المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 14 حزيران/2011

رسالة بطرس الأولى/الفصل 4/12-19/احتمال الآلام

أيها الأحباء، لا تتعجبوا مما يصيبكم من محنة تصهركم بنارها لامتحانكم، كأنه شيء غريب يحدث لكم، بل افرحوا بمقدار ما تشاركون المسيح في آلامه، حتى إذا تجلى مجده فرحتم مهللين هنيئا لكم إذا عيروكم من أجل اسم المسيح، لأن روح المجد، روح الله، يستقر عليكم لا يتألم أحد منكم ألم قاتل أو سارق أو شرير أو متطفل، ولكنه إذا تألم لأنه مسيحي، فلا يخجل وليمجد الله بهذا الاسم حان الوقت الذي به تبتدئ الدينونة بأهل بيت الله. فإذا ابتدأت بنا، فما هي نهاية الذين يرفضون إنجيل الله؟ فالكتاب يقول: إذا كان الأبرار يخلصون بعد جهد، فما هو مصير الكافر الخاطئ؟ وأما الذين يتألمون كما شاء لهم الله، فليعملوا الخير ويسلموا نفوسهم إلى الخالق الأمين

 

عناوين النشرة

*حكومة ميقاتي: جماعة من الإرهابيين والمطلوبين للعدالة والمرتزقة/الياس بجاني

*بوجي أعلن تشكيلة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي/ميقاتي: شكّلتُ الحكومة لأنّ الأمور ساءت إلى درجة كان يصعب معها تشكيلها بعد اليوم

كلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من قصر بعبدا بعد إعلان تشكيل الحكومة

*أرسلان يعلن استقالته من الحكومة: لا يشرفني الجلوس إلى جانب ميقاتي 

*الحكومة كاذبة ومخادعة ومعيبة.. بركات لموقعنا: "الديمقراطي" خارج الحكومة وما يسمى بالأكثرية الجديدة.. والمسؤولية تقع على عاتق ميقاتي شخصيّاً   

*النائب محمد قباني/تعليقاً على الحكومة: "آخ يا بلدنا".. ميقاتي أكمل إلغاء بيروت من الخارطة السياسية   

*طموح العماد عون بتحقيق التغيير والإصلاح في هذه الحكومة غير متاح في ظل حكومة برئاسة ميقاتي

*شمعون: التغيير أساساً يجب أن يكون في الذهنيات 

*الجيش السوري «يسيطر» على جسر الشغور... و10 آلاف لاجئ على الحدود

*سورية: مشكلة اللاجئين تُقلق تركيا وحملة الدبابات تشتد في جسر الشغور

*منطقة عازلة تركية في شمال سوريا؟ أقرتها اتفاقية اضنة وتنتظر قرار دولي يسعى إليه اردوغان/طارق نجم/موقع 14 آذار

*الراي" عن مصادر أميركية: خطّة لاغتيال الحريري انطلاقاً من المطار.. واشنطن وباريس والرياض نصحته بأن يبقى خارج لبنان

*المرعبي: لا يوجد أميركيون أو إسرائيليون في الشمال لينتشر سلاح "حزب الله"

*الخصوم سيصفونها فوراً بأنها "حكومة بشار الأسد" ولن تصمد/احتمالات قاتمة تتربّص بحكومة ميقاتي إن ولدت/إيلي الحاج /النهار 

*"الراي" عن مسؤول أميركي: إغتيال الحريري المدخل الوحيد المتاح للنظام السوري لإشعال نار كبرى 

*ريم وموسى/عماد موسى/لبنان الآن

*ضغوط داخلية تساهم في تطوير مواقف الدول/إنتفاء الوساطات حيال التطورات السورية/روزانا بومنصف  /النهار

*هذه "المحاسبة" إلى أين؟/النهار/نبيل بومنصف      

*حكومة اللون الواحد أو اللونين؟/علي حماده  /النهار

*لأن للتغيير في المنطقة انعكاسات على لبنان/هل تنعقد هيئة الحوار لاتخاذ موقف موحد؟/اميل خوري /النهار

*تمثيل بيت الرئيس كرامي أمر محسوم لقلب المشهد السياسي"/علامَ يتّكئ "حزب الله" في توقّع حكومة وشيكة؟/ابراهيم بيرم/نهارنت

*متمولون من "8 آذار" يبيعون مؤسساتهم في سورية تحسبا لسقوط النظام/حميد غريافي: السياسة

*لماذا لا يمكن لسنوات الخوف في سورية أن تعود؟/رضوان زيادة /الحياة

*حافظ الأسد كان أكثر انفتاحاً من بشّار /الرئيس السوري ضعيف لا يستطيع تأكيد سلطته/الجمهورية

*أيّ "ضرب" أكله وئام ورفاقه؟/طوني عيسى/الجمهورية

*عون: رحلة مُحيّرة من جبيل الى مليتا... الى غابي ليّون؟/الجمهورية/فادي عيد

*رسالة اليرموك/حازم صاغيّة/لبنان الآن

*وليد عيدو مناضل قال كلمته.. واستشهد/عمر حرقوص

*استشهاد رضا هدى صابر سجين سياسي في إيران نتيجة إضرابه عن الطعام ومماطلة الجلادين في نقله إلى المستشفى

*واشنطن بوست: الحكومة العراقية تمنع وفد الكونغرس الأمريكي من زيارة أشرف

*بيان صحفي للنائب تد بو/أعضاء الكونجرس منعوا من الوصول إلى معسكر أشرف

*النظام الإيراني يرحب بأسلوب تعامل نوري المالكي مع وفد الكونغرس الأمريكي

 

تفاصيل النشرة

 

حكومة ميقاتي: جماعة من الإرهابيين والمطلوبين للعدالة والمرتزقة

بقلم/الياس بجاني*

تشكلت حكومة المطلوبين والقتلة والمجرمين والمرتزقة في لبنان المحتل بعد أن أعطى الرئيس السوري بشار الأسد الضوء الأخضر للخانعين والطرواديين والطبول والصنوج اللبنانيين العاملين بأمرة مخابراته، وذلك عقب زيارة الخنوع والذل الأخيرة التي قام بها وليد جنبلاط لسوريا حيث التقى الأسد وعاد ومعه الخبر اليقين الفرماني.

الحكومة التي أعلنها ميقاتي من قصر بعبدا ووقع ميشال سليمان مراسيمها هي قلباً وقالباً وبالكامل حكومة إيران وسوريا، وكل من سمي فيها وزيراً كان ولا يزال وسوف يبقى أداة طيعة ورخيصة بيد قادة ومخابرات ومطابخ دولتي محور الشر.

محزن ومؤسف أن يصل موطن جبران وهنيبعل وقدموس وبشير والرسالة وال 7000 سنة حضارة وتاريخ إلى هذا الدرك من الانحطاط على كافة المستويات، وعار أن تحٌكم وطن الحرف عصابات وجماعة إرهاب وطرواديين تحت مسمى مسؤولين وفنيين.

أما خنوع ميشال سليمان واستسلامه كلياً للإرادة السورية - الإيرانية فهو لم يكن مفاجئاً لمن يعرفون طينة الرجل وخامته والطرق المذلة والانتهازية التي سلكها للوصول إلى رئاسة الجمهورية ومن قبلها إلى قيادة الجيش. براحة ضمير نقول إن ميشال سليمان هو نسخة منقحة عن سيء الذكر اميل لحود، وها هو يُسقط القناع عن وجهه الذي حاول دون نتيجة أن يتلطى خلفه خلال الثلاثة سنوات الماضية. مسكين "من بعد ما قد وهد"، أعطوه فقط ناظم الخوري وزيراً وهو المعروف بارتباطاته الوثيقة بالنظام السوري وسمحوا لميشال عون المرتد عن مارونيته ولبناتيه أن يلغي دوره ويهمشه ويحوله إلى باش كاتب في قصر بعبدا.

أما نجيب ميقاتي فحدث ولا حرج لأن الرجل معروف بتاريخه وخلفيته اللتين يدوران في فلك عائلة بشار الأسد التي اختارته لينفذ أوامرها في لبنان، وهو بالتأكيد سيكون طيعاً ومطيعاً "وشاطراٌ" كما دائما ولن يخالف لهم أي أمر في حال تمكن من ذلك. وفي حال أمثاله يقول المثل، "الشوك لا يثمر عنباً".

المهووسون والعمي بصراً وبصيرة من أتباع ميشال عون الساقط في كل تجارب إبليس أعلنوا النصر المبين ويتوهمون في عقولهم المرّيضة أنهم عزلوا كل الأطياف المارونية والمسيحية الأخرى وخصوصاً ميشال سليمان والقوات اللبنانية والكتائب والمسيحيين في 14 آذار ومعهم بكركي بكردينالها صفير وبطريركها الراعي، فيما الواقع المعاش والمر والمخزي يقول إنهم أتباع ومرتزقة لأسيادهم في سوريا وإيران وهم حقيقة لا يمثلون لا الموارنة ولا المسيحيين لا من قريب ولا من بعيد ولا حتى يشبهونهم في شيء لأنهم مخلوقات مسخ وطفيليات طارئة تخلت عن كل مقومات الكرامة والوطنية وتتلذذ بوضعيتي العبيد ولحس المبرد.

يبقى أنه ورغم كل الضجيج الإعلامي والمسرحيات الهزلية المملة وحفلات "النتاق والهرار" (التقيؤ والإسهال) التي يتحفنا بها ميشال عون كل يوم ثلاثاء، ورغم الأوهام وعنتريات هذا الساقط المقززة من دويلة حزب الله في الجنوب حيث أعلن من هناك وإلى جانبه محمد رعد أنه سيلوي ذراع المخابرات الأميركية بعد أن فعل الأمر نفسه مع الإسرائيلي، وخلافاً لكل توقعات المرتزقة وقيادات دولتي محور الشر، سوريا وإيران، فإن حكومة المطلوبين التي أعلنت لن تتمكن من حكم لبنان ولن تتمكن من تغيير وجهه الحضاري والسيادي والإنساني وهي لا محالة محكومة بالسقوط والفشل خلال فترة زمنية قصيرة جداً

ما غاب ويغيب عن بال السابحين في مياه مستنقعات الأوهام والانتصارات الوهمية أن القرار الظني للمحكمة الدولة آت خلال أسابع قليلة وهو سيكون كفيلاً بإعادتهم أذلاء وخائبين إلى جحورهم واعتقال كبارهم ونقلهم إلى لاهي لمحاكمتهم على كل ما اقترفوه من إجرام، في حين أن سقوط النظام السوري أمسى مسألة وقت ليس إلا.

في الخلاصة نشير إلى أن كل مراجع التاريخ والمنطق والعقل والإيمان تقول بأن الشر لم يتمكن في أي وقت من الأوقات من الانتصار على الخير مهما حقق الشر من أرباح آنية لأن الشر هو إبليس والخير هو الله، والله إن كان يُمهل فهو لا يُهمل، فهل من يتعظ من جماعات الشرود والجنون وأحلام اليقظة؟؟

 *الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

 

جكومة حزب الله وايران وسوريا والمرتزقة.. 13 وزيراً جديداً " 

١٣ حزيران ٢٠١١

صدرت عند الثالثة إلا ربعاً من بعد ظهر اليوم ثلاثة مراسيم تتعلق بقبول إستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وتسمية النائب محمد نجيب ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء، وتشكيلة الحكومة الجديدة.

ووقع المرسومين الأولين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فيما وقع الثالث الرئيسان سليمان وميقاتي، وقد أذاع المراسيم الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء سهيل البوجي، وقد ضمت الحكومة الجديدة 13 وزيراً جديداً و11 وزيراً من الحكومة السابقة و5 وزراء من حكومات سابقة.

مرسوم قبول استقالة الحكومة

وجاء في نص مرسوم قبول استقالة حكومة السيد الحريري والذي يحمل الرقم 5816، ما يأتي: "إن رئيس الجمهورية، بناء على الدستور، لا سيما البند 5 من المادة 53، والفقرة (هـ) من البند واحد من المادة 69 منه، يرسم ما يأتي:

المادة الأولى: اعتبرت الحكومة التي يرئسها سعد الحريري مستقيلة.

المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلغ حيث تدعو الحاجة ويعمل به فور صدوره".

بعبدا في 13 حزيران 2011، الإمضاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.

مرسوم تسمية الرئيس ميقاتي

وجاء في مرسوم تسمية الرئيس ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء وحمل الرقم 5817: "إن رئيس الجمهورية، بناء على الدستور لا سيما البند 3 من المادة 53 منه، بناء على المرسوم 5816 تاريخ13/6/2011 المتضمن اعتبار الحكومة التي يرئسها السيد سعد الحريري مستقيلة، يرسم ما يأتي:

المادة الأولى: يسمى السيد محمد نجيب ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء.

المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلغ حيث تدعو الحاجة ويعمل به فور صدوره".

بعبدا في 13 حزيران 2011 رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مرسوم تشكيل الحكومة.

مرسوم تشكيل الحكومة

وجاء في مرسوم تشكيل الحكومة الذي حمل رقم 5818 ما يلي:

إن رئيس الجمهورية بناء على الدستور، لاسيما البند 4 من المادة 53 منه بناء على المرسوم 5817 تاريخ 13/6/2011 المتضمن تسمية السيد محمد نجيب ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء، بناء على اقتراح رئيس مجلس الوزراء يرسم ما يأتي:

المادة الأولى: عين السادة:

- محمد نجيب ميقاتي: رئيس مجلس الوزراء

- سمير مقبل: نائب رئيس مجلس الوزراء

- طلال أرسلان: وزير دولة

- نقولا فتوش: وزير دولة لشؤون مجلس النواب

- غازي العريضي: وزير الأشغال العامة والنقل

- علي قانصوه: وزير دولة

- علي حسن خليل: وزير الصحة

- محمد الصفدي: وزير المالية

- محمد فنيش: وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية

- وائل أبو فاعور: وزير الشؤون الإجتماعية

- جبران باسيل: وزير الطاقة والمياه

- حسين الحاج حسن: وزير الزراعة

- شربل نحاس: وزير العمل

- فادي عبود: وزير السياحة

- سليم كرم: وزير دولة

- علاء الدين ترو: وزير شؤون المهجرين

- أحمد كرامي: وزير دولة

- ناظم الخوري: وزير البيئة

- بانوس منجيان: وزير دولة

- وليد الداعوق: وزير الإعلام

- فريج صابونجيان: وزير الصناعة

- مروان شربل: وزير الداخلية والبلديات

- نقولا نحاس: وزير الإقتصاد والتجارة

- عدنان منصور: وزير الخارجية والمغتربين

- شكيب قرطباوي: وزير العدل

- فايز غصن: وزير الدفاع

- حسان دياب: وزير التربية

- كابي ليون: وزير الثقافة

- نقولا صحناوي: وزير الإتصالات

- فيصل كرامي: وزير الشباب والرياضة

المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلغ حيث تدعو الحاجة ويعمل به فور صدوره".

بعبدا في 13 حزيران 2011 صدر عن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس

الوزراء نجيب ميقاتي.

وقد دعيت الحكومة لأخذ الصورة التذكارية مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء عند الساعة العاشرة من قبل ظهر يوم الأربعاء الواقع في 15/6/2011، تليها مباشرة جلسة لمجلس الوزراء برئاسة فخامة رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري.

 

كلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من قصر بعبدا بعد إعلان تشكيل الحكومة

الاثنين 13 حزيران 2011

- ايها اللبنانييون لكم بعد الله عظيم الشكر وأشكر مواكبتكم تشكيل الحكومة وتحمّلتم مصاعب التشكيل وتحملنا مع جميع المعنيين وبالتعاون مع فخامة رئيس الحمهوريّة ميشال سليمان نتطلع لنيل ثقتكم وثقة ممثليكم في الندوة البرلمانية، ونحن نتمسك بالسيادة واستقلال لبنان وتحرير ما تبقى من ارضنا من العدو الاسرائيلي والتمسك باتفاق "الطائف"، والعودة الى الحوار تحت سقف الدستور، وأنّ هذه الثوابت تحفظ وحدة واستقلال بلنان، وتلتزم الدستور والقواعد التي يلتزم بها لبنان.

- إخترنا شعارًا لحكومتنا "كلنا للوطن كلنا للعمل" ليقيننا بأنّ اللبنانيين ملّوا من الكلام ويريدون العمل.

- إنّ ما تشهده الدول العربيّة ونتابع ما يجري لحماية وطننا وتجنيب بلدنا من مصاعب اقتصادية ومالية، والتطلّع لحق العودة ومنع التوطين، لذلك أؤكد أنّ الحكومة حريصة على المحافظة على العلاقات مع جميع الدول العربية الشقيقة دون استثناء وتتطلع إلى التعاون الوثيق معها، وأنّ التزامات لبنان العربيّة والدوليّة هو من الثوابت في سياسة الحكومة مع تمسكنا بقرارنا ومصلحة بلادنا العليا.

- إن الحكومة هي حكومتكم اينما كنت في الموالاة او المعارضة او في الوسطية الفاعلة وأتمنى أن تكون على قدر آمالكم ومواجهة الاخطار والمصاعب وهي حكومة كل لبنان وتعمل من أجل كل اللبنانيين، ولا تفريق بين من سيعطيها الثقة ومن سيحجبها، ومستمرون بممارسة سياسة التسامح والانفتاح.

- هذه الحكومة لم تكن لتبصر النور لولا تضحيات رئيس المجلس النيابي نبيه بري وسعيه الدؤوب.

- من الطبيعي ان تعلن الحكومة من القصر الجمهوري في بعبدا.

- في الساعات الاخيرة كان قراري بالاقدام على هذا الامر، وبدأت الامور تسوء الى درجة كان يصعب معها تشكيل حكومة بعد اليوم.

- أقدّر ما قام به الرئيس بري وجرى بعض التعديل على التشكيلة.

 

ميقاتي: شكّلتُ الحكومة لأنّ الأمور ساءت إلى درجة كان يصعب معها تشكيلها بعد اليوم

لبنان الآن/شكر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اللبنانيين ومواكبتهم لتشكيل الحكومة العتيدة، وقال: "تحمّلتم مصاعب التشكيل وتمكّنا مع جميع المعنيين وبالتعاون مع فخامة رئيس الحمهوريّة ميشال سليمان من تذليلها، ونتطلع لنيل ثقتكم وثقة ممثليكم في الندوة البرلمانية".

ميقاتي، وبعد إعلان الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي مراسيم إعلان حكومة الرئيس سعد الحريري مستقيلة ومرسوم تسمية ميقاتي رئيسًا لمجلس الوزراء ومرسوم تشكيل حكومته، قال: "نحن نتمسّك بالسيادة واستقلال لبنان وتحرير ما تبقى من أرضنا من العدو الاسرائيلي والتمسّك باتفاق "الطائف"، والعودة إلى الحوار تحت سقف الدستور، وهذه الثوابت تحفظ وحدة واستقلال لبنان، وتلتزم الدستور والقواعد التي يلتزم بها لبنان". وأشار إلى أنّ شعار حكومته سيكون: "كلنا للوطن كلنا للعمل"، ليقيننا بأنّ اللبنانيين ملّوا من الكلام ويريدون العمل. وإذ لفت إلى أنّ العالم منشغل ويتابع ما تشهده الدول العربيّة، قال ميقاتي: "نتابع ما يجري عندنا لحماية وطننا وتجنيب بلدنا المصاعب الاقتصادية والمالية، ونتطلّع لحق العودة ومنع التوطين". وأكّد، في الإطار عينه، أنّ "الحكومة حريصة على المحافظة على العلاقات مع جميع الدول العربيّة الشقيقة دون استثناء وتتطلع إلى التعاون الوثيق معها، وأنّ التزامات لبنان العربيّة والدوليّة هو من الثوابت في سياسة الحكومة مع تمسكنا بقرارنا ومصلحة بلادنا العليا".

وأضاف ميقاتي: "الحكومة هي حكومتكم أينما كنت في الموالاة أو المعارضة أو في الوسطيّة الفاعلة وأتمنى أن تكون على قدر آمالكم ومواجهة الاخطار والمصاعب وهي حكومة كل لبنان وتعمل من أجل كل اللبنانيين، ولا تفريق بين من سيعطيها الثقة ومن سيحجبها، ومستمرون بممارسة سياسة التسامح والانفتاح".

وإذ اعتبر أنّ هذه "الحكومة لم تكن لتبصر النور لولا تضحيات رئيس المجلس النيابي نبيه بري وسعيه الدؤوب"، شدّد ميقاتي على أنّه "من الطبيعي أن تعلن الحكومة من القصر الجمهوري في بعبدا"، مضيفًا: "في الساعات الاخيرة كان قراري بالاقدام على هذا الامر، بعد أن بدأت الامور تسوء الى درجة كان يصعب معها تشكيل حكومة بعد اليوم"، مقدّرًا في الوقت عينه "ما قام به الرئيس بري"، ومشيرًا إلى أنّه "جرى بعض التعديل على التشكيلة".(رصد NOW Lebanon)

 

أرسلان يعلن استقالته من الحكومة: لا يشرفني الجلوس إلى جانب ميقاتي 

 وكللات/أعلن رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان للرأي العام اللبناني استقالته من الحكومة، حكومة المدعو نجيب ميقاتي الذي لا يشرفني على الاطلاق الجلوس على يمينه في حكومة هو يرأسها. ووجه ارسلان، خلال مؤتمر صحافي عقده في دارته في خلدة، "كل التحية والاحترام الى الوزراء في الحكومة"، مشيراً الى "تكاذب ميقاتي على مدى 5 اشهر علينا وعلى اللبنانيين ومحاولة احراج المقاومة والحلفاء في اكثر من مناسبة". واعتبر ان "هذا التكاذب، الذي أسميته القرصنة في تشكيل الحكومة، أثبت ان هناك قرصنة على كافة المستويات،" لافتاً الى ان ميقاتي "حاول معه، كما حاول مع العديد من الحلفاء، ان يخلفنا مع العماد عون والمقاومة فضلاً عن النائب وليد جنبلاط".

واشار ارسلان الى أن "هذا التحايل في التعاطي مع الشأن العام لا يمكن ان اكون الى جانبه"، محذراً من ان "الاتي اعظم في الاداء ومعالجة الامور في الحكومة".

وأعرب عن اسفه "للتعاطي غير اللائق بما يسمى بالوزارات السيادية وغير السيادية والتمييز العنصري الذي حذرت منه"، مذكراً من "أنه أكد في اكثر من مناسبة من انه يوفق بان يتم التعامل مع الدروز او الارمن او العلوييين او الاقليات بهذه الطريقة". وشدد ارسلان على الحق الطبيعي للدروز والاقليات، او بما يسمى بالطوائف المشرقية، معتبراً انهم "يشرفون اي وزارة يتسلمونها كانت سيادية او غير سيادية، وقول ميقاتي بان هناك عرف يؤكد عدم قدرة الدروز على تسلم الداخلية او الدفاع هو تواطؤ على العيش المشترك والعقد الاجتماعي ويبرز مدى هشاشة النظام السياسي في لبنان". ولفت الى انه "انطلاقاً من هذا الموقف، لا استطيع المشاركة في حكومة يقول ميقاتي ان الدروز لا يحق لهم المطالبة بوزارة سيادية"، مشدداً على انه "لا يمكن لميقاتي ان يأخذ توقيعي على هذا الموضوع واعتبره متآمراً على العيش المشترك والعقد الاجتماعي الذي يميز لبنان وأحجب الثقة عن الحكومة واطلب من الرئيس نبيه بري ان يدرج اسمي من اول المتكلمين في الجلسة النيابية المزمع عقدها للبحث بالثقة لميقاتي". واكد انه لن "يسمح لميقاتي ان يوقع فتنة بين الدروز او بينه وبين جنبلاط، داعياً جميع المناصرين الى ان يلتزموا الهدوء والعودة الى البيوت. واضاف: "نحن اصحاب مشروع سيادي يجمع اللبنانيين ولا يفرق بين ابناء العيش المشترك، وموقفنا السياسي اخذناه وعبرت عن التزامي السياسي فيه ونحن في بلد ديمقراطي واللعبة الديمقراطية يجب ان تأخذ دورها". وتابع: "أتمنى ان اكون خاطئاً وأهنئ الحريري الذي يبرهن انه البديل على الا يأتي الحريري كرئيس للحكومة من جديد على حصان أبيض".

 

الحكومة كاذبة ومخادعة ومعيبة.. بركات لموقعنا: "الديمقراطي" خارج الحكومة وما يسمى بالأكثرية الجديدة.. والمسؤولية تقع على عاتق ميقاتي شخصيّاً   

موقع 14 آذار /باتريسيا متّى

وأخيراً بعد طول انتظار صدرت التشكيلة الحكومية وتصاعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا معلناً حكومة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، ولكن على الرغم من أنها حكومة لون واحد إلاّ أنها لم تنل رضا كل قوى "8 آذار" وتحديداً "الحزب الديمقراطي" الذي أعلن في تصريح خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني وبلسان أمينه العام وليد بركات أن "الحزب خارج هذه الحكومة ولن يمنحها الثقة في المجلس النيابي".

هذا وعلّق بركات على شعار الحكومة "كلنا للوطن كلنا للعمل"، معتبراً ايّاه شعاراً "لا يمتّ بصلة لا للعمل ولا للوطن عندما يُستثنى رمز وطني كبير كالمير طلال أرسلان الذي أنقذ البلد من 7 أيّار ومن حرب أهلية ليمنح فقط وزارة دولة دون موافقته أو حتّى استشارته وفي وقت سبق ورفضها"، لافتاً إلى أن "الحكومة ليست لا للوطن ولا للعمل ولا علاقة لها بالمثل الوطنية العليا"، واصفاً التركيبة بـ"المعيبة في وقت المير طلال رمز وطني كبير".

بركات إذ رأى أن الحكومة "لن تعيش مطوّلاً"، قال أنه "سيكون للحزب موقف سياسي من هذه الحكومة يعلن بعد الاجتماع الذي يعقد الآن لأنه لا يجوز التعاطي مع الحزب الديمقراطي بهذا الشكل لا من الحلفاء الجدد ولا السابقين خصوصاً وأنه يمثل شريحة سياسية كبيرة على المستوى الدرزي والوطني والنيابي"، معتبراً ما حصل "جحوداً بحقّ الحزب الذي قدّم تضحيات ولمن لا يتذكر، نحن قدمنا صالح العريضي شهيداً في سبيل وحدة لبنان ووحدة الجبل ".

وعن تحفّظ كل من حركة "أمل" و"حزب الله" على هذه التشكيلة، دعا بركات "كل المعارضة لإعلان موقف صريح من الحكومة وإذا كانوا فعلاً متحفّظين فانه لأمر عظيم وشيء جيّد"، معتبراً أنها "حكومة الفريق الواحد".

الى ذلك أكدّ أن "أرسلان معارض لهذه الحكومة"، وأعلن "خروج الحزب الديمقراطي من صفوف الأكثرية أو بالأحرى ما يسمى بالأكثرية النيابية إلا إذا أعلنت المعارضة موقف نهائي متحفظ أو رافض لهذه الحكومة ولكننّا محتفظين بثوابتنا السياسية والوطنية والقومية ووقوفنا الثابت الى جانب المقاومة ضدّ إسرائيل".

واذ أصرّ بركات على التفريق "بين الثوابت الأساسية والموقف من الحكومة"، وصف سياسية هذه الحكومة بـ"الكاذبة والمخادعة"، محمّلاً "المسؤولية على عاتق الرئيس ميقاتي شخصيّاً وكل من وافق على استبعاد الحزب الديمقراطي بهذا الشكل وعدم اعطائه حقه الطبيعي بالتمثيل"، وتوجه الى الأخير بالقول: "لم نكن متوقعين منك هذا التصرف في وقت كنت ترسل إلينا حرصك على تمثيل المير طلال بحقيبة وازنة"، متسائلا: أهذه هي الحقيبة الوازنة (وزير دولة)؟ فشكراً للرئيس ميقاتي".

وختم بركات حديثه مؤكدّاً أن "الحزب الديمقراطي لا يمكن أن ينضمّ لقوى 14 آذار المعارضة لأننا نعارض فقط الحكومة"، معتبراً أن "الحزب لم يندم على إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري لأنه كان يجب أن تسقط منذ زمن طويل".

 

النائب محمد قباني/تعليقاً على الحكومة: "آخ يا بلدنا".. ميقاتي أكمل إلغاء بيروت من الخارطة السياسية   

علق عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد قباني على تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي في تصريح اليوم، استهله بعبارة "آخ يا بلدنا"، وقال: "أخيراً ألف الرئيس نجيب ميقاتي الحكومة التي تجسد شعاراته وأهدافه الثلاثة: فهو أعاد طرابلس إلى الخريطة السياسية كما وعد عند تكليفه، فأعطاها حصة الأسد والنمر والفهد وأكثر قليلاً ونحن مع أهل طرابلس حتماً، أما بيروت فأكمل إلغاءها من الخارطة السياسية، إذ أن حكومة جميع أعضائها تقريباً من السياسيين لا يوجد فيها سياسي بيروتي واحد". أضاف: "ثم أنه أثبت أنه السني الأول في لبنان قولاً وفعلاً، فعدد الوزراء السنة أكثر من زملائهم الشيعة والموارنة، وقد أفرح هذا الأنتصار الكبير أهل السنة في كل أنحاء العالم وعمت احتفالاتهم كل البقاع التي ينتشرون فيها من المغرب وحتى أندونيسيا وما بينهما". وتابع: "والهدف الثالث هو فعالية وشفافية الحكومة، إذ أعاد إليها الوزراء الذين يتمتعون بقدر رفيع من النزاهة والكفاءة، وطهرها من الوزير الوحيد المتهم بالفساد والجهل، زياد بارود، الذي أتوقع أن يحال إلى القضاء لسؤاله: من أين لك هذا؟ من أين لك القصور والعقارات؟". وختم: "مبارك يا دولة الرئيس، وآخ يا بلدنا".

 

الفرزلي ينعي الحكومة فور ولادتها: حكومة "نجيب" تحمل بذور تدمير نفسها بنفسها.. وميقاتي سيأخذنا لمرحلة متقدمة من التنازلات والتسويات  

طموح العماد عون بتحقيق التغيير والإصلاح في هذه الحكومة غير متاح في ظل حكومة برئاسة ميقاتي

سلمان العنداري/موقع 14 آذار

 بعد نحو 5 أشهر على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل حكومة جديدة بعد انقلاب "حزب الله" وقوى الثامن من آذار على حكومة الرئيس سعد الحريري، خرج الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي من القصر الجمهوري ليعلن تشكيل الحكومة الجديدة.. وفي تعليق أولي على "إعلان التشكيلة"، تحدث نائب رئيس مجلس النواب الأسبق إيلي الفرزلي في تصريح خاص لموقع "14 آذار" الإلكتروني، وأعرب عن تشاؤمه من شكل الحكومة فقال: "لا يوجد لديّ أي مأخذ على أي وزير من الوزراء التي طرحت أسماؤهم، إلا ان نقطة الاعتراض الأساسية تتمثل في شخص الرئيس نجيب ميقاتي وفي أهدافه وخلفياته". ورأى الفرزلي أن "ميقاتي غير قادر على ادارة الصراع في البلد"، متوقعاً أن "يذهب إلى مرحلة متقدمة من التسويات والتنازلات، مما يحول هذه الحكومة في أسابيع معدودة إلى مؤسسة عاجزة عن القيام بالدور المطلوب". وإذ شدد الفرزلي على عدم ثقته برئيس الحكومة الجديد وبما يمكن أن يقوم به من سياسات في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، اعتبر أن "ظروفاً غير لائقة رافقت توزير فيصل كرامي، إضافة إلى الغبن الذي لحق بالوزير طلال أرسلان والوزير نقولا فتوش العتيق في التجربة البرلمانية والذي لم يعطى كما يجب أن يعطى". ولفت الفرزلي الى أن "طموح العماد ميشال عون بتحقيق التغيير والإصلاح في هذه الحكومة غير متاح في ظل حكومة برئاسة نجيب ميقاتي، كما أن الظروف الحالية لن تسمح لحزب الله والمقاومة بالتحرك بسهولة، مع الإشارة إلى أن فريق الثامن من آذار هو من كلّف الرئيس ميقاتي بامتياز، وبالتالي يمكن القول أن ظروف النجاح غير متوافرة في هكذا حكومة ".وقال الفرزلي أن "هذه الحكومة تحمل في طياتها بذور تدمير نفسها بنفسها، وبالتالي لن يكتب لها النجاح بأي شكل من الأشكال نتيجة السياسة التي اعتمدها الرئيس نجيب ميقاتي، ومن خلال المعايير التي انتهجت في التكليف".

 

شمعون: التغيير أساساً يجب أن يكون في الذهنيات 

موقع 14 آذار/أكد رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون أنه بوجود الدولة يستطيع المواطن اللبناني أن يشعر بالأمان من خلال ثقته بأن الدولة قادرة على حمايته من الأخطار الخارجية في حال حدوثها". شمعون وبعد زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني في دار الفتوى،قال: "أنا في الأساس لم أكن متوقعاً أن يستطيع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من تشكيل حكومة، وخاصة بعد انشغال أصدقائه اليوم بأحوالهم أكثر، الأمر الذي جعلهم غير قادرين على مساعدته بقوة وحتمية، وكذلك في ظل الأحداث الجارية في سوريا اليوم والتي جعلتها منشغلة بحالها عن حلفائها في لبنان والذين يشعرون بأنها لا تساعدهم ولا تعطيهم ولا تمدهم بما يريدون، بعد ذلك انفتحت القابليات، شهية المتهافتين من دون وجود رادع لأي أحد منهم، بالأمس كان الرادع السوري موجود ويقول لهم "لا، اخرجوا هكذا، واعملوا ذاك"، وبوجود هؤلاء المتهافتين وشهياتهم ذلك معناه لا داعي للخوف".

وعن كلام مفتي الجمهورية في خطبته يوم الجمعة عن التغيير، اعتبر شمعون أن "التغيير أساساً يجب أن يكون في الذهنيات، فأي تغيير نتكلم عنه اليوم يستطيع أن يعمل دولة وهو في نفس الوقت فاتح دولة على حسابه، هل هذا يريد تغيير؟ يوجد منهجية طويلة عريضة بإلزام الجميع، وكل شخص محب لبلده ومؤمن بها يوجب عليه مساعدتها، لكن لسوء الحظ الناس غير مبالين للبلد، فكل شخص يسأل عن أي كرسي يستطيع الجلوس عليها؟ وكيف يستطيع الاستفادة من هذه البلد؟ فطالما الوضع سائر في هذا الشكل الحالي فالعملية طويلة".

 

الجيش السوري «يسيطر» على جسر الشغور... و10 آلاف لاجئ على الحدود

جسر الشغور، لندن، روما، نيويورك، دمشق - «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب - قالت السلطات السورية مساء امس أنها «سيطرت بالكامل» على مدينة جسر الشغور «وتلاحق فلول التنظيمات الارهابية المسلحة في الأحراج والجبال المحيطة بها»، بعد عملية عسكرية استهدفت المدينة التي فرت غالبية سكانها لـ»تطهيرها من مسلحين». وأفادت السلطات أنها عثرت داخل المدينة على مقبرة جماعية تضم جثامين رجال أمن، موضحة ان اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات الجيش ومسلحين وإن «عدداً كبيراً من الناس اعتقلوا». ومع العملية الامنية داخل جسر الشغور، تزايدت اعداد اللاجئين الفارين من المدينة. وقال ناشطون سوريون إن المنطقة الحدودية مع تركيا تحولت «عمليا» إلى «مناطق عازلة» مع تدفق نحو 10 آلاف لاجئ اليها. وقال سكان وشهود إن دبابات وطائرات هليكوبتر هاجمت جسر الشغور بعد ان دخلها الجيش اليها. وقال ناشط لوكالة «فرانس برس» إن الجيش بدأ «منذ هذا الصباح قبيل الساعة 7 (4 تغ) بقصف المدينة بشكل مركز بالدبابات والأسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب».

وتابع: «سمع دوي انفجارات وكانت مروحيات مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة»، مؤكداً انتشار حوالى 200 دبابة في المنطقة. فيما قال ناشط حقوقي آخر نقلاً عن سكان في المدينة: «تسمع منذ هذا الصباح أصوات انفجارات في جسر الشغور وكانت أعمدة من الدخان تتصاعد» من المدينة.

وأكدت روايات متطابقة لشهود تحدثوا لوكالتي «اسوشييتد برس» و»رويترز» أن جنوداً أنشقوا عن القوات الحكومية السورية رفضوا إطلاق النار على سكان المدينة، ورفضوا مغادرتها وشاركوا في «المقاومة» إلى جانب أهالي جسر الشغور.  ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن أحد السكان ان جنوداً انشقوا عن الجيش ظلوا في المدينة للقتال إلى جانب سكانها. وأوضح الشاهد إن بعض سكان المدينة قرروا ايضا البقاء «للقتال بأيديهم العارية» ضد قوى الأمن، مشيراً إلى انهم عزل وليسوا مسلحين كما تقول السلطات.

فيما قالت «اللجنة التنسيقية السورية» التي توثق للحركة الاحتجاجية إن ضابطاً و15 جندياً انشقوا عن قوات الأمن وانضموا للسكان، إلا أنه لم يمكن التأكد من دقة المعلومات.

من ناحيتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) مساء ان قوات الجيش «سيطرت بالكامل» على جسر الشعور و»تلاحق فلول التنظيمات الارهابية المسلحة في الأحراج والجبال المحيطة بها». واضافت أن وحدات الجيش «قامت بتطهير المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة، ودخلت المدينة بعد تفكيك متفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات». وزادت أن «اشتباكات شديدة بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة في محيط جسر الشغور وداخلها أدت إلى مقتل اثنين من عناصر التنظيمات المسلحة وألقت القبض على أعداد كثيرة منهم وضبطت أسلحة رشاشة بحوزتهم».

واضافت الوكالة انه «تم الكشف عن مقبرة جماعية ارتكبتها التنظيمات المسلحة بحق عناصر المركز الأمني في جسر الشغور... كما ارتكبت التنظيمات المسلحة فظائع بجثث الشهداء التي تم إخراجها من المقبرة الجماعية». وأوضحت ان «احد أعضاء التنظيمات الإرهابية المسلحة اعترف بارتكاب المجازر وتنفيذ المقابر الجماعية بحق قوى الشرطة والأمن في جسر الشغور»، واشارت الى انه «تم إخراج عشر جثث من المقبرة الجماعية معظمهم مقطوعو الرؤوس والأطراف بالسواطير وعليهم آثار إطلاق نار في أماكن عدة على الجثث».

وعلى صعيد جهود مجلس الامن لاصدار قرار يدين العنف في سورية، نقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي غربي قوله إن روسيا والصين لم تريا ضرورة للمشاركة في مداولات مجلس الامن وقاطعتا المناقشات. فيما قال ديبلوماسي آخر:»أنها رسالة واضحة» من موسكو وبكين برفض مشروع القرار الأوروبي ضد دمشق. وأوضح الديبلوماسيون انه برغم الجهود الأوروبية، فإن الصورة في مجلس الأمن لم تتغير، موضحين أن تسعة من الأعضاء في مجلس الأمن يؤيدون قرار إدانة فيما يرفضه الآخرون. ومن المقرر أن تستمر المحادثات خلف الكواليس خلال عطلة نهاية الأسبوع. لكن برغم «الصفعة» الصينية - الروسية للدول الغربية، فإن الكثير من العواصم الأوروبية وواشنطن عززتا الضغوط الدبلوماسية على دمشق في ضوء تواصل الحملة الأمنية. وطالبت بريطانيا أمس مجلس الآمن باتخاذ «موقف واضح»، بينما عبر الاتحاد الأوروبي وواشنطن مجدداً عن قلقهما من الوضع الإنساني في سورية وطالبا دمشق بالسماح بدخول فرق طبية فوراً. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لتلفزيون «سكاي نيوز» إن على مجلس الأمن اتخاذ «موقف واضح» بشأن سورية بإصداره قراراً يدين القمع في هذا البلد، مشدداً على أن «الوقت حان» لأن يتحدث الرئيس السوري بشار الأسد إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأضاف أن القرار المطلوب يجب أن يدعو سورية إلى «الاستجابة للمطالب المشروعة والإفراج عن سجناء الضمير، ورفع الحظر على الإنترنت والتعاون مع المفوض الأعلى لحقوق الإنسان».

كما دانت إيطاليا «لجوء السلطات السورية غير المقبول للعنف» وطلبت السماح للصليب الأحمر بالدخول «فوراً ومن غير قيود».  وعلى الصعيد الانساني، قال ناشطون سوريون إن المنطقة الحدودية بين تركيا وسورية تحولت «عمليا» إلى «مناطق عازلة» مع تدفق نحو 10 آلاف لاجئ سوري إلى مناطق الحدود إثر اقتحام الجيش لجسر الشغور. وبخلاف اللاجئين إلى مناطق الحدود السورية - التركية، فإن عدد اللاجئين السوريين داخل تركيا قد ارتفع أمس إلى 5051 وفق ما أعلنت وكالة «أنباء الأناضول» الرسمية التركية. وفيما قال مسؤول تركي إن اللاجئين يتلقون الرعاية في مستشفيات ومخيمات أعدتها السلطات التركية، قال ديبلوماسي غربي إن العدد الحقيقي للاجئين أكبر من المعلن حتى الآن.

 

سورية: مشكلة اللاجئين تُقلق تركيا وحملة الدبابات تشتد في جسر الشغور

باريس - رندة تقي الدين/نيويورك، عمان، دمشق، أنطاليا، غوفيتشي (تركيا) - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - استمر تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا، خصوصاً من بلدة جسر الشغور، هرباً من عملية عسكرية بدأها الجيش السوري الجمعة، وارتفع عدد اللاجئين الى 4600 آوتهم السلطات التركية في مخيمات قرب الحدود السورية حيث تجمع مقابلهم آلاف آخرون مترددين بالدخول والتحول الى لاجئين، وسط قلق من تدفق عشرات الآلاف اذا استمرت الحملة العسكرية وتوسعت. ومع دخول قوات من الجيش الى جسر الشغور ازداد تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا، التي سارعت الى جمعهم في مخيمات يُشرف عليها الدرك التركي ويتم نقل المصابين الى المستشفيات في محافظة هاتاي. وأكد خالد شفيق، نائب وكيل وزارة الخارجية التركية، ان بلاده مستعدة لاستقبال المزيد من اللاجئين الذين تم ايواء معظمهم في مخيم في يايلاداغي. وبدأ الهلال الاحمر التركي بإقامة مخيمين آخرين في التينوزوي وبوينيوغون لإيواء آلاف اخرى يُنتظر وصولهم كما أعدت السلطات مستشفى ميدانياً في يايلاداغي لتقديم الإسعافات الاولية. وتمت تغطية سياجات المخيمات لمنع الصحافيين من التقاط صور لداخل المخيم الذي منع الصحافيون من دخوله.

وصعّد البيت الابيض لهجته تجاه سورية داعياً الى «وقف فوري للوحشية والعنف» ومحذراً من «نزاع مذهبي»، في حين حذرت دمشق الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان إقرار مشروع قرار اوروبي يدين سورية لن يؤدي الا الى تشجيع «المتطرفين والارهابيين» معتبرة القرار «تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية».

واستأنف أعضاء مجلس الأمن امس المداولات، التي فشلت حتى الآن في الاتفاق على طرح هذا المشروع على التصويت، مع استمرار روسيا والصين في رفض فكرة أي مناقشة للقضية في المجلس وتلويحهما باستخدام حق النقض لرفض القرار. وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن لـ «الحياة» إن تركيا منخرطة في المداولات الدولية الجارية في شأن الأزمة «خصوصاً أنها أبدت انزعاجها وقلقها من تفاقم الأوضاع قرب حدودها وما يسببه من نزوح للمدنيين الى أراضيها». وشدد على أنها «أبدت إشارات قوية الى إمكان دعمها مشروع القرار الأوروبي في مجلس الأمن الدولي». وأفاد ناشطون ان مروحيات حربية سورية اطلقت نيران مدافعها الرشاشة لتفريق الاحتجاجات أول من امس في معرة النعمان لكن السلطات السورية قالت ان «تنظيمات إرهابية مسلحة قامت (أول) أمس بأعداد كبيرة بمهاجمة مفرزة تابعة للقوى الأمنية في معرة النعمان ما تسبب بوقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف القوى الأمنية». ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي ) عن شاهد عيان فر عبر الحدود الى تركيا السبت قوله ان القوات السورية استخدمت الدبابات في مهاجمة قرية قرب جسر الشغور وحولت بساتين الزيتون، بعدما قطعت اشجارها، وحقول القمح الى كرات نار. ومن شأن استخدام الدبابات في مهاجمة القرية ان يمثل تصعيداً لمستوى العنف الذي تستخدمه القوات السورية في اخماد الاحتجاجات. وقال الشاهد انه جاء من قرية على بعد اربعة كلم من بلدة جسر الشغور وانه شاهد 40 دبابة تدخل قرية قريبة وقد احاط بها جنود يحملون البنادق.

وصعّد البيت الابيض لهجته تجاه سورية داعياً الى «وقف فوري للوحشية والعنف» وحذر من ان الرئيس الاسد يقود شعبه الى «طريق خطير» داعياً الشعب السوري الى المحافظة «على وحدته والعمل على تفادي النزاع المذهبي»، الأمر الذي يعكس قلقاً أميركياً من اندلاع حرب أهلية في سورية ويظهر محدودية الخيارات المتاحة لواشنطن.

وفي غضون ذلك، حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالة وجهها الى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان إقرار مشروع قرار اوروبي يدين سورية لقمعها المحتجين المناهضين للحكومة لن يؤدي الا الى تشجيع «المتطرفين والارهابيين» واعتبره «تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية لسورية ومحاولة لزعزعة استقرارها والتحكم في القرارات الحالية والمقبلة ومقدرات شعبها». ويأتي هذا التحذير فيما يستأنف أعضاء مجلس الأمن المداولات التي فشلت حتى الآن في الاتفاق على طرح هذا المشروع على التصويت، إذ لا تزال روسيا والصين ولبنان تعارض مشروع القرار، فيما تبدي الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل تحفظات قوية عنه. وأوضح أن تصاعد العنف في سورية وتدهور الوضع الأمني «يجعل تركيا شريكاً أساسياً في الهواجس وتالياً في التحرك لمعالجتها، وليس فقط العالم العربي». وعما إذا كانت تركيا تشكل بديلاً إقليمياً عن جامعة الدول العربية يمكن مجلس الأمن الاستناد الى دعمه للتدخل في الأزمة السورية قال الديبلوماسي إن تركيا «وإن لم تكن عضواً في مجلس الأمن إلا أنها دولة ذات وزن إقليمي كبير، ومتأثرة مباشرة بأحداث العنف في سورية». على صعيد آخر، علم ان ممثلين من «هيئة الحوار الوطني» بدأوا اتصالاتهم مع عدد من الشخصيات السورية للبحث في موضوع مشاركتهم في اللقاء التشاوري الممهد لمؤتمر الحوار الوطني. وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» ان عملية اعداد مسودات القوانين، بينها قانون الاحزاب السياسية، ستسرع كي تعرض «ملامحها» على اللقاء. وفي باريس قال مصدر فرنسي رفيع لـ «الحياة» ان رسالة وزير الخارجية السوري الى الامين العام للامم المتحدة، التي يطلب فيها مساعدة الامم المتحدة في مواجهة الارهاب والتطرف تندرج في النهج السوري الحالي للاظهار ان النظام معرض لهجوم ارهابي بايحاء من الخارج تحركه ايديولوجية اسلامية متطرفة وانهم قوة تقاوم مثل هذا الخطر على المنطقة. وقال ان باريس لا تأخذ هذا الادعاء في الاعتبار «لأن في سورية تطلعات شعبية عميقة للاصلاح وانه من المؤسف ان النظام اكتفى باعلان نيات بالاصلاح التي لم تنفذ». وقال المصدر ان باريس تعتقد ان النظام السوري سيحاول كسر الثورة وقمعها بالقوة وانه حتى الآن لم ينجح بل يواجه توسع ثورات المدن التي تزداد يومياً ما سيؤدي الى سقوط النظام.

 

منطقة عازلة تركية في شمال سوريا؟ أقرتها اتفاقية اضنة وتنتظر قرار دولي يسعى إليه اردوغان
طارق نجم/موقع 14 آذار

اليوم وضع رجب طيب اردوغان ورقته الانتخابية في صندوق الإقتراع ومع ملايين الأتراك الذين منحوا «حزب العدالة والتنمية» السلطة للمرة الثالثة على التوالي منذ عام 2002، وبذلك ستمتد فترة حكم هذا الحزب حتى العام 2016 مما سيجعلها الأطول في الحكم في تاريخ تركيا الديمقراطي طوال العقود السبعة الماضية. وإذا منح الاتراك اصواتهم لأردوغان لنجاحه في السياسة الاقتصادية التنموية التي وعد بها، فإن حصة السياسة الخارجية كانت عاملاً إضافياً في انتخابه حيث يذكر على أول سجل هذا السياسة المواقف الداعمة للفلسطينيين وآخرها الناقدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وإذ لم يجد 5 آلاف من سكان جسر الشغور ملاذاّ لهم إلا الأراضي التركية بعد أن أجتاح بلدتهم "حماة الديار"، شبهت تركيا ما حصل بأنه شبيه بالهجرة الجماعية لأهالي شمال العراق نحو تركيا ملمحة بمنطقة عازلة.

الحدود السورية التركية: تاريخ من الاتفاقات الأمنية أبرزها اتفاق اضنة والذي يسمح بمنطقة عازلة

طوال فترة خلافاتها مع سوريا، استخدمت تركيا ما عرف بالكماشة الاستراتيجية ذات شقين: المياه في الشمال واسرائيل في الجنوب. ووفق الواقع التاريخي، فإنّ جذور الصراع الحدودي بين البلدين تعود الى فترة الحرب العالمية الاولى حين منحت الاستعمار في ذلك الحين لواء الاسكندرونة الى تركيا-الاتاتوركية لإسترضائها قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية.

وقد بدأ ظهور تحول ملفت في العلاقة بين البلدين منذ توقيع اتفاق اضنه في تشرن الأول من العام 1998 الذي اخمد نيران حرب اوشكت ان تشتعل بين الجارتين اللدودتين، كانت أبرز بنوده وقف الاحتضان السوري لحزب العمال الكردستاني وتسليم زعيمه عبدالله اوجلان في السنة التالية مع امكانية دخول الجيش التركي لاقامة منطقة عازلة عمقها 5 كيلومتر اذا اقتضى الأمر مع رحيل الرئيس حافظ الأسد في العام ،2000 حصل تحول. في خلال فترة قصيرة تمتد بين العامين 2000 و2009، تم توقيع ما يقارب 50 اتفاقية تعاون بين انقرة ودمشق بغية تعزيز التعاون الاستراتيجي من خلال مجلس متخصص دفع الى حدّ القيام بمناورات عسكرية مشتركة وجعل تركيا الشريك التجاري الأكبر لسوريا. وفي تلك الفترة كان الأتراك يتطلعون إلى توسيع نفوذهم شرقاً وكان عليهم لزاماً أن يتعاونوا مع النظام السوري مقابل توفير تركيا دعماً سياسياً واقتصادياً لنظام الأسد الذي اصبح منذ العام 2004 تحت ضغوط دولية وحصار اقتصادي على شكل استثمارات.

في 21 كانون الاول 2010، تم توقيع اتفاق امني بين رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة وصفت بأنها تاريخية لـ"مكافحة الإرهاب". وبحسب صحيفة "زمان" التركية الصادرة باللغة الانكليزية، فإن الاتفاقية تنظم كيفية التعامل مع عناصر حزب العمال الكردستاني الذين يتمركزون حالياً في شمال العراق ويشنون عملياتهم المسلحة ضد الدولة التركية، حيث تشير التقديرات إلى أنّ نحو 1500 مسلح في حزب العمال الكردستاني هم من أصل سوري، من بين نحو 4000 آلاف هم العدد الكلي لعناصر الحزب. وكانت الاتفاقية تزمع تشجيع عناصر الحزب على القدوم إلى سوريا لدمجهم مجدداً في المجتمع. وحول هذه الإتفاقية، كشف السفير السوري لدى تركيا نضال قبلان في مقابلة مع صحيفة الوطن أنها ستكون اشمل من اتفاق اضنه الأمني ليشمل بالإضافة إلى حزب العمال الكردستاني كل من تنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات المصنفة ارهابية.

لكن هذه العلاقات الواعدة المبنية على "أواصر التاريخ والإيمان والمستقبل المشترك" على حد قول وزير الخارجية داوود اوغلو، تعيش منذ 3 أشهر منعطفاً دراماتيكياً. فبوادر الربيع العربي التي اول ما حطت رحالها في درعا، انتشرت في المدن السورية وصولاً إلى تلك المدينة التي كانت مجهولة للكثيرين والتي تسمى "جسر الشغور"، والتي شاءت الأقدار أن تلاصق حدود الجمهورية التركية. رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان لم يكن ينتظر ان تشتعل المدينة الحدودية ويدخل 5 آلاف من سكانها كلاجئين إلى الأرض التاريخية لبني عثمان، لأن زعيم حزب العدالة والتنمية كانت له مواقف واضحة منذ الشرارة الأولى في درعا تصاعدت فيها لهجته في تخاطبه مع الرئيس السوري بشار الأسد بموازاة تصاعد تعداد القتلى السوريين اللذين تجاوزوا الفاً لينبه الأسد قائلاً "نحن نرفض أن تحدث مجزرة أخرى مماثلة لحماة".

المنطقة العازلة في الشمال السوري: اصرار اردوغان لتمرير قرار بهذا الشأن...دولي كان أم اطلسي يرى تقرير صادر في مجلة Foreign Policy الأمريكية أنّ الانتفاضة السورية أوقفت هذه الشراكة الاستراتيجية وكانت بمثابة ضربة مدوية لها، حيث أن تركيا ذات الغالبية السنية، وخاصة بسبب طبيعة «حزب العدالة والتنمية» المحافظة والإسلاموية، لم يكن لها أن تقف مكتوفة الأيدي بينما الأسد، والذي يترأس نظاماً تسيطر عليه أقلية علوية، يذبح إخوانها من أهل السنة. وتخشى تركيا كذلك استمرار الفوضى في شمال غرب سوريا الذي من شأنه أن يفتح المجال أمام المتشددين الأكراد باستخدام المنطقة كقاعدة لشن عمليات ضدها. ولا تشكل هذه التطورات تهديداً أمنياً كبيراً عبر الحدود التركية فحسب، بل قد تضر بموقف «حزب العدالة والتنمية» في الداخل قبل الانتخابات العامة. لذا قد تبدو فكرة انشاء منطقة عازلة في الداخل السوري تسيطر عليها تركيا، فكرة ممكنة وقابلة للتطبيق وفق التوازنات الإقليمية والدولية؟

وإذا كان وزير الخارجية التركية ينفي نية انقرة اقامة هذه المنطقة في الوقت الراهن، فإنّ مصادر تركيا لم تعلن عن هويتها افشت عن توجه تركي لإقامة منطقة عازلة على الحدود التركية السوريَّة لمواجهة تدفق الأعداد المتزايدة من النازحين السوريين هروبًا من القمع والعنف في بلادهم. وفي الوقت عينه اعلنت تركيا أنها جاهزة لاستقبال 10 آلاف لاجئ سوري وتعدّ نفسها في الوقت عينه لإقامة منطقة عازلة Buffer Zone. واسلوب المنطقة العازلة هي اسلوب درجت الدول الكبرى للجوء إليه من اجل درء المخاطر والتعامل معها بشكل مبكر قبل دخولها إلى أراضي الدولة. وهو ما سعت الى اقامته تركيا في شمال العراق، لحماية أمنها من انشطة حزب العمال الكردستاني. ولكن في حالة تركيا وسوريا، فإنّ قيام مثل هذه المنطقة في الشمال السوري من شأنه زعزعة اركان النظام الحاكم عبر استخدام حجة دخول آلاف السوريين الى اراضيها.

اردوغان اتخذ عدة خطوات للشروع في هذه المنطقة العازلة بدءاً من استضافة مؤتمر المعارضة التركية برعايته الشخصية في مدينة انطاليا التركية. كما أنّ سيناريو منطقة حظر الطيران هو أمر ممكن، في حال تم تمرير قرار دولي في مجلس الأمن مع تحييد الروس والصينيين، وهذا ما يذكرنا بالسيناريو الليبي الذي تكور لاحقاً، خصوصاً أن تركيا قد تعمد الى استغلال عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لطرح اقامة هذه المنطقة داخل الناتو بشكل مبدأي لاستدراج الحلف دون تأييده لاحقاً في مجلس الأمن.

الردود السورية على مواقف اردوغان كانت تأتي إعلامية بالدرجة الأولى وتوجه اتهامات للأتراك بأنهم متورطون بارسال شحنات أسلحة للمحتجين السوريين مع تلويح بالورقة العلوية في تركيا. الأتراك ما زالوا يدرسون المسألة بمزيد من التأني لأن سوريا لا زالت تملك بعض الأوراق لتلعبها منها اطلاق سراح عناصر من حزب العمال الكردستاني المعتقلين في السجون السورية بموجب قانون العفو الاخير. وهؤلاء هم بمعظمهم من المقاتلين اللذين يمكن دفعهم لتخريب الداخل التركي من خلال عمليات عسكرية قد نفذ بعض منها في شهر ايار. ومن جهة سوريا، فانها ظلت وحتى أيار 2011 تلتزم باتفاق اضنة حين سلمت سلطات دمشق إلى تركيا 3 من عناصر حزب العمال الكردستاني المحظور. وكانت سوريا سلمت إلى تركيا أكثر من 128 من عناصر حزب العمال منذ توقيع اتفاق أضنة في 20 تشرين الأول في العام 1998.

من جهتها، الولايات المتحدة والغرب عموماً رحبوا بصمت في موقف الأتراك من النظام السوري، حيث رأوا أنه لولا هذا الضغط التركي الأخير لكان نظام الأسد أكثر راحة ، كما اشار الكاتب الأميركي المعروف دايفيد شنكر. وقد اشار تقرير لمركز التقويم الاستراتيجي الامريكي أنّ هناك اهداف وضعت لمستقبل تركيا حتى العام 2020 منها تحويل تركيا الى قوة نووية بحلول عام 2020، والتركيز على تحول تركيا من الارتباط الاوروبي الى الارتباط الاطلسي مع ما يواكب ذلك من توسع منتظر لدور تركي مقبول من جميع الأطراف في المنطقة ويستطيع الوقوف في وجه ايران والنفوذ الروسي، وكذلك عامل ضغط على اسرائيل عند اللزوم لانجاح عملية السلام. 

 

"الراي" عن مصادر أميركية: خطّة لاغتيال الحريري انطلاقاً من المطار.. واشنطن وباريس والرياض نصحته بأن يبقى خارج لبنان

نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر اميركية انها أبلغت الى رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بوجود خطة لاغتياله في بيروت "كان يفترض ان تنفذ في شهر ايار الماضي"، موضحة ان تحذيراتها للحريري جاءت في نفس الوقت الذي تلقى فيه تحذيرات مماثلة من السلطات السعودية والفرنسية.

وأشارت صحيفة "الراي" في تقرير يُنشر الانثنين الى ان واشنطن وباريس وعواصم اقليمية تتابع عملية رصد تقوم بها جهات داخل لبنان لتحركات سعد الحريري منذ آب 2010، وان هذه العواصم ابلغت الزعيم اللبناني ضرورة توخي اقصى درجات الحيطة والحذر اثناء تنقلاته في لبنان .

ولفتت المصادر الى ان متابعاتٍ لموكب الحريري رُصدت عندما كان في بيروت "خصوصا على طريق المطار، واحيانا في المطار نفسه" من دون اعطاء مزيد من التفاصيل.

وتقول المصادر الاميركية انها وجهت للحريري نصائح بأن "يبقى خارج لبنان في هذه المرحلة تجنباً لاستدراجات سياسية وأمنية". واضافت: "ان الادارة الاميركية تتوقع دائما الاسوأ، وخصوصا في لحظات التوتر الداخلي او الاقليمي"، وانه "عندما بدأت الاحداث في سوريا تتفاقم بشكل سلبي يوما بعد يوم، في ظل اصرار النظام السوري على اعتماد الخيار الامني مع التظاهرات المطالِبة بالحرية والاصلاح، ازدادت المؤشرات التي دلت على تحضير عملية اغتيالٍ للحريري بشكل لا سابق له".

وقال مسؤول اميركي لـ "الراي" انه "بعد تأكيد اجهزة الاستخبارات الاميركية كشف محاولة الاغتيال التي كانت مقررة في ايار، وبعد ان أكدت اجهزة استخبارات الدول الصديقة وجود هذه الخطة"، عكفت دوائر القرار في واشنطن على "رسم تصور للدوافع السياسية الممكنة خلف نية قتل الحريري".

وقال المسؤول الاميركي ان واشنطن ترجّح ان من شأن تصفية سعد الحريري ان "يقلب الطاولة في لبنان كما في المنطقة، وقلب الطاولة في الوقت الحالي هو من مصلحة نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي ينازع من اجل البقاء في وجه الانتفاضة الشعبية ضد حكمه".

اما كيف يمكن للأسد ان يفيد من تصفية شخصية غير سورية وخارج الحدود السورية، فقالت مصادر اميركية شاركت في وضع التقييمات السياسية المذكورة ان اغتيال سعد الحريري من شأنه ان يؤدي الى "فوضى مذهبية كاملة وتوتر اهلي لبناني، فتندلع مواجهة سنية - شيعية يستخدمها الاسد كمبرر في محاولته القضاء عسكرياً على الثورة الشعبية داخل سوريا".

وتعتبر المصادر الاميركية ان "الاسد طلب من حزب الله فتح جبهة جنوب لبنان في حرب ضد اسرائيل، بيد ان "حزب الله" لا يشعر بانه في مأزق مثل حليفه الاسد، ولا يرى الحاجة الى الذهاب الى حرب طاحنة مع اسرائيل لا تضمن بقاء نظام الرئيس السوري".

لذلك، تقول المصادر، "انقلبت الصورة، ورأينا يوم 5 حزيران مواجهات في الجولان المعروف بهدوئه منذ عقود، فيما كانت الحدود الاسرائيلية مع لبنان هادئة تماما على عكس ما هو معتاد". واضافت المصادر الاميركية نفسها: "لكن حزب الله الذي لم "يساير" دمشق في فتح جبهة مع اسرائيل لتشتيت الانتباه عن الممارسات القمعية التي يقوم بها حليفه، مستعد لحرب داخلية لبنانية يعرف مسبقاً انه الطرف الاقوى فيها، ومن شأنها ان تشتت انتباه العالم عما يجري في سوريا، وان تُشعل حربا اهلية يحتاجها الاسد للقضاء على معارضيه واعادة ترتيب وضعه". وبحسب تقرير "الراي"، يقول مسؤول اميركي بكلام آخر: "يحتاج الاسد الى عملية مشابهة لعملية 7 ايار 2008 التي فرض فيها حزب الله نفسه على خصومه داخل لبنان، واغتيال سعد الحريري هو المدخل الوحيد المتاح حاليا للنظام السوري لاشعال نار كبرى يعتقد ان المجتمع الدولي سيستجديه من اجل اخمادها".

ختاما، تمنى المسؤول الاميركي من المعنيين بالشأنين اللبناني والسوري "التوقف مليا امام العبارات التي قالها قبل يومين جاي كارني الناطق باسم الرئاسة الاميركية حين حذّر من انهيار وحدة الشعب السوري ومن النزاع الطائفي ومن التقسيم"، مشيراً الى ان تغييب الحريري "وما يمثله في الشارع السني اللبناني خصوصاً والعربي عموما"، يمكن ان "يؤدي الى انهيارٍ كامل ومواجهة مفتوحة"، وهي العبارات التي "دأب حلفاء سوريا على التهديد بها في حال ضعف اكثر موقف النظام السوري"، يختم المسؤول الاميركي.

 

المرعبي: لا يوجد أميركيون أو إسرائيليون في الشمال لينتشر سلاح "حزب الله"

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي أنَّ مطالبته بقوات دولية على الحدود الشمالية للبنان "تأتي بهدف حماية اللبنانيين من سلاح "حزب الله" الموجود في تلك المنطقة من دون أي مبرر يذكر"، سائلاً: "أين هم الإسرائيليون أو الاميركيون في تلك المنطقة لينتشر سلاح "حزب الله" فيها؟". المرعبي، وفي حديث لقناة "الجديد"، أوضح رداً على سؤال: "لقد استخدم حزب الله سلاحه في الداخل السلاح سابقاً والجيش اللبناني في حينها لم يستطع حماية الناس وهو يرى بعين واحدة ولا يؤمن الأمان للناس"، مطالباً "قيادة الجيش اللبناني الذي يبقى الضمانة الوحيدة بإعطاء ضمانات للجيش السوري على الحدود أيضاً حتى يوقف قنصه و"تمشيطه" للحقول اللبنانية لأنه ربما يقوم بذلك خوفاً من عمليات تسلل باتجاه الأراضي اللبنانية". إلى ذلك، شدد المرعبي على أنَّ "ممارسة الشدة على فريق وعدم ممارستها على آخر وخصوصا على "حزب الله" أمر لم يعد يحتمل"، مؤكداً أنَّ "البلد يسير اليوم بأسلوب الفرض والقوة، وهذا لم يعد يحتمل". رصد NOW Lebanon

 

الخصوم سيصفونها فوراً بأنها "حكومة بشار الأسد" ولن تصمد

احتمالات قاتمة تتربّص بحكومة ميقاتي إن ولدت

إيلي الحاج /النهار 

يجب أن يكون المرء بسيطاً فوق اللزوم، ساذجاً ليظل يصدق الأعذار المعلنة للتأخر المتمادي في تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. هناك استخفاف متكرر ومقصود بعقول الناس. فكل حكومة تشكلت في تاريخ لبنان اعترضتها عقبات أكبر بكثير من عقد تسمية وزراء لرئيس الجمهورية وتوزير الكراميَّين والنائب طلال إرسلان بعد حلحلة شروط الجنرال ميشال عون. لن يقول أحد: يا لضخامة هذه القضية! فالأحجام لا تسمح مع كل الاحترام لأصحابها.

بعدما أعلن الرئيس السوري بشار رغبته الصريحة في قيام حكومة لبنانية، لتكون شريكته في المواجهة المقبلة مع المجتمع الدولي، بات يجوز السؤال: هل يريدها "حزب الله" حقاً هذه الحكومة، والرئيسان ميشال سليمان وميقاتي؟ يواظب سياسيون على الشك في أنهم يريدونها، حتى في عز الكلام البروباغندي الدوري على اقتراب الولادة وتحديد مواعيدها بعد ساعات أو أيام.  ثمة بالتأكيد بين خصوم "حزب الله" وحليفه السوري من يأسفون لعدم تشكيل الحكومة هذه لأنهم حضّروا أنفسهم جيداً لفتح أبواب جهنم في وجهها على الفور، بدءاً من إطلاق صفة حكومة بشار الأسد في لبنان عليها، لأنها لم تصدر إلا بعد رمي ثقله الشخصي على حلفائه كي يسهّلوا طريق ميقاتي المفروشة دوماً بالألغام والأشواك السامة.

يفوّت رئيس الوزراء المكلّف بحنكة كل مرة على المتربصين به فرصة الإجهاز عليه سياسياً وشعبياً بالتهرّب من المهمة التي انتُدب لها في غفلة من الزمن. في أفضل الأحوال يدرك جيداً ومن معه أن حكومته إذا وُلدت فستلقى مصيراً قد يكون أسوأ من مصير حكومة ابن مدينته الرئيس عمر كرامي ربيع 2005. إذا تألفت مطلع الأسبوع الجاري كما يُروّج لها فقد يصبح "خط التماس السياسي" عند جبهة تصويت لبنان في مجلس الأمن على قرار إدانة نظام الأسد. وأياً يكن، لن يتحمل ميقاتي أكثر من أيام - مع تسارع التطورات الدموية وتفاقمها في الدولة المجاورة – وصمه في طرابلس والشمال وبيروت وكل لبنان بأنه "رئيس حكومة بشار الأسد". بشار الذي يفعل جنوده ما يفعلون في أجساد معارضيه في سوريا.

لن يُلقي نفسه في التهلكة على ما يبدو، يقول مشككون خصوم لـ"حزب الله" والنظام السوري عن ميقاتي، وينتظرون كلام رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان او الذي يلي إعادة انتخابه لأنه يحدد معالم التعامل مع مرحلة صعبة آتية على سوريا. ويحتفظون لأنفسهم بمعلومات يقولون إنها تتعلق بتفاهم مبدئي جرى بين الرئيس السوري والرئيس ميقاتي عبر وسطاء، فحواه التزام لبنان شكلياً القرارات والعقوبات الدولية والأوروبية التي صدرت وستصدر في حق الحكم السوري، وخرقها ضمناً وعملياً، ان لبنان الرئة الوحيدة تقريباً التي سيظل النظام السوري قادراً على التنفس بها، اقتصادياً ومالياً تحت ضغوط وعداوات إقليمية ودولية تطوقه من كل جانب.

طبعاً يعرض هذا الموقف لبنان لأخطار هائلة، قطاعه المصرفي الواقع أصلاً تحت رقابة شديدة لمطاردة أموال "حزب الله" وأنصاره ستتفتح عليه عيون العالم كل وسعها، وسيتعرض سياسياً لضغوط شديدة، وربما قانونياً من خلال المحكمة الدولية التي ترتسم ظلال قرارها الاتهامي دوماً في الأفق. ليست الصورة أبوكاليبتية اليوم لكن ميقاتي وغيره يعلمون بالتأكيد أن ملامحها مكتملة. تكفي خطوة ناقصة لرفع الستار عنها. وفي السياسة لا شفقة ولا رحمة. الويل لمن يرتكب خطأ في الحساب مع ارتفاع نسبة موج المشاعر في لحظات تاريخية لا تُنسى بسهولة.  ماذا عن قضية انتهاء حاكم المصرف المركزي رياض سلامة إذا بقيت حكومة ميقاتي في مرحلة المخاض الطويل؟

لن تجتمع حكومة الرئيس سعد الحريري المكلفة تصريف الأعمال لتمديد ولاية سلامة، يؤكد سياسيون متابعون لهذه القضية عن كثب، أولاً لأن خطوة كهذه تعني هزيمة لرئيس مجلس النواب نبيه بري لا يريدها له أحد، على رغم كلامه الحاد العصبي أحياناً والمفهومة أسبابه في هذه المرحلة عند هؤلاء السياسيين، وثانيا لأن الاتصالات التي تولاها الرئيسان سليمان والحريري لم توصل إلى ضمان النصاب. يبقى الحل في الأيام الأخيرة قبل انتهاء الولاية آخر تموز المقبل عقد جلسة نيابية ببند وحيد يضمن عدم شغور منصب الحاكم حتى التمديد له. فلا يكون بري فرض كلمته بـ 49 بنداً، ولا انكسر بانعقاد جلسة يشارك فيها لا أقل من 72 نائباً بحضور نائب رئيس المجلس فريد مكاري والنائب روبير غانم ونواب "جبهة النضال الوطني" وأعضاء في كتلة الكتائب وربما غيرهم من 14 آذار.  سيرتب المسؤولون والسياسيون تسوية لقضية حاكم المصرف المركزي. ولكن أبعد من المصرف، ماذا عن لبنان نفسه؟

 

بعد رصد متابعات لموكبه على طريق المطار.. الحريري أبلغ بخطة لاغتياله كان يفترض أن تنفذ في أيار الماضي

"الراي" عن مسؤول أميركي: إغتيال الحريري المدخل الوحيد المتاح للنظام السوري لإشعال نار كبرى 

نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر أميركية أنَّها أبلغت إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري "وجود خطة لاغتياله في بيروت، كان يفترض أن تنفذ في شهر أيار الماضي"، موضحةً أنَّ تحذيراتها للحريري "جاءت في الوقت نفسه الذي تلقى فيه تحذيرات مماثلة من السلطات السعودية والفرنسية".

المصادر الأميركية نفسها، لفتت وفق تقرير للصحيفة نفسها، إلى توجيهها نصائح للحريري بأن "يبقى خارج لبنان في هذه المرحلة تجنباً لاستدراجات سياسية وأمنية"، مشيرةً إلى أنَّ "الإدارة الأميركية تتوقع دائماً الأسوأ، وخصوصاً في لحظات التوتر الداخلي أو الإقليمي"، وكشفت أنَّه "عندما بدأت الأحداث في سوريا تتفاقم بشكل سلبي يوما بعد يوم، في ظل إصرار النظام السوري على اعتماد الخيار الأمني مع التظاهرات المطالِبة بالحرية والإصلاح، إزدادت المؤشرات التي دلت على تحضير عملية اغتيالٍ للحريري بشكل لا سابق له""

هذا، ولفتت الصحيفة بدورها إلى أنَّ "واشنطن وباريس وعواصم إقليمية تتابع عملية رصد تقوم بها جهات داخل لبنان لتحركات سعد الحريري منذ آب 2010"، مؤكدةً أنَّ "هذه العواصم ابلغت الزعيم اللبناني ضرورة توخي اقصى درجات الحيطة والحذر اثناء تنقلاته في لبنان"، وأشارت في هذا السياق إلى أنَّ "متابعاتٍ لموكب الحريري رُصدت عندما كان في بيروت، خصوصا على طريق المطار، وأحياناً في المطار نفسه".

إلى ذلك، أوضح مسؤول أميركي لـ "الراي" أنَّه "بعد تأكيد أجهزة الإستخبارات الأميركية كشف محاولة الإغتيال التي كانت مقررة في أيار (الماضي)، وبعد أن أكدت أجهزة استخبارات الدول الصديقة وجود هذه الخطة، عكفت دوائر القرار في واشنطن على رسم تصور للدوافع السياسية الممكنة خلف نية قتل الحريري"، مشيراً إلى "ترجيح واشنطن أنَّ من شأن تصفية سعد الحريري قلب الطاولة في لبنان كما في المنطقة، وقلب الطاولة في الوقت الحالي هو من مصلحة نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد الذي ينازع من أجل البقاء في وجه الإنتفاضة الشعبية ضد حكمه". أمَّا كيف يمكن للأسد أن يفيد من تصفية شخصية غير سورية وخارج الحدود السورية، فلفتت مصادر أميركية شاركت في وضع التقييمات السياسية المذكورة ودائماً بحسب "الراي" إلى أنَّ "من شأن اغتيال سعد الحريري أن يؤدي إلى فوضى مذهبية كاملة وتوتر أهلي لبناني، فتندلع مواجهة سنية - شيعية يستخدمها الأسد كمبرر في محاولته القضاء عسكرياً على الثورة الشعبية داخل سوريا"، معتبرةً من جهة ثانية أنَّ "الأسد طلب من "حزب الله" فتح جبهة جنوب لبنان في حرب ضد إسرائيل، بيد أنَّ الحزب لا يشعر بأنَّه في مأزق مثل حليفه الأسد، ولا يرى الحاجة إلى الذهاب لحرب طاحنة مع إسرائيل لا تضمن بقاء نظام الرئيس السوري"، وأضافت: "انقلبت الصورة، ورأينا يوم 5 حزيران مواجهات في الجولان المعروف بهدوئه منذ عقود، فيما كانت الحدود الإسرائيلية مع لبنان هادئة تماماً على عكس ما هو معتاد"، إلا أنَّها رأت أنَّ "حزب الله الذي لم "يساير" دمشق في فتح جبهة مع اسرائيل لتشتيت الإنتباه عن الممارسات القمعية التي يقوم بها حليفه، مستعد لحرب داخلية لبنانية يعرف مسبقاً أنَّه الطرف الأقوى فيها، ومن شأنها أن تشتت انتباه العالم عمَّا يجري في سوريا، وأن تُشعل حرباً أهلية يحتاجها الأسد للقضاء على معارضيه وإعادة ترتيب وضعه".

وبحسب تقرير "الراي"، قال مسؤول أميركي إنَّ "الأسد يحتاجح إلى عملية مشابهة لعملية 7 أيار 2008 التي فرض فيها "حزب الله" نفسه على خصومه داخل لبنان، واغتيال سعد الحريري هو المدخل الوحيد المتاح حالياً للنظام السوري لإشعال نار كبرى يعتقد أنَّ المجتمع الدولي سيستجديه من أجل إخمادها"، متمنياً "من المعنيين بالشأنين اللبناني والسوري التوقف ملياً أمام العبارات التي قالها قبل يومين جاي كارني الناطق باسم الرئاسة الأميركية حين حذّر من انهيار وحدة الشعب السوري ومن النزاع الطائفي ومن التقسيم"، وأشار إلى أنَّ "تغييب الحريري وما يمثله في الشارع السني اللبناني خصوصاً والعربي عموماً، يمكن أن يؤدي إلى انهيارٍ كامل ومواجهة مفتوحة"، وأضاف: "وهي العبارات التي دأب حلفاء سوريا على التهديد بها في حال ضعف أكثر موقف النظام السوري".

 

ريم وموسى

عماد موسى/لبنان الآن

مذ بداية الإعتراض في سورية، وانتشار حركات الرفض، ومسيرات الليل والنهار، وحصار المدن وقصفها.  ومذ بدأت مسيرة الإصلاح متزامنة مع تزايد القبور والسجناء والإنتهاكات والتهجير في سورية-الأسد، ونحن نسمع على الإعلام السوري، وعلى لسان أهل النظام وأقلامه المعزوفة نفسها وفيها أقصى التناقض. فمن جهة يُحمّل الإعلام العربي والغربي "المتآمر" مسؤولية تشويه مسيرة سورية الرائدة في مجال التعددية السياسية وحقوق الإنسان وصون حرية التعبير وحق التظاهر وتكبير حجم الأحداث ويُدعى الإعلام إلى نقل الحقائق بتجرّد، أي مثلما يراها النظام، وفي المقابل تُفرض قيود مشددة على أي صحافي  يدخل إلى القطر السوري لإجراء مقابلة أو يسعى إلى تحقيق سبق صحافي بعيداً عن الإملاءات.

في كل ديكتاتوريات العالم كل صحافي غربي هو إمبريالي متآمر بالولادة. باستثناء قلة من الكتّاب يعرضون خدماتهم للبيع بالعملات الصعبة وتستند إليهم مراكز دراسات الأنظمة كمراجع موثوق بها. وفي كل ديكتاتوريات العالم إختصاصيون في التسويق وأبرزهم اليوم موسى إبراهيم المتحدث باسم العقيد القذافي والمتخصص في طمأنة العالم الغربي القلق إلى معنويات العقيد العالية وصحته واستمراره كصمام أمان. بعكسي تماماً، يتحدث موسى الإنكليزية بطلاقة كونه أمضى 15 عاما في بريطانيا كما ريم سليمان حداد مديرة التلفزيون العربي السوري المعينة بمنصبها منذ أيار الـ2010 والناطقة حديثاً بإسم الحكومة السورية. وحالياً تحتل مدام حداد صدارة نشرات "سكاي نيوز" والـ"بي بي سي " والإعلام العالمي الناطق بالإنكليزية.

وأول خبطة حققتها الزميلة ريم، غداة تعيينها كمديرة للتلفزيون، هو حصر أخبار الوزراء بثلاثين ثانية في النشرة وسرعان ما نفضت يدها من تبعات تعميمها الشفوي. تصوروا الوزير المعلم يظهر ويختفي في ثلاثين ثانية! أما اليوم فلحّق على خبطات.  ففي تصريح لتلفزيون "بي بي سي"، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" مقتطفات منه قالت حداد، ردا على سؤال حول نزوح مئات اللاجئين السوريين إلى تركيا: «أنا مذهولة من (قصص) أن اللاجئين يهربون، أريد فقط التوضيح أن هذه القرى هي الحدود، والكثير من السكان هناك لديهم أقارب يعيشون في القرى المجاورة على الجانب التركي، هذا تفصيل، ولكنه مهم لتوضيح الصورة».  ومذهولة أيضاً من الأرقام التي تُنشرها جمعيات حقوق الإنسان عن عدد القتلى. "أعطوني أسماءهم" قالت.

وأنا مذهول عزيزتي ريم أن الأقارب أوفدوا الهلال الأحمر التركي لاستقبال الوافدين من سورية، وأسكنوهم في خيم. بئس الضيافة! 

ليس غريباً أن تصف الغارديان حداد بعلي الكوميدي، وهو اللقب الذي أطلق على آخر وزير إعلام في عهد الرئيس صدام حسين، الذي أصبح أهم ظاهرة كاريكاتورية في العصر الحديث بزيه العسكري وشعره المصبوغ وتعابيره العسكرية ووصفه الأميركيين بالعلوج. وعلي الكوميدي هو الوجه الآخر السلس لعلي الكيماوي. ومذهول أن القتلى  لم يعرّفوا عن أسمائهم ولم ينفوا موتهم. في المضمون تبدو ريم حداد نسخة معدلة من صحّاف صدّام وفي الشكل شبهوها بجوليان مور بطلة فيلم   Far from Heaven . وفي الشكل والمضمون ريم وموسى وجهان لعملة كاريكاتورية إعلامية واحدة. ومن مصادفات الأسماء أن ريم موسى هي الأغلى في حياتي.

 

ضغوط داخلية تساهم في تطوير مواقف الدول/إنتفاء الوساطات حيال التطورات السورية

روزانا بومنصف  /النهار

تقول مصادر مطلعة ان ردود الفعل الاكثر قوة ازاء التطورات الدموية في سوريا تحفزها اعتبارات داخلية في العواصم التي تعتمد ردود الفعل هذه اكثر منها الوضع السوري حتى في ظل الاوضاع الانسانية الصعبة. فالمسؤولون الاتراك وفي مقدمم رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان صعد في الايام الاخيرة لهجته التي طاولت القيادة السورية تحت وطأة الانتخابات التي جرت امس في حين ان المؤشر لطبيعة الموقف التركي الصحيح سيكون متاحا في الايام المقبلة بعد معطيات عن زيارة يقوم بها وزير الخارجية التركي داود اوغلو لدمشق. والوضع نفسه ينسحب على الدول الاوروبية التي تعتمد موقفا متقدما في قيادة مشروع قرار في مجلس الامن يطالب بادانة النظام السوري. فهذه الدول وفي مقدمها فرنسا تتحرك تحت وطأة ضغوط اعلامية وسياسية تضطرها الى اعتماد مواقف ترد فيها على الاتهامات لها باعتماد المعايير المزدوجة في التعامل مع الثورات العربية. اذ فيما تحرك الغرب بالقوة العسكرية لردع الزعيم الليبي معمر القذافي الذي هدد بالقيام بعمليات عسكرية ضد شعبه كما اتخذت مواقف سريعة مؤيدة للمنتفضين على النظام في كل من تونس ومصر، فان هذه الدول لم تتحرك بالنسبة الى الرأي العام الغربي لردع أعمال تحصل في سوريا وتطاول المعترضين السوريين علما ان معايير احترام حقوق الشعوب في الحرية والديموقراطية تنطبق على الجميع. وينطبق الوضع على الاميركيين من حيث الضغوط الاعلامية والسياسية على الادارة الاميركية من اجل مواقف متقدمة من النظام السوري. لكن الامر مختلف وفق ما تقول هذه المصادر ووجود اعتبارات خاصة قوية وراء حدة المواقف لا يلغي ان الوضع في سوريا خطير جدا ويستدعي ما قيل حتى الآن. فالمواقف الاوروبية تتقدم خطوة بسيطة على الموقف الاميركي، وهذا امر مدروس يهدف الى ابقاء كل الاحتمالات مفتوحة.

وتكشف هذه المصادر ان المواقف التي اتخذت حتى الان لم تكن سهلة بل بنيت على امرين اساسيين احدهما ان الدول العربية، وان تكن صامتة ولا تنبس ببنت شفة عن تطورات الوضع السوري، تلتقي مع الدول الغربية ان في قلقها من المنحى المستمر لهذه التطورات او من الخلاصات المرتقبة لهذا المنحى. والامر الاخر ان هذه الدول لم تخرج الى اعلان شبه حاسم من التطورات لولا ان محاولات ديبلوماسية عدة انطوت على رسائل واضحة حصلت بعيدا من الاضواء، لكنها لم تسفر عن اي نتيجة على نحو يؤدي الى رد فعل مماثل لذلك الذي تبديه الدول الاوروبية على الفعل الحاصل على الارض. لذلك تبدو هذه المواقف شبه يائسة من وساطات محتملة يمكن ان تضع حداً للامورالمأسوية.

 

هذه "المحاسبة" إلى أين؟

النهار/نبيل بومنصف     

لا يمكن "عقلاء السياسة" في لبنان على ندرتهم الفائقة، الا ان يتوجسوا فعلا من اي اتجاهات تصعيدية في المرحلة الراهنة تحمل ظاهرا عناوين سياسية فيما هي تستبطن استهدافات مذهبية، وهو امر ينسحب على كل القوى التي لا يمكن تنزيهها عن هذه العصبية. ولكن مع الفصل الجديد المفتوح في كتاب الازمة الحكومية العالقة ثمة ما يستدعي قرع جرس الانذار من استنباط بدائل للتغطية على الاخفاقات المتعاقبة في تأليف الحكومة بالمضي الى "محاسبة" مزعومة  لفريق موصوف من قوى 14 آذار لان هذا الاتجاه ينذر بتفتقات مذهبية صارخة لا ندري ما اذا كان اللاعبون بنارها يدركون الى اين يقودون البلاد عبرها.  واقع الحال في المعايير السياسية الرائجة يفترض ان يساعد حلفاء الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على تخطي كل اتجاه يحشره داخل طائفته، كما ان يساعد هو نفسه في المونة على حلفائه بمنع الاتجاهات التي تساهم في اذكاء العصبيات.  غير ان ما يجري منذ واقعة وزارة الاتصالات مرورا بمسألة اثارة النزاع على جلسة مجلس النواب وصولا الى اثارة ملف وزراء المال المتعاقبين، بدأ يشكل خطا منهجيا في استهداف "تيار المستقبل" عبر رموز سياسيين وامنيين واداريين على نحو يثير فعلا اكثر من التساؤل عما اذا كان هناك رغبة لدى الحلفاء المقتدرين والنافذين لميقاتي في استيلاد الحكومة؟ كان في ود اللبنانيين ان يصدقوا يوما ان هناك امكانا لمحاسبة كل الطبقة السياسية بكل قواها وفئاتها والتي تتطلب  معجزة وصول فريق معصوم الى السلطة يتبع الاصول ويؤتمن على المحاسبة بمعاييرها الصارمة المحترمة المنزهة عن التشفي. اما ان يبدأ الامر باتخاذ طابع ملء الفراغ الحكومي و"الوطني" الاعم بهذا المنحى المتدحرج من جانب فئوي في استهداف طرف بعينه فان اقل الخشية فيه هو ان ينفث في الفضاء اللبناني المأزوم توترات لا تقل خطورة عن استعادة فصول قديمة – حديثة لم يجف حبرها بعد من مخلفات العهد السابق. ولأن احدا يصعب عليه التصديق ان زمن التنقية والاصلاح والشفافية والمحاسبة حلت نعمته، لا يملك الناس سوى السؤال عن الوجهة التي يراد لها ان تودي بالبلاد من جراء افتعال المعارك العبثية المتعاقبة والاثارات غير المرتدة الا على الخاصرة الرخوة لـ"حكومة مفترضة" استعصت على الولادة منذ أكثر من أربعة أشهر؟ افلا يثير الريبة تقديم "هدية تطوعية" الى فريق مستهدف بما يفاقم على الاقل محنة استيلاد الحكومة؟

 

حكومة اللون الواحد أو اللونين؟

علي حماده  /النهار

تحركت عجلة تأليف الحكومة بعدما تبين ان فريق 8 آذار بمنتسبيه القدامى والجدد تبلّغ الرسالة من النظام في سوريا بضرورة التعجيل بتشكيل الحكومة للامساك بالوضع في لبنان. وعليه لن تعقد جلسة لحكومة تصريف الاعمال ببند وحيد للتجديد لحاكم المصرف المركزي، وكذلك لن يعقد نبيه بري جلسة لمجلس النواب ببند وحيد. فالقرار الذي يلوح في افق الفريق المشار اليه هو قرار التأليف. وقد كانت المعلومات في الساعات الاخيرة تشير الى ان الحكومة ستبصر النور في غضون يومين على الأكثر. وبما ان خيار حكومة التكنوقراط سقط بموقف "حزب الله" وحلفائه، فإن الخيار الوحيد المطروح على كل من ميشال سليمان ونجيب ميقاتي هو تشكيل حكومة 8 آذار مع منتسبيها الجدد مطعمة بأسماء تحمل طابعا تكنوقراطيا للتمويه على "المربع" السياسي الصلب المتشكل حول "حزب الله" والمنتسبين اليه مباشرة او مداورة.

في مطلق الاحوال لا صحة لما يشاع ان بشار الاسد لا يستعجل حكومة في لبنان. فهو يبحث عن اوراق يجمعها، وفي ظنه انها ستكون موضع مساومة في المرحلة المقبلة حين يتحدد مدى الضغوط الدولية على نظامه بفعل القتل المريع الذي يمارسه ضد أحرار سوريا من اقصاها الى اقصاها. والقول ان الأسد الابن لا يتدخل في تشكيل الحكومة ليس صحيحا، بل على النقيض ما تزال عقدة لبنان مستحكمة فيه وفي محيطه الى درجة انهم يعللون النفس بأن يكون لبنان جزءا من دفاعات النظام المقبل على احداث دراماتيكية. من هنا فإن الحراك المستجد على مستوى تشكيل الحكومة هو حراك سوري مموه بواجهات ووجوه لبنانية تبرر حماستها إما بالوضع الاقتصادي، وصراخ الهيئات الاقتصادية من جهة، او بما يشهده القطاع العام من تعطيل على اكثر من صعيد.  فلنأخذ صرخات اركان الهيئات الاقتصادية مثالا، فهم يصدرون البيان تلو البيان، ويرفعون الصوت غير آبهين أن تتشكل حكومة "حزب الله" والنظام السوري (حكومة المطلوبين)، بل ان هم بعضهم هو ادراجه في لائحة التوزير. ان الهيئات الاقتصادية مدعوة الى التبصر قليلا في ما يمكن ان يكون عليه الوضع اذا تم تسليم السلطة التنفيذية بكاملها الى فريق "المطلوبين"، خصوصا ان التجربة تدل على ان التكنوقراط من القطاع الاقتصادي لا يشكلون حماية حقيقية للموقف السياسي الذي يزحل شيئا فشيئا في اتجاه 8 آذار. لذلك ندعوهم الى ان يقرنوا دعواتهم وصرخاتهم بمواقف حاسمة من حكومة اللون الواحد، لأنها ستكون حكومة مطلوبين لأكثر من عدالة محلية ودولية. المطلوب في اقل تعديل  "حكومة اللونين" التي تعيد شيئا من النصاب السياسي في البلاد. ان الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي مدعوان الى اليقظة القصوى في هذه المرحلة، وعدم الخضوع في مرحلة التحولات الكبرى في المنطقة، فلا هدايا مجانية لنظام يقتل الاطفال والنساء، ولا هدايا لمنظمة تجر البلاد الى صف الدول المارقة. فحذار...

 

لأن للتغيير في المنطقة انعكاسات على لبنان/هل تنعقد هيئة الحوار لاتخاذ موقف موحد؟

اميل خوري /النهار

يرى مسؤول سابق خبر مدى انعكاس ما يجري في المنطقة على لبنان ان يبادر الرئيس ميشال سليمان الى دعوة الاقطاب الى طاولة الحوار للبحث في الملفات الشائكة ولا سيما منها ما يتعلق بالوضع الناشئ في سوريا لتجنيب لبنان انعكاسات الاحداث فيها سواء كانت سلبية او ايجابية وتحميل من لا يستجيب الدعوة المسؤولية التاريخية امام الله والوطن.

والعودة الى طاولة الحوار ضرورية وملحة سواء شكلت الحكومة ام لم تشكل وسواء كانت للحكومة هذا الشكل او ذاك، لان على الاقطاب تقع مسؤولية حماية لبنان من هبوب رياح التغيير في المنطقة ورصد اتجاهها لمعرفة شكل الصورة التي سترسمها، هل هي صورة الديموقراطية الصحيحة التي تذهب بآثار الأنظمة الشمولية، هل هي صورة تفكيكها وتقسيمها لاقامة دويلات مذهبية وعرقية يرسم حدودها اتفاق "سايكس بيكو" جديد؟ الواقع، ان لبنان قد يواجه اخطارا ينبغي العمل من الآن على تداركها بالحوار الجدي والصادق الذي يرتقي فيه الجميع الى مستوى المسؤولية الوطنية، ووضع الخلافات السياسية والشخصية جانبا من اجل لبنان. ومن الأخطار التي قد تواجه لبنان وينبغي مواجهتها بوحدة وطنية حقيقية وموقف واحد:

اولا: الاحداث في سوريا وكيف يحتمل ان تنتهي بتغيير النظام واهله، ام بتغييره مع بقاء الرئيس الاسد لتعذر التوصل الى اتفاق على بديل. وما هو موقف لبنان الرسمي من كل حالة، هل يستطيع ان يكون له موقف واحد من قرار فرض عقوبات دولية على سوريا عند اتخاذه؟ وفي لبنان من يؤيد الوقوف ضد هذه العقوبات، ومن يؤيد الوقوف معها التزاما بالقرارات الدولية، ومن يرى الوقوف على الحياد اذا كان ذلك يشكل حلا وسطا يحول دون حصول فتنة داخلية وبالتالي انهيار الاقتصاد؟ وما هو الموقف في حال تحريك جبهة الجنوب ومعها جبهة الجولان لتشعل حربا صاروخية في المنطقة تقرر مصير السلام مع اسرائيل؟

ثانيا: موقف لبنان الرسمي من القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه عند صدوره هل يكون سببا جديدا لانقسام اللبنانيين انقساما اشد قد يشعل حربا داخلية يكون لها تأثير على الاحداث الجارية في سوريا، وهل يعود ملف شهود الزور للظهور ردا على هذا القرار وما العمل لتجنب تداعيات كل ذلك؟

ثمة من يقترح العودة الى ما تضمنته تسوية السين – سين وذلك بعقد مؤتمر للمصالحة والمسامحة في لبنان او في اي دولة يتم الاتفاق عليها، تطوى فيه صفحات الماضي الاليمة، وتفتح صفحات جديدة مشرقة تضع لبنان على طريق الاستقرار والازدهار، والاحداث في سوريا ايا تكن نتائجها، تساعد على عقد هذا المؤتمر وانجاحه.

ثالثا: سلاح "حزب الله" الذي كان سببا للخلاف الدائم على وضع استراتيجية دفاعية، يصبح قابلا للحل لان رياح التغيير التي تعصف بدول المنطقة سوف تخلق واقعا جديدا اقرب ما يكون الى تحقيق سلام شامل اذ لا مصلحة لأحد بما فيها الدول الكبرى اشعال حرب لتحقيق هذا السلام الا اذا كان الهدف تفكيك الدول في المنطقة تمهيدا لتقسيمها واقامة دويلات مذهبية وعرقية فيها. وهذا ما تسعى اليه اسرائيل لتبقى هي الدولة العرقية الاقوى بين هذه الدول، وبتحقيق السلام مع اسرائيل تنتفي فيه الحاجة لوجود اي نوع من انواع الاسلحة خارج الشرعية وعندها تقوم الدولة القوية القادرة. وما دعوة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في ذكرى الخميني الى قيام الدولة في لبنان الا اعترافا بان حكم الدويلات والميليشيات وخطوط التماس كان وبالا على الجميع. وعندما تتوصل هيئة الحوار الوطني الى اتفاق على كل هذه الملفات الشائكة وعلى غيرها من الملفات المثيرة للخلاف لا يعود تشكيل الحكومة موضع خلاف، ويصير في الامكان جعل السنوات الثلاث الباقية من ولاية الرئيس سليمان سنوات سمانا، وسنوات نمو وازدهار. لذلك، على الاقطاب في لبنان وليس على الرئيس سليمان وحده تقع مسؤولية مواجهة التحديات وانعكاسات التغيير في المنطقة على لبنان، وان عليهم ايضا تقع مسؤولية انقاذ لبنان من الاخطار التي تحدق به بوحدة صف وموقف وبتقديم مصلحة الوطن والمواطن على كل مصلحة، والا فلا يصح ان يقال عنهم اقطاب سواء كانوا في 8 او في 14 آذار اذ انه متى زال لبنان زالوا جميعهم.

 

تمثيل بيت الرئيس كرامي أمر محسوم لقلب المشهد السياسي"/علامَ يتّكئ "حزب الله" في توقّع حكومة وشيكة؟

ابراهيم بيرم/نهارنت

في نهاية كل اسبوع اعتاد نواب "حزب الله" ووزيراه التنقل في القرى والبلدات، اما لتقديم واجب التعزية او للالتقاء مع الجمهور العريض للحزب في ندوات سياسية، او تنفيذا لمهمات ونشاطات حزبية. بحسب بعض هؤلاء كان السؤال الوحيد الذي سمعوه من الناس هذه المرة او قرأوه في عيونهم، هل فعلا سنشهد ولادة حكومة جديدة بعد نحو 5 اشهر على فراغ حكومي كاد يشل البلاد ويهيض جناحها اكثر. للمرة الاولى منذ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي مهمة تأليف الحكومة المقبلة، يسمع الجمهور جوابا شبه قاطع فحواه ان الحكومة قاب قوسين او ادنى من الولادة، ولكن لا حكومة ستظهر من دون فيصل كرامي. فقرار تمثيل بيت الرئيس كرامي في اي حكومة منوط امر تأليفها بيد الاكثرية الجديدة امر محسوم، ولا رجعة عنه، ما دامت هذه الاكثرية تسعى جادة الى إرساء اسس تجربة سياسية جديدة وضعت في صلب عناوينها الاساسية بند العمل لقلب مكونات المشهد السياسي المتعارف عليه منذ اعوام والذي كانت فيه الحريرية السياسية سيدة ادارة هذا المشهد. وحيال ذلك فإن السؤال المطروح هو من اين اتى رموز "حزب الله" السياسيين بهذه الثقة الزائدة لكي يردوا على تساؤلات مريديهم بهذه الاجابة؟ واستطرادا على اي معطيات ووقائع يتكئ الحزب المعروف بشدة حذره وتأنيه في اطلاق الاحكام السياسية وتوزيع الاستنتاجات، وخصوصا ان الامر كله ليس بيد الحزب منفردا، فثمة شركاء ثلاثة اخرون رئيسيون في عملية استيلاد الحكومة، وكل منهم له حساباته الدقيقة والشائكة؟

لا يخفي الذين سمعوا اجابات رموز الحزب عن مآل الحكومة ان هذه الاجابات شبه الجازمة، ما كانوا يسمعونها قبل انعقاد اللقاء الثماني الشهير في مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري في ساحة النجمة، والذي يصر المقربون من رئيس المجلس على اطلاق صفة "المصادفة" عليه، نافين بذلك اعتقاد المعتقدين ان اللقاء دبر بعناية كي لا يخرج الرئيس بري من حركته السياسية وقد مني بنكسة سياسية. اذاً لقاء ساحة النجمة هو مبتدأ المسألة وخبرها، وعلى ما تكرس فيه من "تنازلات" نجح بري بمونته المعنوية على انتزاعها من النائب العماد ميشال عون، ولا سيما تخليه عن شرط اعادة الوزير شربل نحاس الى وزارة الاتصالات والاقتناع بتسليمه حقيبة اخرى، هي في الاغلب وزارة العمل، وهي بكل المقاييس السياسية خطوة "جبارة" في ضوء مسيرة الوزير نحاس وسلوكه السياسي في مقارعة الحريرية السياسية بكل رموزها.

ولكن على رغم بلاغة لقاء الاقطاب الثمانية في ساحة النجمة والذي وجه ضربة سريعة الى فكرة انفراط عقد الاكثرية الجديدة وتقلصها الى اقلية، وهي الفكرة التي كان البعض شرع في الترويج لها صراحة بعدما كان يتكهن بها تلميحا، فإن ثمة ولا ريب من يسأل هل ارتفاع نسبة التفاؤل لدى "حزب الله" حول زوال العقد امام تأليف الحكومة مبني فقط على هذا الاعتبار والتطور الداخلي، وتاليا اين ذهب تأثير العامل الخارجي والضغوط الخارجية المتعددة المصدر التي طالما اشار الحزب اليها طوال الفترة السابقة، على انها احد ابرز الموانع الحائلة دون ولادة الحكومة المنتظرة التي كان يجب ان تبصر النور قبل اكثر من اربعة اشهر؟

وهي النظرية التي تعززت في الفترة الاخيرة ولا سيما بعد الزيارة المفاجئة الشهيرة التي قامت بها السفيرة الاميركية مورا كونيللي لرئيس الوزراء المكلف ميقاتي في فردان، وذكرت بعض المعلومات انذاك انها كانت تهدف الى طرح استفسارات وتساؤلات، فضلا عن نقل رسائل مُضمرة الى من يعنيهم الامر؟

بالطبع الحزب لم يسقط اطلاقا من حسابه وخطابه موضوع الضغوط والرغبات الخارجية التي تحبذ ابقاء المراوحة سيدة الموقف، و"تشجع" ضمنا على ادامة الفراغ الحكومي في انتظار جلاء الكثير من التطورات التي تعصف بدول المنطقة، ولا سيما في سوريا.

ليس في امكان لا "حزب الله" ولا سواه من قوى المشهد السياسي اللبناني ومكوناته ان تنكر مسألة ان "كلمة السر" الاقليمية الدولية التي تعطي الضوء الاخضر لانتهاء زمن المخاض الحكومي صار لازمة من لوازم العملية السياسية في لبنان، ولا سيما بعد تقلص الظل السوري في لبنان في ربيع عام 2005، بفعل الانسحاب العسكري السوري من لبنان ذلك العام.

ويدرك ايضا ان هذه السمة خُبرت بشكل عملي في الحكومات الاربع التي حكمت لبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في شباط عام 2005. ومع ذلك فإن اجواء المحيطين بالحزب يتحدثون في حلقاتهم الضيقة في هذا السياق في الفترة الاخيرة عن امرين:

الاول: يرى أن الضغوط الغربية (اي الاميركية والاوروبية) باتت محدودة التأثير، لاعتبار اساسي وهو ان الضاغطين حددوا ماذا يريدون بالضبط من اثمان ومواقع، ما داموا مقتنعين بأنه يصعب عليهم حد الاستحالة اعادة عجلة الامور الى الوراء، وبالتحديد الى مرحلة ما قبل 25 كانون الثاني الماضي.

الثاني: ثمة من بدأ يبحث بين طيات سطور الاحداث والتطورات في عدد من دول المنطقة عن اشارات تشفي الغليل تتحدث عن امكان حدوث صفقة حول موضوع التمديد لوجود عسكري اميركي محدود في العراق، بعد الموعد الاخير المضروب لانسحاب القوات الاميركية من العراق في نهاية السنة الجارية، وهو امر لم تخف الادارة الاميركية جموحها الشديد الى رؤيته يتحقق وهي طالما مارست اشكالا شتى من الضغوط والاغراءات على حكومة نوري المالكي في بغداد لاضفاء شرعية ما على هذا التمديد المنشود. وتالياربما كان هذا الامر جزءا اساسيا من كلمة السر التي من شأنها ان تشكل الضوء الاخضر لولادة حكومة ميقاتي الثانية.

وبصرف النظر عن دقة هذه المعلومة ومدى صلاحيتها ليبنى عليها توقعات تفاؤلية بقرب ولادة الحكومة، الا ان في مقابل هذه العناصر المستجدة على موضوع التأليف، تبرز معطيات اخرى مناقضة الى حد ما. فالذين تواصلوا مع الرئيس بري ليل اول من امس خرجوا بانطباع فحواه ان الرجل لا يتعاطى مع موضوع التأليف بالحماسة نفسها التي برزت من عندياته بعد اللقاء الثماني في مكتبه، مما اوحى الى الكثيرين بأن نظرية الحواجز المتتابعة امام تأليف الحكومة التي ما ان يسقط بعضها حتى يبرز بديلا منها، بعضها في الحسبان وبعضها من خارج كل الحسابات ما زالت قائمة ومن شأنها ان تبقي المراوحة حاضرة، ولا سيما ان ثمة من ينقل عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان انه هو من يحق له اصدار مراسيم تشكيل الحكومة، وتاليا لا يقبل بأي شروط.

 

متمولون من "8 آذار" يبيعون مؤسساتهم في سورية تحسبا لسقوط النظام

حميد غريافي: السياسة

يعاني حلفاء وعملاء النظام السوري واستخباراته في لبنان حالة من القلق والخوف الشديدين, تصفها جهات نيابية قريبة من حركة "أمل" الشيعية ب¯ "حالة رعب حقيقية" مما قد يحدث لهؤلاء الحلفاء والعملاء بعد سقوط بشار الأسد وبطانته وحزبه تحت ضربات المقاومة الشعبية المسلحة التي بدأت تتشكل فعلا في شمال البلاد وفي ريف دمشق, للدفاع عن الثورة السلمية المطالبة بالحرية ورفع القمع والضيم المستمرين منذ نيف وأربعة عقود من الزمن.

وتؤكد تلك الجهات النيابية ان عائلات عدد كبير من الشخصيات الوزارية والنيابية الراهنة والسابقة والعاملة  في قطاعات المصارف والمؤسسات التجارية الضخمة التي افتتحت منذ نيف وعشرين عاما فروعا لها في دمشق وبعض المدن الكبرى الاخرى, بدأت منذ منتصف الشهر الماضي, البحث عن اماكن اقامات جديدة في الخارج وبعضها في اوروبا والآخر في اميركا اللاتينية وفي دول عربية مستقرة, فيما امتنعت جميع هذه العائلات عن شراء عقارات او منازل او مؤسسات في الخارج لان بعض اربابها موضوع على لوائح العقوبات الدولية وخصوصا الاميركية من امثال وئام وهاب وناصر قنديل وسليمان فرنجية وجوزف سماحة وعبدالرحيم مراد وبعض الشخصيات العسكرية والامنية وعلى رأسها الضباط الاربعة الذين زجتهم لجان التحقيق الدولية في السجون طوال سنوات اربع ثم افرجت عنهم تحت طائلة استدعائهم مجددا امام المحكمة الخاصة بلبنان لمحاكمة قتلة رفيق الحريري.

وكشفت مصادر سورية معارضة في لندن ل¯ "السياسة" امس النقاب عن ان اقتصاديين وتجار واصحاب رؤوس اموال لبنانيين انشأوا منذ منتصف الثمانينات وما بعدها مصالح في سورية بمشاركة موظفين كبار في النظام وقيادتي الجيش والاستخبارات خصوصا مسؤولين في قيادات حزب "البعث" في دمشق والمدن الرئيسية الاخرى بدأوا منذ اندلاع الثورة في سورية قبل نحو ثلاثة اشهر "حزم" حقائبهم للرحيل خشية ان تطولهم المحاسبات القضائية المتوقع حدوثها على نطاق واسع لزبانية النظام بعد سقوطه, حيث قد يأخذون معهم هؤلاء اللبنانيين الاثرياء الى السجون.

وقالت المصادر ان "المتمولين اللبنانيين العاملين في سورية باسم "حزب الله" من المنتسبين اليه القادمين باموالهم من الدول الافريقية والاميركية اللاتينية وبعض دول الخليج وايران او من المؤيدين له عن بعد بدأوا يترنحون في سورية تحت وطأة جهلهم بما سيحدث وتضعضع قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية من بيروت حول مصير النظام البعثي خلال الاسابيع القليلة المقبلة".  ويصارع اقرباء ومقربون من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري رئيس "ميليشيا امل" الشيعية المسلحة حليفة "حزب الله" وايران واليد الطولى لنظام آل الاسد في لبنان منذ احتلاله العام 1976 وحتى بعد انسحابه القسري بموجب القرار الدولي 1559- لمعرفة الوسائل الناجعة لفك عرى شراكاتهم مع رجال الحكم السوري الاقتصادية والتجارية التي اقاموها بتشجيع من بري والرئيسيين الاسدين الراحل والحاكم كتعويض للحليف بري عن مواقفه المتفانية في سبيل تكامل البلدين.

واماطت مصادر المعارضة السورية في لندن اللثام عن ان العشرات من ابناء مسؤولين في "حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" العوني وحزب "المردة" وشخصيات سياسية لبنانية حليفة للبعث في دمشق على علاقات اقتصادية وتجارية وتسليحية  بقيادات محيطة بالاسد واقربائه خصوصا اخاه ماهر وصهره آصف شوكت واولاد خالته من آل مخلوف, بدوا مضطربين خلال الشهرين الماضيين لعدم تمكنهم من تصور ما سيؤول اليه الغد في سورية بحيث تتبخر اموالهم مع رجال النظام الذين - حسب المصادر المعارضة- سيدفعون ثمن ما ارتكبوه امام محاكم الشعب طوال فترة حكمهم الطويلة. ونقلت المصادر عن معلومات من الدوائر العقارية السورية في مدن الشمال السوري السياحية مثل اللاذقية وطرطوس وسواهما تؤكد ان هناك حركة بيع مؤسسات سياحية وتجارية وفنادق و "سوبر ماركتات" ومحال ملبوسات فاخرة مملوك معظمها بالمناصفة حسب القانون السوري من سوريين من نظام البعث واصحاب رؤوس اموال لبنانيين وكويتيين وقطريين واماراتيين وسعوديين وبأسعار اقل بكثير من اسعارها الحقيقية الى الشركاء السوريين او الى متمولين اخرين في مؤشر الى محاولة هؤلاء الشركاء العرب الهرب من سورية ومن المستقبل القاتم لعصابات النظام القائم.

 

لماذا لا يمكن لسنوات الخوف في سورية أن تعود؟

رضوان زيادة /الحياة

لم يكن لحديث رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد الى صحيفة «نيويورك تايمز» في 10 أيار (مايو) الماضي من دور سوى إظهار ما يعرفه الخبراء في الوضع السوري عن طبيعة النظام إلى العلن، فالشخص الذي لا يحتل أي منصب رسمي يتكلم باسم النظام، ويشير إلى أن النظام سيقاتل حتى الرجل الأخير.

إنها مقابلة شبيهة بخطاب سيف الإسلام القذافي في الأسبوع الثالث من بدء الاحتجاجات في ليبيا، فعلى رغم أن سيف الإسلام لا يحتل أي منصب رسمي، إلا أنه عملياً الشخص الثاني في النظام الليبي بعد القذافي الأب، وقد توعد حينها بأن العائلة ستقاتل حتى آخر فرد وحتى آخر قطرة دم.

الطريف في الأمر اليوم أن آلية إدارة أزمة الثمانينات خلال الصراع الدموي بين أجهزة الأمن السورية وحركة «الإخوان المسلمين» بين عامي 1979 و 1982 هي نفس الطريقة التي يستخدمها النظام اليوم في محاولته قمع الاحتجاجات السلمية، على رغم أن الشيء الجوهري المتغير هو طبيعة التحرك السلمي للمتظاهرين، وهو ما يختلف كلياً عن أزمة الثمانينات، بالإضافة إلى التغير الكبير الذي طرأ على موقف المجتمع الدولي.

هناك أربعة اختلافات جوهرية تحول دون أن يكون حل الثمانينات هو الطريقة الناجعة لمعالجة الأزمة اليوم، بحيث لا يمكن للنظام أن يكرر ما فعله آنذاك.

هذه الاختلافات هي:

1- حجم وطبيعة الاحتجاجات الشعبية: فهي غير متمركزة في مدينة واحدة أو اثنتين كما كانت عليه في الثمانينات، بل انتشرت اليوم إلى أكثر من 84 مدينة وبلدة سورية، وهو ما يحد من قدرة النظام على قمعها أو سحقها، وسيكلفه ذلك الكثير من المواقف الدولية وتماسك جبهته الداخلية.

2- سلمية الاحتجاجات الشعبية حيث أنها حافظت على سلميتها منذ اليوم الأول لها أي 15 آذار (مارس) الماضي وتجنبت استخدام العنف إلى أقصى الحدود، على رغم كمية العنف الهائلة التي قوبلت بها والعدد الكبير للشهداء الذين سقطوا والذين تجاوز عددهم الألف شهيد حتى الآن.

وذلك بسبب وعي شباب التظاهرات الكامل إلى أنه في اللحظة التي يلجأون فيها لاستخدام العنف فإن ذلك سيعطي النظام مبرراً لسحق الأبرياء بلا هوادة ومن دون حتى أن يحصلوا على تعاطف المجتمع الدولي.

3- دور الإعلام: حتى الآن ما زلنا نتحدث عن أعداد تقريبية للأشخاص الذين قتلوا في حماة عام 1982. البعض يقول 20 ألفاً وآخرون يقولون 25 ألفاً، وبعد مرور ثلاثين سنة ليس لدينا التوثيق الكافي والضروري لما حدث، كما أن الحكومة السورية لم تفتح تحقيقاً أبداً لمعرفة عدد الضحايا على الأقل، أما في حالة الأزمة اليوم فتصلنا معلومات لحظة بلحظة عما يحصل من خلال اتصالات الأهالي وشهاداتهم واستنجادهم بالحقوقيين، كما نحصل أيضاً على وثائق مصورة ومسجلة عما جرى. على رغم أن النظام السوري يمنع وجود الإعلام في شكل مطلق لنقل ما يجري على أرض الواقع.

4- دور المجتمع الدولي: فإذا كان النظام السوري في الثمانينات تحت حماية سوفياتية أمنت له التغطية الدولية فإن الولايات المتحدة نفسها لم تصدر آنذاك بياناً تدين فيه ما يجري، وقد استطاع النظام أن يحسن علاقاته مع الولايات المتحدة عندما شاركت القوات السورية في معركة إخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991، أما اليوم فإن الإدانات الدولية تتصاعد منذ اليوم الأول لاستخدام العنف ضد المتظاهرين، مع ضرورة تذكر النموذج الليبي كمثال يوضح الدور المباشر الذي قد يلعبه المجتمع الدولي إنسانياً لحماية المدنيين، من خلال إسقاط الشرعية عن نظام القذافي، مما يلفت نظر النظام السوري إلى إمكانية التعرض لمعاملة مماثلة من المجتمع الدولي.

وفي الحقيقة فقد تمكن المجتمع الدولي من إصدار قرار مهم من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يقضي بإرسال لجنة تحقيق دولية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، لكن يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة لاستصدار قرار من مجلس الأمن بإدانة عنف السلطات السورية تجاه المتظاهرين وفرض عقوبات دولية تطال الأشخاص والمؤسسات الذين أمروا بإطلاق النار على المتظاهرين أسوةً بما اتخذه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من إجراءات، وأيضاً أن تتم إحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية تماماً كما حصل مع ليبيا.

* باحث زائر في جامعة جورج واشنطن

 

حافظ الأسد كان أكثر انفتاحاً من بشّار /الرئيس السوري ضعيف لا يستطيع تأكيد سلطته

الجمهورية

أشار بعض المصادر السوريّة من ناشطين حقوقيين ومعارضين وصحافيين إلى أنّ نظام بشّار الأسد "يعيد بناء جدار الخوف" الذي بناه حافظ الأسد في الماضي، في حين أوضح نائب سوري معارض أنّ النظام سيكون متسامحا مع المصفّقين فقط، ولن يسمح بوجود أي لاعب حقيقي خارج عن سياسة النظام السوري الذي زادت جرأته نتيجة ظروف عدة، منها تحالفه مع إيران، وإعادة تأكيد نفوذه في لبنان، معتقدا أنّه يملك القوام السياسي الضروري للصمود أمام تكاليف انقطاع علاقته بالغرب.

ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 06DAMASCUS2593 صادرة عن السفارة الأميركية في دمشق، إثر اجتماعات عدّة بين مسؤولين من السفارة وبعض المصادر من داخل المجتمع المدني والسياسي، جاء نقلا عن بعض هذه المصادر، أنّ حال القمع المفروضة على المجتمع المدني والمعارضة في سوريا تفاقمت إلى حد بدأ الناس يقارنونها بحال الكبت التي عاشوها في الثمانينيات خلال فترة حكم حافظ الأسد، بينما كانت المقارنة في الماضي بين الوالد والإبن تشير دائما إلى ضعف بشّار وتردّده وعدم قدرته على تأكيد سلطته وقلّة خبرته وضعف قراره.

ولكن تبقى هناك شكوك حيال مدى تطور موجة القمع التي يديرها النظام، في وقت أشار بعض أكثر المتفائلين السوريّين إلى أنّ الحكومة السورية قد كفّت عن اعتقال المشاركين في إعلان بيروت-دمشق واستبدلتها باستخدام لهجة التهديد والتخويف. ويرجّح هؤلاء أن في حال أثمرت جهود التهديد في تقليل الدعم لإعلان بيروت-دمشق وشرعيته، فإنّ النظام السوري يمكن أن يعيد حساباته ويطلق الناشطين العشرة عوضا عن الإبقاء على وعده بسجنهم خمس سنوات.

وأضافت المذكّرة أن حتى لو أطلق النظام الناشطين، فإنّ الجو العام السوري الداخلي سيبقى شديد القمع، في حين أكد بعض الناشطين أنّ النظام السوري يستغّل إعلان بيروت-دمشق لخنق المعارضة وحركات المجتمع المدني المختلفة التي أغضبته وأحرجته عندما كان قليل الثقة بنفسه عبر الدعوة إلى إنهاء قانون الطوارىء واحترام حقوق الإنسان وتطبيق الديمقراطية. وبعدما اكتسب النظام القوّة والوقاحة، فهو عازم على مسح ذاكرة الإحراج التي فُرضت عليه.

وأشار بعض الناشطين إلى أن التوقيفات المتعلقة بإعلان بيروت ـ دمشق لأشخاص من أمثال ميشال كيلو وأنور البنّي وآخرين، تعدّ آخر موجة من التوقيفات، ولكن تمت الإشارة إلى أن معارضين بارزين من أمثال كمال لبواني وفاتح جاموس وعلي عبد الله الذين ما زالو مسجونين، قد أوقفوا ضمن حملات توقيف سابقة في العام الماضي.

وأشار بعض المراقبين إلى أنّ موجة التوقيفات هي إعلان واضح وصارخ على أنّ مستوى القمع في سوريا هو الآن أسوأ ممّا ساد خلال حكم حافظ الأسد.

وفي اجتماع مع مسؤولين من السفارة الأميركية، قال أحد أبرز المعارضين السوريين ي .ص إنّ نظام بشّار الأسد "يعيد بناء جدار الخوف" الذي بناه والده في الماضي، متوقعا أن يستمر مسلسل التوقيفات. وأكّد ص. أنّ النظام "يعيد إقحام" أجهزة الأمن السورية في شكل أكثر عدوانية إلى داخل المجتمع المدني السوري، وأطلق على الوضع الحالي صفة الجانب المتكرر من التاريخ السوري الحديث، قائلا: "يمكنك دعوة هذه الأجهزة الأمنية إلى الداخل وإعطاؤهم صلاحيات كبيرة، ولكن لا يمكنكك إرغامهم على المغادرة بسهولة بعد زوال الأزمة". ووصف النظام بالمريض "الذي تغلّب على مرض عضال"، وهو الآن أكثر قوّة من أي وقت منذ إعلان القرار 1559 في العام 2004. و للمرة الأولى منذ إطلاقه بعد سجنه سبع سنوات، يفكّر ص. في مغادرة سوريا بسبب تزايد وتيرة المناخ القمعي.

وفي سياق آخر، أشارت بعض المصادر إلى أنّ جو القمع السائد لا يسكت المعارضة فقط، وإنما بعض المستقلين داخل البرلمان أيضا أمثال النائب باسل دحدوح الذي حاول التشكيك في سياسات النظام السوري طوال العقد الماضي. ويقول دحدوح إنّ النظام لا يقبل الإجابة عن تساؤلاته، مضيفا أن النظام سيكون متسامحا مع "المصفقين" فقط، و"لن يسمح بوجود أي لاعب حقيقي خارج عن سياسة النظام". وأضاف دحدوح أن في ظل الجو الحالي، يخاف السوريون السفر إلى خارج البلاد للمشاركة في ندوات أو اجتماعات "قبل حصولهم أولا على مباركة النظام". وأضاف دحدوح أن الوضع داخل سوريا خلال التسعينيات في ظل حكم حافظ الأسد كان أكثر انفتاحا، أما الآن وفي ظل الجو السائد، فإن أية إصلاحات سياسية ممكنة ستكون أسوأ من الوضع الراهن.

وقد اشتكى الصحافيون أيضا من سياسات القمع السائدة، وقال أحدهم أمام مسؤولين من السفارة الأميركية قبل فترة وجيزة من اندلاع آخر موجة توقيفات، إنّ شخصية "مقربة جدا من الأجهزة الأمنية" نصحت له أن يبقى حذرا جدا من مضمون كتاباته، مضيفا "عندما تكتب، أعتبر إنك تكتب في فترة حكم حافظ الأسد". وقال الصحافي الذي أخذ هذه التحذيرات على محمل الجد إنّ "لا مجال للخطأ".

وأوضح بعض مراقبي المشهد السياسي السوري أنّ النظام يعيد بناء جدران الخوف والعزلة، في وقت يرى النظام السوري أنّ الدول الغربية لا تريد الانخراط معه وترغب في تنحيته عن السلطة. وحسب هؤلاء المراقبين، فإنّ النظام السوري الذي زادت جرأته نتيجة ظروف عدّة، منها تحالفه مع إيران وإعادة تأكيد نفوذه في لبنان، وفي ظل المذبحة المستمرة في العراق (التي تشير إلى تضاؤل الضغط الأميركي) وانتخابات حركة حماس وإعادة تأسيس علاقات متينة مع سوريا، هو نظام يعتقد أنه يملك القوام السياسي الضروري للصمود أمام تكاليف انقطاع علاقته بالغرب.

وفي ضوء هذا التقويم وشعور النظام بوقوعه تحت الضغط والتهديد، فإنّ الكثيرين داخل سوريا يعتقدون أنّ جدران العزلة بين سوريا والغرب من المحتمل أن تزيد مناعتها. وإضافة إلى حال القمع السارية، فإنّ الحكومة السورية متواطئة في تهديم سفارات أوروبية عدة خلال شهر شباط الأخير، وإغلاق مركز حقوق الإنسان المموّل من الاتحاد الأوروبي والضغط على السفارة الأميركية عبر عمليات التقييد على إصدار التأشيرات، وكل ذلك يشير إلى أنّ الحكومة السورية اختارت اتباع سياسة أكثر تصادمية، وأنها لا تكترث بتأثير العزلة الناتج من هذه السياسات. وقد نقل السفير المصري أخيرا أن سوريا تبدو وكأنّها تبعد نفسها حتى من الحليف الإقليمي مصر من خلال الإشارة إلى عدم اكتراثها بأخذ أي خطوات إيجابية بعد القلق المصري من سياسة الحكومة السورية. وفي السياق نفسه قال المحلّل السياسي سمير الطاقي إن العلاقات السورية – السعودية متزعزعة، مضيفا "في الوقت الحالي ليس لدى سوريا بعد عربي لسياستها الخارجية" بسبب الافراط في لعب ورقتها الإيرانية. كما أشار بعض المصادر الأخرى إلى وجود انقسام داخل النظام السوري حيال مدى التقدم في عزلة كهذه وتصعيد، وحسب أحد الصحافيين إنّ هناك متشددين من ضمنهم نائب الرئيس فاروق الشرع وشخصيات بارزة داخل الأجهزة الأمنية الذين يجادلون أنّ سوريا تستفيد في كل النواحي من سياسة التصعيد والتصادم مع الغرب. ويرى هؤلاء أنّ كلفة العزلة لا تذكر في ضوء التهديد الذي يواجهه النظام السوري. وأشار إلى وجود آخرين على رأسهم وزير الخارجية وليد المعلّم يضغطون في اتجاه تطبيق سياسة مختلفة بعض الشيء ويسعون إلى مواجهة محدودة مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية حتى في ظل "استمرار تصاعد المواجهة".

 

أيّ "ضرب" أكله وئام ورفاقه؟

طوني عيسى/الجمهورية

لم يكن مناسبا لهيبة الرئيس بشّار الأسد أن تنتشر الموجة الأخيرة من "التفاؤل" بتشكيل الحكومة إلى حيث انتهت. هذه المرّة لم يقتصر الأمر على وعود القوى الداخليّة بحصول انفراج، بل تمّ انتزاع وعد من فم الأسد، عبر وليد جنبلاط. إذا كان صحيحا أنّ أركان الأكثرية الجديدة لا يزالون جميعا حلفاء لدمشق، فليس من عادات دمشق أن تعطي حلفاءها إشارات لا يلتزمون تنفيذها. وهذا يعني واحدا من اثنين لا ثالث لهما: إمّا أنّ هذه الأكثرية التي اجتمعت قبل أربعة أشهر على إسقاط حكومة سعد الحريري تشقّقت وتتنازعها اتّجاهات ومصالح مختلفة، وإمّا أنّ الرئيس السوري لم يعد مسموعا لدى أكثر من طرف في هذه "الغالبيّة"، بحيث بات "حلفاؤه الخلّص" أقلّية عاجزة عن تأليف حكومة.

كلام داخل الجدرانفي الحالين، هناك سبب واحد مقنع، وهو أنّ هذه "الغالبية" التي جمعتها ذات يوم على عجل، مصلحة إزاحة الحريري من الحكم، تعيش قراءات ومراهنات متناقضة في ما يتعلق بالوضع السوري. ويستفيد بعضها من انشغال الأسد، أو من غرقه يوما بعد يوم في الشأن السوري الداخلي، وعدم قدرته على فرض الخيارات التي يريدها في لبنان.

بعض قوى "الغالبية الجديدة" يهمس اليوم: انتهى العهد السوري في لبنان! لكنّ قائلي هذا الكلام لا يجرؤون على البوح به... لأنّهم لا يريدون إحراق المراحل أو إحراق الأصابع إذا ما تمّت تسوية معيّنة وغير محسوبة في اللحظة الأخيرة بين الأسد والقوى الإقليميّة والدوليّة، مع أنّ ذلك بات مستبعدا.

يوجّه وئام وهّاب رسائله من دون تحفّظ: "أكلنا الضرب" بتكليف ميقاتي، فهو لن يؤلّف الحكومة المطلوبة. وإذا خيّروني اليوم بين ميقاتي وسعد الحريري، فمن دون شك سأختار الحريري.

"ليس في مشروعنا"

المحسوبون على سوريا مباشرة يقولون جميعا كلاما مماثلا منذ أربعة أشهر، وأحيانا يصل إلى العلن، ويلتزم "حزب الله" التحفّظ في هذا المجال لأنّ وضعه مختلف، لكنه يطلق حليفه العماد ميشال عون ليقوم بالواجب. لا يقول وئام وهّاب ما هو "الضرب" الذي أكله حلفاء دمشق بتكليف ميقاتي. لكنّ بعضهم لا يتورّع عن الهمس: إنّه يحمل مشروعا مناقضا تماما لمشروع الأسد و"حزب الله". وقد وقع "الحزب" نفسه ضحيّة الاستعجال في تسميته رئيسا مكلّفا. كنّا يومذاك تحت ضغط إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري عشيّة الإصدار المتوقّع للقرار الاتّهامي، ولم نستطع إيصال عمر كرامي، فجاءت التسوية خلال ساعات بقبول ميقاتي بدلا منه.

ويضيف هؤلاء: لم يكن خافيا علينا أنّ ميقاتي يرتبط بعلاقات وطيدة مع أوساط دوليّة كانت وراء إصدار القرارات التي تستهدف سوريا والمقاومة، بدءا من القرار 1559 والمحكمة الدوليّة. فهو صديق شخصي لتيري رود لارسن الذي كان وراء التسوية التي أوصلته إلى رئاسة الحكومة في العام 2005. لكننا اعتقدنا أنّ ميقاتي أو أيّ رئيس آخر للحكومة نتمكن من إيصاله، يبقى أفضل لنا من سعد الحريري. فنحن وسوريا قادرون على تأليف الحكومة التي نحظى فيها بالغالبيّة، وتنال ثقة المجلس النيابي الذي لنا فيه الرئاسة والغالبية. وعندئذ سيكون رئيس الحكومة مضطرّا إلى السير في الخيارات التي تقرّها الغالبيّة ورئيس الجمهورية كذلك.

الحريري أفضل؟ ما لم يكن في الحسبان، يقول هؤلاء، هو انشغال سوريا في حالها، لقد أفقدنا ذلك قدرة على فرض خياراتنا، بدءا من تأليف الحكومة. ويتمادى الرئيس المكلّف في فرض شروطه إدراكا منه أنّ قدرتنا ستضعف يوما بعد يوم إلى حدود تسمح له بتأليف الحكومة التي يريدها، أي تلك التي لا نحظى فيها بأيّ موقع قادر على اتّخاذ قرار، لا أمنيّ ولا عسكريّ. وسنكون عندئذ في حال حصار، وستنقلب المعادلات الداخلية لتجعلنا مجدّدا مجرّد أقلّية.. فقدت حتى الدعم الإقليمي.

حلفاء الرئيس الأسد لا يرون فارقا كبيرا بين مشروعي الحريري وميقاتي تجاه سوريا و"حزب الله". وعندما يعلن وهّاب تفضيله الحريري على ميقاتي، فإنّه لا يبالغ كثيرا . ففي "العهد الحريري" صنع وهّاب وحلفاؤه كلّ أمجادهم وكانوا يشعرون وهم أقلّية، بأنّهم يمسكون بالبلد. فيما هم اليوم "أكثريّة" لا حول لها ولا قوّة. ويقول أحد "الرفاق": نعم، نحن اليوم "أكثرية وهميّة" وعاجزون حتى عن تأليف حكومة. وعندما تحدّث السيّد حسن نصرالله عن أكثرية 14 آذار الوهميّة كان هذا الفريق أكثر تماسكا وتمثيلا من فريق الغالبيّة القائم حاليّا.

"ترويض" أيّ كان! "الضرب" الذي "أكله" وئام وهّاب ورفاقه ودمشق في 25 كانون الثاني الفائت، لا يكمن فقط في الاختيار المتسرّع لرئيس الحكومة الذي يحمل مشروعا مناهضا، بل في المراهنة يومذاك على أنّ الأسد قادر على ترويض أيّ كان حين يأتي إلى موقع السلطة في لبنان، خصوصا إذا لم يكن منطلقا من حيثيّات شعبيّة مهمّة داخل طائفته كالحريري.

هذه النظريّة بدأت صحيحة في نسبة معيّنة يوم تكليف ميقاتي، لكنّها تفسّخت يوما بعد يوم بفضل التحوّلات الداخليّة السورية. ولذلك بات منطق الترويض جزءا من عهد انقضى، أو في طريقه... إلى الانقضاء؟

 

عون: رحلة مُحيّرة من جبيل الى مليتا... الى غابي ليّون؟

الجمهورية/فادي عيد

باتَ من الواضح أنّ زعيم تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون له أسلوبه الخاص واستراتيجيته "الفريدة" في مقاربة الأزمات السياسية والخضّات التي تعصف بحزبه بين الحين والآخر، والتي كان آخرها موقفه الحاد والمتقدّم من أحد أبرز الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة الأميركية، والتوعّد بأن "يَلوي ذراعها"!

فبعد توقيعه وثيقة التفاهم بينه وبين "حزب الله"، انتهجَ العماد عون مسارا يغلب عليه الطابع الصدامي مع مكوّنات المجتمع اللبناني، لا سيما المسيحي منه، والتي لا تأتلف مع اتجاهاته المستجدة في السياسة ولا سيما مواقفه الاخيرة، حيث يظهر بمظهر "المشاكِس" الذي يتبادل الخدمات مع حزب الله: "مواقف مقابل دعم مهرجانات فاشلة"، وإن لوجستيا وماليّا لأجهزة عون وعناصره، وكان آخرها تزويده بعشرة باصات عملت على نقل أنصار حزبية من بعض قرى جبيل الشيعية إلى الاحتفال الذي أقامته هيئة جبيل في"التيار العوني"، خصوصا ان الجنرال لم يهضم الخسارة في بلدية عاصمة القضاء الذي له فيه ثلاثة نوّاب، حيث حاول مع نوّابه هناك تأكيد الحضور على إثر مهرجان البلدية الحاشد الذي سبقه، سواء عبر باصات الدعم الجبيلية او من لدن صهره باسيل من البترون الذي أحضرَ حوالى 200 شخص الى المهرجان المذكور.

هذا الخيار، الذي لم يسلكه أحد أقرب حلفاء العماد عون الجُدد، النائب سليمان فرنجية، جاء مُكلفا إلى حدّ بعيد، بدليل أن أحد كوادر "حزب الله" اعتبر في مجلس خاص أن عون أعطى الحزب ما لم يُعطه أقرب حلفائه، في حين لم يكلّف عون الحزب منذ العام 2006 سوى جزء لا يكاد يستحق الذكر من إمكانات الحزب ورصيده.

أمام هذا الواقع الذي تحوّل العماد عون إلى متراس متقدّم في "معركة إقليمية"، وفي خضمّ فضائح "ويكيليكس" التي انعطفت على ملف العميد فايز كرم، بشهادة طبيبه الخاص نبيل الطويل، وبأخصامه (السنّة) الذين بلغ به حدود كرههم، الى نَعتهم بـ "الحيوانات"، وزد على ذلك، فضيحة العميد "ديدي" رحّال، حول بَيع الأسلحة.

وقد توقّف المراقبون عند ما أعلنَه العماد عون خلال زيارته الجنوبية إلى بلدة مليتا، حيث هدّد الولايات المتحدة الأميركية عَلنا، وللمرة الأولى، بالقول: إننا سنَلوي ذراع المخابرات الأميركية في لبنان، كما لوينا ذراع إسرائيل". لافتين إلى خطورة مثل هكذا تهديدات. متسائلين عمّا إذا كان هذا الموقف يشكّل عنوانا للمرحلة المقبلة، خصوصا وأننا على مشارف تشكيلة حكومية قد يكون "التيار العوني" جزءا وازنا فيها.

وهل أن هذا الموقف يشكّل استباقا تكتيا لتداعيات مفترضة ومنتظرة قد تعقب صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية في ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ وهل من مصلحة المسيحيين الانخراط في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في ظلّ الظروف الحسّاسة والبالغة الدقّة والثورات التي تعصف ببعض دول المنطقة، عِلما بأن الولايات المتحدة لا تزال حتى الساعة دولة صديقة للبنان وليست دولة عدوّة؟

وسأل قيادي بارز في 14 آذار عَمّا إذا كان بإمكان العماد عون تحمّل تبعات سياساته "الانفعالية" و"الطارئة" في "لَيّ ذراع الأجهزة الأمنية الأميركية في لبنان"، خصوصا إذا ما تعرّض أي من وحداتها الديبلوماسية أم العسكرية أم السياسية أم أحد مواطنيها في لبنان لأيّ أذى؟ وهل أن ما أدلى به عون هو المطلوب تحديدا لإدخال من يمثّله في آتون الحروب العبثية التي لم تَجن للبنان إلا الهجرة والدمار والخراب؟

نهاية الرحلة: غابي ليّون!

وينهي العماد عون "ويك إندِهِ" السياسي باقتراح "غابي ليّون" ابن خال زوجته، الى حقيبة الاتصالات، عِلما بأن الاخير يعمل كمخمّن عقاري لدى المصارف، وان علاقته بالملف تقوم على نمطين، اولهما تأمين الظلّ الكافي لتغطية الوزير باسيل من شمس الضغوطات ليمارس وصايته الكاملة على الوزارة الحسّاسة عبر ليّون، كون الأخير ضعيف الشخصية، والعلاقة الثانية هي أواصر القربى التي يمكنها ان تجعل من أيّ محظي بها محظوظا بوزارة او نيابة، أو إذا شئت... إمارة إدارة!

 

 رسالة اليرموك

حازم صاغيّة/لبنان الآن

حصّة الفلسطينيّين من الانتفاضة السوريّة هي أن يثوروا على الكذب. هذا ما فعلوه في مخيّم اليرموك قبل أيّام. فقد هاجم مشيّعو القتلى الذين سقطوا برصاص إسرائيليّ، يوم 5 حزيران الماضي، مسؤول "الجبهة الشعبيّة" ماهر الطاهر، مردّدين "الشعب يريد إسقاط الفصائل"، محرقين مقرّ الجبهة ذاتها. لكنّ جبهة أخرى من "الفصائل"، هي "الجبهة الشعبيّة – القيادة العامّة" ما لبثت أن قتلت 14 شخصاً منهم!

والجريمة هذه كانت وراء مطالبة رفعها "المكتب المركزيّ لأسرى حركة فتح" بطرد أحمد جبريل، أمين عامّ "القيادة العامّة"، من منظّمة التحرير الفلسطينيّة، فضلاً عن تصاعد أصوات فلسطينيّة، شعبيّة وثقافيّة، تعلن غضبها من الاستخدام المديد للفلسطينيّين خدمةً لمصالح النّظام السوريّ.

ففلسطين والعروبة الكذبتان الأكبر للنظام المذكور، والفلسطينيّون واللبنانيّون، فضلاً عن السوريّين، أكبر ضحايا هاتين الكذبتين الدائمتين. وهذا، بالضبط، ما بادر إلى الردّ عليه أهل مخيّم اليرموك مع تداعي ذاك النّظام. فالرفض شامل لإبقاء الشبّان الفلسطينيّين مادّة استعماليّة، يُرسَلون إلى الجبهة حين تحتاج السلطة الدمشقيّة ذلك، ويُمنعون من الوصول إليها حين تحتاج ذلك. يكفي أن يكون هناك فلسطينيّ واحد قد قرأ ما تفوّه به رامي مخلوف قبل أسابيع، ثمّ رأى ابناً له يسقط قتيلاً لأنّ "القيادة العامّة" طلبت منه أن يتوجّه إلى هناك، بعد أن طلبت دمشق من "القيادة العامّة" أن تطلب ذلك!

وليس من المبالغة إطلاقاً القول إنّ الكذب ملح النظام السوريّ. يكفي أن نراجع صفحات قليلة من كتاب ليزا ويدين "السيطرة الغامضة"، الذي صدرت مؤخّراً ترجمته العربيّة، للتيقّن من ذلك. فهو دائماً زعم أنّه أكثر فلسطينيّة من الفلسطينيّين، وأكثر لبنانيّة من اللبنانيّين. وهو، حرصاً منه على الشعبين اخترع لهما "الفصائل" في 1983 التي هدّدت منظّمة التحرير الفلسطينيّة ووحدتها وشرعيّة تمثيلها، كما لعبت أدواراً في النزاعات اللبنانيّة يصعب تبريرها سياسيًّا وأخلاقيًّا. يكفي التذكير بأنّ ولادة "الفصائل" تلك إنّما ترافقت مع شقّ منظّمة التحرير لأنّها "تفرّط" بقضيّتها، وذلك بعد أشهر فحسب على اجتياح 1982 الإسرائيليّ.

فـ"الفصائل"، إذاً، خرجت من ذاك البطن الذي خرجت منه حرب طرابلس ومقتل القائد الفلسطينيّ سعد صايل (أبو الوليد) في البقاع، قبل أن تندلع "حرب المخيّمات" جنوب بيروت. أمّا الذين يرون أنّ منظّمة التحرير قدّمت تنازلات كبرى للإسرائيليّين في اتّفاقيّة أوسلو العام 1993، فينسون أنّ تلك التنازلات لم تنفصل عن الإنهاك العظيم الذي تعرّضت له المنظّمة في لبنان آنذاك. لقد قال فلسطينيّو اليرموك أنّ هذه السياسة المؤسّسة على الكذب، والتي تشتغل آلتها على طحن دمهم، آن لها أن تتوقّف. ألا يذكّرنا هذا بسكّان جنوب لبنان؟

 

 

وليد عيدو مناضل قال كلمته.. واستشهد  

عمر حرقوص

خمسة وستون عاماً عاشها وليد عيدو في بيروت، صغيراً وتلميذاً وشاباً وقاضياً ونائباً مناضلاً وشهيداً على باب بحرها في العام2007 .أربع سنوات بكاملها مرّت منذ ذلك التفجير الذي رفع غيمة سوداء فوق منطقة رأس بيروت ورفع معه ركاماً ودماءً ودموعاً هطلت كلها في لحظة واحدة، منهية حياة النائب البيروتي ونجله خالد ومجموعة من المواطنين الأبرياء.

هو خوف الظالمين من المحكمة الذي استدعى استكمال الاغتيالات بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وكذلك هو خوف المتآمرين من انتصار الوطن ولمنع انتخاب رئيس للجمهورية. كان يوما مشمساً في بيروت وكان البحر يستقبل كالعادة زائره الدائم، ويودّعه هناك عند الزاوية التي تأخذ باتجاه الطريق الرئيسي.

تخرج السيارة من مسبح "السبورتنغ" في رأس بيروت، فيها النائب وليد عيدو وابنه خالد ومرافقوه. أول الطريق صعوداً إلى خارج المنطقة الهادئة، في وسط الطريق بين ملعب نادي النجمة ومدينة ملاهي بيروت تنفجر العبوة الناسفة وتقتل الشهيد عيدو. عبوة تأتي في إطار الحرب التي فتحت على اللبنانيين واستمرت منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حماده في العام وما تلاها من اغتيالات طالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء الانتفاضة.

أربع سنوات تغيّرت فيها الدنيا، وربيع بيروت الذي بدأ حلماً صار كبيراً بحجم العالم العربي. تغيّرت الظروف والقاتل غرق في صناعة الموت وصناعة الاغتيال، رمى بكل المعايير جانباً، وكما قتل اللبنانيين تحوّل إلى اغتيالات اخرى في أمكنة متعدّدة. الحلم الذي كان نقطة بياض في ليلة حالكة السواد تحوّل بعد هذا الوقت إلى صفحة ناصعة أكبر من الديكتاتوريات وحملات الاغتيال والاحتلال.

سلسلة الاغتيالات التي كانت تعلن كل مرة تحوّلاً جديداً في الحرب على لبنان، توقفت أو خففت من حضورها، ومحاولات جر البلد إلى "وصاية" جديدة عبر نشر الرعب من "القمصان السود" وانتشار السلاح الميليشيوي، وما سبقها من عمليات تحرير بيت المقدس عبر الهجوم على بيروت في السابع من أيار وغيرها ، فالربيع العربي أكبر من السلاح والقتل وهو الذي ينتقل عبيره عبر الهواء في عالم العرب حتى يطيب العيش تحت سقف دولة العدالة والمساواة.

يوم اغتيال عيدو ظهرت الهجمة بوضوح في التوقيت الذي حوّل فيه مجلس الأمن ملف المحكمة الخاصة بلبنان إلى الحكومة اللبنانية لتقوم بالتصديق عليها. أتى الاغتيال مترافقاً معها ومع الهجوم الذي تعرّض له اللبنانيون والفلسطينيون من قبل جماعة ما يسمى بـ "فتح الإسلام" ترابط الاجرام المنظم مع كل خطوة يحاول فيها اللبنانيون حماية أنفسهم عبر القانون والقضاء الدوليين. يومها في الخامسة والنصف وأمام بحر بيروت، استهدف الرجل الذي أحب المدينة وعشقها، وكان يعلم أن قدره هو الدفاع حتى الرمق الأخير عن عاصمة الوطن الذي عمل كل حياته من أجل بنائها من الجامعة إلى القضاء والنيابة العامة. كان ذلك السائر على خطى شهداء انتفاضة الاستقلال يدرك حجم الأخطار ومداها. الثائر في الانتفاضة مع سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل وانطوان غانم. كان يعلم أن "المجرم" لا يسامح اللبنانيين على الحرية التي يعشقونها ولذلك كان عيدو يقول في الجلسات الخاصة وحين يُطلب منه الانتباه إلى تحركاته "ان رفيق الحريري استشهد لأجل لبنان، فلماذا نخاف".

في كل الجلسات العامة والخاصة كان دائماً يتحدّث عن الشهيدين الحريري وباسل فليحان كأنه يريد إبقاء صورتهما أمامه. وهو يدرك أن الوقت الذي يمرّ قبل محاكمة "المجرم" فقط للشهادة. وهو ما حدث.

عائلة الشهيد عيدو ورفاقه ما زالوا يتذكرون اللحظات التي مرّت بكل تعبها ومصاعبها، نواب بيروت يتذكرون الساعات الطويلة التي قضوها مع الرجل الذي كان زميلاً وصديقاً ومحدثاً بارعاً.

حوري

يشدد عضو كتلة لبنان أولاً النائب عمار حوري على فكرة شهامة وفروسية النائب الشهيد وليد عيدو. يقول إنه لم يغب عن ساحة الحرية وكان جزءاً من ناسها ومن صانعيها، وهو سيبقى صنواً للحرية والسيادة والاستقلال. ويلفت إلى أنه استمر رغم غيابه بين اللبنانيين من خلال مواقفه، وفي كلماته وإصراره على الحق ومواجهة المخاطر غير عابئ بأي شيء طالما أنه يعبر عن قناعته وإيمانه بالوطن والحرية.

ويتابع حوري، قد يكون الانفجار أخذ منا صديقاً نحبه ولكن كل الوقت أعتبر أن وليد هو بيننا ومعنا، ومنذ اللحظة الأولى لاستشهاد الرئيس الشهيد كان دورنا كنواب واستقلاليين لبنانيين هو رفع شعار الحقيقة للوصول إلى معرفة من خطط ونفذ عملية الاغتيال وما تلاها من تفجيرات، وعنوان العدالة والحقيقة استمر مع كل الشهداء الذين سقطوا من أجل لبنان ووليد منهم. لذلك نؤكد أن إيماننا بالعدالة لن يتزعزع، والحقيقة ستظهر وممرّها الإلزامي المحكمة الخاصة بلبنان التي ستجعلنا قادرين على رفع رأسنا أمام رفاقنا الشهداء بأننا أوصلنا حقّهم.

مجدلاني

يتوقف عضو كتلة لبنان أولاً النائب عاطف مجدلاني عن الحديث قليلاً حين يتذكر الشهيد وليد عيدو، فهما عاشا الكثير من الظروف الصعبة منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حماده وصولاً إلى استشهاد الرئيس الحريري وما تلاه من عمليات اغتيال. كان صديقاً له كما كان زميله المحب والدمث الأخلاق، والمميز في نضاله وعدم خوفه من شيء، هو الذي ساهم في ساحة الحرية مع شباب قوى الانتفاضة، وبعدها في قوى 14 آذار.

ويعتبر أن وليد عيدو كان "دينامو" التحركات السياسية لقوى 14آذار، وله حضوره ومكانته المميزة من خلال دفاعه عن مصلحة لبنان وعن الحرية والسيادة والاستقلال، وإصراره على مواجهة القتل والإجرام والعبوات الناسفة، وكان أكثر ما يلفت به هو شجاعته الإستثنائية وجرأته في مواجهة المخاطر.

ويؤكد مجدلاني أن تلك المرحلة كانت صعبة جداً، فقد تمّ إنذار نواب قوى 14 آذار من العبوات والتفجيرات التي كانت تلاحقهم، ولكن الشهيد عيدو كان يقول إن الذي اغتال رفيق الحريري سيستطيع اغتيالنا كلما وصل إلينا ولذلك لن أعطيه فرصة لمنعي من رؤية الناس والعيش معهم. ويلفت إلى أنه كان لديه همّ أساسي وهو معرفة القاتل عبر العدالة ومحاكمته.

ويرى أن الظروف الأمنية اختلفت عن السنوات الماضية، لكن ظروف الاغتيال ما زالت موجودة مع أنها تراجعت لتترك المجال لطرق أخرى في التعبير عن القاتل. أفضل ما يمكن القيام به في الوقت الحالي هو الاستمرار بالدفاع عن المحكمة الدولية احتراماً لكل الشهداء ولتاريخنا الذي صنعناه نحن وشعبنا من دم وتعب وشهداء سقطوا من أجل وطنهم. ويؤكد أن المحكمة الخاصة بلبنان ستستمر على الرغم من كل الظروف والعراقيل التي يحاول البعض وضعها في طريقها. وكما اتضح حتى الآن من بيانات المحكمة فالقرار الاتهامي أصبح شبه ناجز بانتظار صدوره مع الأسماء والحجج والبراهين التي ستكون تحية لكل الشهداء ومن بينهم الشهيد عيدو.

ويختم بالقول إنه لولا وجود ناس مثل وليد عيدو لم يكن ممكناً الوصول إلى إنشاء المحكمة ولا إلى الصمود الكبير للبنانيين في مواجهة آلة القتل، فعيدو كان مؤمناً بالاختلاف السلمي وبالنضال من أجل الحريات العامة والخاصة، واحترام الرأي الآخر، وحماية لبنان وتثبيت استقلاله. من حقه ومن حق الشهداء الذين سقطوا في الانفجار ومن حق ذويه كما من حقنا نحن اللبنانيين معرفة القاتل ومحاكمته، ويلفت إلى ان الشهيد خالد عيدو الذي كان مناضلاً وصمد إلى جانب والده ولم يتركه كأنه كان يحاول حمايته فاستشهد إلى جانبه.

العائلة

في البيت تنتشر صور الابن والأب والصور العائلية المشتركة، الأخ الأكبر الذي استشهد مع الوالد هو في القلب، له دائماً ذكريات جميلة، كان حلماً واختفى في أسوأ اللحظات باغتياله مع والده. ويقول زاهر عيدو ابن الشهيد إن الألم الذي عاشته العائلة منذ أربع سنوات اثر فقدانها الأب والأخ خالد في عملية التفجير لم يكن أمراً عادياً، فالافتقاد في البيت لهذين الحبيبين يبدأ من تذكر كلمة صباح الخير والابتسامة المرحبة حين يدخلان البيت بعد الظهر أو حين نسهر مع بعضنا نناقش الكثير من القصص. هناك جرح عميق لا يمكن أن يندمل، مع أن الاعتماد كان على الوقت لتخفيف هذا الألم.

يتحدث كأنه فقدهما بالأمس، يروي أبناء العائلة لبعضهم قصصاً عن وليد وخالد، لا يعرفون من أين يبدأ هذا الألم ولا أين ينتهي. هما يحضران في كل شيء، في المحن والحزن وفي الفرح، لهما في كل التفاصيل ذكريات تبقى.

يعتبر زاهر أن الاختلاف بحياتهم سيكون عند تحقيق العدالة في قضية وليد عيدو وغيرها من قضايا التفجيرات التي طالت اللبنانيين، وهم بانتظار المحكمة الخاصة بلبنان ويتابعون أخبارها وما وصلت إليه من تطورات، ويؤكد أن ما يصل إليه التحقيق وما يصدر في القرار الاتهامي سيكون انتصاراً للشهداء جميعاً من الرئيس الشهيد رفيق الحريري مروراً بكل التفجيرات. ويشير إلى أنه وشقيقه ووالدته يستلهمون تجربة عائلة الرئيس الشهيد في التعاطي مع المحكمة، فالعائلة أعلنت تمسكها بالعدالة وهي تشدّد على أن المحكمة الخاصة بلبنان السبيل الوحيد لإظهار حقيقة من اغتال الشهداء جميعاً، ولذلك فهم لن يكونوا إلا مع المحكمة ومع أي قرار اتهامي تأخذه. يقول زاهر نحن من عائلة قانونية فالأب الشهيد وليد عيدو كان قاضياً ونائباً في المجلس النيابي عمل في التشريعات، إضافة إلى أن شقيقه الشهيد خالد كان محام، ولذلك فالتربية القانونية والثقة بالعدالة موجودة في تربيتهم، وهم يعتبرون أن العدالة آتية مهما تأخرت ولن تؤثر فيها أي محاولات للتعمية عليها وعلى عملها.

ويشدّد على أن اغتيال والده مرتبط بقضية اغتيال الرئيس الشهيد، كما باقي الشهداء، ولذلك فالشهداء جميعاً هم ممن صنعوا من دمهم سياجاً لحماية لبنان من القتل ومن محاولات إعادة القاتل إلى لبنان. يختم زاهر عيدو بالقول إن الحقيقة قادمة، ولا مجال لإيقافها، سنراها وسنعلم وقتها الكثير عن قصص الموت التي غزت مدينتنا.

أربعة أعوام تغيرت بها الدنيا كثيراً، قبل الانفجار كان النائب وليد عيدو وابنه خالد وعدد آخر من الأبرياء يعيشون بين الناس ويتطلعون إلى أيامهم وحياتهم أن تستمر بتغيراتها الكبيرة ورتابتها أحياناً، كانوا يعيشون في مدينتهم ككل الناس الطيبين حين اصطادهم القاتل على شاطئ بيروت وحوّلهم الى أشلاء.

كان موسم تفجيرات تطال نواب قوى 14 آذار، وكان الانفجار الذي وقع في منطقة رأس بيروت، المكان الذي عاش فيه الشهيد وليد عيدو، كبيراً بحيث يتسع لحقد القاتل. قتل وحشي يحرم الناس حياتهم، ويظن لكثير من الوقت أن باستطاعته الفرار والحفاظ على مكتسباته، ممعناً في محاربة المطالبين بالحرية والعدالة والحقيقة، إنه الوقت يمر بين تذكر الشهداء وبناة الوطن ومحاولة منع تدميره وكذلك بين انتظار العدالة قادمة مع القرار الظني للمحكمة الخاصة بلبنان.ليس بعيداً من بحر بيروت سيحتفل اللبنانيون بعد وقت بصدور القرار الاتهامي، وسيحتفلون بوضع يدهم على الجرح الذي نزف كثيراً وأدى إلى استشهاد كل من طالب بالعدالة والحرية.

المصدر : المستقبل

 

استشهاد رضا هدى صابر سجين سياسي في إيران نتيجة إضرابه عن الطعام ومماطلة الجلادين في نقله إلى المستشفى

الرئيسة رجوي: تصعيد حملة القمع ضد السجناء وإعدامهم يدل على تخبط النظام الإيراني في العجز أمام صبرهم وصمودهم

استشهد السيد رضا هدى صابر سجين سياسي في إيران وصحفي مترجم بالغ من العمر 52 عامًا يوم السبت 11 حزيران (يونيو) 2011 نتيجة إصابته بنوبة قلبية ناجمة عن إضرابه عن الطعام ومماطلة جلادي النظام الإيراني في نقله إلى المستشفى. وعلّل الأطباء وفاته بتساهل وإهمال السجانين في نقله المبكر إلى المستشفى. يذكر أن السيد رضا هدى صابر كان من المسؤولين في مجلة «إيران فردا» (إيران الغد) واعتقل مرات عديدة خلال السنوات من 2000 إلى 2009 وسجن لأمد طويل في زنزانات انفرادية. وفي نيسان (أبريل) عام 2004 حكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات. وكما وفي عام 2006 حكم عليه بالسجن لمدة 8 أشهر بتهمة المساعدة على إنشاء جمعية غير حكومية. وللمرة الأخيرة اعتقل رضا هدى صابر في آب (أغسطس) عام 2010 ونقل إلى سجن «إيفين» الرهيب في العاصمة طهران. ومنذ يوم 2 حزيران (يونيو) 2011 ومع سجناء آخرين أضرب رضا عن الطعام احتجاجًا على أعمال العنف التي مارستها قوات القمع خلال جنازة عزة الله سحابي والتي أسفرت عن مقتل بنته هالة سحابي. وفي اليوم العاشر من إضرابه عن الطعام أصيب رضا بوعكة قلبية شديدة.

وخوفًا من تبلور تحركات احتجاجية خلال تشييع جثمانه وحفل تأبينه امتنع نظام الملالي اللاإنساني الحاكم في إيران عن تسليم جثمان السيد رضا صابر لعائلته ولم يسمح لعائلته بإقامة حفل تأبين له. وقدمت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية تعازيها لعائلة السيد رضا صابر وأصدقائه باستشهاده، قائلة: «إن تصعيد حملة القمع والإعدامات وقتل السجناء السياسيين بالموت البطيء خاصة في الأشهر الأخيرة يدل على تخبط نظام الملالي اللاإنساني الحاكم في إيران في العجز أمام صبر وصمود السجناء الشجعان الصامدين الذين ومثل علي صارمي وحسين خضري وجعفر كاظمي وعلي حاج آقايي ومحسن دوكمجي ورضا هدى صابر أرهقوا النظام وجلاديه بمقاومتهم وصبرهم وصمودهم وعدم استسلامهم». وحثت الشبان البواسل الأحرار في كل أرجاء إيران على مساعدة ومناصرة السجناء السياسيين وعوائلهم كواجب وطني عليهم.

ودعت الرئيسة رجوي جميع المنظمات والجهات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان خاصة الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمفوضة العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان إلى إدانة جرائم النظام الإيراني واتخاذ خطوة عاجلة لإنقاذ حياة السجناء السياسيين، مطالبة بإحالة ملف انتهاك حقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن الدولي ومحاكمة خامنئي ورؤوس النظام الأخرى بسبب ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية –  باريس                                                           

12 حزيران (يونيو) 2011

 

واشنطن بوست: الحكومة العراقية تمنع وفد الكونغرس الأمريكي من زيارة أشرف

واشنطن بوست /11/6/2011

قال دينا روهرا باكر رئيس وفد الكونغرس الأمريكي الزائر للعراق إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال للوفد إنه لا يجوز للوفد زيارة مخيم للمعارضين الإيرانيين الذي قتل فيه 34 من سكانه خلال اشتباك مع قوات الأمن العراقية في شهر نيسان (أبريل) 2011. وقال روهراباكر إن الوفد المذكور كان يأمل أن يزور المخيم في طريقه إلى كردستان العراق ولكن المالكي رفض طلبهم بإشارة منه إلى موضوع حق العراق في السيادة. وقال روهراباكر وهو من الأعضاء القدامى في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي إنه سوف يضغط الآن لإجراء تحقيقات جنائية حول هذا الموضوع أي سوء معاملة المعارضين الإيرانيين من قبل الحكومة العراقية. وأضاف أننا نجري التحقيق لأن قتل أفراد غير مسلحين هو إبادة جماعية وعملية إجرامية وجريمة ضد الإنسانية. إن الناشطين الدوليين لحقوق الإنسان يساورهم قلق متزايد حيال الموقف في هذه البلدة الواقعة بالقرب من الحدود الإيرانية.

 

بيان صحفي للنائب تد بو

10يونيو/حزيران 2011

أعضاء الكونجرس منعوا من الوصول إلى معسكر أشرف

واشنطن، دي سي - اليوم، زار عضو الكونجرس تد بو العراق للقاء بالجنود الأمريكيين ويجتمع بالمسؤولين العراقيين. وحاول عضو الكونجرس تد بو والأعضاء الآخرون في الكونجرس لزيارة معسكر أشرف ولكن الحكومة العراقية منعتهم من هذه الزيارة.  ورداً على ذلك أصدر عضو الكونجرس تد بو البيان التالي:

"أنا اصبت بخيبة الأمل جدا لمنع الحكومة العراقية أعضاء الكونجرس من الوصول إلى معسكر أشرف. في وقت سابق من اليوم، كان عندنا الفرصة للإجتماع برئيس الوزراء المالكي بحدود ساعتين وسمعت موقعه الصريح على هذه القضية المعقّدة. هذه المناقشات كانت مهمة وبناءة. ولكن على أية حال، كان من المهم أيضا أن نكون قادرين على سماع موقف سكان معسكر أشرف لكي يصبح لدينا تقييم عادل من كلا الجانبين مما حدث ذلك اليوم. لم يسمح لنا بسماع الجانب الآخر من الرواية.  ومن غير المقبول أن تواصل الحكومة العراقية نهجها لإسكات مناضلي درب الحرية الإيرانيين في معسكر أشرف."

 

 النظام الإيراني يرحب بأسلوب تعامل نوري المالكي مع وفد الكونغرس الأمريكي

تلفزيون النظام الإيراني (القناة الأولى)11/6/2011

رئيس الوزراء العراقي تعامل بشكل قاطع وحازم مع الوفد الأمريكي الذي كان يزور العراق في ما يتعلق بقضية مجاهدي خلق.

لقد أثار زيارة الوفد الأمريكي لبغداد دعمًا لزمرة المنافقين (مجاهدي خلق) غضب المسؤولين العراقيين ومنهم رئيس الوزراء العراقي. وكان الوفد قد طلب خلال لقائه بنوري المالكي رئيس الوزراء العراقي أن يسمح له بزيارة مخيم المنافقين (مجاهدي خلق) المسمى بمخيم أشرف وكذلك دفع نفقات الهجوم الأمريكي من قبل العراق. وبدورها وفي موقف غير مسبوق طلبت الحكومة العراقية رسميًا من السفارة الأمريكية إخراج الوفد رفيع المستوى للكونغرس الأمريكي من العراق. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية إن مخيم أشرف جزء من الأراضي العراقية وإن الحكومة العراقية لا تسمح لأي أجنبي وحتى الأمريكان بالذهاب إلى هناك.