المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 11 حزيران/2011

رسالة بطرس الأولى/الفصل 3/1-7/نصائح للمتزوجين

وكذلك أنتن أيتها النساء، اخضعن لأزواجكن، حتى إذا كان فيهم من يرفضون الإيمان بكلام الله، استمالتهم سيرتكن من دون حاجة إلى الكلام،عندما يرون ما في سيرتكن من عفاف وتقوى.

لا تكن زينتكن خارجية بضفر الشعر والتحلي بالذهب والتأنق في الملابس، بل داخلية بما في باطن القلب من زينة نفس وديعة مطمئنة لا تفسد، وثمنها عند الله عظيم. كذلك كانت النساء القديسات المتكلات على الله يتزين فيما مضى خاضعات لأزواجهن، مثل سارة التي كانت تطيع إبراهيم وتدعوه سيدها. وأنتن الآن بناتها إن أحسنتن التصرف غير خائفات من شيء.

وأنتم، أيها الرجال، عيشوا مع نسائكم عارفين أن المرأة مخلوق أضعف منكم، وأكرموهن لأنهن شريكات لكم في ميراث نعمة الحياة، فلا يعيق صلواتكم شيء.

 

عناوين النشرة

*مئات آلاف السوريين ينتصرون للمدن المحاصرة في "جمعة العشائر": 28 قتلى وعشرات الجرحى بينهم أطفال وسط إصرار على إسقاط الأسد

*زعيم عشائري: مرتزقة "حزب الله" يقتلون السوريين

*ملتحون حليقو الرؤوس بلباس أسود من "الباسيج" يتولون قنص المدنيين وينشرون الرعب في الشوارع

*أردوغان: ماهر يقود ارتكاب "الفظاعات" وبشار يستخف بالواقع/نظام دمشق لا يتصرف بشكل إنساني مع المدنيين ولا يمكن لتركيا الاستمرار بدعمه

*"الوسطية" خدمة لـ"حزب الله" والأسد/النهار/علي حماده     

*لا لاستمرار التعتيم على جريمة اختطاف شبلي العيسمي/النهار/عمر عارف حماده     

*حلفاء النظام السوري في لبنان باتوا في حالة تراجع وسيتراجعون أكثر/النهار/إيلي الحاج      

*ثورتان ... وصحوة -موقع الكتائب

*سليمان عرض مع عبود التحضير لموسم السياحة ومع جمعية الاخوة اللبنانية-السودانية تفعيل التعاون

*المفتي قباني: آن الأوان لخروج الشعب الصابر مطالبا بالتغيير

*الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية جان حواط: اسلوب عون يعمم الاستياء

*نشرة أخبار موقع الكتائب ليوم الجمعة

*عقوبات أميركية على "الحرس" و"الباسيج" والشرطة الإيرانية

*غيتس يعتبر ان شرعية الاسد اصبحت موضع شك بعد قتل ابرياء 

*أردوغان: النظام السوري يرتكب فظاعات حيال المحتجين

*اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر تطالب بـ"اتاحة الوصول الفوري لمناطق العنف في سوريا" 

*قوات الأمن السورية تقتل متظاهرَين اثنين في مدينة بصرى الحرير

*شاهد عيان: قوات النظام السوري اقتحمت الحرم الجامعي في حلب واعتقلت طلاباً

*الوكالة الدولية للطاقة الذرية قررت رفع ملف سوريا النووي إلى مجلس الأمن 

*سليم الصايغ: المؤسف أن البعض ما زال يذهب إلى سوريا وكأن لا شيء تغيّر

*الأحرار": على القوى الإنقلابيّة إما إعلان فشل إنقلابها أو الإقرار باستحالة تحقيق أهدافه

*التفاصيل الكاملة لـ"الشبكة الثالثة" الخلوية...الحقيقة وراء "همروجة" نحاس: تنفيع قريبه الياس الهاشم  

*نحاس طار من "الاتصالات"... وغابي ليون خَلَفَاً له

*الأسد يكلف لحود لقاء حليف سعودي سرّاً في إحدى الدول الأوروبية

*وكيليكس/عون: لا خيار أمام نصرالله سوى الانصياع لأوامري وبعد السلام مع اسرائيل ستسقط مبررات حزب الله 

*سليمان للمعنيين: إنهوا التشكيلة من 28 إسماً وأنا أسقط عليها الإسمين المكملين 

*ميقاتي يرد على جعجع: ستكون الحكومة لكل اللبنانيين وليس لفريق دون آخر 

*أخبار المستقبل": محاكمة 15 سورياً دخلوا خلسةً إلى لبنان

*مروان حماده: الإحتكار هو في محاولة تشكيل حكومة من لون واحد وتقديس السلاح خارج الدولة 

*"الديار": عون غير راغب بتوزير أحد من كسروان وجبيل 

*علّوش : مبادرة جديدها ننتظرها من فخامة الرئيس وثورة الأرز العدوّ الأساسي لمن فقد راعيه بسببها!!  

*الخبير القانوني حسن الرفاعي: لا يصح عقد جلسة تشريعية في ظل حكومة ميتة

*ميشال فرعون: بعض النواب سلموا مفتاح تشكيل الحكومة للخارج

*كتلة التحرير والتنمية" النائب ياسين: كلام جعجع بالأمس رهان على سقوط النظام السوري

*نظام سوري فاقد الشرعية خارج التاريخ/د. عبدالعظيم محمود حنفي/السياسة

*1200 قتيل من المدنيين منذ رفع حالة الطوارئ

*موسى: لا موقف للجامعة العربية من موضوع لم يستشرها أحد بشأنه/مجلس الأمن يصوت خلال أيام على قرار يدين النظام السوري رغم معارضة روسيا

*الخليجيون يخشون إقفال مطار بيروت بسبب زعزعة الاستقرار/صيف غير واعد لقطاع السياحة في لبنان وتباطؤ في الاقتصاد نتيجة الشلل والفراغ

*شبح الحرب الأهلية يخيم على سورية والنظام يرتعب من فكرة "بنغازي جديدة"

*10لاف جندي و500 دبابة في مرحلة أولى لحسم الأوضاع على طول الشريط الحدودي مقابل ضمها إلى الاتحاد الأوروبي وإطلاق يدها في المنطقة/حميد غريافي/السياسة

*أيَّ سوريا نريد/سجعان القزي/موقع الكتائب

*مع استمرار أزمة التأليف والخلاف على عقد الجلسات/الجيش يحفظ الأمن وسلامة يحمي الليرة/النهار/اميل خوري     

*هل أُعطيت الكلمة لحكومة "صديقة" لدمشق؟ توازن الوسطيين رسالة إلى المجتمع الدولي/النهار/روزانا بومنصف     

*نهاية فترة السماح/نبيل بومنصف/النهار

*انتفاضة مخيم اليرموك/النهار/رندى حيدر     

*وليد جنبلاط/حازم الأمين/لبنان الآن

 

تفاصيل النشرة

 

الجيش هاجم جسر الشغور والأمن اقتحم الحرم الجامعي في حلب وقوات ماهر أرعبت أهل درعا والسلطات أزالت تمثال والده من حماه 

مئات آلاف السوريين ينتصرون للمدن المحاصرة في "جمعة العشائر": 28 قتلى وعشرات الجرحى بينهم أطفال وسط إصرار على إسقاط الأسد

 العشرات يرشقون صورة الأسد بالأحذية خلال تظاهرة في أنقرة

(أ.ف.ب)دمشق - وكالات: لم ينجح قمع العسكر والشبيحة والأمن والقناصة في إخافة مئات آلاف السوريين الذين خرجوا مجدداً, أمس, في "جمعة العشائر" إلى الشوارع في مختلف المناطق والمدن مطالبين بإسقاط النظام, ما يؤكد إصرارهم على المضي في طريق الحرية وتحدي آلة القمع التي حصدت 7 قتلى على الأقل وعشرات الجرحى. وأكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن ثلاثة مدنيين قتلوا في حي القابون بدمشق, كما قتل اثنان آخران في بصرى الحرير بمحافظة درعا جنوب سورية, وقتل سادس بمدينة اللاذقية الساحلية. وأفاد ناشط آخر في مجال حقوق الانسان, طالباً عدم الكشف عن اسمه, ان متظاهراً آخر قتل في السرمانية بمحافظة ادلب شمال غرب البلاد, وسط توقعات بارتفاع عدد القتلى في الساعات القليلة المقبلة.

درعا

وفي تفاصيل التظاهرات, ذكر شاهد العيان أبو عبدالله الحريري من مدينة بصرى الحرير أن "سيارة تابعة لقوات الأمن أطلقت النار على نحو ألف متظاهر ما أدى الى سقوط قتيلين هما عدنان اسماعيل الحريري وعبد المطلب محمد الحريري", مؤكداً أنه "لولا هروب الناس لوقعت مجزرة بسبب إطلاق النار بشكل عشوائي".

من جهته, أفاد التلفزيون الحكومي أن "مسلحين" فتحوا النار على عناصر من قوات الأمن في بصرى الحرير, ما أدى الى مقتل أحد هؤلاء بالاضافة الى مدني, إلا أن السكان ردوا على هذه الرواية مؤكدين أنه لم يقتل أحد من أفراد الشرطة وان المظاهرة كانت سلمية.

وكشف أحدهم أن "عدنان الحريري أكتع بترت يداه بعد أن صعقته الكهرباء", مؤكداً أن "المتظاهرين لم يكن معهم أسلحة, وأن النيران جاءت من سيارات الشرطة".

وفي مدينة ردعا أو ما يعرف بدرعا - البلد, أكد شهود عيان أن القوات السورية أطلقت النار على آلاف من المحتجين المطالبين بإسقاط النظام الذين تحدوا الوجود الأمني المكثف في المدينة, ما أسفر عن سقوط 8 جرحى على الأقل, اثنان منهم أصيبا بجروح خطيرة في الرأس والصدر.

وأكد الناشط السياسي عبدالله أبا زيد أن "عناصر من الفرقة الرابعة في الجيش التابعة لماهر الأسد (شقيق الرئيس السوري بشار الأسد) أطلقت النار على المتظاهرين الذين خرجوا في بلدات درعا, ما أدى إلى اصابة العشرات بجروح", مشيراً الى أن "درعا خرجت بجميع أهلها منتصرة لنفسها, وداعية الى فك الحصار عن مدينة جسر الشغور" بمحافظة ادلب في شمال البلاد قرب الحدود مع تركيا.

وأضاف ان "قوات الأمن تحاول ترويع الناس, وفي ظنها أنهم سيمتنعون عن التظاهر بسبب التهويل والقتل", مؤكداً أن "الحل الأمني لم يعد ينفع النظام بعد أن حسم الناس خيارهم بالحرية والكرامة".

ادلب

وفي محافظة إدلب التي تشهد أعمال عنف متواصلة منذ أيام عدة, بدأ الجيش عملية عسكرية في مدينة جسر الشغور بهدف "السيطرة على القرى المحيطة والقبض على العصابات المسلحة التي روعت السكان وقامت بقتل عناصر من القوات الامنية", وفقاً للرواية الرسمية التي تدحضها عشرات شهادات المواطنين الذين ينفون بشكل قاطع أي وجود مسلح في المدينة, ويعزون سقوط القتلى في صفوف الأمن إلى تمرد داخل الأجهزة القمعية.

وكان معظم السكان فروا, خلال الأيام الماضية, من هذه المدينة التي بدت "خالية" بعد عمليات تمشيط بدأت في الرابع من يونيو الجاري, ولجأ الآلاف منهم إلى تركيا.

وقال شاهد ان القوات العسكرية قصفت القرى المحيطة بجسر الشغور لدى تقدمها نحو المدينة, وان "الجنود أضرموا النار في حقول القمح بقرية الزيارة" التي تبعد خمسة عشر كلم جنوب شرق جسر الشغور.

وأضاف آخر يدعى أحمد العبد الله أن المروحيات العسكرية حلقت فوق المدينة, وأنه "تم إحضار عشرين ضابطاً من الجيش إلى بنش في إطار التعزيزات الأمنية التي يقوم بها الجيش, وذلك بعد أن خرج عشرة آلاف متظاهر يواجهون الدبابات بأغصان الزيتون".

من جهته, ذكر موقع "سيريا نيوز" الالكتروني ان قوات الجيش السوري طوقت مدينة اريحا في محافظة ادلب من جميع الجهات, واشتبكت مع "مجموعات مسلحة", من دون توافر معلومات عن أعداد القتلى والجرحى بسبب قطع الاتصالات.

150 ألفاً

وفي مدينة معرة النعمان التي تقع في المحافظة نفسها, ذكر العضو المستقيل من حزب "البعث" عبد المعين الإبراهيم أن "قوات الأمن أطلقت النار بشكل عشوائي على المتظاهرين في المدينة الذين يُقدَّرون بمئة وخمسين ألف متظاهر". وأضاف "إن الذين يطلقون النار يلبسون بزات عسكرية ولباساً لونه أخضر, والمتظاهرون خرجوا بعد صلاة الجمعة يحملون العلم السوري", مشيراً إلى أنه "لم يعرف عدد الشهداء بعد نتيجة إطلاق النار العشوائي".

حلب

وفي حلب القريبة من ادلب, خرجت تظاهرات في مناطق عدة من بينها صلاح الدين, فيما أكد شاهد عيان أن "قوات النظام اقتحمت الحرم الجامعي وقامت باعتقال بعض الطلاب على إثر خروج أكثر من ألف شاب مطالبين بإسقاط النظام", لافتاً إلى أن "مدينة حلب مسيطر عليها بشكل كامل من قبل قوات الأمن التي تمنع الناس من الخروج الى الشوارع".

آلاف الأكراد

وفي الشمال أيضاً, تظاهر أكثر من ثمانية آلاف شخص بعد صلاة الجمعة في ثلاث بلدات كردية, داعين الى الدفاع عن الحرية وحماية المدن التي يحاصرها الجيش.

وأوضح الناشط في مجال حقوق الانسان حسن برو ان أكثر من ثلاثة آلاف شخص تظاهروا في القامشلي التي تبعد 700 كلم شمال شرق دمشق, وهم يحملون الأعلام السورية, داعين إلى سقوط النظام, ومرددين شعارات دعم لجسر الشغور ودرعا. كما تظاهر أكثر من أربعة آلاف شخص في عامودا (20 كلم عن القامشلي), وأكثر من ألف في رأس العين مرددين شعار "بالدم, بالروح نفديك يا جسر الشغور". وفي دير الزور, خرجت مظاهرات كان لافتاً خلالها غياب أي انتشار أمني ومشاركة النساء للمرة الأولى.

تمثال حافظ الأسد

وفي حماه التي شهدت مجزرة الأسبوع الماضي, أكد شهود عيان أن أكثر من 7 آلاف شخص تظاهروا في وسط المدينة بعد صلاة الجمعة, رافعين شعارات تطالب بإسقاط النظام وترفض أي حوار معه. وأفاد أحدهم أن السلطات أزالت تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد من مكانه في مدخل المدينة ليل أول من أمس ولم يعرف المكان الذي نقل إليه.

دمشق وريفها

إلى ذلك, شهدت مناطق العاصمة دمشق وريفها تظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط النظام, سيما في حي الميدان ومساكن برزة وركن الدين والحجر الأسود, وفي المعضمية وداريا والكسوة والقابون وبرزة ودوما والتل. وأفاد شهود عيان عن سقوط جرحى بينهم أطفال خلال إطلاق قوات الأمن النار على احتجاج حاشد في بلدة عرطوز التابعة لمنطقة مدينة قطنا في ريف دمشق, كما فرقت القوى القمعية بالقوة تظاهرات أمام جامع الحسن في منطقة الميدان. وإضافة إلى اللاذقية وجبلة ومختلف المدن الساحلية, شهدت حمص تظاهرات حاشدة قابلتها قوات الأمن بإطلاق النار على المحتجين, حيث أفاد شهود عيان عن تحول المدينة إلى "ساحة حرب" حقيقية.

 

زعيم عشائري: مرتزقة "حزب الله" يقتلون السوريين

السياسة/قدم أحد زعماء عشائر البقارة في سورية الشيخ أحمد الخلف, في حديث إلى قناة "الجزيرة" الفضائية التعازي إلى "أبناء الشعب السوري بالذين يُقتَلُون منهم على أيدي النظام السوري ومرتزقة حزب الله الإيراني", مؤكداً أن "العشائر في سورية من عربية وكردية تأبى أن يبقى هذا النظام المجرم حاكماً في سورية, وآل الأسد هم أقلية مع مجموعة تابعة لهم, فيما أكثر من 70 في المئة من الشعب السوري هم مع الثورة". وشدد الخلف على "وحدة الشعب السوري بمختلف طوائفه", وقال: "إن العشائر السورية هي مع الثورة, وتؤيد التظاهر السلمي ولكن من حقنا حماية أهلنا في سورية, وهذا الحق يكفله القانون, والشرائع السماوية, خاصةً أن نظام الاسد يقوم بأعمال إجرام وسوف يحاسب على فعله هذا". وسأل الخلف: "لماذا لا يسمح النظام للإعلام العربي والأجنبي بالدخول الى سورية طالما أنه يقول إن من يتظاهرون في سورية هم أقلية? وهل محطة "سي ان ان" أو الصليب الاحمر الدولي سلفيون? فليسمحوا لهم بالتوجه الى الداخل السوري ليكشفوا عما يحصل هناك, وسوف يجدون ان الشعب كله مع الثورة, وأن ما يقوله اعلام النظام كذب".

 

لا يتكلمون العربية ويحملون أسلحة من طراز يجهله السوريون 

ملتحون حليقو الرؤوس بلباس أسود من "الباسيج" يتولون قنص المدنيين وينشرون الرعب في الشوارع

انطاكيا - ا ف ب: يؤكد عدد من الجرحى السوريين الذين لجأوا إلى تركيا لتلقي العلاج أنهم تعرضوا لنيران جنود ايرانيين يشاركون في قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وتعود الوقائع الى 20 مايو الماضي خلال "اسبوع الحرية" الذي واجهته قوات الامن بقمع شديد في مدينة ادلب شمال غرب سورية.

ويروي مصطفى (23 عاما) وهو بائع معادن اصيب بالرصاص في ساقه اليسرى وذراعه اليمني ويعالج في احد مستشفيات انطاكيا جنوب تركيا "كنا نتظاهر الجمعة لدى الخروج من المسجد ونهتف شعارات مثل "ليسقط النظام", فقطعت قوات الامن الطرق المؤدية الى المدينة وأطلقت النار علينا".

ويقول "كان هناك شرطيون باللباس المدني ولكن كان هناك أيضاً جنود ايرانيون", مضيفاً "رأيتهم بأم عيني وكنا طلبنا منهم في اليوم السابق عدم مهاجمتنا لكنهم لا يتكلمون العربية".

واوضح "كانوا ملتحين في حين ان اطلاق اللحى ممنوع في الجيش السوري", مشيراً إلى انهم يرتدون بزات سوداء غير معروفة في سورية.

وأعطى اكرم (17 عاما) الطالب الذي يعالج في مستشفى آخر من انطاكيا الوصف نفسه ل¯"رجال باللباس الاسود" أطلقوا النار على سكان قريته القريبة من ادلب.

وقال الطالب الذي اصيب برصاصة في ساقه اليسرى "كانوا قناصة تحديداً ولم يكونوا يتكلمون العربية. كما انهم كانوا يحملون أسلحة من طراز لا نعرفه".

وهو يرى ان هوية هؤلاء القناصة لا تترك مجالاً للشك "انهم ايرانيون من الباسيج" الميليشيا الاسلامية التابعة للحرس الثوري الذراع المسلحة للنظام الايراني الى جانب الجيش النظامي.

في المقابل, يبدو فيليت (23 عاما) القادم من قرية اخرى قريبة من لإدلب أكثر حذراً.

ويقول الطالب المصاب في ساقه اليمنى "لا يمكنني أن أجزم أنهم كانوا ايرانيين, لكن من المؤكد انهم لم يكونوا سوريين", كما اكد انهم لم يكونوا من "الشبيحة", المسلحين السوريين الذين يرتدي بعضهم ملابس سوداء, مضيفاً "هؤلاء نعرفهم جيدا".

والمهاجمون بحسب وصف الطالب "كانوا يرتدون بزات سوداء وينتعلون أحذية بيضاء وكانوا ملتحين وحليقي الرؤوس".

ويضيف "شاهدت سبعة او ثمانية منهم وأنا أنتشل الجرحى. هم الذين كانوا يطلقون النار مع الشرطيين باللباس المدني, فيما الجنود السوريون بقوا في الخلف", موضحاً "كانوا طويلي القامة جسيمين ويحملون بنادق قناصة". ومن الصعب التثبت من صحة هذه الاقوال إذ يحظر على الصحافيين التنقل في سورية.

 

تركيا تدرس إقامة منطقة عازلة لاستقبال مئات آلاف السوريين الهاربين من القمع 

أردوغان: ماهر يقود ارتكاب "الفظاعات" وبشار يستخف بالواقع

نظام دمشق لا يتصرف بشكل إنساني مع المدنيين ولا يمكن لتركيا الاستمرار بدعمه

أنقرة - وكالات: اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري بارتكاب "فظاعة" والتصرف بطريقة غير إنسانية مع المتظاهرين, مؤكداً أن هذه العمليات يقودها شقيق الرئيس ماهر الأسد فيما الرئيس بشار الأسد يستخف بما يجري على أرض الواقع رغم خطورته.

ونقلت وكالة أنباء الاناضول أمس عن اردوغان قوله في مقابلة تلفزيونية مساء اول من امس "تحدثت مع (الرئيس السوري بشار) الاسد قبل اربعة او خمسة ايام لكنهم (السوريون) يقللون من اهمية الوضع, وللأسف لا يتصرفون بشكل إنساني", مشيراً إلى أن كلام الأسد ينافي ما يجري على أرض الواقع, ويستخف بما يحدث على الأرض رغم خطورته.

ووصف الطريقة التي قتلت فيها قوات الأمن السورية نساء بأنها "فظاعة", مؤكداً أن ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد هو الذي يقود ارتكاب تلك الفظاعات والأعمال "الوحشية" ضد المتظاهرين.

وإذ جدد التأكيد على أن تركيا "لا يمكن أن تقبل بحماه أخرى" في إشارة إلى المجزرة التي راح ضحيتها الآلاف في الثمانينات, شدد أردوغان على أن قمع التظاهرات في سورية "غير مقبول", مؤكداً أنه في هذا الاطار لا يمكن لتركيا أن تدافع عن سورية.

وأضاف ان النظام في سورية "لا يتصرف بطريقة إنسانية, ومجلس الأمن الدولي يعمل الآن حول سورية, وفي ظل العنف, لا يمكننا الاستمرار في دعم سورية, فلدينا أقارب يقيمون هناك". وأكد أن الوضع في سورية يختلف عن الوضع في ليبيا بالنسبة لتركيا, وهي تكاد تكون مثل مسألة داخلية لها, "فلدينا حدود مع سورية تمتد ل¯800 - 900 كيلومتر", مكرراً أن تركيا ستبقي حدودها مفتوحة امام اللاجئين السوريين, لكنه تساءل "الى أين سيصل ذلك?"

وتعتبر تصريحات أردوغان تصعيداً في الموقف التركي المنتقد للنظام السوري, بعد أن كانت العلاقات قد تقاربت كثيراً بين الدولتين خلال السنوات الماضية, في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيداً لدعوة أنقرة الرئيس الأسد إلى الرحيل, خلال الأيام القليلة المقبلة, بعد انتهاء الانتخابات في تركيا غداً الأحد.

في موازاة ذلك, ذكرت صحيفة "حريت" التركية الصادرة أمس, أن أنقرة تدرس إمكانية إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سورية, لمواجهة تدفق مئات آلاف الهاربين من القمع.

وأوضحت أن "مسؤولي وزارة الخارجية قالوا ان من بين السيناريوهات التي نوقشت إنشاء منطقة عازلة إذا سعى مئات الآلاف للجوء إلى تركيا", لكن هذه الفكرة لا تبدو وشيكة.

من جهتها, ذكرت وكالة الأناضول أن عدد السوريين اللاجئين إلى تركيا هرباً من أعمال العنف ارتفع إلى 2792 شخصاً, يقبع العديد منهم في مخيمات في محافظة هاتاي جنوب تركيا.

وذكرت أن 495 وصلوا ليل أول من أمس واستقبلوا في مدينة كاربياز بمحافظة هاتاي (جنوب), مشيرة إلى أن من بين ال¯2792 لاجئاً هناك 51 أدخلوا المستشفيات.

وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين متين كوراباتير ان الهلال الاحمر التركي فتح مخيماً ثانياً للتعامل مع تدفق اللاجئين, وأن 2792 شخصا اجمالاً نزلوا في المخيمين.

وأضاف أن الهلال الاحمر يعمل على انشاء مخيم شمالي منطقة ألتينوزو في اقليم هاتاي يسع ألف خيمة يمكن أن تؤوي 5000 شخص.

ويفر معظم اللاجئين من مدينة جسر الشغور التي تبعد نحو اربعين كيلومترا عن الحدود التركية, حيث قامت قوات الامن السورية بعمليات تمشيط في الايام الاخيرة.

واعلن التلفزيون الرسمي ان الجيش بدأ امس عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور بمحافظة ادلب (300 كلم شمال دمشق), استجابة لما زعم أنه "نداء من الأهالي للسيطرة على القرى المحيطة والقبض على العصابات المسلحة التي روعت السكان وقامت بقتل عناصر من القوات الامنية".

وتخشى تركيا فوضى سياسية في سورية وتدفقا كثيفا للاجئين الى اراضيها وزعزعة الاستقرار على حدودها. وهناك اكراد يقيمون على جانبي الحدود واي وضع فوضوي في سورية يمكن ان يشجع متمردي حزب العمال الكردستاني على شن عمليات ضد القوات التركية.

 

"الوسطية" خدمة لـ"حزب الله" والأسد

النهار/علي حماده     

ليس ثمة شيء اسمه "وسطية" في لبنان. هذا مجرد مصطلح تلطى خلفه الرئيس نجيب ميقاتي سنوات عدة لكي يخفف من ارتباط اسمه بالرئيس السوري بشار الاسد. فقد كان "رجل بشار الاسد" في الحكومة الاولى التي ألفها. وآنذاك فهم ان الخروج عن المتفق عليه غير ممكن فأكمل مهمته من دون اخطاء كبيرة. لكنه كان الوحيد الذي قبل به النظام السوري رئيسا للحكومة بعد خروجه، وحاول ابقاءه في سدة الرئاسة الثالثة بعد انتخابات 2005 فلم يفلح في مواجهة الموجة الاستقلالية الهادرة، فجاء فؤاد السنيورة ممثلا اصيلا للحالة الاستقلالية في لبنان. في المرة الثانية، أتى ميقاتي كخيار اصيل لبشار الاسد ووافق عليه "حزب الله"، وسوّق له وليد جنبلاط باعتبار انه الوحيد الذي يمكن مقاتلة سعد الحريري به. كان ذلك في كانون الاول الفائت. انقلبت المعادلة فجاء نجيب ميقاتي "رجل بشار الاسد" مكلفا تشكيل حكومة الغلبة التي ضم اليها جنبلاط ومحمد الصفدي الذي اغري بالانتقال على قاعدة انه ما دام الحريري قويا فلن يرى رئاسة الحكومة. وقد توهم ميقاتي والمنتقلون معه الى صف "حزب الله" والنظام في سوريا ان الانتصار كامل، وان موازين القوى انقلبت الى غير رجعة. فجاهر البعض مثل جنبلاط بأنه صار جزءا اصيلا مما يسمى جبهة الممانعة والمقاومة من طهران الى دمشق، اما البعض الآخر مثل ميقاتي فتمسّك بمعسول الكلام الذي يتقنه، وحاذر استفزاز السنّة كمرشح فرضه الثنائي الشيعي والحليف في سوريا.

منذ اليوم الاول لاختيار نجيب ميقاتي، بدأ التحول الكبير في المحيط الاقليمي من مصر الى ليبيا واليمن ثم سوريا. واليوم تبدو الصورة قد تغيرت بشكل كامل. فالنظام في سوريا يسير بخطى ثابتة نحو بوابة الخروج محمولا بالدم المسفوك في سوريا، الامر الذي اسقط بشكل عملي احدى مرجعيتي ميقاتي اللتين جاءتا به رئيس وزراء مكلفا. اما "حزب الله" الملاحق عربيا ودوليا فأفضل ما يقوم به اليوم هو "خفض رأسه" في زمن سقوط الرؤوس الكبيرة حوله، والبحث عن صيغ توافقية مع القوى الحقيقية في البلد.

حكي كثيرا عن "وسطية" تجمع ميقاتي وعلاقته برئيس الجمهورية ميشال سليمان، ووليد جنبلاط ونبيه بري، وتحاول اصطياد بعض الرؤوس الكبيرة في 14 آذار. ولكن لكي تكون الامور واضحة، نقول ان الوسطية التي يحكى عنها اذا قامت فستكون غطاء للتحالف الذي اتى بنجيب ميقاتي. انها تغطية لسياسة بشار الاسد في لبنان، فلا ميقاتي خرج من تحت عباءة مرجعيته في دمشق، ولا بري صار مستقلا، ولا جنبلاط شرب حليب السباع الى درجة تحرره من "الدبق" الذي علق فيه. أما ميشال سليمان فأفضل مواقف له هو الانتظار لا الانضمام الى "جبهة" جديدة لن تدوم، وستذهب بها التحولات الكبيرة التي ستصيب الداخل السوري. فما بني على اساس ان بشار الاسد عاد الى لبنان سقط مع سقوط اول قطرة دم في سوريا، وانتهى مع غرق النظام في بحر من دماء ستودي به عاجلا ام آجلا. فقليلا من الحس السليم أيها السادة.

 

لا لاستمرار التعتيم على جريمة اختطاف شبلي العيسمي

النهار/عمر عارف حماده     

لم يعد مقبولاً استمرار التعتيم على خطف المناضل والمفكر القومي شبلي العيسمي، واختفائه خصوصا بعد انقضاء اسابيع عدة على هذه الحادثة، والمعروف من كانوا اعداء نهجه السياسي الذين من المحتمل ان يكونوا خلف اختفائه، مع الاشارة الى ان المناضل العيسمي متوقف عن النشاط السياسي منذ عام 1992، وهو اليوم على عتبة التسعين. وسبق ان نظام حافظ الاسد، حكم عليه وعلى مؤسس حزب البعث المناضل الراحل ميشال عفلق، بالاعدام، بعدما غادرا سوريا بسبب معارضتهما "الحركة التصحيحية" التي قام بها، واطاح خلالها الرئيس نور الدين الاتاسي. هذه الحركة اعتبرها عفلق والعيسمي منحرفة عن مبادئ حزب البعث وفكره، وسبق لابن شقيقة شبلي العيسمي الدكتور ايهاب زيد العيسمي ان تعرض للخطف في سوريا اكثر من مرة على يد المخابرات هناك منذ عام 2008، وانتقد نجل المناضل شبلي العيسمي القمع العنيف المفرط الذي تعرض له ابناء درعا على يد العناصر الامنية في تصريح له لاحدى الصحف الاردنية اواخر نيسان الماضي، ودعا النظام السوري الى تحقيق مطالب الشعب السوري بالاصلاح والافراج عن سجناء الرأي.

كان المناضل شبلي العيسمي وصل من الولايات المتحدة في 16 ايار لقضاء الصيفية كعادته منذ سنوات عدة في عاليه، حيث تقيم ابنته زوجة رجل الاعمال اللبناني رجا سعيد شرف الدين، وبعد خمسة ايام على وصوله، وبينما كان يتمشى مستعينا بعكازه قرب شقته المتواضعة في شارع الزهور في عاليه اختفى ولم يعثر له على اثر، وتردد ان البعض شاهد في تلك الاثناء سيارة غريبة تمر في هذا المكان، فيها عدد من الشباب يرتدون ملابس سوداء يجولون في تلك المنطقة.

وحتى اليوم لم تعلن اي جهة لبنانية او غير لبنانية عن اختطافه، ما يعطي انطباعاً على انه قد تكون خلف اختطافه اسباب سياسية وامنية، ويبدو ان الاوضاع السياسية المتوترة في سوريا الناتجة من انتفاضة الشعب السوري ضد النظام ذات علاقة باختفاء شبلي العيسمي، لان من عادة مخابرات هذا النظام القيام بمثل هذه العمليات اللاانسانية.

اننا نستغرب كل الاستغراب التعتيم والتجاهل الواضح من السلطات اللبنانية الذي احاط عملية اختطاف شخصية وطنية مناضلة بحجم شبلي العيسمي، ونجد انه يجب على كل الوطنيين والتقدميين في لبنان، والهيئات المهتمة بحماية حقوق الانسان، التحرك السريع للكشف عن ملابسات جريمة الاختطاف، مع الاشارة الى وضعه الصحي الدقيق الذي يهدد حياته بالخطر اذا استمر خطفه، واسره، خصوصا اذا كان على يد اجهزة مخابرات لانظمة قمعية عربية، حيث نعرف تاريخها الاجرامي في تعذيب من ينتقد ممارساتها السياسية الاستبدادية.

شبلي العيسمي هو من كبار مفكري حزب البعث، وشارك مشاركة فاعلة في تأسيس الحزب عام 1948 الى جانب ميشال عفلق، وشغل في سوريا خلال حكم الرئيس صلاح البيطار،  مناصب وزارية عدة آخرها نائب رئيس الجمهورية، وربطته علاقة مميزة بالقائد الراحل جمال عبد الناصر، وكان في الستينات احد مهندسي الوحدة بين مصر وسوريا، وهو من كبار المفكرين التقدميين القوميين العرب الذي اصدر 18 كتابا اهمها: في الثورة العربية – رسالة الامة العربية – العلمانية والدولة الدينية – توازن القومية والقطرية.

قاتل شبلي العيسمي دفاعا عن كل القضايا العربية المحقة وفي طليعتها القضية الفلسطينية، وكان ركناً من اركان حركة التحرر الوطني في المشرق العربي في فترة خمسينات وستينات القرن الماضي، وكان يجاهد بصمت يتميز بشفافيته وصدقيته وبروحية منفتحة على الحوار، بعيداً عن اي عصبية، ويدعو الى تحقيق الوحدة القومية بين الدول العربية على أسس علمانية تقدمية وديموقراطية والى بعث نهضة عربية شاملة تعيد الى امتنا دورها الرائد بين الامم.

ان اختطاف شبلي العيسمي من بين اهله ومعارفه واصدقائه من اهالي عاليه أثار الغضب بين سكان هذه المدينة التي تحتضن الجميع من عرب ولبنانيين بكل رحابة ومحبة، فانتفضوا متظاهرين الاسبوع الماضي استنكاراً لهذا العمل الجبان، الذي استهدف رمزاً وطنياً تاريخياً تفتخر عاليه في استقباله كل صيف، معتبرين ان اختطافه يمس بكرامتهم وتقاليدهم، وطالبوا السلطة بالتحرك الجدي والفاعل للكشف عمن هم خلف هذا الامر وملاحقتهم، وكل تقصير في ذلك تتحمل الدولة مسؤوليته.

1 – ان جريمة اختطاف شبلي العيسمي تعتبر مساً بالديموقراطية والحريات العامة التي تشكل ميزة النظام اللبناني... كذلك نطالب كلاً من فخامة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء المكلف، ورئيس مجلس النواب نبيه بري بتحمل مسؤوليتهم تجاه عملية اختطاف هذا الرمز الوطني التاريخي، واجراء الاتصالات اللازمة والسريعة وبخاصة مع النظام السوري لمعرفة ملابسات هذه الجريمة، لانه سبق ان قامت اجهزة مخابراته بعمليات خطف مشابهة للكثير من السوريين المعارضين لهذا النظام، ولكون هذا النظام يحمل الكثير من الضغينة لشبلي العيسمي وأسرته، لأنهم يعارضون سياسته التسلطية وممارساته المعادية للحريات العامة وابسط قواعد حقوق الانسان، ونحذر من اختطفوا شبلي العيسمي بانهم سيتحملون مسؤولية اي مس بحياة هذا المناضل الكبير، الذي امضى اكثر من خمسين سنة يدافع عن الامة العربية وكل قضاياها العادلة، وعن كرامة انساننا العربي وحريته، وواجه ما واجه من العذاب والتشرد والنفي والغدر ممن كانوا يدعون انهم يشاركونه عقيدته، ولاحقا طعنوه في الظهر، نأمل ان تتعاضد جهود كل الوطنيين الشرفاء للضغط من اجل ايلاء قضية اختطاف شبلي العيسمي الاهتمام اللازم، ومن اجل دفع السلطات السياسية والامنية وكل القوى السياسية الفاعلة الى التحرك الفعلي للكشف عن كل ملابسات هذه القضية التي تمس بكرامة كل لبناني محب للحرية وكرامة الانسان.

 

حلفاء النظام السوري في لبنان باتوا في حالة تراجع وسيتراجعون أكثر"

قراءة 14 آذارية للمرحلة الآتية: انتهى تدخل الدولة المجاورة !

النهار/إيلي الحاج      

"القيادة السورية منشغلة عن لبنان بحالها. للمرة الأولى منذ 40 عاماً تنشغل عنا. وأياً تكن نتائج الأحداث التي يشهدها البلد المجاور لن تكون هناك عودة إلى الوراء. نشهد اليوم بداية لنهاية محتومة قد تستغرق وقتاً، أول تجلياتها أن التدخل السوري في لبنان أصبح من الماضي. وحتى نحن نكاد لا نصدق، فكيف بخصومنا حلفاء النظام الحالي في دمشق؟ ولكن فلنكن منصفين وموضوعيين: لا نحن نعرف ما الذي يجب فعله في هذا الوضع المفاجئ، ولا هم يعرفون. نحن جميعاً في لبنان أشبه بروسي عجوز قيل له إن النظام الشيوعي انتهى. كل ما عاشه في حياته اختفى فجأة...".

كان القيادي في حركة 14 آذار يعرض لرفاقه في لقاء سياسي رؤيته لتطورات لبنان وسوريا متجاوزا بلا اكتراث كلاما كثيرا في الصحافة والصالونات على حكومة ميقاتية أو جلسة اشتراعية يستقتل من أجلها الرئيس نبيه بري. كان يقرأ في الحاضر ويستخلص عبرة:"حلفاء النظام السوري في لبنان باتوا في حالة تراجع، وسيتراجعون أكثر. فليكابروا ما شاؤوا، ففي النتيجة المعطيات تفرض نفسها. أما نحن فليس لنا أن نتباهى أو نتوهم انتصارات ونتصرف على أساسها. فما يحصل في سوريا يحصل من دوننا وليس لنا أي تأثير فيه. لا نحن نسقط النظام في دمشق ولا نحن نبقيه".

ينتقل القيادي إلى استنتاج للزمن الآتي: "في وقت ما سيكون علينا الدعوة إلى رؤية لحل، ليس اليوم بالطبع، لأن الطرف الآخر (8 آذار) لا يزال يرى الأمور من زاوية مناقضة ولا يزال يأمل في انقلاب للأوضاع أو معجزة. وحتى في أسوأ الأحوال، إذا توجهنا إليه بلهجة انتصار فسيرفض السماع ويرمي ما نعرضه عليه في سلة المهملات. وقد تراوده فكرة أن يحكم لبنان وحده متى تأكد اختفاء حليفه الإقليمي. بالطبع الفكرة هذه مجنونة وانتحارية والتجارب على مرّ التاريخ أثبتت استحالتها المطلقة. ولكن لا نغفل أننا نتحدث عن فريق أثبت في بعض المراحل افتقاده المنطق في التحليل والمنطق، علماً أن تعامله حتى اليوم مع القرار 1701 يوحي نضجاً في مكان ما.

 سيجيء وقت يطلب هو سماعنا. أعتذر عن المقارنات ولا أقصد التعميم، ولكن هل تلاحظون مثلي أن الردود على التحديات متشابهة عند الشيعة والعلويين: معنا السلاح نتفوق به، ومن يقدر علينا فليأخذنا بالقوة؟ هناك فئة أخرى عادت تقيم على قلق، هي المسيحيون. والدروز يقفون على هامش الصراع الكبير. أما السُنة ففي مرحلة اندفاع في كل العالم العربي، وفي الخلفية تركيا.

في لبنان لن تكون لنا أجوبة عن هواجس كل طائفة، بل جواب واحد لكل الطوائف: مشروع بناء الدولة الحديثة التي تحمي الجميع وتؤمن مصالحهم والحريات".

يشدّد القيادي على ترابط بين انتهاء مرحلة التدخل السوري في لبنان والدعوة إلى حل: "إذا قلت له (الآخر 8 آذار، تحديداً "حزب الله") تفضل إلى الحل فيجب أن يسبق ذلك تذكيره بالواقع. "انتهت"... "تفضل". أما بنود الحل فيجب أن ترتكز على مشروع بناء الدولة وتتعرض بدءاً لسلاح الحزب ليكون في كنف الدولة، كما تتضمن البنود مصالحة ومسامحة حقيقيتين، ولكن من غير تهرب من العدالة".

المشاركون في اللقاء وافقوا على مقاربة القيادي، وبعضهم لفت إلى احتمال مرور وقت طويل قبل جلاء الأمور في سوريا، في حين يعاني اللبنانيون ضياعاً وشبه عمى سياسي في ظل وضع اجتماعي ومعيشي صعب، مما يجعلهم يتخبطون ويذهبون في اتجاهات شتى. بعضهم يظن أن الحل عند الكنيسة، وهي على ما بدر منها حتى اليوم، سواء في لبنان وسوريا أو في مصر تواجه ظروفاً جديدة بأدوات قديمة. وبعضهم يكتفي بموقف التشكيك في الذات والشكوى إلى درجة ندب الإنجازات التي حققتها "ثورة الأرز"، لكأنها مهزومة، فيما منطقها ينتصر في العالم العربي القريب والبعيد. وتناول أحد الحضور وضع النائب الجنرال ميشال عون، وفي رأيه أنه لا يؤخذ في الحسبان عند التفكير في مبادرات حلول لأنه "محترف خسارات طوال تاريخه. راهن على الرئيس العراقي السابق عندما أصدر العالم بأكمله حكماً في حقه، ويراهن اليوم على القيادتين في سوريا وإيران في وقت يصدر العالم حكمه في حقهما".

أما البطريرك الماروني بشارة الراعي فلا يلجم سياسيو الفريق الـ 14 آذاري أنفسهم عن مقارنة مكبوتة، ظالمة ربما وقبل الأوان، بينه وبين سلفه الكاردينال نصرالله صفير الذي "كلمته كانت تهز البلد والجوار". ينتقد هؤلاء السياسيون فكرة رائدها الراعي، أن جمع كلمة القادة المسيحيين تحت خيمة بكركي يتيح للبطريرك الجديد تحقيق إنجازات للمسيحيين على المستوى الوطني. "هذا خطأ"، يقولون، فتحسين أوضاع المسيحيين يكون بالتركيز على الشراكة مع المسلمين، أي جوهر فكرة 14 آذار التي تلتقي مع فكرة الكنيسة التاريخية عن دولة لبنان المستقل. صفير كان أول مدركي هذا الواقع. بين فكرتي لبنان ونقيضه ولم يقف في الوسط والرمادي. رغم ذلك لا مفر من إقرار بأن البطريرك الراعي قوي ويتعاطى الشأن العام بذكاء. ليس من مصلحة أي فريق سياسي أن يعارضه حتى لو تعرض في هذه المرحلة للتحجيم تحت عصا بطريركية.

 

ثورتان ... وصحوة - محمد سلام

 محمد سلام/موقع الكتائب

ثورتان تشتعلان وهجا في سوريا، والعدو واحد: =ثورة الشعب السوري، بكل شرائحه وطوائفه، ضد نظام الأسد وكل أتباعه. =ثورة الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك قرب دمشق ضد نظام الأسد ممثلا بجبهة أحمد جبريل وفرع فلسطين التابع لمخابرات الأسد. وفي لبنان تنظم ما يسمى "حركة الجهاد الإسلامي" في مخيم البداوي يوم حداد على الشهداء الذين قتلهم العدو الإسرائيلي في الجولان. أما الشهداء الذين قتلهم أحمد جبريل وفرع فلسطين في مخيم اليرموك بسوريا، فدمهم يبدو أنه "حلال" من وجهة نظر حركة البغي الإيرانية، التي بايعت فقيه فارس وتمترست في مخيم البداوي الذي كان محطة عصابة شاكر العبسي الأولى قبل احتلالها مخيم نهر البارد، الذي حاول السيد حسن نصر الله حماية وجودها فيه بخطه الأحمر الشهير.

دبابات روسيا من طراز تي-82، التي لم تقاتل إسرائيل، يستخدمها شبيحة ماهر الأسد لقصف الشعب السوري. وطائرات السوخوي الروسية الصنع التي لم تقاتل إسرائيل يستخدمها شبيحة نظام الأسد لإحراق الحقول المحيطة ببلدة جسر الشغور. وفي لبنان تتنطح ألسنة العمالة والإستبداد لمهاجمة من يجرؤ على الدعوة إلى التضامن مع الشعب السوري.

صفوف طويلة من المواطنين السوريين العزّل تفر إلى تركيا التي تستضيف الوافدين، وفي لبنان نقفل حدودنا في وجه السوريين الهاربين من جحيم الأسد، ومن ينفذ منهم إلى أرضنا ... يُعتقل رسميا. في لبنان لولا مبادرة الرئيس الحريري، والمساعدات الفردية ومساهمة حزب الكتائب في وادي خالد لكان وضعنا مخزيا حيال الشعب السوري.

في سوريا تقصف المروحيات العسكرية الروسية الصنع الموضوعة بتصرف نظام الأسد المواطنين السوريين في جسر الشغور وغير جسر الشغور,

وفي لبنان ينصب الحرس الثوري الإيراني" ستة مدافع هاوتزر روسية الصنع من عيار 130 ملمترا في واد بين الهرمل وعكار، يوجه فوهاتها إلى عكار والضنية وبشري وإهدن وطرابلس والقلمون والبترون، ولا تجرؤ الدولة اللبنانية على إرسال قوة إلى المنطقة للسؤال، فقط للسؤال، عن سبب وجود قطع المدفعية هذه، من يشغلها، ومن يصدر الأمر لها ... بالقصف، على أي هدف، ومتى؟

قد يقول لنا عبقري ما أن هذه القطع المدفعية مخصصة للدفاع عن الأرض اللبنانية ضد إنزال إسرائيلي "محتمل". فهل يعني ذلك أن باراك سيرسل جيشه إلى عكار والضنية والمنية وبشري والقلمون وطرابلس كي ينطلق منها في هجوم على ما يسمى مقاومة ... في الهرمل. وهل هذه المسماة مقاومة تقتصر الخدمة في سلاح مدفعيتها على عناصر الحرس الثوري الإيراني؟ هل يعني ذلك أن هذه المسماة مقاومة احتلت بيروت كي تواجه من أزقتها إنزالا إسرائيليا كما تزعم؟ في سوريا تقتحم عناصر شبيحة ماهر الأسد البلدات والقرى والمدن السورية، ومن ينتقدها في لبنان يتهم بأنه عميل لإسرائيل. وفي لبنان، في عكار تحديدا، تسيّر وحدات الأسد الخاصة دوريات ليلية في الأراضي اللبنانية بمعرفة كل من يجب أن يعلم، ولا أحد يتحرك للسؤال عن سبب دخول هذه القوات إلى أرضنا ودوسها على ترابنا الوطني ... وعلى كرامتنا الوطنية. في سوريا لا يستطيع، أو لا يرغب، الرئيس الأسد في تنفيذ برنامج إصلاحي مزعوم وعد به. وفي لبنان، ما زال هناك من يزور الأسد إياه لسؤاله عن كيفية تأليف حكومة لبنانية. في سوريا يتظاهر المواطنون العلويون في "القرداحة" ضد نظام الأسد.

وفي لبنان هناك عملاء يتهمون من يؤيد الشعب السوري بأنه "سلفي و إرهابي ومتطرف وإسلامي". في لبنان كاتب مسيحي، أرثوذوكسي من الكورة، يذكر في إحدى فقراته اسم بلال مؤذن الإسلام الأول وأحد صحابة نبي الإسلام، فيتهمونه أيضا بأنه "سلفي" مع أنه من عائلة تنتمي تاريخيا إلى فكر أنطون سعادة والحزب السوري القومي الاجتماعي، وترفض أن تكون "حردانة-مخابراتية-أسدية".

في سوريا يقتل شبيحة الأسد الأطفال ... ويخصونهم كي لا يتحولوا رجالا. وفي لبنان يتجرأ المجرمون على الدفاع عما يسمى برأيهم "إقتصاص من الخونة". ثورتان اشتعلتا في سوريا.

في لبنان قامت ثورة واحدة: ثورة الوعي الوطني في مواجهة جحافل التبعية تحت أي مسمى. أفضل ما في لبنان هو أن المسيحي-الأرثوذوكي-السوري-القومي-الاجتماعي صار سلفيا بنظر غلمان الممانعة. هذه ليست تهمة. هذا شرف يجسد ما لا يفهم فيه عملاء الاستبداد والفساد. هذه اسمها صحوة وطنية لبنانية.

 

سليمان عرض مع عبود التحضير لموسم السياحة ومع جمعية الاخوة اللبنانية-السودانية تفعيل التعاون

 وطنية - 10/6/2011 - اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم من وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال فادي عبود على الخطوات التي اتخذتها الوزارة على ابواب موسم السياحة والاصطياف، وعرض معه التطورات على الساحة السياسية الداخلية.

واستقبل الرئيس سليمان وفد جمعية الاخوة اللبنانية - السودانية برئاسة الوزير السابق الياس حنا الذي اطلعه على نتائج زيارة وفد من الجمعية للسودان والاتصالات التي أجراها مع المعنيين هناك من أجل تفعيل التعاون الثنائي في شتى المجالات، ولا سيما منها الاستثمارية والاقتصادية، ودور اللبنانيين في نهضة السودان على هذا الصعيد.

 

قباني: آن الأوان لخروج الشعب الصابر مطالبا بالتغيير

وطنية - 10/6/2011 القى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني خطبة الجمعة في مسجد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين، في وسط بيروت. وشارك في الصلاة رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجفي ورئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة وسفير العراق عمر البرزنجي والنائبان نهاد المشنوق وعمار حوري وحشد من الشخصيات.

وجاء في خطبة المفتي قباني الاتي: "الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض، وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، ويعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، ونورا للسالكين، وضياء للعارفين، وهدى وبشرى للمؤمنين، صلى الله تعالى عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه وعمل بشريعته إلى يوم الدين، أما بعد عباد الله: فقد روى الإمام مسلم في صحيحه (عن) أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (عن) رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء"، نعم، لقد بدأ الإسلام جديدا وغريبا بين أقوام لا يؤمنون، وأقوام يصدون عنه، وأقوام يحادون الله ورسوله، ويؤذون كل من آمن بهذا الدين".

واضاف: "نعم، لقد بدأ الإسلام بين شباب ورجال من القبائل، اعتنقوا دين الله، وآمنوا به، وخالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، فرضوا بكل ما يصيبهم في سبيله من ضرر وأذى، ثم أراد الله لهذا الدين أن يقوى وينتشر، حتى عمت رسالته الآفاق، وأظهره الله على الدين كله، وجاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجا، وأصبح الإسلام أمة تفرد جناحيها على أقطار الأرض فتعمها. وقد أخبرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أن الإسلام، هذا الدين الذي قوي وانتشر، وعمت رسالته الآفاق، ستصيبه وتصيب أهله غربة جديدة مع تطاول الزمان، وسيصبح أهله غرباء من جديد، بين أقوام لا يبالون بالدين وأحكامه، ولقد مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فطوبى للغرباء"، أي طوبى لهؤلاء المتمسكين بدينهم بين من لا يكترثون بالدين وتربيته وأخلاقه وأحكامه، وطوبى هي البشارة، والفرحة، والغبطة التي تنتهي بالمؤمن المتمسك بدينه إلى الجنة، وبهذه البشارة تصبح غربة الإسلام والمسلم هي مناط قوة له، وليست مثار خوف وضعف، وإن كانت غربته هذه هي محاولة استضعاف له، وهو في غربته قوي بالله، يعيش حياته ورسالته بشجاعة ومحبة ورحمة، وغايته هداية المتخلفين، وانتشال الغارقين في الوحل والطين، وهو في غربته لا يستوحش من أحد، بل هو آنس ما يكون في حاله مع الله، إذا استوحش الناس لا يستوحش، وإذا خافوا لا يخاف، وإذا يئسوا لا ييأس، وهو لا يجزع من مصائب الدنيا على أنواعها إذا جزعوا، لا ينافسهم في عزها إذا تنافسوا، فعزته بالله ومع الله، للناس حال وله حال، الناس منه في راحة، وهو من نفسه في تعب، فيقينه بالله عظيم، والمؤمن الصادق حق الصدق إذا كان مع الله فلا يضيره أن لا يكون الناس معه، فوليه الله ورسوله وصالح المؤمنين، وإن عاداه أكثر الناس وجافوه، فأنسه بالله ينسيه أذى الناس، ولقلة هؤلاء الناس في الناس، ولصدقهم حق الصدق مع الله كانوا غرباء بين الناس، الناس مشغولون بدنياهم، وهم مشغولون بدينهم، وبتزكية نفوسهم كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: "ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها" (الشمس/7-10)، الناس مشغولون بالفرار إلى الخلق، وهم مشغولون بالفرار إلى الحق، كما قال نبي الله نوح عليه السلام لقومه: "ففروا الى الله إني لكم منه نذير ومبين" (الذاريات/50)".

ورأى "ان أهل الإسلام في الناس عامة غرباء، والمؤمنون المتقون في أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم والمعرفة بالله في المؤمنين غرباء، والصابرون منهم على أذى الناس أشدهم غربة بين الناس، وكما قال الله تعالى عنهم في القرآن الكريم: "هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون" (آل عمران/163). ومثل الغرباء من أهل الله أيها الإخوة، مثل كل أنبياء الله، الذين بعثهم الله تعالى هادين للناس، أما كان سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام غريبا في قريش وفي قبائل العرب؟ وكذلك كان هود في عاد؟ وصالح في ثمود؟ ونوح في قومه؟ وكذلك كان المسيح عيسى عليه السلام في بني إسرائيل؟ ألم يكن المسيح عليه السلام غريبا في بني إسرائيل؟

ألا وإن نبي الله موسى عليه السلام كان غريبا في قومه من بني إسرائيل، حين خرج فارا من فرعون وجنوده، وانتهى إلى مدين بلدة نبي الله شعيب عليه السلام، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم حكاية لحاله: "وجاء رجل من اقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن الملاْ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين (20) فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين (21) (القصص/21,20) ولذلك لما وصل موسى عليه السلام إلى مدين والتقى بنبي الله شعيب عليه السلام قال الله تعالى حكاية عنه في القرآن الكريم: "فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين (25) (القصص/25) وموسى عليه السلام كان في تلك الحال وحيدا غريبا خائفا جائعا، فناجى ربه وقال: يا رب، وحيد، مريض، غريب، فنودي في سره من الله: "أن يا موسى، الوحيد من ليس له مثلي أنيس، والمريض من ليس له مثلي طبيب، والغريب من ليس بيني وبينه معاملة".

واضاف المفتي قباني "والغرباء في هذا الزمان أيها الإخوة، هم المؤمنون حقا، منهم من نال الشهادة ومنهم من ينتظر، منهم من هو مهاجر ومنهم من هو في الأسر في سجون الظالمين، منهم من يجاهد في بيته وأهله ومجتمعه، ومنهم من يرابط في الثغور، ومنهم من يصلح أمر الناس، وقد أخبر الله في القرآن الكريم عن مؤمن آل فرعون لما نصح قومه المعرضين عن الإيمان، فقال تبارك وتعالى: "وقال الذي آمن ياقوم اتبعون اهدكم سبيل الرشاد (38) يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار (39) (غافر 38-39)، وروى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه قال: "أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وعد نفسك من أهل القبور"، وكان ابن عمر يقول: "إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك، ومن شبابك لهرمك، ومن حياتك لموتك"، وقد جاء أن للاسلام إيها الإخوة، دولة قبل قيام الساعة، وأن الله ناصر دينه مهما صار أهله غرباء بين الناس، فقال في القرآن الكريم وقوله الحق: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا (28) (الفتح 28).

وتابع: "هذه كلها أيها الإخوة، أوصاف ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم توصيفا ومدحا لهؤلاء الغرباء بدينهم وتقواهم: فطوبى للغرباء، لأن دين الله عندهم أغلى من الدنيا وما فيها، طوبى للغرباء، لأنهم يدعون الناس إلى عبادة الله وحده دون سواه، طوبى للغرباء، لأنهم الصالحون المصلحون، وهم العاملون المعلمون، طوبى للغرباء، لأنهم التوابون المتطهرون، والله يحب التوابين، ويحب المتطهرين، طوبى للغرباء، لأنهم الصوامون القوامون لله حنفاء، طوبى للغرباء، لأن حياتهم ومماتهم لله رب العالمين، كما علم الله كل واحد فقال في القرآن الكريم: "قل إني صلاتي ونسكي ومحياى ومماتي لله رب العالمين (162) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين (163) (الانعام 162 - 163). طوبى للغرباء، لأنهم يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، طوبى للغرباء، لأنهم يشعرون بآلام الناس وآمالهم، ويكونون في خدمتهم، طوبى للغرباء، لأنهم يصلحون إذا فسد الناس، طوبى للغرباء، لأنهم ينقادون للحق، ولا تستضعفهم أهواء الخلق، طوبى للغرباء، لأنهم مرابطون على الثغور، وهم لها بالله حافظون".

وقال المفتي قباني "أيها الإخوة المؤمنون، أيها اللبنانيون: الغربة لم تعد غربة الدين فقط، والغربة لم تعد تقتصر على مغادرة الوطن والبعد عن الأهل والولد، الغربة يا سادة، ليست دائما هي غربة المكان والزمان، فقد نكون بين أهلنا وأولادنا وأحبابنا وتحتوينا أوطاننا، لكننا نبقى غرباء، وغربة اللبناني اليوم، لم تعد تقتصر على كونه يسعى على رزق في بلدان الاغتراب خارج الوطن، أو طلبا للأمن والأمان، فكم من لبناني يعيش اليوم في وطنه وفي منزله وهو أشد غربة من الغريب؟ لبنان اليوم في غربة، واللبنانيون أيضا في غربة، لبنان وطن جعلناه بأيدينا في مهب الريح، تتقاذفه انقسامات الداخل، على وقع أحداث أمنية متنقلة منذ سنوات طوال، كما تتقاذفه انقسامات الخارج على وقع أوضاع إقليمية تتراوح بين التأزم والتفجير والتغيير، ولبنان متوكئ على صاعق يصعب تفكيك عناصره المتداخلة إلى حد الاستحالة على التفكيك، حتى وصل لبنان الدولة في هذه الأوضاع والمتغيرات، بدلا من التماسك، وصل إلى حافة الخطر الأكبر، وهو ينزلق رويدا رويدا نحو الهاوية، أما وجوده السياسي ففي غرفة العناية الفائقة يحتضر، ونخشى أن تنزع آلات الإنعاش عنه فيفارق الحياة".

وأكد "الشعب اللبناني يئن كل يوم من الحاجة والفقر والبطالة والكساد، بل وحتى الإفلاس، وقد آن الأوان كي يخرج الشعب الصابر مطالبا بالتغيير، وعلى عقلاء اللبنانيين وليس سياسيوهم فقط، أن يفكروا مليا ماذا يصنعون قبل فوات الأوان، مع تجديد الالتزام بالطائف لا الخروج عليه فهو الأساس، والمشكلة في لبنان لا تكمن في المعارضة ولا في الموالاة، ولا بمزايدة الأفرقاء أنفسهم على بعضهم في حب الوطن، ولا المشكلة تكمن في النصوص، إنما المشكلة الحقيقية في لبنان تكمن في السلوك السياسي، لاسيما حين يصبح العقد الاجتماعي في الوطن موضع خلاف، فطبيعة النظام اللبناني الذي لا خلاف عليه، يجب أن تعكس قواعد العيش المشترك بين مختلف أبناء الوطن، وتقوقنها في دساتير وقوانين أساسية، ترعى ديمومة وسلامة الواقعين السياسي والاجتماعي، خاصة في مثل الظروف التي تواجه الدولة في لبنان اليوم، وهي لا تستطيع في حدها الأدنى اليوم أن تقوم, ولذلك فالمطلوب اليوم هو إجماع لبناني، على

عدم النزاع في مؤسسات الدولة تحت أي عنوان كان، الأمر الذي يخل بسلامة الواقع السياسي والاجتماعي للشعب في البلاد، ولذلك فإن المطلوب من المواطن اللبناني، أن يرفض التفريط في حق من حقوقه الأساسية المضيعة اليوم، والضرورية للعيش بكرامة وكفاية وأمان، بسبب نزاعات تنشأ هنا وهناك، أو تحت ذريعة الخلافات السياسية التي يسقط ضحيتها الوطن".

ورأى "ان المطلوب اليوم هو إجماع لبناني على المحافظة على الوطن، وعلى ومصالحه الأساسية العليا، وعلى الدولة ومصالح الشعب، وأن يعنى كل مواطن بالمحافظة على سلامة وحرية وخصوصية الآخر من أبناء وطنه، المطلوب اليوم هو إجماع لبناني على ثابت وحيد في وجدان وضمير كل لبناني، وهذا الثابت هو لبنان الوطن ولبنان الدولة، ولبنان الشعب، وعدم تضييع هذا الوطن وهذه الدولة وهذا الشعب، والمطلوب أيضا منع الصراع على الوطن، وإلا هلك الوطن وهلكت الدولة وهلك الشعب، ومتى تكرس هذا الثابت في النفوس، انبثقت عنه صيغ الحكم وصيغ التعاطي التي تحفظ المشاركة للجميع، بالتكافؤ وبالتساوي وبشكل يتكامل معه الوطن، لتقوم دولة ترعى جميع أبنائها، تحفظ عليهم أرضهم وأرزاقهم ومستقبل أبنائهم، لا دولة نتصارع عليها ليحذف كل واحد الآخر منها، أو يفرض نفسه عليها وعليه".

وتوجه الى اللبنانيين فقال: "أنتم أيها اللبنانيون جميعا، تتشاركون تاريخا مجيدا مشرفا، هو تاريخ هذا الوطن، منذ الإستقلال وحتى بناء الدولة، وأنتم اليوم مدعوون أيضا للمشاركة في مستقبل واحد زاهر ومشرف للجميع، فلبنان ليس دارا بناها الآباء ليتقاسمها الأبناء، بل هو دار بناها الآباء بدمائهم ونضالهم ليتشارك في عمرانها الأبناء والأحفاد من بعدهم، دار تعمر بمشاركة أبنائها، وتتهاوى على رؤوسهم إذا ما حاولوا تقاسمها، والامتحان العسير قادم، والأخطر إن كنتم لا تصدقون أسرع، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، ولله ما في السموات وما في الأرض، وإلى الله ترجع الأمور، حفظ الله عليكم أيها الإخوة أنفسكم ووطنكم لبنان من فتن الدنيا، وثبتكم على صراط الله المستقيم، وعلى المحبة والرضا في ما بينكم، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب، وإليه المصير، أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم، وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون".

 

الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية جان حواط: اسلوب عون يعمم الاستياء

وطنية - 10/6/2011 إستغرب الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية جان حواط، في تصريح، ما تردد على لسان رئيس التكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون من انه "يشترط لتسهيل ولادة الحكومة عدم تسمية رئيس الجمهورية للوزير الماروني السادس من كسروان او جبيل، وان يتعهد بان لا يكون له مرشحون للانتخابات النيابية المقبلة من هاتين المنطقتين".

وقال حواط ان "هذا الاسلوب لا علاقة له بالعلم، ولا بالديموقراطية، ولا في حاجة البلاد الملحة للحكومة"، مضيفا "ان هذا الاسلوب الذي يعتمده العماد ميشال عون يعمم الاستياء، وينعى البقية الباقية من الوعد بالاصلاح والتغيير، وينطوي على تعبير المتصرف، الا انه بالتأكيد لا يقلق رئيس الجمهورية، ولا يجدي صاحبه اي نفع او كسب، ولا يتيح له كما يرغب مصادرة الساحة السياسية في جبيل او سواها، علما باني مرشح للانتخابات النيابية في العام 2013 عن المقعد الماروني في جبيل ان شاء الله".

واكد ان "بلاد جبيل لم تحظ مرة باهتمام العماد عون، ولا ادى في مصلحتها اي عمل انمائي او عمراني طوال فترة نيابته عنها، ولا بعد ذلك، ودليلنا على ذلك رفضه لتسمية اي وزير من جبيل التي وصفها في زيارته الاخيرة بانها ضمير لبنان صانعة ميثاق عنايا، وهو بالتأكيد كان يشير الى الانتخابات التي كسبها مرتين فيها وانه بذلك هو موضع اهتمام بلاد جبيل، بينما لم يقصد او يذكر العميد ريمون اده ضمير لبنان الذي اوحى الى الامين المركزي يومذاك بالدعوة الى المؤتمر ووضع ميثاق الشرف، وقد راح العميد اده طوال حياته يتابع تنفيذ مضمونه لاجل تثبيت السلم الاهلي ولانقاذ الصيغة الوطنية في كل لبنان انطلاقا من بلاد جبيل لا سعيا وراء مقام او مال".

 

نشرة أخبار موقع الكتائب ليوم الجمعة

كلينتون: القوات السورية فتحت النار على العالم بأسره وفرنسا: النظام السوري يرتكب مجازر بحق المدنيين... أما الأسد:ليتجاوز اللبنانيون خلافاتهم!

هل يصدر دخان الحكومة الأبيض من بعبدا في الساعات المقبلة؟

سوريا، الغارقة في ازمة داخلية لامست في الايام الماضية حدود الحرب الاهلية...وسوريا، الموضوعة تحت مجهر المجتمع الدولي الذي يدعوها لوقف العنف ضدّ شعبها الذي يطالب "باسقاط النظام"...وسوريا التي ينزح اهلها نحو اقرب الجيران، وقد استقبلت تركيا اكثر من 2400 شخصا وسط دعوات وزير خارجيتها أحمد داوود اوغلو "الى البدء بالاصلاحات الجدية وفق جدول زمني محدد"... وسوريا التي قررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفع ملفها النووي الى مجلس الامن، وهي التي اصبحت "مصدر مشاكل" في عصر الاسد بحسب ما عبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون...سوريا تلك استقبلت رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط يرافقه الوزير غازي العريضي، حيث كان الحديث عن لبنان وعن حكومته العالقة وعن "خلافات اللبنانيين"، وعن "مصلحتهم"...

الرئيس السوري بشار الأسد أمل في ان "يتم الاعلان عن تشكيل الحكومة قريباً"، وفق ما اعلنت وكالة الانباء الرسمية سانا، فيما ردّ "البيك" بثقة : " نثق بقدرة سوريا على تجاوز المحنة التي تمر بها في المرحلة الراهنة".

جنبلاط: استقرار سوريا ولبنان متلازمان وهذا يحتم تأليف حكومة

وفور عودته من سوريا، أفاد بيان للتقدمي أنه "تم أثناء الزيارة التشاور في تطورات الأوضاع في لبنان، والمراحل التي قطعتها عملية تأليف الحكومة، وكانت الآراء متفقة لناحية ضرورة الاسراع في تأليفها لما لذلك من دور في حماية استقرار لبنان".

وأشار إلى أنه "تم التداول في تطورات الأوضاع في سوريا، وقد عبر رئيس الحزب وليد جنبلاط عن أمله في أن تتخطى سوريا هذه المرحلة الحساسة من تاريخها عبر إقرار الاصلاحات التي أطلقها الرئيس الأسد بما يعزز وحدتها الوطنية ويحصن قوتها ومناعتها، وذلك يتحقق من خلال حوار وطني واسع للتأسيس لمرحلة جديدة يكون عنوانها الرئيسي الاستقرار والاصلاح، مؤكدا رفضه لأي تدخل أجنبي في سوريا".

وشدد جنبلاط على" أهمية الاستقرار في سوريا التي يتلازم استقرارها مع استقرار لبنان، كما نص اتفاق الطائف، وهو ما يحتم تأليف حكومة جديدة في لبنان سريعا".

الملف الحكومي، كما حلّ ضيفا في دمشق، فانه لم يفارق موائد التفاؤل الحذر في لبنان خوفا من "شيطان التفاصيل"، وسط اجماع المعنيين بالتشكيل ان ثمة تقدم حققه اجتماع "الصدفة" الذي استضافه البرلمان الاربعاء... وبالمناسبة، فقد جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوته لعقد جلسة في تمام العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الاربعاء الواقع في 15 حزيران 2011 لدرس واقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الاعمال.

وفي الاطار الحكومي ايضا، فقد اكدت مصادر مطلعة على مسار التشكيل لـ "المركزية" ان "التشكيلة باتت شبه مكتملة ويتوقع اعلانها في اي وقت بعدما عولجت العقد المحلية كافة باستثناء عقدة ممثل المعارضة السنية. واكدت ان عقدة الماروني السادس التي طالبت قوى سياسية بمعرفة حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزرائه قبل ان تسلم لوائحها حسمت باعتراض الرئيس ميقاتي على الامر، معلنا ان اسماء وحقائب الرئيس ملكه، تعلن عند صدور التشكيلة الحكومية ولا يمكن لأي كان الطلب منه الاسماء مسبقا، خصوصا ان مبدأ الودائع لم يعد قائما في حكومته. ولفتت الى ان المعالجات تشق طريقها في اتجاه الحل لعقدة التمثيل السني المعارض بحيث يتوقع ان يرسو الخيار النهائي على احد من بين ثلاثة مرشحين من طرابلس او عكار او البقاع خلال الساعات الـ 48 المقبلة."

الى ذلك، اجتمع مساء الخليلان مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا وتباحثا بالتشكيلة الحكومية.

مرحلة الاسماء

هذا وكان المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل قد أعلن في دردشة مع الاعلاميين من ساحة النجمة ان "كل التفاصيل المتعلقة بالحصص والحقائب انتهت وبقيت عملية الاسماء واسقاط هذه الاسماء على هذه الحقائب."

تفاؤل حذر...وباسيل باق

وعلى ضفة الرئيس المكلف ، وصف السياسي المقرب من الرئيس ميقاتي خلدون الشريف الاجواء الحالية بالتفاؤلية الحقيقية، لكنه اشار في المقابل الى وجوب الحذر دائماً، موضحاً ان الجلسة التي عُقدت في مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري نفّست الجو الاحتقاني قبل الدخول في موضوع تشكيل الحكومة.واكد الشريف، في حديث للمؤسسة اللبنانية للارسال ان اللقاء الذي عقد بين الرئيس المكلف والنائب ميشال عون كسر الجليد وفتح باب النقاش المباشر بين الطرفين.وشدد الشريف على ان لا فيتو على احد وان هم الرئيس المكلف تشكيل حكومة تعنى بمصالح البلاد والمواطنين، واقرّ بان العماد ميشال عون قدم تنازلات ابرزها القبول ب 10 وزراء لتكتل التغيير والاصلاح، كاشفا عن ان حقيبتي الاتصالات والطاقة والمياه باقية ضمن حصة تكتل التغيير والاصلاح وان الوزير جبران باسيل باق في وزارة الطاقة.

جعجع: لقاء الاكثرية بديل عن ضائع

في المقابل، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان لقاء اقطاب الاكثرية الجديدة الذي عقد الاربعاء في مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري، هو بديل عن ضائع ، وراى أن حركة بري كيفما اتجهت بلا بركة ، سائلاً اذا عُقدت جلسة للمجلس النيابي فمن يصدّق القانون؟".  واذ نفى وجود تشنج بينه وبين رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ، قال جعجع ، في كلمة له من معراب:" رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون دائما الجليد معه مكسور ولكن لا نرى ان هناك مياها تصدر". وفي الملف الحكومي، اشار جعجع الى ان بقاء لبنان بلا حكومة أفضل من تشكيل واحدة من لون واحد، مجددا التأكيد ان الحل الوحيد هو بحكومة تكنوقراط.  وابدى جعجع عدم تخوفه من انفلات امني، لافتا الى ان الانفجار الذي استهدف اليونيفيل مرتبط بما يحصل قرب لبنان وليس فيه.

نووي سوريا الى مجلس الامن...وهي تؤكد استمرار التعاون

وبالعودة الى الاحداث السورية، فقد احال مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوريا الى مجلس الامن الدولي لقيامها بنشاط ذري سري، ما يزيد الضغط الدولي عليها.

واعتمد مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة بأغلبية 17 صوتا ومعارضة ست اصوات قرارا ينتقد سوريا لتعطيلها على مدى ثلاث سنوات تحقيقا للوكالة فيما يخص موقعا قصفته اسرائيل عام 2007.

من جهته أكد مبعوث سوريا لدى الوكالة الدولية ان بلاده ستستمر في العمل مع وكالة الطاقة الذرية على الرغم من قرار احالتها الى مجلس الامن.

كلينتون: القوات السورية فتحت النار على العالم بأسره، وسوريا مصدر مشاكل في عهد الاسد

وفي المواقف الدولية اللافتة ما لفتت اليه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي عقدته في أبو ظبي أن حيث قالت  ان"المتظاهرين السوريين خرجوا الى الشوارع بشكل سلمي ولكن القوات السورية فتحت النار لا على المدنيين فحسب بل على العالم بأسره"، معتبرةً أن "الرئيس السوري بشار الاسد يستطيع تأخير حصول التغييرات في سوريا ولكنه لا يستطيع إيقافها أو حتى إلغاءها"، مشيرة الى ان على الأسد ان يقوم بالاصلاحات او ان يرحل.ورأت كلينتون ان سوريا اصبحت تشكل مصدراً للمشاكل في عهد الرئيس السوري بشار الاسد.

فرنسا: النظام السوري يرتكب مجازر بحق المدنيين

الى ذلك، اتهم وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه خلال اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا المنعقد في ابو ظبي النظام السوري بارتكاب مجازر بحق المدنيين، واعتبر مواقفه غير مقبولة.وقال جوبيه لفرانس برس على هامش الاجتماع "ان موقف سوريا غير مقبول. لا يمكن مواصلة ذبح المدنيين بذريعة ان الشعب يتطلع الى المزيد من الحرية والديموقراطية".واعرب عن الامل في طرح مشروع قانون يدين القمع في سوريا على مجلس الامن الدولي خلال الايام المقبلة.

تركيا: للاصلاحات فورا

وفي المواقف الدولية مما يجري في سوريا أيضا فقد دعا وزير الخارجية التركية أحمد داوود اوغلو سوريا الى البدء بالاصلاحات الجدية وبشكل دقيق اكثر، معتبرا انه حان الوقت لوضع جدول زمني لهذه الاصلاحات.

ايام القذافي باتت معدودة

في غضون ذلك، برز موقف وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون المتعلق بالازمة في ليبيا، اذ اكدت "ان ايام العقيد الليبي معمر القذافي في الحكم باتت معدودة، مشددةً على ان تنحيه عن السلطة بات حتمياً."

 

عقوبات أميركية على "الحرس" و"الباسيج" والشرطة الإيرانية

واشنطن - يو بي اي: فرضت الولايات المتحدة, أمس, عقوبات جديدة على إيران استهدفت "الحرس الثوري" وميليشيا "الباسيج" والشرطة الإيرانية وقائدها إسماعيل أحمدي مقدم, على خلفية "ارتكابها انتهاكات" لحقوق الإنسان.وقال مدير مكتب إدارة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأميركية آدام سوزبين إن "القرار يكشف إرادة إيران توجيه آلية الدولة بأعلى مستوياتها ضد شعبها لقمع طموحاتهم الديمقراطية بالقوة". ويأتي القرار بموجب أمر تنفيذي صادر عن الرئيس باراك أوباما في سبتمبر 2010, يقضي بفرض عقوبات على المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان في إيران منذ المظاهرات التي تلت الانتخابات الرئاسية في العام 2009 والتي أدت إلى إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد, وسط اتهامات من قبل المعارضة بالتزوير. وبموجب القرار الأميركي الجديد, يتم تجميد أصول الهيئات والأشخاص الذين تشملهم العقوبات في الولايات المتحدة ويمنع الأميركيون من التعامل معهم, كما يفرض عليهم حظر الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل مايكل بوسنير إن فرض عقوبات على "الحرس الثوري" و"الباسيج" والشرطة "يظهر أن أجهزة تطبيق القانون لا تتحمل فقط مسؤولية تطبيق القانون بل احترام التزامات حقوق الإنسان العالمية والدستور الإيراني".

 

غيتس يعتبر ان شرعية الاسد اصبحت موضع شك بعد قتل ابرياء 

 دان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الجمعة "المجازر ضد الابرياء" التي يرتكبها النظام السوري معتبرا ان "شرعية" الرئيس بشار الاسد اصبحت موضع تساؤل. وقال غيتس في مركز فكري في بروكسل ان "ازهاق حياة ابرياء يجب ان يكون مشكلة ومصدر قلق للجميع". واضاف "اعتقد ان الجميع يجب ان يتساءلوا لمعرفة ما اذا كان الاسد يملك شرعية حكم بلده بعد هذا النوع من القتل". مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

أردوغان: النظام السوري يرتكب فظاعات حيال المحتجين

إّتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري "بارتكاب فظاعات" و"بـعدم التصرف بشكل إنساني" حيال المحتجين، وفق ما أفادت به وكالة "الأناضول" التركية للأنباء.

وفي مقابلة أجريت معه مساء أمس الخميس، قال أردوغان: "لقد تحدّثت مع (الرئيس السوري بشار) الأسد قبل أربعة أو خمسة أيام، لكنّهم (السوريون) يقللون من أهمية الوضع، وللأسف لا يتصرفون بشكل إنساني"، مشدداً في السياق نفسه على أن قمع التظاهرات في سوريا "غير مقبول".(أ.ف.ب.)

 

اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر تطالب بـ"اتاحة الوصول الفوري لمناطق العنف في سوريا" 

دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلينبرغر دمشق إلى إتاحة "الوصول الفوري إلى المناطق التي تشهد أعمال عنف وإلى كل الأشخاص المعتقلين بهدف تقييم ظروف توقيفهم والمعاملة التي يلقونها والتمكن من نقل وجهات نظرنا بشكل سرّي الى السلطات المعنية"، مضيفًا: "أنا مستعد للتوجه شخصياً إلى سوريا لإجراء محادثات مع السلطات".

هذا وأعرب كيلينبرغر، في بيان، عن أسفه لسقوط قتلى وجرحى بسبب القمع العنيف للتظاهرات المناهضة للنظام، ودعا في هذا السياق إلى تأمين "إمكانية الوصول فوراً إلى كل الضحايا بمن فيهم الموقوفون أو المعتقلون". كما أوضح أنه "في إطار الزيارة المحدودة (التي قامت بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى درعا وطرطوس وحمص في أيار الماضي) كان من الصعب تكوين فكرة واضحة عن الوضع الميداني وحجم الإحتياجات الإنسانية".(أ.ف. ب.)

 

قوات الأمن السورية تقتل متظاهرَين اثنين في مدينة بصرى الحرير

ذكر شاهد العيان أبو عبدالله الحريري من مدينة بصرى الحرير في سوريا، في حديث لقناة "الجزيرة"، أن "سيارة تابعة لقوات الامن السورية أطلقت النار على متظاهرين في المدينة، ما أدّى الى سقوط قتيلين وهم عدنان اسماعيل الحريري، وعبد المطلب محمد الحريري"، مشيراً إلى أنه "لولا هروب الناس لوقعت مجزرة بسبب إطلاق النار بشكل عشوائي".

(رصد NOW Lebanon)

 

شاهد عيان: قوات النظام السوري اقتحمت الحرم الجامعي في حلب واعتقلت طلاباً

ذكر شاهد عيان سوري أن "قوات النظام اقتحمت الحرم الجامعي في مدينة حلب وقامت باعتقال بعض الطلاب على أثر خروج أكثر من ألف شاب مطالبين بإسقاط النظام"، لافتاً إلى أن "مدينة حلب مسيطر عليها بشكل كامل من قبل قوات الأمن التي تمنع الناس من الخروج الى الشوارع".(رصد NOW Lebanon)

 

الوكالة الدولية للطاقة الذرية قررت رفع ملف سوريا النووي إلى مجلس الأمن 

النهار/قررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس رفع ملف سوريا النووي الى مجلس الامن الدولي بسبب مزاعم بانها شيدت مفاعلا نوويا لم تعلن عنه دمرته الطائرات الاسرائيلية في أيلول 2007، حسب ما افاد دبلوماسيون. وفي اجتماع مغلق لمجلس حكام الوكالة المؤلف من 35 عضوا، صوتت 17 دولة لصالح قرار رفع الملف السوري الى مجلس الامن الدولي والذي تقدمت به الولايات المتحدة، بينما صوتت 6 دول ضده، حسب ما افاد دبلوماسيون حضروا الاجتماع. وكانت الصين وروسيا من بين الدول التي عارضت القرار.

وامتنعت 11 دولة عن التصويت بينما تغيبت دولة واحدة، حسب الدبلوماسيين. مصدر وكالة الصحافة الفرنسية سياسةالشرق الأوسطSyria

 

الصايغ: المؤسف أن البعض ما زال يذهب إلى سوريا وكأن لا شيء تغيّر

رأى وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال سليم الصايغ أن "التداعيات التي تحصل في الداخل اللبناني وفي المنطقة، وخصوصًا في سوريا، لا تشجع أبدًا على التفاؤل بالنسبة إلى تشكيل الحكومة"، مضيفًا: "أنا أويد الفكرة التي تقول إن ما نحن عليه اليوم هو ملهاة وتضييع لوقت اللبنانيين، والمسؤولية واضحة في ذلك، وهي تقع على الفريق الذي أسقط حكومة الرئيس سعد الحريري". الصايغ، وفي حديث لإذاعة "صوت لبنان ـ 100.5"، أكد أن "المطلوب هو العودة إلى الحلّ الذي طرحه (رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين) الجميل والذي يقول بضرورة تشكيل حكومة إنقاذيّة، إلا أن الفشل معروف مصدره، ويجب عدم تحميله لـ"14 آذار" ولرئيس الجمهورية"(ميشال سليمان)، مضيفاً: "الظاهر أن كل طرف ينتظر اليوم الضوء الأخضر الذي سيأتي من سوريا". وختم الصايغ معربًا عن أسفه لكون "البعض ما زال يذهب إلى سوريا، وكأنه لم يتغيّر أي شيء في الوطن العربي، فهذه إهانة، ويجب أن نحترم سيادتنا".(رصد NOW Lebanon)

 

الأحرار": على القوى الإنقلابيّة إما إعلان فشل إنقلابها أو الإقرار باستحالة تحقيق أهدافه

رأى حزب "الوطنيين الأحرار" أنه "من العبث الغوص بجدل دستوري وقانوني مع قوى "8 آذار" التي تثبت ممارساتها ومواقفها المسجلة بالصوت والصورة نقيض ما يدعون إليه اليوم"، مؤكداً أن "الحوار معهم لا يجدي نفعاً ما داموا يستقوون بالسلاح ويراهنون على قدرة حلفائهم الإقليميين، على الرغم من كل الأحداث التي يبدو أنهم أغمضوا أعينهم عن أبعادها".

"الأحرار"، وبعد اجتماع مجلسه الأعلى الأسبوعي برئاسة النائب دوري شمعون، قال: "نحن نضم صوتنا إلى القائلين إن ما يجري على صعيد المجلس النيابي ما هو إلا مناورات مكشوفة نصيبها الفشل كما محاولتهم الخروج بحكومة يأملون منها تمكينهم من فرض خياراتهم الداخلية والخارجية على اللبنانيين". وأشار إلى أن "مداورة إشاعة أجواء تفاؤلية على صعيد تشكيل الحكومة تعقبها خيبات وعودة إلى المربع الأول، وهذا عائد إلى عدم قدرة الأكثرية الجديدة التي تتنافر في الإقتناعات باستثناء ولائها للمحور الإقليمي المتعثر وحقد غالبية أطرافها على ثورة الأرز التي وضعت حداً للتبعية وأعادت الأمل بدولة القانون والمؤسسات على أساس التعددية ضمن العيش الواحد واستناداً إلى مبادىء الحرية والسيادة والعدالة وحقوق الانسان".

وفي السياق عينه، أكد الحزب أن "أمام القوى الإنقلابيّة خيار من إثنين، فإما إعلان فشل إنقلابها وعجزها عن تشكيل الحكومة، وإما الإقرار باستحالة تحقيق أهدافه بالنسبة إلى المحكمة الدولية والسلاح غير الشرعي والأمر سيّان"، مطالبين "رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف الأخذ بهذه المعطيات وعدم ترك الوطن رهينة مغامرات الفريق الإنقلابي وأهدافه ومصالحه". حزب "الأحرار" أمل أن "تؤدي الثورات التي أُطلق عليها عن حق "ربيع العرب" إلى ما نصبو اليه من عروبة حديثة حضارية متنورة مبادرة، ومن ترسيخ الديموقراطية التمثيلية نقيض الأنظمة الديكتاتورية والشمولية"، معتبرين أن "على لبنان واللبنانيين تأمين دور رائد وعدم تفويت موعد عودة وطنهم إلى الواجهة كصاحب رسالة في الحرية والديموقراطية والثقافة والحوار والتنوع، وكلها مبادىء يستلهمها فريق 14 آذار ومن أجلها قدم الكثر حياتهم ومن بينهم النائب الشهيد وليد عيدو الذي تصادف هذا الأسبوع ذكرى استشهاده ونجله المحامي خالد". وفي سياق آخر، سأل الحزب عن "الهدف الحقيقي من تقاطع المطالبة بإصدار عفو عام عن المساجين مع أعمال الشغب داخل سجن رومية وفي بعض المناطق والسعي إلى استصدار قانون في هذا الإتجاه من جهة، والتهديدات التي تلقاها عدد كبير من القضاة على هواتفهم النقالة، بينما كانوا يستعدون لإحياء ذكرى رفاقهم الأربعة الذين سقطوا في صيدا من دون أن يتقدم التحقيق في قضيتهم، من جهة أخرى"، وختم بيان "الأحرار" بالقول: "كل ذلك والبعض يسعى دائمًا إلى ضرب المحكمة الدولية لذرائع واهية تعجز عن إخفاء غاياتهم الحقيقية".(الوطنية للإعلام)

 

التفاصيل الكاملة لـ"الشبكة الثالثة" الخلوية...الحقيقة وراء "همروجة" نحاس: تنفيع قريبه الياس الهاشم  

موقع 14 آذار/عندما تتكشف الحقائق تسقط الاسئلة. والحقيقة الكاشفة ان الاستعراض الذي أدّاه وزير الاتصالات شربل نحاس في مبنى الوزارة في منطقة العدلية غايته صفقة لمصلحة شركة "هواوي" التي يمثلها في لبنان الياس الهاشم، من العاقورة، الذي يمت بصلة قرابة وثيقة جداً بالوزير نحاس.

وكانت هذه الشركة تقدمت الى عرض مناقصة لتشغيل شبكة الهاتف الخلوي الثالثة، ورست المناقصة عليها أمام شركة "سيمنس" الالمانية وشركة "ألكاتال" الفرنسية... وقد تضمنت مناقصة "هواوي" 15 مليون دولار اميركي اقل من الشركتين الاخريين. نحاس وعد قريبه بأنه سيعوّض عليه فرق الـ15 مليون دولار بتمكينه من استخدام المعدّات الموجودة في الشركة الثالثة للخلوي التي هي هبة من الحكومة الصينية. ويذكر ان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاخيرة كانت قد درست مشروعاً في مجال الاتصالات هدفه مساندة انشاء شركة "ليبان تيليكوم". فتم الاتفاق بين الحكومة اللبنانية والحكومة الصينية عبر سفارتها في بيروت، ووزارة الاتصالات اللبنانية ومجلس الانماء والاعمار على انشاء شركة خلوي ثالثة. يومها كان مروان حمادة وزيراً للاتصالات الذي أعدّ مذكرة التفاهم من خلال هيئة "اوجيرو" والملحقية التجارية في السفارة الصينية.

وفي 21 ايار 2007 اصدر مجلس الوزراء القرار الرقم 136 الذي نص على قيام مشروع مشترك بين بيروت وبكين، بإنشاء الشركة الثالث الخلوية تتسلم "اوجيرو" معداتها وانشاءاتها وادارتها وتشغيلها، تمهيداً لانتقالها الى مؤسسة اتصالات لبنان "ليبان تيليكوم"… فأوكل مجلس الوزراء، بموجب مرسوم خاص، الهبة الصينية الى "اوجيرو"، طالباً منها القيام بما يلزم لتركيب المعدات المقدمة (هبة) من الحكومة الصينية. كما اصدر مجلس الوزراء القرار الرقم 44 (في 5-12-2008) في عهد الوزير جبران باسيل (قرار الوزير باسيل الرقم 25) القاضي بالسماح لأوجيرو عدم دفع الرسوم الجمركية لقاء استيراد تجهيزات الشبكة وتركيبها. وأكدت وزارة الاتصالات دائماً، في عهد باسيل، للسفارة الصينية، بأن "اوجيرو" هي الهيئة التي تدير وتركّب وتتسلم الشبكة الثالثة من شركة «هواوي» (كتاب الوزير باسيل الرقم 4997) أو تاريخ 5 تشرين الاول 2009.

وعندما تسلم الوزير شربل نحاس الوزارة خلفاً لباسيل. وجرى حفل افتتاح الشبكة الخلوية الثالثة علناً برعاية وحضور نحاس في قاعة الاحتفالات في الوزارة. ومن عجب ان نحاس يدّعي ان لا علم له بالشبكة الثالثة! ان الوزير شربل نحاس اوصل البلاد الى ازمة لا مبرّر لها، ولولا حكمة العقلاء لبلغت مراحل خطرة من خلال الاستعراض الشهير الذي أدّاه في الوزارة. وكان الأوْلى به ان يقدّم للوطن، عبر هذه الوزارة المهمة - الاتصالات - انجازاً حقيقياً لا وهمياً... فينتقل الى الجيل التكنولوجي الثالث والجيل التكنولوجي الرابع... علماً ان كبريات المشغلات العالمية تنصح بالانتقال مباشرة من الجيل الثاني الى الرابع. وقد بدأت غير دولة عربية (كالامارات مثلاً) بدخول الجيل الرابع مباشرة... علماً ان لبنان كان السبّاق في الدخول الى الجيل الثاني... أما اليوم فقد اصبحنا راسخين في قعر قائمة الدول المتخلفة تكنولوجياً، بفضل تناوب الوزيرين المعرقلين جبران باسيل وشربل نحاس الذي جلّ ما يهمّه ان يلمع اسمه ولو من دون استحقاق وأن يوجد مجالاً واسعاً للتنفيع يستفيد منه قريب له على حساب المال العام.  المصدر : الشرق

 

نحاس طار من "الاتصالات"... وغابي ليون خَلَفَه

نهارنت/يتجه موضوع حقيبة الاتصالات الى تسوية على قاعدة نزعها من الوزير شربل نحاس واسناد حقيبة العمل اليه في مقابل اسناد الاتصالات الى المهندس غابي ليون القريب من رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، بحسب ما أفادت صحيفة "النهار". وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "اللواء" ان رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي نجح في تحرير "الاتصالات" من قبضة "الوزير المشاكس" شربل نحاس، فخرجت الوزارة الى مرشح عوني آخر هو غابي ليون من زحلة، في حين أرتؤي اسناد إما وزارة الصناعة او العمل لنحاس.

وأوضحت صحيفة "الحياة"، أن عون سمع من بعض حلفائه، بالمراسلة أو مباشرة، أن عليه القيام بكل ما يتوجب عليه ليريح الرئيس المكلف في تأليف الحكومة، وأن ترجمة ذلك تقتضي عدم التمسك بالوزير شربل نحاس في وزارة الاتصالات. وبحسب المعلومات، فإن أكثر من حليف لعون نصحه بالتخلي عن نحاس في الاتصالات، وأن آخرين أسرّوا إليه باستبعاده من الحكومة، "لأن ميقاتي لا يستطيع أن يتحمله"، وهو كان اشترط عدم عودته الى الاتصالات.

وأبدى عون تجاوباً مع طلب عدم عودة نحاس الى الاتصالات، ليس إرضاء لبعض حلفائه، بل لأنه وجد في نصائحهم ذريعة لتوزير الأرثوذكسي غابي ليون بديلاً من نحاس.

لكنه اعترض، ودائماً بحسب "الحياة"، على استبعاده من الحكومة وأيده عدد من قادة الأكثرية، على رغم أن لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط رأياً آخر فيه، مع أن صداقة تربطه به، الى أن فوجئ أخيراً ببعض طروحاته السياسية التي اعترض عليها رئيس "التقدمي" بشدة.

واستقر الرأي لدى عون على تعيين نحاس وزيراً للصناعة، وفي حال تعذر عليه إسنادها إليه فلا مانع من تعيينه وزيراً للدولة، بذريعة أن إخراجه من الحكومة يشكل صفعة له ولقوى 8 آذار في مقابل تقديم "مكافأة" سياسية الى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء الركن أشرف ريفي، إذ يعتقد بعض قادة 8 آذار بأن إخراج نحاس من الحكومة سيدفع الرأي العام اللبناني الى التعامل مع هذه الخطوة وكأنها انتصار للواء ريفي باستبعاده الوزير الذي اختلف معه، والتسبب بدفع الوزير في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود الى اتخاذ قرار بالانقطاع عن تصريف الأعمال في وزارة الداخلية. ويسأل بعض القادة، كما تنقل عنهم أوساطهم: "هل يعقل أن نعطي الفرصة لمدير عام بتسجيل انتصارين في آن واحد على وزيرين هما نحاس وبارود، لا سيما أن ذلك يعني أن الحملة التي استهدفته لم تكن في محلها؟".

 

الأسد يكلف لحود لقاء حليف سعودي سرّاً في إحدى الدول الأوروبية

خاص – بيروت أوبزرفر

أفادت مصادر خاصة لبيروت أوبزرفر أن الرئيس السوري بشار الأسد يحاول منذ أكثر من شهر الإتصال بأحد حلفائه في المملكة العربية السعودية ولكن الأخير كان يتفادى التحدث معه عبر الهاتف وكشفت المصادر أن الأسد سارع على الفور إلى تكليف الرئيس اللبناني السابق إميل لحود لمقابلة الحليف السعودي سراً في إحدى الدول الأوروبية طالباً منه إستخدام نفوذه وعلاقاته الدولية مع دول القرار لدعم النظام السوري وتغطية حقيقة ما يجري في سورية من مظاهرات وإحتجاجات وقالت المصادر أن الحليف السعودي أجاب لحود بإنه يتفادى التحدث مع الأسد عبر الهاتف أو التدخل لدى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة خوفاً من أن تحوم حوله الشبهات في المملكة وتكشف أسرار علاقته بالنظامين السوري والإيراني وأضافت المصادر أن الحليف حمّل لحود أيضاً رسالة شفهية إلى أمين عام حزب الله حسن نصرالله طالباً منه التخفيف من حدة خطاباته ضد السعودية معبراً عن تخوفه من إنكشاف خيوط المؤامرة

 

وكيليكس/عون: لا خيار أمام نصرالله سوى الانصياع لأوامري وبعد السلام مع اسرائيل ستسقط مبررات حزب الله 

"جاء في مقدمة مذكرة تؤرّخ لاجتماع بين السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان والنائب ميشال عون، أنّ كلّ الذين يعتمدون على دور ميشال عون في إيجاد الحلول للأزمات إنّما يهلوسون، مؤكّدة أنّ عون لم يشارك يوما في "صناعة الملك" لأنه يعتبر نفسه الملك. وأضافت أنّ الرجل الذي ركّز في شكل كثيف طوال عقود للوصول إلى كرسي الرئاسة كان يأمل في فشل السوريّين بإيصال ميشال سليمان إلى قصر بعبدا ويرغب في حصول فراغ بعد انتهاء ولاية لحّود، بحيث تتحوّل أهدافه إلى يقطينة سحرية منتصف ليل 23 تشرين الثاني ويحشد المسيحيّين إلى جانبه عبر اتّهام المسلمين وفريق 14 آذار بسرقة المركز المسيحي الأوّل. وخلصت إلى أنّ عون غير مستعدّ للتضحية بأحلام الرئاسة من أجل إنجاح برنامجه السياسي، أو حتى في سبيل إيجاد الحلول في أوقات الأزمات.

ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 07BEIRUT1678 صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت في 26 تشرين الأوّل 2007 جاء أنّ السفير فيلتمان أوجز التحليلات الأميركية المتعلقة بوضع لبنان الراهن، مشيرا إلى أنّ أيّا من الخيارات لا تبدو أنها تسهم في وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، فأجاب ضاحكا: "لا يمكن لأحد أن يقول لي لماذا لا يجب أن أكون رئيسا" معبّرا عن ثقته الكاملة بوصوله إلى الرئاسة. وأضاف السفير أنّ كلّ التعليقات الغامضة الصادرة عن ممثلي حزب الله وكلّ مراجع وسائل الإعلام المنحازة إليه، لا تشير إلى أنّ حزب الله يدعم فعلا ترشّحه إلى الرئاسة، فأجاب عون أنّ الانتخابات "ستضع حزب الله في الزاوية" ولن يكون هناك من خيار أمامه سوى دعمه لأنّ أهمّ عامل لدى الحزب هو الشعبيّة، وإذا دعم أيّ مرشّح آخر فسيخسر شعبيته وسيعاني تآكلا في شرعيته. وأكمل عون قائلا: "أنا أتمتع بشعبية حسن نصر الله وحتى أكثر" بين شيعة لبنان، ولذلك لن يجرؤ على المجازفة بموقعه عبر تحدّي إرادة الشارع الشيعي، إضافة إلى ذلك، فإنّ ولاء نصر الله القسري له هو إشارة لمصلحة رئاسة الأخير، كما أنّ نتيجة العاطفة الشيعيّة تجاه عون لن تعطي نصر الله أيّ خيار آخر سوى الانصياع لأوامر عون الرئاسية. فسأل السفير، هل سيأمر عون بنزع سلاح حزب الله؟ فردّ قائلا: ليس فورا، ولكن حالما يشعر الشيعة بأنّ لديهم "الثقل المناسب" داخل الحكومة وفي رئاسة الجمهورية لن يتمسّكوا بسلاحهم، وإنّما سيحتكمون إلى الدولة. فسأل السفير، هل ستسمح سوريا وإيران لحليفهم الاستراتيجي بهذا القدر من الحرّية؟ فأجاب عون أنّ الشيعة سيكتشفون أن ليس أمامهم أيّ خيار، وليسوا في حاجة إلى الخوف من مسألة نزع سلاحهم في ظل رئاسة عون.

وكرّر السفير أنه لا يرى أيّ سيناريو يصبح فيه عون رئيسا للجمهورية، وسأل هل سيخاطر عون بكتلته ومبادئه عبر وضع "كلّ البيض في سلّة الرئاسة"؟ فكان الردّ أنّ برنامج عون من دون رئاسة عون ليس فيه نفع. وأضاف: "ربّما سأختفي" إذا كان النظام اللبناني معطّلا إلى درجة أنّ أكثر زعيم شعبي مسيحي لا يمكنه الوصول إلى قصر بعبدا، فحينها لا يستحق لبنان خدمة الجنرال عون ووطنيّته". وأشار إلى أنّه لا يقبل أن يصبح "عاجزا سياسيّا"، ولم يبدِ أيضا أيّ استعداد للتضحية بأحلام الرئاسة من أجل إنقاذ برنامجه السياسي أو لعب دور نافذ عبر وسائل أخرى، وقال: "لقد انتظرنا 15 سنة ويمكننا أن ننتظر 15 سنة أخرى".

وخلال الاجتماع سأل السفير، هل لدى عون أيّ خطط احتياطيّة في ضوء المشاكل الرئاسيّة، فأعاد طرح فكرته القديمة المتمثلة في "حكومة إنقاذ مرحليّة" تحلّ محلّ حكومة السنيورة وتتولّى السلطات الرئاسية بعد انتهاء ولاية إميل لحّود. وأضاف أنّ المهامّ الأوليّة لهذه الحكومة تكون تنظيم انتخابات تشريعيّة مبكّرة بموجب قانون انتخابي جديد من أجل عكس السياسات اللبنانيّة الحالية في شكل واضح، وبعد ذلك يتمّ تنظيم الانتخابات الرئاسية يليها مجلس نيابي جديد.

وردّا على هذا الطرح قال السفير إنّ فريق 14 آذار لا يمكن أن يقبل بهذا الانتحار السياسي، فردّ عون قائلا: "هذه هي الطريقة الوحيدة إذا لم يقبلوا رئاسة عون".

ثم حاول السفير استنباط توقّعات عون لأحداث الأسابيع المقبلة، فقال عون: إمّا أصبح رئيسا للجمهورية، وإمّا تشكّل حكومة إنقاذ، أو "ستقع المشاكل". وسأل السفير، هل يمكن لجهود الحوار بين الأطراف اللبنانيين الوصول إلى نتائج وحلول؟ فتوقّع عون أنّ هذه الاتصالات مع فريق 14 آذار لن تأتي بأيّ نتيجة، مبديا استعداده للتعامل في شكل بنّاء مع سعد الحريري، ولكن فقط "بعد أن يبرهن سعد أنه جدّي"، مضيفا أنّ الحريري"لا يعلم ماذا يريد، وعندما يعلم يعرف أين يجدني". وبالنسبة إلى وليد جنبلاط قال عون إنه لن يلتقي به قبل أن يخفّف من حدّة خطابه ضدّ حزب الله، معتبرا أنّ مقابلة جنبلاط حاليّا ستضرّ بموقعه بين الشيعة من دون كسب شيء في المقابل. أمّا عن سمير جعجع فكان ردّ عون مجرّد حركة رفضيّة بيده من دون أيّ تعليق، كما أشار إلى أنّ الاجتماع الأخير مع أمين الجميّل "لم يكن جدّيا".

وردّا على سؤال عن دور البطريرك صفير، أجاب عون أنّ الاجتماعات بين اللجان المشتركة من فريقي 14و8 آذار والبطريرك هي "لعب أولاد وتمارين طلّاب"، مشيرا إلى أنّه ماروني ملتزم، ولكنه "ضدّ تدخّل رجال الدين في الأمور السياسيّة". وانتقد عون البطريرك صفير واصفا إيّاه بـ"العجوز جدّا" و"المرتبك جدّا" وقال إنّ على صفير التقيّد بالدين وترك السياسة للسياسيّين، خصوصا بعد أن برهن أنه سياسي فاشل. وعندما شرح السفير أنّ البطريرك سبق وأعلن أن لا نسيب لحود ولا ميشال عون يجب أن يصلا إلى رئاسة الجمهورية نظرا إلى رفض نصف اللبنانيين لهما، قال عون إنّ صفير سبق وسبّب الكثير من الأذى عبر تدخّله في السياسة، قائلا: بِغضّ النظر عن طلب البعض مشورة البطريرك، فإنّ دور صفير هو ديني وليس سياسيّا".

وفي سياق آخر، تساءل السفير هل يعرّض رفض عون لـ أمين الجميّل وسمير جعجع والبطريرك صفير رئاسة الجمهورية للخطر من خلال إفساح المجال أمام المسلمين، وفي شكل خاص سعد الحريري ونبيه برّي في اختيار رئيس الجمهوريّة الجديد عبر إبرام صفقة تصبّ في مصلحتهما الخاصّة وليس في مصلحة المسيحيين عامّة. واستكمل السفير سؤاله قائلا: ماذا لو وافق البطريرك على حتميّة وصول ميشال سليمان إلى الرئاسة؟ أوليس من الأفضل لـ عون لعب دور حاسم في تقرير هويّة الرئيس عوضا عن السماح لـ سليمان بأن يكون الخيار السوري الوحيد المفروض على لبنان؟ فأجاب عون أنّ المشكلة مع سليمان جزء منها مصري وجزء سعودي، فالرئيس المصري استقبل سليمان في القاهرة استقبال الرؤساء كما أنّ السعودية قامت بتوجيه دعوة إليه، وأضاف أنّ كلّ هذه الزيارات هي "مقابلات لوظيفة رئاسة الجمهورية"، قائلا للسفير الأميركي: "أطلب من أصدقائك العرب والأوروبّيين" عدم دعم سليمان، فردّ السفير أنه لا يزال في استطاعة عون منع رئاسة ميشال سليمان من خلال العمل مع قادة 14 آذار، ولا سيّما مع سمير جعجع من أجل وضع أسماء المرشّحين المقبولين، فردّ عون "أنا هو مرشّح التسوية".

ولأوّل مرّة خلال الاجتماع بادر عون للتحدث طويلا عن سياسة الولايات المتحدة الأميركيّة الاستراتيجية في لبنان التي تدعم بناء دولة قويّة تعيش في حال سلام مع كلّ جيرانها وخاضعة لحكم القانون، شارحا كيف تتلاقى هذه النظرة في كلّ جوانبها مع نظرته الاستراتيجية الشخصية، لكن الاختلاف كامن في طريقة التنفيذ. وأشار عون إلى أنّ مرشحي 14 آذار للرئاسة أمثال بطرس حرب مستعدّون للمساومة على قرار الأمم المتحدة الرقم 1559، أمّا هو على العكس، فهو مؤمن بهذا القرار الذي يدعو في شكل واضح إلى نزع سلاح كلّ الميليشيات في لبنان. وأضاف عون أنّ القرار 1701 لا يحتوي على لهجة واضحة وقوية متعلقة بالسلاح الفلسطيني، مشيرا إلى أنّ حزب الله يحكم قبضته على شيعة لبنان عبر التلاعب بالمخاوف، وحالما يحقق عون السلام بين لبنان وإسرائيل، وبعد رحيل حكومة السنيورة، فحينها لن يكون لدى حزب الله أيّ عدو من أجل حشد الدعم. فعلّق السفير أنّ حزب الله يصنع الأعداء متى يريد وكيفما يحتاج، فردّ عون على كلام فيلتمان قائلا: "اتركوا حزب الله لي.

المصدر : الجمهورية

 

سليمان للمعنيين: إنهوا التشكيلة من 28 إسماً وأنا أسقط عليها الإسمين المكملين 

النهار/فادت معلومات أن تسمية رئيس الجمهورية ميشال سليمان للوزير الماروني السادس والوزير الارثوذكسي من حصته، يُترك للمرحلة الاخيرة. وكشف سياسي بارز من قوى الوسط لصحيفة "اللواء" أن "رئيس الجمهورية رفض الدخول في مساومات على وزيريه في الحكومة المقبلة وأبلغ المعنيين بمفاوضته حولهما، لا سيما رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، بأن إنهوا التشكيلة من 28 إسماً وأنا أسقط عليها الإسمين المكملين بما أراه مناسباً". وفي هذا السياق، اكدت مصادر بعبدا رفض الرئيس سليمان لاي شروط مسبقة لاختياره لممثليه في الحكومة من اي جهة اتت، مشيرة الى ان الوزير السادس الماروني باق في ذهن الرئيس وحده فقط. توافقاً، أكدت مصادر مطلعة لصحيفة "النهار" أن حصّة الرئيس متروكة الى ما بعد اطلاعه على التشكيلة التي سينجزها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وعند ذلك يوافق عليها أو لا يوافق. وأكدت أن الرئيسين يضعان عندها اللمسات الاخيرة على التشكيلة وكل ما يخص لرئيس الجمهورية يترك للمرحلة الاخيرة. وقد تردد في هذا المجال اسم ناظم الخوري للمقعد الماروني السادس.

وجاء اجتماع المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، مساء أمس الخميس، برئيس الجمهورية في القصر الجمهوري، حيث تحدثت مصادر رسمية عن أن الرئيس سليمان يرفض أن يضع أحد أية شروط عليه وأنه سيستخدم حقه الدستوري وأنه ينتظر التشكيلة التي سيحملها إليه رئيس الحكومة المكلف. وكانت محطة "المنار" قد كررت لليوم الثاني رمي كرة انجاز التأليف في ملعب رئيس الجمهورية اذ اعتبرت انه "بعد انجاز معظم المهمة وحسم الاسماء بالنسبة الى حصة "تكتل التغيير والاصلاح" فما بقي هو انتظار المعنيين جواب رئيس الجمهورية في شأن الوزير الماروني السادس وبناء عليه تنتهي الامور قبل نهاية الاسبوع، وخصوصاً اذا ما تم تخطي الاجواء غير الايجابية التي طبعت الاتصال الليلي أول من أمس بين بعبدا وفردان". وفي الشأن الشيعي، تمنى الخليلان، حسب معلومات "اللواء"، على الرئيس سليمان التساهل في موضوع وزير الدولة عدنان السيّد حسين الذي كان من حصته، على أن يبقى في الحكومة من الحصة الشيعية. وقالت مصادر بارزة في قوى 8 آذار لـ"النهار" انه امكن تجاوز 95 في المئة من العوائق والحواجز وان الموضوع انتهى على خط عون من حيث الحقائب المخصصة له والعمل متواصل مع رئيس الجمهورية لتسمية الماروني السادس بعد ابقاء وزارة الداخلية للعميد المتقاعد مروان شربل.واشارت ايضا الى ان منصب نائب رئيس مجلس الوزراء قد يسند الى الارثوذكسي الوزير السابق سمير مقبل ضمن حصة رئيس الجمهورية التي تشمل مارونيين وأرثوذكسيا. ولعل اللافت في هذا السياق ان المصادر نفسها كشفت لـ"النهار" ان اسناد حقيبة الداخلية الى العميد مروان شربل ليس محسوما بعد كما يتردد.

 

ميقاتي يرد على جعجع: ستكون الحكومة لكل اللبنانيين وليس لفريق دون آخر 

النهار/استغربت مصادر رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وصف المعارضة للحكومة المقبلة بأنها حكومة اللون الواحد، مذكرة اصحاب هذا القول ان الرئيس ميقاتي انتظر فريق 14 آذار حوالى الشهرين من اجل المشاركة في الحكومة، واذا كان هذا الفريق قرر طوعا عدم المشاركة في الحكومة، فلا يجوز عندئذ القول بأنها حكومة اللون الواحد، خصوصا وانها ستواكب التحديات القائمة، وستعالج المشكلات الكثيرة التي يعاني منها البلد من المستويات كافة، لذلك ستكون الحكومة لكل اللبنانيين وليس لفريق دون آخر. وكان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اعتبر أنه "من الافضل أن يبقى البلد دون حكومة على تشكيل حكومة كالتي يفكرون فيها". وقال ان "الحل الوحيد هو تشكيل حكومة تكنوقراط"، مشددا على أن "حكومة اللون الواحد ستضر بمصلحة الوطن وستكون أسوأ عشر مرات مما نحن عليه". وأكدت مصادر ميقاتي، بحسب ما نقلت صحيفتا "النهار" و"اللواء"، على العلاقة الايجابية مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مشيرة الى ان المعلومات التي وزعت حول ان كرة التأليف اصبحت في ملعب رئيس الجمهورية، هي محاولة لدق أسفين بينه وبين الرئيس ميقاتي، لافتة الى في هذا السياق الى الاتصال الهاتفي الطويل الذي جرى بينهما مساء امس الاول الاربعاء، وكان وديا وايجابيا.

 

أخبار المستقبل": محاكمة 15 سورياً دخلوا خلسةً إلى لبنان

علمت قناة "أخبار المستقبل" أنَّ "القضاء اللبناني يحاكم  15 سورياً كانت مخابرات الجيش أوقفتهم وأحالتهم إلى القضاء بتهمة الدخول خلسةً إلى لبنان عبر الحدود الشمالية ومن دون أوراق ثبوتية". (رصد NOW Lebanon)

 

حماده: الإحتكار هو في محاولة تشكيل حكومة من لون واحد وتقديس السلاح خارج الدولة 

أكد النائب مروان حماده أنَّه يريد للفريق الاخر أن "يتنفس ولا يتمسك بذهنية الوصاية في الوقت الذي ينفض الشعب السوري عن جسمه هذه الوصاية بتضحيات جسيمة".

حماده، وفي حديث لقناة "mtv"، سأل: "أين هو الإحتكار هل في حكومة الوحدة الوطنية التي كان فيها للفريق الاخر ثلث معطل فهل أم أنَّ الإحتكار هو في ما يجري الآن من انقلاب دستوري ومحاولة تشكيل حكومة من لون واحد وتقديس للسلاح خارج إطار الدولة ومحاولة إلغاء المحكمة الدولية". وتعليقاً على ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس أنَّ كثراً من وزراء ونواب "14 آذار" طلبوا منه عقد جلسات تشريعية، قال حماده: "نعم كثر طلبوا من بري جمع المجلس للنقاش، ولكن ليس لجمع المجلس (في جلسة تشريعية) وانتقاء قوانين محددة وبالتالي خلق سابقة في هذا المجال". ورداً على سؤال، شدد حماده على أنَّ "هناك وسيلة أنجع وأسهل وأكثر دستورية للتجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة عبر مرسوم يصدر عن رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال ووزيرة المال". إلى ذلك، أكد حماده "عدم السماح لأحد في أن يحاول من جديد أخذ لبنان ورقة في سياساته".

(رصد Now Lebanon)  

 

"الديار": عون غير راغب بتوزير أحد من كسروان وجبيل 

علمت صحيفة "الديار" أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون اقترح على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، عبر الوسطاء، الوزيرين السابقين ناجي البستاني وجان عبيد، لتولي المقعد الماروني السادس على أن يختار سليمان واحداً منهما لوزارة الاعلام. كما علمت "الديار" أن عون أعلن عدم رغبته بتوزير أحد من كسروان وجبيل، آملاً أن يقوم سليمان بالأمر نفسه. وأشارت المعلومات الى أن اللقاء بين رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي وعون ثبّت حقائب وتفاهمات والحصص الوزارية. ولفتت المعلومات الى أن لا تغيير في الاسم التوافقي على العميد مروان شربل بالنسبة لوزارة الداخلية. وأضافت المعلومات أن ميقاتي سيزور القصر الجمهوري اليوم لوضع رئيس الجمهورية في تفاصيل اجتماعه بعون وفي أجواء اللقاء الموسع في مجلس النواب.

 

 علّوش : مبادرة جديدها ننتظرها من فخامة الرئيس وثورة الأرز العدوّ الأساسي لمن فقد راعيه بسببها!!  

باتريسيا متّى

رأى عضو المكتب السياسي في تيّار المستقبل الدكتور مصطفى علوش أن تأجيل الجلسة التشريعية التي أصرّ عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري وتطيير النصاب كان "أمراً متوقعاً" لافتاً الى أن "الرئيس برّي كان على علم مسبق بهذا الواقع ولكنّه كعادته سعى لخطف الأنظار وتوجيه الاعلام باتجاه معين محاولاً التصويب على قوى 14 آذار للتغطية على فشل فريق الثامن من آذار في تشكيل الحكومة".

علّوش ردّ في حديث خاص أدلى به لموقع" 14 آذار" الالكتروني على تصويب الرئيس بري على ثورة الأرز معتبراً أن "هجومه غير مستغرب، اذ انه من المؤكد أنه يعتبر 14 آذار عدوّه الأساسي لأنها أخرجت راعيه من لبنان أي القوى السورية وتحاول الآن اخراج لبنان من واقع الفساد الذي استفاد منه على مدى السنوات الماضية".

الى ذلك، اعتبر علّوش أن "تطيير نصاب الجلسة لم يشتّت الأكثرية لأنها تحتمي براعيها في الوقت الحالي مشيراً الى أن "لقاء أقطاب فريق الثامن من آذار في المجلس النيابي قبل مؤتمر الرئيس بري الصحفي محاولة لاظهار تماسك ووحدة الفريق لكن الواقع أثبت عكس ذلك تماماً لأن لكلّ من هذه المجموعات أهدافه وطموحاته في الدولة على مدى الأشهر الماضية ".

وعن دور فخامة رئيس الجمهورية في ظلّ الفراغ الحكومي ومحاولة البعض التعدي على صلاحيات بعض السلطات، طالب علّوش وباسم قوى الرابع عشر من آذار فخامة رئيس الجمهوريّة الجامع للجميع "العودة لطرح مبادرة جديدة لتصويب الأمور ونزع لبنان من تداعيات الواقع الحاصل في المنطقة وتحديداً في سوريا، اضافة الى أخذ العبر والدروس مما واجهناه في المراحل السابقة والتركيز على كيفيّة جمع اللبنانيين في ظل الديمقراطية والتعدديّة والعمل على تخليص لبنان من السلاح غير الشرعي خصوصاً ازاء فشل 8 آذار في انتاج منطق انقاذي للبلد واستمرارهم في دفع البلد لمرحلة اليأس في مختلف المؤسسات".

هذا وردّ على مبدأ احتكار السلطة الذي باتت تتهّم فيه قوى الرابع عشر من آذار في الفترة الأخيرة، معتبراً أنه "لو كانت ثورة الأرز قادرة على احتكار السلطة لكانت بالتأكيد ساقت لبنان الى وضع أفضل بكثير عبر اعادة انتاج سلطة حقيقية، ولكن محاولة السلطة المضادة التي يترأسها بري وحزب الله التي تمنع 14 آذار من تحقيق الاصلاح الحقيقي والوصول الى الدولة الحقيقية لأن الفوضى والفساد هي البيئة الحاضنة لكلّ فريق 8 آذار وتحديداً الرئيس برّي وحزب الله ".

أما عن موقف الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من هذه الجلسة وتوجّهه الى المجلس النيابي، فقال علّوش: "انها محاولة من ميقاتي للايحاء بأنه لا يزال ضمن ذاك الفريق على الرغم من عدم مشاركته مدرجاً ايّاها في سياق محاولة ارضائه للرئيس برّي علّه بذلك يقلّص عدد أعدائه" معتبراًّ أن "ادعاءه مبدأ الوسطية قد يكون دفعه للقيام بمثل هذه الخطوة".

وختم علّوش متحدثاً عن المراوحة الحكومية والنتائج الايجابية التي أسفر عنها لقاء عون- ميقاتي، فقال: "سمعنا مثل هذا الكلام سابقاً كامكانية الوصول الى نتائج ايجابية وملموسة الا أن الأمور لم تصل الى خواتيمها، والنتيجة لن تتغيّر هذه المرّة طالما أن 8 آذار وفشلها الفادح مسيطر على البلد خصوصاً وأنها غير قادرة على تشغيل المنطق ولو لمرّة في تصرفاتها" معتبراً أن "انتاج أي حكومة للثامن من آذار لن ينقذ البلد أبداً ".

 

الخبير القانوني حسن الرفاعي: لا يصح عقد جلسة تشريعية في ظل حكومة ميتة

أكد الخبير القانوني حسن الرفاعي، أنه ليس من "فريق 14 آذار أو من فريق 8 آذار"، مضيفاً: "أنا رجل علم واستند على اجتهادات واقوال فقهاء".الرفاعي، وفي مداخلة عبر قناة "lbc"، قال: " انا استندت على احكام مجلس شورى الدولة المنشورة واستندت على تعليق كبير فقهاء فرنسا في القضايا الدستورية وكلهم يقولون ان حكومة تصريف الاعمال هي حكومة ميتة"، مشيراً إلى أنه "لا يصح ان تعقد جلس (تشريعية لمجلس النواب) قبل ان يكونوا الوزراء جالسين على مقاعد الحكومة".(رصد NOW Lebanon)

 

ميشال فرعون: بعض النواب سلموا مفتاح تشكيل الحكومة للخارج

أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون أنَّ "النظام السوري يواجه مخاطر"، مشدداً على "رفض التدخل السوري في شؤون لبنان وعلى رفض التدخل في شؤون سوريا"، وأضاف: "لكننا مع حرية التعبير ومع الإصلاح السياسي الديمقراطي في كل الدول العربية، وإذا لم يتجاوب هذا النظام مع مطالب الشعب فسيواجه مخاطر عدة".فرعون، وفي حديث لقناة "mtv"، قال: "المشاهد التي رأينها في سوريا نتيجة عمليات قمع المتظاهرين لم نر مثلها حتى في فلسطين المحتلة"، مضيفاً: "سوريا بلد يهم الجميع وعلى النظام القيام بإصلاحات وإلا سيواجه المزيد من ضغط الشعب السوري". وأشار فرعون إلى أنَّ "مسألة تشكيل الحكومة في لبنان مازالت بيد النظام السوري، وبعض النواب أخذوا مفتاح الحكومة وسلموه إلى الخارج، فالضوء الأخضر أو كلمة السر لم تأت حتى الآن من الخارج، فيما المخاطر والأفخاخ تزيد في لبنان". وعلى صعيد آخر، لفت فرعون إلى أنَّ "مهرجان "عيش الأشرفية" هي مبادرة من كل نواب الأشرفية"، مضيفاً: "قلنا لنحول ساحة ساسين مرة في السنة ساحة للفرح والابتعاد عن السياسة".(رصد NOW Lebanon)

 

كتلة التحرير والتنمية" النائب ياسين: كلام جعجع بالأمس رهان على سقوط النظام السوري

لفت عضو "كتلة التحرير والتنمية" النائب ياسين جابر إلى أن "فريق 14 آذار هو من رفض البحث في قضية شهود الزور"، موضحاً أن "اليوم لا وجود لحكومة لنبحث هذا الموضوع وحين تأتي الحكومة الجديدة سيتم تحويل هذا الملف الى القضاء اللبناني"، مشيراً إلى أن "الخلاف مع الفريق الآخر كان على مسألة شهود الزور". جابر، وفي حديث لقناة "lbc"، سأل لماذا هذا الاعتراض على دعوة رئيس مجلس النواب لجلسة تشريعية ونحن رأينا في الـ2005 انعقاد جلسة صدر عنها قانون العفو"، مؤكداً "دستورية وميثاقية الجلسة لأن المجلس النيابي في حالة انعقاد دائم في ظل حكومة مستقيلة"، وأوضح أن "المشروع ليس للتمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة بل كل ما نفعله تعديل قانون النقد والتسليف ليتم السماح لنواب الحاكم بتصريف الاعمال وحين تأتي الحكومة  الجديدة هي تقرر التمديد أم لا".ورداً على سؤال بشأن دعوة بري مجدداً لجلسة الأربعاء المقبل، أجاب جابر: "الرئيس بري دعا للجلسة مجدداً لانه يرى ان هذا الجدول ضروري ويتأمل أن يتحقق الاجماع على جدول الاعمال"، واستطرد قائلاً: "احترنا يا قرعة من وين بدنا نبوسيك"، وأشار إلى أن" نائب رئيس مجلس النواب وفريد مكاري قال لي لماذا بري لا يدعو الى جلسة". وفي سياق آخر، رأى أن "الوحيد الذي يمكن ان يجيب على سؤال ما اذا كان هناك حكومة ام لا هو الرئيس المكلف نجيب ميقاتي"، ومن جهة أخرى أكد أن فريقه "مع الاستقرار في الجنوب"، مضيفاً: "نحن ملتزمين القرار 1701 لكن لتقتنع اسرائيل بالتزامه فكم مرة تخترق اجواءنا ومازالت حتى الآن تحتل اراضي لبنانية".ورد على كلام الوزير ميشال فرعون الذي قال فيه "نراهن على الطائفة الشيعية الكريمة لكي تحصن السيادة والاستقلال في لبنان"، وأكد جابر أن "من حرر ارض الجنوب واستطاع اعادة السيادة الى لبنان هي المقاومة ولا يمكن القول لها هذا الكلام"، وتساءل: "المطلوب لبننة حزب الله فهل حزب الله ليس لبنانياً؟، مؤكداً أن "من استشهد في الجنوب ودافع عن ارضه وعرضه لا يمكن القول انه يجب ان يتلبنن"، ودعا فريق 14 آذار "لمد اليد لأن الفرصة مازالت متاحة والحكومة لم تشكل بعد".وبالنسبة للشأن السوري، رأى أنه "شأن داخلي"، معتبراً كلام (رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية") سميرجعجع بالامس، "هو رهان وأكثر من واضح على سقوط النظام في سوريا"، لافتاً إلى أن "ما يحصل في سوريا هو مؤامرة"، وتمنى "وجود استقرار في سوريا لأن عدمه ينعكس سلباً على الاستقرار اللبناني".(رصد NOW Lebanon)

 

نظام سوري فاقد الشرعية خارج التاريخ

 د. عبدالعظيم محمود حنفي/السياسة

الثورة التي يقودها الشباب السوري الباسل المحب لوطنه المنتمي لترابه  من دون مصلحة الا مصالح بلاده العليا والتي يقابلها النظام القمعي العتيق بالقتل والقمع , الجديد في هذه الثورة انها نقلت المعارضة من المطالبة بالتغيير بفرض التغييرعبر المظاهرات السلمية الحضارية  عبرالمطالبة  بالحق في الديمقراطية والحرية والكرامة ضد نظام اذلهم وخنقهم وقمعهم وجعلهم يتجسسون على بعضهم بعضاً ويكتبون التقارير ضد اهاليهم وقتل روح المواطنة فيهم وافقرهم وعد انفاسهم عليهم وحرمهم من تحرير بقعة غالية من ارضهم مما مثل انتقاصا لسيادتهم على ارضهم . والاحتجاجات ضد النظام البعثي قديمة لان مبادئ هذا الحزب وعنصريته وطائفيته وقمعه وبطشه ومعاداته لابسط المبادئ الانسانية وابسط الحقوق للمواطن السوري تنفر كل نفس حرة ابية منه ومن ممارساته . الا ان النقلة الكبرى كانت في  حرب العراق التي ازاحت شقيقه الحزب البعثي العراقي من الحكم فهذه الحرب أحيت السياسة الداخلية في سورية, بقدر ما عملت على تغيير البيئة الجيو- بوليتيكية المحيطة ذاك لأن نتيجة الحرب حملت السوريين على التفكير في مستقبل بلدهم ونظامه السياسي  فبعد وقت قصير على سقوط بغداد في أيدي الجنود الاميركيين, نشر قرابة 120 شخصية معارضة , من يساريين وإسلاميين معتدلين , من داخل البلاد وخارجها, بياناً جامعاً يدين التهديدات الأميركية لسورية بيد أنهم أعلنوا أيضاً أن العدوان على العراق برهن أن أجهزة الأمن ودولة الحزب الواحد ليست قادرة على الدفاع عن أرض الوطن, وأن من المستحيل ''مواجهة العدوان والتهديدات الأميركية-الإسرائيلية'' من دون ''اتفاق وطني وجبهة داخلية تستند إلى حريات المواطنين' فهذه الحريات العامة هي ما ينبغي توفيره وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون القاعدة لبناء ''جمهورية ديمقراطية حديثة'' في يونيو عام 2005, أُطلقت جبهة أعرض تدعو إلى ''حرية الرأي والتعبير والاجتماع والتنقل والسفر والنشاط النقابي والسياسي'', كما دعت الرئيس الأسد إلى منع الأجهزة الأمنية من التدخل في الحياة السياسيةï والحال أن القيادة السياسية السورية, لم تعمل بهذه النصيحة,واستمر النظام في غيه وقمعه ما زاد الاعباء السياسية والاقتصادية واثقل المواطن السوري باعباء لم يعد بامكانه السكوت عليها ومن ثم كانت الثورة السورية التي هي بشكل من الاشكال انقلاب في المزاج العام السوري فالرأي العام كان يتوقع انعطافة كبرى من النظام نحو الحرية منذ العام 2003  وأن على النظام السوري أيضاً أن يهيئ نفسه للتغييروهو الامر الذي لم يحدث.

لان القادة السوريين لا يقيمون وزنا لمواطنيهم بل جل اهتمامهم الضغط الخارجي وموقف الغرب منهم, فهم اول من يعرف ان شعارات الممانعة وغيرها تبقى شعارات لنظام موالي للغرب في اسسه وقيمه ورافض لاي تهديد لاسرائيل ولذا راينا خروقا حتى من الدول التي تقيم علاقات مع اسرائيل ولم نشهد خرقا عاما في الجبهة المسالمة الناعمة السلسة بين سورية واسرائيل  لذا هؤلاء القادة الزمرة المتسلطة الغاشمة لم يكونوا مذعورين بشكل صريح, من الاحداث التي تلت حرب العراق ولم يكن النظام مذعوراً من حركة الثورات المتنقلة في العالم العربي لقناعة بشار الأسد وزمرته وايمانهم بفرضية عامة -في الحالتين-  وهي فرضية أن الولايات المتحدة لن تضغط باتجاه تغيير سياسي داخلي في سورية, وأن واشنطن ستحتاج إلى دمشق, في النهاية, إذا ما كانت تريد ضمان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط رغم وجود محطات تشي باخفاق النظام السوري الداخلي والاقليمي وتجلى ذلك بتطوع النظام غير المتكيف مع المزاج العام السوري في التغيير او النزعة الدولية نحو اعلاء  القيم الديمقراطية و حقوق الانسان في سورية بإيقاع نفسه في الفخ عن طريق التواطؤ على قتل الحريري عام 2005 فيما الإشكالات الكبيرة لا تزال عالقة في ما يتعلق بالعراق وفلسطين, وهنا دللت دمشق على أن إساءة تقديراتها لم تقتصر على سوء فهمها المواقف الأميركية, بل شملت أيضاً تقديرها للوضع اللبناني الذي انفجر في 14 مارس 2005 ما أدى الى انسحاب السوريين من لبنان, ووضع مصلحة النظام قبل اهمية الاصلاح السياسي .

ولو اننا بازاء قيادة رشيدة لكانت فهمت بشكل جلي رسالة الشعوب في الحرية والديمقراطية والكرامة الانسانية الا ان النظام الطائفي العنصري القمعي الخشبي الذي ما زال يحكم عبر حزب واحد متسلط اختزل الشعب السوري في زمرة فاسدة تسرقه وتستغله وتقمعه وتقتله وتسترخص دمه واظهرت الثورة السورية ان هذا النظام يستخف بشعبه ويعامله كمجموعة من البلهاء والمتخلفين . هذه هي النظرة الى الشعب السوري باني الحضارات والذي اخرج لنا مبدعين في الادب والفن والخلق الابداعي ومن هنا كانت الحسرة من مواقف بعض اشباه المثقفين والفنانين السوريين الذين ارتضوا وارتضين ان يكونوا-ويكن - عملاء امنيين للنظام . أي عار يجلبه هؤلاء على تاريخ شعبهم الحضاري  وهو ينبئ عن غباء مركب متراكم لنظام لا مستقبل له .**خبير مصري بالشؤون السياسية والستراتيجية

 

1200 قتيل من المدنيين منذ رفع حالة الطوارئ

لندن - يو بي اي: أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان, الذي يتخذ من لندن مقراً, أمس, أن أكثر 1200 مدنياً لقوا حتفهم منذ رفع حالة الطوارئ واقرار قانون السماح بالتظاهر في سورية في 21 ابريل الماضي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان مجموعة من الأهالي تظاهرت مساء أول من أمس "قرب مدينة سراقب على الطريق السريع بين حلب وادلب لاعتراض قافلة عسكرية ضخمة, ورمتها بالحجارة فبادر بعض الجنود باطلاق الرصاص ما ادى إلى مقتل رجل واصابة ستة أشخاص آخرين بجروح". وأضاف "إن عدد الشهداء ارتفع بمقتل هذا الرجل إلى 1542, من بينهم 1210 من المدنيين و332 من الجيش وقوى الأمن, منذ اندلاع التظاهرات في منتصف مارس الماضي". وشدد على "أن الحل الأمني والعسكري فشل فشلاً ذريعاً بدليل سقوط 1200 شهيد منذ رفع حالة الطوارئ", واعتبر "أن التغيير السلمي قادم لا محالة".

 

موسى: لا موقف للجامعة العربية من موضوع لم يستشرها أحد بشأنه  

مجلس الأمن يصوت خلال أيام على قرار يدين النظام السوري رغم معارضة روسيا

نيويورك, موسكو - ا ف ب ¯ يو بي اي: يصوت مجلس الأمن الدولي خلال الأيام القليلة المقبلة على مشروع قرار تقدمت به الدول الغربية لادانة القمع في سورية ويواجه معارضة شديدة من قبل الصين وروسيا, في حين أعلنت الجامعة العربية أنها لم تستشر بشأنه. وتقدمت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والبرتغال, خلال جلسة مجلس الأمن ليل أول من أمس, بمشروع قرار معدل يطلب من الرئيس الأسد وقف العنف وفك الحصار عن المدن التي تشهد احتجاجات, لكنه لا يتضمن تهديدات بفرض عقوبات. وأكدت الدول الغربية الاربع التي تقدمت بالنص انها مستعدة للمجازفة بعرض القرار رغم احتمال استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) بما أنها تعارض بشدة أي تحرك من قبل الدول ال¯15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي.

وقال السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال غرانت للصحافيين بعد اجتماع المجلس "نعتقد ان العالم يجب ألا يبقى صامتاً أمام ما يجري من الاحداث الفظيعة التي تجري ونأمل في الانتقال الى التصويت على القرار في الايام المقبلة", مضيفاً "نأمل في ان يصوت كل اعضاء (المجلس) لصالح النص".

من جهته, قال السفير الفرنسي جيرار ارو ان النص هو محاولة لتوجيه "رسالة سياسية" الى الاسد مفادها انه حان وقت الاصلاحات, مضيفاً "كلنا نعرف وهذا ما قالته السلطات الفرنسية: إننا لن نقوم بعمليات عسكرية ضد سورية".

إلا ان تعديل النص لم يخفف من معارضة روسيا, حيث قال سفيرها فيتالي تشوركين "لسنا مقتنعين بأن ذلك (إصدار القرار) سيؤدي الى اقامة حوار والتوصل الى تسوية سياسية وانهاء العنف في سورية", مضيفاً "نحن قلقون لأن ذلك قد يؤدي الى آثار عكسية".

وفي موسكو, أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الكسندر لوكاشيفيتش, أمس, أن بلاده تعارض أي قرار في الأمم المتحدة بشأن سورية, مؤكداً أن الوضع في هذا البلد, لايشكل - برأي موسكو - تهديداً للأمن والسلم العالميين.

من جهته, أوضح المندوب البريطاني ليال غرانت ان المسودة الجديدة "تطلب وقفاً فورياً للعنف وتدين الانتهاكات المنهجية لحقوق الانسان", وتدعو السلطات السورية الى تخفيف الحصار عن المدن التي تشهد احتجاجات, وإلى إصلاحات "للسماح بمشاركة سياسية حقيقية", كما يطلب النص من "كل الدول التزام اليقظة لمنع تسليم اسلحة الى سورية".

وقال ديبلوماسيون ان القرار ابقى على تحذير من ان اعمال العنف يمكن ان تعتبر جرائم ضد الانسانية, إلا أنه لا يتضمن أي تهديد بعقوبات فورية خلافاً للتحذير الذي اصدره مجلس الامن الدولي ضد ليبيا في فبراير الماضي.

وفي هذا الاطار, أوضح سفير بريطانيا ان بعض التعديلات أدخلت لتهدئة "قلق عبرت عنه بعض الدول".

ويتوقع ان تجري مفاوضات مكثفة قبل التصويت على النص, حيث عبرت الهند وجنوب افريقيا والبرازيل عن تحفظاتها عليه, لكن القوى الاوروبية تأمل في اقناع جنوب افريقيا والبرازيل بدعمه مما يؤمن أحد عشر صوتاً في المجلس.

من جهتها, تقدم الولايات المتحدة دعماً كبيراً للقرار, حيث أعلنت انضمامها إلى الحملة لحشد التأييد في مجلس الامن.

وقالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس "سنقف الى جانب التاريخ عندما نصل الى التصويت, إن كان آخرون غير قادرين او غير راغبين (في التصويت) فسيتحملون مسؤولية ذلك", مضيفة ان بعض اعضاء مجلس الامن استخدموا الحوادث في ليبيا حجة لمعارضة القرار بشأن سورية.

في سياق متصل, أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان أحداً لم يستشر الجامعة بشأن مشروع القرار.

وقال موسى في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" ان مشروع القرار المقدم في مجلس الأمن هو مشروع فرنسي ولم يستشر أحد الجامعة العربية في هذا الأمر, مضيفاً "لا موقف محدداً للجامعة من أمر لم يعرض علينا", ان "هذه مسألة خاصة بفرنسا وبعض الدول في مجلس الأمن, ونحن نتابع عن بعد لأننا لم نُستشر ولم يرسل إلينا مشروع القرار".

وأشار الأمين العام للجامعة إلى انه ليس في مشروع القرار "إجراءات معينة" ولاصيغة نهائية للوثيقة.

ورداً على سؤال بشأن موقفه مما يحدث في سورية, قال موسى "أنا أرفض استخدام العنف ضد المدنيين.. لأن ذلك يؤدي دائماً إلى نهايات غير طيبة", مضيفا ان "للناس الحق في المطالبة بتحسين أحوالها وهم يعيشون في منطقة حصل فيها مثل هذا في مصر وفي تونس وفي غيرها".

وشدد في هذا السياق على ان "كل المجتمعات العربية تتحرك", معرباً عن اعتقاده ان "الجامعة العربية تمر الآن بمرحلة غريبة جداً لأن العالم يتغير جذرياً, وبالتالي فإن العالم العربي الذي عرفناه حتى اليوم ليس هو الذي سيكون في السنوات الأربع أو الخمس المقبلة", مؤكداً أن "الجامعة العربية يجب أن تواكب هذا التغيير وألا تتخلف عنه".

 

الخليجيون يخشون إقفال مطار بيروت بسبب زعزعة الاستقرار  

صيف غير واعد لقطاع السياحة في لبنان وتباطؤ في الاقتصاد نتيجة الشلل والفراغ

بيروت -ا ف ب: توقع اللبنانيون, بعد بدء الثورات العربية, أن يكون بلدهم الوجهة الاساسية للسياح الذين سيتجنبون الدول المجاورة المضطربة, لكن حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر, سيما في ظل شلل سياسي وفراغ حكومي مستمر منذ خمسة اشهر. وتدنى عدد الزوار الذين دخلوا لبنان خلال الاشهر الاربعة الاولى من السنة بنسبة 15,5 في المئة بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي, بحسب ارقام وزارة السياحة.

وكان لبنان حقق أرقاما قياسية في القطاع السياحي خلال السنوات الثلاث الماضية. وفي 2010, استقبل أكثر من مليوني زائر, وهو رقم تاريخي حتى بالنسبة الى الفترة الذهبية للسياحة قبل الحرب الاهلية (1975-1990). واعتقد اصحاب الفنادق في لبنان ان السياح الذين سيترددون في الذهاب الى تونس ومصر اللتين شهدتا ثورتين انتهتا بسقوط رئيسي البلاد السابقين, ولا تزالان تعانيان صعوبات مرحلة الانتقال الديمقراطي, سيتوجهون الى لبنان, لكن ذلك لم يحصل.

ويقول رئيس نقابة اصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر ان "الحركة الفندقية تراجعت بنسبة 40 في المئة خلال الاشهر الستة الاولى", مضيفا "في بداية السنة, لم تتعد نسبة اشغال فنادق بيروت 35 في المئة, بعد أن الغيت معظم الحجوزات".

وسقطت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري في 12 يناير الماضي, ما اثار مخاوف من احتمالات عودة العنف إلى البلد الصغير ذي التركيبة السياسية والديموغرافية الهشة. ولم يتمكن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من تشكيل حكومة حتى الآن بسبب عمق الانقسامات السياسية والتأثيرات الاقليمية على السياسة اللبنانية.

ويسجل تدن حتى في نسبة السياح الخليجيين الذين يعتبر لبنان إجمالا وجهتهم الرئيسية للسفر خلال فصل الصيف, وتراجع واضح في حجوزاتهم عبر شركات الطيران المختلفة, بحسب ما افاد عدد من وكالات السفر وشركة طيران الشرق الاوسط الوطنية.

ويرى نقيب اصحاب المطاعم بول العريس ان السياح القادمين من الخليج "يخشون أن يقفل مطار بيروت بسبب زعزعة الاستقرار لسبب أو لآخر. فلا يمكنهم الفرار عن طريق سورية, ولا يوجد طريق بحري للسفر من لبنان".

يضاف الى كل ذلك, ان شهر رمضان يصادف هذه السنة بداية شهر أغسطس المقبل, أي في أوج موسم الصيف, ويفضل الزوار العرب ملازمة بلدانهم إجمالا في شهر الصيام.

كما أن عملية خطف سبعة سياح استونيين في البقاع في شرق لبنان في مارس الماضي, أثارت مخاوف لدى بعض الغربيين من وجود خطر على حياتهم في حال قيامهم بزيارة هذا البلد.

ويقول العريس "سيكون الوضع مأسوياً" بالنسبة الى الحركة السياحية خلال فصل الصيف, مضيفاً ان "حجم أعمال المطاعم تراجع بنسبة اربعين في المئة, وقد أقفل حوالي عشرين مطعماً ومؤسسة في وسط المدينة وفي حي الجميزة" اللذين يعتبران رمزا للحياة الليلية البيروتية.

وأشار إلى "حصول فورة مطاعم خلال السنوات الماضية للتجاوب مع الطلب المتزايد, وقد بدأت هذه المطاعم اليوم تطرد عدداً من موظفيها", وسط تقديرات بأن الخسائر في قطاع الفنادق تبلغ ملايين الدولارات. ولم تقتصر تأثيرات الاحداث المتسارعة إقليمياً والازمة السياسية الداخلية على القطاع السياحي, بل ان عمليات البيع والشراء في القطاع العقاري تراجعت بنسبة 21 في المئة, وواردات الجمارك بنسبة 20 في المئة, ما يؤشر الى هشاشة وضع التجار حالياً في بلد يعتمد على الصادرات الى حد بعيد.

وتراجعت قيمة المداولات في بورصة بيروت بنسبة 78 في المئة حتى نهاية مايو الماضي. وكان لبنان سجل نسبة نمو قياسية في 2010 وصلت الى 7,5 في المئة, لكن منذ بداية هذه السنة بدأت توقعات النمو بالتراجع, لتصل الى 2,5 في المئة, بحسب صندوق النقد الدولي. ويقول رئيس قسم الابحاث والتحليل في بنك بيبلوس نسيب غبريل "هناك انقلاب في المعطيات: ثقة المستهلك تتراجع بسبب الازمة السياسية, ما يؤدي الى تباطؤ الاقتصاد", مضيفاً ان "الاعمال كلها في وضع المراوحة. البعض يفضلون عدم صرف أموالهم على شراء منزل من اجل الاحتفاظ بالسيولة". ويخشى الخبراء الاقتصاديون ان يؤدي انخفاض الواردات الذي يزيد من عجز الموازنة الى زيادة حاجة الدولة الى الاقتراض, علماً ان ديون لبنان العامة تتجاوز حالياً الخمسين مليار دولار. كما ان غياب الاصلاحات والشلل الحكومي قد يؤديان الى عودة حجم الدين العام بالنسبة الى اجمالي الناتج الداخلي الى الارتفاع, بعد ان كان تراجع من 180 في المئة في 2006 الى 135 في المئة في 2010. ويرى غبريل ان لبنان الذي يتمتع بوضع مصرفي متين ساعده في البقاء في منأى عن الازمة المالية العالمية خلال السنوات الماضية, "هو في طور إضاعة فرصة ذهبية".

 

شبح الحرب الأهلية يخيم على سورية والنظام يرتعب من فكرة "بنغازي جديدة"

واشنطن - ا ف ب, رويترز: هل تتجه سورية بعد ثلاثة اشهر من القمع نحو حرب اهلية قد تهدد النظام الذي يمسك بقبضة من حديد هذا البلد المتعدد المكونات? يطرح هذ السؤال نفسه على العديد من المحللين منذ الاعلان عن مقتل 120 شرطياً الاثنين الماضي. واعلنت السلطات السورية ان عناصر قوى الامن قتلوا في جسر الشغور بأيدي "جماعات مسلحة", لكن ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان وشهود عيان نفوا ذلك بحيث يؤكد بعضهم ان القتلى لقوا مصرعهم خلال تمرد في مقر عام لقوات الامن. وقال محمد بزي من مركز الشؤون الخارجية في نيويورك ان سيناريو محاولة التمرد أو الانشقاق لمساعدة المتظاهرين يضعان نظام الرئيس بشار الاسد "بمواجهة تمرد بأبعاد مختلفة", موضحاً أن "هذا الأمر قد يسفر عن استخدام النظام المزيد من القوة بشكل وحشي في محاولة لسحق التمرد, وسيشكل ذلك ربما منعطفاً يؤدي الى حرب اهلية في سورية, اي نزاع واسع النطاق بين السنة والعلويين" الذين يشكلون الأقلية الحاكمة. وأكد بزي ان الضباط العلويين الموالين لعائلة الاسد يسيطرون على قيادة الجيش كما ان الاقليات المسيحية والدرزية والشيعية الذين يشكلون جميعاً 15 في المئة من السكان "يعتبرون الاسد مصدرا للاستقرار". ورأى ان السنة العلمانيين وخصوصا "البورجوازيين التجار في دمشق وحلب" لا يبدو انهم يشاركون في الاحتجاجات حتى الآن, لكن بداية انشقاق في الجيش قد تحرجهم لأن "الاسد سيخسر حينها مقولة انه الوحيد في السلطة القادر على ضمان الاستقرار".

من جهته, قال ديبلوماسي اوروبي في واشنطن ان "الجميع قلق من حرب أهلية تدور رحاها في ارجاء البلاد", مشيرا الى ان ذلك امر "محتمل".

وبحسب المعلومات التي بحوزة المصدر, فإن المعارضة السورية اصبحت الآن أفضل وضعاً مما كانت عليه في بداية التظاهرات, لكنها لم تصل بعد الى درجة "المعارضة المنظمة".

بدوره, رأى المعارض عمرو العظم ان نظام الاسد يخشى ان يشكل المعارضون معاقل حدودية لهم وهذا ما يفسر شدة القمع في درعا أولاً على الحدود مع الاردن ومن ثم في بانياس قرب الحدود مع لبنان وبعدها في جسر الشغور قرب الحدود مع تركيا.

وقال أستاذ التاريخ في جامعة شاوني في نيويورك ان القادة السوريين "يرتعبون من فكرة بنغازي جديدة" في اشارة الى "عاصمة" التمرد في الشرق الليبي وقاعدة الانتفاضة.

الا ان الناشط الحقوقي ناصر ودادي اعتبر ان الحرب الاهلية "سابقة لأوانها", مؤكداً أن "النضال السلمي واللاعنف هما الهدف المعلن للمتظاهرين".

وأضاف ان نظام الاسد "في ضيق شديد وفي موقف دفاعي. ويختلق جميع أنواع قصص" التآمر في محاولة لتبرير العنف, ويقدم نفسه كضامن للاستقرار وخصوصاً لدى الاسرة الدولية.

من جهته, قال برهان غليون المعارض السوري والأستاذ في جامعة السوربون بباريس ان "الأسد انتهى, لكن علينا أن نرى كيف سينهار نظامه, هل سينهار من الداخل من خلال تصاعد الاحتجاجات أم سيتحد العالم ويطالب بوقف عمليات القتل ويهدد بالتدخل"?

وتعليقاً على الحل الأمني, اعتبر الأكاديمي السوري المعارض وائل مرزا أن "الأسد يحاول أن يصنع نسخة 2011 من مذبحة حماه التي نفذها والده في حماه العام 1982, يختار أن ينفذ مذبحة من مدينة الى مدينة بدلا من عملية قتل واسعة واحدة", مضيفاً ان "بشار لا يريد أن يستجيب لمطالب الشعب. تقوم سياسته على القيام بحمام دم تدريجي".

من جهته, توقع المحلل البناني جميل مروة أن يشدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من نهجه مع الأسد بعد الانتخابات التي تشهدها تركيا الاحد المقبل.

وأشار إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان الاسد يسيطر على الوضع حقاً أو انه متورط في الاجراءات الصارمة ضد المحتجين وهو سؤال يتكرر منذ خلف والده في الحكم العام 2000 .

وأضاف "لم نتمكن حقيقة من معرفة ما إذا كان قد منع من تنفيذ ما وعد به (لجهة منع إطلاق النار على المتظاهرين): إما أن يكون جزءاً من التركيبة واننا صدقنا الكذبة لمدة عشر سنوات بأن بشار إصلاحي أو أنه مجرد رجل علاقات عامة برتبة رئيس".

 

10 آلاف جندي و500 دبابة في مرحلة أولى لحسم الأوضاع على طول الشريط الحدودي مقابل ضمها إلى الاتحاد الأوروبي وإطلاق يدها في المنطقة  

نواب أميركيون يدعون تركيا لإرسال "قوات ردع" إلى سورية لوقف المجازر وإسقاط نظام الأسد ومنع التدخل العسكري الإيراني

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

دعا تكتل من النواب الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس الاميركي يطالبون باتخاذ اجراءات "ردعية فورية لا بأس ان تكون على غرار الاجراءات الاطلسية - الدولية ضد معمر القذافي" في ليبيا, ادارة باراك اوباما الى "تكرار ما فعلته الولايات المتحدة في العام 1976 بتلزيم الامن في لبنان مع بداية حربه الدموية الى القوات السورية, فتقدم على تلزيم امن الشعب السوري الثائر الى الحليف التركي القوي داخل حلف شمال الاطلسي لوقف المجازر واطاحة نظام البعث ومحاكمة قادته لينالوا جزاء اعمالهم".

وقال الناطق بلسان هذا التكتل النيابي الاميركي في اجتماع مع قادة اغترابيين لبنانيين في واشنطن كانوا مع معظم اعضاء هذا التكتل في التسعينات وراء اصدار الكونغرس مشروع قرار "محاسبة سورية واعادة استقلال لبنان" الذي ادى الى صدور القرار الدولي لمجلس الامن 1559 الذي اخرج الجيش السوري من الاراضي اللبنانية بعد 26 سنة من الاحتلال, "انه ليس امام الولايات المتحدة والدول الاوروبية المنضوية تحت لواء حلف شمال الاطلسي سوى الاستعانة برجب طيب اردوغان وقادة الجيش التركي الحلفاء الاقوياء لواشنطن في المنطقة, لادخال "قوات ردع" برية تركية الى المدن والقرى والمناطق السورية الشمالية التي يتعرض سكانها راهنا لما يشبه الابادة الجماعية والتهجير القسرى, كمرحلة اولى لانقاذ مئات الالاف من الابرياء السوريين المدنيين والعسكريين, والحد من تدفق هؤلاء عما قريب الى داخل تركيا ولبنان والاردن والعراق هربا من كواسر النظام القمعي".

وقال البرلماني الاميركي: "يجب القيام بهذه الخطوة الانقاذية الانسانية فورا لانه يبدو ان بشار الاسد وبطانته مستمران في استخدام المدفع والدبابة وربما قريبا المقاتلات والمروحيات الجوية لتحقيق خططهما في القضاء على المعارضة وحماية نظامهما من الانهيار اذا اصابهما اليأس وعلى المجتمع الدولي ان يقدم للحكومة والجيش التركيين كل الدعم السياسي والمادي والعسكري والامني لدخول سورية ووقف المجازر منعا لسيطرة ايرانية في نهاية المطاف على البلاد كما تسيطر على العراق, ولمنع وقوع حرب اهلية مذهبية ترتفع حظوظها يوما بعد يوم في المحافظات السورية الشمالية خصوصا".

وكشف النائب الاميركي اللثام عن ان وفدا من الكونغرس سيزور انقرة خلال الايام القليلة المقبلة بعد جولة على بعض عواصم حلف الاطلسي خصوصا تلك التي عارضت حتى الان انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي مثل فرنسا والمانيا وايطاليا لجس نبض كل الاطراف بشأن "تلزيم تركيا مهمة انهاء المجازر السورية واسقاط النظام من دون ان يتكبد حلف شمال الاطلسي مجددا عناء اخذ هذه المهمة بصدره كما في ليبيا, وتجنبا لمواقف بعض الجهات العربية والدولية وكذلك اسرائيل التي لا ترغب في ان ترى نظام الاسد رحل وحل محله نظام اخر مجهول التصرفات المستقبلية".

ونقل النائب الاميركي عن اوساط في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قولها انها "لا تعارض دخول عشرة الاف جندي تركي كدفعة اولى الاراضي السورية من الشمال, لاحتلال نحو 200 مدينة وقرية معرضة الان في هذه اللحظة للقصف والقنص والقتل والتهجير على ان يرتفع عدد القوات التركية فيما بعد حسب تطورات الاوضاع, وان ادخال 500 دبابة تركية الى الحدود السورية تحت غطاء جوي سيحسم الاوضاع على طول الشريط الحدودي بعمق يتراوح بين 10 و20 كيلومترا كمرحلة اولية".

وقال رجل الكونغرس: "ستكون الولايات المتحدة ودول اوروبا مستعدة لان تدفع لحكومة اردوغان الثمن الذي تطلبه لدخول سورية وانهاء الامر هناك ونحن نعتقد هنا انه اذا تأخر ذلك فان الايرانيين قد يرسلون قوات جوية وبحرية وبرية الى سورية لانقاذ النظام والسيطرة على البلاد كما هو الوضع في المناطق الشيعية العراقية التي تتجاوز مساحتها نصف مساحة البلاد".

ولفت النائب نظر المجتمع الدولي الى اللافتات التي رفعت في تظاهرات المدن والقرى السورية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية مثل اللافتات في جسر الشغور ودرعا ودير الزور والمدن والبلدات الشمالية القريبة من حدود تركيا وهي تقول "شكرا اردوغان" و"لا ايران ولا حزب الله بدنا دولة تخاف الله", تعبيرا عن التوجه الشعبي السوري الكاسح وكأنه طلب للنجدة من اردوغان الذي نعتقد ان قبوله بمهمة دخول سورية لاحلال الامن فيها لمدة لا تتجاوز الستة اشهر سيجعله وهو يعرف ذلك - منقذ المسلمين السنة في المنطقة العربية من الشيعية الايرانية والعلوية السورية, كما سيفتح له الطريق امام الانضمام الى اوروبا بعد سنوات طويلة ومريرة من المحاولات الفاشلة".

 

أيَّ ســـوريــا نـريــد  

سجعان القزي/موقع الكتائب

معظمُ اللبنانيين حيارى: أيَّ سوريا يؤيّدون، بل أيَّ سوريا يريدون؟ هي المرةُ الأولى يخضعُ اللبنانيون فيها لمثلِ هذا الامتحان. إنه تقدُّم نوعيّ، فبعد أن كنا نَخضَع لسوريا ـ وبعضُنا يفضِّلها على لبنان ـ صار يَحُقّ لنا أن نختارَ بين سوريا النظام وسوريا الاحتجاجات. غابراً، قال المفكِّرُ الفرنسيُّ فرنسوا مورياك: "لِفَرْط حبي لألمانيا، أحب أن أراها أَلمانيتَين"؟ نحن نريد سوريا واحدة. ونَشجُب مؤامرةَ إعادةِ تقسيمِها خمس دويلاتٍ كما كانت حتى الربعِ الأولِّ من القرن العشرين: دمشق، حلب، اللاذقية، جبل الدروز، واسكندرون.

يستطيع اللبنانيون أن يؤيدوا النظامَ أو الثورةَ في كلٍّ من تونس ومِصرَ وليبيا واليمن من دون خِشيةِ حصولِ انعكاسٍ خطيرٍ على الوضعِ اللبناني، لكنهم لا يستطيعون اتخاذَ موقفٍ حاسمٍ تِجاه أحداثِ سوريا من دونِ تقديرِ العواقب. فعلاوةً على الجِوار الجغرافي المباشَر، تحتفظُ سوريا بامتدادٍ سياسيٍّ وأمنيٍّ وطوائفيٍّ في لبنان، كما أنّ نِصفَ اللبنانيين مع النظامِ ونِصفَهم الآخر ضِدّه. وبالتالي، إن موقِفَ لبنان حِيال سوريا لن يكونَ مُوجَّهاً نحو دمشق فقط، بل نحو نِصفِ لبنانَ على الأقل.

إن سوريا هي، واقعياً، موضوعٌ لبنانيّ داخلي. واللافتُ هنا أمران: الأول: إن الانقسامَ اللبنانيَّ، هذه المرّة، لا يَتخذ طابَعاً مسيحياً ـ إسلامياً؛ فالحريصون على بقاءِ النظامِ السوريِّ يَنتمون إلى كل الطوائفِ، وكذلك المتعاطفون مع المحتجّين. والثاني: إن الّذين قاوموا الاحتلالَ السوريَّ سابقاً هم، عموماً، أكثرُ المتحفِّظين عن المطالبةِ بإسقاطِ النظام السوري اليوم؛ ما يؤكد أنّ مقاومَتهم جيشَ الاحتلالِ السوري بين سنتي 1975 و 2005 لم تكن عِداءً فِطريّـاً أو جُزءاً من مؤامرةٍ خارجية، بل دفاعاً عن استقلال وطنٍ وكرامةِ شعب.

بعيداً عن الأهواءِ المختلِفة، هناك مجموعةُ معاييرَ وثوابتَ من شأنِها أن تساعدَ اللبنانيين على صَوْغِ موقفٍ مسؤولٍ من الأحداثِ الطويلةِ الأمدِ في سوريا:

1. المعيارُ الأول هو العَلاقاتُ بين لبنانَ وسوريا. هذه العلاقاتُ هي خاصةٌ ومُميَّزةٌ أساساً بين الشعبين لا بين الدولتين، لا بل هي موجودةٌ قبلَ نشؤِ الدولتين اللبنانية والسورية. ولا قيمةَ لتأييدِ لبنان للنظامِ السوري ما لم يَستند إلى مفهومِ التضامن بين الشعبين. والواقعُ أن العَلاقاتِ ما كانت سيئةً مع الشعبِ السوري، بل مع الأنظمةِ السوريةِ المتعاقبةِ منذ قيامِ دولةِ لبنان واستقلالِها. من هنا يَتوجَّب على اللبنانيين كافةً إقامةُ توازنٍ بين النظامِ والشعبِ في سوريا لئلا يَسقطَ مُكوِّنُ التاريخِ عن العَلاقاتِ الثنائيةِ ويبقى مُكوِّنُ السلطةِ فقط (مرحلةُ ما بعد الطائف).

2. المعيارُ الثاني هو الاستنادُ إلى معاهدةِ "الصداقةِ والأخوّة" اللبنانيةِ السوريةِ وميثاقِ جامعةِ الدول العربية وميثاقِ الأممِ المتحدة. فهذه المرجِعياتُ الثلاث، الثنائيةُ والعربيةُ والدولية، تَنصّ على أن تحترمَ الدولُ والشعوبُ سيادةَ بعضِها البعض، وألا تتدخّلَ في الشؤونِ الداخلية لكل دولة. لكنَّ المؤسفَ أن النظامَ السوريَّ لم يَحترم هذه المرجعياتِ الثلاثَ في سلوكِه تجاه لبنان. فرغم كلِّ متاعبِه الداخليةِ الحالية، ورغم تحاشي غالِبيةِ اللبنانيين التورط في الأحداثِ السورية، لا يزال هذا النظامُ يَتصرّف تجاه لبنانَ بطريقةٍ سلبيةٍ بِدءاً مِن موضوعِ الحكومةِ وصولاً إلى إثارةِ جبهةِ الجنوب.

3. المعيارُ الثالث هو التزاماتُ لبنان الدولية؛ فنحن، كما سوريا، جُزءٌ لا يتجزأ من المجتمعِ الدولي المتمَـثِّل بالأممِ المتحدة. وإذا كانت دولٌ معينةٌ تُجيز لنفسِها الخروجَ عن الإجماعِ الدولي، فأحدُ مصادرِ قوّةِ لبنان هو احترامُ القراراتِ الدوليةِ والالتزامُ بها، وإلا يتجاهلَ المجتمعُ الدولي القضيةَ اللبنانية. ولقد أثبتَ التاريخُ الحديثُ في لبنانَ والعالم أنَّ ما مِن دولةٍ تَمكّنت في نهايةِ المطافِ من الصمودِ أمام المجتمعِ الدولي، حتى أن إسرائيل ستُضطرُّ عاجلاً أو آجلاً إلى قَبولِ القراراتِ الدوليةِ بشأنِ القضيةِ الفلسطينية.

4. المعيارُ الرابع هو شِرعةُ حقوقِ الإنسان التي تَمنحُ الإنسانَ فرداً أو جماعةً حقَّ التعبيرِ سِلمياً عن رأيهِ في أيِّ مجتمعٍ من دونِ أن يَتعرّضَ للقمعِ والقتل. لقد جاء في المادةِ 5 من الإعلانِ العالميِّ لحقوق الإنسان: "يُحظَّر تَعرّضُ أيِّ إنسانٍ للتعذيبِ أو للعقوباتِ أو للمعاملاتِ القاسيةِ أو الوحشيةِ أو المُحِطَّةِ بالكرامةِ، أو ترهيبُه أو ترعيبُه أو تخويفُه أو اختطافُه". وجاء في المادةِ 14: "لكلِّ فردٍ الحقُّ في أن يلجأَ إلى بلادٍ أخرى أو يُحاولَ الالتجاءَ إليها هرباً من الاضطهاد". بناء عليه، ومن دونِ التورّطِ السياسيِّ أو الأمني في أحداثِ سوريا، لا يَسعُنا أخلاقياً التفرّجُ على عذاباتِ هذا الشعبِ الشقيق. إن الإنسانَ أسمى من المصالحِ السياسية، والمواطنُ أهمُّ من النظام، ونُصرةُ القيمِ أعلى من العَلاقات الثنائية.

5. المعيارُ الخامس هو مبدأُ الحِيادِ اللبناني إزاءَ الدولِ العربية. فإذا كان موقِفُ لبنانَ التاريخيِّ تِجاه الدول العربية هو: "مع العربِ إذا اتفقوا وعلى الحِيادِ إذا اختلفوا"، فكيف الحالُ إذا كان الخلافُ بين النظامِ وفئاتٍ شعبيةٍ في دولةٍ واحدة؟ لا يَسَعُ الدولةُ اللبنانية اتخاذَ موقفٍ عَملانيٍّ منحازٍ إلى طرفِ نزاعٍ داخلَ دولةٍ عربية. أما المواطنُ اللبناني، وبانتظارِ إقرارِ مشروعِ حِيادِ لبنان، فحرٌّ أن يتعاطفَ فكرياً وإعلامياً مع من يشاء من دون أن يُحوِّلَ موقِفَه الفرديَّ موقفاً جَماعياً يستدعي اتخاذَ خطواتٍ سياسيةٍ وأمنية.

6. المعيارُ السادس هو مسارُ الديمقراطيةِ ومصيرُ الحريات في سوريا. إن حركةَ الاحتجاجاتِ الحاليةِ لا تزال تخضعُ لأقليةٍ عَلمانيةٍ ولأكثريةٍ دينية. ولا يَعرِف العالمُ بعد تطوّرَ مسيرةِ التغييرِ واتجاهاتِها الفكريةِ والسياسيةِ ونظرتَها إلى المستقبل السوري. فكلماتُ إصلاحٍ وحريةٍ وديمقراطيةٍ تبقى فارغةً ما لم تَـتّخِذ شكلاً دستورياً مطابِقاً لمفهومِها اللغوي. ولم ننسَ بعد أن الأنظمةَ العربية، موضوعَ الشكوى ـ بما فيها حزبُ البعثِ الباقي في سوريا ـ استعملت تلك الكلماتِ والشعاراتِ الجليلةَ، واستولت على السلطةِ على أساسِ أنها حركاتٌ إصلاحية. لذلك، قبل التهليلِ لأي حركةِ تغييرٍ، نُفضِّل معرفةَ هُويةِ الحركةِ الاحتجاجية، وعقائدِها، وبرنامجِها السياسي، ونظرتِها إلى العَلاقات اللبنانية السورية، وما هو نظامُها البديل. لسنا بواردِ الرهانِ على أيِّ فئة سورية، رسميةٍ أو شعبية، لا تلتزمُ مشروعاً إصلاحياً عَلمانياً وديمقراطياً وليبرالياً.

7. المعيارُ السابع هو مصالحُ لبنان المباشِرة. إن كان لبنانُ ضنيناً بالشعبِ السوري ونظامِه، وشغوفاً بانتشارِ الديمقراطيةِ في دولِ الشرقِ الأوسط كافة، فهَـمُّـه الأولُ أن يكونَ في سوريا نظامٌ يحترمُ استقلالَ لبنان وسيادتَه وحريةَ قرارِه الوطني. وإذا كان تبادلُ التمثيلِ الديبلوسي شكّلَ خُطوةً متقدمةً في هذا السياق، فجوهرُ النظرةِ السورية إلى لبنان (الكِيان والوطن والدولة والشعب) يحتاج ثورةً في الذهنيةِ السورية، شعباً ونِظاماً. من هنا، إننا نؤيدُ سوريا التي تَكُف عن استخدامِ لبنان ورقةَ مفاوضةٍ أو مقايضةٍ في علاقاتِها أو صراعاتِها العربيّـةِ والإقليميةِ والدولية. نؤيد سوريا التي تُوقِف التعاطي المباشَر مع الأطرافِ اللبنانيين وتأليبَ بعضِهم على البعضِ الآخر، وعلى الدولةِ اللبنانية، وعلى دولٍ شقيقةٍ أو صديقة. ونؤيد سوريا التي تَحسُم مصيرَ الملفاتِ الثنائيةِ العالقة، وهي لا تحتاجُ سوى قرارٍ، بل حسنِ نيةٍ سورية. وأبرزُ هذه المَلفات: المعتقلون اللبنانيون، ترسيمُ الحدود، وقفُ تهريبِ الأسلحةِ إلى قوى لبنانيةٍ أو غيرِ لبنانية، عدمُ عرقلةِ تنفيذِ القراراتِ الدولية ولاسيما عملُ المحكمةِ الدولية، تقديمُ الأوراقِ الثبوتـيّـةِ إلى الأممِ المتحدةِ بخصوصِ لبنانيةِ مزارعِ شبعا. إنها لمغامرةٌ أن يتورَّطَ اللبنانيون في أحداثِ سوريا قبل حصولِهم من النظامِ الحالي أو البديل على ضماناتٍ واضحةٍ بشأن كلِّ ما سَبق. سنةَ 1989 تحفّـظت فرنسا وروسيا عن إعادةِ توحيدِ ألمانيا إثرَ سقوطِ حائطِ برلين لأنهما خَشيَتا أن تستعيدَ ألمانيا الموحَّدةُ نزعةَ الهيمنةِ والمغامراتِ العسكرية كما فعلت في حروب 1870 و 1914 و 1939. ولم يُسقِط الرئيسُ الفرنسيُّ آنذاك، فرنسوا ميتران، تَحفُّظَه إلا بعدما قدّم إليه المستشارُ الألماني، هلموت كول، الضماناتَ التالية: امتناعُ ألمانيا عن امتلاكِ السلاحِ النووي، عدمُ اشتراكِها في أيِّ حربٍ أوروبية، استمرارُ التزامِها مشروعَ الوِحدةِ الأوروبية، وإقامةُ مِحورٍ ألماني فرنسي ضِمنَ الاتحادِ الأوروبي.

8. المعيارُ الثامن هو مصيرُ المسيحيين في سوريا. إن مسيحيي لبنان، بحكمِ مخططِ الاضطهادِ والتهجيرِ الذي يتعرّض له مسيحيّو الشرق، يعارضون أيَّ تغييرٍ في سوريا لا يؤثرُ إيجابياً على الحضورِ المسيحي هناك. صحيحٌ أنَّ الديمقراطيةَ في سوريا مسألةٌ فيها نظر، لكنَّ المسيحيين السوريين عموماً يعيشون بأمنٍ وسلامٍ في ظلِّ النظام الحالي. وواضحٌ أن علاقتَهم بنظامِ الأسد، الأبّ والابن، طَوال العقودِ الأربعةِ الأخيرةِ كانت أفضلَ من علاقةِ مسيحيي لبنان به. وإذا كانت حركةُ الاحتجاجِ السوريةِ ضعيفةً في المناطقِ المسيحية السورية، فلأن هؤلاء يَخشَوْن بديلاً أصولياً يَحُدُّ من حرياتِهم الدينيةِ، خصوصاً وأنَّ حرياتِهم السياسيةَ محدودةٌ أصلاً أُسوةً بسائرِ المواطنين السوريين. إن الاحتكامَ إلى المعيارِ المسيحيِّ للتمَوْضعِ حيالَ أحداثِ سوريا لا يعني مطلقاً أنَّ المسيحيين يُضحّون بمشروعٍ ديمقراطيٍّ سوريٍّ على مذبحِ وجودِهم، بل يعني أنهم لا يريدون التضحيةَ بأمنِهم وسلامِهم من أجل مشروعِ تغييرٍ مجهول، لاسيما وأنَّ ما يحصل في العراقِ ومِصر وفِلسطين غيرُ مشجِّعٍ على الالتحاقِ بثوراتٍ لا تَملِك مشروعاً واحداً ولا قيادةً منسجمَة.

قد تبدو هذه المعاييرُ الثمانيةُ متناقضةً في ما بينَها، لكن الحقيقةَ أنّ الوضعَ السوريَ (النظامُ وحركةُ الاحتجاج) هو المتناقضُ والغامض. هذا المُعطى يَفرُض على اللبنانيين توخي الحذرَ الشديدَ في انتقاءِ موقفٍ حيال الأحداثِ السورية، لئلا تنتقلَ حالُ الطوارئ من سوريا إلى لبنان. وإذا كان كلّ اللبنانيين حريصين مبدئياً على استقرارِ سوريا، فالموقفُ اللبنانيُّ هو موقفٌ مفتوحٌ حِيالَ الأحداثِ الجارية، ويُفتَرض أن يَخضعَ لإعادةِ نظرٍ دوريةٍ ومراجعةٍ حسْبَ تطورِ المواجهةِ بين النظامِ السوريّ وحركةِ الاحتجاجات ونسبةِ القمع.

إعادةُ النظر لا تعني الانحيازَ التدريجيَّ إلى المنتصِر والابتعادَ عن المهزوم، بل مراقبةَ مدى قُدرةِ النظامِ السوري على إجراءِ إصلاحاتٍ بُنيويّـةٍ في دستورِه وقوانينِه وفي سياستِه الخارجية من جهة، ومدى جدارةِ المعارضين بأن يكونوا بديلاً ديمقراطياً وعَلمانياً عن النظامِ وجيراناً طـيّبين من جهة أخرى.

 

مع استمرار أزمة التأليف والخلاف على عقد الجلسات

الجيش يحفظ الأمن وسلامة يحمي الليرة

النهار/اميل خوري     

بعدما تعطل عمل السلطة الاجرائية من جراء الخلاف على تأليف الحكومة منذ خمسة اشهر تقريبا، ولا احد يعرف متى يتم التوصل الى اتفاق على تأليفها، وتعطل عمل السلطة التشريعية بسبب الخلاف على دستورية عقد جلسات في ظل حكومة مستقيلة، لم يعد عند الناس أمل وثقة إلا بالمؤسسة العسكرية التي حافظت حتى الآن على وحدتها الوطنية وابتعدت عن الخلافات السياسية الداخلية، وحرصت على حفظ الامن والاستقرار في البلاد باعطائهما الاولوية وعلى تأكيد جهوزيتها في مواجهة اسرائيل عند اي اعتداء يقع على لبنان، والامل والثقة ايضا بحاكمية مصرف لبنان التي اكدت بالفعل لا بالقول نجاح سياسة المحافظة على الاستقرار النقدي، الامر الذي اثمر اجماعا للاحزاب والكتل على اختلاف اتجاهاتها ومشاربها ومذاهبها على التجديد للحاكم رياض سلامة لما اثبته من قدرة على ممارسة هذه السياسة التي جعلت لبنان يتجاوز خطر الازمة المالية العالمية، هذه الاحزاب والكتل التي اختلفت على كل شيء اتفقت على التجديد لسلامة لأن سلامة الليرة اصبحت مرتبطة به.

وعندما يلتقي الامن الذي تحققه المؤسسة العسكرية مع الاقتصاد والمال، فإن سياسة حاكم مصرف لبنان تصبح كفيلة بتحقيق الاستقرار والنمو ويصير في الامكان تحمّل سلبيات فترة الازمة الوزارية ولو في الحد الادنى، وشلل مجلس النواب اذ لا اقتصاد بدون امن ولا امن بدون اقتصاد، فإذا اجتمع الامن والاقتصاد اطمأن الناس، وما دام الامن توفره المؤسسة العسكرية، والاقتصاد والمال ترعاهما سياسة حاكم مصرف لبنان الحكيمة والناجحة، فإن تجديد الثقة به هو تجديد للثقة بسياسته وتطمين للاسواق المالية القلقة من استمرار الازمة الوزارية. وهو تجديد بعيد من اي اعتبار سياسي وتحتمه الكفاية والجدارة والاستحقاق. وعندما يجتمع الامن بقيادة الجيش والاقتصاد والمال بقيادة الحاكم سلامة، فلا خوف على لبنان، فاللبناني لا يطلب سوى الامن والاستقرار ليقوم بما يدهش في حقلي المال والاقتصاد، وهو لا يخاف الا من سياسة السياسيين التي تفرّق ولا تجمع وتضرب الثقة بلبنان المال والاقتصاد وبلبنان السياحة والصناعة والتجارة والزراعة.

الواقع ان ما يبنيه رجال المال والاعمال والاقتصاد مدى سنوات يهدمه بعض رجال السياسة في غضون اشهر بمشاكساتهم وتناحرهم وانقسامهم وباعتمادهم سياسة الانتقام والتشفي والكيدية، لا بل سياسة النكايات وتقويم الكلام مهما كان الضرر... فمع كل ازمة حادة في لبنان يتضرر الاقتصاد، ولا يعود في الامكان تعويض هذا الضرر الا بعد سنوات من الجهد. وما ان يقف لبنان على قدميه ويتعافى حتى تأتي السياسة الغبية لبعض الزعماء لتهدم ما بناه رجال المال والاعمال والاقتصاد الذين كلما نهضوا به تنحدر هذه السياسة به من دون ان يأبه اصحابها بالمخاطر التي تتأتى من الفراغ الحكومي.

والمخاطر المتأتية كل مرة من الفراغ الحكومي تجعل موسم السياحة والاصطياف ينتهي قبل ان يبدأ ويتكبد الاقتصاد اللبناني من جراء ذلك خسائر تفوق الملياري دولار وما لذلك من تأثير على قطاعات كثيرة، والانقسامات السياسية الداخلية والفراغ الحكومي وشلل مجلس النواب تضيّع على لبنان فرص الافادة من الثورات العربية لتعزيز قطاعه المصرفي عبر استقطاب الاموال الضخمة والثروات الباحثة عن ملاذ آمن، وتقوية حركته الاستثمارية عبر جذب المستثمرين الذين يبحثون عن اماكن هادئة ومستقرة، وخسارة فرص عمل جديدة لمكافحة البطالة وكذلك فرص تحقيق معدلات نمو مرتفعة.

ان هذا الوضع المؤسف يجعل اللبنانيين يتساءلون هل كُتب للبنان ان يدفع كل مدة ثمن خلافات السياسيين، فيحرم العيش براحة واطمئنان، ويحرم التطور والنمو والبحبوحة والازدهار ليواجه خطر التضخم والعجز وعدم التمكن من اجراء الاصلاحات المطلوبة واقرار الموازنات توصلا الى خفض العجز واطفاء الدين العام، اذ لا يمكن معالجة مشكلة الدين من دون معالجة مشكلة العجز، وعندما يتدهور الوضع الاقتصادي لا يعود ينفع الندم ولا شماتة فئة سياسية بفئة اخرى، كما لا يعود ينفع تشكيل حكومة لتعويض لبنان ما اصابه من ضرر بل محاولة وقفه شرط ان تكون حكومة ثقة لا حكومة محاصصة يكون وجودها اكثر ايلاما من استمرار الازمة الوزارية والفراغ، والا كان السؤال المقلق: هل اقتصاد لبنان في خطر، والى متى يبقى في المأزق السياسي؟ وهل يواجه لبنان خريفا اقتصاديا اذا لم تشكل بسرعة حكومة ثقة فيما دول في المنطقة قد تشهد ربيع ثوراتها الشعبية؟ فارتفاع التضخم وتراجع الودائع مع استمرار الفراغ قد يشعلان ثورة اجتماعية يصرخ فيها الشعب: "نريد اسقاط الطبقة السياسية التي لا تكف عن تهديم لبنان".

 

هل أُعطيت الكلمة لحكومة "صديقة" لدمشق؟

توازن الوسطيين رسالة إلى المجتمع الدولي

النهار/روزانا بومنصف     

لم تستطع الاوساط السياسية اللبنانية الجزم بعد لقاء الرئيس السوري بشار الاسد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اذا كانت الرسالة الاهم من هذا اللقاء اعطاء الانطباع عن استمرار ثبات الرئيس السوري وقوته وعدم تأثره سياسيا الى حد كبير بالاحداث في سوريا، ولا تاليا بنية المجتمع الدولي اصدار قرار عن مجلس الامن الدولي يدين قمع النظام للاحتجاجات السورية ام الاهم هو اعطاء الضوء الاخضر لتأليف حكومة في لبنان تحمي خاصرة سوريا، الامر الذي يصب عمليا في خانة الاعتبار الاول، اي ان سوريا لا تزال قوية، على رغم ما يلمّ بها، الى درجة امساكها بمفتاح حل الموضوع الحكومي. ام ان الرسالة هي في الاتجاهين معاً علما ان الاعتبار الاول ترجح كفته بقوة نتيجة غياب الاسد عن اي ظهور علني في الآونة الاخيرة في مسائل حيوية وخطيرة بالنسبة الى سوريا في حين يبرز دور شقيقه ماهر الاسد قائد الحرس الجمهوري والقوة الضاربة على انه اللاعب الاساس في مواجهة ما يحدث في المدن والبلدات السورية.

فإطلالة الاسد من شأنها ان تعيده الى الواجهة ليس عبر انباء عن محاورته بعض وجهاء المناطق السورية بل من خلال ألق للرئيس السوري كان له دوماً عبر التعبير عن فاعليته في الشأن اللبناني.

وغالبية الاوساط السياسية في لبنان لا تزال مقتنعة بأن سوريا هي من تمنع او لا تشجع على تأليف الحكومة حتى الآن.

وليس واضحا ما اذا كانت دمشق يئست من عدم حصول مقايضة معها حول تأليف الحكومة في لبنان ام ان هناك اسبابا باتت تحتم ان تتألف حكومة "صديقة" اذا صح التعبير في ظل تقلص الحكومات الصديقة للنظام السوري في المنطقة والعالم ايضا. وبين ما نقلته المعلومات الرسمية السورية عن لقاء الاسد جنبلاط وتشجيع الرئيس السوري على تأليف الحكومة وما جرى في يوم الجلسة التشريعية من لقاءات "مفاجئة" قيل انها حملت الحلول في طياتها على قاعدة ان القطيعة وعدم حصول لقاءات مباشرة كانت وحدها المعرقلة أثيرت تساؤلات مجددا اذا كانت الحكومة ستشهد النور تماما وفق المعايير والاسباب التي اثيرت ولا تزال تثار منذ بدء المشاورات.

اي هل ان اخراج الحكومة الى النور راهنا افضل من حصول الامر لاحقا لان الظروف قد تتغير بحيث يسكب الكثير من المياه في نبيذ مؤلفيها ولان الاكثرية الحالية المؤيدة لسوريا قد شارفت التفكك والانهيار على وقع فقدان الكلمة او التأثير السوري وفق ما ظهر من الجلسة التشريعية؟ ام ان المسألة لا تزال طبخة بحص بين اسم من هنا واسم من هناك وشروط على رئيس الجمهورية واخرى على رئيس الوزراء المكلف؟

وتقول مصادر ان ما حصل في الجلسة التشريعية التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري واحبطت عدم مشاركة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والنائب جنبلاط في توفير النصاب لها لعدم رغبة الاول في ان يظهر رئاسة حكومة مرنة في اي اتجاه تأخذها قوى 8 آذار وعدم رغبة الثاني في قطع الروابط وضرورة ابقاء الجسور بين الافرقاء السياسيين انطلاقا من مجلس النواب بالذات في الوقت الذي صب بري غضبه على قوى 14 آذار، وجهت رسالة مهمة قد تكون برسم المجتمع الاقليمي والدولي ومفادها ان اي شطط من قوى 8 آذار في اتجاه قد يأخذ البلد الى خيارات غير سليمة له ستردع حتى من ضمن الاكثرية الجديدة.

اذ ان الجلسة التي دعا اليها بري لا تتوافق والمعايير الدستورية السليمة وفق متابعين معنيين، بدليل استحضاره كل ما امكنه من امثلة ونماذج من اجل تبرير الدعوة اليها. والذهاب في هذا الاتجاه كان سيكفل لاي قرار يتخذ عن وضع مماثل من الاكثرية الجديدة ان يحظى ليس بمعارضة داخلية قوية تزيد الشرخ السياسي في الداخل فحسب بل الى رد فعل من الخارج المراقب لاداء الاكثرية الجديدة عند كل تفصيل اساسي وجوهري حتى لو كان الموضوع اساسيا على غرار التمديد لولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع احتمال تعريض هذا المنصب وسط قرار خلافي قوي حصل في ظل انقسام كالانقسام الحاصل راهناً الى تبعات خارجية لن يكون للبنان قدرة على مواجهتها.

وبهذا المعنى فان التوازن الذي احدثه ميقاتي وجنبلاط من ضمن هذه الاكثرية هو النوع الذي يبحث عنه المجتمع الدولي من ضمن اهتمامه النسبي بلبنان في تحدي تأليف الحكومة العتيدة على ان يكون الرئيس ميشال سليمان في هذا الجانب ايضا، ولو ان ليس لدى رئيس الجمهورية نواب يمثلونه في مجلس النواب من اجل التعبير عن ذلك على نحو عملاني من خلال التصدي الى ما يمكن ان يأخذ لبنان في اتجاه يعود عليه بالضرر الكبير.

فهل يطمئن المراقبون المحليون والخارجيون الى انه كما ضبطت الامور في مجلس النواب على وتيرة عدم ضرب التوافق فان الامر سيكون مماثلا في الحكومة العتيدة؟

 

نهاية فترة السماح !

نبيل بومنصف/النهار

ثمة مفارقة لافتة ومثيرة للعبر الساخرة في تقلبات المواقع والسياسة، اصطحبتها "أزمة الأكثرية" في أيامها الأخيرة. هذه الأكثرية تكابد في بعض جوانب صراعها مع الاختبار الذي رتب عليها ان تكون في واجهة قيادة الحدث الداخلي في هذه المرحلة بعضا مما سبق لقوى 14 آذار ان كابدته في مراحل سابقة كثيرة، اذ كانت ترمى بالجملة بتبعات خطوات او سياسات يتبعها طرف واحد فيها من دون قدرة لحلفائه على التنصل منها لو كانوا غير مقتنعين معه ضمنا.

شيء كثير من هذا لاح في الانفعال الذي غلب على التشبث بعقد جلسة لمجلس النواب بدت اقرب الى مكاسرة شخصية اكثر منها الى اي شيء آخر. ولأن لبنان مفطور على هذا الحجم الساحق من الشخصنة السياسية التي تنتهك الاصول، يمكن تجاوز الامر بحد ادنى من "العلاقات العامة" القسرية او الطوعية. لكن ما يستحيل تجاوزه بعد وقعة الجلسة الفاقدة النصاب هو ان تسقط الاكثرية في انفعال ادهى هذه المرة وهو ان تكون وضعت نفسها في مرتبة مكاسرة مع نفسها من دون ضمانات حاسمة في الذهاب الى نهاية المطاف تماما.

واقع الحال أن أقل ما رتبته عملية احتواء انفراط الأكثرية على قواها هو ان تمضي الى استيلاد الحكومة مهما كان الثمن لان دون ذلك سيعني فتح مسارب الاحتمالات الجذرية المعاكسة تماما لكل المعايير المعتمدة في تأليف هذه الحكومة. وقد غامرت قوى الاكثرية فعلا في تصوير المعنى "الشخصي" وإبرازه الى صدارة الاسباب الساحقة والحاسمة التي تحول دون تفريج ازمتها ومعها الازمة الحكومية ومن خلالهما ازمة البلاد، بما يعني تقنين الازمة وتحجيمها الى مجرد "تواصل شخصي" كان مفقودا، ومع حصوله انفتحت ابواب الانفراج. لذلك لن تكون فترة السماح المتاحة امامها اكثر من ساعات او ايام قليلة فقط. لكن بعد ذلك سيكون الامر في منقلب خطير، هو انكشاف ما يتجاوز الانفعال بلحظة الخشية على انفراط عقد الاكثرية الى الغلاف الاوسع الذي يشي هذه المرة بالازمة الصامتة المعتملة بعمق والمتصلة بتحولات ضخمة تتجاوز الحدود. مع اقتراب ازمة التأليف من طي شهرها الخامس لن يكون انتصارا مدويا ان تولد حكومة في لبنان، ولكنه قطعا لن يكون حدثا عاديا وسط نيران الشرق الاوسط والعالم العربي. وسيتعين على الاكثرية ان تدرك تكرارا مغزى "التوقيت الذهبي" الذي لا يزال بابه مفتوحا امامها، وانما هذه المرة من دون فترة سماح اضافية. فبمعزل عن كل الاسباب الخارجية الماثلة بقوة في ازمة التأليف، أقدمت الاكثرية بنفسها البارحة على "دحض" الاسباب التخفيفية والتبريرية بما يمنعها بعد ذلك من الاحتماء او العودة الى هذا المخبأ الجاهز لتبرير اخفاق جديد. وما دامت ادبيات العودة الى "حكومة ائتلاف وطني" او ما شاكلها معدومة تماما حتى الآن، فأقل ما وضعت الاكثرية نفسها في "أسره" هو ان تعلن حكومتها بقرار "استقلالي" ناجز يعيد البلاد الى اختبار الانضباط بالأصول!  

 

انتفاضة مخيم اليرموك

النهار/رندى حيدر     

ثمة حقيقة أساسية لا يمكن إنكارها هي أن حركة الاحتجاج السلمي على الحدود في الجولان أوجدت واقعاً جديداً لإسرائيل. فلم يعد الجولان الجبهة الأهدأ وبات على الجيش الإسرائيلي من الآن وصاعداً أن يستعد لمواجهة استمرار عمليات التظاهر على الحدود بصورة دورية. أما الحقيقة الثانية، فهي أن هذا التحرك السلمي أحيا من جديد الدور المنسي للاجئين الفلسطينيين المهمشين في الدول العربية، وأعاد طرح مشكلة اللجوء وقت تنكر إسرائيل انكاراً تاماً حق العودة. والحقيقة الثالثة هي أن الجمهور الفلسطيني الشاب ليس منقطعاً عما يجري من ثورات في الدول العربية، وأنه مؤمن بالتحرك السلمي والمستقل عن الأنظمة العربية وعن الاصطفافات الفلسطينية، وعازم على التضحية بحياته من أجل مطالبه الحقة.

ليس صحيحاً ما تقوله إسرائيل من أن الفلسطينيين والسوريين الذين تظاهروا سواء في ذكرى النكبة ام في يوم النكسة هم كلهم أداة مأجورة في يد النظام السوري، وأن تحركهم يهدف الى تحويل الانظار عن القمع الذي يمارسه هذا النظام في حق أبناء شعبه. فالأكيد أن ثمة نواة حقيقية من الشباب المتحمس المؤمن بأهمية تحركه السلمي. لكن هذا لا يعني عدم وجود أنصار للنظام السوري بينهم، ولا يغفل الدور الذي اضطلعت به السلطات السورية في دعم تحركهم.

ولكن من الظلم اختصار تظاهر الفلسطينيين على حدود الجولان بأنه مناورة من النظام السوري وتجسيد للتهديدات التي أطلقها رامي مخلوف. فهؤلاء الشباب الذي ذهبوا الى الحدود لا يختلفون كثيراً عن شباب "ثورة الياسمين" في تونس وشباب ميدان التحرير في مصر وشباب الثورة في بنغازي والمتظاهرين في المدن السورية. ولكن لسوء حظهم وجدوا أنفسهم ضحية تنازع أكثر من طرف: فهناك النظام السوري الذي يحاول أن يلعب بواسطتهم لعبة زعزعة الحدود مع إسرائيل، وهناك الفصائل الفلسطينية التي تريد أن تسجل لنفسها انجازات التصدي للعدو وتقديم خدمات مجانية للنظام السوري، وهناك بالطبع إسرائيل التي تحاول أن تشوه صورة تحركهم السلمي لتبرير استخدامها المفرط للقوة في مواجهة متظاهرين عزل.

من هنا يمكن تفسير الاشتباك الذي جرى داخل مخيم اليرموك بين مشيعي ضحايا يوم النكسة ومسؤولي الفصائل الفلسطينية بأنه وجه من وجوه رفض الشباب الفلسطيني المستقل استغلاله وتوظيف تحركه لخدمة أهداف أخرى. وهو تعبير واضح وصريح عن رفض سكان المخيمات هيمنة الفصائل على تحركهم، ولقد دفعوا ثمن هذا الرفض غالياً مرة أخرى من حياتهم.

 ما جرى في اليرموك هو انتفاضة شعبية عفوية على استغلال الفصائل الفلسطينينة قضية اللاجئين، وعلى متاجرة النظام السوري بدماء الفلسطينيين على حد سواء.

وليد جنبلاط
حازم الأمين/لبنان الآن
يسعى وليد جنبلاط الى بث اعتقاد غير صحيح أنه بصدد إجراء نقلة جديدة في موقعه السياسي، وهو يوظف لهذه المهمة آلة ترويج موارب. فالصحافيون من حوله يكتبون الموقف المعلن والرسمي لـ"صديقهم"، وهم من جهة أخرى يتحدثون شفهياً عن إشارات يُطلقها، تُشعرهم أنه متذمر من حلفائه الجدد في الداخل وفي الخارج. لكن جنبلاط يؤدي دوراً في الحالين، فهو ثابت في موقعه الجديد ويدرك أن الـ"نقلة" صعبة ومتعثرة، وفي الوقت نفسه يبعث بإشاراته تلك محاولاً خطب ود "الموجة الجديدة"، وفي اعتقاده أن طلب الود قد يُستجاب، إذا ما "زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت أثقالها".
ومن المرجح أن يكون عالم الإشارات في قاموس وليد جنبلاط قد صار مكشوفاً بحيث لم يعد المستهدفون به متفاعلين مع مقاصد الرجل. فالحلفاء في دمشق عندما يسمعون تذمره من نظامهم لا يقيمون وزناً لهذا التذمر، مغلبين اعتقاداً بأنه يخاطب غيرهم بتذمره، والمُخاطبون الفعليون، من خصومه الجدد، يدركون بدورهم أن كلامه ليس خطب ودٍ انما الوقوف في منطقة غامضة تتيح له التحرك، باتجاه خيارين متساويين: إما الارتماء في أحضانهم، أو الانقضاض عليهم.
يقول سياسي لبناني كان شديد الإعجاب بوليد جنبلاط، إذ كان يعتقد أنه السياسي الوحيد في لبنان، إن صديقه "لم يعد أكثر من رئيس لتكتل نيابي يضم ستة نواب". ويقول شيخ من الطائفة الدرزية إن زعيمه "انتقل من كونه الرقم 1 في تحالف 14 آذار الى الرقم 5 أو 6 في تحالف 8 آذار"، هذا قبل أن نتحدث عن فوضى الخطاب والتخبط بالخيارات، وعن استخفاف هائل يتعرض له موقعه من قبل الحلفاء الجدد. فجنبلاط اليوم آخر من يُحسب حسابه في توزيع الحقائب الوزارية عندما تستيقظ الآمال في ولادة الحكومة قبل أن تخفت. وهو اليوم أيضاً آخر من يُسأل عندما يُقرر الحلف خوض معارك قد تفقد المنضمين الجدد مزيداً من الأوراق، ولم يُفكر أحد به عندما اتُّخذ قرار بخطف بعثي عجوز من الطائفة الدرزية في مدينة عاليه، ما دفع شيوخاً من الطائفة الى القول إن الانعطافة الدراماتيكية للزعيم لم تُحصن بني معروف، ولم تدفع عنهم مخاطر "الأكثريات". يُضاف الى ذلك ما تحمله أخبار كثيرة عن أزمة يتخبط فيها "الاقتصاد الدرزي" الذي كان عماده مساعدات دورية وشديدة الانتظام يقدمها الزعيم للبيئة الريفية والجبلية المنهكة والمهددة بمزيد من النزف والهجرة، بفعل نضوب المصادر وتقتير الحلفاء الجدد. عندما تسمع اليوم صوتاً جنبلاطياً "نقياً" كصوت غازي العريضي تشعر أنك حيال براغماتية "أبوملحمية"، فهو يقول مثلاً: "نحن ضد انتشار السلاح في بيروت"، ويكرر هذا القول أكثر من مرة في المقابلة الواحدة، وإذا ما سألت نفسك من يُخاطب الرجل في هذه العبارة، فلن تجد أنه يُخاطب أحداً، فهو إذا ما توجه بهذه العبارة الى "حزب الله" فالأخير يعرف تماماً أن جنبلاط بايعه على سلاحه، سلاحه الذي في بيروت تحديداً، بدليل الاستجابة المذلة لنداء القمصان السود، وإذا ما توجه بالعبارة نفسها الى سعد الحريري، فإن الأخير يعرف أيضاً أن جنبلاط لا يعني ما يقول على الإطلاق والدليل على ذلك الواقعة نفسها. اذاً الى من يتوجه وليد جنبلاط بقوله إنه ضد السلاح في بيروت؟ في أحسن الأحوال هو يتوجه الى "لا أحد"، لقد فقد الصوت كثيراً من فعاليته.