المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 26 حزيران/2011

البشارة كما دوّنها يوحنا كلمة الله الفصل 16/1-16/الروح القدس

قلت لكم هذا الكلام لئلا يضعف إيمانكم. سيطردونكم من المجامـع، بل تجيء ساعة يظن فيها من يقتلكم أنه يؤدي فريضة لله. وهم يعملون ذلك لأنهم لا يعرفون أبـي ولا يعرفوني.

أقول لكم هذا، حتى إذا جاءت الساعة تتذكرون أني قلته لكم. ما قلت لكم من البداءة لأني كنت معكم. أما الآن فأنا ذاهب إلى الذي أرسلني، ولا أحد منكم يسألني: إلى أين أنت ذاهب؟

والآن قلت لكم، فملأ الحزن قلوبكم. صدقوني، من الخير لكم أن أذهب، فإن كنت لا أذهب لا يجيئكم المعزي. أما إذا ذهبت فأرسله إليكم. ومتى جاء وبخ العالم على الخطيئة والبر والدينونة: أما على الخطيئة فلأنهم لا يؤمنون بـي، وأما على البر فلأني ذاهب إلى الآب ولن تروني، وأما على الدينونة فلأن سيد هذا العالم أدين وحكم عليه.  عندي كلام كثير أقوله لكم بعد، ولكنكم لا تقدرون الآن أن تحتملوه.  فمتى جاء روح الحق أرشدكم إلى الحق كله، لأنه لا يتكلم بشيء من عنده، بل يتكلم بما يسمع ويخبركم بما سيحدث.  سيمجدني لأنه يـأخـذ كلامي ويقوله لكم.  وكل ما للآب هو لي، لذلك قلت لكم: يأخذ كلامي ويقوله لكم.  بعد قليل لا ترونني، ثم بعد قليل ترونني.

 

عناوين النشرة

*سوريا: شرعية النظام/علي حماده/النهار

*مجلس الأمن يناقش تقريراً عن الـ1701/توضيح من بان حول رسالة منصور

*حزب الله ينقل أسلحته المخبأة في مخازن سوريا الى لبنان، نتيجة القلق من خسارة حليفه "البعث" في دمشق  

*السفارة الأميركية: إتهامات نصرالله بتجنيدنا لعملاء في صفوف حزبه فارغة ولا أساس لها

*مطالبة بإدراج بند المعتقلين في البيان الوزاري

*قتلى وجرحى على الحدود اللبنانية في مهاجمة مركز للمخابرات السورية

*إرتفاع عدد ضحايا الهجوم الإنتحاري في كابول إلى 60 قتيلاً

*ليبيا تعلن وقوع 15 قتيلاً بغارة للأطلسي على "مواقع مدنية".. والأخير يؤكّد أنّها "مواقع عسكريّة"

*إرتفاع حصيلة قتلى "جمعة سقوط الشرعيّة" في سوريا إلى 18 شخصًا

*الجيش السوري يدخل قرية الناجية قرب الحدود مع تركيا

*البيت الأبيض يدعو إلى "الإفراج فورًا عن جلعاد شاليط" 

*صحيفة "تشرين": أزمة سوريا انتهت والسوريون سينتقلون الى مرحلة الهجوم المعاكس!  

*رئيس "المنظمة السورية لحقوق الانسان" عمار القربي : نصرالله تحدث كمذيع في التلفزيون السوري.. وموقفه يتقاطع مع الموقف الأميركي

*البطريركيّة المارونية: تعيين المطران بولس صياح نائبًا بطريركيًا عامًا 

*برنامج زيارة الراعي الى ابرشية جبيل عشاء سليمان ابرز محطاته

*"الأنباء": 14 آذار تعمل على إسقاط حكومة ميقاتي والمواجهة من داخل المؤسسات

*الوطن" السعودية: المستقبل لن يقف مكتوف الأيدي حيال أي تغيير حيال المحكمة

*ثلاثة مشاريع صيغ لبند المحكمة سقطت أمام التحفظات واتصالات لترتيب لقاء ميقاتي – نصرالله للحسـم

*سليمان استقبل قانصو ونحاس ونواباً ودعا الى ايلاء مكافحة المخدرات الاهتمام اللازم

*أساقفة السريان الكاثوليك اختتموا مجمعهم:لمنح الحكومة الثقـة ليستعيد لبنان عافيته

*وفاء سليمان منحت وسام الأرز للفنانة صباح

*كفيفان تحتفل بذكرى تطويب اسطفان نعمة

*ميقاتي خلال لقائه نوّاب طرابلس: سحب السلاح من طرابلس يشكّل أبسط البديهيّات 

*قرطباوي عن كلام نصرالله: ميرزا اكد لي أن لا موقوفين من "حزب الله" بتهمة التجسس لدى الدولة

*زهرا: الأسد استقبل أحد "الحردانين" من الحكومة لمدة ساعة ثم علينا أن نصدّق أنها لبنانية

*مجدلاني: أين هم الأشخاص الذين اتهمهم نصرالله بالتجسّس ومن يحقّق معهم؟

*سليمان تبلّغ من نواب طرابلس تأكيداً على أن تكون المدينة "منزوعة السلاح"

*الوطنية للإعلام": قتيل إثر خلاف على أحقيّة المرور في صور 

*مشددًا على "عدم إمكانية إضافة النظام السوري للائحة أعداء إسرائيل"/كارلوس اده: النظام السوري وحزب الله شكلا الحكومة ونقطة على السطر

*حوري: المعارضة ستكون شرسة جدًا حتى إسقاط الإنقلاب

*سمير فرنجية: تصريحات عون تعبّر عن حالة مرضيّة.. وسليمان تراجع عن دور الحكم

*عباس هاشم: عقد لبنان مع المحكمة ينتهي في الـ2012 والتجديد يحتاج لإجماع لبناني

*شربل جمّد قرارا لريفي بترقية أكثر من 400 شرطي إلى رتبة رقيب

*النائب عاصم عراجي:على سليمان لعب دور الحكم والتنّبه لمحاولة الحكومة المسّ بالاستقرار والعدالة

*ترو: لا يمكن لأحد إلغاء الآخر والإتهامات بالفساد يلزمها أدلّة

*المركزية": اتصالات بعيدا من الاضواء لترتيب موعد سريع بين ميقاتي ونصرالله لتسريع خطوات حسم بند المحكمة    

*"لو فيغارو":اسرائيل طلبت وقف الحملة الغربية ضد سوريا خشية سقوط أسلحة الدمار الشامل في يد "حزب الله" و"حماس" 

*الحريري الأب والإبن/نصير الأسعد/لبنان الآن

*تصفية الحساب تدقّ أبواب الإدارة/نقولا ناصيف (الأخبار)

*كلام الراعي في الفاتيكان فتح باب النقاش على مصراعيه/إختلاف الرؤية لانعكاس الاحداث السورية على المسيحيين/هيام القصيفي/النهار

*تطورات المنطقة على وقع الانتخابات الأميركية والفرنسية/معركة إقليمية أبعد من المشهد السوري/روزانا بومنصف/النهار

*معركة "حزب الله" المصيرية في دمشق/داود البصري/السياسة

*نظام دمشق إلى متحف الرعب/أحمد الجارالله/السياسة

*الخيارات الصعبة أمام النظام السوري/بقلم سليم نصار/النهار

جان عزيز والحديث عن مصطفى جحا/أسعد أبو خليل/الأخبار

*نص كلمة السيد حسن نصرالله التي بثها تلفزيون "المنار" مساء يوم الجمعة 24بتاريخ /6/2011

 

تفاصيل النشرة

سوريا: شرعية النظام  

علي حماده/النهار

يعتبر اختيار الثورة السورية شعار "جمعة اسقاط شرعية النظام" لتظاهرات البارحة دلالة واضحة على ان كلا النظام والثورة بلغ نقطة اللاعودة في المعركة القائمة في سوريا. ففي الوقت الذي يبلغ فيه عدد الشهداء ما يفوق 1500 برصاص الامن والجيش واعوان النظام، ويتجاوز المهجرون من منطقة ادلب الى تركيا العشرة آلاف، ومع إلقاء الرئيس السوري بشار الاسد خطابه الثالث في جامعة دمشق مطلع هذا الاسبوع من دون أن يحقق اختراقا ايجابيا في الداخل او في الخارج، يمكن القول ان شرعية النظام مطروحة اكثر من اي وقت مضى. وقد تآكلت بفعل توسع حركة الاحتجاجات، وتجذر الشعارات المطالبة بإسقاط النظام، وتنحي الرئيس، وازدياد حدة الانتقادات والمواقف الدولية لسياسة النظام الامنية. ويمكن القول ان ثمة شيئا كبيرا تغير في سوريا ولن يعود الوضع الى الوراء مهما اوغل النظام في سياسة القتل المتعمد.

ومن نافل القول ان صدقية الرئيس السوري صارت على المحك، وقد تراجعت الى حدود خطرة ان في الداخل او في الخارج. وأهم ما يملكه رجالات الدولة هو صدقية كلامهم ووعودهم. والاسد الابن الذي اورثه والده حكم سوريا، يعاني ازمة صدقية كبيرة تجعل كل موقف وكلمة ينبس بهما محط تشكيك على كل المستويات. حتى اصدقاء النظام السابقون كالاتراك والقطريين والفرنسيين (ساركوزي) يعتبرون ان احد أسباب انقلاب مواقفهم، إلى القمع الوحشي للمدنيين العزل، هو فقدان الرئيس بشار الاسد كل صدقية، وذلك بناء على تاريخ من التعامل المباشر معه. هذه نقمة على كل رئيس دولة. والاسد مدعو الى التفكير مليا في هذه النقطة لأنها مكلفة جدا.

في "جمعة اسقاط شرعية النظام" تتأكد معطيات عدة، اهمها:

1 - ان التغيير في المشهد السياسي السوري ترسخ نهائيا، ولا عودة الى الوراء مهما صار. وامام الثورة هوامش شعبية وجغرافية كبيرة للتوسع، على العكس من النظام، الذي يتقوقع في مربع العنف المفرط.

2 - الحل الامني يكسب النظام وقتا لكنه لا ينقذه من أجل محتوم.

3 - العزلة الدولية كبيرة وتتوسع، فضلا عن عزلة عربية غير معلنة رسميا.

4 - مع تسارع الاحداث وازدياد عزلة النظام بتدرج العقوبات الخارجية المعلنة وغير المعلنة (العربية)، تتسارع ايضا خطى النظام نحو المنحدر الاقتصادي والمالي، فالأزمة آتية بأسرع مما يُعتقد، وخلال فترة قصيرة ستجف موارد الدولة بما يهدد انفراط عقد فريقين كبيرين يعول عليهما، الادارة الرسمية التي تضم مئات آلاف الموظفين، مدنيين وعسكريين، وطبقة التجار في المدن غير المتحمسة للتغيير تعريفا، ولكنها جاهزة للانقلاب بسرعة متى تعرضت مصالحها مباشرة.

في الخلاصة، ان شرعية الانظمة التي تعتمد قتل مواطنيها آيلة للسقوط، والنظام في سوريا ليس استثناء.

 

مجلس الأمن يناقش تقريراً عن الـ1701

توضيح من بان حول رسالة منصور

النهار/تبلغت وزارة الخارجية والمغتربين من بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة ان مجلس الامن سيعقد جلسة مغلقة يوم الخميس المقبل لمناقشة تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون عن مدى تنفيذ القرار 1701 الذي اعده له ممثله الخاص لدى لبنان مايكل وليامز بعد ان جمع معلومات عن آخر التطورات من خلال اللقاءات المكثفة التي اجراها مع المسؤولين. وتجدر الاشارة الى ان الامين العام يعد مثل هذا التقرير كل اربعة اشهر.

وهناك استحقاق مهم آخر عن لبنان هو التجديد لقوة "اليونيفيل" في 31 آب المقبل سنة جديدة من دون ادخال اي تعديلات عليها.

وافادت معلومات ديبلوماسية توافرت لـ"النهار" ان بان سيعرب عن ارتياحه لتشكيل الرئيس نجيب ميقاتي الحكومة بعد تعثر دام اكثر من اربعة اشهر. وسيثني على الميزات التي يتحلى بها وسيشدّد على اهمية تنفيذ التزامات لبنان الدولية، في مقدمها القرار 1701 و"المحكمة الخاصة للبنان" التي أنشأتها المنظمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري. ومما يذكر ان ما يطلبه بان ليس بجديد لكن المشكلة تكمن في ان "الاكثرية النيابية الجديدة" هي مع إلغاء البروتوكول المعقود بين الحكومة والمنظمة الدولية بذريعة انها "مسيّسة" وأسقطت حكومة الوحدة الوطنية التي كانت ممثلة بها وبرئاسة سعد الحريري الذي رفض المساس بها.وأشارت إلى ان الجديد الذي سيتطرق اليه بان في تقريره هو الاشتباكات التي وقعت في طرابلس بعد تشكيل الحكومة في 13 الجاري. ولم يعرف ما اذا كان مشروع البيان الوزاري سيكون منجزا قبل الخميس المقبل موعد انعقاد الجلسة المغلقة ام لا. وهذا سيكون موعد رصد من وليامز قبل توجهه الى نيويورك للمشاركة في جلسة المناقشة ولتقديم مطالعة في مستهلها.  ولفتت إلى ان الموضوع الجديد المطروح في التقرير هو الاعتداء الذي وقع في 27 أيار الماضي في الرميلة، على قافلة لوجيستية للكتيبة الايطالية تابعة للقوات الدولية. وسيشير بان الى ان التحقيقات جارية لتحديد منفذي الهجوم والجهة التي تقف وراءهم. وسيتطرق الى أن الوضع داخل منطقة العمليات هادئ. وذكرت ان بان سيذكر انه تلقى رسالة من وزير الخارجية عدنان منصور عن اعتراض لبنان على الاتفاق القبرصي – الاسرائيلي بشأن استثمار الثروة الطبيعية من المياه الاقليمية لوقوع خط الوسط في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان. وسيكرّر الامين العام جوابه لمنصور، الذي سبق ان اورده لسلفه الذي بعث اليه بأكثر من رسالة عن الموضوع نفسه بأن أقصر طريق لمعالجة هذه المسألة هو ابرام الاتفاق مع قبرص الموقع بالاحرف الاولى منذ نحو ستة اعوام. كما ان بان اعتذر عن تجاوبه مع طلب لبنان تحديد "القوات الدولية" خطاً امنياً للحدود البحرية  اللبنانية – الاسرائيلية، لان ذلك لا يدخل في نطاق مهامها. ثم بعد ذلك  نقل بواسطة وليامز عرضا اسرائيليا وهو ان اسرائيل تقبل بما يريده لبنان لكن ضمن مبدأ مفاوضات حول سلام مع بيروت. وهذا ما رفضته وزارة الخارجية والمغتربين. واكدت انه ليس هناك من عائق للتمديد لقوة "اليونيفيل" في 31 آب المقبل. لكن الجديد ان عددا من الدول المشاركة في اعداد كبيرة من جنودها منذ العام 1978 بدأت تلمح رسميا إلى انه آن الأوان لانهاء مهمة تلك القوات التي بدأت منذ 33 سنة.

خليل فليحان     

 

حزب الله ينقل أسلحته المخبأة في مخازن سوريا الى لبنان، نتيجة القلق من خسارة حليفه "البعث" في دمشق  

  نقلت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية عن خبير غربي يتابع عن كثب العلاقات الإيرانية السورية مع حزب الله، ان الحزب يقوم بنقل أسلحته المخبأة في المخازن في سوريا الى لبنان، بعد ان ساوره القلق من خسارة حليفه حزب البعث في دمشق. وأكد الخبير ان أجهزة الاستخبارات الغربية رصدت في الأسابيع الأخيرة تحركات لشاحنات قرب الحدود بين سوريا وسهل البقاع. واكد مصدر أمني غربي في الشرق الأوسط للصحيفة عينها، ان بعض الإشارات حملت دمشق في الأسابيع الأخيرة على الشك في أن قوافل الأسلحة المخصصة لحزب الله قد وُضعت تحت مراقبة الأقمار الاصطناعية الأميركية والإسرائيلية.

 

السفارة الأميركية: إتهامات نصرالله بتجنيدنا لعملاء في صفوف حزبه فارغة ولا أساس لها

أكد متحدث باسم السفارة الاميركية في لبنان الجمعة ان اتهامات الامين العام لحزب الله حسن نصرالله للسفارة بتجنيد عملاء في صفوف الحزب لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "فارغة" و"لا اساس لها". وقال المتحدث ردا على سؤال لوكالة فرانس برس "انها النوع نفسه من الاتهامات الفارغة التي سمعناها تكرارا من حزب الله". واضاف "لا اساس لاتهاماته"، متابعا "يبدو ان حزب الله يتعامل مع مشاكل داخلية ضمن حزب الله لا علاقة لنا بها". واكد ان الموقف الاميركي من حزب الله "معروف ولم يتغير". وتدرج الولايات المتحدة حزب الله على لائحة المنظمات الارهابية. واعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء الجمعة ان جهاز مكافحة التجسس في حزب الله تمكن من كشف حالتي تعامل على الاقل داخل الحزب مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، موضحا انه تم تجنيدهما من جانب "ضباط في السفارة الاميركية في لبنان يعملون بصفة دبلوماسيين".

ووصف السفارة بانها "وكر للجاسوسية". مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

مطالبة بإدراج بند المعتقلين في البيان الوزاري

النهار/طالبت "لجنة عائلات المعتقلين في السجون السورية" و "جمعية المعتقلين السياسيين اللبنانيين في سوريا" و "مؤسسة الحق الانساني"، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بادراج قضية المعتقلين في سوريا في بنود البيان الوزاري لحكومته الجديدة. ولاحظت ان قرار العفو الصادر عن الرئيس السوري بشار الاسد لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد الى اللبنانيين في الزنزانات السورية وان اياً من هؤلاء لم يفرج عنه. عقدت الجمعيات مؤتمرا صحافيا مشتركا في مقر مؤسسة "حقوق الانسان والحق الانساني" في سن الفيل، وتلي بيان مشترك ذكر "ان المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية ليسوا مفقودين، لان تعريف المفقودين يختلف تماماً عن تعريف ضحايا الاختفاء القسري او المعتقلين. و"ان قرار العفو لم يتطرق من قريب او بعيد الى المعتقلين اللبنانيين ولا حتى المحكومين جنائياً، علماً أن غالبية اللبنانيين حوكموا امام محاكم عسكرية ميدانية كانت تتخذ من نقطة جديدة يابوس داخل الاراضي السورية مركزاً لها. كما كانت هذه المحاكم الميدانية موضوع تنديد في غالبية التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الانسان العالمية".

واتهمت الجمعيات في مؤتمرها السلطات اللبنانية "بعدم التعامل مع هذا الملف بطريقة جدية، وبعدم وجود قرار سياسي من الدولة لمعالجة هذه المشكلة رغم قيام القضاة اللبنانيين بتسليم الجانب السوري لوائح كاملة بأسماء المعتقلين في سوريا". ورأت "ان الفضيحة ان كل من تولى هذا الملف سعى جاهداً الى التملص منه بالادعاء ان الملف فارغ، الامر الذي جرى اخيراً في ظل اللجنة التي شكلت برئاسة الوزير جان اوغاسبيان في حكومة الرئيس سعد الحريري الاخيرة، وانتهى الامر الى طمس الموضوع واغفاله".

وطلبت الجمعيات من ميقاتي "عدم نسيان هذا الملف الانساني بأمتياز، وعدم الاكتفاء بادراجه في بنود البيان الوزاري فحسب، بل "تعمل مع السلطات السورية بشكل علمي ورصين لحل هذه المشكلة من خلال التزام احكام الاتفاق القضائي الموقع بين لبنان وسوريا عام 1951". ورأت ان وزير العدل شكيب قرطباوي "متابع لملف المعتقلين ومطلع على تفاصيله، وثمة تقارير موثقة اعدتها لجان حكومية يمكنه العودة اليها وهي نائمة في ادراج وزارة العدل". وكانت كلمات للمسؤولة عن "لجنة عائلات المعتقلين" فاطمة عبدالله، ورئيس "جمعية المعتقلين السياسيين اللبنانيين في السجون السورية" علي ابو دهن، وشهادات لمعتقلين سابقين.

 

قتلى وجرحى على الحدود اللبنانية في مهاجمة مركز للمخابرات السورية

بعلبك – "النهار": في تطور امني هو الاول من نوعه عند الحدود اللبنانية في البقاع الشمالي منذ اندلاع الحوادث في سوريا هاجم مسلحون سوريون معارضون للنظام، السادسة مساء امس، مركزاً تابعاً للمخابرات السورية عند اطراف بلدة الحويك اللبنانية التي تقع داخل الاراضي السورية، مما ادى الى وقوع قتلى وجرحى، عرف منهم قتيلان من المخابرات السورية فيما جرح ستة من المسلحين واثنان من آل دياب لبنانيان كانا حضرا بعدما استغاثت العناصر بأهالي البلدة كما اكد مصدر امني.  وقرابة السابعة عاود المسلحون الكرة ولم يعرف عدد الضحايا والجرحى الذين نقلوا الى داخل الاراضي السورية. ويذكر ان البلدة تخلو من الجيش اللبناني ولا يمكن الوصول اليها الا عبر الدراجات النارية.

 

إرتفاع عدد ضحايا الهجوم الإنتحاري في كابول إلى 60 قتيلاً

إرتفع عدد قتلى الهجوم الإنتحاري بالسيارة المفخخة الذي استهدف مستشفى في ولاية بجنوب كابول إلى 60 شخصاً على الأقل، كما أعلنت وزارة الصحة في حصيلة جديدة.

(أ.ف.ب)

 

ليبيا تعلن وقوع 15 قتيلاً بغارة للأطلسي على "مواقع مدنية".. والأخير يؤكّد أنّها "مواقع عسكريّة"

أعلنت محطة "التلفزيون الليبي" الرسمي مقتل 15 شخصًا وإصابة أكثر من 20 بجروح في غارة لـ"حلف شمال الاطلسي" استهدفت "مواقع مدنيّة" في مدينة البريقة، شرق ليبيا.

وقالت المحطة إن "عدوان الناتو الصليبي قصف اليوم السبت عددًا من المواقع الخدماتيّة المدنية بمنطقة البريقة من بينها مطعم ومخبز، ما أدى إلى وقوع 15 شهيدًا وأكثر من 20 جريحًا بينهم الزبائن الذين كانوا يترددون على تلك الاماكن". من جهته، نفى "الاطلسي" ما أعلنته ليبيا، وقال الناطق بإسم مهمة الحلف في ليبيا لوكالة "فرانس برس"، إنّ "الحلف الاطلسي لم يضرب أهدافًا مدنيّة في منطقة بالبريقة، فما ضُرب كان أهدافًا عسكرية مشروعة"، مؤكّدًا أنّ "الامر استغرق وقتًا طويلاً لمراقبة المنطقة والتأكّد". كما شدّد على أنّ "أحدًا لم يكن موجودًا في تلك المنطقة حين ضربت الاهداف العسكرية المشروعة".(أ.ف.ب.)

 

إرتفاع حصيلة قتلى "جمعة سقوط الشرعيّة" في سوريا إلى 18 شخصًا

نقلت وكالة "فرانس برس" عن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن "حصيلة شهداء جمعة "سقوط الشرعيّة" إرتفعت الى 18 شخصًا"، موضحًا أن "6 قتلوا في الكسوة (ريف دمشق) و5 في حي برزة الواقع في دمشق و4 في بلدة القصير والقرى المجاورة لها (ريف حمص) إضافة إلى 3 قتلوا في حمص". كما أشار إلى "وفاة شخصين، أحدهما من حمص والآخر من حماة متاثرين بجراحهما عندما أصيبا أثناء مشاركتهما في تظاهرات جرت في مدينتيهما". إلى ذلك، كشف عبد الرحمن إلى أن "تظاهرات ليلية جرت في دير الزور وجبلة واللاذقية ودوما"، مشيرًا إلى أن "قوات الأمن قامت بقمع تظاهرة كانت تتهيأ للخروج من أحد مساجد مدينة بانياس مساء"، ومؤكدًا أن "حملات إعتقال شنتها قوات الأمن السورية مساء الجمعة في كل اللاذقية وجبلة وبانياس طالت اكثر من عشرين شخصا". (أ.ف.ب.)

 

الجيش السوري يدخل قرية الناجية قرب الحدود مع تركيا

أفاد ناشط حقوقي سوري أن الجيش السوري تدعمه دبابات وناقلات جند دخل اليوم السبت قرية الناجية الواقعة قرب الحدود السورية التركية حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع. وقال هذا الناشط في اتصال مع وكالة "فرانس برس": "إن عملية الانتشار تأتي ضمن إطار نشر الجيش السوري في منطقة إدلب".(أ.ف.ب)

 

البيت الأبيض يدعو إلى "الإفراج فورًا عن جلعاد شاليط" 

دعا البيت الأبيض إلى "الإفراج فورًا عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي اختطفته مجموعة من المسلحين الفلسطينيين على تخوم قطاع غزة قبل خمس سنوات". وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني، في بيان، عشية الذكرى الخامسة لاحتجاز الجندي الاسرائيلي إن "خمس سنوات مرّت الآن منذ أن عبر إرهابيو "حماس" إلى إسرائيل واختطفوا جلعاد شاليط".(أ.ف.ب.)

 

صحيفة "تشرين": أزمة سوريا انتهت والسوريون سينتقلون الى مرحلة الهجوم المعاكس!  

رأت صحيفة "تشرين" السورية انه "بات من البديهي القول والتأكيد أن الأزمة في سوريا انتهت وأن هذه الذيول التي يتمسكون وينفخون بها على مدار الساعة لم تعد تعني شيئاً ذا أهمية عند السوريين الذين لم يتأخروا في كشف خيوط المؤامرة وتقطيعها، والانتقال إلى مرحلة الهجوم المعاكس أداءً وإصلاحاً". وأشارت الصحيفة الى ان الخارج قد أدرك عملياً أن اللعبة قد انتهت السورية "لكنهم يستصعبون الإقرار بالاندحار دفعة واحدة، لذلك اعتمدوا في الأيام الأخيرة ليس أسلوب تكبير الأحداث كما هي عادتهم، بل اختلاق أحداث، ومن ثم تكبيرها بطريقة فيها من اليأس والعصبية ما يؤكد افتقادهم العقل السليم". ولفتت الى ان "المؤامرة أعدت أصلاً على أساس توتير كل المدن والبلدات السورية من خلال استخدام السلاح للقتل والإرهاب والترويع"، مشيرة الى ان "السوريين يعرفون ذلك، ويعرفون كذلك أن استخدام السلاح استهدف التغطية على قلة الأعداد المشاركة في المؤامرة، وفي التظاهرات بوجه عام، وهذا التصور كان واضحاً في جسر الشغور مثلاً، حيث أرهب المسلحون السكان، وأجبروهم على النزوح قبل أن يدخل الجيش إلى المنطقة، بقصد اختلاق قصة اللاجئين الجاري الحديث عنها حالياً وكأنها نهاية الكون، علماً أنه لا العدد ولا الأسباب يسوغان ذلك، وليتذكر هؤلاء المتباكون أن سوريا استقبلت مليوناً ونصف المليون لاجئ عراقي دون ضجيج ودون أن يتباكى أحد عليهم في الخارج"، متسائلة "ألا يعني ذلك أن قصة اللاجئين السوريين هي جزء من المؤامرة على سوريا؟".وفي اشارة الى الدور الذي تلعبه الفضائيات في "تعزيز الفتنة" خلصت الصحيفة الى وصف هذه الفضائياتبِ" نُواح الهاربين المهزومين"، مشيرة الى أنه " لن تنفع بعد الآن كل الخزائن المالية في إيجاد ما هو غير موجود في سوريا"

 

رئيس "المنظمة السورية لحقوق الانسان" عمار القربي : نصرالله تحدث كمذيع في التلفزيون السوري.. وموقفه يتقاطع مع الموقف الأميركي

علّق رئيس "المنظمة السورية لحقوق الانسان" عمار القربي على كلمة أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في الشقّ المتعلّق منها بالوضع السوري، فقال القربي في حديث لقناة "العربية": "إن كلام السيد نصرالله يأتي في سياق حملة إعلامية منظّمة من "حزب الله" للوقوف بجانب النظام السوري، وهذه بالنسبة له معركة حياة أو موت لا قضية أخلاقية إنسانية، إذ يبدو أن السيد نصرالله لم يسمع كلام رامي مخلوف عن ربط وجود النظام السوري بأمن إسرائيل، وقد تحدث السيد نصرالله عن مسلّحين في سوريا ثم ربط مسألة سوريا بمسألة البحرين، لكن عليه أن يعرف أن الإنتفاضة في سوريا هي على كل النظام وكلّ إرتباطاته إن كانت أميركية أو إسرائيلية أو إيرانية، وإلّا فلماذا تشجع الإدارة الأميركية المعارضة السورية على الحوار مع النظام؟ أنا أرى أن هناك تقاطعاً بين موقف إدارة الأميركية وموقف نصرالله الليلة".وتابع القربي: "مَن قال لنصرالله أن الثوار السوريون سيتخلّون عن الجولان؟ أو أنهم ليسوا مقاومين؟ لا أعتقد أنه من اللائق بتاريخ "حزب الله" النضالي أن يختتمه بأن يكون جندياً مدافعاً عن النظام السوري، لقد تحدث نصرالله كمذيع في التلفزيون السوري، وأنا أسأله لو أن العفو الأول الذي أصدره (الرئيس السوري بشار) الأسد كان كافياً فلماذا العفو الثاني؟ وبعد العفو الثاني لماذا بقي الناشط نجاتي طيارة في السجن؟ ألا يعرف السيد نصرالله أن العفو الثاني كان عن تجار المخدرات وعن أصحاب الشيكات بلا رصيد وعن الشبيحة لكي "يفلتوا" في قمع المحتجين؟ ثم لماذا لم يتكلم عن اللاجئين السوريين الى تركيا ولبنان والأردن؟ ولماذا يسعى للتضييق عليهم في لبنان في حين إن الشعب السوري هو من احتضن أهالي وشعب المقاومة في حرب تموز؟".وختم القربي بالقول: "كلام نصرالله هو شتاء وصيف تحت سقف واحد، ونتمنى عليه أن يترك مصالحه الشخصية مع النظام السوري، وأن يلتفت إلى مصلحة الشعبين اللبناني والسوري، فهو يستطيع أن يغيّر كل شيء إلا أن لن يستطيع تغيير جاره، وعليه أن يدرك أن الشعب السوري قرر عدم قبول الديكتاتورية وهو يريد التغيير والحرية". (رصد NOW Lebanon)

 

البطريركيّة المارونية: تعيين المطران بولس صياح نائبًا بطريركيًا عامًا 

أعلنت أمانة سرّ البطريركية المارونية، في بيان، أن "سينودس اساقفة الكنيسة البطريركية المارونية الذي انعقد في بكركي من 5 إلى 11 حزيران 2011، نقل بموجب القانون 85 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، سيادة المطران بولس صياح، رئيس أساقفة حيفا والنائب البطريركي في الأراضي المقدسة، الى الدائرة البطريركية في بكركي، وعيّنه غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي نائباً بطريركياً عاماً، وأنه يواصل إدارة أبرشية حيفا والأراضي المقدسة بصفة مدبّر بطريركي لها حتى إعلان انتخاب خلف له وتوليته القانونية عليها".

(الوطنية للإعلام)

    

برنامج زيارة الراعي الى ابرشية جبيل عشاء سليمان ابرز محطاته

المركزية- في إطار الجولات الرعوية التي يقوم بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على الأبرشيات، يزور في 16و 17 و18 و19 تموز المقبل أبرشية جبيل المارونية، وقد أنجزت لجنة التنظيم وضع البرنامج الأولي للزيارة على أن تدخل عليه تعديلات بعد عودة البطريرك غدا من روما، والاطلاع عليه، وفي ما يأتي البرنامج المبدئي:

السبت 16: يصل البطريرك الى نهر ابراهيم في الثالثة بعد الظهر، ويقام له استقبال حاشد، بعدها يتوجه الى الطريق الساحلي، حالات- الفيدار- مستيتا حيث يقام له استقبال عند مدخل مستيتا. ويتوجه بعدها الى عمشيت، حيث سيكون له حفل استقبال حاشد في ساحة البلدة، بعدها الى المطرانيه، فاستراحة وزيارة الى ساحة مدينة جبيل حيث يقام استقبال في ساحة الرئيس سليمان، ويسلمه رئيس البلدية زياد حواط مفتاح المدينة، ويتوجه سيرا على الاقدام الى كنيسة سيدة البوابة الاثرية ومن هناك ينطلق الى مكان القداس حيث تقام المهرجانات فيرأس قداسا احتفاليا، وبعده يقيم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حفل عشاء على شرف البطريرك الراعي في دارته في عمشيت وجهت الدعوات اليه الى عدد من الاقطاب الموارنة والوزراء والنواب وفاعليات المنطقة.

الاحد17: يتوجه الى بلدة حبوب لتدشين كنيسة في مدرسة القلبين الأقدسين، بعدها الى دير عنايا حيث يترأس قداسا لمناسبة عيد مار شربل، ثم غداء في الدير، فتدشين علدد من قاعات الكنائس في بلدات الجرد الشمالي للقضاء.

الاثنين 18: لقاء مع كهنة الأبرشية في قاعة كنيسة مار جرجس، يليه غداء في الصالة.

وبعد الظهر يرأس البطريرك قداسا في كنيسة السيدة في عمشيت، ومساء يقيم المطران ادمون فرحات عشاء على شرفه في عين كفاع.

الثلثاء 19: يلتقي البطريرك في الحادية عشرة والنصف الفاعليات السياسية ورؤساء البلديات والمخاتير في قاعة ثانوية الوردية في بلاط - جبيل.

 

"الأنباء": 14 آذار تعمل على إسقاط حكومة ميقاتي والمواجهة من داخل المؤسسات

المركزية- أعلنت صحيفة "الأنباء" الكويتية أن قوى 14 آذار تدرس خيار تشكيل خلية عمل برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة مهمتها إدارة الموقف السياسي اليومي لقوى المعارضة في اطار معركتها المفتوحة الرامية لاسقاط الحكومة الميقاتية.

ونقلت الصحيفة معلومات تشير الى ان 14 آذار بدأت تحضير ملفاتها المتعلقة بجلسة الثقة والتي حسمت المعارضة مسألة المشاركة فيها لخوض المواجهة من داخل المؤسسات دفاعا عنها وليس من زاوية المعارضة التقليدية والديموقراطية، وأنها عممت النقاط الواجب التصويب عليها في هذه الجلسة لاضعاف الحكومة وبيانها، ومن هذه النقاط: التشديد على ان انقلاب النواب من محور سياسي الى آخر هو خيانة لناخبيهم الذين اختاروهم بناء على مشروع سياسي ومواقف واضحة، وان استخدام السلاح والتهديد به لاسقاط الحكومة لا يتوافق مع التغيير والاسلوب الديموقراطي الذي يتحدث عنه فريق 8 آذار، توزير الراسبين يخالف الديموقراطية ولا يتماشى مع ما قرره الشعب اللبناني، الحكومة تنتمي الى مرحلة غابرة وتمثل تحديا للربيع العربي وحركات التغيير الجارية في البلدان العربية، التشديد على ان التشكيلة الحكومية لا تراعي التمثيل الطائفي وأعراف نسب التمثيل وبالتالي تهدّد مرتكزات اتفاق الطائف.

اضافت: "فإن ما لم يحسم بعد هو عدد المتكلمين: اي هل يتم الاكتفاء ببضع كلمات باسم الكتل النيابية، او يستحسن ان يطلب كل نواب المعارضة الـ 60 الكلام بغية خلق مناخات استنهاضية داخل البيئة الـ 14 آذارية وتحويل الجلسة الى منصة لاطلاق المواقف السياسية التصعيدية ضد سوريا وحزب الله، وما لم يحسم ايضا هو هل ان التصويب سيقتصر على قوى 8 آذار او انه سيشمل بشكل واضح ما يسمى القوى الوسطية التي انتفى وجودها مع تشكيل الحكومة، وهل سيشمل التصويب ايضا المؤسسة العسكرية وحاكم مصرف لبنان، ام سيصار الى تحييدهما في هذه المرحلة؟" وأوضحت أن هذه الاسئلة وغيرها مازالت قيد البحث والنقاش، لذلك أبقت 14 آذار اجتماعاتها مفتوحة بغية وضع اللمسات الاخيرة على خطة المواجهة التي ستكون باكورتها الاعلان عن ولادة الكتلة النيابية الـ 14 آذارية والتي سيليها المجلس الوطني وغيرهما.

 

الوطن" السعودية: المستقبل لن يقف مكتوف الأيدي حيال أي تغيير حيال المحكمة

المركزية- أعلنت صحيفة "الوطن" السعودية أن "المعارضة اللبنانية بقيادة تيار "المستقبل" لن تقف مكتوفة الأيدي حيال أي تغيير تجاه تعامل لبنان مع المحكمة الدولية". ولفتت الى "انها توجه تحذيرا إلى الحكومة الجديدة من مغبة اللعب في موضوع المحكمة الدولية لأنها ستكون في المرصاد لأي محاولة لشطب المحكمة أيا كان شكلها أو مضمونها.

نقلت الصحيفة عن مصادر "تعويلها على حكمة رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي في لجم أي محاولة سيقوم بها "حزب الله" للإجهاز على المحكمة عبر الحكومة أو عبر مجلس النواب".

 

ثلاثة مشاريع صيـــــغ لبند المحكمة سقطت أمام التحفظات

اتصالات لترتيب لقـــــاء ميقاتـــي – نصرالله للحسـم

المعارضة تستغرب ازدواجية نصرالله عن خرق صفوف الحزب

المركزية – شكلت مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس محطة جديدة في المناخ السياسي المواكب لانطلاقة الحكومة في انتظار مثولها امام مجلس النواب لنيل الثقة على اساس بيان وزاري بدأت ملامح تعثر اقراره سريعا، وفق ما كان متوقعا، تلوح على خلفية البند المتصل بملف المحكمة الخاصة بلبنان بعدما سقط اكثر من مشروع صيغة اعد خلف الكواليس السياسية لإرضاء الجميع، حرصا على استكمال التوافق الذي ادى الى تأليف الحكومة ومرور البند من معبر التحفظ الى الاقرار.

وكشفت مصادر وزارية لـ "المركزية"، توقعت تأخيرا في اقرار البيان، عن مشاريع الصيغ الثلاث المتداولة حيث اقترحت الاولى ابقاء القديم على قدمه، ورفضها فريق الاكثرية، فيما قضت الصيغة الثانية باعتماد الفقرة 13 الخاصة بالمحكمة من بيان الحكومة السابقة على ان تضاف اليها عبارة "والحفاظ على الاستقرار والسلم الاهلي ومصلحة لبنان العليا"، غير انها لم تلق اصداء ايجابية لا في الداخل ولا في الخارج. اما الثالثة فنصت على الآتي:

"ان لبنان يلتزم المواثيق الدولية واحترام قرارات الشرعية الدولية والتأكيد على معرفة الحقيقة في حادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري". على ان يحال اي خلاف سياسي في شأن المحكمة الى هيئة الحوار الوطني، وهو ما كان اشار اليه الرئيس نجيب ميقاتي في حديثه الى قناة "العربية".

نضوج الصيغة: وبين تحفظات الخارج وممانعات الداخل لا تبدو اي من الصيغ قابلة للحياة وفق المصادر الوزارية التي استبعدت الوصول الى صيغة توافقية في جلسة لجنة صياغة البيان التي تلتئم مجددا الاثنين المقبل معتبرة ان الصيغة المطلوبة لم تنضج بعد لتتمكن اللجنة من التوافق في شأنها.

لقاء ميقاتي – نصرالله: وفي معلومات "المركزية" ان اتصالات تجري بعيدا من الاضواء لترتيب موعد سريع للقاء بين الرئيس ميقاتي والسيد نصرالله لتسريع الخطوات نحو حسم بند المحكمة ولا سيما في ضوء المعلومات المتواترة عن امكان صدور القرار الظني نهاية الشهر الجاري وبدء المحكمة خطواتها العملانية في هذا الخصوص.

وفي المعلومات ان الاجتماعات التي عقدها الرئيس ميقاتي مع الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري وتخللها نقاش حول المراحل التي قطعتها مناقشات لجنة صياغة البيان والمقترحات في شأنها، كانت ازالت الكثير من العقبات، غير ان موقف السيد نصرالله امس وخصوصا في الشق المتصل بالمحكمة لجهة اشارته الى "اننا خرجنا من المحكمة ولا علاقة لنا بها"، بدد الايجابيات، الامر الذي حمل وزيرا في الحكومة على توقع اتخاذ بند المحكمة منحى خلافيا تصاعديا.

المعارضة واطلالة نصرالله: وفي هذا المجال، قالت مصادر في المعارضة لـ "المركزية" ان مواقف نصرالله نسفت كل الجهود والمساعي التي كادت تلامس التوافق على صيغة مقبولة لبند المحكمة من قبل فريق الاكثريـة

ودول الغرب التي نقل سفراؤها بوضوح الى الرئيس ميقاتي تمسكهم بإبراز بند المحكمة في شكل لا يقبل التأويل او الالتباس وذكر القرار 1757 والتزام لبنان نتائجها.

ولفتت اوساط المعارضة الى ازدواجية في منطق نصرالله الذي أبى في ما مضى الحديث عن خرق في صفوفه ولا سيما ابان مرحلة التفاوض في شأن احتمال ايجاد مخرج لائق للحزب اذا ما وجهت التهم الى بعض افراده في الضلوع في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فيما هو اليوم يؤكد الخرق متسائلة عن سبب عدم تسليم العملاء الثلاثة، اذا ما صح عددهم، الى الدولة اللبنانية لتتولى التحقيق معهم. وسألت عن تخصيص نصرالله اطلالة تلفزيونية لتناول هذا الملف اذا لم يكن العملاء على هذا القدر من الاهمية ولماذا لم يكتف حزب الله ببيان توضيحي يفند الموضوع طالما ان هؤلاء هامشيين، مشيرة الى ان اطلالة نصرالله كافية لتأكيد ان وراء الاكمة ما وراءها وان ثمة الكثير مما يتوجب قوله لم يقل.

جهود رئاسية: وفي انتظار ما ستؤول اليه مشاورات الساعات الثماني والاربعين الباقية على موعد اجتماع اللجنة مجددا في السراي، فإن اوساطا سياسية مطلعة اكدت لـ "المركزية" ان الرئيسين سليمان وميقاتي يبذلان جهدا كبيرا للدفع في اتجاه انهاء مهمة اللجنة واقرار البيان حرصا على عدم تكرار تجربة التأليف التي مددت الفراغ السياسي اكثر من اربعة اشهر واسهاما في تنفيس اجواء الاحتقان والتشنج بحيث تسهم المعالجات في ترك الخلافات جانبا والانكباب على ورشة العمل الحكومية.

عشاء المصالحة: وفي سياق متصل، ادرجت الاوساط في الاطار نفسه، حفل العشاء الذي يقيمه الرئيس سليمان في دارته في عمشيت مساء 16 تموز المقبل، على شرف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارته الى المنطقة، اذ يتوقع ان يشكل الحفل مناسبة للقاء مصالحة مارونية – مسيحية استكمالا لخطوة بكركي المتمثلة في اللقاء الرباعي.

الى ذلك، كشفت مصادر في الاكثرية ان حزب الله تمنى على مكونات هذه القوى وتحديدا على رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون تسهيل مهمة الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي في هذه الفترة في انتظار جلاء الوضع في سوريا. واشارت الى ان حزب الله اوعز الى مؤيديه وعناصره عدم القيام بكل ما من شأنه استفزاز الشارع السني سياسيا وامنيا في هذه المرحلة وبالتالي، عدم السماح لفريق الصقور في الشارع الآخر بجر الحزب وفريق الغالبية الى اي مواجهة.

 

سليمان استقبل قانصو ونحاس ونواباً ودعا الى ايلاء مكافحة المخدرات الاهتمام اللازم

المركزية ـ دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، عشية اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، المسؤولين المعنيين من رسميين وجمعيات اهلية ومنظمات المجتمع المدني الى "ايلاء مكافحة المخدرات وانتشارها والاتجار بها الاهتمام اللازم من اجل منع انحراف الناشئة نحو الادمان الذي يقود نحو الجريمة، وابقاء المجتمع نظيفا، وخصوصا ان مشكلة ادمان المخدرات ليست قانونية فحسب، بل اصبحت من القضايا الاجتماعية التي تتطلب تضافر جهود الجميع في انشطة مواجهتها".

وزراء: وإستقبل الرئيس سليمان اليوم في القصر الجمهوري وزيري الدولة علي قانصو والاقتصاد والتجارة نقولا نحاس وبحث مع كل منهما في تصورهما للعمل الحكومي في المرحلة المقبلة وخطة عمل كل منهما.

نواب طرابلس: كذلك إستقبل رئيس الجمهورية وفدا من نواب طرابلس ضم السادة: سمير الجسر، بدر ونوس، سامر سعادة ومحمد كبارة، نقل اليه صورة الوضع في طرابلس والرغبة في "ان تكون مدينة منزوعة السلاح كمقدمة لنزع السلاح من لبنان كله"، اضافة الى موضوع "التعويض على المتضررين، وتخصيص المنطقة بمشاريع تنموية تزيل الحرمان عنها".

المطران الخوري: ولاحقا إستقبل الرئيس سليمان مطران الموارنة في كندا يوسف الخوري الذي أطلعه على احوال الجالية هناك ونقل اليه تحيات افرادها.

ومن زوار القصر الجمهوري أيضا اللنائب السابق عبد الله حنا.

 

أساقفة السريان الكاثوليك اختتموا مجمعهم:لمنح الحكومة الثقـة ليستعيد لبنان عافيته

المركزية- هنأ أساقفة الكنيسة السريانية الأنطاكية الكاثوليكية "بقيام الحكومة الجديدة"، داعين الى "تفعيل الحوار البناء وتفعيل المؤسسات الدستورية ومنح الحكومة الثقة، كي يستعيد لبنان عافيته الكاملة". كما رفضوا "لغة العنف وكل تدخل خارجي في الشأن السوري". عقد الأساقفة مجمعهم السنوي في المقر البطريركي الصيفي في دير الشرفة - درعون برئاسة بطريرك السريان الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، شارك فيه الرئيس السابق لمجمع الكنائس الشرقية الكاردينال البطريرك الأسبق مار اغناطيوس موسى الأول داود وعدد كبير من الأساقفة . آباء المجمع: وبعد افتتاح البطريرك أعمال المجمع بتكريس المذبح الجديد لكنيسة الدير بعد ترميمها وتحديثها، ترحم آباء المجمع في مستهل الجلسة الأولى على روح المطران جورج هافوري المتوفى في دمشق.

وبحثوا في أوضاع الخدمة الكهنوتية على ضوء المؤتمر الكهنوتي الثالث الذي عقد العام الماضي حول محاور الدعوة الكهنوتية والروحانية والخدمة الراعوية والعلاقات بين الأسقف وكهنته والكهنة في ما بينهم والوضع المعيشي والصحي والتقاعدي، وتقديرا لأهمية الموضوع سيصدر البطريرك إرشادا راعويا عن الخدمة الكهنوتية.

كما بحثوا في مشروع التجديد الليتورجي وتحديدا مشروع القداس، حيث كلفت اللجنة المختصة متابعة درسها والاغتناء بآراء الآباء مع إمكان عقد مجمع خاص للشأن الليتورجي قبل موعد السينودس العادي المقبل.

وعرضوا للتقارير عن حياة الأبرشيات في الرقعة البطريركية وبلاد الإنتشار واستحداث رسالات جديدة فيها، منوهين "بالدور المتنامي لكنائس الإنتشار كجناح آخر لكنيستنا السريانية يستحق الأهتمام"، وتطرقوا الى "شؤون المؤسسات الرهبانية والمعاهد الكهنوتية مع التركيز على أهمية رعاية الدعوات ومتابعتها واستكمال تنشئة الكهنة الجدد".

وعالجوا "مواضيع أخرى منها تقاعد الأكليروس بطريركا ومطارنة وكهنة، وأوضاع الدائرة البطريركية والأبرشية البطريركية بنائبها العام الجديد بدرجة أسقف وتفعيل التعاون والتنسيق بين كنيستنا والكنيستين الشقيقتين السريانية الأرثوذكسية والملنكارية الهندية الكاثوليكية"، وتم اقتراح عقد مجمع بطريركي يعنى بتجديد حيوية الكنيسة وتفعيل طاقاتها وأنظمتها.

وعن الشأن العام، رفع الآباء صلاتهم من أجل "الأمان والاستقرار في سوريا ومن أجل أرواح الشهداء لتكون دماؤهم بذار حياة وسلام ووفاق"، شاجبين "لغة العنف وكل تدخل خارجي".

ودعوا الى "تضافر الجهود في بناء الجسور لتجاوز المحنة"، مؤكدين "تعلق أبنائهم بالعيش المشترك، لتبقى سوريا نموذجا حضاريا في التلاحم وأمان المنطقة".

وأملوا في أن "يجتاز الشعب العراقي أخيرا بر الاستقرار"، متوخفين من "معاناة المسيحيين العراقيين الذين لا زالوا الضحية في صراع كبير، وما مأساة كنيسة سيدة النجاة في بغداد في 31/10/2010 سوى الفصل الأعنف والمحير".

ودعوا الدولة العراقية الى "مضاعفة جهودها لتأمين الحماية لكل المواطنين، خصوصا المسيحيين"، منوهين "بالمصالحة الفلسطينية".

وعلى الصعيد اللبناني، هنأ آباء المجمع "قيام الحكومة الجديدة"، مؤيدين "كل الخطوات الرامية الى توحيد الكلمة وتفعيل الحوار البناء الذي يضع مصلحة لبنان فوق كل شيء".

وقالوا "نضم صوتنا الى أصوات المجامع الكنسية الشقيقة بالدعوة الى العمل المشترك ونبذ الخصومات وتفعيل المؤسسات الدستورية ومنحها الثقة كي تتقدم نحو البناء ويستعيد لبنان عافيته الكاملة ودوره المتميز في محيطه".  وركز الآباء على "تفضيل لغة الحوار على لغة العنف، لغة الإعتراف بالآخر شريكا على لغة الإستئثار، لغة الإصلاحات والتطوير على لغة الإدانة،على الأصعدة الإجتماعية والسياسية والدينية". أخيرا، طالبوا "أبنائهم المؤمنين في كل مكان في الأوطان الأم وبلاد الإنتشار، التمسك بالإيمان ومحبة الكنيسة".

 

وفاء سليمان منحت وسام الأرز للفنانة صباح

المركزية ـ منحت اللبنانية الأولى السيدة وفاء ميشال سليمان، بإسم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وسام الأرز من رتبة "ضابط أكبر" للفنانة صباح، "تقديرا لمسيرتها المضيئة في عالم الفن وعطاءاتها الآتية من عمق التراث وأصالته، وعربون محبة وشكر لما قدمته في سبيل لبنان طوال عقود من الزمن"، معربة عن "محبتها الكبيرة وتهنئتها القلبية" للفنانة صباح، وذلك خلال حفل افتتاح مهرجانات بيت الدين الذي انطلق بعمل استعراضي وغنائي راقص، تحية لصباح، أحيته الفنانة رويدا عطية، من إخراج جيرار افيديسيان، وسط حضور حاشد ضم فاعليات نيابية وعربية وغربية وديبلوماسية ومحبي الفن والفنانة. وبين أغنية وأخرى، كانت الشاشة تعرض فقرات من أفلام لعبت فيها صباح مع كبار الممثلين وحوارات من مسرحيات الرحابنة. وعبرت الفنانة صباح عن "محبتها العميقة" للجمهور وشكرها لسليمان بموال: "إن سألوني الناس شو عندها جمال/ راح قول انها أجمل ست بين كل البشر". وللرئيس سليمان: "مش بس نشوفك رئيس على لبنان، نشوفك رئيس عن كل الدنيا". معرض صور: وكانت سليمان جالت، لدى وصولها الى قصر بيت الدين، على معرض صور لصباح وللوحات تشكيلية للفنان الإيراني رضا عابدين.

 

كفيفان تحتفل بذكرى تطويب اسطفان نعمة

المركزية- افتتحت في دير كفيفان احتفالات الذكرى السنوية الاولى لإعلان الاخ اسطفان نعمه طوباويا. وفي المناسبة قدمت فرقة المسرح الجوال عرضا لمسرحية "الله يراني" في حضور حشد من ابناء منطقة البترون وزوار ومؤمنين وجمهور الدير والاخوة المبتدئين تقدمهم رئيس الدير الاب جان بول الحاج الذي ألقى كلمة ترحيب بالحضور مثمنا العمل الذي قدمته فرقة المسرح الجوال والذي يجسد حياة الطوباوي"، مؤكداً أن "احتفالات ذكرى التطويب هي بداية وانطلاقة لسلسلة احتفالات ستستمر لأشهر من اجل تعزيز التواصل بين جمهور الدير والرهبانية وأبناء ارض القديسين". وأعلن عن برنامج الاحتفالات التي تقام في الدير في الذكرى الاولى لاعلان تطويب الاخ اسطفان.

وفي المناسبة اقيم قداس الهي احتفل به الاب غسطين مهنا في حضور حشد من المؤمنين. والقى عظة تناول فيها فضائل وصفات الطوباوي داعيا المؤمنين الى عيش هذه المبادئ السبيل وحيد الى القداسة.

 

ميقاتي خلال لقائه نوّاب طرابلس: سحب السلاح من طرابلس يشكّل أبسط البديهيّات 

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أنّ "من حق طرابلس أن تنعم بالأمان والإستقرار كسائر المدن اللبنانية"، معتبرًا أنّ "ما حصل الأسبوع الماضي كان بمثابة جرس إنذار لأبناء المدينة ونوابها وقياداتها"، وأضاف: "لذلك سارعنا إلى الطلب من القيادات الأمنيّة المختصة لاسيما الجيش اللبناني اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الاشتباكات وإعادة الهدوء الى أحياء باب التبانة وجبل محسن وعدم السماح بإقامة خطوط تماس جديدة لأن طرابلس كانت وستبقى واحدة بكل أحيائها ومناطقها وبجميع أبنائها".

ميقاتي، وخلال استقباله في السراي الحكوميّة نوّاب طرابلس سمير الجسر، محمد كبارة، بدر ونّوس وسامر سعادة، قال: "التجاوب مع أماني أهل طرابلس وتمنيات الجميع بسحب السلاح من المدينة بأحيائها كافة، يشكل أبسط البديهيات إذا أردنا فعلاً أمناً واستقراراً دائمين في المدينة وأي منطقة أخرى، سيّما وأنّ لا سبب جوهريًا للاحتفاظ بالسلاح في ظل أمن الأجهزة الأمنيّة الشرعيّة الذي لن نرضى له بديلاً أو شريكاً، وسنعمل على تحقيق ما يريده الطرابلسيون وجميع اللبنانيين من خلال خطوات مدروسة وإجراءات واقعيّة بالتنسيق مع الجميع، لأنّ أي إجراء أمني لا نريد أن يُفسّر بأنه موجّه ضد طرف معيّن أو لمصلحة طرف آخر، وبالتزامن مع أي خطوة أمنيّة تتعلّق بسحب السلاح من المدينة، يجب أن يكون للإنماء الدور الموازي، لأننا ندرك أن لا استقرار وسلام وعدالة إجتماعية في غياب الإنماء المتوازن، لذلك ستجد المشاريع التي وُضعت لطرابلس طريقها إلى التنفيذ، كما ستكون هناك خطة عمل متحركة تخدم الهدف الإنمائي الذي نتطلع الى تحقيقه، بحيث ننزع عن طرابلس تدريجًا صفة الحرمان ونعيد إليها إشراقتها، وهي الفيحاء المستحقّة".

وإذ أشار إلى "أهميّة أن تواكب الإجراءات الأمنية والحركة الإنمائية، مبادرات تحقق المصالحة بين أبناء المدينة الواحدة، إذ لا شيء غير التسامح والتآلف والتضامن يمكن أن يحمي الوحدة الطرابلسية خصوصاً واللبنانية عموماً"، قال ميقاتي: "في يقيني أنّ الارادة الطرابلسيّة الحقيقيّة هي إرادة تجنح الى المحبة والألفة والخير وهي كلها فضائل يدعو إليها ديننا الاسلامي الحنيف وكل الأديان الأخرى"، وأكّد أنّ "التحقيق مستمر في الأحداث التي حصلت الاسبوع الفائت في طرابلس لمعرفة مسببيها وإحالتهم على الجهات القضائيّة المختصّة".

من جهته، قال النائب الجسر: "عرضنا مع الرئيس ميقاتي أوضاع طرابلس وما آلت إليه، وأثرنا موضوع "طرابلس منزوعة السلاح"، وأكدنا أن هذا الأمر ليس مجرد شعار بل هو مطلب سنلاحقه باستمرار، وقلنا لدولة الرئيس انه في الإمكان الاستفادة من تجربة نزع السلاح في مرحلة ما بعد الطائف، وخصوصًا نزع السلاح الثقيل والمتوسط، والمشكلة تكمن في هذين السلاحين كبداية لنزع السلاح من كل لبنان في ما بعد"، مضيفاً: "أبلغنا الرئيس ميقاتي انه لا يكفي ان نعالج الأمور بنتائجها بل ينبغي معالجة الأسباب وهي في طي صفحة الماضي".

ولفت الجسر إلى أن "هناك جرحاً قديماً موجوداً بين منطقتي جبل محسن والتبانة"، مبدياً اعتقاده أن "التعويضات والمصالحات التي بدأها الرئيس سعد الحريري يجب استكمالها، ودفع التعويضات للمتضررين أسوة بما يحصل في جبل لبنان"، كما أشار إلى انه "لا بد من استكمال الوضع بمشاريع إنمائية وتنموية واجتماعية واقتصادية في مناطق الحرمان"، وذكر أنّ "اللقاء مع الرئيس ميقاتي كان مناسبة لبحث مشاريع طرابلس التي ينبغي تحريكها او تسريع بعضها". من ناحيته قال النائب كبارة: "طالبنا بتحقيق عادل وشفاف لمعرفة من سبّب الأحداث الأخيرة في طرابلس، لأن هناك مؤامرة تحاك ضد مدينة طرابلس، وأكدنا التحقيق في هذا الموضوع ومعرفة من أطلق الرصاصة التي قتلت المواطن خضر المصري ومتابعة الموضوع". الى ذلك، استقبل ميقاتي سفير لبنان في سوريا ميشال خوري ثم سفير لبنان في تونس فريد عبود وزودهما التوجيهات اللازمة. من جهة أخرى، اتصل رئيس الحكومة بالكاتب اللبناني أمين معلوف وهنّأه بانتخابه عضواً في الأكاديمية الفرنسية، ونوّه بدوره الفكري والأدبي الرائد وبعطاءاته التي تشكل غنى للبنان والأدب العربي والعالمي، وأكد أنّ "لبنان يعتز بأبنائه الرواد في كل المجالات ولا سيما في المجالين الثقافي والفكري". (الوطنية للإعلام)

 

قرطباوي عن كلام نصرالله: ميرزا اكد لي أن لا موقوفين من "حزب الله" بتهمة التجسس لدى الدولة

أكد وزير العدل شكيب قرطباوي أن "لا نقاط عالقة في موضوع البيان الوزاري وتمّ البحث في جميع المسائل بصورة تدريجية، ولدينا اجتماع الإثنين المقبل ونأمل أن ننجز المسودة حينها وإذا لم نستطع فسيكون هناك جلسة إضافية". وردًا على سؤال لـ"lbc" قال قرطباوي: "لم نصل الى نقطة المحكمة الدولية لكي نتكلم مسبقاً عن هذا الموضوع، ويوم الإثنين سنبحث في هذا الأمر". وحول الكلام عن اتصاله بمدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا بعد المعلومات الذي أدلى بها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحافي أمس واستيضاحه عن مسألة وجود عناصر من "حزب الله" متهمين بالعمالة، قال قرطباوي: "ما فعلته هو من واجباتي واتصلت بميرزا وطلبت منه التصرف ومعرفة ما إذا كان لدى القوى الأمنية أي موقوف (في هذه المسألة)، وهو اتصل فوراً بالمخابرات وعلمت أنه لم يكن هناك أي موقوف لدى الدولة" (من هذا القبيل). الى ذلك، أكد قرطباوي أن "استقلال السلطة القضائية شيء أساسي". وختم بالقول: "أعرف أن هناك مشاكل في السلطة القضائية سنحاول بمساعدة القضاة والمسؤولين والمواطنين تغيير الذهنية". (رصد NOW Lebanon)

 

زهرا: الأسد استقبل أحد "الحردانين" من الحكومة لمدة ساعة ثم علينا أن نصدّق أنها لبنانية

مثّل عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا، رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في عشاء مصلحة القطاع العام في القوات، حيث ألقى كلمة قال فيها: "سمعنا بالأمس وزير الخارجية السوري (وليد المعلم) يقول إنّ حكومة لبنان لبنانية 100% ثم رأينا في وسائل الإعلام أنّ سيادة الرئيس السوري (بشار الأسد) يستقبل أحد "الحردانين" من الحصّة التي أخذها في الحكومة كي يطيّب له خاطره على مدى أكثر من ساعة، ثم علينا أن نصدّق أنّ الحكومة لبنانية". وأضاف زهرا: "إن حقوق المسيحيين هي مشروع واحد تاريخي لا يمكن لأحد أن يخرج عليه ويكون مسيحياً في السياسة، لأن حقوق المسيحيين تكون في بناء دولة فعلية وثابتة مع مؤسساتها في لبنان، وحقوق المسيحيين تكون بإلغاء كلّ الفرقاء الذين ينازعون الدولة سلطتها، وحقوق المسيحيين تتحقق بإسترداد السيادة كاملة وترسيم الحدود نهائياً وإسترجاع المفقودين والأسرى ومنع أيّ تدخّل خارجي في الشؤون اللبنانية، من أيّ جهة اتى، ويكون أولاً وأساساً في أن تكون المؤسسات الدستورية في لبنان هي صاحبة السلطة وهي حامية القرار وغير مرتهنة لأيّ مشروع إقليمي أو دولي ومشروعها الوحيد بناء الإستقرار والإزدهار بواسطة مؤسساتها المحترمة والكفوءة والتي ليست مجرّد مزرعة لتقاسم المغانم والمكاسب والحصص". (بيان إعلامي)

 

مجدلاني: أين هم الأشخاص الذين اتهمهم نصرالله بالتجسّس ومن يحقّق معهم؟

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني أن "البيان الوزاري للحكومة الجديدة سيُختصر على حرف واحد هو حرف "السين" أي سيتضمن عبارات مثل "سوف نعمل"، "سوف نقوم بـ"، الخ..."، قائلاً "نحن اليوم تحررّنا من موضوع حكومة وحدة وطنية، هم أرادوها حكومة فريق واحد، اذاً فليكونوا هم في الحكومة ونحن في المعارضة، نحن اليوم نريد تثبيت هذا المناخ البرلماني الديمقراطي"، معتبراً أنه "بالنسبة لفريق 14 آذار وأغلبية الشعب اللبناني إنتهت معادلة الديمقراطية التوافقية كما انتهت معادلة الدولة والشعب والمقاومة".

مجدلاني، وفي حديث إلى محطة "الجديد"، أضاف: "نحن كنّا ولا نزال على ثقة بأن الفريق الآخر، لوحده ومن دون ضابط ايقاع، لا يستطيع أن يؤلّف حكومة، ولكن بالنتيجة ما يهمّنا هو البلد، ومن الواضح تماماً أن الفريق الآخر، خلال الأشهر الخمسة الماضية، ليس لديه أي رؤية اقتصادية واجتماعية وأمنية للشعب اللبناني". وتابع قائلاً: "نحن معارضة بناءة وديمقراطية وسوف نستعمل كل الأساليب التي يتيحها لنا الدستور والنظام البرلماني الديمقراطي لمعارضة هذه الحكومة، ونحن اليوم بصدد رفع مستوى المعارضة الى مستوى المعارضة في الدول المتطورة، كما أننا بصدد تشكيل حكومة ظلّ".

وعن كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن خرق المخابرات الأميركية لجهاز المقاومة، قال مجدلاني: "أنا لم أتفاجأ بهذا الموضوع، فهذا أمر متوقع أن يكون هناك خرق لحزب ما أو جهاز ما، ونحن كنّا دائماً نقول إن هناك امكانية لوجود خرق ما، في حين أن الغير كان "يقدّس"، ويقول "لا يعقل أن نكون مخترقين وأن يكون لدينا جواسيس"، مضيفاً "أعتقد أن الغير قد تفاجأ لكن نحن لم نتفاجأ، فنحن نأخذ كل الاحتمالات ونعمل على أساسها، ويكون الحذر هو الأساس في التعاطي مع هذه الأمور". وتابع: "ما يفاجئني هو أن هناك نوعاً من اختطاف للدولة من قبل الدولية، لأن المرجعية الأساس تكون للحزب وليس للدولة اللبنانية وأجهزتها"، متسائلاً "أين هؤلاء الأشخاص (المتّهمون بالتجسّس)؟ ومن يحقّق معهم؟"

وفي الاطار نفسه، رأى مجدلاني أن "كلام نصرالله الذي قيل يعرّض الدولة اللبنانية وعلاقة لبنان للاهتزاز مع دولة تعتبر حتى الآن دولة صديقة للبنان، وهي أميركا، فقبل أن يصدر هذا الكلام يجب على الأقل أن تكون الدولة على علم به"، مشدداً على أهمية "العودة الى مرجعيتنا وهي الدولة والمؤسسات، فإما احترام الدولة أو مصادرة رأيها وقرارها". ورداً على سؤال، قال مجدلاني: "أنا لا أعرف ماذا يتضمن القرار الاتهامي، ولا آخذ على محمل الجد أي شيء لا يصدر رسمياً عن المحكمة الدولية، فنحن علينا الحيطة والحذر لأن الاختراق من الممكن أن يحصل في أي جهاز أو حزب".

أما بالنسبة لما تناوله السيد نصرالله حول تشكيل الحكومة الجديدة، أجاب مجدلاني: "مواقفنا لا تأتي من الفراغ، فنحن قلنا إن هذه الحكومة هي حكومة "حزب الله" وسوريا، ولا نأتي بهذا الكلام "من الهواء"، وإذا عدنا الى الوراء نرى كيف أن حكومة الوحدة الوطنية استقالت"، معتبراً أن "اسقاط الحكومة السابقة تمّ من قبل سوريا و"حزب الله" أو المحور السوري – الايراني"، مضيفاً "لقد استعجلوا الاستقالة واستعجلوا الاستشارات، وبعد 5 أشهر من تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، أتى الضوء الأخضر من سوريا والرئيس السوري بشار الأسد عبر الأستاذ وليد جنبلاط (رئيس "جبهة النضال الوطني")، وهذه الحكومة أتت نتيجة تعاون "حزب الله" مع سوريا".

ومن جهة ثانية، أوضح مجدلاني أن "المحكمة الدولية قرار صادر عن مجلس الأمن، وهذا القرار لا يلغيه إلا قرار دولي آخر"، قائلاً "نحن لدينا ثقة بالمحكمة ونريد أن يتضمّن البيان الوزاري البند الذي كان موجوداً في الحكومة السابقة حول موضوع المحكمة"، معتبراً أن "الواقع الذي لا يتغيّر وهو أن الفريق الآخر هو ضدّ المحكمة على الرغم من الاجماع عليها، وعلى الرغم من موافقته عليها على طاولة الحوار في العام 2006، إلا أن هذه المواقفة شكلية وظاهرية، وهناك استغلال لهذه المحكمة كي يسيطروا على البلد". وفي السياق ذاته، أضاف: "المحكمة ليست مهمة بالنسبة اليهم، بل المهم هو السيطرة والإمساك بقرار السلطة، وهذا ما يحصلون عليه اليوم من خلال هذه الحكومة". وعن الجهة التي تهدد الرئيس سعد الحريري أمنيًا، قال مجدلاني: "نحن لا نوجّه أي اتهامات، هم يتّهمون أنفسهم"، مشيراً الى أن "هناك معطيات جدية من مصادر عدّة تقول إن هناك تهديداً جدياً لحياة الرئيس الحريري"، لافتاً الى أن "الكلام الاستفزاري الذي يصدر (في هذا المجال) يوضع في خانة علامات الإستفهام". (رصد "NOW Lebanon")

 

سليمان تبلّغ من نواب طرابلس تأكيداً على أن تكون المدينة "منزوعة السلاح"

تناول رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع زوّاره سلسلة مواضيع سياسية وإقتصادية وأمنية وإغترابية، فبحث مع كل من وزيريّ الدولة علي قانصو والإقتصاد والتجارة نقولا نحاس في تصورهما للعمل الحكومي في المرحلة المقبلة وخطة عمل كل منهما. كما زار بعبدا وفد من نواب طرابلس ضمّ سمير الجسر، بدر ونوس، سامر سعادة ومحمد كبارة، الذين نقلوا إلى رئيس الجمهورية صورة الوضع في طرابلس والرغبة في أن "تكون مدينة منزوعة السلاح كمقدمة لنزع السلاح من لبنان كله"، إضافة إلى موضوع "التعويض على المتضررين، وتخصيص المنطقة بمشاريع تنموية تزيل الحرمان عنها". ومن زوار القصر الجمهوري مطران الموارنة في كندا يوسف الخوري، الذي أطلع رئيس الجمهورية على أحوال الجالية هناك ونقل اليه تحيات افرادها، فالنائب السابق عبدالله حنا. وعشية اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، دعا سليمان المسؤولين المعنيين من رسميين وجمعيات أهلية ومنظمات المجتمع المدني إلى "ايلاء مكافحة المخدرات وانتشارها والاتجار بها الاهتمام اللازم من أجل منع انحراف الناشئة نحو الادمان الذي يقود نحو الجريمة، ومن أجل إبقاء المجتمع نظيفا، وخصوصًا أن مشكلة إدمان المخدرات ليست مشكلة قانونية فحسب، بل أصبحت من القضايا الاجتماعية التي تتطلب تضافر جهود الجميع في انشطة مواجهتها".

(الوطنية للإعلام)

 

"الوطنية للإعلام": قتيل إثر خلاف على أحقيّة المرور في صور 

ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن المواطن علي محمد بداح من بلدة بيت ليف توفي بسبب تلقيه ضربات بآلة حادة إثر خلاف على أحقيّة المرور بينه وبين المواطن ع.ف.، في محلة البص قرب مستشفى جبل عامل في صور. وقد حضرت إلى المكان القوى الأمنية للتحقيق في الحادث.

 

مشددًا على "عدم إمكانية إضافة النظام السوري للائحة أعداء إسرائيل"

اده لـ"NOW Lebanon": النظام السوري وحزب الله شكلا الحكومة ونقطة على السطر

رأى عميد "الكتلة الوطنية" كارلوس اده أنّ تأكيد أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله أنّ الحكومة الجديدة هي صناعة لبنانية صرف، إنما هو كلام "يهدف إلى التغطية على ما حصل في عملية تشكيلها"، مشددًا في المقابل على أنّ "النظام السوري وحزب الله هما من شكل هذه الحكومة ونقطة على السطر".

اده، وفي حديث لموقع “NOW Lebanon” إعتبر أنّ "السيد نصرالله أخطأ في إشارته إلى أنّ لإسرائيل أربعة أعداء حقيقيين، هم النظامان السوري والايراني وحزب الله وحماس"، موضحًا أنّ "النظام الايراني وحزب الله يشكلان عدواً واحدا لإسرائيل التي لها عدو رئيسي هو الشعب الفلسطيني وعدو ثالث هو الكتلة الوطنية، لكن لا يمكن أن يضاف النظام السوري إلى لائحة أعداء إسرائيل، نظرًا لكون هذا النظام كان على تواصل مباشر ومستمر مع إسرائيل طيلة سنوات وسنوات بحيث كانت المفاوضات تدور بينهما على قدم وساق".

وإذ لفت إلى أنّ "السيد نصرالله قد يكون أخطأ أيضًا لناحية الإشارة إلى أنه ليس على علم بكل هذا التواصل بين اسرائيل والنظام السوري"، شدد اده في الإطار عينه على أنّ "إسرائيل هي التي أمنت الحماية للنظام السوري باستمرار"، مشيرًا في المقابل إلى أنّ "الطريقة التي حكم بها النظام السوري شعبه شكلت ولا تزال تشكل أكبر خدمة لإسرائيل".

إلى ذلك، وفي معرض تعليقه على تأكيد السيد نصرالله أنّ الرئيس السوري مهما قدم من تنازلات وإصلاحات فلن تُقبل منه، قال اده: "نحن نفهم جيداً لماذا لن يقبل الشعب السوري بكل ما سيعلن عنه النظام السوري من قبيل الاصلاحات بعد كل ما تعرض له من قمع وتعذيب وتخلف و"بهدلة وتعتير" وخداع طيلة أكثر من أربعة عقود على التوالي، إضافةً إلى كون السوريين قد لا يكونون مستعدين للبقاء أكثر من ذلك تحت حكم نظام العائلة".

 

حوري: المعارضة ستكون شرسة جدًا حتى إسقاط الإنقلاب

إعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن "كلام رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون حول المحاسبة يأتي من منطلق كيدي وثأري لمرحلة سابقة"، مؤكداً أنه "لا يحق لأحد أن يقول لا أريد أن أدقق أو أن أحاسب ولكن هذا الأمر يجب أن يشمل كل الفترات وليس فترة محددة". حوري، وفي حديث الى محطة "lbc"، أشار إلى أن "هناك خلافًا سياسيًا واضحًا مع العماد عون وفريقه"، موضحًا أن "الخلاف السياسي حق ولكن لا يمكن أن نسمح بالذهاب إلى التجريح الشخصي والإساءة للكرامات، وبالتالي من يدق الباب سيسمع الجواب"، مضيفاً: "يجب أن يبقى الخلاف في إطاره الطبيعي، لأننا إذا أردنا أن نذهب بالخصومة السياسية الى كلام من هذا النوع فالبلد لا يستطيع أن يتحمّل". وحول الشكر الذي عبّر عنه لوزير الشباب والرياضة فيصل كرامي في إحدى المناسبات، أوضح حوري: "البارحة كان هناك إحتفال تكريمي لنادي الرياضي وكانت كلمة للوزير كرامي أهدى خلالها الإنتصار الذي حققه الفريق إلى روح الشهيد الرئيس رفيق الحريري، فكان من واجبي، ونظرًا للفريق الذي أمثله، أن أقوم وأشكره على موقفه".

ورداً على سؤال حول البيان الوزاري للحكومة، أجاب حوري: "القضية ليست قضية البيان الوزاري فهذا تفصيل أما الأساس فهو الإنقلاب الذي حصل". وتعليقاً على كيفية تعاطي الحكومة مع موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، إعتبر ان "الفريق الآخر اتى بنهج معيّن لمواجهة المحكمة"، لافتاً إلى أن "كل الخيارات المطروحة أمام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فيها مأزق ولا يحسد عليها". وأكد أن "إعادة أخذ المحكمة الدولية خطوة إلى الوراء هي خطوة تراجعية لن نقبل بها"، متمنياً ألا "يأخذوا البلد إلى مواجهة مع الشرعية الدولية والمجتمع الدولي، وانشاء الله ألا يحولوا البلد الى دولة فاشلة". وأوضح أن "لكل بلد ظروفه، ونحن لنا مصلحة أن نكون على أفضل علاقة مع الشرعية الدولية وذلك لمصلحة لبنان، وإذا أرادت هذه الحكومة أن تأخذ البلد الى منطق كوريا الشمالية فبالطبع سنواجهها، وإذا كانت ستغلب مصلحة أي بلد على مصلحة لبنان سنواجهها أيضًا وبعنف".

حوري أشار إلى أن "نفي الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بأن هذه الحكومة غير لبنانية هو في معرض التأكيد، لأننا إذا أردنا أن نعطي هذه الحكومة الوصف الدقيق فهي حكومة سوريّة بيد حزب الله"، مضيفاً: "يستطيع أن يقول كل شخص ما يشاء ولكن شهدنا الزيارات المتكررة لمعاون الأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل ومعاون رئيس مجلس النواب وزير الصحة الحالي علي حسن خليل الى دمشق ومن ثم زيارة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط وزيارة النائب طلال إرسلان أخيرًا".

إلى ذلك، أكد حوري أن "المعارضة ستكون شرسة وشرسة جداً ولكن ضمن القواعد الديمقراطية"، مشيراً إلى أن "أدوات المعارضة ستكون أولاً الكلتة البرلمانية التي لدينا، وثانياً سيكون هناك متابعة سياسية وتقنية من قبل فريق يمكن تسميته بحكومة الظل أو بغير تسمية، وثالثاً حرية الحركة ستكون أكبر". وأضاف: "سنعمل من أجل إسقاط هذا الإنقلاب ولن "نريحهم"، فليجربوا الكيديّة ولكن في النهاية هم من سيدفع الثمن". وفي سياق آخر، قال حوري ردًا على سؤال: "ما أعلمه أن هناك مخاطر أمنية تستهدف حياة الرئيس سعد الحريري، وعودته تعود إليه شخصياً، فهو يعرف التوقيت المناسب له ولكن هذا الأمر لا يعرقل عمل المعارضة". ومن جهة أخرى، وتعليقاً على المؤتمر الصحافي للسيد نصر الله، قال حوري: "كلنا بشر وإدعاء العصمة لا تجوز"، مشيراً إلى أن "هناك مشكلة حقيقية متعلقة بمنطق الدولة والدويلة". (رصد NOWLebanon)

 

سمير فرنجية: تصريحات عون تعبّر عن حالة مرضيّة.. وسليمان تراجع عن دور الحكم

أشار عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية أن "الحكومة الجديدة لا تحتاج إلى معارضة شرسة لأنها ساقطة بفعل التطورات الحاصلة"، لافتًا في حديث إلى إذاعة "لبنان الحرّ" إلى أن "مهمة هذه الحكومة بالتحديد إعطاء ورقة إضافية للنظام السوري من أجل التفاوض مع المجتمع الدولي حول وضعه الداخلي"، ومشبهًا "هذه الحكومة بحكومات ما قبل الـ2005". وردًا على سؤال، قال فرنجية: "من الطبيعي ألا يقول رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن سوريا هي من شكلت الحكومة، لكنه يعرف ونحن نعرف أيضًا ما هوية هذه الحكومة، وقد شهدنا على زيارة (رئيس "جبهة النضال الوطني") النائب وليد جنبلاط الى سوريا قبل التشكيل بأيام"، مشيرًا إلى أن "رئيس الجمهورية اليوم هو خصم نفسه لأنه تراجع عن دور كان يمكن أن يلعبه وهو دور الحكم". وقال: "كان يجب ألا يوافق فخامة الرئيس على تشكيل الحكومة، إذ كيف يقبل أن يمثّل بوزيرين، فبهذه الحالة لن يكون له أي وزن من أجل أن يكون الحكم"، سائلاً في هذا السياق: "لماذا زجّ رئيس الجمهورية نفسه بهذه الحكومة، إذ كان يجب أن يترك الرئيس نجيب ميقاتي لكي يشكلها وحده"، مضيفاً: "أوجه اللوم للرئيس سليمان ليس لجهة أن يكون مع أو ضد 8 و 14 آذار، بل لأنه في لحظة الأزمة كان من الممكن أن يبحث ويطرح الحلول للمشاكل القائمة".

وعن كلام رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الأخير، قال فرنجية: "تصريحات عون تعبّر عن حالة مرضية لأنها خارج النطاق السياسي، وأكثر تيار يعيش خارج الزمن هو التيار العوني"، ولفت إلى أن "ما يضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي وجود "حزب الله" الكثيف في الحكومة، وعندما أقول "حزب الله"، أشمل "التيار الوطني الحرّ" والأفرقاء الآخرين من هذا الفريق". وردًا على سؤال، قال فرنجية: "إذا قرر المجتمع الدولي مجتمعاً إتخاذ القرار بإسقاط الحكومة فتسقط خلال عشرة دقائق، إذ عبر ضرب نظامنا المصرفي نسقط بسرعة فائقة".  وإذ شدد على أن "حزب الله يشعر بأنه في وضع خطر"، أكد فرنجية أن "سقوط النظام السوري سيؤثر على هذا الحزب"، ولفت إلى أن "جنبلاط يعرف مدى خطورة الوضع لذلك نطلب منه المبادرة". وختم ردًا على سؤال: "الأرجح أن يحضر نواب المعارضة جلسة الثقة وأن يطلبوا الكلام".

(رصد NOW Lebanon)

 

عباس هاشم: عقد لبنان مع المحكمة ينتهي في الـ2012 والتجديد يحتاج لإجماع لبناني

علّق عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب عباس هاشم على كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بالأمس عن إتهام المخابرات الأميركية باختراقها جهاز المقاومة، فاعتبر أنه "لأول مرة هناك قيادة تعمد إلى إطلاع الرأي العام بكل ما يجري"، لافتاً إلى أن "هناك اليوم نوعًا من الإرتقاء في العمل الحزبي والسياسي"، ومضيفًا: "الأهم في ما قاله السيد نصرالله (حيال هذا الموضوع) هو أنه يريد أن يرى كيف ستتعامل الدولة مع هذا الملف". هاشم، وفي حديث الى محطة "الجديد"، قال: "أبشّر أنهم (فريق الموالاة) تخطوا مسألة المحكمة الدولية، ولأوّل مرة نرى حكومة تقول تريد اعادة الحق الى أصحابه"، مشيراً الى أنه "في العام 2012 ينتهي عقد لبنان مع المحكمة، وبالتالي ابلاغ لبنان من جديد بقرار التجديد لهذه المحكمة أو (أي قرار آخر على هذا الصعد)، يحتاج إلى إجماع لبناني"، ومشيرًا في هذا السياق إلى أن "الكل يسعى الى احقاق العدالة الكاملة وغير المنقوصة، والكل يريد معرفة من أسقط هذا الوطن خلال كل هذه السنوات في هذا الكمّ من التطرف والفقر". وإذ أعرب عن أسفه لكون "الحكومة السابقة سدّدت مستحقات المحكمة لعام 2011"، قال هاشم: "سنتعاطى مع القرار الظني وفق ما يتلاءم مع إبعاد لبنان عن السقوط في التجاذبات".(رصد "NOW Lebanon")

 

شربل جمّد قرارا لريفي بترقية أكثر من 400 شرطي إلى رتبة رقيب

نهارنت/ذكرت صحيفة "الأخبار" أن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أصدر قرارا جمّد بموجبه قرارا صادرا عن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي يوم 22 حزيران 2011، قضى بترقية أكثر من 400 شرطي إلى رتبة رقيب. وبعدما كان هؤلاء الرقباء قد علّقوا على زنودهم شارات رتبهم الجديدة، اضطروا إلى خلعها في اليوم التالي تنفيذا لأمر وزير الداخلية.

 

النائب عاصم عراجي:على سليمان لعب دور الحكم والتنّبه لمحاولة الحكومة المسّ بالاستقرار والعدالة

باتريسيا متّى/ موقع 14 آذار

رأى عضو "كتلة المستقبل" النائب عاصم عراجي أن "الخطاب السياسي في لبنان قد بلغ حدّاً مزعجاً وغير مقبول لا بالعقل ولا بالمنطق خاصّة مع الحملة التي شنّها رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون على تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري من خلال كلامه عن تذكرة الذهاب وتوسيع سجن روميه" معتبراً أن "مثل هذا الكلام من شأنه تأجيج الوطن الداخلي وزيادته تأزماً وتوتراً ". عراجي الذي شددّ في حديث أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني على "أننا كنا نأمل أن يتمّ حصر الخلاف ضمن حدود وضوابط معينة الا أن قوى الأكثرية الحالية وعلى رأسهم العماد عون قد قرروا المواجهة منذ أن أعلنوا تشكيل الحكومة" لافتاً الى أن "كل ردود قوى 8 آذار وكلامه الكيدي ينّم عن مستوى الكيدية والانتقام التي سيمارسها وزراء هذه الحكومة بحق فريقنا واللبنانيين ".

الى ذلك، لفت عراجي الى أن "التنسيق قائم بين العماد عون وحزب الله تحديداً" معتبراً أن "عون أخذ على عاتقه مهمّة التمثيل الرسمي لقوى 8 آذار على أن يكون المتحدث الرسمي باسم التيار الوطني الحر وحزب الله واصفاً اياه(عون) برأس الحربة في هذه الحكومة الجديدة". من جهة أخرى أشار عراجي الى أن "هجوم 8 آذار المستمر يستهدف المحكمة الدولية والقرارات الدولية، الأمر الذي عبّر عنه الوزير جبران باسيل في حديث تلفزيوني منذ يومين بحيث أكدّ أن فريقه أسقط الحكومة بسبب المحكمة الأمر الذي يوحي بأن صيغة البيان الوزاري فيما خصّ المحكمة ستكون مختلفة عن حكومتي الرئيس السنيورة والحريري ومن الواضح جدّاً الاختلاف بوجهات النظر بين فخامة الرئيس وجبهة النضال والرئيس ميقاتي والقوى الأخرى في الأكثرية الجديدة" لافتاً الى "أن 8 آذار تسعى لالغاء الشق الداخلي من المحكمة على اعتبار أنها غير قادرة على التأثير على المنحى الخارجي".

كما تابع في السياق ذاته، فاعتبر أن "أسلوب الأكثرية الحالية سيدخل البلاد في مشاكل خطيرة خاصة وأنه سيكون للمجتمع الدولي موقف من لبنان متمنيّاً على فخامة رئيس سليمان التنبه لهذه النقطة لأننا نعوّل على حكمته بألا يرضى ببيان غير متضمّن لالتزام واضح وعلني بالمحكمة والقرارات الدولية لأن العدالة هي التي تؤمن الاستقرار على جميع النواحي".

هذا وحمّل عراجي مسؤولية أي "تدهور مالي أو قتصادي قد يقع به لبنان الى فريق الجنرال وحزب الله لأن هذه القوى تحاول الغاء البند المتعلّق بالمحكمة الدولية واضعة لبنان تحت رقابة المجتمع الدولي الذي قد يعمد الى اتخاذ قرارات بحقّ لبنان، الأمر الذي سينعكس عدم استقرار اجتماعي وأمني وسياسي في البلد".

وختم عراجي مؤكدا أن "قوى 14 آذار ستكون معارضة سلميّة وديمقراطية تحت سقف القانون لافتاً الى أننا لن نلجأ الى الشارع سوى لبعض الاحتجاجات السلمية ولكنّ ان لم يتضمن البيان الوزاري بند واضح عن المحكمة فمن حقنا التحرك لاسقاط الحكومة" مشيراً الى أن" معارضتنا ستكون تحت عنوان الالتزام بالقرارات الدولية على رأسها المحكمة الدولية".

 

ترو: لا يمكن لأحد إلغاء الآخر والإتهامات بالفساد يلزمها أدلّة

اعتبر وزير المهجرين علاء الدين ترو أن "هذه الحكومة ربما لا ترضي جميع الناس وربما لا تحقق طموحات الكثيرين، ولكنها أفضل من حكومة تصريف أعمال كانت في الفترة الأخيرة لا تعمل شيئاً"، مشدداً على أن "الأمور يلزمها الهدوء من أجل بلورة الحلّ، إذ لا يمكن لشخص وحده أن يبلور حلاً، لا رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ولا غيره، بل يجب إيجاد الأفكار من أجل بلورتها للوصول إلى الحلّ". ترو، وفي حديث الى إذاعة "لبنان الحرّ"، أشار إلى أن "هناك مرحلة يجب تقطيعها للوصول إلى حال من الهدوء والإستقرار"، معتبرًا أنه "إذا كان عمر الحكومة مربوطاً بالنظام السوري، فمن الممكن أن يطول عمر هذا النظام"، ومضيفاً "لدينا مشاكلنا ويجب حلّها ولسنا مرتبطين بأحد".

هذا وأكّد ترو ردًا على سؤال أن "أحداً في لبنان لم يصل إلى السلطة ولم يستعملها لأغراض خاصة، فلا يفتح أحد هذا الموضوع ويعيّر الآخرين به"، لافتاً الى أن "الاتهامات بالفساد يلزمها أدلة وليست كلاماً بكلام". وعن مواقف رئيس تكتل "التغيير الإصلاح" النائب ميشال عون الأخيرة، رأى ترو أن "كلام عون "ما إلو لزوم" في هذه المرحلة"، مؤكداً أن "لا أحد يمكنه الغاء الآخر، لا بخطاب ولا بغيره". (رصد "NOW Lebanon")

 

المركزية": اتصالات بعيدا من الاضواء لترتيب موعد سريع بين ميقاتي ونصرالله لتسريع خطوات حسم بند المحكمة    

في معلومات "المركزية" ان اتصالات تجري بعيدا من الاضواء لترتيب موعد سريع للقاء بين الرئيس ميقاتي والسيد نصرالله لتسريع الخطوات نحو حسم بند المحكمة ولا سيما في ضوء المعلومات المتواترة عن امكان صدور القرار الظني نهاية الشهر الجاري وبدء المحكمة خطواتها العملانية في هذا الخصوص. وفي المعلومات ان الاجتماعات التي عقدها الرئيس ميقاتي مع الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري وتخللها نقاش حول المراحل التي قطعتها مناقشات لجنة صياغة البيان والمقترحات في شأنها، كانت ازالت الكثير من العقبات، غير ان موقف السيد نصرالله امس وخصوصا في الشق المتصل بالمحكمة لجهة اشارته الى "اننا خرجنا من المحكمة ولا علاقة لنا بها"، بدد الايجابيات، الامر الذي حمل وزيرا في الحكومة على توقع اتخاذ بند المحكمة منحى خلافيا تصاعديا.

 

"لو فيغارو": اسرائيل طلبت وقف الحملة الغربية ضد سوريا خشية سقوط أسلحة الدمار الشامل في يد "حزب الله" و"حماس" 

كشفت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية "أن إسرائيل طلبت من دول الغرب وقف حملتها الدبلوماسية ضد النظام السوري خشية سقوط أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها في أيدي "حزب الله" و"حماس".واشارت الصحيفة الى ان رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي الميجر جنرال أفيف كوخافي نقل الموقف الإسرائيلي خلال زيارته لمقر الأمم المتحدة في نيويورك قبل بضعة أسابيع . وبحسب دبلوماسي فرنسي فقد حذر كوخافي من أن ترسانة الأسلحة السورية قد تُوجَّه إلى إسرائيل حال سقوط نظام بشار الأسد .

 

الحريري الأب والإبن

نصير الأسعد/لبنان الآن

في إطار تحليل سياسيّ موضوعيّ، يتبيّن أنّ ثمّة وجهَ شبه رئيسيّ بين فترة خريف 2004 – شباط 2005 من جهة والفترة الحاليّة من جهة ثانية. كيف؟.

في تلك الفترة قبل أكثر من ست سنوات، واجه النظام السوريّ أزمة كبرى مع المجتمع الدوليّ في لبنان نتيجة القرار الدوليّ 1559 الذي يدعو – في ما يدعو إليه – إلى إنسحاب الجيش السوريّ من لبنان، وهو القرار الذي أتى في حينه يعلنُ نهاية التفويض الدوليّ – الإقليميّ لسوريّا بلبنان.

حيالَ هذا المنعطف آنذاك، قرّر النظام السوريّ الهروب إلى الأمام نحو مواجهة مع المجتمع الدوليّ - والعربيّ - فأتى بحكومة الرئيس عمر كرامي التي جسّدت حرفياً حكومة النظام الأمنيّ السوريّ – اللبنانيّ المشترك، وصولاً إلى إغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005. وما بينَ تشكيل حكومة كرامي وجريمة إغتيال رفيق الحريري، مسافة أربعة أشهر شهدت أعنف الحملات ضدّ الرئيس الشهيد، بهدف إغتياله سياسياً.. والتمهيد لإلغائه جسدياً.

كانَ النظام السوريّ "يعرف" تمام المعرفة أنّ لبنان في مرحلة ما بعد الإنسحاب السوريّ سيكون في عُهدة الرئيس رفيق الحريري بمشروعه الداخلي وبعلاقاته العربيّة والدوليّة، لكنّه – أي النظام – إرتكب خطأ الإعتقاد بأنّ محو رفيق الحريري عن الوجود سيتوّج إنتصاره في المواجهة مع المجتمع الدوليّ.. فإذا بهذه المواجهة تنهار في أسابيع لينكفئ نظام الأسد إلى داخل سوريّا. وإستمر هذا النظام في حقده على الحريري الأب بعد إستشهاده وتركّز هذا الحقد على الحريري الإبن منذ ذلك الوقت.. والهدف هو نفسه: إستتباع لبنان للمنظومة الإقليميّة السوريّة – الإيرانيّة.

الآن ومنذ ما يقارب الشهور الأربعة، يواجهُ النظام السوريّ أزمة متعدّدة الجوانب والأبعاد. أزمة الشرعيّة في داخل سوريّا في ظلّ الإنتفاضة السوريّة المستمرّة والمتصاعدة. وأزمة رفع الغطاء العربيّ عنه في زمن الإنتفاضات العربيّة وما تفرضه من تحوّلات. وأزمةُ حصار وعزل دوليين له.

بإزاء هذه الأزمة العميقة المتشعّبة، إتّخذ نظام الأسد قراره بمواجهة شعبه "إلى الأبد". وإذا كانت الكلمة – المفتاح في خطاب رأس النظام بشار الأسد الإثنين الماضي تتمثّل في قوله "إنّنا نرفض أن نكون مجرّد كرة في الملعب لأنّنا نصّر على أن نكون لاعباً"، أي الإصرار على الدور الإقليميّ على حساب التطوير الداخليّ.. فإنّ ما قاله وزير خارجيته وليد المعلّم أتى الأربعاء الفائت بـ"الحل السحريّ" (!).

أعلن وليد المعلّم، معترفاً ضمناً بما آل إليه حال النظام، تحويل سوريّا إلى كوريا الشماليّة. "سوريا كوريا" اصبحت "الحل السحريّ" في وقت تتناقل وسائل الإعلام كافة أنّ نظام بيونغ يانغ يفتّش بنصائح صينيّة عن مشروع إصلاحيّ في بلاده حتىّ لو تطلّب منه الأمر التخلي عن المشروع النوويّ الذي عزل كوريّا عزلاً تاماً.

إذاً، حيال الأزمة، قرّر نظام الأسد الهروب إلى الأمام نحو مواجهة مع المجتمع الدوليّ. وساحة المواجهة الوحيدة التي يعتقد أنّها متاحةٌ له هي لبنان.

ما تقدّم هو وجه الشبه: الهروب إلى الأمام نحو مواجهة، ولا يأبه النظام بحقيقة أنّ أزمة المجتمع الدوليّ معه هي أزمة شاملة وليست محصورة في لبنان.

تمثّل الهروب إلى الأمام – بالإضافة إلى معادلة "سوريا كوريا"- بإطلاق حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في لبنان. فالنظام السوريّ الذي أخّر الضوء الأخضر لتشكيل هذه الحكومة نحوَ خمسة أشهر، أعطى هذا الضوء أخيراً.

وكما في فترة تشرين الثاني 2004 – شباط 2005، تشهدُ البلاد منذ ما قبل التأليف وحتىّ اليوم أعنف الحملات التي تستهدف الرئيس سعد الحريري و"تيّار المستقبل" وفريق 14 آذار بمجمله، بما يذكّر بالحملات ضدّ الرئيس الشهيد.

يتصدّر ميشال عون تلك الحملات في هذه المرحلة. وإذا كان من نافل القول إنّ عون يجسّد الوجه الأقبح في الحياة السياسيّة اللبنانيّة، ويمثّل الإنحدار حتىّ القاع بالقيم الأخلاقيّة في العمل السياسيّ، ما يعني أنّ أيّ إعادة إعتبار مستقبليّة لا بدّ منها لنظام القيم ستفرضُ بحثاً في وضعه.. فإنّ أخطر ما في هذه الحملات أنّها تحرّض على الإلغاء السياسيّ وتنطوي على تهديدات "حياتيّة".

فعلى إيقاع هكذا حملات قتل رفيق الحريري في شباط 2005. واليوم، بالإضافة إلى المعلومات الأمنيّة التي توفّرت للرئيس سعد الحريري وأخّرت عودته إلى لبنان على أساسها، فإنّ إستهدافه ينبغي أن يؤخذ على محمل الجدّ في التقدير السياسيّ.

فعلى تقاطع هروب بشار الأسد من أزمة شرعيته داخل سوريّا بإتهام سعد الحريري و"المستقبل" بالعمل ضدّه في سوريّا أولاً، وإعتبار هذا النظام أنّ سعد الحريري وفريقه هما السدّ في وجه ما يقوم به في لبنان ثانياً، وعلى أبواب مزيد من العقوبات الدوليّة التي تحاصره ويريد الإلتفاف عليها عبر الحكومة في لبنان ثالثاً، وعلى مسافة من القرار الإتهاميّ في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري رابعاً، وكلّ ذلك ممّا يفاقم أزمته.. فإنّ إستهداف سعد الحريري يبدو جدياً.

فكما كان والده الشهيد الأمل للبنان بعد الإنسحاب السوريّ وسقوط الوصايّة، فهو الامل للبنان في مرحلة ما بعد الأنظمة التي سقطت والتي تتهاوى، مرحلة ما بعد إنهيار المنظومة الإقليميّة السوريّة.. والإيرانيّة.

إنّ غيظ "هم" من سعد الحريري مفهوم، ولذلك فإنّ تأخير عودته إلى لبنان سليم. فهؤلاء إغتالوا رفيق الحريري بالرغم من وعدهم بعدم الإقدام على ذلك. ولا مبرّر لأيّ مخاطرة في زمن هذا المخاض الكبير، خصوصاً أن المشاورات بين أركان 14 آذار أسفرت عن بلورة لخارطة طريق سياسيّة ونضاليّة نحو التنفيذ.

وها هي 14 آذار بناءً على ذلك كلّه تخاطب العالم بالقول إنّ لبنان مستهدفٌ مجدّداً من قبل النظام السوري. وهيَ تواجه النظام السوريّ في لبنان.. والشعب السوريّ يواجه النظام في سوريّا. مساران مستقلان لكنّهما يلتقيان: إستقلال لبنان وسيادتُه وديموقراطيته من ناحية وكرامة الشعب السوريّ وحرّيته وديموقراطيّته من ناحية ثانية.. ويصبّان معاً في مجرى الربيع العربيّ الكبير!.

 

تصفية الحساب تدقّ أبواب الإدارة

نقولا ناصيف (الأخبار)

إلى المحكمة الدولية، باتت الوجبة اليومية للجدل المفتوح بين الغالبية النيابية والمعارضة هي الإرث الإداري والأمني المتروك منذ عام 2005، إلى مئات الوظائف الشاغرة في إدارة تستعدّ للانخراط طرفاً في نزاع الفريقين: مَن يُقصي مَن، ومَن ينتقم من مَن؟

يتشعّب الجدل الدائر حول الموقف الذي ستتخذه حكومة الرئيس نجيب ميقاتي من التعيينات الإدارية والأمنية، الواسعة النطاق المرتقبة، بين فريق متصلّب من داخلها هو تكتّل التغيير والإصلاح، وآخر متصلّب من خارجها هو تيّار المستقبل. يوحي الأول بثقته بنفسه في فرض شعاره وإخراج خصومه من الإدارة، ويتصرّف الثاني بخشية وقلق من استهدافه وحرمانه وحلفائه مواقع أتاحها لنفسه عندما أمسك بزمام السلطة عام 2005. ولا يعكس السجال الساخن والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بالفساد إلا أحد مظاهر الصراع على الإدارة، وتحديد هويتها ووجهتها في السنوات المقبلة، وخصوصاً في مواقع موظفي الفئة الأولى في الإدارات والأجهزة الأمنية والقضائية، الأكثر تعبيراً عن السلطة واستخداماً لها في الخيارات السياسية المتناقضة.

لم تكن قوى 14 آذار السبّاقة إلى ربط غالبيتها النيابية والحكومية عام 2005 بالإدارة والمناصب الحسّاسة فيها. كانت حقبة النفوذ السوري في لبنان، في تسعينيات القرن الماضي، الأكثر إفصاحاً عن إقصاء الخصوم لإحلال الحلفاء. بيد أن ما أقدمت عليه قوى 14 آذار، في نطاق ما عُدّ تصفية مواقع النفوذ السوري في الإدارات والأجهزة اللبنانية، بدءاً من الأمن والقضاء، اكتسب بعداً غير مألوف. اقترن باغتيال الرئيس رفيق الحريري، فلم يُكتفَ بضرب رموز حقبة التسعينيات وتحميلهم مباشرة أو غير مباشرة، جزئياً أو كلياً، مسؤولية الاغتيال، بل جيء إلى المواقع نفسها برموز منحازة إلى الغالبية السياسية، تكمّل دورها في ربط الاغتيال بكل المرحلة التي سبقته، واتهام مَن شارك فيها بجزء من كلٍ حيال ارتكاب الجريمة.

هكذا، يُكتب على ميقاتي، اليوم، أن يكون في القَدَر نفسه الذي حضرته حكومته الأولى عام 2005، في مرحلة الانتقال من حقبة إلى نقيضها، ومن أكثرية إلى أخرى، ومن خيارات متحمّسة إلى خيارات مكلفة.

عامذاك، كما في حكومته الثانية اليوم، لم يكن ميقاتي جزءاً من الأكثرية النيابية التي دعمت تسميته رئيساً للحكومة. لم يكن حينذاك في صلب قوى 14 آذار، وكانت لا تزال أقلية نيابية بالكاد تستعد للانتخابات النيابية من أجل السيطرة على الغالبية الجديدة، تحت لافتة اغتيال الرئيس الراحل. وليس هو اليوم في صلب قوى 8 آذار التي باتت تمثّل الأكثرية البرلمانية. عندما ترأس حكومة 2005، كانت الغالبية لا تزال في يد حلفاء سوريا، إلا أن طبيعة الانقلاب السياسي المذهل الذي ضرب سوريا في لبنان، منحت قوى 14 آذار سلطة السيطرة على توازن القوى الداخلي، فسمّت ميقاتي لرئاسة الحكومة بعدما ألزمته بثلاثة تعهّدات هي: عدم ترشّحه ووزراءه للانتخابات، وإجراء هذه في مواعيدها المقرّرة، وإقالة قادة الأجهزة الأمنية.

تحت وطأة المرحلة الانتقالية لحكومته، على مرّ الأشهر الثلاثة التي شهدت التحوّلات الأخطر، ودفعت في وجهة وضع الحكم بين يدي غالبية جديدة بدءاً بخروج الجيش السوري من لبنان وإجراء تحقيق دولي في اغتيال الحريري وانحناء حزب الله لعاصفة قوى 14 آذار، أعطى ميقاتي هذا الفريق ما كان عليه أن يفعله الأخير لو كان في محل رئيس الحكومة: أُقصي قادة الأجهزة الأمنية والمدعي العام التمييزي وعُيّن مسؤولون أمنيون كبار موالون لقوى 14 آذار. كانت تلك الكلفة الباهظة التي أجبر ميقاتي على المضيّ بها لقاء إمرار انتقال السلطة سلمياً من قوى 8 آذار ـــــ وهم حلفاء سوريا ـــــ إلى قوى 14 آذار، وقد باتوا أعداءها وفي صفوفهم حلفاء مميّزون وآخرون نعموا من سلطان هذا التحالف سراً أو علناً.

كان على رئيس تلك الحكومة أن يخرج بعد إمرار المرحلة الانتقالية إلى الظلّ.

في حكومته الثانية، بات ميقاتي أكثر استقراراً في ممارسة الحكم بلا شروط مسبقة، وأظهر في أشهر التكليف أنه الأقدر أيضاً على فرض الشروط وتحديد خيارات التأليف وضبط توازن القوى فيها. لم يعد مُعلقاً بين فريقين يتجاذبان السلطة والشارع على نحو سخونة 2005. خرجت قوى 14 آذار من الحكم، ورفضت المشاركة في سلطة باتت في يد قوى 8 آذار كأكثرية جديدة، إلا أن رئيس الحكومة تحوّل فريقاً سياسياً له حلفاؤه من داخلها خلافاً للسابقة، مؤثراً في تقرير السياسات الداخلية والخارجية للحكم، إلى يمينه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وإلى يساره رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط. لم يعد رئيس حكومة مكلفاً تأمين انتقال السلطة إلى وارثي الحريري الأب، ولا السهر على تسهيل تكوين الغالبية النيابية الجديدة، بل أوجد زعامة سنّية جديدة تخلف زعامة الحريري الابن بعد الحريري الأب، مروراً بالسنيورة، وأمسى على رأس سلطة إجرائية يرتبط بقاؤها في الحكم بصمود الغالبية النيابية الجديدة.

في ظلّ انتقال الحكم من مكان إلى نقيضه لأول مرة منذ عام 2005، عندما أمسكت به قوى 14 آذار، رغم مرحلة رمادية ملتبسة هي حقبة حكومتي الوحدة الوطنية عامي 2008 و2009، يصبح الخوض في نقل عدوى انتقال السلطة من إدارة إلى أخرى أمراً حتمياً. إلا أنه لا يضع كل الإدارة الجديدة بين يدي قوى 8 آذار التي لم تتمكن، في ظل مواقع سليمان وميقاتي وجنبلاط، من وضع كل السلطة السياسية في عهدتها.

في الغالب، تتبدّل الإدارة بتغيّر العهود. يذهب رجالاتها كي يأتي رجالات العهد في مطلع ولاية رئيس للجمهورية. إلا أن لبنان خبر كذلك أكثر من مرة تبدّلاً لمواقع القوى الرئيسية فيه، وخصوصاً في الإدارة والأمن والقضاء، من داخل العهد نفسه، وهو في منتصفه، عندما فقد السيطرة على الحكم واستسلم لتوازن قوى جديد فرضه عليه مناوئوه بالقوة سلماً أو حرباً.

كانت السابقة مع الرئيس أمين الجميل. قبل أن تنتصف الولاية، أرغم على إجراء تغيير جوهري لصورة عهده بالانتقال من خيار سياسي إلى آخر. أقصي قائد الجيش ومسؤولون أمنيون وسياسيون من مواقع إدارية رفيعة بدءاً من عام 1984، ثمرة انتقال السلطة جدياً من رئيس الجمهورية إلى المعارضة بزعامة حكومة الرئيس رشيد كرامي. تكرّر الأمر في مطلع الولاية الثانية للرئيس إميل لحود عام 2005 ، عندما أُرغم بدوره، على أثر اغتيال الحريري الأب، على التخلي عن أوسع سلطة له كان قد استمد معظمها من نفوذ سوريا ومراكز القوى السياسية والأمنية والقضائية الملازمة لها. وها أن حكومة ميقاتي تعبر التجربة الثالثة، بالإشراف على انتقال السلطة من طرف إلى آخر مع انتصاف ولاية سليمان.

في ظلّ سابقتي 1984 و2005، يصبح مبرّراً الجدل بين قوى 8 و14 آذار، وبين تيّاري عون والحريري خصوصاً، حيال أدوات حكم المرحلة المقبلة. استعادة لما حدث عام 2005، توجّه الغالبية الجديدة خطتها نحو تكوين إدارة جديدة موالية. في 28 نيسان 2005، قَبِلَ مجلس وزراء حكومة ميقاتي استقالة اللواء جميل السيّد من المديرية العامة للأمن العام فخلفه وكالة العميد أسعد الطقش، وعيّن اللواء أشرف ريفي مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي خلفاً للواء أحمد الحاج، والقاضي سعيد ميرزا مدعياً عاماً تمييزياً خلفاً للقاضي عدنان عضوم، وأخذ علماً بتعيين العميد جورج خوري مديراً للاستخبارات خلفاً للعميد ريمون عازار الذي أرغم على إجازة مفتوحة تحوّلت استقالة. كان قد نشأ خلاف بين لحود و«حزب الله» على تعيين مدير عام جديد للأمن العام بسبب إصرار الحزب على إحلال شيعي، بينما تمسّك رئيس الجمهورية بردّ المنصب إلى الموارنة، سرعان ما عُيّن في المنصب اللواء الراحل وفيق جزيني. مهّدت هذه التعيينات لرزمة إدارية وأمنية أخرى تولتها حكومة السنيورة، المنبثقة من الأكثرية النيابية المنتخبة حينذاك. أبعد العقيد منذر الأيوبي عن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي كي يخلفه المقدّم سمير شحادة، قبل أن يحل فيه المقدّم وسام الحسن. خرج أيضاً اللواء إدوار منصور من المديرية العامة لأمن الدولة وحلّ محله اللواء الياس كعيكاتي.

أما الجيش ومديرية الاستخبارات فظلا بمنأى عن التناحر السياسي بين قوى 8 و14 آذار، لفّ النسيج السياسي لقوى الغالبية حينذاك التعيينات الأمنية والإدارية والقضائية، كي تكون على صورة تصفية حساب سياسي مع الحقبة السورية المتهاوية، وتحت وطأة أن الموظفين الكبار المعينين أتوا لاستكمال حلقة تصفية الحساب.

اقترن الانقلاب السياسي بانقلاب أمني حمل قادة الأجهزة الأمنية إلى الاعتقال، قبل أن يؤدي ملفهم الى انفجار حكومة الحريري باسم ملف شهود الزور، كأحد مؤشرات تقويض علاقة لبنان بالمحكمة الدولية. لم يكن الملف الوحيد الذي يحمل الغالبية الجديدة على الدخول إلى إدارة أمنية وقضائية جديدة موالية. في أشهر التكليف انفجرت أزمات غير مشهودة بين وزراء وموظفين كبار، كل منهم ينتمي إلى فريق مناوئ للآخر، أثبتت وقائع المواجهة أن في وسع المدير العام أن يكون أقوى من الوزير، إذ احتمى بمرجعية سياسية ترجح كفة السلطة. كانت هي حال الوزير زياد بارود مع ريفي، ثم رئيس الجمهورية مع ريفي، وحال الوزير شربل نحاس مع عبد المنعم يوسف.

 

كلام الراعي في الفاتيكان فتح باب النقاش على مصراعيه

إختلاف الرؤية لانعكاس الاحداث السورية على المسيحيين

هيام القصيفي/النهار

لمرتين متتاليتين اثار كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اول من امس في الفاتيكان حول ما سمّاه "التظاهرات والاعتراضات العربية"، وقبله بيان مجلس المطارنة الموارنة في الاول من حزيران عن "احداث امنية"، التباسات على مستويات كنسية وسياسية مختلفة. ففي ضوء الاحداث الخطيرة التي شهدها العالم العربي وتشهدها سوريا منذ نحو اربعة اشهر، ما اضطر الفاتيكان الى توجيه كلام لافت للقيادة السورية، يدور في لبنان نقاش جدي على خطين حول تداعيات الاحداث السورية ، ومستقبلها المجهول ، على وضع المسيحيين في لبنان وسوريا. وبدا واضحا في الاسابيع الاخيرة ان ثمة كلاما يقوله بعض المسيحيين للمرة الاولى في تاريخهم الحديث يعبّرون فيه عن قلقهم من احتمالات التغيير في النظام السوري.

يدور النقاش حول فكرتين تقليديتين، لكنهما تصبان في روحية المنحى الخطر الذي يعيشه لبنان: هل بقاء النظام السوري الحالي اضمن للوجود المسيحي في لبنان وسوريا والذي سيصبح في خطر اذا ما حل محله نظام اسلامي اصولي؟ ام ان النظام العلماني البعثي كان مسؤولا عما حصل للبنان ومسيحييه، وتاليا فان اي تغيير فيه لن يكون انعكاسه اسوأ مما حصل حتى الان؟ تداول هاتين الفكرتين في المجتمعات الشعبية، تحول اخيرا مناقشات سياسية عميقة، بدأت تنعكس في التعاطي السياسي للفريقين المسيحيين في 8 و 14 آذار في ادارتهم للازمة الراهنة. يتحدث العماد ميشال عون عن انعكاس زياراته لسوريا تباعا على وضع المسيحيين هناك وعلى تطور اوضاعهم، والآتون من سوريا يتحدثون عن اعتزام بعضهم الانضمام الى التظاهرات، وفي المقابل عن الخوف الذي يعيشه هؤلاء في خضم المأزق الذي يتعايشون معه. فهم اولا من ابناء النظام ومنضوون تحت لوائه امنيا وسياسيا. وقد عبر عن مخاوفهم ما قاله الاسبوع الفائت رئيس اساقفة دمشق للسريان الكاثوليك المطران غريغوريوس الياس طبي الذي عكس قلقا من مرحلة ما بعد الاسد وقيام نظام اصولي. لكنهم بقدر ما يلتصق بعضهم اليوم بالنظام حفاظا على مواقعهم تحت سقف التهديدات المتتالية، يمثل هاجس مسيحيي العراق همّا في صحنهم اليومي، ما يجعلهم يعيشون بين سندان النظام ومطرقة تهديداته.

لكن وضع مسيحيي لبنان وسوريا وفق قيادات 8 آذار المسيحية، سيصبح في مأزق اذا سقط نظام الاسد وتحولت سوريا موطىء قدم للاسلام الاصولي ولو بالنموذج التركي “الاصولي كما يظهر من لباس زوجات الرئيسين عبدالله غول ورجب طيب اردوغان ووزير الخارجية داود اوغلو”، بحسب قيادي مسيحي في 8 آذار.

وتتعاطى هذه القيادات مع ما يحصل في سوريا من زاوية انعكاسه على لبنان، وضرورة الافادة من الوضع الراهن لتعزيز وضع المسيحيين المنضوين تحت خط هذه القيادات في ظل الحكومة الجديدة. من هنا تصبح الاتصالات البعيدة عن الاضواء بين البطريرك الراعي والعماد عون، محط اهتمام. وتنظر قوى 14 آذار الى انضمام الرئيس ميشال سليمان الى هذه الاتصالات بقلق على انها محاولة لايجاد خط دفاع داخلي يهدف الى تعزيز ورقة المسيحيين المناوئين لقوى 14 آذار، كما حصل مع التجمعات التي كانت تقودها سوريا لمقارعة “قرنة شهوان”.

وعلى خط قوى 14 آذار، توضح اوساط سياسية رفيعة فيها ان ثمة نقاشا مفتوحا ليس حول ما يجري في سوريا واحتمالاته فحسب، انما ايضا على مستوى مجاراة المسيحيين لهذه التطورات وكيفية تعاطي الشريك المسلم مع الهواجس والاسئلة التي يطرحها البعض علنا. وهذه النقاشات ليست طارئة اذ بدأت حتى مع دوائر الفاتيكان في لقاءات على مستوى عال تزامنا مع بدء الثورات العربية. مسيحيو 14 آذار، وبخلاف ما يمكن ان يتصوره البعض، لا يتوحدون تحت سقف واحد حيال رؤيتهم لانعكاس تدهور وضع النظام السوري - الذي عانوا منه جميعا - على المسيحيين. والاهم ان فريق 14 آذار فقد المظلة المسيحية الدينية التي كانت تتوج مقارعته لهذه المسائل سياسيا وفكريا، بعد استقالة البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير الذي كان يتوج في القضايا الوطنية ما يُعتبر انه زبدة المواقف الوطنية ، الامر الذي كان يسمح لمسيحيي 14 آذار بالذهاب الى المناقشات مع الطرف الاخر تحت سقف بكركي. لكن الامور اختلفت مع الراعي، الذي اراد الذهاب منذ اليوم الاول لتفقد مسيحيي سوريا ولم يعترف بعد بخطورة ما يدور على ارضها. ومناقشات مجلس المطارنة الاخيرة كانت واضحة في هذا الاتجاه، وقد كرسها الراعي بحديثه في الفاتيكان وطرحه مخاوف من التقسيم والانظمة المتشددة طائفيا.

 اما سياسيا فالرئيس امين الجميل كان واضحا حين طرح هواجسه علنا في باريس، ويتقاطع مقربون منه في بعض التفاصيل مع ما يقوله عون حول الهواجس من نظام اصولي يمكن ان تكون سوريا مقبلة عليه.

فيما تنكفىء “القوات اللبنانية” عن الدخول العلني في نقاش مفتوح حول المسألة المذكورة، محكومة بهاجس الماضي والتجارب السيئة التي خبرتها مع النظام السوري واحتمالات عقد الصفقات في اللحظات الاخيرة على حسابها وتحولها كبش محرقة. وهي لا تقدم على رهانات لا حول النظام في ذاته ولا حول مستقبله.

ومع ذلك تبقى النقاشات مفتوحة يجريها سياسيو 14 آذار ومثقفوها مع نظرائهم في تيار “المستقبل” حول اي صورة للاسلام يمكن ان يقدمها هذا الفريق، الاسلام المعتدل ام الاسلام الذي يظهر بين الفينة والاخرى في بيروت وطرابلس؟ وهل يحتاج الاسلام اللبناني الى النموذج التركي لتسويق نفسه ندا للنظام السوري وحاميا للتعددية في لبنان؟ الاجوبة عن هذه الاسئلة لا تحتاج الى جلسات نقاش بين المسلمين والمسيحيين، بل الى انطلاقة داخل اروقة المسيحيين انفسهم. وقد لا تكون لقاءات بكركي المقبلة هذه المرة كافية لطرح هذه الهواجس ما دام سيدها لم يعترف بعد بأن “الجمعات” الدامية في سوريا باتت أكبر من تظاهرة.

 

تطورات المنطقة على وقع الانتخابات الأميركية والفرنسية

معركة إقليمية أبعد من المشهد السوري

روزانا بومنصف/النهار

لفت مراقبين كثر رد الخارجية الاميركية على الانتقادات السياسية والاعلامية بعدم سحب السفير روبرت فورد من مركزه في دمشق الذي وصله قبل اشهر قليلة وقبل اسابيع من اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا، معتبرة ان هناك فائدة كبيرة لوجود السفير على الارض لمتابعة ما يجري وللاجتماع مع المعارضين السوريين. وهذا الامر يثير تساؤلات باعتبار ان ليس معهودا ان يتساهل النظام السوري مع المعارضين السوريين بحيث يسهل التقاءهم السفير الاميركي من دون ان يلاحقوا بتهمة المعارضة اصلا ثم بتهمة اللقاء مع السفير الاميركي، وما يمكن ان يثبت ذلك في الخطاب التقليدي من عمالة المعارضة للولايات المتحدة او اتهام النظام السوري هذه الاخيرة بالسعي الى تحريك الارض بغية اطاحة النظام وكسر ارادته في الممانعة والمقاومة وما الى ذلك. وفي المقابل لفت كثر ايضا عدم ذكر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الولايات المتحدة من قريب او بعيد في مؤتمره الصحافي الاخير، في حين انه شن هجوما على الموقف الاوروبي وعلى فرنسا تحديدا معلنا ان بلاده ستنسى وجود اوروبا على الخارطة، ولم يقصر في توجيه اللوم والانتقاد الى تركيا ايضا. وقد رأى هؤلاء المراقبون في الموقف السوري رغبة في عدم وضع الجميع في سلة واحدة واعلان التعبئة ضد الدول الغربية كلها، في حين ان الولايات المتحدة لم تبلغ بعد على رغم الانتقادات التي وجهتها الى اسلوب مواجهة الرئيس السوري الانتفاضة الشعبية في المناطق السورية درجة اعلان فقدان الاسد شرعيته او مطالبته بالرحيل شأن اعلان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه حول فقدان الرئيس السوري شرعيته. لا بل يؤخذ على الادارة الاميركية ارتباكها الواضح في موضوع التعاطي مع سوريا، في حين يرى كثر ان الانتقادات السورية لتركيا تندرج في اطار انتقاد قيامها بدور ناقل الرسائل الاميركي في الدرجة الاولى من اجل التأثير على نحو اكبر بالقرار السوري وعدم استفزاز النظام السوري او حتى خدمته من خلال تقديم اعذار له بانه يتصدى للاملاءات الاميركية في شأن ادارته الشأن الداخلي السوري، في الوقت الذي تسري في لبنان معطيات تفيد بعدم التخلي الاميركي عن النظام السوري حتى الآن وكذلك الامر بالنسبة الى الموقف الاسرائيلي، وهو امر واضح في الخطاب الاميركي الرسمي المعتمد على رغم الرسائل الضاغطة المتعددة.

وتقول مصادر معنية إن الصورة المباشرة التي يتم التعاطي بها على الصعيد الاعلامي تتصل بواقع الكر والفر بين النظام في سوريا والمعارضة، في حين ان المشهد الاقليمي الذي يستند الى التطورات السورية اكثر تعقيدا بكثير من ذلك الذي يحدث في دول اخرى في معركة اقليمية سياسية حادة تتوزع محاورها بين ايران التي يتهمها الغرب بمساعدة النظام وتقديم المعدات له لقمع المعارضين السوريين، فيما يفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على ثلاثة مسؤولين عسكريين ايرانيين في هذا الاطار على نحو يثبت وجود معلومات لدى هذه الدول تفيد بتورط ايران ميدانيا الى جانب النظام السوري، على رغم استباق الوزير المعلم هذه الخطوة الاوروبية بنفي الدعم اللوجستي الايراني للنظام السوري. بين تركيا التي اضحت مواقفها متماهية كليا مع الموقف الغربي اي الاميركي والاوروبي من حيث نوعية الرسائل الموجهة الى سوريا، وبين الدول العربية التي ليس واضحا اذا كانت ستترك الصراع بين ايران وتركيا قائما حول سوريا ام هي ستتدخل في مرحلة نضوج ما للتطورات في سوريا من اجل اخراج حل تتفادى فيه ما حصل في العراق لعدم مشاركتها في اخراج الحلول الملائمة له في الوقت الذي يجري الحديث عن انتظار الدول العربية لقرار حاسم من الدول الغربية من اجل التعاطي على اساسه مع الحال السورية في مقابل الكلام الاوروبي الذي يعزو غياب موقف دولي محتمل من سوريا الى عدم وجود موقف عربي واضح من التطورات السورية مماثل لذلك الذي اتخذته هذه الدول من الوضع الليبي.

في اي، حال يسجل المراقبون نقيضين في المواقف الغربية ولو ان هناك تنسيقا معلنا وفقا للاتصالات واللقاءات التنسيقية التي يعلن عنها. فهناك الموقف الاميركي الذي يتصرف باسلوب معين في ظل هاجس الانتخابات الرئاسية المقبلة المرتقبة في تشرين الثاني من سنة 2012. وهذا الاداء ينعكس ليس على الموقف الاميركي من سوريا باعتبار ان الوضع في هذه الاخيرة والاستقرار فيها يشكل عاملا من عوامل الاستقرار بالنسبة الى اسرائيل، بل ايضا على الموقف الاميركي من انشاء الدولة الفلسطينية والتي اعلنت الادارة الاميركية معارضتها الموافقة على الحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول المقبل. ففي سنة التحضير للانتخابات الرئاسية التي يستعد الرئيس باراك اوباما لخوضها، يصعب الرهان على مواقف حاسمة لا ترتبط ارتباطا وثيقا بالانتخابات الرئاسية. وهناك الموقف الفرنسي الذي يقود التوجهات في داخل الاتحاد الاوروبي والذي يدفع قدما في الملف السوري في مجلس الامن كما في الملف الفلسطيني من زاوية خوض الرئيس الفرنسي انتخاباته الرئاسية في ربيع 2012، وذلك من حيث ابقاء الباب مفتوحا امام الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

 

معركة "حزب الله" المصيرية في دمشق

داود البصري/السياسة

معركة النظام السوري الوجودية مع ثورة الشعب الجبارة التي هزت الشرق القديم بأسره ليست من طراز المعارك الطارئة ولا الثورات والإنتفاضات أو الهبات المفاجئة التي تشتعل بسرعة وتخبو بسرعة, بل إنها ثورة شعبية تاريخية ذات دلالات إجتماعية وإنسانية تجمعت عناصرها ومكوناتها طيلة العقود الخمسة الدموية الأخيرة من تاريخ الكفاح الشعبي في الشام , وهو تاريخ معاناة شعبية عارمة ومتأصلة دفع ثمنها الشعب السوري من دماء أبنائه وبناته ومن مستقبله وحتى وجوده , لذلك فإن من يتطاول اليوم على حرية وأصالة وشرف ثورة الشعب فهو إنما يتطاول على تاريخ طويل من المجد والتألق والنضال والرجولة عرف به السوريون وتميزوا طيلة تاريخهم الطويل والمجيد, وغلمان النظام الصفوي الشعوبي الإيراني أوالتيارات واللوبيات الطائفية المريضة التي تناصب حرية الشعب السوري العداء والتوجس في كل من لبنان والعراق وبعض دول الخليج العربي ليسوا في حقيقتهم سوى هوائم وعوالق سيسحقها أحرار سورية تحت أقدامهم , لأن ثورتهم الشاملة لم تنطلق لكي تفشل, بل لكي تسمو فوق كل الرؤى والدلالات الطائفية والشعوبية المريضة ولتقدم دروس النصر المقبل الكبير كهدية ثمينة لكل الشعوب المسحوقة التي تتمرد على قوالب أنظمة الأصنام والقمع والتخلف والهزيمة, النظام السوري وهو يغوص حتى العمق في دماء السوريين الأحرار يعلم جيدا بأنه يسير في طريق النهاية الحتمية, كما يعي جيدا بإن ساعة الحقيقة قد دنت , وبأن العد التنازلي لإسدال الستار النهائي على نظام البعث الإستنساخي والشمولي قد بدأ وأقترب كثيرا فصل النهاية , لذلك فهو يتصرف اليوم بوحشية ملفتة للنظر من خلال تفعيل آلة القمع الدموية بأقصى طاقتها , ومحاولة توريط كل فئات الشعب السوري بتشابكات وجرائم وأحقاد ثأرية وهي لعبة الأنظمة الإستبدادية المفضوحة والمكشوفة , وسيقطع النظام كل المراحل ويتجاوز كل الخطوط من أجل محاولة الخلاص من الورطة القاتلة التي يعيشها , ولكنه تناسى بأنه مع كل نقطة دم سورية حرة مراقة ستتضخم ملفات النظام وستصبح المطالبات الشعبية بمحاكمته وإنزال القصاص بمجرميه مجرد فاصلة على الطريق , وأعتقد أن المتضرر الأكبر من نهاية النظام السوري الحتمية هي تلك الشبكة من العلاقات المافيوزية والإستخبارية والإرهابية التي أقامها النظام مع محاور الشر والجريمة والإرهاب في المنطقة وفي طليعتهم النظام الشعوبي الصفوي الإيراني وأدواته وإمتداداته المعروفة من خلال الأحزاب الطائفية العراقية العميلة , والإستثمار الإيراني الأكبر في المنطقة جماعة حزب حسن نصر الله الإيراني والمهيمن اليوم على الساحة اللبنانية وبما من شأنه أن يكرس إحتمالات تفجيرية رهيبة ستعيشها المنطقة في حال قيام ذلك الحزب بإرتكاب خيار إنتحاري شمشوني سيدفع الشعب اللبناني أيضا ثمنه من دماء وأرزاق اللبنانيين.

النظام في دمشق يعيش اليوم تداعيات السقوط الحتمي, فالدم السوري المراق مجانا قد قطع طريق العودة بالكامل على النظام, والإجراءات الترقيعية للنظام ستفشل لأنها ولدت ميتة أصلا وتدهور الخطاب الديبلوماسي السوري كما ورد على لسان وزير خارجية "الشبيحة" وليد المعلم قد وصل الى درجة البلطجة والغباء والعنجهية الفارغة المعبرة عن يأس قاتل لن تنفع معه كل مساحيق التجميل ولا تعويذات الدجل الاتية من طهران ولا وصفات الإنقاذ المقبلة من موسكو, والجيش السوري الذي حوله النظام لمجاميع من "الشبيحة" الإرهابيين المولغين بدماء الشعب الحر الأبي لن يسكت على الإهانة التي يتعرض لها وقد يفجر الموقف بين لحظة واخرى, فقد عودتنا أنظمة القهر على مفاجأة ربع الساعة الأخيرة , ويبقى الإحتياطي المضمون والجاهز لإرهابيي نظام المخابرات المهزوم هو الإحتياطي الايراني وامتداداته العربية خصوصا جماعة "حزب خدا "الذي قد يقوم بمغامرة على شاكلة مغامراته المعروفة السابقة بهدف تعكير الموقف وخلط الأوراق وإعادة ترتيب السيناريوهات ! وهي لعبة خطيرة ليس من السهولة التخلص من تبعاتها ولكنها رهان الخاسرين الأخير , "فحزب خدا" يعيش اليوم في رعب قاتل لأنه يقاتل في المعركة الأخيرة مع إحتمال صدور التقرير الأممي الخاص بجريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وسلسلة أخرى من القادة اللبنانيين ومسؤولية المخابرات السورية وعصابة نصر الله عن تلك الإغتيالات? وما سيتبع ذلك من تداعيات معروفة ولكنها رهيبة في نتائجها, على كل حال علينا توقع مختلف السيناريوهات الميتافيزيقية, فمعركة الشعب السوري من طراز المعارك التاريخية الكبرى التي ستؤسس لأوضاع إقليمية ودولية مختلفة بالمرة لكونها أعظم وأنقى ثورة شعبية عربية في التاريخ المعاصر للشرق الأوسط, ولبنان هو اليوم للأسف رهينة للخيارات الإنتحارية لغلمان الولي الإيراني الفقيه, أما نظام طهران فهو براغماتي حتى العظم , ولن يضيره أبدا رحيل النظام السوري ولا مصيره , فمصالحه القومية في النهاية ذات امتدادات دولية خفية وأجندات شيطانية.

الشعب السوري يخوض اليوم معركة التحدي التاريخية الكبرى , والنصر النهائي قاب قوسين أو أدنى, والسبب بسيط للغاية يتمثل في "إن الله يدافع عن الذين آمنوا".. فكيف والشعب يقدم بسخاء كل يوم باقات عطرة من شبابه على مذبح الحرية المقدس, لن ينتكس الأحرار, أما العملاء والغلمان فخيبتهم ستكون تاريخية بكل المقاييس.   

* كاتب عراقي   

 

نظام دمشق إلى متحف الرعب

أحمد الجارالله/السياسة

لم يعد ما تحققه الثورة السورية من مكاسب وعطايا يجزل بها النظام على الرعية, كما يريد تصويره الاعلام الرسمي السوري او كبار المسؤولين فيه, بل ان المتظاهرين يغيرون الان الفلسفة التي قامت عليها الدولة منذ أربعة عقود, ولهذا يشد" الشبيحة" والقتلة عصب القمع والتقتيل والتهجير, ويعيثون فسادا في المدن والبلدات والقرى دفاعا عن اقطاعياتهم التي بنوها من مال الناس وتعب الفقراء طوال كل تلك السنين, بينما ترك الشعب عربيا لمصيره من دون نصير غير تركيا التي فتحت حدودها لاستقبال الهاربين من جحيم انتقام قوات النظام الآخذ بالافلاس, والذي تتآكل شرعيته مع كل فجر جديد.

معادلة انتزاع الحرية بالدم القائمة حاليا في سورية ليست مسألة عابرة في تاريخ المنطقة الحديث, بل هي المفترق الذي منه ستتحدد الاتجاهات في العالم العربي ودول الجوار. والموقف التركي الانساني من الثورة السورية سيكون له عميق الأثر, ليس عند الشعب السوري وحده, بل عند الشعوب العربية والاسلامية التي تأخذ الان على حكوماتها وعلى الجامعة العربية صمتها وغضها الطرف عن المجازر التي تشهدها يوميا عشرات المدن والقرى وبمساعدة من ايران وإمعاتها في لبنان الذين اختاروا مناصرة القاتل ضد الضحية, ودعمه بكل ما يساعد على القمع والتنكيل, والذين أيضا يحاولون تبرير ما يجري تحت عنوان "المؤامرة على سورية" التي في الواقع لا يحتاج نظامها أصلا لمن يتآمر عليه بسبب زرعه الأحقاد طوال أربعين عاما في كل شبر من أرض الشام, أي أنه هو من تآمر على نفسه, وكل ذلك يدعونا الى الطلب من هؤلاء الخجل من أنفسهم, والتواري بدلا من الاستعراضات الاعلامية التي يمارسونها على شاشات الفضائيات لتلميع صورة نظام جزار.

نعم, سقط النظام السوري مع أول رصاصة أطلقها"شبيحته" على صدر مواطن أعزل في تظاهرة, وكل ما يفعله الان لن يجدي نفعا في إعادة الحياة اليه, لا من خلال الترهات حول الديمقراطية التي منها سيعلمون الشعوب, وفقا لهلوسات وزير الخارجية وليد المعلم الذي جعل نفسه راسم الجغرافيا الجديدة للعالم, فحذف قارات من على الخريطة , ولا من الوعد بالاصلاح الجذري للدولة او الدستور الجديد الذي وعد به الرئيس بشار الاسد, لأن الاثنين يتحدثان عن مسألة لم تعد في متناول يد نظام أصبح من الماض, بعد ان خرج مئات الالاف الى الشوارع للمطالبة باسقاطه, ومحاكمة رموزه, بل ان من يصيغ مستقبل الدولة السورية الجديدة هي تلك الاصوات المتحدية جبروت السلطة بصدر عار, وبقبضة خالية الا من ريح الحق بتقرير المصير من دون وصاية حزب بات من موجودات متاحف الرعب, ولا قبل له على قيادة الدولة والمجتمع.

لقد وضع الاتراك العرب أمام مرآة الحقيقة التي أظهرتهم بصورة بائسة, أكان لجامعتهم التي لم تعد معبرة عن نبض شارع يموج غضبا من الصمت على واحدة من أفظع مذابح العصر ترتكب بكل دم بارد في كل سورية,او تلك الحكومات التي مارست غريزة النعامة ودفنت رأسها في الرمال, ما جعل شعوبها تشعر بالعار لأنها لم تستطع ان تنصر الشعب المظلوم في سورية, وتركت الامر لدولة أجنبية مجاورة.

 

الخيارات الصعبة أمام النظام السوري

بقلم سليم نصار/النهار

ألم يعد أمام الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي من حل سوى العمل على تغيير النظام في سوريا، والاتيان بنظام آخر يفك الارتباط مع الدولة التي نقلت نفوذها من حدود روسيا الى حدود المتوسط في لبنان وفلسطين؟

من ابلغ التعليقات التي صدرت حول خطاب الرئيس بشار الاسد، كان التعليق التالي: انه دواء سياسي ناجع لولا ان مدة مفعوله قد انتهت، واصبح علاجاً عتيقاً لا يشفي الازمة المتنامية.

ويستدل من هذا التعليق الذي تناقلته الصحف الاجنبية، ان الدول الغربية الداعية الى تغيير جذري في طبيعة النظام، كانت تتوقع من الرئيس الشاب إحداث نقلة نوعية اكبر من الاصلاحات الموعودة. خصوصاً ان معايير التصنيف الاقتصادي، لا تزال تضع سوريا في عداد الدول الخارجة على معايير النظام العالمي، مثل كوبا وكوريا الشمالية.

وعقب تولي بشار الاسد رئاسة الجمهورية السورية خلفاً لوالده عام الفين، حاول تحديث صورة النظام الذي قاده حافظ الاسد منذ سنة 1970. وأعلن في خطاب القسم احترامه لحق الاختلاف في وجهات النظر، الامر الذي اعتبره "الحرس القديم" تجاوزاً للمادة الثامنة من الدستور السوري. اي المادة التي تنص على ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة. لذلك اضطر الى تجاوز هذه الخطوة في حينه، مستعيضاً عنها بخطوة اخرى تتمثل بفتح ملف الفساد والافساد. وبما ان غالبية المرتكبين كانت محسوبة على النظام وانصاره، فقد تعرّض الرئيس الجديد لتدخّل كبار المسؤولين الذين طالبوا بارجاء اعلان الاسماء، خوفاً من استغلالها لتشويه سمعة الحزب.

وفي صيف 2001 قامت الاجهزة الامنية باعتقال بعض رموز "ربيع دمشق" ممن توقعوا حدوث انفراج سياسي بعد التركيز على الديموقراطية في خطاب القسم. ولكنهم سرعان ما تبينوا ان حزب البعث ما زال يطبّق المادة الثامنة من الدستور منذ سنة 1963، وانه يحتفظ بدوره القيادي في الدولة والمجتمع.

ويستدل من مراجعة سلسلة النصائح التي قدمتها تركيا على لسان رئيس الجمهورية عبدالله غول ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان، ان دعوتهما للتغيير تركّزت على تعديل المادة الثامنة من الدستور. وهذا ما يعنيه الرئيس "غول" عندما يقول انه كان يتمنى لو قال الرئيس بشار ان بلاده ستنتقل الى نظام حزبي تعددي يكفل حرية الرأي لكل المواطنين. ومثل هذا الكلام كرره اردوغان بصيغ مختلفة. ولم يكن مؤتمر انطاليا الذي رعته انقره، اكثر من مسوّدة مشروع لصهر كل حقوق مكونات الشعب السوري في الدستور الجديد.

يرى المراقبون ان الصداقة المتينة التي تجمع بين الاسد واردوغان، والتي ترجمت الى عدة اتفاقيات سياسية واقتصادية وادارية ومائية... هذه الصداقة جعلت رئيس وزراء تركيا يتخطى دور الجامعة العربية وينصح صديقه بضرورة إحداث اصلاحات عاجلة على مستوى حزب السلطة او على مستوى مؤسسات الدولة. وقد دعم نصائحه بتخفيف صدى الحملات الاعلامية التي شنت ضد النظام السوري، وذلك باحتضان عشرة آلاف لاجىء هربوا من المدن والقرى الحدودية. واللافت ان تركيا تولّت وحدها مسؤولية ايوائهم واطعامهم، رافضة كل المساعدات الخارجية. يقول بعض المحللين ان اهتمام تركيا بالشأن السوري ناتج عن عدة اعتبارات سياسية وامنية واستراتيجية، اهمها:

اولاً - يتخوف اردوغان من استمرار العصيان الشعبي في سوريا بحيث تتحول التظاهرات اليومية الى اشتباكات مسلحة تدفع بآلاف الاكراد الى الهرب في اتجاه تركيا، في حين يهرب المسيحيون (عددهم مليونان) الى لبنان. وهذا يعني تعزيز تيار انفصال الاكراد في جنوب البلاد، الامر الذي يجبر انقره على انشاء منطقة عازلة يلجأ اليها الهاربون. خصوصاً ان عدد الاكراد في سوريا يربو على ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة.

ثانياً - في حال استمرت التظاهرات – نزولاً عند طلب قيادات المعارضة – طوال شهر رمضان المبارك، خصوصاً في ساعات الليل، فان دمشق وحلب مرشحتان للانضمام الى حملة الاحتجاجات. ويتوقع المراقبون تحرّك فاعليات الطبقة الوسطى ونقابات التجار والصناعيين الذين سيتأثرون حتماً بالأزمة الاقتصادية الخانقة.

ثالثاً - يتهم "حزب البعث" الحاكم في سوريا، قيادة "الاخوان المسلمين" بالعمل على تأجيج مشاعر المسلمين السنّة الذين يتعاطفون مع المعارضة في الارياف ومدن الاطراف. ولكن التهديد الذي وجهه بشار الاسد في خطابه الى المسلحين، أثبت انه عازم على ممارسة سياسة التحدي التي سبق لوالده ان مارسها في حماة سنة 1982.

رابعاً - طلبت تركيا من الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ، اعادة النظر في مضمون خطاب الاسد قبل اتخاذ موقف نهائي من الوعود التي قطعها على نفسه، مؤكداً ان التعديلات الدستورية رهن باتفاق المتحاورين. وحذّر اردوغان من مخاطر حشر الاسد في زاوية العقوبات، الامر الذي يؤدي الى انفجار حرب طائفية واسعة بين السنّة والعلويين والاكراد والدروز والمسيحيين. ويخشى اللبنانيون ان الحرب الطائفية داخل سوريا ستدفع "حزب الله" الى التدخل خارج الحدود، بحيث تمتد نار الفتنة الى لبنان – مثلما حدث سنة 1860 – من دون أن يكون هناك عبد القادر الجزائري ليحمي المستضعفين.

هذا، ولتفادي الوقوع في المطبات الطائفية، شكل الاسد "هيئة الحوار الوطني" من ممثلي احزاب سياسية مرخصة، على ان يتم اختيار من تقترحهم المعارضة من اجل صوغ التعديلات المطلوبة. وقد حظي الكتاب والمثقفون والمحامون بالمشاركة في وضع آلية الحوار.

وزير خارجية سوريا وليد المعلم عقد مؤتمراً صحافياً انتقد فيه دور الاتحاد الاوروبي، واعلن ان بلاده محت القارة الاوروبية من اطلسها. وقال ان فضاء سوريا الجديد سيكون في الشرق، اي في العراق وايران وافغانستان واوزبكستان الخ. وذكر أنه سيوصي بتجميد عضوية سوريا في الاتحاد من اجل المتوسط.

وكان بهذا الكلام يلمح الى عتبه الكبير على الموقف الذي اتخذه الرئيس ساركوزي من مسألة العقوبات وتجميد ارصدة العديد من الشخصيات السورية بمن فيهم الرئيس بشار الاسد. والسبب – كما تزعم الدول الاوروبية – انه قتل من مواطنيه 1300 شخصا، في معرض دفاعه عن نظامه، بينما اكتفى زين العابدين بن علي وحسني مبارك بالاستقالة، حرصا على دم الابرياء، ومعنى هذا ان الاسد قلّد معمر القذافي، لذلك يستحق معاملة مماثلة كالمعاملة التي مارسها الحلف الاطلسي ضد النظام الليبي. علما، بأن التدخل العسكري الخارجي عجز حتى اليوم عن حسم نهاية الحرب.

ولا بد من التذكير في هذا السياق، أن مصطلح "قتل الشعب" ابتدعه خبير قانوني يهودي يدعى رفائيل لمكين سنة 1944. وقد استخدم هذا المصطلح ليميز بين قتل اليهود اثناء الحرب العالمية الثانية وبين سواهم من البشر.

ولما جرى التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة سنة 1948، استخدم الاعضاء هذا المصطلح المريب للنهي عن محاولات القضاء على جماعة دينية او عرقية او قومية او عنصرية.

وقد تبين للمشترعين العرب ان هذا المعيار الذي وجد خصيصا ليهود المانيا النازية، لا ينطبق على المتمردين الذين يحاولون اسقاط النظام السياسي، ان كان في مصر او ليبيا او سورياّ!

ولكن اردوغان استفظع عمليات قتل المطالبين بالحرية والحقوق المدنية، ودعا صديقه بشار الى احترام مطالب الشعب، معتبراً انه دخل الى الحكم من ابواب الناس لا من ابواب جنرالات الجيش! وكان بهذا التلميح يشير الى القيادة المصغرة التي تضم عائلة الاسد وحلفاءه الاساسيين في الاجهزة العسكرية الامنية.

الى جانب قادة هيئة الاركان في سلاحي الجو والبر، يعتمد الرئيس الاسد على معارضة روسيا والصين لأي تدخل عسكري في بلاده. لذلك طالبت موسكو بضرورة اعطاء النظام السوري الفرصة الزمنية المطلوبة للمباشرة في الاصلاحات، مطلع الخريف. وربما تساعدها على تمرير المرحلة الصعبة خلال هذا الصيف، بعدما قررت زيادة قطع اسطولها في قاعدة اللاذقية البحرية، الامر الذي يقوي نفوذها في المتوسط.

بقي السؤال الاهم: هل تعطي الدول الغربية النظام السوري الفرصة الكافية لترتيب اموره مع المحتجين، ام ان استعداد المعارضة لاستئناف القتال كالمعارضة الليبية، سيقلب الموازين ويدفع الجيش الى مواصلة القمع والاعتقال؟!

الولايات المتحدة قررت التعامل مع ما يجري في سوريا بحذر وبطء لعل العقوبات وضغوطات الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي، تردع المسؤولين عن مواصلة التحدي. وقد عزت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون هذا الموقف الى سببين مهمين: الاول – ان سوريا دولة مؤثرة في محيطها، وقادرة على احتواء "حزب الله" و"حماس". وهي في الوقت ذاته، ستساعد اميركا على الخروج من العراق بأقل قدر ممكن من الاذى، اضافة الى تعاونها مع ايران لضبط الساحة اللبنانية.

ثانياً - عندما وعد الاسد بتهدئة الوضع الداخلي من طريق الانتخابات البرلمانية في آب واكمال الاصلاحات في ايلول، سارع الى تثبيت سيطرته على لبنان بواسطة "حزب الله" وحلفائه التقليديين.

وتحتفظ الادارة الاميركية بسبب ثالث قد يوظفه الرئيس اوباما لتجديد ولايته او لاقناع نتنياهو بضرورة الموافقة على الدولة الفلسطينية المزمع اعلانها في الجمعية العمومية. ذلك انها تعرف جيدا مدى الضغوط التي مورست على الرئيس الاسد من اجل فك ارتباطه مع ايران، بدءا بالمحادثات الفاشلة مع الجنرال كولن باول... وانتهاء بالاغراءات السياسية التي قدمها الرئيس ساركوزي عندما دعاه للاحتفال بذكرى الثورة الفرنسية في تموز 2008.

ولم يعد امام الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي من حل سوى العمل على تغيير النظام في سوريا، والاتيان بنظام آخر يفك الارتباط مع الدولة التي نقلت نفوذها من حدود روسيا الى حدود المتوسط في لبنان وفلسطين!

(كاتب وصحافي لبناني – لندن)

 

جان عزيز والحديث عن مصطفى جحا

أسعد أبو خليل/الأخبار

دأب جان عزيز في سلسلة من المقالات، على التطرّق إلى شؤون في الدراسات الإسلاميّة والفكر الإسلامي، لم تظهره إلا زائراً عابراً لها ــ لم أقل متطفّلاً عليها. وعزيز ناشط في إعلام التيّار الوطني، وقد يظنّ أنّ ملاحظاته التي تزداد في تحدّيها للتاريخ والعقيدة الإسلاميّة وفي حدّتها، تصبّ في تحالفات التيّار، لأنّها تتسم بطابع معادٍ للسنّة، كسنّة. لجان عزيز أن يستفزّ المشاعر الدينيّة، لا الطائفيّة فقط، للقراء، لكن ترويجه لمصطفى جحا استفزّ منّي على الأقلّ السياسة ومشاعر معاداة إسرائيل.

أريد أن أتفق مع جان عزيز على أنّ «الإسلام» (أو «إسلامدوم» على قول مارشل هودجسون في كتابه الموسوعي «مشروع الإسلام») الإسلام/ المؤسّسات الدينيّة المرتبطة بالسلطة السياسيّة بالإضافة إلى المشاعر الشعبيّة، لا يتمتّع هذه الأيّام برحابة صدر إزاء النقد أو حتى الدرس الجاد للدين وتاريخه. كان المُستشرق مونتغمري وات قد لاحظ في كتابه «العظمة التي كانت إسلاماً» أنّ «الإسلام» كان رحب الصدر في عزّ ازدهار الحضارة العربيّة ــ الإسلاميّة (وتلك الحضارة لم تكن إسلاميّة صرفة في إبداعاتها وإنجازاتها)، وبات متزمّتاً ومنغلقاً في العصر الراهن. يشعر المسلمون والمسلمات أنّ من واجبهم الدفاع عن الدين في وجه حملات غربيّة معادية، وأنّ نقد أوجه من الدين أو حتى من تفسير الدين مُحرّم بالقاطع. الحكومات الإسلاميّة والرأي العام الإسلامي بصورة عامّة ــ حتى لا نعمّم عن الملايين ــ يعترض بقوّة على أي ملاحظة نقديّة أو إهانة لمشاعر المسلمين، وخصوصاً إذا صدرت عن مراجع غربيّة، عريقة في التعصّب والعداء للإسلام. والدراسات الإسلاميّة في الجامعات العربيّة في حالة مزرية، وإنتاج الأطروحات قلّما يتّصف بالجدّة أو الجديّة الأكاديميّة، ومعظمها يندرج في نشر وتحرير غير دقيقين للمخطوطات القديمة. مراكز دراسات الإسلام في العالم العربي لا تختلف عن مكاتب الدعوة الإسلاميّة، وعن الترويج لنظريّات أمثال زغلول النجّار وغيره الذين يريدون أن يثبتوا أنّ النص القرآني تنبّأ باختراع الحاسوب والغسّالة الكهربائيّة. وحالة الضعف والحروب التي تُشنّ على العرب والمسلمين، تزيد من الضيق وعدم تقبّل النقد وتكفير بعض النقّاد والكتّاب. هناك حاجة لحلّ ما سمّاه ياسين الحافظ «عقدة الإسلام» في العالم العربي، وهناك حاجة لأن ينتج المسلمون (والمسلمات) دراسات جديّة عن الإسلام، حتى لا يقتصر درس الإسلام ونقده على المستشرقين، ومَن خلفهم في الغرب. من غير المبالغة القول إنّ حالة دراسة الإسلام في العالم العربي كانت أرحب وأوسع أفقاً مما هي عليه، والفورة النفطيّة مسؤولة هنا أيضاً.

لنتفق بداية أنّ الثقافة السياسيّة اللبنانيّة السائدة، وخصوصاً في فكر اليمين اللبناني الطائفي الذي تخرّج منه يوماً ما جان عزيز، تشرّب العقيدة الأساسيّة وفرضيّات الاستشراق المسيحي، أو أيديولوجيا العداء للإسلام. إنّ الاستشراق اليسوعي كان جزءاً لا يتجزّأ من الفكر اليميني الفينيقي الذي على أساسه تكوّن مسخ الوطن. والتعرّض المسيحي الكنسي للإسلام والمسلمين، جزء من الفكر التقليدي المسيحي (ولم يحد عنه البابا الحالي). وقد احتضن الاستشراق اليسوعي الفكري اليميني الطائفي وروّج لمعاداة الإسلام (يمكن مراجعة تاريخ مجلّة «المشرق» في هذا الصدد).

لكن جان عزيز ذهب بعيداً جداً، عندما كتب في مقاله «ما لم يقله أدونيس عن سوريا و«الدين»» عن «الحقد الكبير الذي يكتنزه العالم العربي والإسلامي، ضد كل شيء، وضد كل العالم، وضد نفسه». هل هذا تحليل أم ماذا؟ هذا القول لا يختلف أبداً عن نمط العداء المسيحي الغربي التقليدي للإسلام والمسلمين. نسأل عزيز: هل حقد الإسلام الذي يتحدّث عنه بتعميم، أكبر في تأثيراته وحروبه وويلاته من الحروب والاحتلالات الغربيّة المباشرة أو بالواسطة ضد العرب والمسلمين؟ وأين هي مكامن هذا الحقد؟ أيراها ولا يرى الحقد الغربي على الإسلام؟ وعندما يتحدّث عزيز عن المحرّمات في الإسلام ينسى أنّه يكتب ما يكتب في لبنان: الكيان الذي بُني على أسس من المحرّمات والحدود الكنسيّة. أي أنّ الأمر يرتبط بالنفوذ السياسي للمؤسّسات الدينيّة على أنواعها في لبنان، وليس فقط في العقيدة المحضة، كما يتصوّر عزيز. ينسى الأخير أنّ البطريرك الحالي هو من أحيا «الحرم الكبير»، ليعيدنا إلى مفاهيم من القرون الوسطى، لأجل أن يحرّم توجيه النقد لشخص البطريرك الماروني. ولكن يبدو أنّ عزيز ينتمي إلى مدرسة معروفة في الغرب من العلمانيّة الانتقائيّة: أي تلك المدرسة التي تُخضِع «الدين الآخر» لنقد قاسٍ، فيما هي تغفر لدينها خطاياه وجرائمه وأخطاءه. هناك في الأصوليّة المسيحيّة واليهوديّة في أميركا مَن يعظ المسلمين بالحريّات الفرديّة، من دون أن يلتفت إلى واقع التزمّت والتضييق في الأصوليّتيْن، كما أنّ البطريرك صفير أعطى عظة مرّة عن حقوق المرأة في الإسلام، استقى ما فيها من كليشيهات استشراقيّة، مُتناسياً تاريخاً طويلاً من قمع المرأة في الكنيسة (حتى لا نتطرّق إلى أهانة المرأة وتحقيرها الفائق، في العهد القديم).

لكن عزيز أطلق سلسلة مواقف مذهبيّة ضد الإسلام (أو ضد السنّة فقط، ربما، كي لا يحيد عن تحالفات التيّار الوطني الحرّ) في مقالة بعنوان «كلام المفتي قباني عن ميشال عون»، ولم يجد غضاضة في إطالة الحديث عن «الوجدان السنّي». هل هناك وجدان سنّي ووجدان كاثوليكي؟ هل ينزع عزيز إلى الإيمان بوجود صفات جينيّة تجمع بين عبد الله العلايلي وسعد الحريري، مثلاً، في بوتقة «وجدان سنّي»؟ ويجد عزيز ضالّته في الكليشيهات الاستشراقيّة التقليديّة التي ساقها برنارد لويس وغيره في صفوف السنة الأولى لدارسي الشرق الأوسط في الجامعات الغربيّة، فيقول: «حيث التوحيد في مفهوم الله يتجلى توحيداً مطابقاً ومقابلاً، بين المقدس والدنيوي في الفكر السنّي الإسلامي. وهذا مفهوم قرآني أصيل، وإن كان يجد في الفقه السنّي ذروته، بحيث يخضع كل أنشطة الإنسان والمجتمع للمفهوم الديني، من أركان الإيمان وصولاً إلى قصيدة لمحمود درويش أو أغنية لمارسيل خليفة أو رقصة لموريس بيجار». وهذا التعميم معروف لمن نهل من كتب الاستشراق، إما فرضاً أو نقداً، أي أنّ لا جديد هنا. لكن العلاقة بين الديني والدنيوي لم تكن على ما يصوّره عزيز في اختزاله: ناقش المجتمع حريّته وناضل، ليحفظ حيّزاً من سطوة الدين. يروي هاميلتن غيب في كتابه الموسوعي «المجتمع الإسلامي والغرب» كيف أنّ المسلمين أصرّوا على شرب القهوة عندما بدأت بالانتشار والشيوع في القرن السادس عشر، فيما أجمع العلماء على تحريمها و«قياسِها» بالخمرة. أو ليقرأ عزيز كتاب ماكسيم رودنسون «الإسلام والرأسماليّة».

ربّما كان من الأفضل لعزيز أن يطّلع على كتاب أكاديمي لجيمس بيسكاتوري بعنوان «الإسلام في عالم من الدولة الأمة»، كي يتيقّن أن الإسلام (وكأن هناك إسلاماً واحداً كليّاً، حتى ضمن المذاهب الإسلاميّة) يحتوي على عناصر متنوّعة لا تُختصر أو تُختزل بتعميمات تتناقض مع التاريخ المضطرب والمُتصارع والمُتناقض، ومع حاضر يحبل بالتناقضات والخلافات. ليس صحيحاً، مثلاً، أنّ القانون في المجتمعات الإسلاميّة، حتى في السعوديّة وإيران كما يثبت بيسكاتوري، هو كلّه شريعة، بل يتضمّن قوانين علمانيّة غربيّة، رغم السطوة الاحتكاريّة لقوانين الأحوال الشخصيّة الدينيّة. لا، لا يعيش المسلمون والمسلمات (سنّة أو شيعة) فقط تحت وابل من الأحكام الدينيّة، دون إدخال عناصر مدنيّة على حياتهم، ولا يقول هذا الكلام إلا من افتقر إلى علاقات اجتماعيّة مع شركائه المُفترضين في الوطن. أما قدرة عزيز على الإدماج بين «الوجدان السنيّ» والطبقة الثانية في مبنى «أوجيرو»، فهذا في باب الإعلام الحزبي. من يستطيع نفي سمة المذهبيّة الحادّة عن الوصل.

ويعتقد عزيز أنّ استشهاده بتعميمات أدونيس الاستشراقيّة وكلامه العام عن الحريّة (وهو يذكّر بكلام عام تقوله ملكات الجمال عن السلام العالمي) يعزّز وجهة نظره، أو يعطيه صفة أكاديميّة (لا يتمتّع بها أدونيس، ولا تتمتّع بها الأجزاء الأربعة من «الثابت والمتحوّل»). لكن عزيز يزيد في استفزازه (العلماني) لي في استشهاده ورثائه لمصطفى جحا. مصطفى جحا قد يكون غير معروف. يتساءل عزيز عن جحا: «هل من يجرؤ على ذكره، أو تذكر مقتله؟». فلنذكر مصطفى جحا، ولنأتِ على ذكر اغتياله. مصطفى جحا كان شيعيّاً في المذهب وفي الطائفيّة، ودغدغ المشاعر الكتائبيّة في الصميم لأنّه كان واحداً من الذين روّجوا للحزب خارج قوقعته الطائفيّة البغيضة. هذا دفع بجحا لطلب اللجوء إلى المناطق الخاضعة لنفوذ القوّات الفاشيّة المُوالية لإسرائيل، أثناء الحرب الأهليّة. ولكن أن يقحم عزيز اسم جحا مع أسماء لامعة مثل الحلّاج وصادق جلال العظم (على علات تحوّله الليبرالي)، فهذا غير موفّق بتاتاً.

يغفل الكاتب الدور السياسي لجحا الذي انتمى إلى منظومة القوى الموالية لإسرائيل وناصر اجتياح إسرائيل في عام 1982. هو الذي كتب عن الكتائبيّين الذين كانوا يُمعنون قتلاً على الهويّة وهي الفعلة التي ابتكروها: «الكتائب هؤلاء، المواطنون الصالحون المخلصون، الذين هم أبعد الناس عن الطائفيّة والتعصّب الطائفي، إلا إذا كان التعصّب للبنان...» (مصطفى جحا وجورج كسّاب، «فصول حول الفتنة اللبنانيّة»، ص. 162). هذا الكتائبي المُتعصّب، أي جحا، كان معادياً (على طريقة «حرّاس الأرز») للشعب الفلسطيني، ولامه حتى على قصف العدوّ الإسرائيلي لمخيّماته (ص. 214). هذا هو مصطفى جحا الذي يريدنا جان عزيز أن نتحدّث عنه. فلنتحدّث عنه.

مصطفى جحا لم يكن عالم اجتماع ولا أمدّ الدراسات الإسلاميّة بعون ولا بإسهام، بل كان مصنعاً للكراهيّة الدينيّة التي احتضنتها المناطق الخاضعة لسيطرة «القوّات اللبنانيّة» (الإسرائيليّة). كان تعصّب جحا ضد السنّة لا لبس فيه: ومقدمة الكتاب المذكور تتضمّن تنديداً بـ«التيّار العربي السفياني السنّي» (ص. 6). ولم يكن موقفه ضد الشيعة مختلفاً: فقد عزا فقر الشيعة إلى كثرة الإنجاب (ص. 87). لا بل إنّ جحا آمن بتفوّق العنصر المسيحي الجيني على العنصر الإسلامي، ورأى ضرورة مجاراة المسلمين للمسيحيّين في «حضارتهم ورقيّهم». كانت عقدة الدونيّة عميقة في ذات مصطفى جحا. إنّ هذا الموقف المُتعصّب (المُضاد) لجحا هو الذي يفسّر سبب ترحيب الميليشيات اليمينيّة، وبعض الأوساط الكنسيّة العريقة في كراهية الإسلام، به وفتح صفحات الجرائد اليمينيّة (بما فيها «النهار») لترّهاته. لو كان جحا يهين المسيحيّة كما كان يهين الإسلام والمسلمين، لقامت قيامة الكنيسة ولكانت قد دعت مجلس الأمن للانعقاد بصورة عاجلة.

لا، إنّ تقويم كتابات جحا لا ينبع من موقف ديني متزمّت، بل من موقف سياسي مرتبط بالعداء للمشروع الإسرائيلي الذي انخرط جحا وأولياؤه في «المنطقة الشرقيّة» فيه. وكانت المنطقة الشرقيّة تضخّ كمّاً هائلاً من كتب الكراهية والتعصّب ضد الإسلام في تلك السنوات، بالترافق مع تهجير المسلمين وقتلهم في تلك المنطقة. كان مصطفى جحا و«أبو موسى الحريري» (وهو اسم مستعار) ينشران كتباً من الكراهة ضد الإسلام والنصيريّة والدروز. ولم تتصف أيّ من الكتب بالنقد العلمي، أو بالاتزان كي يُدافع المرء عنها من منطلق علماني، لأنّ علمانيّة الاثنيْن كانت غير منسجمة أو مزيّفة. لم يكن مصطفى جحا يكتب من باب الفكر العقلاني الحرّ (على طريقة ابن الراوندي أو أبو بكر الرازي أو أبو عيسى الورّاق)، بل من باب الكراهية الدينيّة. إنّ كتابات جحا مثل كتابات أمثال «إرشاد منجي» في أميركا، وهي تدّعي الانتماء إلى الإسلام فقط من أجل ضخ التعبئة الدينيّة ضده، وإسباغ شرعيّة العارف بالبواطن على تحريضها. لا تختلف كتابات جحا البتّة عن الكتابات المسيحيّة المُعادية لليهود التي سبقت صعود هتلر.

لكن، لنقوّم كتابات جحا عن الإسلام. لم يكن جحا مدرّباً أكاديميّاً، وكان، رغم كثرة استشهاداته وحواشيه، جاهلاً بالعلوم الحديثة عن الإسلام وغيره. وكان، على سبيل المثال، يستعين بمفردات إنكليزيّة في غير معناها الأصلي. إنّ كتاب «محنة العقل في الإسلام» هو أشهر كتبه، وقد لمّح له جان عزيز في مقاله. ماذا نجد بين دفتي الكتاب؟ لم يأتِ الكاتب بجديد على الإطلاق، لكن رواج الكتاب يعود لرواج الكراهية الدينيّة والطائفيّة في لبنان أثناء (وبعد) سنوات الحرب، كما أنّ العقيدة المتنفّذة في «المنطقة الشرقيّة» تبنّت رسميّاً العداء للإسلام (وأبدع فيه بشير الجميّل في «السبت الأسود»، ثم يحدّثك كذابو حزب الكتائب المحترفون هذه الأيّام عن أن حربهم كانت ضد «الغرباء»، والمسلمون غرباء في نظر هؤلاء، وفي نظر من جمعهم البطريرك الراعي أخيراً في بكركي لبحث مسألة بيع أراضي المسيحيّين من «الغرباء» في الوطن).

لم يأت جحا بجديد في كراهيته الدينيّة. لقد استقى ونهل لا من نبع الاستشراق التقليدي الرصين، بل من الثقافة الشعبيّة الأوروبيّة المسيحيّة التي تمرّست في كراهية الإسلام والمسلمين. لكن ما الذي أعجب جان عزيز في كتابات جحا عن الإسلام يا ترى؟ هل في وصفه لشخصيّة محمّد بأنّها خليط من «الهموم والأحزان والوساوس والعقد النفسيّة، والاضطرابات العاطفيّة والكبت والحرمان والأوجاع العصبيّة» والجنون «بالعظمة»؟ (مصطفى جحا، «محنة العقل في الإسلام»، ص. 18). هل هذا يندرج في باب نقد الدين، الذي تحتاج منطقتنا إليه على ألا يوجّه سهامه إلى دين واحد ويجلّ ديناً آخر (على طريقة تبجيل المسيحيّة واليهوديّة في أميركا وتحقير الإسلام. هذه ليست علمانيّة أبداً، لأنّ العلمانيّة عندما تكون انتقائيّة تصبح كراهية دينيّة). إنّ كلام جحا تكرار للمبتذل من الكتابات الغربيّة التقليديّة ضد الإسلام كدين (مثل قوله إنّ «الاعتقاد بأنّ محمداً هو خاتم الأنبياء يعطّل مسيرة الإنسانيّة، كما يجعل الإنسان تافهاً ورتيباً ومطمئنّاً وبليداً»، ص. 49). ماذا كانت «المنطقة الشرقيّة» من بيروت وميليشياتها الطائفيّة ورهبانيّاتها فاعلة بمصطفى جحا لو أنّه قال كلامه هذا ضد المسيح؟ هل كانت قد استضافته ودعمت حقّه في التعبير؟ وهذا التعميم عن أكثر من مليار مسلم، ووصفهم بأقذع النعوت لا يختلف عن تعميمات عزيز في شأن كل العرب، عندما يصرّ على حشر دافع طائفي لكل عربي، حتى لو كان علمانيّاً أو زنديقاً (مثل زكي الأرسوزي). (حتى الشيوعيّون العرب، جعلهم جان عزيز كلّهم طائفيّين ومتديّنين، إلا إذا كان يتحدّث عن شيوعيّي عائلة الحريري. لا يا جان عزيز: هناك شيوعيّون عرب ملاحدة، ولم يكن تقبيل جورج حاوي للصليب وإنحناؤه أمام أحبار الكنيسة يعبّر عن موقف كلّ الشيوعيّين العرب أبداً).

إنّ كتابات جحا عن محمّد هي عبارة عن إهانات وتحقير، وعزيز يحتاج لتفسير إعجابه بها؛ إذ إنّ جحا يقول مثلاً: «هذا (النبي)، الذي لا يملك سوى التخويف من النار والتهويل بها، كيف ترضاه الإنسانيّة خاتم الأنبياء» (ص. 56). يبدو أنّ الجهات المسيحيّة المتعصّبة التي استضافت وروّجت لجحا ميّزت بين نار الإسلام ونار المسيحيّة، كي تقبل بالسخرية من الأولى فقط. لكن جهل جحا لا يقتصر على العلوم الاجتماعيّة؛ إذ إنّه جاهل أيضاً بالعلوم الطبيعيّة. فهو يكرّر أسطوانة مبتذلة من القرون الوسطى تحاول أن تعزو ما يعدّه المسلمون والمسلمات لحظات نبويّة في الإلهام الربّاني إلى داء الصرع. وجحا الجاهل قلّد الكتابات المسيحيّة القديمة ضد الإسلام ناسياً: 1) أنّ التأريخ المعاصر لسيرة محمّد يتفق أنّه لم يبدُ على محمّد أي من عوارض داء الصرع (راجع مثلاً سيرة محمّد لمكسيم رودنسون أو تلك لمونتغمري وات). 2) أنّ داء الصرع ليس عيباً، وهو لا يؤثّر على القوى العقليّة للمصاب، لكن مستوى إدراك جحا الطبّي لا يتعدّى مستوى الكهنة في قرية أوروبيّة في القرون الوسطى. 3) إنّ جحا يدرج الصرع في باب ما يسمّيه جهلاً «الشذوذ النفسي» (ص. 109).

ويستفيض جحا في إهاناته ويتحدّث عن اغتصاب محمّد لـ«الطفلة عائشة»، ويعيد رواية زينب بنت جحش، وكل هذا يؤكّد أنّ جحا لم يأت بجديد من عنده إطلاقاً، بل ترجم إلى العربيّة إهانات مبتذلة، صدرت عن مجتمعات غربيّة مسيحيّة عبر القرون ضد الإسلام والمسلمين. إنّ كلّ إهانات جحا ورواياته (حتى عندما يتحدّث عن موقف محمّد من الأثرياء) معروفة لمن درس الكتابات المسيحيّة باللاتينيّة عن الإسلام والمسلمين (يجب مراجعة كتاب أر. دبليو سذرن، «النظرات الغربيّة للإسلام في القرون الوسطى»)، وهو يتجاهل كل القرائن التي لا تخدم قضيّته السياسيّة الدينيّة (كأن يشوّه موقف الإسلام من الفقراء أو كنز الأموال، إلخ). لكن كتابات جحا فيها بعض الهزل المضحك: عندما يتطرّق إلى تحليلات فرويد إو إلى علم الاجتماع. هنا، تعلم أنّ مهمة مصطفى جحا من قبل ماكينة الحرب الإسرائيليّة في «المنطقة الشرقيّة» تعثّرت بسبب جهله العميق بالموضوعات، وافتقاره إلى العلم والمعرفة. والطريف أنّ جحا يستشهد بكتابات «أبو موسى الحريري»، وهي مثل استشهاد أنطوان لحد بمواقف سعد حدّاد.

صحيح، إنّ نقد الأديان وخدش مشاعر المؤمنين (والمؤمنات) والملحدين (والملحدات) أمر صحّي، ويدخل في حيّز النقاش العام وحريّة التعبير. ومن المؤسف أنّ بغداد في بعض سنوات العصر العبّاسي شهدت انفتاحاً ورحابة صدر لا تشهدهما المجتمعات العربيّة اليوم. والنفوذ الهائل للمؤسّسات الدينيّة (لا الإسلاميّة فقط) في بلادنا يحتاج إلى تقويض، على الأقل. لكن الانتقائيّة في نقد الدين، وخصوصاً عندما تصدر عن جهات سياسيّة ذات تاريخ عريق في التعصّب والكراهيّة، تفضح النيّات السياسيّة لمشروع يزيد من حدّة التوتّر في المجتمعات. لم يخطئ جان عزيز عندما طالب بالحديث عن مصطفى جحا. لكنّه أخطأ في إسباغ صفة نبل وعقلانيّة على مشروع لا يتصف بالنبل ولا بالعقلانيّة.

http://www.al-akhbar.com/node/15394

* أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا

(موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)

 

نص كلمة السيد حسن نصرالله التي بثها تلفزيون "المنار" مساء يوم الجمعة 24بتاريخ /6/2011

نقلاُ عن موقع حزب الله/المنار

24 حزيران/2011

محرر الموقع

اكد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في كلمة مباشرة مساء اليوم عبر قناة المنار ان القول بأن الحكومة الحالية هي "حكومة حزب الله مجاف للواقع ويستخدم للتحرض الطائفي والمذهبي والقول ان حزب الله الشيعي يسيطر على الدولة والمقصود استفزاز الطوائف الاخرى".

واكد السيد نصر الله ان "هذه الحكومة ليست حكومة الحزب الواحد واللون والواحد ولو كانت كذلك لتشكلت خلال ايام قليلة، ولو أتينا للحقيقة سنجد أننا أمام حكومة حزب الله له فيها وزيران، هذه ليست حكومة اللون الواحد بل حكومة ائتلاف وطني عريض متعدد الألوان.

وتوقع السيد نصر الله قرب انجاز البيان الوزاري وقال "موضوع البيان الوزاري لن تكون فيه مشكلة وبفعل الثقة المتبادلة سينجز البيان الوزاري وستحصل الحكومة على الثقة المطلوبة وتذلل من أمامها العقبات المفترضة"، مؤكدا "اننا فريق واحد في الحكومة ومتققون على الخطوط العريضة التي سيعبر عنها البيان الوزاري".

وشدد سماحته على ان حكومة ميقاتي هي من صنع لبناني  100% ولم يكن هناك اي تدخل خارجي مساعد لتشكيل الحكومة بل كان هناك إعاقة خارجية. واكد اننا سنعمل بكل تعاون وجد مع الرئيسين سليمان وميقاتي لتكون لدينا حكومة ناجحة ومفيدة وخادمة للشعب، مشيرا الى ان الأولوية للحكومة هي للعمل داعيا  كل مكونات الحكومة للتكاتف مؤكدا ان هناك أمورا كثيرة نستطيع ان ننجزها.

وحول اعطاء الرئيس بري من حصته الوزارية قال السيد نصرالله ان  خطوة الرئيس بري بالتضحية بوزير مقدرة على المستوى الوطني والشيعي وأعطت الفرصة الكاملة لتشكيل الحكومة .

الخرق الاستخباري

واعلن السيد نصر الله من جهة ثانية انه "حيث عجز الاسرائيلي عن اختراق بنية حزب الله استعان بجهاز المخابرات الاميركية (CIA)" متحدثا عن حالات ثلاثة للتجنيد من قبل المخابرات تم اكتشافها في حزب الله. وقال "ما بين ايدينا الان ليست حالات عمالة لإسرائيل كما اشيع، وبناء على التحقيق والمعطيات لدينا 3 حالات: حالتا  تجنيد من السي آي اي من قبل ضباط  يعملون تحت صفة دبلوماسيين في السفارة الاميركية التي ثبت انها وكر تجسس، وثالثة  لا زلنا نتثبت من علاقتها، وهذه الحالات هي :

-أ. ب: قبل 5 اشهر تم تجنيده من قبل ضابط سي اس س اي واعترف بعلاقته مع السي آي اي

-م. ح : تم تجنيده منذ فترة اطول واعترف

- م.ع: تاكدنا من ارتباطه الامني مع جهة خارجية لكن ما زلنا ندقق هل هي جهة مخابراتية اميركية ام اوروبية ام اسرائيلية. واكد السيد نصر الله انه بناء على ما تقدم، العدد هو 3 ولو أكثر كنا سنقول ونحن نملك شجاعة أن نقول الحقيقة، ووصل الأمر ببعض وسائل الإعلام العربية لتتحدث عن 100 جاسوس". واشار السيد نصر الله الى عدة نقاط في شأن من تم كشفهم:

- ليس بينهم احد من الصف القيادي الاول

- ليس بينم رجل دين على الاطلاق

- ليس بينهم احد من الحلقة القريبة من الامين العام لا امنيا ولا عمليا

- ليس لاحد منهم علاقة لا بالجبهة ولا بالوحدات العسكرية الحساسة او الصاروخية التي يسعى الاميركي والاسرائيلي لجمع معلومات عنها

- لا يملك اي من هؤلاء معلومات حساسة يمكن ان تلحق ضررا ببنية المقاومة فهم ليسوا موجودين في مواقع مسؤولية حساسة من هذا النوع

- لا علاقة لاي من المتهمين الثلاثة بموضوع اغتيال الشهيد القائد مغنية

- لا علاقة لاي من المتهمين بملف المحكمة الدولية

وفي التقييم الامني اعتبر السيد نصر الله ان من الواضح ان العجز الاسرائيلي في خرق حزب الله ما زال موجودا، وان الاجهزة الامنية الاسرائيلية تعرضت لضربات قاسية على الساحة اللبنانية فلجأت الى السي آي اي خاصة ان ضابط السي آي اي محمي ومحصن وحريته في الحركة كبيرة.

ولفت الى ان ما تم طلبه من معلومات من هؤلاء هي معلومات لا تفيد اميركا بل هي تفاصيل عيكرية وامنية تهم اسرائيل في اي حرب او تواطؤ على المقاومة او قيادات وكوادر المقاومة، وهذا يشير الى ان السي اي اي في خدمة الاجهة الامنية الاسرائيلية. واكد السيد نصر الله ان الاهم ان يقوم الجهاز الامني في حزب الله بكشف هؤلاء الاشخاص لذلك نحن امام انجاز امني للمقاومة، كذلك هذا الامر يسلط الضوء على وكر الجاسوسية في عوكر.

ورأى اننا دخلنا في مرحلة جديدة حيث كنا في مواجهة امنية مع العدو الاسرائيلي لكن ان نصبح هدفا مباشرا للمخابرات الاميركية بهذا الشكل يضعنا امام مرحلة جديدة من صراع الادمغة الامنية. وقال السيد نصرالله اننا  يجب أن نعرف أن المقاومة مستهدفة من أجهزة مخابرات عربية وغربية اضافة الى الموساد.

واعلن السيد نصر الله اننا  سنقوي حصانتنا أكثر من أي وقت مضى وسنحبط كل الجهد الأمني الأميركي وغيره وستبقى المقاومة منيعة وصلبة وقادرة على صنع الانتصار .

المناورات

وتطرق السيد نصر الله الى المناورات العسكرية الصهيونية واشار الى انه عندما يصل الاسرائيلي الى  لحظة يحتاج فيها الى تغيير معادلات في المنطقة قد يشن حربا لذلك علينا التنبه، ولفت الى ان اسرائيل ذات طبيعة عدوانية وعندما تتحضر بهذا المستوى يجب ان نكون حذرين ومنتبهين. لكنه شدد على ان  المقاومة تجعل الاسرائيلي يفكر الف مرة قبل أن يأخذ قرار الحرب.

وقال ان الاسرائيلي كان دائما يذهب لمعركة أيام واليوم يعترف بأنه غير قادر على الحسم ولذلك عندما يناور في الجبهة الداخلية يتحدث عن سيناريوهات لحرب قد تطول بضعة أشهر وتخيلوا كيف سيتحمل هذا الداخل الاسرائيلي حربا لعدة أشهر . واضاف: ان مناورة  تحول 5 اقرار اسرائيلي بعدم القدرة على الحسم السريع و اقرار اسرائيلي بأن العمق بكل مكوناته بات مهددا ولا يمكن حمايته مشيرا الى ان العدو فقد القدرة على حماية الجبهة الداخلية عسكريا لذلك اصبح هناك وزارة للجبهة الداخلية. واكد ان تحول-5 هي إقرار اسرائيلي قاطع بأن الجبهة الداخلية باتت جزءا من أي حرب مقبلة.

واشار سماحته الى ان كل مناورات اسرائيل نتاج لهزيمتها ومناورة نقطة تحول -5 وهي الخامسة منذ عدوان تموز هي تحول في العقيدة الأمنية والقتالية وتحول بنيوي بالنسبة للكيان الاسرائيلي وهذه السنة شملت كل فلسطين المحتلة.

التطورات في المنطقة

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى انه "في العالم العربي هناك من يتآمر على المقاومة في غزة، ويحاصرها مالياً وسياسياً، ويشوه صورتها ويتتبع أي ثغرة أو نقص أو عيب ليكبّره، وينال من المقاومة في غزة، بدل أن ينظر اليها كواحد من مواقع الكرامة، وكذلك بالنسبة لحركة المقاومة في لبنان ومئات ملايين الدولارات التي تنفق لتشويه صورة هذه المقاومة".

واكد ان "إيران تشكل بالنسبة لإسرائيل هاجسا حقيقيا ومنطلقا لرعب وجودي، وهناك من يعمل في العالم العربي والاسلامي لشيطنة ايران خدمة لـ"إسرائيل" ودفاعاً عن مصالحها".

السيد نصر الله اشار الى انه في مظلومية البحرين نرى أفقا مسدودا وفي ظل الصمت الدولي واضاف: لكن في كل الأحوال الأمور لا يمكن أن تستمر على هذه الطريقة. واضاف:  في البحرين مئات الشهداء والجرحى وآلاف المعتقلين ولم يستخدموا ولا حتى سكين وقادة المعارضة السياسية السلمية يحكم عليهم بالسجن المؤبد .

وقال: في سورية، أتى الأسد وقال أنا مستعد للإصلاح ووضع آلية للإصلاح وأصدر عفوين عامين، مشيرا الى انه مهما فعل الأسد لن يقبل منه لا دوليا ولا بعض المعارضة السورية.

واكد السيد نصر الله ان النظام السوري من خلال تحالفاته مع ايران ومع حركات المقاومة في المنطقة وانسجامه مع مزاج شعوب هذه الأمة استطاع أن يسقط أخطر المشاريع الأميركية والاسرائيلية. واضاف: في دول الطوق سوريا وحدها النظام الممانع وهناك أنظمة عربية لها موقف سياسي جيد ولكنها بعيدة ومبتلاة بمؤامرة التقسيم والضغط الدولي.

ولفت سماحته الى ان التواطؤ أو العمل على اسقاط هذا النظام المقاوم الممانع في سورية هو خدمة جليلة لاسرائيل والسيطرة الأميركية الاسرائيلية على المنطقة.

وأعاد سماحته  النداء للشعب السوري أن يقرأ ما يجري في المنطقة وأن يدرك حجم الاستهداف لسورية كوطن وموقع قومي ويتصرف على هذا الأساس.

 

 نص كلمة سماحة السيد نصرالله عبر شاشة "المنار" مساء يوم الجمعة 24/6/2011 كاملاً:

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه الأخيار المُنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

 

في هذه الليلة لدي عدد من الموضوعات التي أعتقد أنه من المهم أن أتحدث عنها لما لها من تأثير في واقعنا الحالي سواء على المستوى المحلي أو المستوى الإقليمي.

كما هي العادة أنا انظم فهرساً للذي سيتابعنا:

الموضوع الأول: سأتحدث قليلاً عن الوضع الحكومي خصوصاً لجهة الحديث أنها حكومة حزب الله.

ثانياً: شبكات التجسس التي أثيرت في المدة الأخيرة والحديث عن هذا الأمر داخل حزب الله، داخل البنية التنظيمية لحزب الله.

ثالثاً: ساتحدث عن (مناورات العدو) تحوّل خمسة.

رابعاً: الوضع العربي، وأخص بالذكر الوضع السوري.

 

نبدأ من الحكومة: في الحقيقة أنا أريد أن أقدّم توصيفنا للحكومة الحالية ولما جرى ونظرتنا إليها وبالتالي كيف سنتعاطى معها خلال المرحلة المقبلة وكيف يتعاطى معها الأخرون.

تحت عنوان الحكومة هناك عدة نقاط:

 

النقطة الأولى: كما أكد مَن سَبَقَنا أنا أريد  أيضاً أن أؤكد من موقع المسؤولية أن حكومة الرئيس ميقاتي التي تشكلت هي صناعة لبنانية مئة بالمئة، ولم يكن هناك أي تدخل خارجي مساعد لتشكيل الحكومة.

نعم كان هناك إعاقة خارجية، ضغوط خارجية لمنع تشكيل الحكومة، ولكن الحكومة تشكلت بإرادة داخلية. لعلها المرة الأولى أو من المرات النادرة ـ إذا كنت أود الاحتياط ـ وأقول نعم هذه حكومة صناعة لبنانية مئة بالمئة.

التأخير الذي حصل لعدة أشهر سببه التعقيدات الداخلية، وعندما تمت معالجتها تشكلت الحكومة، وكان أيضاً من الأسباب الضغوط الخارجية التي يمكن أن يتجاوزها أي صاحب إرادة عندما تتكامل وتتحد الإرادات الداخلية.

بالنسبة لسورية، باعتبار أن بعض الأطراف في لبنان عندما لا تتشكل الحكومة يقولون سورية تمنع تشكيل الحكومة أو إيران تمنع، يتهمون سورية وإيران. الاتهام بالتأخير أو بالتأجيل أو بالتعطيل، طبعاً نحن يلحقنا نصيب. وعندما تتشكل يقولون: صدر القرار بتشكيلها. هؤلاء هم يتصرفون بحقد، ليس على أساس قراءة سياسية واقعية. في كل الأحوال هذا افتراء وظلم. منذ البداية أنا اعرف أن الإخوة في سورية كان لهم مصلحة أكيدة في أن تشكل الحكومة في لبنان منذ اليوم الأول، وهذه مصلحة لبنانية ووطنية بالدرجة الأولى قبل أن تكون مصلحة سورية أو عربية. لم يدفعوا إلى أي تعطيل أو إلى أي تأجيل. لم يتدخلوا، لم تكن لديهم أي مطالب وكانوا سعداء جداً بأن هذه الحكومة قد  شُكّلت وكذلك الحال بالنسبة للإخوة في إيران.

وشكلت الحكومة. الحمد لله. هنا أيضاً يظهر فشل رهان جديد من رهانات فريق الرابع عشر من آذار. كما تحدثنا في أحد الخطابات، عدّدنا له هنا أخطأت وهنا أخطأت وهنا أخطأتم، وما زالوا يخطئون، يراهنون رهانات خاطئة. من جملة رهاناتهم الخاطئة كان أن الأغلبية الجديدة لن تستطيع أن تشكل حكومة وبالتالي وعدوا الناس بأشهر وبأن هذه الأغلبية عاجزة عن تشكيل حكومة وأن الرئيس ميقاتي لن يتمكن من تشكيل حكومة، وفي نهاية المطاف سيعتذر وبالتالي سيعود صاحبهم الذي ينتظرون.

النقطة الثانية المتعلقة بعنوان الحكومة هي الحديث الدائم من فريق الرابع عشر من آذار، وما يصدر إلى الخارج والخارج يتبنى تقريبا نفس الأدبيات لأنهم محور واحد، ساعة الحديث بأن هذه الحكومة هي حكومة حزب الله وطورا أن هذه حكومة النظام السوري أو حكومة الرئيس بشار الأسد أو ما شاكل.

 

سنتحدث بداية عن حزب الله: بالنسبة لنا أنا أحب أن اقول لكم: لا  يضيرنا هذا. إذا كنتم تعتقدون أننا منزعجون فنحن لسنا منزعجين. بالعكس، هذا فخر لنا أن تكون هذه الحكومة بما فيها من رجالات، بما فيها من تمثيل حقيقي لقوى سياسية وازنة، بما فيها من قوى وتيارات سياسية أساسية في لبلد بما يعبر واقعاً عن أغلبية شعبية حقيقية، إذا أرادوا  تسميتها حكومة حزب الله نحن لا "نزعل" وهذا بالنسبة لنا مدعاة اعتزاز أو افتخار. ولكن الحقيقة هي ليست كذلك. مرة نقول ما هي الحقيقة التي تعرفونها جيّداً، ومرة نقول إذا قلتم هذه حكومة حزب الله من أجل العمل على إزعاج حزب الله. أبداً، نحن لسنا منزعجين،  وتكونون بهذا عندها تعطوننا زائداً، وأنتم تتحدثون دائماً عن فائض القوة العسكرية، تعطوننا فائض قوة سياسية عندما تصوّرون للعالم كله أن الذي يحكم لبنان وحكومة لبنان والذي يمسك بالدولة هو حزب الله. هذا تضخيم سياسي للحزب ونحن لسنا مقتنعين به. لكن "ممنونين صيت الغنى أفضل من صيت الفقر"، لكن لو أتينا إلى الحقيقة سنجد أننا أمام حكومة فيها لحزب الله وزيران، وزير مع حقيبة ووزير دولة. الوزراء الباقون كلهم أصدقاء ونحترمهم ونتعاون معهم. هذه ليست حكومة اللون الواحد، هذه حكومة ائتلاف وطني عريض مؤلفة من مجموعة قوى  سياسية وازنة ومتعددة الألوان. لا أود الدخول بالأعداد وغير مناسب الحديث عنها. هناك حرص على  أن نعمل جميعاً كفريق واحد مع تعدّد ألواننا وأود أن ألفت أنه ليس من الصحيح تقسيم الحكومة الحالية  في داخلها إلى أكثرية معينة وإلى أقلية معينة، نحن في الحكومة الحالية لسنا أكثرية ولسنا أقلية،  نحن فريق واحد ملتقون على الخطوط العريضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية والأمنية التي سيعبر عنها البيان الوزاري. ولكن في التفاصيل كل جهة لها آراؤها التي قد تلتقي مع جهات أخرى وقد تختلف مع جهات أخرى هناك بينما في موضوع آخر قد تلتقي هنا وتختلف هناك. هذا هو حقيقة الأمر، لذلك فإن الإصرار على تسميتها بحكومة حزب الله هو مجافٍ للحقيقة والواقع وإنما له استهدافات أخرى:

واحد من استهدافاته هو محاولة استخدام هذا الشعار للتحريض الداخلي وخصوصاً التحريض المذهبي والطائفي كأن  يقال ـ ونتحدث بصراحة ـ أن حزب الله الشيعي هو الذي يسيطر على الحكومة وعلى الدولة، فيا أهل الطوائف الأخرى أين انتم؟

المقصود من هذا الشعار ومن هذا العنوان هو فقط استفزاز الطوائف الأخرى وهو يأتي في سياق التحريض المذهبي والطائفي الذي اعتاد عليه الفريق الآخر وعاش عليه الفريق الأخر ويراهن عليه الفريق الآخر، رهان فاشل إن شاء الله.

وأيضا تحريض ما يسمى بالمجتمع الدولي أو الدول الخارجية. الخارج، أمريكا، الغرب، بعض الدول العربية بالتحريض الداخلي لن يصل إلى نتيجة لأن الناس يعرفون ما هي تركيبة الحكومة وما هي التشكيلة ولكل طرف من هم وزراؤه ومن "يمون" على من ومن يسمع لمن، وان الأمور ليست كما يحاول هذا الفريق أن يصوّر وهذه ليست حكومة الحزب الواحد ولا اللون الواحد ولا حكومة شمولية ولا شيء من هذا القبيل، ولو كانت كذلك لتشكلت في أيام قليلة وخلال ساعات طبعت بيانها الوزاري وأخذت الثقة، خلال أسبوع واحد على ابعد تقدير.

 

أما في  موضوع التحريض الدولي أنا أقول أيضاً لهذا الفريق، أنتم مشتبهون وملتبسون، أنتم تخطئون عندما تحرضون العالم على لبنان تحت عنوان أن هذه الحكومة هي حكومة حزب الله. أنتم تلحقون الضرر بلبنان، بشعب لبنان وباقتصاد لبنان وليس بحزب الله كجهة محددة. دخلنا الصيف، هناك موسم سياحي. كنتم دائماً تجادلوننا بالموسم السياحي. التوتير السياسي بالشكل الذي يحصل أجّلوه شهرين أو ثلاثة لتعطوا الحكومة فرصة وتكونون أيضا تريحون البلد.

أنا أقول لكم بصراحة: تحريض الخارج على لبنان يضرّ بلبنان وبشعب لبنان، ولا يضر  بحزب الله كجهة على وجه التحديد، لأنكم تعرفون أنه ليس لدينا مصالح اقتصادية في الخارج على الإطلاق. ليس لدينا أي أموال في الخارج، وأي ممتلكات في الخارج على الإطلاق، وأيضا حتى في لبنان نحن ليس لدينا بنوك ولا يوجد بنك لنا ولسنا شركاء مع أي مصرف، ليس فقط لأسباب مالية وإنما أيضاً لأسباب شرعية أنتم تعرفونها، وليس لدينا أموال في المصارف. وحتى في لبنان ليس لدينا مشاريع استثمارية. بالمناسبة وبين هلالين "تكون فرصة لأقول للناس جميعاً: ليس لدى حزب الله أي مشاريع استثمارية في لبنان وفي خارج لبنان" في لبنان قد يكون هناك أشخاص أغنياء هم من إخواننا، من أصدقائنا، تجار يقومون بمشاريع كما كل التجار الذين يقومون بمشاريع. لكن إذا قال أحد لكم إن هذا المشروع لحزب الله فهذا غير صحيح وليس صدقًاً على الإطلاق. نحن خارج هذا الموضوع.

في كل الأحوال عندما تحرّضون الخارج ليتخذ إجراءات ضد لبنان سيضغط على المصارف في لبنان وعلى الاقتصاد في لبنان وعلى المساعدات في لبنان. من سيتضرر؟ الدولة كدولة، الشعب كشعب، البلد كبلد. أما هذا الحزب بالتحديد، هذه المقاومة بالتحديد فقد تكون أقل الجهات تضرراً، وبالتالي انتم لا تقومون بعملية سياسية ديمقراطية، ومعارضة بنّاءة كما تدّعون لأن الوسائل التي تريدون استخدامها هي وسائل غير شريفة وهي وسائل غير مشروعة. في أي مكان في العالم تشكّل حكومة تعطى فرصة. نحن أعطينا حكومة الرئيس سعد الحريري عاماً، أنتم لستم حاضرين أن تعطوا أسبوعاً واحداً للرئيس نجيب ميقاتي. أعطوه ستة أشهر أو سنة أو ثلاثة أشهر. لكن من قبل تشكيل الحكومة أنتم بدأتم الهجوم على هذه الحكومة. لا مشكلة. هذا حقكم الطبيعي أن تعارضوا في البرلمان وحتى أن تعارضوا في الشارع.

 

ليس هناك مشكلة وهذا من الحق الطبيعي لكم أن تعارضوا في البرلمان وحيث شئتم أنا دائما أنصح كما كنا ننصح أنفسنا وحلفائنا وجوب تجنب التحريض الطائفي والمذهبي لأنه سيف ذو حدين واعلموا أيضا أن الرهان دائما على الخارج  سيفشل كما فشل عدة مرات في السابق أنتم دائما كانت رهاناتكم على الخارج دائما،  كان رهانكم على الهجمة الأمريكية على المنطقة وكنتم تدعونها على كل المنطقة وأن تأتي إلى دمشق، كذلك كان رهانكم على الحرب الإسرائيلية على المقاومة في عام 2006 كما راهنتم وما زلتم تراهنون عل التطورات الدولية، والآن التي تتحدثون عنه في مجالسكم وخطاباتكم وتعميماتكم السياسية الداخلية نتيجة عجزكم الداخلي أنتم تتحدثون عن رهان سقوط النظام في سوريا، انتم تعيشون على رهانات خارجية سواء كانت إيجابية أو سلبية وأنا أقول لكم كل رهاناتكم كما فشلت رهاناتكم في السابق.

 

النقطة الثالثة: في العنوان الحكومي في مسألة البيان الوزاري لم تكن هناك مشكلة خاصة بطبيعة الحال إن البيان الوزاري لم يستغرق نقاشة أكثر من اسبوع أو عشرة ايام وعادة البيانات الوزارية تستغرق وقتا وبفعل الثقة المتبادلة بين مكونات الحكومة وأيضا مع دولة الرئيس ميقاتي والحوار الإيجابي أنا أعتقد لم تكن هناك مشكلة وإنشاء الله سينجز البيان الوزاري وستحصل الحكومة على الثقة المطلوبة وتزلل من أمامها كل العقبات المفترضة ويبقى آخرين في عنوان الحكومة لأنه من جملة رهاناتهم أنهم ينتظرون المحكمة، أيضا من نقاط الحكومة أن أؤكد أن الأولوية هي العمل كما هو عنوان الحكومة وأنا لذلك أدعوا الجميع وكل مكونات الحكومة إلى ان نتعاون ونتكاتف ونبذل جهدنا للإفادة من الوقت لخدمة بلدنا وخدمة شعبنا ومعالجة القضايا القائمة وهناك أمور كثيرة نستطيع أن نتخذها وان لا ننجر إلى سجلات يردون استنزافنا فيها في الليل وفي النهار وهم "شاطرين" في السجلات على كل حال هذا العنوان الأول لذلك أنتهي من العنوان الأول بالقول الحمد لله بعد هذا الانتظار أصبح لدينا حكومة تعاون الجميع على تشكيلها طبعا الخطوة الأخيرة النوعية التي أقدم عليها الرئيس نبيه بري خطوة مقدرة جدا على المستوى الوطني وأيضا على المستوى الشيعي وأعتقد أنها أعطت الفرصة الكاملة لتشكيل حكومة وبالتالي أصبح لدينا حكومة في البلد ونحن سنعمل بكل جد وبكل تعاون وبكل صدق مع فخامة رئيس الجمهورية مع دولية رئيس مجلس الوزراء وكل مكونات هذه الحكومة لتكون لدينا حكومة ناجحة ومفيدة خادمة للشعب وللوطن إنشاء الله.

 

أنتقل إلى العنوان الثاني: بطبيعة الحال العنوان الثاني حساس قليلا ومن الممكن أن يكون غير مألوف وفي العادة في التنظيمات وفي الأحزاب وحتى في الدول موضوعات ن هذا النوع لا تعالج بالطريق التي سوف أتحدث من خلالها ولأننا حريصين جدا على مصداقيتان وعلى شفافيتنا وننطلق دائما من احترامنا لعقول ومشاعر وعواطف وقلق قواعد المقاومة وجمهور المقاومة ومحبيها وكل اللذين يعلقون عليها الآمال في لبنان والعالم العربي والعالم الإسلامي وأي مكان من العالم هذا يفرض علينا هذا الاحترام للعقول والعواطف والمشاعر وكالعادة أن نقدم لهم الحقائق وأن لا نتركهم عرضة للشائعات الطويلة العريضة التي تريد النيل من إرادتهم ومعنوياتهم، خصوصا أمام الكم الهائل من الشائعات والأكاذيب ومن القصص البوليسية التي تحلك بين الحين والأخر وخصوصا في هذه القصة الأخيرة، لذلك أنا سوف أتكلم في هذا الموضوع طبعا بالمقدار المناسب والصحيح الذي يمكن أن أتحدث فيه لكن بوضوح واعتقد أن المقدار الذي يتطلع له الناس لمعرفته والإطلاع إليه أنا سأقدمه إنشاء الله، في العام الماضي وللتذكير في أكثر من مناسبة أنا قلت أننا محصنون أما الاختراق الإسرائيلي وانه ليس في صفوفنا عملاء لإسرائيل، أمام الذي كتب والذي ذكر هناك العديد مما خرجوا إلى الإعلام ليقولوا أذا كان ذلك ليس صحيحا لماذا لا ينفي ذلك الحزب وإذا كان هذا الكلام صحيحا ماذا سوف يقول السيد وإذا كان ذلك صحيحا هم ليسوا "زعلانيين" على الموضع بل هم يريدون أن يروا ماذا سوف يقول السيد وهذا يمكن أن تفهموه بالطريقة... والآن سوف تسمعون ماذا سأقول.. أيضا أنا تتحدث أنه لدينا جهاز مكافحة تجسس قوي وفعال جدا وعندما أتهم عدد من إخواننا بالعمالة السنة الماضية ثلاث إخوان أجرينا تحقيقا قويا ودقيقا وتأكدنا من خطاء هذا الاتهام، ولذلك الحالات التي سوف أتكلم عنها بعد قليل ليس لهؤلاء الإخوة الثلاثة الذي تم التحدث عنهم السنة الماضية هؤلاء بريئون تماما وهم ما زالوا في أعمالهم ونحن على يقين من براءتهم ولو كان لدينا أدنا شبهة لكنا تصرفنا بطريقة مختلفة، الحالة الجديدة التي نحن أمامها اليوم هي التعبير عن التالي: لذلك أنا سوف أتكلم أولا بالوقائع وبعد ذلك أعلق على الوقائع، حيث عجز الإسرائيلي عن اختراق بنية حزب الله ومازلت إصر على هذا المعنى استعان ب CIA  وما بين أيدينا الآن ليست حالات عمالة لإسرائيل كما أشيع في كل وسائل الإعلام او في المجالس،وإنما بناء على التحقيق والمعطيات بين أيدينا ثلاث حالات والآن سوف أتكلم عنهم حالتين علاقة مع الCIA  تجنيد من CIA  وحالة ثالثه مازلنا نتثبت من علاقتها بال CIA أو بجهاز مخابرات أوروبي أو بالموساد، فحيث عجز الإسرائيلي استعان بأقوى جهاز مخابرات في العالم لاختراق بنية حزب الله هكذا يجب أن ننظر للموضوع للذي سوف يقوم بتقييم الأمر أمنيا أو للذي سوف يقرأ هذا الحدث أمنيا، قبل أشهر وضمن المتابعة المسؤولة لجهاز مكافحة التجسس في حزب الله تبين للإخوة وجود حالتين منفصلتين على اتصال بضباط في المخابرات الأمريكية يعملون بصفة دبلوماسيين في السفارة الأمريكية في عوكر، هذه السفارة ومن جملة نتائج هذا الحدث أنه الآن يوجد دليل بين أيدينا بأنها وكر تجسس وان بعض الدبلوماسيين الأمريكيين هم ضباط مخابرات يقومون بتجنيد واختراق المجتمع اللبناني والقوى السياسية اللبنانية، أقول حالتين منفصلتين أي انه ليس هناك شبكة أي أنهم لا يعملون سويا وإنما حالة ترتبط بهذا الضابط وحالة ترتبط بضابط لآخر طبعا أن لم أذكر هاتين الحالتين توبعوا ووصلنا فيهم لنتيجة وهذا ما سوف أتكلم به بعد قليل، انا لم أذكر الأسماء احتراما وحفاظا على العائلات عائلاتهم الكريمة والشريفة والتي أعرفها شخصيا وهذه نقطة أعود اليها بعد قليل وإنما اكتفي بالأحرف الأولى وذلك دفعا للشائعات عن أشخاص اخرين لأنه التي يتم الحديث به والتي يكتب يتم التطرق إلى أسماء كثيرة وهذا ظلم كبير لهؤلاء الأشخاص، سوف اكتفي بالحرف الأول من الاسم الأول والحرف الأول من اسم العائلة كي ندفع الشبه عن كثير من الأسماء المظلومة في هذا الموضوع...     

الجزء الثالث:

 

...(أ. ب) هذا الشخص قد تم تجنيده حديثاً أيضاً، هذا نعود له بالتقييم الأمني، يعني قبل 5 أشهر فقط جاء ضابط الـ "سي آي إي" وجنّد هذا الشخص، وخلال المتابعة من قبل مكافحة التجسس تم اكتشافه وقد اعترف بعلاقته مع الـ "سي آي إي" خلال التحقيق.

الحالة الثانية: (م. ح) وهو أيضاً تم تجنيده من قبل الـ "سي آي إي"، ولكن في فترة أقدم من الحالة الأولى وقد اعترف أيضاً بعلاقته مع الـ "سي آي إي".

لدينا حالة ثالثة: (م.ع) أيضا تأكدنا من ارتباطه الأمني مع جهة خارجية، وقد اعترف بارتباطه الأمني مع جهة خارجية، لكن ما زلنا ندقق بالجهة المخابراتية التي يتصل بها، هل هي الـ "سي آي إي" أم جهاز أوروبي أم جهاز إسرائيلي.

بناءً على ما تقدم عندنا إذن ثلاث حالات، وطبعاً هذه الحالات الثلاثة ضمن التحقيق معهم اعترفوا والأدلة عليهم قطعية وللأسف الشديد أنهم سقطوا في هذا الامتحان.

 

وبناءً على ما تقدم هناك أمور يجب التأكيد على نفيها أو على ذكرها أيضاً نعددها كذلك نتيجة الجو الذي حصل والكلام الكثير الذي حصل:

أولاً: إن العدد هو ثلاثة ، ولو كان أكثر أنا أقول لكم أكثر، ونحن نملك هذه الشجاعة. طبعاً أقول لكم ليس هناك حزب في الدنيا يعمل مثلنا، يعني الكثير من الناس عندما يكتشفون جواسيس يقولون (إنه بلا هالبهدلة والجرصة) ويعالجون الموضوع، وأنتم تعرفون كيف يعالجه الناس، و"ممكن يقتلوهم وممكن يشيّعوهم شهداء ويعلقوا صورهم على الجدران كمان".

نحن لأن عندنا ضوابطنا الشرعية والأخلاقية والأخوية والجهادية ونحمل مسؤولية اتجاه أفرادنا واتجاه عائلاتهم نتصرف بطريقة مختلفة، لذلك دائماً في هذا الموضوع وغيره كونوا على ثقة أننا نملك شجاعة أن نقول الحقيقة وأن نواجهها وإن كانت مرة .

إذن العدد هو ثلاثة، لا هو خمسة ولا مثل ما ذكرت بعض وسائل الإعلام: أكثر من أصابع اليدين، يعني ليس انه فوق العشرة، لا، وصلت للأسف الشديد بعض وسائل الإعلام العربية لتتحدث عن مئة حالة أو مئة جاسوس، "ممنونين".

ثانياً: ليس بين هذه الحالات الثلاثة أي أحد من الصف القيادي الأول خلافاً للشائعات.

ثالثاً: ليس بينهم رجل دين على الإطلاق خلافا للشائعات. هنا يمكن أن بعض الناس التبس عليهم لأن هناك رجل دين موقوف عند مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، والكل يعرف أن هذا الشخص ليس له علاقة بحزب الله، وهو يعلن العداء لحزب الله، وكان كل يوم يصدر بيانات يهاجم فيها حزب الله وإيران وسوريا.

رابعاً: ليس بينهم أحد من الحلقة القريبة من الأمين العام ، لا أمنياً ولا عملياً، وهنا بعض الناس بدأوا ينسجون قصصاً بوليسية حول هذا الموضوع.

خامساً: ليس لأحد منهم علاقة لا بالجبهة ولا بالوحدات العسكرية الحساسة كالصاروخية وأمثالها التي يسعى الأميركي والإسرائيلي إلى جمع معلومات عنها باعتبار أن حزب الله عادة يحافظ على سريتها والتكتم حولها.

سادساً: لطمأنة جمهورنا وإخواننا وأحبائنا: لا يملك أي من هؤلاء معلومات حساسة يمكن أن تلحق ضرراً ببنية المقاومة نتيجة الطريقة التي نحن نتعاطى فيها بالموضوع الداخلي أو نتيجة مواقع المسؤولية الذين هم موجودين فيها ، ليسوا موجودين في مواقع مسؤولية حساسة من هذا النوع الذي يمكن أن يطال بنية المقاومة العسكرية والأمنية وقدرتها على المواجهة في أي حرب مقبلة.

سابعاً: لا علاقة لأي من المتهمين الثلاثة باغتيال الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، ولأنه هناك أناس كتبوا بالصحف هكذا. ليس لهم علاقة.

ثامناً: لا علاقة لأي من المتهمين بالمحكمة الدولية ، ولأن هناك أناساً بدأ العقل القصصي والبوليسي عندهم الحديث عن هؤلاء الثلاثة، والآن الحزب أعلن عنهم حتى مستقبلاً يوجد مخرجاً لموضوع المحكمة.

نحن موضوع المحكمة منتهي (عندنا) من زمان ، وهذه الأسماء الثلاثة أصلاً لم يؤتَ على ذكرها لا في "دير شبيغل" ولا بكل وسائل الفضائح التابعة للمحكمة الدولية ولا في "التلفزيون الكندي" ولا بين الأسماء المتداولة لدى بعض الأجهزة الأمنية اللبنانية ولا لدى لجنة التحقيق الدولية لمّا استدعوا أناساً أو طلبوا أناساً للتحقيق. هذه الأسماء لا علاقة لها بهذا الملف ولم يذكر اسم أحد منهم على الإطلاق في هذا الملف حتى نقول إن هذه الحادثة لها صلة بموضوع المحكمة والبحث عن سيناريوهات للخروج من موضوع المحكمة ، نحن موضوع المحكمة خرجنا منه من زمان ولسنا معنيين بأي سيناريو يرتبط بموضوع المحكمة.

 

نأتي إلى التقييم الأمني بكلمتين:

أولاً: واضح أن العجز الإسرائيلي حتى الآن ما زال موجوداً ما أدى إلى الاستعانة بأقوى جهاز مخابرات في العالم، وهذا طبعا له أسبابه. لأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعرضت لضربات قاسية خلال السنوات الثلاث الماضية على مستوى الساحة اللبنانية، صار عندها إرباك وصار عندها نقص بالعيون ونقص في المعلومات فلجأت إلى الـ "سي آي إي"، وفي هذا فرق كبير، ضابط الـ "سي آي إي"  محمي ومحصن بدبلوماسي أميركي "من يقدر له" في لبنان.

وثانياً، أميركا دولة صديقة، وثالثاً هو محمي وموجود في السفارة ويجول بسيارات دبلوماسية، ويدخل المطاعم والمنازل ويدق أبواب البيوت، إذن الـ "سي آي إي"  وضعه يختلف عن أي ضابط إسرائيلي أو مشغّل إسرائيلي .

وبالتالي هم لجأوا إلى الـ "سي آي إي"  التي تتمتع بإمكانات بشرية وتقنية وأمنية ضخمة جداً، واستعانوا بها. المعلومات التي طلبها ضباط ال "سي أي إي" من هؤلاء الشباب هي معلومات لا تهم الإدارة الأميركية بقدر ما هي تفاصيل عسكرية وأمنية تهم إسرائيل في أي حرب أو مواجهة أو تواطؤ أمني أو عسكري على المقاومة أو قيادات وكوادر المقاومة في لبنان.

النقطة الثانية أن الـ "سي آي إي" هي في لبنان خدمة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وهي تجمع معلومات لإسرائيل وليس للإدارة الأميركية.

ثالثاً: صحيح أن هؤلاء الضباط من الـ "سي آي إي"  تمكنوا من تجنيد أشخاص، ولكن الأهم أن يقوم الجهاز الأمني المعني في حزب الله بكشف هؤلاء الأشخاص رغم كل الإجراءات والتدابير، ولأن الـ "سي آي إي"  تعتبر نفسها أنها ـ في التجنيد وفي الحفاظ على الجواسيس ـ من الدرجة الأولى في أدائها وفي سلوكها وتعاطيها.

(أمر مهم) أن يتم اكتشاف هذه الحالات، وبعض هذه الحالات تم اكتشافها بسرعة ـ يعني تاريخ التجنيد خمسة أشهر لا أكثر ولا أقل ـ ولعلها من المرات الأولى التي يواجه فيها جهاز الـ "سي آي إي" إخفاقاً من هذا النوع في مواجهة حزب أو تنظيم أو جهة شعبية لأنه نحن هنا لا نتحدث عن دولة أو مؤسسات حكومية أو رسمية .

إذن نحن هنا في الحقيقة أمام إنجاز أمني حقيقي للمقاومة وهذا الانجاز الأمني يزيدنا ثقة وقناعة بقدرتنا على مواجهة الخروقات الأمنية حتى لو جاءت من أقوى جهاز أمني في العالم.

أيضاً في التقييم الأمني هذا يسلط الضوء على وكر الجاسوسية في "عوكر" حيث تأكد وبشكل قاطع أن السفارة الأميركية في عوكر هي مركز تجسس ومركز تجنيد لصالح إسرائيل، وبالتالي على المستوى الوطني، على المستوى الرسمي، على المستوى الشعبي، كيف يتم التعاطي مع وكر جاسوسية يقوم بهذه المهام؟

 

في هذا الملف مقطع أخير للناس، خصوصا لجمهورنا:

أولاً: أنا أطلب منهم التعاطي بأخوّة ورحمة مع عائلات المتهمين، لأنّها ـ كما قلت ـ هي عائلات شريفة، الأب والأم والزوجة والأبناء والأقارب والأهل لا ذنب لهم، هؤلاء مصابون أكثر مما نحن مصابون، هذا نوع من الخسارة المعنوية، أنا أعرف هذه العائلات، يمكن أنّه أي أحد من أولادهم استشهد كانوا سيعتزون بشهادته، بالتأكيد بالنسبة لهم هذا مصاب حقيقي بحسب عقليتهم وثقافتهم وانتمائهم، ولذلك يجب أن يكون التعاطي معهم تعاطي أخوة ورحمة ومواساة.

الأمر الثاني: أطلب عدم التناول العشوائي للأسماء، المطلوب أن يخاف الناس من الله، بالنهاية في الدنيا لا يوجد من يحاسب لكن يوم القيامة كلنا سنقف بين يدي الله سبحانه وتعالى وسيسألنا: "أنت عملت إشاعة على فلان وأنت على فلان وأنت على فلان وأنت اتهمت فلان"، هذه الأمور سنُسأل ونحاسب عليها يوم القيامة لذلك يجب توخي الدقة في تناول الأسماء وخصوصاً عندما يُتناول أسماء مجاهدين ومقاومين ومضحّين.

والأمر الثالث: هو عدم الوقوع في فخ الحرب النفسية التي يهدف من خلالها أعداؤنا النيل من معنويات المقاومة ومجاهدي المقاومة وجمهور المقاومة. يجب علينا أن نكون منتبهين كثيراً ودقيقين كثيراً، ويجب أن نعرف أنّنا دخلنا الآن في مرحلة جديدة، نحن كنّا نفترض أننا في مواجهة أمنية مع الإسرائيلي وأنّ المخابرات الأمريكية تبحث عن نوع آخر من المعلومات أو من المعطيات وركّزنا جهدنا في ذاك الإتجاه، ولكن لم نغفل طبعاً لا المخابرات الأمريكية ولا غيرها، لكن أن نصبح هدفاً مباشراً للمخابرات الأمريكية بهذا الشكل، هذا مما لا شك فيه أنه يضعنا أمام مرحلة جديدة من الصراع الأمني، ومن صراع الأدمغة الأمنية، وبالتالي هذا يحتّم على كوادرنا وأفرادنا وجمهورنا التنبه والحذر والإستنفار وعدم الإستسهال في إقامة بعض العلاقات العابرة أو التي قد تظهر لوهلة ما أنها بريئة، يعني هذا المستوى من الحذر الذي عند مجتمعنا وبيئتنا اتجاه الإسرائيلي قد لا يكون متوافراً اتجاه السواتر التي تتحرك من خلالها أجهزة المخابرات الأمريكية. يجب أن نضع أنفسنا في صورة أنّ المقاومة في لبنان مستهدفة من قبل أجهزة مخابرات أمريكية وغربية وأيضاً من أجهزة مخابرات عربية كما هي مستهدفة من أجهزة مخابرات إسرائيلية، وأنّ حفظ هذه المقاومة وصيانة هذه المقاومة وتحصين هذه المقاومة هو مسوؤليتنا جميعا لأنّها قوتنا جميعا...

وأنا أؤكد لكم بكل عزم وبكل إصرار الاستفادة من هذه المواجهة التي خرجنا منها، وأقول لكم خرجنا منها منتصرين ـ نحن هنا أصبنا بجراح ولكن استطعنا أن نتغلب على هذه الجراح وأن نتجاوز هذا الخطر، سنقوّي حصانتنا أكثر من أي وقت مضى، سنحبط كل الجهد الأمني الأمريكي وغير الأمريكي وستبقى مقاومتنا ومقاومتكم إن شاء الله منيعة صلبة قادرة على صنع الإنتصار المأمول في كل الساحات وفي مواجهة كل التحديات والتهديدات.

 

العنوان الثالث: للعام الخامس على التوالي بعد حرب 2006 يُجري العدو الإسرائيلي مناورة للجبهة الداخلية في كل سنة سمّاها "تحوّل" وهي بالحقيقة تحوّل: تحول في العقيدة الأمنية، وتحول في العقيدة القتالية وتحول في الإستراتيجيات. هو تحول كبير وليس تحولا عاديا، تحول استراتيجي تاريخي بنيوي بالنسبة للكيان الصهيوني والعدو الإسرائيلي(... وهذه الأيام كان يجري مناورة "تحول 5" التي شملت كل الكيان الإسرائيلي، كل فلسطين المحتلة، وتشمل مناورة "تحول 5" السكان والمدن والبلدات والمستعمرات والمرافق العامة والموانئ والمطارات والبنى التحتية الخدماتية من الماء والكهرباء وغيرها وشبكة الإتصالات والشركات والمصانع والمنشآت الإستراتيجية الحساسة، إضافة إلى ثكنات الجيش الموجودة في داخل الكيان وقواعده القيادية واللوجستية والقتالية إضافة إلى المؤسسات السياسية القائدة كالحكومة والكنيست وما شاكل. وهذه المناورة كانت أوسع من كل المناورات السابقة نوعاً وكماً ومساحة وشمولاً، طبعاً الوقت لا يتّسع أن أعمل تقييما لمناورة "تحول 5"، حيث وفّقت وحيث أخفقت، وإنما أريد أن أقف في هذا الإيجاز أمام بعض الدلالات المهمة وباختصار شديد:

 

أولا : التذكير بأنّ تحول 1 و 2 و 3 و 4 و 5 وكل المناورات التي يجريها العدو عسكرياً وأمنياً وفي الجبهة الداخلية هو من نتائج هزيمة إسرائيل المدوية وانتصار المقاومة في حرب تموز عام 2006، لأنّه قبل عام 2006 في تاريخ الكيان الإسرائيلي لم نشهد مناورات للجبهة الداخلية على الإطلاق وبهذا الحجم ولم نشهد هذا الكم والنوع من المناورات العسكرية الإسرائيلية، وإنما هذا من نتائج الهزيمة الإسرائيلية والإعتراف الإسرائيلي بالهزيمة في حرب تموز عام 2006.

 

النقطة الثانية: في الدلالات.. مناورة تحول 5 إذا أضفناها إلى كل التحولات في السنين الماضية هي إقرارإسرائيلي قاطع ـ وهنا شيء في العقيدة الامنية تغيّر، شيء استراتيجي وأساسي ـ بأنّ الجبهة الداخلية باتت جزءاً من أي حرب مقبلة. قبل حرب تموز لم يكن الموضوع هكذا وطبعاً بعد ذلك حرب غزة، دائما الإسرائيلي عنده نظرية الحرب في أرض الآخرين ويرسل قواته وسلاح جوه وجيشه ليقاتل في أراضي الآخرين، أمّا جبهته الداخلية فتظل محفوظة ومحمية بوسائل متنوعة ومختلفة.

لكن اليوم هناك إقرار إسرائيلي بأنّ أي حرب مقبلة سواء مع لبنان أو مع غزة أو مع سوريا أو مع إيران أو مع الجميع أو مع البعض ستكون الجبهة الداخلية في صلب هذه المعركة، وهذا أيضا تحول بنيوي واستراتيجي في العقيدة الأمنية والقتالية الإسرائيلية ، وأيضاً ـ وهنا الامر المهم ودائما نقول حافظوا على هذه المقاومة ـ هذا يجعل الإسرائيلي يفكر ألف مرة قبل أن يأخذ قرار الحرب، دائما قبل عام 2006 الإسرائيلي يعمل حرباً، ومآل هذه الحرب أنه يجتاح ويحتل وجبهته الداخلية بأمان، ليس عنده همّ أين يذهب بالملايين وكيف سيؤمن الملاجيء وأين سيخبئهم، قواعده العسكرية وثكنات جيشه ومطاراته موانئه وحكومته والكنيست والمنشآت الإستراتيجية... لم يكن هذا الهم أصلا يدخل في اعتبار العدو عندما يقرر حربا جديدة. اليوم كلا، هذا صار جزءاً أساسياً ومكوّناً أساسيا من مكونات اتخاذ القرار وهذا يشكل حالة ردع.

 

ثالثاً: الإقرار الإسرائيلي بأن العمق كله بكل مكوناته بشرياً جغرافياً اقتصادياً عسكرياً بات مهدداً، هذا أولاً، وثانياً لا يمكن حمايته، الصواريخ ستسقط، والعمليات ستحصل، والمواجهات على أرض العدو يمكن أن تحصل، وبالتالي هو بات يدرك جيدا أنّه فقد القدرة على حماية الجبهة الداخلية عسكرياً، ولذلك هو مضطر أن ينشيء وزارة للجبهة الداخلية وهذه أول مرة في تاريخ إسرائيل شغلتها الجبهة الداخلية، وأن يعمل خططاً وسيناريوهات لإخلاء السكان وكيف يحفظ الإتصالات إذا قطّعت وكيف يؤمن بدائل للمرافق العامة وللمطار وللميناء وكيف يؤمن بدائل لمقر مجلس الوزراء ولمقر الكنيست ولمقر القيادة العسكرية الإسرائيلية، وكيف سيؤمن بدائل للقواعد الجوية ولمطارات سلاح الجو. إذاً هو يسلّم بأنه هو غير قادر على حماية جبهته الداخلية ولذلك هو مضطر أن يعمل خططاً وسيناريوهات لمواجهة ما يسمّى بالتهديد للجبهة الداخلية.

 

رابعاً: في "تحول 5" مجدداً إقرار إسرائيلي بعدم القدرة على الحسم السريع، وهذا أيضا تعديل إستراتيجي مهم في العقيدة الأمنية والقتالية للجيش الإسرائيلي، على الدوام جزء من عقيدته الحسم السريع، لذلك هو يذهب إلى معارك سريعة وحاسمة، معركة أيام وفي أحسن الأحوال معركة أسابيع، الآن هو يعترف أنّه غير قادر أن يحسم المعركة ولذلك عندما يناور في الجبهة الداخلية يتحدث عن إجراءات وسيناريوهات لحماية الجبهة الداخلية لحرب قد تدوم عدة أشهر، وتصوروا حال الكيان الإسرائيلي وشعب هذا الكيان الذي جاء إلى أرض فلسطين المحتلة موعوداً باللبن والعسل كيف سيتحمل حرباً لعدة أشهر تتساقط فيها الصواريخ أو يحتمل أن تتساقط على كل نقطة في فلسطين المحتلة.

 

وخامساً: هذه المناورات "تحول5" حددت بشكل واضح من قبل الإسرائيلي ـ وهذا سيشكل مدخلاً للوضع العربي ـ حدد بشكل قاطع مَن تعتبره إسرائيل تهديدا لها في المنطقة وفي العالم العربي وفي العالم الإسلامي وفي كل العالم، مَنْ هو عدو إسرائيل الحقيقي؟ هناك أعداء في الصحف وعلى الإنترنت وفي الخطابات ويقولون إنهم لإسرائيل عدو، ولكن إسرائيل لا تحسب لا لوجودهم ولا لجيوشهم ولا لصواريخهم ولا لطائراتهم ولا لمقدراتهم العسكرية والبشرية الهائلة والضخمة أي حساب، هم خارج الحساب بالكامل، دولٌ عربية ودول إسلامية ودول موجودة في العالم هي خارج أي حساب إسرائيلي، وإسرائيل عندما تنفذ مناورة شاملة كـ "تحول 5" على كل الجبهات هي بصراحة ـ وأنا لا أستنتج فهم قالوا ـ لدينا أربع جهات وهي التي ينظرون لها كتهديد: إيران، سوريا، المقاومة في لبنان والمقاومة في غزة ـ ويقولون في غزة، وللأسف مطمئنون بدرجة كبيرة لموضوع الضفة .

عندما يأتي الإسرائيلي الذي هو عدو الأمة، عدو مليار وأربعمئة مسلم، عدو شعوب هذه المنطقة من مسلمين ومسيحيين، مغتصب مقدسات المسلمين والمسيحيين ويتصرف على أنّ كل هذا المحيط ليس محيطاً معادياً ولا يشكل تهديداً ـ وطبعا أتحدث على مستوى الحكومة والجيوش والأنظمة وليس على مستوى الشعوب ـ وإنما يعتبر أنّ هناك أربع جهات تعتبر تهديداً وعليه أن يناور ويحضّر داخلياً وعسكرياً من أجل مواجهة هذا التهديد، هذه نقطة يجب التوقف عندها كثيراً وهي التي سأدخل منها إلى الوضع العربي.

النقطة الأخيرة أنّ هذه المناورات يُظهر العدو أنّ هدفها الدفاع والحماية وأنّهم مساكين ومهددون وما شاكل، وهذا فيه جزء من الحقيقة لأنّه اليوم هناك قوى جديّة موجودة في المنطقة وهناك صراع جدي وهناك مقاومة جدية ولا هي تمثيليات ولا هي سيناريوهات ولا هي خطابات وإنما ميدان ومعادلات ردع ومواجهات سجلت فيها إنجازات تاريخية، لكن الأمر الذي لا يجوز أن نغفل عنه لحظة واحدة على الإطلاق أنّ إسرائيل دائما تخطط لشن حروب في المنطقة وتاريخياً هي التي كانت تبدأ الحروب وأغلب الحروب هي التي بدأتها، وبالتالي الإسرائيلي عندما يصل إلى لحظة يحتاج فيها إلى تغيير معادلات في المنطقة أو إلى فرض شروط في المنطقة قد يشن حربا وعليه أن يكون جاهزا في جبهته الداخلية، يعني لا يجوز أن نستكين وننظر لبعضنا ونفرح أنّ هذه مناورة هدفها دفاعي وإسرائيل قلقة وخائفة وهذا صحيح ولكن أيضا إسرائيل لها مشروع سيطرة في المنطقة وهي ذات طبيعة عدوانية وذات طبيعة هجومية وعندما تتحضر في جبهتها الداخلية بهذا المستوى يجب أن تكون عيوننا وآذاننا وعقولنا مفتحة وأن نكون جميعا حذرين ومستنفرين منتبهين، لأنه هذه هي طبيعة إسرائيل منذ أن أسّس هذا الكيان.

 

في الموضوع العربي، إسرائيل تجري خمس مناورات ضخمة في كل سنة تحت عنوان "تحوّل"، مناورات عسكرية ضخمة، تجهيزات عسكرية جديدة، سلاح، طائرات جديدة، إمكانات جديدة، ماذا يفعل عالمنا العربي والإسلامي عموما؟ طبعا كثير من الشعوب هي متعاطفة ومتضامنة وقد تشعر أحيانا أنها لا تملك سوى هذا المقدار من التعاطف، لكن ما يجري أحيانا في عالمنا العربي والإسلامي هو سيء وسلبي (...). الإسرائيلي يعترف بوجود عناصر قوة لهذه الأمة في هذه المنطقة، حركة المقاومة في غزة. في العالم العربي هناك من يتآمر على المقاومة في غزة، حكومات وأنظمة وجهات، من يتآمر عليها، من يحاصرها مالياً، من يحاصرها سياسياً، من يشوّه صورتها إعلامياً من خلال وسائله الإعلامية وفضائياته العربية، من يتتبع أي ثغرة أو نقص أو عيب ليضخّمه وليكبّره لينال من معنويات المقاومة وشعبنا في غزة بدل أن ينظر إلى أن غزة هي واحدة من ثغور الأمة ونقاط القوة في هذه الأمة ومواقع الكرامة في هذه الأمة ويقدم لها العون والمساعدة، كذلك في حركة المقاومة في لبنان وما يجري وما جرى على هذه المقاومة ويجري معروف ولست بحاجة إلى أن أفصله وخصوصاً مئات ملايين الدولارات التي تنفق لتشويه صورة هذه المقاومة. هم يعرفون أنهم أعجز من أن ينالوا من هذه المقاومة عسكرياً في الداخل وعلى المستوى الإقليمي، ولكن يحاولون أن ينالوا منها، من صورتها،  من قدرتها، من مصداقيتها، ولذلك نجد هذا الكم الهائل  من الأكاذيب والشائعات التي تمس هذه المصداقية وينفق من أجلها مئات ملايين الدولارات باعتراف المنفقين أنفسهم.

 

إيران التي تشكل بالنسبة للعدو الإسرائيلي هاجساً حقيقياً ومنطلقاً لرعب وجودي في العالم العربي والإسلامي، هناك من يعمل في الليل وفي النهار لشيطنة إيران وتحويلها إلى عدو للعرب وللمسلمين لخدمة إسرائيل وللحفاظ على وجود إسرائيل وللدفاع عن مصالح إسرائيل.

 

أما بالنسبة لسوريا، سوريا وعندما أقول ما أقول وما نقول  في حزب الله بناءً على رؤية، بناءً على قناعة، بناءً على وضوح، من حق الآخرين أن ينتقدوا رؤيتنا وموقفنا ومن حقنا أن نختلف معهم وأن ننصحهم، من واجبنا أن ننصحهم أيضاً وخصوصاً لبعض أصدقائنا الإسلاميين: في المنطقة، في دول الطوق، هناك نظام عربي مقاوم وممانع وحيد هو النظام في سوريا، هو الوحيد، بل لعله النظام المقاوم والممانع الوحيد على مستوى العالم العربي، هناك أنظمة عربية لها موقف سياسي جيد ولكن، أولاً بعيدة، وثانياً مبتلاة بمؤامرات التقسيم والضغط الدولي وما شاكل. ولكن في المنطقة هناك نظام واحد مقاوم وممانع منذ البداية وإلى اليوم هذا النظام من خلال تحالفاته مع الجمهورية الإسلامية ومع حركات المقاومة في المنطقة في لبنان، في فلسطين، في العراق، ومن خلال انسجامه مع مزاج شعوب هذه الأمة، استطاع ضمن هذا المحور أن يُسقط آخر المشاريع الأميركية ـ الإسرائيلية التي كانت تستهدف وما زالت تستهدف تصفية القضية الفلسطينية والسيطرة نهائياً على بلادنا ومقدراتنا وخيرات شعوبنا وأمتنا.

 

هذه هي الحقيقة، ثم يأتي رأس هذا النظام، الرئيس الأسد، ليقول أنا مستعد للإصلاح، وليبدأ خطوات إصلاحية، وليضع آلية لخطوات إصلاحية  أخرى، قانون الأحزاب، وقانون الإعلام وما شاكل، ويصدر عفوين عامين حتى عن أناس حملوا السلاح وارتكبوا الجرائم إلا نوع من الجرائم. انظروا مثلاً إلى البحرين فقد خرج الناس  في مظاهرة سلمية فقُتلوا وجُرحوا وسقط مئات الشهداء والجرحى ومئات المعتقلين ولم يستخدموا لا بندقية ولا مسدساً ولا قنبلة يدوية ولا فتحوا جبهة ولا احتلوا مدناً ولا احتلوا قرىً، وحتى سكيناً لم يستخدموا، يجرون إلى السجون وقادة المعارضة السياسية السلمية جداً يحكم عليهم، وتقوم الحكومة بالدعوة إلى الحوار وفي اليوم الثاني بعد الدعوة إلى الحوار تحكم عليهم بالسجن المؤبد. هذا ظلم كبير. في سوريا يصدر عفواً عاماً ويدعو إلى الحوار ويبدأ خطوات جدية في الإصلاح، ومع ذلك لا يقبل منه ذلك، وأنا أقول لكم : مهما فعل الرئيس الأسد، ومهما فعل الأخوة في سوريا لن يقبل منهم لا دولياً ولا حتى على مستوى بعض المواقف العربية ولا حتى على مستوى بعض مواقف ما يسمى بالمعارضة السورية، بعض المعارضة السورية قد تقبل  ولكن هناك البعض لن يقبل مهما كانت الخطوات التي سيتم الإقدام عليها في سوريا، لذلك أمام الخطوات الجديدة، الخطاب الأخير للرئيس الأسد، التحركات الشعبية الأخيرة في سوريا، وتعليقاً أيضاً على  النقد الذي لحقنا من بعض الجهات حول موقف حزب الله في الموضوع السوري. هذا هو موقفنا نعم، نحن ننطلق من رؤية استراتيجية  وقومية واضحة جداً جداً جداً ونرى أن التواطؤ أو العمل على اسقاط هذا النظام المقاوم الممانع في سوريا المستعد للإصلاح هو خدمة جليلة لإسرائيل وخدمة جليلة لأمريكا وخدمة جليلة للسيطرة الأميركية الإسرائيلية على منطقتنا، وبكل وضوح، ونحن عندما نؤمن بشيء نصرّح به ونعلن عنه بكل جرأة وبكل شجاعة، ولذلك أنا أعيد النداء والدعوة إلى الشعب السوري الوطني القومي المقاوم الممانع الشريف المخلص الصادق أن يقرأ ما يجري في المنطقة وأن يدرك حجم الاستهداف لسوريا، لسوريا كوطن كموقع قومي كشعب كنظام، كجيش، كقيادة، ويتصرف على هذا الأساس.

 

أما في موضوع البحرين ومظلومية البحرين: نحن للأسف الشديد نرى بأن هناك أفقاً مسدوداً لأن السلطة في البحرين تواجه دعوات الحوار بالإقصاء، بأحكام السجن المؤبد، بالقتل اليومي المستمر للذين يتظاهرون سليماً ولم يلجأوا إلى عنف وفي ظل هذا الصمت الدولي. ولكن في كل الأحوال الأمور لا يمكن أن تستمر على هذه الطريقة، أي شعب، أي قيادة، أي جهة، أي نظام عندما يكون مخلصاً مؤمناً بما يفعل ومواظباً وجاداً في حركته السلمية أو الإصلاحية لن تكون عواقب الأمور إلا خيراً إن شاء الله.

 

أحببت أن أثير هذه المسائل وهذه النقاط لأقول: أين نحن اليوم  في لبنان، أين  نحن الآن في المنطقة وخصوصاً في ما يعني "تحول خمسة"، أنا أدعو  الخبراء الاستراتيجيين العسكريين والأمنيين والسياسيين إلى قراءة وتقييم هذه المناورات وتناول وشرح دلالاتها في مناسبات مختلفة.

في موضوع الحكومة إن شاء الله نحن سنعمل بكل جدية لتكون حكومة مفيدة، حكومة منتجة، حكومة منسجمة.

وفي موضوع التحصين الأمني أقول لكم : لا تقلقوا، الأمور ليست بالخطورة التي تم إشاعتها  والحديث عنها، هذا حزب المقاومة المؤمن المجاهد المضحي الذي قدّم لكم حتى الآن الانتصارات وإن شاء الله لن يقدم لكم ولأمته ولوطنه ولشعبه ولأهله إلا المزيد من الانتصارات.