المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 16 حزيران/2011

رسالة بطرس الثانية/الفصل 1/3-11/دعوة الله واختياره

وهبت لنا قدرته الإلهية كل ما هو للحياة والتقوى بفضل معرفة الذي دعانا بمجده وعزته، فمنحنا بهما أثمن الوعود وأعظمها، حتى تبتعدوا عما في هذه الدنيا من فساد الشهوة وتصيروا شركاء الطبيعة الإلهية. ولهذا ابذلوا جهدكم لتضيفوا الفضيلة إلى إيمانكم، والمعرفة إلى فضيلتكم، والعفاف إلى معرفتكم، والصبر إلى عفافكم، والتقوى إلى صبركم، والإخاء إلى تقواكم، والمحبة إلى إخائكم. فإذا كانت فيكم هذه الفضائل وكانت وافرة، جعلتكم نافعين مثمرين في معرفة ربنا يسوع المسيح. ومن نقصته هذه الفضائل كان أعمى قصير النظر، نسي أنه تطهر من خطاياه الماضية. فضاعفوا جهدكم، يا إخوتي، في تثبيت دعوة الله واختياره لكم. فإذا فعلتم ذلك لا تسقطون أبدا. هكذا ينفتح لكم باب الدخول واسعا إلى الملكوت الأبدي، ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. لذلك سأذكركم بهذه الأمور كل حين، وإن كنتم تعرفونها وتثبتون في الحقيقة التي عندكم. وأرى أنه من الحق، ما دمت في هذا المسكن الجسدي، أن أثير حماستكم بهذا التذكير، وأنا أعرف أني سأفارق هذا المسكن عما قريب، كما أظهر لي ربنا يسوع المسيح. فسأبذل جهدي لتتذكروا هذه الأمور كل حين بعد رحيلي.

 

عناوين النشرة

*الأمم المتحدة تؤكد استخدام دمشق القوة المفرطة في قمع التظاهرات واللجوء إلى محاكمات صورية تعقبها إعدامات

*اردوغان أمهل الأسد أسبوعاً لوقف المذابح بحق السوريين وواشنطن ولندن وباريس تقترب من قرار دولي لا تنقضه روسيا

*الحكومة اللبنانية الجديدة تعقد أولى جلساتها وتشكل لجنة لصياغة البيان الوزاري 

*اندراوس لـ"السياسة": النظام السوري أعاد سيطرته على لبنان

*حمادة: جاءت التعليمات فكانت هذه الحكومة الأسوأ في تاريخ لبنان

*جعجع: من الأفضل لو بقينا بدون حكومة بدل الوصول الى حكومة وصايا وعصر حجري

*الامانة العامة ل"14 آذار": سنواجه الحكومة ومن ورائها من اجل عدم اسر لبنان

*الكتلة الوطنية: لم تكن لتتشكّل الحكومة لولا كلمة السر من النظام السوري
*اليسار الديمقراطي: الحكومة التي ولدت من رحم الإنقلاب والإرادة الخارجية مصيرها محتوم
*حرب: الحكومة ضمّت وزراء ولا أسوأوهي حكومة عرض العضلات وزرع الحقد في الإدارة
*مكاري: العودة إلى طاولة الحوار لزوم ما لا يلزم والحكومة الجديدة هي حكومة سوريا في لبنان
*مصدر دبلوماسي: خطف ملحق هولندي من بعلبك إلى دمشق وإطلاقه بعد التعرف إليه
لاف يبن آل الموسوي وآل الهليط يوقع جريحاً في رياق

*الأسد يستأسد على شعبه وإيران تدعمه والجيش يحضر لمجزرة في معرة النعمان 

*الأسرة الدولية منقسمة بشأن اعتماد قرار في مجلس الأمن ضد سورية

*جوبيه: لدينا موافقة 9 دول ولن نصوت بشأن سورية من دون "غالبية كافية"

*كلينتون تؤكد أن إيران "تدعم الهجمات الوحشية" التي يشنها الأسد ضد

*الجيش السوري يتحرك لضرب معرة النعمان والبوكمال عقب تدمير جسر الشغور وتشريد سكانها  ودوما تهدد بعصيان مدني شامل

*مقتل 6 مدنيين في أريحا قرب جسر الشغور وقطع الاتصالات عنها

*ضباط وجنود يودون الانشقاق لكنهم يخشون قتلهم مع عائلاتهم

*ادونيس يدعو الرئيس السوري إلى أن يعيد الكلمة والقرار إلى الشعب/البعث دمر أخلاق البشر واستباح كرامتهم وأذلهم 

*نتانياهو يعتبر ان أي قرار يعترف بقيام دولة فلسطينية سيؤخر عملية السلام 

*واشنطن: مقترح لتحويل أموال القذافي الى مساعدات للشعب 

*كندا تعترف بالمجلس الانتقالي وسط تحذيرات من "الخطر الإسلامي" في ليبيا

*صفير: لو طُبّقت المحبة لما رأينا الويلات/دشّن كنيسة الروح القدس في ريفون

*وكيليكس/لبنان أو النقطة الخلافيّة الأكبر بين سوريا وإيران: دمشق تريد حزب الله ضعيفاً وطهران لا تخاف المحكمة

*أكثر من عشرة جرحى بعد هجوم بالعصي والسكاكين  لعناصر من حزب الله وأمل من "الزعيترية" - على شبان في "السبتيه" 

*النائب نبيل دو فريج: عمل وزراء عون هو شتم الناس مثل معلمهم 

*مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز: اعتراض أرسلان مشروعٌ في إطار حقّ الدروز بتولّي حقائب سيادية 

*دعت المنظمة الدولية لإرسال لجنة تحقيق إلى الحدود الشمالية  

*الرئيس الجميل: ميقاتي ملزمٌ بعهد شرف مع "حزب الله".. وبري تلاعب بتوازنات رقميّة ليست ملكًا له

*المستقبل ": حكومة ميقاتي صنيعة "حزب الله" وسورية... وسليمان الخاسر الأكبر

*كرامي وكرم يؤكدان لـ"السياسة": لا خلاف على البيان الوزاري

*حبيش: بّري تنازل عن وزير ولكنه أخذ وحليفه حزب الله الحكومة كاملة 

*لا هنيئاً للوزير صحناوي بتصريحه الهادم للانجازات ووزراة الاتصالات...

*النائب رياض رحال/الولادة القيصرية حصلت بناءً على طلب سوري عاجل وهذه هي التحديات التي تواجه حكومة الامر المباشر

*وليد جنبلاط.. آخر فصول "الخديعة/فارس خشّان/يقال نت

*النائب أمين وهبي: هذه الحكومة قد تعيد لبنان ساحة لنفوذ سوري ايراني وتهنئة الأسد في اطار المباركة والاستحسان السوري لاستجابة لبنان لرغبة دمشق 

*القوّات: سنسقط الحكومة إذا تجاوزت الخطّ الأحمر/فادي عيد/الجمهورية

*ماذا بعد؟/كـارلـوس إده؟الجمهورية

*حكومة "لون واحد" سوري/عبد الوهاب بدرخان/النهار     

*استعجال البيان الوزاري والثقة استباقاً لسيناريوات دولية/دمشق تستدرج السعودية إلى الرمال اللبنانية/هيام القصيفي/النهار     

*حكومة مأزومة بمكسبها/نبيل بومنصف/النهار

*الحفرة اللبنانية» بعمق الجرح السوري/طارق الحميد/الشرق الأوسط

أردوغان بعد ناصر والخميني/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

الأمم المتحدة تؤكد استخدام دمشق القوة المفرطة في قمع التظاهرات واللجوء إلى محاكمات صورية تعقبها إعدامات والاستعانة بالقناصة والمروحيات لقتل المدنيين العزل 

أهالي معرة النعمان يفرون إلى تركيا مع تقدم دبابات الجيش السوري لسحق الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الأسد

دمشق - وكالات: تزامناً مع تقدم دبابات الجيش السوري باتجاه معرة النعمان على الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب ثاني أكبر المدن السورية, لسحق الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد, فر آلاف المدنيين العزل, للنجاة بأرواحهم, خوفاً من مواجهة مصير مشابه لما حصل مع أهالي جسر الشغور وحمص والرستن ودرعا, وغيرها من المدن السورية التي اجتاحها الجيش, فيما أكدت الأمم المتحدة, أن قوات الأمن السورية تقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية من خلال الإعدام والاعتقال الجماعي والتعذيب.

وصدحت مكبرات الصوت في مساجد معرة النعمان: "الجيش آت ابحثوا عن الأمان لأنفسكم ولعائلاتكم", فيما ذكر شهود عيان أن "السيارات مستمرة في الخروج من معرة النعمان في كل اتجاه, الناس يحملونها بكل شيء, أغطية وحشايا".

وقال سكان إن القوات السورية تقدمت الى معرة النعمان بعد اعتقال مئات الأشخاص في القرى القريبة من جسر الشغور قرب الحدود التركية.

وتدفق سكان من معرة النعمان وجسر الشغور والقرى المحيطة بهما على حلب وعلى القرى الواقعة في الصحراء الى الشرق, فيما اتجه البعض الى تركيا المجاورة التي فر اليها بالفعل اكثر من 10 آلاف سوري.

وفي تلك الاثناء, قال نشطاء حقوق الانسان السوريون إن قوات الامن تواصل ارسال تعزيزات الى القرى والبلدات القريبة من بلدة جسر الشغور بمحافظة ادلب, ما يجبر السكان على النزوح واللجوء الى تركيا القريبة.

وقال رئيس "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن إن "قوات عسكرية تتجه نحو معرة النعمان, وتأتي من مدينتي حلب وحماه".

وقال شهود عيان ان قوات الامن تحول دون مغادرة السكان محافظة ادلب, وأنهم يطلقون النار على من يحاول تفادي نقاط التفتيش العسكرية.

ووصف المحتجون العملية التي يجريها الجيش السوري في مناطق الجبال الشمالية, بأنها حملة "الارض المحروقة", فيما قال جنود سوريون تركوا الخدمة العسكرية وفروا الى تركيا انهم اجبروا على اقتراف فظائع.

وأقيمت مخيمات للاجئين في إقليم هاتاي التركي القريب من بلدة جسر الشغور السورية الحدودية, وعلى بعد 20 كيلومترا فقط من الحدود المشتركة وهي البلدة التي شن عليها الجيش السوري حملة يوم الجمعة الماضي.

ويجري الاستعداد لاستقبال موجة اخرى من اللاجئين الى الشرق اكثر على الحدود السورية التركية المشتركة وطولها 800 كيلومتر.

وقال مسؤول من الهلال الاحمر التركي طلب عدم نشر اسمه, انه يجري اقامة المزيد من المخيمات قرب مدينة ماردين بعيدا عن المنطقة الراهنة لتوافد اللاجئين.

ومع فرار الآلاف من وجه الحملات الأمنية المتواصلة التي تشنها الحكومة السورية, خرج عشرات الآلاف من المواطنين إلى شوارع مدينة حماة مطالبين الرئيس بشار الأسد بالتنحي.

ونشر موقع "الثورة السورية 2011" الإلكتروني تسجيلا مصورا للمحتجين في المدينة الواقعة غرب البلاد وهم يرددون "سوف نسقط النظام".

في غضون ذلك, أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان, أن قوات الأمن السورية تقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية من خلال الإعدام والاعتقال الجماعي والتعذيب, مستشهدا بشهادات واسعة النطاق ترد اليه.

وذكر المكتب ان بلدات بأكملها محاصرة ومنها درعا, الأمر الذي يمنع المدنيين من الفرار ويحرم الكثيرين من امدادات الغذاء والحصول على الرعاية الطبية خاصة الجرحى.

وقالت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي, ان اكثر من 1100 شخص كثير منهم مدنيون عزل يعتقد انهم قتلوا وان ما يصل الى عشرة الاف اعتقلوا منذ الحملة التي بدأها الرئيس السوري بشار الاسد في منتصف مارس الماضي, مؤكدة مرة اخرى على الارقام التي اصدرتها الاسبوع الماضي.

وذكر مكتب بيلاي في تقرير لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة, انه تلقى شهادات عديدة عن ارتكاب القوات السورية انتهاكات بينها "الاستخدام المفرط للقوة في قمع المتظاهرين والاعتقال التعسفي والاعدام دون محاكمة او بعد محاكمة صورية, والتضييق على حرية التجمع والتعبير".

وجاء في التقرير ايضا ان "افظع التقارير تتعلق باستخدام الذخيرة الحية ضد المدنيين العزل بما في ذلك من جانب قناصة يتمركزون فوق اسطح المباني العامة ونشر الدبابات في المناطق كثيفة السكان".

وأشار إلى شهادات وردت عن استخدام طائرات الهليكوبتر المقاتلة خلال هجوم عسكري على بلدة جسر الشغور شمال سورية, ما دفع اكثر من سبعة الاف من سكانها الى الفرار لتركيا.

ولفت إلى أن نشطاء وصحافيين وبعضا من اقاربهم كانوا ضمن ما يقدر بعشرة الاف اعتقلوا لاسكات المنتقدين رغم الافراج عن بعضهم, مشيراً إلى "معلومات توضح ان قوات الامن السورية تمارس التعذيب وغيره من اشكال المعاملة القاسية وغير الانسانية, ما ادى الى وفاة بعض الحالات في الاحتجاز".

إلى ذلك, ورغم رفض الحكومة السورية منح شبكة "سي أن أن" الأميركية, وشبكات إعلامية أخرى إذن رسمي بالدخول إلى البلاد لتغطية الأحداث, إلا أن مراسلة الشبكة تمكنت من عبور الحدود التركية وقضاء بعض الوقت داخل الأراضي السورية.

وتحدثت المراسلة أروى دامون إلى عدد من السوريين الذين كانوا يستخدمون أغصان الشجر للاحتماء, حيث قالت واحدة من الأسر إنها اضطرت لقضاء الليل واقفين بسبب الأوضاع الموحلة في المنطقة. ونقلت عن مواطنين سوريين أنهم شاهدوا القصف الذي تعرضت له المنطقة المحيطة بجسر الشغور, حيث قال رجل إن الجيش أطلق النار باتجاهه, فيما قالت امرأة أنها شاهدت أناسا يقتلون. في المقابل, أعلنت السلطات السورية, أنها كشفت عن مقبرتين جماعيتين لرجال الامن الذين قتلوا في جسر الشغور الاسبوع الماضي.

وقالت مصادر مطلعة "إن المقبرتين تضمان عشرات الجثث لعناصر مفرزة الأمن العسكري الذين قتلوا بداية الاسبوع الماضي والذين بلغ عددهم 80 عنصرا ".

وكانت السلطات السورية كشفت يوم الاحد الماضي عن مقبرة جماعية تضم 10 جثث لعناصر مفرزة الأمن العسكري في جسر الشغور.

 

 اردوغان أمهل الأسد أسبوعاً لوقف المذابح بحق السوريين وواشنطن ولندن وباريس تقترب من قرار دولي لا تنقضه روسيا

 لندن- كتب حميد غريافي:السياسة

اعلن ديبلوماسي بريطاني في لندن امس ان فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة باتت ضامنة احد عشر صوتاً من اصوات مجلس الامن الدولي الخمسة عشر لاستصدار قرار يدين المجازر السورية ويدعو نظام بشار الاسد الى وقف حملته العسكرية فوراً ضد المدنيين السوريين والسماح للجان تحقيق دولية بدخول سورية للوقوف على حقائق ما يجري, وانشاء آلية دولية لاعادة اللاجئين السوريين الى تركيا ولبنان والاردن الذين تجاوزت اعدادهم العشرة الاف مدني.

وذكر الديبلوماسي ان واشنطن ولندن وباريس قد تكون ضمنت وقوف روسيا والصين على الحياد بمنع استخدام حق النقض »الفيتو« في اي تصويت لأعضاء مجلس الامن على قرار يدين النظام السوري, كما ضمنت اكتفاءهما بالامتناع عن التصويت شرط الا يتطرق ذلك القرار الى استخدام القوة العسكرية الدولية ضد نظام »البعث« وقواته المسلحة على غرار ما يحدث في ليبيا في المرحلة الراهنة«. وكشف الديبلوماسي البريطاني ل¯ "السياسة" في لندن النقاب عن تقارير صدرت امس من انقرة تؤكد ان رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان »أمهل بشار الاسد خلال المكالمة الهاتفية التي اجراها معه اول من امس اسبوعا واحدا لوقف المذابح واعمال القتل وتهجير القرى باتجاه تركيا واستخدام سياسة الارض المحروقة, ثم الانخراط الفوري في وضع الاصلاحات موضع التنفيذ ودخول مفاوضات مع المعارضة السورية الداخلية والخارجية, قبل ان يلجأ المجتمع الدولي مضطراً للتدخل العسكري لحسم الموقف لغير صالح النظام في دمشق.وكان رئيس الجمهورية التركية عبدالله غول اطلق الاحد الماضي ما اعتبر شبه تهديد لسورية حين قال: اننا مستعدون مدنياً وعسكرياً لمواجهة كل الاحتمالات مع نظام الأسد". في الوقت الذي صعد فيه اردوغان حملته على ذاك النظام متهماً شقيق الاسد اللواء الركن ماهر قائد الحرس الجمهوري (اللواء الرابع) بارتكاب المجازر بحق الشعب السوري".

 

الحكومة اللبنانية الجديدة تعقد أولى جلساتها وتشكل لجنة لصياغة البيان الوزاري 

سليمان ينفي التدخل الخارجي في تشكيل الحكومة وميقاتي يؤكد عدم التمييز بين موال ومعارض

الرئيس اللبناني ميشال سليمان وأعضاء الحكومة الجديدة في لقطة تذكارية قبيل عقد جلستها الأولى

بيروت - من عمر البردان: على وقع الحملة الشرسة التي بدأت تتعرض إليها منذ اليوم الأول لتأليفها من جانب قوى "14 آذار", عقدت الحكومة الجديدة أولى جلساتها في القصر الجمهوري أمس, بعد التقاط الصورة التذكارية, برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء باستثناء الوزير طلال أرسلان الذي أعلن استقالته من الحكومة فور إصدار مراسيم التشكيل. وتم خلال الجلسة تأليف لجنة صياغة البيان الوزاري برئاسة ميقاتي إضافة إلى وزير العمل شربل نحاس, وزير الدولة علي قانصو, وزير المالية محمد الصفدي, وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش, وزير الصحة علي حسن خليل, وزير الداخلية والبلديات مروان شربل, وزير الدفاع الوطني فايز غصن, وزير العدل شكيب قرطباوي, وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور, فيما اعتذر وزير الدولة لشؤون مجلس النواب نقولا فتوش عن المشاركة في اللجنة.

وأكد الرئيس سليمان خلال الجلسة على سلسلة ثوابت, معتبراً "أن هذه الحكومة هي حكومة لكل الوطن ولكل المواطنين", وهنأ الرئيس ميقاتي والحكومة أيضاً على ما تحقق, مشيراً إلى "أن هذه الحكومة هي حكومة لبنانية مئة في المئة, وليست بتدخل خارجي سوري لتشكيلها".

كما أكد أن "سورية لم تتدخل وهذا هو الشيء الأكيد والذي يشير إلى أننا قادرون على حل أمورنا بين بعضنا البعض", مضيفاً "لقد اتكلنا على أنفسنا وهذا ما هو واجب وضروري ومطلوب أن يكون اليوم". وأشاد بالإنجازات التي تحققت بتشكيل ولادة هذه الحكومة التي ستواجه استحقاقات داخلية وخارجية كبيرة, ولا بد من أن تواجه من خلال الكفاءات الموجودة في الحكومة, مشيراً إلى سلسلة ثوابت ومن أهمها تكثيف جلسات مجلس الوزراء وتضمينها مواضيع مهمة لمعالجة أمور الناس الحياتية والتنسيق الدائم بين الوزراء في النقاط المشتركة, إضافة إلى التعاطي الوزاري الذي هو الأساس لنجاح التضامن الوزاري, ونجاح العمل الحكومي الجماعي.

من جهته, أشار الرئيس ميقاتي إلى "أن هذه الحكومة هي حكومة من أجل كل لبنان وجميع اللبنانيين, ولن تميز بين موال ومعارض وأيضاً لن تميز بين من أعلن دعمه لها ومن لم يعلن ذلك, ومن سيمنحها الثقة, ومن لم يمنحها الثقة".

وأوضح أن "الحكومة ستعمل من دون كيدية وتحت سقف القانون", مشيراً إلى "أن المنتصر في هذه الحكومة هو لبنان", مشيداً أيضاً بالتضحيات التي قُدمت وهي تضحيات لا يُمكن تجاهلها وتحديداً مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وتحدث ميقاتي عن التحديات فقال "إنها كبيرة سياسياً وهناك تحديات اقتصادية لا بد من مواجهتها وهي ذات أهمية كُبرى ولا يتطلب تنفيذها مهلاً كبيرة ولكن يجب مضاعفة الجهد والتركيز على ما يهم الإنسان اليوم وعلى ما يدعم وجوده في بلده".

إلى ذلك, نقل نواب عن الرئيس بري تفسيره للخطوة التنازلية التي أقدم عليها لتسهيل ولادة الحكومة, بالقول "إن هذا بالأساس مصلحة للوطن, ويجب أن نكسر كل الأعراف في سبيل المصلحة العامة والأمل يبقى بالخروج من عملية التمسك بالأعراف الجامدة".

وأكد بري "أن ما حصل لا يكرس عُرفاً جديداً, وعلى العكس إذا اقتضت المصلحة الوطنية أن نتخلى عن خمسة مقاعد شيعية فهو مستعد", مستبعداً وقوع مشكلة بالنسبة للاتفاق على البيان الوزاري, وقال "إن الأمور ستأخذ مجراها الطبيعي".

كذلك نقل النواب عن بري "أن أمام الحكومة بعد نيلها الثقة ورشة عمل على كل الصعد والمستويات", مضيفاً "أن الوقت هو وقت عمل لمواجهة كل الاستحقاقات الداخلية والخارجية, ولمعالجة القضايا الحيوية المتعلقة بهموم الوطن والمواطن".

من جهة أخرى, كشف النائب فادي الأعور "أن الإشكال المتعلق بالتوزير البديل عن الوزير أرسلان أخذ طريقه إلى الحل, وهناك مشاورات مكثفة", معلناً "أن كتلة الجبل ستتجه لتوزير مروان خير الدين وحسم موقف الكتلة بالنسبة لإعطاء الثقة للحكومة".

 

 

أكد أن الوضع حالياً يشبه مرحلة لحود الحص 

أندراوس لـ"السياسة": النظام السوري أعاد سيطرته على لبنان

بيروت - "السياسة": رأى نائب رئيس تيار "المستقبل" النائب السابق أنطوان أندراوس, أن البيان الوزاري لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي سيكون مشابهاً لخطاباته التي عودنا عليها ولن يكون لها, لا لون ولا طعم. وقال في تصريح ل¯"السياسة", إن تيار "المستقبل" سيحاسب على الممارسة, ولن يسمح لهذه الحكومة التعامل بكيدية ضد الإنجازات التي حققتها "ثورة الأرز".

ورأى أن ميقاتي مستعجل لإقرار البيان الوزاري, لكنه يخطئ في حساباته إذا كان يعتقد أنه سيواجه ثلثي الحكومة التي يدير سياستها "حزب الله" في الظل والعماد ميشال عون في العلن, مستغرباً كيف أمضى رئيس الحكومة خمسة أشهر حتى شكل حكومته على هذا النحو, مضيفاً أنه "إذا كانت العقدة بالوزير السني السابع كان يمكن حسم هذا الأمر من أول يوم جرى تكليفه لتشكيل الحكومة". وتوقع أندراوس حصول خلافات بين الأقطاب الذين شكلت منهم الحكومة وخاصة في موضوع التعيينات. وسأل "من يستطيع أن يقف بوجه طموحات ميشال عون الذي بدأ يلوح بالكيدية ويتحدث عن الملفات والفساد?", مشبهاً المرحلة التي يمر بها لبنان اليوم بمرحلة الرئيسين إميل لحود وسليم الحص في ظل هذا الضعف الذي تميز به رئيس الجمهورية ميشال سليمان مقابل الدعم المفرط من النظام السوري ومن الرئيس بشار الأسد تحديداً للعماد عون الذي يحاول وضع يده على الدولة اللبنانية, تحسباً للقرارات المتوقع صدورها من قبل المجموعة الدولية ومجلس الأمن ضد نظامه القمعي. وسأل "ماذا سيكون موقف الحكومة اللبنانية إذا ما أقر مجلس الأمن عقوبات ضد سورية كما حصل ضد النظام الليبي?".

وعن الشق المتعلق بالمحكمة الدولية قال أندراوس "طبعاً المعزوفة أصبحت معروفة لدى الأكثرية الجديدة من خلال بيان وزاري إنشائي يقولون فيه إنهم سيحترمون القرارات الدولية على الورق فقط لأن سياستهم أصبحت واضحة, خاصة وأن الجانب السوري يريد العجلة لأن السكين وضعت على رقبته ولا مناص له إلا باعتماد أسلوب المناورة والقول للعالم, إن لولاه لما تشكلت حكومة في لبنان". وفي سياق متصل, اعتبر النائب مروان حمادة أن الحكومة تشكلت بقرار سوري ومباركة إيرانية, لافتاً إلى أنها تعيد لبنان سنوات إلى الوراء إلى عهد الوصاية, قائلاً "هنيئاً للبنان بربيعه الحكومي الذي يعيدنا سنوات إلى الوراء, أي إلى الخريف السوري وإلى وصاية متهاوية".

 

حمادة: جاءت التعليمات فكانت هذه الحكومة الأسوأ في تاريخ لبنان

لفت النائب مروان حمادة إلى أن "اللبنانيين كانوا يطمحون للعدالة، فجاءت هذه الحكومة عكس طموحاتهم"، مشيراً إلى أن الرئيس نجيب "ميقاتي كان يحلم بحكومة متماسكة من 14 وزيراً توحي بالثقة محلياً وعربياً ودولياً، ولكن جاءت التعليمات فكانت هذه الحكومة التي تعتبر الاسوأ والتي جاءت في اسوأ الظروف، وفي اسوأ الايام في تاريخ لبنان، لكن ليته لم يفعل". حمادة وفي مداخلة عبر محطة الـ"lbc" قال: "إن تجربتنا مع الوسطية لم تكن موقفة بسبب وطأة السلاح، وليس هناك وسطية، بل حاكم واحد مهمته حماية الديكتاتور هناك في سوريا، والهروب من العدالة هنا في لبنان"، معتبراً أن "سوريا تخوض معركة لبنان، كما تخوض معركة جسر الشغور أو درعا، وذلك بنية تحويل لبنان إلى ساحة". وأكد أن "سوريا كانت ولا تزال تفرض رأيها على حلفائها في لبنان، وليس منذ اليوم بل منذ خروجها من لبنان"، معرباً عن اعتقاده بأن حكومة الرئيس ميقاتي "هي حكومة من طائفة سياسية واحدة".

(رصد NOW Lebanon)

 

جعجع: من الأفضل لو بقينا بدون حكومة بدل الوصول الى حكومة وصايا وعصر حجري

تساءل رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع "عما قد يكون استراتيجياً أسوأ من تشكيل هكذا حكومة؟"، معتبراً أن هذه الحكومة "أتت بعكس ما يحدث في المنطقة، وهذه الحكومة بهذا الشكل قد وضعت لبنان تقريباً خارج المجموعة العربية".جعجع، وخلال مؤتمر صحافي، رأى أن "هذه الحكومة ليست ميثاقية بسبب غياب الثقل السني من حيث التمثيل"،  مضيفاً "من حيث التوازن السياسي، ففي أحسن الحالات إن التمثيل السني خارج الحكومة والمسيحيين اقل من النصف، و"لو بشعرة" ممثلين في هذه الحكومة".

من جهة ثانية، وإذ أكّد أن "النائب علي حسن خليل مشهود له سياسياً"، تساءل جعجع "لكن هل نزيل طبيباً مختصاً ونجح في وزارته ونعطيها لسياسي". وتابع: "أما بالنسبة للوزير شربل نحاس، فاما أن يكون ناجحاً ويبقى حيثما كان واما أن يخرج من الوزارة لا أن يتم اعطاؤه وزارة أخرى". وفي سياق متصل، قال جعجع: "لا شك أن العميد مروان شربل مشهود له بالنزاهة، ولكن هذه الوزراة هي وزارة داخلية وليست وزارة قوى الأمن الداخلي"، متسائلاً "هل أعضاء هذه حكومة متجانسة أو من كل وادي نصف عصا؟"، معتبراً أن "ليس هناك أي نقطة ايجابية يمكن وضعها الى جانب هذه الحكومة". ولفت جعجع الى أن "لهذه الحكومة تسميتين، فعلى المستوى الاستراتيجي هذه حكومة وصايا غير منقحة، وعلى المستوى الاجتماعي فهي حكومة العصر الحجري"، معتبراً أنه "كان من الأفضل أن نبقى من دون حكومة بدل أن نصل الى حكومة وصايا وحكومة عصر حجري".  ورأى جعجع أن "تشكيل الحكومة بهذه التركيبة يشكّل خطراً على لبنان"، متسائلاً "ماذا يمكن أن ننتظر من هكذا حكومة؟". وتابع: "ما كان ينقص هو أن يأتوا باللواء جميل السيد، قد يكونوا نسوه"، مشدداً على أن "هناك ربطاً مباشراً بين هذه الحكومة والنظام السوري القائم"، لافتاً الى أن "هوية هذه الحكومة واضحة جداً ومسارها كذلك". ورداً على سؤال، أكّد جعجع أن "القرارات الدولية هي قرارات دولية، ولا يمكن القول فيها "ولكن"، مضيفاً " نحن عملياً 60 نائباً على "فرد قلب ورب"، ولكن هم لا نعرف بالضبط كم عددهم". وختم جعجع: "من الجيد أن الشباب "عجّلوا" وأخذوا صورة تذكارية لأنها ستكون تذكارية"، قائلاً "لستُ زعلاناً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بل زعلان عليه".  (رصد "NOW Lebanon")

 

الامانة العامة ل"14 آذار": سنواجه الحكومة ومن ورائها من اجل عدم اسر لبنان

أعلنت الامانة العامة لقوى 14 آذار أنها "لا تشك لحظة ان ولادة الحكومة اللبنانية تم بقرار من اسقط الحكومة السابقة اي النظام السوري"، مشيرةً إلى أن "هذه الحكومة تقع خارج سياق العربي الراهن". الامانة العامة، وبعد اجتماعها، رأت أن "هذه الحكومة ستعيد لبنان الى مرحلة ما قبل 14 آذار 2005 اي الى زمن الوصايا البائدة"، وأوضحت أن "حكومة السوري – حزب الله تعرض لبنان للمخاطر الجسيمة سواء لعدم التوجه الى نهاية السلاح غير الشرعي او لجهة الانقلاب على المحكمة الدولية". إلى ذلك، أضافت: "لا يخفى على احد ان ذلك كله يهدد بتحويل لبنان الى دولة مارقة"، ورأت أن "هذه الحكومة اتية لتنفيذ اجندة السوري حزب الله"، ولفتت إلى "تهميش دور فخامة الرئيس (ميشال سليمان)"، وقالت: "قوى 14 آذار تجدد اليوم اعلان ما سبق لها بأنها ستواجه الحكومة ومن ورائها من موقع المعارضة من اجل عدم اسر لبنان". وأوضحت أن "المعارضة من اجل الدفاع عن الدولة، من اجل ان لا تتحول مؤسساتتها لصالح الدويلة ومن اجل ان لا يتحول لبنان الى آخر ركيزة للنظام الايراني". وأشارت إلى أن "التدخل السوري برز امام كل رأي العام اللبناني والعربي والدولي عندام أسقطت حكومة الرئيس (سعد) الحريري"، ورأت أن "هذه الحكومة ليست آتية من رحم لعبة ديمقراطية في لبنان وهذه الحكومة لها دور واحد هي ان تساعد النظام السوري وان تهمي كل من قتل زعامات هذا البلد"، مشددةً أن "هذه الحكومة ليست حكومة تقليدية اذ اتت من رحم الانقلاب". وفي السياق عينه، تابعت الأمانة العامة "هذه الحكومة اصبحت امر واقع ومعارضتها لها آليتها من خلال كتلة نيابية في مجلس نواب ومن خلال قوى سياسية ومن خلال خزان شعبي كبير". وختمت بالقول: "نحن نتخوف من كل شيء ولكن سنواجه كل الاحتمال بكل الوسائل السلمية والمهم ان تبقى الحرية في لبنان وليس قليل ان يعود لبنان الى نظام ما قبل 14 آذار 2005 في حين ان كل الدول العربية تسعى للحرية".(رصد NOW Lebanon)

 

الأسد يستأسد على شعبه وإيران تدعمه والجيش يحضر لمجزرة في معرة النعمان 

عمان -القناة  + وكالات : 15/6/2011 

قال سكان وشهود عيان أمس الثلاثاء أن قوات سورية تدعمها الدبابات وطائرات الهليكوبتر تقدمت صوب بلدة شمالية بعد اعتقال المئات في قرى قرب بلدة جسر الشغور مع فرار مزيد من اللاجئين إلى تركيا. وفر أكثر من 8500 سوري عبر الحدود هربا من أحدث حملة عسكرية لحكومة الرئيس بشار الأسد لسحق احتجاجات تطالب بالتغيير السياسي في بلد تحكمه أسرة الأسد منذ 41 عاما. ونزح آلاف آخرون إلى مناطق داخل سورية. وتوجه عشرات النازحين يلطخ الطين أحذيتهم وملابسهم إلى قرية تركية بحثا عن الخبز لأسرهم الذين ينتظرون في مخيمات مؤقتة على الجانب الأخر من الحدود. وأظهرت لقطات مصورة إذاعتها وكالة (رويترز) التقطت في مخيمات سورية نازحين يحاولون تجفيف أغطية بللها المطر وأطفالا يغتسلون في مياه الأمطار وأناسا راقدين تحت أغطية بلاستيكية. وقالت امرأة وهي تبكي وبجوارها رضيع (نحن يائسون هنا. نعيش تحت المطر .. أطفالنا مرضى. لا دواء ولا طعام).

وجاء أغلب اللاجئين والنازحين من جسر الشغور على بعد 20 كيلومترا من الحدود حيث تقول السلطات إن 120 من أفراد الأمن قتلوا على يد مسلحين قبل نحو عشرة أيام. ويقول نشطاء إن جنودا منشقين وسكانا اشتبكوا مع قوات الأمن.

 الجيش يحضر لمجزرة جديدة في معرة النعمان

واستعاد الجيش السيطرة على جسر الشغور ويتحرك نحو بلدة (معرة النعمان) التي تقع على جانبي الطريق السريع بين شمال وجنوب سوريا والذي يربط العاصمة دمشق بحلب ثاني كبرى مدن البلاد. وقال عثمان البديوي وهو استاذ جامعي في معرة النعمان لوكالة (رويترز) إن طائرات هليكوبتر تنقل جنودا إلى معسكر في وادي الضيف على بعد عدة كيلومترات من البلدة. وأضاف: (التقينا مع المحافظ أمس الثلاثاء وأكد لنا أن الجيش سيدخل لاعتقال 360 شخصا مدرجين على قائمة. لكن الناس في معرة النعمان متشككون. اسمي مدرج على قائمة المطلوبين للاعتقال باعتباري مسلحا. لم أحمل أبدا سلاحا في حياتي). وتقول الحكومة إن الاحتجاجات جزء من مؤامرة مدعومة من قوى أجنبية لإثارة صراع طائفي. وأنشأت تركيا أربعة مخيمات للاجئين على جانبها من الحدود وقالت وكالة أنباء الاناضول الرسمية الثلاثاء إن السلطات ربما تقيم المزيد. وأضافت أن عدد اللاجئين بلغ 8538 أكثر من نصفهم أطفال. وذكرت الوكالة أيضا أن الأسد اتصل هاتفيا برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لتهنئته على فوزه في الانتخابات قبل يومين. وأضافت أن اردوغان دعا الأسد إلى تجنب استخدام العنف ضد شعبه وبدء إصلاحات بأسرع ما يمكن. وكان اردوغان - الذي ارتبط بعلاقة وثيقة مع الأسد - قال قبل إعادة انتخابه انه بمجرد انتهاء الانتخابات سيتحدث مع الأسد (بأسلوب مختلف تماما). وتقول جماعات حقوقية سورية إن 1300 قتلوا منذ بدء الانتفاضة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اكثر من 300 من رجال الجيش والشرطة قتلوا.

انشقاقات جديدة بالجيش

وفي سياق متصل، أفاد المقدم السوري المنشق حسين هرموش الذي لجأ إلى الحدود التركية بوقوع خلافات في صفوف الجيش، وأضاف هرموش أنه قام ومجموعة من الجنود بحماية سكان مدينة جسر الشغور.

عصيان مدني بدوما

ومن جانبهم، لوح أهالي منطقة دوما في ريف دمشق بعصيان مدني شمال بعد أن دخلت بلدتهم في إضراب شبه كامل مع استمرار التظاهرات السلمية اليومية، مطالبين بخروج حشود الجيش من المنطقة وتوقيف ما سماه الأهالي بعمليات الترويع والاعتقالات العشوائية والضرب والتنكيل.

سورية تنتقد تصريحات موسى

وعلى الصعيد السياسي انتقدت سورية تصريحات الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى المنتهية ولايته والتي وصف فيها الوضع الحالي في سورية بأنه خطير للغاية ودعا الدول العربية إلى اتخاذ موقف جماعي بشأنه، ووصف مندوب سورية الدائم في الجامعة تصريحات موسى بأنها غير متوازنة وتعد تجاهلا فاضحاً لحقيقة ما تتعرض له سورية من استهداف خارجي على حد تعبيره. أما إيران فحذرت،على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست، الولايات المتحدة من التدخل عسكرياً في الأزمة السورية الدائرة، مؤكداً أن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة.

إيران تحاول منع انهيار نظام حليفها

 إلى ذلك، قال طارق الحميد رئيس تحرير صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية لقناة (العربية) الفضائية إن العلاقات السورية الإيرانية هي علاقات قوية وممتدة منذ وقت طويل، وإن سقوط نظام الأسد يعني فشل إيران، مشيرا إلى أن إيران تعتبر سورية خطا أحمر أو عصبا لسياستها في مناطق عدة مثل لبنان والعراق.

وحول ما الذي يمكن أن تقوم به إيران لتخفيف الضغط على النظام السوري، قال الحميد إن الطريقة الوحيدة لتخفيف الضغط هي الاستجابة لمطالب الشعب.

وأكد الحميد أن إيران تدعم النظام السوري بشكل كامل، وهناك أسلحة ومعدات، وحديث شهود عيان عن وجود إيرانيين في سورية، وحذر الحميد من أن إيران وسورية قد تتجهان للتصعيد، مثلما حدث قبل فترة من فتح دمشق لجبهة الجولان، وذلك في محاولة للخروج من الأزمة.

وحول بيان الخارجية الإيرانية الذي حذر من التدخل العسكري في سورية، قال الحميد إن البيان يتجاهل وجود مشكلة في سورية، وهذه محاولة للتضليل من الجانب الإيراني.

طهران متحدثة باسم دمشق: الغرب يحرض الإرهابيين في سورية وفى نفس السياق، اتهمت إيران حلفاء إسرائيل أمس الثلاثاء بالتدخل في شؤون سورية بعد أن قال الغرب إن طهران ربما تقدم المساعدة لدمشق على قمع المعارضة السورية.

وقال رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في مؤتمر صحفي (بعض الأنظمة خاصة أميركا والنظام الصهيوني والتي لها أهداف خاصة تحرض الجماعات الإرهابية في سورية وفي المنطقة لتنفذ عمليات إرهابية وتخريبية). وعبرت إيران عن تأييدها للانتفاضات في معظم العالم العربي لكنها لم تفعل ذلك مع سورية التي تشارك معها فيما يعرف (بخط الممانعة) ضد إسرائيل وتدعم كل منهما حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني. وقمعت إيران الاحتجاجات المناهضة لحكومتها بعد انتخابات متنازع على نتيجها فاز بها الرئيس محمود أحمدي نجاد بفترة ثانية عام 2009. وأيد مهمان باراست ما تقوله الحكومة السورية من إن الاحتجاجات المندلعة منذ ثلاثة أشهر هي جزء من مؤامرة تدعمها قوى أجنبية. وقال: (النظام الصهيوني والمدافعون عنه يشعرون بتهديد خطير. لذلك يفعلون كل ما يستطيعون للقضاء على خط الممانعة الذي يقف ضد عدوان النظام الصهيوني).

وقالت بريطانيا إن هناك : (معلومات ذات مصداقية تشير إلى أن إيران تساعد سورية على قمع الاحتجاجات هناك بما في ذلك توفير الخبرة والمعدات) وهو اتهام نفته طهران.

وقال مهمان باراست : (ما يحدث في سوريا شأن داخلي. الحكومة والشعب السوري ناضجان سياسيا بما يكفي لحسم القضايا التي تخصهما).

وحذر المتحدث باسم الخارجية الايرانية من اي تدخل عسكري صريح من جانب الغرب. وقال: (نعتقد انه ليس من حق الأميركيين بأي حال التدخل عسكريا في اي دولة بالمنطقة أعني سورية. نرى ان هذا تصرف خاطئ يمكن ان يكون له عواقب على المنطقة). 

 

الخوف من عدم الاستقرار يخيمان على النقاشات 

الأسرة الدولية منقسمة بشأن اعتماد قرار في مجلس الأمن ضد سورية

باريس - ا ف ب: تدين مختلف الدول بشدة كل على حدة القمع الدامي في سورية, كما قررت فرض عقوبات اقليميا, لكن هذه الدول نفسها فشلت على الصعيد الدولي وتحديدا في الأمم المتحدة على التفاهم ما يفقدها من هيبتها وسلطتها.

والرهان ليس القيام بثورة, انما ممارسة ضغوط سياسية على نظام الرئيس بشار الأسد دون اللجوء إلى وسائل إكراه.

وقال مسؤول فرنسي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته ان "مشروع القرار الذي يجري التباحث بشأنه في الامم المتحدة هو نص اول, وقرار اعلان لا يتيح اللجوء الى القوة".

الا أن الانقسام عميق للغاية ووراءه العديد من الافكار المسبقة, بحيث ان روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض "الفيتو" في مجلس الامن الدولي ذهبتا الى حد مقاطعة اجتماع خبراء في الأمم المتحدة خلال عطلة الاسبوع الماضي للتباحث في مشروع قرار يدين دمشق. وتدفع اوروبا, اي فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال خصوصا, نحو اعتماد قرار يظهر ان مجلس الامن الدولي لا يمكنه ان يقف صامتا ازاء اللجوء المفرط للقوة لقمع التظاهرات السلمية منذ ثلاثة اشهر في سورية. الا ان المثال الليبي عندما تم تبني قرارات تجيز اللجوء الى "كل السبل" لحماية السكان المدنيين, ليس لصالح بريطانيا وفرنسا, اذ تعتبر دول عدة وفي مقدمها روسيا انه تم تحريف نصوص القرارات الدولية باللجوء الى مروحيات قتالية في المعارك.

وذكرت مصادر ديبلوماسية أنه خلافا للملف الليبي "لم تتخذ الجامعة العربية" موقفا من سورية, كما أن الخوف من انعدام الاستقرار هو عامل آخر وراء الانقسام.

وتساءلت المصادر "هل سيؤدي تغيير النظام في سورية الى حرب اهلية في البلاد? اذا كان الجواب نعم, فلن نقوم بشيء".

من جهتها, أعلنت الولايات المتحدة تأييدها للموقف الاوروبي ودعمها لتبني نص كما أنها فرضت عقوبات على مسؤولين سوريين على غرار الاتحاد الاوروبي, وكرر البيت الابيض أخيرا التأكيد على أنه "لا بد من فترة انتقالية في سورية, واذا لم يقم الأسد بقيادة هذه الفترة الانتقالية فعليه التنحي". ومن بين الدول التي تتردد في تبنى نص, لا بد من التمييز بين مجموعتين, فروسيا والصين لديهما القدرة على الحؤول دون تبني القرار في الامم المتحدة وتستند حججهما التقليدية على مبدأ عدم التدخل وعلى أن الوضع الداخلي في سورية لا يهدد الاستقرار الاقليمي والدولي, بحسب موسكو القريبة من دمشق. وتضم المجموعة الثانية دولا ناشئة مثل البرازيل وجنوب افريقيا والهند, ويمكن أن تستفيد هذه الدول المرشحة لمقعد دائم في الأمم المتحدة من جبهة المعارضة الروسية الصينية لرفض دعم نص. ولتبني اي قرار لا بد من تأييد تسعة من أصل 15 عضوا في مجلس الأمن الدولي دون استخدام "الفيتو".

وخلافا لمعمر القذافي الذي تخلت عنه الاسرة الدولية بشكل سريع, فإن احدا لم يقم بذلك ازاء الرئيس السوري حتى الدول التي سارعت الى ادانة سياسته.

وقال مصدر قريب من الرئاسة الفرنسية أخيرا "لم يفت الوقت بعد للأسد الا انه بات ضيقا", مضيفاً "لقد فقد شرعيته بسلوكه هذا, هل من سبيل لاستعادتها? الجواب هو نعم, لكن هل نعلق امالا كبيرة على ذلك? لا".

 

باريس تؤكد أن نظام الأسد يمارس سياسة الهروب إلى الأمام 

جوبيه: لدينا موافقة 9 دول ولن نصوت بشأن سورية من دون "غالبية كافية"

باريس - ا ف ب, رويترز: أعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه, أمس, ان الدول التي أعدت مشروع قرار في الامم المتحدة يدين القمع في سورية, لن تطرحه على التصويت قبل ان تضمن توافر غالبية كافية لمصلحتها. وقال جوبيه في الجمعية الوطنية الفرنسية "لن نجازف بأن نطرح على التصويت مشروع قرار يدين النظام السوري الا اذا توصلنا الى غالبية كافية, لدينا اليوم على الأرجح تسعة اصوات في مجلس الأمن, يبقى علينا ان نقنع جنوب افريقيا والهند والبرازيل ونعمل على ذلك يوما بعد يوم". واضاف "اذا تحركت الامور من هذا الجانب, واذا تمكنا من تأمين احد عشر صوتا فعلى كل طرف ان يتحمل مسؤوليته, سنطرح مشروع القرار هذا للتصويت وسنرى ما اذا كانت روسيا والصين ستستمران في (موقفهما لجهة استخدام) الفيتو". وكرر انه بالنسبة الى فرنسا فإن القمع في سورية "يثير الاستياء ويستدعي الادانة", مضيفا "الامور تتدهور من يوم الى اخر". وقبيل ذلك, أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية, أن أعضاء مجلس الأمن ال¯15 باتوا الآن أمام خيار "غض النظر" أو تحمل مسؤولياتهم حيال "وضع بات لا يحتمل" نتيجة القمع في سورية. وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي "نواجه وضعا يرغم كل طرف على الاختيار الآن في مجلس الامن, إما ان ننظر في اتجاه اخر ونغض الطرف ونرفض ان نرى ما يحصل, او نتحمل مسؤولياتنا". واضاف "من الواضح ان الدعوة الى تحمل المسؤولية لها معنى خاص بالنسبة الى بعض الاعضاء الدائمين في مجلس الامن" في اشارة الى روسيا والصين اللتين تعارضان قرارا يدين النظام السوري. وأكد أن باريس "ترغب في ان يتخذ مجلس الامن موقفا من الوضع القائم في سورية والذي لا يحتمل, ومن سياسة الهروب الى الأمام التي يعتمدها نظام دمشق". إلى ذلك, حض مبعوث فرنسا لدى الامم المتحدة غيرار ارود, البرازيل على مساندة مشروع قرار أوروبي سيدين سورية على حملتها الدامية على المتظاهرين المناهضين للنظام.

 

كلينتون تؤكد أن إيران "تدعم الهجمات الوحشية" التي يشنها الأسد ضد المتظاهرين وثوار حماة يعتقلون إيرانيين اعترفا بمشاركتهما في القمع و هرموش يكشف عن فظائع ترتكب بمشاركة قناصة من "حزب الله" 

الجيش السوري يتحرك لضرب معرة النعمان والبوكمال عقب تدمير جسر الشغور وتشريد سكانها .. ودوما تهدد بعصيان مدني شامل

مقتل 6 مدنيين في أريحا قرب جسر الشغور وقطع الاتصالات عنها

ضباط وجنود يودون الانشقاق لكنهم يخشون قتلهم مع عائلاتهم

 دمشق - وكالات: بعد أن أحكم الجيش السوري سيطرته على مدينة جسر الشغور التي تحولت إلى "مدينة أشباح" وهَجر الآلاف من سكانها, إثر مطالبتهم بإسقاط نظام بشار الأسد, شرعت الدبابات مدعمة بالمروحيات والأسلحة الثقيلة, في التحرك نحو بلدة معرة النعمان على الطريق السريع بين دمشق وحلب, ومدينة البوكمال في أقصى الشمال الشرقي, في محاولة لكبح جماح الاحتجاجات الشعبية السلمية, فيما لوح أهالي مدينة دوما بريف دمشق, بتنفيذ عصيان مدني شامل, ما لم تغادر الحشود العسكرية مدينتهم, وسط تكشف المزيد من الأدلة عن مشاركة عناصر من إيران و"حزب الله" اللبناني, في قمع الشعب السوري, والتنكيل به.

وقال ناشط حقوقي إن ستة مدنيين قتلوا في الساعات الأخيرة في بلدة اريحا القريبة من جسر الشغور شمال غرب سورية, حيث يواصل الجيش عمليات التمشيط.

وأضاف ان "القوات المسلحة تواصل عملياتها وتمشط البلدات القريبة من جسر الشغور" التي شن الجيش هجوما عليها الاحد الماضي لقمع التظاهرات, مؤكداً أن "ستة مدنيين قتلوا في بلدة اريحا" شرقا في الساعات الاخيرة, وأن الاتصالات الهاتفية مقطوعة في تلك البلدة منذ صباح أول من أمس.

في غضون ذلك, كشف المقدم المنشق عن الجيش السوري حسين هرموش, عن خلافات في صفوف الجيش, مؤكدا انه قام بحماية سكان من مدينة جسر الشغور حين هاجمتها القوات السورية. وقال هرموش الذي لجأ منذ الخميس الماضي الى حدود تركيا قرب بلدة غوفيتشي "كان الجيش السوري يتقدم في جسر الشغور وكانت وحدات المشاة في الامام والدبابات في الخلف, حاولت حماية المدنيين". وأضاف "كان معي مجموعات فارة (من الجنود) ولم يكن في حوزتنا سوى اسلحة خفيفة والغام", و"نصبنا افخاخا للجيش السوري لتأخير تقدمه والسماح للمدنيين بالفرار وبمغادرة المدينة", مؤكدا انه وضع الغاما على نقاط عبور للقوات.

وأشار إلى انه اغتنم مأذونية ليفر يوم الخميس الماضي من دمشق في اتجاه الحدود التركية حيث تقيم عائلته, مؤكداً انه فر من الجيش بسبب ما يشنه من "هجمات على مدنيين ابرياء لا يحملون بأيديهم سوى اغصان زيتون", ومشددا على ان المحتجين في جميع المدن التي أرسل إليها لم يكونوا مسلحين على الإطلاق. وقال ان "الجيش تلقى الأمر بمنع حصول التظاهرات بأي ثمن وبكم افواه الناس, امرونا بإطلاق النار على الناس اذا تواصلت التظاهرات". واضاف "لم اقبل بالاوامر, لكنني رأيت ما فعله بعض الجنود, رأيت الدبابات تطلق النار على المدن, رأيت المدفعية تطلق النار والمروحيات تطلق النار بالأسلحة الرشاشة". وشدد على ان "الجيش السوري يقتل مدنيين ويطرد الناس من منازلهم, البلدات يتم اخلاؤها والسكان يطردون الى الحدود والى الدول الاجنبية". وأبدى أمله بأن يدفع انشقاقه ضباطا اخرين على الفرار ايضا, قائلاً "اتصل بي بعض الاشخاص وبإذن الله سوف يفرون من الجيش". غير ان هذا الخيار في غاية الصعوبة, حيث أوضح هرموش أن "ثمة ضباطا وجنودا كثيرين يودون الفرار لكنهم لا يفعلون لأنهم يخشون ان يتم قتلهم مع عائلاتهم". وذكر ان "احد عناصر الاستخبارات تلقى تعليمات بقتل المدنيين لكنه لم يفعل, وجرى اغتصاب زوجته". وسئل عما نقله شهود عديدون عن وجود عناصر من القوات الايرانية ومن "حزب الله" اللبناني يشاركون في قمع المحتجين الى جانب الجيش السوري, فأكد المقدم هرموش انه شاهد عناصر ايرانيين ومن "حزب الله".

وقال "اذكر جيدا في دمشق بقطاع سقبة, رأيت الناس يتظاهرون وشاهدت (هؤلاء العناصر) يتحركون", مضيفا "رأيت بأم عيني قناصة متمركزين في الطبقات العليا, قناصة ايرانيين ومن "حزب الله" يطلقون النار على الحشد". وفي واشنطن, نددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بقيام ايران "بدعم الهجمات الوحشية" التي يشنها الرئيس السوري بشار الاسد ضد المتظاهرين في بلاده. وقالت كلينتون ان "ايران تدعم الهجمات الوحشية التي يشنها نظام الاسد على المتظاهرين المسالمين, كما تدعم العمليات العسكرية التي يشنها (ذلك النظام) على مدنه". وفي مقارنة مع حملة القمع التي شنتها ايران على المتظاهرين المطالبين بالاصلاح العام ,2009 قالت كلينتون "قبل عامين خرج المواطنون الايرانيون الى مراكز الاقتراع على امل التعبير عن حقوقهم الديمقراطية, ولكن السلطات في طهران لم تهتم بإرادة الشعب". واضافت "وعندما طالب الشعب بتحقيق تطلعاته, ردت الحكومة بحملة قمع وحشية, وبعد عامين, يستمر ذلك القمع". إلى ذلك, نشر نشطاء سوريون على موقع "اليوتيوب" فيديو يظهر عنصرين إيرانيين ناطقين بالعربية, يعترفان بأن الأمن العسكري الإيراني أرسلهما ضمن مهمة المشاركة في قمع المعارضين للنظام السوري. ويرجع تاريخ نشر الفيديو إلى الاحد الماضي, ويشير إلى اعتقال العنصرين الأمنيين الإيرانيين في وقت سابق من الشهر الجاري, بمدينة حماة السورية التي تتواصل فيها التظاهرات المناوئة للنظام السوري. واعترف الشخصان اللذان يبدو أنهما في قبضة المحتجين السوريين, بأن الأمن العسكري أرسلهما من إيران.

ويؤكد الفيديو الجديد صحة أقوال المعارضة السورية أن الإيرانيين لم يكتفوا بتزويد دمشق بالأسلحة وبمعدات إلكترونية متطورة لحجب الوصول إلى شبكة الانترنت ومنع انتشار أخبار قمع المدنيين, بل بلغ الأمر بإيران إلى الضلوع المباشر في قمع التظاهرات في المدن السورية. ونقل موقع "العربية نت" الإلكتروني عن مصدر مطلع قوله "لا مجال للشك أن الحرس الثوري الإيراني ومن خلال فيلق القدس, يقوم بتوظيف الناطقين باللغة العربية الموالين له من مختلف الشعوب لتحقيق أهدافه الأمنية والعسكرية في مختلف بلدان المنطقة, لذا ليس من المستغرب إلقاء القبض على ناطقين باللغة العربية أرسلتهم إيران لقمع الثوار السوريين". في تلك الأثناء, أكد شهود عيان ونشطاء أن القوات السورية تتجه نحو بلدة معرة النعمان على الطريق السريع بين دمشق وحلب, بعد أن ألقت القبض على المئات من الناس في عملية تمشيط للقرى القريبة من بلدة جسر الشغور.

وأضافوا أن قوات ومركبات مدرعة وصلت الى قرية على بعد 14 كيلومترا من بلدة معرة النعمان, التي شهدت احتجاجات واسعة على حكم الرئيس بشار الاسد.

وقال رئيس "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبدالرحمن ان "قوات عسكرية تتجه نحو معرة النعمان, وتأتي من مدينتي حلب وحماة". وأكد عبد الرحمن أن السلطات شنت حملة اعتقالات في منطقة درعا التي انطلقت منها في 15 مارس الماضي, حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد, وكذلك في محافظة دمشق. كما ذكر شهود عيان أن دبابات الجيش تتوجه الى مدينة البوكمال في أقصى الشمال الشرقي, مؤكدين أن "10 دبابات و15 الى 20 ناقلة جند أرسلت الى محيط مدينة ابو كمال" على بعد 500 كلم شرق دمشق. من جهتهم, حذر أهالي مدينة دوما الواقعة في ريف دمشق, الأجهزة الأمنية السورية كافة, من عصيان مدني يشمل الامتناع عن دفع فواتير الماء والكهرباء والهاتف والضرائب مع استمرار التظاهرات السلمية اليومية, ما لم تغادر الحشود العسكرية مدينتهم, وما لم يتوقف ترويع الأهالي والاعتقالات العشوائية والضرب والتنكيل. وأنذر أهالي دوما السلطات بأن جميع مدن وقرى محافظة ريف دمشق ستسلك طريق العصيان أيضاً ما لم تتم الاستجابة سريعاً للمطالب كافة.

 

أكد أن البعث دمر أخلاق البشر واستباح كرامتهم وأذلهم 

ادونيس يدعو الرئيس السوري إلى أن "يعيد الكلمة والقرار إلى الشعب"

بيروت - ا ف ب: دعا الشاعر السوري ادونيس, الرئيس السوري بشار الأسد إلى أن "يفتدي" أخطاء تجربة "حزب البعث" الحاكم وأن "يعيد الكلمة والقرار إلى الشعب" السوري.

وقال ادونيس, وهو شاعر سوري من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد, واسمه الحقيقي علي أحمد سعيد, في "رسالة مفتوحة" نشرها في صحيفة "السفير" اللبنانية, أمس, إن "حزب البعث العربي الاشتراكي لم ينجح في البقاء مهيمنا على سورية بقوة الايديولوجية وانما بقوة قبضة حديدية أمنية". واضاف "وتؤكد التجربة أن هذه القبضة لا تقدر أن تؤمن الهيمنة الا فترة محدودة, ولا تقدم للشعب الذي تهيمن عليه الا التفكك والتخلف, إضافة الى الإذلال واستباحة الكرامة البشرية". وأشار ادونيس الذي يقيم خارج سورية إلى أن الحزب "لم يعط أية مكانة للإنسان بوصفه إنسانا, لم يبن الحزب جامعة نموذجية واحدة, عرقل نمو الثقافة المدنية الحرة, ودمر أخلاق البشر مقيما الثقافة على الولاء له وعلى معاداة أعدائه, وعلى الشعارات التبشيرية التي كانت في معظمها سطحية وساذجة". وتطرق الى المادة الثامنة في الدستور السوري التي تنص على أن "حزب البعث العربي الاشتراكي" هو "الحزب القائد للدولة والمجتمع", مؤكداً أن هذه المادة لم "تعد ترضي الأغلبية الساحقة من السوريين, ولم يعد للتشبث بهذه المادة أي مرتكز إلا العنف, وهو عنف لا يمكن أن يدوم, لا يمكن لأية قوة عسكرية مهما كانت مدججة أن تتغلب على شعب, مهما يكن أعزل". وأضاف موجهاً حديثه للرئيس بشار الأسد "يبدو أن قدرك هو أن تفتدي أخطاء هذه التجربة, أن تعيد الكلمة والقرار الى الشعب", و"أكيد أن أعداءك أنفسهم, الى جانب اصدقائك, سيقولون عنك آنذاك أنك أسست لمرحلة سياسية جديدة في تاريخ سورية وربما في تاريخ المنطقة العربية كلها".

وتشهد سورية منذ الخامس عشر من مارس الماضي, حركة احتجاجية لم يسبق لها مثيل ضد نظام الرئيس الاسد الذي خلف والده حافظ الاسد في رئاسة البلاد.

 

نتانياهو يعتبر ان أي قرار يعترف بقيام دولة فلسطينية سيؤخر عملية السلام 

واشنطن غاضبة وتضغط على نتنياهو لقبول مقترحات اوباما وخطة سلام جديدة للاوروبي

غزة - تل أبيب - روما : أكدت مصادر اسرائيلية , ان الولايات المتحدة الاميركية "غاضبة جدا" على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو , وتضغط عليه لقبول خطة الرئيس الاميركي باراك اوباما لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين , في حين كشفت مصادر اسرائيلية اخرى , عن خطة طرحتها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون لتحريك المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ونقلت صحيفة "هارتس" الاسرائيلية عن مصدر اسرائيلي تأكيده "شعور الاميركيين بالاحباط ازاء عرقلة نتانياهو للجهود الاميركية , الخاصة بوقف جهود الفلسطينيين ومحاولتهم للتوجه الى الامم المتحدة , من اجل اقامة دولة فلسطينية في سبتمبر المقبل".

واوضح المصدر , الذي تحدث مؤخرا مع مسؤولين اميركيين في واشنطن ان "الولايات المتحدة تضغط على نتانياهو بهدف الموافقة على اقتراح استئناف محادثات السلام بين اسرائيل وفلسطين على اساس خطاب الرئيس اوباما في 19 مايو الماضي" , مشيرا الى "احساس الاميركيين حاليا بغضب شديد بسسبب تصرفات نتانياهو".

وذكرت الصحيفة ان "المبعوث الشخصي لنتانياهو اسحق مولخو , امضى الاسبوع الماضي في واشنطن حيث قدم الاميركيون اقتراحهم له باستئناف المفاوضات وفق الخطاب الاخير للرئيس اوباما". واشارت الى دعوة خطة اوباما الى اجراء مفاوضات بشأن الحدود "بين فلسطين واسرائيل" والامن اولا , مع تأجيل قضايا مثل القدس واللاجئين الى مرحلة لاحقة وان المفاوضات يجب ان تكون على اساس حدود العام 1967 مع تبادل متفق عليه للاراضي. ولفت الاميركيون المبعوث مولخو , الى عرقلتهم مبادرات اوروبية مثل الاقتراح الفرنسي الاخير , الذي دعا الى عقد مؤتمر للسلام في باريس وانهم بحاجة الان لشيء ملموس لعرضه مثل موافقة نتنياهو على التفاوض وفق خطاب الرئيس اوباما.

واكدت الصحيفة ان "الاقتراح الاميركي سلم لكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات خلال زيارته الاخيرة لواشنطن الذي شدد على موافقة الفلسطينيين على استنئاف المفاوضات مع اسرائيل على الاسس التي طرحها الرئيس اوباما". وبينت ان "المباحثات التي اجراها المبعوث مولخو مع المسؤولين الاميركيين في واشنطن غير مثمرة , لعدم حصول الاميركيين منه على أي موقف اسرائيلي جديد". وفي سياق متصل كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية , عن خطة طرحتها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون , لتحريك مفاوضات التسوية السياسية في منطقة الشرق الأوسط والعودة إلى المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة أن هذه الخطة تستند إلى خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما بحيث يعتبر المرجعية في التحرك الحالي لبدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومن ثم عدم لجوء القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر المقبل , من أجل الحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطينية على حدود 4 يونيو العام 1967.

وقالت "إن اشتون بعثت رسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وإلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون , تطالب فيها باجتماع سريع للجنة الرباعية الدولية , لبحث موضوع السلام في المنطقة والعمل على عودة المفاوضات المباشرة قبل سبتمبر المقبل" .. مشيرة إلى أن تحرك أشتون جاء بالتنسيق مع حكومات فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا , إضافة إلى أسبانيا.

وتضمنت رسالة أشتون , التي حصلت "هآرتس" على نسخة منها , "أنه قد جرى خلال الأشهر الأخيرة متغيرات مهمة في منطقة الشرق الأوسط ولازالت تجري حتى الآن حيث سقطت بعض الأنظمة والتي كان نتيجتها وجود أنظمة مازالت تسعى لتثبيت نفسها في هذه الدول وينقصها الخبرة والقدرة على ضبط الأوضاع في هذه الدول والذي قد يؤدي إلى تعرض منطقة الشرق الأوسط للخطر الشديد. وأضافت "وهذا ما يفرض علينا التحرك السريع والفوري لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لأن ذلك سيكون له نتائج إيجابية على كامل منطقة الشرق الأوسط .. ويجب علينا التحرك الآن قبل شهر سبتمبر القادم الذي قد يؤدي إلى انهيار عملية السلام في المنطقة".

في المقابل اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان صدور أي قرار يعترف بقيام دولة فلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر المقبل "يؤخر عملية السلام" وقال نيتانياهو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايطالي في ختام لقاء موسع مساء اول من امس , أن "السلام يمكن فقط أن يكون نتاج مفاوضات ولا يمكن فرضه من الخارج ولا بقرار من الأمم المتحدة". وعبر عن شكره لبيرلسكوني الذي وصف وفاءه ومحبته لاسرائيل بقوله "لا يوجد صديق أفضل منه لاسرائيل والشعب اليهودي" على موقفه الواضح بهذا الصدد. من جانبه قال بيرلسكوني الذي اشار الى دعمه القوي لاسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي , "لا نعتقد أن السلام في الشرق الأوسط يمكن أن يأتي من حل احادي" لا من الجانب الفلسطيني ولا من الجانب الاسرائيلي , مشددا على ان "السلام يمكن فقط عبر المفاوضات" , ومجددا عرضه استضافة مفاوضات مباشرة في جزيرة صقلية.

 

واشنطن: مقترح لتحويل أموال القذافي الى مساعدات للشعب 

كندا تعترف بالمجلس الانتقالي وسط تحذيرات من "الخطر الإسلامي" في ليبيا

عواصم - وكالات: أعلن وزير الخارجية الكندي جون بيرد, أمس, أن بلاده اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي, الهيئة السياسية للثوار الليبيين, "ممثلا شرعيا" للشعب الليبي, في وقت حذرت مجموعة خبراء فرنسيين واجانب في قضايا الدفاع من "الخطر الاسلامي" في ليبيا.

وقال بيرد خلال جلسة مجلس العموم لمناقشة تمديد مهمة القوات المسلحة الكندية في ليبيا, إن كندا ستقدم مساعدة انسانية اضافية بمليوني دولار الى المدنيين الليبيين ولا سيما ضحايا الاعتداءات الجنسية. وأضاف ان قرار الاعتراف بالثوار يندرج في اطار "ستراتيجية ترسيخ الالتزام" حيال المجلس الانتقالي, مؤكداً أن الزعيم معمر "القذافي يمارس سياسة الارض المحروقة".

من جهة أخرى, حذرت مجموعة خبراء فرنسيين واجانب في قضايا الدفاع, في تقرير نشر في ختام مهمة لدى طرفي النزاع في ليبيا, من أن "الديمقراطيين الحقيقيين ليسوا سوى أقلية" في المجلس الانتقالي, الذين "عليهم التعايش مع مقربين سابقين من القذافي وأنصار الملكية ومؤيدي الدولة الاسلامية".

وذكرت المجموعة التي يقودها مدير المركز الفرنسي للابحاث الاستخباراتية اريك دونيسيه والمدير السابق لمكافحة التجسس الفرنسي ايف بونيه, أنها زارت طرابلس ثم الثوار في الشرق من 31 مارس الى 25 أبريل الماضيين.  وأكدت أن "ليبيا هي الدولة الوحيدة في الربيع العربي التي يتنامى فيها التهديد الاسلامي, والمنطقة الشمالية الشرقية في ليبيا هي المنطقة في العالم العربي التي ارسلت العدد الاكبر من الجهاديين لمحاربة الاميركيين في العراق". وأشارت إلى أنه "بعد سقوط نظام القذافي في بنغازي تم نهب الترسانات", والاستخبارات الاجنبية "قلقة جدا بشأن مستقبل الاسلحة المنهوبة, وخصوصا صواريخ "ارض-جو" المحمولة من طراز سام-7".  وأضافت أن "اعضاء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قد يكونون حصلوا على بعض من هذه المعدات", مؤكدة أنه "بفضل تدفق الاسلحة الليبية اصبح تنظيم القاعدة يعزز ترسانته ويزيد التهديدات على دول المنطقة". في سياق متصل, ذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية أن الجيش اعتقل 4 من مهربي الأسلحة كانوا قادمين من ليبيا ويعتزمون بيع أسلحة في الجزائر. وفي واشنطن, تبنى مجلس النواب الاميركي مساء أول من أمس, تعديلا لمشروع قانون حول المنشآت العسكرية, يهدف الى منع تمويل العمليات العسكرية الاميركية في ليبيا, فيما قدم نواب في مجلس الشيوخ مشروع قانون يهدف الى السماح لواشنطن بتحويل الأموال المجمدة للقذافي إلى مساعدات انسانية للشعب الليبي.

وفي بروكسل, أكدت المتحدثة باسم الحلف شمال الأطلسي وانا لانغيسكو توافر "الوسائل الضرورية" لديه للقيام بمهمته في ليبيا, رافضة المعلومات التي تحدثت عن أن الوضع قد يصبح حرجا اذا طال امد العمليات. في المقابل, رأى الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما أن الحلف يسيء استخدام تفويض الأمم المتحدة الذي يهدف لحماية المدنيين الليبيين, من أجل تغيير النظام وارتكاب اغتيالات سياسية واحتلال عسكري أجنبي". ميدانياً, قصف حلف شمال الاطسي أهدافاً تابعة للقذافي في مصراتة والزليتن (غرب) أول من أمس, فيما سيطر الثوار على بلدة ككلة جنوب غربي طرابلس. إلى ذلك, سقطت نحو عشر قذائف وصواريخ أمس, على الاراضي التونسية اثناء مواجهات متواصلة بين قوات القذافي والثوار قرب مركز الذهيبة الحدودي بالجنوب. وقال مصدر أمني تونسي رفض كشف اسمه إن "طائرة هليكوبتر وأخرى من نوع اف-5 حلقت على الحدود مع ليبيا للقيام بعمليات استطلاع بعد سقوط صواريخ على منطقة المرابح".

 

صفير: لو طُبّقت المحبة لما رأينا الويلات

دشّن كنيسة الروح القدس في ريفون

النهار/أقيم احتفال تكريمي في ريفون للبطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بدعوة من المهندس هنري صفير، تخلله تدشين كنيسة الروح القدس التي شيدها صاحب الدعوة على نية والديه الراحلين وزوجته، في حضور وسام بارودي ممثلا رئيس الجمهورية، ونواب ووزراء سابقين وعميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده وقائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وقائمقام كسروان – الفتوح جوزف منصور وقائد الدرك العميد صلاح جبران، والقاضي جان فهد، واساقفة وكهنة ووجوه سياسية وحزبية ونقابية واجتماعية واعلامية، ورؤساء بلديات ومخاتير. وقبل ترؤسه القداس اتصل رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي بالبطريرك صفير مهنئا اياه بتكريمه ومتمنيا له التوفيق ومعتذرا عن عدم تمكنه من الحضور بسبب انشغاله في تأليف الحكومة، وكذلك تحدث مع المهندس صفير. وجال البطريرك صفير في ارجاء منزل هنري صفير، وانتقل الى كنيسة الروح القدس المشيدة داخل الصخور، ورأس الذبيحة الالهية في الباحة الخارجية يعاونه الاساقفة رولان ابو جوده وانطوان نبيل العنداري ويوسف سويف، يحوطهم الاساقفة شكرالله حرب وبولس مطر وغي بولس نجيم. والقى البطريرك عظة تحدث فيها عن وصايا الله متوقفا عند وصية المحبة "محبة الله ومحبة القريب"،  وقال: "لو كان المؤمنون يطبقون هذه القاعدة لما كنا نرى في العالم ما نراه اليوم من حروب وويلات وكوارث". بعد القداس توجه الجميع الى العشاء الذي اقيم للبطريرك صفير والقى صاحب الدعوة المهندس صفير كلمة ترحيب وقال: "لم تهادنوا او تساوموا، ولم تخشوا يوما قول الحق والانتصار له. وعملتم دائما على اساس ان لبنان بنفسه قبل ان يكون بغيره، وانه لنفسه قبل ان يكون لأي جهة اخرى. ليت ابناء كسروان على دين بطريركهم فيعملون على اساس ان كسروان بنفسه قبل ان يكون بغيره".

 

وكيليكس/لبنان أو النقطة الخلافيّة الأكبر بين سوريا وإيران: دمشق تريد حزب الله ضعيفاً وطهران لا تخاف المحكمة

الأربعاء 15 حزيران 2011 /الجمهورية

في أعقاب زيارة الرئيس السوري بشّار الأسد لإيران في شباط العام 2007، رفعت السفارة الاميركيّة في دمشق تقريرا عن وضع سوريا الإقليمي وعلاقتها مع الدول المجاورة، مشيرة إلى أنّ الاختلافات بين كلّ من إيران وسوريا ازدادت في الفترة الأخيرة. وسلّط التقرير الضوء على الرفض السعودي والمصري دور سوريا التي تُعتبر متواطئة مع النفوذ الشيعي والإيراني في المنطقة، لافتا إلى أنّ لبنان يعتبر أكبر نقطة اختلاف بين سوريا وإيران، إذ إنّ كلّا من الدولتين تستعمل حزب الله أداة لتحقيق مآربهما المختلفة والمتناقضة على المدى الطويل.

وأضاف أنّ موقع سوريا الاستراتيجي متوقّف على الوضع اللبناني في شكل كبير، لا سيّما أنّ حال الفوضى وعدم الاستقرار اللبناني يعزّزان من موقع سوريا، في حين يزعزع مسار المحكمة الدولة مكانتها. ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 07DAMASCUS196 صادرة عن السفارة الأميركيّة في دمشق في الأوّل من آذار 2007، جاء أنّ زيارة بشّار الأسد المحوريّة الأخيرة لإيران في 17-18 شباط، طرحت أسئلة كثيرة عن نقاط الاختلاف بين البلدين في وقت حسّاس جدّا لسوريا وعلاقاتها مع الدول المجاورة.

وعلى رغم أنّ سوريا وإيران حاولتا الإعلان عن جبهة مشتركة خلال الزيارة، إلّا أنّ من الواضح الآن أنّ الاختلافات باتت أكثر من الماضي، في شكل يطرح تساؤلات عن موقع سوريا الإقليمي الذي أصبح ضعيفا في الفترة الأخيرة.

العراق مشكلة أكبر

من المتوقّع

وجاء في المذكّرة: بينما تبدو إيران مطمئنّة إلى علاقتها الوطيدة مع الشيعة في العراق، أصبح الأخير وفي شكل واضح، بالنسبة إلى سوريا مشكلة أكبر ممّا توقّعت، مشيرة إلى وجود عوامل إقليميّة متعدّدة تُعتبر تهديدات جوهريّة بالنسبة إلى الحكومة السوريّة، ومنها حركة اللاجئين العراقيّين، ووجود متشدّدين يدعمون التمرّد العراقي ويضمرون مشاعر معادية للنظام السوري، إضافة إلى تصاعد قوّة الشيعة وإيران في العراق. وأضافت: في الوقت نفسه لم تنجح جهود الحكومة السوريّة للعمل مع حزب البعث ورعاية قادة القبائل العراقيّين وبعض العناصر السنّة، ولا حتى وفّرت الراحة لـ بشّار الأسد، فضلا عن أنّ الحكومة السوريّة تشعر بالإحباط من تعثّر العلاقات الدبلوماسية والمباحثات الرفيعة مع العراق.

وتجد الحكومة السوريّة نفسها في وضع أكثر صعوبة مع العالم العربي والسنّي في ظل مساعيها المبذولة لإظهار هويّتها "العربية"، بينما تبدو متواطئة مع التوسّع الشيعي والنفوذ الإيراني في العراق. وخاب ظنّ الحكومة السوريّة من تقرير بايكر وهاميلتون الذي لم يؤدِّ كما كان متوقّعا إلى الدفع في اتّجاه التعاون الأميركي مع سوريا، بل على العكس، أدّى هذا التقرير إلى ما يعتبره السوريّون تصعيدا عسكريّا في العراق.

تبايُن الآراء حيال لبنان

وجاء في المذكّرة أنّ لبنان يعتبر أكبر نقطة خلاف بين سوريا وإيران، وأنّ بشّار الأسد قلق من نجاح الإيرانيين والسعوديّين في التوصل إلى إبرام صفقة في لبنان تقوّض موقعه المتصلّب المعارض لتأسيس محكمة دوليّة (ودعم سقوط حكومة السنيورة)، فضلا عن أنّ السوريّين قلقون من أنّ القيادة الإيرانية لا تشاركهم خوفهم من المحكمة الدوليّة (تعليق: سينظر السوريّون إلى سوريا بتعاطف أكبر إذا ما اكتشفوا أنّ تحقيق الأمم المتّحدة والمحكمة ستهدّدان وجود حزب الله).

وأشارت المذكرة إلى أنّ سوريا تعتبر حزب الله أداة يمكن استعمالها لتحقيق أهداف الحكومة السوريّة الاستراتيجيّة، إضافة إلى أنّها لا تمانع في أن يضعف الحزب داخليّا اذا كان ذلك يساعد على إيقاف أو حتى تأخير المحكمة الدوليّة وحكومة السنيورة.

ومن جهة أخرى، تعتبر إيران حزب الله أداة لإبراز النفوذ الشيعي في لبنان وكلّ المنطقة، كما أنّ إيران لا تريد لـ حزب الله أن يتضرّر من أجل تحقيق أهداف سوريا الضروريّة والضيّقة كإيقاف المحكمة.

وبالنظر إلى المأزق الحالي في لبنان، فإنّ سوريا تريد له أن يستمرّ بينما تنظر إيران إلى سبل لإنهاء الاحتجاج الحاصل الذي لا يحظى بشعبيّة متزايدة، والذي أصبح يُعتبر حملة صليبيّة شيعيّة من أجل حماية مصالح حزب الله السياسيّة وشرعيّته المستقبليّة (واستعمال الحزب لاحقا في خلافها مع أميركا). وفي السياق نفسه، يعتبر السوريّون حزب الله أداة لمواصلة الضغط على إسرائيل بهدف استرداد هضبة الجولان. وعلى المدى الطويل، فإنّ إيران لا تشارك سوريا النظرة ذاتها بالنسبة إلى حزب الله، فإيران تعتبر أنّ وجود الحزب المتنامي في لبنان ضروري لمساعدتها على إبراز النفوذ الإيراني في المنطقة والحفاظ على دور إيران الحسّاس في الصراع العربي – الإسرائيلي، وعلى رغم أنّ اختلاف وجهات النظر بالنسبة إلى لبنان وحزب الله كان موجودا دائما بين سوريا وإيران، إلّا أنّ حدّة الاختلاف في شأن المحكمة قد زادت التوتّر بينهما.

وبعيدا من تحالفها مع إيران، فإنّ الحكومة السوريّة التي تتبجّح بأنها تتغلّب على العزلة الدوليّة، تواجه حقل ألغام في علاقاتها مع الدول الإقليميّة الأخرى. وأوضحت المذكّرة أنّ سوريا التي تسعى في شكل يائس إلى إعادة انضمامها إلى العالم العربي لا تزال تواجه عداء من الجانب السعودي ورفضا مصريّا، وكلّ ذلك الرفض يتزايد بحجّة أنه جبهة أماميّة "لمكافحة إيران" في العالم العربي، مشيرة إلى أنّ سوريا انزعجت في البداية من نجاح الملك عبد الله في اجتذاب حركة حماس في اتفاق مكّة، لكن يبدو أنّ التداعيات الدبلوماسيّة لم تؤثر على المدى الطويل في مصالح سوريا في الملفّ الفلسطيني ولم تغيّر حسابات الحكومة السورية الأساسيّة، وكلّ ذلك يفسّر ردّة الفعل السورية الحذرة والداعمة الاتفاق. وفي هذه المرحلة فإنّ سوريا تريد أن تشهد تحرّكا على أيّ مسار في عمليّة السلام.

ومن ناحية أخرى، تفيد المذكّرة أنّ العلاقات السوريّة – التركيّة تبقى جيّدة، إضافة إلى أنّ مناورة بشّار مع إسرائيل تبدو ناجحة، قائلة إنّه مؤمن بأنّه رمى الكرة في الملعب الإسرائيلي.

تآكُل في موقع سوريا الإقليمي

ليس من الواضح في الوقت الحالي إلى أيّ درجة تراجع موقع سوريا الإقليمي في الأشهر الخمسة الأخيرة، في ظلّ المشاكل الكثيرة التي يواجهها النظام في فترة ما بعد تقرير بايكر- هاميلتون، وفي غياب الدعم الأميركي ومصاعب إعادة العلاقات الدبلوماسيّة مع العراق وظهور الخلاف مع إيران والخوف من تراجع موقع سوريا المتشدّد داخل لبنان بسبب الضعف الذي لحق بموقف حلفائها. وهناك أحداث عدّة لاختبار سوريا في الأشهر القليلة المقبلة، والتي ستوضح هل ستظهر سوريا منتعشة بسبب نجاح موقفها الحازم أو سيتداعى موقعها وستسعى إلى تبنّي موقف أكثر مرونة لتتكيّف مع الظروف المتطّورة. ولفتت المذكّرة إلى أنّ القمّة العربية ستقدّم امتحانا جيّدا لتقويم أداء سوريا الإقليمي خلال الأشهر الستّة الأخيرة، وفي حال شارك بشّار في القمّة وتمّت إعادة استقباله في حرارة إلى العالم العربي، فذلك يعني أنّ الحكومة السوريّة ستشعر بأنّ تبرئتها قد تمّت.

والأهمّ من ذلك، في حال تمكّنت الحكومة السوريّة في الأشهر المقبلة من الإبقاء على حال الفوضى وعدم الاستقرار في لبنان، فمن المرجّح أن يعزّز ذلك موقفها، ومن ناحية أخرى فإنّ أيّ تطوّر في اتّجاه تأسيس المحكمة الدوليّة أو الإعلان عن أيّ نتائج تحقيق للأمم المتحدة تشير إلى تورّط النظام، فسيكون ذلك مزعزعا.

وفي نهاية المذكّرة الأميركيّة ورد أنّ سوريا لا تزال واثقة من أنّ أرصدتها المتمثّلة في موقعها الاستراتيجي وقيادتها السياسية والإيديولوجيّة لقضايا الفلسطينيّين والقوميين العرب الممانعة، إضافة إلى "الورقة العراقية" التي يمكن استغلالها للتأسيس لعلاقات أفضل مع الولايات المتحدة، ستثبّت قيمتها وستسمح للسوريّين بإعادة ضبط علاقاتهم مع إيران بطرق أكثر ملاءمة لمصالحهم. أمّا في الوقت الراهن، وبِغضّ النظر عن الشكوك المرحليّة، لم يُعِد السوريّون النظر في أيّ من حساباتهم الأساسيّة، ولا يزالون مؤمنين بأنّ الوقت في مصلحتهم.

 

أكثر من عشرة جرحى بعد هجوم بالعصي والسكاكين

 لعناصر من حزب الله وأمل من "الزعيترية" - على شبان في "السبتيه" 

أكثر من عشرة جرحى بعد هجوم بالعصي والسكاكين لعناصر من حزب الله وأمل يقطنون حيّ "الزعيترية" - سد البوشرية على شبان في منطقة "السبتيه" ونقل على أثرها الجرحى الى مستشفى مار يوسف - الدورة عرف منهم جورج فارس وناجي سعد

 

 النائب نبيل دو فريج: عمل وزراء عون هو شتم الناس مثل معلمهم 

موقع 14 آذار/اعتبر النائب نبيل دو فريج ان الحكومة الجديدة حكومة بلون واحد وهي بتصرف النظام السوري عندما يحتاج لدعم من حكومات مجاورة فسيلجأ لحكومة لبنان لانها الاقرب بعدما التراجع التركي في العلاقة مع سوريا، و حتى مع الاردن الحالة ليست جيدة لا سيما على الحدود. وسأل دوفريج في حديث لـ"اخبار المستقبل" "هل يصدق اي مواطن في لبنان سواء في 14 اذار او8 اذار حين يستمع المواطن لاسماء الوزراء الجدد انها اخذت كل هذه المدة للتشكيل واستغرقت نحو 5 اشهر وهذه الاسماء كانت تحتاج لاسبوع فقط لا غير". واعتبر ان عمل وزراء التغيير والاصلاح الوحيد هو شتم الناس مثل معلمهم، سائلا "ماذا فعل وزير الاتصالات السابق شربل نحاس بالوزارة غير انه اوصلها الى الغرق".

 

مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز: اعتراض أرسلان مشروعٌ في إطار حقّ الدروز بتولّي حقائب سيادية 

وكالات/صدر عن المكتب الإعلامي في مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز البيان التالي: بعد أن تألّفت أخيراً الحكومة التي انتظرها اللبنانيون طويلاً، توقّف شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن عن النقاط التالية: نتوجّه بدايةً بالتهنئة من اللبنانيين بولادة الحكومة، ونأمل أن تكون عنوان مرحلة جديدة ترسّخ الوحدة الوطنية والاستقرار، وتُعيد الاعتبار لدور المؤسسات وتطلق عجلة الدولة. والحكومة في هذا السياق مدعوة فوراً لإقرار بيانها الوزاري الذي يجب أن يعبّر عن ثوابت الإجماع الوطني، وأن تُسارع لإعلان سياسة اقتصادية اجتماعية تعالج الوضع المعيشي المتردّي الذي يعني الناس أولاً وأخيراً قبل خلافات السياسة، وهنا الامتحان الصعب والأساس أمامها. إن الاعتراض الحاصل من الأمير طلال ارسلان على تمثيله في الحكومة، مفهومٌ في مضمونه، وهذا مشروعٌ في إطار حقّ طائفة الموحدين الدروز بتولّي حقائب سيادية. نثمّن دور فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ودولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ودولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط، ونقدّر جهودهم جميعاً في سبيل تأليف الحكومة.

 

دعت المنظمة الدولية لإرسال لجنة تحقيق إلى الحدود الشمالية  

مذكرة لبنانية إلى مجلس الأمن للمطالبة بسحب المدافع السورية من داخل الأراضي اللبنانية

  حميد غريافي/السياسة: تبنت "اللجنة الدولية - اللبنانية لمتابعة تنفيذ القرار 1559" الذي اخرج الجيش السوري من لبنان, ودعا الى تجريد "حزب الله" من سلاحه مع كل الميليشيات اللبنانية والفلسطينية في لبنان, و"المجلس العالمي لثورة الارز" و"الاتحاد الماروني العالمي" في واشنطن امس, مذكرة لبنانية ارسلها عدد من الوزراء والنواب اللبنانيين السابقين والحاليين ومراجع دينية رفيعة المستوى وقيادات في المجتمع المدني في بيروت, وبعثوا بها الى الادارة الاميركية والى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون والى سفراء الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن, المتمتعين بحق النقض (الفيتو), يطالبون فيها بالتدخل لدى الحكومتين السورية واللبنانية التي تشكلت اول من امس من حلفاء النظام السوري و"حزب الله", لحمل بشار الاسد على سحب نحو عشر بطاريات مدفعية بعيدة المدى من طراز "130" التي يبلغ مداها 30 كيلومترا, كان ادخلها الى شمال لبنان خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية وسلمها لعناصر من حزب الله لاستخدامها عندما تصدر اليه الاوامر من دمشق.

واستشهدت المذكرة اللبنانية الى المحافل الدولية التي منها "الاتحاد الاوروبي" وحلف شمال الاطلسي بأقوال نواب في البرلمان اللبناني بينهم عضو كتلة "المستقبل" التي يرأسها رئيس الحكومة السابق سعد الدين الحريري, النائب معين المرعبي الذي اكد فيها "ان السوريين نقلوا الى شمال لبنان وتحديدا الى منطقة عيون ارغش, بطاريات مدفعية ثقيلة من طراز "130 ملم" البالغ مداها 30 كيلومترا وسلموها الى عناصر من "حزب الله" لم يوضح لنا سبب نشرها في الشمال وليس في الجنوب في مواجهة اسرائيل".

وقال المرعبي وهو نائب عن منطقة عكار التي تستقبل مئات المهجرين واللاجئين السوريين الهاربين من قمع بشار الاسد وشقيقه وقيادات حزبه: "ليأت الجيش اللبناني ويتأكد بنفسه من وجود هذه المدفعية التي شاهدناها بأم اعيننا, وهي تنقل ضمن قوافل من الداخل السوري وتنشر في مناطق عيون ارغش وغيرها على المكشوف وعلنا, وكأن لبنان مزرعة لآل الاسد".

وارسل عدد من موقعي المذكرة اللبنانية الى ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما والامم المتحدة ومجلس الامن اشرطة فيديو مرفقة تصور نقل بطاريات المدفعية السورية الى الاراضي اللبنانية "خارقة بذلك قرار مجلس الامن 1701 الذي يمنع السوريين من العودة او التدخل بالشؤون اللبنانية بأي شكل من الاشكال".

ودعت المذكرة مجلس الامن الى "حماية قراره 1701 بإرسال لجنة تحقيق دولية حول وجود المدافع السورية في الاراضي اللبنانية تحت قيادة الميليشيا الايرانية الارهابية المدرجة على لوائح الارهاب الدولي حزب الله, خوفا من ان ينقل آل الاسد معاركهم الدموية الى الاراضي اللبنانية خصوصا وانهم فرضوا اول من امس بالقوة تشكيل حكومة نجيب ميقاتي التي يسيطر عليها حزب الله وعلى وزاراتها الحيوية (السيادية) مثل الدفاع والداخلية والعدلية والمالية وما شابه".

وفي سياق متصل, قال احد مسؤولي "مؤسسة الدفاع عن حقوق الانسان" في جنيف امس ان صور الاقمار الصناعية الاوروبية والاميركية والاسرائيلية "كشفت النقاب عن مزاعم نظام بشار الاسد عن "العثور على مقبرة جماعية" في بلدة جسر الشغور الشمالية التي اقتحمت خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية بالمدفعية والدبابات ومروحيات الهليكوبتر وثلاث فرق من القوات الخاصة من الجيش التابعة لشقيق الرئيس السوري ماهر الاسد وفرقة من الاستخبارات ورجال الامن و"الشبيحة" العلويين, اذ اظهرت تلك الصور ان الجثث التي زعم النظام العثور عليها في البلدة هي لعدد من قوات الجيش السوري التي انشقت قبل ثلاثة اسابيع الى جانب الثوار, واشتبكت مع عناصر النظام في معركة طاحنة قتلت خلالها - حسب بيانات وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين - 120 ضابطا وجنديا, ثم سيطرت على البلدة لتأمين نزوح معظم سكانها البالغ تعدادهم خمسين ألف نسمة باتجاه الحدود التركية حيث استقر في احد مخيماتها حتى نهار امس ما يقارب الثمانية آلاف لاجئ".

وقال مسؤول المنظمة الانسانية الدولية "ان صور الاقمار الصناعية التقطت مشاهد واضحة جدا جرى تسليمها الى منظمات الامم المتحدة في جنيف لأكثر من 20 جنديا سوريا وهم يحفرون القبر الجماعي في جسر الشغور, قبل نحو ثلاثة اسابيع لدفن القتلى من رفاقهم ومن الجنود المنشقين الذين هاجموهم بعد احتلال البلدة وقبل ان يغادروها بالكامل الاحد الفائت اثر الهجوم البري - الجوي العسكري الضخم لأدوات نظام الاسد المسلحة, الى الجبال المحيطة بعدما فقدوا نحو سبعة عناصر من مقاتليهم البالغ عددهم الثمانين جنديا وضابطا منشقا".

واكدت اوساط امنية في لندن ل¯"السياسة" امس ان كلا من الولايات المتحدة وفرنسا بالتعاون مع بريطانيا واسرائيل, نقلت اقمارها الصناعية الى الشرق الاوسط وبالتحديد فوق سورية لتغطي كل مساحتها مجتمعة. وقال مسؤول المؤسسة الدولية ان تلك الاقمار الصناعية "صورت وتصور كل ما يحدث على الساحة السورية وفي كل المحافظات والمدن والبلدات, وهي التي كشفت النقاب عن القبرين الجماعيين في بلدة درعا الجنوبية الشهر الماضي كما بثت صور عمليات القمع والتعذيب والقتل التي تمارسها اجهزة النظام السوري ضد المتظاهرين في الشوارع".

 

الرئيس الجميل: ميقاتي ملزمٌ بعهد شرف مع "حزب الله".. وبري تلاعب بتوازنات رقميّة ليست ملكًا له

أكد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل أن "الخاسر الأكبر مما حصل أمس هو كل لبنان"، لافتًا إلى أن "حزب الله الذي يمسك بخيوط اللعبة والذي يملك السلاح والمال والإمكانات والأرض الخاصة به، أصبح القرار العملي اليوم في يده"، سائلاً: "لماذا تشكلت الحكومة اليوم ولم تتشكل منذ 5 أشهر؟"

الجميل، وفي حديث لـ"تلفزيون لبنان"، قال: "في قراءة سريعة لزيارة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لسوريا ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد وكل المناخات الأخرى والضغوط التي حصلت، إلى جانب أن أول اتصال تهنئة جاء من الأسد نفسه وبعد خمس دقائق من تشكيل الحكومة ما يشير إلى أنه كان على الخط على الرغم من كل ما يحصل في بلاده، كلها مؤشرات تدل على أن سوريا لها يد في التطورات الأخيرة".

وأشار الجميل إلى أن "سوريا إعتبرت أن حكومة صديقة ستؤمن خاصرتها، لكن نحن نريد أن نكون بمنأى عن أي تدخل، إلا أن دمشق على ما يبدو تريد أكثر من ذلك"، معتبرًا أن "خطوة الرئيس نبيه بري بالتخلي عن وزير شيعي أمر خطير وتجاوز للميثاق غير المكتوب وللتقاليد ولا يعقل التلاعب بتوازنات بهذا الأمر، فالتوازنات الرقمية ليست ملكًا لأحد لكي يتم التنازل عنها"، مضيفًا :"بري كان في جو معين يجعله يريد أن ينهي مسألة الحكومة بأي ثمن وبأسرع وقت ممكن، وكان هناك مصالح شخصية ليس لها علاقة بالمصالح العامة". وتابع مؤكدًا ردًا على سؤال أن "حزب الله لديه، عددياً، الأكثرية في مجلس الوزراء المنسجم مع أجواء هذا الحزب".

وإذ شدد على أن "الرئيس نجيب ميقاتي رجل مخلص وصادق ومحترم"، سأل الجميل: "هل يا ترى سيستطيع أن يطبق مقولته أن الحكومة ستكون لكل لبنان"، مضيفًا: "أنا أشك في هذا الأمر، فهو ملزم بأكثرية حكومية وبعهد شرف مع "حزب الله" بتوجهات معينة، وبنظري حزب الله وفريقه سيحققون أهدافهم وهم اليوم الأكثرية، ومنها عدم الاعتراف والتعامل مع المحكمة الدولية". وعن الكلام عن تأثير تشكيل حكومة اللون الواحد على مسار المحكمة الدولية، أكد الجميل أن "هذه المحكمة ستستمر، على الرغم من أن الفريق الآخر سيشكل فريقًا جديداً من قوى الأمن بهدف عدم التعامل مع المحكمة لجهة جلب المطلوبين"، مضيفًا في هذا السياق: "نحن سنستمر وسيصدر القرار الظني وستصدر الأحكام وإذا لم يتعاونوا معنا سيصدر الحكم الغيابي وسيصبحون مطلوبين من المحاكم الدولية طوال عمرهم".

الجميل الذي شدد على أن "لا حق يموت ووراءه مطالب"، قال: "نحن لدينا أسبابنا العائلية والحزبية والوطنية للاستمرار، فالنائب بيار الجميل والرئيس رفيق الحريري والنائب وليد عيدو والنائب أنطوان غانم استشهدوا من أجل كل لبنان، وبصورة عامة غالبية الشعب اللبناني حريص على حسن سير المحكمة الدولية، وليس من المنطق أن تمرّ هذه الإغتيالات من دون مقاضاة". إلى ذلك، شدد الجميل على أن "14 آذار متماسكة ومتضامنة وسنتحمل مسؤوليتنا بالكامل في هذا المرحلة بالذات، وسنستمر بالمبادئ والثوابت لكي يستمر لبنان بلعب دوره في العالم العربي لا أن يبتلعه أحد"، مضيفًا ردًا على سؤال: "سنضطر في النهاية للوصول إلى حكومة انقاذ"، ومطالبًا في هذا السياق بـ"انعقاد مؤتمر وطني شامل تُطرح فيه كل الملفات".

وعن الأوضاع في سوريا، أجاب الجميل: "لا علاقة لنا بانعكاسات ما يحصل في هذا البلد، لكن من المفروض ألا تنعكس سلبًا على الوضع اللبناني الداخلي، وبالتالي المطلوب منا جميعًا أن نحصّن وضعنا الداخلي".(رصد NOW Lebanon)

 

المستقبل ": حكومة ميقاتي صنيعة "حزب الله" وسورية... وسليمان الخاسر الأكبر

بيروت - "السياسة":أكدت قوى "14 آذار" أن تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي جاء بقرار سوري واضح لتأمين الدعم اللازم للرئيس بشار الأسد الذي يعيش عزلة عربية دولية, متهمة "حزب الله" بالسعي لوضع يده على الدولة من خلال إمساكه بالقرار السياسي لحكومة اللون الواحد في المرحلة المقبلة. وفي هذا السياق , اعتبر نائب رئيس تيار "المستقبل" أنطوان أندراوس أن رئيس الجمهورية هو الخاسر الأكبر في حكومة "حزب الله", وأشار إلى أن وزير الداخلية الجديد ليس أبداً من حصة سليمان. ورأى أن سليمان خسر كثيراً , فرئيس الجمهورية في حكومة وحدة وطنية كان عنده خمسة وزراء, مشيراً إلى أنه "اليوم شُكلت حكومة من لون واحد, والتشابك بين سليمان وبين التيار أفقد الأول كل أوراقه. فهو الآن ليس عنده إلى وزير واحد أي حقيبة واحدة, والوزير الآخر وزير دولة, ووزير الداخلية ليس لرئيس الجمهورية". وقد تبين أن وزير الداخلية هو من حصة "التيار الوطني الحر", ولهذا فسليمان هو أكبر خاسر, وليته لم يدخل في هذه المعمعة وظل فوق الجميع. من جهته, قال منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد "إن رئيس الجمهورية هو المغلوب في هذه التشكيلة", معتبراً أن هذه الحكومة المتوقعة, لأن وظيفة الرئيس ميقاتي الذي أتت به القوى المحلية المتمثلة بحزب الله, كما كان مدعوماً ولا يزال من قبل النظام السوري, هي تنفيذ جدول أعمال, يتناسب مع تطلعات ومصالح النظام السوري من جهة, و"حزب الله" من جهة أخرى. وأشار سعيد إلى أن هذه حكومة صنيعة "حزب الله" والنظام السوري بلحظة مصيرية, وبالتالي فإنها أتت من أجل مواجهة قرارات الشرعية الدولية ومساندة النظام السوري الذي يتخبط بمحنته والدفاع عن "حزب الله" في حال صدر القرار الاتهامي ووجه أصابع الاتهام باتجاهه.

 

كرامي وكرم يؤكدان لـ"السياسة": لا خلاف على البيان الوزاري

بيروت - "السياسة": أكد وزير الدولة أحمد كرامي لـ"السياسة" ثقته بالحكومة الجديدة لأنها ستعمل لكل لبنان وليس لفريق واحد, مشيراً إلى أن إعلان الوزير طلال أرسلان استقالته من الحكومة لن تؤثر على وحدتها, معرباً عن اعتقاده أن اتصالات ستجرى مع أرسلان لإقناعه بالعودة عن قراره, وحتى لو قرر الاستقالة نهائياً فلن يؤثر ذلك الوضع الحكومي مستقبلاً.

وقال كرامي إن الحكومة ستنال الثقة من مجلس النواب بالرغم من أصوات المنتقدين المعترضين, لافتاً إلى أنه ليس هناك خلاف بينه وبين الوزير فيصل كرامي, وللأسف فإن البعض يعطي الموضوع أكثر من حجمه, والخلافات في السياسة لا تدوم طويلاً, ونأمل التعاون في مجلس الوزراء لمصلحة لبنان وطرابلس.

وأكد أنه لن تحصل خلافات حول البيان الوزاري, مشدداً على أن موضوع المحكمة أصبح بيد المجتمع الدولي.

من جهته, قال وزير الدولة سليم كرم ل¯"السياسة": إن كل أزمة في لبنان ولها حلول, وبالتالي فإن قضية استقالة الوزير أرسلان قابلة للحل ولن تشكل عقبة أمام انطلاقة عمل الحكومة, مشدداً على أن الحكومة ستنال ثقة مجلس النواب, بالرغم من بعض المشاكسة الظاهرة, وإن شاء الله سيسير البلد بثبات إلى الأمام.

وإذ أكد أن لا خلاف على البيان الوزاري بين مكونات الحكومة, فإنه لفت إلى أن لبنان سيرفض أي قرارات مسيسة للمحكمة بالخاصة بلبنان, خاصة وأن تجاربنا السابقة معها لا تبشر بالخير, ما يدعونا إلى طرح الكثير من الأسئلة حول عملها, ولذلك نقول إننا لسنا مرتاحين كثيراً للتعامل معها.

 

حبيش: بّري تنازل عن وزير ولكنه أخذ وحليفه حزب الله الحكومة كاملة 

لا هنيئاً للوزير صحناوي بتصريحه الهادم للانجازات ووزراة الاتصالات...

باتريسيا متّى

توالت الردود على تشكيل حكومة بعد 139 يوماً على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي وبعد حالة اليأس التي انتابت اللبنانيين من امكانية هذا التشكيل، وتعليقا على الموضوع أشار عضو كتلة المستقبل هادي حبيش الى أن "هذه الحكومة وكما هو جليّ, هي حكومة صدام مع المجتمع الدولي على الرّغم من كلام الرئيس نجيب ميقاتي أنه سيتم الالتزام بالقرارات الدولية لأنه يتناقض ومبدأ مكوناتها الذي شكلّت على أساسه الحكومة والتي تسابقت ولا زالت بالكلام عن قطع يد أميركا والمجتمع الدولي ". حبيش لفت في حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني الى أن "كلام فرقاء هذه الحكومة يتناقض وكلام رئيس الحكومة معتبراً أن كلاًّ من رئيس الحكومة وفخامة رئيس الجمهورية سيتعرّض لتوجهات قوى الثامن من آذار الصدامية تجاه المجتمع الدولي ". حبيش الذي رأى أن "استقالة النائب طلال ارسلان كانت متوقعة لأنه غير موافق على وزارة الدولة التي منحت إليه، اعتبر, ومع كامل التقدير لشخص الوزير ارسلان, أنها "لن تؤثر على سير عمل الحكومة خصوصاً وأن هناك تسويات يحاولون القيام بها لازالة العقدة ولكن في ظلّ تقارب الأصوات لنيل الحكومة الثقة فسيكون الأمر محرجا للحكومة ". الى ذلك، وصف حبيش الخلل في التوازن الطائفي بـ"الـسابقة الجدّ خطيرة حتّى لو كان بموافقة الأكثرية الشيعية الممثلة في المجلس النيابي", مشدداّ على أنه "اذا تم اعتمادها والاتكال عليها كعرف قد تنتقل لطوائف أخرى"، ورأى أنه "ما كان من المفروض الوصول الى تأليف حكومة بأعراف من هذا النوع".

واذ رأى حبيش في اتصال الرئيس السوري بشار الأسد المهنئ على تشكيل الحكومة, "رعايةً واضحة ودعما كاملا لتأليف الحكومة"، لفت الى أن "الجميع بات يعلم أن الحكومة شكلت بعد زيارة النائب وليد جنبلاط لسوريا", معتبراً أن "لبنان سيكون في مكان معيّن متراساً للدفاع عن سوريا ودعمها في ظل الضغوطات الدولية التي تنهال عليها خاصة وأن لبنان سيكون أول المدافعين في هذه الحكومة عن أي قرار ادانة لأعمال العنف في سوريا قد يصدر عن الأمم المتحدة خلال حكومة المواجهة والصدام".

هذا وعلّق حبيش على تصريح وزير الاتصالات في الحكومة العتيدة نقولا الصحناوي الذي أكدّ أنه سيكمل في النهج الذي بدأه باسيل وأرساه نحاسّ قائلاً: "لا أهنئ الوزير الصحناوي على هذا التصريح لأنه لو يعلم جيّداً نهج الوزير نحاس لما أدلى به، اذ ان الوزير نحاس قد استلم وزارة الاتصالات بحالة جيّدة وبمعظم دوائرها ولكنّه خرج منها من دون تسليم الموظفين رواتبهم ليوقعهم عبر ذلك بأزمة", متمنيّا "على الوزير الحالي التنبه قبل الادلاء بمثل هذا التصريح لأنه نهج قد إدى إلى هدم الاتصالات والانجازات التي قام بها لبنان في وزراة الاتصالات ". وختم حبيش حديثه متطرقا الى تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعتبر أنه "تنازل عن وزير ولكنه ربح لبنان بالمقابل فقال: "لقد تنازل الرئيس بري عن وزير ولكنّه أخذ الحكومة كلّها بالتعاون مع حزب الله فلا فرق بين وزير أو اثنين", مؤكدّاً على أن "مصير الحكومة هو الاصطدام مع المجتمع الدولي والداخلي بوجود مطبات عديدة كملف شهود الزور والمحكمة الخاصة بلبنان والاتفاقيات والـ"1701 خصوصاً وأن موقف الرئاستين الأولى والثالثة قد اتسم بشيء من الدبلوماسية التي لا يمكن استعمالها دائماً لأن الحكم واجب في نهاية المطاف ". موقع 14 آذار

 

 النائب رياض رحال/الولادة القيصرية حصلت بناءً على طلب سوري عاجل وهذه هي التحديات التي تواجه حكومة الامر المباشر

سلمان العنداري

اعتبر عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب رياض رحال ان "تشكيل الحكومة اتى بأمر مباشر من القيادة السورية بعد ان ادرك الرئيس بشار الاسد بان مصلحة بلاده تقتضي تشكيل حكومة في لبنان باسرع وقت ممكن في ظل الاوضاع المتفاقمة في المنطقة. والمعلومات تشير الى ان 24 ساعة حاسمة سبقت اعلان التشكيلة، اذ طلبت الادارة السورية من الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس نبيه بري وقيادة حزب الله والتيار الوطني الحر اجراء عملية قيصرية عاجلة للاسراع بولادة الحكومة باسرع وقت ممكن، وهذا ما حصل يوم اول من امس".

رحال وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني، اسف للشكل الذي خرجت به الحكومة الجديدة الى النور، "اذ ان 4 ساعات كانت كفيلة بتشكيل حكومة بعد امر سوري مباشر، في وقت انتظر فيه اللبناني اكثر من اربعة اشهر ونصف يشاهد التناتش على السلطة والمغانم والحقائب من دون جدوى".

ورفض رحال اعتبار تنازل الرئيس نبيه بري عن حقيبة لصالح توزير نجل الرئيس عمر كرامي في الحكومة بمثابة تضحية، اذ رأى ان "جلّ ما قام به الرئيس بري هو تنفيذ امر سوري صادر من القصر الرئاسي في دمشق، ولم يكن تضحية بأي شكل من الاشكال". واضاف: "ان مقولة التضحية التي يتحدث عنها البعض في الاعلام ليست في محلها، لان تنازلات بري عبارة عن تنفيذ امر اليوم السوري، ومقولة التضحية ليست الا غطاء لتبرير هذا الامر الخارجي لا اكثر ولا اقل".

وربط رحال تشكيل الحكومة في بيروت بما يجري في مناطق عدة من سوريا من احتجاجات شعبية ضخمة ضد النظام، بالتوازي مع جملة المواقف الدولية الضاغطة على الشام وعلى شخص الرئيس بشار الاسد المطالب بوقف حمام الدم وبالمضي قدماً في مسيرة الاصلاح والتغيير الديمقراطي في بلاده، اذ بدا الامر وكأن بيروت مرتبطة بسوريا، وان فريق الاكثرية الجديدة يمتثل مباشرة للقيادة السورية". ووصف رحال الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي بأنها "حكومة الامر المباشر" التي لم ولن يكتب لها النجاح في ترسيخ الامن والاستقرار والهدوء والرخاء الاقتصادي وفي معالجة قضايا المواطن الحياتية، وفي مواجهة الاستحقاقات المالية والسياسية والاجتماعية".

وانتقد رحال طريقة التعاطي مع الوزير طلال ارسلان من خلال اعطائه حقيبة دولة، معتبراً ان "فريق الاكثرية الجديدة تخلص من الوزير ارسلان بطريقة مهينة غير محترمة على الاطلاق". واعتبر رحال ان "المواطن اللبناني هو الخاسر الاكبر من هذه الحكومة التي ألّفت بدفع سوري بالدرجة الاولى"، متوقعاً ان "تفلت الامور على كل المستويات داخل الوزارات فور الانتهاء من البيان الوزاري ونيل الثقة في المجلس النيابي".

واضاف: "ستكون حكومة "حارة كل مين ايدو الو"، وسيتصرف الوزراء بطريقة عشوائية غير نظامية وغير احترافية داخل كل وزارة، الامر الذي سيزيد الامور تعقيداً من ناحية عمل الدولة وطريقة التعاطي مع المواطن اللبناني". واذ رأى ان "البيان الوزاري سيشكل دوامة سياسية جديدة في الاسابيع القليلة المقبلة"، اكد رحال على ان "التناقضات الكثيرة التي تجمع الفريق الحكومي الجديد لن تتمكن من تحقيق اهداف الانقلاب الذي حصل قبل اشهر على حكومة الرئيس سعد الحريري". وحذر رحال من مغبة مواجهة "حكومية" مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان "لان ذلك يترتب عليه الكثير من التبعات الخطيرة ومن الاستحقاقات والمعارك السياسية مع المجتمع الدولي، لان اي فك ارتباط مع هذه المؤسسة سيوقع الحكومة الميقاتية في ورطة كبيرة لا تحمد عقباها".

واضاف: "على ميقاتي التفكير ملياً في عدد كبير من القضايا والملفات، اذ يتعين عليه ان يتذكر ان لبنان عضو مؤسس في منظمة الامم المتحدة وملتزم مواثيقها، وان العدالة ضرورية لتحقيق الاستقرار الحقيقي بكل معانيه". واعتبر رحال ان "السلاح هو المشكلة الاساسية التي تحكم الوضع اللبناني اليوم، لان الناس تخاف السلاح وامكانية استخدامه، فتلجأ الى التسويات او الانكفاء، ولهذا نطالب الرئيس ميقاتي بمعالجة مسألة السلاح والفلتان الامني باسرع وقت ممكن، وان لا يغطي ما تقوم به بعض الاطراف التي تظن نفسها انها تسيطر على الدولة باكملها". ورفض رحال ربط استقرار لبنان باستقرار سوريا اذ اعتبر انه "من المعيب ان نتمسك بهذا المنطق، لان امن لبنان من امن لبنان فقط، ولان امننا ومصلحتنا وسيادتنا واستقرارنا يبقى الاهم"، منتقداً "ربط لبنان بمحاور اقليمية وخارجية من قبل بعض الاطراف التي اوصلتنا الى المجهول". واشار رحال الى ان "الرئيس سعد الحريري خرج منتصراً بعد اشهر من الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية"، واصفاً اياه بأنه "الرجل الذي يحترم البلد ويتطلع الى الاستقرار والامن والسيادة والقرار". وختم رحال: "الرئيس الحريري وقوى الرابع عشر من اذار لا تريد سوى الازدهار والعدالة والاستقرار لهذا البلد، وبالتالي فلا يهم ان كنا في الحكم او خارجه، المهم ان يبقى لبنان بخير وامان وسلام". موقع 14 آذار

 

وليد جنبلاط.. آخر فصول "الخديعة" 

فارس خشّان/يقال نت

مع الصياغات اللفظية التي أطلقها النائب وليد جنبلاط، على إثر تشكيل حكومة "حزب الله" برئاسة نجيب ميقاتي، يفترض أن تكون قوى "14 آذار"، قد قررت قطع شعرة معاوية معه، لأن وتيرة تقلباته، إرتفعت الى مستوى مرعب فعلاً. قبل أيام قليلة، كان يهاجم بنفسه الأكثرية الجديدة، ويتهم "حزب الله" بعرقلة تشكيل الحكومة، ويوحي، لمن يرغب بالتقاط الرسائل، بأنه قرر أن يعيد تموضعه، بعيدا عن قوى الثامن من آذار. وعندما حاولوا "منازعته" بحقيبة من حقائب حزبه الوزارية، إلتقط هاتفه الثابت، واتصل بشخصيات من قوى 14 آذار وتحديداً منها تلك التي يدرك تماما أنها تثير غضب قوى 8 آذار، فدعا بعضها الى عشاء، وبعضها الآخر الى غداء، فيما استفاض في التعبير عن "قرفه" من الأكثرية الجديدة.

طبعاً، إلتقط التنصت الهاتفي أحاديثه، فوصلت الى "حزب الله" الذي تراجع عن محاولة نزع حقيبة الشؤون الإجتماعية منه، كما وصلت نسخة منها الى الرئيس السوري بشار الأسد، الذي اتصل به، داعيا إياه الى لقاء تشاوري، حيث طالب جنبلاط بضرورة تشكيل حكومة تحمي ظهر النظام السوري.

لم يكن جنبلاط مطمئناً بعد الى النتائج، فواصل "انفتاحه" وقال في قوى "8 آذار"، ما لم يقله مالك في الخمرة، الى أن وصل به الأمر الى حد "تحريم" التعاطي معها.

ولكنه، بمجرد أن حصل ما أراد ونال ما ابتغى، حتى هجم على قوى "14 آذار" هجوماً عنيفاً، من دون توفير الرئيس سعد الحريري، وكل من يقول إنهم قابعون في فنادق باريس.

هو طبعاً، لا يعرف من هو قابع حاليا في فنادق باريس، فمعلوماته قديمة، ولكن لا بأس، فعندما يريد افتعال مشكلة مع أحد لإعلان "ولاءه" لأحد، يجدد قديمه، وبذلك يتبرّأ مما قاله في غداء أو عشاء أو اتصال هاتفي، كما من لقاء علني جمع أقرب المقربين إليه بأقرب من ابتعدوا عنه، لأسباب سياسية.

ليست معلومات جنبلاط ما تعني هنا، بل استعماله قوى "14 آذار" لتحصين مواقعه ومكاسبه لدى "8 آذار".

وهذه مسألة خطرة للغاية، فالتواصل مع الرجل لم يعد يجر سوى الخسائر لمن يفكرون أنهم يتعاطون معه ببراءة وطنية.

هو، كما بات ثابتاً، لا يتعاطى مع أحد إلا وفق حسابات محددة سلفاً.

لا يكره أحدا ولا يحب أحداً. فكره محصور بوليد جنبلاط وقلبه كذلك.

لا يكترث لأي كان، ولا يخاف على أي كان. وليد جنبلاط لا يهتم إلا بوليد جنبلاط.

يوحي بأنه يخاف على وطنه، ولكنه كلما خسر شخصيا، حدثنا عن هجرة الى ريف النورماندي، وإلى العمل في مزابل نيويورك.

يُفهم الفقراء أنه لا يفكر إلا بهم، وهو قبل أسبوعين، أنجز في باريس شراء ثالث منزل فخم له، في أرقى الأحياء الباريسية.

يتحدث عن وجوب تداول السلطة، وهو لا يترك السلطة يوما، بثابتين فيها و.. متحرك.

يتحف الجميع بالحديث عن فشل قوى "14 آذار"، وهو كان صاحب النصائح "القاطعة" فيها، وهو كان "مهندس" الوصل هنا والقطيعة هناك.

بعد صياغات وليد جنبلاط اللفظية، التي أعقبت تشكيل الحكومة، بات يحق لكل مراقب، أن يسأل قوى 14 آذار، عما إذا كانت لا تزال تراهن، أن لوليد مكاناً مستقبلياً بينها، حتى على قاعدة الإضطرار.

غداً، عندما يتعرقل ملف لجنبلاط في حكومة القمصان السود، سوف يرفع جنبلاط هاتفه الثابت، ويتصل بشخصية من 14 آذار.العقل يقول: إغلقوا الهاتف فوراً. لا تكوني كرة على طاولة البلياردو! يقال.نت

 

النائب أمين وهبي: هذه الحكومة قد تعيد لبنان ساحة لنفوذ سوري ايراني... وتهنئة الأسد في اطار المباركة والاستحسان السوري لاستجابة لبنان لرغبة دمشق 

 باتريسيا متّى

علّق عضو تكتل لبنان أولاً على الحكومة التي شكلّت بعد لقاء ثلاثي في قصر بعبدا جمع الرئاسات الثلاثة معتبراً اياها "استجابة للضغط السياسي الذي مورس في الفترة التي سبقت التشكيل وخصوصاً الضغط السوري ". وهبي لفت في حديث خاص أدلى به لموقع "14آذار" الالكتروني إلى أن "المواضيع التي أتت بالرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة والتي أسقطت الحكومة السابقة هي الأمور التي لطالما شكلت موضع خلاف بين فريق 8 آذار والمجتمع الدولي وبالأخص تجاه التزام لبنان بالمواثيق الدولية", معتبراً أن "صيغة القوى السياسية المشكلة لهذه الحكومة تجعلنا كقوى 14 آذار حذرين كثيراً لما تخططّ له (تلك القوى) في الأيام القادمة بانتظار الكلمة الأخيرة أي بيان الوزاري وأدائها".

كما رأى أن "شعار الحكومة "كلّنا للوطن كلّنا للعمل" لا يقدّم ولا يؤخر لأنه لو كانت الأمور فعلاً تصب في مصلحة اللبناني كان الأجدر تعزيز وحدة اللبنانيين عبر حكومة تكنوقراط من خيرة الشعب اللبناني لمعالجة قضايا اللبنانيين لتستتبع بطاولة حوار تنتج اتفاق أو حلاًّ", لافتا الى أن "الذهاب باتجاه حكومة يغلب عليها الطابع الكيدي والخطاب الشعبوي والأداء السياسي الذي يدفع لبنان بإتجاه المحاور والاصطدام مع الشرعية الدولية والعربية هي مناقضة تامة للشعار المرفوع كلنا للوطن وضد مصلحة الوطن واللبنانيين واستقرارهم ومستقبلهم."

الى ذلك، وضع وهبي اتصال الرئيس السوري بشار الأسد في اطار المباركة والاستحسان السوري للاستجابة اللبنانية في تشكيل الحكومة كما ترغب دمشق", معتبراً أن "هذه الحكومة قد تجعل لبنان ساحة لنفوذ سوري ايراني كما كانت سابقاً وسيحاول السوريون الاستفادة من وجودها لتوصيفها لمصلحة النظام السوري وسياسته ".

وعن امكانية العودة الى ما قبل العام 2005، نفى وهبي "بشدّة امكانية العودة الى تلك المرحلة لأن اللبنانيين قد ذاقوا طعم الحريّة والاستقلالية على الرغم من أن البعض بات يحن في الفترة الأخيرة الى تلك الأيام التي كانت تستفز كل لبناني حريص على استقلال بلده".

وعن وصول 7 وزراء من الطائفة السنية الى الحكومة وخمسة من الطائفة الشيعية، رأى وهبي أنه "لا قيمة لمسألة العدد لأنه قد تم اعتماد هذه الصيغة للتعجيل في ولادة الحكومة من جهة ولتلميع صورة ميقاتي في تحقيقه لبعض المكاسب", معتبراً أن "تنازل الرئيس بري عن وزير هو لبلوغ حكومة تناسب من طلب تشكيلها ".

هذا ولفت الى أن "صفة الحكومة الأساسية هي تناقضها مع الشرعية الدولية والعربية والداخلية اذ انها تتعامل مع الدستور اللبناني وكأنه وجهة نظر لا أكثر, من دون احترامه اضافة الى أنها تناقض الشرعية العربية من خلال تنكّرها لعضوية لبنان في جامعة الدول العربية ومحاولة الحاقه ببعض المحاور الاقليمية، هذا عدا عن مناقضتها للشرعية الدولية من خلال عدم قيام لبنان بواجباته والتزاماته الدولية الأمور التي تشكل من الصعوبات الأساسية التي ستواجهها", متمنياً أن يتمّ التعاطي مع هذه الفترة بأقلّ أضرار ممكنة ليعيد اللبنانيون التوازن الى دولتهم ومؤسساتهم". وختم وهبي حديثه معتبراً أن "قوى 14 آذار لا يمكن أن تعارض الا بالديمقراطية ولا بد من انتظار صدور البيان الوزاري الذي سيوضح الصورة أمامنا لنعارض بالطريقة المناسبة". موقع 14 آذار

 

 القوّات: سنسقط الحكومة إذا تجاوزت الخطّ الأحمر!

فادي عيد/الجمهورية

الأربعاء 15 حزيران 2011

جاء كلام رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لـ"الجمهورية" واضحا، حين نعى الحكومة الجديدة بقوله: "لا هنيئا للبنانيين بهذه الحكومة"، ذلك في تعبير واضح عن الموقف المبدئي للقوات من حكومة اللون الواحد، والتي قد تسبّب كوارث في لبنان على مختلف الصعد.

ويعيد مصدر قواتي مسؤول، قراءة ما حذّرت منه القوات منذ أشهر، أي من خطورة انزلاق فريق 8 آذار إلى تشكيل حكومة اللون الواحد، والتي ستضع لبنان في مواجهتين لا قدرة له على تحمّل تبعاتهما:

المواجهة الأولى وطنية داخلية مع نصف اللبنانيين على الأقل، ذلك عند كل المفاصل الأساسية من الموقف حيال المحكمة الدولية وسلاح "حزب الله"، مرورا بكل الموضوعات الأساسية الحسّاسة التي كانت موضع تجاذب كبير في الأشهر الماضية، وصولا إلى موضوعات جوهرية كالتعيينات الإدارية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية وغيرها، لأن فريق 8 آذار يكون مخطئا جدا في حال ظنّ أن بإمكانه فرض هيمنته على البلد.

أمّا المواجهة الثانية فهي مع المجتمع الدولي، وخصوصا في كل ما يتعلّق بالتزامات لبنان حيال القرارات الدولية، وفي طليعتها المحكمة الدولية، مع اقتراب موعد إعلان القرار الاتهامي والقرار 1701، في ظل الإعتداءات المتكرّرة على القوات الدولية العاملة في الجنوب، وصولا إلى الموضوع الساخن المتعلّق بالملف السوري وطريقة التعاطي معه، في ظلّ تزايد الضغوط الدولية على النظام السوري، وما يمكن أن يستتبع ذلك من قرارات دولية في مجلس الأمن، في ظل عضوية لبنان في المجلس، وصولا إلى إمكانية فرض مزيد من العزلة والعقوبات ضدّ النظام السوري.

ويلفت المصدر القوّاتي نفسه إلى أنّ قوى 14 آذار التي تساهلت كثيرا، حين كانت في السلطة من خلال الإفساح في المجال أمام منطق المشاركة والشراكة، لا يمكنها على الإطلاق أن تتساهل بعد اليوم. لذلك، فإنّها ستؤدي دور المعارضة الفاعلة، وستقوم برقابة لصيقة على كل أعمال هذه الحكومة وبياناتها. ولن تتردّد قوى "ثورة الأرز" من اللجوء إلى الشارع في كل مرّة ترى ذلك ضروريا لوضع حد لأي ممارسات قد تقوم بها حكومة "حزب الله" وسوريا.

ويؤكّد المصدر القواتي نفسه أن التحدّي بات اليوم مضاعفا في ظل تفرّغ قوى 14 آذار لتأدية دور المعارضة، بما يحتّم أداء مميّزا، وبما يفرض مواكبة شعبية لجمهور "ثورة الأرز" لكل ما يجري على الساحة، بما يجعله على أهبة الاستعداد لتلبية النداء حين يستلزم الأمر، وخصوصا بعدما أثبت جمهور انتفاضة الاستقلال أنه لا يزال الرقم الصعب في كل المعادلات الداخلية.

وردّا على سؤال، لا يتخوّف المصدر القواتي من أي محاولات من قوى 8 آذار وحكومة "حزب الله" من محاولة إعادة فرض نظام أمني، كالذي كان ما قبل 14 آذار 2005 على الإطلاق، لأنّ أي محاولة من هذا القبيل ستكون لها عواقب وخيمة فورا، وعندها لن يكون هدفنا أقلّ من إسقاط الحكومة فورا، فحريات اللبنانيين خط أحمر لا يمكن السماح بأي تلاعب به، كما أنّنا لن نسمح بأي محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

المصدر القواتي جزم بأن قوى 14 آذار جاهزة للمواجهة الديمقراطية بكل أبعادها، وهي تعدّ العدّة منذ زمن، وتحديدا منذ الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري في كانون الثاني الماضي، لواقع انتقالها بالكامل إلى صفوف المعارضة، وهي لا تخشى هذا الأمر، بل تعتبره محرّكا ودافعا أساسيا لإعادة تنشيط قواها وتفعيل الزخم اللازم لخوض المواجهة الجديدة، وخصوصا أنّ ثمة اقتناعا لدى قوى 14 آذار أن هذه الحكومة لا يمكن أن تعمّر طويلا، وبالتالي فإنّ المطلوب هو تحضير العدّة اللازمة عمليا لخوض انتخابات نيابية مفصلية في ربيع 2013 ستؤسّس بما لا يقبل أي شكّ لمرحلة مختلفة من عمر لبنان، في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة، والتي ستغيّر وجه المنطقة في اتجاه أكثر ديمقراطية حتما. ولبنان لن يغيب عن هذا التوجه بعدما كان السبّاق في إطلاق ربيع الثورات العربية من خلال "ثورة الأرز" في 14 آذار

 

ماذا بعد؟

كـارلـوس إده - عميد الكتلة الوطنية للبنانية/الجمهورية

الأربعاء 15 حزيران 2011

إنّه لمن نسج الخيال الاعتقاد، بعد 40 عاما من القمع والفساد والاحتقار التامّ لحقوق الإنسان، أنّ الزعماء السوريّين قادرون على التغيّر أو على إقناع الشعب بأنّ وعودهم الإصلاحيّة جدّيّة. كيف يتصوّر هؤلاء الديكتاتوريّون أنّه ما زال يمكنهم في القرن الحادي والعشرين أن يُبقوا الناس في الجهل لكي يتمكّنوا من السيطرة عليهم على المدى الطويل؟ كيف يمكن تجاهل قوّة وسائل الاتّصالات التي ينفذ إليها الجميع عبر الإنترنت والهواتف النقّالة والصور؟ دعونا لا نتوهّم بعد اليوم، فالسؤال لم يعد: "هل يمكن للنظام السوري أن يبقى حاكما؟" بل "إلى متى يمكنه أن يبقى في السلطة؟"

المسألة الجوهريّة المطروحة اليوم هي إذا: ماذا بعد؟ فالمستقبل يهمّ أوّلا وخاصّة الشعب السوري، ولكنّه يعني أيضا جميع الشعوب المجاورة وخاصّة اللبنانيّين، الذين نُسجت لهم سياستهم طوال العقود الماضية في دمشق. أغرقت الثورة الشعبيّة السوريّة لبنان في ركود سياسي، بانتظار معرفة من سيخرج رابحا من معركة شدّ الحبال تلك؛ والدليل على ذلك هو أنّه استغرق تحالف 8 آذار شهورا لتشكيل الحكومة بعد تنازلات عدّة، على رغم الأكثريّة البرلمانيّة التي حصلوا عليها بقوّة التهديد. أين هي غطرسة شركاء النظام البعثي؟ أين هي التهديدات

بـ"كسر الأيدي" أو بـ"7 أيّار جديد"؟ يكفي أن نلاحظ تغيّر نبرة الناطقين باسم من سمّيناهم فترة طويلة حلفاء سوريا اللبنانيّين (بينما كان المصطلح الصحيح الذي لم يتجرّأ أحد على استخدامه هو حلفاء الأسد). فقد أصبح هؤلاء "البعض" فجأة أكثر تهذيبا ويتمتّعون بحسّ توافقي غريب.

لقد سيطر الصمت على قسم كبير من رجال السياسة اللبنانيّين الذين لم يذكروا المجازر بحقّ المتظاهرين السوريّين. دوافع ذلك عدة من دون أن يكون أي من تلك الدوافع مشرّفا. فالكثيرون يفضّلون انتظار نتيجة معركة شدّ الحبال الجارية الآن في سوريا. ونتذكّر في هذا السياق إحدى أشهر المقولات السياسيّة اللبنانيّة "اليد التي لا تستطيع كسرها، قبّلها وادعُ عليها بالكسر".

فبحجّة عدم التدخّل في شؤون الآخرين، يردّد بعض الساسة اللبنانيّين من قوى 8 آذار في مجالسهم ما يأتي: "مهما كانت عيوب نظام دمشق، يبقى أفضل من وصول حكومة منبثقة من أكثريّة سنّيّة إلى الحكم". وخطر عقيدة تحالف الأقليّات، الغالية على قلوب مناصري 8 آذار، يتمثّل بمحاولة احتواء الأكثريّة من قبل الاقلّيّات عبر تجييش هذه الطوائف من خلال خطاب متطرّف يرتكز على الخوف والحقد. ويعزّز هذا بالتالي القيادات التعصبيّة ويثير ردّات فعل متطرّفة عند الخصوم. ويُظهر هذا التحليل حدوده في سوريا. فكلّما حاول النظام البقاء في السلطة عبر القمع، زادت خطورة ردّة الفعل لجميع سكّان المنطقة، لأنّها ستكون قد جرّدت القادة المعتدلين، لدى الأقليّات والأكثريّة على حدّ سواء، من مصداقيّتهم.

الشعوب، تماما كالأشخاص، لا تتقدّم إلّا من خلال تجربتها الخاصّة ولا تتعلّم إلّا من أخطائها. فالشخص الذي يسيطر عليه والداه خلال طفولته ومراهقته، وحتّى عند بلوغه سنّ الرشد، سيجد صعوبة في مواجهة مشاكله ومسؤوليّاته عندما يحين الأوان. وكذلك الشعب الذي بقي طويلا تحت الوصاية سيرتكب الأخطاء والزلّات غير الضروريّة عندما يتحرّر من القبضة التي تسيطر عليه. وتبقى الديمقراطيّة، على رغم كلّ مخاطرها وعيوبها، النظام السياسي الأفضل: فهو، وإن كان لا يمنع وقوع الأخطاء على الطريق، إلّا أنّه يسمح بتصحيحها ويؤدّي على المدى البعيد إلى تطوّر مجتمع ناضج ومستقرّ.

والقول، كما يفعل مناصرو 8 آذار، أنّ نظاما كنظام دمشق يجب أن يبقى في السلطة في سوريا لـ"قهر" البعض ولمنع شعب من شقّ طريقه، أمر معيب ولا أخلاقيّ بحقّ الشعب السوري قبل أيّ شيء آخر؛ ناهيك عن أنّه غير فعّال ولا يمكن تحقيقه، لأنّ المحتّم سيتحقّق عاجلا أم آجلا، والقمع لن يؤدّي إلّا إلى زيادة الأحداث المقبلة سوءا. وقد يكبّدنا هذا الجنون جميعا خسائر لا يمكن تعويضها. ومن هنا أهمّيّة الخطاب السياسي الذي يرتكز على العدالة والإنصاف والقيم الإنسانيّة والذي يتناسى زواريب الحسابات السياسيّة الضيّقة.

ماذا بعد؟ هناك مشكلة سيكون على كلّ اللبنانيّين الذين يرغبون في إصلاح سياسي مستدام، وبتشييد دولة القانون أن يواجهوها: ما هو مستقبل الذين وصلوا إلى الحكم وبقَوا فيه بفضل دعم النظام السوري؟ ماذا سيحلّ بهؤلاء الذين استغلّوا السلطة واغتنوا على حساب الشعب اللبناني بكلّيّته؟

من المحتمل أن ينجحوا في البقاء في السلطة في ظلّ خطاب مغاير وتبريرات أخرى. هم يريدون إجمالا إقناعنا "بأنّهم ضحّوا بأنفسهم لتجنيبنا الأسوأ"، أو حتّى "إنّه الآن وقد غاب الوجود السوري العسكري عنّا، ما الضرر في التعاون لترسيخ سياستهم في لبنان؟" وما دفعهم إلى القيام بذلك هو دائما المصلحة العليا للأمّة. فعندما يعتاد شخص على التعامل، يعتاد أيضا على قلب قميصه.

وقد يحصل هذا الانتقال، للأسف، بموافقة غالبيّة الشعب اللبناني بطريقة أو بأخرى، ولأسباب عدّة. ولعلّ السبب الأكثر حساسيّة هو اجتماعي، لأنّ غالبيّة اللبنانيّين يتمتّعون بعقليّة "الزلم" وليس بثقافة المواطنين، ولأنّ ولاءهم هو لطائفة أو شخص أو عائلة ما (حتّى تحت غطاء الأحزاب) وليس لنموذج نظام سياسي أو لمثال أعلى. وسيسمح هذا الولاء، المرتكز على نظام الزبائنيّة، للسياسيّين باستعمال أعداد زلمهم للتفاوض في المرحلة الانتقاليّة.

وفضلا عن ذلك، تقتصر اللعبة السياسيّة بالنسبة الى غالبيّة اللبنانيّين على إنجاح المرشّح المفضّل لديهم و/أو على إسقاط خصومهم أكثر منه على إيجاد حلول مستدامة لمشاكل اجتماعيّة واقتصاديّة. فإن ربح الزعيم، فرح الزلم! وإن اغتنى، فهو يستحقّ ذلك أكثر من غيره. نتبع الزعيم، نقطة على السطر.

وهناك من ناحية أخرى اعتراف متبادل بواقع الحال هذا حتّى بين الخصوم في السياسة. فسيكون أسهل بكثير، على الذين سيتفوّقون غداة تغيير النظام في دمشق، أن يفضّلوا التعامل مع خصوم ضعفوا (وغالبا ما يكون سعرهم معروفا) ولكن باتوا معروفين، من التعامل مع موجة جديدة من السياسيّين الإصلاحيّين.

تاريخنا غنيّ بأمثلة عن الانقلابات والتعاون. ولعلّ أكثر القصص المسلية وأقلّها شهرة هي قصّة حصلت في بيت العائلة: في العام 1943، بعد الانتخابات التشريعيّة اللبنانيّة، كانت تركيبة مجلس النوّاب تؤمّن وصول إميل إدّه إلى سدّة الرئاسة. وكانت دارته تعجّ دائما بالسياسيّين ورجال الأعمال والأعيان. وفي أحد الأيّام، بينما كان المنزل يغصّ بالزوّار، وصلت معلومات بأنّ بريطانيا، ممثّلة بالجنرال سبيرز، قد ترفض الاعتراف بفوز إميل إدّه. وانتشرت هذه الإشاعة في سرعة كبيرة، إلى درجة أنّ المنزل فرغ من زوّاره بأقلّ من ربع ساعة. فقد تسارع الجميع إلى المغادرة والذهاب في أقصى سرعة إلى الرئيس المقبل، بشارة الخوري، الذي كان يبعد بيته 400 متر. وقد تكرّر هناك الكلام عينه الذي شاع قبل أقلّ من ساعة في دارة إميل إدّه، بحقّ بشارة الخوري. وعلى قدر ما كان الكلام تبجيليّا من قبل، على قدر ما أصبح قاسيا. والمضحك في الامر هو أنّ بعضهم غادروا في سرعة إلى درجة أنّهم نسَوا معاطفهم وقبّعاتهم ولم يتجرّأوا على العودة لأخذها، خوفا من أن يراهم أحد يدخلون منزل إميل إدّه، الذي تصرّف بكياسة وأعادها بلباقة إلى أصحابها...

التدوير في السياسة اللبنانيّة تقليدي ولا يثير الدهشة. فهناك دائما مجال، للأسف، للتوافق بين الأصدقاء والعملاء.

 

حكومة "لون واحد" سوري

عبد الوهاب بدرخان/النهار     

طالما ان حكومة جديدة قد ولدت، فلعل مسؤولا فيها يتفضل، تبرعا او واجبا، بالافادة عن المواطنين السوريين المعتقلين منذ فرارهم الى الاراضي اللبنانية. فالتكتم عزز التأويلات. والمطلوب اولا تأكيد وجود معتقلين، وعددهم اذ قيل خمسة وقيل خمسة عشر، واسباب اعتقالهم فلو كانوا عسكريين لما قالت التسريبات انهم سيحاكمون، واذا كانوا ذوي سوابق فلا سبب للسرية. اما اذا كانوا مدنيين نازحين فهناك الآلاف منهم، ومن العيب احتجاز حريتهم.

ربما يُعفى لبنان من اقامة مخيمات للنازحين، على غرار تركيا، فاللبنانيون يستقبلونهم بما تقتضيه "تقاليد الاخوة". اما ان تعفي الدولة اللبنانية نفسها من مواكبة المشكلة بما امكن من تسهيلات، فهذا غير مقبول، خصوصا ان المجتمع الدولي جعل الازمة الانسانية المتفاقمة احد ابرز مآخذه على النظام السوري.

اللبنانيون "معذورون". هكذا يقال في الشارع، كما في الدوائر الديبلوماسية، لتبرير السلبية التي يبدونها تجاه ما يحدث في سوريا، فالقوى السياسية تمعن في نهج انكار وجود مشكلة حقيقية عند الجيران، والدولة اظهرت استعدادا تلقائيا للتصويت ضد قرار مفترض لمجلس الامن. "معذورون"، اذاً، في قول لا لادانة قتل الناس وقبول وحشية النظام ضد مواطنيه. لماذا؟ لان اللبنانيين في غنى عن مشكلة تضاف الى انقساماتهم. فهم فريقان: واحد ضد قتل السوريين ايا كان من يقتلهم، وآخر مع قتلهم تحديدا اذا كان هذا النظام من يقتلهم. وهؤلاء يعارضون ايضا اي اصلاحات يمكن ان تعقلن النظام فتغيره فيفقدون مساندته لهم.

قبل ان تحصل اي "كارثة" اصلاحية كان لا بد ان يلحق هؤلاء حالهم، فهذه قد تكون الفرصة الاخيرة لحكومة معلبة. فجأة لم تبق عقدة واحدة غير قابلة للتذليل، بما فيها "الماروني السادس" وبالاخص "السني السابع"، اذ ان "كلمة السر" وصلت وينبغي التنفيذ. حسن، البلد كان بحاجة الى حكومة تنظم فوضاه المعتادة، لكن التأخير اشتد في تشجيع البعض على محاولة انتهاك "صيغة الطائف"، ثم ان تسريبات حديثة انذرت بان المحكمة الدولية قد تصدر القرار الاتهامي في قضية الاغتيالات السياسية خلال هذا الشهر او اوائل الشهر المقبل. وبين رأي يفضل صدوره في ظل حكومة تصريف اعمال مشلولة لتسهيل ردود الفعل عليه، ورأي آخر يفضل مواجهته بحكومة الاكثرية الجديدة، رجحت كفة الرأي الثاني.

اما التعجيل السوري بالحكومة فرمى خصوصا الى انتهاز اخفاق مجلس الامن في ادانة سوريا كمؤشر اعتراف بان النظام لم يفقد قوته، وبالتالي ربما تكون له مصلحة في انهاء الجمود في لبنان وعدا ان الحكومة والتهنئة الاولى من الرئيس السوري بتشكيلها كانت رسالة الى الداخل والخارج، فان دمشق تحركت ايضا بعدما كثر الكلام اخيرا عن تأهب ايران لتجاوز نفوذها في لبنان. قد يكون الرئيس نجيب ميقاتي حرص على ابعاد صفة "اللون الواحد" عن الحكومة، لكنه سيجد صعوبة في مواجهة واقع ان الغالب عليها هو اللون السوري.

 

استعجال البيان الوزاري والثقة استباقاً لسيناريوات دولية

دمشق تستدرج السعودية إلى الرمال اللبنانية

هيام القصيفي/النهار     

شهدت الفترة التي سبقت تأليف الحكومة شدّ حبال جوهرياً بين مساعي التأليف او عرقلته، ترجم حملات اعلامية وتنازلات مشروطة. لكن الصورة الجديدة التي خلصت اليها الحكومة، وبعيدا من الترويج لعوامل نضجها المحلية، اثبتت تغلب توجه على آخر، بعدما تمكن التحالف السوري - الايراني من تحويل الاشهر الخمسة كوقت ضائع، فرصة للانقضاض على الوضع اللبناني برمته.

وللمرة الثانية تمكن النظام السوري من تطويع حلفائه في لبنان بعدما اعطى كلمة السرّ لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي، وصولا الى تشكيل حكومة.

ولم تكن الضغوط التي مورست في اللحظات الاخيرة لانجاز التشكيلة الحكومية، سوى تتويج لمسار، بدأ من خلال توجيه دمشق رسائل متناقضة الى الدول العربية والغربية حول دورها المفترض لبنانيا وسعيها الى تبديل اولوياتها الشرق الأوسطية وفك تحالفها مع طهران. وهذه الرسائل هي التي جعلت السعودية ومصر تغيبان خلال الاشهر الفائتة، عن الحدث السوري واللبناني فلا تبديان تعليقا، ولا تتدخلان في النزاع القائم دمويا في سوريا وسياسيا في لبنان. فيما كانت تركيا تتقدم بقوة على الساحة السورية لتقول كلمتها المناهضة لسياسة الرئيس السوري بشار الاسد، وكذلك فعلت قطر في التلويح اكثر من مرة بنكثه بوعوده في لبنان وسوريا على السواء.

تمكن الاسد في اللحظة التي كان يريد فيها انهاء الصراع الدامي داخل بلاده واعلان نصر يُرجأ اسبوعا بعد آخر، من تأكيد مرجعيته وحقه في استخدام بيروت ساحة خلفية لصراعه الطويل مع الغرب النائم على ورقة المماطلة في تعامله مع دمشق. ففيما كان لبنان يعيش حال استقرار نسبي مقابل تدهور الوضع السوري، قلب الاسد الطاولة متحالفا مع ايران، لتغيير المشهد وادخال بيروت في صلب الازمة السورية وحلّها. ومرة اخرى عاد مسارا البلدين ليتلازما بعدما انفصلا نسبيا خلال الاعوام الاخيرة وترجم ذلك امنيا خلال ذكرى النكبة حيث تفردت سوريا بمواجهة الجولان.

نجحت طهران ودمشق في تأكيد التحالف الثابت بينهما، بخلاف ما سعت الدول الغربية اليه وتمنته دول عربية مقابل وعود مالية واقتصادية. ونجحت سوريا في تقديم صورة جديدة للوضع اللبناني، تقوم على حسم “حزب الله” خياره في القبض على مفاصل السلطة بطريقة سلمية ودستورية من خلال مجلس الوزراء.

ففي الاسابيع الأخيرة بدا “حزب الله”، بحسب المراقبين المحليين، انه امام خيارين لا ثالث لهما، حيال تدهور الوضع السوري: فإما ان ينكفئ الى مناطقه ويحكم سيطرته الامنية عليها، واما ان يتحكم باللعبة السياسية الداخلية ويجر بذلك حلفاءه اليها من خلال سلطة مركزية قوامها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وحكومة مكتملة النصاب. وبذلك يكون قد حقق انقلابه الفعلي من خلال حكومة حيّد فيها النائب وليد جنبلاط وعزز موقع حلفائه، وجرّ رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الى موقع المضطرين للدفاع عنها تجاه المجتمع الدولي والقرارات الدولية، بدل ان يكون مستفردا في قوقعته وحيدا.

لكن ماذا بعد التأليف؟

للمرة الاولى منذ ان نعى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل التفاهم السعودي - السوري في شأن لبنان، تستدرج دمشق الرياض التي آثرت الابتعاد في الاشهر الماضية، الى الرمال اللبنانية. وهنا السؤال البديهي: الى اي مدى ستقف السعودية على حياد حيال الانقلاب السوري في لبنان، ولا سيما ان من شأن موقف الرياض ان يتقاطع مع موقف قطر المتبدل منذ اشهر، ومع تركيا التي كانت تنتظر الانتخابات العامة فيها للانصراف الى معالجة الوضع السوري، قبل ان يباغتها الاسد بضربة سريعة. فالسعودية حافظت منذ عام 2005 على شعرة معاوية مع النظام السوري، وراعت التوازنات اللبنانية وحمت الحكومات الوفاقية، في حين ذهبت دمشق الى الحد الاقصى برعاية حكومة من لون واحد. لذا يمكن موقفها، ولا سيما اذا استعدنا موقفها الاساسي من تكليف ميقاتي، ان يكون وازنا في منطقة تغلي بالاحداث الطائفية والسياسية، مع انعكاسه على تحرك حلفائها في لبنان الذين خسروا مرة اخرى معركة فاصلة كان يمكن ان تتحول لمصلحتهم خلال الاشهر الفائتة لولا سياسات مبهمة وعبثية. 

وكذلك ثمة ترقّب لكيفية ارتداد الاحداث السورية على الوضع الحكومي واللبناني برمته، وخصوصا اذا ما نحت منحى دراماتيكياً جمعة بعد اخرى، كما حصل في جسر الشغور. من هنا يمكن فهم الاستعجال لصوغ البيان الوزاري والذهاب نحو جلسة الثقة في اسرع من المتوقع، كي لا تباغت الاحداث السورية الحكومة الجنين، قبل ان تتسلم مفاتيح الحكم. فتثبيت اقدام الحكومة يتعدى المصالح الداخلية الضيقة والتعيينات وتعزيز حصص الطوائف، ذلك ان سوريا تدرك انها مقبلة على معركتين دوليتين هما القرار الاتهامي والقرار الدولي في مجلس الامن، وهي تحتاج الى ادوات العمل كلها لمواجهتهما.

 

حكومة مأزومة بمكسبها !

نبيل بومنصف/النهار

الكاسب مأزوم والخاسر مأزوم مع هذه الحكومة الجديدة ولا حقيقة اخرى دون ذلك مهما قيل. الكاسب يأتي محمولا بويل ما ينتظره، والخاسر تراه لا يصدق ما يرى من وقائع معاكسة لمجرى المنطق. لكأن حكومة الاكثرية تسللت الى سدة السلطة بخديعة هي تدرك ان العالم يكمن لها على الكوع مترصدا اي حركة وموقف وإجراء ليأخذها بجريرة هذه "الفعلة الانقلابية". ولكأن خصومها يعيشون عنف القدر المتحكم بلبنان بميزان قوى مختل يأبى الا ان يعمل آخر خلجاته في تحكيم خصومهم.

في الواقع النظري ظن جمهور 14 اذار انه من رابع المستحيلات ان يتمكن حلفاء سوريا في لبنان من تشكيل حكومتهم فيما حليفهم الاقليمي الاكبر "يعاني" تبعة القمع الدامي الجاري في سوريا. لكن هذا المستحيل حصل.

وفي الواقع العملي يظن جمهور 8 اذار ان النجاح في اخر الخطوات المتممة للانقلاب على فريق 14 اذار ستمر ببراعة المناورة والقدرة المستمرة للنفوذ السوري. لكن هذا النجاح الموقت محفوف بآلاف المزالق القابعة على الطريق.

حتى مع الغضب المكبوت لدى جمهور 14 اذار، ثمة ما يمتلكه من "رهان" على ان مجازفة الخصوم كانت خطأ فادحا اذ ان النجاح في تأليف حكومة لن يوقف مد الثمن المزدوج لتحكيم اللون الواحد، ولو بلونين متفاوتين بين واحد فاقع وآخر معتدل، ولتلقي الانعكاسات عن كل ما يلم بالحليف السوري.

وحتى مع الزهو الطافح لدى جمهور 8 اذار ثمة ما سيدعوه الى التوقف دوما للالتفات الى الوراء والامام وتحسس كل شاردة ووواردة تأتي لها هذه الحكومة المرصودة.

قد يقال ان في لبنان وحده يحصل هذا، وقد قيل قبل ذلك ان لبنان ليس جزيرة معزولة عن محيطه الملتهب. لكن ان يحصل الامر بهذا الالتواء المنطقي فهنا ذروة المفارقات والغرائب. جرى تبرير الولادة المتأخرة بانعكاسات الدومينو العربي وآخر حلقاته السورية خصوصا. ثم جرى تبرير الولادة الصاعقة بالحسم السوري. وما بينهما لا لبننة ولا من يلبننون سوى مسرح الدمى المسمى عقدا داخلية.

قد تكون هذه الخلاصات شديدة القسوة على الذات اللبنانية وربما جاحدة لانها تنكر اثر الحساسيات اللبنانية والطموحات الفائقة القوة الى نصب مشهد متغير فعلا بحصص واحجام بدت ماثلة في تركيبة الحكومة. ولكنها خلاصات واقعية في اقتناعات الناس الذين يتندرون بسخرية قاهرة ومريرة حول تفلت فرصة ذهبية لخطف لبنان من كل ماضيه القريب.

ومع ان السياسة ليست صنيعة الانفعالات وحدها، فان اهمال المشاعر غالبا ما يؤدي الى سقطات وحرائق قاتلة، وهذا الذي يجري في العالم العربي اكبر من ان يدحض بغير هذا الدليل. ولنقل ان ليس امام حكومة مأزومة بمكسبها سوى خيار واحد هو التزام تعهدات رئيسها نفسه بالحكم على افعالها.

 

الحفرة اللبنانية» بعمق الجرح السوري

طارق الحميد/الشرق الأوسط

اليوم، عرف السوريون من يقف معهم ومن يقف ضدهم، انكشفت لهم إيران، ومثلها حزب الله. لكن صدمة السوريين الكبرى اليوم هي من لبنان، وكثير من ساسته! خصوصا أن لبنان عرف ظلم النظام السوري وقسوته، الذي صادر قرار لبنان لعقود، وزرع بين اللبنانيين سلاح حزب الله الإيراني، كنتاج لمحور طهران - دمشق - بيروت، منذ الثورة الخمينية، فكيف يقف لبنان «الديمقراطي»، التواق للحرية، مع النظام السوري الذي يقمع شعبه بوحشية؟ لذا، فاليوم تأكد أننا أكثر عروبة من مدعيها في لبنان، بل وأصدق؛ لأننا نؤمن بأنه بإمكان العرب أن يكونوا أكثر رقيا، وتعليما، وحرية، ولا يستحقون قيادات طائفية، أو ساكني كهوف وجحور. ونؤمن بأن العرب ليسوا انتحاريين، بل متحضرون أصحاب رؤية، ودعاة سلام. بالطبع العرب ليسوا نبيه بري (رفسنجاني لبنان)، أو جنبلاط المتشقلب، وإن كنت أكن له مودة، لكنها تتعقد من كثرة تقلباته، جنبلاط الذي قال لجورج بوش الابن بعد أول انتخابات في العراق: «غريب بالنسبة لي أن أقولها، لكن عملية التغيير هذه (في المنطقة) تحدث لأن أميركا احتلت العراق، كنت متشككا حيال العراق، إلى أن رأيت 8 ملايين عراقي يدلون بأصواتهم قبل 3 أسابيع.. لقد كانت بداية جديدة للعالم العربي. السوريون والمصريون كلهم يقولون إن شيئا ما يتغير. لقد سقط جدار برلين.. نستطيع أن نرى ذلك»! فلماذا لم يرَ وليد بيك، وهو يعلق على تشكيل حكومة لبنان الجديدة، جدار الخوف وهو يسقط في دمشق؟ بل أين جنبلاط العروبي وبيروت تعيد الجنود السوريين الفارين للبنان إلى نظام الأسد؟

كتبت ذات يوم عن «الحفرة اللبنانية»، واليوم أقول: إنها بعمق الجرح السوري، وبشهادة اللبنانيين أنفسهم. فهاهو الصديق حازم صاغية يكتب في الشقيقة «الحياة» تعليقا على مواقف بعض حلفاء سوريا اللبنانيين، قائلا: «الحلفاء اللبنانيون هؤلاء مهنتهم الوساطة بين السيد وعبيده، يتسابقون على شاشات التلفزيون لإيصال رسالة السيد إلى العبيد وإقناع الآخرين بأن خير ما يسعون إليه هو البقاء عبيدا».

وليس صاغية وحده، فهاهو عباس بيضون يكتب متعجبا في صحيفة «السفير»: «من المستغرب أن نزايد في لبنان على السوريين في تأييد نظامهم وأن يكون لهذا النظام في لبنان هيبة أكبر مما له في سوريا.. هذا غريب، بل هذا مضحك ومزرٍ في الوقت نفسه»! وبالطبع، من الأشياء المزرية مؤخرا حكومة لبنان الجديدة، خصوصا أنها تشكل بهذه الطريقة في وقت تهب فيه الشعوب العربية، وبالأخص السوريون، بحثا عن الكرامة. أكتب هذا وتربطني علاقة جيدة بالسيد نجيب ميقاتي، لكن هذا الفرق بيننا، نحن الحريصين على عروبة أوطاننا، وبين حفاري «الحفرة اللبنانية»، وأتباع نظام سوريا وإيران.. نحن حريصون على عروبتنا، وهم حريصون على طوائفهم، وشتان ما بيننا! ومثلما يفقد المرء أصدقاء في الحروب، فإننا خسرنا أصدقاء لبنانيين كثرا في معركة العقل والإنسانية، للأسف! صحيح أن لبنان جزء من ذائقتنا، لكنه أيضا جزء من كارثتنا الأخلاقية السياسة. قد يقول البعض إن لبنان بلد صغير، لكن قديما قالت العرب: إن معظم النار من مستصغر الشرر!

 

أردوغان بعد ناصر والخميني!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لا أدري إن كانت تركيا في حالة تشكل تتلمس خلالها خطاها، أم إننا نحن الذين في حال تعرف عليها، إنما الأكيد أن تركيا ليست دولة شرق أوسطية تقليدية رغم أنها بلد ذو خصائص مشتركة مع دول المنطقة اجتماعيا وتاريخيا، إلى حد ما. في انتخابات نزيهة انتخب الأتراك حزب العدالة والتنمية للمرة الثالثة على التوالي.. فاز فوزا لكنه لم يكن ساحقا، أقل من خمسين في المائة. وبالتالي، عليه العمل مع الأحزاب الأخرى إن أراد حقا إعادة تطوير العمل السياسي كما وعد. قبل 8 سنوات فاز للمرة الأولى بنحو ثلاثين في المائة فقط كانت كافية لتشكيل حكومة وإثبات أنه حزب سياسي يلتزم بقواعد اللعبة وليس كما كان يُخشى من كونه حزبا إسلاميا مؤدلجا يريد كل كعكة الحكم. ثم خاض بعد أربع سنوات الانتخابات التالية وفاز بستة وأربعين في المائة، أي إنه نجح في الامتحان وكسب الثقة. والآن فاز بأقل قليلا من خمسين في المائة، مما يعني أنه صار حزبا شعبيا.

أظن أننا أمام أربع سنوات أردوغانية تركية غير عادية، ستكون أهم سنوات لتركيا في المنطقة منذ ستين عاما عندما بناها مؤسسها كمال أتاتورك على فكرة الدولة الحديثة. وهي دولة مختلفة عن النموذج العربي ومختلفة عن الدولة الإسلامية مثل إيران، وليست أوروبية أيضا.

وعندما قلت إنني لا أستطيع أن أجزم إن كانت هي تركيا جديدة تتلمس طريقها أم نحن الذين اكتشفنا تركيا متأخرين، فالسبب فعلا أننا نسمع ونرى شكلا مختلفا عما اعتدنا عليه في المنطقة. زعيمها الطيب أردوغان قال - وهو يعرف أن كلمته متلفزة ومترجمة - للعرب: «إن تركيا ستكون النموذج الذي يحتذى»، وربما علينا أن نصدقه ونفهم معاني هذه العبارة. من طبع دول المنطقة أن تنظر إلى فوق تبحث عن زعيم تقلده، فقد احتذت المنطقة نماذج مختلفة؛ في الخمسينات كان هناك النموذج الناصري الذي ألهم الانقلابات العسكرية، والفكرة القومية، لكنه ما لبث أن سقط، فالنموذج البعثي القومي الذي لم ينجح أبدا، ثم ظهر النموذج الإيراني الذي ألهم الفكر الثوري وأحيا الحركة الدينية الأصولية.. هو الآخر سقط. الآن نحن أمام نموذج تركي يحث أيضا على التغيير، وسريعا صار لزعيمه أردوغان شعبية عند عامة العرب. أرضى ملايين العرب المكسورين عندما أهان أمام الملأ رئيس إسرائيل شيمعون بيريس، وتحدى حظر إسرائيل بسفن إغاثة أبحرت إلى شواطئ غزة المحاصرة. ومع أن الحملة الإغاثية فشلت، إلا أن الدعاية التركية نجحت.

والآن أقدم أردوغان على أهم عمل سياسي خارجي في تاريخ تركيا، منذ طرد عسكر الأتراك من العالم العربي، بالوقوف إلى جانب الشعب السوري ضد نظامه في وقت تعامت فيه كل الحكومات العربية عما يحدث هناك. أردوغان اليوم بطل شعبي عربي.

يمكن أن نقر بأن هناك نموذجا تركيا مختلفا.. نموذجا إسلاميا معتدلا.. ديمقراطيا أيضا معقولا.. سياسة خارجية بخطاب متوازن؛ مع حكومة سورية عندما تحاصرها إسرائيل، وضدها عندما تقمع شعبها.. مع علاقات علنية مع إسرائيل دون أن يكون ذلك على حساب الشعب الفلسطيني.. حكومتها إسلامية ليبرالية تحت سقف علماني، وهي بلد متوسطي الجغرافيا، وغربي الاقتصاد. وكل هذه الخصائص التي ذكرتها ليست جديدة على تركيا، مع هذا، أشعر أننا أمام تركيا جديدة في المنطقة، ولا أستطيع أن أجزم كيف سيعمل النموذج التركي في المنطقة.