري لاختراق الحدود التركية لملاحقة اللاجئين السوريين واعادتهم بالقوة الى قراهم ومدنهم او لضرب المخيمات التي بلغ عدد اللاجئين اليها اكثر من 12 الف لاجئ سوري".

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اتهم في مؤتمره الصحافي الاسبوع الماضي في دمشق تركيا وقطر "بالتآمر على سورية مع فرنسا وتأليب دول الغرب عليها".

واماط الديبلوماسي اللبناني ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن اللثام عن ان "الدافع الآخر الاكثر الحاحا لاقدام الاتراك على فتح جبهتهم الجنوبية مع السوريين هو مخاوفهم من ان يبدأ لجوء كردي كثيف من القرى والمدن الكردية السورية المحاذية لتركيا بحيث تتفجر اوضاع الاكراد داخل الحدود التركية وهي اوضاع هشة اساسا, لذلك بدأت الحشود العسكرية التركية تظهر بوضوح على طول الحدود المواجهة لتلك المدن والقرى (الكردية) لمنع سكانها من دخول الاراضي التركية اذا هاجمتهم القوات السورية وصد الجيش السوري وتدميره.

وفي لندن ذكرت مصادر برلمانية في لجنة العلاقات الخارجية والدفاع ل¯ "السياسة" امس ان تركيا ابلغت لندن وباريس وروما وبرلين وقيادة حلف شمال الاطلسي الاميركية مخاوفها من اضطرارها لخوض مواجهة قريبة جدا مع الجيش السوري طالبة من هذه العواصم ان تكون مستعدة لتقبل هجوم تركي عسكري على شمال سورية قد لا يقتصر على الشريط الحدودي بل يتعداه الى المدن الاساسية الشمالية مثل حلب وحمص وحماه واللاذقية التي اذا سقطت في ايدي القوات التركية واخرجت منها القوات السورية والاستخبارات والاجهزة الامنية الاخرى ثم جرى تسليمها الى المعارضة السوية فإن النظام البعثي سيسقط لا محالة وينتهي دوره هو ورموزه بشكل مأساوي.

 

تل أبيب: نتوقع أن سورية ستغرق في وحل اقتصادي ونرفض استبعاد خيار ضرب إيران 

تل أبيب - وكالات: رجح مسؤول أمني اسرائيلي أن تغرق سورية في "وحل اقتصادي", معتبراً أن الرئيس بشار الأسد "يفتك بشعبه ويفقد شرعيته مع مرور الزمن".

وعرض المسؤول خلال لقاء صحافي المنظور الاسرائيلي حيال التطورات في المنطقة, حيث اعتبر أن "الأسد يفتك بشعبه بوحشية وهمجية, ولكن الجيش والطائفة العلوية ما زالوا موالين له", معرباً عن أسفه لأن "العالم يتصرف بموجب ازدواجية المعايير, لذلك لا أتصور تدخلاً خارجياً لإسقاط نظامه, مثل الحال في ليبيا".

ورأى أن "الأسد يفقد شرعيته مع مرور الزمن, واغلب الظن ان سورية ستقع في وحل اقتصادي, الأمر الذي سينال من اليُسر الراهن بين الطبقة الوسطى في سورية والنظام الحاكم", مشيراً إلى أن إيران و"حزب الله" يدعمان الأسد, فيما لا مصلحة للدولة العبرية في إبداء موقف إزاء الأزمة, باعتبارها "شأناً داخلياً وعلى الشعب السوري حسمه".

وبشأن الوضع الراهن في مصر, اعتبر المسؤول أن الدولة "تشهد استقرارا نسبياً فالجيش يثبت قدرته على بسط النظام والاستقرار", لكنه حذر من طموحات الاخوان المسلمين قائلاً: ان "الاخوان المسلمين مثل حركة حماس, أو بالأحرى "حماس" ابنة أخ الاخوان المسلمين في مصر, انهم يسعون لتغيير الشرق الاوسط برمته. الشرق الاوسط المستقبلي في منظور الاخوان, لن تتمتع به النساء بحقوق متساوية". وبشأن موقف رئيس جهاز "الموساد" السابق مئير داغان لجهة تحذيره من مخاطر الهجوم على إيران لوقف برنامجها النووي, قال المسؤول: "مع كل الاحترام لموقف داغان, إلا أن الموقف الرسمي الاسرائيلي والاميركي, رغم عدم التنسيق بين الطرفين, ان جميع الخيارات ضد ايران على الطاولة".

 

منظمة العفو تدعو الدول العربية إلى "التحرك" حيال الأزمة السورية

 القاهرة - ا ف ب: دعا الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شيتي الدول العربية الى "التحرك" في محاولة لانهاء اعمال العنف في سورية, حيث يتواصل قمع الحركة الاحتجاجية التي تطالب بتنحي الرئيس بشار الاسد. وقال شيتي اثر لقائه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في القاهرة, مساء أول من أمس, "طالبت جامعة الدول العربية بالتحرك في شكل أكثر حزماً بشأن انتهاكات حقوق الانسان التي تحصل في سورية. فبخلاف موقفها حول ليبيا ودعمها لتحرك دولي, لزمت الدول العربية الصمت حيال سورية". واضاف ان "منظمة العفو الدولية دعت الى احالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية. لدينا معلومات عن سياسة "اطلاق النار للقتل" التي تنتهجها قوات الامن ضد المتظاهرين, ومعظمهم مسالمون, اضافة الى الاعتقالات التعسفية واعمال التعذيب, بما فيها تعذيب اطفال". واوضح ان المنظمة تقدر عدد القتلى في سورية منذ بدء التظاهرات بما لا يقل عن 1200 شخص. ولم تصدر الجامعة العربية بياناً رسمياً عن الوضع في سورية, فيما اكتفى موسى الأسبوع الفائت بالإعراب عن "قلق العالم العربي" حيال الازمة في سورية, رافضاً أن تكون تصريحاته بمثابة تدخل في الشأن السوري.

 

مجاهدي خلق" تدعو الدول العربية إلى منع الإجراءات القمعية ضد "أشرف"

السياسة/دعت منظمة "مجاهدي خلق", كبرى الحركات الإيرانية المعارضة, الدول العربية إلى منع الإجراءات القمعية للحكومة العراقية ضد معسكر أشرف قرب بغداد, حيث يقيم نحو 3400 من عناصرها, مؤكدة أنها تتم بأوامر من نظام طهران. ورداً على إعلان الرئيس العراقي جلال طالباني, من طهران, أول من أمس, عن تشكيل لجنة مشتركة بمشاركة ايران والعراق والصليب الاحمر لاغلاق معسكر اشرف قبل نهاية العام الحالي, أكدت أمانة "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية", الذي تشكل "مجاهدي خلق" أبرز فصائله, في بيان تلقت "السياسة نسخة منه, أمس, أن مواقف طالباني "تبين بوضوح أن جميع الإجراءات والتدابير القمعية ضد أشرف, هي قرارات يتم اتخاذها في طهران من جانب الملالي وينفذها عملاؤهم العراقيون".

وأشارت إلى قلق المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد من تزايد الدعم العالمي لسكان أشرف, لافتة إلى أن المتظاهرين في شوارع إيران وسورية أحرقوا صورهما وصور الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وجددت تأكيدها على أن "كل لجنة بشأن أشرف تشارك فيها الفاشية الدينية الحاكمة في إيران مدانة بشدة, وأن المشاركة في مثل هذه اللجنة هو تواطؤ مع الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران". ودعت مجدداً "الصليب الأحمر إلى عدم المغامرة بسمعته ومكانته بمشاركته في هذا المخطط القمعي الذي يتناقض مع الاتفاقيات والقوانين الدولية", مشيرة إلى أن المسؤولية في هذا المجال تقع على عاتق الولايات المتحدة والأمم المتحدة, و"عليهما الحيلولة دون إشراك النظام الإيراني في هذا الملف". وخلصت "المقاومة الإيرانية" إلى دعوة "جميع الدول العربية الى الاحتجاج على الاجراءات القمعية للحكومة والقوات العراقية ضد سكان أشرف التي تتم بأمر من خامنئي, والتي تتنافي مع جميع المعايير والقيم الإسلامية والتقاليد العربية الأصيلة", مطالبة هذه الدول ب¯"الدفاع عن حقوق مجاهدي أشرف بوصفهم لاجئين مشمولين باتفاقية جنيف الرابعة".

 

نائب رئيس الوزراء المصري يتهم اميركا واسرائيل بتأجيج التوترات الطائفية في بلاده

 الجمهورية/اتهم نائب رئيس الوزراء المصري يحيى الجمل مساء الاحد الولايات المتحدة واسرائيل بالوقوف خلف التوترات الطائفية التي شهدتها مصر مؤخرا، مؤكدا ان غايتهما من ذلك هي "كسر" مصر. وقال الجمل في مقابلة مع التلفزيون الرسمي نشرت مقتطفات منها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان "اميركا واسرائيل يقفان وراء احداث الفتنة الطائفية في مصر لادراكهما بأنه لن يكسر مصر الا الفتنة الطائفية"، مشددا على ان "مصلحة اسرائيل الاولى هي +كسر+ مصر". واضاف ان "اسرائيل تعلم تماما ان القوة الكبيرة والوحيدة في المنطقة والتي تعمل لها الف حساب سواء اليوم أو غدا او بعد مئة عام هي مصر، ولذلك تعمل على محاولة كسرها التي لن تحدث بإذن الله". واصيب ثلاثة اشخاص بجروح في صدامات دارت السبت في بلدة بمحافظة سوهاج في صعيد مصر بين مسلمين واقباط بسبب شائعة سرت في البلدة حول بناء كنيسة بدون ترخيص. ومنذ اشهر تشهد مصر توترات طائفية متزايدة تنفجر شجارات واشتباكات إما بسبب اخبار عن بناء كنائس من دون ترخيص او بسبب قضية القبطيتين اللتين قبل انهما اعتنقتا الاسلام وان الكنيسة تحتجزهما. وقتل 15 شخصا في 17 ايار/مايو واصيب اكثر من 200 في حي امبابة الشعبي عندما هاجم مسلمون كنيستين بحجة احتجاز هاتين القبطيتين في احداهما. ويمثل الاقباط ما بين 6 الى 10% من عدد سكان مصر البالغ 82 مليون نسمة، وهم يشكون باستمرار من انحياز قوات الامن التابعة لوزارة الداخلية ضدهم. وهم يشكون بشكل عام من تعرضهم للتمييز والحرمان خصوصا من الحصول على وظائف عليا في مؤسسات الدولة.

 

تعزيزات أمنية في جنوب مصر إثر اشتباكات بين مسلمين وأقباط

 القاهرة - د ب أ : فرضت الأجهزة الأمنية المصرية, بالتعاون مع أفراد الجيش والشرطة العسكرية أمس, تعزيزات أمنية حول قرية بمحافظة سوهاج بجنوب مصر, في أعقاب إضرام مسلمين غاضبين النار, اول من امس, في أربعة منازل مملوكة لمسيحيين إثر إطلاق عامل مسيحي النار على شبان مسلمين واصابة اثنين منهم .

وذكرت صحيفة "الأهرام" في موقعها الالكتروني أن التحريات الأولية, كشفت عن قيام عامل قبطي بالقرية يدعى وهيب حليم, بالحصول على ترخيص بناء منزل بقرية أولاد خلف بمحافظة سوهاج على مساحة 90 مترا مربعا, لكنه خالف ذلك وشرع في البناء على مساحة 350 مترا مربعا, مما تسبب في سريان شائعة عن قيامه ببناء كنيسة بدون ترخيص .

ونشبت مشادة بين العامل القبطي وعدد من الشبان المسلمين بالقرية فأطلق النار عليهم, من بندقية آلية ما أدى إلى إصابة اثنين من المسلمين الذين ردوا بإشعال النيران في منزله ومنزل شقيقه . وتمكنت قوات الأمن من السيطرة على الموقف في وقت لاحق, وضبطت بندقية آلية ومسدس بحوزة اثنين من الأقباط كما تم اعتقال عدد من الأشخاص من بينهم المشتبه بقيامهم بإطلاق النار. وأعلن اللواء وضاح الحمزاوي محافظ سوهاج في تصريحات للتلفزيون المصري مساء اول من أمس أن قوات الأمن تمكنت من السيطرة على الموقف وان الأوضاع باتت هادئة في القرية .

 

مقاربتان داخل الحكومة حول المحكمة وإسرائيل تهدّد بشنّ هجوم على الجنوب

النهار/مع انقضاء اسبوعين على تأليفها يشكلان نصف المهلة الدستورية لوضع البيان الوزاري واقراره في مجلس الوزراء، تسعى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الى انجاز البيان في ثلاثة اجتماعات متعاقبة للجنة الوزارية من اليوم الى الاربعاء. وتكتسب هذه الاجتماعات اهمية في ضوء ما اكدته مصادر وزارية لـ"النهار" مساء امس من ان اللجنة ستشرع في مناقشة مشروع الصيغة الذي اقترحه الرئيس ميقاتي للفقرة الخاصة بالمحكمة الخاصة بلبنان، الامر الذي يشكل الاختبار العملي الاساسي لإمكان توصل قوى الاكثرية الى تفاهم على هذه الصيغة او سلوك الامر اتجاهاً مختلفاً في ضوء تحفظات معروفة لقوى 8 آذار عن طريقة مقاربة هذا الملف. ورجحت ان تكون عطلة نهاية الاسبوع شهدت مشاورات بعيدة من الاضواء بين ميقاتي والقوى المعنية في الحكومة للتوافق على مخرج في ضوء اصرار رئيس الوزراء على ادراج الصيغة التي يقترحها والتي يعتبرها متوازنة توفق بين التزامات لبنان الدولية وموجبات الحفاظ على الاستقرار الداخلي.

ولكن علم ليل امس ان النقاش يتناول حالياً مقاربتين: مقاربة الرئيس ميقاتي التي تنطلق من اولوية التزام لبنان الشرعية الدولية وحمايته من الاخطار الداهمة، ومقاربة اخرى تنطلق من امكان فرض امر واقع لا يشار معه الى المحكمة في البيان الوزاري الامر الذي يعرض لبنان لسلسلة من الاخطار. لكن ميقاتي يرى انه لا يمكن اي بيان وزاري الا ان يحمي لبنان ويجنبه الاخطار وهو الموقف الذي عبّر عنه امام السفراء وفي كل مواقفه ولقاءاته. لذا يستبعد ان يطرح الموضوع في اللجنة الوزارية اليوم ما دامت محاولات معالجته تجري خارج اطار اللجنة وبين المعنيين السياسيين.

ولوحظ في هذا السياق ان وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي صرح عشية الاجتماع الخامس للجنة اليوم بأن وزراء "جبهة النضال الوطني" يلتقون مع ميقاتي على موضوع المحكمة في البيان الوزاري آملاً في بلورة "صيغة مقبولة من الجميع على القاعدة التي ارسيت في البيان السابق، آخذين في الاعتبار كل التطورات التي حصلت والتي تؤمن حماية لبنان". وشدد على ان احترام القرارات الدولية يوجب ايجاد الصيغة واتخاذ القرارات التي تنسجم مع هذا التوجه.

واعربت اوساط في المعارضة عن اعتقادها ان الحكومة بدأت تواجه سباقاً بالغ الحساسية والحرج بين ضغط قوى 8 آذار لتجاهل اي صيغة عن المحكمة الدولية وضغط عامل العد العكسي لصدور القرار الظني عن المحكمة في ضوء المعلومات المتواترة عن صدوره في وقت قريب جداً. ولم تستبعد ان يكون الاسبوع الجاري حاسماً من حيث تحديد نتائج هذا السباق، معتبرة ان التجاذب القائم بين قوى الاكثرية في هذا الملف لا يمكن ان يطول كثيراً تحت وطأة اضطرارها الى انجاز البيان الوزاري واخذ احتمال صدور القرار الظني قريباً في الاعتبار.

وتوقع الرئيس امين الجميل امس ان يصدر القرار الظني "في اسرع وقت". وقال لمحطة "الجديد" ردا على سؤال عما اذا كان عرف موعد صدوره خلال زيارته لفرنسا: "هناك ايحاء بأن القرار سيصدر قريبا". أما في الشأن السياسي فقال الجميل: "نحن نريد ان نكون معارضة موضوعية ولسنا معنيين ببيانات الامانة العامة لـ14 آذار التي تهدد بالشارع ولا أحد يلزمنا شيئا لا نشارك فيه". لكنه أضاف أن الحكومة "مكتوب يقرأ من عنوانه وحزب الله ليس جمعية خيرية ليشكل حكومة طوباوية"، متخوفا من "الصيغ الضبابية في البيان الوزاري". وخلص الى ان "الحكومة أتت بشكل كيدي لنفي البعض ووضع آخرين في السجون".

في المقابل، شدد العماد ميشال عون حملته على قوى المعارضة ورأى خلال عشاء لهيئة "التيار الوطني الحر" في بعبدا ان الاكثرية الجديدة "استطاعت ان تهز الامبراطورية المافيوية التي كانت قائمة"، مبرزا "ضرورة العمل في المرحلة المقبلة من أجل الحفاظ على الانجازات". وقال: "نحن معرضون للشائعات الفاسدة وعليكم ان تكونوا محصنين". وأضاف: "عليهم ان يستحوا. وألا يردوا بعد اليوم لأن الهالات والمحرمات التي يضعونها ستتكسر والحرامي سنقول له حرامي والكذاب كذاب وسنبني الوطن على المعايير الاخلاقية".

تهديد إسرائيلي

على صعيد آخر،  برز أمس تهديد اسرائيلي مفاجئ للبنان بعد أيام من انتهاء التمرين الذي أجرته اسرائيل وأطلقت عليه "نقطة تحول 5".فقد لوحت مصادر أمنية اسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة النطاق على الجنوب اللبناني اذا طرأ تدهور على الاوضاع الامنية في المنطقة. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن هذه المصادر ان "حزب الله" جعل غالبية القرى في الجنوب اللبناني "قرى متفجرة". وادعت أنه اكتشفت اخيرا وسائل قتالية ومقرات قيادة واستحكامات تابعة للحزب داخل القرى الواقعة في جنوب لبنان. وأوضحت انه "اذا شنت اسرائيل هجوما على جنوب لبنان، فانها ستسعى قدر المستطاع الى تقليص حالات الاصابة في صفوف المدنيين، وستنشر بالوسائل المتاحة وفي الوقت المناسب توجيهات للمدنيين بالجلاء عن بيوتهم حرصا على حياتهم". وأشارت الى ان مختلف الجهات اللبنانية أبدت اهتماما بالغا بتمرين "نقطة تحول 5"، الذي اشرفت عليه الجبهة الداخلية الاسبوع الماضي، وفي مقدمها "حزب الله" والاعلام اللبناني، كما تابعت الجهات اللبنانية مراحل التمرين بترقب شديد وسط مخاوف من ان تستغله اسرائيل لشن هجوم على "حزب الله".

 

النائب محمد كبارة " يحذّر من استعمال سلاح "حزب الله" في سوريا

النهار/  طالب النائب محمد كبارة "باعلان نتائج التحقيق في احداث طرابلس"، وحذر من "استعمال سلاح حزب الله في سوريا". عقد في منزل كبارة امس في طرابلس لقاء ضم النائبين خالد ضاهر ومعين مرعبي ومؤسس "التيار السلفي" الشيخ داعي الاسلام الشهال وعدد من العلماء. وتلا كبارة بيانا باسم الحاضرين رأى فيه ان "استهداف المدينة لم يعد خافيا على احد"، محذرا من "اياد عابثة وغرف مظلمة تريد زج الجيش في مواجهة اهله في طرابلس، ولا سيما أننا طلبنا من الرئيس نجيب ميقاتي وضع خطة لنزع السلاح الثقيل من البؤر الامنية".

واذ طالب "بالتعجيل في اعلان نتائج التحقيق في الاحداث الاخيرة في طرابلس وما انتجته من اسقاط للقذائف على احيائها"، ذكر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ان "هذه الحكومة هي نتاج ارهاب السلاح الذي يهدد به الداخل كلما دعت الحاجة بأوامر من النظام السوري، وان قوله اسقاط النظام السوري خدمة لاسرائيل، هو اتهام للشعب السوري بالعمالة، على الرغم من ان هذا الشعب انتظر مرارا من هذا النظام تحرير الجولان". ونبه الى ان "السيد نصر الله يحضر لاستعمال سلاحه مرة اخرى في الداخل اللبناني والداخل السوري للدفاع عن هذا النظام".   

 

ميقاتي خيّر أرسلان بين الجلوس عن يمينه أو الاعتذار

الأنباء الكويتية/توضح مصادر مطلعة بخصوص موضوع الوزير طلال ارسلان المستقيل شفهيا ووضعه عالق ان الرئيس نجيب ميقاتي كان أبلغ ارسلان أكثر من مرة في فترة تأليف الحكومة ان مسالة إسناد حقيبة وزارية له أو لممثله في الحكومة تحتاج الى تشاور مع النائب جنبلاط الذي طلب ان يكون لوزيريه حقيبتان، وبالتالي فإن العرف يقضي بأن يكون الوزير الدرزي الثالث في حكومة ثلاثينية وزير دولة، أسوة بغيره من وزراء الطوائف الأخرى التي سمت وزراء دولة في كل حصة ذات لون طائفي محدد، الا ان ارسلان تجاهل هذه الايضاحات الميقاتية ومضى في حملته على رئيس الحكومة الذي اضطر بعد المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه ارسلان استقالته الى إبلاغ المعنيين ان أمام ارسلان، إما العودة عن استقالته والجلوس الى يمينه على طاولة مجلس الوزراء، أو الاعتذار علانية عن الكلام الذي قاله بحق ميقاتي وموقع رئاسة الحكومة، ليصار بعد ذلك الى تعيين وزير بديل هو مروان خير الدين.

 

دمشق وطهران معاً في فلقة العقوبات وصحافة تركيا تقول: ماهر الأسد استعان بخدمات ايرانيين مقابل 5000 دولار شهرياً  

طارق السيّد/موقع 14 آذار

"الأسد لا يتمتع بأية مصداقية" تلك كانت العبارة التي وصف بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وذلك في الأجواء التي بدأت تشير إلى قرب" حسم مجلس الامن الدولي امره بصوت واحد حيال الموضوع السوري" بحسب كي مون. ومنذ 16 من حزيران أعلن الأتحاد الأوروبي أنّه في صدد إعلان لائحة بالأسماء الجديدة للأفراد التي ستكون مستهدفة بالعقوبات. وكان الأوروبيون قد فرضوا حظرا على السفر وتجميد الأصول السورية لـ23 الأعلى المسؤولين، بمن فيهم الرئيس بشار الأسد بسب عمليات القمع التي ارتكبته الحكومة السورية بحق مواطنيه، بحسب ما ورد في صحيفة Wall Street Journal الأمريكية. موقف الاوروبيين كان واضحاً من خلال قرارهم توسيع العقوبات على سوريا لتشمل ايرانيين هذه المرة مما يضع أرجل دمشق وطهران في فلقة عقوبات واحدة. المملكة المتحدة وصفت الدعم الإيراني لسوريا في مجال قمع المتظاهرين بأنه "غير مقبول وبأنه نفاق واضح" بحسب الغارديان اللندنية الصادرة الجمعة 24 حزيران. ومطالعة القرار الصادر عن الإتحاد الاوروبي في 26 حزيران والمنشور في الجريدة الرسمية للاتحاد، تتألف من مادتين اثنتين حول العقوبات وملحق يحمل اسماء المعنيين بهذه العقوبات.

العقوبات طالت ايرانيين لمشاركتهم في قمع الاحتجاجات...وماهر الأسد دفع 5 آلاف دولار شهرياً

وقد بدت الحكومات الغربية مصممة على هذه العقوبات لزيادة ضغوط سياسية واقتصادية على نظام الأسد والتي شملت عدة شخصيات سورية منها ذوالهمة شاليش، قريب الرئيس ورئيس جهاز امني يسيطر على شركة مقاولات ضخمة؛ ورياض شاليش شقيقه ومدير الإسكان العسكري ، وخالد قدور ورئيف القوتلي ، وهما شركاء تجاريون لماهر الاسد. وقد استهدفت الاتحاد الأوروبي أيضا أربعة كيانات تجارية سورية، اثنان منهما مملوكتين من قبل رامي مخلوف ابن خال الرئيس الأسد. وهذه اللائحة الجديدة ترفع عدد الأشخاص والكيانات المستهدفة بالعقوبات إلى 34 منذ شهر أيار بما في ذلك الرئيس بشار الأسد.

القرار الآنف الذكر وضع كل من محمد علي جعفري (قائد الحرس الثوري الإيراني) والجنرال قاسم سليماني (قائد فيلق القدس في الحرس) على لائحة العقوبات وهما من الأشخاص اللذين سبق أن ورد اسمهما على لائحة العقوبات الأمريكية ولكن على خلفية أحداث مماثلة في ايران والعراق. كما اضيف الى اللائحة اسم حسين تائب الذي يوصف بأنه مسؤول الإستخبارات في الحرس. ومنذ اندلعت الإحتجاجات في سوريا في منتصف آذار من هذا العام في مدينة درعا، بدأت التقارير المتتابعة تذكر وجود عناصر ايرانية واخرى تابعة لحزب الله تساند النظام السوري في قمعه للمحتجين من خلال تأمين معدات تقنية للتشويش والتحكم بشبكة الأنترنت بعد الخبرة التي اكتسبها النظام الإيراني في هذا المجال أثر التحركات الشعبية التي شهدتها ايران عقب الانتخابات الرئاسية في العام 2009. وقد نقل شهود عيان عن رؤيتهم لعناصر ملتحية تشارك الأمن والجيش السوريين في مواجهة التحركات الشعبية، وهم يتكلمون الفارسية والعربية بلهجة غريبة. وبما أنّه من غير المسموح إطلاق اللحى في الجيش السوري، فإن المصادر ترجح أن هؤلاء الأشخاص هم ايرانيون من منطقة الأهواز خوزستان العربية في جنوبي ايران.

وقد برزت أسباب عدة تبرر ربط العقوبات المفروضة على سوريا بالإيرانيين. حيث نقلت صحيفة صباح التركية الواسعة الإنتشار أنّ العقيد ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري وقائد الحرس الجمهوري، ينسق مع الإستخبارات الإيرانية بشكل لصيق سواء لجهة القمع الداخلي ولجهة مراقبة المعارضين السوريين على الأراضي التركية. كما استعان ماهر الأسد بخدمة أعضاء سابقين من حراس الثورة الإيرانيين مقابل 5000 دولار شهرياً لقاء خبرتهم في هذا المجال. معلومات مماثلة أفادت أن قاسم سليماني نفسه قد زوّد الجيش السوري مؤخراً ببنادق قنص وأجهزة اتصالات حديثة وفق ما نقلته صحيفة هآرتز عن مصدر اسرائيلي استخباراتي بتاريخ 22 حزيران. كما تشير نفس المصادر إلى أنّ الأصابع الإيرانية التي تعمل في سوريا كانت وراء تنظيم تظاهرات يوم النكبة 15 أيار و في يوم النكسة 5 حزيران حين توجه عدة مئات من الفلسطينيين نحو منطقة الجولان المحتلة من اسرائيل بعد تنسيق لصيق مع الجبهة الشعبية – القيادة العامة بقيادة احمد جبريل الذي يتلقى التمويل والتسليح من ايران منذ عقود. وقد وردت اخبار تقول ان آلاف الدولارات قدمت للمشاركين وكذلك لأي شهيد محتمل، في حين فتحت ميليشيا احمد جبريل النار على اهالي القتلى الذين ورطهم جبريل في هذه المسألة.

سوريا تفتش عن شرعية دولية وعن دعم اقتصادي بعد تدهور وضعها...وتركيا تسعى لحلّ سريع

وكتقييم للعقوبات، قد يبدو للوهلة الأولى أن العقوبات ليست ذي بال بالنسبة للسوريين حيث تشمل في احسن الأحوال تجميد اصول مصرفية ووقف التعامل مع الكيانات المذكورة عليها وقرارات بمنعهم من السفر الى اوروبا. ولكن دلالاتها المعنوية والإقتصادية كبيرة وبالتالي تبعاتها السياسية هي أكبر من حجمها لجملة اسباب فضحها المؤتمر الصحافي للوزير وليد المعلم. فإعلان المعلم جهاراً نهاراً أنه سينسى أوروبا ويلجأ إلى الشرق (أي روسيا والصين وايران في احسن تقدير) يعني نفاذ جعبته من المناورات السياسية وعدم قدرته على المراوغة، ودليل غلى مأزق زدوج يعاني منه النظام: الأول سياسي والثاني إقتصادي.

بالنسبة للشق الأول، فإنّ إعلان المعلّم معناه أنّ شرعية النظام التي كانت مستمدة من الدول الغربية تلاشت والتحوّل الى بلدان اخرى هدفه هو الحصول على الشرعية، في حين أنّ سياسة دفن الرأس في الرمال لا يمكن لها إلا أن تجر النظام نحو الغرق اكثر في رمال الثورة. فإنّ الوزير المعلم أكدّ للأوروبيين صحة قرارهم؛ فهو في ادارة ظهره للأوروبيين، جعل سوريا تضع كل رهاناتها على دولتين اثنتين (أي روسيا والصين) حين قال الوزير أنّ النظام السوري "مطمئن لموقف روسيا والصين"، بمعنى أن هاتين الدولتين ستكونا مصدر الشرعية المتبقية على الصعيد الدولي. ولكن ما لم يجروء المعلم على ذكره رغم علمه به هو أن هاتين الدولتين قد تتخليا عن بشار الأسد كما فعلا سابقاً في حالة صدام حسين، حيث لا يوجد في السياسة أصدقاء دائمون أو أعداء دائمون، بل هناك مصالح دائمة كما يقول السير ونستون تشرشل.

وبالنسبة للجانب الإقتصادي، فإنّ كلاً من الرئيس الأسد والوزير المعلم نبها الى أنّ العقوبات تزيد من حرج الإقتصاد السوري التي باتت ليرته بحاجة لدعم ملّح حيث وصفها المعلم "بانها تطال لقمة المواطن السوري وهي بمثابة الحرب". وهذا لم يكن فقط نتيجة العقوبات بل لاضطرار النظام دفع رواتب إضافية للموظفين ولأفراد الأمن والجيش لاستنفارهم الدائم ولترغيبهم بالتظاهر دعماً للرئيس، فضلاً عن ما نقل عن مبالغ يتم صرفها على الشبيحة.

وفي هذا السياق لا يمكن إلا أن نذكر الموقف التركي حيث من المعروف أن انقرة لا تطيق فكرة العقوبات الاقتصادية على جيرانها بعد ان عانته في العراق وفي ايران، وبالتالي فهي ليست على استعداد لتتحملها لفترة طويلة مع جارة اخرى هي سوريا، ربطتها بها علاقات اقتصادية وتجارية متينة وأمنت دخلاً مهماً للاقتصاد التركي، وفق ما جاء في صحيفة زمان الصادرة امس الأحد في أنقرة خصوصاً أنّ الأتراك يتحملون تبعات مماثلة لعراق صدام هي جحافل الللاجئين الى أراضيها. لذا فتركيا ستكون أقرب الى دعم قرارات اكثر حدة تعجّل من قلب النظام وليس عقوبات طويلة الأجل تعيق تجارتها وتفرمل اقتصادها، وقد عبر عن ذلك الموقف رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية في تركيا، المقرب من الحكومة والذي قال فيه أنه "آنّ الأوان لبشار الأسد أن يرحل وهذا ما قد يحصل ربما في غضون شهر لأن أي دعم لسياسة الأسد هي سياسة خاطئة" وذلك في مقابلة له مع صحيفة حريات.

 

الفساد المستشري داخل "حزب الله" نتيجته عملاء في صفوفه

أحد العملاء قيادي بارز في المقاومة اللإسلامية!  

علي الحسيني/موقع 14 آذار

بعد صمت دام لأكثر من ثلاثة أشهر خرج أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله ليعترف بأن هناك عملاء داخل صفوف حزبه، علماً أن هذا الإعلان لم يفاجئ معظم اللبنانيين وخصوصاً جمهور الحزب نفسه الذي كانت وصلت إلى مسامعه اخبار تفيد عن إلقاء القبض على مجموعة داخل صفوف حزب الله تعمل لحساب الموساد الإسرائيلي رغم إنكار نصرالله في خطابه الاخير لهذا الأمر عبر محاولتة إلصاق تهمة عمالة هؤلاء لحساب المخابرات الاميركية السي أي أيه ، للتخفيف من هول الصدمة بين محازبيه وجمهوره على حد سواء.

حاولت قيادة "حزب الله" ومنذ لحظة إلقاء القبض على هؤلاء العملاء عدم نشر الخبر وإبقاءه طي الكتمان لكي لا تصبح هذه القيادة وحزبها ومقاومتهماعرضة للشماتة أو الهجوم من قبل معارضيهم، خصوصاً وأن نصرالله نفسه سبق وأكد خلال إطلالاته المتكررة أن الجسم التنظيمي لحزب الله ومقاومته بعيد كل البعد عن أي اختراق أمني سواء من قبل جهات داخلية أو حتى خارجية.

ورغم محاولاته المتكررة أثناء خطابه الاخير التخفيف من وقع المصيبة التي حلّت بقيادة "حزب الله" خاصة عندما أشار إلى ان هؤلاء العملاء ليسوا من قادة الصف الاول في المقاومة، إلا أن الإفصاح عن شبكة العملاء هذه من قبل نصرالله نفسه شكلت صدمة قوية داخل بنية حزبه وأيضاً على مستوى القاعدة الجماهرية التي تؤكد أن ما حصل هو نتيجة الفساد المستشري داخل بنية الحزب حيث أنه ومنذ حرب تموز 2006، أصبح الثراء الفاحش عنواناً عريضاً داخل الطبقة السياسية وبعض المحسوبين عليهم من المحازبين ومحل إنتقاد من قبل هذه القاعدة. كثيرة هي المرات التي أطل بها بعد حرب تموز ليعطي من خلالها دروس ومواعظ للبنانيين في كيفية التحصين من الوقوع في شرك عمالة الخارج وخصوصاً أميركا وإسرائيل، والكل يذكر كلامه عن البيئة الحاضنة للعملاء والتي كانت موضع أخذ ورد في لبنان، لكن المؤكد أن لم يكن نصرالله ليفصح عن هذه الشبكة لو لم تتزايد الإحتمالات والتكهنات في الأونة الأخيرة حول أسماء الأشخاص الذين تم اعتقالهم، لدرجة أن هناك معلومة سرت داخل "حزب الله" تشير إلى ان من بين هؤلاء مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق.

مصادر مؤكدة قالت لموقع " 14 أذار" الإلكتروني: " أن أحد أبرز هؤلاء العملاء يدعى محمد الحاج الملقب بـ "جهاد" من سكان منطقة الغبيري منذ ما يزيد عن ثلاثين عاماً، وهو قيادي كبير في "المقاومة الإسلامية" والمسؤول المباشر عن نشر "الصواريخ" على الجبهة الجنوبية".

وأشارت االمصادرإلى "أن الاسم الثاني هو محمد عطوي من بلدة حاروف الجنوبية، المكلف بالترتيبات في جميع الإحتفالات والمهرجانات التي يقيمها حزب الله في الجنوب".

أما الاسم الثالث والاخير لهؤلاء العملاء بحسب المصادر فهو أحمد بردى من بلدة حداثا الجنوبية المسؤول الاول عن إمداد "حزب الله "بالتبرعات الخارجية وخصوصاً في القارّة الافريقية.

وبالعودة إلى مضمون خطاب نصرالله، ففي بداية كلامه تحدث عن موضوع المصارف وقال أن "حزب الله" لا يتعامل معها لأسباب تتعلق بالشرع الإسلامي مثل الفوائد والربا، والسؤال هنا، هل الفوائد والارباح التي كان يجنيها قياديوا الحزب بما فيهم نصرالله من رجل الاعمال صلاح عز الدين كانت نظيفة وشرعية؟.

ثم أضاف نصرالله، أن لجوء إسرائيل إلى المخابرات الاميركية ال سي أي ايه لمعاونتها في إختراق "حزب الله"، معناه أنها تلقت ضربة قاسية في عيون المراقبة والمعلومات التي كانت تتوافر لها في لبنان"، وهذا إعتراف كامل من نصرالله للدور المميز الذي قامت به شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي التي كان لها الدور الابرز في القبض على عملاء إسرائيل في لبنان خلال السنوات الماضية.

كما استفاض نصرالله في الحديث عن إنتصارات حزب الله خلال حرب تموز 2006، محاولاً بذلك التعويض عن المأزق الذي وقع به الحزب جراء إنكشاف أمر عملاء في صفوفه والذي قيل أن مخابرات الجيش اللبناني هي التي كشفت أمرهم ووفرت للحزب جميع المعطيات والوثائق التي تدينهم ليصار بعدها إلى توقيفهم من قبل جهاز الامن المضاد في "حزب الله".

اليوم وأكثر من أي وقت مضى بدأ "حزب الله" يستشعر القلق ويتحسس الخطر القادم نحوه من جميع الإتجاهات، وهذا مرده إلى إنفلاش الحزب وتوسعه على المستويين الداخلي والخارجي مما سهل عملية الإختراق الامني في صفوفه، بشكل قد يصّعب من مهمته مستقبلاً في الحد من إنتشار ظاهرة العملاء داخل جسمه التنظيمي.

 

أي ثلث يقرّر؟ فشل التجربة الجديدة فشل للعهد

اميل خوري/النهار     

إذا بات معروفا من ألف حكومة اللون الواحد، فليس معروفا بعد من هو الحاكم في هذه الحكومة. فالثلاثون وزيرا موزعون مثالثة تقريبا بين القوى السياسية الاساسية التي تتألف منها، فأي ثلث ستكون له الكلمة الفصل؟

لقد أعلن العماد ميشال عون في احتفال حزبي في كسروان عندما قطع للرئيس سعد الحريري تذكرة سفر ذهابا بدون اياب، ان السلطة اصبحت في يده معتبرا انه يملك في الحكومة عشرة وزراء وبمجرد انضمام وزير واحد اليهم يصير لديه الثلث المعطل وهكذا الامر بالنسبة الى الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي والرئيس بري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. وهذه المثالثة في توزيع الحصص الوزارية جعلت الرئيس سليمان يقول: "انها ليست حكومة وحدة وطنية ولكن فيها توازنات معينة من الاتجاه الوسطي ويفترض ان تعطي انتاجا اكبر وهذا متوقف على الافرقاء فيها. فهي ليست طرفا واحدا بل طرف ونصف طرف".

لكن هذا النموذج الجديد الذي يضعه الرئيس سليمان برسم التجربة، هل هو واثق من نجاحه بعد فشل تجربة حكومات الوحدة الوطنية، التي لا شيء كان يوحد بين اعضائها فيتعطل عملها وعمل المؤسسات وقد انعكس ذلك سلبا على عهده وجعل نصف ولايته الاولى يمر بدون انجازات مهمة، وبات يخشى ان يمر النصف الاخير منها من دون انجازات ايضا مع حكومة كهذه اذا لم تكن حكومة الرأي الواحد والمواقف الواحدة في المواضيع المهمة كي ينسى الناس لونها الواحد.

والواقع ان العماد ميشال عون يملك لأول مرة عشرة وزراء مع حقائب معظمها مهم فلم يعد له عذر عند الناس اذا لم يحقق الاصلاح والتغيير الذي ينادي به من سنوات وان على طريقته التي قد يختلف بها مع الآخرين. فاذا كان مصمما على تحقيق ما يريد بعدما حصل على هذا العدد من الوزراء وبعد اعلانه ان السلطة باتت في يده، وهي لم تكن كذلك في الماضي، فوجد لنفسه عذرا لعدم تمكنه من تحقيق التغيير والاصلاح، اذ انه كان اقلية تواجه رأي اكثرية، لكن تحقيق هذا "التغيير والاصلاح" على طريقته قد يصطدم برأي الآخرين في الحكومة الامر الذي يضعه بين خيارين: اما التزام ما تقرره الاكثرية وعليه عندئذ ان يتراجع عن مواقفه ويخل بوعوده واما ان ينسحب من الحكومة احتجاجا فتصبح الحكومة مستقيلة حكما بمجرد انضمام وزير واحد الى وزرائه العشرة.

والسؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه الحال هو، من يكون المتضرر من تأليف حكومة اللون الواحد اذا لم يكن انسجام وتجانس بين اعضائها ووحدة موقف من المواضيع المهمة؟ لا شك في ان المتضرر هو الرئيس سليمان اولا والشعب اللبناني ثانيا اذ ان النصف الاخير من ولايته يكون قد واجه مرة اخرى التجاذبات السياسية والنكايات المتبادلة التي واجهها النصف الاول من ولايته، والشعب اللبناني يكون قد فقد الامل في تحقيق النهوض الاقتصادي وتحقيق ارتفاع معدل النمو، وزيادة حجم الاستثمارات من اجل ايجاد المزيد من فرص العمل. وقد يصبح من الصعب من جهة اخرى تشكيل حكومة جديدة اذا ظل الانقسام على حدته بين 8 و14 آذار، فتبقى الحكومة عندئذ حكومة تصريف اعمال ربما حتى موعد اجراء الانتخابات النيابية عام 2013 لتخلفها حكومة حيادية ومستقلة للاشراف عليها.

 

لماذا أطلق نصر الله أخيراً موقفه الحازم من الوضع في سوريا؟

هل يأتي في سياق الهجمات المعاكسة التي تقودها دمشق؟

ابراهيم بيرم/النهار     

ينطوي الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، كعادته دوماً على رسائل "بعيدة المدى" وفي اكثر من اتجاه، ولكن الأكثر استرعاء للانتباه هو الكلام الذي تضمنه هذا الخطاب في جزئه الأخير عن الوضع في سوريا، اذ للمرة الاولى منذ اندلاع الازمة هناك، يكون سيد "حزب الله" حازماً وجازماً في انحيازه الى جانب النظام السوري، ولا سيما عندما قال إن اسقاط هذا النظام هو خدمة جليلة لأميركا واسرائيل. منذ منتصف آذار الماضي، اي عندما اشتعلت الشرارة الاولى في هشيم الوضع السوري، كانت الانظار مصوبة باستمرار نحو الحزب تنتظر سلوكه حيال هذا التطور، انطلاقا من أمرين:

- عمق العلاقة الاستراتيجية بين نظام الرئيس بشار الاسد و"حزب الله" وتوافقهما التام على جملة عناوين استراتيجية وتفصيلية، وخوضهما في السابق معاً حرب تموز عام 2006، الى درجة ان بين المراقبين المقربين على وجه الخصوص من يربط بين الاثنين حتى الاتحاد، مما يوحي للبعض بأن مقولة انهيار النظام السوري، معناها انفتاح الباب امام احكام الطوق على الحزب وبوابة افول دوره ووزنه وتأثيره في المنطقة.

- ان اي سلوك او خطاب او موقف يصدر عن لدن قيادة الحزب، ولا سيما رمزه الاول بالنسبة الى الوضع في سوريا هو في نظر الكثير من المراقبين مؤشر لمسار التطورات في هذا البلد من جهة، ودليل كاشف لخريطة الطريق التي يمكن ان يسلكها على المستوى القريب والبعيد، المحور المعروف الذي ترتبط به سوريا ارتباطاً عضوياً، وتعتبره أكثريته الثانية الاساسية وهو محور ايران – سوريا، قوى المقاومة والممانعة الممتدة بين لبنان وفلسطين بلوغاً لبعض المواقع "الاحتياطية" في العراق وفي دول أخرى.

وبناء على هاتين المسلمتين فإن بعض الذين يعدون أنفسهم خبراء في خطابات السيد نصر الله يخرجون باستنتاج فحواه ان الركن الرابع والأخير من خطابه الحديث، والمتصل بسوريا ينطوي على وقائع موضوعية تتصل برؤية الحزب لمسار الوضع السوري بعدما يزيد على اربعة اشهر على عيش الساحة السورية على صفيح حار، واستطرادا بخط سير محور "الممانعة" حيال هذا الوضع. في أعقاب اربع اطلالات كانت للسيد نصر الله منذ اندلاع الاحداث في الساحة السورية، اتسم خطابه المتعلق بسوريا فيها بالتدرج، فهو اولا كان واثقا من قدرتها على الخروج من محنتها، وثانياً مشيداً بتوجهات الرئيس بشار الاسد الجادة نحو الانفتاح على افق الاصلاح والتطوير، وثالثا دعوة ضمنية الى الشعب السوري للتجاوب مع توجهات الاسد، وحراكه نحو الاصلاح واعطائه فرصة لبلوغ هذه التوجهات نهاياتها القصوى المنشودة، فضلا عن ايراده مداخلة تنطوي على رؤيته وحكمه على "وطنية" اي نظام عربي انطلاقا من ارتباطه بالقضية الفلسطينية، ومدى انخراطه في الصراع العربي – الاسرائيلي.

وفي الخطاب الرابع، بدا الانحياز الى جانب النظام السوري "حازماً" وجازماً لا التباس فيه، وخصوصاً لجهة ادراجه الدعوة الى إسقاط النظام في خانة خدمة التوجهات الاميركية – الاسرائيلية، والسعي الى اسقاط آخر مواقع الاعتراض على الاستسلام للمشيئة الاسرائيلية وتصفية القضية الفلسطينية.

وبالطبع ثمة من يسأل بإلحاح لماذا الآن، بعد كل هذا الوقت يكون الحزب على مثل هذا الحزم في الموقف من الوضع السوري؟

وفق القريبين من "العقل الباطني" للحزب، ثمة أكثر من سبب وداع يجعل رأس الحزب يضع كل ثقله ورصيده في خانة دعم نظام الاسد ووصمه "المتمردين" عليه بأنهم بشكل او آخر اداة من ادوات المشروع الغربي الاسرائيلي ولعل أبرزها:

- ان القيادة السورية اجتازت شوطاً متقدماً في مواجهة الهجمة عليها وتجاوزت مراحل الخطر العسكري السياسي، فهي بعدما نجحت في سحق بؤر التمرد العسكرية في المحافظات والتي بدأت في درعا المتاخمة لحدود الاردن ثم الى تلكلخ المجاورة للحدود اللبنانية، فإلى جسر الشغور القريبة من الحدود التركية، نجحت ايضاً في الحفاظ على مثلثها الذهبي في الداخل، وهو دمشق وحلب والقوى الامنية على اختلافها. فالمدينتان الاساسيتان في سوريا واللتان تحويان ما يزيد على نصف السكان بقيتا هادئتين، فيما بقي عصب النظام (اي القوى الامنية موحداً) ومتماسكاً.

وبعد كل هذه الانجازات على المستوى الميداني كانت هجمات النظام السوري المعاكسة على خصومه، فبعد ابرازه الورقة الفلسطينية من خلال جبهتي الجنوب والجولان، في مناسبتي 15 ايار و5 حزيران، كانت اليد السورية الطولى في ولادة الحكومة اللبنانية في لحظة غير محسوبة لها وقع المفاجأة المدوية، ثم كانت "الرسالة" القوية الى تركيا التي دخلت في لعبة استدراج عروض للغرب ليكون لها دور "الوصي" على سوريا او صفة "الوكيل" الغربي في المنطقة، وذلك من خلال التحرك العسكري على الحدود التركية – السورية لمنع تنفيذ فكرة المنطقة الآمنة في داخل الاراضي السورية، مرفقا بدعوة صريحة للنظام التركي بأن عليه اعادة النظر في مواقفه لأن لدى سوريا تأثيرات وادواراً تعرفها أنقرة.

- في هذا السياق ثمة من يرى ان مؤدى "رسالة" السيد نصر الله الأخيرة، المبثوثة في طيات خطابه الأخير بمحاوره الأربعة انه بعد  اليوم ثمة شأن آخر في الموضوع السوري، ولا سيما بعدما "أحكم المحور" الحليف لسوريا قبضته على الوضع السياسي والحكومي في بيروت. وعليه، فإن في كلام نصر الله ابعاداً يدركها الراسخون بخلفيات هذا القائد المدروسة، وقد تعمد ان يبدأها بالحديث عن الحكومة المولودة حديثا في بيروت، ثم رسالة موجهة للمرة الاولى الى السفارة الاميركية في عوكر، وبعدها الى الداخل الاسرائيلي ليكون "مسك الختام" بالموقف الحازم حيال الوضع في سوريا.

 

مواجهة في الأفق بين فريق ميقاتي ووزراء عون حول أوجيرو والميدل إيست والكازينو محاور أساسية

سابين عويس/النهار

حسناً فعل المشَرع عندما حدد مهلة شهر لانجاز البيان الوزاري للحكومة اعتباراً من موعد اعلانها مما يجعل اقرار البيان محكوماً بالوقت فلا يتكرر مشهد المخاض الحكومي الذي استغرق 5 أشهر من المشاورات والمفاوضات الشاقة. علما ان ما اعاق التأليف حصصا واسماء لم يكن سوى واحدة من الخطوات الاستباقية لتحالف الاكثرية للامساك بالحكومة والتزاماتها السياسية وتوجهاتها الاقتصادية والمالية. وهو ما بدأ يتبلور مع بدء النقاش حول البيان الوزاري، الذي عكس حجم الاختلالات بين مكونات الحكومة الجديدة والتي سيقودها كما بات واضحا وزراء التيار الوطني الحر بدعم من "حزب الله" في وجه الفريق الوزاري لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، علماً ان عنوان المواجهة سيكون ضد المعارضة  وتحديدا تيار "المستقبل" على خلفية ملفين: سياسي متعلق بالتزامات لبنان حيال المحكمة الدولية واقتصادي – مالي مرتبط بمكافحة الحقبة الحريرية السابقة سيكون عنوانها الابرز التعيينات الادارية والامنية.

وفي حين بدأت ملامح هذه المواجهة تظهر في تمنع وزير الاتصالات نقولا صحناوي عن تلبية طلب وزير المال محمد الصفدي في شأن تحويل الاموال المجمدة لديه من أجل استعمالها في سداد ديون مستحقة، وذلك استكمالا لسياسة  الوزير السابق للاتصالات وزير العمل شربل نحاس، فان مصادر وزارية أكدت ان الحملة العونية ستتوزع على اكثر من محور:

- الاول يتمثل في وضع هيئة "اوجيرو" تحت سلطة وزارة الاتصالات خصوصا ان اي تطبيق لقانون الاتصالات والسماح للهيئة الناظمة للاتصالات بممارسة صلاحياتها المستقلة عن الوزارة سيقلص سلطة الوزارة في الوقت الذي تتمتع فيه "اوجيرو" بصلاحيات استثنائية. والمدخل الى ذلك سيكون عبر ابعاد رئيس الهيئة عبد المنعم يوسف عن رئاستها وذلك بعدما اقر ديوان المحاسبة الرأي بأنه لا يمكن يوسف ان يتولى 3 وظائف في آن علما انه يتم التجديد له سنويا في مجلس الوزراء لرئاسة اوجيرو. ومع امتناع نحاس عن توقيع عقد اوجيرو للسنة الجارية باتت عقود الادارة والتشغيل والصيانة باطلة.

- المحور الثاني يتعلق برغبة "التيار الوطني الحر" بملء مراكز خدماتية اساسية انطلاقا من الكتلة الوزارية الكبرى التي حظي بها والتي تخوله وفق اوساطه الافادة من الفرصة المتاحة حاليا لاجراء تغيير في مواقع اقتصادية ذات مردود مجزٍ. ومن ابرز المراكز التي يصبو اليها التيار شركة "طيران الشرق الاوسط"، وهو ما يفسر بحسب مصادر متابعة الانتقادات التي وجهها قبل ايام رئيس التيار العماد ميشال عون الى الشركة على خلفية اسعارها المرتفعة. وتتوقع المصادر ان ترتفع وتيرة استهداف الشركة تحقيقا للهدف المشار اليه.

- ومن المراكز الاخرى التي يصبو اليها التيار كازينو لبنان الذي ينتظر ان يدخل في دائرة الاستهداف في وقت قريب الا اذا نجحت النصيحة الموجهة الى عون بتحييد هذا الموقع على قاعدة ان رئاسة الكازينو هي من حصة رئيس الجمهورية.

- وفي اطار الحملة التي يشنها التيار على النهج الاقتصادي والمالي الحريري تفيد اوساط قريبة من عون ان ثمة توجها نحو التصويب على حاكمية المصرف المركزي وعدم السير في التجديد للحاكم رياض سلامة على قاعدة ان سلامة يمثل نهجاً مالياً واقتصاديا يحاربه التيار وان الكلام عن عدم وجود بدائل لسلامة غير مقبول في ظل الكفاءات المصرفية والمالية الموجودة ولا سيما في أوساط التيار. وفي حين استبعدت المصادر المواكبة ان يمضي عون في هذا الاتجاه حتى النهاية رأت ان موقفه لن يكون الا في الاطار التفاوضي من اجل تحسين شروطه بالنسبة الى مواقع اخرى.

البيان الوزاري والمحكمة

وخلافا للاجواء التي أشيعت منذ تكليف ميقاتي عن ان بيانها الوزاري جاهز ومكتوب وينطلق من الاهداف والثوابت التي دفعت الاكثرية الى اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، فان صياغة البيان في البنود التي يترقبها الغرب وترضيه ولا تغضبه لا تزال دونها عقبات في ظل الرسائل الدولية الضاغطة في اتجاه التزام القرارات الدولية يقابلها موقف حازم لـ"حزب الله" في شأن بند المحكمة تحديدا مما يضع رئيس الحكومة في موقع حرج ودقيق خصوصا بعد اعلانه انه لن يتبنى اي قرار معين ( الغاء المحكمة) ما لم يحظ باجماع داخلي. وتقول مصادر وزارية ان المخرج الذي كان يعول عليه ميقاتي مرتكزا على تبني "حزب الله" له باعتماد صياغة لا تذكر المحكمة بشكل مباشر قد سقط مما جعل لجنة الصياغة تقفز من البنود السياسية الى البنود الاقتصادية من دون المرور ببند المحكمة، علما ان وزير الاعلام كان اعلن ان اللجنة تسير بمناقشة مسودة البيان بندا بندا ولم تصل بعد الى بند المحكمة. والسؤال هل من بند مكتوب بهذا المعنى اصلا ام ان ميقاتي اعد صيغة توفيقية رفعها اخيرا الى الرئيسين سليمان وبري؟

في اي حال تستأنف اللجنة اجتماعاتها اليوم من دون اي مؤشر الى امكان انجاز قريب للبيان وان كانت معلومات ترددت عن اصرار رئيس الحكومة على انجاز الصياغة قبل الخامس من تموز المقبل لدواعي سفر لرئيس الجمهورية الى موناكو في نهاية الاسبوع بالتزامن مع معلومات اخرى يجري تسريبها حول قرب صدور القرار الظني في النصف الاول من الشهر المقبل. وينتظر ان يستمر النقاش في الملف الاقتصادي في ضوء 4 اوراق قدمت في الاجتماع الاخير للجنة من كل من ميقاتي والوزراء شربل نحاس ونقولا نحاس وناظم خوري باسم رئيس الجمهورية. وافادت المعلومات ان ثمة تباينا في المقاربة الاقتصادية بين فريقي رئيسي الجمهورية والحكومة وبين نحاس.

 

بين "الأردوغانية" و"الحريرية"

مازن حايك/النهار

انتهت الانتخابات التشريعية في تركيا بفوز "حزب العدالة والتنمية" الحاكم، ذي الجذور الإسلامية، بزعامة رجب طيّب أردوغان، واستحواذه على 50 في المئة من الأصوات، لكن من دون حصوله على 330 مقعداً في البرلمان الجديد، أي العدد المؤهِّل لطرح مشروع الدستور الجديد للجمهورية عبر الاستفتاء الشعبي مباشرة، من دون المرور بالبرلمان أو الأخذ برأي المعارضة. مما لا شك فيه أن الحزب وزعيمه نجحا في تجيير العملية الديموقراطية برمّتها لمصلحتهما، إلى حدٍّ بات معه الحذر من امكان احتكار "الأردوغانية" لمستقبل تركيا السياسي أمراً متداولاً، بل مشروعاً، خاصة وأن طموح أردوغان بالوصول إلى رئاسة الجمهورية، في الانتخابات المقبلة، لم يعد خافياً على أحد. وما استمرار العلاقات الخارجية الندّية، والموقف التركي التصاعدي من الديموقراطية في سوريا، والدعوة لتطبيق الإصلاحات الموعودة فيها، بشكل عاجل وسلمي وحازم، إلا دليلاً إضافياً على توجّهات أردوغان الاستراتيجية البعيدة المدى، لا الانتخابية المرحلية.

  وكما في تركيا، كذلك في لبنان، فإن الجامع بين "الأردوغانية"، ونظيرتها "الحريرية" أيام صعودها وعزّها، يكمن ليس فقط في الرجل القائد - الرمز، أو في القدرة على الفوز الساحق بالانتخابات والوصول إلى الحكم والبقاء فيه، أو في أسلوب إدارة البلاد على طريقة الشركات الخاصة، أو في القيام بالمشاريع الإعمارية والتجارية والإنمائية الضخمة، أو في الاعتدال والانفتاح على الغرب، بل أيضاً في قدرة كل منهما على خلق استقطاب سياسي - اقتصادي حاد، بين مؤيّد بالمطلق ومعارض بالفطرة... طبعاً، مع الأخذ في الاعتبار الفرق الشاسع بين الدولة في تركيا ونظامها، وهيْبة الحكم فيها، وقدرات المؤسسات الاقتصادية والعسكرية والقضائية لديها، بالمقارنة مع تآكل الدولة في لبنان، ونفاد قدراتها، وعجز مؤسساتها، وضعف أجهزتها؛ ناهيك عن تداعيات الصراع العربي - الإسرائيلي في الداخل اللبناني، ومفاعيل الحرب الأهلية، وزمن الوصاية، وانتشار السلاح والإيديولوجيا، والاغتيال السياسي... مما جعل من صعود "الحريرية" عندنا أصعب وأكثر كلفة وتعقيداً ومساوَمة ومخاطَرة من "الأردوغانية".

في تركيا، تُحترَم نتائج الانتخابات، ويصل الفائز الى الحكم أياً يَكُن. أما في لبنان، فالرابح "خسران"، والخاسر "ربحان"، بفعل ميزان القوى على الأرض والمتغيّرات الإقليمية والدولية، لا بفضل نتائج الصناديق! فإلى متى سنستمر بوضع واقعنا السياسي المتدهور ضمن إطار ديموقراطي ومؤسساتي "بالشكل"، في وقت تزداد فيه "بالفعل" السيطرة على الجمهورية وعلى مفاصل الدولة ومؤسساتها، بطريقة غير معهودة في الأنظمة الديموقراطية؟

كم تبدو "الأردوغانية" سهلة ومَنيعة وقابلة للحياة في تركيا، مقارنة بـ "الحريرية" عندنا!

 

"الانتقاد" حين يتحوّل هواية!  

رانيا الخضر/موموقع 14 آذار

الطبيعة البشرية تصيب وتخطئ، والنقد أمر طبيعي في حياتنا اليومية وقد نكون في بعض الأحيان منتقدين أو ناقدين، إلا أن بعض الأشخاص ممن تعتريهم "شهوة الانتقاد" يعمدون إلى التقليل من قيمة الآخرين عبر توجيه عبارات جارحة هدفها الإهانة والإحراج.

قلة من الناس تتقن فن النقد البناء الذي يحتم على الفرد الاعتراف بأخطائه قبل انتقاد الآخرين، لذا يتواجد في المجتمع العديد ممن يستخدمون النقد كوسيلة لابراز عيوب الآخر ومواطن ضعفه، وبحسب المعالجة النفسية فاليري وندرف "يكون ذلك تعويضاً عن نقص ما في شخصية الفرد الذي ينتقد الآخرين".

يتناقل المجتمع العديد من الأقوال والأمثال الشعبية التي تدعو الى احترام الآخر وممارسة النقد الذاتي قبل التفوه بانتقادات لاذعة ، ومنها "البيتو من ازاز ما يراشق الناس بالحجر، "لو الجمل شيف حردبتو كان وقع وفك رقبتو" ، كما ان بعض الفلاسفة القدامى شغلوا نفسهم في دراسة هذا الموضوع وظهر ذلك من خلال قول للفيلسوف الصيني كونفوشيوس "لا تتذمر من الثلج المتساقط على سقف جارك حين تكون عتبتك مليئة بالثلج" ، ما يؤكد ان الانتقاد الغير بناء آفة اجتماعية موجودة منذ الازل ولا تزال ما دامت النفس البشرية تحكمها مشاعر الغيرة والقلق من ان الآخر الافضل.

الانتقاد كتعويض

وتعرف المعالجة النفسية فاليري وندرف الانتقاد البناء بأنه " تقييم للمواقف والافكار هدفه التغيير الى الافضل"، موضحة أن "الاشخاص الذين يوجهون انتقادات لاذعة الى الآخرين يفتقرون الى الامان ويتمتعون بشخصية عدوانية سلبية، كما انهم يشعرون بالدونية، لذا يعوضون عبر انتقاد الآخرين نقص ما في شخصيتهم".

أما عن الشخصيات التي تجذب اكثر الانتقاد السلبي اليها تقول " هم الاطفال عموماً والشخصيات الضعيفة الغير قادرة على اثبات وجودها، والمتهورة منها التي لا تؤدي عملها بطريقة صحيحة، بالاضافة الى الشخصيات التي تميل الى الكمال فـ"غلطة الشاطر بألف"".

غضب ... اكتفاء.. ردّ

وتقول وندرف إن "التقارب الموجود في المجتمع اللبناني وطبيعة العلاقات الاجتماعية المتماهية، وعدم وضع حدود للعلاقة مع الآخر وغياب التراتبية الواضحة في العمل، اسباب تسمح التدخل في حياة الآخرين وتشكل تربة خصبة للانتقاد السلبي".

" الإغاظة او التوتو الذي قد ينجم مباشرة بعد الانتقاد هو الهدف الاساس للمنتَقِد وقد يتعداه ليكون تحطيم الآخر هو الهدف وذلك في حال كان يعمل الناقد والمنتَقَد في مجال العمل نفسه"، بحسب ما تقول ندرف.

في المقابل، تشير وندرف الى انه "لتجنب الانتقادات السلبية يجب على الاهل ان يربوا اولادهم بطريقة صحيحة تساعدهم على كيفية وضع حدود لعلاقاتهم مع الآخرين، والعمل على بناء شخصيات قوية لاطفالهم تمكنهم من مواجهة الحياة بطريقة اقوى وتحفظ لهم حقوقهم".

كما انه "يتوجب على الافراد اعادة النظر بالعلاقة مع الآخر، والرد عليه في حال وجه الينا انتقاد جارح في غير محله، وفي حال تأزمت الامور بين الناقد والمنقود يمكن اعادة النظر في استمرارية العلاقة مهما كان نوعها، صداقة زمالة...".

وتختم وندروف بالقول ان "قسم من المنتقدين يدركون انهم يجرحون ويدوسون على مشاعر الآخرين، وهؤلاء لديهم النية في تغيير سلوكهم".

"بأي شهر سمالله" احدى العبارات التي اعتادت سماعها لارا . س (28 عاماً) ، أثناء تنقلها بالطرقات. وتقول "اول مرة وجه الي هذا الانتقاد انزويت في البيت واصابني اكتئاب، ادرك اني فتاة سمينة لكن استغرب لم الناس لا تتركني بحالي، فإن من ينتقدوني "منٌ أحسن، كل واحد عندو علّة".

"مصيبة هيك رأيٌ"

لا يختلف الحال عند ردينة . م (42 عاماً) مطلقة ولديها ولدان ، لم تسلم من انتقادات اثر حصولها على الطلاق كـ"معقول كيف بتترك ولادا"، هذه اقل التعليقات التي ترامت إلى سمعها . والمثير للجدل ان الاشخاص الذين انتقدوها نساء زواجهن "مهدى بقشة"، بحسب ردينة. وتضيف "بعد مرور سنوات احدى اللواتي انتقدنها لاقوا المصير نفسه وتطلقوا الا ان ردينة لم ترد الاساءة بالاساءة".

"عندا هيك مصيبة ومنا مستحيي منا"، برأي ساندرا . ل (35 عاماً) ام لطفل ذو احتياجات خاصة، "جملة تنم عن اعاقة عقلية لا جسدية لدى البعض، فهم جهلة وسطحيين لا يدركون اني اعتبر طفلي جون (خمس أعوام) هدية من الله ". وتقول " كنت ازعل من زمان بس لما عم شوف ابني عم يكبر قدامي بحس انوا عم يمدني بقوة ما كنت بيوم بفكر انا موجود فيي".

تشهير وافتراء

في العلاقات العاطفية، تتسابق الفتيات على تبيان ان علاقتها مثالية بصديقها ومنزهة عن الخطايا، إذ لم تتوان باتريسا . ك (18 عاماً) عن القاء محاضرة بالعفة والشرف الى صديقتها سميرة . ع (17 عاماً) وهي بحسب سميرة تدعي انها "مش بايس تما الا اما" لكنها كسائر الفتيات اللواتي لديهن حبيب، تجمع بينهما العديد من لحظات العشق والهوى". وتضيف سميرة ان "الاسوأ اني اعلم تفاصيل جمة عنها لكن لم انتقدها يوماً وبالطريقة التي انقضت فيها علي ذاك النهار".

أما رولا . ب (25 عاماً) تعتبر انها وصلت الى مستوى ذكاء وخبرة عالية في العمل تسمح لها انتقاد الجميع، فالغرور قد ضربها الى اقصى درجاته. فسمحت لنفسها بتوبيخ احدى زميلاتها في العمل على خطأ لم تقترفه مهى . ع (23 عاماً) ، وذلك لابعاد الشبهات عنها أمام المدير لأنها في الحقيقة هي من اقترفت هذا الخطأ.

قبل إدانة الآخرين، يجب أن يبدأ كل فرد بجردة على ماضيه، وإذا حدث ذلك، نكون قد خطينا خطوة كبيرة إلى الأمام، فنقد الآخرين يجب أن يكون محدوداً ومتواضعاً ويقتصر على معايير موضوعية، لأن لكل فرد قيمته الداخلية.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

استعان بإيران وحزب الله لقمع المتظاهرين والفتنة الطائفية آخر أوراق النظام السوري

 كتبت- أميرة محمد عبدالحليم:السياسة

مع اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح في سورية, تباينت ردود الفعل الاقليمية والدولية بين تأييد ورفض وصمت ازاء هذه الاحتجاجات وجاءت هذه التباينات في المواقف معبرة عن الثقل الستراتيجي الذي تمثله سورية في المنطقة العربية, الا أن هذه المواقف طرحت مفاجآت كان لها دلالات واضحة على تطورات المشهد السوري من ناحية, وكشفت عن وجه آخر لأدوار بعض القوى الاقليمية في المنطقة من ناحية أخرى, وكان في صدارة هذه القوى ايران التي صمتت طويلا عن التعبير عن موقفها من الثورة السورية الى أن انطلق المسؤولون الايرانيون يعبرون عن رفضهم لهذه الثورة التي يرون أنها " فتنة " تدعمها قوى خارجية. بل حاولوا  تقديم دعمهم الكامل لنظام بشار الأسد ولآلته الأمنية في مواجهة الشعب السوري ذي الأغلبية السنية, ما حمل ملامح مواجهة شيعية سنية ألقت بظلالها على تطورات الثورة السورية ودفعت قوى في المنطقة العربية الى الاعلان عن مخاوفها من التدخل الايراني المواجه للثورة السورية.

فقد حرصت ايران على مراقبة الثورات العربية ورأت فيها طريقا تستطيع من خلاله النفاذ أكثر الى المنطقة العربية, بل حاولت نسب هذه الثورات الى الثورة الخمينية, ولم تدخر جهدا في الاعلان عن دعمها للثورة التونسية ثم للثورة المصرية التي اعتبرتها تحمل بدايات لعهد جديد من العلاقات المصرية الايرانية بعد سقوط نظام مبارك الذي كان يرفض اقامة علاقات معها, وتزايد الاهتمام الايراني بالثورات العربية مع اندلاع الاحتجاجات في البحرين ذات الأغلبية الشيعية وحاولت مساندة هذه الاحتجاجات ونفي الطائفية عنها بما حمل تهديدات تداركتها دول الخليج. وعبر كل هذه الثورات لم تبتعد ايران عن التأكيد على أن النهج الثوري هو الطريق الامثل للتغيير والاصلاح.

وجاءت الثورة السورية بكل تطوراتها ونتائجها وما قامت به أجهزة الأمن السورية من عمليات قتل وترويع وتشريد لقطاعات من الشعب السوري الثائر لتطرح وجها آخر للموقف الايراني من الثورات العربية يختلف في كل تفاصيله عن الموقف الايراني الداعم للثورات في كل من تونس ومصر وليبيا والبحرين, فتتبنى ايران موقف النظام السوري من الثورة, وتصفها بأنها مؤامرة نسجتها قوى غربية لزعزعة حكومة تؤيد " المقاومة " في الشرق الأوسط, وتقلل من أعداد ضحايا الاحتجاجات, وبدلا من التنديد بممارسات نظام الأسد الوحشية ضد الشعب الثائر, ترسل ايران أسلحة وذخائر بل ومستشارين لتدريب قوات الأمن السورية وعناصر من فيلق " القدس " التابع للحرس الثوري الايراني للمشاركة في قمع المتظاهرين, فضلا عن أجهزة مراقبة لتتبع المعارضين لنظام بشار الأسد, وفي المقابل يسمح نظام الأسد لفيلق القدس باغتيال ضباط عراقيين في اللاذقية وحمص لتتمكن ايران من تنفيذ أجندتها في المنطقة.

واستكمالا للموقف الايراني يلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خطابا عن الأحداث في سورية يدعو خلاله السوريين الى الحفاظ على بلدهم ونظامهم المقاوم والممانع واعطاء المجال للقيادة السورية بالتعاون مع كل فئات شعبها لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة ويشير الى أن الفارق بين سورية والدول العربية الأخرى التي تشهد تحركات شعبية أن الأنظمة الأخرى مثل البحرين لم تقتنع بالاصلاح, بينما الرئيس بشار الأسد مؤمن بالاصلاح وجاد ومصمم ومستعد للذهاب الى خطوات اصلاحية كبيرة جدا, لكن بالهدوء والتأني والمسؤولية, وردا على خطاب نصر الله المؤيد للرئيس الأسد تقوم الجماهير السورية بتمزيق صور الأمين العام لحزب الله واحراق رايات الحزب في عدد من المدن السورية.

وفي خطاب آخر بمناسبة الاحتفال بذكري رحيل  آية الله الخميني في 30 مايو, يحذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من "مؤامرة" أميركية ترمي الى تقسيم سورية, معتبرا أن هذا الأمر "إن نجح سيصل الى السعودية".

فأي مؤامراة تتحدث عنها ايران وحزب الله بعد ان عاشت الأغلبية السنية في سورية تحكمها الأقلية العلوية لأكثر من أربعين عاما, مارس خلالها النظام المنتمي الى هذه الأقلية كل صنوف الاستبداد والقهر على الأغلبية, وحولت القيادة السياسية الشارع السوري الى ميدان مخابراتي واستخباراتي يحصي أنفاس الشعب بدلا من أن يحصي أنفاس أعدائه. واستغلت سيطرة العلويين الموالين للرئيس السوري بشار الأسد على الجيش في اضعاف أي احتمال لظهور ضغوط عسكرية على الرئيس اذا تنامت الاحتجاجات, بل واستعانت بما يطلق عليه السوريون " الشبيحة " في قتل أفراد الشعب السوري وهم عبارة عن حفنة من (الطائفيين) تم انتقاؤهم - مذهبياً - يتفاخرون دائما بعلويتهم وجرائمهم ضد الشعب السوري.

 وأي مقاومة تشيد بها ايران وحزب الله فاذا كان النظام السوري, قد فتح أبوابه لعناصر المقاومة الفلسطينية واللبنانية, الا أنه لم يبذل طوال كل هذه السنوات أي جهد حقيقي لاخراج الاحتلال الاسرائيلي من هضبة الجولان السورية والتي لم تطلق فيها رصاصة واحدة لمقاومة احتلال استمر منذ نكسة 1967.

 لكن أسلحة النظام السوري الثقيلة التي حفظها لسنوات من دون استخدامها في المقاومة فنهشها الصدأ خرجت من مخازنها لتفتك بالشعب السوري الأعزل الذي لم ينس اختراقات الطائرات الاسرائيلية للسيادة السورية وتجول هذه الطائرات فوق قصر بشار الأسد, ولا تدمير موقع الكبير بالقرب من دير الزور ولا قصف معسكر عين الصاحب بجوار العاصمة دمشق, وتصفية رموز المقاومة الفلسطينية من حركة حماس بأيدي عملاء الموساد, وكان رد نظام الأسد "الممانع" "المقاوم" في كل مرة أن سورية سترد في الوقت المناسب.

فكيف لا يرى حزب الله الذي صنع نصرا لاتزال الشعوب العربية والاسلامية تعتبره نقطة من نقاط التحول المهمة في ادارة الصراع مع العدو الاسرائيلي في 2006, قتلى وجرحى الشعب السوري وغطرسة نظام الأسد الذي لم يرحم حتى الأطفال الذين أصبحوا مستهدفين من قبل آلته الأمنية الباطشة,بل ويتمادى حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله في توصيف الثورة السورية بما يتسق مع آلية الطائفية دون البعد الوطني.

الحليف الأهم

بعيدا عن الادعاءات الايرانية بشأن الثورة السورية, تنظر ايران الى نظام الأسد في سورية باعتباره "الحليف الأهم" لها في المنطقة العربية, فسورية هي بوابة ايران لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط ونقطة اتصال حيوية لحزب الله اللبناني المدعوم من قبلها, والذي يسمح بوجود وكيل لايران على الحدود الشمالية لاسرائيل. كما أن سورية وايران تدعمان أيضا حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة. وتدفع طهران المليارات من الدولارات لها عبر استثمارات في سورية.

ومن خلال الحليف السوري استطاعت ايران اختراق عدد من الملفات الاقليمية وتحقيق مصالحها, فاذا سقط نظام الأسد فسوف يأتي نظام آخر قد يكون أشد عداء لايران ولسياساتها في المنطقة العربية, ومن ثم يصبح الدور الايراني معرضا للتقزيم في حال غرق سورية في الفوضي أو استبدال رئيسها بآخر يقترب من عمقه العربي على حساب التوسع الايراني, ويزيد هذا الاحتمال من مخاوف ايران, وخاصة بعد فشل المساعي الايرانية للتقارب مع مصر بعد أن حاولت نسب الثورة المصرية الى الثورة الاسلامية الايرانية, ما جعل ايران تصطدم بالعلمانيين ومن ثم حمل ضغوط جديدة على ايران في المنطقة فظهور مصر ديمقراطية وذات سياسة مستقلة يجعلها منافس قوى ومراقب لطموحات ايران في المنطقة, هذا فضلا عن أن الثورات العربية في مجملها قد طرحت احتمالات لنهاية حقبة التحدي الايراني للمجتمع الدولي وتزداد هذه الاحتمالات مع سقوط نظام الأسد في سورية الحليف الرئيسي لايران في المنطقة.

أما عن النهج الثوري فليس جديداً على ايران مخالفته لأن الثورة تواجه بالقمع داخل ايران وخير دليل على ذلك ما قامت به في عام 2009 من عمليات قتل وقمع للمتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات, ولذلك عملت على أن يكون المشهد الثوري في سورية, مماثلا لما حدث في ايران فمدت نظام الأسد بجميع الآلات والوسائل التي استخدمتها في سحق شعبها أو ما عرف ب¯ " الحركة الخضراء ".

ورغم أن النظام السوري ليس  مذهبيا دينيا كالنظام الايراني الذي يعتمد على ولاية الفقيه, لكنه في الوقت نفسه أقل تعددية, ويستخدم ايديولوجية حزبية تحولت مع مرور الزمن الى أداة بيد النظام والأجهزة الأمنية. كما يستخدم ولاء اجتماعيا وقبليا يعمل من خلاله على ايجاد عصبية تدعم من ولاء الأجهزة الأمنية للنظام, فيستغل الطائفة في تدعيم أركانه من خلال اشعارها بأنها مستهدفة ويحاول نشر هذا الشعور بين الطوائف الدينية عموما فينتج طائفية يعتمد عليها كاحدى أوراق التوازنات الضامنة لبقائه.

وبرغم أن الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس الأسد لم ينعم الكثير من المنتمين اليها بأوضاع سياسية واقتصادية مميزة خلال سنوات طويلة من الحكم, فالكثير من المعارضة السياسية التي عذبت وسجنت ونفيت كانت من الطائفة العلوية, وأغلبية العلويين يعيشون حياة اقتصادية صعبة وليست بأفضل حالا من ظروف شركائهم في الوطن من الأغلبية السنية الا أن الواقع يؤكد أن حضور هذه الطائفة في الجيش والأمن أعلى بكثير من نسبتها الى الشعب السوري, كما أن الأسماء الأولى من المتربحين من الفساد ينتمون الى هذه الطائفة, فقد نجح النظام في تمرير لعبة التمايزات الطائفية بتحويل اللهجة العلوية في سورية الى لهجة السلطة تضفي على كل من يستخدمها نوعا من السطوة فاحترفها الكثيرون من أفراد الشرطة والأمن.

هذا فضلا عن انتشار شعور القهر الطائفي لدى الطوائف المختلفة المكونة للمجتمع السوري وخاصة الأغلبية السنية ويقابله شعور آخر من الطائفة العلوية بالخوف من حدوث تغيير جذري, ويستثمر النظام الشعورين كسلاح للحفاظ على بقائه.

وكما استخدم النظام السوري العامل الطائفي لسنوات لتدعيم سيطرته على السلطه فان النظام حاول مواجهة الثورة من خلال التأكيد على هذا العامل, ولكن بصيغ جديدة فاعتمد على الحرس الثوري الايراني وميليشيات حزب الله الشيعيين والداعمين للطائفة العلوية بل دفع بعض الطوائف الأخرى مثل الطائفة الدرزية لمواجهة مطالب الأغلبية السنية وترويعها حتى تتراجع عن المطالبة بحقوقها السياسية والاجتماعية المسلوبة منذ سنوات.

مخاوف

وعلى المستوى الاقليمي وفي حين تجاهلت أغلب الدول العربية الحدث السوري, وهو ما انعكس أيضاً على غياب الشأن السوري عن بيانات ومواقف الجامعة العربية. رغم بروز أحداث سورية في وسائل الاعلام العربية بشكل كثيف وخاصة في وسائل الاعلام السعودية, الا أن هناك قوى اقليمية أخرى غير ايران وحزب الله عبرت عن مخاوفها من سقوط نظام الأسد وما ستؤل اليه الأوضاع في سورية بعده وما يطرحه مستقبل التطورات فيها من تأثيرات على الاستقرار في منطقة المشرق العربي, فقد عبرت اسرائيل عن مخاوفها من سقوط نظام الأسد وانتقدت موقف الادارة الأميركية من التطورات في سورية, حيث بدى أن الادارة الأميركية حائرة بين انتقاد الأسد والخوف الكبير من أن يؤدي انهيار حكمه الى انفجار صراع دموي بين العلويين والسنة أو الى تدخل من ايران وحزب الله لانقاذ النظام العلوي.

في الوقت الذي تواجه اسرائيل معضلة شديدة بين حنقها على الأسد بسبب تحالفه مع ايران وحزب الله ومساعدته لحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس), واستفادتها من جهة أخرى من كون الأسد حرص على مدى السنوات الماضية أن تكون هضبة الجولان هادئة بلا مقاومة. كما يخشي الاسرائيليون من أن الوضع الاقتصادي الصعب في سورية ووجود أغلبية من السكان سنية معارضة لحكم الأسد والعلويين قد يقود الى استيلاء الاخوان المسلمين على الحكم وهؤلاء ليسوا على استعداد للاعتراف باسرائيل بل هم معنيون بمقاومة وجودها.

الا أن الشعب السوري قد وعى الدرس وفطن الى أن النظام بغطرسته المعهودة يطرح خيارين على الشعب, إما أن يبقي أو يدفع بالشعب السوري وثورته الباسلة الى أتون حرب أهلية تلعب فيها الانقسامات الطائفية والمذهبية دورا حقيقيا, وتشارك فيها قوى اقليمية ودولية بما يشبه الحالة العراقية, فكان رد الشعب السوري  التأكيد على أن ثورته "موحدة " لجميع القوى وانه لا فرق بين أي طائفة وأخرى في تحقيق أهداف الثورة فرفعت المظاهرات شعارات تؤكد على وحدة الشعب والوطن, وعلى أن مطالبها لا تتعلق بفئة واحدة, وانخرطت جميع قطاعات وفئات الشعب السوري في المظاهرات, وحتى مناطق الأغلبية الكردية, التي برزت فيها نزعات قومية انفصالية خلال السنوات القليلة الماضية, سرعان ما تناست مطالبها القومية الفئوية وانخرطت هي الأخرى في المظاهرات, وتصاعدت المشاركة في الثورة في أوساط الطائفتين الاسماعيلية والدرزية, وكانت مشاركة المسيحيين في حوران وحمص والقامشلي, والرد الأمني العنيف على تلك التحركات, جميعها عناصر توحي بأن محاولات السلطة لتحييد الأقليات, قد بدأت تفقد مفعولها. يضاف الى هذا أن الثورة السورية لم تقتصر على طبقات اجتماعية محددة, وهي ظاهرة اتسمت بها الثورات العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا.

في الوقت الذي فقد نظام الأسد شرعيته بكل المقاييس حين جمع كل ما أوتي من قوة لمواجهة الشعب السوري المطالب بالاصلاح, فاعتمد أولا على أجهزته الأمنية والاستخباراتية التي لم ترحم كبيرا ولا صغيرا, مستنسخا نموذج قذافي ليبيا في التعامل مع المتظاهرين, واستعان بقوى خارجية مثل ايران وحزب الله لتدعيم قوته وزيادة بطشه بالشعب ذي الأغلبية السنية, فبدا المشهد وكأن صراعا شيعيا سنيا يهدد الثورة السورية ويسمح بتحويلها الى حرب أهلية وسط تجاهل اقليمي وتباطؤ دولي في مواجهة هذا النظام.

الا أن الوقائع مازالت تؤكد أن الخاسر الأكبر في الثورة السورية هو نظام الأسد يتبعه ايران ووكيلها في المنطقة حزب الله اللذين رسما بأيديهما طريق التراجع في المصداقية وفقدا تعاطف شعوب المنطقة وخاصة الشعب السورية بعد أن انكشفت الازدواجية التي اتسمت بها مواقفهما في التعاطي مع القضايا العربية ودعمهما لنظام الرئيس الأسد في تنكيله بشعبه وفرضه لسياسات أمنية وقمعية تضعف من ارادة هذا الشعب, فأيا ما كانت نتائج الثورة السورية فان الشعب السوري لن ينسى يوما لايران وحزب الله هذه المواقف التي لا تتناسب مع شعاراتهم الرافضة للاحتلال والهيمنة الأجنبية.

 

سورية القلقة سورية المقلقة

غسان شربل/الحياة

حدث ذلك قبل عقود. التفتت سورية حولها وعادت قلقة. إسرائيل دولة عدوانية محتلة وحليفها الأميركي يضمن تفوقها العسكري. السلاح السوفياتي يساعد على المقاومة والممانعة ولا يكفي لتحرير الأرض. تركيا دولة كبرى بمقاييس الإقليم سكانياً. وبين سورية وتركيا نزاع على أرض ومخاوف قديمة ومستجدة. بلاد أتاتورك تعيش في ظل دستور علماني وترتدي قبعة الأطلسي وتقيم علاقات مع إسرائيل. الشقيق العراقي ينام على ثروة استثنائية من الذهب الأسود. العراق يقلق أيضاً كلما نظر الى تركيا وإيران. طموحات حاكم العراق تفيض أحياناً عن حدود البلاد. وبين بغداد ودمشق تنافس قديم على الأدوار تحوّل صراعاً مريراً بين البعثين.

على الحدود أيضاً يقيم الأردن. مملكة قلقة محدودة الموارد. مملكة تحتاج دائماً الى صيغة تحمي استقرارها: مظلة دولية وجيش مدرب وملك متحرك يداري العواصف ويقرأ التحولات.

على الحدود أيضاً لبنان الذي حالت تركيبته دون وقوعه في فخ الانقلابات العسكرية وفخ الحزب الواحد. أحياناً يبدو رئة لدول المنطقة لكن حرياته وصحفه ونوافذه تطرح الأسئلة وتثير القلق. بين جيران قلقين ومقلقين راحت سورية تحاول العثور على دورها واستقرارها وصيغة للاحتماء من الصراع عليها. انتهى البحث بصيغة صارمة في الداخل وبنقل المعركة الى خارج الحدود. صار الدور مرتبطاً بامتلاك الأوراق داخل حدود الدول المجاورة وبالحضور المؤثر في القرار الفلسطيني والنزاع العربي – الإسرائيلي وبالقدرة على عرقلة مشاريع مطروحة أكثر من القدرة على طرح حلول. سورية حليفة للاتحاد السوفياتي من دون أن تعطيه قرارها ومن دون أن تنسى أهمية واشنطن. وسورية حليفة لإيران الخميني من دون أن تنسى أهمية المثلث المصري – السعودي – السوري على رغم كامب ديفيد. اصطدم الدور السوري المتنامي بأدوار الآخرين وباللاعبين الكبار. تحولت الدولة القلقة دولة مقلقة. تحولت عقدة في ملفات المنطقة.

تسلّم بشار الأسد رئاسة دولة صاحبة دور في الإقليم. أضاف الى التحالف مع إيران علاقة وثيقة مع تركيا. لكن تنامي الدور الإيراني أدخل الاضطراب الى علاقات بلاده داخل المثلث العربي. أرسل باكراً إشارات الى أن استقرار الداخل لا يكفي لحماية الدور مدركاً ضعف اقتصاد بلاده وحاجتها الى التحديث واللحاق بالعصر. لم تكن مهمته سهلة. قاومت شبكة المصالح المترسخة محاولة التغيير الخجولة. بدت آلة الحزب قديمة وبدت آلة الأمن أقوى مما اعتقد. ولعبت مخاوف التركيبة دورها. وانشغل الأسد بمعارك الخارج بعد غزو العراق وحرب تموز فتزايدت صعوبات الداخل في عالم متغيّر أدرج سورية على لائحة الدول المقلقة.

تأخرت الإصلاحات في الداخل. التزايد السكاني كبير والبطالة مرتفعة والإدارة مترهلة والحزب يغرف من قاموس قديم. وبعد انطلاق «الربيع العربي» انتقلت الشرارة الى سورية. الدول الغربية التي كانت تشجع النظام السوري على تغيير سلوكه في الخارج باتت اليوم تطالبه بتغيير سلوكه في الداخل أيضاً. سورية صاحبة تجربة في مقاومة ضغوط الخارج لكنها كانت تستند الى داخل مستقر.

الصورة مختلفة الآن. قراءة هادئة لمئة يوم من الأزمة في سورية باحتجاجاتها والوعود الإصلاحية والممارسات الأمنية المفرطة والخسائر في الداخل والخارج تدفع الى الاعتقاد بأن لا مخرج إلاّ عبر مشروع يعيد سورية دولة طبيعية لا قلقة ولا مقلقة. دولة تعيش في نظام يرتكز على تعددية حزبية ترسي مصالحة في الداخل وتدعم دوراً طبيعياً يُسهّل مصالحة في الخارج. ويسمع الصحافي الزائر في أنقرة أن تولي الرئيس الأسد قيادة هذا التحول يبقى الخيار الأقل كلفة ذلك أن سورية القلقة الغارقة في الاضطراب ستكون مقلقة للمنطقة أيضاً.

 

الدور التركي في سورية

داود الشريان/الحياة

تركيا رفضت تدخلاً عسكرياً في ليبيا، ولم تتعرض لقضية تنحي العقيد معمر القذافي، وظل موقفها، يشبه الى حد بعيد الموقف الروسي، تحركه المصالح مع نظام الجماهيرية الليبية، على رغم ان تركيا كانت من اوائل الدول التي طالبت الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالرحيل. لكن موقفها من سورية اكثر وضوحاً وحسماً. هي في مقدم الدول التي تواجه نظام الرئيس بشار الاسد، وجعلت تدفق اللاجئين السوريين الى اراضيها قضية سياسية، وأداة ضغط على دمشق، فضلاً عن انها سهّلت انعقاد اول مؤتمر للمعارضة السورية في الخارج، وهيأت له تغطية اعلامية عالمية. واذا اراد المراقب معرفة توجهات المجتمع الدولي تجاه النظام السوري عليه أن يرصد التحرك التركي. في ليبيا، حاولت انقرة شراء موقف العرب الرافضين للتدخل الأجنبي في دول المنطقة، وصعّدت نبرتها لادراكها ان موقفها ليس له تأثير على مصالح دول الحلف الأطلسي (الناتو)، لاطمئنانها الى ان التدخل يأتي بغطاء سياسي من جامعة الدول العربية. بذلك استطاعت أنقرة شراء نظام العقيد للحفاظ على عقود 200 شركة تركية، وحوالى 30 ألف عامل تركي، ولم تخسر الحلفاء الأوروبيين. وكان متوقعاً ان تتعامل تركيا مع أزمة سورية بمقياس المصالح، بحكم ما بين البلدين من تبادل تجاري، كما فعلت مع نظام العقيد، لكنها تصرّفت في شكل مغاير، وتبنت موقفاً تريده الدول الغربية، لكنها لا تستطيع تنفيذه بالطريقة التركية. لا شك في أن تركيا تتولى دوراً انسانياً تجاه اللاجئين السوريين الذين فروا من جحيم العنف، لكن الجانب الانساني في هذه القضية ليس كل شيء. فالدور التركي في الأزمة السورية له ابعاد أخرى مقبلة، وأنقرة تستغل الصمت العربي، ورغبة الآخرين في التحرك، فضلاً عن انها كسبت المعارضة، لتحقيق مصالح اقليمية واقتصادية اكبر وأهم. فهل نحن بصدد دور تركي يتولى ترتيب صورة سورية الجديدة؟ الأكيد ان هذا الدور بات يتفرد بالساحة السورية، ورغم ان تدهور الأوضاع الأمنية في سورية ليس في مصلحة تركيا، الا ان هذا لا يعفي العرب من الدخول على الخط التركي، قبل ان نجد أنفسنا امام وجود تركي على الأرض السورية، لا يختلف عن الوجود الايراني في العراق.

 

أيّ أوراق يراهن عليها الأسد؟

طوني عيسى/الجمهورية

يصارع نظام الرئيس السوري بشّار الأسد من أجل البقاء. وهو لهذه الغاية يعمل لإثبات فشل النظرية القائلة بـ"دومينو" الربيع العربي من خلال تعثرها أو تباطؤ حركتها في ليبيا وسوريا. بعدما كانت سريعة في مصر وتونس، كما يحاول إثبات انّ ما يجري في سوريا يختلف في الشكل والمضمون عمّا يدور في دول عربية أخرى، فهناك "انتفاضات شعبية" وهنا "عملية تخريب لضرب نظام الممانعة لإسرائيل".

هاتان المقولتان لا تلقيان رواجا في الداخل السوري الذي بات يعيش في عصر مختلف عن عصر الرئيس حافظ الأسد، ويستفيد من تقنيات التواصل الحديثة التي أتاحت له الانفتاح من دون قيود على خيارات جديدة، ولم تبدّلا شيئا في الدينامية الإقليمية – الدولية نحو إحداث تغيير شامل لمناخ المنطقة وأنظمتها.

400 سنة في لبنان؟!

هذه المعطيات الجديدة فاجأت قيادة الرئيس الأسد، وقد كانت تعتقد أنّ مجموعة الأوراق البالغة الأهمّية التي تحتفظ بها تجعل منها مرتكزا استراتيجيا أساسيّا، ولاعبا مع القوى الكبرى إلى طاولة الشرق الأوسط، وليس مادة للنقاش بين القوى الكبرى على الطاولة. وهذه الصدمة هي الثانية من نوعها بعد الصدمة الأولى التي تمثلت في العام 2005 بالخروج من لبنان، فيما كان يقول ذوو الشأن السوري في لبنان: إذا كانت تركيا قد بقيت في لبنان 400 عام، فإنّ سوريا ستبقى أكثر، لأنّ هناك ألف سبب وسبب لذلك!

في أيّ حال، لم يفقد الأسد كلّ أوراقه، وهو يحاول، إضافة الى استخدام الأوراق التي اعتاد طرحها على الطاولة، أن "يعوّم" أوراقا لطالما كانت نائمة، عملا بقاعدة "الضرورات تبيح المحظورات". وهو يراهن على انّ ما يمتلكه من أوراق "تقليدية" و"مستحدثة" قد تكون كفيلة بإنقاذه من المأزق. والقريبون من هذا النظام لا يقطعون الأمل في إمكان حصول تسوية اللحظة الأخيرة، ويرون أنّ من الممكن، إذا تمكّن النظام من مواجهة "لعبة الوقت" والصمود، أن يتيح المجال لاتّصالات مع قوى خارجية عربية ودولية، كقطر والسعودية وتركيا وفرنسا والولايات المتحدة، تؤدّي إلى صفقة مع النظام تكتب له الاستمرار.

أوراق "تقليدية" و"مستحدثة"

ما هي الأوراق التي يراهن عليها الأسد؟ المتابعون لحركة النظام يعتقدون بأنّ هناك مجالا لاستخدام العديد من الأوراق، أبرزها تلك التي تتعلّق بإعادة تلميع الصورة التي لطالما اكتسبها كحاجة إلى الاستقرار في المنطقة، أي للدول المجاورة، وهي ورقة أساسية له في لبنان والعراق ومناطق السلطة الفلسطينية، كما على الحدود مع إسرائيل وتركيا.

1 - أدّى تأليف حكومة لبنانية قريبة من دمشق وبناء على "كلمة سرّ" سوريّة إلى توجيه رسالة مفادها أنّ الكلمة الفصل في لبنان تبقى لسوريا، وأنّ الغالبيّتين النيابية والوزارية، كما موقع رئاسة الجمهورية، باتت تمسك بها سوريا.وأنّ حلفاءها يمتلكون السلاح الذي لا قدرة لخصومهم على نزعه من أيديهم. وهذا السلاح قادر على تأدية دوره سواء مع إسرائيل أو في الداخل.

وفي موازاة جعل الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في لبنان ورقة مساومة سوريّة مع القوى الكبرى، يريد نظام الرئيس الأسد استثمار "الوسطيّة" لدى بعض مكونّات الحكومة كرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والنائب وليد جنبلاط، لتكون الحكومة ورجالها بمثابة سفراء للنظام أو مدافعين عنه في العالم. وهذا الدور لا يستطيع تأديته حلفاء سوريا المنضوون ضمن فريق 8 آذار. وجاء تسريع تأليف الحكومة في سياق السعي إلى تحقيق هذا الهدف.

2 - في مناسبة يومي "النكسة" و"النكبة"، حاول النظام إثبات امتلاكه لورقة الأمن على الحدود مع إسرائيل في الجولان ولبنان، بعدما أدّت المصالحة الفلسطينية إلى تعطيل الورقة في مناطق الحكم الذاتي، ولكن تبيّن انّ هذه الورقة لم تعد بالفاعلية عينها في لبنان أيضا. كما انّ استخدامها في الجولان، في موازاة تهديد رامي مخلوف لم يظهر له تأثير فاعل.

3 - يتوقع أن يعمد نظام الرئيس السوري إلى استخدام متزايد للورقة التركية "النائمة" منذ الاتفاق الذي أدّى إلى اعتقال زعيم حزب العمّال الكردستاني عبد الله أوجلان.

فدمشق ترغب في توجيه رسالة إلى أنقره مفادها أنّ تحريكها ورعايتها للمعارضة السوريّة قد تكون لهما تداعيات خطرة على تركيا نفسها، لأنّ اهتزاز استقرار سوريا سيتيح فتح المناطق المحاذية للحدود أمام التوتر المفتوح كرديّا وعلويّا. وكان الوزير وليد المعلم واضحا في إطلاق إشارة من هذا النوع في مؤتمره الصحافي الأخير.

4 - يرغب الأسد في إيصال رسالة الى القوى الغربية مفادها أنّه النظام الذي يواجه الاتجاهات السلفيّة الإسلامية، فيما واشنطن وحلفاؤها يخوضون معاركهم الحاسمة في مواجهة تنظيم "القاعدة"، وإنّ سقوطه سيوقع سوريا أمّا في الفوضى وأمّا في قبضة الاتّجاهات السلفية التي لا يمكن ضبطها في مراحل لاحقة أو تقدير خياراتها، لا داخليّا ولا بالنسبة إلى علاقتها بدول الجوار وبالصراع مع إسرائيل.

5 - يريد النظام إرسال إشارات إلى أنّه مستعدّ لفكّ ارتباطه بطهران، لكنه يصطدم بأنّ الثمن المطلوب لذلك شديد الكلفة عليه، وهو يوازي عمليّة إسقاطه.

6 - تراجعت قدرة النظام في شكل ملحوظ على لعب الورقة العراقية، لكنها متروكة كخيار احتياطي، فيما اصطدمت محاولة طهران لعب أوراق خليجية في البحرين والسعودية ربّما، بمواجهة من جانب واشنطن التي تطالب بإصلاحات هادئة لدى حلفائها الخليجيّين.

أكياس الرمل

في اختصار، يجري نظام الرئيس الأسد وضع أكياس الرمل أمامه، و احدا تِلوَ الآخر، في محاولة للاستمرار مراهنا على أنّ عامل الوقت قد يحمل إليه تغييرا في الظروف الإقليمية والدولية، ولذلك، هو يستعمل أسلوب "العصا والجزرة": مواجهة الانتفاضة في مقابل الإلقاء بمزيد من الطروحات الإصلاحيّة والدعوات إلى الحوار الداخلي، وفي هذا التوازن يطمح إلى أن تولد معطيات جديدة في مكان ما، كالحديث عن وساطة قطرية أو دور روسي فاعل يؤدّي إلى تسوية جديدة تعطيه جرعة من الصمود حتى العام 2012، موعد الانتخابات الرئاسيّة في فرنسا، أو العام 2013 موعد معركة باراك أوباما في واشنطن، عِلما بأنّ الأسد يعتقد بانعكاس الأجواء الانتخابية على الملفّ السوري أميركيّا وفرنسيّا يوما بعد يوم.

إنّما التجربة عينها التي خاضها الأسد في لبنان بعد العام 2005: انتظار ولعبة "عصا وجزرة" له ولحلفائه، حتى تمكّن من تبديل جورج بوش وجاك شيراك، وإحداث الانقلاب في الداخل اللبناني، إنّها مراهنة على الوقت والمتغيرات.

الوقت والعقارب

هل يتاح للأسد تحقيق هذه الغاية؟ خصومه يعتقدون أنّ نموذج 2005 اللبناني ليس في مصلحة النظام، فباراك تابع ما بدأه بوش، وساركوزي أكثر حدّة من شيراك، والانقلاب السياسي الداخلي في لبنان يترنّح تحت وطأة التطورات الجارية والمتوقعة. وأما التسويات فكانت ممكنة قبل أشهر أو سنوات، لكنها باتت اليوم صعبة وتتطلّب شروطا قد لا يكون ممكنا توافرها. تماما كما كانت لتسويات ممكنة في لبنان من خلال "إعادة الانتشار" التي طالب بها خصوم سوريا لسنوات... فجاء المخرج أخيرا بالانسحاب العسكري الكامل، وفقا لقرارات دوليّة.

صراع فيه رهان حاسم على الوقت. من هنا وهناك، لكن للساعة عقارب ذات اتّجاه واحد.

 

شكرا سوريا.. فضحتِ حزب الله

حمد الماجد/الشرق الأوسط

جزى الله الشدائد السياسية كل خير، عرفت بها صديقي من عدوي، لم أجد للزعامات الإيرانية ولقائم مقامهم في لبنان بعد مواقفهم وتصريحاتهم الأخيرة عن انتفاضة الشعب السوري إلا الحكمة الشهيرة «إذا كان الكلام في الانتفاضة السورية من فضة، فالسكوت من ذهب»، كل مرة يصرح فيها نصر الله بعد الهبة الشعبية السورية نتمتم بـ«يا ليته سكت»، أراد زعيم الحزب الإلهي، حسن نصر الله، بتصريحاته الأخيرة أن يقنع الشعب السوري، ويقنعنا معهم، بأن النظام السوري هو الحصن الأخير المقاوم لإسرائيل، وعليه فعلى الشعب السوري أن يهدأ، وعلى جموع المتظاهرين أن تعود إلى بيوتها كي تفوت الفرصة على المخططات الصهيونية في هدم آخر حصون الممانعة.

وبما أننا، معشر الشعب العربي، شريحة مستهدفة لتصريحات وفهلوات المفوه حسن نصر الله، نود أن نقول لرجل إيران في لبنان إننا تحولنا من درجة الاختلاف معك إلى درجة الاستسخاف والاستخفاف بتصريحاتك، فانتبه لما تقول، نحن لا نفهم من تصريحاتك إلا أنك - باسم مقاومة إسرائيل - تريد منا أن نتفهم دموية النظام السوري في تعامله مع الاحتجاجات الشعبية، وباسم الممانعة، تعطي رخصة الذبح لماهر ولكتائبه الشرسة، لتقتل وتفتك بالشعب السوري. وباسم المقاومة تريدنا أن نسكت عن تشريد الآلاف من الشعب السوري ذي النفس الأبية، ليكون عالة على الأتراك ومؤسسات العالم الإنسانية، وباسم الممانعة على السوريين أن يقبلوا أن يجثم النظام «الوراثي» القمعي على صدر الشعب الصابر لتتوارث الأسرة «الجملوكية» مقاليد الحكم أبا عن جد، وباسم مقاومة إسرائيل على المتظاهرين السلميين أن يتحملوا ركل وجوههم والدعس بالجزم الغليظة على بطونهم الجائعة، وباسم الممانعة يجب أن نتفهم سجن عشرات الآلاف من المواطنين الذين ليس لهم ذنب إلا المطالبة بالحرية والإنسانية والكرامة، وباسم المقاومة على الشعب أن يرضى باحتكار الطائفة الأقلية لكل المناصب السيادية ومفاصل الحكم، وباسم الممانعة توصم الأكثرية المحرومة بالطائفية لو طالبت بكسر هذا الاحتكار، وباسم المقاومة علينا أن نستسلم للمخطط الإيراني الذي يتخذ من النظام السوري وحزب الله مخلبين حادين له في المنطقة.

يوجه حسن نصر الله خطابه للسوريين، ويقول إنكم بمطالباتكم بإسقاط النظام تعملون على تكريس المخطط الإسرائيلي الأميركي للسيطرة على المنطقة، وهذا فيه استخفاف بعقول السوريين وعقولنا معهم، فلا نعلم على كوكبنا الأرضي جهات تضررت بصورة مباشرة من ترنح النظام السوري إلا ثلاثة أطراف: إيران وحزب الله وإسرائيل، كل العالم لاحظ الوجوم والقلق الذي ظهر على وجوه القادة الإسرائيليين خوفا على مستقبل الحدود، التي كفل النظام السوري أمنها بكل أمانة، من يقاوم من؟ ومن يمانع من؟

الاستخفاف بعقول البشر، كما هي تصريحات زعيم الحزب الإلهي الأخيرة، سمة تتسم بها القيادات الديكتاتورية أثناء الأزمات، فتهذي بما لا تدري، بشار الأسد، رئيس أكثر الأنظمة ديكتاتورية، يقول إن نظامه سيعطي دول العالم دروسا في الديمقراطية، ووزيره المعلم قرر أن يقتلع الدول الغربية من الجغرافيا والتاريخ، وقبلهما القذافي وصف شعبه بالجرذان، وها هو الآن يختبئ كما تختبئ الجرذان، الشيء الوحيد الذي صدق فيه القذافي حين قال: «أنا معي الملايين»، نعم معه الملايين، لكن من الدولارات التي يشتري بها ذمم المرتزقة لقتال شعبه، الجميل في تصريحات القذافي ونصر الله ورموز النظام السوري أنها أصبحت نكات تتندر بها الشعوب العربية، كما تتندر بطرائف الكوميديين، جحا وغوار الطوشة وعادل إمام.

 

حزب الله.. ماذا الآن؟

اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

«لا، هذا ليس إنكارا، بل انتقائية في التقبل» (بيل واترسون)

أطل السيد حسن نصر الله مجددا قبل نهاية الأسبوع، ليخاطب جمهور حزبه، واستطرادا عموم اللبنانيين والعرب ومن يهمهم الأمر، حول أحدث ما يشغل قيادة «الحزب».

لكثيرين لم يحمل كلام السيد نصر الله جديدا، بل إنه جاء قليل الانفعال نسبيا على الرغم من الفترة الحرجة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص سوريا ولبنان. غير أنه كان لافتا إعلانه اعتزازه بالحكومة اللبنانية الجديدة، التي تبناها - كما هو متوقع - وحثه معارضيها على الابتعاد عن التحريض «الخارجي» عليها. وكذلك في تعامله مع الاختراقات الأمنية التي سجلت في الفترة الأخيرة، والتي رأى بعض المتابعين أنها في أفضل الأحوال محرجة لحزب الله وفي أسوئها تثبت أن «الحزب» معرض مثله مثل أي تنظيم آخر لاختراقات استخباراتية معادية.

حقيقة الأمر أن تطورات الأشهر القليلة الأخيرة في المنطقة العربية، ما كان من الممكن إلا أن تؤثر في وضع حزب الله، وهذا، مع الأخذ في الاعتبار الدور المتنامي الذي بات يلعبه داخل لبنان وخارجه. وهنا، بالذات عند نقطة «الداخل والخارج»، لدى حزب الله مشكلة جدية مع خطابه السياسي، ومع أولئك الذين يخصهم بهذا الخطاب. فعند نقطة «الداخل والخارج» تضعف حجة «الحزب» كثيرا، أسباب يفترض أنها بديهية، غير أن قيادة «الحزب» - على ما يبدو - لا تكترث بهذا الواقع، بل تحاول الالتفاف عليه.

بداية، حزب الله لا يعترف بأن المرجعية الإيرانية في قم «خارجية»، بما أنه يؤمن بـ«ولاية الفقيه»، و«الولي الفقيه»، كما نعلم موجود خارج حدود لبنان، بل خارج حدود العالم العربي. ووفق هذا المنطق لا يجوز لـ«الحزب» أن يغضب إذا ما اعتبر الماروني والكاثوليكي حاضرة الفاتيكان من «أهل البيت»، ونظر الأرثوذكسي إلى الروس على أنهم مرجعيتهم وحاميتهم السياسية، كما فعل في الزم+ن غير البعيد الصرب والبلغار في مواجهة العثمانيين والنمساويين. ثم إنه سبق لأجداد لبنانيي اليوم أن عاشوا هذه «الولاءات» المصطنعة خلال القرن التاسع عشر الميلادي، عندما نصبت كل دولة أوروبية نفسها «حامية» و«راعية» لإحدى الطوائف.. تحت أنظار السلطان العثماني، خليفة المسلمين.

ثم عندما أطل «الربيع العربي»، اختار حزب الله أن يدلي بدلوه في الانتفاضات العربية. ولكن تبين في ما بعد أن قراءته للتغيير جاءت مجزوءة وانتقائية. واعتبار السيد نصر الله في خطابه الأخير أن المنتفضين على النظام السوري يخدمون المشروع الإسرائيلي - الأميركي قضية تستدعي وقفة تفكير. فما نعرفه أن النظام في دمشق مستمر منذ أكثر من 40 سنة على حدود صامتة ساكنة مع إسرائيل. ونعرف أن قادة إسرائيل أعربوا في غير مناسبة عن «قلقهم» من أي تغيير يمكن أن يحدث على حدودهم الشمالية الشرقية. وكما يتذكر المتذكرون، كانت إسرائيل وراء دعوة واشنطن لسوريا إلى «قمة أنابوليس» (خريف 2007) إبان عهد الرئيس جورج بوش الابن، كما أنها اكتفت، حتى عندما كانت «تكتشف» نشاطات تسليحية أو تدريبية على الأراضي السورية، بتوجيه «رسائل» قصف.. لم تصل ولو مرة واحدة إلى التلويح بإسقاط النظام.

هذه حقائق. وإدراك القيادة الإسرائيلية مدى عمق العلاقة بين طهران ودمشق، وطبيعتها أيضا، من الحقائق المحسومة. لكن ما لم يرغب السيد نصر الله في التوقف عنده هو الحقيقة السياسية الأهم، وهي أن الأنظمة قابلة للتغيير والتبديل، وأن القوى الفاعلة قد تقرر أن تبقي على تفويضها لنظام ما، أو ترى من منطلقات مصلحية أن الوقت قد حان لسحبه. وهكذا، عندما تنتفض الشعوب بصدور عارية يصبح الإبقاء على أي نظام مسألة مكلفة سياسيا. وبالتالي، فإن أي مواطن سوري يخرج للتظاهر وفي حسابه احتمال أن يسقط قتيلا برصاص القناصة أو «الشبيحة».. لا يمكن أن يفعل ذلك تنفيذا لمشروع «خارجي». إنه يفعل نتيجة كبت وقهر «داخليين».

أما بالنسبة إلى حكومة لبنان الجديدة، التي قال عنها الأمين العام «فخر لنا أن تكون هذه الحكومة بما فيها من تيارات سياسية وتمثيل لغالبية شعبية أن تسمى بحكومة حزب الله، لكن الحقيقة أنها ليست كذلك»، فأغلب الظن أن اللبنانيين، على جانبي السياج السياسي الفاصل، يعرفون ماهيتها تماما. ويفهمون جيدا أن لحزب الله فيها أكثر بكثير من وزيرين.

أولا، من دون أي محاولة تحريض، اللبنانيون على بينة من هوية القوة المسلحة المسيطرة على الأرض في لبنان.. القوة التي «تحمي السلاح بالسلاح». وثانيا، هم على بينة من «التبرعات» الانتخابية التي ضمنت للنائب ميشال عون كتلته البرلمانية الحالية، وبأصوات مَن احتكر عون عمليا التمثيل المسيحي في الحكومة الجديدة. وثالثا، لا يخفى على أحد من متابعي الشأن اللبناني الحجم التمثيلي لرئيس الحكومة نفسه.

القول إنها حكومة «لبنانية مائة في المائة» يفتقر إلى المبرر المنطقي القابل للتصديق، ولا سيما في ظل تأخير تشكيلها قرابة خمسة أشهر بعد تكليف رئيسها. وفي الأساس، قلما شهد لبنان في تاريخه حكومة «لبنانية مائة في المائة».. وهذا قبل أن يخرج السلاح من أيدي السلطة الشرعية الجامعة للبنانيين. المسألة بكل بساطة، أن الجهات القابضة على مصير الحكومة وجدت نفسها مدفوعة تحت ضغط التداعيات الإقليمية إلى الإمساك بأي شكل من الأشكال بـ«الورقة اللبنانية» تمهيدا لاستخدامها كالعادة للمقايضة على تبدلات ما في أماكن «خارج» لبنان.

ونصل إلى مسألة الاختراق الأمني، وكلام السيد نصر الله عن دور للاستخبارات الأميركية في تجنيد عنصرين أو أكثر من عناصر حزب الله. وهنا أعتقد أن ثمة أسئلة تطرح نفسها..

ما هو دور السفارات الأجنبية في مختلف دول العالم؟ أليس في كل سفارة من سفارات الدول الكبرى «ضباط سياسيون» في صميم مهماتهم المفهومة الاستقصاء وجمع المعلومات وتحليلها وإرسالها إلى حكوماتها؟ وهل تملأ سفارات دول العالم بالممرضات أو المهندسين الزراعيين مثلا؟

ثم إن حزب الله قرر منذ وقت طويل أنه في «حرب» مع أميركا وإسرائيل، بل ولطالما أصر على أنه لا فارق بين أميركا وإسرائيل. فلماذا يفاجأ اليوم إذن بأن التنسيق - كما قال السيد نصر الله بالأمس - حاصل بين «العدوين» المشتركين؟

وإذا كان «الحزب» مرتاحا ومطمئنا إلى أن «الاختراق» الإسرائيلي - المغطى أميركيا - محدود ولا يمس بنية المقاومة، فهل حسم «الحزب» براءة أحد أقرب المقربين من «حليفه» عون من أي علاقة مع إسرائيل؟ وهل كان رهان «الحزب» في محله على أحد وزراء الغفلة السابقين، الذي يمضي وقته هذه الأيام خطيبا في محافل مختلفة من سوريا، بعدما اكتشفت أجهزة حزب الله الأمنية أن مرافقه الأمني ضالع بالتجسس لإسرائيل؟

المطلوب أكبر بكثير من الكلام الإنكاري. المطلوب إعادة «الحزب» ترتيب سياساته للتصالح مع غالبية الشعب اللبناني، وخاصة بعدما ظهرت خطورة عجز حليفه نظام دمشق عن التصالح مع غالبية الشعب السوري.

 

جراثيم المخابرات السورية وجرذان الحرس الثوري الإيراني!

داود البصري/السياسة

المعركة الوجودية لنظامي دمشق وطهران باتت مفتوحة على أكثر من اتجاه تصعيدي قد يوسع مساحات إدارة الصراع الإقليمي ليمتد طوليا وعرضيا, فمعركة الحرية في الشام هي من طراز المعارك التاريخية الكبرى التي تؤسس نتائجها لأوضاع سياسية وأمنية مختلفة بالمرة, والحرب المقدسة التي يشنها أحرار الشام البواسل ضد نظام الوحوش و»الشبيحة« البعثي الآيل للسقوط تتعدى حدودها وميادينها الإطار الداخلي السوري لتشمل الإقليم الملتهب بأسره.

 إنها حرب حسم المواقف وإنهاء الأوضاع الشاذة وحيث حشد نظام القتلة والجلادين السوري كل قواه واحتياطياته الداخلية والخارجية للخروج من الورطة القاتلة التي وجد نفسه فيها بعد أن قرر الشعب السوري بنفسه وبقوته الذاتية, وبدماء أحراره وحرائره قلب الطاولة على رؤوس المستبدين. وحسم الصراع التاريخي, وبالمقابل فإن قادة النظام الإرهابي وعلى رأسهم المعلم الكبير والجلاد الأعظم لم يعدموا الوسيلة ولا الفرصة لإهانة دماء شهداء الشعب ووصف الثوار والمنتفضين ودعاة الحرية بأوصاف غير لائقة كالمندسين والإرهابيين وأخيرا الجراثيم!, وهي جميعها توصيفات تعبر عن حقيقة مطلقيها ولاتعبر أبدا عن حقيقة المارد الشعبي السوري الذي يفجر بدمائه أعظم وأشرف ثورة شعبية عربية في التاريخ الحديث, ومن الطبيعي إزاء المصير القاتم الذي ينتظر النظام وأقطابه والمحاكمات التاريخية التي ستكون دمشق ميدانها والتي ستكشف رزايا ومصائب وملفات سوداء, ومؤامرات كثيرة. أن يحشد النظام أنصاره ومواليه وحلفاءه الشعوبيين وخصوصا, أهل النظام الإيراني الذي يبذل جهودا جبارة ومضاعفة لمنع إنتصار الثورة الشعبية السورية, وهو أمر أكبر بكثير من قدراته وإمكانياته, فجرذان الحرس الثوري الإرهابي الذين فشلوا في البحرين فشلا ذريعا, والمنتشرين في دول الخليج العربي, والذين يتخذون من العراق المحتل قاعدة عملية وميدانية لتحركاتهم باتوا يهددون اليوم بعد أن وصلت سكاكين الحرية الى رقابهم الغليظة بردود فعل إنتحارية وتصعيدية لحماية معابدهم الإرهابية في الشام وقواعدهم العميلة لهم وأبرزها عصابة حسن نصر الله الذي لم يحترم عمامة رسول الله التي يتلفع بها رياءا ونفاقا ويغمض عيونه عن معاناة ودماء الشعب السوري المراقة على أيادي البعثيين البغاة والشبيحة المجرمين وليتنكر لكل القيم الإسلامية الحقة التي لا تعترف بالنفاق و تنتصر للإنسان أولا وأخيرا.

 لقد سقطت البراقع عن الوجوه الإرهابية والمنافقة وأصحاب وأهل المشروع الصفوي الشعوبي الإيراني المتدثر بعباءة المقاومة والممانعة المزعومة قد كشف دجلهم وبانت معادنهم الحقيقية المنافقة والمتآمرة على حرية الأحرار, ولن يفلح الطغاة من حيث أتوا, وسيفضحهم رب العزة و الجلال, وجراثيم فروع المخابرات السورية وجرذان الولي الخراساني الفقيه لن توقف أو تمنع أبدا تيار الحرية السورية المتدفق الذي يزداد صلابة وتجذرا كل يوم. لقد عانق الشعب السوري الحرية والكرامة, والتاريخ لا يمكن أن يعود للخلف أبدا, ودماء الشهداء الذين سطروا ملحمة الثورة الشعبية السورية ستظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم وستثأر بكل تأكيد من كل جرثومة استخبارية ومن كل جرذ إيراني أو من عصابة حسن نصر الله الذين تلوثت أياديهم بدماء الأحرار. معركة الحرية السورية المقدسة تزداد سخونة وملحمية وتجذرا, وكل ضحكات وسخريات وترهات (المعلم الكبير) لن تصلح وضعا أو تقوم اعوجاجا, او تطيل في عمر نظام قمعي وراثي استنساخي انتهت صلاحيته للاستهلاك السلطوي وبات مطالبا اليوم بتقديم جردة حساب تاريخية وشاملة عن كل جرائم الحاضر وملفات الماضي الدموية السوداء, فالجرائم الشنيعة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم, وحساب العقود الخمسة الدموية الماضية ستكون ثقيلة للغاية. فجر جديد يتهيأ الشعب السوري لاستقباله اليوم بكل فخر وكرامة وسيفضح رب العزة والجلال لوبيات التآمر الإيرانية / البعثية بكل جراثيمها وجرذانها المعروفين أو المستورين! مارد الحرية السوري أكبر وأجل من كل الدجالين.. والأيام بيننا.

·        كاتب عراقي

 

عنتريات المذعور حسن نصرالله

أحمد الجارالله/السياسة

ظهر حسن نصرالله في خطابه الاخير بالع الموسى, بل أكثر من ذلك, بدا كالطائر المذبوح الذي لا يقوى على شيء, وسجل ثلاث خيبات كبرى ستدخله التاريخ كمثال للمهزومين المكابرين حتى أثناء اعترافهم بفشلهم. فالمبررات التي ساقها لكل واحدة من القضايا الثلاث التي طرحها كانت تزيد إحساس الناس بمدى الذعر الذي يعانيه مما تحمله الايام, لذلك كان سهلا اكتشاف ارتباكه وإفلاسه الكبير, أكان في موضوع الحكومة اللبنانية أو قضية الاختراق الاستخباراتي لحزبه, أو المسألة السورية, ولم تسعفه المراجل التي تنطح بها في إخفاء الخراب الذي يقيم عليه امبراطوريته الوهمية, ولهذا وجب ان يفهم ان عهد العنتريات المتلفزة قد مضى, والافضل له ألا "يعمل أبوعلي على الناس".

نسي حسن نصرالله وهو يعلن ان الحكومة اللبنانية "التي هي صناعة لبنانية مئة في المئة" -كما قال- ان الصناعة اللبنانية تلك لا تمنحها صكا للتخلي عن التزامات لبنان الدولية, فالعالم لا يخضع لمزاجية مجموعة تستقوي ببعض السلاح من أجل احتكار قرار بلد, وبالتالي لن يسمح لهذا الارهابي بقتل الناس في لبنان والافلات من المحاسبة, كما يحدث حاليا في سورية وايران, بل عليه ان ينظر الى ما يفعله أسياده في دمشق وطهران الذين يبحثون عن صفقات تعقد في كواليس السياسة والاقتصاد لتعتقهم من المحاسبة الدولية, ولذلك لن ينطلي على الناس كل ما قاله في خطابه للتعمية على الحقيقة المعروفة للجميع, بل ان المراقبين وجدوا فيها مبررات العاجز الذي وصل الى طريق مسدود.

حاول الامين العام ل¯"حزب الله" ان يزوِّر الحقائق, كعادته, فجعل من الاختراق الاستخباراتي لحزبه, إنجازا لأن بعض جماعته كشفوا العملاء, لكن فاته ان حزبه "العصي على الاختراق" كما كان يتبجح دائما, ليس أكثر من هيكل يتآكله سوس العمالة, فكيف لمن لا يخجل من إعلان عمالته لايران ان يكون عصيا على أجهزة استخبارات أخرى, كما فاته أيضا ان الاستخبارات الاميركية ليست بحاجة الى زرع جواسيس في حزبه لأن جواسيسها موجودون في الفضاء, ومنه تستطيع اختراق كل شيء, ورؤية ثياب الشاطر حسن الداخلية, وحتى لو أرادت اصطياده لما تأخرت لأنه ليس أكثر تخفيا وحصانة من ابن لادن نفسه, ولهذا لم يقتنع أحد في تبريراته لاخفاء حقيقة ان الاستخبارات الاسرائيلية اخترقت حزبه, بل اخترقت جلبابه.

الخيبة الثالثة كانت محاولته الفاشلة تسويق مسار نظام دمشق في عمليات القمع التي يمارسها ضد شعبه, وحديثه الممجوج عن دولة الممانعة التي تقاوم المؤامرة, فأي دولة ممانعة هذه التي يتحدث عنها, وهي مجردة من شرعيتها الشعبية, وتمعن في قتل المواطنين وتسومهم سوء العذاب,بينما هي لم تحرك ساكنا طوال أربعة عقود على خط الجبهة مع اسرائيل رغم المطالبات الشعبية في ذلك, فهل هي دولة ممانعة منح الناس حقوقهم وتسلط شرذمة من الفاسدين والمنتفعين عليهم ونهب ثروات سورية?

المثير للاستغراب ان نصرالله الذي يزعم مقاتلة اسرائيل وأميركا معا يلتقي بموقفه معهما من النظام السوري, فهذا الثلاثي لا يزال حتى اللحظة يغمض عينيه عما يجري في المدن والقرى السورية, ويراهن على ضرورة منح نظام البعث فرصة للسير في الاصلاح بدلا من المطالبة باسقاطه وتخليص السوريين منه, ألا يعني هذا ان هناك ما يثير الريبة بشأن توزيع أدوار بين أضلاع هذا المحور الخفي في كل ما يحدث في المنطقة?