المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 23 حزيران/2011

إنجيل القدّيس متى 19/16-24/الشاب الغني

وأقبل إليه شاب وقال له: أيها المعلم، ماذا أعمل من الصلاح لأنال الحياة الأبدية؟ فأجابه يسوع: لماذا تسألني عما هو صالـح؟ لا صالـح إلا واحد. إذا أردت أن تدخل الحياة فاعمل بالوصايا. فقال له: أي وصايا؟ فقال يسوع: ((لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمك، أحب قريبك مثلما تحب نفسك. فقال له الشاب: عملت بهذه الوصايا كلها، فما يعوزني؟ أجابه يسوع: إذا أردت أن تكون كاملا، فاذهب وبع ما تملكه ووزع ثمنه على الفقراء، فيكون لك كنز في السماوات، وتعال اتبعني! فلما سمع الشاب هذا الكلام. مضى حزينا لأنه كان يملك أموالا كثيرة. وقال يسوع لتلاميذه: الحق أقول لكم: يصعب على الغني أن يدخل ملكوت السماوات. بل أقول لكم: مرور الجمل في ثقب الإبرة أسهل من دخول الغني ملكوت الله.

عناوين النشرة

*صور بشير الجميّل على دراجاتهم للتمويه... "ضاحية شرقية" و"معسكر" و"ارض مسلوبة"

*فرصة/ موقع تيار المستقبل

*عون المهضوم/محمد سلام/موقع الكتائب

*"14 آذار" أكدت تصميمها "مواجهة حكومة النظام السوري ـ حزب الله سلمياً"

*كلنا لاي وطن؟/إيلي فواز/ لبنان الآن

*السلطات اللبنانية تفرج عن كل الموقوفين السوريين النازحين وتقفل ملفاتهم

*وزير خارجية استونيا ينقل عن سليمان أن الأستونيين السبعة على قيد الحياة

*البيان الوزاري: تأكيد على "الجيش الشعب والمقاومة" وترجيح اعتماد "عدالة المحكمة"

*الحريري رداً على عون: من سيكون مصيرهم السجن هم قتلة شهداء ثورة الأرز

*ميقاتي: كلام عون مستغرب ولا يجوز تخطي حدود اللياقة والإحترام

*حبيش ردّاً على عيد: كلامه تأكيد على عدم اعتراف 8 آذار بالدولة وامتلاكهم لدويلته الخاصة عبر حزب الله وتوابعه... ولا نريد بيانا يقول نعم للمحكمة و"لكن"

*جنبلاط: جبهة النضال الوطني لن تشارك بأي أعمال إنتقامية في الحكومة رأى رئيس "جبهة النضال

*نشرة اخبار موقع الكتائب ليوم الأربعاء

*المستقبل" تضع المواقف "الإنتقامية" برسم سليمان وميقاتي:لا خيمة فوق رأس أحد بطرابلس

*الجميل ينفي اجتماع "14 آذار" بباريس لرسم خطة للمستقبل:لسنا بحاجة للملمة

*الإساءة/محمد سلام/لبنان الآن

*خطة لاغتيال سعد رفيق الحريري/فادي عيد/الجمهورية

*وكيليكس/عون: إمّا أصبح رئيساً وإمّا أعطّل النظام وردّاً على إحراق "المستقبل"...يستحقّون ذلك

*ويكيليكس "الجمهورية" عن عون: أنا أوّل المطالبين بتشكيل المحكمة الدوليّة.. لدمج حزب الـله في السياسة وانتزاع ضمانات من إسرائيل

*حامي المسيحيين والراهبين الأنطونيين/يوسف يزبك/الجمهورية

*الأسد عرض مع ارسلان أوضاع لبنان بعد التأليف

*حبيش ردّاً على عيد: كلامه تأكيد على عدم اعتراف 8 آذار بالدولة وامتلاكهم لدويلته الخاصة عبر حزب الله وتوابعه ولا نريد بيانا يقول نعم للمحكمة و"لكن"

*كنا نتمنى على الفريق الاخر ان يخرج بمواقف متضامنة مع الرئيس الحريري المُهدد امنياً/وهبة: لسنا من هواة خوض المعارك الوهمية... وكلام ميقاتي عن المحكمة مرفوض!

*سرّ الخليّة الإسرائيليّة داخل حزب الله، والكشف عنها/اسعد بشارة/الجمهورية

*خطاب الأسد الثالث: فاته القطار/علي حماده/النهار

*اختبار" أول في طرابلس/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*هل يخدم التناقض في "اللغة" انطلاقة الحكومة؟ ميقاتي يرفض الكيدية وعون يهدّد بفتح السجون/سمير منصور /النهار

*اليوم زمنا إحنا وزمن الإخوان من سيقف في طريقنا راح ندوسه بلا رجعة/وزير داخلية حماس: رح نحكم العالم العربي حين يسيطر الإخوان على مصر

*سوريا.. المعارضة متفائلة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

القس فيلوباتير جميل: لا فرق بين السلفيين و«الإخوان وكلاهما خطر على مصر/الكنيسة لن تدعم مرشحا للرئاسة

*الشرق الأوسط/وليد عبد الرحمن

*المجتمع الدولي لم يعد قادرا على تحمل جرائم نازية جديدة/الكونغرس الأميركي: الأسد فقد آخر فرصة للبقاء في الحكم/ حميد غريافي/السياسة

*احتشاد (إجباري) لتأييد الأسد ومقتل 7 وانفجار قرب حدود تركيا

*المعلم: القافلة السورية ستسير مهما عَوت الكلاب.. وسننسى أنّ أوروبا على الخارطة

تفاصيل النشرة

صور بشير الجميّل على دراجاتهم للتمويه... "ضاحية شرقية" و"معسكر" و"ارض مسلوبة"

"هي شقيقة الزعيترية، لها الطباع نفسها والخصائص عينها، لكنها انطوائية أكثر، ولا تبوح باسرارها لاحد، ولا تألف الغرباء"!...بهذه الجملة المجازية يصف احد ابناء عاصمة المتن، منطقة بات من الصعب عليه دخولها، دون ان يوضع تحت "مجهر" قاطنيها.

من "ضاحية شرقية" و"معسكر" و"ارض مسلوبة" الى "بؤرة للفقر والحرمان" و "ملاذ لحياة افضل"...تتعدد التوصيفات التى تطلق على الرويسات- الجديدة، او الرويسات – الفنار كما يرتأي البعض تسميتها، لقربها من منطقة الفنار المجاورة... لكن الحقيقة المختبئة على تلة مساحتها 500 متر مربع تبقى واضحة كعين الشمس، وان منع سكانها عين الاعلام من مشاهدتها عن قرب.

الوجه الذي تبدّل

بحنين وغصّة يتذكر سبعيني متنيّ "لوحة الرويسات" قديما: " كانت بساتين الليمون ملاذنا، وعلى مساحة الجديدة، تعبق رائحة الصعتر والارض الخصبة...لم يكن عدد بيوت الرويسات يتعدى الثلاثين، اما اليوم فكلّ شيء تغيّر!"

"لوحة الرويسات" لم تعد تشبه نفسها وحال اهلها، ومع " تسلل" ابناء مناطق نائية من البقاع والجنوب اليها، زحف الباطون اليها وراحت الابنية غير الشرعية تنمو متلاصقة ببعضها البعض، على انقاض الليمون والصعتر والصنوبر.

الغالبية العظمى من "النازحين" الى الرويسات هم من الطائفة الشيعية، وبطبيعة الحال نقل معهم هؤلاء صور زعمائهم في السياسة، فباتت اليوم اعلام حزب الله وحركة امل و الحزب القومي السوري من "ضروريات" البيوت المبنية عشوائيا.

وفي فوضى العمران والتاريخ الذي بات ميزة "حيّ الرويسات" ، مسجد ومدرستان الأولى رسمية والثانية خاصة، تضمان أكثر أولاد المنطقة، ومعظمهم منتسب الى صفوف "كشافة المهدي" التابعة لحزب الله.

قلق يلازم الشارع المسيحي

معظم ابناء منطقة الجديدة يعبرون عن قلقهم من ما تحويه "زوايا" الرويسات التي باتت اشبه بمنطقة عسكرية مغلقة، بدءا من السلاح غير الشرعي الخفيف والثقيل، مرورا بكميات "الممنوعات" التي تشكّل "مصدر رزق" لعديد من شبانها ومعظمهم يتنقل على دراجات نارية غير مرخصة او في سيارات مفيّمة لا تحمل لوحات، وصولا الى المخطط الذي يصاغ بتدبير وموافقة حزبية ويقضي بربط المناطق الشيعية المناصرة لحزب الله ببعضها بداية من بياقوت الى الرويسات مرورا بالعمارية وصولا الى الزعيترية مما يشكل خطا واحدا متواصلا يحكم قبضته على المتن المسيحي، وذلك عبر عمليات بيع اراض مشبوهة، آخرها ما قام به جان ابي جودة الذي باع مساحة حرجية واسعة الى الجمعية الاسلامية للتربية والتعليم الذي يرأسها النائب حسين الحاج حسن من حزب الله، علما ان قطع ارض كثيرة داخل الرويسات يملكها ابي جودة، ويقال انه قام ببيعها ايضا للسكان الذين بنوا عليها منذ الخمسينات ابان قدومهم، لكن هذه المعلومات تبقى غير مؤكدة وتوضع في خانة الاقاويل.

احد الشبان في منطقة الجديدة لا يخفي غضبه من التعديات المتكررة التي يقوم بها "زعران الرويسات" على حدّ وصفه، ويقول:" يستقوون بسلاحهم الذي يتنوّع بين مسدسات حربية وسكاكين وعصي صنعت خصيصا لهدف الضرب، وبين رشاشات وقنابل يدوية يستخدمونها حين يستوجب الامر!".

ويتابع:" عند مطلق اي اشكال فردي يقع بينهم وبين شبان من منطقتنا، يقوم "الزعران" باستقدام مجموعات كبيرة، تأتي على الفور بكامل سلاحها لتنهال بالضرب على شبان عزّل، وتعيث خرابا في ممتلكاتنا وتتعرض لنسائنا واطفالنا".

الشعارات والرموز التي "يزيّن" شباب الرويسات دراجاتهم النارية بها متنوعة وكلها تدور في فلك سياسة "المقاومة الاسلامية". لكن ان يعمد بعضهم الى التخفي وراء شعارات وصور حزبية لا يعترفون بها بغية التمويه، فهذا امر مريب. يخبرنا الشاب ان "بعض الشبان يعمدون الى لصق صور الشهيد بشير الجميّل على دراجاتهم او سياراتهم للتمويه اثناء تنقلهم في الاحياء المسيحية".

وبألم لم تستطع الايام ان تمحوه، يتذكر الشاب تاريخ 23 كانون الثاني 2007 او ما اصطلح على تسميته "الثلاثاء الاسود" عندما قام شباب الرويسات بقطع كلّ طرقات الجديدة بالاطارات المشتعلة في محاولة للسيطرة العسكرية الفعلية على المنطقة واخضاعها لهم عن سابق تصور وتصميم وتحضير".

قصص كثيرة عن ممارسات "اهل الرويسات" لا تفارق اهل الجديدة. فهم لا ينسون تعمد اهل الرويسات المناصرين لحزب الله استفزاز الشارع المسيحي تارة عبر اقامة احتفال حزبي وديني تحت عنوان مموّه هو" التعايش المسيحي الإسلامي" في مدرسة مار يوسف – الحكمة في الجديدة، وطورا عبر قطع طرق في الجديدة في مسيرات عاشوراء.

واذ يصف بعض من اهالي المنطقة المسيحية منطقة الرويسات بالضاحية الشرقية، يؤكد بعضم انه في خلال حرب تموز 2006 نظمّ حزب الله دورات تدريبية عسكرية لشبان من الجنوب والبقاع داخل المنطقة.

واذا كان الحرمان والفقر يلازمان منطقة الرويسات كما تبدو ظاهريا، فان بعض العالمين بخفاياها يشكّون بحقيقة هذا الواقع، لافتين الى ان مساعدات جمّة تصل من الاحزاب السياسية الناشطة هناك الى السكان، عوضا عن ان تجارة الممنوعات رائجة و"سهلة" كون القوى الامنية شبه غائبة او بالحدّ الادنى غير قادرة على القيام بواجباتها داخل المنطقة.

كن...مواطن!

كحال موقف اهل الفنار الاصليين من "سكان الزعيترية"، موقف "الجديداويين" ايضا، بحيث يؤكد هؤلاء وغالبيتهم من الطائفة المسيحية ان الاعتراض الوحيد الذي يبدونه سببه السلاح غير الشرعي المنتشر في خاصرة المتن، اضافة الى التعديات والاستقواء بالسلاح والخروج عن القانون، وبالتالي تعمد هذه الشريحة من المجتمع اللبناني استفزاز المواطنين العزل في عقر دارهم، وترهيبهم وترغيبهم بوسائل شتّى.

واذ يجددون رفضهم لأي تمييز بين مواطن وآخر، مشددين على ان الدولة لا تقوم الا اذا خضع شعبها للقانون وكان متساويا في الحقوق والواجبات، الا ان سؤالا لا ينفكّ "ينخر" في عقولهم، خصوصا في ظلّ ما يعتبرونه مخططا واضحا لضرب المسيححين وتهجيرهم وبالتالي تغيير هوية لبنان..." هل يسمح لنا حزب الله باقامة احتفال لتكريم شهدائنا في الضاحية الجنوبية، ام بقطع طرقاتها في مسيرة دينية"؟...

الجواب يبقى ضائعا في دولة تحاول ان تحيا في مستنقع نطام مهترئ...

المصدر : موقع الكتائب اللبنانية

فرصة

موقع تيار المستقبل

حقا تستحق حكومة القمصان السود فرصة وفترة سماح، فبعد اسبوع على ولادتها القيصرية، لم يستطع اللبنانيون فهم مضمونها او استيعاب تركيبتها أو حتى استشراف أدائها المستقبلي ولذلك فهي بحاجة لفسحة توضح فيها ماهيتها. في أولى إطلالاته بعد "تنصيبه" على رأس الحكومة وتخليه عن صفة "المكلف" التي تمسك بها نحو خمسة أشهر، طلب نجيب ميقاتي فرصة للعمل مع الجميع، في الوقت عينه مرر "لغما" حين طلب من اللبنانيين تحمّل الاجراءات الضريبية التي ستتخدها الحكومة، في مؤشر الى المنحى الذي ستسلكه في سياستها المالية.

هل يذكر ميقاتي ان وزيرة المال السابقة ريا الحسن عندما ألمحت الى إمكانية رفع الضريبة على القيمة المضافة من 10% الى 12.5% فإن ذوي القمصان السود اعتبروا ذلك بمثابة 5 أيار جديد، مما يعني ضمنا التهديد بالسلاح؟ ميقاتي يقول إن حكومته لن تتعاطى مع اخصامها السياسيين على أساس الكيدية، ويتلقف أولى الفرص ليوجه سهام الاتهام بأحداث طرابلس الى المعارضة، ويسير في ركابه أحد أبرز الكفاءات من بين وزرائه، شربل نحاس، ليبشّر مديرا عاما بالسجن. لم يجد ميقاتي في هجمة حليفه ميشال عون على زعيم أكبر كتلة نيابية بوادر نشر جو من العداء الذي يتخطى كل كيدية ومؤشرات على الطريق الذي سيسلكه وزراء هذا الجنرال في الحكومة. ولم يستوعب ميقاتي ان ما يتعرض له دولة الرئيس سعد الحريري اليوم يمكن ان يطاله غدا لأن سياسة حلفائه خالية من أي ضمانات. حقا يحتاج أطراف الحكومة لفرصة إضافية علهم يخرجون المزيد من بدعهم السياسية فيتمكن اللبنانيون من رؤية مستقبل بلدهم مرهونا بذكريات من زمن جميل السيد وإميل لحود وعدنان عضوم، إنما برموز وأسماء جديدة.

عون المهضوم

محمد سلام/موقع الكتائب

سعادة النائب العماد ميشال عون مهضوم، وعفوي وصادق في تعابيره. لذلك، وبغض النظر عن الاختلاف معه في مواقفه، لا بد من إعطاء الرجل حقه. فهو حالة خاصة في المسرح السياسي اللبناني، يعبّر بعفوية عن واقعه، ويستعير مفرداته من قاموسه المعاش، لذلك وجب التعمّق في تفسير كلامه، وتحليل حالته، وصولا إلى فهم ما يريد، ولا أقول تفهّم ما يريد، لأن غالبية ما يريده تقفز من عقله الباطني إلى لسانه، من دون ضرورة التوقف في عقله الواعي لتفحّص منطقها.

التحليل العلمي الموضوعي لأحاديث عون، ولا سيما غير المكتوبة منها وعلى الأخص إجاباته عن الأسئلة غير المزروعة في صحافيين تابعين له، تظهر بوضوح أن زعيم تكتل "التغيير والإصلاح" صادق جدا. في تصريحه الأخير خص عون المعارضة بأنها "كتير شرسة ولكن قليلة التهذيب"، موضحاً أن "كلمة "one way ticket" (التي قال أنه قطعها للرئيس سعد الحريري) لا تعني "الله ياخدو". وأضاف: "أنا أعطوني واحدة العام 1992 وتمرّدت عليها ورجعت (إلى لبنان) والآن عليه أن يتمرّد".

استعار عون من بيئته المعاشة وصف "كثير شرسة" الذي خص به المعارضة. وهذا صحيح. أما "قليلة تهذيب" فهي الوصف الذي أراد به أن يرد الصفة عن نفسه، كونه اتُهم بهذه الصفة عدة مرات، ليس آخرها لدى اعتماده "السحّاب" مقياسا لتحديد الاتجاه كالبوصلة، في ظاهرة غير مسبوقة علمياً.

أخطأ من وصف العماد بقلة التهذيب في مسألة السحّاب، فالرجل استعار من واقعه لجهة سنه ووضعه الصحي إستخدامه المتكرر لسحاب سرواله في لحظات حرجة لا تحتمل التأخير، واعتبر عقله الباطني أن معرفته بمكان السحّاب هي دليل إيجابي إلى دقة حس الاتجاه لديه، فقال ما قاله، وما كان هناك من داع لانتقاده على ... سحّاب يستخدمه ويحسن إيجاد مكانه عند الحاجة الملحّة. أما مسألة "الله ياخدو" وتشديد العماد الفصيح على أن "وان واي" لا تعني "الله ياخدو"، فهي بعلم تحليل النصوص وفقا لنظرية فرويد تعكس رغبة في أن "الله ياخدو". أقله لأن أحدا لم يتهم عون علنا بأنه قال "الله ياخدو" نفي ما لم يّقل علنا هو، في علم النفس، تأكيد لمقول القول. وعلى هذه العفوية يشكر العماد فعلا، لأنه كشف بسهولة ما يُفترض أنه، أو غيره، يضمره. من هنا، قفز سعادة النائب- الجنرال إلى رغبة دفينة أخرى لخّصها بتذكرة وان واي إن (أي رحلة عودة باتجاه واحد) إلى "جناح كبير في سجن رومية". هذه لم يخفها الرجل، وحسناً فعل.

أما مقارنة نفسه بدولة الرئيس سعد الحريري لجهة قوله "أنا أعطوني واحدة (تذكرة روحة بلا عودة) العام 1992 وتمرّدت عليها ورجعت (إلى لبنان) والآن عليه أن يتمرّد" فتعكس بوضوح رغبة عون الملحّة في عودة الرئيس الحريري إلى لبنان. وبما أن الجنرال، بعفويته وعصبيته، يكشف مستوره، وجب شكره على هذه الفقرة بدلاً من انتقاده. بل وجب تشجيعه على المزيد من الكلام غير المباح عادة، لأن مضمونه يفيد من يريد أن يعرف كيف يفكّر، ليس العماد، بل من يسرّب العماد مضامين أدمغتهم.

من "الله ياخدو" إلى حث الحريري على العودة، قفز سعادة النائب عون إلى: "ألم يقرأ تيار "المستقبل" ما كتبه الرئيس رفيق الحريري على السراي "لو دامت لغيرك لما آلت اليك، فكلنا يمكننا أن نترك الدنيا ..." ما دخل لو دامت لغيرك لما آلت إليك ب "كلنا يمكننا أن نترك الدنيا"؟ ما الرابط بين "ألله ياخدو" و "تمّرد وإرجع" و "كلنا يمكننا أن نترك الدنيا"؟

ممتاز سعادة النائب. لو كنت مكان خصومك لما انتقدتك. بل لشكرتك ... كي تستمر وتدلي بالمزيد من ... الدرر. بالانتقال إلى الوضع في طرابلس، كان الجنرال رائعا، وليس أقل من رائع بأي مقياس. أخرج ما في جعبته من زاد الأسد لطرابلس، ولغير طرابلس. قال: "مشهد الأحداث في طرابلس كان من خلال تجميع المتظاهرين وفُتِحت الكرتونة وبدأت الشتائم للرئيس الأسد وميقاتي، وكان تلفزيون المستقبل يصوّر".

كل كلمة قالها الجنرال عون في صدد طرابلس صحيحة، ولكنها ليست كل الحقيقة. بدأت الشتائم بعدما انهالت الحجارة على الناس، وبعدما قصفوا برمانة أو قذيفة إينيرغا، وتلفزيون المستقبل فعلا كان يصور لأن التلفزيون البرتقالي والشاشات الحليفة له لا تغطي النشاطات المناوئة لنظام الأسد.

صحيح انهالت الشتائم. هل يعتقد الجنرال أنها كانت محاضرة في مدرج جامعة دمشق حيث خطب الأسد وحاضر هو، أو جامعة كامبردج؟ ألم يسمع الشتائم التي كالها أنصار حليفه النائب طلال أرسلان للميقاتي؟ ألا يذكر الشتائم التي كانت تصدر من أنصاره في ساحة "قصر الشعب" عندما كان يحتل قصر بعبدا؟ أم ترى أن تلك تختلف عن هذه بأنها كانت على إيقاع موسيقى البوب الأميركية (تربتتي تي جنرال) التي ينتقد الآن مجتمعها غير الديمقراطي وكان وقتها يعلن أن "أميركا معنا"؟

أما عن الوضع في سوريا، فقال سعادة رئيس تكتل التغيير والإصلاح: "إن تظاهرات اليوم المؤيّدة للنظام في سوريا كانت أكبر ممن خرج ضده والمطلوب من سوريا إصلاحات، والرئيس الأسد قام ببرنامج طويل عريض"، وسأل: "هل المطلوب إعطاء إسرائيل ما تريده من خلال تقطيع جبهة الممانعة؟ وهذا أساس المشكلة"، وتابع: "نعم هناك مؤامرة على سوريا، ولا أحد ينكر وجوب إجراء الإصلاحات، وبالامس دعا الرئيس السوري أصحاب العلاقة للبحث في موضوع الإصلاح عبر أسلوب علمي لكي يحصل على أكثرية تقرّ بالإصلاح، وبعدها تأتي النصوص والدراسات، فلا شيء يأتي بطريقة إرتجالية".

هل لاحظتم كم مرة أدرج مفردة إصلاح، ونصفها بصيغة الجمع! ربما هذا تعبير من عقله الباطني عن سروره كونه يتزعم كتلة تحمل اسم "إصلاح" كما يرغب الأسد أن يفعل. وربما يعتقد عون أنه يعلّم الأسد مبادئ الإصلاح، كون تكتله سابق في الزمن لرغبة الرئيس السوري المعلنة في الإصلاح المزعوم.

أما الأهم والأبرز فهو تمسّك الجنرال عون بالواقع العلمي إذ أكد أن التظاهرات المؤيدة للأسد "أكبر ممن خرج ضده" مع أن التظاهرات لم تكن قد انتهت عندما تحدث عون، كما أنه من البديهي أن تحشد مظاهرات النظام عددا أكبر من مظاهرات المعارضة في أي بلد قمعي في العالم، كون أنصار النظام محميّون ولا أحد يطلق عليهم النار حتى "العصابة الإرهابية" إياها التي يزعم نظام الأسد وجودها. ظاهرة مهمة هو العماد عون. كلامه مفيد، مضمونه يكشف ما يستره الذين لا يتكلمون بللللللسسسانه. لا تنتقدوه. صفقوا له استحسانا كي لا "ينقز" ويتوقف عن الكلام المباح. كلامه، والله مفيد، ليس أكثر من طنين ... ينبئ بلدغات غيره. الكلام الخطير، قولا وفعلا، هو ما يطلقه محترفون من مستوى رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي النائب أسعد حردان الذي قال إن "سوريا تجاوزت المرحلة الخطرة، وهي الآن تتحضر لمواجهة أكبر خارج ساحاتها، وذلك لتفكيك أفخاخ التقاطعات الحاصلة بين الإدارة الصهيونية الأميركية من جهة، وبين مجموعات متطرفة أبرمت عقداً ضمنياً عنوانه: بقاء الاحتلال مقابل اسقاط سوريا".

لو كانت مكانكم لقلت للجنرال عون "مرسي"، بترجاك كفّي هيك.

"14 آذار" أكدت تصميمها "مواجهة حكومة النظام السوري ـ حزب الله سلمياً"

عقدت الأمانة العامّة لقوى 14 آذار إجتماعها الدوريّ الأسبوعي ناقشت خلاله آخر المستجدّات وأصدرت البيان الآتي:

أولاً- تجدّد قوى 14 آذار التأكيد على أنّ الحكومة المشكلة مؤخراً نتجت عن إنقلاب مشترك نفّذه النظام السوريّ و "حزب الله" وليست نتاجاً لتداول ديموقراطيّ دستوريّ سليم للسلطة، وهي حكومةٌ قصدَ بها النظام السوريّ ربط مصير لبنان بمصيره. وإذ حاول الإيحاء من خلالها بإنّه لا يزال منظومةً إقليميّة متماسكة وبأنه قادرٌ على تجاوز أزمته الداخليّة بالهروب إلى الأمام من البحث عن شرعيته عند شعبه، فإنّ النظام السوريّ يريد من الحكومة أن تكون متراساً له في مواجهة الإعتراض الداخليّ والإقليميّ والدوليّ عليه. ولذلك فإنّ 14 آذار تتعاطى مع هذه الحكومة بوصفها من الأساس حكومة النظام السوريّ – "حزب الله" في لبنان.

ثانياً- إنّ قوى 14 آذار مصمّمة صفّاً واحداً على مواجهة هذه الحكومة، معارضةً سياسيّة – شعبيّة ديموقراطيّة سلميّة. وستواجه كلّ العاملين على خطّ زعزعة إستقرار لبنان وأمنه سواء على إيقاع التطوّرات السوريّة والإقليميّة أو على وقع أيّ إستحقاق يتصلّ بلبنان وإلتزامه بالشرعيّة الدوليّة وقراراتها.

وتحذّر هذه الحكومة من خطأ الظن بأنّ المعادلات اللبنانيّة والعربيّة والإقليميّة والدوليّة تسمح لها بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، أو أنّها تسمح لها في هذه المرحلة التاريخيّة بإستهداف الفريق الإستقلاليّ الديموقراطيّ. فقوى 14 آذار لن تسمح أبداً لجمع من المأزومين المتكتلين في السلطة بصرف أزماتهم على حساب الوطن كياناً ودولة ونظاماً سياسياً، وتدعو هؤلاء جميعاً إلى التبصّر بالحقائق والوقائع والتحوّلات.

ثالثاً- وتعتبر قوى 14 آذار أنّ ما يصدر عن النائب ميشال عون يؤكد على الطبيعة الإنقلابية للحكومة من جهة ويتضمّن تهديدات بالنفي والسجن والقتل للمعارضة من جهة ثانية. و14 آذار تحمّل رئيسيّ الجمهورية والحكومة مسؤولية هذه الحالة العونية المَرَضيّة، وترفض محاولتيهما التنصّل ممّا يدلي به عون فيما يتحمّلان مسؤولية تعزيز وضعه بالرغم من خطورة تهديداته.

رابعاً- إنّ 14 آذار التي تأسف أشدّ الأسف للأحداث التي شهدتها مدينة طرابلس الأسبوع الماضي، تؤكّد على مطالبتها بجعل عاصمة الشمال منزوعةً من السلاح. وترى أنّ نزع السلاح من المدينة هو شرط ضروريّ لفكّ الإرتباط بين لبنان وأزمة النظام السوريّ.

وتعتبر 14 آذار التي ترفضُ الغمز من قبل الرئيس نجيب ميقاتي أو غيره من صدقيّة نضالها السياسيّ السلميّ، أنّ ما حصل في طرابلس من تفجير أمنيّ لجأ إليه أتباع المعادلة الثنائيّة الحكوميّة، يؤكّد صواب المطالبة بإنهاء السلاح غير الشرعيّ في كلّ لبنان،كي لا يبقى هذا السلاح غير الشرعيّ مهدّداً اللبنانيين ومصنعاً لإنقلابات وسلطات وعنواناً لربط لبنان بأخطار كبرى على الصعد كافّة.

كلنا لاي وطن؟

إيلي فواز، لبنان الآن

واجه "حزب الله" معضلة كبيرة بعد انقلابه على اتفاق الدوحة واسقاط حكومة سعد الحريري تمثلت بالتالي: ما هو الافضل للحزب في زمن التحولات العربية وبدء تهاوي نظام البعث الحليف: ان يشكل حكومة مواجهة ام ان يبقي على حكومة تصريف الاعمال؟ التريث لحين وضوح الصورة الاقليمية ام استكمال الانقلاب والمضي في تشكيلة هزيلة غبر ممثلة للطرف السني الاقوى، وبالتالي القفز فوق كل الاعراف والمواثيق التي راعت الحياة السياسية في لبنان والتوازنات الطائفية؟ اي اهون الشرين؟ احترام حكومة لبنان للقرارات الدولية ام التمرد عليها؟ ما هو الاهم في النهاية استقرار لبنان ام بقاء حزب الله؟

من الواضح ان تشكيل حكومة الرئيس ميقاتي بالشكل والمضمون التي اتت به برهنت مرة اخرى ان "حزب الله" ومصالحه فوق مصلحة لبنان وشعبه. الم يتسبب الاخير في الماضي القريب بفقدان الاف العائلات اللبنانية عملها في اكثر من دولة صديقة جراء تعديه على سيادات تلك الدول؟ الم يتسبب بحرب تدميرية على لبنان في تموز من جراء عملية خطف جنديين اسرائليين؟ وماذا عن رجل اعمال الحزب صلاح عز الدين واموال الناس التي طارت مهب الريح؟ هل كانت مصلحة لبنان واللبنانيين هي الغالبة في حسابات "حزب الله" في اي ظرف؟ طبعا لا. على كل الاحوال ابصرت تلك الحكومة النور بعد ان سمح لها الحزب ان تكون، بالتشاور مع قوى الممانعة والصمود، وبعد ان تم الاتفاق بين اعضائها على عنوان واحد ومشروعين. اما العنوان الذي اجتمع عليه اعضاء حكومة الميقاتي، فهو الكره والعداء للحريرية السياسية، كل لاسبابه الخاصة والكيدية التي لا تنبع اطلاقا من رؤية سياسية معارضة لنهجها او نظرة اقتصادية مختلفة. اما المشروعان فواحد فرضه "حزب الله" على الرئيس ميقاتي ويتمثل بمواجهة المحكمة الدولية والعصيان عليها ورفض التعاون معها بكل الاشكال ان كان من خلال قطع التمويل او سحب القضاة اللبنانيين او عدم التجاوب مع طلباتها.

والثاني فرضه واقع الحال على كل من النائب وليد جنبلاط والنائب ميشال عون والرئيس نجيب ميقاتي لاسباب محض انتخابية. والا كيف نفسر حصة بيك المختارة من الوزارات، وتجاهله مطلب ارسلان بحقيبة وهو الذي حرص معظم الاوقات وفي معظم المفاصل الانتخابية والاستحقاقات السياسية على مراعاته بالرغم من الاختلافات التي لطالما فرقتهما؟ او كيف نقرأ حصة مدينة طرابلس من الحكومة؟ او نفهم مشهدية الرابية التي جمعت المستوزرين الجدد حول المخلص في صورة معبرة؟

طبعا يستطيع عون ان يعطي للحكومة الجديدة مهام الاصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين ما اراد، ولكننا نعلم جميعا ان تلك الشعارات الديماغوجية التي يطلقها الجنرال البرتقالي لن تلقى طريقها للترجمة، لانها بلا ادنى شك ستطال اقرب الحلفاء له من الذين يعطون لصوته هذا المدى المضخم، ومن الذين نهبوا من اموال الصناديق الخاصة ما يمكنه سداد جزء كبير من ديون الدولة. ثم اصبح القاصي والداني يعلم ان الاصلاح والتغيير ليس مبدأ يتمسك به الجنرال انما مجرد رديات زجلية لتعبئة جمهوره المتعطش للانتقام. فمن يؤمن بالاصلاح يبدأ بترميم بيته المتهاوي فسادا ويقوم بالدعوة لجلسة عمومية تنتخب رئيسًا وأعضاء للمكتب السياسي للتياره.

كما يستطيع النائب جنبلاط ان يتهكم على حلفاء السابق ويتغنى باللعبة الديمقراطية التي اتت بالميقاتي رئيس حكومة او يعظ اللبنانيين عن فوائد تداول السلطة ما شاء، وهو الذي ورث اباه في زعامة الطائفة الدرزية الكريمة وسيورث من دون شك ابنه المركز عينه، ولكن كلام البيك لن يغير في الواقع شيئا: ان ما فعله والقمصان السود هو انقلاب على سعد الحريري والطائفة السنية ومبدأ الديمقراطية من اقليم الخروب الى طرابلس، ولو حصل نفس الشيء معه لكان ادخل لبنان في حرب اهلية جديدة.

اما الرئيس ميقاتي لا يحسد على موقعه. هو يأتي الى رئاسة الحكومة محاصرا من الداخل بسلاح "حزب الله" ومطالبه، وغوغائية العماد عون واوهامه، وهو مكبل بقرارات دولية، وحذر عربي حياله وتشدد امريكي بدت طلائعه بقرار من الكونغرس حول قانون مكافحة الارهاب الخاص بـ"حزب الله"، بالاضافة الى مسألة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقرارها الظني الاتي كالزلزال، ان هو عصاها، يتحمل عندها النتائج الكارثية للموقف هذا على البلد وابنائه.

طبعا ليست المشكلة في ترؤس نجيب ميقاتي الحكومة ابدا، لانها ليست حكرا على اشخاص او عائلات، انما في اعطائه وشريكه الجديد في الوسطية وليد جنبلاط الشرعية لمنطق السلاح على حساب الدستور والمواثيق وحتى على حساب الديمقراطية ونتائج الانتخابات النيابية التي خاضها الاثنان على اساس شعارات مختلفة عن تلك التي يتبنياها اليوم.

المشكلة هي في تخلي البعض عن النصوص والدستور لصالح بربرية السلاح غير الشرعي، تحت حجة وأد الفتنة، او تفادي حرب اهلية، والجميع يشعر امام كل تنازل ياتي على حساب الشرعية اننا نقترب بسرعة اكبر الى الفتنة والحرب الاهلية.

البعض قال ان اعلان حكومة الميقاتي اعادتنا الى عام 2004 لحظة التمديد للجنرال اميل لحود. الاصح ان هذا الاعلان اعادنا الى ابعد من هذا التاريخ، تحديدا الى العام 1988 حيث ظهر ضابط يعلن للبنانيين انه تلقى كرة نار لم يعلم حينها الكثيرون انه سيعيد قذفها عليهم اضعافا مضاعفة، ساعة تحت حجة التحرير واخرى تحت حجة الالغاء.

ان تلك الحكومة لا تبشر بالخير ليس لانها لا تلتقي على رؤية واحدة للبلد وليس لانها تجمع في مجلسها مصالح شخصية متناقضة، وهذا دأب كثير من حكومات لبنان، انما لان العقول التي تديرها تمجد العنف وتستعمله في ادائها السياسي.

وعلى ذلك يصبح اسقاط حكومة نجيب ميقاتي هو واجب كل لبناني، في حال وضع الاخير البلد في مواجهة المجتمع الدولي وعجز عن احترام القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وتجاهل مطلب جزء كبير من اللبنانيين في العدالة والحقيقة، حينها يصبح اسقاط الحكومة تعبيرا عن رفض لسلاح "حزب الله" ومفاعيله على الحياة السياسية اللبنانية، ورفضا لغوغائية الجنرال البرتقالي وكيديته التي ان استمرت قد تطيح نهائيا بالصيغة اللبنانية كما نعرفها اليوم.

فرنجية: الحكومة ورقة في يد سوريا لاستعمالها بوجه الخارج.. وعون يمثّل حالة مرضية

أكّد عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية ان "لقاءات باريس كانت ايجابية وكان هناك قراءة موحّدة لـ 14 آذار، وستتّبع هذه اللقاءات سلسلة لقاءات في بيروت"، موضحاً أن "هناك تقييماً لهذه المرحلة وانطلاقاً من هذا التقييم ستتحدد خريطة العمل". فرنجية، وفي حديث الى "أخبار المستقبل"، لفت الى أن "هناك ربط مصير لبنان اليوم بمصير النظام السوري في لحظة تفاقم وضع النظام في الداخل السوري"، معتبراً أن "أساس الحكومة الحالية وجوهرها أنها تشكّل ورقة في يد سوريا لاستعمالها في وجه الخارج".

ومن جهة ثانية، رأى فرنجية أن "رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون يمثّل حالة مرضية في الحالة اللبنانية، ومن خلال تصريحه يؤكد حالته المرضية، فهو يريد ادخال قسم الى السجون ونفي قسم آخر"، متسائلاً "كيف يمكن لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن يفاجأ بتصريح عون وهو يعرف طبيعته؟" وإذ أشار الى أنه "لم يُتّخذ بعد أي قرار لا بموضوع مقاطعة جلسة الثقة ولا غيرها"، اعتبر فرنجية أن "الحالة التي نعيشها ليست طبيعية بل هناك عملية انقلابية". (رصد "NOW Lebanon")

السلطات اللبنانية تفرج عن كل الموقوفين السوريين النازحين وتقفل ملفاتهم

نهارنت/أفرجت السلطات اللبنانية عن "كافة الموقوفين" السوريين الذين كانت اوقفتهم خلال فترة النزوح الى الاراضي اللبنانية لعدم حيازتهم اوراقا ثبوتية، على ما افاد ناشطون وكالة فرانس برس الثلاثاء. وقال الشيخ مازن محمد، وهو امام مسجد في منطقة التبانة في مدينة طرابلس شمال لبنان واحد الناشطين في الدفاع عن السوريين النازحين الموقوفين في لبنان ان "السلطات اللبنانية افرجت ليل امس (الاثنين الثلاثاء) عن 21 موقوفا كانت احتجزتهم خلال فترة النزوح لعدم حيازتهم اوراقا ثبوتية للدخول الى لبنان".

وقال المحامي نبيل الحلبي مدير المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الانسان في اتصال مع وكالة فرانس برس الثلاثاء ان "السلطات اللبنانية افرجت عن كافة الموقوفين من السوريين النازحين الى لبنان، واقفلت بذلك هذا الملف". ويأتي الافراج عن هؤلاء الموقوفين بعد تحركات شعبية عدة نفذها أبناء منطقة باب التبانة في مدينة طرابلس.

وكانت مدينة طرابلس شهدت الجمعة اشتباكات مسلحة بين منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية ومنطقة جبل محسن المجاورة ذات الغالبية العلوية اسفرت عن مقتل سبعة اشخاص وجرح عشرات آخرين، وذلك عقب تظاهرة مؤيدة للاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ الخامس عشر من آذار.

وأوضح الشيخ مازن محمد لفرانس برس ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "تولى المسؤولية وقام بالتنسيق مع الأجهزة المعنية للإفراج عنهم".

وتجدر الإشارة إلى أن آلاف السوريين نزحوا معظمهم من تلكلخ ومحيطها وبينهم جرحى، خلال الاسابيع الماضية الى منطقة وادي خالد في عكار سمالا عبر معبر البقيعة غير الرسمي الذي كان يستخدمه عادة المهربون وعبر مسالك جبلية وعرة. مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

وزير خارجية استونيا ينقل عن سليمان أن الأستونيين السبعة على قيد الحياة

نهارنت/كشف وزير الخارجية الاستوني اورماس بايت الثلاثاء في بيروت، أن السلطات اللبنانية تمتلك معلومات تشير الى أن الاستونيين السبعة الذين خطفوا في لبنان قبل ثلاثة أشهر، ما زالوا على قيد الحياة.وأضاف بايت في حديث لاذاعة كوكو الاستونية من بيروت: "وفقا للمعلومات التي حصلت عليها من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فإن الاستونيين المخطوفين ما زالوا على قيد الحياة"، مؤكدا أن العمل على تحريرهم ما زال جاريا".وكان بايت أكد في مؤتمر صحفي عقب لقائه نظيره اللبناني عدنان منصور أن "موضوع الأستونيين هو في طليعة المواضيع المطروحة في المجتمع الاستوني، من أجل التوصل الى حل ايجابي له كي يستطيع هؤلاء الاشخاص العودة سالمين الى ديارهم".

وأضاف:"بالامس كنت في اللوكسبورغ في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، وخلال هذا الاجتماع العديد من زملائي من وزراء الخارجية سألوني عن التطورات الاخيرة لهذا الموضوع، وهذا يظهر أن هناك العديد من الدول ومن السياسيين الاوروبيين الذين يهتمون له ويتابعونه باهتمام وعن كثب، ويترقبون النتائج الايجابية لهذا القضية المؤسفة".

كما اقترح بايت أن تكون الجولة الأولى للمشاورات السياسية التقليدية بين استونيا ولبنان، في الخريف المقبل في أستونيا، لمناقشة التطورات في المنطقة وفي الشؤون الدولية الاخرى"، داعيا منصور لزيارة استونيا. هذا ولفت بايت الى أن بلاده "طلبت مساعدة السلطات الفرنسية لحل هذه القضية منذ البداية أي منذ 23 آذار الماضي"، مؤكدا أن فرنسا لعبت دورا كبيرا وهي مستمرة في التعاون". ولفت الى أن "هناك ايضا العديد من الدول الاخرى التي تساعدنا، مثل تركيا وألمانيا ودول أخرى أوروبية وفي المنطقة". من جهته، أكد منصور أن السلطات اللبنانية تتابع عن كثب ملاحقة المخطوفين الأستونيين السبعة في لبنان، بهدف العثور عليهم. وقال منصور:" للاسف الشديد لم نتوصل حتى الآن الى معرفة موقعم ومكانهم"، آملا التوصل الى نتيجة إيجابية في أقرب فرصة. هذا وكان بايت أبدى ارتياحه لمستوى التعاون بين لبنان واستونيا في مسألة المخطوفين السبعة، آملا استمرار التعاون بعد تشكيل الحكومة. وشدد بايت بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على ان الهدف الاساسي هو اطلاق الاستونيين السبعة. وكان بايت وصل الى بيروت فجر الثلاثاء في اطار زيارة يلتقي خلالها عدد من المسؤولين في اطار الجهود المبذولة للافراج عن الاستونيين السبعة المخطوفين في لبنان . ولا يزال الغموض يلف قضية خطف الاستونيين. واعتقل سبعة اشخاص في لبنان على علاقة بهذه القضية لكن لا ادلة دامغة حول الجهة المسؤولة عن عملية الخطف ومكان احتجاز الاستونيين السبعة. وظهر الرجال السبعة في شريطي فيديو في التاسع عشر من نيسان ثم في العشرين من ايار وهم يطلبون المساعدة لاطلاق سراحهم. وافاد مصدر قريب من الملف انه تبين للمحققين ان الشريط الاول صور في دمشق. وجهود استونيا للافراج عن الرهائن لم تفض الى نتيجة لان الوجود الدبلوماسي لهذه الجمهورية الصغيرة التي تعد 1,3 مليون نسمة ضعيف جدا في الشرق الاوسط. وعلى استونيا ان تعتمد على الاتحاد الاوروبي وحلفائها في الحلف الاطلسي للحصول على دعم لوجستي وخصوصا على فرنسا. وفي 16 حزيران اعلن الوزير الفرنسي المكلف الشؤون الاوروبية لوران فوكييه ان فرنسا تعهدت بمساعدة استونيا في عملية الافراج عن الاستونيين السبعة وان المسالة تتطلب القليل من الصبر.

البيان الوزاري: تأكيد على "الجيش الشعب والمقاومة" وترجيح اعتماد "عدالة المحكمة"

نهارنت/ ترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الاجتماع الثاني للجنة صياغة البيان الوزاري، عصر الثلثاء في السراي الحكومي. وأوضح وزير الاعلام وليد الداعوق أنه "وضعت الصياغة ما قبل النهائية للعديد من بنود" البيان الوزاري مشددا على عدم وجود "بنود خلافية والجو كان ايجابيا جدا واغلب البنود السياسية تم البحث بها". وإذ كشف أنه "لم يتم التطرق الى موضوع المحكمة بشكل نهائي وكامل قال أن "هناك افكارا تم تداولها وسيتم البت بها في الاجتماع المقبل مستندة على الثوابت التي اعتاد عليها الجميع والتي تراعي مصلحة لبنان واللبنانيين جميعا". وأشار الداعوق إلى أن "صيغة شعب-جيش- مقاومة من المسلمات والثوابت المعتادون عليها".وفي هذا السيق علمت قناة الـ"OTV" أن "المخرج المتعلق بفقرة المحكمة الدولية في البيان الوزاري قد يكون باعتماد عبارة "عدالة المحكمة" باعتبار أنها تتضمن كل المتطلبات". كذلك علمت قناة الـ"NBN" أن هناك وجهتي نظر في موضوع المحكمة "الأولى تدعو إلى تجنب ذكر المحكمة لنتجنب المشاكل والرأي الثاني يؤيد ذكر المحكمة مع حفظ قرار لبنان في التعاطي مع مقرراتها". وأفادت الـ"MTV" أن حزب الله يسعى عبر ممثليه في اللجنة إلى اعتماد الخيار الأول أي "التأكيد على الشرعية الدولية دون ذكر المحكمة فيه". يذكر أن الإجتماع المقبل للجنة تعقد هو "عند الساعة الرابعة من بعد ظهر غد الاربعاء في السراي الكبير" كما ذكر الداعوق.

الحريري رداً على عون: من سيكون مصيرهم السجن هم قتلة شهداء ثورة الأرز

صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري البيان التالي: ردا على ما قاله النائب ميشال عون اليوم يهم المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أن يؤكد أن الأشخاص الوحيدين الذين سيكون مصيرهم السجن هم قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز وأصحاب النفوس المريضة الذين يحمونهم. فمن يعتقد أنه يعيش تحت حماية القتلة والمجرمين، عليه أن يتبصر جيدا بحقيقة أن الشعب اللبناني أوعى من أن ينجر خلف الشعارات التحريضية الفارغة التي يطلقها باستمرار. أما فيما يتعلق بكل التعابير التي أطلقها النائب عون مؤخرا حول بطاقات الذهاب والإياب وتوسيع الأجنحة في سجن رومية، فنحن نؤكد أننا بانتظار شرف التصدي لأي يد تمتد إلى أيِّ من الشرفاء في لبنان.

ميقاتي: كلام عون مستغرب ولا يجوز تخطي حدود اللياقة والإحترام

نهارنت/رد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على حديث رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون قائلا:"مستغرب أن يصدر هذا الكلام عن رجل مسؤول مثل العماد عون فلا يجوز أن نتخطى في نقاشنا الاطار السياسي الطبيعي الى تجاوز حدود اللياقة والاحترام". وأبدى ميقاتي اعتقاده في دردشة إعلامية بعد الإجتماع الثاني للجنة صياغة البيان الوزاري مساء الثلاثاء أن "هذه الاوقات الصعبة تتطلب من الجميع وعيا وإدراكا وتحسسا بالمسؤولية الوطنية". وكان عون قد قال بعد اجتماع تكتل "التغيير والإصلاح" أن "من رفضوا الـ"one way ticket" إلى الخارج هناك "one way in" فسجون رومية تنتظرهم" في إشارة ضمنية إلى المعارضة ومنها تيار المستقبل. كذلك قد صرح عون في عشاء هيئة كسروان في التيار الوطني الحر الجمعة الفائت بالقول:"قطعنا للحريري one way ticket وهو ذهب ولن يعود".

حبيش ردّاً على عيد: كلامه تأكيد على عدم اعتراف 8 آذار بالدولة وامتلاكهم لدويلته الخاصة عبر حزب الله وتوابعه... ولا نريد بيانا يقول نعم للمحكمة و"لكن"

باتريسيا متّى/موقع 14 آذار

بعدما تمّ الاتفاق على تحويل طرابلس الى مدينة منزوعة السلاح على ضوء كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وصف عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش هذا الطرح " بالجيّد الا أن هدف قوى 14 آذار هو نزع السلاح من كل لبنان وليس من مدينة واحدة بمعنى تخويل الجيش اللبناني والقوى الأمنية فقط امتلاك الأسلحة وليس الشعب أو الأحزاب السياسية" مشيراً الى "أن طرحنا الأول في تحويل بيروت الى مدينة منزوعة السلاح لم ينل توافقاً سياسيا، أما اليوم فلا مانع ان بدأنا من طرابلس ولكن بشرط التوافق والاجماع السياسي حول هذا الموضوع لأن نزعه من منطقة وتركه في أخرى ليس الحلّ الدائم والحقيقي".

حبيش ردّ في تصريح خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني على كلام نائب الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي رفعت علي بأن سلاح الحزب باق في المخازن لحين قيام الدولة، فاعتبر أن "هذا الكلام بالتحديد يؤكد أن كل فريق 8 آذار لا يعترف بالدولة فهو يمتلك دويلته الخاصة عبر حزب الله وتوابعه الممثلين بكل مكونات هذ الفريق التعطيلي " لافتاً الى "أن هذا ما يطرح اشكالية الاصرار على الدولة من قبلنا ورفض الفريق الآخر اياها".

وعن كلام عيد بأنه وفريقه لن يرتاحون طالما أن الرئيس الحريري واللواء أشرف ريفي والعقيد وسام الحسن في الحكم، أكدّ حبيش أن الرئيس الحريري في المعارضة اليوم واجابة وزير الداخلية الحالي مروان شربل كانت واضحة بعدم السماح بالتجني السياسي على القوى الأمنية" لافتاً الى أن "اقدام الحكومة على تطيير هؤلاء الأشخاص وغيرهم من الطائفة السنية من الحكم ومن المؤسسات اللبنانية هو غباء سياسي ما بعده غباء".

أما حول كلام رئيس الجمهورية الذي اعتبر فيه أن عمر الحكومة من عمر أدائها، رأى حبيش أن "عمر هذه الحكومة ليس من عمر أدائها بل من عمر من شكّلها معتبراً أنه لا يمكن للرئيس أن يقرّ بعدم لبنانية هذه الحكومة نظرا لموقعه التوافقي والحيادي ولكنّ وكما أتت الحكومة بتوافق سوري مع 8 آذار فهي مرهونة بالوضع السوري حصرا".

وعن العلاقة وموقع الرئاسة الأولى، قال حبيش:" كنّا نتمنى أن يكون لفخامة الرئيس وزن تمثيلي أكبر في حكومة اللون الواحد على أن تكون حصته من وزير الى عشرة وزراء الا أن حصته حصرت في وزير للبيئة مع الاحترام للأخير، فهو لم يستطع نيل الحصة المفروضة في مكان معين مع أننا كقوى 14 آذار كنا بجانبه ومن داعميه ".

وفيما خص البيان الوزاري على ضوء تصاريح الرئيس ميقاتي الأخيرة في تعبئته الدبلوماسية، رأى حبيش أن "الرئيس ميقاتي محرج بين ارتباطه براعي الحكومة الأساسي أي حزب الله وبين علاقاته الدولية وصورة الحكومة أمام المجتمع الدولي" مشيرا الى أن "الأكثرية الجديدة محرجة في البيان الوزاري وكلامهم كلّه يقرن بكلمة و"لكنّ" ، اذ انهم يتخبطون بين خطر اصطدام الحكومة مع المجتمع الدولي وعدم قدرتهم على رفع ضغوطات حزب الله فيما خص المحكمة الدولية في ظلّ خوفهم منه ".

وأضاف:" ان هدفهم هو الوصول الى نصّ بيان مبهم لارضاء المجتمع الدولي وحزب الله ولكننا كقوى 14 آذار نصرّ على نص واضح فيما خص المحكمة وبدون و"لكن" ، لأن أي بيان غير ذلك سيؤدي الى فك ارتباط لبنان بالمحكمة وسيكون لنا موقف بهذا الموضوع ".

أما عن موقف رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط الذي اعتبر أن الأميركيّين يريدون الانتقام من سوريا عبر لبنان ومهاجمة الحكومة الجديدة ، قال حبيش أنه "اذا أرادت الحكومة السير بسياسة سوريا فلبنان هو من سيكون في صدد وضع نفسه في مواجهة المجتمع الدولي وأن أي قرار يتخذ بحق دمشق سيكون رسالة للبنان الذي وضع نفسه من خلال حكومته بهذا المحور"، معتبراً في السياق نفسه "أن الشعب السوري لم يرض عن خطاب الرئيس السوري الأخير وعبّر عن ذلك عبر التظاهرات التي أقامها".

جنبلاط: جبهة النضال الوطني لن تشارك بأي أعمال إنتقامية في الحكومة رأى رئيس "جبهة النضال

نهارنت/الوطني" النائب وليد جنبلاط "أن أفضل ما يمكن أن تقدمه القوى السياسية المشاركة في الحكومة لضمان نجاح مسيرتها وعملها هو الابتعاد عما يثير السجالات السياسية والاعلامية التي لا تؤدي سوى إلى زيادة التوتر".وشدد جنبلاط في تصريح أن "المطلوب هو بناء مناخات تتيح لهذه الحكومة أن تحقق إنجازات في ملفات كثيرة متراكمة بدل التلهي في نقاشات جانبية لا تقدم ولا تؤخر". وأضاف جنبلاط:"نؤكد سلفا أن جبهة النضال الوطني لن تغطي أو تشارك في أي أعمال إنتقامية أو كيدية، وأن مشاركتها في الحكومة كانت على هذا الأساس، من دون أن يعني ذلك عدم موافقتها على محاسبة من يخرق القوانين، إنما ضمن الأصول والمعايير المعتمدة". ولفت في السياق عينه إلى أن "الدخول في لعبة الكيدية لا يفاقم التوتر دون طائل فحسب، بل إنه أثبت في كل المراحل السابقة أنه لا أفق له ويزيد من حال القطيعة السياسية القائمة بين الأطراف المختلفة".وطالب جنبلاط أخيرا بأن "نعطي هذه الحكومة الجديدة متنفس وفسحة لتعيد بناء الثقة وتنطلق في أعمال ومعالجات نحن أحوج ما نكون اليها، ولنترك السجالات والاتهامات جانبا ونذهب الى العمل".

نشرة اخبار موقع الكتائب ليوم الأربعاء

على وقع تكريس مسلّمة "الجيش والشعب والمقاومة"، هجوم عوني عنيف على المعارضة : "نجهّز سجن رومية" وهناك قسم كبير يتسع لهم

الرئيس الجميّل: أنا مهدد وعلينا تجهيّز العدّة لمواجهة الانقلاب الأسود

شدّ الحبال بين المعارضة والموالاة بدأ باكرا حتى قبل ان تبدأ الحكومة عملها وعلى وقع اجتماع لجنة صياغة البيان الوزاري التي تعود للقاء عند الرابعة من بعد ظهر الاربعاء.

الهجوم الموالي اوكل كالعادة الى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الذي حمل بعنف على قوى 14 آذار قائلا:"بما انهم رفضوا الـ"one way out" هناك "one way in" وهناك قسم كبير في سجون رومية يجهز ويتسع لهم" ولكن ما فات عون الاشارة اليه في حربه الشعواء على الفساد هو ما اذا كان قسم روميه يتسع ايضا لبعض حلفائه الجدد المنغمسين في الفساد وما اذا كان التحقيق الذي ينادي به سيشملهم ايضا.

عون الذي استمات في دفاعه عن الأسد، انتقى ابشع العبارات ولصقها بفيلتمان قائلا:" نعم نحن "محور شر على الشر" ونحن سعداء بهذه التسمية، لأننا نعرف الخير الذي جلبوه للعراق ولافغانستان".

وماذا بعد؟؟ اذا كانت هذه هي بداية حكومة "كلنا للوطن كلنا للعمل" فماذا بعد؟ وهل الجواب على المعارضة سيكون دائما بعبارات التهديد والوعيد والتخوين؟

كلام عون قابله ردّ عنيف من كتلة المستقبل التي اعتبرت انه يظهر مدى الحقد والتوتر مشيرة الى انه كشف حقيقة النوايا الثأرية والانتقامية التي تهدف إلى إلغاء الآخرين في الوطن "وهي السياسة التي كان قد ابتدعها وأتقن ممارستها حزب الله في توجهاته وممارساته السياسية وجاء جناحه المستحدث في الرابية لاستكمالها وترسيخها".

وعلى هذا المنوال، تنقضي الايام في السجالات والردود المتقابلة في لبنان فيما الوضع في سوريا ليس على ما يرام اذ تبقى وعود الرئيس السوري بشار الاسد كلاما في الهواء وحبرا على ورق في حين ان الشارع سجّل اليوم تظاهرات مضادة بين الموالين والمعارضين خلّفت وراءها مواجهات وقتلى وجرحى.

لجنة البيان الوزاري: ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة "من المسلّمات

اذاً، عقدت لجنة صياغة البيان الوزاري اجتماعها الثاني في السراي الحكومي برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي واكد وزير الاعلام وليد الداعوق بعد انتهاء الاجتماع أنه تم التداول في مختلف الاقتراحات المقدمة من الوزراء لافتا الى ان اجتماعا آخر سيعقد الاربعاء المقبل في السراي الكبير واجتماعا آخر يوم الخميس. ولفت الى ان لا بنود خلافية والاجواء مريحة بين الوزراء، معتبرا ان كل ما يجمع عليه اللبنانيون كان موضع نقاش. واشار الى ان الحديث لم يتطرق الى المحكمة بشكل نهائي معلنا ان هناك افكارا متعلقة بهذا الامر ستيتم مناقشتها في الاجتماعات التالية. وردا على سؤال حول الاتفاق على صيغة الشعب والجيش والمقاومة ، اكد ان "هذه من الثوابت التي تعوّدنا عليها في اي بيان وزاري".

وكان ميقاتي أكد خلال استقباله رئيس مجلس القضاء الأعلى بالوكالة سعيد ميرزا وأعضاء المجلس رفضه أن تكون السلطة القضائية هدفا لأي تجريح أو نقد او إفتراء، مشددا على أن هذا الرفض يقابله حرص على ان يتولى مجلس القضاء الأعلى بنفسه معالجة اي ثغرة يمكن ان تنشأ في خلال ممارسة القضاة لعملهم الحيادي والعادل والنزيه.

الرئيس الجميّل: لضرورة اعداد العدّة لمواجهة الانقلاب

نفى رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل ان يكون فريق الرابع عشر من آذار قد اجتمع في فرنسا لرسم خطة للمستقبل، معتبراً ان ليس هناك من حاجة للتوافق على خطة لأن التنسيق مستمر مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري موضحا ان اللقاء الذي عقده معه كان للتشاور في كيفية التعاطي مع حكومة يسيطر عليها حزب الله ولها امتدادات خارجية .

وقال:"ان ميقاتي كلف في ظل انتشار شبه عسكري للقمصان السود وما حصل انقلاب على الوضع اللبناني ومن هنا ضرورة اعداد العدة لمواجهته". وعن التهديد الذي تردد ان الرئيس الحريري تعرض له، قال الرئيس الجميّل :" انا مهدد وكل سياسي في لبنان مهدد، وانا اعتقد عن قناعة ان الرئيس سعد الحريري سيعود قريباً جداً الى لبنان".

واضاف :" هناك استحقاقات تستوجب اهتماماً خاصاً من القيادات التاريخية في لبنان لا سيما حزب الكتائب لأن هنالك متغيرات كبيرة، فالثورات الشعبية تخلق ديناميكية لا بد ان تخدم مصالح الشعوب المعنية بها.

عون: سجن رومية يعاد تأهيله ويتسع للكثرين وفيلتمان عجيب

في لبنان، شنّ النائب ميشال عون بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح هجوما عنيفا على المعارضة وقال: "هناك معارضة كثيرة وهي شرسة في وجهنا ولكنها قليلة التهذيب"، وأضاف: "تحدثنا عن "one way ticket" وهذه كلمة تقال ولا تعني "الله ياخدو أو يموتو" ،لقد اعطوني بطاقة عام 1990 وتمردت عليها وعدت، وما على سعد الحريري الا ان يتمرد عليها ويعود، والمؤسف ان تيار المستقبل لم يقرأ ما كتبه رفيق الحريري على باب السراي عن انه" لو دامت لغيرك لما آلت اليك". وتابع عون قائلا: "بما انهم رفضوا الـ"one way out" فسنصدر لهم بطاقات "One Way In" لأن سجن رومية يعاد تأهيله ويتسع للكثرين". عون توقف عند تصريح السفير الاميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان وقال: فيلتمان مخلوق عجيب يعتقد انه الوحيد من دولة حرة في العالم، في حين انه من دولة تستعبد الناس ونقول له: نعم نحن "محور شر على الشر" ونحن سعداء بهذه التسمية، لأننا نعرف الخير الذي جلبوه للعراق ولافغانستان" مؤكدا ان البيان الوزاري لن يواجه احدا وقال:"نحن نريد العدالة، ولكننا نرفض التزوير والقرارات المأخوذة خلافا للقانون الدولي وصراعنا معهم قانوني ".

والمستقبل تردّ بعنف: أحقاد مجنونة وعقول مريضة

كتلة المستقبل ردّت بعنف على تصريحات عون، فاعتبرت انه يظهر مدى الحقد والتوتر ويكشف حقيقة النوايا الثأرية والانتقامية التي تهدف إلى إلغاء الآخرين في الوطن "وهي السياسة التي كان قد ابتدعها وأتقن ممارستها حزب الله في توجهاته وممارساته السياسية وجاء جناحه المستحدث في الرابية لاستكمالها وترسيخها" لافتتة الى ان "هذا المنطق الثأري والانتقامي الذي يفخر العماد عون بممارسته، سبق أن كبّد اللبنانيين عامة وكذلك لمن يدعي العماد عون الدفاع عنهم خسائر فادحة. وشددت الكتلة على أن سياسة الإلغاء والكيدية هذه لن توصل إلى أية نتيجة سوى المزيد من الاضرار والخسائر، كما أكدت من جهة ثانية أن "جذور رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري وتيار المستقبل وارث رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري عميقة في ارض لبنان ولن تقوى على اقتلاعها أحقاد مجنونة وعقول مريضة". واكدت تمسكها بمواقفها التي طالبت بجعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح كمقدمة لنزعه من كل المناطق اللبنانية.

الراعي: الشعب ينتظر الكثير من الحكومة

البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمل من الحكومة اللبنانية الجديدة في ان تنجح وتوفق لان الشعب ينتظر منها الكثير خصوصاً امام المعاناة والازمات الحالية التي تواجه منطقة الشرق الاوسط بأسرها . وأكد الراعي في كلمة له في كنيسة مار مارون في روما ان لبنان الذي يشكّل أرض حوار وتلاق بين الأديان والثقافات ومقراً للديمقراطية والحريات وحقوق الانسان، ولو انه يواجه بعض العثرات يبقى شعلة الرجاء في الشرق الأوسط . وأدى الراعي صباح الثلاثاء قسم اليمين القانونية في محكمة التوقيع الرسولي التي عينه فيها عضواً البابا بندكتوس السادس عشر، وذلك امام رئيس المحكمة الكردينال بورك وفي حضور الكرادلة الاعضاء .

استونيا: مواطنونا المخطوفون بخير

كشف وزير الخارجية الاستوني اورماس بايت ان السلطات اللبنانية تمتلك معلومات تشير الى ان الاستونيين السبعة الذين خطفوا في لبنان قبل ثلاثة اشهر ما زالوا على قيد الحياة.

واضاف بايت:"وفقا للمعلومات التي حصلت عليها من الرئيس اللبناني ميشال سليمان، فان الاستونيين المخطوفين ما زالوا على قيد الحياة، وما زال العمل على تحريرهم جاريا".

وكان باييت جال على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل ووزير الخارجية عدنان منصور وقائد الجيش العماد جان قهوجي وبحث معهم في جديد قضية خطف الاستونيين السبعة داعيا السلطات في سوريا الى التعاون.

ويليامز: حوادث طرابلس مقلقة

في المواقف ، اعتبر الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز أن حوادث طرابلس الأخيرة مقلقة ومحزنة مشددا على ان الوضع لا يمكن أن يستمر كما هو عليه بعد مرور 3 أشهر على اختطاف الاستونيين. وأشار وليامز بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى أن الحكومة تستطيع أن تواجه تحديات عدة مثل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الشعب اللبناني، وأن الامن في لبنان هو أيضا تحد آخر.

سوريا: اشتباكات بين الموالين والمعارضين

بعد يوم على خطابه امام جامعة دمشق، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء عفواً عاماً عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 20 حزيران الحالي وفق ما ذكر التلفزيون السوري .

في السياق عينه، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء السورية أنه تم وضع مشروع قانون جديد للأحزاب السياسية على موقع التشاركية لرئاسة المجلس في صيغته الأولية، ودعت المواطنين للإطلاع على مشروع القانون وإبداء ملاحظاتهم ومقترحاتهم للاستفادة منها في إغناء المشروع وتطويره واستكماله في صيغته النهائية.

ميدانيا، سمع اطلاق نار باسلحة خفيفة ودوي انفجارات عند الجانب السوري من الحدود التركية السورية حيث يتواجد الاف النازحين السوريين، كما أكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلينبرغر ان اللجنة حصلت على وعد بزيارة "المناطق المضطربة" في سوريا.

إلى ذلك، لفتت وكالة رويترز إلى ان قوات الأمن السورية قتلت 7 اشخاص في اشتباكات في حمص ودير الزور بين موالين للرئيس بشار الأسد والمعارضين، عقب تظاهرات نظمتها السلطات في مدن عدة دعما للأسد.

كندا: امّا الاصلاحات وامّا الرحيل

كندا أعلنت أنّ العفو الجديد الذي أعلنه الرئيس السوري بشار الاسد ودعوته إلى الحوار "لم يقنعاها"، بحسب ما ذكر وزير الخارجية الكندي جون بيرد الذي أكّد أنّ على الرئيس السوري "أن يجري إصلاحات أو أن يرحل". بيرد، وفي بيان، رأى أنّ "السوريين تعرضوا لجرائم فظيعة على يد نظامه وهم يطالبون بتغييرات حقيقية من الآن ولا يريدون وعودًا غير واضحة لن تُلبى إلا في موعد لاحق لم يحدد".

رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين علّق بدوره على الازمة السورية، قائلاً:" ان التدخل في شؤون دولة ذات سيادة مسدود الافق".

ليبيا: تشديد العقوبات

على الخط الليبي، شددت الولايات المتحدة العقوبات المالية على الحكومة الليبية وأدرجت تسع شركات على اللائحة السوداء لأن حكومة الزعيم معمر القذافي تملكها أو تسيطر عليها.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن العقوبات ستحظر التعاملات الأمريكية مع الشركات التسع بما فيها البنك العربي التركي وبنك شمال أفريقيا الدولي والبنك التجاري لشمال أفريقيا.

المستقبل" تضع المواقف "الإنتقامية" برسم سليمان وميقاتي:لا خيمة فوق رأس أحد بطرابلس

نهارنت/ةرأى كتلة "المستقبل" النيابية أن كلام رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون وفريقه السياسي يظهر "مدى الحقد والتوتر ويكشف حقيقة النوايا الإنتقامية لإلغاء الآخرين" مشددة على أن "سياسة الإلغاء والكيدية هذه لن توصل إلى أية نتيجة". وقالت الكتلة بعد اجتماعها الأسبوعي الدوري الثلاثاء أن كلام عون "يظهر مدى الحقد والتوتر، وعلى ذلك تعتبر الكتلة ان كشف حقيقة النوايا الثأرية والانتقامية التي تهدف إلى إلغاء الآخرين في الوطن". وأشارت إلى أن هذه السياسة "كان قد ابتدعها وأتقن ممارستها حزب الله في توجهاته وممارساته السياسية وجاء جناحه المستحدث في الرابية لاستكمالها وترسيخها". واعتبرت انه في السياق نفسه "يأتي إعلان وزير المالية محمد الصفدي يوم أمس انه سيبني سياسته على مبدأ الشفافية في الأرقام، وانه سيدقق في الحسابات انطلاقا من العام 1993 وسيحاسب من يتبين انه ارتكب الأخطاء". وإذ أكدت إلى أن هذا الأمر "ايجابي" لفتت "عناية وزير المال أن هناك مشروع قانون لتدقيق حسابات الادارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات واتحادات البلديات والمجالس والمرافق العامة الذي احيل الى مجلس النواب منذ 25 أيار 2006 وكان قد وافق عليه ، حين كان و زيراً في حكومة فؤاد السنيورة الأولى". وذكرت أن "هذا المشروع يهدف إلى إجراء التدقيق المحاسبي وفقاً للقواعد الدولية للتدقيق وذلك ابتداء من العام 1989 وحتى اليوم وبشكل مستمر" مضيفة:"من الأجدى أن يعمل معاليه على إقراره وتطبيقه لكشف حقيقة الامور المالية في لبنان بعيداً عن الاستغلال السياسي".

كما توقفت الكتلة أمام "الكلام الصادر أمس عن وزير العمل شربل نحاس بحق احد المدراء العامين (مدير عام هيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف) والذي أعلن جهارا إن أيام هذا المدير العام في الدولة إما معدودة أم انه يجب أن يدخل إلى السجن". وعليه ردت على هذا الكلام قائلة:"هذا الكلام الصادر تجاه مدير عام في إدارة لم تعد تابعة لوصايته وقبل اجتماع مجلس الوزراء وقبل انجاز البيان الوزاري هو الكيدية بعينها التي حذرنا منها لحظة إعلان الحكومة". وأشارت إلى أنه "لا يحق لوزير سابق أن يطلق الأحكام والقرارات تجاه أي موظف كان ولاسيما انه أصبح غير تابع لوصايته". وشددت على أن "هذه الممارسات والمواقف الانتقامية تنم عن خطورة كبيرة" واضعة إياها بتصرف رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي "المؤتمنين على الدستور والقانون كما ونضعها أمام الرأي العام اللبناني". وإذ استنكرت الكتلة أحداث طرابلس أكدت "رفضها وادانتها بالمطلق حمل السلاح و ممارسات المسلحين" مهيبة بالسلطات المسؤولة السياسية والأمنية الضرب بيد من حديد على كل يد تمتد للعبث بأمن المدينة". وإذ لفتت إلى أن "لا خيمة فوق رأس احد" أكدت على "وجوب أن يكون الجميع تحت القانون حيث ان أمن طرابلس وأهلها فوق أي اعتبار". وأكدت الكتلة "على المواقف المعلنة والمنسقة مع قيادات المدينة فان الكتلة تتمسك بمواقفها التي طالبت بجعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح كمقدمة لنزعه من كل المناطق اللبنانية

الجميل ينفي اجتماع "14 آذار" بباريس لرسم خطة للمستقبل:لسنا بحاجة للملمة

نهارنت/نفى رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل أن "يكون فريق الرابع عشر من آذار قد اجتمع في فرنسا لرسم خطة للمستقبل" معتبرا "ان ليس هناك من حاجة للتوافق على خطة، لأن التنسيق مستمر مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري". وأوضح الجميل الموجود في فرنسا لقناة "FRANCE 24" أن اللقاء الذي عقده مع الحريري كان للتشاور في كيفية التعاطي مع حكومة يسيطر عليها حزب الله ولها امتدادات خارجية". وعن التهديد الذي تردد أن الحريري تعرض له قال الجميل:"انا مهدد وكل سياسي في لبنان مهدد، وانا اعتقد عن قناعة ان الرئيس سعد الحريري سيعود قريبا جدا الى لبنان". وذكر الجميل "كيف ان الرئيس ميقاتي كلف في ظل انتشار شبه عسكري للقمصان السود"، معتبراً "ما حصل انقلابا على الوضع اللبناني ومن هنا ضرورة اعداد العدة لمواجهته". وأعاد القول أن "الحكومة اليوم يسيطر عليها حزب الله، وهو ركنها الأساسي وقد شارك فيها عدد من الأفرقاء كالعماد عون والرئيس نبيه بري". وردا على سؤال قال الجميل "انه ليس من حاجة الى لملمة قوى الرابع عشر من آذار، فالفريق ما زال متضامنا وخروج النائب وليد جنبلاط منه جاء في ظروف يعرفها الجميع".وشدد الرئيس الجميل على "الحياد الايجابي للبنان، في ما يتعلق بالصراعات العربية العربية، لافتا الى "ان قضية لبنان باتت اليوم مرتبطة بالنووي الايراني، والبعض يريد اقحامنا بالصراع العربي السوري، فيما هدفنا ان يبقى لبنان في منأى عن هذه الصراعات، مع تأكيدنا على التضامن مع القضية الفلسطينية".

وعن الوضع في سوريا تمنى الجميل "الاستقرار والسلام والديموقراطية والحرية للشعب السوري" لافتا إلى أنه "على الشعب السوري ان يختار الطريق الأصلح وعلى المسؤولين السوريين ويقرأ ويتعظ مما يحصل في العالم العربي".كذلم أمل رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أن يقود "الرئييس السوري بشار الأسد عملية التغيير ويضع بلاده على طريق الحداثة والعصرنة والديموقراطية".

الإساءة

محمد سلام/لبنان الآن

يتساوى حزب الفقيه الفارسي مع نظام الأسد "الممانع" ليس في الممانعة، بل في الإساءة.

والإساءة، لغوياً - قانونياً تستخدم للدلالة إلى عمل أضر بالأهل مباشرة، وليس بمن هم خارج هذا الإطار الضيق، فذلك يوصف بالإعتداء.

لا نطرح هنا ملف الإعتداءات التي نفّذها حزب الفقيه الفارسي أو النظام الأسدي على غير "أهلهما"، بل نحصر البحث في تشابههما إلى حد التماهي في الإساءة ... إلى الأهل.

النظام الأسدي أساء إلى شعبه في الكثير من الأمور، سواء بالاضطهاد أو القمع أو الكبت أو الفساد ...ألخ. ولكن هذه كلها شؤون داخلية بينه وبين شعبه لا نتدخل فيها.

الإساءة الكبرى التي يحق لنا، كما لأي شعب عربي آخر التحدث فيها كوننا كنا ضحاياها أيضاً، هي تحويل نظام الأسد الشعب السوري بأكمله إلى عدو مفترض لكل الشعوب العربية تحت شبهة إنتماء أي مواطن سوري إلى أجهزة مخابرات النظام.

من عاش وعمل في المغتربات يعرف هذه الحقيقة. يعرف كيف كان المواطنون العرب من لبنانيين وأردنيين ومصريين وسودانيين وخليجيين ممن تجمعهم زمالة العمل بأي مؤسسة في ديار الإغتراب يصمتون، يتوقفون عن الحديث لدى انضمام أي مواطن سوري إليهم، خشية من أن يكون مخابراتياً - أسدياً.

نعم جميعنا مارسنا هذا التمييز ضد المواطنين السوريين على فترات متفاوتة، لأننا كنا جميعا ضحايا البيئة الحاضنة للإساءة التي أسس لها ومارسها نظام الأسد بحق شعبه.

من الشعب السوري نعتذر. فكم كنا صغاراً بصفتنا ضحايا أمام هول معاناة الضحية الكبرى ... الشعب السوري الذي نحبه، وما زلنا نحذر بعضه من شبيحة نظام الأسد، في سوريا ... كما في لبنان.

والشيء بالشيء يذكر ... على نقيض من قاعدة الفضل بالفضل يكبر.

حزب الفقيه الفارسي، إنطلاقاً من وصف سيده حسن نصر الله للبيئة الحاضنة للعملاء والعمالة (التي عارضناها منذ أطلقها كما يذكر البعض وكما لا يريد أن يتذكر البعض) أساء أيضاً، وكما نظام الأسد، لأهله الذين احتضنوه، فحولهم إلى أعداء مفترضين لدى بقية الشرائح اللبنانية، ولدى بقية الشعوب العربية.

حزب الفقيه الفارسي استعدى شرائح لبنانية عدة، وشعوبا عربية عدة، لكنه أساء إلى الطائفة الشيعية الكريمة التي تدفع ثمن مقامراته (ق) في الساحات اللبنانية والعربية ... فقط لأنها احتضنته.

آخر تجلّيات هذه الإساءة ظهرت بوادرها إلى العلن مع تداول الأخبار عن اكتشاف شبكة تجسس إسرائيلية ضخمة بين عناصر الحزب، والبعض يقول بين رموز قيادية فيه، ما يسيء حتماً ليس إلى سمعته، بل إلى سمعة الطائفة الشيعية الكريمة، إنطلاقاً من وصف سيد الحزب لحالة البيئة الحاضنة، ما يعني أنها تلصق هذا الكم الكبير من العملاء بطائفة محددة، وهو ما لا يقبله عقل ولا يرضى به عاقل.

هو، سماحته، السيد حسن من أسس، وعمّم، وعزّز نظرية البيئة الحاضنة.

هو، سماحته، السيد حسن، من قال إنه "حتى شبهة التعامل" مرفوضة في حزبه ... ومقاومته.

هو، سماحته، السيد حسن من قال إن اي منتسب إلى حزبه أو مقاومته يتم البحث في سلالته ... ليتبين لاحقاً أن من بين العملاء في حزبه من ورث العمالة أباً عن جد.

من غير المقبول. بل حتماً من المرفوض، أن يقتصر وجود شبكة عملاء من "أكثر من عشرة أشخاص" على ما تداولته وسائل الإعلام في تنظيم واحد وطائفة واحدة. الحدث بذاته غير منطقي، بل هو أكثر من ملتبس، ما يطرح العديد، العديد والعديد من التساؤلات.

منطقياً، علمياً، منهجيا: كيف يتم كشف شبكة من أكثر من عشرة أو 12 أو 16 عميلاً دفعة واحدة، وفي فترة زمنية قياسية، مع أن خلايا الجواسيس عادة لا تضم أكثر من ثلاثة أشخاص؟

إذا افترضنا أنه تم كشف الشبكة نتيجة التحقيقات مع أعضاء خلية أو خلايا، فالأمر قد يحتاج إلى شهور، تكون خلالها عملية الضبط الأولى قد كُشفت للعدو، فيتمكن من "تهريب" أو "إخفاء" بقية عملائه؟

وجود "شبكة" من 10 أو 12 أو 14 أو 16 عميلاً في تنظيم واحد ضمن طائفة واحدة، على فرضية صحته، يقود إلى الافتراض المنطقي بأن هذه الشبكة هي جزء من شبكة أكبر تضم عملاء من أحزاب، وشرائح، وأجهزة، وطوائف أخرى، وقد تم "حرق" جزء منها لإخفاء الباقي إلا إذا كانت بقية هذه المكونات ليست بيئة حاضنة للعمالة، وفق وصف السيد حسن، ولم يبق في البلد أي بيئة حاضنه سوى حزب الفقيه الفارسي "وأهل المقاومة" المساكين الذين أساء إليهم هذا الحزب بمقامراته وغطرساته ... حتى التعريفية منها.

العدو الإسرائيلي يتجسس على الجميع، وعلى الدولة اللبنانية وأجهزتها ضمناً وحتماً، إلا إذا أرادنا الحزب أن نصدق أننا جميعاً – شعباً ودولة- عملاء لإسرائيل، وأنه وحده العدو وأن "أهله" هم فقط البيئة الحاضنة للعمالة.

التهمة الافتراضية حتماً مرفوضة، ولا يقبلها عاقل أو وطني لأي فريق انتمى. والاستنتاج الساذج - السطحي بأن الحزب "يعد" لإلصاق تهمة العمالة ببعض أعضائه لتحميلهم مسؤولية المشاركة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أيضا مرفوض وأقل ما يقال فيه إنه سخيف.

الخطير في المسألة، فعلاً، هو حجم الإساءة التي ألصقها الحزب إياه بأهله، وببيئته، وبطائفته، وهو ما لا يقبله أي لبناني.

السؤال هو: هل سيلغي الحزب إساءته لأهله، أم أن الإساءة ستلغيه.

سؤال آخر يتردد: هل سيرفض "الأهل" الإساءة كما يرفض الشعب السوري إساءات نظام الأسد؟

أنصتوا إلى "الأنين" اللبناني-الشيعي الكريم لعلكم تتعظون.

تأمّلوا في جغرافية جبل عامل: تلّة تجير من استجار، وخلّة (حفرة) تدفن الجبّار*.

* الفكرة مقتبسة بتصرّف من وجدانية رائعة لسماحة السيد محمد حسن الأمين.

خطة لاغتيال سعد رفيق الحريري

فادي عيد/الجمهورية

ليست المرّة الأولى التي يعمد فيها البعض إلى الإيحاء باتّجاه استفزازي نحو مسؤول من 14 آذار، دافعا إيّاه للعودة إلى البلاد في ظروف أقلّ ما يقال فيها أنّها خطرة حتى الموت.

وليست الطريقة الاستفزازية إلّا لإحراجه أمام جماهيره ومحبّيه، فيطرح على نفسه أسئلة يأخذ بعضها طابعا وجوديّا، وترتدي عناوين ردّة الفعل وفورة الكبرياء الدافع إلى العودة غير الآمنة، والدافع إلى القاتل كي يرتكب جريمته. ذكر أحد المتابعين لقضيّة جبران تويني، أنّ أحد أصدقائه المقرّبين، لا يزال الأرق يقضّ مضجعه إلى اليوم لأنّه مازحه يوما متحدّيا عودته إلى لبنان، فكيف بالحريّ بسياسيّين استدرجوه إلى التراب تحت عنوان جبان وخائف وسوى ذلك؟

يلفت مراقبون وثيقو الصلة بالتطوّرات المحلّية والإقليميّة أيضا، أنّ خطة تركّب لاستدراج سعد الحريري إلى لبنان، بهدف كشفه أمنيّا في أكثر من موقع، ويتولّى - ولو ربّما عن غير قصد - العماد عون هذا الاستدراج، سواء عبر استفزازه معنويّا من خلال الـ one way ticket أو عبر استفزازه سياسيّا وشخصيّا من خلال التهديد بالسجن، تماما كما حصل إبّان اجتياح سوريا لجزء من المناطق الحرّة في العام 1990، فهرب عون إلى السفارة تاركا عائلته و"جنوده" مع مخلّفات القصر، ولم يستفزّه أحد للعودة، بل على العكس، وفي ظلّ ثورة الأرز كان يصرّ على الرئيس إميل لحّود والوزير عدنان عضّوم في حينه، بواسطة كريم بقرادوني أن يقفلا ملفّه المالي قبل أن يطأ أرض المطار.

ماذا وراء الاستفزاز؟

قرأ المراقبون مجموعة علامات مثيرة للقلق وراء الاستفزاز المقصود والمرصود للرئيس سعد الحريري، وهو في ما يهدف إلى دفعه نحو العودة السريعة إلى لبنان، بالرغم من التقارير ألأمنيّة والاستخباراتيّة، المحلّية والدوليّة، والتي تؤكّد وجود خطة جاهزة لتصفيته وفقا لمجموعة اعتبارات هذه أبرزها:

1- يقول ديبلوماسي أوروبّي، أنّ الحريري يشكّل رمزا من رموز الربيع العربي في نظر العديد من الشباب السوري خاصّة، وهذا يشير إلى ضرورة بقائه بعيدا منعا للاستفزاز، ولأنّ لبنان "الآذاري"، آثر على نفسه عدم التدخّل، أو أخذ موقع الحياد في ما يحصل في سوريا.

2- تقول مصادر متطابقة، إنّ القرار الظنّي "الدولي"، في اغتيال رفيق الحريري، صار على قاب قوسين أو أدنى من إعلانه، وقد يطال على الأرجح ما تداولته بعض وسائل الإعلام، سواء من قيادات حزب الله وصولا إلى قيادات سوريّة، آخذا بالاعتبار، هرميّة القرار، ومبنيّا على أدلّة دامغة وموثّقة. وتتابع المصادر نفسها، أنّ هكذا مواقف قد تدفع نحو ردود فعل سلبيّة، تفاقم الاضطراب من زاويتي المتّهم والضحيّة في الوقت نفسه. ولمّا كان المطلوب من سعد الحريري امتصاص نقمة الشارع لدرء الفتنة، فإنّ إقامته في الخارج لاختيار توقيت أمني وسياسي مؤاتٍ، قد يصحّ التعويل عليه. وختمت المصادر، خطة الاغتيال جاهزة، فليكفّ المحرّضون على عودة محفوفة بالخطر عن استفزازهم، لأنّ للجريمة وجوها عدّة، والتحريض أحدها!

عون: إمّا أصبح رئيساً وإمّا أعطّل النظام وردّاً على إحراق "المستقبل"...يستحقّون ذلك

الحمهورية/الأربعاء 22 حزيران 2011 في مذكّرة سرّية تحمل الرقم 07PARIS2405 صادرة عن السفارة الأميركيّة في باريس في 7 حزيران 2007 اعترف مدير المنظمات الدوليّة في وزارة الخارجيّة الفرنسيّة السفير جان فيليكس باغانيون بمواجهة مشكلة كبيرة ومحيّرة في التعامل مع المعارض اللبناني ميشال عون الذي اجتمع به مرّتين في رفقة وزير الخارجيّة الفرنسية برنار كوشنير. ونقل باغانيون عن عون قوله لـ كوشنير: "أنا البطل الحقيقي الوحيد للسيادة اللبنانية، فإمّا أصبح رئيسا للجمهوريّة وإمّا أعطّل النظام في شكل كامل"، وأضاف عون أنّه مستعدّ لتبنّي أيّ تكتيك يساعده على الفوز في رئاسة الجمهورية ومن ضمنها تعيين لحود حكومة بديلة. وأشار باغانيون إلى أنّ المفارقة هي أن ليس لدى سوريا وحزب الله أيّ نيّة في السماح لـ عون بالوصول إلى الرئاسة، قائلا: "عون هو كلّ ما يخشونه في رئيس ماروني".

وفي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 06BEIRUT1811 صادرة عن السفارة الأميركيّة في بيروت في السابع من حزيران العام 2006، جاء أنّ السفير الأميركي قصد منزل ميشال عون لمناقشة مسألة استئناف الحوار الوطني المقرّر في 8 حزيران، والاطّلاع على الطريقة التي يقوّم بها عون اتّفاقه مع حزب الله في ظلّ أعمال العنف الأخيرة المستوحاة منه في بيروت وعلى طول الخط الأزرق.وورد في المذكّرة أنّ عون كان مستعدّا للدفاع عن الاتفاق مع حزب الله، لكن ليس للدفاع عن أعمال العنف التي اندلعت في الأوّل من حزيران في بيروت، وعلّق قائلا إنّ اللبنانيّين مُسيّسون جدّاً، وردّات فعلهم عاطفيّة حيال المواضيع السياسيّة، وأنّه شخصيّا لا يتقبّل فكرة أن يؤدّي النقد السياسي إلى أعمال عنف.

وسأل السفير عن تعليقات عون الشخصيّة المعلنة في موضوع "إحراق تلفزيون المستقبل"، ردّ عون ضاحكا "يستحقّون ذلك"، وشرح أنّه كان أطلق هذه التعليقات لإظهار عقلانيّته، قائلا أنّه لم يطلق مناصريه للقيام بذلك ردّا على ما قالته عن عون، مشيرا خلال الاجتماع إلى أنّ للشيعة ثقافة سياسيّة متقلّبة لا تسمح للدّعابة بالتعرّض للشخصيّات الدينيّة.

وسأل فيلتمان كيف يمكن لشخص له سمعة عون الظهور في ظلّ تحالف مع أطراف سياسيّين أمثال حزب الله وعمر كرامي وسليمان فرنجيّة وغيرهم من الشخصيّات الموالية لسوريا؟ فأجاب عون أنّه لا يوافق على كلّ الأشياء التي يُقدم عليها حلفاؤه، معترضا على أنّ تسمية الموالين لسوريا غالباً ما تلصق ظُلماً على المناهضين للحريري.قيم المقال

ويكيليكس "الجمهورية" عن عون: أنا أوّل المطالبين بتشكيل المحكمة الدوليّة.. لدمج حزب الـله في السياسة وانتزاع ضمانات من إسرائيل

الجمهورية/الأربعاء 22 حزيران 2011 - 08:02 صباحاً شرح العماد ميشال عون خلال لقاء مع مساعد وزيرة الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش الخطوات الضروريّة لحلّ مسألة سلاح حزب الله، مؤكّدا أنّ على الأخير التقيّد بهذه الشروط وإلّا سيضطرّ إلى جبه اللبنانيّين جميعا. وشدّد عون على ضرورة التأسيس لعلاقات دبلوماسيّة مع سوريا من أجل الحدّ من عمليّات تهريب الأسلحة والإرهابيّين عبر الحدود المشتركة، مشيرا في موضوع المحكمة الدوليّة، إلى أنّه كان أوّل المطالبين بتأسيسها من أجل وقف مسلسل الاغتيالات.

ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 07BEIRUT690 صادرة عن السفارة الأميركيّة في بيروت، في 17 أيّار 2007، جاء أنّ مساعد وزيرة الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش استقبل ميشال عون يرافقه مستشاره جبران باسيل في مقرّ السفارة الأميركيّة في 16 أيّار. وردّا على خيبة أمل ولش من علاقة عون الوثيقة مع حزب الله، أجاب عون مركّزا على أخطاء حكومة السنيورة التي أدّت إلى الأزمة الراهنة، شارحا سبل معالجة مشكلات الحكومة من خلال استخدام استراتيجيّة جديدة تعتمد على وسائل قديمة مبنيّة على علاقته الجيّدة مع الحزب. وشرح أنّ هذه العلاقة ستساعد لبنان على حلّ كلّ مشكلاته.

ثلاث خطوات للسلام

وجاء في المذكّرة أنّ خطّة عون الجديدة تقوم على ثلاث خطوات، وهي تقضي بدمج حزب الله في السلطة السياسيّة، والاستحصال على ضمانات من إسرائيل بأنّها لا تشكّل تهديدا على لبنان، ومعالجة شكليّات المراقبة الإقليميّة لمكافحة تهريب الأسلحة. ودعا عون إلى ضرورة تشكيل حكومة جديدة تضمّ كلّ القوى السياسيّة اللبنانيّة، على أن تتمّ لاحقا معالجة الخطوات الثلاث بالترتيب المذكور نفسه، مشيرا إلى أنّ التأسيس لعلاقات دبلوماسيّة مع سوريا سيساعد لبنان على استيعاب مسألة تهريب الأسلحة والإرهابيّين عبر الحدود المشتركة بين البلدين. وأضاف عون أنّ مسألة تشريع السيطرة على أسلحة حزب الله تحتاج إلى أن تتمّ بالتوازي مع إيجاد حلّ لمزارع شبعا، موضحا أنّ هذه "الحلول" الثلاثة لن تكون جاهزة قبل إجراء الانتخابات الرئاسيّة، وأنّ على الرئيس الحالي تأدية دور أساسي عبر العمل مع الأحزاب المختلفة للحصول على الضمانات المطلوبة. وختم عون في هذا السياق قائلا: إذا لم يتقيّد حزب الله بهذه "الحلول" فيجب حينها عزل الحزب وإيجاد "حلّ" آخر يمكن أن يكون المواجهة.

مراحل السيطرة على حزب الله

وكرّر ولش على مسامع زوّاره موقف الولايات المتّحدة الأميركيّة من حزب الله المتمثل في معارضة أيّ مرشّح رئاسي اعتمد على تحالف سياسي مع إرهابيّين أو قوّة خارجيّة، فردّ عون موضحا أنّ حزب الله يمثّل ثلاثين في المئة من الشعب اللبناني، ولذلك لا يمكن تجاهله وعزله باستثناء الجناح العسكري في الحزب، كما أنّ على لبنان طمأنة العناصر غير العسكريّين في حزب الله إلى أنّهم ليسوا أهدافا إسرائيليّة. وشرح عون قائلا: عندما تصنّف الحكومة اللبنانية حزب الله بالمنظّمة الإرهابيّة، فإنّ ذلك يضعف شعور الشيعة حيال حماية الدولة لهم... هكذا كان وضع أهل الجنوب طوال ثلاثين عاما. وأشار إلى أنّ وجود الأمم المتّحدة والجيش اللبناني في الجنوب يساعد في تعزيز شعور الشيعة بأنّهم جزء كامل من لبنان، لافتا إلى أنّ قيادات حزب الله خائفة من دخولها السجن متى تمّ نزع سلاح الحزب، وقارنهم بالثوّار الذين يشعرون تقليديّا سواء بالفوز أو عندما يواجهون المقصلة. وشرح عون أنّ من المنطق تقديم ضمانات إلى حزب الله عوضا عن إخضاعهم، ما سيجعلهم أكثر تشدّدا. ولفت إلى الصراع الشيعي - السنّي الطويل الأمد، موضحا أنّ أحدا لا يريد المواجهة.

تعقيدات المحكمة الدوليّة والبرلمان

وفي سياق آخر، زعم عون أنّه كان أوّل من جاهر بتأييده المحكمة الخاصة ودورها في إيقاف مسلسل الاغتيالات، قائلا إنّ إدانة ومحاكمة أشخاص ستعزّزان نظرة المجتمع اللبناني تجاه النظام القضائي. وعندما وجّه ولش ملاحظة تفيد أنّ عون يدعم المحكمة في وضوح، لكن ليس تطبيق البند السابع من قرار الأمم المتّحدة، ردّ عون قائلا إنّه أراد تأسيس المحكمة عبر منهج لبناني، مشيرا إلى ضرورة حصول حوار بين الأحزاب السياسيّة، لكنّ البرلمان المقفل يؤخّر إدارة حوار كهذا. وسأل ولش إذا كان عون يعلم عن أيّ معارضة للمحكمة الدوليّة، فكان الجواب أنّ كلّ نوّاب عون أرادوا المحكمة، وإنّما قرّروا عدم مناقشة المسألة خارج البرلمان المقفَل حاليّا، كما أوضح عون أنّ نوّابه كانوا سيصوّتون لمصلحة المحكمة لو كان البرلمان مفتوحا.

حامي المسيحيين والراهبين الأنطونيين

يوسف يزبك/الجمهورية

منذ مغادرته بيروت بحرا عن طريق الغولدن بيتش في إحدى الليالي إلى عودته "منتصرا" عن طريق كريم بقرادوني وإميل إميل لحود، شكل ملفّ المعتقلين في السجون السورية مادة دسمة في مواقف "حامي المسيحيين"، إلى أن أتى "يوم أسود"، أكّد فيه عدم وجود لبنانيين في السجون السورية. فهل كانت تلك المادة مجرّد سلاح يصلح في السجال السياسي، أم أنها حقيقة يصعب طمسها؟ من جديد قضية اللبنانيين المعتقلين في سوريا إلى الواجهة، بعدما أكّد نصري الخوري الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري استفادة عدد من اللبنانيين من قرار العفو العام الرئاسي السوري الصادر أخيرا. إعلان خوري هذا، خلّف أملا في إقفال الملف الذي شكل محورا أساسيا من محاور "الطريق الآخر" أو الكتاب البرتقالي (الذي خاض التيار الوطني الحرّ الانتخابات النيابية في العام 2005 على أساسه)... محور دغدغ مشاعر المسيحيين في العام 2005، فأعطى سبعون في المئة من ناخبيهم أصواتهم "وثقتهم" لمن أصبح "زعيما للمسيحيين" قبل أن يتحول إلى "حامي المسيحيين". ذاك الزعيم، وما إن بات تحت قبة البرلمان، حتى أطلق صرخته حيال تلك القضية الإنسانية أمام نواب الأمة (تموز 2005) فطالب الحكومة الجديدة (برئاسة فؤاد السنيورة) بوضع حد لهذه المأساة كاشفا عن وجود حالة في هذا الملف القديم – الجديد، لا يشوبها أي التباس، وبالتالي وُجب حلها بين الحكومتين السورية واللبنانية، كما قال يومها "الجنرال العائد". إنها قضية اختفاء خمسة عشر عسكريا وراهبين أنطونيين هما سليمان أبي خليل والموسيقار ألبير شرفان عقب عملية 13 تشرين 1990 في دير القلعة-بيت مري.

لسنا في غابة الأمازون

"أعتقد أنّ الجميع على علم بهذه القضية"، قال عون، مضيفا "لسنا في غابة الأمازون أو في أدغال إفريقيا، فإما أن يكونوا في السجون السوريّة أو أنهم قتلوا ودفنوا بعد المعركة. لذا، نأمل من الحكومة أن تسأل نظيرتها السورية: أين الجثث؟ وأين الأسرى؟ واعتقد أنّهم لن يكونوا في حاجة إلى أكثر من هذا السؤال".

كلام عون لم يكن جديدا، فالجنرال سبق له أن كشف في العام 2000 أمام وفد من أهالي المعتقلين زاره في منفاه الباريسي ما في حوزته من معلومات أمنية حيال مصير الراهبين المغيّبين مكمّلا بها ما كان في حوزة الرهبنة الأنطونية وبعض المقرّبين من معلومات حول مصيرهما.

حتى العام 2000 كانت الرواية تقول إن في صباح الأحد 14 تشرين الأول 1990 كان أبونا ألبير يتفقّد محيط دير القلعة بعد توقف الأعمال الحربية. فجأة توقفت أمامه سيارة تابعة للرئاسة العامة للرهبنة الأنطونية وترجّل منها أحدهم. إنه موظف إداري في الرئاسة العامة جاء يطمئنّ إلى أحوال الراهبين ومدبرة شؤون الدير، ويرى بالتالي إن كانوا في حاجة إلى أي وسيلة حياتية بعد القصف العنيف الذي شهده المحيط على وقع دخول الجيش السوري. نفّذ الموظف المهمة التي من أجلها قصد الدير، وغادر متوجها نحو مقر الرئاسة العامة في "مار روكز"، حيث أكد للآباء سلامة الراهبين والسيدة. انتهت الرواية عند هذا الحد لتكتمل فصولها على لسان الجنرال (20-12-2000) الذي كشف أن الراهبين أسرهما الجيش السوري مع 15 جنديا، وشوهدوا جميعا بعد ساعات في بلدة قرنايل ثم في بلدة بحمدون حيث تم تجميعهم مع معتقلين آخرين.

رحلة الحج إلى الينبوع

ويضيف "القائد المنفي" حينها، أن وزارة الدفاع الوطني سلّمت بعد أسابيع قليلة أهالي الجنود الخمسة عشر بلاغات تفيد بوجود أبنائهم في سوريا، "وبعضهم زارهم مرات متعددة". يومها طالب العماد أمام وفد الأهالي أن ترسل القيادة السورية برقية إلى اللواء الذي هاجم محور بيت مري-برمانا لمعرفة ملابسات القضية. إكتفى عون بطرح هذا الطلب، في منفاه الباريسي، وتحت قبة البرلمان؛ إلا أنّه لم يطرحه في أثناء زيارته الشهيرة إلى سوريا. زيارة عوَّل كثيرون أن تساهم في إقفال هذا الملف ولا سيما قضية الراهبين اللذين دفعا ثمن وقوف رهبنتهما إلى جانبه، إلا أن الأخير عاد أدراجه، ولم يعد برهبان... ولا بنتيجة.

إنتهت الزيارة الأولى التاريخية، وعاد عون وحيدا. أمّا في الزيارة الثانية، فقرر عون أخذ الرهبانية بأكملها معه إلى سوريا، لا للسؤال عن مصير الراهبين، بل للاحتفال بعيد القديس مارون في "رحلة الحج إلى الينبوع". تبخّرت رواية "قرنايل" و"بحمدون" ومعها مصير راهبين بلغ دعم رهبانيتهما لعون حد إقفال مدرستها في المعهد الأنطوني مرات متعددة "وزقّ" التلامذة إلى قصر بعبدا، تارة للاستمتاع بلقاء مع الـ ton amie liliane وطورا للاحتفال بالقداس الإلهي، بعدما كان يعمد أحدهم إلى إقفال الكنائس والطلب من جمهور المؤمنين التوجّه إلى القصر. تبخّرت الرواية ومعها روايات أخرى ولم يعد في قاموس "حامي المسيحيين" من وجود لعبارة "مسيحيون في السجون السورية". وحدها "مقبرة حالات الجماعية" الوهمية بقيت راسخة في ذهنه... مقبرة عبثا حاول "العونيون" في التيار الوطني إيجاد معالمها.قيم المقال

الأسد عرض مع ارسلان أوضاع لبنان بعد التأليف

المصدر: سانا/استقبل الرئيس السوري بشار الاسد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان وعرض معه "الاوضاع في لبنان بعد تشكيل الحكومة واهمية تضافر جهود جميع اللبنانيين من اجل تعزيز وحدة لبنان ومنعته"، حسبما اوردت وكالة الانباء السورية "سانا". وأوضحت الوكالة ان اللقاء تناول الاوضاع الراهنة في سوريا.

عضو كتلة "نواب زحلة" و"القوات اللبنانية" شانت جنجنيان: حكومة الأسبوع الماضي فاقدة للشرعية والمصداقيةّ

باتريسيا متّى/ موقع 14 آذار

اعتبر عضو كتلة "نواب زحلة" و"القوات اللبنانية" شانت جنجنيان أن" الحكومة الجديدة فاقدة للشرعية الداخلية والدولية لأنها تشكلت في ظروف معينة جراء انقلاب سياسي مقرن بعدم احترام للعهود والمواثيق التي عقدت بين اللبنانيين" لافتاً الى أنه وبحسب البيان الوزاري الذي من المتوقع صدوره والوعود التي تطلق والتصاريح لن يكتب لها العمر الطويل لأن عنوانها هو تحقيق الوعود الانمائية الأمر الذي لن تستسطيع تحقيقه لان أي حكومة تهدف للاصلاح والمحاسبة يجب أن تكون معترف بها".

جنجنيان الذي أشار في حديث خاص أدلى به لموقع 14" آذار" الالكتروني الى أن هذه "الحكومة غير قويّة بسبب معارضة أكثر من نصف الشعب اللبناني لها"، اعتبر أنها" لن تستيطع ممارسة الاصلاح خصوصاً وأنها أتت في ظلّ فراغ داخلي وآخر خارجي على ضوء الثورات التي اجتاحت معظم الدول العربية".

الى ذلك، رأى جنجنيان أن "الرئيس ميقاتي وقوى 8 آذار فضلوا تحت ظروف معينة تشكيل حكومة على الرغم من ارتفاع ثمنها بالنسبة للبنان و للشعب اللبناني لأنها حكومة مواجهة للداخل والخارج" معتبراً أن "سببين كافيين يوضحان عمق الأزمة أولهما أن قوى 8 آذار لن تكون محايدة في الملفات المهمة الدولية كالمحكمة الدولية والقرار1701، خصوصاً وأن هذه القوى هي نفسها التي وافقت على هذه النقاط سابقا". وأضاف:" كذلك الأمر بالنسبة للداخل اللبناني حيث كان هذا الفريق أوّل من يطالب بأن يكون ممثلاً بحكومات الوحدة الوطنية، وها هو اليوم رفض مشاركة الفريق الآخر في حكومته مستأثرين بالسلطة ".وعن طاولة الحوار التي يصرّ الرئيس سليمان الدعوة اليها بعد نيل هذه الحكومة الثقة، رأى جنجنيان أن فريق الثامن من آذار قد فقد مصداقيته تجاه الشعب اللبناني بعد أن نكس بالوعود التي قدّمها خصوصاً بعد الانتخابات النيابية يوم أكدّ على لسان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بأنهم سيكونون ديمقراطيين وسيقبلون بارادة الشعب لافتاً الى أنه لا لزوم لطاولة الحوار في ظلّ الخطابات والطريقة الكيدية التي أتت بها الحكومة".

وعن طرابلس منزوعة السلاح، قال جنجنيان:"نحن طالبنا كقوى14 آذار بتطبيق هذا الشعار على كل الأراضي اللبنانية ولكن للأسف لا زال السلاح متواجدا في بؤر أمنية تستعملها جهات أمنية غير شرعية لممارسة الضغوطات كما حصل في حادثة خطف الآستونيين السبعة والاشتباكات مع القوى الفلسطينية وأحداث الجنوب مشيراً الى أنه لو أرادت الحكومة برهنة جديتها والبدء بمعالجة فعلية عليها بنزع السلاح غير الشرعي من البؤر الأمنية". الى ذلك، لفت جنجنيان الى أن "قوى 14 آذار كانت بالأمس بالحكم الذي عطلّه الثلث المعطل في الحكومات التي "تسمى بالوحدة الوطنية، ولكن اليوم اتصالات واجتماعات عديدة تقوم بها قيادات ثورة الأرز في لبنان وخارج لبنان لوضع خطة ونحن كنواب في جهوزية تامة على الأرض وفي المؤسسات لمنع أي خطأ أو تطاول على القانون يقوم به الفريق الآخر". وختم جنجنيان متطرقا الى كلام جنبلاط الأخير بأن أميركا تسعى للانتقام من سوريا عبر لبنان من خلال مهاجمة حكومة الرئيس ميقاتي، فتسائل:"هل هذا اعتراف بأن الحكومة سوريّة؟! معتبراً أن لبنان لم يكن يوما وسيلة للانتقام من أحد ولم يشارك بالتآمر على الأنظمة بل حتّى في نظامه الديمقراطي وتعددية أفكاره لم يتدخّل في الشؤون السورية وقوى 14 آذار كانت النموذج الأول لعدم لاتدخل بالشؤون السورية".

حبيش ردّاً على عيد: كلامه تأكيد على عدم اعتراف 8 آذار بالدولة وامتلاكهم لدويلته الخاصة عبر حزب الله وتوابعه

ولا نريد بيانا يقول نعم للمحكمة و"لكن"

باتريسيا متّى/موقع 14 آذار

بعدما تمّ الاتفاق على تحويل طرابلس الى مدينة منزوعة السلاح على ضوء كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وصف عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش هذا الطرح " بالجيّد الا أن هدف قوى 14 آذار هو نزع السلاح من كل لبنان وليس من مدينة واحدة بمعنى تخويل الجيش اللبناني والقوى الأمنية فقط امتلاك الأسلحة وليس الشعب أو الأحزاب السياسية" مشيراً الى "أن طرحنا الأول في تحويل بيروت الى مدينة منزوعة السلاح لم ينل توافقاً سياسيا، أما اليوم فلا مانع ان بدأنا من طرابلس ولكن بشرط التوافق والاجماع السياسي حول هذا الموضوع لأن نزعه من منطقة وتركه في أخرى ليس الحلّ الدائم والحقيقي".

حبيش ردّ في تصريح خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني على كلام نائب الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي رفعت علي بأن سلاح الحزب باق في المخازن لحين قيام الدولة، فاعتبر أن "هذا الكلام بالتحديد يؤكد أن كل فريق 8 آذار لا يعترف بالدولة فهو يمتلك دويلته الخاصة عبر حزب الله وتوابعه الممثلين بكل مكونات هذ الفريق التعطيلي " لافتاً الى "أن هذا ما يطرح اشكالية الاصرار على الدولة من قبلنا ورفض الفريق الآخر اياها".

وعن كلام عيد بأنه وفريقه لن يرتاحون طالما أن الرئيس الحريري واللواء أشرف ريفي والعقيد وسام الحسن في الحكم، أكدّ حبيش أن الرئيس الحريري في المعارضة اليوم واجابة وزير الداخلية الحالي مروان شربل كانت واضحة بعدم السماح بالتجني السياسي على القوى الأمنية" لافتاً الى أن "اقدام الحكومة على تطيير هؤلاء الأشخاص وغيرهم من الطائفة السنية من الحكم ومن المؤسسات اللبنانية هو غباء سياسي ما بعده غباء".

أما حول كلام رئيس الجمهورية الذي اعتبر فيه أن عمر الحكومة من عمر أدائها، رأى حبيش أن "عمر هذه الحكومة ليس من عمر أدائها بل من عمر من شكّلها معتبراً أنه لا يمكن للرئيس أن يقرّ بعدم لبنانية هذه الحكومة نظرا لموقعه التوافقي والحيادي ولكنّ وكما أتت الحكومة بتوافق سوري مع 8 آذار فهي مرهونة بالوضع السوري حصرا".

وعن العلاقة وموقع الرئاسة الأولى، قال حبيش:" كنّا نتمنى أن يكون لفخامة الرئيس وزن تمثيلي أكبر في حكومة اللون الواحد على أن تكون حصته من وزير الى عشرة وزراء الا أن حصته حصرت في وزير للبيئة مع الاحترام للأخير، فهو لم يستطع نيل الحصة المفروضة في مكان معين مع أننا كقوى 14 آذار كنا بجانبه ومن داعميه ".

وفيما خص البيان الوزاري على ضوء تصاريح الرئيس ميقاتي الأخيرة في تعبئته الدبلوماسية، رأى حبيش أن "الرئيس ميقاتي محرج بين ارتباطه براعي الحكومة الأساسي أي حزب الله وبين علاقاته الدولية وصورة الحكومة أمام المجتمع الدولي" مشيرا الى أن "الأكثرية الجديدة محرجة في البيان الوزاري وكلامهم كلّه يقرن بكلمة و"لكنّ" ، اذ انهم يتخبطون بين خطر اصطدام الحكومة مع المجتمع الدولي وعدم قدرتهم على رفع ضغوطات حزب الله فيما خص المحكمة الدولية في ظلّ خوفهم منه ".

وأضاف:" ان هدفهم هو الوصول الى نصّ بيان مبهم لارضاء المجتمع الدولي وحزب الله ولكننا كقوى 14 آذار نصرّ على نص واضح فيما خص المحكمة وبدون و"لكن" ، لأن أي بيان غير ذلك سيؤدي الى فك ارتباط لبنان بالمحكمة وسيكون لنا موقف بهذا الموضوع ".

أما عن موقف رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط الذي اعتبر أن الأميركيّين يريدون الانتقام من سوريا عبر لبنان ومهاجمة الحكومة الجديدة ، قال حبيش أنه "اذا أرادت الحكومة السير بسياسة سوريا فلبنان هو من سيكون في صدد وضع نفسه في مواجهة المجتمع الدولي وأن أي قرار يتخذ بحق دمشق سيكون رسالة للبنان الذي وضع نفسه من خلال حكومته بهذا المحور"، معتبراً في السياق نفسه "أن الشعب السوري لم يرض عن خطاب الرئيس السوري الأخير وعبّر عن ذلك عبر التظاهرات التي أقامها".

كنا نتمنى على الفريق الاخر ان يخرج بمواقف متضامنة مع الرئيس الحريري المُهدد امنياً

وهبة لموقعنا: لسنا من هواة خوض المعارك الوهمية... وكلام ميقاتي عن المحكمة مرفوض!

سلمان العنداري/ موقع 14 آذار

اعتبر عضو تكتل لبنان اولاً النائب امين وهبة ان "المشهد السياسي في البلاد يشبه الى حد كبير المشهد الذي ارتسم عام 2005 لجهة الاصطفاف السياسي بين مشروع يدفع باتجاه الحوار الوطني والتواصل والذهاب باتجاه دولة مركزية قوية تستوعب المواطنين اللبنانيين وتحفظ مصالحهم، وبين مشروع اخر يحاول المزاوجة بين دويلة على الارض خارجة عن القانون، وتتعاطى مع الامور باستنسابية، تحت ظلّ غطاء شفاف تؤمنه الدولة اللبنانية والمؤسسات الرسمية التي تتعرض كل يوم للتطاول على قوانينها في محاولة لتغيير الاوضاع والانقلاب عليها". وهبة وفي مقابلة خاص ادلى بها لموقع "14 آذار" الالكتروني، تناول مسألة البيان الوزاري التي تعمل الحكومة الجديدة على صياغة بنوده ونقاطه الاساسية، فرأى "ان المعارضة تنتظر شكل البيان الوزاري لهذه الحكومة، مع الاشارة الى ان ما نسمعه هو ان البيان سيكون مختصراً ويغلب عليه طابع العموميات والصيغ المطاطة التي يمكن ان تفسر في عدة اتجاهات، والتي يمكن ان ترضي جميع الاطراف". ولفت وهبة الى ان "البيان يُبطن الكثير من السياسات التي تريد قوى الثامن من اذار انتهاجها، كما يُبطن ايضاً التأقلم الفعلي مع منطق هذا الفريق، وما هي الصياغة المطاطة الا ذراً للرماد في العيون، خاصة في القضايا المتعلقة بالقرارات الدولية وبالعلاقة مع الشرعية العربية والدولية".

ورفض وهبة قول الرئيس نجيب ميقاتي بان لبنان لا يستطيع الغاء المحكمة الدولية، معتبراً ان كلام دولة الرئيس مرفوض وغير مقبول، لانه يأتي وفق منطق "الموافقة على المحكمة مع التحفظ"، وكان ميقاتي يريد الغاء المحكمة، ولكن عجزه عن ذلك بسبب موقف الشرعية الدولية اجبره على عدم الغائها، وهذا امر مرفوض كلياً"

وسأل وهبة: "ما البديل عن المحكمة؟، وما البديل عن العدالة واحقاق الحق؟، ومن يجيب اهالي الشهداء وكل ابناء الوطن عن هوية المعتدين والمرتكبين في الاغتيالات التي حصلت في السنوات الاخيرة؟، والا يجدر بميقاتي ان يتمسك بالموقف الطبيعي، وهو التمسك بالمحكمة ودعمها والثقة بها؟".

كما رفض وهبة كلام رئيس جيهة النضال الوطني وليد جنبلاط عن تسييس المحكمة، فاعتبر ان " القرار الاتهامي هو فرضية يبنيها المدعي العام على ما توفر لديه من ادلة وقرائن مادية تطرح امام القضاة، ويكون للادعاء واجب الدفاع عن فرضيته، كما يكون للدفاع حق الطعن في ذلك، وبالتالي ستكون المحكمة عبارة عن عملية شفافة امام الراي العام اللبناني والعربي والدولي، ولهذا ادعو الى وقف النقاش حول جنس الملائكة والى الثقة بالمحكمة وانتظار احكامها ومراقبة الية عملها".

ودعا وهبة "كل فريق سياسي يشعر بانه متهم امام المحكمة الدولية بقضية اغتيال الرئيس الحريري، الى اعداد فريق كفوء يوفر له كل الفرص للوصول الى كل المعطيات والوثائق ليدافع وليفوز بقرينة البراءة، فكفانا نقاشاً بجنس الملائكة".

وعن قول رئيس الجمهورية ميشال سليمان بضرورة عقد طاولة الحوار، قال وهبة: "طاولة الحوار ضرورة دائمة في لبنان، وقوى الرابع عشر من اذار تمسكت بها مكراراً وتكراراً، وكانت دائماً من دعاة التواصل والتناقش والتفاعل بين كل مكونات المجتمع السياسي اللبناني، على اعتبار ان طاولة الحوار تصبح اكثر من ضرورة ملحة في كل مرة يتحول الفرز والتصعيد على الساحة الداخلية الى سمة غالبة على المشهد العام، الا ان الفريق الاخر يتحمل مسؤولية توقف طاولة الحوار الوطني عن الانعقاد نتيجة مقاطعته لها واستخفافه بانجازاتها وباهميتها".واضاف: "نتمنى عودة طاولة الحوار الى الانعقاد بعد تشكيل هذه الحكومة لاكمال النقاش حول البند المتمثل باقرار استراتيجية دفاعيةعلى نأخذ الوقت الكافي للتوصل الى صيغة تطمئن جميع اللبنانيين، على ان نتوصل ايضاً الى ايجاد صيغة لمواجهة العدو الاسرائيلي ولحماية ارض لبنان، وان توضع امكانات المقاومة في اساسيات هذا الدفاع ضمن قرار الدولة ومجلس الوزارء".

وبخصوص السياسة الكيدية التي يعتمدها البعض في الحكومة الجديدة، قال وهبة: " ان اداء الوزراء يحدد اذا ما كان هناك سياسة كيدية ام لا، فهناك من يتعاطى بشيء من المسؤولية من خلال الخطاب المقبول، وهذا امر رأيناه في خطاب وزير الداخلية مروان شربل الذي دافع عن الاجهزة الامنية على خلفيات احداث طرابلس، وهو خطاب فيه مستوى عالي من المسؤولية، وهناك نوع اخر من الوزراء لا يعرف سوى التهديد والوعيد، على شاكلة الوزير شربل نحاس الذي صرح من حديقة السيوفي في منطقة الاشرفية قبل يومين ولم يوفر اي طرف في كلامه، حيث توعد واصدر احكاماً، متكلماً باسم الحكومة كلها وهو امر فاضح وغير مقبول باي شكل من الاشكال".

واضاف: "نحن لسنا من هواة خوض المعارك الوهمية، واذا اراد شركاؤنا في الوطن اعتماد خطاباً مسؤولاً يرتكز على الحوار والهدوء والعقلانية، فنحن سنلاقيهم بالمثل، اما ان يتبنى البعض هذه النبرة العالية، واطلاق الاحكام المسبقة، فهذه سياسة كيدية ثأرية مبنية على الكره لن تساهم باي شكل من الاشكال باعادة بناء الجسور بين الافرقاء".

وعن التهديدات الامنية التي تعرض لها الرئيس سعد الحريري، انتقد وهبة طريقة تعاطي قوى الثامن من اذار مع هذا الخبر، وقال: " كنا نتمنى على الفريق الاخر ان يخرج بمواقف متضامنة مع الرئيس الحريري ليقول بانه لا يقبل بان يستهدف احد الزعماء اللبنانيين بالاغتيال السياسي وبالقتل وبالجريمة مهما كان الخلاف السياسي محتدم، الا انهم للاسف استغلوا هذه التهديدات، ووجود الرئيس الحريري بالخارج لاسباب خارجة عن ارادته، ليطلقوا النار السياسية الممزوجة بشماتة غير مسبوقة، وهذا لامر مؤسف للغاية".

هذا وتمنى وهبة على الفريق الاخر ان يرتقي بخطابه السياسي الى مستوى يليق بهم بدل الاستمرار بسياسة الشتم والتهديد والوعيد والاستكبار".

سرّ الخليّة الإسرائيليّة داخل حزب الله، والكشف عنها

اسعد بشارة/الجمهورية

عندما كشف حزب الله عن اعتقال خليّة متعاملة داخل جسمه التنظيمي، كان يُجهز بنفسه على نظريّة البيئة الحاضنة، إذ إنّ أحدا لم يكن بوارد الذهاب إلى الاعتقاد بأنّ المخابرات الإسرائيليّة ستستطيع اختراق حزب الله، وإلى هذا الحدّ، خصوصا بعد ان بالغ الأمين العام للحزب بالتأكيد في أحد خطاباته على أنّ حزب الله لا يمكن أن يُخترق، كاشفا عن كون جهاز مكافحة التجسّس داخل الحزب من أقوى الأجهزة وأكثرها احترافا. والجميع يذكر أنّ السيّد نصرالله أراد يومها نفي المعلومات التي زوّد بها فرع المعلومات الحزب، حول رصد اتصالات من خطوط تستعملها المخابرات الإسرائيليّة بثلاثة كوادر من الحزب، وذاك النفي جاء بعدما تأكّد فرع المعلومات من أنّ هذه الخطوط اتّصلت بثلاثة هواتف يستعملها هؤلاء الكوادر، عِلما أنّ الخطوط كان سبق للمدعو أديب العلم أن زوّد الاستخبارات الإسرائيليّة بها. ولقد أراد حزب الله يومها أن يقطع الطريق على الشكّ باحتمال، ولو بنسبة واحد بالمئة، بأن يكون مخترَقا ولو بعنصر واحد، وهو لذلك شكر فرع المعلومات على تعاونه، وأوحى بأنّ هؤلاء مكلفون بما قاموا به ضمن إطار مكافحة التجسّس، ولكن تلك الرواية لم تقنع الكثير من المراقبين، لأنّ فرع المعلومات، ومن خلال عمله الدؤوب في مكافحة الشبكات الإسرائيليّة، وصل إلى خلاصة شبه حتميّة، وهي أنّ تحليل ترابط الاتّصالات قد أعطى نتائج في كشف الشبكات بنسبة مئة بالمئة، إذ إنّ أيّ حامل رقم لبناني أو أجنبي أمكن التأكّد من ورود اتّصالات له مع أرقام المخابرات الإسرائيلية، سواء في أوروبا أو في شمال فلسطين، ثبت بفعل التحقيق أنّه كان يتعامل مع الإسرائيليّين، وهذه الخلاصة تنطبق على الشبكات الثلاثة والعشرين وأبرزها شبكة أديب العلم، والشبكة التي اغتالت غالب عوالي، بالإضافة طبعا إلى ملفّ العميد فايز كرم.

شبكة داخل شبكة الحزب؟

وسواء قام حزب الله بطيّ ملفّ العناصر الثلاثة على طريقته أم لا، فالحزب كان واضحا يومها في قرار له عدم الاعتراف بحصول اختراق، ذلك على العكس تماما ممّا حصل منذ أيّام، حيث أميط اللثام عن كشف مجموعة جديدة داخل الإطار التنظيمي للحزب، أحد عناصر كادر مهمّ جدّا اعتقل بعد عودته مباشرة من إيران وهو مهندس اتّصالات يتّصل عمله العسكري داخل الحزب بقيادة سلاح الصواريخ، وهذا الكادر كان مكلّفا من ضمن مسؤوليّاته العسكرية بالتواصل مع الدوائر المختصّة في سوريا وإيران تعزيزا لترسانة حزب الله.

واللافت أنّ المعلومات حول كشف هذه الخليّة تسرّبت بسهولة، على عكس ما اعتاد حزب الله أن ينجح بالقيام به في هكذا حالات، إذ يعمد، ونظرا لقدرته على الإغلاق على المعلومات، إلى طيّ أيّ ملفّ ولو كان خطيرا، إذا وجد أنّ إسرائيل ستستفيد من إعلانه، أو إذا ارتأى عدم تعريض صورة الحزب لأيّ اهتزاز، واللافت أيضا أنّ الحزب سرّب خبر اعتقال مرافق للوزير السابق وئام وهّاب، ما أثار استغراب وهّاب نفسه، لأنّ هذا المرافق قد اعتقل منذ ثلاث سنوات.

ويمكن القول، بعد كشف الخليّة المتعاملة أنّ الشائعات حول نظريّة الاختراق لم تعد شائعات وأنّ حزب الله سيكون مضطرّا للتعامل مع معادلة جديدة، فواقعة الاختراق قد تمّ التثبّت منها، والتحقيق مع المخترقين سوف يؤدّي إلى معرفة حجم كمّية الأضرار التي نتجت عن إعطائهم المعلومات للمخابرات الإسرائيليّة.

لكن هذه المعادلة قد لا تقتصر على هذا المنحى، إذ لا يستبعد عدد من المتابعين أن يتمّ توظيف هذا الاختراق لمحاولة دحض أيّ اتّهام محتمل لعناصر من حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري، على قاعدة أنّ المخابرات الإسرائيليّة التي جنّدت هؤلاء الكوادر، يمكن أن تستعملهم لتنفيذ عمليّات أمنيّة لا تقتصر على مجرّد اختراق حزب الله والتجسّس عليه، لكن ما يمكن أن يجعل هذا الخيار ضعيفا أو عديم الجدوى، أنّ القرار الاتّهامي المتوقّع صدوره في وقت قريب - هذا القرار الذي تجمع أكثر من جهة مطّلعة أنّه سيكون دقيقا في اتّهام المجموعة التي نفّذت الاغتيال، ومستندا إلى مئات الوثائق ومحاضر التحقيق والأدلّة، والأهمّ أنّ هذا القرار سيرفق بالتحقيق المفصّل لملفّ الهواتف الخلويّة التي استعملت في الاغتيال - ما سيقطع الطريق على أيّ محاولة للتشويش على سير المحاكمة.

خطاب الأسد الثالث: فاته القطار

علي حماده/النهار

لم يكد الرئيس السوري بشار الاسد يفرغ من تلاوة خطابه الثالث حتى اتضحت الصورة كاملة: النظام في سوريا ماض في حرب البقاء بكل ما اوتي من امكانات، و"الاصلاح" حتى الآن يبقى لفظيا تجميليا لا اسير القاعات. ولن نغوص كثيرا في خطاب ممل اشتهر الاسد الابن في تأديته على مر السنين. لكن اللافت البارحة كان الانطباع الذي اعطاه الاخير انه لم يدرك بعد خطورة وضعه، وقد انسدت الافاق امامه الى حد لم يعد فيه الحديث عما اذا كان النظام سيسقط، بل كيف ومتى.

الازمة اعمق بكثير من ان يمعن رئيس نظام متهاوٍ وفي الغوص في خطابات مكررة تقنية وادارية الطابع، بل تحتاج الى من يخاطب شعبا يقتل ابناؤه كبارا وصغارا، رجالا ونساء على ايدي رجال بشار الاسد في المدن والقرى. واقع سوريا الراهن يتطلب من رئيسه لو كان يدرك فعلا حجم ازمته مع شعبه، وحجم الاحقاد الهائل الذي زرعته ارتكابات قواته الامنية العسكرية في نفوس ملايين السوريين، ان يبدأ كلامه بتوجيه اعتذار صريح عن كل قطرة دم اريقت. فلو افترضنا صحة رواية النظام عن وجود مسلحين، فكيف يقبل رئيس دولة واقع ان مئات المواطنين يقتلون؟ وكيف لا يثور للتعذيب الذي يمارس على اطفال بلده؟ وكيف ينام امام حالات عدة لاعتداءات على نساء من بلده؟ كيف يقبل التعايش مع ما يحصل من فظائع إن لم يكن يقف وراءها؟

ان ازمة سوريا كبيرة، ولكن مشكلة الرئيس بشار الاسد اكبر واكبر بما لا يقاس. فالشعب في ثورة، وفي النهاية سوف، ينتزع حريته شاء الاسد وصحبه ام ابوا، اما الاسد فلن يكون جزءا من مستقبل بلاده، لانه اتخذ خيار الدم والتركيع بالدم. وهذا ما لن ينجح في فرضه. وقد جاء الرد العفوي على خطاب الامس في الشارع السوري نفسه. والايام القليلة المقبلة كفيلة بتعزيز الرد الشعبي في مواجهة قرار القتل الذي يمضي فيه النظام في سوريا بلا هوادة. فمن "جمعة" الى "جمعة" تتعاظم قوة الشارع، وتصميمه على النضال من اجل الحرية والكرامة، ومن اجل بناء سوريا الديموقراطية. في بداية الامر كان الرئيس بشار الاسد جزءا من الحل لو انه اختار قيادة التغيير الجذري ونقل بلاده من جمهورية حافظ الاسد التي قامت على القمع والخوف، الى جمهورية سوريا المتصالحة مع انسانية الانسان فيها.

لقد ماتت جمهورية حافظ الاسد ساعة كسر السوريون جدار الخوف، وسقط ارث حافظ الاسد مع تحطيم اول تماثيله وتمزيق اولى صوره وصور وارثه في معظم مدن سوريا وبلداتها. وعلى الرئيس السوري ان يقرأ المشهد جيدا فلا يضيّع وقته الضيق - على سبيل المثال – في العودة الى ممارسات تخطاها الزمن، كتجميع اوراق وهمية على شاكلة "حكومة المطلوبين" في لبنان، فالمشكلة هي مع الشعب السوري. وعند الشعب السوري تكمن الاجابات كلها. كل هذا قيل للرئيس السوري، ولم يفعل شيئأ، واليوم نقول، لقد فوّت الاسد الابن القطار...

"اختبار" أول في طرابلس

عبد الوهاب بدرخان/النهار

عبثاً تحاولون. لن يقول لكم احد حقيقة ما حصل يوم الجمعة بين باب التبانة وجبل محسن، من افتعله ولماذا، ثم لماذا لن يكون الاول والاخير، بل يمكن ان يتكرر على نحو اكثر خطورة. لن يقول احد، لان اصحاب "الرواية الرسمية" لا مصلحة لهم في قول الحقيقة، لا بشأن المرتكبين ولا بشأن دوافعهم. ولم يكن معروفا اذا كان يحسن الاخذ بروايات "المنار" و"ان بي ان" و"او تي في" على انها "الرسمية" باعتبارها اللون السياسي الحالي للحكومة، علما ان الجهة الرسمية، اي الدولة، لم تقدم اي رواية، مكتفية ببيان الجيش. اما الروايات المتشابهة للقنوات الثلاث فتبرعت بقراءة ما بين سطور تلميحات رئيس الحكومة الى المعارضة، اذ لا مصلحة له في القول ان ما حصل مرتبط بالتأزم المتصاعد في سوريا.

اندفعت الرواية "الرسمية" الى الترويج بان الجهة الطرابلسية اشتعلت بفعل الاحتقان السياسي لدى المعارضة غداة ولادة الحكومة الجديدة. ويدعمها ان وزراء طرابلس جاؤوا في ذلك اليوم للاحتفال وتلقي التهانئ، فكان متوقعا اذاً الى استقبالهم بتنغيص فرحتهم. هل هناك اكثر بداهة من هذه العلاقة بين سبب وسبب! وقد فات بعض إعلام الاطراف الحكومية انه اصبح في عهد حكومة الاكثرية الجديدة، اذ استخرج بعض الاسلحة التي كان يستخدمها ايام الحكومة "الوفاقية" السابقة، ومن ذلك مثلا ان "فرع المعلومات" بلغت به البلاهة ان يوزع اسلحة على الملأ بهدف افتعال الحادث. لكن نفيا صارما لهذه "المعلومة" جاء من وزير الداخلية.

كانت هناك سذاجة متسرعة في ربط الاشتباكات بغضب المعارضة، لكن الأسوأ انها كانت تجربة اولى لاستخدام المعارضة شماعة تعلق عليها رواية الاحزاب الحكومية، اي "الرواية الرسمية" بكل ما تعنيه من استخفاف بالمصداقية. فاللبنانيون عرفوا ان الحدث كان سورياً. ولانه كذلك ينبغي الا يتكرر، فلا مصلحة فيه لحكومة او لمعارضة سواء بسواء، بل ان فيه استهدافا للجيش لزجّه في اتون فتنة سنية – علوية مفتعلة ارادتها دمشق عينة لما يمكن ان يحصل في سوريا.

ما جرى في طرابلس يفسر الى حد ما العجلة المفاجئة في تشكيل الحكومة، فمن خلالها سيصار الى ربط لبنان بالحدث السوري، وهو ما لا تستطيعه دمشق مع تركيا او العراق، وما لم تفلح في تفعيله مع اسرائيل، ويصور النظام السوري ما يقدم عليه حاليا بانه "مرحلة حسم". حسم عسكري في جسر الشغور ومعرة النعمان بتفريغهما من السكان وطردهم الى المخيمات التركية. وحسم سياسي في لبنان بعد انتظار شهور استدراجا لعراب مشارك، عربي او حتى تركي، للحكومة الجديدة. وبعد الحسم رسالة عبر طرابلس الى من يهمه الامر في الخارج بان دمشق ستقابل مزيدا من الضغط عليها باشعال فتنة في لبنان. وليس مؤكدا ان هذا الحسم ورسائله سيُفهمان في الخارج على النحو الذي يتمناه النظام، لكنه يحاول.

اهتمت اطراف الحكومة بـ"التوقيت المريب" لاشتباكات طرابلس، ولم تهتم بأن طرفي القتال مشتبه بهما ومن الواضح انهما استخدما في عملية يراد منها ايضا "اختبار" الحكومة، وقد "نجح" رئيسها في هذا الاختبار الاول، اذ انحى باللوم على المعارضة لئلا يعيد الحادث الى أصله واصحابه في سوريا.

هل يخدم التناقض في "اللغة" انطلاقة الحكومة؟ ميقاتي يرفض الكيدية وعون يهدّد بفتح السجون!

سمير منصور /النهار

يقول أحد الذين التقوا الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، لدى مروره في زيارة سريعة لعاصمة اوروبية، إن الرجل بدا محتارا حيال البعض في لبنان وربما خارجه، فإذا غادر البلاد ينتقدونه ويلاحقونه في هجماتهم واتهاماتهم، واذا لم يغادرها يضعون كل خطوة يقوم بها تحت المجهر، فإذا استقبل وفدا من الشمال او البقاع او الجنوب او العاصمة او الجبل، يتهم بالتحريض واحيانا بالوقوف وراء ما يجري في بعض العواصم العربية. واذا ادلى بتصريح، فهو يضمر سوءا للبنان والمنطقة، واذا اعتصم بالصمت يحملونه مسؤولية كل ما يدلي به الآخرون. واذا اجتمع مع هذا النائب او ذاك السياسي، فهو يتآمر ويضع مخططات تستهدف لبنان وربما المنطقة!

ويروي الشخص نفسه انه سأل الحريري عن سبب مغادرته لبنان في هذه الظروف، فكان الجواب بسؤال عن مبرر بقائه، ألكي يحمّلوه مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة؟ (كان اللقاء قبل تشكيل الحكومة).

واما عن الاسباب الامنية التي قيل إنها كانت وراء مغادرة الحريري الى السعودية فباريس دون تحديد موعد العودة، فلا يدخل الزائر في تفاصيلها، لكنه يبدو متأكدا انها كانت فعلا وراء قرار الحريري المغادرة، وانه لم يستند الى شائعة او كلام عام، بل الى تقاطع معلومات موثوق بها ومتعددة المصدر.

وبمعزل عن الاسباب الامنية، فقد كان من الطبيعي ان يبتعد الحريري موقتا وان يغادر الى حيث يشاء، وهو المعني شخصيا بتحديد موعد عودته، ولا سيما انه بعد التطورات الدراماتيكية المتسارعة التي ادت الى اسقاط حكومته وانقلاب الاكثرية النيابية رأسا على عقب، كان زعيمها ويترأس اكبر كتلة نيابية في مجلس النواب، وان يجري مراجعة للمرحلة السابقة، وان يعطي بعض الوقت لعائلته، ولا شأن لاحد في هذه الخصوصيات. ولذلك بدا الكلام الذي صدر عن رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون قبل ايام استفزازيا الى ابعد حد، وقد ذهب بعض من ردوا عليه بعيدا إذ اتهموه بانه يكرر تجربة الشهيد جبران تويني الذي عاد من الخارج على عجل على الرغم من الاعتبارات الامنية، ردا على تصريحات استفزازية "تعيّره" بالمغادرة، فكيف اذا كانت من النوع الذي ادلى به عون اذ تحدث عن بطاقة سفر دون عودة؟

ولم يكن كلام عون استفزازيا لنواب كتلة "المستقبل" او لقوى 14 آذار فحسب، بل انه استفز كثيرين ممن لا علاقة لهم بالطرفين، وهذا ما جعل بعض من راقبوا السجال من السياسيين يتذكرون، مرة جديدة، ان احدا لم "يعيّر" عون عندما ترك الجيش في مهب الريح وغادر لاجئا الى السفارة الفرنسية ومنها الى مرسيليا، بعد حرب عبثية سماها "حرب تحرير لبنان من جيش الاحتلال السوري"، ولم يقل له احد، حتى ممن كان يحاربهم ويقصفهم، إن رحلته ستكون دون عودة!

وليس ابرع من عون في خدمة خصومه، وليس ابرع منه في الحصول على نتائج عكسية لما يعتقد انه يخدم نهجه السياسي، وقد استفزه كلام بعض النواب والسياسيين من خصومه اذ تحدثوا عن "انحطاط في الخطاب السياسي"، وقد وردت هذه العبارة في تصريحه الاسبوعي امس اكثر من مرة، وبدا واضحا كم استفزته وإن بحجم اقل من "مفاعيل" عبارته التي جزم فيها بسفر الحريري نهائيا وعدم عودته الى لبنان!

واللافت انه في موازاة كلام هادئ لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتأكيده تكرارا رفض الكيدية والتشفي والتلهي في سجالات لا طائل منها، يتحدث عون باسم الحكومة، كما فعل امس، مهددا بالويل والثبور وعظائم الامور، وصولا الى فتح السجون دون تحديد اسماء من يعتزم ادخالهم اليها!

ولئن يكن من الطبيعي ان يتحدث المشاركون في الحكومة بلغة الفريق الواحد، فإن "الجنرال" يتحدث بلغة معاكسة وتتناقض تماما مع "لغة" رئيس الحكومة الهادئ والذي يدرك تماما محاذير الكيدية وتداعياتها ونتائجها الكارثية على "مرتكبيها" عشية الانتخابات النيابية عام 2000...

واذا كان من المبالغة والتسرع افتراض سوء النية واعتبار ان ما يهدف اليه "الجنرال" هو خدمة خصومه، فإنه سيجد نفسه مضطرا الى اعادة النظر في خطابه السياسي بعد "اكتشاف" النتائج العكسية التي يجنيها من ذاك الخطاب.

رحم الله أياماً كان السياسيون فيها يحرصون على الحد الادنى من القواعد والضوابط حتى في قمة الخصومة السياسية... هل يتصور احد كيف كان يمكن ان يكون صدى خطاب سياسي من عون او من احد خصوم الحريري، يستغرب سفره ويدعوه الى العودة سريعا لكي يقوم كل بواجبه الوطني: الحكومة تعمل والمعارضة تراقب وتشير الى مكامن الخلل؟

هل يمكن تصور نتائج خطاب كان يمكن ان يتضمن عبارة: البلاد تتسع للجميع والخلاف السياسي لا يفسد للود قضية؟

رحم الله تلك الايام!

اليوم زمنا إحنا وزمن الإخوان... من سيقف في طريقنا راح ندوسه بلا رجعة»

وزير داخلية «حماس»: رح نحكم العالم العربي حين يسيطر «الإخوان» على مصر

| القاهرة - «الراي»/حصلت «الراي» على تسريبات موثقة من اجتماع سري عقد لوزير داخلية حركة «حماس» فتحي حماد في 31 مايو الماضي في مدينة ديسان شمال غزة، حيث قال الوزير نصا: «عندما يسيطر الإخوان على مصر رح تتغير معالم الدنيا كلها... إحنا رح نحكم العالم العربي لأن الأجانب بدهم إلنا».

وكان حماد في اجتماع حضره من كوادر «حماس» يوسف أحمد، ورياض عقل، ورامي أبوسخيلة، وعبد الهادي أبوجاسر، وميسرة المقدسي، وأحمد علوان. وتطرق الاجتماع إلى مسائل كثيرة من بينها المصالحة الفلسطينية.

وانتقد حماد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، في إطار الخلاف المعروف بين القيادي محمود الزهار ومشعل. وقال: «مشعل يمثل نفسه حين حكى هيك»، في إشارة منه إلى ما كان قاله مشعل في شأن أنه لابد من ترك رئيس السلطة محمود عباس للتفاوض على الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس.

وأضاف حماد: «ما كان مع مشعل قرار خاص من حماس وحكى من منطلق حسن نوايا شخصية من عباس... هذا ليس موقفا حركيا».

وعن موقفه مما يجري في مصر، وما يقال في شأن تهريب السلاح، اكد: «الأهم هنا أن الذي رفع حماس والإخوان هي مقاومتنا، وهي تبقى الأساس، وكلمتنا هي الأصل، المصريون (هبلان) مش عارفين يديروا حالهم... بيشتغلوا بناء على رؤيتنا إحنا... وراح يرتبطوا بإيران، ويسمحوا بكل الممنوع في أيام حسني مبارك، لأن اليوم زمنا إحنا وزمن الإخوان، ومن سيقف في طريقنا راح ندوسه بلا رجعة، ومصر بوابة المقاومة إلنا... لهيك كل شيء مباح إلنا».

سوريا.. المعارضة متفائلة!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

بينما شعر كثيرون، داخل سوريا وخارجها، بالإحباط من خطاب الرئيس السوري في جامعة دمشق، ومنهم أيضا أنصار الرئيس، فإن كثيرين في المعارضة السورية يشعرون بالتفاؤل. وعندما نقول إن هناك إحباطا من خطاب الأسد الأخير، فالدليل واضح، فها هو الرئيس نفسه يصدر عفوا ثانيا وبعد خطابه بيوم، أي ليس ضمن خطابه الأخير.

ولكي لا نتهم من «محللي» النظام المنتشرين في كل مكان، فقد قال الرئيس الأسد في خطابه أول من أمس عن مسألة العفو: «سأطلب من وزارة العدل أن تقوم بدراسة ما هو الهامش الذي يمكن أن نتوسع بالعفو فيه». فإذا كان العفو الثاني جاء بناء على الدراسة، فلماذا جاء العفو مباشرة ثاني يوم من الخطاب، أي بسرعة البرق، وفقا لمقاييس السرعة لدى النظام، بينما تتأخر دراسات باقي الوعود؟ الإجابة الوحيدة أن النظام أدرك أن خطاب الرئيس لم يكن مؤثرا. والسوريون أكثر من غيرهم يعلمون أن النظام يسير وفق النصيحة الشهيرة للأسد الأب، والتي تقول: «أذعن قدر اللزوم، وأصر قدر الإمكان»، لكن الواضح أن النظام لم يذعن قدر اللزوم، ويصر قدر الإمكان!

أما لماذا تشعر المعارضة بالتفاؤل، فالسبب هو أن كثيرين منهم يرون أن تأخر الأسد في إلقاء خطاب لمدة شهرين لم يكن للأسباب التي يتداولها البعض، داخليا وخارجيا، مثل أن الرئيس مسلوب القرار، وخلافه، بل يرون أن النظام كان يمارس طريقته الشهيرة في التعامل السياسي مع المجتمع الدولي وهي الابتزاز. فبحسب المعارضة، فإن النظام كان ينتظر عروضا تأتيه من الخارج، دوليا وعربيا، أي افعل كذا مقابل كذا، وهي لعبة أتقنها النظام مطولا في المنطقة، ومن أشهر تلك الألاعيب، مثلا، قصة (س + س) في لبنان، فأبرز أدوات السياسة الخارجية للنظام هي الابتزاز السياسي.

وعليه، فإن النظام كان يعتقد أن الوقت لصالحه، فإما أن يقضي على الانتفاضة الشعبية، أو أن يقدم تنازلات وفق أثمان سياسية كبيرة تعرض عليه من الخارج. ولذا انتظر النظام لمدة شهرين، لكن العروض لم تأت، والأزمة بدأت تتفاقم، من حيث ارتفاع أعداد القتلى واللاجئين والمعتقلين، وتزايد الضغط الدولي، وكثرة خروج المظاهرات في دمشق وحلب، مع تردي الأوضاع الاقتصادية. كل ذلك دفع النظام للتحرك، وعلى أثره جاء الخطاب الثالث للرئيس. وما يزيد تفاؤل المعارضة أن خطاب الأسد قوبل برفض دولي، وإحباط داخلي، فرغم خروج مظاهرات مؤيدة للنظام فإن المظاهرات المناهضة قابلتها فورا، بل ونتج عنها قتل بعض المتظاهرين ضد النظام، الأمر الذي يزيد من الضغط عليه، ويهز مصداقيته أكثر.

واللافت للنظر أيضا هو ما قاله الرئيس الروسي، فبعد أن كرر أن التدخل الخارجي لن يؤدي لحل الصراع في سوريا، فإنه، وهذا الأهم، أضاف قائلا: «ليس هناك شك في أنه من الضروري ممارسة ضغط على قيادة أي بلد تقع فيه فوضى كبيرة وتراق الدماء بوجه خاص». وهذا يعني أن الروسي قد وضع يده في جيبه بحثا عن مفتاح باب مجلس الأمن!

هذه هي القصة، ويبدو أن المعارضة السورية تقرأ ذلك جيدا، ولذا تشعر بالتفاؤل.

القس فيلوباتير جميل: لا فرق بين السلفيين و«الإخوان وكلاهما خطر على مصر

قائد احتجاجات المسيحيين بالقاهرة لـ «الشرق الأوسط»: الكنيسة لن تدعم مرشحا للرئاسة

الشرق الأوسط/وليد عبد الرحمن

حذر القس فيلوباتير جميل عزيز، أحد قادة اعتصام المسيحيين المصريين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو)، بعد مصادمات طائفية أعقبت ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، من وصول الأحزاب الدينية إلى الحكم في مصر، قائلا في حواره مع «الشرق الأوسط» إنه «لا فرق بين التيار السلفي وجماعة الإخوان المسلمين»، معربا عن اعتقاده بأن السلفيين هم «الإخوان» في بداية عصرهم قبل أن يتحدثوا لغة السياسة.

واتهم القس فيلوباتير، كاهن كنيسة العذراء بضاحية فيصل بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، «الإخوان» والسلفيين بتبني أجندات خاصة غير معلنة. ودعا القس فيلوباتير السلطات المصرية إلى تبني طرح وضع دستور البلاد قبل الذهاب للانتخابات البرلمانية، رافضا المساس بالمادة الثانية من الدستور المصري والتي تنص على أن دين الدولة الإسلام، وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، مطالبا بوجود نص يكفل حق المسيحيين في إنفاذ شريعتهم في الأحوال الشخصية.

وقال كاهن كنيسة العذراء إن اعتصام المسيحيين القادم سيكون بمشاركة ائتلاف شباب الثورة في ميدان التحرير وعلى أرضية وطنية جامعة، مشيرا إلى أن التفاف المسلمين حول مطالب المسيحيين يمنحها زخما أكبر، وإلى نص الحوار الذي أجرته «الشرق الأوسط» معه في القاهرة..

* كيف قرأت ثورة «25 يناير»؟

- الثورة المصرية لم تكن مفاجئة كما يعتقد البعض، بل كانت لها مقدمات مشجعة كتكرار الاحتجاجات الفئوية وخروج المصريين للشوارع، وكان المحرك بالنسبة لنا كأقباط هو أحداث كنيسة العذراء والملاك ميخائيل في حي العمرانية بالهرم في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، والتي قرر فيها مسؤولون حكوميون وقف بناء مبنى إداري خدمي تابع للكنيسة، وكذا أحداث تفجيرات كنيسة القديسين في منطقة ميامي بالإسكندرية ليلة رأس السنة، ومهزلة انتخابات مجلس الشعب، وهي الأحداث التي جعلت المسيحيين يخرجون إلى الشارع، وتنامي شعور داخلي بأن هناك شيئا سوف يحدث. إلى أن حدثت الدعوة بالمشاركة في مظاهرة يوم 25 يناير، وكانت المؤشرات كلها تشير في أول يوم من الثورة إلى أن هناك تغييرا حتميا سوف يحدث في مصر.

* وهل هذا يعني أنك توقعت سيناريو الثورة؟

- الحقيقة لم أتوقع سيناريو الثورة، وكان أقصى طموح للثوار هو أن تتم محاكمة حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وأتصور أنه لو كان تم حل الجهاز الأمني ومحاسبة العادلي كان من الممكن أن يكتفي الشعب بذلك، لكن الطريقة الساذجة التي تعامل بها الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونظامه مع مطالب الثوار زادت من سقف الطموحات.

* بعد ثورة 25 يناير هل تستشعر بأن هناك توجها جديدا في تعامل الحكومة مع قضايا المسيحيين؟

- الملف القبطي ملف شائك جدا، ونعترف بأن الحكومة الحالية ورثته ولم تكن سببا فيه، ومن الظلم أن نرجع الأحداث الطائفية الأخيرة إلى الثورة، والحقيقة أن لدينا موروثا في طريقة تعامل الدولة مع الأقباط منذ ثورة 1952، والتي بلغت ذروتها في عهد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، وزادت في عصر مبارك الذي تعامل بسياسة العصا والجزرة مع المسيحيين، فمثلا يمنح المسيحيين بعض المقاعد في البرلمان ثم يضربهم في الكنائس. أما التعامل مع الملف القبطي بعد الثورة فكان في الغالب مجرد رد فعل لحوادث فتن وقعت بين مسلمين ومسيحيين، لأن بعض الأفكار القديمة لا تزال معششة في أذهان بعض المسؤولين المصريين، فعندما تحدث فتنة طائفية يتم الجمع بين المسلمين والمسيحيين في جلسة صلح يتبادل فيها الطرفان القبلات دون النظر إلى معرفة من اعتدى على من، ودون الضرب بيد من حديد على رؤوس الفتنة المحرضين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، وأعتقد أن السقوط في خطأ واحد أكثر من مرة يشير إلى نوع من أنواع الغباء، فجلسات الصلح والمحبة موجودة وداخل قلوب الأقباط والمسلمين.

* البعض تحدث عن دور لما بات يعرف بـ«فلول الحزب الوطني» في أحداث الفتن الطائفية الأخيرة.. هل تؤيد هذا الرأي؟

- منذ عدة أشهر نشاهد ونسمع بعض الأصوات المتشددة على بعض القنوات الفضائية الإسلامية والمسيحية التي تبث من خارج مصر، وللأسف لم يتم التعامل معها بجدية، وحتى بعد أحداث كنيسة حي امبابة الشعبي في 24 مايو (أيار) الماضي ما زالت القنوات مستمرة في تحريضها وتتحدث عن أسلحة وأسيرات مسلمات داخل الكنائس، وهو الأمر الذي يستفز مشاعر المسلمين البسطاء ويجعلهم على استعداد للاستجابة لأي حدث طائفي في أي وقت.

* هل تعتقد أن الاستحقاقات السياسية المقبلة، كالمطالبات التي تنادي بإلغاء المادة الثانية من الدستور المصري التي تنص على أن دين الدولة الإسلام، تمثل عاملا مساعدا في زيادة حالة الاحتقان بين المسلمين والمسيحيين؟

- لا أبدا، وأعتقد أنه لا يجب الحديث الآن عن المادة الثانية من الدستور خاصة أن المجتمع لا يزال في مرحلة الثورة، كما أنه لا يمكن أن نصلح كل شيء في وقت واحد، لأن هناك مخاطر من الاقتراب من المادة الثانية من الدستور، وقد يتسبب ذلك في أزمة، خاصة أن هناك الكثير من الشخصيات التي تقوم بشحن المسلمين وتعتبر المادة الثانية من الدستور خطا أحمر، إذا تم إلغاؤها سوف تصبح مصر دولة كافرة. فضلا عن أنه لا مانع على الإطلاق من وجود نص دستوري يضمن حقوق المسيحيين دون المساس بالمادة الثانية. وهذا لا يمنع من أن دستور دولة مدنية بصفة عامة لا يجب أن يتضمن مواد دينية.

* وما هو أنسب الحلول من وجهة نظرك في التعامل مع نص المادة الثانية من الدستور؟

- الحل الأنسب هو الفكرة الحكيمة للبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بأن نبقي على المادة الثانية من الدستور ونكملها بنص يؤكد حق الأقباط في تطبيق شريعتهم، وهذا سيكون حلا وسطا ومفيدا.

* هذا يعني أنك تؤمن بالدولة المدنية؟

- أرفض الدولة الدينية، وأميل لوجود دولة مدنية، وأفضل نموذجا يتلاءم مع المجتمع المصري هو النموذج التركي الذي يدين غالبية سكانه بالديانة الإسلامية وفيه تُحترم الديانات الأخرى، ولا نحتاج لاختراع هذا النموذج فنحن نعيش الآن في كنف دولة مدنية تحترم جميع الديانات السماوية والأفكار الأخرى، بشرط أن تضم تشريعات تنص على هذا الاحترام، فلا يصلح أن تكون دولة مدنية فيها حرية دينية في اتجاه واحد.

* وما رأيك في المطالب التي تنادي بوجود دولة للمسيحيين في مصر؟

- هذا أمر مرفوض وبعيد عن الواقع، لأن وجودنا مع المسلمين يشكل صورة مصر التي تعودنا عليها، فمصر يجب أن تظل لكل المصريين بطوائفهم وديانتهم.

* هل يعتبر اعتصام «ماسبيرو»، الذي كنت أحد قياداته، تمردا على الكنيسة خاصة أن البابا شنودة طالبكم بفض اعتصامكم؟

- لا، لم يعتبر تمردا، وقصة اعتصام «ماسبيرو» انطلقت في أعقاب الاعتداء على كنيسة الشهيدين مار جرجس ومارمينا في قرية صول بمركز أطفيح في 10 مارس (آذار) الماضي بحرقها وهدمها، وكان حدثا كبيرا، حيث كانت أول مرة نرى فيها كنيسة تهدم، فخرج المسيحيون يعبرون عن غضبهم ورفضهم، وانضم إليهم مسلمون. ولذلك فإن اعتصامات «ماسبيرو» كانت غير منظمة كنسيا، ووجود رجال الدين فيها لا يعني أن الكنيسة هي التي نظمتها، ووجود رجال الدين في الاعتصام كان يهدف لتهدئة الشباب وتوجيههم، فنحن لسنا المنظمين أو الداعين للاعتصام، وليست لدينا القدرة على فضه، حتى بيان البابا شنودة الذي صدر خلال اعتصام «ماسبيرو» الثاني قرأه الشباب من آخره عندما قال البابا «أنتم الخاسرون إذا فكرتم في الاستمرار في الاعتصام»، وقال الشباب وقتها إننا خسرنا في كل شيء، خسرنا في الكشح، وفي نجع حمادي، وفي العمرانية، وأبو قرقاص، وفي إمبابة، وأطفيح (مناطق شهدت أعمال عنف طائفي)، فماذا لا نجرب طريقة جديدة لنحصل على بعض المكاسب؟

* وهل ترى أن إقرار مشروع قانون دور العبادة الموحد، أو التمييز الطائفي، بشكل لا يرضي المسيحيين قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد؟

- إقرار قانون دور العبادة الموحد بشكله الحالي يؤدي إلى الحد من عدد المساجد ومنع بناء الكنائس، ومسألة الحد من بناء المساجد أمر لم يطلبه أحد، إنما طالبنا بتسهيل الإجراءات وتنظيمها وإزالة العقبات، أما قانون التمييز الطائفي فيسير بسرعة السلحفاة، وهناك بطء شديد جدا في إقرار مسودته حتى الآن. وأعتقد أن حكومة مصر سوف تكون أكثر حكمة من أن تطرح قانونا غير مقبول على المستوى الشعبي، لأنها تدرك أن الشارع هو من يحرك الأمور الآن.

* إذن سوف تتخلون عن «ماسبيرو» الذي شهد أول اعتصام باسمكم؟

- كان اختيار ماسبيرو أمرا له ظروفه، وأعتقد أنها زالت، ومطالبنا سوف نرفعها مع ثوار ميدان التحرير، وهناك تنسيق بين ائتلاف شباب الثورة وائتلاف ماسبيرو لتبني مطالبنا مع الاحتفاظ بكامل حقنا في العودة لـ«ماسبيرو» مرة أخرى أو لأي مكان آخر.

* وما هو موعد الاعتصام المقبل للمسيحيين؟

- الاعتصام القادم سوف يكون داخل ميدان التحرير يوم 8 يوليو (تموز) المقبل في جمعة الغضب الثانية من أجل مطالبنا والدستور.

* ما تعليقك على مطالبات البعض بتأسيس تنظيمات وأحزاب قبطية على غرار جماعة الإخوان التي أسست حزب «الحرية والعدالة»؟

- لا توجد تكتلات أو تنظيمات مسيحية على غرار جماعة الإخوان المسلمين على الإطلاق، ولا نفكر في إنشاء أي أحزاب، وإذا كانت هناك أحزاب فهذه ليست مسيحية، ومؤسسوها ليسوا مسيحيين، لأنه ليس من الذكاء والحنكة السياسية أن يتقوقع المسيحيون داخل عمل حزبي، بالعكس القضية القبطية إذا تبناها مسلمون تأخذ قوتها، إنما لو تبناها مسيحيون فقط فلن تحظى بالاهتمام المطلوب.

* وهل تؤيد الأحزاب ذات المرجعية الدينية؟

- أرفض الأحزاب ذات المرجعية الدينية سواء كانت مسيحية أو إسلامية، ولا بد أن يكون الحزب السياسي حزبا مدنيا بلا مرجعية دينية، ويجب أن ننحي الدين جانبا عن الممارسات السياسية.

* لكن هناك بعض الأسماء المسيحية الشهيرة قررت الانضمام إلى حزب الحرية والعدالة الإخواني والنور السلفي! - رؤيتي أن الذين انضموا لكيانات دينية بسطاء وسذج وحساباتهم خاطئة، وقرأوا المشهد السياسي في مصر على نحو خاطئ.. كما لو أن الدولة ذاهبة ناحية التيار الديني.. وهناك من يرغب في الاحتفاظ بنصيب له في الكعكة.

* ومن وجهة نظرك أيهما الأخطر على مصر، السلفيون أم «الإخوان»؟

- لا يوجد فرق بين السلفيين و«الإخوان».. السلفيون هم «الإخوان» في بداية عصرهم قبل أن يتحدثوا في السياسة، وكلاهما خطر على مصر، وسوف يجرها للخلف، لأن لكل من الفريقين أجندات خاصة غير معلنة يظهر منها جزء على السطح، وقد يصلوا بنا إلى الديكتاتورية الدينية بعد أن تخلصنا من الديكتاتورية المدنية التي كانت تتمثل في الرئيس السابق مبارك.

الوضع في سوريا

المجتمع الدولي لم يعد قادرا على تحمل جرائم نازية جديدة

الكونغرس الأميركي: الأسد فقد آخر فرصة للبقاء في الحكم

حميد غريافي/السياسة

ابدى عدد من نواب الكونغرس الأميركي ومجلس النواب الايطالي "خيبة أملهم" من الخطاب الذي القاه الرئيس السوري بشار الاسد اول من امس لانه كان آخر فرصة لنظامه للتجاوب مع مطالب الشعب السوري الثائر وبعده لن يقبل المجتمع الدولي اطلاقا الانصات اليه مجددا, لانه غير صادق في حل الازمة الكارثية التي يخوضها مع الناس العاديين المطالبين بحريتهم وحقوقهم الطبيعية او انه مغلوب على امره, وواقع تحت ضغوط اقربائه وقادة حزبه الذين يرون في اي حل سياسي للأزمة نهاية لمصالحهم وارتكاباتهم وعمليات نهبهم لخيرات سورية ولقمة عيش الناس.

ودعا نواب الكونغرس الرئيس باراك اوباما الى الانتقال فورا الى عقوبات فاعلة على نظام الاسد يمكنها الحد من هجمته الامنية العسكرية على المتظاهرين المدنيين وعلى الابرياء في منازلهم في المدن والقرى التي ينتقل من الواحدة منها الى الاخرى تباعا لتهجير سكانها واعتقال المئات من ابنائها وقتل العشرات الآخرين وتهجير سكانها بالكامل الى خارج الحدود.

وقال نائب في لجنة العلاقات الخارجية الاميركية بالكونغرس ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن امس ان عمليات القمع الدامية في سورية لم تعد تحتمل في نظر الرأي العام الدولي بعدما لامست عمليات الابادة الجماعية والطرد الجماعي وجرائم الحرب وكل صنوف الارتكابات التي اعتقد العالم انها ولت الى غير رجعة بعد الحرب العالمية الثانية, وبالتالي فعلى العالم الحر ان يتخذ الخطوات السريعة الكفيلة بكف يد الاسد ونظامه وحزبه عن قتل الناس والتنكيل بهم بعيدا عن مواقف بعض الدول الممالئة للاسد وجماعته بسبب ارتباطها بهم بمصالح مختلفة في اشارة الى الرفض الروسي اصدار مجلس الامن قرارا يدين نظام دمشق.

واكد النائب ان اكثر من 190 دولة في هذا الكوكب تدين جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها حفنة من المجرمين الشبيهين بالنازيين والخمير الحمر في كمبوديا "بول بوت" ومجرمي الحرب من قادة الجيوش الافارقة الذين اتت بهم الى كراسي الحكم انقلابات عسكرية تماما كما جاء انقلاب عسكري بحزب البعث وحافظ الاسد وبعده ابنه بشار الى دولة القمع في سورية.

ومن روما حمل برلمانيون ايطاليون امس على خطاب بشار الاسد الذي لم يأت بجديد ولا اقترب من اي حسم لعمليات القمع ووقف الدبابات والمواقع والمروحيات من دك المتظاهرين المسالمين في الشوارع مايستوجب فرض عقوبات جديدة اكثر فاعلية تضاف الى العقوبات الاوروبية السابقة التي تطول بشار الاسد نفسه مع اقاربه وتعجل في اسقاطه.

وجاءت تصريحات النواب الايطاليين خلال استقبالهم في مبنى البرلمان بروما رئيس "حزب الاصلاح السوري" فريد الغادري الذي يلبي دعوة من كتلة العلاقات الخارجية في البرلمان الايطالي من اجل شرح مواقف المعارضة السورية في الولايات المتحدة حيال ارتكابات نظام الاسد في دمشق واطلاعهم على دقائق ما يحدث في شوارع سورية من جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب من اجل دفعهم الى المزيد من العقوبات التي قد تتطور خلال الاسبوعين او الثلاثة المقبلة الى تدخل عسكري اوروبي مباشر تحت لواء "الاطلسي" او بطريقة منفردة مدعومة منه بواسطة تركيا العضو الفعال فيه والتي تتعرض حدودها للانتهاك من آلاف النازحين السوريين على ايدي الجيش السوري.

وقال فريد الغادري ل¯ "السياسة" في اتصال به في لندن من روما انه دعى للقاء رئيس الغرفة البرلمانية الايطالية جيانغرنكو فيني بحضور فياما نيرنشتاين نائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية والنائبة مارغاريتا بونيغر رئيسة لجنة تشنغن, وعدد اخر من النواب وانه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع هؤلاء في مبنى البرلمان الايطالي اكد ان محاولات دعوة الاسد الى اتخاذ اجراءات سياسية لاحداث اصلاح شامل في البلاد ما هي الا مضيعة للوقت وقد اثبت ذلك في خيبة الامل الدولية من خطابه اول من امس الذي لم يعالج جوهر الازمة تاركا المأساة الدموية تأخذ مجراها حتى يقف العالم في وجهه لمنعه من ذلك.

احتشاد (إجباري) لتأييد الأسد ومقتل 7 وانفجار قرب حدود تركيا

عمان -القناة + وكالات : 22/6/2011

فتحت قوات الأمن السوريَّة النار على متظاهرين سلميين فقتلت سبعة أشخاص، فيما سُمع إطلاق عيارات نارية على الحدود التركيَّة السوريَّة.

وقال ناشط بارز إن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص سبعة أشخاص أمس الثلاثاء أثناء اشتباكات في مدينتين وقعت بين موالين للرئيس بشار الأسد ومحتجين يطالبون بالإطاحة به.

جاءت أعمال العنف بعد اجتماعات حاشدة نظمتها السلطات في عدة مدن تأييدا للأسد الذي يواجه حكمه المستمر منذ 11 عاما تحديا من انتفاضة شعبية مستمرة منذ ثلاثة أشهر مما دفعه إلى تقديم وعود بإجراء إصلاحات الاثنين رفضها المحتجون وزعماء العالم الذين وصفوها بأنها غير كافية.

وقال نشطاء إن المحتجين قتلوا بأيدي قوات الجيش والأمن التي تدخلت إلى جانب مؤيدي الأسد في مدينة حمص وبلدة الميادين في محافظة دير الزور التي تقع على مسافة 40 كيلومترا إلى الشرق من العاصمة قرب الحدود مع معقل السنة في العراق.

المعارضة السورية تنتخب مكتباً تنفيذياً

ومن جانبها، أعلنت الهيئة الاستشارية المنبثقة عن المؤتمر السوري للتغيير المعارض الذي انعقد في أنطاليا التركية مؤخرا عن انتخاب مكتب تنفيذي يضم 9 شخصيات من مختلف القوى والأحزاب والتيارات السورية وقالت إنه جدد رفض الحوار مع الرئيس بشار الأسد داعيا إياه إلى الاستقالة.

وقالت الهيئة في بيان إنها عقدت اجتماعا في 17 الجاري شارك فيه 24 عضوا من أصل 31 هم أعضاء الهيئة الاستشارية التي شكلت في أنطاليا وجرى فيه انتخاب مكتب تنفيذي.

وأضاف البيان أنه تم انتخاب كل من: عهد الهندي وملهم الدروبي وخولة يوسف وعمرو العظم ومحمد كركوتي وعبد الإله الملحم وعمار قربي ورضوان باديني وسندس سليمان.

وأعلن المكتب التنفيذي أنه (ليس حكومة منفى أو مجلسا انتقاليا ويرفض أي شكل من أشكال الوصاية على الثورة السورية).

وأضاف (أن الأعضاء المنتخبين فيه وافقوا على شرط المؤتمر أنه لا يحق لهم الترشح للانتخابات في سورية في الدورة الانتخابية الدستورية الأولى) التي تلي زوال النظام.

وشدد (على مواصلة الدعم اللا محدود لثورة الشعب السوري الأبي إلى أن يحقق أهدافه في الحرية والعزة والكرامة تمهيدا لقيام دولة ديموقراطية مدنية في سورية تكفل الحريات العامة وإشراك كافة أطياف المجتمع في صنع القرار والمساواة في الحقوق والواجبات والقضاء على سلوكيات وآليات الإقصاء إلى الأبد).

وأشار بيان المكتب التنفيذي إلى (التزامه مجددا بالتوصيات والقرارات الصادرة عن المؤتمر السوري للتغيير بما في ذلك الموقف المبدئي الرافض للحوار مع النظام القائم في سورية الذي فقد شرعيته). وأعلن المكتب (رفضه الكامل لما جاء في خطاب الأسد واعتبره محاولة بائسة ويائسة لإطالة عمر هذا النظام واعتداء سافرا جديدا على الشعب السوري وثورته المجيدة).

انفجار قرب حدود تركيا

في غضون ذلك، سمع إطلاق عيارات نارية بأسلحة خفيفة ودوي انفجارات أمس عند الجانب السوري من الحدود التركية - السورية حيث يتواجد آلاف النازحين السوريين الفارين من القمع. وقالت صحافية من وكالة (فرانس برس) إن إطلاق نار من أسلحة خفيفة وانفجارات سمعت في قرية غوفيتشي التركية، قادمة على ما يبدو من قرية خربة الجوز السورية الواقعة على قمة تلة تطل على الخط الفاصل بين البلدين على بعد نحو كيلومتر من المكان، وتعذر تأكيد مصدر إطلاق النار.

الشبيحة يطلقون الرصاص على المحتجين

وقال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية إن موالين للأسد يعرفون باسم الشبيحة أطلقوا الرصاص على المحتجين في حمص وحماة والميادين وقتلوا سبعة مدنيين على الأقل وأصابوا عشرة بجروح.

وقال مقيم في بلدة الميادين: (من الصعب قول من الذي بدأ أولا لكن ناقلات جند مدرعة تابعة للجيش تحركت وسط مظاهرة (مناهضة للأسد) وأطلقت النار على الناس. وتأكد مقتل شخص واحد لكن سبعة أشخاص آخرين يعانون من إصابات خطيرة جدا).

شرطة سرية داخل المظاهرات

وقال اثنان من المقيمين في حمص إن قوات الأمن أطلقت النار على المحتجين الذين نظموا مظاهرة في مواجهة الاجتماع الحاشد المؤيد للأسد المدعوم بشرطة سرية وأفراد من ميليشيا موالية للأسد تعرف باسم (الشبيحة).

وقال شهود في درعا إن قوات الأمن فتحت النار لتفريق عدة آلاف من المحتجين في الحي القديم من المدينة الذين نزلوا إلى الشوارع في رد فعل إزاء اجتماع حاشد مؤيد للحكومة في منطقة المحطة التي قالوا إن موظفين وقوات من الجيش صدرت لهم الأوامر بحضورها.

وقالت اللجنة الدولية لحقوق الإنسان إن سورية وافقت على توسيع نطاق وصول عاملي المنظمة إلى المدنيين والمناطق التي تشهد احتجاجات.

عفو عام

وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لعشرات ألوف الأشخاص في وسط دمشق وهم يلوحون بأعلام وصور الأسد الذي أعلن عفوا عن الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم حتى يوم الاثنين وهو اليوم الذي ألقى فيه خطابه. وهذا ثاني عفو يعلن عنه في ثلاثة أسابيع.

وبعد العفو الأول أفرجت السلطات عن مئات السجناء السياسيين لكن منظمات الحقوق تقول إن آلاف الأشخاص مازالوا يعانون في السجون وان مئات آخرين تم اعتقالهم منذ ذلك الحين في الحملة المتصاعدة التي يقولون إن 1300 مدني قتلوا فيها خلال الاشهر الثلاثة الماضية.

وتقول السلطات إن أكثر من 200 شرطي وجندي من قوات الأمن قتلوا بأيدي عصابات مسلحة.

النظام يخير موظفي الحكومة بين الفصل أو النزول لتأييد الأسد

وقال نشطاء إن موظفي الحكومة يطلب منهم المشاركة في الاجتماعات الحاشدة المؤيدة للأسد تحت تهديد الفصل من وظائفهم بالإضافة إلى قوات الأمن وعائلاتهم.

وبعد كلمة يوم الاثنين وسعت القوات السورية حملتها الأمنية قرب الحدود التركية لتشمل مدينة حلب التجارية.

وكانت الضواحي الوسطى في حلب هادئة إلى حد كبير مع وجود أمني كبير.

ويبلغ تعداد السكان في سورية 20 مليون نسمة وغالبية السكان من السنة ويطالب المحتجون بالحريات السياسية وإنهاء 41 عاما من حكم عائلة الأسد في البلدات والمدن بالمناطق التي يغلب السنة على سكانها مقارنة مع المناطق التي بها طوائف متنوعة.

وقال صاحب شركة استيراد من سكان حلب لوكالة (رويترز): (زادت الحواجز على الطرق في حلب بشكل ملحوظ اليوم لاسيما على الطرق المؤدية إلى الشمال باتجاه تركيا والى الشرق. شاهدت أفرادا من المخابرات العسكرية يعتقلون شقيقين في الثلاثين من العمر لمجرد كونهما من ادلب على ما يبدو).

وكان يشير إلى المحافظة الشمالية الغربية حيث تم نشر قوات ودبابات في البلدات والقرى خلال الأيام العشرة الماضية لقمع الاحتجاجات حسبما ذكر شهود عيان.

اعتقال طلاب الجامعة

وقال نشطاء حقوقيون إن العشرات من طلاب جامعة حلب اعتقلوا يوم الاثنين كما اعتقل 12 بينهم أمام مسجد في قرية تل رفعت القريبة والتي تقع في منتصف الطريق بين حلب والحدود التركية عقب احتجاجات.

وانتقد الطلاب في الحرم الجامعي خطاب الأسد.

وجدد الأسد في خطابه الذي ألقاه في جامعة دمشق التزامه بحوار وطني ووعد بسن قوانين جديدة بشأن الإعلام والانتخابات البرلمانية لكن نشطاء رفضوا ذلك وطالبت الولايات المتحدة الأسد (بأفعال لا أقوال).

المالح يعيش تحت الأرض

وقال هيثم المالح وهو من شخصيات المعارضة متسائلا كيف يمكن إجراء حوار في هذه الظروف البائسة مع نظام يواصل القتل والاعتقال التعسفي ضد المواطنين السوريين.

وقال المالح الذي يبلغ 80 عاما وهو قاض سابق ومحام دافع عن سجناء سياسيين لوكالة (رويترز) إنه أحد أشخاص كثيرين حياتهم عرضة للخطر على أيدي البلطجية وأنه يعيش تحت الأرض.

وتسببت الحملة العسكرية في تدفق آلاف اللاجئين عبر الحدود إلى تركيا التي أصبحت من منتقدي الأسد بعد أن أيدت جهوده للسعي إلى السلام مع إسرائيل وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.

لكن الأسد أصر في كلمته على أن غالبية السوريين يؤيدونه وسط حملة إعلامية تصوره على أنه السوري الوحيد القادر على الإصلاح.

وقال إن سورية تواجه تهديدات أمنية واتهم (مخربين) بين المحتجين بخدمة مؤامرة غربية لنشر الفوضى.

باريس تدعو لتدخل مجلس الأمن وموسكو تهدد بالفيتو

إلى ذلك، عبرت باريس وموسكو مجددا الثلاثاء عن مواقف متباينة بشأن سورية، إذ اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أن (مجلس الأمن الدولي لا يمكن أن يصمت لفترة أطول) حيال ما يجري في سورية، فيما أكد نظيره الروسي مجددا معارضته لاي تدخل في شؤون دمشق.

وقال فيون في مؤتمر صحافي عقده في باريس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إن (مجلس الأمن الدولي لا يمكن أن يصمت لفترة أطول) حيال ما يجري في سورية، مؤكدا أنه (اقترب الوقت الذي سيكون فيه على الجميع تحمل مسؤولياتهم).

أما رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين فأكد مجددا موقف موسكو المعارض بشدة لأي تدخل في سورية. وقال في هذا الصدد إن (التدخل في شؤون دولة ذات سيادة لا أفق له).

وأضاف في إشارة واضحة إلى ليبيا حيث يتدخل الحلف الأطلسي منذ اكثر من ثلاثة اشهر (أن تطور الأوضاع في بعض دول المنطقة يؤكد لنا أن الوضع لن يكون افضل عندما نحاول قيادة العملية).

وفي مقابلة نشرها الكرملين الأحد أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن موسكو، حليف دمشق منذ امد طويل، ستستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرار ضد سورية وذلك خشية أن يقصف الغرب سورية كما فعل في ليبيا.

وأضاف فلاديمير بوتين بحسب الترجمة الفرنسية لتصريحه (لا نفهم جيدا ما يجري فعلا) في سورية، وتساءل (هل انتم على علم بميزان القوى؟ من هم المتظاهرون؟ ماذا يريدون؟ وما هي اهدافهم؟).

وكرر التأكيد على الموقف الروسي فقال إنه يجب (عدم التدخل بل فقط المساعدة).

وخلص إلى القول (في الواقع إن الوضع هو موضع محادثات في إطار الأمم المتحدة. إن خبراءنا يعملون معا مع زملائهم وسيستمرون في العمل).

واقر فيون الذي دشن في الصباح مع بوتين نصبا للجنود الروس في الحرب العالمية الاولى، بأن فرنسا لديها (مقاربات مختلفة) عن روسيا بشأن سورية، لكنها يمكن (أن تتلاقى) برأيه.

وبعد لقاء وغداء مع فيون التقى رئيس الوزراء الروسي في الاليزيه الرئيس نيكولا ساركوزي --المؤيد للتدخل في ليبيا-- لنحو ساعة و45 دقيقة. ولم يصدر اي تعليق عن اللقاء.

ومنذ بدء حركة الاحتجاج على نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 15 آذار/مارس الماضي أرسل الحكم السوري قواته ودباباته الى مدن عديدة لقمع التظاهرات، ما أسفر عن سقوط اكثر من 1300 قتيل واعتقال اكثر من 10 آلاف شخص بحسب منظمات غير حكومية سورية.

في موازاة ذلك تدعو باريس التي شاركت في مشروع قرار أوروبي في الأمم المتحدة، إلى تشديد العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سورية. وقد يقرر الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع حزمة أخرى من التدابير على هامش قمة أوروبية في بروكسل.

إلى ذلك تنوي الولايات المتحدة من جهتها ملاحقة المسؤولين السوريين بتهمة ارتكاب (جرائم حرب) بغية تشديد الضغط على النظام.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه الاثنين أن الرئيس السوري بشار الأسد بلغ (نقطة اللاعودة) و(ما من سبب لأخذه اليوم على محمل الجد) معبرا عن اقتناعه بأنه لن يكون بمستطاعه التغيير بعد القمع (المريع في عنفه) الذي مارسه على شعبه.

وفي تعليق على الخطاب الأخير الذي ألقاه بشار الأسد الاثنين في جامعة دمشق وتحدث فيه عن مؤامرة ووعد مجددا باصلاحات، قال جوبيه (في مجمل الأحوال ليس إعلان اليوم هو الذي سيغير الوضع)، لافتا إلى (أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عن برنامج إصلاحات. انه لم يلتزم أبدا بكلامه).

المعلم: القافلة السورية ستسير مهما عَوت الكلاب.. وسننسى أنّ أوروبا على الخارطة

لبنان الآن

إعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أنَّ "خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير رسم معالم المستقبل والإصلاح الذي يتطلّع إليه الشعب السوري"، وقال: "إنَّ ما يهمنا وما يزعجنا أنَّ هناك ردود فعل صدرت من خارج حدودنا من مسؤولين أوروبيين معروفين، معظمهم لم يقرأ الخطاب لأنَّه كان هناك إجتماع لوزراء خارجية الإتحاد الأوروبي وخرج للتعليق على الخطاب، وهذا يؤكد وجود مخطط يريدون السير به".

كلام المعلم جاء خلال مؤتمر صحافي عقده وتناول فيه الوضع في بلاده، فلفت إلى أنَّ "البعض قال إنَّ الخطاب غير كاف"، متسائلاً أنَّه "كيف يكون الخطاب غير كاف وقد نص على تعديل الدستور بما في ذلك المادة 8 منه؟"، وأضاف: "والبعض قال إنَّه جاء متأخراً والبعض الآخر قال إنَّ الرئيس السوري لم يذكر الفئات المدعوة إلى الحوار مع أنَّ الرئيس الأسد أكد أنَّ كل السوريين يجب أن يشاركوا في الحوار".

هذا، وأعلن المعلم أنَّ "مشروع قانون التعددية الحزبية وضع بالأمس على الموقع الإلكتروني، وفي خلال ساعات دخل على الموقع 9 آلاف شخص، وهناك لجنة لإعداد قانون الإعلام أيضاً"، مضيفاً: "أريد أن أقول لهؤلاء كفوا عن التدخل بالشأن السوري ولا تثيروا الفوضى ولا الفتنة، الشعب السوري قادر على صنع مستقبله بعيداً منكم"، ورأى أنَّ "السوريين يستطيعون الوصول معاً الى القواسم المشتركة أياً كانت وجهات النظر أو المشاكل، وليس لأحد في خارج إطار العائلة السورية أن يملي أو يطلب، ولذلك فإنَّ الشأن السوري شأن داخلي وأي تدخل خارجي مرفوض ولسنا في حاجة له، لأننا نتحرك ونستظل بالمظلة السورية".

وفي السياق عينه، تابع المعلم: "نقول للناقدين في أوروبا وغيرها أنَّ عليهم عدم التدخل بالشأن السوري والتوقف عن التحريض، ونقول لكافة أصدقاء سوريا في العالم شكراً، ونقول للبعض أن يراجعوا أنفسهم"، مشدداً على أنَّ "ليس للخارج علاقة بالجدية أو عدم الجدية (في موضوع الإصلاحات) وهذا أمر يحكم عليه السوريون"، وذكر بأنَّ "سوريا منذ العام 2003 مرّت بظروف خارجة عن إرادتها بدءاً من الغزو الأميركي للعراق والضغوط التي تعرضت لها ومحاولة عزلها والعقوبات التي فرضت عليها، ليس من قبل واشنطن فقط، بل أيضاً من قبل الإتحاد الأوروبي وهذه الظروف كانت السبب في تأخّر الإصلاحات"، داعياً "السوريين المطالبين بالتغيير إلى أن يأتوا للحوار"، وأضاف: "أمَّا الجلوس خارج الحوار والتحريض على الفتن فهذا أمر غير مجد، وهذه هي الديمقراطية في أحلى صورها، تعالوا وامتحنوا جديتنا".

المعلم إعتبر أنَّ "(أوروبا وأميركا) بدأوا بفرض العقوبات، في حين لم يأت مسؤول واحد منذ اندلاع الأزمة في سوريا لكي يناقش ما يجري، واليوم يستهدفون لقمة عيش المواطن وهذه توازي الحرب"، وقال: "أنا كوزير خارجية أقول ما قلته في العام 2006 سننسى أنَّ أوروبا على الخارطة وسأوصي القيادة بتجميد العضوية في الإتحاد من أجل المتوسط"، مؤكداً أنَّ "العالم ليس أوروبا، وأنَّ سوريا ستصمد كما صمدت في الماضي"، وأضاف: "لقد عشت تجربة في عهد الرئيس (الأميركي الأسبق) بيل كلينتون الذي كلّف زوجته (وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون) إعداد مشروع قانون للضمان الصحي الأميركي، الذي لم يقر إلا منذ فترة قصيرة، وبالتالي لماذا مقبول أن "تسلق" عملية تعديل الدستور السوري؟"، موضحاً أنَّ "الأسد ترك الموضوع للحوار الوطني لكي يشعر كل سوري أنه شريك في صناعة مستقبله السياسي والأمر مسألة أسابيع وليس سنوات".

ورداً على سؤال عن الموقف التركي، أجاب المعلم: "لا أريد أن أحلّل أسباب السياسة التركية، وانا اقول لبعض الاصدقاء ان يعيدوا النظر بمواقفهم، ونحن حريصون على أفضل العلاقات، ولا نريد ان نهدم سنوات من الجهد الذي قاده الرئيس الأسد لبناء علاقة استراتجية مع تركيا"، نافياً "وجود تدخل ايراني أو من قبل "حزب الله" فيما يجري في سوريا"، وقال: "نحن نفينا ذلك سابقاً، نعم هناك دعم سياسي لسوريا من أجل تجاوز الأزمة، وهناك دعم للإصلاحات التي اعلنها الرئيس الأسد، لكن لا يوجد أي دعم عسكري على الأرض، أما عن أحداث طرابلس (في لبنان) فأنا لن أعلق على هذا الموضوع كما أرفض أي تدخل خارجي في شؤوننا".

وحول وضع النازحين السوريين، قال المعلم: "لدينا ما يثبت أنَّ الخيام نصبت قبل أسبوع من دخول الجيش إلى جسر الشغور، وهناك عدد من المسلحين أجبر العائلات على المغادرة الى هذه المخيمات، ونحن أصدرنا نداء الى المواطنين ليعودوا ونقوم بإعادة تأهيل البنى التحتية، كما أن الرئيس الاسد لم يغفل هذه النقطة الانسانية في خطابه"، آملاً من تركيا "التعاون لاعادة هؤلاء الى منازلهم وسوريا كفيلة بحسن معيشتهم"، نافياً "اغتيال أو اعتقال أي شخص عاد إلى جسر الشغور"، وأكد أنَّ "سوريا تتطلع إلى تركيا كدولة صديقة وجارة والصديق عند الضيق"، مضيفاً: "سوريا ليست بحاجة إلى ادانات من قبل الدول العربية للأفعال الأوروبية بل نحتاج الى أفعال"، وشدد على أنه "لن يكون هناك حظر جوي على سوريا، ولن يكون هناك تدخل عسكري في سوريا، فكفاهم فضائح في ليبيا، وقد يكون من حسن حظ سوريا أنَّه ليس لديها نفط لإغرائهم".

وإذ أكّد أنَّ "القافلة السورية ستسير مهما عَوت الكلاب"، أشار المعلم إلى أنَّ "الكثير من الأصدقاء يتعرضون لضغوط"، مقدراً "موقفهم الداعم لسوريا"، ورأى أنَّ "هذا يفسر اسباب عدم طرح أي قرار على مجلس الأمن"، معرباً عن اطمئنانه لـ"الموقف الروسي والصيني والهندي واللبناني والجنوب الأفريقي والبرازيل"، وقال: "نحن نقدر هذه المواقف"، معتبراً على هذا الصعيد أنَّ "السفراء في سوريا هم شهود عيان لما حصل في جسر الشغور، ومحطات التلفاز التي لها مراسلين في سوريا لم تبث ما أرسلوه لها عمَّا حصل"، ولفت إلى أنَّ "الدبلوماسية السورية مشهورة بهدوئها وعدم رد فعلها، وأنها تمد يدها للآخرين ولكن الحب من طرف واحد مضني، وهكذا العلاقات الدولية".

وعن موقف فرنسا من الأحداث السورية، أعرب المعلم عن عدم رغبته في "العودة لتاريخ فرنسا الإستعماري"، قائلاً: "قد تكون لـ (وزير الخارجية الفرنسي) آلان جوبيه أفكار من هذا النوع، ولذلك لن نتوقف عند ما يقوله جوبيه"، معتبراً أنَّ "هذا الرجل ما زال يعيش في أوهام الحقبة الاستعمارية لفرنسا ولن يكون له أي تأثير في الشأن السوري".

من جهة ثانية، أكّد المعلم أنَّ "اسرائيل هي العدو الذي يحتل الجولان ويشرد الشعب الفلسطيني ويحتل مزارع شبعا وكفرشوبا، والشباب السوري والفلسطيني الذين حاولوا عبور الشريط الشائك في الجولان أرادوا أن يقولوا إنَّه ليس هناك عملية سلام وإن الحقوق يجب ان تعود كما سلبت"، مشدداً على أنَّ "اسرائيل ستبقى العدو طالما أن الاحتلال قائم"، وأشار إلى أنَّ "إسرائيل تستغل كل الأحداث، حتى التي تحصل في سوريا، وقد بدأت ببناء جدار عازل في الجولان على مسمع من يدعون الحرص على سوريا".

وفي مجال آخر، وعن دور سوريا في تشكيل الحكومة اللبنانية، أكّد المعلم "ألا دور لسوريا في تشكيل الحكومة اللبنانية وهي لبنانية 100%، ولم يكن لدى الرئيس الأسد الوقت للتدخل في الشأن اللبناني"، نافياً وجود معلومات لديه كوزير خارجية عن "تدخل لبنانيين بما يجري في سوريا"، وقال: "لا أريد توجيه الإتهامات"، مضيفاً: "لا أخفي أنَّ بعض الممارسات التي شهدناها من قتل لعناصر الأمن تعطي مؤشراً، لأنَّ مثل هذه الأعمال يقوم بها تنظيم "القاعدة"، ولا أستطيع أنَّ أؤكد أوأنفي تنقل هذه المجموعات بين سوريا والعراق، فنحن لا نأخذ دروساً من أحد، وبعد انجاز الاصلاح سنقدم للآخرين دروساً في الديمقراطية".

وفي سياق منفصل، وعن انتخاب أمين عام جديد لجامعة الدول العربية، أجاب المعلم: "نقول لنبيل العربي مبروك توليه منصب الأمين العام للجامعة العربية، ونقول (للأمين العام السابق) عمرو موسى مع السلامة"، معتبراً أنَّ "كلامه (كلام موسى) عن سوريا له أهداف إنتخابية".

(الوطنية للإعلام ـ رصد NOW Lebanon)