المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 13 حزيران/2011

رسالة بطرس الأولى/الفصل 4/7-11/اقتراب النهاية

والآن اقتربت نهاية كل شيء، فتعقلوا وتيقظوا للصلاة، ولتكن المحبة شديدة بينكم قبل كل شيء، لأن المحبة تستر كثيرا من الخطايا. أحسنوا الضيافة بعضكم لبعض من غير تذمر،

وليضع كل واحد منكم في خدمة الآخرين ما ناله من موهبة، كوكلاء صالحين على مواهب الله المتنوعة، وإذا تكلم أحدكم فليتكلم كلام الله، وإذا خدم فليخدم بما يهبه الله من قدرة، حتى يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح، له المجد والعزة إلى أبد الدهور. آمين

 

عناوين النشرة

*النظام السوري وعهر أدواته في لبنان/الياس بجاني

*سوريا والصمت العربي.. مرة أخرى/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*جمعة البراءة من المجرمين في سورية!/داود البصري /السياسة

*نظام دمشق يتبع سياسة الأرض المحروقة في جسر الشغور: قصف بالطائرات والأسلحة الثقيلة وهجوم بـ200 دبابة من الشرق والغرب

*شهود عيان يؤكدون أن الجيش سلح كل العائلات العلوية للقتال إلى جانبه وأن الجنود يمنعون سيارات اللاجئين من العبور إلى الأراضي التركية 

*"القبائل العربية" يؤكد وجود تفاهمات بين دمشق وتل أبيب

*ارتفاع عدد اللاجئين بتركيا إلى 8000

*برلين: صدور قرار دولي ضد سورية أمر ملح

*اتهمت طهران بمساعدة دمشق في قمع المتظاهرين 

*بريطانيا تطالب مجلس الأمن باتخاذ "موقف واضح" بشأن القمع في سورية

*عقبات مستجدة تؤخر ولادة حكومة ميقاتي و"14 آذار" تتوقعها قبل القرار الاتهامي

*مسيرة في عالية استنكاراً لاختطاف شبلي العيسمي

*الجوزو: قمع الشعوب دليل على سقوط الحكام

*الجديد: الجيش السوري دخل جسر الشغور واعتقل عناصر مسلّحة

*14آذار: الفراغ السياسي هو لإسناد سوريا أمنيا بحال تدهور وضعها

*حزب الله" تخلف عن وعد سابق للسيد حسين بتوزيره في الحكومة الجديدة

*أحمد كرامي:لا مشكلة لدى ميقاتي لتوزير فيصل كرامي لكنني قلت له أن الأفضلية لي

*الخليل يؤكد الإلتزام بالطائف: اقتربنا من مرحلة تشكيل الحكومة

*لبنان بعد الأسد/الياس الزغبي

*حكومة اللون الواحد أو اللونين؟/علي حماده/النهار

*هيومن رايتس" تطالب بقرار دولي لوقف قمع النظام السوري للمتظاهرين

*دبابات نظام الأسد تشرع بسحق السكان العزل في جسر الشغور وارتفاع حصيلة ضحايا جمعة العشائر إلى 37 قتيلاً  

*مرجع روحي لـ "السياسة": لبنان على مشارف حربين داخلية أو إسرائيلية/حميد غريافي/السياسة

*الأحدب: لا وجود لأكثرية بل أقلية تريد حكم البلاد خارج إطار القانون 

*المجلس الوطني لثورة الأرز" يأسف لفرض أسماء الوزراء على رئيس الجمهورية 

 *بييتون لـ"النهار": هناك واجب أخلاقي لإدانة القمع الفظيع في سوريا

*تفويت فرصة التأليف قبل 15 آذار رتب تكاليف إضافية/روزانا بومنصف/النهار

*الضوء الأخضر لم يأتِ بعد؟/سمير منصور/النهار 

سورية: مشكلة اللاجئين تُقلق تركيا وحملة الدبابات تشتد في جسر الشغور/باريس - رندة تقي الدين/الحياة*

حسن نصرالله والاصطفاف مع النظام ضد الشعب/خالد الدخيل/الحياة*

الحكومة اللبنانية المقترحة/لاحظ س حداد*

استشهاد المجاهد منصور حاجيان من جرحى هجوم 8 نيسان نتيجة عدم تلقي العناية الطبية*

 

تفاصيل النشرة

 

النظام السوري وعهر أدواته في لبنان

الياس بجاني

 على مدار 7000 سنة من التاريخ الغابر والمعاصر مر على لبنان آلاف المحتلين والغزاة والفاتحين والبرابرة من كل حدب وصوب, إلا أنه ورغم كل بطش وظلم وجور معظمهم فإنه لم يكن أحداً منهم بوحشية وبربرية ودموية وإجرام وجحود وسادية ونرجسية النظام السوري الذي عمل جاهداً وبمنهجية شيطانية وتدميرية منظمة منذ العام 1975 على "تعهير" وتصحير وتسطيح وتسخيف وتقزيم الحياة السياسة والاجتماعية والأخلاقية والوطنية والثقافية في وطن الأرز.

هذا النظام الذي هو خارج التاريخ والمٌغرب عن كل ما هو إنساني وقيمي وحقوقي وأخلاقي قلب المعايير كافة "وفقست" حاضنته الستالينية والشمولية جيلاً كاملاً من السياسيين والمسؤولين اللبنانيين المسخ الفاقدين لكل مكونات ومقومات الوطنية والأديان والكرامة والأخلاق واحترام الذات. خلع على هؤلاء مسمى "حلفاء سورية", في حين ابتكر لهم عقل مخابراته المريض مفردات وشعارات وهمية مفرغة من كل معانيها من أكثرها اجتراراً, "المقاومة", و"التحرير", و"الممانعة", و"وحدة المسار والمصير", و"الخط الوطني", و "سورية العروبة", وتطول القائمة.

خلال حقبة احتلاله البغيضة للبنان وعلى خلفية روحية التدمير والتخريب المتعمدة, وبنتيجة مركبات النقص والحسد والحقد التي تهيمن على فكره وممارساته أوجد عشرات المربعات الأمنية والدويلات والميليشيات الفلسطينية والإيرانية والدينية والأصولية والمافياوية وفكك بخبث ودهاء منقطعين النظير كل مؤسسات الدولة اللبنانية من دون استثناء بدءاً من رئاسة الجمهورية ومروراً بمجلسي النواب والوزراء والجيش والقوى الأمنية وانتهاءً بوزارة الخارجية التي حولها إلى مجرد مكتب ملحق وتابع لمرجعيته. كما ضرب سمعة لبنان واللبنانيين حتى أمسى اللبناني يعامل معاملة الإرهابيين والمهربين في كل مطارات العالم.

منذ ما يزيد عن الثلاثة أشهر يقوم النظام السوري هذا وعلى مدار الساعة بقتل أبناء شعبه بدم بارد مستعملاً كل ما في مخازنه من أسلحة دمار بما فيها الطائرات الحربية والغازات القاتلة والمدفعية وغيرها, مدعياً أن جماعات من الإرهابيين الإسلاميين تحاول التعدي على الأهالي بهدف ترويعهم وضرب السلام وقلب النظام لمصلحة العدوين الأميركي والإسرائيلي.

من اللافت هنا أن غالبية دول وشعوب العالم والأمم المتحدة تقف بقوة ضد انتهاكات النظام السوري وتطالبه بوقف إجرامه أو التخلي عن الحكم, في ما عدا من يسميهم "حلفائه في لبنان", وهم "حزب الله" الإيراني والإرهابي, والحزب القومي السوري, وحزب البعث, وحزب عون, والحزب الشيوعي, والحزب التقدمي الاشتراكي, والعديد من الجماعات المسلحة والأصولية التي تربت على معالف عنجر والبوريفاج, وما أكثرها, إضافة إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة التابعة مباشرة لمخابراته المتواجدة في المخيمات الفلسطينية, وفي معسكرات الناعمة قوصايا وحلوة والسلطان يعقوب.

كل هؤلاء الذين يدعون زوراً وباطلاً أنهم مقاومون ومناضلون ومحررون وتقدميون وقوميون وعروبيون, جميعهم بلعوا ألسنتهم منذ اليوم الأول للانتفاضة الشعبية في سورية وأصيبوا بعمى البصر والبصيرة معتبرين أن الشعب السوري الثائر على نظامه الفاشيستي هو مجرد جماعات مخربة واصولية يستعملها الإسرائيلي والأميركي لضرب نظام الأسد الممانع والمقاوم الذي يقف عائقاً في مواجهة مخططاتهم الاستعمارية. أما مجاهدو "حزب الله" فلهم في الانتفاضة السورية أيادي جهادية حمراء حيث يشاركون عصابات "الشبيحة" و"الحرس الثوري الإيراني" بقتل المتظاهرين السوريين, فأنعم وأكرم بهكذا مقاومة.

من يقرأ ويسمع تصريحات هؤلاء المرتزقة والصنوج والأبواق الكاذبة والمبتذلة الداعمة للأسد والممجدة لحكمته والمتغنية بوطنيته والمباركة لافعاله يلعن هذا الزمن الرديء الذي انحدرت فيه الأخلاق والقيم إلى درك سفلي ما بعده درك. نعم هؤلاء هم "حلفاء وأصدقاء" النظام السوري في لبنان, ولكنهم بالتأكيد أعداء الشعب السوري لأنهم يباركون عمليات القتل التي يتعرض له ويعتبرون ثورته السلمية المحقة حركة ارهابية ومأجورة.

في الخلاصة لا حلفاء ولا أصدقاء للنظام السوري في لبنان, بل جماعات مارقة وطروادية ونفعية من المرتزقة والمأجورين والصنوج والأبواق. أما نهاية هؤلاء فهي قريبة جداً كما هي حال النظام السوري الغارق في دماء شعبه والمغرب عن التاريخ والحضارة والإنسانية.

 

سوريا والصمت العربي.. مرة أخرى

طارق الحميد/الشرق الأوسط

يتعجب الفرنسيون، ومعهم الحق، من الصمت العربي تجاه ما يحدث من قمع وحشي من قبل النظام السوري ضد المواطنين، وعلى مدى ثلاثة أشهر؛ فالفرنسيون والأتراك، أقرب حلفاء نظام الأسد بالأمس، كسروا صمتهم، ومثلهم الغرب، بينما ما زال العرب صامتين!

فأنقرة التي كانت عرابة سوريا بالمنطقة، ودوليا، كسرت صمتها وتحدثت عن فظائع النظام بحق الأطفال والشيوخ والنساء، ويكفي أن أكثر من 4 آلاف سوري فروا إلى تركيا، وها هم الفرنسيون الذين دافعوا عن نظام الأسد الابن، وسوقوه دوليا وعربيا أيضا، ها هم اليوم يحاولون توحيد المجتمع الدولي ضد نظام دمشق، وذلك لوضع حد لتصرفات النظام القمعي، حيث بات يستخدم الطائرات لقتل مواطنيه، بينما العرب، كل العرب، ما زالوا يلتزمون الصمت، خصوصا أن عدد القتلى من الأبرياء السوريين قد تجاوز الألف قتيل، ناهيك عن عشرة آلاف معتقل، غير المفقودين، ولم ينطق العرب أيضا بكلمة واحدة!

تخرج الأفلام يوميا لتكشف عن الجرائم التي يرتكبها النظام بحق السوريين، ولا يتحدث العرب. وتكشف الأفلام عن إهانة وتعذيب بحق الأطفال والشباب والشيوخ، وشاهدنا الرجل المسن الذي يركل بالأقدام في وجهه، وهو يئن بذل، من قبل رجال النظام السوري. وشاهدنا مجموعة من رجال النظام وهم يأخذون صورة جماعية وقوفا على ظهر شاب سوري بعد أن ركلوه بأقدامهم. وسمعنا رئيس الوزراء التركي متحدثا عن وحشية النظام السوري، وصعوبة الدفاع عنه، ولم يقل العرب إلى الآن كلمة واحدة تدين نظام دمشق. وها هي المظاهرات تعم كل المدن والقرى السورية، حتى التي لم نسمع بها من مدرسي الجغرافيا، كلها خرجت ضد النظام؛ حيث خرجت حمص وحماه واللاذقية وحلب ودمشق، وبدأ الضباط الصغار يعلنون انشقاقهم عن الجيش، وانضمامهم إلى من سموهم «الضباط الأحرار»، وكذلك لم يقل العرب كلمة واحدة!

وعليه، فإن السؤال اليوم هو: متى سيقول العرب كلمة حق تجاه ما يحدث للسوريين العزل؟ طرحنا هذا السؤال مبكرا، ونعيد طرحه اليوم، فكيف انتفض العرب ضد القذافي، وطالبوا المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم ضده، بينما لم يفعل العرب شيئا تجاه النظام السوري، سواء دول مجلس التعاون الخليجي، أو الجامعة العربية، التي آن الأوان لدفنها، فإكرام الميت دفنه؟ والمحزن، إذا أردنا أن نسمي الأشياء بأسمائها، أن النظام الإيراني، ومعه حسن نصر الله والبعض في لبنان، ذاك البلد الذي يحتاج لثورة أخلاقية سياسية، يقفون مع نظام دمشق، بينما العرب لم يقفوا إلى الآن مع الشعب السوري الأعزل الذي يبحث عن الكرامة والحرية، وهما أبسط حقوقه!

صحيح أن السياسة مصالح وواقعية، وهي فن الممكن، لكن ذلك لا يعني أن تكون منزوعة من البعد الأخلاقي والإنساني، فأوروبا وأميركا هبوا ذات يوم لحماية المسلمين في يوغوسلافيا من ميلوسوفيتش، وبقلب أوروبا، ولم يقولوا إن المصلحة تقتضي إضعاف الإسلام بأوروبا، بل انتصروا للأخلاقيات والقيم الإنسانية، فمتى يفعل العرب ذلك إنصافا للسوريين الذين لا يملك المتابع إلا أن يقول: كان الله بعونهم؟

 

جمعة البراءة من المجرمين في سورية!

داود البصري /السياسة

منذ أن انطلقت وهبت عواصف التغيير في العالم العربي و أطاحت برؤوس لم تكن اطاحتها واردة في عالم الخيال و الأحلام  وأيام الجمعة من كل أسبوع باتت تمثل تهديدا ستراتيجيا حقيقيا لأمن العديد من الأنظمة العربية , والثورة الشعبية السورية التي هي أنبل و أطهر وأروع ثورة شعبية عربية في التاريخ المعاصر تعيد أحداثها وتطوراتها وتضحيات الشعب السوري الهائلة والشجاعة فيها صياغة أساطير تاريخية تحولت لحقائق ميدانية , فمن يعرف تركيبة النظام السوري الأمنية , ومن شاطر أشقاءنا في سورية الحياة تحت ظل ذلك النظام المجرم يعرف ويعي تماما ماذا يعني أن يقوم المرء بثورة أو إنتفاضة أو حتى تبرم بسيط هناك, فالنظام القمعي الإرهابي و الإستخباري السوري ليس له مثيل مشابه قي أي من دول العالم حتى في تلك المجتمعات الشيوعية المنقرضة أيام الستار الحديدي, وحجم الجريمة و الإذلال الذي كان مسلطا على رقاب السوريين لا يقارن أبدا بأي معاناة لشعوب أخرى , لقد تميز نظام القتلة و المجرمين والوحوش في الشام منذ مجيء نظام البعث الفاشي للسلطة في 8 مارس 1963 بوحشية إستخبارية مذهلة تفوق الوصف , وتميز بوجود وظهور قادة فاشيين ومرضى نفسيين لا تعرف الرحمة سبيلا لقلوبهم الحاقدة و المتحجرة ? وهي سمة كانت ملتصقة بالنظام الأمني و الإستخباري السوري منذ مرحلة الوحدة المصرية/ السورية ( 1958/1961) وبروز دور أجهزة وزير داخلية الإقليم الشمالي عبد الحميد السراج ودور تلك الأجهزة في تقطيع أوصال القيادي الشيوعي فرج الله الحلو بالآسيد عام 1959 , ثم ما تبع ذلك من ممارسات شنيعة لجهاز الأمن القومي على يد الجلاد عبد الكريم الجندي خلال حكم البعث ( اللجنة العسكرية ) , حتى جاء زمن حافظ الأسد بعد عام 1970 و إنفراده وتياره بالسلطة ليكون الزمن الأسود في تعميق الدور المخابراتي في حياة المواطن السوري و تحويل الشعب جماعات هائلة من العبيد و المسبحين بحمد الديكتاتور و تأليهه بل وحمل سيارته (الكاديلاك) على الأكتاف في ظاهرة و مشهد لم نره أبدا حتى في أشد الأنظمة ديكتاتورية وعبادة للفرد كالنظامين النازي في ألمانيا أو الفاشي في إيطاليا , هذا غير ديكتاتوريات العالم الثالث الرثة , لقد إرتكب نظام البعث السوري و تحديدا نظام الوحوش السائدين جرائم تاريخية موثقة ومعروفة لم تفتح ملفاتها الكاملة ووقائعها الحقيقية ضد كل من قاوم المشروع الفاشي البعثي الطائفي وأنتفض عليه وعمل على تقويضه , بل أن النظام الحاكم وفي خلطة غريبة وثقة عجيبة بالنفس المريضة إعتقد ولازال بأن سورية بكل ثقلها التاريخي و ألقها الحضاري و إبداع شعبها الإنساني هي مزرعة أبقار سمينة لجلاوزة النظام يتوارثوها أبا عن جد! وبلغت بهم الأوهام مبعثا خطرا ومريضا بعد أن صم النظام أذنيه عن كل محاولات التغيير و الإصلاح و الإنطلاق لمواكبة العالم و بناء سورية الجديدة إعتمادا على عطاء شعبها العظيم وحقه في تقرير مصيره , فسورية لا تحكم أبدا بالنص و الوصية! والرئيس ليس إماما معصوما ولا نبيا مرسلا ! ثم إن الشام العظيمة ليست ملكا لفرد أو عشيرة أو طائقة ! إنها ملك خالص و تاريخي لشعبها العظيم الحر بكل فئاته و طوائفه و قومياته وأديانه و توجهاته , للمسيحي ما مثل للمسلم , وللعلوي مامثل للسني وللدرزي مامثل للكردي , تلك هي سورية التاريخية الكبرى العظيمة التي أهدت الإنسانية أروع الحضارات القديمة و الحديثة , و إذا كان الشعب السوري الحر قد تمرد على كل تابوهات الخوف و الرعب و التردد وفجر أروع ثورة عربية شعبية في التاريخ المعاصر , فإن نتائج تلك الثورة المباركة ستحصد ثمارها الأجيال السورية الشابة الجديدة التي عمدت بالدم مشاركتها الفاعلة في صنع التاريخ السوري الجديد و مادماء شهداء الطفولة (حمزة علي الخطيب) و (ثامر الشرعي) و غيرهم من الشهداء إلا قبس من نور تكرس القطيعة التاريخية مع القتلة و الإرهابيين و من دماء اولئك الشهداء التي لا زالت تسفك في بطاح الشام تكتسب الشرعية الثورية المطلقة ويصاغ عقد تاريخي سوري جديد , فلتكن الجمعة المقبلة جمعة "البراءة من المجرمين و القتلة الوراثيين المستنسخين" لقد عودنا أحرار سورية على إجتراح المعجزات النضالية وعلى قدرتهم الفائقة و الصلبة في تحطيم أصنام المجرمين و القتلة , وإلى جمعة مباركة وتاريخية يكون شعارها المقدس "البراءة من المجرمين و الشبيحة"! والله متم نوره ولو كره المجرمون.

كاتب عراقي

 

شهود عيان يؤكدون أن الجيش سلح كل العائلات العلوية للقتال إلى جانبه وأن الجنود يمنعون سيارات اللاجئين من العبور إلى الأراضي التركية 

نظام دمشق يتبع سياسة الأرض المحروقة في جسر الشغور: قصف بالطائرات والأسلحة الثقيلة وهجوم بـ200 دبابة من الشرق والغرب

دمشق - وكالات: أطلق الجيش السوري, أمس, عملية عسكرية واسعة في مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غرب سورية, في محاولة لقمع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها تلك المنطقة للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد, حيث اتبع سياسة الأرض المحروقة وقصفت الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة المدينة, قبل أن يهاجمها الجيش من الشرق والجنوب, فيما أكد شهود عيان أن الجيش سلح كل العائلات العلوية للقتال إلى جانبه وأن الجنود يمنعون سيارات اللاجئين من العبور إلى الأراضي التركية.

وقال ناشط حقوقي إن "الجيش بدأ بقصف المدينة بشكل مركز بالدبابات والاسلحة الثقيلة, ثم هاجمها من الشرق والجنوب" حيث "سمع دوي انفجارات وكانت مروحيات مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة" مؤكدا انتشار حوالي 200 دبابة في المنطقة.

وقال ناشط حقوقي آخر نقلا عن سكان في المدينة "تسمع منذ هذا الصباح (أمس) اصوات انفجارات في جسر الشغور, وكانت أعمدة من الدخان تتصاعد" من المدينة.

بدورهم, قال شهود عيان إن معظم المدنيين فروا من البلدة باتجاه الحدود التركية التي تبعد نحو 20 كيلومترا وأن الدبابات وطائرات هليكوبتر تقصف البلدة وتمطرها بوابل من طلقات المدافع الرشاشة. من ناحيته, قال عامل بناء سوري يدعى باسم, فر إلى تركيا بعد ان أطبقت القوات السورية على مسقط رأسه, "لم يبق سوى عدد قليل من الناس, فررت على دراجتي النارية عبر طرق موحلة عبر التلال". واضاف ان القوات الحكومية "أحرقت حقول القمح في ثلاث قرى بالقرب من جسر الشغور في اتباع لسياسة الأرض المحروقة" التي تستهدف كسر ارادة سكان هذه المنطقة الجبلية الستراتيجية الذين شاركوا في احتجاجات ضخمة ضد حكم الاسد.

وقال لاجئون آخرون إن القوات السورية احرقت و قتلت الماشية والاغنام, وأن الاراضي الزراعية حول الصرمانية الى الجنوب من جسر الشغور, قد دمرت.

أما علي اللاجئ السوري فقد قال "في هذه اللحظة, يهاجمون جسر الشغور بالدبابات والمروحيات والمدفعية الثقيلة", مؤكدا أن لديه معلومات عن اشخاص هربوا من المدينة في اليوم نفسه ووصلوا الى الحدود "قبل ساعة". وأضاف الشاب "ثمة الآن انشقاق في صفوف الجيش وهناك مجموعة تحاول حماية الناس, لقد دمرت جسرين في جسر الشغور", مؤكداً أن "الذين بقوا في منازلهم بدأوا بالمغادرة مع اقتراب الجيش, واذا ما اقترب الجنود اكثر, سيدخلون الى تركيا".

من ناحيته, قال محمد (24 عاما) "من الصعب الآن الاقتراب من الحدود, فالجنود والشرطيون بلباس مدني يمنعون سيارات اللاجئين من العبور, يجب التحايل عليهم سرا", و"في هذه اللحظة, النظام يسلح كل العائلات العلوية, انه يعطي سلاحا لكل رجل يفوق عمره 15 عاما".

وفي دمشق, قال ديبلوماسي غربي كبير ان "الرواية الرسمية غير محتملة فمعظم الناس غادروا جسر الشغور بعدما رأوا سياسة الارض المحروقة التي ينفذها النظام والقصف والاستخدام المكثف للمدرعات", مضيفاً "ان توافد اللاجئين على تركيا يتواصل والاعداد أعلى من التي تحصى رسميا حتى الان".

في المقابل, أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن الجيش دخل مدينة جسر الشغور لطرد "التنظيمات المسلحة" منها.

وذكر التلفزيون السوري ان الجيش الذي كان بدأ الجمعة عملية واسعة النطاق في محافظة ادلب (شمال غرب) التي تبعد 330 كلم شمال دمشق, دخل مدينة جسر الشغور وأن "وحدات الجيش تطهر المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة". واوضح ان "وحدات الجيش تدخل المدينة بعد تفكيك المتفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت التي زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات", مؤكداً وقوع "اشتباكات شديدة بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة المتحصنة في محيط جسر الشغور وداخلها".

كما اشار الى "مقتل اثنين من عناصر التنظيمات المسلحة والقاء القبض على اعداد كثيرة منهم وضبط اسلحة رشاشة بحوزتهم", فضلا عن مقتل جندي واصابة اربعة اخرين.

وزعم اكتشاف مقبرة جماعية في جسر الشغور, ارتكبتها "العناصر المسلحة" بحق عناصر المركز الامني.

وأعلن انه تم "الكشف عن فظائع ارتكبتها التنظيمات المسلحة بجثث الشهداء التي تم اخراجها من المقبرة".

ولم يشر التلفزيون الى اعداد الجثث التي انتشلت من المقبرة, لكنه ذكر أن مواجهات ضارية جرت بين وحدات الجيش وافراد التنظيمات المسلحة.

في غضون ذلك, تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بالقمع الوحشي من قبل النظام السوري للحركة الاحتجيجة المطالبة برحيله.

واتهم البيت الابيض النظام السوري بالتسبب ب¯"ازمة انسانية" بقمعه العنيف للحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحي الاسد, كما طالب دمشق بالسماح فورا بدخول فرق الاغاثة الطبية.

وذكر البيت الابيض في بيان, مساء أول من أمس, ان "الهجوم الذي تشنه الحكومة السورية في شمال سورية تسبب بأزمة انسانية".

واضاف ان "الولايات المتحدة تدعو الحكومة السورية الى وقف هذا العنف والسماح للجنة الدولية للصليب الاحمر بالوصول فورا ومن دون قيود الى تلك المنطقة", معتبراً انه "اذا لم يسمح القادة السوريون بهذا الامر فإنهم سيثبتون مجددا انهم يزدرون كرامة الشعب السوري". بدورها, اعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عن "قلقها الشديد لتدهور الوضع الانساني" في سورية, مجددة نداءها الى السلطات السورية بالتوقف عن قمع المتظاهرين وبالسماح بوصول الوكالات الانسانية.

وقالت آشتون في بيان انها تشجب "التصعيد في استخدام القوة الوحشية ضد المتظاهرين في سورية خلال الايام الماضية".

واضافت "انا قلقة جدا لتدهور الوضع الانساني الناجم عن اعمال السلطات السورية, وأطالبها بالسماح فورا بدخول مراقبين دوليين لحقوق الانسان ووكالات انسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر". وتابعت "اكرر نداءاتي العديدة الى السلطات السورية كي تغير مسلكها", مشيرة الى ان هذا التغيير "يتضمن اطلاق سراح كل الذين اعتقلوا على خلفية التظاهرات اضافة الى كل السجناء السياسيين الذين ما زالوا معتقلين رغم قرارات العفو التي اعلنها أخيراً الرئيس الاسد".

وشددت على ان "الحصار المفروض على مدن, بما فيها درعا وجسر الشغور, يجب ان يرفع من دون تأخير", وان "المسؤولين عن اعمال العنف والقتل يجب ان يحاسبوا".

واكدت آشتون ان "اطلاق النار على المتظاهرين ومهاجمتهم واعتقالهم والانتهاكات المقلقة جدا للحقوق الاساسية للانسان يجب ان تتوقف حالا لافساح المجال امام حوار وطني".

 

الأحزاب الكردية تدعو إلى نقل سورية من حالة الاستبداد إلى دولة ديمقراطية 

"القبائل العربية" يؤكد وجود تفاهمات بين دمشق وتل أبيب

 السياسة/اتهم نائب رئيس "ائتلاف القبائل العربية" الذي انبثق عن المؤتمر السوري للتغيير الذي عقد في تركيا أخيراً, اسماعيل الخالدي, السلطات السورية بالتفاهم مع الحكومة الإسرائيلية بشأن تقدم القوات الإسرائيلية إلى الحدود السورية لمسافة 500 متر وزرع ألغام وأسلاك شائكة, في أعقاب تظاهرات اللاجئين الفلسطينيين على الحدود.

وقال الخالدي في تصريح لصحيفة "ايلاف" الإلكترونية, أمس, إن اسرائيل تقدمت 500 متر داخل الأراضي السورية دون أي رد فعل سوري ودون أن تتخذ دمشق أي اجراء.

واعتبر "أن هناك اتفاقا وتفاهما كاملا بين دمشق وتل أبيب", مشيراً إلى أن "هناك 250 دبابة في منطقة نوى و200 دبابة في منطقة داعل على الحدود مع اسرائيل, وهذا أكبر دليل على أن هناك تفاهمات لأن اتفاقية الفصل العام 1974 بين سورية واسرائيل ممنوع من خلالها تواجد أي دبابة عسكرية غربي الخط بين دمشق ودرعا".

وأشار الى "أن" اسرائيل زرعت ألغاما وأسلاكا شائكة على طول الشريط الحدودي في الجولان ما يدل على ترتيبات أمنية وتفاهم كامل مع الكيان الصهيوني", لافتاً الى أن "التقدم الاسرائيلي بدأ بعدما تظاهر سوريون وفلسطينيون وحاولوا اختراق الحدود السورية".

على صعيد آخر, عقدت أحزاب الحركة الوطنية الكردية اجتماعا حضره مسوؤلي جميع الأحزاب المنضوية تحت رايتها, حيث تدارست جملة من التطورات التي تشهدها سورية مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات المطالبة بالحرية والديمقراطية وأتساع نطاقها لتشمل معظم المناطق السورية.

ودان بيان للحركة, استمرار النظام في تبني الحل الأمني في معالجة الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد, كما ندد باستخدام القوة والقتل والتنكيل والاعتقال في مواجهة التظاهرات السلمية. ورأى ضرورة الإسراع في وقفها فورا وإعادة الجيش إلى ثكناته وإطلاق سراح جميع المعتقلين والسماح للمحتجين بالتعبير عن تطلعاتهم دون تدخل, وتوفير كل المقدمات الكفيلة لتهيئة الأجواء لحوار وطني لا يستثني أحدا يؤدي إلى عقد مؤتمر وطني شامل يضع على عاتقة مهمة اتخاذ القرارات التي من شأنها وضع سورية في مسار التغيير الوطني الديمقراطي السلمي, لنقل سورية من حالة الاستبداد واحتكار السلطة إلى دولة ديمقراطية مدنية تؤسس على دستور جديد, دولة تحترم فيها التعددية السياسية والقومية والثقافية وتحمي الحريات العامة وحقوق الإنسان. واعتبرت الحركة أن استمرار النظام في نهج العنف واستخدام القوة في مواجهة مطالب الشعب السوري, يزيد الوضع تعقيداً وتأزما ويقضي على جميع الفرص المتاحة للحل الوطني الذي نسعى إليه جميعا, ويفتح الباب واسعا أمام مخاطر حقيقية لا يمكن التكهن بمداها وتداعياتها, ومن شأنها أن تقود البلد إلى المجهول.

في السياق ذاته, بحث الاجتماع أهمية تصدي المعارضة الوطنية السورية للمهام الملقاة على عاتقها, والسعي الجدي لتوحيد صفوفها في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة, وضرورة العمل على تشكيل لجنة تنسيق وطنية تضم كل تجمعات المعارضة في الداخل بالإضافة إلى كل الفعاليات والشخصيات السياسية والثقافية والفكرية, من أجل توحيد جهودها ومواقفها إزاء ما يجري في البلد, وإيجاد حل وطني سياسي للأزمة المتفاقمة.

وشدد الاجتماع على حرصه على صيانة وحدة أحزاب الحركة الوطنية الكردية التي تم إنجازها, نظرا للأهمية القصوى لوحدة الصف والموقف الكردي في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة, سيما أنها الكفيلة بتمكين الحركة الكردية من لعب دور قوي ومميز في الساحة السورية, بما يخدم القضية السورية بشكل عام والقضية القومية الكردية بشكل خاص.

 

ارتفاع عدد اللاجئين بتركيا إلى 8000

أنقرة - وكالات: أعلن المقدم المنشق عن الجيش السوري حسين هرموش, أمس, أن عدد اللاجئين السوريين الذين هربوا إلى تركيا إثر العملية العسكرية التي يشنها الجيش السوري في مدينة جسر الشغور, وصل إلى أكثر من 8000 لاجئ. وكانت مصادر تركية ذكرت أن أكثر من 400 سوري عبروا الحدود التركية مساء أول من أمس, ما رفع إلى 5051 عدد اللاجئين الذين أتوا من سورية للعيش في خيم جنوب تركيا. وذكر التلفزيون الحكومي أن اللاجئين اتوا من مدينة جسر الشغور على بعد نحو 40 كلم من تركيا, حيث دخلت القوات السورية "لطرد المجموعات المسلحة". وينزل اللاجئون في مخيمين في أنطاكيا جهزهما الهلال الاحمر التركي, فيما يتم تجهيز مخيمين اخرين في هذه المنطقة. ويتولى الدركيون الاتراك الاهتمام بهؤلاء اللاجئين ويتم نقلهم الى المخيمات او المستشفيات. وذكرت وكالة "أنباء الاناضول" أن مئات السوريين يتوافدون منذ مطلع الاسبوع الماضي, بشكل يومي إلى منطقة انطاكيا الحدودية هربا من قمع قوات الرئيس بشار الأسد.

 

برلين: صدور قرار دولي ضد سورية أمر ملح

برلين - ا ف ب: أكدت ألمانيا, أمس, أن العمليات التي يشنها الجيش السوري في شمال البلاد تجعل صدور قرار من مجلس الأمن الدولي أمرا اكثر الحاحا من أي وقت مضى.

وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي الذي تشغل بلاده حاليا مقعدا غير دائم في مجلس الامن, في بيان, إن "الوضع الخطير يجعل صدور رد فعل واضح من مجلس الامن الدولي أمرا ملحاً أكثر من أي وقت مضى". واضاف أن "جهودنا السياسية الديبلوماسية لا تزال موجهة الى تمرير مسودة القرار التي اعددناها (مع بريطانيا وفرنسا والبرتغال) في مجلس الأمن بالسرعة الممكنة". ودان "الأعمال التي تقوم بها القيادة السورية في شمال البلاد", مؤكداً أن "العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة تهدد بخلق أزمة انسانية".

 

اتهمت طهران بمساعدة دمشق في قمع المتظاهرين 

بريطانيا تطالب مجلس الأمن باتخاذ "موقف واضح" بشأن القمع في سورية

لندن - ا ف ب: أكد وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ, أمس, أن على مجلس الأمن الدولي اتخاذ "موقف واضح" بشأن سورية, بإصداره قرارا يدين القمع الذي تمارسه القوات الحكومية ضد المحتجين في ذلك البلد. وقال هيغ في حديث لتلفزيون "سكاي نيوز" البريطاني, إن احتمالات صدور قرار ضد سورية "غير مضمونة" و"اعتقد ان الوقت قد حان لكي يصدر عن مجلس الأمن موقف واضح كالذي ندعو له". واضاف ان القرار المطلوب يجب ان يدعو سورية الى "الاستجابة للمطالب المشروعة والافراج عن سجناء الرأي, ورفع الحظر على الانترنت والتعاون مع المفوض الأعلى لحقوق الانسان". واعتبر أنه "لا يوجد امكانية لصدور قرار من الامم المتحدة يشبه القرار رقم 1973 الذي صدر بحق ليبيا", موضحاً أنه "في حالة ليبيا صدرت دعوة واضحة من الجامعة العربية للتحرك, وكان ذلك امرا حاسما, ولم ترد دعوة مشابهة بخصوص سورية". كما انتقد هيغ كذلك ايران, مؤكداً أن سورية "تتلقى بلا شك مساعدة من الحكومة الايرانية" من خلال تزويدها ب¯"المعدات" والنصائح حول كيفية قمع المتظاهرين. وقال إن دور إيران هو "مثال مذهل على النفاق في العلاقات الدولية", مضيفاً أن "احتمالات تمرير قرار (في مجلس الأمن) غير مضمونة في الوقت الحالي", ومشيراً إلى انه سيتحدث مع وزير الخارجية البرازيلي, كما انه ناقش هذه المسائل مع نظيره الجنوب افريقي في الايام الاخيرة. وأكد ان "الوقت حان" لكي يتحدث الرئيس السوري بشار الاسد الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون, حيث ذكر مسؤولون في الامم المتحدة ان الاسد يرفض الرد على المكالمات الهاتفية الواردة من بان كي مون الذي انتقد بشدة الرئيس السوري منذ اندلاع التظاهرات في مارس الماضي, والتي خلفت 1100 قتيلا على الاقل, بحسب منظمات حقوقية.

وأعدت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال مشروع قرار لإدانة سورية في الأمم المتحدة, كما أعربت عن خيبة أملها لمعارضة عدد من الدول ال¯15 الاعضاء في مجلس الامن لصدور قرار يدين سورية, إذ تعارض روسيا والصين صدور قرار, كما اعربت كل من جنوب افريقيا والبرازيل والهند عن تحفظات شديدة على القرار رغم ادخال تعديلات عليه في مسعى للحصول على تأييدها, فيما تستمر المحادثات خلف الكواليس خلال عطلة نهاية الاسبوع. وترتبط سورية بعلاقات قوية مع روسيا, كما ان العلاقات بين الحكومة السورية ولبنان, الممثل الحالي للعرب في مجلس الامن, يجعل "من المستحيل على الحكومة اللبنانية ان تتخذ قرارا واضحا" بهذا الشأن.

 

الكثير من العراقيل "فرملت" الاندفاعة التفاؤلية التي سادت الأسبوع الماضي 

عقبات مستجدة تؤخر ولادة حكومة ميقاتي و"14 آذار" تتوقعها قبل القرار الاتهامي

بيروت - "السياسة":تركز المشاورات التي يجريها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على تذليل بعض العقد التي لاتزال تؤخر ولادة حكومته, ومنها هوية الوزير الذي سيمثل "8 آذار" ومطالب النائب طلال أرسلان الذي يتمسك بحصوله على حقيبة أساسية. وفي وقت سجلت الساعات الماضية زخماً في حركة هذه المشاورات, سيما غير المعلن منها, فإن المعطيات المتوافرة لا توحي بإمكانية ولادة الحكومة في الأيام القليلة المقبلة, على اعتبار أنه لم يتم حسم كل النقاط العالقة بشكل نهائي بعد بروز بعض العراقيل التي "فرملت" الاندفاعة التفاؤلية التي كانت سادت في الاسبوع الماضي. وفيما يتوقع أن تنشط الاتصالات بين المعنيين في الأسبوع الطالع, لإعطاء دفع أكبر للاستحقاق الحكومي, ينتظر أن تسلط الاضواء مجدداً على الجلسة التشريعية للمجلس النيابي التي دعا إليها رئيسه نبيه بري بعد غد الأربعاء, خاصة وأن المؤشرات تدل على أن مصير هذه الجلسة لن يكون أفضل من سابقتها الأربعاء الماضي, في ظل رفض قوى "14 آذار" المشاركة فيها, وإعلان الرئيس ميقاتي والنائبين محمد الصفدي وأحمد كرامي ورئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط ونوابه عدم استعدادهم لحضور الجلسة, لتفادي زيادة الشرخ بين اللبنانيين, وهو الموقف الذي أثار استياء الرئيس بري.

وفي هذا الإطار, وضع الوزير حسن منيمنه الكلام عن ولادة حكومية سريعة في إطار تقطيع الوقت ورمي الكرة بين مكونات "8 آذار" وحلفائها الجدد, من تحميل المسؤولية عن تأخير التشكيل. وإذ أعرب عن اعتقاده أن الحكومة العتيدة لن تتشكل قبل أن يصدر القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري, فإنه رأى أن النظام السوري لم يفقد الورقة اللبنانية بعد, إلا أن توقيت استخدامه لها يخضع لتطور الاوضاع في سورية, مشيراً إلى أن عدم تشكيل الحكومة يعتبر بحد ذاته أول انعكاس للتطورات السورية وستظهر انعكاسات لاحقة تبعا لهذه التطورات. في المقابل, أمل وزير "حزب الله" محمد فنيش ألا تكون عملية تأليف الحكومة في شوطها أمام عقبات جديدة تعرقل الاسراع في إنجاز هذه الحكومة, بعدما أزيح العديد من العراقيل والعقبات من أمامها وبعدما بذلت ولا تزال تبذل جهوداً عدة, لأنه لم يعد مقبولاً أن لا تعلن هذه الحكومة للمواطنين الذين ينتظرون تشكيلها مهما كانت العقبات.

وشدد فنيش على أن مسؤولية القوى السياسية والرئيس المكلف وكل المعنيين في فريق الأكثرية, ألا يقفوا أمام أي عقبات, لأنه لم يعد هناك أي عقبة تستحق التأخير, مؤكداً أن المطلوب ليس فقط أن نسرع في تشكيل الحكومة بل أن نفكر في سبيل القيام بإدارة الشأن العام وترتيب الأولويات ووضع الخطط والمشروعات لتكون الحكومة الآتية فريقاً حقيقياً يعمل لمصلحة جميع اللبنانيين. من جهته, حذر الوزير علي عبد الله من لعبة طوئفة المؤسسات العامة والأمنية, معتبراً أن ذلك بمثابة خط أحمر لن نقبل بتجاوزه, ومشدداً على أن المصلحة الوطنية العليا تبقى في تشكيل الحكومة, لأنها ستكون الرد الأبلغ على جوقة التعطيل ولكي تبين ما تم تخريبه وهدمه عبر السنين التي خلت.

 

بدعوة من أهالي المدينة وفاعلياتها السياسية والاجتماعية 

مسيرة في عالية استنكاراً لاختطاف شبلي العيسمي

عالية - من عمر ضو: السياسة

بدعوة من اهالي مدينة عالية وفاعلياتها السياسية والاجتماعية والثقافية, انطلقت مساء أمس مسيرة سلمية حاشدة استنكاراً لخطف وتغييب النائب السابق لرئيس الجمهورية السورية أمين الحافظ ولأحد مؤسسي "حزب البعث العربي الاشتراكي" الكاتب والمفكر شبلي العيسمي.

شارك في المسيرة التي انطلقت من أمام مركز الرسالة الاجتماعية في المدينة في منطقة رأس الجبل وزير المهجرين النائب أكرم شهيب , ممثل رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال ارسلان الدكتور سليم حمادة , ممثل رئيس حزب التوحيد العربي شفيق باز, رئيس بلدية عالية وجدي مراد , مسؤول الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس, رئيس "جمعية تجار عالية" سمير شهيب , رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات , ممثل نقابة الفنانين اللبنانيين وليد ابو الحسن وفاعليات.

وسلكت المسيرة الطريق التي كان يسلكها العيسمي (86 عاماً) خلال ممارسة رياضة المشي, ورفعت صور العيسمي ولافتات منددة بخطفه ومطالبة الافراج عنه.

والقت كريمته السيدة رجاء شرف الدين العيسمي كلمة, توجهت فيها إلى المشاركين قائلة: "مشاركتكم اليوم ما هي إلا تعبيراً عن رفضكم للظلم والاعتداء على حرية وكرامة أحد كبار مناضلي ومفكري وطننا العربي, هو الذي ضحى بعمره في سبيل العروبة والوحدة العربية. فشبلي العيسمي يؤمن بوحدة وطننا العربي, بوحدة مصيره ومستقبله, بأن لهذه الأمة العربية كافة المقومات لتكون من أرقى الأمم, وأكثرها تقدما. لقد آمن بالاشتراكية, فاعتبر أن على كافة الفئات الاجتماعية أن تتعاون في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية".

وقالت "لقد ولد شبلي العيسمي فقيراً, وعمل لنصف قرن في السياسة, تدرج خلالها في مختلف المناصب, فقد عُين وزيراً لثلاث مرات, ونائباً لرئيس الجمهورية العربية السورية, وأنهى حياته السياسية في العام 1992 فقيراً كما بدأها. شبلي العيسمي لم يسعَ الى عزٍ زائلٍ, ولا الى جاهٍ أو مالٍ أو منصب, فقد آمن بعظمة شعبنا العربي وبقدراته اللامحدودة, وناضل لخمسين سنة لإعادة هذه الأمة لدورها الرائد, دون أن يسعى يوماً الى تحقيق أية مصالح خاصة".

وأضافت "شبلي العيسمي خُطف ظلماً منذ ثمانية عشرة يوماً, في وضحِ النهارِ, وبعد خمسة أيام من وصولهِ الى لبنان, من قلب هذا الجبل الأشم, من عالية. لا أعرف بأي لغةٍ أناشد خاطفيه, فلا أملك سوى لغة الحق والمحبة, وهي الباقية عند الله تعالى, فلغة الشر والإجرام لم يربنا عليها شبلي العيسمي, هذا الرمز العربي الذي اختطف من بين أهله, ولم يعرفوا بأنهم خطفوا الحق والقيم الإنسانية والخير. إننا نعيد التأكيد على مطالبتنا بعودة شبلي العيسمي سالماً, كونه رمزاً نضالياً, أخلاقياً وإنسانياً ويشهد بذلك خصومه قبل أصدقائه".

ورأت أن "المماطلة والإهمال مرفوضان في هذه القضية لأنها إنسانية بحتة", واعتبرت أن "الجهة التي ختطفته مهما كانت, فقد أخطأت في تقديرها, لأنه اعتكف عن ممارسة العمل السياسي منذ العام 1992, والإفراج عنه فوراً هو لصالحها قبل صالحنا لأنه يعبر عن خطوة حضارية وإنسانية. وكونه مواطناً سورياً عربي الانتماء, فإننا نطالب الدولتين اللبنانية والسورية بكافة أجهزتهما الأمنية والقضائية, العمل بسرعة وبجدية على كشف مصيره, وتحديد الجهة المسؤولة عن اختطافه, والعمل على إعادته سالماً معافى".

والقى الوزير شهيب كلمة, قال فيها "أعتقد أن كريمته تحدثت باسم كل اهالي المدينة, وألقت كلمة وجدانية تضمنت لمحة تاريخية وسياسية عن مناضل كبير أمضى عمره في النضال من أجل العروبة وفلسطين, هذا الانسان انتهى يبحث عن هوية, وانتهى مفقودا نبحث عنه". وأضاف "نأمل خيرا, وثقتنا كبيرة بالاجهزة الامنية اللبنانية وهي تسلمت هذا الملف, وان شاء الله نصل الى نتيجة, والا هذه القضية ستبقى حية", ولفت إلى "اننا سنتحرك غدا (اليوم) على كافة المستويات السياسية في البلد من اجل الوصول الى معرفة حقيقة ما جرى".

 

الجوزو: قمع الشعوب دليل على سقوط الحكام

السياسة/أكد الشيخ محمد علي الجوزو ان المؤرخ الغربي ثوينبي عرف الحضارة بانها اكتشاف الضمير وموت الضمير علامة على التخلف والهمجية والوحشية وما يجري في بعض البلدان العربية من قتل الشعوب التي تطالب بالحرية والديمقراطية وامتهان لكرامة الانسان العربي على يد هؤلاء الحكام يؤكد ان هؤلاء الحكام لا ينتمون الى الحضارة بصلة ولا يجوز ان يكونوا في المواقع التي وصلوا اليها وان قيامهم بالاعمال البربرية لقمع شعوبهم واسكاتها بالقوة دليل على سقوطهم سياسيا وانسانيا واخلاقيا وبالتالي فان سقوطهم من فوق عروشهم يصبح قريبا جدا لان القمع الوحشي للشعوب يؤدي الى وقوف العالم كله ضد هؤلاء الحكام.

وقال كلما ازداد اضطهاد الحكام لشعوبهم اقتربت نهايتهم وجاهل ذلك الحاكم الذي يظن ان في امكانه ان يمنع الشعب من التعبير عن تطلعه الى الحرية والكرامة والديمقراطية.

واضاف ان اقرب الطرق لسقوط الحكام الظلمة هو لجوؤهم الى الحل الامني الذي يرفضه كل حر في العالم العربي, والصور التي تعرضها الشاشات المتلفزة من قتل وتعذيب واذلال وامتهان لكرامة الانسان العربي الذي خرج يتظاهر دفاعا عن حريته واستقلاله هذه الصور حجة على هؤلاء الحكام وادانة لهم وكشف لحقيقة كبرى كانوا يحاولون اخفاءها وهي انهم حكام مستكبرون ديكتاتوريون وظلمة مستبدون فاسدون يقتلون الناس بعقل بارد ونفوس ملتوية مريضة من اجل الحفاظ على كراسيهم ومصالحهم الشخصية او الطائفية?

وقال ما تزال صورة الجنود الذين كبلوا المتظاهرين ورموهم ارضا واخذوا يركلونهم باقدامهم في بطونهم وعلى رؤوسهم واجسادهم والدماء تسيل منهم بغزارة ثم يقفون فوق هذه الاجساد ويرقصون دلالة على مدى الوحشية البربرية التي تتعامل بها الشعوب هذه الصورة البشعة ما تزال ماثلة امام اعين الناس في كل مكان لقد ردد الناس ليتهم فعلوا ذلك مع جنود العدو الاسرائيلي الذي هربوا من امامه عام 1982 وفي مراحل كثيرة.

واكد ان من يحاول تغطية هذه الجرائم دفاعا عن اولياء الامر تحت شعارات مزيفة كالممانعة والمقاومة ليستبيحوا الدماء والاعتداء على الاعراض وانتهاك الحرمات ان من يفعل ذلك شريك في هذه الجرائم كلها. الناس يصرخون اليوم اين الجامعة العربية? لماذا تسكت عن هذه الجرائم البشعة? وما هو دورها في هذه الايام الصعبة? دفاعا عن الحريات?!

ان الذين يساعدون هؤلاء الحكام الظلمة انما يتآمرون عليهم لان هذه الاعمال تسارع في نهاية هؤلاء الحكام وتؤدي الى سقوطهم عن عروشهم بسرعة فائقة?!

ان تقف روسيا والصين ضد ارادة الشعوب العربية في التحرر من الانظمة القمعية يسبب خسارة كبرى لهذه الدول لان هذه المواقف السلبية تفقدها مصداقيتها بين الامم.

واكد انه شيء مخجل حقا ان يظهر الغرب وكأنه وحده الذي يدافع عن حريات الشعوب وعار اي عار يلحق بالدول التي تقف الى جانب الدكتاتوريات التي تقمع الشعوب وتمنعها من المطالبة بحقوقها في الحرية والكرامة. وقال ان التاريخ سيحكم على كل الذين يضللون الرأي العام بالاكاذيب والاباطيل ونفي حدوث الجرائم الجماعية والمذابح البشرية الرهيبة التاريخ سيحكم على هؤلاء ان ضمائرهم ميتة وان اللعنة ستلاحق كل الشركاء الذين يسهمون في هذه الاعمال البربرية? واضاف ان الثورات العربية اليوم تأكيد على ان الشعوب قد كشفت حقيقة المتاجرين بمآسي الامة والمتآمرين على كيانها ووجودها والدماء البريئة التي تسيل على ارضنا هي الشموع التي تضيء طرق الاجيال القادمة لان الشرفاء قد استفاقوا ولن يستطيع احد اسكاتهم حتى يحققوا لامتنا النصر والعزة.

 

الجديد": الجيش السوري دخل جسر الشغور واعتقل عناصر مسلّحة

ذكر مراسل قناة "الجديد" في سوريا أنه "فجر اليوم دخلت وحدات الجيش السوري إلى مدينة جسر الشغور، وقد أوقعت العملية العسكرية إصابات في صفوف أفراد العصابات المسلحة، وألقى الجيش القبض على عناصر من هذه العصابات متخصصين بالتفجيرات، وعمد الجيش إلى تمشيط الحقول والدخول للمدينة من أكثر من محور". وإذ كرر المراسل القول إن "هناك إصابات وقتلى بين العناصر المسلّحة"، تحدّث عن "وجود جثث لعناصر من الأمن السوري قتلهم المسلّحون في جسر الشغور".(رصد NOW Lebanon)

 

14 آذار: الفراغ السياسي هو لإسناد سوريا أمنيا بحال تدهور وضعها

نهارنت/تخوفت أوساط بارزة في 14 آذار من أن "يكون قرار إبقاء الفراغ سيد الموقف من أجل ابقاء حرية الحركة ميدانياً في حال تدهور الوضع السوري الى مستوى يتطلب اسناده امنياً من لبنان". وتساءلت الأوساط لصحيفة "النهار" عن "كيفية ان يجيز "حزب الله" لنفسه وهو الذي يصنف حزباً شيعياً، التدخل في مسألة توزير سنية؟" ولفتت إلى "احتمال ان يضطر الرئيس المكلف (تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي) إلى التضحية بتوزير (وزير الإقتصاد في حكومة تصريف الأعمال محمد) الصفدي بحثا عن مخرج لتوزير الكراميين أحمد وفيصل". وأشارت الى انه يبدو ان "ميقاتي عاجزاً نتيجة الالتزامات حيال 8 آذار وحيال المجتمع الدولي عن الوصول الى مرحلة البيان الوزاري الذي سيكشف التناقضات على مداها الواسع".وإذ رأت ان "الاستحقاقات الداهمة ولاسيما منها الاقتصادية، أخطر من أن تدار بعقلية 8 آذار" نبهت إلى ان "الملياري دولار من ودائع الاتصالات اللذين سيذهبان لدعم البنزين لا يكفيان لسداد ديون لبنان الداهمة والاستحقاقات الاقتصادية على اكثر من مستوى".

 

حزب الله" تخلف عن وعد سابق للسيد حسين بتوزيره في الحكومة الجديدة

نهارنت/تبلغ وزير الدولة المستقيل عدنان السيد حسين رسمياً من "حزب الله" تراجع الحزب عن وعد كان قطعه له بالتوزير في الحكومة الجديدة بحسب ما علمت صحيفة "المستقبل".

وأفادت الصحيفة أن هذا الوعد قطهع الحزب للسيد حسن" يوم استقال من الحكومة وتحديداً لإحدى حقيبتين، الخارجية أو الإعلام". هذا وعلمت صحيفة "النهار" أن "إعادة طرح توزير الوزير عدنان السيد حسين في الحكومة المقبلة كان مجرد فكرة ترددت قبل اسابيع لكنها لم توضع على الطاولة بقوة من جانب الحزب".واستقالة حسين الذي كان قريبا من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، تسببت مع استقالة 10 وزراء من المعارضة القديمة إلى إسقاط حكومة سعد الحريري الذي يترأس حكومة تصريف أعمال حاليا في 12 كانون الثاني المنصرم.

وعُلِم حينها أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تمنى من السيد حسين في اتصال شخصي معه أن يقدم استقالته. وحاليا، يكلف رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة من قبل حزب الله وحلفاؤه.

 

أحمد كرامي:لا مشكلة لدى ميقاتي لتوزير فيصل كرامي لكنني قلت له أن الأفضلية لي

نهارنت/ كشف النائب أحمد كرامي أن الرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي "ليس لديه مشكلة في توزير فيصل عمر كرامي" إلا أنه قال لميقاتي:"الأفضلية لي أن أكون وزيرا ثالثا عن طرابلس". وقال كرامي في حديث لصحيفة "السياسة الكويتية": "قلت له (ميقاتي) بكل وضوح إن هناك حلفاً بيني وبينك والأفضلية لي أن أكون وزيرا ثالثا عن طرابلس إذا كان الاتجاه لتمثيلها بثلاثة وزراء، وليس أي أحد آخر، سواء كان فيصل أو سواه". ورأى أن "هناك عقداً أساسية قد جرى تذليلها من أمام تأليف الحكومة، لكن لا يمكن التكهن بموعد إصدار التشكيلة، على اعتبار أن هناك بعض الأمور التي يجري التفاوض بشأنها لطي هذا الموضوع نهائياً". وإذ أكد عدم وجود "عقبات خارجية تحول دون ولادة الحكومة لا في الأسماء ولا في الحقائب وإنما العقبات داخلية" أشار إلى أن ميقاتي بات مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى بقرب إعلان الولادة الحكومية. وفي السياق عينه أشارت أوساط الرئيس المكلف إلى أن "ما يثار حول توزير فيصل كرامي ليس هو الأسلوب الامثل لأن الأمر لا يعالج عبر وسائل الاعلام، مكتفية بهذا القدر من التوضيح" بحسب ما نقلت عنها صحيفة "النهار". وعلمت الصحيفة عينها أنه سبق لميقاتي أن "استقبل فيصل كرامي في بحر الاسبوع الجاري في بيروت، وكان اللقاء ودياً ولم يتم التطرق فيه الى موضوع التوزير". ولفتت إلى أن معاوني كل من رئيس مجلس النواب علي حسن خليل والأمين العام لحزب الله حسين خليل "اللذين يمثلان الثنائي الشيعي عرضا قبل ايام موضوع توزير فيصل كرامي، فذكّرهما ميقاتي بما سبق ان اقترحه وهو ان تتم تسوية تمثيل آل كرامي من خلال معالجة الخلاف بين الرئيس عمر كرامي والنائب احمد كرامي". وطرح ميقاتي حلا آخرا وهو "أن يقترح الرئيس كرامي من يمثل المعارضة السنية في الحكومة من خارج العائلة". لكن هذا الاقتراح بقي خارج الاهتمام ليعود "حزب الله" ليطرح موضوع توزير فيصل كرامي بقوة وعبر الإعلام كما ظهر أمس في قناة "المنار" التلفزيونية التابعة له وهنا تفيد الصحيفة إلى أنه "أُسقط الامر من يد ميقاتي الذي يراد له من خلال هذه "الطحشة" على التمثيل السنّي وفي مدينته إحراجه على مستوى علاقته مع حليفه الموثوق به أحمد كرامي على رغم علاقات الود بينه وبين الرئيس كرامي. ودائما بحسب "النهار" فإن "النائب كرامي لا يطرح إطلاقاً موضوع توزيره، في حين ان آخرين لهم وضع مماثل سيكافأون لخروجهم من الاكثرية القديمة مثل الوزير محمد الصفدي والنائب نقولا فتوش اللذين يعاد طرحهما للتوزير في الحكومة المقبلة

 

الخليل يؤكد الإلتزام بالطائف: اقتربنا من مرحلة تشكيل الحكومة

نهارنت/أكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل أن الكثير قد تم إنجازه على صعيد تأليف الحكومة. وعليه ، قال: "تقدمنا الى الحدود التي يمكن أن نقول فيها أننا اقتربنا كثيرا من التشكيل، وانه لم يعد هناك أي مبرر لإعاقته، ودخلنا في مرحلة الإعلان عن التشكيل وستكون حكومة قادرة على تحمل مسؤولية البلد". ورأى الخليل في احتفال أحيته "حركة أمل" في قاعة الجامعة الإسلامية في خلدة، أنه "عندما تعلن الحكومة قريبا ستكون حكومة لكل اللبنانيين، ومسؤولة عن المعارضة ومن يجاهر في معارلاضتها كما الموالاة". واذ جدد "الإلتزام باتفاق الطائف وما فيه من نقاط"، لفت الخليل الى أن "هناك العديد من الثغرات التي ظهرت من خلال تطبيقه"، مشددا على أهمية "استكمال تنفيذ كل النقاط الواردة فيه من أجل تطويره وسد الثغرات الواردة فيه بالوعي والحوار بعيدا عن التوتر". ورأى أن "سد الثغرات الدستورية في نظامنا السياسي، لا بد وأن يتم في أجواء نقاش هادئ ومسؤول من أجل تحصين الوطن". وأضاف: "كل ما نقوم به يرتكز على الوحدة الوطنية الحقيقية البعيدة عن المزايدات، والوحدة الوطنية اللبنانية هي واجب أخلاقي وديني وإنساني، لأن فيها تعزيزا لكرامة الإنسان في الوطن". كما جدد التأكد على "ان المقاومة والحفاظ عليها تبقى من أولى الواجبات الوطنية اللبنانية"، موضحا أن المقاومة "ليست مسؤولية فريق فحسب، بل هي مسؤولية وطنية لأن مجاهديها وشهدائها لم يكونوا أصحاب مشاريع خاصة، بل من أجل حرية الوطن". وعن الجلسة التشريعية الأولى التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكد خليل "اننا أصحاب مشروع الدولة، نريد الدولة القوية والقادرة والعادلة التي تستقيم فيها أعمال المؤسسات". وخلص الى القول: "بكل بساطة لا مصلحة شخصية أو ضيقة لهذه الدعوة، إنها فقط استمرار دور المؤسسات والحفاظ على مصالح المواطنين".

 

لبنان بعد الأسد 

الياس الزغبي

الاحد 12 حزيران 2011

قد يستبكر كثيرون طرح السؤال عن مصير لبنان ما بعد عصر خلافة آل الأسد، أو يستنكرون السؤال في حدّ ذاته، طالما أنّ مصير النظام لم يُحسم بعد، وأنّه لا يزال يُقدّم اشارات على قوّته وثباته، وهم يحلمون بخروجه أشدّ قوّة ومناعة.

وليس من باب "التفكير بالأُمنيات" أن يبدأ اللبنانيّون مناقشة هادئة لمرحلة ما بعد النظام السوري الأربعيني، بل من باب التبصّر والتحسّب، ومراجعة موازين علاقاتهم التي بُنيت على أساس الارتباط الشديد بهذا النظام، على مدى ثلث قرن، وعلى أساس أنّ أيّ نظام بديل لن يكون أكثر طمعا واستتباعا للبنان، فكيف اذا كان ديمقراطيا يبني علاقات متوازنة مع جيرانه.

واذا كان التطوّر والتقدّم سُنّة الحياة، فانّ التمسّك بالجوامد يؤدّي حكما الى الشلل والجمود والانهيار. فالوضع السوري محكوم بالتغيير، سلما أو غلابا (والأرجح غلابا، قياسا على نهج القمع المستمر)، وليس من مصلحة أيّ لبناني ربط مصيره بنظام مترنّح بين الموت الرحيم والسقوط العظيم.

وفي الوقائع، لم يشكّل اللقاء الاستعراضي بين الأسد وجنبلاط حاجة لبنانيّة بل حاجة للأسد نفسه، خلافا للمعادلة السابقة، فلماذا التبرّع بخدمات متأخّرة لا تُنقذ غريقا ولا تُطيل عمرا، بل تُربك المتبرّع وتُعرّضه مع مؤيّديه لأثمان في سوريّا نفسها، وفي لبنان. فكم من غريق ذهب ضحّية غريق آخر.

ومع الأخذ في الاعتبار أنّ جنبلاط موهوب في براعة الاحتفاظ لنفسه بنوافذ خلفيّة وسلالم نجاة متحرّكة، فانّ الركّاب اللبنانيّين الآخرين في القارب المتخبّط، وعلى رأسهم "حزب الله"، مدعوون الى البحث عن وسيلة نجاة عبر الاجابة الملحّة عن السؤال المصيري: ماذا بعد الأسد؟

لم يفت أوان الاجابة بعد. ولا يُمكن الظنّ أنّ قيادة "حزب الله" غافلة عن حتميّة التغيير في سوريّا. ولعلّ الاشارات الأولى ظهرت في المقاربة الأخيرة التي قدّمها السيّد حسن نصرالله حول المؤسّسات والدولة والمربّعات الأمنيّة ونبذ الغلبة في الحوار على تطوير النظام، وكأنّه أجرى نقدا ذاتيّا غير مباشر، متفاديا ما ألزم حزبه به في خطاب سابق لجهة دعم نظام الأسد والالتصاق المصيري به. قد تكون قيادة "حزب الله" بدأت تقرأ في حقيقة التطوّرات السوريّة وتمادي العجز الايراني، وعكفت على البحث عن سبل التملّص من الالتزام الخطير، أو، على الأقلّ، التخفّف من بعض أثقاله، بعدما سبقتها قيادة "حماس" الى التمايز.

لا شكّ في أنّ استدارة "حزب الله" أصعب وأقسى بكثير من انعطافة "حماس"، بسبب ارتباطه الى حدّ الانصهار بمرجعيّتي طهران ودمشق.

وقدرته على التكيّف مع الحقائق هي الآن على المحكّ: لم يعترف علنا بعد بعجزه السياسي وفشل انقلابه اللبناني، لم يُقرّ بعد بخطأ حساباته العربيّة بين البحرين ومصر وليبيا وفلسطين، لم يعترف بعد بخطورة ربط مصيره بمصير نظام الأسد، لم يخرج بعد من وهم الانتصار على العالم والقرارات الدوليّة، لم يع بعد كرتونيّة "جبهة المواجهة العالميّة"، لم ينتبه بعد الى هوائيّة "جبهة مقاومة الشعوب" النجاديّة، لم يشفَ بعد من صدمة انفكاك "جبهة المقاومة والممانعة" الممتدّة من كاراكاس الى حارة حريك مرورا بطهران وأنقرة والدوحة وغزّة ودمشق.

وحين يُفيق من كلّ هذه الكوابيس، يستعيد حجمه الطبيعي ويدخل في الحالة اللبنانيّة الصحيحة، مدركا لاجدوى سلاحه.

وتبقى يومذاك مصائر فروعه الداخليّة: مصير زعيم مجلس نوّاب عقدين من الزمن لم يعد قادرا على جمع نصاب، مصير "زعيم مسيحيّي الشرق" بدون سند بعد رحيل من خلع عليه اللقب، مصير المجموعات الصغيرة المنتشرة أو المزروعة هنا وهناك. ومع تحديد المصائر والأحجام، وتوقّف النفخ الخارجي، ينعقد الحوار اللبناني بالأوزان الواقعيّة لأطرافه، للبحث في تطوير النظام والاجابة العلميّة والعمليّة عن السؤال: أيّ لبنان بعد سلالة الأسد؟

 

حكومة اللون الواحد أو اللونين؟

علي حماده/النهار

تحركت عجلة تأليف الحكومة بعدما تبين ان فريق 8 آذار بمنتسبيه القدامى والجدد تبلّغ الرسالة من النظام في سوريا بضرورة التعجيل بتشكيل الحكومة للامساك بالوضع في لبنان. وعليه لن تعقد جلسة لحكومة تصريف الاعمال ببند وحيد للتجديد لحاكم المصرف المركزي، وكذلك لن يعقد نبيه بري جلسة لمجلس النواب ببند وحيد. فالقرار الذي يلوح في افق الفريق المشار اليه هو قرار التأليف. وقد كانت المعلومات في الساعات الاخيرة تشير الى ان الحكومة ستبصر النور في غضون يومين على الأكثر. وبما ان خيار حكومة التكنوقراط سقط بموقف "حزب الله" وحلفائه، فإن الخيار الوحيد المطروح على كل من ميشال سليمان ونجيب ميقاتي هو تشكيل حكومة 8 آذار مع منتسبيها الجدد مطعمة بأسماء تحمل طابعا تكنوقراطيا للتمويه على "المربع" السياسي الصلب المتشكل حول "حزب الله" والمنتسبين اليه مباشرة او مداورة.

في مطلق الاحوال لا صحة لما يشاع ان بشار الاسد لا يستعجل حكومة في لبنان. فهو يبحث عن اوراق يجمعها، وفي ظنه انها ستكون موضع مساومة في المرحلة المقبلة حين يتحدد مدى الضغوط الدولية على نظامه بفعل القتل المريع الذي يمارسه ضد أحرار سوريا من اقصاها الى اقصاها. والقول ان الأسد الابن لا يتدخل في تشكيل الحكومة ليس صحيحا، بل على النقيض ما تزال عقدة لبنان مستحكمة فيه وفي محيطه الى درجة انهم يعللون النفس بأن يكون لبنان جزءا من دفاعات النظام المقبل على احداث دراماتيكية. من هنا فإن الحراك المستجد على مستوى تشكيل الحكومة هو حراك سوري مموه بواجهات ووجوه لبنانية تبرر حماستها إما بالوضع الاقتصادي، وصراخ الهيئات الاقتصادية من جهة، او بما يشهده القطاع العام من تعطيل على اكثر من صعيد.  فلنأخذ صرخات اركان الهيئات الاقتصادية مثالا، فهم يصدرون البيان تلو البيان، ويرفعون الصوت غير آبهين أن تتشكل حكومة "حزب الله" والنظام السوري (حكومة المطلوبين)، بل ان هم بعضهم هو ادراجه في لائحة التوزير. ان الهيئات الاقتصادية مدعوة الى التبصر قليلا في ما يمكن ان يكون عليه الوضع اذا تم تسليم السلطة التنفيذية بكاملها الى فريق "المطلوبين"، خصوصا ان التجربة تدل على ان التكنوقراط من القطاع الاقتصادي لا يشكلون حماية حقيقية للموقف السياسي الذي يزحل شيئا فشيئا في اتجاه 8 آذار. لذلك ندعوهم الى ان يقرنوا دعواتهم وصرخاتهم بمواقف حاسمة من حكومة اللون الواحد، لأنها ستكون حكومة مطلوبين لأكثر من عدالة محلية ودولية. المطلوب في اقل تعديل  "حكومة اللونين" التي تعيد شيئا من النصاب السياسي في البلاد.

ان الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي مدعوان الى اليقظة القصوى في هذه المرحلة، وعدم الخضوع في مرحلة التحولات الكبرى في المنطقة، فلا هدايا مجانية لنظام يقتل الاطفال والنساء، ولا هدايا لمنظمة تجر البلاد الى صف الدول المارقة. فحذار...

 

اعتبرت أن الأسد رد على الدعوات بمزيد من القتل 

"هيومن رايتس" تطالب بقرار دولي لوقف قمع النظام السوري للمتظاهرين

واشنطن - يو بي آي: حضت منظمة "هيومن رايتس ووتش", أمس, أعضاء مجلس الأمن الدولي على دعم قرار يطالب بالوقف الفوري لحملة القمع "الوحشي" التي تشنها الحكومة السورية ضد المتظاهرين الذين يطغى عليهم الطابع السلمي. ولفتت المنظمة في بيان إلى أن مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ذكر أن "المنظمات غير الحكومية وغيرها, تفيد الآن بأن عدد الرجال والنساء والأطفال الذين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في مارس الماضي تجاوز 1100 فيما وصل عدد المعتقلين إلى 10000 أو أكثر".

ورأى ممثل "هيومن رايتس ووتش" في الأمم المتحدة فيليب بولوبيون, أن "صمت مجلس الأمن الكامل في مواجهة الفظائع الجماعية ضد شعب سورية, شجع الحكومة السورية على مواصلة حملتها الدموية", معتبراً ان "استخدام الصين وروسيا لحق النقض لحماية الحكومة السورية ومنع الجهود المبذولة لوقف أعمال القتل سيكون خيانة خطيرة للمواطنين السوريين المحاصرين".وأشارت المنظمة إلى أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات السورية لمنع الوصول إلى البلاد, إلا أن باحثيها أجروا العشرات من المقابلات داخل سورية, وخلصوا إلى أن قوات الأمن السورية قتلت مئات من المتظاهرين واعتقلت الآلاف بصورة تعسفية, والكثير منهم, بمن فيهم أطفال, تعرضوا للضرب والتعذيب.

وأكدت أن الطابع المنهجي والمتعمد وحجم انتهاكات الحكومة السورية في محافظة درعا, حيث قتل ما لا يقل عن 418 شخصاً وتعرض العديد للتعذيب, بمن فيهم أطفال, تشير إلى أنها تعتبر جرائم ضد الإنسانية. ولفتت إلى أنه نظراً إلى زيادة وزن البرازيل والهند وجنوب أفريقيا على الساحة الدولية وتطلعها لتصبح أعضاء دائمين في مجلس الأمن للأمم المتحدة, فإن لديها الآن مسؤولية خاصة في الدفاع عن قيم ميثاق الأمم المتحدة وتوجيه رسالة واضحة إلى الحكومة السورية بأن مجلس الأمن الدولي لا يتغاضى عن استخدام الدبابات والقناصة والتعذيب لقمع المعارضة السلمية في سورية.

وردت المنظمة على "محاولات المسؤولين السوريين إلقاء اللوم في العنف على الجماعات الإرهابية أو العصابات المسلحة", مشيرة إلى أن أبحاثها كشفت أن "الاحتجاجات كانت بمعظمها سلمية وقد وثقت حالات قليلة حيث استخدم المدنيون القوة, بما في ذلك حالات العنف القاتلة ضد قوات الأمن التي يبدو أنها كانت تعمل وفقاً لأوامر إطلاق النار بقصد القتل".

وأضافت أنه "في حين ينبغي إجراء تحقيق كامل في هذه الحوادث, لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستخدم لتبرير العنف المنهجي التي تمارسه قوات الأمن السورية ضد شعبها".

وكانت بعض الدول بررت معارضتها لأي تحرك من جانب مجلس الأمن ضد سورية, بالتعبير عن القلق حيال طريقة "حلف شمال الأطلسي" في تنفيذ القرار 1973 الذي أجاز استخدام القوة في ليبيا لحماية المدنيين من نظام العقيد معمر القذافي.

إلا أن بولوبيون شدد على أن "على الدول التي تطرح موضوع ليبيا في هذا النقاش أن تفسر لماذا ينبغي أن يعاني الضحايا السوريون من عواقب تدخل "الأطلسي" العسكري في ليبيا والذي لا كلمة لهم فيه".

وأضاف أن "أحدا لا يقترح القيام بعمل عسكري هنا (في سورية), وهذا الرجل التافه (القذافي) لا ينبغي أن يكون مبرراً للتقاعس عن العمل على قرار يدين الانتهاكات في سورية".

وخلص بولوبيون إلى أن "الرئيس السوري بشار الأسد رد على الدعوات للإصلاح بالمزيد من القتل والمزيد من الوحشية, وينبغي أن يوضح مجلس الأمن بأن هذا السلوك غير مقبول".

يشار الى أن مجلس الامن يناقش صيغة مشروع قرار اوروبي مدعوم من الولايات المتحدة يدين سورية ويطلب وقف استخدام العنف ضد المتظاهرين, تعترض عليه روسيا والصين.

 

دبابات نظام الأسد تشرع بسحق السكان العزل في جسر الشغور وارتفاع حصيلة ضحايا جمعة العشائر إلى 37 قتيلاً  

الجيش السوري يغتصب النساء ويقتل المواطنين بالرصاص والسلاح الأبيض

دمشق - وكالات:

كشفت شهادات لجنود انشقوا عن الجيش السوري, أمس, عن فظائع ارتكبها بعض عناصر الجيش و"الشبيحة" بحق أبناء العديد من المناطق التي شهدت تظاهرات احتجاجية, تمثلت في عمليات اغتصاب للنساء, وقتل للعزل بالرصاص والسلاح الأبيض, فيما سيطرت حالة من التوتر والخوف على ما تبقى من أهالي جسر الشغور في محافظة إدلب شمال غرب سورية, مع تمركز قوات النظام على مدخل المدينة, وإطلاقها عملية لسحق حركة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد, في حين ارتفع عدد ضحايا "جمعة العشائر" إلى 37 قتيلاً.

وأكد شهود عيان ونشطاء في حقوق الإنسان, أن الجيش السوري وصل إلى مشارف مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب, مشيرين إلى أن "التوتر كبير في المنطقة, والقوات السورية تتمركز عند مداخل جسر الشغور ولم تدخل المدينة", كما أكدوا أن "الناس رحلوا باتجاه الحدود التركية القريبة, بين اربعة وخمسة آلاف شخص يريدون الهرب الى تركيا".

وقال شاهد عيان هرب إلى تركيا إن الدبابات زحفت على قرية قريبه من قريته الواقعة على بعد أربعة كيلومترات فقط من جسر الشغور في السادسة صباحا حيث كان السكان نائمين.

وأضاف أن قريته تقع على تل وأنه شاهد نحو أربعين دبابة تتقدم نحو القرية الواقعة أسفل التل وتقصف المنازل, مضيفاً أن الجنود قاموا بعد ذلك بإحراق محاصيل القمح في الحقول المحيطة بالقرية واقتلاع أشجار الزيتون.

من ناحيته, ذكر التلفزيون الرسمي السوري ان قوات الجيش والدبابات وصلت الى مدخل مدينة جسر الشغور, وأنها تمشط القرى المجاورة بحثا عن مسلحين.

في غضون ذلك, ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا برصاص الأمن السوري في التظاهرات المناوئة للنظام التي عمت سورية فيما عرف ب¯"جمعة العشائر", إلى 37 شخصا.

وقال ناشطون حقوقيون إن 37 قتيلا سقطوا في احتجاجات "جمعة العشائر" بينهم 20 في محافظة إدلب شمال البلاد, فيما أعلن مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن أن تسعة أشخاص قتلوا في اللاذقية غرب البلاد, كما قتل متظاهران في بصرى الحرير بمحافظة درعا جنوب سورية, وقتل ثلاثة أشخاص في حي القابون بدمشق بعد مظاهرات ليلية.

في غضون ذلك, أدلى اربعة فارين من الجيش السوري لجأوا الى الحدود التركية, بشهادات عن الممارسات التي ارتكبتها وحدتهم في قمع حركة الاحتجاج وخوف الجنود الذين يواجهون تهديدات بالقتل اذا رفضوا تنفيذ الأوامر.

وروى الجندي طه علوش الذي لم يرغب في التخفي, حيث عرض بطاقته العسكرية وكشف عن هويته بلا مواربة, وقائع عملية "التطهير" في مدينة الرستن التي يبلغ عدد سكانها 50 الف نسمة في محافظة حمص, والتي حملت هذا المجند البسيط على الفرار قبل ثلاثة ايام.

وأضاف "قالوا لنا ان مسلحين موجودون هناك, لكن عندما نقلونا, تبين لنا انهم مدنيون بسطاء, وامرونا بأن نطلق النار عليهم", موضحاً أنه "عندما كنا ندخل المنازل, كنا نطلق النار على جميع الموجودين فيها: الصغار والكبار, وحصلت عمليات اغتصاب لنساء أمام أزواجهن وأطفالهن" كما تحدث عن مقتل 700 شخص, لكن يصعب التأكد من هذا الرقم لأن الصحافيين لا يستطيعون التنقل في سورية.

لكنه توقع نهاية مدوية, حيث قال "إذا اضطر هذا النظام, فلن يتردد في تصويب مدرعاته وصواريخه الى دمشق, عندئذ ينتهي كل شيء".

بدوره, روى محمد مروان خلف وهو مجند ايضا في وحدة متمركزة في ادلب قرب الحدود التركية, ولا يزال ايضا مصدوما لهول حرب ضد عزل, أنه "على مرأى مني, أخرج جندي محترف سكينا وغرسه في رأس مدني, من دون أي سبب".

وأضاف, لقد طفح الكيل, عندما اجتازت وحدته قرية سراقيب المجاورة, وعندما فتح "الشبيحة" (بلطجية) الذين كانوا يرافقون الجنود النار على الناس.

وأكد المجند الشاب أنه "عندما بدأوا بإطلاق النار على الناس, رميت بندقيتي وهربت", موضحا ان هذه المجزرة التي أسفرت عن 20 إلى 25 قتيلا قد وقعت في السابع من يونيو الجاري.

كما روى شقيقه أحمد خلف الملتحق بوحدة أخرى, رواية على منواله بعدما شهد أعمال عنف في حمص, قائلاً "بعدما رأيت الطريقة التي يقتلون بها الناس, أدركت ان هذا النظام مستعد لقتل الجميع". وأكد الجندي الفار الذي كان محمر العينين وزائغ النظرات, انه فكر مع رفقاء بالتمرد لكنه تراجع عن هذه الفكرة بسبب خطرها على حياتهم.

وأضاف "يضعون قناصة على بعض النقاط المرتفعة, عناصر شرطة بثياب مدنية أو عناصر من "حزب الله", وعندما لا يطلق الجنود النار على المحتجين, يقتلونهم".

من ناحيته, أكد وليد خلف الذي اختار مع خمسة عشر من رفاق السلاح, الفرار بدلا من الدخول الى مدينة حمص, مخاطر عصيان الاوامر, قائلاً "قبلنا اراد ستة اشخاص ان يفروا, فقتلهم قادتنا". وأضاف "كنت أعرف أنه إذا ما دخلناها فإننا سنقتل عددا كبيرا من الأشخاص", مضيفاً "سلكنا جميعا طرقا مختلفة".

وعن رأيه في المستقبل, توقع هذا الجندي انهيارا لنظام الرئيس بشار الأسد, مضيفاً "جميع الجنود الذين اعرفهم هم متوترون, إما انهم يريدون الفرار وإما انهم يريدون تغيير مهنتهم" و"في نهاية المطاف, سيذهب كل جندي لحماية عائلته".

 

مؤكداً أن أيا منهما لن تبقي حجر على حجر شمال الليطاني وفي الضاحية الجنوبية  

مرجع روحي لـ "السياسة": لبنان على مشارف حربين داخلية أو إسرائيلية

حميد غريافي/السياسة

توقع مرجع روحي مسيحي في باريس امس ان ينال لبنان نصيبه من الثورات الجوالة في العالم العربي على شكل واحدة من حربين: اما طائفية- مذهبية داخلية, او حرب اسرائيلية, تقضيان هذه المرة على مقومات الدولة من جذورها, وتغيران وجه لبنان بصورة حاسمة, لأن اللبنانيين قاموا اصلاً بثورتهم في الرابع عشر من مارس  2005, وهي الثورة التي قد تكون تونس ومصر وسورية واليمن وليبيا, استوحت ثوراتها المتأخرة منها.

وقال المرجع ل¯ »السياسة« في العاصمة الفرنسية انه »يجب عدم الاستخفاف بأقوال البطريرك الماروني بشارة الراعي ان "لبنان بات على حافة المنحدر" بسبب الصراعات الداخلية التي باتت تتخذ اشكالاً طائفية ومذهبية, وكذلك عدم التغاضي عما أعلنه المفتي السني الشيخ محمد رشيد قباني ان "لبنان ينزلق نحو الهاوية" بعدما وصل الى حافة الخطر الأكبر وهو يحتضر, والامتحان العسير قادم, والأخطر ان كنتم لا تصدقون اسرع, ومن يعش ير«.

وقال المرجع الروحي: »اننا كرجال دين مسيحيين ومسلمين مستبعدين من مراكز القرارات المصيرية الداخلية, كما كنا في السابق بسبب بروز عوامل مذهبية هجينة ودخيلة على الحياة اللبنانية منذ اوائل الثمانينات, حتمت تحكم قوى اقليمية سورية وايرانية بالقرارات الجديدة, نتوقع في خضم هذا المخاض الدموي العنيف على حدودنا الشمالية في سورية وهذه التهديدات والاستعدادات العسكرية المستمرة على حدودنا الجنوبية في اسرائيل ضد بلدنا وبنانا التحتية العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية, ان نقع في حرب اهلية داخلية ذات طابع طائفي او مذهبي قد تكون الاسوأ في تاريخ هذا البلد, بحيث ينتهي كصومال او افغانستان اخر, او ان نكون عرضة لحرب اسرائيلية طاحنة, المسببات والذرائع لنشوبها قائمة منذ حرب يوليو 2006, بين اسرائيل وحزب الله, يطلق عليها خبراء وزارة الدفاع العبرية اسم »حرب الاسابيع الأربعة« ويؤكدون انه اذا كانت حرب 2006 اعادت لبنان 20 سنة الى الوراء, كما هدد وزير الدفاع ايهود بارك وقادة جيشه, فان هذه الحرب الجديدة التي تنتظر الاسابيع القليلة المقبلة لتحديد مصير سورية سلباً, او ايجاباً, "لن تبقي حجرا على حجر في نصف مدن وقرى جنوب لبنان شمال وجنوب نهر الليطاني« اي المدن والقرى الشيعية التي قال ضابط اسرائيلي اول من امس في احدى الصحف العبرية انها تؤوي صواريخ "حزب الله" التي قدر عددها بخمسين الفاً, وكذلك ستسوي مقرات قيادات حزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت بالارض هذه المرة وتتركها ارضاً محروقة لا تمكن العودة  للاستفادة منها قبل سنوات طويلة.

وأعرب المرجع الروحي المسيحي ل¯ "السياسة" عن اعتقاده ان "السقوط الهائل الذي يواجهه نظام الأسد وحزب "البعث" في سورية على المدى المنظور, والذي ستكون تكاليفه على الشعب والدولة السوريين اكثر مما يحتمل, يجب- حسب التوقعات الغربية والاسرائيلية- ان توازي دمويته وضحاياه حرب اسرائيلية ضد "حزب الله" في لبنان تقتلعه مرة واحدة والى الأبد, ليس فقط بسبب التهديد الدائم الذي يشكله وجود هذه الخمسين الف صاروخ, المنتشرة في لبنان على الدولة العبرية, وانما كخطوة اسرائيلية "ايجابية" بالنسبة للعالم العربي  والمجتمع الدولي, تقطع ذراع الاخطبوط الايراني الذي يخترق المجتمعات السنية في الشرق الأوسط وهو "حزب الله" ويحسر هذا القضم الايراني الزاحف ويجمده عند حدود العراق".

واستناداً الى توقعات اوروبية عسكرية وديبلوماسية, قال المرجع الروحي ان »نتائج اي حرب في لبنان او عليه, طائفية داخلية كانت أم اسرائيلية خارجية, ستكون مذهلة بحيث تثقل على الضميرين العربي والدولي اللذين تأثرا بشدة بقساوة الحرب الاسرائيلية على غزة قبل سنوات قليلة وهي الحرب التي ستبدو كحبة فستق امام هول الحرب المقبلة على اللبنانيين".

وقال المرجع ان بلدا صغيراً كلبنان يغلب عليه الطابع الحضاري المتقدم المتطور, لا يمكن تحمل أعباء مجموعة داخلية كحزب الله الايراني تنخر نظامه ليل نهار وتعرضه للقلق والخوف المستمرين من الانفجار الدائم, فهو حزب تكاد دول كبرى مثل مصر والسعودية ان تكون عاجزة عن استيعابه, وتحمل اعبائه ونتائج تصرفاته, وبالتالي فان هذا البلد يتجه مسرعاً الى الهاوية, حسب المفتي قباني سواء تعرض لحرب بين حزب الله والأطراف اللبنانية الاخرى, او بين اسرائيل وحزب الله".

 

الأحدب: لا وجود لأكثرية بل أقلية تريد حكم البلاد خارج إطار القانون 

وكالات/إعتبر النائب السابق مصباح الأحدب أنَّ "لا وجود لأكثرية بل هناك أقلية تريد حكم البلاد خارج إطار القانون والدستور"، موضحاً أنَّه "بعد الكلام عن تكوين أكثرية جديدة تبين أنَّ هذه الأكثرية لم تستطع تشكيل حكومة ولا عقد جلسة تشريعية حتى". الأحدب، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أضاف أنَّ "النوايا الإقليمية التي كانت متريثة تجاه عملية تشكيل الحكومة، يبدو الآن أنَّها تتجه نحو التشكيل"، مشدداً على "ضرورة وقف هذه الدوامة من الفراغ، وعلى وجوب تشكيل حكومة تستطيع مواجهة المتطلبات، فإما أن تكون حكومة تكنوقراط أو حكومة وحدة وطنية تأخذ بعين الإعتبار نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة".

 

النائب السابق أنطوان اندراوس: إتهام عون "تيار المستقبل" بالإرهاب "مذهبي"

رد نائب رئيس تيار "المستقبل" النائب السابق أنطوان اندراوس على كلام رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الذي إتهم فيه "تيار المستقبل" بـ"الإرهاب"، فرأى أنه "كلام خطير، فلأول مرة هناك إتهام مباشر لتيار المستقبل"، مضيفاً أنَّ "هذا الكلام مذهبي"، وأكد أنَّه "لو كان هناك دولة ولو كان هناك قضاء يحترم نفسه فيعتبر هذا الكلام بمثابة الإخبار".

اندراوس، وفي حديث لمحطة "أخبار المستقبل"، قال: "إذا تعرض أي شخص من "تيار المستقبل" لأي أذى، فأعتبر أنَّ عون ضالع بهذا الشيء"، مؤكداً أنَّه "ليس مطلوب من عون إتهام الناس بأنهم يتدخلون في الشأن السوري، فهو يطل بالأمس ويدافع عن النظام السوري على الرغم من المشاهد التي تحصل هناك"، وشدد على أن "إتهام عون للناس بالتدخل بشأن سوريا أمر غير مقبول".

 

"المجلس الوطني لثورة الأرز" يأسف لفرض أسماء الوزراء على رئيس الجمهورية 

عقد "المجلس الوطني لثورة الأرز" - الجبهة اللبنانية إجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام المهندس طوني نيسي، وبحضور جميع أعضاء المكتب السياسي الذين يمثلون أحزابهم، وناقشوا مختلف البنود المدرجة على جدول الأعمال، وفي نهاية الإجتماع صدر عن أمانة الإعلام البيان الآتي:

تباحث المجتمعون في ما آلتْ إليه الأوضاع العامة في لبنان، وإستغرب المجتمعون هذه التناقضات السياسية المخالفة للأصول الدستورية، ومنها ما يُطرح من مواضيع مختلفة كقضية الثلث الضامن والحصص الوزارية، وكلها أمور خارجة عن الإطار الدستوري المرسوم، وتصب في خانة العرقلة والتحالفات الظرفية الآنية ذات المنفعة الخاصة.

وإستعرض المجتمعون الواقع السياسي المأزوم والمعقّد نتيجة صياغة مواد دستورية أخلّت بصلاحيات رئاسة الجمهورية، وكان هذا الأمر نتيجة سوء إستخدام صلاحيات رئاسة الجمهورية من رؤساء تعاقبوا على موقع الرئاسة، فساد الخلل التام في التعاطي السياسي وعلى كافة الصعد، وإنعكس هذا الموضوع على مقام رئاسة الجمهورية وقيّدها بسلسلة مواد دستورية بدءًا من تسمية رئيس الحكومة بالإستشارات الملزمة، وبالتالي أصبح موضوع تأليف الحكومة من مسؤولية الرئيس المكلّف بعد الإتفاق مع رئيس الجمهورية، وبعد التشاور مع رؤساء الأحزاب والكتل النيابية. إلاّ أنّ الأمور الحالية قد تخطّتْ أيضًا الإطار الدستوري المرسوم، إذ يتبيّنْ أنّ رؤساء الكتل والأحزاب يختارون الحقائب والأسماء ويفرضونها على الرئيس المكلّف وبالتالي على رئيس الجمهورية. ويأسف المجتمعون للتدخلات الخارجية التي تطغى على النظام والقوانين والدستور، وتسبّبَتْ بأزمة حادة وفراغ إداري لا طاقة للشعب اللبناني على تحمّلْ وزرها.

ويحمّل المجتمعون كامل المسؤولية القانونية للطبقة السياسية الحاكمة والتي تُقدّمْ مصالح الخارج ومصالحها الخاصة على المصلحة اللبنانية العليا ، ويرى المجتمعون أنّ العلّة الأولى والأساسية هي في السلطة التشريعية التي وللأسف لمْ تُبادر إلى تصحيح الأخطاء الدستورية الواردة في بعض مواد الدستور والتي كانت وعودًا للناخبين في برامجها الإنتخابية، والخلل الثاني أيضًا يكمن في الطبقة السياسية التي تمارس السلطة على مستوى المجالس الوزارية في المحاصصة السياسية والمذهبية والتي لا تُعير أي إنتباه لأي كفاية أو جدارة، بل إلى الإنتماء الطائفي و السياسي والحزبي.

ويأمل المجتمعون من الرأي العام اللبناني قراءة الأوضاع اللبنانية – السياسية والإقتصادية والأمنية بتمعّن، لأنّ العلّة الحقيقية هي في هذه الطبقة السياسية التي لا تتردّدْ في تغليب مصالحها الخاصة على حساب المصلحة اللبنانية العليا وعلى حساب الشعب الرازح تحت وطأة الضغوط الحياتية والإقتصادية والسياسية والأمنية نتيجة سوء إدارة هذه الطبقة السياسية، وعليه يجب الضغط بكل الوسائل المشروعة لإيصال مجموعة إنقاذ مستقلّة للمساهمة في إيجاد حلول للمشاكل المتراكمة من جرّاء عمل هؤلاء والذي إنعكس سلبًا على مصلحة الوطن والمواطن. تدارس المجتمعون كافة المواقف التي أُعْلِنتْ بعد دعوة رئيس المجلس النيابي لعقد جلسة عامة، وفي قراءة قانونية ودستورية وحتى سياسية إنطلاقًا من منظومة سياسية مستقلّة، يرى المجتمعون أنه من واجب المجلس النيابي الذي يتمتّع بصفة التشريع الإلزامي للقوانين التي ترعى مصالح الدولة ورعاياها، وخصوصًا في قضايا التشريع والرقابة ، وفي ظل شبه فراغ حكومي ناتج عن إستقالة ثلث وزراء الحكومة سواء أكانتْ هذه الإستقالة شرعية أم لا، أنْ يجتمع لحل أمور الناس العالقة نتيجة الفراغ الحكومي ويرى المجتمعون أنّ هناك وللأسف صراعًا كبيرًا بين النفوذين السُني والشيعي في لبنان، إذ يعتبر السُنّي دعوة رئيس المجلس النيابي تعديًا على صلاحيات السلطة الإجرائية وإحلالاً للسلطة التشريعية التي يرأسها شيعي محل السلطة الإجرائية وخرقًا لمبدأ فصل السلطات، ويأمل المجتمعون من أصحاب الشأن والأمر في لبنان إعادة الحق الضائع لأصحابه بدل المساهمة والتلهّي في صراعات تأخذ اللبنانيين إلى مزيد من الشرذمة والإنقسامات.

بحث المجتمعون ملف الجمعيات الخيّرية في لبنان، وآملوا من فخامة رئيس الجمهورية و معالي وزير الداخلية ورئيس الحكومة المستقيلة، ومن الرئيس المكلّف ضبط أعمال هذه الجمعيات التي تتستّر بالأعمال الخيّرية وتنشط سياسيًا في لبنان من خلال المال الوافد من الخارج خلافًا لقانون الجمعيات المعمول به في لبنان، ولغتنم الفرصة المتاحة لفرض آرائها على المجتمع اللبناني المعاكس تمامًا للقوانين اللبنانية وللتركيبة السياسية القائمة المرتكزة على المناصفة في ممارسة الشأن العام في لبنان، ويُطالب المجتمعون أصحاب الشأن التنبّه للأمر قبل فوات الآوان، وتكريس أمر واقع لا يُمكّن تحمله لبنانيًا

 

 بييتون لـ"النهار": هناك واجب أخلاقي لإدانة القمع الفظيع في سوريا

حكومة للبنان أفضل من عدمها والأهم حوار حول المسائل الأساسية

النهار/حاورته روزانا بومنصف

في ما لا يزيد على اسبوعين، برز تحرك ناشط جداً للديبلوماسية الفرنسية بعد اجتماع مجموعة الثماني في دوفيل، ترجم في تنقل وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بين عواصم عدة وصولاً الى رام الله وتل ابيب من اجل الحض على استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، ثم الانتقال الى واشنطن فنيويورك للإعداد لقرار في مجلس الامن يدين سوريا ثم الى ابو ظبي للمشاركة في اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا على نحو تتقدم فيه فرنسا بقوة المجتمع الدولي في بعض من هذه الملفات.

هذا التحرك يبدو مثيراً للاهتمام، في ظل تطورات متسارعة في المنطقة، فيما الوضع اللبناني بين مد الحكومة المقبلة وجزرها، يفقد جاذبيته، ان لم نقل أهميته. لكن السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون لا يقلل في حوار مع "النهار" من الشأن اللبناني في موازاة الملفات الأكثر حرجا، مع اصراره على أهمية تأليف حكومة على قاعدة ان وجودها افضل من عدمه في ظل تحديات محلية وظروف اقليمية تحتم ذلك، ودعوته الى حوار بين اللبنانيين لا يقتصر على الاستراتيجية الدفاعية.

يعني تقدم الموقف الفرنسي على سواه من المواقف كموضوع سوريا مثلا وجود خلافات بين الدول الغربية؟

- لا خلاف بين دول الاتحاد الاوروبي على تقويم ما يجري في سوريا. فمواقف السيد جوبيه مستندة الى تقدير فرنسا ورئيس الجمهورية. نجد ان الوضع هناك خطير ويستحق الادانة وان القمع الذي يحصل فظيع ولا يمكن ان نشهد على كل ذلك العنف من دون رد فعل. هناك رابط بين ما يحدث في العالم العربي، لكن الوضع في ليبيا مختلف من دون ان يعني ذلك امكان اعتماد الطريقة نفسها. اذ انه في حال ليبيا كان هناك هدف محدد للعملية العسكرية وهي حماية المدنيين في ظل توافق في الجامعة العربية والاتحاد الافريقي، الامر الذي لا يتوافر في حال سوريا. لذلك ليس وارداً اللجوء الى اي عمل قسري. انما ما يهمنا هو ألاّ نشهد على ما يحصل من دون رد فعل وأعتقد ان هناك واجباً اخلاقياً بادانة ما يحصل. هناك مشروع قرار في مجلس الأمن قدمته فرنسا وبريطانيا اللتان تعملان معا بدعم من دول عدة، كالبرتغال مثلاً، التي هي عضو في المجلس، وألمانيا، ونحن على الخط نفسه والاميركيون يدعمون ذلك. وهذا صعب لان هناك معارضة في مجلس الامن، الاّ اننا نشعر انه لا يمكن الصمت على ما يحصل من دون ادانته على الاقل والدعوة الى الحوار والى اجراء اصلاحات فعلية.

لكن فرنسا بدت أنها اقفلت الباب في حين يطرح سؤال عما بعد في حال تمكن النظام السوري من ضبط الوضع؟

- اذا استمرت دورة العنف ونجح النظام في ضبط الامور، فإن ذلك سيكون تهدئة ظاهرية وموقتة. أعتقد ان ما قاله السيد جوبيه ان الوضع تجاوز الحدود المقبولة، هو في كونه لا يحق للمسؤولين ان يطلقوا النار على شعب أعزل وان الحل الوحيد في سوريا هو سياسي يكمن في اطلاق الحوار والاصلاحات الضرورية واطلاق معتقلي الرأي واجراءات جذرية وليس أنصاف اجراءات، وفي حال لم يحصل ذلك فان شرعية الرئيس الاسد هي التي ستكون مطروحة وفق تحديد واضح هو انه كلما استمر القمع، حتى لو ادى الى نتائج بمعنى تأمين استقرار من دون الاخذ في الاعتبار تطلعات الشعب السوري كما سائر الشعوب العربية التي طالبت بحرية وديموقراطية اكبر، فإن المشكلة تبقى قائمة. ان منع وسائل الاعلام من تغطية ما يحصل يمنع الوصول الى المعلومات الصحيحة بحرية. يجب على النظام ان يظهر اهتماما اكبر بتطلعات شعبه لأنه كلما استمر العنف اصبح التحاور صعباً. لهذه الاسباب اعتمدت اوروبا عقوبات لن ترفع ما لم يحصل تقدم ملموس وفاعل على صعيد الاصلاح. وهذا لا نراه يحصل. يمكن القول ان الباب لا يزال مفتوحا، لكن كلما استمر الوضع على هذا النحو اصبح الحل السياسي اكثر صعوبة. فاذا لم يتوافر محاورون من ضمن المعارضة يقبلون بالحوار مع النظام فان الوضع يكون كمن دخل نفقا من الصعب الخروج منه. سنكون سعداء جدا اذا وُضعت الاصلاحات التي أُعلنت موضعَ التنفيذ غدا.

هل ينتظر المجتمع الدولي انتهاء الوضع في ليبيا قبل الانصراف كليا الى الوضع السوري؟

- أعتقد كما قلت ان هناك تشابها بين الوضعين، لكن الاطار مختلف، وفي الوضع السوري البعد الطائفي المتعدد يجعل الوضع خطيرا والقلق كبيرا على الاستقرار هناك وعلى استقرار الدول المجاورة. هناك قرار دولي يوضع موضع التنفيذ في ليبيا وقد اظهر فاعليته وقد غدا القذافي في وضع صعب. ونحن اعترفنا بالمجلس الانتقالي في ليبيا وعدد من الدول فعل، وقد استقبل الرئيس سليمان وفدا منه اخيرا لكن الوضع مختلف ولا يمكن القول اننا نتتظر الانتهاء من الوضع الليبي للاهتمام بالوضع السوري لان الامور في العالم تحصل كلها في الوقت نفسه. ومقاربتنا للوضع السوري هي مقاربة سياسية وما نبحث عنه في مجلس الامن بعد العقوبات الاوروبية التي اتخذناها هو ادانة للقمع وتوجيه رسالة الى النظام السوري عن اهمية بدء حوار سريع، علما ان العقوبات لم تُتخذ الا بعدما وجهت رسائل تحذيرية عدة.

هل هناك ندم على الانفتاح الذي قادته فرنسا في اتجاه سوريا؟

- لا يمكن الندم في موضوع مد اليد. نحن الآن في مرحلة جديدة وقد اعتقد الرئيس ساركوزي ان التقارب يمكن ان يؤدي الى بعض النتائج الايجابية انما الطريقة التي حصل التعامل فيها مع الشعب لاحقا لم يعد معها ذلك ممكنا.

ماذا عن المخاوف على استقرار الدول المجاورة؟

- اعتقد ان اي مسألة لا يمكن اعتبارها مسألة وطنية داخلية. ونرى الامر مثلا مع ما حصل من نزوح سوري الى شمال لبنان والى تركيا. وتاليا لا يمكن التعاطي مع مسائل على انها محدودة من ضمن الحدود التي تقع فيها. المسألة السورية يمكن ان يكون لها تأثير على الدول المجاورة. لا يمكن الفصل بين ما يحدث في لبنان والاعتداء على "اليونيفيل" عما يحصل في سوريا. لقد ارتحنا جداً لما حدث في 5 حزيران في الجنوب، اذ تحمل الجيش اللبناني مسؤوليته وكذلك الفلسطينيون. اعتقد انه كان موقفاً مسؤولاً في حين ان الوضع في الجولان ادير بطريقة مختلفة. وقد انعكس ايضاً على الوضع بين الفلسطينيين وحكومة دمشق.

أعتقد ان المسألة الفلسطينية يجب ألا تعتمد اداة لاهداف سياسية داخلية او اقليمية. اما عن  مخاوف من حرب فهذه مسألة تطرح دوما في لبنان. ولا اود ان اطلق صفارات الانذار لكن لا ارى صراعاً محتملاً يحصل ونسعى جهدنا لمنع حصوله في الوقت الذي نسعى الى اطلاق مسار المفاوضات السلمية.

  هل تخشى المزيد من الاعتداءات، وهل سيؤثر ذلك على المشاركة الفرنسية والاوروبية؟   

- لا املك معطيات عن الاعتداء الا انني ألاحظ انه لم يحصل اعتداءات على القوة الدولية منذ اعوام ومع تعقد الوضع الاقليمي. نحن نتضامن مع زملائنا الايطاليين. لكن من المهم في ظل تعقيدات الوضع الاقليمي ان ينفذ القرار 1701 وان تواصل "اليونيفيل" دعمها للجيش اللبناني واؤكد كما فعل زملائي اننا سنواصل التزامنا العمل ضمن القوة الدولية حتى لو احتفظنا بالحق في مراجعة اسلوب مشاركتنا من وجهة النظر العملانية والمعدات، لكن التزامنا يبقى كاملا. نحن نعي ان مشاركة الاوروبيين مهمة للبنان كما لاسرائيل، وملتزمون نوعيا من حيث الوجود على الارض والمعدات لكن يمكن ان نعيد النظر في ذلك من دون ان يعني وجود مشروع ما في الافق بهذا المعنى، لكن حصلت مراجعة اخيرا اذ ابدلنا بعض المعدات ونعتقد ان هناك صدقية لدينا على الارض تجب المحافظة عليها وانه من وجهة النظر هذه دور الدول الاوروبية اساسي وهو على ما اعتقد موقف الايطاليين والاسبان ايضا. يجب ان يتوافر لـ"اليونيفيل" الوسائل لتنفيذ المهمات المنوطة بها. لذلك سنواصل القيام بذلك على رغم الصعوبات كما في حال الاعتداء على القوة الايطالية.

هل هذه رسالة ستؤثر على قراراتكم؟

- لا لأننا نعتقد ان من يوجه الينا رسالة عبر "اليونيفيل" يخطئ في العنوان في حال كانت هذه هي الحال. فوجود "اليونيفيل" هو توافق قوي بين الافرقاء اللبنانيين وهناك ارادة اسرائيلية على ما اعتقد ان تواصل القوة الدولية عملها، واذكر ان مهمتها الاولى هي دعم الجيش اللبناني لكن ايضا عبر اللجنة الثلاثية المساعدة في تحديد الخط الازرق وازالة الالغام ويجب عدم حصر مهمتها بانتشارها فقط، اذ ان دورها تقني سياسي.

كيف ترى الوضع الحكومي في لبنان؟

- من الصعب ان يكون لدينا رؤية واضحة حول ما يحصل لاننا شهدنا صعودا وهبوطا في جهود رئيس الوزراء المكلف. هناك اشارات حول التوجه الى تأليف حكومة. ما افهمه ان الرئيس ميقاتي حريص على ممارسة صلاحياته كرئيس وزراء مكلف وان تكون صلاحيات رئيس الجمهورية محترمة ايضا. اعتقد انه من المهم ان تتألف حكومة لانه من غير الصحي في ظل الوضع الاقليمي والصعوبات الاقتصادية وضرورة حصول تعيينات، البقاء بلا حكومة. ولا يمكن القبول بسهولة بعدم وجود حكومة وليس علينا ان نقول كيف يكون شكلها وتركيبتها انما ما نتطلع اليه هو برنامجها والبيان الوزاري وما ستقوم به ابعد من ذلك من حيث التزامات لبنان الدولية. السيد ميقاتي ملتزم احترام ذلك. ما اود الاشارة اليه في ما خص موضوع التمديد لحاكم المصرف المركزي رياض سلامه انه يجب احترام صلاحيات المؤسسات على قاعدة فصل السلطات وان التمديد لسلامه الذي سيكرم الاسبوع المقبل في باريس، وهو احتفال ساحضره انا ايضا، يمكن ان يحصل إما بمرسوم جوال او باجتماع استثنائي للحكومة مع وجوب الحرص على الوضع الاقتصادي والاستقرار المالي.

في لبنان من الصعب الفصل بين عوامل التعقيد الداخلية وعوامل التعقيد الخارجية. ما اتمناه كصديق للبنان ومراقب ان يتولى اللبنانيون امورهم بأنفسهم. مهمة السيد ميقاتي لم تكن سهلة بعد فشل خيار حكومة وحدة وطنية او حكومة تكنوقراط فضلا عن مطالب من العماد عون من اجل تثبيت دوره من ضمن الاكثرية. لذلك فان التوفيق بين هذه الضغوط لم يكن سهلا. واعتقد ان يكون هناك حكومة افضل من عدمها، لأن لبنان في حاجة الى سلطة سياسية تتحمل مسؤولياتها. والاهم هو ضرورة اقامة حوار بين الافرقاء السياسيين ليس على موضوع الاستراتيجية الدفاعية فحسب بل حول كل المسائل الاساسية العالقة.

هناك تحرك فرنسي ناشط في موضوع المفاوضات في ظل عدم تفاؤل برد الفعل الاميركي والاسرائيلي.

- نقطة الانطلاق ان الامور لا يمكن احتمال ان تبقى على ما هي عليه. فاذا لم يحصل التحرك قبل ايلول المقبل ونلاقي الطلب الفلسطيني الراغب في الحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية من خلال اعادة اطلاق المفاوضات، فان الامور يمكن ان تكون كارثية. وقد انطلقنا مما اعلنه الرئيس الاميركي اخيرا للبناء عليه والتقى الوزير جوبيه الرئيس محمود عباس في روما وحصل على موافقتهم كما وافق السيد طوني بلير في حين ان الاسرائيليين قالوا انهم سيبحثون في الموضوع، فيما لم يعط الاميركيون اشارات سلبية وان كان لديهم اسئلة حول تراتبية المواضيع لكن لم يعارضوا. والفرص ليست كبيرة كما قال الوزير جوبيه لكن يجب البدء من مكان ما.

 

تفويت فرصة التأليف قبل 15 آذار رتب تكاليف إضافية

حكومة الأكثرية تواجه استحقاق ارتباطها باللحظة السورية

روزانا بومنصف/جارية لتأليف الحكومة والتي انطلقت علناً من "اللقاء الثماني" الذي عقد في مجلس النواب الاربعاء الماضي، بُعدها الجدي الا بعد زيارة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط والوزير غازي العريضي لدمشق ولقائهما الرئيس السوري بشار الاسد الذي استعجل اللبنانيين تأليف الحكومة. وعلى رغم ان هامش الشكوك في امكان ولادة الحكومة مطلع الاسبوع المقبل ظل كبيراً سواء لدى اوساط في قوى الاكثرية الجديدة نفسها كما لدى اوساط المعارضة الجديدة، فإن مصادر واسعة الاطلاع بدأت تتعامل مع هذا الاحتمال كافتراض جدي اقله في ضوء المعطيات التي ابرزتها تطورات الاسبوع الاخير داخليا وسوريا وحتى منتصف  الاسبوع المقبل.

فعلى المستوى الداخلي تقول هذه المصادر ان اي تطور باستثناء "الهجوم الى الامام" ما كان لينقذ قوى الاكثرية من استحقاق انفراط عقدها امام الضربة القوية التي منيت بها صورتها تحت وطأة "دعوة متعجلة ومتسرعة" وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة عامة لمجلس النواب، فاذا بها ترتد على فريق الحلفاء وتكشف عمق التباينات والتناقضات التي تراكمت في ما بينهم بفعل التأخر في تأليف الحكومة من جهة والغموض الذي يكتنف وضع هذا الفريق بازاء التطورات المتسارعة في سوريا من جهة اخرى باعتبار ان الاكثرية تتشكل واقعياً من حلفاء دمشق.

اما على المستوى السوري، فان المصادر رأت في الاطلالة المفاجئة للأسد على المشهد اللبناني وعلى نحو اثار الاستغراب، دلالةً على اشتداد حاجته الى رافعة معنوية توحي باستمرار امتلاكه اوراقاً خارجية تؤثر على معركته مع المجتمع الدولي، بمعزل عن نتائج هذه المحاولة وما اذا كانت ستأتي لمصلحته ام سترتد عليه بعواقب سلبية اضافية. ففي ظل ما يقرأه البعض في كلام بعض المتصلين بسوريا عن استدراج عروض من أجل النأي عن حكومة مواجهة في اتجاه حكومة أكثر اتساعاً من حيث التمثيل، فإن هذا الأمر لا يلغي الدفع بحكومة مواجهة تحت عنوان عدم قدرة دمشق على التهاون بما تملك من اوراق داعمة لها  كليا ومن دون اي مواربة  ويتعين عليها ان تستخدمها في الظروف الحالية الضاغطة، على ذمة ما رشح مبدئياً عن فحوى اللقاء الذي عقده جنبلاط في سوريا .

وتبني المصادر نفسها على هذين العاملين امكان الاقتراب جدياً أكثر من أي وقت مضى من تأليف الحكومة واصدار مراسيمها لتقول ان ذلك يفتح الباب واسعاً امام رزمة مختلفة وجديدة من الاستحقاقات التي ستواكب ولادة الحكومة المفترضة في موعد وشيك. ويأتي في مقدم هذه الاستحقاقات صوغ "هوية" سياسية للحكومة التي سترسم حولها دائرة كبيرة من الداخل والخارج من منطلق التوقيت المعتمد لولادتها، اذ ان الاندفاع لتأليفها بعد زيارة النائب جنبلاط لدمشق وبالقوى التي ستتشكل منها لن يفضي إلاّ الى عنوان واحد لها هو انها ولدت بدفع سوري في حين ستغيب كل العوامل الداخلية الاخرى عن حدث الولادة. وهو استحقاق ينطوي في رأي المصادر نفسها على محاذير هائلة ما كانت لتكون بهذا الحجم لو ان الحكومة امكن تأليفها قبل انفجار الازمة في سوريا في 15 آذار الماضي.

وتعتقد هذه المصادر في هذا السياق ان سوريا، كما الاكثرية الموالية لها في مجملها، ارتكبتا خطأ كبيرا في الحسابات آنذاك او انهما ارتبكتا على نحو كبير لأنهما فوتتا فرصة التأليف في تلك الحقبة، وبات على الاكثرية حصراً ان تواجه الثمن الذي ستتكبده خارجيا بصورة خاصة  من جراء ظهور حكومتها كأنها احدى وسائل المواجهة بين النظام السوري والمجتمع الدولي. ولذا تقول هذه المصادر ان تركيبة الحكومة لن تكون وحدها العامل الذي سيجري التركيز عليه لمعرفة كيف سيكون التعامل الدولي معها، بل ستتجه الانظار والاهتمامات فوراً الى مشروع الحكومة وبيانها الوزاري الذي سيرسم مبدئيا الاستحقاق الاقسى والاقوى امامها وخصوصاً "تجميع" تصورات ومشاريع متناقضة لقواها بإزاء الالتزامات الدولية للبنان وموضوع المحكمة الدولية ناهيك عن الخلفية الاهم المتمثلة بطبيعة مشروع الحكومة لتمرير المرحلة الانتقالية الأشد خطورة في موازاة الحدث السوري. وبمعنى اوضح ترى هذه المصادر انه سيتعين على الحكومة الجديدة ان تواجه كلفة طارئة اضافية لم تكن ماثلة بقوة على قواها في بداية حقبة التكليف وهي مدى قدرتها على ربط نفسها او التخفيف عن نفسها عبء اخذها ومعها لبنان بجريرة المواجهة المرشحة للتصعيد بين النظام السوري والمجتمع الدولي.

ومن هذا المنطلق، تلفت المصادر الواسعة الاطلاع الى ان الفرصة الممكنة المتاحة امام قوى الاكثرية لتحجيم كلفة هذا الاستحقاق تتمثل في عامل اساسي وحيد هو قدرتها على اقناع المجتمع الدولي باعطائها فرصة سماح معقولة للحد من امكان انعكاس التطورات العربية والاقليمية على لبنان واتباع سياسات فعلية تقلص الانطباع السائد انها حكومة اللون الواحد. وهذا الامر بدا ماثلا بقوة طوال الاشهر الاربعة الماضية في التناقضات بين قوى 8 آذار والقوى "الوسطية". ولولا ذلك لما سلمت قوى 8 آذار لحلفائها بالثلث زائداً واحداً في تركيبة الحكومة الموعودة. ولكن ذلك لن يكفي في اعتقاد المصادر ما لم تتبع مرونة بأوسع نطاق ممكن في اعلان برنامج الحكومة وبيانها الوزاري وفي سياستها المرتقبة لناحية تقليص الهواجس من "منحى انقلابي" للحكومة داخليا وخارجيا من شأنه جعل لبنان يدفع اثمانا باهظة لن يقوى على تحملها اذا اخذ بجريرة المواجهة بين سوريا والمجتمع الدولي.

ومع ان الوقت لا يزال باكراً نسبياً لاثارة هذا الاستحقاق في انتظار معرفة تركيبة الحكومة اولا، فان المصادر تقول ان ولادة الحكومة الاسبوع المقبل ستعيد لبنان بسرعة الى واجهة الاهتمامات الدولية ولو ان هذه تتركز الآن على بلدان الازمات والثورات المتفجرة. فالمجتمع الدولي سيركز أنظاره على الحكومة على الاقل من موقع نظرته الى ارتباط هذا الحدث بالازمة السورية وما اذا كانت الحكومة ستأتي في معادلة لعب الاوراق وتوظيفها ام انها ستكون حكومة لتمرير المرحلة الانتقالية بالحد الادنى الممكن من الخسائر والمضاعفات. وبذلك لن يكون تشكيل الحكومة سوى بداية لاختبار صعب ومحفوف بالمحاذير في انتظار معرفة ما اعدته او ستعده قوى الاكثرية من برامج وسياسات لمواجهة المرحلة المقبلة المفتوحة على شتى انواع التحديات في الداخل والخارج.

 

الضوء الأخضر لم يأتِ بعد؟

سمير منصور/النهار 

لا يكاد الرئيس نجيب ميقاتي يحل عقدة أو يذلل عقبة من تلك التي تعترض تشكيل حكومته حتى يواجه عراقيل أخرى "تفرّخ" أو تظهر فجأة بعد انحسار. وبات حاله يصح فيه القول المعروف: كلما داويت جرحاً سال جرح...

ومع دخول زمن تكليفه شهره الخامس، يثبت ميقاتي يوماً بعد يوم أنه صبور وطويل البال وقد "دوبل" على كثيرين من الرؤساء السابقين للحكومة ممن عرفوا بصبرهم الطويل. ولكن الى متى؟ الكل أصيب بالضجر. وبات حديث الحكومة يبعث على الملل، والشك يراود الجميع: هل صحيح أن العقبات داخلية فقط؟ كانت العقدة الأبرز عند رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون. وأخيراً تم حلها. وبدا عون على حق عندما كان يقول إن العقدة ليست عنده حصراً، فقد ثبت أن ثمة عقدتين أخريين على الأقل، الأولى تتعلق بتوزير فيصل عمر كرامي الذي يشكل إحراجاً لميقاتي مع حليفه في "التكتل الطرابلسي" النائب أحمد كرامي نسيب فيصل والذي قال أمس إنه الأولى بالتوزير في حال وجود وزير آخر من طرابلس غير الوزير محمد الصفدي. والثانية تتعلق بالوزير طلال ارسلان الذي يرفض المشاركة في الحكومة كوزير دولة ويريد إحدى الوزارات. العقدتان غير مستعصيتين على الحل، وإن تكن الأولى أكثر تعقيداً. فالرئيس عمر كرامي مقتنع بأن الرئيس ميقاتي قادر على حل مشكلة ابن عمه كرامي، وانه يستطيع الى ذلك سبيلاً إذا أراد. ويلفت قريبون من كرامي الى أن "ميقاتي هو مَن أتى بأحمد كرامي الى النيابة وفي استطاعته التصرف في التوزير كما يشاء". والرئيس كرامي الذي يرتاح في منزله في بيروت إثر وعكة صحية ألمت به أخيراً، يقول "إننا لم نطلب شيئاً" في إشارة الى أن "الحلفاء" في المعارضة السابقة هم من يطرحون توزير فيصل كممثل عما يعرف بـ"المعارضة السنيّة".

وفي الاجتماع الذي عقده الاربعاء الماضي مع فيصل كرامي، أبدى ميقاتي كل مودة تجاه ضيفه، وكل انفتاح على اللقاء حاضراً وفي المستقبل. وتحدث في الوقت نفسه عن "عقبات نحاول تذليلها"، في اشارة الى مراعاته لأحمد كرامي. ولم ينته الاجتماع، الثاني من نوعه بناء على طلب ميقاتي، الى نتيجة. فهل تحل عقدتا توزير كرامي وارسلان قريباً وتشكل الحكومة؟

كان لافتاً أمس أن أحد القريبين من الرئيس عمر كرامي، كرر ما قاله قبل نحو شهرين إن "الضوء الأخضر لم يأتِ بعد"... ويحدثونك عن عقد داخلية!

اذا كانت العقد داخلية فقط فيفترض أن تشكل الحكومة بعد تجاوز آخر العقبات، وإلا فإن الجميع دون استثناء ينتظرون الخارج، ولكلٍّ خارجُه!

وأياً تكن المؤثرات الخارجية، فإنها تصبح محدودة المفاعيل إذا عرف اللبنانيون ماذا يريدون، وإذا قرروا فعلاً تسهيل تشكيل حكومتهم!

 

سورية: مشكلة اللاجئين تُقلق تركيا وحملة الدبابات تشتد في جسر الشغور

باريس - رندة تقي الدين/الحياة

نيويورك، عمان، دمشق، أنطاليا، غوفيتشي (تركيا) - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - استمر تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا، خصوصاً من بلدة جسر الشغور، هرباً من عملية عسكرية بدأها الجيش السوري الجمعة، وارتفع عدد اللاجئين الى 4600 آوتهم السلطات التركية في مخيمات قرب الحدود السورية حيث تجمع مقابلهم آلاف آخرون مترددين بالدخول والتحول الى لاجئين، وسط قلق من تدفق عشرات الآلاف اذا استمرت الحملة العسكرية وتوسعت.

ومع دخول قوات من الجيش الى جسر الشغور ازداد تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا، التي سارعت الى جمعهم في مخيمات يُشرف عليها الدرك التركي ويتم نقل المصابين الى المستشفيات في محافظة هاتاي.

وأكد خالد شفيق، نائب وكيل وزارة الخارجية التركية، ان بلاده مستعدة لاستقبال المزيد من اللاجئين الذين تم ايواء معظمهم في مخيم في يايلاداغي. وبدأ الهلال الاحمر التركي بإقامة مخيمين آخرين في التينوزوي وبوينيوغون لإيواء آلاف اخرى يُنتظر وصولهم كما أعدت السلطات مستشفى ميدانياً في يايلاداغي لتقديم الإسعافات الاولية. وتمت تغطية سياجات المخيمات لمنع الصحافيين من التقاط صور لداخل المخيم الذي منع الصحافيون من دخوله.

وصعّد البيت الابيض لهجته تجاه سورية داعياً الى «وقف فوري للوحشية والعنف» ومحذراً من «نزاع مذهبي»، في حين حذرت دمشق الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان إقرار مشروع قرار اوروبي يدين سورية لن يؤدي الا الى تشجيع «المتطرفين والارهابيين» معتبرة القرار «تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية».

واستأنف أعضاء مجلس الأمن امس المداولات، التي فشلت حتى الآن في الاتفاق على طرح هذا المشروع على التصويت، مع استمرار روسيا والصين في رفض فكرة أي مناقشة للقضية في المجلس وتلويحهما باستخدام حق النقض لرفض القرار.

وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن لـ «الحياة» إن تركيا منخرطة في المداولات الدولية الجارية في شأن الأزمة «خصوصاً أنها أبدت انزعاجها وقلقها من تفاقم الأوضاع قرب حدودها وما يسببه من نزوح للمدنيين الى أراضيها». وشدد على أنها «أبدت إشارات قوية الى إمكان دعمها مشروع القرار الأوروبي في مجلس الأمن الدولي».

وأفاد ناشطون ان مروحيات حربية سورية اطلقت نيران مدافعها الرشاشة لتفريق الاحتجاجات أول من امس في معرة النعمان لكن السلطات السورية قالت ان «تنظيمات إرهابية مسلحة قامت (أول) أمس بأعداد كبيرة بمهاجمة مفرزة تابعة للقوى الأمنية في معرة النعمان ما تسبب بوقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف القوى الأمنية».

ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي ) عن شاهد عيان فر عبر الحدود الى تركيا السبت قوله ان القوات السورية استخدمت الدبابات في مهاجمة قرية قرب جسر الشغور وحولت بساتين الزيتون، بعدما قطعت اشجارها، وحقول القمح الى كرات نار.

ومن شأن استخدام الدبابات في مهاجمة القرية ان يمثل تصعيداً لمستوى العنف الذي تستخدمه القوات السورية في اخماد الاحتجاجات. وقال الشاهد انه جاء من قرية على بعد اربعة كلم من بلدة جسر الشغور وانه شاهد 40 دبابة تدخل قرية قريبة وقد احاط بها جنود يحملون البنادق.

وصعّد البيت الابيض لهجته تجاه سورية داعياً الى «وقف فوري للوحشية والعنف» وحذر من ان الرئيس الاسد يقود شعبه الى «طريق خطير» داعياً الشعب السوري الى المحافظة «على وحدته والعمل على تفادي النزاع المذهبي»، الأمر الذي يعكس قلقاً أميركياً من اندلاع حرب أهلية في سورية ويظهر محدودية الخيارات المتاحة لواشنطن.

وفي غضون ذلك، حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالة وجهها الى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان إقرار مشروع قرار اوروبي يدين سورية لقمعها المحتجين المناهضين للحكومة لن يؤدي الا الى تشجيع «المتطرفين والارهابيين» واعتبره «تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية لسورية ومحاولة لزعزعة استقرارها والتحكم في القرارات الحالية والمقبلة ومقدرات شعبها».

ويأتي هذا التحذير فيما يستأنف أعضاء مجلس الأمن المداولات التي فشلت حتى الآن في الاتفاق على طرح هذا المشروع على التصويت، إذ لا تزال روسيا والصين ولبنان تعارض مشروع القرار، فيما تبدي الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل تحفظات قوية عنه.

وأوضح أن تصاعد العنف في سورية وتدهور الوضع الأمني «يجعل تركيا شريكاً أساسياً في الهواجس وتالياً في التحرك لمعالجتها، وليس فقط العالم العربي». وعما إذا كانت تركيا تشكل بديلاً إقليمياً عن جامعة الدول العربية يمكن مجلس الأمن الاستناد الى دعمه للتدخل في الأزمة السورية قال الديبلوماسي إن تركيا «وإن لم تكن عضواً في مجلس الأمن إلا أنها دولة ذات وزن إقليمي كبير، ومتأثرة مباشرة بأحداث العنف في سورية».

على صعيد آخر، علم ان ممثلين من «هيئة الحوار الوطني» بدأوا اتصالاتهم مع عدد من الشخصيات السورية للبحث في موضوع مشاركتهم في اللقاء التشاوري الممهد لمؤتمر الحوار الوطني. وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» ان عملية اعداد مسودات القوانين، بينها قانون الاحزاب السياسية، ستسرع كي تعرض «ملامحها» على اللقاء.

وفي باريس قال مصدر فرنسي رفيع لـ «الحياة» ان رسالة وزير الخارجية السوري الى الامين العام للامم المتحدة، التي يطلب فيها مساعدة الامم المتحدة في مواجهة الارهاب والتطرف تندرج في النهج السوري الحالي للاظهار ان النظام معرض لهجوم ارهابي بايحاء من الخارج تحركه ايديولوجية اسلامية متطرفة وانهم قوة تقاوم مثل هذا الخطر على المنطقة.

وقال ان باريس لا تأخذ هذا الادعاء في الاعتبار «لأن في سورية تطلعات شعبية عميقة للاصلاح وانه من المؤسف ان النظام اكتفى باعلان نيات بالاصلاح التي لم تنفذ».

وقال المصدر ان باريس تعتقد ان النظام السوري سيحاول كسر الثورة وقمعها بالقوة وانه حتى الآن لم ينجح بل يواجه توسع ثورات المدن التي تزداد يومياً ما سيؤدي الى سقوط النظام.

 

حسن نصرالله والاصطفاف مع النظام ضد الشعب

خالد الدخيل */الحياة

حدد الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله، موقفَ الحزب من الانتفاضة الشعبية في سورية بما يؤكد الشائع في المنطقة، وهو أن الخاسر الأكبر في حال سقط النظام السوري هو «حزب الله» أولاً ثم إيران.

يُحسب للأمين العام أنه كان واضحاً ومباشراً في الاصطفاف إلى جانب النظام السوري، ولو أنه حاول تقديم ذلك على أنه وقوفٌ مع النظام والشعب معاً. ربما تكون عزلة النظام السوري في الداخل والخارج في هذه الأزمة، هي التي دفعت نصرالله إلى إعلان موقف مساند، متوِّجاً بذلك مواقف حلفاء سورية اللبنانيين (من سياسيين وصحافيين)، الذين تستعين بهم الفضائيات السورية هذه الأيام للدفاع عن النظام وتسويق فكرته عن المؤامرة التي تتعرض لها سورية.

وأعلن الأمين العام موقف الحزب في الخطاب الذي ألقاه اخيراً بمناسبة عيد التحرير. حدد نصرالله موقف الحزب في جملة نقاط، من أهمها: الحرص على أمن سورية واستقرارها وسلامتها، شعباً ونظاماً وجيشاً، ودعوة السوريين إلى الحفاظ على بلدهم، وعلى نظامهم المقاوم والممانع، وأن يعطوا المجال للقيادة السورية لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة. لاحظْ أن نصرالله يقرن في هذه النقاط «النظام» بـ «الشعب»، وأحياناً بـ «الجيش»، وهو لم يأتِ أبداً على ذكر النظام أو الشعب بمعزل عن الآخر، بما يوحي أن موقف الحزب من النظام لا يختلف عن موقفه من الشعب، هذا في حين أن الشعب هو الطرف المقابل للنظام في هذه الأزمة، وإلا لما كانت كذلك. وبما أن علاقة الحزب كانت ولا تزال حصراً مع النظام، فإن الإصرار على ذكر النظام إلى جانب الشعب هو نوع من التمويه على حقيقة موقف الحزب المتماهي مع موقف النظام.

وأكثر ما يُفصح عن موقف الحزب هي العناصر التي ساقها نصرالله، التي على أساسها تحدد هذا الموقف، منها أن سورية ضد مشروع الشرق الأوسط الجديد. يقول نصرالله: «أسقطت المقاومة في لبنان هذا المشروع من بوابته الشرقية، وتعود أميركا الآن لإعادته من بوابات أخرى». ولأن الحزب بارك الثورة في تونس ومصر وليبيا، فالمعنى الوحيد لإشارته هنا، هو أن انتفاضة السوريين هي تلك البوابات، وهو ما يقول به النظام.

عنصر آخر، وهو إن «القيادة السورية مقتنعة مع شعبها بلزوم الإصلاح ومحاربة الفساد»، ويضيف نصرالله بأنه «شخصياً مقتنع من نقاشات واستماع مباشر، بأن الرئيس السوري مؤمن بالإصلاح وجاد ومصمم، ومستعد أن يذهب في الإصلاح إلى خطوات كبيرة جداً، لكن بالهدوء، وبالتأني». وهنا أيضاً، يتبنى الحزب موقف النظام بحرفيته. وتجاهل الأمين العام سؤالاً مهماً: ما هو هذا الإصلاح تحديداً؟ وما هي حدوده؟

إن الإصلاح الحقيقي سيؤدي إلى تغيير النظام السياسي السوري، واستبداله في آخر المطاف بنظام لا يشبهه أبداً. والمقصود بالإصلاح الحقيقي هو ذاك الذي يؤدي إلى تعددية حزبية، وفصل واضح بين السلطات، وتداول سلمي للسلطة، وحماية قانونية لحرية الرأي والتعبير، وحق المشاركة السياسية للسوريين جميعاً من دون تمييز. هل الرئيس السوري على استعداد لتبني هذا الإصلاح؟ بل هناك من يتساءل: هل يملك بشار وحده حق الإجابة على هذا السؤال؟

منبع السؤال ليس سياق الحديث فقط، بل ما يتردد كثيراً بين المراقبين عن تركيبة الحكم، وتوازنات القوى داخله في أعقاب وفاة الرئيس حافظ الأسد وتوريث ابنه بشار من بعده.

الغريب في ما قاله نصرالله عن هذه المسألة تحديداً، أنه يَعرف عن الرئيس السوري وعن نواياه الإصلاحية، أكثر مما يعرف الشعب السوري. وإذا صح هذا، فإنه يؤكد تداخل المصالح بين الطرفين، وتماهي موقف الحزب في الأزمة الحالية مع مواقف النظام.

عنصر آخر، وهو تأكيد نصرالله أن «كل المؤشرات والمعطيات تؤكد أن غالبية الشعب السوري تؤيد النظام، وتؤمن بالرئيس بشار الأسد». ثم يتساءل: «طيب وين الشعب السوري لنأف (لِنقف) حدّو؟». ربما اعتمد في ذلك على ما يقوله السوريون عن الانتفاضة على الفضائية السورية، وهو يعرف أكثر من غيره بأن هذا المؤشر يفتقد للمصداقية، لأن عدم الاعتراف شبه المطلق بحرية التعبير هو السمة الفارقة للنظام السوري. إلى جانب ذلك، هو لم يذكر مؤشراً واحداً يؤيد ما ذهب إليه، والأرجح أنه اعتمد في قياسه على أن حجم التظاهرات في سورية أقل مما كان عليه في مصر، أو مما هو عليه في اليمن مثلاً. وهذه مقارنة مضلِّلة إذا لم تؤخذ بشموليتها، فأهم المعطيات هو تَواصُل التظاهرات، وازدياد حجمها ومساحتها الجغرافية باستمرار. ولهذا المعطى أهمية خاصة في الحالة السورية عن سواها، بحيث يمكن القول بأن متظاهراً واحداً في سورية يعادل ما لا يقل عن مئة متظاهر في مصر أو اليمن. كان المتظاهرون في مصر ينامون في ميدان التحرير، ولا يخشون الدبابات، أو قناصة الجيش، وكذلك الأمر في اليمن، وهو بلد قبائل يصل عدد الأسلحة التي في يد المواطنين فقط، إلى أكثر من 24 مليون قطعة من السلاح.

في سورية، الأمر على العكس من ذلك، فإمكانية قتل المتظاهر، إلى جانب معاقبة أقاربه، هي الأعلى في كل الدول العربية تقريباً، ما عدا ليبيا. ما يعني أن المتظاهر في سورية عندما يخرج من بيته فهو في واقع الأمر يُقْدِم على مخاطرة كبيرة، ويحمل كفنه معه. وتأتي الأرقام لتؤكد هذا الفارق. وفي أقل من ثلاثة أشهر سقط في انتفاضة سورية أكثر من ألف شهيد مدني، وأكثر من عشرة آلاف جريح، وأكثر من 11 ألف معتقل... وهي أرقام تفوق أرقام ضحايا الانتفاضات التونسية والمصرية واليمنية مجتمعة، مع ملاحظة أن الأخيرة تدخل شهرها الخامس. وعلى رغم ذلك، فالتظاهر مستمر، وترتفع وتيرته ويتسع نطاقه، وهذا مؤشر على شجاعة نادرة، وعلى الموقف الحقيقي للشعب من النظام.

ثم إذا كانت غالبية الشعب مع النظام، كما يرى نصرالله، فلماذا إذاً يلجأ هذا النظام إلى القتل والتنكيل بالمتظاهرين؟ ولماذا يمنع الإعلام العربي والغربي من تغطية ما يجري؟ بل لماذا يمنع حتى الإعلام السوري من هذه التغطية، مسدلاً بذلك ستاراً حديدياً على الأحداث؟ هل هذا سلوك نظام مطمئن إلى أن غالبية الشعب معه؟

ومن العناصر التي ساقها نصرالله، أن «إسقاط النظام في سورية مصلحة أميركية وإسرائيلية». هنا يعطي نصرالله نفسه حق التقرير بالنيابة عن الشعب السوري في ما هو من مصلحتهم وما هو مصلحة أميركية إسرائيلية، وهو بذلك يردد اسطوانة الخطاب السياسي الرسمي العربي، الذي بموجبه يَعرف النظامُ بالنيابة عن الناس أين تقع مصلحتهم.

الأسوأ أن نصرالله بهذا القول يستخدم أسلوب التخوين في حق مئات الآلاف من السوريين، الذين يضحّون بأغلى ما يملكون في سبيل حريتهم وكرامتهم، مكرِّساً بذلك معادلة النظام التي تقول: «إما أن أحكمكم أو أن أقتلكم، وأي خيار ثالث هو مؤامرة مدبرة في دوائر الاستخبارات الأجنبية».

أخيراً، كيف كان - في رأي نصرالله - إسقاطُ النظام في تونس وفي مصر، وقُرْبُ سقوطه في ليبيا واليمن، مصلحةً وطنية شعبية في كل واحدة من هذه الدول العربية، بينما هو في سورية مصلحة أميركية وإسرائيلية؟!!

يختتم نصرالله مداخلته بالقول: «إنه لا يجوز للبنان أن يطعن خاصرة سورية، أو أن ينساق مع أي مشاريع أميركية تستهدف سورية». وهذا موقف يتسم بالحكمة والالتزام بحسن الجوار، وهو موقف يجب الأخذ به فعلاً، لكن هذا الأمر ليس كما يبدو تماماً، لأن نصرالله باصطفافه، ومعه الحزب، إلى جانب النظام يكون قد طعن الشعب السوري في خاصرته.

لو كان نصرالله يعني فعلاً ما يقول، لكان الأجدر به أن يتخذ موقف حماس التي، حتى الآن على الأقل، تلتزم الصمت، وتعتبر أن ما يحصل في سوريا هو بين الشعب والنظام، وأنه لا يجب الدخول بينهما احتراماً للأخوّة ولمبدأ السيادة وتقرير المصير لكلا طرفي المعادلة السياسية في سورية.

«حزب الله» فعل عكسَ ذلك تماماً. لماذا اختار رجل المقاومة أن يقف مع النظام ضد الشعب؟ في هذا السؤال يكمن مأزق الثقافة السياسية العربية، لأنه يتضمن أن مفهوم المقاومة ضيق جداً، وأنه في حالة تناقض حادة مع مفهوم الحرية. لا يمكن اتهام نصرالله بأنه معني كثيراً أو قليلاً بالحرية، إلا من حيث أنها انعتاق من هيمنة الأجنبي. وعدا عن أن هذا مفهوم قاصر عفا عليه الزمن والتاريخ، إلا أنه خطير، لأنه يجيز ويبرر أن تفقد حريتك وكرامتك على يد «الدولة الوطنية».

عندما تمعن النظر في خطابات نصرالله، ستكتشف أنه ابن بار للمؤسسة الرسمية العربية. علاقاته الأساسية مع رؤساء الدول، ومقاومته تعتمد وجودياً على الأنظمة السياسية، وتحالفاته هي حصرياً مع الدول، وخطابه مصمم دائماً لمخاطبة الدول (مع أو ضد). آخر الأمثلة على ذلك خطابه الأخير عن المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي قدَّمه على أنه يشبه الأنبياء. ليس مفاجئاً، والحال هذه، أن جاء اصطفافه مع النظام ضد الشعب في سورية طبيعياً، ومن غير تكلف.

*كاتب وأكاديمي سعودي

 

الحكومة اللبنانية المقترحة

لاحظ س حداد

12حزيران 2011

التشكيلة المبدئية للحكومة العتيدة، كما نقلتها صحيفة اللواء بتاريخ 10/6، تبدو في معظمها حكومة أمر واقع أكثري لا تمت إلى لبنان بصلة إذ أن معظم من طُرِحَت أسماؤهم يشكلون جبهة مشاركة في الكيدية والانتقام وأقله المشاكسة.

ليس لأحد من اللبنانيين أن يعترض على أسماء وزراء أية حكومة تُشكّل لو أن هؤلاء سيخضون لِ قَسَم الولاء والانتماء للدولة والوطن لكن أن يُمَثِّل كلُّ وزيرٍ منهم تكتله أو فئته السياسية فهذا سيقود لبنان مجدداً إلى نقطة الصفر في السياسة اللبنانية كون أغلبية هؤلاء المُقْتَرحة أسماؤهم يعود ولاؤهم إلى مَنْ طرح أسماءهم للتوزير وهؤلاء ال مَنْ معروفٌ اتجاههم السياسي سلفاً..  

كيفما استجد التعديل في الأسماء فهؤلاء الوزراء، وقد اختَبر اللبنانيون عمل أكثرهم، ومهما كانت نواياهم طيبة، فلن يكن بإمكانهم التصرف بما يُمليه عليه الضمير الوطني الذي سيتعارض حتماً مع التوجُّه السياسي الحاد لمرجعياتهم التي في معظمها تكيل بمكيال الأغراب، عرب وأعاجم، أكثر منه بمكيال الدولة ولهذا ستتناقض نظرات الكثُر إلى الدولة مع ما تُوحيه لهم ضمائرهم وعند ذاك ستبدأ المناكفات بين كل فئة منهم والأخرى في أولوية ما يرغبون في تنفيذه، وتعود حليمة إلى عادتها القديمة ويغوص الشعب اللبناني مرةً جديدة في معميات الخلافات بين شتى الكتل والفئات ما يضطر الرئيس المكلف من تقديم استقالته إلى رئيس البلاد..

في نظرة إن أولى تلك المناكفات أنها ستكون في تحضير البيان الوزاري الذي هو عامل إنقسام كامل، سيما إذا أصر رئيس الحكومة على رفض إدخال لبنان في أتون السلاح الحزبإلهي أو المحكمة الدولية، حتى ولو تعمَّد رئيس الحكومة الهرب، بشكلٍ أو بآخر والإلتفاف حول هذه المواضيع بسبب خشيته التامة من شق العصف السني والمسيحي المعارض لهكذا إلتفاف فإن أصحاب الرأي الرافض لهكذا طرح في الأكثرية الجديدة المالكة سعيداً للقرار حالياً لن يكن بإمكانها القبول به قط وإلاّ فقدت كامل مصداقيتها في إدّعاء محاربة مطالب الأكثرية السابقة ( المعارضة الحالية ) وتهمة الإستئثار بالسلطة..

مع الإفتراض الجدلي أن التفاهم على البيان الوزاري حول هذا الإلتفاف والقبول به، فهو سيشكّل إدخالاً صريحاً للدولة اللبنانية في متاهات البند السابع لقرارت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي المتعلقة بسلاح حزب الله والمحكمة الدولية، تماماً كما لو كان هذا البيان قد تبنى صراحةً رفض تلك القرارات فتكون الحصيلة واحدة.. وهذا إذا حصل فهو يعني رضوخ الرئيس المكلّف ومعه رئيس البلاد لضغوطات الحزب الإلهي وباقي الفرق المكوّنة للأكثرية الجديدة وسيتطلّب من الرئيس المكلف ورئيس البلاد الرد الأسئلة التالية:

1) أين ذهب الحكم التوافقي الذي به تنادون بل أين هي الوسطية التي تدّعون؟

2) هل الطرف المسيحي أو الطرف المسلم يمثلان أغلبية المسيحيين أو المسلمين؟

3) هل تتحمّلان حقاً نتائج تأليف هكذا حكومة تشكّل الأقصى من الإستئثار بالسلطة والاستفزاز لمشاعر مشاعر الشعب اللبناني اللبناني؟ الأهم في هذه الأسئلة ،

4) هل تؤمنان فعلاً أن تحوُّل بعض الزعماء من الأغلبية السابقة، وتحديداً، وليد جنبلاط، حوَل الدروز الذين انتخبوه إلى كتلة بشرية دون رأي في قبضته؟

إذا كان الأمر كذلك... على الانتماء الوطني ألف سلام!

صحيح إن الحاجة ملحة للخروج من الأزمة المفتعلة، عن سابق تصوّر وتصميم، والمشاركين فيها يُنفّذون مخططاً بات مكشوفاً للرأي العام اللبناني، المقيم والمهجّر، لكن الرضوخ أمام هذا الإلحاح لا يعني قط الخروج عن ميثاقية العيش المشترك الذي رفعوا شعاره إثر استقالة وزراء الشيعة من حكومة السنيورة وتم تعطيل الدولة بكاملها تحت هذا الشعار.. فهذا الشعار بات اليوم، مع تشكيل هكذا حكومة، هو الانقضاض على مقدمة الدستور وتعطيل مفاعيل العيش المشترك بكامله إذ أن هكذا حكومة، في مُجملها، تشكل ضرباً قياسياً في الانتقاص من جذور العيش المشترك كونها لا تمثل فعلياً الطوائف المنوَّه عنها في مقدمة الدستور بل تختصر، في واقع الحال، كافة الطوائف لتكوّن طيفاً عقائديّاً سياسياً لا يمت إلى طوائف لبنان/ العيش المشترك بأي صلة.. وهنا يكمن الخطر الأكبر الذي، بالرغم من إدعاء بعض المهوسين بالسلطة ( تذكروا كلام عون في ويكيليكس الأخيرة )، سيُحول لبنان بأسره إلى دولة عقيدية ذات أهداف غير لبنانية..

إذا ما استقر الرأي على قبول هذا المنحى لإنجاز تشكيل الحكومة العتيدة، والإلتفاف حول نقاط الخلاف الكبرى المشار إليها بكل ما فيها من مخاطر مناهضة الأمم المتحدة ومجلس أمنه، فإن على المعارضة، التي ضحَّت بحقوقها الانتخابية من أجل إيجاد توافق لقيام الحكومة السابقة بضم المعارضة السابقة إليها رغم علمها المُسبق بنواياها التدميرية، سوف يتحتّم على هذه المعارضة، ومن باب الحرص على مصداقيتها وولائها للدولة، أن تعلن فوراً عن رفضها المطلق لهكذا حكومة بل والأكثر أن ترفض حضور جلسة منح الثقة قبل الإعلان عن بنود البيان الوزاري العتيد حتى لو اقتضى الأمر تقديم استقالات جماعية من مجلس النواب الحالي حيث يفقد صلاحيته في منح الثقة بفقدانه كامل تمثيل الشعب اللبناني..

وكما كان انسحاب وزراء المعارضة السابقة ومعهم الوزير، وديعة رئيس الجمهورية، سبباً لأخذ البلاد خارج الولاء الوطني كذلك على المعارضة الحالية استرجاع البلاد إلى داخل واحة الولاء والالإنتماء معاً.. ولن يستطع أي سياسي، مهما بلغ طغيانه وحنكته من قيادة الشعب اللبناني إلى استكمال تدمير النظام المعمول به منذ الاستقلال وإلى اليوم..  

على المعارضة الحالية إزاحة الترفُّع أو الاعتكاف عن القيام بالواجب الوطني الكبير للدفاع عن البلاد والاكتفاء بانتظار النتائج المعروفة سلفاً لممارسة ديمقراطية الرد والمماطلة بل عليها التصدي بكل قوة وصرامة على من يسوق البلاد إلى مهاوي التفكك المحتّم وإضطرار الشعب للإنخراط مجدداً في حربٍ أهلية تقضي على ما تبقّى له من عنفوان وطني لا زلنا نتمتع به إلى اليوم..

إن المسئولية الكبرى تقع اليوم على عاتق الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية معاً لمنع ما هو مبيّت للبلاد على أيدي مَن ما فتِءَ يناور للإستيلاء على السلطة وتغيير نظام البلاد.

إن أي نظان وفي أية دولة، يمكن تغييره من خلال أطرٍ دستورية يجري بحثها من قبل ذوي العلم والمعرفة وليس بفرض رأي واحد أحد مهما كان جبروته ومهما امتلك من قوة سلاح شرعي أو غير شرعي وليتعظ من لهم قدرة الاستيعاب لما يجري في البلاد العربية التي تحارب كافة أنواع الدكتاتوريات المسلحة!

للبحث صلة، صانك الله… لبنان  

 

استشهاد المجاهد منصور حاجيان من جرحى هجوم 8 نيسان نتيجة عدم تلقي العناية الطبية

تحذيرات المقاومة الايرانية لأمريكا والأمم المتحدة

لنقل منصور الى المستشفى الأمريكي أو اوربا كانت دون جدوى

بعد تحمله المعاناة والآلام المبرحة لأكثر من شهرين، استشهد المجاهد منصور حاجيان 52 عاماً  من جرحى الهجوم الاجرامي الذي شنته قوات المالكي على أشرف يوم 8 نيسان الماضي، (استشهد) صباح اليوم السبت 11 حزيران 2011 في مستشفى ببغداد وذلك نتيجة الحصار الطبي  التعسفي والجائر المفروض على أشرف والعراقيل التي وضعتها لجنة قمع أشرف في رئاسة الوزراء العراقية.

منصور حاجيان هو الشهيد السادس والثلاثون لأشرف والذي ناضل لمدة 26 عاماً في صفوف مجاهدي خلق وبشكل دؤوب ضد الفاشية الدينية الحاكمة في ايران. انه تعرض خلال الهجوم الهمجي للقوات العراقية على أشرف لاصابة بالرصاص في القفص الصدري وتعرضت رئته للتمزق مع نزف الدم الحاد.

وعند تعرضه يوم 8 نيسان الماضي لاصابة بالغة، تم نقله الى المستشفى المسمى بالعراق الجديد تحت سيطرة القوات العراقية حيث يعرف حقاً بمعتقل التعذيب للعراق الجديد وهناك وبسبب عدم وجود الطبيب المتخصص فتم تخييط محل اصابة الرصاص وبالتالي عرّضوا الجريح لتداعيات خطيرة ثم نقلوه الى بعقوبة ثم الى بغداد. الأطباء المتخصصون قالوا ان تخييط محل الرصاص تسبب في تشديد تدهور حالته الصحية. وفي يوم 27 نيسان وبينما لم يتم بعد فترة علاجه حسب نظر الطبيب المعالج ولم تستقر حالة الجريح بعد، فقامت القوات العراقية وبأمر من لجنة قمع أشرف باعادته الى أشرف.

وفي الوقت الذي كانت حالة الجريح متدهورة ، فان اللجنة المذكورة التي تتلقى أوامرها مباشرة من المالكي منعت نقله الى المستشفى. ثم وبعد مساعي كبيرة وتدخل مممثلي الأمم المتحدة فتم نقله وجريحين آخرين يوم 23 أيار الى اربيل ليتلقوا العلاج في مستشفى هناك الا أن السلطات المحلية وبعد ما استوقفهم حتى منتصف الليل في مدخل مدينة اربيل، لم يسمحوا بترقيدهم هناك. ولكن منصور الذي كان يعيش حالة حرجة بسبب خفق الرئة وربط انبوبة المصّ تم نقله وعلى مضض الى كركوك ليتم نقله الى مركز علاجي ولكن بسبب العراقيل التي وضعتها لجنة القمع، لم تتوفر امكانية ترقيدهم في مستشفيات المدينة وبالتالي وبعد مكثوهم لمدة 24 ساعة في العجلات، تم اعادتهم الى أشرف يوم 24 أيار.

وفي يوم 2 حزيران تم نقل منصور على مضض الى مستشفى ببغداد لم تتوفر فيه امكانات كافية للعلاج حيث استشهد صباح يوم السبت 11 حزيران بسبب انعدام الامكانيات الكافية والتأخيرات وحالات طويلة من التباطؤ في عملية علاجه.

ان المقاومة الايرانية حذرت طيلة الشهرين الماضيين مرات ومرات المسؤولين الأمريكيين والأمم المتحدة من تدهور حالة الجرحى منهم منصور حاجيان وأعلنت مرات عديدة أن غاية نظام الملالي والمالكي من هذه الاجراءات هي ممارسة الضغط على الجرحى والمرضى المجاهدين وقتلهم بالموت البطيء. وفي 22 نيسان دعت المقاومة الايرانية في بيانها برقم 76 الأمم المتحدة وأمريكا والاتحاد الاوربي الى اتخاذ ترتيبات لنقل الجرحى الذين حالتهم حرجة اما الى المستشفى الأمريكي أو مستشفى اربيل أو الى دول اوربية أو يتوفر لهم الوصول الحر الى الخدمات الطبية في العراق. وأكد البيان أن المقاومة الايرانية ستدفع جميع نفقات العلاج في كل الحالات المذكورة أعلاه.

كما أكدت المقاومة الايرانية في بيانها برقم 78 والصادر يوم 27 نيسان ان منصور حاجيان يعيش حالة حرجة بسبب تعرضه لاصابته بالرصاص في الرئة. كما دعا البيان رقم 100 الصادر في 10 أيار المنظمات والهيئات الدولية لاسيما الحكومة الأمريكية لانقاذ حياة 42 جريحاً يعيشون حالة حرجة منهم منصور حاجيان وأكد أن من مجمل 345 جريحاً تم نقل 93 فقط (قرابة 27 بالمئة) الى مستشفى بعقوبة العامة أو بغداد ثم تم اعادتهم الى أشرف بعلاج ناقص وتم نقل 7 منهم فقط الى مستشفى الجيش الأمريكي بالقرب من أشرف. وأضاف البيان أنه ورغم توصية وزير الدفاع الأمريكي بشأن الامدادات الطبية لجرحى أشرف (موقع البنتاغون 8 نيسان) فان القوات الأمريكية لم تتخذ أي اجراء جدي آخر لمعالجة الجرحى رغم مرور شهر على ذلك.

وبعد ذلك اليوم وبكل أسف تواصلت القيود اللاانسانية على أشرف مثلما كانت حيث يجعل الجرحى والمرضى عرضة لمزيد من احتمال فقدان حياتهم. وفي يوم 29 أيار توفي في مستشفى بعقوبة كاظم نعمت اللهي الذي كان يعاني من مرض في الكلى وذلك بسبب العراقيل المتعمدة التي وضعتها لجنة قمع أشرف.

ان المقاومة الايرانية اذ تؤكد أن الحكومة العراقية وشخص المالكي يتحملان المسؤولية عن استشهاد منصور حاجيان والجرحى الآخرين ووفاة المرضى واذ تذكر أن حرمان الجرحى والمرضى من الوصول الى الخدمات الطبية هو من الأمثلة البارزة لجريمة حرب والجريمة ضد الانسانية ويجب محاكمة المسؤولين عنها ومعاقبتهم، تدعو مرة أخرى السفارة والقوات الأمريكية ومسؤولي الأمم  المتحدة الى التدخل لرفع فوري للحصار الطبي عن أشرف وانقاذ الجرحى والمرضى وبالتحديد نقل الجرحى الذين حالتهم حرجة الى مستشفى القوات الأمريكية أو اوربا.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية- باريس

11 حزيران / يونيو