المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 27 حزيران/2011

إنجيل القدّيس متّى11/25-30

في ذلِكَ الوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال! نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ٱرْتَضَيْت! لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ٱلٱبْن، ومَنْ يُرِيدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ. تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم. أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».

 

عناوين النشرة

*من هو حسن نصر الله يا قنواتنا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*من تخلى عن الآخر.. حزب الله أم سوريا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*منظمة العفو الدوليّة" تدعو الدول العربيّة إلى التحرّك حيال الوضع في سوريا 

*إسرائيل تتبنى قانوناً لتوسيع العقوبات على إيران 

*سوريا واليمن والاقتراب من عتبة التدويل/مأمون فندي/الشرق الأوسط

*إسرائيل تحذر المراسلين الأجانب من الإنضمام إلى الأسطول لكسر الحصار عن غزة

*إيران ترفض الإتهامات الأوروبية بدعم نظام الأسد بمواجهة المحتجين 

*القضاة اللبنانيون في المحكمة الدولية غادروا إلى لاهاي/الصدور الرسمي للقرار الاتهامي لن يتعدى الأسبوع الأول من تموز المقبل 

*نشرة أخبار موقع الكتائب ليوم الأحد

*البطريرك الراعي عاد من الفاتيكان: البابا هنأني بالحكومة وتمنى لها كل نجاح وكل خير

*حكومة دون كيشوت/ملحم الرياشي/الجمهورية

*وكيليكس/الجمهورية/إسرائيل: نصر الله هدف مشروع وعون يتعاون مع الشيطان

*حزب الله لا يطلق الصواريخ إلا بإذن من إيران

*إميل جونيورv/s أردوغان/عماد موسى/لبنان الآن   

*هل صحيح أن المسؤولين تسلّموا نسخة من القرار الاتهامي من المحكمة؟

*كلمة نصرالله مؤشر  في مقابل اهتمام بموقف ميقاتي/روزانا بومنصف/النهار

*حزب النظام الإيراني مئة في المئة/احمد عياش/النهار

*مصدر وزاري يستبعد أن تعيش الحكومة طويلاً/هل يعجّل القرار الظني رحيلها كما عجّل تشكيلها/سابين عويس/النهار

*العيسمي يدفع ثمن عسكرة حزب البعث/سليمان هلال الملاوي/النهار

*البابا استقبل الراعي: أخيراً أصبح لديكم حكومة... تهانينا

*المسيحيون في الشرق مدعوون إلى مواصلة الشهادة

*النائب صقر لـ «الشرق الأوسط»: نخشى وزارة العدل في لبنان لأنها باتت غطاء للعملاء

*السفارة الأميركية ترد على نصر الله: اتهامات فارغة سمعناها مرارا

 

تفاصيل النشرة

من هو حسن نصر الله يا قنواتنا؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لا أفهم من هو حسن نصر الله حتى تقطع قنواتنا الإخبارية برامجها لتبث نص خطابه المليء بالمغالطات والدعاية الفارغة، فلا هو بالرئيس المنتخب، ولا بملك، بل زعيم ميليشيا مسلحة مثلها مثل طالبان. خطاب نصر الله الذي استمر زهاء الساعة كله تضليل، وأهم قيمة خبرية فيه هي ثلاثة أخبار، أو معلومات..

الأولى، اعترافه بوجود جواسيس إسرائيليين بحزبه.. والثانية، أنه يدعم نظام الأسد الذي يقمع الشعب السوري الأعزل.. والثالثة، أنه يهاجم البحرين، في طائفية مقيتة.. عدا عن ذلك لا توجد أي قيمة خبرية في خطاب نصر الله حتى تقطع قنواتنا برامجها وتعرّض المشاهد لهذه الجرعة المكثفة من الدعاية المضللة. فلو كانت هناك حرب، مثلا، على لبنان مثل حرب 2006 التي ورط حزب الله لبنان فيها مع إسرائيل لفهمنا، لكن أن تقطع قنواتنا برامجها كلما قرر نصر الله أن يسحب الميكروفون ليتحدث فهذا أمر غير مفهوم، وغير مبرر أيضا!

كل ما يستحقه خطاب نصر الله تلفزيونيا هو بث خبر في نشرات الأخبار لتلك المعلومات الثلاث المهمة، أي اعترافه بوجود جواسيس لإسرائيل بحزبه، ودعمه للأسد، وتهجمه على البحرين، مع ضرورة وجود من يفند ما قاله حول تلك المواضيع الثلاثة، عدا عن ذلك فلا توجد أي قيمة خبرية حتى تعرّض القنوات المشاهد لكل تلك المغالطات، والدعاية الفجة التي قدمها نصر الله، الذي بدا وكأنه أحد «محللي» نظام الأسد، خصوصا عندما قال إنه لا يجب التركيز على قصة الجواسيس، بقدر ما يجب التركيز على الإنجاز الأمني لحزب الله الذي اكتشفهم.. فهل هناك استخفاف أكثر من هذا؟

التلفاز ليس مثل الصحافة المكتوبة، فلا توجد صحيفة محترمة تنقل نص خطاب نصر الله كاملا، أو غيره، ما لم تكن هناك قيمة خبرية حقيقية، وقد تنشر الصحف نص الخطاب في موقعها على الإنترنت للتوثيق، بينما تنشر الصحف أهم ما في الخطاب، أي خطاب، مع تفنيد لما قيل، ناهيك عن تفنيد الخطاب بصفحات الرأي.

الغريب، أن القنوات الإخبارية الغربية، ومثلا الأميركية، تبث خطابا لأوباما مدته 30 دقيقة، ثم تبث قرابة الساعة فقط لتحليل الخطاب، ناهيك عن دور الصحف والمجلات والإنترنت، التي تفكك الخطاب طوال الأسبوع، بينما تقطع قنواتنا برامجها لتبث خطاب نصر الله المليء بالدعاية والمغالطات لمدة ساعة، ثم تحلله، إن حللته، لمدة خمس دقائق.. فقنواتنا تمنح نصر الله شرعية، وقيمة لا يستحقها، وهي بهذا الفعل مثلها مثل من ارتضى من المسؤولين العرب أن يؤخذ مغطى العينين وبسيارة مضللة لمقابلة نصر الله بأحد أقبية الضاحية ببيروت، وهذا أمر معيب! فمتى تحترم قنواتنا الفرق بين تغطية أخبار رجال الميليشيا، ورجال الدولة.. والفرق بين تغطية الدعاية، والأخبار؟ وعندما نقول إن حزب الله مثل طالبان فذلك ليس مبالغة، فنصر الله يقول إنه ليس لديه بنوك بلبنان نظرا للموقف الشرعي منها، فما الفرق بينه وبين طالبان هنا؟

ولذا فمن الخطأ أن تسهم قنواتنا في نشر دعاية نصر الله المضللة!

 

من تخلى عن الآخر.. حزب الله أم سوريا؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

كانت مهمة حزب الله سهلة منذ بداياته في عام 1982، فقط محاربة إسرائيل. كانت تجلب له الاحترام العربي والمال الإيراني والنفوذ المحلي. اليوم وضعه صار بائسا جدا، كثر أعداؤه، حتى إن إسرائيل أصبحت أهونهم. فأكثر من نصف اللبنانيين ضده، ومعظم العرب اليوم أيضا ضده، ويبدو أن سوريا تخلت عنه أو هو ابتعد عنها.

غالبية سنة لبنان تنظر بريبة، بل وكراهية، لحزب الله، لأنها تعتقد أنه من قام باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، ولأنه احتل مناطقهم قبل ثلاث سنوات. وهناك نصف المسيحيين على الأقل ضد حزب الله يطالبون بنزع سلاحه، ويرتابون في أنه ينوي إقامة جمهورية إسلامية على غرار إيران. ولا ننسى أن المحكمة الجنائية تجلس له بالمرصاد، حيث ستحاكم بعضا من عناصره بتهمة اغتيال الحريري. كل هذا لا يقارن بعد، فأخطر التحديات لحزب الله جاءته من حيث لا يحتسب؛ من سوريا، الدولة الحليفة والجدار الآمن، حيث كان يتكئ عليه لثلاثين عاما. الانتفاضة الشعبية الكاسحة في البلد المجاور ترفع علانية شعارات معادية لحزب الله وتتهمه بالتورط بمساندة نظام الأسد في قمع المتظاهرين، بل وقتلهم، وتتوعده بالانتقام. وزعيم الحزب الأوحد، السيد حسن نصر الله، حاول في خطابه قبل أيام الدفاع عن النظام السوري، وفي الوقت نفسه أوحى بأنه يؤيد دعوة المتظاهرين للإصلاحات هناك، مع هذا زاد خطابه في غضب الجماهير السورية التي اعتبرته شريك الأسد في مأساتها. وقد زادت الشكوك في العلاقة بين النظام الأمني السوري وميليشيا حزب الله بعد أن ذكرت صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية أن حزب الله نقل أسلحة كان قد خزنها في سوريا إلى البقاع اللبناني، واعتبرت أنه هو الآخر بات يخشى من سقوط النظام السوري.

ومن المؤكد أن حزب الله يعرف عن كثب ما يحدث في سوريا، ويدرك أن نظام الأسد بات في مهب الريح مهددا بالسقوط، لكن لا أظنه يجرؤ على فعل ما يوحي بالتشكيك في بقاء النظام السوري مثل سحب أسلحته السرية. هناك تفسيران للتقارير التي تؤكد خروج شاحنات محملة بالأسلحة إلى لبنان، الأول أن الأسد قرر أخيرا إرضاء إسرائيل والولايات المتحدة بالتخلي عن حزب الله، وإخراج أسلحته من أراضيه نتيجة للموقف الجديد. أو أنه يخاف من عمليات خارجية تستهدف مخازنه من قبل جهات خارجية، الأرجح إسرائيلية، مستغلة حالة الفوضى والوضع المنهك للأمن والجيش السوري. وربما هذا يفسر قصة المجزرة الأخيرة التي تحدث عنها الأسد، وما رددته وسائل الإعلام السورية الرسمية عن أنباء عن هجمات تبدو خارج سياق الانتفاضة. وسواء سقط نظام الأسد أو بقي، فإن حزب الله بات محاصرا في لبنان، بات يتيما بغياب البعدين الجغرافي والسياسي السوري. وهنا عليه أن يفكر مثل بقية الطوائف اللبنانية، أن يبحث عن معادلة لا تقوم على السلاح. إن عقلية حزب الله القائمة على الهيمنة على لبنان بالقوة، ستواجه بتحديات ضخمة لاحقا. لقد سقطت ذرائع مواجهة إسرائيل منذ انسحابها قبل أحد عشر عاما، وتحول الحزب إلى منظمة تخدم أهداف إيران في معركتها لبناء سلاحها النووي وفرض نفوذها الإقليمي، وكانت سوريا تقوم بالدور الحامي والحليف، وهو دور يبدو أنه سقط قبل أن تحسم الأمور في دمشق.

 

سوريا واليمن والاقتراب من عتبة التدويل

مأمون فندي/الشرق الأوسط

نتائج تدويل أزمات الشرق الأوسط هي التي نراها في ليبيا اليوم، ورأيناها من قبل في فلسطين تنذر بعواقب صراعات غير منتهية يكون لها أثرها طويل الأمد على الدولة وعلى الجوار في ذات الوقت، وما تدويل الصراع في فلسطين والعراق والسودان إلا أمثلة توضح تكاليف تخلي أهل البلاد عن سيادتهم ورهنها للخارج. في التدويل، كما هو واضح فيما ذكرت من أمثله لبلدان عربية، تخلٍ عن الإرادة المحلية للطرفين، الحكم والمعارضة، فيصبح مستقبل البلد رهن تصورات خارجية في معظمها جاهلة بطبيعة البلاد وطبيعة أهلها وتركيبتهم الدينية والعرقية والجهوية، ومن هنا يكون السؤال في موضوع التغيير في اليمن وسوريا هل هو بيدي أم بيد عمرو؟ وعمرو في هذه الحالة ليس عمرو موسى أمين جامعة الدول العربية، بل عمرو الأجنبي، الذي سيصوغ نهاية الحرب حسب رؤيته، وحسب مصالحه. وواضح في ليبيا اليوم أن عمرو يسعى إلى صفقة تهدئة باسم الممر الآمن للمساعدات الإنسانية بعد أن فشل في حسم الحرب أو حتى في استيعاب المشهد. حلف شمال الأطلسي فشل في تغيير عصابة في أفغانستان فما بالك بدولة مدججة بالسلاح مثل ليبيا؟ لست ممن يرون في تدويل القضايا العربية، إقليمية كانت أو داخلية، أي فائدة تعود على شعوب المنطقة، بل أرى العكس تماما، رغم أن لي أصدقاء في المعارضة الليبية أتعاطف معهم بشكل شخصي، ولكنني أعيب عليهم قراءتهم القاصرة للمشهدين الإقليمي والعالمي، في إطار ما يحقق المصلحة لليبيا وإنهاء الأزمة. وبكل أسف القيادة في سوريا واليمن (حكومة ومعارضة) تتخذ قرارات في أزمتيهما الداخليتين، وجميعها يصب في التدويل، وفي التدويل إطالة للأزمة مع مزيد من الضحايا، رغم أن الدرس المستفاد من كل من مصر وتونس، رغم التحفظ على النتائج، يوحي بغير ذلك.

بداية، بالنسبة للمعارضة في اليمن وسوريا فإن إبقاء الثورة محلية وسلمية هو ما حقق النجاح للثورة في مصر وتونس، أما درس ليبيا فهو أن تدويل الأزمة مكلف ومصيبة على طرفي الصراع. أما الدرس المصري والتونسي بالنسبة للحكم في كل من سوريا واليمن هو أنه لا نجاة لأي نظام طالما فشل في استيعاب عناصر ثلاثة أساسية تحكم معادلة الصراع بين من هم في الحكم ومعارضيهم ممن خرجوا للشوارع والميادين. أول هذه العناصر هو فارق التوقيت بين مطالب الشارع واستجابة من هم في الحكم، حيث بدأت الثورة في مصر بمطلب إقالة وزير الداخلية، ولم يفعل مبارك، فزادت المطالب التي لم ينفع معها تغيير حكومة أحمد نظيف برمتها بعد ذلك بأسبوع وتعيين حكومة جديدة بقيادة الفريق أحمد شفيق. يوم تعيين شفيق كانت المعارضة ترفع لمبارك نفسه شعار «ارحل». رغم طول المدة للثورة في كل من اليمن وسوريا فإنهما في رأيي لم تصلا بعد إلى نقطة ارحل في الحالتين المصرية والتونسية، وأنه ما زالت هناك فرصة لصياغة معادلة إصلاح يقبلها الطرفان، ولكن غرور القوة عند القيادتين يعميهما عما هو واضح للجميع. الخطورة لا تكمن في عمى غرور القوة فيما يخص الداخل، ولكن ما نراه من عمى يحاول احتواء الأزمة في الداخل بدفعها دفعا نحو النموذج الليبي، ونموذج التدويل.. أما العنصر الثاني، فهو متعلق بعدم فهم من هم في السلطة لعمق واتساع حركات الاحتجاج، فقد صور مستشارو مبارك لزعيمهم أن المشهد محصور في جماعات من المارقين والشاذين عن قواعد المجتمع وهم من يشكلون نواة العمل الرئيسية في ميدان التحرير. نظام بن علي في تونس أكثر مهارة من النظام المصري في تهريب الرئيس، وتغيير ملامح المشهد، بينما يستمر مبارك ولليوم في مماطلة هو الخاسر الأول فيها. فشل مساعدو الرئيس في مصر في أن يقولوا لمبارك إن البلد كله يشتعل غضبا ضده. يوم تنحى مبارك عن الحكم كنت أراقب فرحة الناس العارمة بهذا التنحي، وقلت لأحد أصدقائي، لو أن مبارك طار فوق مصر بأي طيارة وشهد حجم الكراهية التي يكنها المصريون لنظامه لمات بالسكتة القلبية في الحال. كان مشهدا خارقا للعادة، مشهد تنحي مبارك، والجميع كان يعرف أنها النهاية المحتومة للرئيس وللنظام ولكن لم يكن هناك من كان يجرؤ على الحديث. ولكن القدر في النهاية أنقذ مصر من مصير التدويل.

اقتربنا من عتبة التدويل في كل من سوريا واليمن، وهي نقطة أسوأ من الانقلاب الداخلي، ففي مصر كان التدويل قد قارب المشهد عندما طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من مبارك أن يتخلى عن السلطة «الآن»، وبعدها قالت له الإدارة الأميركية إن كلمة «الآن تعني بالأمس»، وكان الجيش المصري حصيفا عندما قرأ الرسالة واضطر مبارك إلى ترك السلطة. في المشهدين السوري واليمني، حتى هذه اللحظة لم تنطق أميركا بعبارة «الآن تعني الأمس». كما أنها لم تقلها صراحة وبالوضوح المصري فيما يخص مصير معمر القذافي، رغم أنها شريكة كبرى في العمليات العسكرية الرامية إلى إنهاء الحكم في ليبيا. ما ارتكبته المعارضة الليبية من تدويل مبكر للأزمة هو سبب رئيسي فيما نراه من مآس في ليبيا اليوم، هذا بالطبع بالإضافة إلى قرار الجامعة العربية الخاطئ الذي دفع باتجاه التدويل.

سوريا تحديدا تقترب من تدويل أزمتها خصوصا أن مواطنيها اليوم يقفون على خطوط التماس مع حلف الأطلسي بوجودهم في تركيا. تركيا ليست البلد المسلم الذي يراه دراويش الثورة في مصر على أنه النموذج. تركيا تمثل الحدود الجيوسياسية لحلف شمال الأطلسي. تدويل الأمر في سوريا واليمن هو كارثة على الجميع، فهل تعلم الحكم والمعارضة معا درس مصر، وهل يدركون درس ليبيا؟ الدرس في مصر بالنسبة للمعارضة، هو أن صفقة إصلاح ربما كانت أفضل مما وصلنا إليه من خلال الثورة التي سلمت مصر للإخوان المسلمين، وهذا ما زال ممكنا في اليمن وسوريا، أما الدرس بالنسبة للحكم في البلدين، فهو أن كارثة التدويل ماثلة أمامهم في ليبيا مؤخرا كما كانت في العراق بالأمس.

 

متوعداً "بمحاسبة" كل اشكال الفساد في الدولة اسود لموقعنا: كلام الجنرال ينم عن "منطق"

وعلى "الشباب" في 14 اذار ان يوقفوا حملاتهم الاعلامية التجييشية 

موقع 14 آذار/سلمان العنداري

قال عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب زياد اسود ان "المناقشات جارية على قدم وساق في لجنة صياغة البيان الوزاري بشكل طبيعي وهادىء، ويتم بحث كل الامور بدون اي استثناء، على ان يكون هذا البيان شاملاً ولكن ليس بشكل تفصيلي، بحيث لن يضم آليات تطبيقية مفصّلة"، مشيراً الى ان "اليومين المقبلين سيحددان الاسس والمعالم الاساسية للبيان".

اسود وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني لفت الى "ان البحث في موضوع المحكمة الدولية ليس مسألة تحفّظ، بقدر ما يحكى عن سيناريوهات معينة عن تداعياتها، وفي حال لم تذكر اي قواعد يجب اتباعها ويجب التعاطي معها، وضمن اي حدود سيكون هذا التعاطي وفي اي اتجاه ستذهب الامور، فكل ما في الامر ان هناك اراء مختلفة في الموضوع وكيفية مقاربته، وما هي الاجراءات التي يجب على الحكومة اتخاذها في اتجاه تحقيق العدالة الحقيقية".

واضاف: "فليكن واضحاً اننا كلنا نريد الحقيقة والعدالة للشهداء الذين سقطوا في لبنان، ولكننا ضد استعمال هذا الملف في اي قضية اخرى بعيدة عن العدالة والحق، على حساب الشهداء الذين سقطوا، وعلى حساب مصلحة البلد واستقراره وامنه بين مختلف مكوناته، لا اكثر ولا اقل".

وتابع: "هناك خوف من موضوع استغلال المحكمة الدولية لاغراض سياسية ومخططات خارجية، وهناك خوف من ان تذهب الامور في اتجاه مغاير لمفهوم العدالة. فالمحكمة ملف قضائي بحت، واذا لاحظنا ان هناك اغفالاً لبعض نواحي الاجراءات القضائية المتبعة، فانه سيكون لنا موقف تجاه هذا الامر".

واستطرد قائلاً: "اما اذا كانت المحكمة تتبع الاصول القانونية بحرفية عالية فهو امر اخر، الا ان شيئاً من الريبة يحوم حول هذه المؤسسة، وبالتالي فلنا حق الاعتراض على شكلها وعلى آلية عملها".

واكد اسود ان فريق الاكثرية الجديدة والفريق الحكومي ضد التسييس ويقف مع الحقيقة الكاملة، ومن حق هذا الفريق ان يعترض على امكانية استخدام هذه الملفات لغير الغاية المعدة لها".

كما اكد اسود "ان البيان الوزاري سيؤكد على اهمية احترام القرارات الدولية الصادرة عن منظمة الامم المتحدة، وعلى معادلة الشعب الجيش المقاومة. وحتى لو لم تذكر هذه الفقرة كما وردت في البيان الوزاري الاخير في حكومة الرئيس سعد الحريري، اذ يكفي ان تخرج بسطر واحد تكرر فيه كل النقاط التي ذكرت في البيان الوزاري السابق لتسقط كل هذه الهجمة التي تقودها المعارضة حول هذه الثلاثية، لان الحكومة السابقة المؤلفة من كل اطياف المجتمع السياسي اللبناني اقرت بهذه المعادلة، وبالتالي لم ولن يتغير اي شيء".

وعن اصرار قوى الرابع عشر من اذار على مواجهة "حكومة الانقلاب" التي تشكلت قال الاسود "لا شيء في لبنان اسمه انقلاب، فما يحصل هو عبارة عن كلام غير موزون وعن حملة اعلامية معدة لشد العصب السياسي، فلو كانت هذه الحكومة سورية او ايرانية، فهل يجوز ان تكون الحكومة سعودية اوتركية او اميركية؟، وهل يجوز هذا الاعتبار، ولا يجوز الوجه الاخر اذا افترضنا هذا الامر؟".

وسأل اسود: "لماذا اعتبار مسألة اسقاط حكومة سعد الحريري غير مسموحة وغير شرعية، بينما يعتبر مسموحاً اسقاط هذه الحكومة؟".

ونصح اسود "الطرف الاخر عندما يطرح هذه العناوين ان لا يكون غارقاً في المحور الاخر، وكلنا نعرف ان الحكومات في لبنان لها صبغات مختلفة، والقول بأن التشكيلة الاخيرة سورية وبسيطرة من حزب الله وايران وغض الطرف عن التدخلات المباشرة الاخرى التي تقوم بها الولايات المتحدة والسعودية امر مستغرب ومرفوض، ولهذا فلا بد من التخلي عن منطق الحملات الاعلامية المتبعة".

وطالب اسود بوجوب "اعطاء فرصة لهذه الحكومة، اذ أنه على الفريق الاخر ان يقتنع بانه بات في صفوف المعارضة، وبالتالي فعليهم ان يحسموا موقفهم، وان يدركوا انهم قرروا عدم الدخول في التشكيلة بعد اكثر من شهر ونصف من انتظارهم، واصفاً التغيرات السياسية الاخيرة بانها اتت بشكل ديمقراطي صرف".

وعن استمرار الحملة السياسية "المحتدمة" بين الرئيس سعد الحريري وكتلة المستقبل والجنرال ميشال عون وتكتل الاصلاح والتغيير، رد اسود قائلاً: "البعض يستغل ما قاله العماد عون بطريقة سلبية للغاية"، مشدداً على ان للعماد الحق في قول ما يريد وهو يعبر عن نيته في محاسبة كل اشكال الفساد، وفق المعيار القضائي والقانوني".

واضاف: "الجنرال عون مصر على المحاسبة بكل اشكالها وعلى تطهير الادارة من شبكات الفساد المشتشرية في هذا البلد اينما وجد حتى ولو كان على حسابنا، واذا كنا على اقتناع بان هذا البلد منهوب، يكون كلام العماد عون في محله، وبالتالي من حق الشعب اللبناني ان يحاسب، وكلامه لا يعتبر كيدياً وانتقاماً وتشفياً، وبذلك تسقط كل مبررات حملتهم".

وختم اسود: "قد يكون كلام الجنرال قاسي، ولكن مضمونه واضحاً ومنطقياً، بل ينم عن مفهوم دولة. "فالشباب" في 14 اذار يريدون الدفاع عن حالة معينة، ويتملكهم الخوف من اي تراكم على مستوى السياسي، الا انه لا يجوز الغاء مفهوم الدولة على حساب المؤسسات في لبنان. فالشعب اللبناني رأى ولمس وعانى من الفساد وقد حان وقت الحساب".

 

"منظمة العفو الدوليّة" تدعو الدول العربيّة إلى التحرّك حيال الوضع في سوريا 

طالب الامين العام لـ"منظمة العفو الدولية" سليل شيتي "جامعة الدول العربية" بالتحرّك في شكل أكثر حزمًا بشأن انتهاكات حقوق الانسان التي تحصل في سوريا"، مشيرًا إلى أنّها "بخلاف موقفها حول ليبيا ودعمها لتحرّك دولي فيها، لزمت الدول العربيّة الصمت حيال سوريا". شيتي، وبعد لقائه الامين العام لـ"الجامعة" المنتهية ولايته عمرو موسى في القاهرة، أكّد أنّ "منظمة العفو الدولية دعت إلى إحالة الوضع في سوريا على "المحكمة الجنائية الدولية"، وقال: "لدينا معلومات عن سياسة "إطلاق النار للقتل" التي تنتهجها قوات الامن ضد المتظاهرين، ومعظمهم مسالمون، اضافة الى الاعتقالات التعسفيّة وأعمال التعذيب، بما فيها تعذيب أطفال". وأوضح أنّ "المنظمة تقدّر عدد القتلى في سوريا منذ بدء التظاهرات بما لا يقل عن 1200 شخص". (أ.ف.ب.)

 

إسرائيل تتبنى قانوناً لتوسيع العقوبات على إيران 

تبنت الحكومة الإسرائيلية اليوم، قانوناً لتوسيع العقوبات على إيران، وذلك بعد أسابيع على كشف معلومات عن علاقات تجارية بين مجموعة إسرائيلية وطهران. وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أنَّ "الحكومة الإسرائيلية أجازت عقوبات إقتصادية على إيران وشركات تقيم علاقات تجارية مع هذا البلد". وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت في بيان صدر أمس السبت عن مكتب نتانياهو، أنَّها ستفرض "عقوبات إقتصادية تشمل تدابير إدارية ستضع إسرائيل مع دول أخرى في الخط الأول على المستوى الدولي لناحية العقوبات على إيران". (ا.ف.ب.)

 

إسرائيل تحذر المراسلين الأجانب من الإنضمام إلى الأسطول لكسر الحصار عن غزة

حذرت إسرائيل المراسلين الأجانب من "الإنضمام" إلى أسطول دولي يضم حوالي 10 سفن ستنقل مساعدات إنسانية إلى غزة وستبحر من اليونان في الأيام المقبلة. كما أن مدير المكتب الصحافي الحكومي الإسرائيلي اورين هيلمان، وفي رسالة موجهة إلى ممثلي وسائل الإعلام الاجنبية، قال: "ينوي الأسطول انتهاك الحصار (البحري) الذي تم الإعتراف بشرعيته وهو مطابق لكل المعاهدات وللقانون الدولي"، وأضاف: "لتكن الأمور واضحة، فالمشاركة في هذا الأسطول إنتهاك طوعي للقانون الإسرائيلي وقد يكلف من يخرقه منعاً من دخول إسرائيل لمدة 10 سنوات ومصادرة المعدات وعقوبات إضافية" لم يحددها. ‏(أ.ف.ب.)

 

إيران ترفض الإتهامات الأوروبية بدعم نظام الأسد بمواجهة المحتجين 

إعتبر وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي للصحافيين اليوم أنَّ "السوريين قادرون على حل مشاكلهم"، في حين نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمنبراست التدخل في شؤون سوريا، متهماً الإتحاد الأوروبي بقيادة حملة "لا أساس لها" ضد طهران. وقال مهمنبراست في بيان: "تكشف مزاعم الإتحاد الأوروبي التي لا أساس لها من الصحة وتربط ما يجري في سوريا بالحرس الثوري، مساعيه للدفع بحملة تستهدف الجمهورية الإسلامية عبر تشويه الحقائق".  (أ.ف.ب.)

 

القضاة اللبنانيون في المحكمة الدولية غادروا إلى لاهاي... الصدور الرسمي للقرار الاتهامي لن يتعدى الأسبوع الأول من تموز المقبل 

موقع 14 آذار/  كشفت مصادر في قصر العدل لصحيفة "الأنباء" الكويتية عن مغادرة القضاة اللبنانيين الاعضاء في المحكمة الدولية الى لاهاي، كل بطريق مختلف، وبعيدا عن الاضواء.

وتم استدعاء القضاة: عفيف شمس الدين ووليد عاكوم وميشلين بريدي ورالف رياشي المقيم في مقر المحكمة. وذكرت معلومات خاصة لـ"الأنباء" عن تقدم متسارع للقرار الاتهامي، مؤكدة ان الصدور الرسمي له لن يتعدى الأسبوع الأول من تموز المقبل.

 

نشرة أخبار موقع الكتائب ليوم الأحد

هل حسم نصرالله بند المحكمة في البيان الوزاري؟ وكيف ستتعامل الحكومة مع هذا الملف وسط ترقب داخلي وخارجي يربط مواقف الغرب بمضمون البيان؟

لا معلومات لدى الدولة اللبنانية عن شبكة التجسس التي تكلم عنها نصرالله...

بانتظار الاثنين المقبل موعد الجلسة المقبلة للجنة صياغة البيان الوزاري الذي يقف عند بند المحكمة الدولية، شكّلت المواقف الاخيرة التي اطلقها الامين العام لحزب الله حسن نصرالله مادة دسمة استقطبت العديد من التعليقات حول نقطتين اساسيتين. ففي الاولى توقفت الاوساط السياسية عند ما اعلنه  نصرالله من "اننا خرجنا من المحكمة ولا علاقة لنا بها"، وعند حديث الرئيس نجيب ميقاتي لقناة العربية في اليوم نفسه، حيث اكدّ رئيس الحكومة  انه "لا يمكن للبنان الغاء المحكمة الدولية مهما قيل لأنها تشكل التزاما دوليا"، واشار الى انه "في حال غياب اجماع  لبناني على رفض المحكمة في هيئة الحوار، فانه  سيلتزم بما التزمت به الحكومات السابقة لحكومته." جدير بالذكر ان مواقف وزراء رئيس الحكومة تصبّ في هذا الاتجاه، وقد اكدّ وزير الاعلام وليد الداعوق انه "لا يمكن ان يصدر البيان الوزاري من دون أي إشارة للمحكمة".

وفي هذا الاطار يطرح السؤال: هل حسم نصرالله بند المحكمة في البيان الوزاري، وكيف سيتعامل رئيس الحكومة مع هذا الملف وسط ترقب داخلي من قبل المعارضة، وآخر خارجي يربط مواقف دول الغرب من لبنان بمضمون البيان؟

وايضا، هل ينجز البيان قريبا ام يسبقه القرار الظنيّ، خصوصا وان المعلومات المتداولة تشير الى امكان صدوره نهاية الشهر الجاري؟

اما النقطة الثانية في حديث نصرالله  فهي اقراره بوجود عملاء داخل حزبه، ما اعتبرته قوى في 14 آذار ازدواجية في منطقه الذي أبى في ما مضى الحديث عن خرق في صفوفه، فيما وضع عضو كتلة المستقبل النائب رياض رحّال  هذا الموضوع "إما في إطار ان حزب الله فعلاً مخروق أمنياً"، وإما لعلمه بتورط قياديين في حزبه في الاغتيالات السياسية، وبذلك يتنصّل لاحقاً من الاتهام ويقول ان حزبه مخروق ومن قام بالاغتيال مجرد عملاء."

وفي الموضوع نفسه، برز نفي وزير العدل شكيب قرطباوي وجود معلومات لدى الدولة اللبنانية عن شبكة التجسس التي تكلم عنها نصرالله، مؤكدا عدم وجود موقوفين لديها. واشار قرطباوي في حديث لبرنامج نهاركم سعيد عبر الـ"ال بي سي" إلى انه قام بواجباته واتصل بمدير عام التمييز سعيد ميرزا، الذي اتصل بدوره بالمخابرات للتحقق من المعلومات التي ذكرها نصرالله عن الموقوفين لدى الحزب بتهمة التجسس.

سحب سلاح طرابلس...ماذا عن الجنوب والضاحية؟

ومن دولة لبنانية بات فيها حزب مسلّح هو "الدولة" ، الى دولة يكثر فيها السلاح في المدن، قد يحتاج الامر الى اكثر من "تمنيات السكان" لسحبه. واذا كان الشروع في سحب السلاح غير الشرعي من منطقة معينة خطوة الالف الميل، فمن الضروري استكمالها من الشمال الى الجنوب. وعن الشمال، اكدّ رئيس مجلس الوزراء "إن التجاوب مع أماني أهل طرابلس وتمنيات الجميع بسحب السلاح من المدينة باحيائها كافة، يشكل أبسط البديهيات إذا أردنا فعلا أمنا واستقرارا دائمين في المدينة وأي منطقة أخرى ولا سيما أن لا سبب جوهريا للاحتفاظ بالسلاح في ظل أمن الأجهزة الأمنية الشرعية الذي لن نرضى له بديلا أو شريكا، وسنعمل على تحقيق ما يريده الطرابلسيون وجميع اللبنانيين من خلال خطوات مدروسة وإجراءات واقعية بالتنسيق مع الجميع، لأن أي إجراء أمني لا نريد أن يفسر بأنه موجه ضد طرف معين أو لمصلحة طرف آخر". وشدد في خلال لقائه نواب طرابلس على ان "من حق طرابلس أن تنعم بالأمان والاستقرار كسائر المدن اللبنانية، وأن ما حصل الاسبوع الفائت كان بمثابة جرس إنذار لأبناء المدينة ونوابها وقياداتها، مضيفا أن "التحقيق مستمر في الأحداث التي حصلت لمعرفة مسببيها وإحالتهم على الجهات القضائية المختصة".

بدورهم، نقل نواب طرابلس الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان صورة الوضع في طرابلس والرغبة في "ان تكون مدينة منزوعة السلاح كمقدمة لنزع السلاح من لبنان كله"، اضافة الى موضوع "التعويض على المتضررين، وتخصيص المنطقة بمشاريع تنموية تزيل الحرمان عنها".

وعن طرابلس ايضا، فقد دعا وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي إلى إطلاق مسيرة تحريرها من المرض والغياب، لافتا إلى أن الوضع الذي تعيشه المدينة، فضلا عن الحوادث الأمنية المتكررة وتداعياتها الكارثية، لا يحتمل الخوض في الخطط الانمائية طويلة الأمد.

البابا: التحدّيات التي تواجه لبنان كبيرة

اذا، التحديات امام لبنان كثيرة على الصعد كافة. هذه التحديات اشار اليها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر الذي كان له لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الفاتيكان، فهنأه على تشكيل الحكومة، متمنياً لها التوفيق، معتبرا "أن التحدّيات التي تواجه لبنان كبيرة، أكان جراء الأزمة السياسية الداخلية أم بسبب ما يدور حول لبنان من مشاكل."

نجاد يهنئ الحكومة اللبنانية

التهاني يتشكيل الحكومة حملت ايضا "التوقيع الايراني"، اذ أبدى الرئيس محمود أحمدي نجاد ارتياحه لتأليف الحكومة الجديدة في لبنان، املا في ان تسير الامور لما فيه مصلحة لبنان والشعب اللبناني. وأكد نجاد خلال لقائه وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الذي يمثل لبنان في المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب تحت شعار "العالم بدون إرهاب" ، استعداده لوضع الاتفاقات الموقعة بين لبنان وايران موضع التنفيذ واعطاء توجيهاته الى الوزارء المعنيين لتبادل الزيارات وعقد الاجتماعات.

ثلاث صيغ لبند المحكمة...فشلت

وبالعودة الى بيان الحكومة الذي "سينجز نهائياً مطلع الاسبوع المقبل"، على حدّ تقدير الرئيس نبيه بري المتفائل دوما، نقلت الوكالة المركزية عن مصادر وزارية توقعات بالتأخير في اقرار البيان، حيث كشفوا عن مشاريع صيغ ثلاث متداولة، حيث اقترحت الاولى ابقاء القديم على قدمه، ورفضها فريق الاكثرية، فيما قضت الصيغة الثانية باعتماد الفقرة 13 الخاصة بالمحكمة من بيان الحكومة السابقة على ان تضاف اليها عبارة "والحفاظ على الاستقرار والسلم الاهلي ومصلحة لبنان العليا"، غير انها لم تلق اصداء ايجابية لا في الداخل ولا في الخارج. اما الثالثة فنصت على الآتي:"ان لبنان يلتزم المواثيق الدولية واحترام قرارات الشرعية الدولية والتأكيد على معرفة الحقيقة في حادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري". على ان يحال اي خلاف سياسي في شأن المحكمة الى هيئة الحوار الوطني، وهو ما كان اشار اليه الرئيس نجيب ميقاتي في حديثه الى قناة "العربية". واضافت المركزية: "بين تحفظات الخارج وممانعات الداخل لا تبدو اي من الصيغ قابلة للحياة وفق المصادر الوزارية التي استبعدت الوصول الى صيغة توافقية في جلسة لجنة صياغة البيان التي تلتئم مجددا الاثنين المقبل معتبرة ان الصيغة المطلوبة لم تنضج بعد لتتمكن اللجنة من التوافق في شأنها. "

الداعوق: لا يمكن ان يصدر البيان الوزاري من دون أي إشارة للمحكمة

الى ذلك، أكد وزير الإعلام وليد الداعوق أن موضوع السلاح تمّ حسمه في البيان الوزاري على قاعدة حماية سلاح المقاومة المواجه لإسرائيل وسحب السلاح من المدن والأحياء الداخلية وهذه ضرورة وطنية قصوى .وذكّر بالمطالبة السابقة بنزع السلاح من بيروت وقال : هناك إجماع على سلاح المقاومة ضدّ العدو وهناك إشكالية حول السلاح في الداخل . وإعتبر الداعوق في حديث لبرنامج اليوم السابع من "صوت لبنان" ـ صوت الحرية والكرامة"، إن البيان الوزاري إعتمد النسبيّة في قانون الإنتخاب العتيد ، كما تمّت إضافة فقرة حول المفقودين اللبنانيين . وفي مسألة المحكمة قال الداعوق : لا يمكن ان يصدر البيان الوزاري من دون أي إشارة الى المحكمة لأنّ كل العالم وكذلك اللبنانيين ينتظرون ما سيصدر في هذا الإطار عن الحكومة، ولا يمكن توقع بيان وزاري دون النص صراحة على موقف الحكومة من المحكمة، لافتاً الى ضرورة محاسبة المسؤولين عن جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري . ورأى إنه يمكن أن تتعامل السلطات اللبنانية مع أي تداعيات للقرار الإتهامي عند صدوره . واستدرك الداعوق قائلاً: ان لجنة البيان الوزاري لم تصل بعد الى الفقرة الخاصة بالمحكمة وهي تتابع استكمال البنود الاخرى.

"سقوط الشرعية" مستمرّ في سوريا

ومن لبنان الى سوريا، استمرّت التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام السوري ورحيل الرئيس بشار الاسد في مناطق عدة بعد سقوط ثمانية عشر قتيلاً وعشرات الجرحى في يوم جمعة "سقوط الشرعية" في سوريا كما سمّته المعارضة. وقد شملت التظاهرات مدن جُوبر في العاصمة دمشق، محيط مسجد البوطي ودوما في ريف دمشق وحماه في شمال غرب البلاد. كما سارت تظاهرات ليلاً في كل من إدلب والبوكمال واللاذقية ودير الزور وأيضأً في الخالدية في حمص من دون الإفادة عن وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين. الى ذلك، أعلنت السلطات التركية ان عدد اللاجئين السوريين الذين تدفقوا على المخيمات التركية في محافظة هاتاي قارب الانثي عشر الف لاجئ. واعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان تركيا تواصل اتصالاتها مع سوريا لتشجيعها على تطبيق اصلاحات ووضع حد للقمع الدامي.

من ناحية اخرى، توقفت حركة نزوح السوريين من بلدتي هيت وبوَيْت من محافظة حمص باتجاه وادي خالد في عكار.

اسرائيل تفضل التعامل مع نظام الاسد

على خط آخر، أفادت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية بأن إسرائيل طلبت من دول الغرب وقف حملتها الدبلوماسية ضد النظام السوري خشية سقوط أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها في أيدي حزب الله وحماس .وقالت الصحيفة إن رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في جيش الدفاع الميجر جنرال أفيف كوخافي قد نقل الموقف الإسرائيلي خلال زيارته لمقر الأمم المتحدة في نيويورك قبل بضعة أسابيع .وعلق خبير فرنسي في مجال المخابرات على ذلك بالقول إن إسرائيل تفضل التعامل مع عدو تحسن معرفته على مواجهة المجهول الذي يقتضي أيضاً إعادة تكوين شبكة مصادرها الاستخباراتية .

 

البطريرك الراعي عاد من الفاتيكان: البابا هنأني بالحكومة وتمنى لها كل نجاح وكل خير

الجمهورية/عاد إلى بيروت عند الخامسة بعد ظهر اليوم، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، آتيا من الفاتيكان بعد زيارة رعوية استمرت لمدة اسبوع التقى خلالها البابا بنديكتوس السادس عشر ومسؤولين لدى الكرسي الرسولي، وعددا من أبناء الجالية اللبنانية هناك. وأكد الراعي في المطار على البركة التي منحها البابا للحكومة الجديدة في لبنان برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي وقال: "البركة أساس كل شيء، لأنه بدون بركة الله لا يسير اي أمر الى مبتغاه، وصحيح ان هذا جميل ان قداسة البابا بادرني بالقول هنيئا، اخيرا يوجد حكومة في لبنان، نتمنى لها كل نجاح وكل خير". فقلت له: "نعم نحن نتطلع الى هذا الأمر بالخير لأن هناك تحديات كبيرة على كل المستويات ونرجو ان تلبي هذه الحكومة طموحات اللبنانيين ولو انها تحمل ما تحمل من صعوبات لكن نحن نثق بها ونثق بعضنا ببعض". وردا على سؤال آخر عما اذا كانت بركة البابا تعتبر دعما فاتيكانيا للحكومة الجديدة في لبنان، قال الراعي: "الفاتيكان كما قلنا، مع المؤسسات الدستورية، وكل مؤسسة دستورية نحن معها ونرجو ان تقوم كل مؤسسة دستورية، إن كان في الحكومة او في سواها، ان تقوم بالواجبات المطلوبة منها لأن المسؤولية مسؤولية وهي مسؤولية تجاه الجميع وليست مسؤولية تجاه فئة دون اخرى. ونحن نرجو ان تكون هذه الحكومة شاملة وتعمل بالشكل الشامل وليس بشكل فئوي. والفاتيكان ونحن وكل ذوي الارادة الطيبة ننظر الى المؤسسات الدستورية انها مؤسسات اساسية في حياة الاوطان ونحن ندعم كل المؤسسات الدستورية".

 

حكومة دون كيشوت!

ملحم الرياشي/الجمهورية

من كثرة ما قرأ في كتب الفروسية، كاد يفقد عقله، فقطع بينه وبين الواقع، ليبلغ به الهوس حداً جعل الحلم جزءاً من يومياته، فحارب طواحين الهواء على انهم فرسان، وحاول دحر قطعان الجواميس، على انهم جيوش معادية.

تتكرر قصة دون كيشوت كل يوم، واليوم عبر حكومة تشتد عليها اوزار المأزق الاقليمي، وهي تشدّ وزر التعمية على عينيها وعيوننا، ويشتدّ عليها مأزق التعامل مع القرارت الدولية المرتبطة بالمحكمة تحديداً، وهي تحاول التراخي عبر عبارات ضبابية غير متماسكة، لتعيد عقارب ساعةٍ متقدمة بعجلة، الى الوراء الصعب؛ اي الى بلد ممسوك بالامن، وبالخوف، في حين تتفلّت الشعوب الاكثر خوفاً، من عقالها.

الحكومة الوليدة من مخالفات دستورية، أطاحت باتفاق الدوحة، وأطاحت بتعهدات فرقائها بألا تستقيل، لتعيش ارهاصات المأزق، وتتلهى بالاستقبالات السخيفة، وتحاول الترحال الى الشام علّ فراغ الاحجية يُسدّ هناك، ليعود وزيرٌ عن مهانة، او مستهينٌ بالحالة، عن استقالة.

الحكومة الوليدة تعرف ان اوروبا لا يمكن ان تلغى عن الخارطة، والوزير المعلّم يعرف ايضاً، انه لا يستطيع إلغاءها، وأن تركيا مرسومة بإحكام على الحدود الشمالية لسوريا، وقد استطاعت تقديم عثمانيتها الجديدة لدرجة جعلتنا نصدّق، انها ألغت بسرعة خارقة مشهد الرعب والتتريك القديم، وجعلته سحيقاً عبر سفينة مساعدات يتيمة، ولم تصل، ولا ندري مدى جديتها! نجحت تركيا في زيادة وهم الدونكيشوتيين، وتفوقت قطر في قتل اوهام المؤمنين بممانعتها، لتفشل القوة بقتل جذوة الثورة، ولتظهر الممانعة في امكنة اخرى وعلى ملفات اخرى، ولتلتقي الخطوط الاميركية بوجهيها على نقطة ارتكاز واحدة، ولمواجهة وحيدة...وربما أخيرة!

هذا ما صنعه بنا الدونكيشوتيون، وهذا الوضع المأزوم،لم يمنع الحكومة من ولوج باب النبوغ في المعاكسة الدولية، ولم يمنع اركانها من اطلاق النار على الشركاء في الوطن، تحت عنوان النفي او السجن او التهديد، ليغيب قاموس الملاقاة والحوار والوسطية والانفتاح.

أطلّت الحكومة برأسها على معابر مقفلة، فلا هي تريد التحدث مع المعارضة المستجدة، ولا هي تريد بياناً وزارياً يشي باليد الممدودة، ولا هي راغبة في التعاون لانقاذ الوضع الاقتصادي من أفخاخ حقيقية، دولية على الاقل، ولا ترغب هذه الحكومة الممسوخة أن ترى، أو ان تعرف أن سلّم العلاقات الدولية مترابط، فلا تفصل الدرجات بعضها عن بعضها الآخر مسافات أفقية، بل على العكس، ولا يمكن تسلّق الرخاء الاقتصادي عبر تجاوز القرار السياسي؛ هذا القرار المنتظر ان يأخذ بلبنان الى موقع لا تحمد عقباه، قد يبلغ حدود العقوبات التصاعدية عليه، ولو لم يرغب نصف شعبه وأكثر. نتذكر، على ذكر دون كيشوت، حين أكدّ احدهم يوماً، ان "المسمار تخلخل وما بقا إلا ينقبع"، فكان ان "انقبع" لبنان، ولسنوات عجاف.

واليوم، يبدو بنظر بعض "الدونكيش"، ان المسمار الدولي... تخلخل!

 

وكيليكس/الجمهورية/إسرائيل: نصر الله هدف مشروع وعون يتعاون مع الشيطان

حزب الله لا يطلق الصواريخ إلا بإذن من إيران

كشف رئيس جهاز الموساد مير داغان الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية الإسرائيلية في العام 2006، شارحا أنّها كانت موجّهة ضد أسلحة حزب الله الاستراتيجية من صواريخ قصيرة وبعيدة المدى، معتبرا في مناقشة مع السفير الأميركي أنّ البرنامج النووي الإيراني يشكل التهديد الأوّل للاستقرار الإقليمي.

ففي مذكّرة سرية تحمل الرقم 06TELAVIV2879 صادرة عن السفارة الأميركية في تل أبيب في 24 تموز 2006 جاء أن اجتماعا عقد بين السفير الأميركي في إسرائيل ريتشارد جونز ورئيس جهاز الموساد مير داغان الذي شرح أنّ الأهداف الرئيسة خلال المرحلة الأولى من الحرب كانت القضاء على التهديد الذي تشكّله صواريخ حزب الله المتوسطة والبعيدة المدى التي توفّرها كل من إيران وسوريا. وأضاف أن حزب الله يقوم بتخزين هذه الأسلحة التي يصل مداها إلى 225 كلم في المناطق المحيطة ببيروت، مشيرا الى أن الحملة الأولية تركزت على مواقع التخزين المعروفة وعلى قطع طرق النقل بين الشمال والجنوب، ومن ضمنها كل الطرق والجسور الرئيسة، فضلا عن الطرق بين لبنان وسوريا.

وقد رجّح داغان تدمير ما بين 35 و40 في المئة من قدرة حزب الله الصاروخية، مشددا على أن استعمال هذه الصواريخ يأتي بإذن مباشر من طهران.

ولفت الى هدف آخر في الحرب ألا وهو استهداف مراكز القيادة والتحكم لدى حزب الله في سبيل توجيه ضربة رمزية الى قلب المنظمة، معلنا أنّ قيادة حزب الله، ومن ضمنها حسن نصر الله، هي أهداف مشروعة، لكن من الصعب جدا تحديد مواقع أفراد مختبئين بين المناصرين داخل أحياء شعبية. وتحوّلت هذه الخطة الى استهداف وحدات في جنوب لبنان مسؤولة عن اطلاق صواريخ الكاتيوشا على شمال اسرائيل.

وفي هذا السياق أشار داغان الى وجود حساسية داخل الحكومة الاسرائيلية حيال تأثير الحملة العسكرية في المدنيين في لبنان، مؤكدا مرارا أنّ الجيش الإسرائيلي يستهدف المناطق التي يوجد فيها حزب الله، خلافا لما يذكر في وسائل الاعلام، موضحا ان شمال لبنان والمناطق غير الشيعية المحيطة بمدينة بيروت لم تتعرّض للقصف. وردّا على سؤال السفير الأميركي، قال داغان ان الضربة على مطار بيروت كانت مبرّرة ويمكن إصلاح المدارج بسهولة، مشيرا الى أن القيمة الاستراتيجية للهجوم على خزانات الوقود لم تكن تستحق الكلفة الدعائية. وأعرب داغان عن قلقه إزاء المعركة لكسب الرأي العام. وردا على سؤال آخر، أوضح أن هدف التوغلات البرية كان التمكن من كشف اندماج حزب الله بين السكان المدنيين واستعماله منازل خاصة لتخزين الأسلحة وقواعد اطلاق الصواريخ. وأضاف أن لبنان سيحتاج الى مقدار هائل من الدعم لإعادة الإعمار، ومن الضروري عدم السماح لسوريا وايران بالمساهمة في ذلك، خشية أن تعززا من نفوذهما ونفوذ حزب الله.

سوريا وإيران والسياسة اللبنانية

وفي سياق آخر، قال داغان ان المناصرين الأساسيين لحزب الله ليسوا لبنانيين وانما حكومتا سوريا وايران اللتان تسعيان الى تنفيذ جدول أعمالهما. فسوريا ترغب في السيطرة على كل نواحي المجتمع اللبناني وتحتاج الى جسم عسكري مسلّح لتحقيق ذلك، كما أن ذلك سمح لها حتى وقت قريب بالسيطرة على المناصب السياسية مثل مركز إميل لحود، وجني منافع اقتصادية مثل عقود الإنشاء التي وفّرت أكبر مصدر للنقد الاجنبي لحكومة الأسد. وحسب داغان، فإن ايران تستخدم حزب الله من اجل ابراز قوتها داخل المجتمع الشيعي، ذلك لسببين: أولا، من اجل نشر ايديولوجية النظام الايراني والحصول على دولة يسيطر عليها الشيعة (كما في العراق)، وثانيا، لخلق تأثير في اسرائيل عبر تمرير الأموال من خلال حزب الله الى الأراضي الفلسطينية في سبيل تعطيل عملية السلام ومنع اسرائيل من التدخل في برنامج طهران النووي. وأشار داغان الى أنه متفائل بمستقبل لبنان السياسي اذا تم تحييد حزب الله، مضيفا أن العوامل التي تعمل في مصلحة لبنان هي توحّد المسيحيين حول الكاردينال صفير، والدروز حول وليد جنبلاط والسنّة حول السنيورة وسعد الحريري، ووجود الشيعة منقسمين في ظل ظهور قسم كبير منهم ضد سياسة حزب الله. وأجاب داغان عن سؤال للسفير الاميركي قائلا ان ميشال عون يريد أن يصبح رئيسا، وهو مستعد للتحالف مع "الشيطان" لتطوير طموحه السياسي.

وأشار الى أن اسرائيل لا تملك أي نيات في احتلال جنوب لبنان، شارحا أن هدف الصراع بسيط، وهو: تحرير الجنود الأسرى والتأكد من تطبيق قرار الأمم المتحدة الرقم 1559.

برنامج إيران النووي والاستقرار الإقليمي

وناقش داغان مطوّلا موضوع إيران وقال أن طهران لن توقف سعيها إلى تطوير سلاح نووي، مشيرا الى أن ذلك يشكل بالنسبة إلى إسرائيل مسألة وجود مع التهديدات التي أطلقها خامنئي وأحمدي نجاد والتي تعكس صلب فلسفة النظام الإيراني تجاه إسرائيل. ولفت الى أن إيران سبق وطوّرت صاروخ "شهاب 3" بمدى 1500 كلم، واضعة كل مدينة إسرائيلية تحت التهديد، مشيرا إلى أن خطة إيران في استعمال 54 ألف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم تخدم أهدافا عسكرية، وان سباق التسلّح الذي بدأته طهران ستكون له تبعات إقليمية وخصوصا بين الدول العربية السنية كمصر والمملكة العربية السعودية، وهي دول قلقة بالفعل من استعراض إيران قوَّتَها. وأضاف داغان أن انتقاد حزب الله من قبل مصر والأردن والسعودية ودول الخليج يعكس عدم الارتياح الذي تسببه إيران، وتابع شارحا ان إيران ملتزمة زيادة نفوذها بين الشيعة في البحرين وتأسيس فرع لـ حزب الله في الكويت وتمويل مجموعات مسلحة في اليمن، إضافة إلى الأنشطة الإيرانية بين الشيعة في العراق.

قال داغان إن من الخطأ السؤال متى ستحصل إيران على القنبلة النووية، وإنما يجب السؤال متى يمكننا منع إيران من الحصول على القنبلة، قائلا: اليوم هو التوقيت الصحيح. ووضع داغان استراتيجية للتعامل مع إيران تضمّنت:

1. تصعيد الضغط السياسي عبر إحضار الملف الإيراني إلى مجلس الامن الدولي والمطالبة بعقوبات تكون موجعة للنظام.

2. منع نقل التكنولوجيا والمعلومات إلى إيران.

3. تشجيع المجموعات الأصلية المعارضة من أبناء البلد التي تؤيد الديمقراطية في إيران.

وأشار داغان إلى أن التوترات الداخلية في إيران بين المجموعات العرقية يمكن أن تصبح عاملا مزعزعا للاستقرار داخل البلاد، مضيفا أن هذه المجموعات العرقية يمكن ان تصبح الركيزة لمعارضة وطنية، وحينها يمكن أن تتعلّم طهران الدرس بنفسها، وفي سبيل النجاح على المعارضة أن تكون منظَّمة وأن تكون لها قيادة سياسية موحدة وملهِمة.قيم المقال     

654321التعليقات

 

إميل جونيورv/s أردوغان

عماد موسى/لبنان الآن   

ليلة الأربعاء 22 حزيران كانت ليلة صعبة على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. لم يغمض له فيها جفن. تقلّب في فراشه. إنشغل بال السيدة أمينة عليه. إنها المرة الأولى منذ توليه رئاسة الوزراء في العام 2003 يصاب بهذا التوتر. لم تنفع المهدئات ولا فنجان الزهورات في امتصاص قلق أردوغان.

لم تكد شمس الخميس تشرق حتى دعا رئيس الوزراء التركي أركان حزب "العدالة والتنمية" وكبار المسؤولين السياسيين وقائد الجيش "يشار بويوكانيت" ورئيس جهاز الاستخبارات في تركيا "هاكان فيدان"، إلى اجتماع إستثنائي في مكتبه. بدا أردوغان ممتقع الوجه وآثار التعب واضحة عليه وزع على الحضور نسخاً من تصريح نائب المتن السابق إميل بن إميل والد إميل لحود واقتطع منه الجزء المتضمن هجوماً مباشراً على مقام رئاسة الحكومة التركية وسطّر بالأحمر "العريض" تحت المقطع الآتي:

"يعيش اردوغان على حلم السلطنة الذي ولى ادباره، وسيستيقظ قريباً ليرى حلمه كابوساً، وما عجزت عن تحقيقه اسرائيل من سيطرة وضم لدول المنطقة لم ولن تناله تركيا مهما فعلت وحاكت من مؤمرات وإفتراءات، ولن يتمكن احد على وجه الكرة الارضية من فك الارتباط بين الرئيس السوري بشار الاسد والعميد ماهر الاسد، فكلاهما واحد كما الجيش السوري المتماسك في تركيبته وعقيدته وولائه الوطني والقومي".

ترك رجب طيب للمسؤولين تقويم الموقف الواجب اتخاذه، رفع مدير جهاز الإستخبارات يده طالباً الكلام. صمت الجميع. قال فيدان:

"لقد أوقعتمونا سيدي الرئيس في ورطة. فعندما وصفتم في حديث متلفز الطريقة التي قتلت فيها قوات الأمن السورية نساء سوريات بأنها "فظاعة"، وأكدتم أن ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد هو الذي يقود ارتكاب تلك الفظاعات والأعمال "الوحشية" ضد المتظاهرين، لم نكن نخشى من ردّ فعل سوري قوي، لكننا كإستخبارات كنا واثقين أن إميل جونيور لن يسكت وسيؤلب الرأي العام التركي علينا، ويثير في وجهنا المتاعب، وقد بعثنا إلى وزير الدفاع محذرين من أن إميل سيقلب المعادلة في المنطقة ويغطي ماهر". هنا تدخل وزير الدفاع التركي وجدي جونول معتبراً أنه من غير المقبول أن  تظهر الأمة التركية مربكة أمام إميل إميل لحود الذي بلغت به الوقاحة أن تنبأ بمصير أسود لرئيس حكومتنا.

فانبرى وزير الخارجية داوود أوغلو الذي بقي طيلة الإجتماع مطرقاً مدافعاً عن سياسة أردوغان ومعترفاً بالورطة "إننا يا أخوان واقعون حقيقة في أزمة. هات نرد على إميل وهات نتخطى تصريحه الخطير. إن دعم لحود للعميد ماهر الأسد، يوازي سياسياً الجسر الجوي الذي أمنته الولايات المتحدة لإسرائيل في حرب العام 1973".

هنا سأل رئيس الوزراء التركي: ماذا تقترح يا داوود؟

سيدي الرئيس، أقترح أن يتشكل وفد رفيع المستوى ويتوجه إلى العاصمة اللبنانية لتقديم الإعتذار لإميل جونيور على ما بدر منكم تجاه العميد الأسد. أجاب أوغلو.

"سندرس الموضوع" علّق رجب.

"لا وقت لدينا. إميل معصّب. أمتنا في خطر. الجيش السوري حظي بدعم غير مسبوق" عقّب أوغلو.

لحظتئذ. إتخذ رئيس الحكومة التركي القرار المذل لحماية "السلطنة" من السقوط: غداً تشكل يا داوود الوفد. كارت بلانش، وأقترح أن توسع الوفد ليشمل المعارضة التركية أيضاً".

سكت أوغلو لثوان ونظر إلى أردوغان: سيدي الرئيس فليكن الوفد برئاسة رئيس الجمهورية التركية عبدالله غل. نحن مش قد إميل جونيور!

 

هل صحيح أن المسؤولين تسلّموا نسخة من القرار الاتهامي من المحكمة؟

كلمة نصرالله مؤشر  في مقابل اهتمام بموقف ميقاتي

روزانا بومنصف/النهار

رُصدت الكلمة التي ألقاها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ضوء معلومات لدى جهات معارضة تتحدث عن تسلم المراجع اللبنانية نسخة عن مضمون القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اذ ان لبنان يتبلغ على نحو مسبق عبر الأجهزة القضائية  التي تعود بدورها الى المسؤولين السياسين في هذا الشأن قبل اعلان المحكمة الخاصة بلبنان القرار الاتهامي. لذلك سرت توقعات لدى قوى 14 اذار بأن يعلن السيد نصرالله موقفا من مضمون هذا القرار على نحو مسبق وان لديه ما سيقوله في هذا الشأن وان كلامه على هذا الموضوع سيكون مؤشرا الى تسلم لبنان الرسمي القرار الاتهامي.

لكن  الكلمة جاءت في رأي كثر خالية من اي مضمون يبررها، حتى في موضوع الجواسيس اضافة الى  موضوع الحكومة او الدعم للنظام السوري وسوى ذلك. فهذه مواضيع ليست جديدة تستحق اطلالة من السيد نصرالله، خصوصا انه قلّل أهمية موضوع الجواسيس نافياً اي ربط لاختراق الحزب بموضوع  الدفع نحو ايجاد ذرائع للاختراق تمهيداً او تحضيراً للقرار الاتهامي. وهناك انطباع لدى الاكثرية والمعارضة ان الكلمة تقررت آخر لحظة من غير مناسبة وفي اطلالة لم تحمل في الشكل اي رسالة محددة  باعتبار أن اطلالات  الامين العام للحزب في ذاتها والتعبئة الخطابية كانت غالبا جزءا من اسلوبه، كما ان التمهيد لاتهام ما او التأسيس لشيء لاحق كان الجزء الآخر المكمل له. وهو الامر الذي يحمل هؤلاء على التوصل الى استنتاج بديهي يتصل باحتمال انه كان سيقول او يعلن شيئاً ما وأحجم في اللحظة الاخيرة بناء على تقويم مختلف أو طارىء للأمور. وتاليا أن ما لم يقله السيد نصرالله هو اهم مما قاله في ضوء هذه المعطيات، مع انه قال في موضوع المحكمة انه غير معني.

ويمكن ان يعتمد هذا الموقف وان يفيد أنه سيتجاهله تماما على نحو يشابه عدم الرغبة في الاعتراف بوجود دولة ما، أي التعامل سلبياً معها، لكن من دون ان يعني ذلك ان هذه الدولة غير موجودة، وتاليا ان الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي ليسا مضطرين الى عدم التعامل معها او تجاهلها، مثلما يسري الوضع بنسبة اكبر على سائر الافرقاء الآخرين في البلاد والذين لا يختصرهم "حزب الله". ومع ان هناك آراء مختلفة أخرى في تقويم كلام الامين العام للحزب وتمهيده وفق ما يرى اصحاب هذه الاراء لحملة على الولايات المتحدة الاميركية في ضوء موقف الاخيرة من موضوع المحكمة والقرار الاتهامي، الى جانب العقوبات المفروضة على سوريا وموضوع الجواسيس، فان هناك توافقا مع الرأي السابق على غياب الكثير من العوامل التي تبرر إطلالة نصرالله قياسا على اطلالاته السابقة.

فهل صحيح ان المسؤولين اللبنانيين تبلغوا نسخة عن القرار الاتهامي على نحو يستبق التوافق على موضوع المحكمة في البيان الـــــوزاري او أن القرار في طريقه الى تبليغ لبنان الرسمي؟ ترجح مصادر معنية في المعارضة ان يكون هذا الامر قد تم على رغم التكتم في شأنه في انتظار بلورة موقف رسمي معلن، على رغم التكهنات بأن هناك سباقا بين البيان الوزاري والصيغة المفترضة لأسلوب التعاطي والمحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري والقرار الاتهامي.

فالكلام لم يعد كما تقول هذه المصادر على انتظار ايام او اسابيع بل هو حصل فعلاً، ومن يشكك في حصول هذا الامر يؤكد ان اصدار القرار بات قريباً جداً، مع الاصرار على تعبير "قريبا جدا". وفي الحالين فان اعلانه يمكن ان يغير المشهد السياسي ويأخذ الامور الى إطار آخر، وان من ضمن الخطوط السياسية القائمة اي حكومة 8 اذار من جهة والمعارضة من جهة اخرى.  ففي حال عدم تسلم نسخة مضمون القرار بعد فان المعنيين باتوا على معرفة بمضمونه، ولعبة الضغوط المتبادلة تمارس على قاعدة التأثير في الهامش الذي يملكه رئيس الحكومة. واذا صح هذا الامر فهو يبدل الاولويات على نحو مهم جداً ويطرح تساؤلات في ظل متابعة دقيقة للمواقف الاخيرة لكل من الرئيس ميقاتي وقوى 8 اذار، من دون ان يلغي اهمية البيان الوزاري وما سيتضمنه من حيث كونه المؤشر الى امكان ان تكون الحكومة  فاعلة او حكومة تصريف اعمال بديلة من حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس سعد الحريري ليس الاّ، في ضوء مواقف بدت متوازية على الاقل في اليومين الاخيرين بين ما قاله الرئيس ميقاتي وما قاله مسؤولون في الحزب، ومن بينهم نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم.

فرئيس الحكومة  قال: "اذا لم يكن هناك اجماع لبناني على قرار معين فاستمر في تنفيذ ما التزمته الحكومات السابقة. اما اذا كانت هناك ضرورة لاتخاذ اي قرار صعب فيجب ان يحصل ذلك من ضمن هيئة الحوار الوطني اي بالتوافق بين جميع ممثلي الشعب اللبناني... انا مستمر في احترام القرارات الدولية الى حين صدور قرار مخالف او اي قرار من هيئة الحوار الوطني". وهذا الموقف كان لافتا جدا بالنسبة الى فريق المعارضة في شكل خاص.

وبدا الاهتمام واضحا بمعرفة ما يقصده ميقاتي وما اذا كان يعني انه سيعتمد البيان الوزاري السابق في موضوع المحكمة كما في موضوع سلاح الحزب، وتالياً تمويل المحكمة، ام انه في غياب التوافق يبقى الوضع الحالي على حاله او تحال المسألة على طاولة الحوار من اجل عرض الموضوع على البحث بين الافرقاء السياسيين، اضافة الى اسئلة اخرى كثيرة بنيت على ما قاله ميقاتي. وتم  التنبه في المقابل الى قول الشيخ قاسم ان الحكومة هي ترجمة لـ"خيارتنا الوطنية"، بما فهمه كثر خطا يختلف عما اعلنه ميقاتي ويعني احتمال انتقال أزمة التأليف الى أزمة البيان مع المعطيات الجديدة التي ترجح المصادر المعنية انها دخلت المشهد السياسي. وتالياً بات التساؤل اي خط يمكن ان يربح، في ضوء تشاؤم لا تخفيه مصادر في الاكثرية الجديدة بامكان التوافق على البيان الوزاري؟ 

 

حزب النظام الإيراني مئة في المئة

احمد عياش/النهار

بعد اعلان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بالامس ضبط اختراق تجسسي هو الأكبر من نوعه في صفوف الحزب، وجب ان يبادر الى تغيير اسمه، فلا يعقل ان يحمل اسم "الله" الذي هو فوق قدرة البشر وما قد يحترفونه من تجسس. وعليه فإن وصف نصرالله حكومة الرئيس ميقاتي بأنها لبنانية مئة بالمئة، يساعد في اقتراح اسم "حزب النظام الإيراني مئة في المئة" ليعتمده نصرالله من الآن فصاعداً. وهذه التسمية هي الأدق في تحديد هوية الحزب الذي يستدرج تجسس كل مخابرات العالم وعلى رأسها الـCIA.

في برقية جديدة نشرتها أمس الزميلة "الجمهورية" من موقع ويكيليكس مذكرة سرية صادرة عن السفارة الاميركية في تل أبيب في 24 تموز 2006 (أي بعد اندلاع حرب تموز ذلك العام)، وفيها ما دار بين السفير الاميركي في اسرائيل ريتشارد جونز ورئيس جهاز الموساد مير داغان. وأبرز مواضيع البحث كان صواريخ الحزب التي يتم استعمالها "بإذن مباشر من طهران".

وامس ايضاً نشرت مجلة "لوفيغارو" الفرنسية ان الحزب "بعدما ساوره القلق من خسارة حليفة في دمشق" يسعى الى اخراج صواريخ ارض ارض من طراز "زلزال" وصواريخ من طراز "فجر 3” و"فجر 5” من سوريا "قبل أن يسقط النظام البعثي".

ان حزباً كهذا هو بالتأكيد هدف لكل أجهزة الاستخبارات. وجاء اعتراف نصرالله بكشف أحد اختراقاتها ليؤكد المؤكد على رغم انه أسقط القداسة على قدرة الحزب على كشف الاختراق بعدما كانت هذه القداسة تحل على كل الحزب. لو كان حزب نصرالله لبنانياً، فأول واجباته هو الاتصال فوراً بأجهزة الأمن اللبنانية لتسليمها المتهمين بالتجسّس. ولو كان الحزب لبنانياً لقدم كشفاً بالتبرعات التي سمحت له باقتناء هذه الاسلحة الاستراتيجية التي ستزلزل وترعد في اسرائيل لتمطر أحزاناً ودماراً في لبنان.

قوى 8 آذار بمكوناتها الرئيسية، حزب نصرالله وحركة الرئيس نبيه بري وتيار النائب العماد ميشال عون، يجمعها قاسم مشترك هو اختراق عملاء اسرائيل وسائر أجهزة الاستخبارات لصفوفها. ولا ينسى اللبنانيون أفضال جهاز فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في كشف الشبكات التي ترعرعت في احضان 8 آذار التي تستحق بدورها صفة البيئة الحاضنة للعملاء والجواسيس. لذلك كانت ولا تزال الحملة العاتية من هذه البيئة على هذا الجهاز الأمني الذي كشف المستور في التعامل بعد اعوام طويلة من التخفي. وتردد ان ادعاء نصرالله الفضل في كشف الاختراق الاخير ليس هو الحقيقة، لأن الكشف كان من أفضال فرع المعلومات.

حتى تستحق حكومة الرئيس ميقاتي صفة لبنانية مئة في المئة عليها أن تدرج في بيانها الوزاري فقرة تقول "ان الاعضاء المشاركين في الحكومة يؤكدون براءتهم من كل عمالة وتجسس"، وأخرى تقول بـ"استعدادها لأن تسلم الى العدالة الدولية من يثبت تورطه في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الأرز".

 

مصدر وزاري يستبعد أن تعيش الحكومة طويلاً

هل يعجّل القرار الظني رحيلها كما عجّل تشكيلها؟

سابين عويس/النهار

رغم ان الموقف الهجومي للعماد ميشال عون على "تيار المستقبل" استأثر بالمشهد السياسي، محولاً الانظار عن حوادث طرابلس التي جعلت منها رقماً صعباً على الخريطة الاقليمية بعد سقوطها في أول امتحان جدي في شأن اقتراح رئيس الحكومة سحب السلاح من المدن، فإن مناقشة البيان الوزاري والمواعيد القريبة المتوقعة لاقراره، لم يحجبا النقاش في اوساط المعارضة حول المسألتين المستجدتين: حوادث طرابلس في بعديها المحلي والخارجي والرسائل المتفاوتة الموجهة عبرها، وانطلاق المواجهة المبكرة بين الموالاة والمعارضة بعدما بات واضحاً غياب الانسجام داخل مكونات الموالاة وفشلها في احترام تعهدها بعدم ممارسة أي كيدية او انتقام حيال الفريق الآخر، مما سيرتب بحسب المصادر كلفة باهظة على رئيس الحكومة بالذات اذا لم يحسن ادارة حكومته وضبط ايقاع مختلف الافرقاء فيها، أقله في المسائل الاساسية التي تعهد التزامها. كذلك سيرتب على المعارضة تنظيم صفوفها وخطابها السياسي، بحيث لا تكون المواقف الهجومية لعون ملهاة عن التحديات الاساسية التي يفترض أن تشكل عناوين المرحلة المقبلة، خصوصا ان ثمة جهداً استثنائياً من رئيس الحكومة في اتجاه إعداد بيان وزاري متقن يسحب صاعق أي تفجير داخلي او خارجي ويلغي مبررات رفع سقف المعارضة في مسألتي المحكمة والالتزامات الدولية، ولا سيما منها القرار 1701.  وهو قام لهذه الغاية بحركة استباقية واحتوائية عبر لقاءاته الدبلوماسية لشرح حيثيات تشكيل الحكومة واحترامها التزاماتها الخارجية.

وترى مصادر بارزة في المعارضة، أنها مدعوة الى رسم سياسة متروية وغير متسرعة تنطلق من المبادئ والثوابت التي خاضت على اساسها ثورتها من أجل استعادة نبض هذه الثورة التي انطفأت يوم استعرت الثورات العربية. وعليه، لا بد ان تكون لها قراءة صحيحة للمتغيرات في المنطقة بما فيها ترقب مستقبل التغيير في سوريا وما سيحمله من ارتدادات على الداخل اللبناني، وخصوصا بعدما وضعت الحكومة الجديدة نفسها في تلازم مع المسار السوري.

واذ تخوض قيادات المعارضة نقاشا جديا حول ضرورة التصدي لكل شاردة وورادة ضمن اللعبة الديموقراطية، يبدي بعضها تخوفا من أن يؤدي ذلك الى اي عملية استدراج او انزلاق في مواقف او خطوات تأخذ المعركة في اتجاه آخر، على غرار ما حصل في حوادث طرابلس التي بدأت على خلفيات محلية جدا مماثلة لخلفيات يوم الغضب غداة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، وكان يمكن استغلالها خارجيا عبر فتح جبهة سنية – علوية تنقل الانظار عن الداخل السوري. وترى المصادر ان رد فعل ميقاتي بالتصويب على المعارضة، ساعد الاخيرة بشكل غير مباشر على الدفع في اتجاه طرح شعار طرابلس منزوعة السلاح تمهيدا لتوسيع مروحة المطالبة لتشمل ملف السلاح في شكل عام.

وإزاء الأداء الاولي للحكومة، وقبل انقضاء اسبوع على ولادتها، فان المعارضة مدعوة بحسب المصادر، الى التفرج، على قاعدة "ان قلة الشغل شغل" انطلاقا من اقتناع تولد لديها ان غياب التجانس داخل الفريق الحكومي سينعكس سلبا على ادائه. ويلتقي هذا الاقتناع مع انطباع عكسه مصدر وزاري بارز عندما استبعد ان تعمِّر هذه الحكومة طويلا، عازيا ذلك الى التباينات الواضحة في العقل السياسي والتوجه الاقتصادي والمالي لدى مختلف مكوناتها، ومتوقعا ان تظهر ملامحه عند مناقشة البيان الوزاري، خصوصا لجهة وضع الرؤية والاستراتيجية التي ستنتهجها الحكومة في وضع مشروع الموازنة او معالجة الملفات الشائكة. وستتبلور أكثر مع انتقال الحكومة الى العمل وتنفيذ سياساتها.

وينتظر ان تشكل التعيينات الادارية والامنية أول الغيث في هذا الاتجاه وفق المصدر، الامر الذي قد يدفع برئيس الحكومة الى اختصار العملية في مرحلة أولى على ملء الشغور في المراكز الاساسية قبل فتح الملف برمته ( علما ان شغور الفئة الاولى يقارب 59 في المئة). ويتوقع المصدر أن يشكل هذا الملف تحديا اساسيا للحكومة ومدى قدرتها على تجاوز الكيدية والروح الانتقامية في عملية المحاصصة.

واذا كانت المعارضة مدعوة الى "التفرج" داخليا، فعينها لا بد أن تكون بحسب مصادرها مترقبة للحركة الخارجية في اتجاه لبنان. فالحكومة انشئت في رأيها لضمان الورقة اللبنانية سورياً في مسألتين اساسيتين، إحداهما ضمان عدم تصويت لبنان (لكونه عضواً غير دائم حاليا في مجلس الامن) ضد أي عقوبات ضد سوريا، علما ان مقربين من الرئيس سعد الحريري يؤكدون أنه كان سيمتنع عن التصويت فيما لو بلغت الامور هذا المستوى، والمسألة الثانية هي الامساك بملف لبنان على طاولة المفاوضات حتى يكون التفاوض على اساس لبنان وسوريا وليس سوريا وحدها. اما الامر الثاني، فيتمثل بضمان سلطة متحالفة مع سوريا عند صدور القرار الظني. وفي هذا السياق، تسأل المصادر: كما عجلت التوقعات بقرب صدور القرار (في النصف الاول من الشهر المقبل) في قيام الحكومة للامساك بالضمانات المشار اليها، فهل يعجّل صدور القرار في موعد رحيلها؟

 

العيسمي يدفع ثمن عسكرة حزب البعث

سليمان هلال الملاوي/النهار

لا بد من تسجيل رفض جماهير حزب البعث العربي في الوطن العربي الكبير الأسلوب الذي اعتمد في اختطاف قيادي من مستوى الاستاذ والمفكر شبلي العيسمي أكان ذلك لغايات سياسية او مالية، لذلك فان المحازبين والمتضامنين مع البعثيين في الوطن العربي يدينون هذا الأسلوب في التعامل مع شخصية من مؤسسي ومن قادة حزب البعث العربي.

كان شبلي العيسمي من رعيل المعلمين الأوائل أمثال صلاح الدين البيطار وزكي الارسوزي ومنصور سلطان الأطرش وأكرم الحوراني وأمين الحافظ ونور الدين الأتاسي وغيرهم، وطبعاً على رأسهم المفكر الكبير الاستاذ ميشال عفلق مؤسس هذا الحزب الذي انطلق من الحي الشعبي في منطقة الميدان بدمشق. سار هذا الحزب بخطى ثابتة وفاعلة خلال ادارة هذا الحزب من قبل المؤسسين الاساتذة والدكاترة والطلاب النجباء الى أن آلت الأمور الى الكوادر العسكرية، فعسكر الحزب وتسلم أمانته هؤلاء العساكر أكان في سوريا مهبط الحزب أم في العراق الذي يبلغ عدد اعضائه سبعة ملايين.

عرفت هؤلاء وعايشتهم واستمعت الى ارشاداتهم ومبادئهم غير أن كل ذلك بدله ذوو القبعات والمارشالات والطغاة وصدرت احكام الاعدام في العراق من قبل المارشال صدام على كثير من القياديين ونفذت تلك الاحكام بلا رحمة او شعور بالذنب. أما في سوريا الأسد فصدرت احكام الاعدام على مؤسس الحزب ميشال عفلق ورفاقه من الحزبيين امثال صلاح الدين البيطار وشبلي العيسمي الملتزمين والرافضين عسكرة الحزب، فأعدم من أعدم وقتل من قتل رمياً بالرصاص أمثال الاستاذ صلاح الدين البيطار الذي نفذ فيه حكم الاعدام وهو يهم بالدخول الى الفندق الذي كان يقيم فيه في باريس، ولم يسمح حتى بدفنه في مسقط رأسه مدينة الثورة والحرية. أما بقية هؤلاء القياديين فأما قضي عليهم حيث كانوا لاجئين سياسيين أو شوهوا في السجون أو ماتوا تحت التعذيب، ومن عفا عنهم النظام أمثال القيادي منصور سلطان باشا الأطرش فقد بقي سقيماً حتى توفاه الله وقامت الآلة العسكرية بتوديعه.

وهكذا كان الحال مع مؤسس الحزب الاستاذ عفلق الذي مات في المنفى ولم يسمح بنقل جثمانه الى مسقط رأسه في مدينة دمشق – حي الميدان. وزاد في الجريمة جريمة نكراء في حق هذا الفيلسوف الكبير بأنه عند دخول القوات الاميركية للعراق واحتلالها البغيض أزالت لحد المعلم ميشال عفلق وفجرته وأزالته من الوجود، وكأن حزب البعث هو المستهدف وهو العقبة الكأداء في وجه الاستعمار الاميركي الاسرائيلي.

يا ايها المعلم عفلق، رحمك الله الذي لطف بك حتى لا تعايش كيف تحولت الكوادر العقائدين عملاء للسلطة وتجاراً وشركاء لأهل المال. هذه نتيجة عسكرة الحزب وعسكرة السياسة والتجارة حيث أصبح القادة مقاولين ومتعهدين وتجاراً كباراً، ويزيدون تشويه هذا الحزب العقائدي تشويهاً وكراهية من قبل الشعب العربي.

ذهب رعيل المفكرين الاساتذة والمعلمين وحل مكانهم عساكر تدربوا على الانضباط والطاقة العمياء لرغبة الزعيم العسكري ولي الأمر – وهكذا نشاهد الآن كوادر الحزب الحاكم أكثرهم من العسكر. أكان في مصر او في سوريا وفي اليمن وفي ليبيا وفي تونس وفي الجزائر، الحزب الواحد والزعيم الأوحد هو الذي يتحكم برقاب المواطنين، ولكن الى متى، فالعلم عند ربك الذي يمهل ولا يهمل؟ ان الاستاذ العيسمي يدفع اليوم ثمن عسكرة هذا الحزب القيادي والريادي. فهل يعود الاستاذ العيسمي يوماً الى أهله؟

 

البابا استقبل الراعي: أخيراً أصبح لديكم حكومة... تهانينا

المسيحيون في الشرق مدعوون إلى مواصلة الشهادة

النهار/استقبل البابا بينيديكتوس السادس عشر المشاركين في اجتماع المؤسسات المانحة R.O.A.C.O، وكان لقاء والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي قدّم اليه باسم الكنيسة المارونية التهاني بالذكرى الـ60 لرسامته الكهنوتية، طالباً بركته الرسولية.

البابا شكر الراعي قائلا: "أخيرا أصبح لديكم حكومة. تهانينا. واتمنى لها من كل قلبي التوفيق، وخصوصاً ان التحدّيات التي تواجه لبنان كبيرة، أكان من جراء الازمة السياسية الداخلية، أم بسبب ما يدور حولكم من مشاكل. واحمّلكم بركتي ومحبتي الى كل الشعب اللبناني، مع صلاتي من أجل إحلال السلام في كل بلدان الشرق الاوسط".

وفي كلمة مكتوبة، وجه البابا تحية الى البطريرك الراعي، منوها بالمداخلات التي تخللت المؤتمر عن واقع الكنائس والاوضاع الاقتصادية والسياسية في الشرق الاوسط، والتي قدّمها الراعي والكاردينال البطريرك انطونيوس نجيب، والسفير البابوي في الاراضي المقدسة.

وشدّد على ضرورة "بقاء الشرق الاوسط حاضراً في أعمال المؤسسات المانحة، من اجل حماية المسيحيين في الاراضي وهم فيها مواطنون أصيلون مدعوون الى ان يواصلوا الشهادة التي أدّاها من سبقهم من قديسين ومؤمنين عاشوا على الارض المشرقية".

ودعا الى "ان تواصل هذه المؤسسات، مع المسؤولين المحليين والدوليين، العمل على اساس ان المسيحيين في اراضي الشرق الاوسط مواطنون يتمتعون بحقوقهم كاملة، وليسوا أجانب في ارض ولدوا فيها ويؤدون في بلدانهم مساهمتهم بازدهارها وتقدمها، بحيث يعيش الشخص البشري بكرامة وينال ما له من حقوق اساسية".

وذكّر بسينودس الشرق الاوسط الذي شارك فيه رعاة الكنائس قائلا: "بينما كان الجميع ينتظر اطلالة فجر جديد بعد انتهاء السينودس، اذا باعتداءات تستهدف المسيحيين في كنيسة سيدة النجاة في بغداد، ومن بعدها في مصر. لكن هذه الدماء البريئة بمثابة بذور لحياة مسيحية جديدة في هذه الاوطان".

ودعا المسيحيين في بلدان الشرق الاوسط الى "العيش بالاتكال على العناية الالهية، واضعين رجاءهم في المسيح، والى الحفاظ على أفضل العلاقات بكل المواطنين في هذه البلدان، وفقاً للقواعد المسيحية: العدالة والسلام والاحترام والحوار بين الاديان والوحدة بين الكنائس".

مع برتوني وفي "انجيليكوم" 

من جهة اخرى، التقى البطريرك الراعي امين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال ترشيسيو برتوني ورئيس مجمع تبشير الشعوب المطران فرناندو فيلوني. ولبى دعوة الى زيارة جامعة القديس توما الحبرية للآباء الدومينيكان التي يدرس فيها آباء واخوة من الرهبانيتين اللبنانية والمريمية. واطلع على نشاط الجامعة واختصاصاتها وبرامجها، وبحث مع مسؤولين فيها عن صيغ تعاون اكاديمي جديد بين الكنيسة المارونية وجامعة "انجيليكوم" (ANGELICUM)، خصوصاً في مجال العلوم المتعلقة بالحوار المسيحي الاسلامي ومجال التنشئة على القيادة السياسية.

يزور البطريرك الراعي أبرشية جبيل المارونية في 16 تموز المقبل و17 و18 و19 منه، في إطار جولاته الرعوية على الأبرشيات. وتشمل جولته نهر ابرهيم، مستيتا، عمشيت، جبيل، بلاط، حبوب، دير عنايا، عين كفاع، والعديد من بلدات الجرد الشمالي لقضاء جبيل. وأبرز المحطات، عشاء يقيمه على شرفه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في دارته في عمشيت.

 

المحامي يوسف الدويهي/من نصبّ زعيم ميليشيا ديّاناً على لبنان؟ مهلة ميقاتي بدأت يوم استقال وزراء 8 آذار وحزب الله شكل حكومة قتلة الحريري وسليمان همش دوره بيده  

باتريسيا متّى/موقع 14 آذار

علّق عضو الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار المحامي يوسف الدويهي على خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي أشار فيه الى ثلاث حالات تجسسّ في صفوفه، منها اثنتين مرتبطتين بوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إي" انطلاقاً من السفارة الاميركية في لبنان، فلفت الى "غياب الصفة الرسمية عن نصرالله والتي تمنعه من التطرّق الى مثل هذه الأحاديث لأنه أمين عام حزب ميليشيوي وليس مسؤولاً أمنياً أو قضائيا في الدولة اللبنانية ".

الدويهي شددّ في حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الاكتروني على أن "الأجهزة المختصّة في الدولة اللبنانية هي المخوّلة التحقيق مع أي شخص يخرق القانون متسائلاً عن "ماهيّة كيان حزب الله بالمقارنة مع كيان الدولة اللبنانية وما هي الصفة الرسمية لأمينه العام التي تخوله تخطي كل الأصول في علاقة الدولة بمواطنيها وحقها الحصري في ملاحقة وتوقيف المرتكبين؟ فهل التجسسّ على حزب الله هو تجسسّ على الدولة اللبنانية؟ معتبراً أن نصرالله بات لم يعد يميّز بين الدولة اللبنانية والدويلة التي أقامها لنفسه ولجماعته ".

أما من الناحية العمليّة، فأشار الدويهي الى "تأكيدات حزب الله الدائمة بأنه عاص على الاختراق الا أن خطاب الأمس والأحداث أظهرت أن كل الكلام الذي ساقه في السابق غير دقيق لا بل خاطئ كليّاً", لافتاً الى ردّ السفارة الأميريكية على السيد نصرالله, وأضاف: "أنا أميل الى تصديق الجهات الرسمية والمخولة التوجه للرأي العام وليس من نصّب نفسه دون وجه حق مرجعية واوقف لبنانيين وقام بالتحقيق معهم وحجز حريتهم ووجه اتهاما الى دولة صديقة وبالتالي يكون هو من يخالف القوانين ويسيء الى لبنان.

أما عن كلامه الذي تطرّق به إلى الحكومة وبأن قوى 14 آذار تتصرف بحقد، أجاب الدويهي: "لا يحقّ لمن لا يترك مناسبة الا ويتوسل العنف في التعامل مع أخصامه السياسيين التكلّم عن الحقد والكراهية", داعياً اياه الى "القليل من التواضع لأنه لا يجوز لمن استباح دم الناس وأملاكها اتهام الآخرين بالتصرّف بحقد".

كما لفت الدويهي الى أن "المهلة التي يجب أن تعطى للحكومة قد بدأت يوم أعلن وزراء 8 آذار استقالتهم من الرابية وكلّف الرئيس ميقاتي التشكيل، والبيان الحكومي قد حُددّ في حيثيات الاستقالة" معتبراً أن "فترة السماح للحكومة تبدأ مع تكليف رئيسها، لذا فصدر قوى 14 آذار كان أرحب من الممكن لأنها انتظرت مطوّلاً أكثريّة مستجدة فرضت نفسها بطريقة انقلابية لاحكام السيطرة على مفاصل السلطة وتكملة التدرج في تغيير طبيعة النظام، حتى التأخر بتشكيل الحكومة كان جزءاً من الأدوات السياسية التي يستخدمونها".

كما ذكّر الدويهي بأن "قوى 14 آذار قد طرحت المشاركة عبر سؤالين واضحين "توجهنا بهما لرئيس الحكومة وانتظرنا الاجابة وعندما لم نتلق أي ردّ واضح كان القرار بالمعارضة لأن فريق حزب الله وتوابعه كانوا واضحين بأنهم سيشكلون حكومة تحمي قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز ويحرصون على نقل لبنان الى محور الممانعة بمواجهة الشرعية الدولية". ورأى الدويهي أنّ "حياة الحكومة دستوريّاً هي بيد مجلس النواب وواقعيا بيد صانعيها حيث تستمدّ قدرتها واستمراريتها من المحور الايراني السوري فان أية نكسة قد تتعرّض لها سوريا او ايران ستنعكس سلبا وبشكل مباشر عليها".

إلى هذا، فقد أشار الدويهي في حديث الأمين العام لحزب الله إلى "ازدواجية في مواقف مسؤولي حزب الله تحمل في طيّاتها هاجسين؛ الأول شعبي قائم على طمأنة جمهور حزب الله ورفع معنوياته في ظلّ المتغيّرات في المنطقة وبالتوازي مع المناورات الاسرائيلية، أما الثاني فهو متمثل بهاجس عدم الاصطدام الفوري بالمجتمع الدولي", معتبراً "أننا أمام حكومة ممكن أن تسمى حكومة اللغة الخشبية والبراثن الخفية".

أما عن بند المحكمة في البيان الوزاري، فقال الدويهي: "الرئيس ميقاتي يعتقد أنه قادر على تسويق السم والترياق فهو يعرف تماما ثمن عدم الالتزام بالمحكمة الخاصة بلبنان والقرارات الدولية كما يعرف ان من اتى به يرفض التعامل مع هذه المحكمة وقرر مواجهة الشرعية الدولية. ومما لا شك فيه هو أن الحكومة هي حكومة حزب الله -سوريا وقد شكلّت لمواجهة الشرعية الدولية ولحماية قتلة رفيق الحريري وباقي الشهداء", مذكّراً بأن "الحكومة السابقة فجرت بسبب اصرار فريق سوريا-حزب الله على التفلت من العدالة ولا تهمنا المخارج اللغوية التي قد يستنبطوها فالنوايا المبيتة جليّة وساعة الحقيقة قد دنت".

وفيما خصّ موقف فخامة رئيس الجمهورية، رأى الدويهي ان فخامة الرئيس انتخب لأنه وضع نفسه على نفس المسافة من مختلف الفرقاء، وهو كان قد رفض التوقيع على اول صيغة حكومية كان قد تقدم بها الرئيس سعد الحريري عام 2009 لأن بعض الأطراف لم تكن راضية عن حجم تمثيلها مما حمل الرئيس الحريري على الاعتذار وقد استفاد الرئيس من هذا الصراع واقتطع خمس وزارات بينهما اثنتين سياديتين، كما لفت الى "صدمة الرأي العام بتوقيع الرئيس على مرسوم الحكومة الحالية في وقت كان يستطيع المحافظة على موقعه كحكم ومرجعية".

وتابع في السياق نفسه، فاعتبر أن "رئاسة الجمهورية عكست واقعاً مريراً في عدم قدرتها على لعب دور حاسم في التقارب بين مختلف الأطراف بل اكتفت وفي ظلّ غياب قوى 14 آذار عن التركيبة الحكومية بتكملة العدد، وارتضت حصة هزيلة. فالرئيس هو من همّش دوره بيده لأن التوقيع على مرسوم التشكيل ً فوّت فرصة اظهار صلاحيات الرئيس من خلال حقه بالإمتناع عن التوقيع على كل ما يراه مخالفاً لمصلحة لبنان العليا ولخير اللبنانيين".

أما حول أسلوب عون الكيديّ الذي بات يرفعه شعاراً في خطاباته، قال الدويهي: "الله يعين عون ويعينّا عليه...فهو دائماً في حالة حرب وهمية يحاول اظهار أنه يخوض حرباً صليبية ضدّ أحد الأطراف ليسترجع حقوق المسيحييّن المسلوبة. والحقيقة، إن هذه محاولات تنمّ عن نفسيّة مريضة وعقلية متصلبة وديماغوجية مفرطة ، لم يتعلّم من أخطاء الماضي فمؤسف أنه لا هو تعلّم ولا من يؤيده تعلّم وحاسب".

وباسم معارضة قوى 14 آذار، ختم الدويهي حديثه مؤكداً على "أنّ هذه القوى بحاجة الى تنظيم وسرعة حركة أكبر لمواكبة الأحداث بفعالية ومن الضروري انشاء بعض المؤسسات التي تسهّل مشاركة اوسع لجمهور 14 آذار في صناعة القرار، اضافة الى أن لدينا اكبركتلة نيابية معارضة في تاريخ لبنان، سيكون لها مهمات متنوعة وعمل دقيق وفعّال على مستوى المواجهة عبر المؤسسات. ونحن في الوقت عينه لن نسمح لأحد بالتطاول علينا والشعب لن يسمح لبعض النفوس المريضة والمأزومة ان تتحكم بمصير لبنان وبحياة اللبنانيين ومستقبلهم بطريقة كيدية في زمن تتجه فيه الدول العربية الى رحاب الديمقراطية وبأثمان باهظة، فمعارضتنا ستكون تحت عنوان استرجاع الدولة من يد الدويلة والحفاظ على الديمقراطية في لبنان".

 

النائب صقر لـ «الشرق الأوسط»: نخشى وزارة العدل في لبنان لأنها باتت غطاء للعملاء

السفارة الأميركية ترد على نصر الله: اتهامات فارغة سمعناها مرارا

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط

ردت السفارة الأميركية في بيروت على كلام الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، عن محاولة الـ«سي آي إيه» تجنيد عملاء داخل الحزب، معتبرة أنها «اتهامات فارغة سمعناها تكرارا من جانب حزب الله»، ولافتة إلى أنه «لا توجد مادة لاتهاماته»، واعتبرت السفارة أن «نصر الله يحاول على يبدو معالجة مشكلات داخل الحزب، الأمر الذي لا شأن لنا به»، وأضافت: «موقف الولايات المتحدة من حزب الله معروف ولم يتغير».

ولفت في هذا الإطار ما صدر عن وزير العدل الجديد، شكيب قرطباوي، المحسوب على التيار الوطني الحر، الذي يتزعمه النائب ميشال عون، الذي نفى علمه أو علم أي جهاز قضائي أو أمني بالدولة بهؤلاء العملاء، موضحا أنه «لا يوجد أي موقوفين لدى الأجهزة القضائية والأمنية في هذا المجال»، ومؤكدا أن «القضاء سيتابع الموضوع».

وردا على سؤال عما إذا كانت الدولة تعتبر مَن يتعامل مع الولايات المتحدة جاسوسا، أجاب قرطباوي: «أنا لستُ قاضيا»، مشيرا إلى أن «هذا الموضوع أثير من قبل زعيم سياسي كبير، وبالتالي من واجبات الدولة اللبنانية أن تتقصى، وبعدها القاضي يقرّر». وأكد أن «موضوع الجواسيس لا يُترك بل يجب أن يُتابع ويدرس بعناية، وصولا إلى أن يأخذ القضاء القرار المناسب»، وقال: «لا يحق لنا تصنيف الناس أو الدول باستثناء إسرائيل التي يجمع الشعب اللبناني على أنها عدوة».

ومع إقرار نصر الله باختراق حزب الله، أعيد فتح ملف «البيئة الحاضنة» الذي كان نصر الله نفسه تطرق إليه في يوليو (تموز) 2010 موجها أصابع الاتهام لبعض الفرقاء السياسيين بتأمين بيئة حاضنة للعملاء.

وفي هذا السياق، اعتبر عضو كتلة المستقبل، النائب عقاب صقر، أن «ما كشفه نصر الله يؤكد ما أعلنه تيار المستقبل مرارا وتكرارا، عن أنه لا وجود لمفهوم البيئة الحاضنة، لأنه لا دين ولا هوية ولا بيئة للعميل»، واضعا كلام نصر الله عن هذه البيئة «بإطار انفعالي وفي سياق سجالي لا يمت للواقع بصلة».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، رأى صقر أن «الحديث عن البيئة الحاضنة قد يصح مع «التيار الوطني الحر» (الذي يرأسه العماد ميشال عون)، الذي يؤمن الحماية ويستميت في الدفاع عن عميل ثبت تعامله مع العدو، وأعلن القضاء اللبناني ذلك».

وتوجه صقر لحزب الله بالقول: «كيف تسمحون لحليفكم أن يرسل نوابه ليصفقوا لعميلهم في قاعة المحكمة؟ كيف تسمحون لهم أن يؤمنوا الحضانة والرعاية للعملاء؟».

وأضاف: «نخشى وزارة العدل التي باتت تشكل غطاء أساسيا للعملاء داخل الدولة، بعدما وضع التيار الوطني الحر يده عليها، علما أننا نحترم الوزير قرطباوي، ولكن هو ومن دون شك سيرضخ للضغوط التي ستمارس عليه في النهاية». وتابع قائلا: «عندما أحمي عميلا ما وأدافع عنه، عندها أؤمن له البيئة الحاضنة. والخوف هو في تراجع حزب الله عن المطالبة بإعدام العملاء، بعد الكشف عن عمالة العميد فايز كرم، مما يدفعنا باتجاه تساؤل مشروع نضعه برسم جمهور المقاومة: هل هناك عمالة محمية؟ وهل هناك عميل مدعوم؟».

ولم يستغرب صقر عدم تسليم حزب الله للجواسيس الثلاثة للدولة، قائلا: «لدى الحزب سياسة متبعة في هذا الإطار، فهو يحقق معهم ويأخذ المعلومات التي تلزمه منهم قبل تسليمهم للدولة، ونحن مقتنعون أنه سيصار في النهاية إلى محاكمتهم تحت سقف الأجهزة القضائية والأمنية اللبنانية»، وشدّد صقر على أن «العميل يبقى عميلا مهما كانت الدولة التي ينقل إليها معلومات خاصة بدولته».

بدوره، اعتبر عضو كتلة القوات اللبنانية، النائب أنطوان زهرا، أن «ما أدلى به نصر الله، معطوفا على ما أعلنه وزير العدل عن أنه لا علم للدولة بالجواسيس الثلاثة، يؤكد استمرار حزب الله بتجاهل الدولة، وببناء وتقوية دويلته على حساب الدولة اللبنانية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم نعد نستطيع، كدولة، أن نتحمل تبعات تعرض السيد نصر الله للدول العربية والغربية الصديقة، ونأمل من كل دولة أن تأخذ بعين الاعتبار أن ما يصدر عن نصر الله يعبر عن موقف حزب الله فقط، وهنا نراهن على وعي أصدقاء لبنان ومعرفتهم بمصادرة الحزب لمؤسسات الدولة بالقوة».

وفي الإطار نفسه، رأى عضو تكتل لبنان أولا، النائب عاطف مجدلاني، أن «كلام نصر الله الذي قيل يعرّض الدولة اللبنانية وعلاقة لبنان للاهتزاز مع دولة تعتبر حتى الآن دولة صديقة للبنان، وهي أميركا، فقبل أن يصدر هذا الكلام يجب على الأقل أن تكون الدولة على علم به»، مشددا على أهمية «العودة إلى مرجعيتنا وهي الدولة والمؤسسات، فإما احترام الدولة أو مصادرة رأيها وقرارها».

بالمقابل، لفت عضو كتلة حزب الله النيابية، النائب وليد سكرية، إلى أن تطرق السيد نصر الله لموضوع اختراق الحزب يثبت أن «المقاومة واثقة من ثقة الشعب بها، وبالتالي تبادل هذه الثقة بين القاعدة الشعبية والمقاومة يسمح لهذه الأخيرة بأن تصارح القاعدة الشعبية بكل شيء، وأن تقول إن هناك اختراقا في صفوفها».

وعن رد السفارة الأميركية على اتهام نصر الله لها بـ«أنها تجند عملاء في صفوف الحزب لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية»، التي وصفتها بالاتهامات «الفارغة»، التي «لا أساس لها»، قال سكرية: «طبعا واشنطن ستنفي ولن تقرّ بالأمر، ومن الطبيعي أن تفعل ذلك، ولكننا نعرف أميركا»، مضيفا في هذا السياق: «كل السفارات لديها أجهزة المخابرات، لكن في لبنان يكتسب هذا الأمر أهمية كبرى، لأنه في عين العاصفة، ومن الطبيعي أن يكون لأميركا نشاط متزايد لخرق المقاومة في لبنان أو المقاومة الفلسطينية أو محاربة إيران، والآن، أصبحت سوريا ضمن هذا التآمر (الأميركي) عبر النيل من النظام».

وشدد سكرية على أن «الولايات المتحدة الحريصة على أمن إسرائيل والمتكفّلة به تعمل معها لتحقيق الانتصار، لكي تبقى المصالح الأميركية قائمة، ولذلك هي تبذل كل الجهد إلى جانب إسرائيل، ومن ضمن هذه الجهود الجهد الأمني».