المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 08 حزيران/2011

رسالة بطرس الأولى/الفصل 2/1-9/رسالة بطرس الأولى

فانزعوا عنكم كل خبث ومكر ونفاق وحسد ونميمة، وارغبوا كالأطفال الرضع في اللبن الروحي الصافي، حتى تنموا به للخلاص. إن ذقتم ما أطيب الرب ، كما يقول الكتاب. فاقتربوا من الرب، فهو الحجر الحي المرفوض عند الناس ، المختار الكريم عند الله. وأنتم أيضا حجارة حية في بناء مسكن روحي، فكونوا كهنوتا وقدموا ذبائح روحية يقبلها الله بيسوع المسيح.

فالكتاب يقول: ها أنا أضع في صهيون حجر زاوية كريما مختارا، فمن آمن به لا يخيب. فهو كريم لكم أنتم المؤمنين. أما لغير المؤمنين، فهو الحجر الذي رفضه البناؤون وصار رأس الزاوية، وهو حجر عثرة وصخرة سقوط. وهم يعثرون لأنهم لا يؤمنون بكلمة الله: هذا هو مصيرهم! أما أنتم فنسل مختار وكهنوت ملوكي وأمة مقدسة وشعب اقتناه الله لإعلان فضائله، وهو الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب. وما كنتم شعبا من قبل، وأما اليوم فأنتم شعب الله. كنتم لا تنالون رحمة الله، وأما الآن فنلتموها.

 

عناوين النشرة

مقتل خمس عناصر من "حزب الله" في سوريا؟

نائب وزير اسرائيلي العربي يعقوب كرا: حزب الله وايران يشاركان في المذابح في سوريا

تأكيد سقوط خمسة قتلى في انفجار محطة المحروقات بمنطقة جسر الفيات

خيار العقل والتعقل والحوار في لبنان/النهار/علي حماده    

دلع الصهر ورخاوة الخصر/راشد فايد/النهار

وحدات سورية تتحرك باتجاه "الداما" بعد اشتباكات دامية في "جسر الشغور"/مخاوف من اقتحام بعض القرى والبلدات بسبب الفراغ الأمني

وفد سوري في لاهاي اليوم للمطالبة بمحاكمة الأسد! 

ناشطون سوريون يدعون إلى التظاهر في "ثلاثاء النهضة"

الاتحاد الاوروبي" يجمّد أصول سلطات ستة مرافئ ليبيّة

نائب رئيس وزراء مصر من السراي: بناء النظام الجديد التحدي الحقيقي أمام الأنظمة العربيّة

سليمان عرض التطورات مع الشامي ووردة.. وتابع مع سلامة الأوضاع المالية    

هروب سجين من نظارة قصر العدل أثناء سوقه للمحاكمة

فتفت: ما نراه مرحلة تغيير النظام وليس معركة سياسية.. وظروف الحريري تمنعه من العودة راهناً 

السنيورة بحث مع رئيس وزراء كازاخستان الأوضاع في لبنان والمنطقة 

النائب أمين وهبي: نريد من بري أن يكون رمزاً للتلاقي وليس لزيادة الشقاق/ لعدم إدخال المجلس النيابي في ممارسة تشكل خطراً عليه

وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال حسن منيمنة: جلسة الغد التشريعية غير دستورية

نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: اذا لم تتألّف الحكومة يمكن عقد جلسة نيابية للتجديد لسلامة

ميرزا ل"الوطنية":قضاة تلقوا تهديدات من مجهول

السفير الاسباني خوان كارلوس غافو زار ثكنة الجيش في النبطية الفوقا: اسبانيا مستمرة في اليونيفيل لتطبيق القرار 1701

نصرالله التقى الوفد الايراني

يديعوت أحرونوت": اسرائيل تستعد لـ"يوم القدس" الثلثاء

"الراي": معطيات تؤشر الى "تراخي" القبضة السورية على لبنان

نائب رئيس الحكومة المصرية يحيي الجمل زار ميقاتي ونجار كرمه

تعليق الوكالة المركزية

نشرة أخبار موقع الكتائب ليوم الثلاثاء

اتصال من رقم خلوي "معهود" يهدد بإخلاء وزارة العدل وسجين يفر من النظارة وسط الانهماك بالحدث/مجلس القضاء يبحث في الابعاد والمعلوف يتلقى تهديدات

ادعاء في جرم على  سامي ابو جوده بالتعامل

الرئيس الجميل يعرض واحمد الاسعد الاوضاع

كتلة "المستقبل": لانعقاد مجلس الوزراء للتمديد لسلامة والتزام مجلس النواب بالنظام الداخلي

عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح": لا تقدم على صعيد تشكيل الحكومة وما زلنا بنفس المعطيات/الجلسة النيابية العامة شرعية مئة في المئة ويجب أن تحصل

"اللقاء المستقل" دعا أبناء كسروان وجبيل الى "رفض الحال الشاذة المفروضة على تمثيلهم النيابي"

النائب أمين وهبي بعد زيارته رئيس حزب "القوات": ليشرع المجلس بدل أن ينخرط في العمل التنفيذي

وكيليكس/جنبلاط: ساركوزي فَكّ عزلة الأسد وأطالب بإلغاء المجلس السوري - اللبناني

وكيليكس/المعالجة السوريّة لعملية اغتيال مغنية أثارت شكوك إيران وحزب الله بعدما أيقن أن الأزمة السورية ستطول 

"حزب الله" يخوض محاولته الأخيرة قبل "قلب الطاولة"

حميد غريافي/مساعٍ لبنانية سورية لحمل الولايات المتحدة والدول الأوروبية على الإسراع في قطع العلاقات مع نظام الأسد وطرد سفرائه/السياسة

7 قتلى في انفجار محطة الوردية

سليمان مدعو لاختيار حلّ من ثلاثة/اميل خوري/النهار

نجار يحيل على النيابة التمييزية مرسوم العفو السوري لتحديد الإفادة منه/بيروت - «الحياة»

الحريري على اتصال دائم مع المسؤولين والقيادات الأمنية للاطلاع على حادث انفجار الصهريج في الأشرفية 

جنبلاط: على "8 آذار" تحمّل مسؤولياتها.. وأنا حسمت خياراتي ولا "تكويعة" جديدة 

هل يسهل "عون" تشكيل الحكومة بإيعاز سوري وحزب الهي/ريتا فاضل/موقع 14 آذار

رؤساء يغادرون/الياس حرفوش/الحياة

الحلفاء اللبنانيّون لنظام سوريّة/حازم صاغيّة/الحياة

المعارضة السورية: إشكالية السلطة والوطن/بشير عيسى/الحياة

الإجراءات في ذكرى النكسة نقطة بارزة للسلطات/إدارة الأزمة خيار قسري لقوى الأكثرية/النهار/روزانا بومنصف  

جرائم الجيش السوري المخزية وصمة عار في الجبين الإنساني/داود البصري/السياسة

مقابلة مع النائب أحمد فتفت/عضو كتلة "المستقبل" يوافق على أي خيار يتخذه الشعب السوري/فتفت لـ "السياسة": لو اجتاح "حزب الله" لبنان كل الشعب سيواجهه

من ورقة الجولان إلى رسائل المعلّم/ماذا بقي في جعبة الأسد؟/الجمهورية/مروان المتني- نيويورك

خَوفان/زياد ماجد/لبنان/لبنان الآن

بـري: ذهنة الإمارة تتحكم بسلوك "المستقبل" و السنيورة ينتهك المؤسسات ثم يحاضر بالعفة الدستورية"/عماد مرمل/السفير

الطريق إلى لبنان/محمد سلام/لبنان الآن

النائب علي بزي سياسي الأنبوب/هيثم طبش/موقع 14 آذار

ثورة حلال.. وثورة حرام/مشاري الذايدي /الشرق الأوسط

لبنان: تعطيل السلطة تمهيدا للاستيلاء عليها/حسان القطب/بيروت اوبزارفر

ادعموا العائلة المسيحية الفقيرة/بيار عطالله/موقع الكتائب

هل هذا موسم الهجرة الى الجولان/خيرالله خيرالله/ايلاف

 

تفاصيل النشرة

مقتل خمس عناصر من "حزب الله" في سوريا؟ 

صدر عن المكتب الإعلامي لجمعية "إقرأ" البيان التالي نقلاً عن موقع الإخوان المسلمين في سوريا: وصلت خمس جثث لعناصر من "حزب الله" إلى مدينة بعلبك قادمة من سورية، ولم تُعرف المنطقة بالتحديد، وذلك يوم الخميس 2/6/2011 مساءً وتم ّدفنهم ليلاً وسرّاً! وهم:

1- طلال حسن الحاج حسن.

2- علي أحمد الموسوي.

3- محمد علي إسماعيل.

4- زياد علي بيضون.

5- حسين محمد شعيب.

الخبر منقول عن أحد العناصر السورية، وتمّ قتلهم على أيدي مجنّدين سوريين بالجيش عندما اكتشفوا أنّهم يطلقون النار على الشعب السوري الأعزل.

نقول: إن صح ما جاء على موقع الإخوان في سوريا لهو امر خطير ونطالب اجهزة المخابرات اللبنانية وشعبة المعلومات للتحقيق بهذا الخبر الخطير ان صح ونطلب من "حزب الله" ايضاحاً حول ما نسب اليه ان كانت المذكورة اسمائهم ينتمون اليه وهل فعلا شاركوا بذبح الشعب السوري ام لا.

 

نائب وزير اسرائيلي العربي يعقوب كرا: حزب الله وايران يشاركان في المذابح في سوريا

موقع الكتائب/قال نائب الوزير الاسرائيلي ايوب قرا نقلا عن مصادر سورية ان عناصر من حزب الله وايران تشارك في المذابح التي يرتكبها نظام بشار الاسد.

وأشار الى ان المعارضة السورية لا تملك السلاح وهي عاجزة عن تهريبه. وأكد في سياق حديث اذاعي صباح اليوم ان الرئيس السوري بشار الاسد يحاول تسخين الاوضاع على الحدود الشمالية لصرف الانظار عن الازمة التي يعانيها.

 

تأكيد سقوط خمسة قتلى في انفجار محطة المحروقات بمنطقة جسر الفيات

موقع الكتائب/تضاربت المعلومات حول عدد القتلى الذين سقطوا في الانفجار الذي وقع الاثنين في محطة للمحروقات في منطقة جسر الفيات. وقد أكدت معلومات ال"ال.بي.سي" سقوط 5 قتلى هم صاحب المحطة جوزيف بو نصر(لبنان) ومحمد فؤاد(مصري) وعماد قداح(سوري) وحمادة محمد صادق عبد الله (مصري) ورياض سلامات(سوري) فيما أشارت معلومات اخرى الى مقتل 7. وبحسب المعلومات الاولية فان الانفجار ناتج عن خطأ تقني أثناء تلحيم خزان للوقود جراء تسرب الغاز منه. وتطوق القوى الامنية المكان المحيط بمحطة المحروقات حيث تواصل تحقيقاتها.وقد أعيد فتح الاوتوستراد أمام المحطة صباحا

 

خيار العقل والتعقل والحوار في لبنان

النهار/علي حماده     

إذا كانت قوى 8 آذار والمنتسبون الجدد اليها يظنون ان تشكيل حكومة بشروط مماثلة لتلك التي اطاحت الحكومة السابقة امر ميسور، فهم واهمون. واذا كان "حزب الله" يظن انه بقوته العسكرية وبالتلويح بـ7 و11 ايار جديدتين قادر على فرض سيطرته على الحياة السياسية اللبنانية وبالتالي على الاجماع اللبناني برمته، فهو ايضا واهم. واذا كان الجنرال ميشال عون يعلل النفس بحكومة يكون هو حاكمها او صاحب حصة الاسد فيها، فهو ايضا واهم. و اذا كان النظام في سوريا وعلى رأسه الرئيس بشار الاسد يعتقد انه في الوقت الذي تتفلت سوريا منه يمكنه احكام قبضته على لبنان، فهو واهم ايضا وايضا. واذا كان الرئيس نجيب ميقاتي يعتقد انه قادر بمعسول الكلام على ان يبيع كل الناس بضاعة من كيس كل الناس فهو اول الواهمين. فلقد تغيرت المعادلة في لبنان. وما كان يصح مطلع كانون الثاني الماضي لم يعد يصح اليوم. وما كان يمكن انتزاعه بالتهويل والسلاح والقمصان السود وغيرها من الوسائل الترهيبية التي مورست على الناس لأكثر من ستة اشهر ما عاد ممكنا انتزاعه اليوم، ولو بالتفاهم. ومع تغير لبنان في ضوء انقلاب المنطقة، يصبح من الممكن لجميع القوى على الساحة ان تعيد النظر في حساباتها، وفي طموحاتها. وهنا يجدر بالقوى التي راهنت على قوتها العسكرية والامنية ان تتواضع قليلا وتعود الى التفكير لبنانيا في ما يحفظ هذا البلد في مرحلة التحولات الكبرى في المنطقة. فالرهان على ان السلاح و العسكرة الطائفية لا يحفظ لا السلاح ولا الطائفة، لأن القوي في لبنان، ومهما بلغت قوته، يبقى صغيرا مقارنة بالمحيط. فالمستقوي في لبنان مدعو الى ادراك حدود الاشياء في هذا البلد، والخائف المستسلم مدعو الى فهم طبيعة البلد التي تفيد أن دوام الحال من المحال، وان القوة هنا نسبية جدا وإن استندت الى مليون صاروخ، وبالتالي ليته يتجرع جرعة من الشجاعة المعنوية والادبية! لقد تغيرت الامور جذريا لأن ما بني على قاعدة عودة النظام في سوريا الى الاضطلاع بدور شبيه بما مضى في لبنان قد سقط بغرق النظام في بحر من الدماء السورية الثائرة على "السجن الكبير"، بالتالي وجب التفكير بعقل مختلف عما هو سائد حتى الآن. فاجتماعات الجنرال عون بالسيد حسن نصرالله لحل العقد بين الحلفاء بهدف تشكيل حكومة "مطلوبين" هي آخر ما يحتاج اليه لبنان. المطلوب اعادة ترتيب الاولويات في البلد، وفتح قنوات الحوار و النقاش السياسي، وتشكيل حكومة جديدة تعكس طبيعة لبنان وتوازناته. واي حكومة لا يكون الاستقلاليون اساسها لن تحوز شرعية داخلية كاملة، وبالتأكيد لن تحوز شرعية عربية ودولية كما يتوهم البعض.

ليست مهمة اللبنانيين تشكيل حكومة تكون سندا لقتلة الاطفال و النساء والشيوخ في سوريا، فخيار التبعية لنظام في طور السقوط بفعل ثورة حقيقية ليس خيارا لبنانيا ولا يجوز ان يكون على الاطلاق. فليعد الجميع الى العقل والتعقل والحوار الهادف.

 

دلع الصهر ورخاوة الخصر

راشد فايد/النهار

لم يعد أي لبناني يصدق أن أحداً في الأكثرية الطارئة قادر على إنهاء المراوحة، أو أنه يملك قرار بتها. لا ينفع في الاقناع طبخ البحص، ولا إثارة غبار الحقائب حيناً، وتفريخ اشكاليات جانبية حيناً آخر، أو إزالة الغبار عن أزمات منسية ومناحرات مطويّة. صار غياب الحكومة من عاديات اليوم اللبناني. ولو أن الصحف لا تصدر يومياً، لنسي اللبنانيون أنهم يعيشون في ظلال حكومة لم تولد، وأخرى لم تمت. كيف لا وانباء الثورات العربية تتواصل، وتصنع تاريخاً جديداً للمنطقة تزينه الديموقراطية والحرية، فيما سياسيونا يمسخون الحرية، ويهزلون الديموقراطية، ويتعاطون السياسة وظيفةً لا دوراً، ويتناولون الشأن العام هواية لا قضية. لن يصفق أحد يوم تولد الحكومة، إن ولدت، وهي لن تكون إلا على مقاس هذه الأكثرية اللامسؤولة: لا قضية لديها، ولا هدف. امتهنوا لعبة الداما، فيما كنا نظنهم يلعبون الشطرنج. أجروا نقلة مفاجئة أسقطت الحكومة السابقة، وفجعونا بأنهم لم يتحضروا للخطوة التالية.

يوماً يحدثوننا عن تشكيل حكومة لمساعدة النظام السوري على مواجهة أزمته، ويوماً ينددون بالقائلين إنها ستكون صناعة هذا النظام. يوماً يستعجلونها من أجل تلافي "رخاوة الخاصرة السورية"، ويوماً يستأخرونها لأن "ولادتها يجب أن تلاقي القرار الاتهامي للمحكمة الدولية".

حين يكثر النقد، يذكّرون اللبنانيين بأن ولادة حكومة الوحدة الوطنية استغرقت مدة أطول، لكنهم ينسون أمرين: أن مصدر علة التأخير هو نفسه، دلع الصهر والعم، وأن تكليف سعد الحريري أوحى بالاطمئنان إلى القوى الاقتصادية والمالية، على عكس ما توحيه هيمنتهم المسلحة ولو تلطت بنجيب ميقاتي.

وكالرصاص الخلبي الذي يطلقه الجيش في المناسبات، يطلق انقلابيو 8 آذار مناوشات جانبية لشغل الرأي العام، كإثارة نقاش في الزواج المدني و"بطولة" الوزير النحاس في ميدان الخليوي، واتهام 14 آذار باعادة لبنان 60 سنة إلى الوراء، أو بتصريحات سليطة حتى البذاءة. ولا يبتعد عن ذلك اتهام واشنطن بممارسة ضغوط. ولا يدري اللبنانيون كيف تضغط أميركا على من يعاديها. واذا كان عداؤهم لها حقيقياً فلم يقبلون؟ ألم يعرفوا سلفاً أن العلاقات الدولية بعد سقوط جدار برلين لم تعد أسود على أبيض، أو العكس؟ إذاً علام زعم القوة و"المنعة" ولاسيما في وجه "الشيطان الأكبر"؟ بين دلع الصهر ورخاوة الخصر، يقع اللااهتمام الايراني بقيام الحكومة الجديدة فيما النظام السوري لم يعد يملك ما يسترضي به واشنطن غير الإصلاحات الداخلية الحقيقية، لكنه، في الآن نفسه لا يريد إغضابها في لبنان وإن يكن مهمش الأهمية لديها، فيزيد إلحاحها على رحيله.

 

وحدات سورية تتحرك باتجاه "الداما" بعد اشتباكات دامية في "جسر الشغور"      

مخاوف من اقتحام بعض القرى والبلدات بسبب الفراغ الأمني

أفادت مصادر بأن وحدات من الفرقة الرابعة السورية تحركت اليوم الثلاثاء في اتجاه منطقة الداما التي تبعد نحو 10 كلم عن بلدة جسر الشغور، والتي تشهد اشتباكات وانتشار لوحدات الجيش منذ يومين. وأشار ناشطون إلى تخوفهم من اقتحام بعض القرى والبلدات خاصة بعد الفراغ الأمني الذي تشهده قرى وبلدات في مناطق جبل الزاوية وجسر الشغور وخان شيخون وبنش إلى ذلك أفادت مصادر صحفية أن أربعين شخصاً على الأقل فرّوا إلى الحدود التركية وقد توفي أحدهم متأثراً بجراحه. وكان التلفزيون السوري أعلن أمس أن ما يزيد عن 120 عنصراً من قوات الأمن السورية قُتلوا على يد مجموعات مسلحة في جسر الشغور شمال غرب البلاد.  على صعيد آخر أكدت معلومات صحفية الثلاثاء بإحراق مقر وسيارات الجبهة الشعبية القيادة العامة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق فيما أفيد عن مقتل ثلاثة وجرح نحو مئة وعشرة برصاص مسلحي القيادة العامة لتحرير فلسطين "أحمد جبريل"، لأن المشيعين هتفوا بإسقاط النظام. ونقل مسؤولون رسميون عن سكان من المخيم أن اشتباكات اندلعت في الشارع خمسة عشر في المخيم وأن شبانا أحرقوا مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل وعددا من السيارات. وقال سكان من المخيم إن الأحداث بدأت بعد تشييع قتلى الجولان وممثل الجبهة الشعبية القيادة العامة ماهر الطاهر حيث قام المشيعون بإنزال رايات الفصائل الفلسطينية وطردوا ممثلي الفصائل بعد اتهامهم بالمتاجرة بدم الشعب الفلسطيني.المصدر : العربية.نت

 

وفد سوري في لاهاي اليوم للمطالبة بمحاكمة الأسد! 

يزور وفد من منظمات حقوقية وممثلي مكاتب محاماة سورية ودولية، مقر المحكمة الجنائية الدولية اليوم، من أجل تسليم بلاغ رسمي إلى مكتب المدعي العام بموجب المادة 15 من نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة، يتضمن معلومات حول فظائع يرتكبها النظام السوري برئاسة بشار الأسد بحق المدنيين العزل من أبناء الشعب السوري في العشرات من المدن السورية، حسب ما ذكرت مصادر مشرفة على تنظيم اللقاء. وستتزامن الزيارة مع اعتصام تنظمه الجالية السورية في هولندا أمام مبنى المحكمة، بين الساعة الحادية عشرة ظهرا والثانية بعد الظهر. وسيعقد الوفد الحقوقي مؤتمرا صحافيا يلي الزيارة في فندق موفينبيك المجاور لمقر المحكمة في لاهاي، قبل أن يتوجه مع ممثلين للجاليات السورية في أوروبا للقاء مسؤولين هولنديين، بهدف حشد الدعم الدولي لوقف الجرائم المرتكبة من قبل نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، حيث يلتقي الوفد مسؤولين في البرلمان الهولندي. وسيكون في عداد الوفد أهالي ضحايا سوريين سقطوا في المظاهرات السلمية التي استهدفتها فرق الموت السورية مؤخرا في سوريا. وفي تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، قال خالد الحاج صالح، مسؤول لجنة هولندا لدعم الثورة في سوريا، إن لقاء سيتم الاثنين المقبل مع عدد من البرلمانيين الهولنديين من حزب الاشتراكي والخضر اليساري في روتردام، مشيرا إلى أيضا إلى اللقاء الذي سيتم اليوم بين وفد من منظمات المجتمع المدني والقانونيين السوريين مع لويس أوكامبو، المدعي العام للمحكمة، لتقديم تقارير قانونية. وأضاف أن هذه التحركات تهدف إلى لفت نظر المجتمع الدولي للجرائم التي يرتكبها النظام في سوريا.

 

ناشطون سوريون يدعون إلى التظاهر في "ثلاثاء النهضة"

وجه ناشطون سوريون على موقع الـ"فيسبوك" للتواصل الاجتماعي دعوة إلى التظاهر اليوم في سوريا في "ثلاثاء النهضة"، طالبين من الجيش حماية المواطنين من "عملاء" النظام.

وكتب المنظمون على صفحة "الثورة السورية 2011"، محركة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد منذ 15 اذار  "ثلاثاء النهضة 7 حزيران، عهد النكسة ولى، عهد الخيانة ولى"، في إشارة إلى هزيمة عام 1967. واضافوا: "لا ندعو إلى المعركة ونرفض حمل السلاح ضد اخوتنا في الجيش، وندعوهم إلى حمايتنا والدفاع عنا من نيران عملاء النظام"، مؤكدين انهم "ضد الطائفية". ووجهت صفحة "الثورة السورية 2011" تعليمات إلى المتظاهرين "في المدن المهددة بهجومات عصابات النظام، وخصوصا مدينة ادلب" التي تبعد 330 كلم شمال دمشق،وطلبوا من السكان "إحراق إطارات" و"اغلاق الطرق بالحجارة والاخشاب" لمنع وصول تعزيزات عسكرية، على حد تعبيرهم.(أ.ف. ب.)

 

الاتحاد الاوروبي" يجمّد أصول سلطات ستة مرافئ ليبيّة

قرّر "الاتحاد الاوروبي" فرض عقوبات تتضمّن تجميد أصول سلطات عدد من المرافئ الليبيّة تحت سلطة نظام العقيد معمّر القذافي بسبب "خطورة الوضع في البلاد".

"الاتحاد"، وفي بيان، ذكر أنّ "مجلس الاتحاد الاوروبي تبنّى اليوم قرارًا يوسّع تجميد الاصول ليشمل سلطات ستة مرافئ ليبية بسبب خطورة الوضع في البلاد". ولم يتم تحديد السلطات المرفئيّة الست لكن متحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون أوضحت أنّ هذه المرافئ "تحت سيطرة نظام معمر القذافي".يشار إلى أنّ لائحة المرافئ الليبية الخاضعة للعقوبات الاوروبيّة ستنشر الاربعاء في الجريدة الرسمية لـ"الاتحاد الاوروبي".(أ.ف.ب.)

 

نائب رئيس وزراء مصر من السراي: بناء النظام الجديد التحدي الحقيقي أمام الأنظمة العربيّة

أقام وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال إبراهيم نجار مأدبة غداء تكريمية في السراي الحكومي على شرف نائب رئيس مجلس الوزراء المصري يحيى الجمل الذي يزور لبنان للمشاركة في المؤتمر المتعلق بتأسيس إتحاد المحكمين العرب، كما في المؤتمر الذي ينظمه معهد IPALMO للعلاقات الدولية للبحث في دور البرلمانات العربية ولا سيما برلمانات لبنان والعراق ومصر

وإذ رحب نجار بالجمل، أشار إلى أنه "الأستاذ في كلية الحقوق في جامعة القاهرة والقانوني المشهود له في كل أرجاء الدول العربية"، لافتاً إلى "المنصب الهام الذي بات يشغله الدكتور الجمل في حكومة ما بعد الثورة المصرية". كما أبدى سروره في أن "يلقى الضيف المصري الذي تجمعه به زمالة قانونيّة وجامعيّة ما يستحقه من تقدير"، متمنيًا أن "تخطو مصر خطوات متقدمة إلى مستقبل أكثر إشراقًا". من جهته، أبدى الجمل إعجابه ببيروت التي وصفها بالـ"عاصمة التي تضج بالحياة ويشعر فيها الزائر بحب هذه الحياة وزخمها"، مشيرًا إلى أن "الثورات العربيّة حققت ما يشبه المعجزة في هدم الأنظمة القديمة، إنما ما هو أهم من الهدم هو بناء النظام العربي الجديد"، ومؤكدًا أن "هذا هو التحدي الحقيقي أمام الشعوب والأنظمة العربية".

كما أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء المصري سلسلة لقاءات أبرزها مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، والرئيس سليم الحص.

(المكتب الإعلامي)

 

سليمان عرض التطورات مع الشامي ووردة.. وتابع مع سلامة الأوضاع المالية     

عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم علاقات لبنان مع عدد من الدول الخارجية مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال علي الشامي، وكذلك قضايا تتصل بعمل وزارته في هذه المرحلة.

وزير الثقافة

وتناول مع وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال سليم وردة الاوضاع الراهنة والخطوات التي تقوم بها الوزارة في هذه الفترة.

حاكم مصرف لبنان

واطلع من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على الاوضاع المالية والنقدية والسياسة التي ينتهجها المصرف للحفاظ على استقرار العملة الوطنية.

مبعوثا المجلس الانتقالي الليبي

وزار بعبدا مبعوثا رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمد حسن سليمان البرغثي وعبدالله الهيشي الزبداني اللذان اطلعا سليمان على تطور الاوضاع في ليبيا.

السفير العراقي

وعرض رئيس الجمهورية مع سفير العراق عمر البرزنجي العلاقات بين البلدين، واطلع منه على الاوضاع السياسية والامنية في العراق، متمنيا ترسيخ الاستقرار على هذين الصعيدين.

الزوقي وفليفل

وكان سليمان استقبل رئيس غرفة التجارة والصناعة اللبنانية - الاوسترالية في ولاية فيكتوريا في اوستراليا فادي الزوقي والرئيس الفخري للغرفة لويس فليفل اللذين أطلعاه على التعاون مع رجال الاعمال والمستثمرين والاوستراليين وعدد من المشاريع التي ينفذونها في لبنان.

 

هروب سجين من نظارة قصر العدل أثناء سوقه للمحاكمة

أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" أن السجين محمد نايف هرب في اثناء سوقه من نظارة قصر العدل الى قاعة محمكة الجنايات داخل قصر العدل، وتجري التحقيقات لمعرفة كيفية هربه وتقوم الأجهزة الأمنية بملاحقته. (الوطنية للاعلام)

 

فتفت: ما نراه مرحلة تغيير النظام وليس معركة سياسية.. وظروف الحريري تمنعه من العودة راهناً 

اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أنه "ساوره الشك عندما سمع بخبر انفجار محطة الوقود أمس، الى أن الانفجارات الإغتيالات تحصل نهارا لأسباب تتعلق بالذين ينفذون عملية الإغتيال وهذه معلومات زودت بها خلال تسلمي وزارة الداخلية واطلاعي على بعض الأمور الأمنية، واشار الى أن التهديد بالإغتيالات والتنبيه لها هو نفسه، وقد سبق في مراحل سابقة أن سمعنا كلاما مثل هذا الذي يقوله الرئيس بري وتلته اغتيالات، ونحن نتمنى أن يكون كلاما في الهواء لا أن يكون تنبيها وتهديدا لأن الحالة السياسية لا تحتمل ولكن مؤسف أن يكون الكلام من الرئيس بري.

وعن دعوة الرئيس بري الى الجلسة التشريعية وعما إذا كانوا سيحضرون قال فتفت لإذاعة "الشرق": نحن غير معنيين بها حتى لو حضرها 128 نائبا وهي غير دستورية وهذا رأي المجلس الدستوري الى جانب وجود ناحية قانونية أخرى تتعلق بالنظام الداخلي للمجلس والرئيس بري خالف مادته الثامنة حين قرر جدول الأعمال وتنص المادة الثامنة أن جدول الأعمال تقرره هيئة مكتب المجلس، مشيرا الى أن ذلك ليس من طبيعة الرئيس بري الذي كان يحاول دائما أن يجد توافقا معينا بين ما يطرحه ولا يريد أن يخسر أي معركة من المعارك التي يطرحها حتى عندما يخالف بعض أنظمة النظام الداخلي، لكنه هذه المرة لديه إصرار غير طبيعي.

وسأل: هل القرار نابع منه أم هو قرار مطلوب سياسيا في لبنان أو من خارج لبنان، لافتا الى أن إصراره على عقد الجلسة كأنه يقول للبنانيين لا تنتظروا حكومة في المدى العاجل ويجب أن نفتش عن حلول أخرى بدل إمكان تشكيل حكومة، لذلك قلنا في تيار المستقبل هناك من يريد السيطرة على السلطة التنفيذية، محذرا من خطورة الوضع إذا عقدت الجلسة وصوت على مشاريع فيها لأنها تكرس وجود نظام مختلف عن النظام السياسي في لبنان.

ورأى فتفت أن كل ما نراه اليوم هو مرحلة تغيير النظام اللبناني وليس معركة سياسية، وقال: نسمع كلاما من العماد عون يطعن بصلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ونرى أن هناك من يحاول تعطيل المجلس النيابي الذي أصابه الشلل منذ العام 2006 ولغاية اليوم كما رأينا تعطيلا لموقع رئاسة الجمهورية لمدة سبعة أشهر سنة 2007 - 2008 والآن نرى تعطيلا كاملا لمجلس الوزراء ومحاولة استبداله بأنظمة أخرى.

وإذ أيد ضرورة التجديد لحاكم مصرف لبنان أشار الى أن الضرورات الوطنية تعالجها حكومة تصريف الأعمال وحاجة الناس والبلد أن يكون هناك حاكم لمصرف لبنان فينعقد مجلس الوزراء ويأخذ قرارا تحت عنوان الضرورة وهو منطق مشروع ومطبق.

وعن دعوة رئيس الجمهورية الى جلسة لمجلس الوزراء بعد رفضه المراسيم الجوالة قال فتفت: أتفهم رئيس الجمهورية وهو موقف محق لأنها عنوان لا يبعث الى الطمأنينة لدى الناس وموقف رئيس الحكومة مع الدعوة لرئيس الجمهورية لإنعقاد مجلس الوزراء، مؤكدا القول أنهم يرفضون تشكيل حكومة في لبنان ربما بسبب تلاقي مصلحة إقليمية ترى أن لا ضرورة لحكومة في لبنان لأن الحكومة يجب أن تكون حكومة مواجهة أو حكومة مهادنة وهذا موقف تكتيكي إقليمي والى جانب موقف استراتيجي نابع من الفكر السياسي لحزب الله وهو أنه كلما كان هناك فراغ في السلطة كلما تمكنوا أكثر من السيطرة على الدولة اللبنانية وبين هذين السببين كل ما نراه هو خدع بصرية وما نسمعه من العماد عون مجرد واجهة لعمل مطلوب منه.

وعما يحدث مع الحدود اللبنانية والسورية في الجنوب والجولان قال: "لبنان ملزم بالقرار 1701 وإن التظاهر حق للشعب اللبناني والفلسطيني ولكن الإعتداء على القرار 1701 لا يفيد أحداً". أما على الصعيد السوري اعتبر فتفت أن ما يجري هو إلهاء لما يحصل في الداخل السوري من مجازر وهي محاولة لإشعال الجبهة عل ذلك يثير مخاوف إسرائيلية لأن أي اضطراب في سوريا سيؤدي الى اضطراب في إسرائيل كما قال رامي مخلوف لصحيفة الواشنطن بوست.

وفي حديث آخر لـ"المركزية"، أكد فتفت أن "عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان مرتبطة باستحقاقات وطنية كبرى تتطلب وجوده ونحن نفضّل عودته الآن، لكن ظروفاً معينة تمنعه من ذلك"، لافتاً إلى "انه لن يعود غداً كي يحضر جلسة مجلس النواب لاننا نعتبرها غير دستورية".

وقال تعليقاً على دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري: "هذه الجلسة غير دستورية حتى لو حضرها كل النواب، والرئيس بري كما يبدو لا مشكلة لديه في خرق الدستور والنظام الداخلي للمجلس لأنه كما يبدو "يحق للشاعر ما لا يحق لغيره". ورأى ان البديل عن هذه الجلسة بإجتماع مجلس الوزراء وعندها سيكون الرئيس الحريري في لبنان خلال ساعات"، مشيراً في هذا السياق إلى "النموذج البلجيكي حيث تجتمع الحكومة المستقيلة لضرورات وطنية وظروف استثنائية". واوضح ان "المجلس الدستوري في قراره 1|2005 كان واضحاً لجهة انه لا يجوز التشريع في ظل حكومة تصريف الأعمال".

وفي الشأن الحكومي أعلن فتفت أن "المشكلة الأساسية تكمن في غياب الحكومة وعجز الأكثرية الجديدة التي نفّذت الإنقلاب عن التاليف"، مشدداً على ان "هذا الفريق لو كان يتمتع بوعي سياسي كافٍ لما قام بالإنقلاب على حكومة الرئيس الحريري، وكما يبدو فإن آفق التشكيل مسدود حتى الآن".

وعن إجتماع هيئة الحوار كبديل عن هذا الفراغ في البلاد قال: "صلاحيات هذه الهيئة محددة في مناقشة الإستراتيجية الدفاعية، وهذا ما يرفضه حزب الله حيث نسف إجتماعات الهيئة"، مجدداً التاكيد ان البديل يكمن في تشكيل الحكومة".

 

السنيورة بحث مع رئيس وزراء كازاخستان الأوضاع في لبنان والمنطقة 

إلتقى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة رئيس وزراء كازاخستان كريم ماسيموف في مقرّ رئاسة الحكومة الكازاخية حيث إستعرضا على مدى ساعة "الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وكازاخستان وأهمية أن يشارك اللبنانيون في نهضة كازاخستان في هذا الظرف بالذات نظراً للخبرة التي يتمتعون بها في العمل في بلاد الإغتراب".

ولفت المكتب الإعلامي للسنيورة في بيان إلى أن "ماسيموف إطّلع من الرئيس السنيورة على نظرته للأوضاع المستجدة في العالم العربي وأمل بأن يساهم اللبنانيون في النهضة  الجديدة لكازاخستان، واعداً بتقديم كل الدعم للبنان والقضايا العربية". هذا ويتوقع أن يشارك الرئيس السنيورة، الموجود في العاصمة الكازاخية استانا، غدًا في المنتدى الإقتصادي الإسلامي الدولي وستكون له مداخلات ولقاءات مع مسؤولين عرب وفي الدول الإسلامية .يشار إلى أن السنيورة كان التقى ليل أمس السفراء العرب والمعتمدين في العاصمة الكازاخية بدعوة من السفير اللبناني هناك.(المكتب الإعلامي)

 

مطالبًا بـ"عدم إدخال المجلس النيابي في ممارسة تشكل خطراً عليه وأن نمدد لحاكم مصرف لبنان بمرسوم جوّال"

النائب أمين وهبي: نريد من بري أن يكون رمزاً للتلاقي وليس لزيادة الشقاق

ذكّر عضو كتلة "المستقبل" النائب أمين وهبي أنّه في "ظل حكومة تصريف أعمال لجأ اللبنانيون سابقاً إلى صيغة اصدار المراسيم الجوّالة حين خُفض سعر صفيحة البنزين وبالتالي مرّ هذا القرار في المؤسسات اللبنانية بشكل طبيعي وبتوافق جميع الأطراف"، معتبراً أن "التمديد أو التجديد لحاكم مصرف لبنان هو قرار ذات طابع تنفيذي ومن شأن السلطة التنفيذية"، سائلاً: "إذا كانت المصلحة الوطنية تقتضي التجديد لرياض سلامة، فلماذا نذهب إلى إبتداع صيّغ خلافية تزيد من التشرذم والتفسخ والإحتقان المذهبي ما دمنا جرّبنا صيغة المرسوم الجوّال وكان عليها توافقاً؟" وهبي، وإثر لقائه رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، شدّد على "وجوب عدم إدخال المجلس النيابي في ممارسة تُشكّل خطراً عليه إذ أننا نريد من هذا المجلس، ونحن أعضاء فيه، أن يقوم بدوره التشريعي ومراقبة الحكومات اللبنانية وليس الإنخراط في العمل التنفيذي"، مذكّراً رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنّه "هو من دعا إلى طاولة الحوار الوطني التي أنتجت قرارات هامة منها ما نُفذ ومنها ما لم يُنفذ"، مضيفاً: "نحن نريد من الرئيس بري أن يكون رمزاً للتلاقي بين اللبنانيين وليس رمزاً لزيادة الشقاق والتشقي"، ومتمنياً عليه "عدم الإصرار على هذه الجلسة وأن نذهب بإتجاه التمديد لحاكم مصرف لبنان من خلال مرسوم جوّال". ورداً على سؤال، رأى وهبي أن "العقد في تشكيل الحكومة العتيدة موجودة لدى الفريق الذي يُشكّلها"، لافتاً الى أن "هناك نوعين من العقد، جزءٌ منها ليست بعقدٍ بقدر ما هي عملية انتظار من قبل هذا الفريق الذي ينتظر تطورات المنطقة وعلى ضوئها ينتج لديه عدد من التصوّرات للحكومة العتيدة، فيما النوع الثاني من العقد هو ابتداع الفريق الآخر الحجج لدفع الأمور بعيداً عن تشكيل الحكومة، ومن هنا اقتراحنا ضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط تضمّ خيرة أبناء الشعب اللبناني من الاختصاصيين والمشهود لهم بنظافة الكفّ والباع الطويل في كلّ مجالات عمل الدولة لتسيير شؤون الشعب اللبناني بعيداً عن الإصطفاف السياسي الحالي"، داعياً إلى "حصر النقاش السياسي عبر المنابر الإعلامية التي تمتلكها كلّ القوى السياسية".(مكتب إعلامي)

 

وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال حسن منيمنة: جلسة الغد التشريعية غير دستورية

أكد وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال حسن منيمنة عدم دستورية وميثاقية الجلسة التشريعية غداً، نافياً وجود توافق على القضايا الاساسية. وفي حديث الى محطة "anb"، قال منيمنة: "تم تقديم الاقتراحات بشأن عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء المستقيل"، وأشار إلى أن "عقد الجلسة الاستثنائية يحتاج إلى حد ادنى من التوافق بين القوى الاساسية في البلد". وأضاف: "الرئيس سعد الحريري موجود خارج البلد بسبب الوضع الامني، لكن خلال كل فترة اقامته في الخارج، كان كل الوزراء على اتصال يومي معه بشأن قضايا الوزارات، وعودة الرئيس الحريري صارت قريبة جداً". وعن انتساب بعض الطلاب إلى مدارس غير مرخص لها، قال منيمنة: "سمحنا للطلاب المستوفين الشروط السليمة للتسجيل في صف "البريفيه" بالتقدم للامتحانات حتى ولو كانوا مسجلين في مدرسة غير قانونية، أما الطلاب الذين وضعهم غير مبرر دراسيا فنحن نعمل اليوم على درس وضعهم، ومن بين الاحتمالات ان نرفع طلباً خاصاً الى مجلس الوزراء كي نسمح لهم بالتقديم في الدورة المقبلة".(إعلام المستقبل)

 

نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: اذا لم تتألّف الحكومة يمكن عقد جلسة نيابية للتجديد لسلامة

أعلن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أنه كان من بين الأشخاص غير الرافضين للجلسة النيابية لأنه سبق وأن عقدت جلسات مماثلة، ولكن عندما عقدت هذه الجلسات كانت لمواضيع محددة، قائلاً "إن رئيس مجلس النواب نبيه بري دعانا الى اجتماعين في مكتب المجلس، وتكلم على حاكمية مصرف لبنان وموضوع السجناء، فأيدنا الموضوع الأول لما له من أهمية وضرورة قصوى، ولكن كان هناك اختلاف في الآراء حول الموضوع الثاني الذي لا شك أنه ضروري ولكن ليس من الأولويات"، مضيفاً "نحن كنا مع انعقاد جلسة من أجل التجديد لحاكم مصرف لبنان، اما عندما اصبحت الجلسة تضم 49 بنداً فالأمور اختلفت، وليس عندي تفسير مقنع لماذا أخذ بري الخطوة الى جدول اعمال من 49 بنداً". مكاري، وفي حديث الى إذاعة "لبنان الحرّ"، أعرب عن اعتقاده أنه "لن يكون هناك جلسة يوم الأربعاء، وسيعاود الرئيس بري الدعوة الى جلسة أخرى"، مشيراً الى أنه "اذا لم تتألّف الحكومة فيمكن أن يكون هناك جلسة فقط من اجل التجديد لحاكمية مصرف لبنان"، مضيفاً "وهنا لا اتكلم بإسم 14 آذار بل أعبر عن وجهة نظري". (رصد "NOW Lebanon")

 

ميرزا ل"الوطنية":قضاة تلقوا تهديدات من مجهول

موقع الكتائب/اكد المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا في اتصال مع "الوكالة الوطنية للاعلام" ان مجهولا اتصل امس بعشرة قضاة عبر هواتفهم النقالة، مهددا اياهم ب"عدم عقد جلسات والا". واشار ميرزا الى "ان هذه التهديدات تتكرر وللمرة الثالثة"، لافتا الى "ان التحقيقات جارية لمعرفة هوية المهدد ولاسيما ان رقم الهاتف هو نفسه في كل مرة".

 

السفير الاسباني خوان كارلوس غافو زار ثكنة الجيش في النبطية الفوقا: اسبانيا مستمرة في اليونيفيل لتطبيق القرار 1701

 وطنية - 7/6/2011 زار السفير الاسباني خوان كارلوس غافو ثكنة الجيش اللبناني في النبطية الفوقا، وألتقى رئيس المركز اللبناني لنزع الالغام العميد الركن محمد فهمي، في حضور مدير مخابرات الجيش في النبطية العقيد الركن محمد شعبان وضباط من المركز اللبناني.ورحب فهمي باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي بالسفير الاسباني في مركز نزع الالغام، شارحا له "ما تسببت به القنابل العنقودية والالغام الاسرائيلية من خسائر منذ نهاية عدوان تموز 2006، وأدت الى استشهاد 49 مواطنا وجرح 405 آخرين". وأكد غافو "استمرار اسبانيا في دعم لبنان ومركز نزع الالغام الاسرائيلية من أجل حياة الناس وسلامتهم"، لافتا الى أن "اسبانيا سبق أن دعمت المركز من أجل العمليات الانسانية، وستقدم العام المقبل دعما وتمويلا لنزع القنابل العنقودية الاسرائيلية"، مشددا على "استمرار انضواء اسبانيا في إطار اليونيفيل لتطبيق القرار 1701". ثم قدم فهمي درعا تقديرية باسم العماد قهوجي الى السفير غافو. وجال غافو في بلدة زوطر الغربية مستطلعا حقلا للالغام تنظفه فرق الجيش وعناصر من منظمة "ماغ" من القنابل العنقودية الاسرائيلية. بعد ذلك ترأس غافو لقاء، في مقر بلدية كفركلا حضره عدد من رؤساء بلديات مرجعيون، عرض موضوع توفير قطعة أرض لإقامة معمل لفرز النفايات للمنطقة في مرجعيون بتمويل من الوكالة الاسبانية للتنمية تستفيد منه كل البلديات.

 

نصرالله التقى الوفد الايراني

المركزية - استقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الوفد الإيراني المشارك في أعمال مؤتمر التجديد والإجتهاد في فكر الإمام الخامنئي برئاسة الدكتور حداد عادل، ومشاركة العلماء أعضاء الوفد، وسفير الجمهورية الإسلامية في بيروت السيد غضنفر ركن آبادي، وعبر الوفد عن اعتزازه بجهاد المقاومة وإنجازاتها في لبنان، وموقف الجمهورية الإسلامية في إيران قيادة وشعبا إلى جانب حركات المقاومة المجاهدة في المنطقة وخصوصا في لبنان وفلسطين، كما تمّ عرض آخر التطورات في العالمين العربي والإسلامي، خصوصا ما يرتبط بالقضية الفلسطينية.

 

"يديعوت أحرونوت": اسرائيل تستعد لـ"يوم القدس" الثلثاء

المركزية- نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قولها أن "التظاهرات المنظمة في هضبة الجولان هي محاولة فلسطينية، مدعومة من جهات خارجية، وغايتها إغراق إسرائيل باللاجئين عبر الحدود ودحرجة قضية اللاجئين إلى الدولة اليهودية". وذكرت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وبعد يومي "النكبة والنكسة" تستعد لأيام أخرى مقبلة، أقربها "يوم القدس" الثلثاء المقبل، في ذكرى احتلال القدس، وأسطول الحرية الثاني، وحملة الحرية من الجو.وأشارت إلى أنه تم توجيه الدعوة للثلثاء المقبل بالتوجه نحو القدس، وفي الوقت نفسه تنطلق قافلة مصرية باتجاه قطاع غزة محملة بمواد البناء ومساعدات إنسانية.  وقالت إن المرحلة المقبلة من المواجهات ستكون من البحر، حيث من المقرر أن يتحرك "أسطول الحرية 2" في نهاية الشهر الجاري باتجاه قطاع غزة لكسر الحصار.

 

"الراي": معطيات تؤشر الى "تراخي" القبضة السورية على لبنان

المركزية- أعلنت صحيفة "الراي" الكويتية عن معطيات تؤشر الى "تراخي" القبضة السورية، لكنها لا تعني، في تقدير الدوائر عينها، أن لبنان بات في منأى عن الاستخدام السوري كـ "صندوق بريد"، فربما تحتفظ دمشق ببعض "أوراقها" كسلاح احتياطي لأوقات أكثر حرجاً يمكن أن تدهم نظام الرئيس بشار الاسد. ونقلت الصحيفة عن مصادر واسعة الاطلاع في بيروت، مجموعة مفارقات للتدليل على تراخي "القبضة السورية"، من بينها:

* أداء الرئيس ميشال سليمان في الملفين البالغي الحساسية، تشكيل الحكومة وتحييد الجنوب، ما يوحي بـ "تحرره" النسبي من الضغوط التقليدية التي كانت تمارسها دمشق.

* تصرف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي على النحو الذي يشي بأنه يدير ظهره للحاضنة الاقليمية لـ «ا"لاكثرية الجديدة" المتمثلة بالمحور السوري ـ الايراني على قاعدة أولويات داخلية وخارجية.

* إنتظام دور الجيش تحت سقف توازنات تأخذ في الاعتبار حرص المجتمع الدولي على إضطلاعه بمهماته على النحو الذي يصون الاستقرار في البلاد وعلى الحدود.

وتوقفت دوائر مراقبة، في هذا الاطار امام اشارتين ذات دلالة هما:

* الكلام الذي نسب لمساعد وزير الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان خلال زيارته الاخيرة لبيروت عن ضرورة "عزل لبنان عن سورية" لتجنيبه دفع اثمان مواجهتها مع المجتمع الدولي.

* هبوط طائرة عسكرية اميركية من طراز "سي 130" في مطار حامات (شمال لبنان) تقل معدات عسكرية للجيش واقتران هذا الخبر بالاشارة الى عدم ممانعة "حزب الله".

واشارت الصحيفة الى أن وقائع من هذا النوع تبقى "هامشية" أمام الموقف المحتمل للحزب من مجريات الصراع في سوريا، خصوصاً وسط الايحاءات عن انه لن يسمح بسقوط نظام الاسد، حليفه الاستراتيجي و"حبل السرة" بينه وبين "مرجعيته" ايران.

 

نائب رئيس الحكومة المصرية يحيي الجمل زار ميقاتي ونجار كرمه

الجمل: التحدي في بناء النظام العربي الجديد

المركزية ـ أكد نائب رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور يحيى الجمل ان التحدي الحقيقي أمام الشعوب والأنظمة العربية هو بناء النظام العربي الجديد" ".

عند ميقاتي: واصل نائب رئيس مجلس الوزراء المصري زيارته للبنان والتقى اليوم يرافقه السفير المصري في بيروت أحمد فؤاد البديوي، رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وتم البحث في التطورات العامة، إضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين.

نجار: الى ذلك،أقام وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ابراهيم نجار مأدبة غداء تكريمية في السراي الحكومي على شرف الدكتور الجمل حضرها نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب روبير غانم، مستشار رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور محمد شطح، المدير العام لوزارة العدل القاضي عمر الناطور، رئيس هيئة التفتيش القضائي أكرم بعاصيري، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، مفوض الحكومة لدى مجلس شورى الدولة عبد اللطيف الحسيني، نقيبا المحامين في بيروت أمل حداد وطرابلس بسام الداية، سفير مصر في لبنان أحمد فؤاد البديوي، سفير المملكة المغربية في لبنان علي أومليل، عميدة كلية الحقوق في الجامعة العربية الدكتورة حفيظة الحداد، وعدد من الشخصيات.

وخلال المأدبة رحب الوزير نجار بالدكتور يحيى الجمل، منوهًا بأنه "الأستاذ في كلية الحقوق في جامعة القاهرة والقانوني المشهود له في كل أرجاء الدول العربية". وإذ لفت "إلى المنصب الهام الذي بات يشغله الدكتور الجمل في حكومة ما بعد الثورة المصرية"، أبدى سروره في أن يلقى الضيف المصري الذي تجمعه به زمالة قانونية وجامعية ما يستحقه من تقدير متمنيًا أن "تخطو مصر خطوات متقدمة إلى مستقبل أكثر إشراقًا".

الجمل: بدروه أعرب الجمل عن إعجابه ببيروت التي وصفها بالعاصمة التي تضج بالحياة ويشعر فيها الزائر بحب هذه الحياة وزخمها". وقال: "أن الثورات العربية حققت ما يشبه المعجزة في هدم الأنظمة القديمة، إنما ما هو أهم من الهدم هو بناء النظام العربي الجديد" مؤكدًا أن "هذا هو التحدي الحقيقي أمام الشعوب والأنظمة العربية".

وكان الجمل قد ألقى مداخلة في مؤتمر معهد IPALMO تحدث فيها عن الثورة المصرية والمرتجى منها، وتناول دور البرلمان في مصر الذي كان مهمشًا لأنه كان ينشأ، كما قال، عن طريق التزوير وليس بإرادة الشعب، ولم يكن يتجه لخدمة الشعب إنما كان خاضعًا للسلطة كما هو الحال في غالبية بلدان العالم الثالث.

 

تعليق الوكالة المركزية

المشهد اللبناني يستعيد فصول الانقسام بيــــن 8 و14 آذار

ازمة ثقة وتواصل مع وقف التنفيـــذ بين ميقاتي وعـــون

تحرك نحو كسر الاصطفاف وصيغ حل للجلسة اسقطتها الشروط

المركزية – ازمة ثقة بامتياز تتحكم بمسار تشكيل الحكومة بين رئيسها المكلف والقوى المكلِفة وفق ما تبدت عنه معطيات الساعات الأخيرة. فالمسار الذي شهد في اليومين الماضيين انتعاشا استثنائيا في المشاورات التي اجراها الرئيس نجيب ميقاتي، والاتصالات السياسية مع القوى المعنية، يبدو متجها نحو الجمود تكرارا على رغم التقدم الحاصل وتخطي عقبات كانت حتى الأمس القريب تحول دون حسم الازمة الحكومية الطويلة..

واذا كان من عامل ثابت في واجهة المشهد الداخلي فهو العودة الى التمترس السياسي الحاد خلف التحصينات وانقطاع خطوط التواصل بين القوى السياسية على خلفية اكثر من ملف وأزمة، لعل ابرزها الجلسة النيابية العامة التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري غدا مخلفا عاصفة من السجالات السياسية ازاء دستورية او لا دستورية انعقادها، واصراره على التئامها على رغم يقينه بعدم اكتمال النصاب الذي لن يتوافر منه الا 58 نائبا من فريق 8 اذار، وسط مقاطعة نواب قوى 14 اذار وكتلتي جبهة النضال الوطني برئاسة النائب وليد جنبلاط والرئيس ميقاتي لعدم الاسهام في توسيع هوة الخلاف، علما ان هذه القوى مجتمعة اشارت الى امكان توفير النصاب للجلسة شرط حصر جدول اعمالها ببند وحيد هوالتمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

مقاطعة جنبلاط: وفي هذا الاطار، اكدت مصادر نيابية في كتلة النائب جنبلاط عدم المشاركة في الجلسة الا بشرط وحيد يتمثل بحصر جدول اعمالها ببند وحيد هو التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لافتة الى ان من غير المنطقي مناقشة قوانين أرسلتها حكومة هي اليوم مستقيلة، وبالتالي إذا ما عقدت الجلسة، فمع مَن ستتم مناقشة هذه القوانين؟ وأعربت عن اعتقادها ان النصاب لن يكتمل، والجلسة قد لا تُعقد.

وأشارت إلى اتجاه النائب جنبلاط الى عدم المشاركة في الجلسة التشريعية الا اذا اقتصرت على التمديد لسلامة.

من الدستور الى السياسة: وفي سياق متصل، قالت اوساط سياسية لـ"المركزية" ان الجلسة النيابية خرجت من اطارها الدستوري واقحمت في بازار السياسة وتوزيع الاتهامات مستعيدة فصول الانقسام الحاد بين الاطراف في ضفتي 8 و14 اذار.

ولفتت الى مجموعة اقتراحات عرضت في الساعات الأخيرة لتوفير المخرج المناسب للتمديد لحاكم مصرف لبنان من بينها عقد جلسة ببند وحيد مخصص للتمديد، وآخر بتفويض المجلس النيابي حكومة تصريف الاعمال التمديد لسلامة، وهو طرح من شأنه ان يرضي الطرفين، الا ان الاول سقط بعدما رفضته قوى 8 اذار فيما رفض الثاني لأسباب عدة متقدمة، علما أن فرضيتي المرسوم الجوال والجلسة الحكومية مرفوضان جملة وتفصيلا من فريق 8 اذار.

الثقة المفقودة: وعزت الاوساط مآل الوضع الى فقدان الثقة بين القيادات السنية والشيعية وانقطاع التواصل والتمترس خلف الدستور كل من وجهة نظره، من دون توافر الصلاحيات المناسبة لأي مسؤول، حتى لرئيس البلاد العماد ميشال سليمان تمكنه من الاقدام على خطوات من شأنها وقف مسلسل التدهور وجر البلاد نحو مزيد من الانقسام، وهو ما كان حمل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على رفع الصوت مطالبا بإعادة الصلاحيات الى رئاسة الجمهورية.

غير ان الجمود المتحكم بمفاصل البلاد لم يحل دون بروز ملامح حركة سياسية لكسر الاصطفاف الحاد يقودها النائب جنبلاط والرئيس امين الجميّل لارساء صيَغ مخارج للأزمة تبدأ بحكومة انقاذية في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والاقليمية الداهمة.

وفي اطار موازٍ تحدثت بعض المعلومات عن محاولة لعقد مؤتمر وطني لم تلقَ الأصداء الإيجابية فيما علم ان رئيس الجمهورية اتصل بأعضاء هيئة الحوار وتشاور معهم في امكان عقد اجتماع استثنائي إلا أن الجواب لم يكن مشجعا بحيث ارتأى أقطاب 8 اذار عقده بعد تشكيل الحكومة.

وفي انتظار ما ستفرز الساعات المقبلة من معطيات في شأن الجلسة، فان المسار الحكومي يترنح عند مشروع الحكومة وهدفه. فالرئيس ميقاتي يريد حكومة يرأسها وتشارك فيها قوى 8 اذار التي تصرّ على حكومة مدموغة بصبغتها برئاسة ميقاتي.

وفيما لم يسجل جديد على خط المشاورات اكدت اوساط عاملة على مسار التشكيل ان العقد الأخيرة، تبقى من دون حلول قابعة عند اصرار رئيس تكتل التغيير والاصلاح على معرفة وزراء رئيس الجمهورية وإبداء الرأي اضافة الى التمسك بتوزير شربل نحاس وابقاء حقيبة الطاقة مع الوزير جبران باسيل، فيما يرفض ميقاتي الخضوع للشروط، وخصوصا أن الوزير نحاس يشكل مشروع مشكلة للحكومة العتيدة بعد حادث الاتصالات.

 

نشرة أخبار موقع الكتائب ليوم الثلاثاء

كتائب العزام تتهم حزب الله بتفجير اليونيفيل وسوريا تشتعل في أكبر المواجهات بين النظام والمعارضة و إيهود باراك: الاسد انهى دوره

مصادر ميقاتي: لا يبدو ان الولادة قريبة

"تقدمنا "فشخة" في الملف الحكومي، والمفاوضات مستمرّة مع الاطراف المعنية، لكن لا يبدو ان الولادة قريبة"...هذا ما اكدته مصادر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لموقع Kataeb.org  ، وسط ما يحكى عن تقدم على صعيد التشكيل وصولا الى توقع ولادة الحكومة قريبا جدا، وربما خلال ايام.

وسط هذه الاجواء، الواقعة الحقيقية الملموسة هي ان الاتصالات واللقاءات بين المعنيين جارية على قدم وساق بغض النظر عن نتائجها. وفي هذا الاطار، كشفت  الوكالة المركزية عن "حركة اجتماعات متتالية في اكثر من مقر، من فردان الى الضاحية، تمكنت من تذليل العقبات الاساسية ودفعت خطوات ولادة الحكومة قدما"، لافتة الى ان "لقاء مهما على المستوى القيادي سيعقد في الضاحية في الساعات المقبلة، من شأنه الاسهام في الدفع نحو التشكيل المنشود يركز على عناوين ثلاثة: قراءة المستجدات الاقليمية، تحديد خيارات مواجهتها وتأمين مظلة رسمية سياسية للبنان بعدما تبدت جلياً تداعيات الفراغ على الساحة وانعكست سلبا على مختلف القطاعات".

في هذا الوقت، تربعت الجلسة التشريعية على واجهة التطورات سياسيا، خصوصا بعد تأكيد الرئيس نبيه بري ان "جلسة الأربعاء المقبل قائمة حتى يوم القيامة"، لافتاً الى أنه "اذا لم يحصل النصاب في 8 حزيران، فسيدعو الى الاسبوع الذي يلي ثم الذي يليه."

الى ذلك، بقيت "نكسة الجولان" محطّ متابعة واستقطاب للعديد من المواقف، وفيما اعلن الجيش الاسرائيلي انه في حال تأهب رافضا محصلة القتلى التي أعلنتها دمشق، دانت سوريا ما وصفته بالعدوان على مدنيين عزل، ووضعت الخارجية السورية "ما قامت به اسرائيل برسم المجتمع الدولي وبرسم كافة الجهات المنادية بحقوق الانسان وبحرمة الحياة الانسانية والتي درجت على محاولة تبرير ما تقوم به اسرائيل من انتهاكات وخروقات على حساب الحقوق العربية المشروعة."

وفي المواقف اللبنانية ، ندد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بـ"المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الجولان السوري المحتل "، مؤكدا ان "هذا التصرف العدواني لن يثني الشعب الفلسطيني والدول العربية عن المطالبة والسعي لاسترجاع كامل الحقوق وفي طليعتها حق العودة، وحض المجتمع الدولي على الضغط على اسرائيل للاعتراف بهذه الحقوق والمباشرة بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وفقا لجدول زمني ملزم ومحدد".

من جهته اعرب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن إعتقاده بأن ما حصل في ذكرى النكسة في هضبة الجولان "يكشف أن الادارة الاميركية تطمح الى مصادرة الثورات العربية"، مشيراً الى أن "ما حصل يؤكد التزام واشنطن المطلق بأمن اسرئيل".

وكأن لا دولة في لبنان

وليس بعيدا من هذا الملف، وبعد ان نفذ الفلسطينيون اضرابا في  مخيمي عين الحلوة والمية ومية  "استنكارا لمجزرة الجولان"، أكد قائد المقر العام لحركة "فتح" في لبنان اللواء منير المقدح عبر صوت لبنان 100.5 ان الفلسطينيين سيشعلون كل الجبهات العربية، مُعتبرا ان كل شيء بات مباحا ازاء الصمت العربي والدولي تجاه جرائم اسرائيل. ولفت الى اننا لم نجد حماية للفلسطينيين العُزّل الذين خرجوا بمسيرات سلمية بل حُرمنا من هذه المسيرات وسنعمل من كل الجبهات ولن نستأذن احدا.وشدد على اننا لن نسقط خيار الكفاح المسلح وهو الوحيد الذي يوصل الشعب الفلسطيني الى ارضه وحقه، متوعدا بان "كتائب شهداء الأقصى ستحدد الزمان والمكان المناسبين وستردّ من الداخل على مجازر الجولان ومارون الراس وفلسطين".

كتائب العزام تتهم حزب الله بتفجير اليونيفيل

ومن كتائب شهداء الاقصى الى كتائب العزام التي اصدرت بيانا نفت فيه اي علاقة لها باستهداف "اليونيفيل"، متهمة "حزب الله بعملية التفجير في محاولة ابتزازية يائسة من النظام السوري لتخفيف الضغوط الدولي عنه"، مؤكدة ان "عمليات كتائب عبدالله العزام تنحصر في استهداف الاسرائيلين وتنأى عن ان تكون اداة لأي طرف من اطراف النزاع الكبير الحاصل في بلد الشام".

سوريا: مقتل 80 شرطيا

في غضون هذه الاجواء "الحامية" على الخطّ اللبناني، سجلّت تطورات خطيرة  في الداخل السوري بعدما اعلن التلفزيون السوري الرسمي "مقتل 80 شرطيا في كمين نصبته العصابات المسلحة في جسر الشغور في شمال غربي سوريا ". وعلى الاثر إندلعت اشتبكات عنيفة بين قوات الامن السورية ومئات المسلحين الذين استخدموا الاسلحة المتوسطة والقنابل ، والذين قاموا باحراق عدد من الدوائر الحكومية ، وتمكنت قوات الامن من إنهاء حصار حي سكني سيطر عليه مسلحون لبعض الوقت . وبحسب التلفزيون السوري ، تمكنت المجموعات المسلحة من الاستيلاء على 5 أطنان من الديناميت كانت في سد وادي الابيض بعد مهاجمة الموقع ، كما قاموا بالتمثيل بجثث القتلى والقوا بها في نهر العاصي.

باراك: الاسد انهى دوره

في هذا الوقت، لفت موقف وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك الذي اعتبر ان "الرئيس السوري بشار الأسد قد أنهى دوره ولايُمكنه أن يكون شريكاً في عملية التفاوض"، مؤكدا أنه "فقد الشرعية بنظر الشعب السوري وأصبح مصيره محتوماً حتى وإن استغرق سقوطه أشهر عدة."

فرنسا تندد

وفي المواقف الدولية ايضا، طالبت فرنسا "السلطات السوريّة بوقف فوري لاستمرار انتهاك حقوق الانسان ضد المتظاهرين في سوريا ،لافتة إلى أنّ "فرنسا تجدد ادانتها لاستمرار اعمال العنف والقمع التي ترتكب ضد المتظاهرين المدنيين والتي يجب أن تتوقف فورًا". ودعت الحكومة السوريّة "الى تفيذ اصلاحات سريعة وطموحة معتبرةَ أنّ "إعلان العفو والقرارات الحكومية السابقة لم تُترجم على أرض الواقع".

الكتائب: لحكومة انقاذية تدعو الى مؤتمر تأسيسي

وبالعودة الى المواقف المحلية التي سجلها اول نهار من الاسبوع، اعتبر المكتب السياسي الكتائبي ان "لبنان يعيش فراغاً مميتاً ومأزقاً بدأ يفقده مقوماته كبلد حيث ان السلطات فيه لا تتشكل الا بمنطق المحاصصة الطائفية والاصطفافات الفئوية فباتت كل فئة نتنزع الصلاحيات بمعزل عن الدستور ونصوصه وروحه." واستغرب المكتب السياسي كيف انه مع كل ما يجري، يتناوب المسؤولون على الاعتكاف والبكاء على الاطلال وغسل الأيدي من المسؤوليات، فيما الواقع يملي على الجميع التحرك وعقد اجتماعات ماراتونية واستنباط الحلول السريعة لأزمات البلد." ولاحظ المكتب السياسي أن المواطن بدأ يتعايش مع واقع اللادولة واللامؤسسات، وكأنه فقد الأمل من الدولة وراح يبحث عبر قنواته الخاصة عن بدائل ووسائط  لتسيير اموره اليومية  بعيداً عن الادارات المشلولة، والمؤسسات الرسمية. وكرر المكتب السياسي تأكيده ان الحكومة الوحيدة التي بامكانها ان تتحمل هذه المهمة الصعبة هي حكومة انقاذ وطني تتحمل مسؤولياتها التاريخية في هذه المرحلة الدقيقة في مسار الوطن والمنطقة، فتدعو هذه الحكومة الى مؤتمر وطني تأسيسي ينكب على معالجة الأزمات من جذورها وكل ما عدا ذلك يبقينا في حال تخبط في الأزمات والوطن في حالة انتظار دائم.

عون: تقدم كبير لا بد من ان يؤدي الى الولادة خلال ايام

وفي المواقف المتعلقة بالشأن الحكومي ايضا، أكد عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب الان عون أن هناك توافقا على ضرورة الإسراع في إنجاز الحكومة بعد حصول تقدم كبير خلال الأسبوع المنصرم، لافتا الى أن هذا التقدم لا بد من أن يؤدي إلى ولادة الحكومة خلال الأيام المقبلة.

وأكد عون، بعد لقاء مع وزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي تناول الشؤون الإنمائية لمنطقة بعبدا ، أن هناك طرحا بين يدي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في ما يخص الحقائب والأسماء التي أصبحت شبه منجزة، مشيرا الى أن ميقاتي متجاوب، إلى حد كبير، مع ما كان مطروحا خلال المشاورات. ولفت عون الى ان التفاصيل في شأن الأسماء تكون مع ميقاتي ومع الكتل إذا كان هناك فعلا إرادة لتشكيل الحكومة، مؤكدا أن التشاور يجب أن يكون مباشرة مع المعنيين أو عبر الوسطاء المكلفين لطرح المطالب والملاحظات وليس من خلال مصادر في الإعلام.

نجار استحصل على مرسوم العفو السوري

 الى ذلك، أعلن المكتب الاعلامي في وزارة العدل، ان وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ابراهيم نجار إستحصل من الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري على صورة المرسوم الصادر عن الرئيس السوري بشار الأسد والمتعلق بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل الحادي والثلاثين من أيار الفائت.وقد أحال الوزير نجار المرسوم إلى النيابة العامة التمييزية للإطلاع عليه وتحديد مدى إمكانية الإستفادة منه بالنسبة للمحكومين أو المعتقلين أو الملاحقين من اللبنانيين في سوريا.

انفجار الفيات

وفي الاخبار ايضا، سقوط عدد من الجرحى والقتلى في انفجار في محطة محروقات في منطقة جسر الفيات ما ادى الى اندلاع حريق كبير فيها ، وعلى الفور هرعت عناصر الدفاع المدني والصليب الاحمر الى المكان، وفرض الجيش اللبناني طوقا امنيا في المكان. وتبين ان الانفجار ناجم عن انفجار في مستودع للمازوت.

 

اتصال من رقم خلوي "معهود" يهدد بإخلاء وزارة العدل وسجين يفر من النظارة وسط الانهماك بالحدث

مجلس القضاء يبحث في الابعاد والمعلوف يتلقى تهديدات

المركزية – في غمرة الانهماك السياسي بالتجاذبات وموجة السجالات على خلفية اكثر من ملف وازمة، عاد الهم الامني متصدرا واجهة الاهتمامات بعدما تعرضت وزارة العدل الى التهديد، من خلال اتصال ورد في الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم الى سنترالها على الرقم 422944 من رقم خلوي اعتاد الاتصال بسنترال الوزارة للاشارة الى وجود قنبلة طالباً (إخلاء المبنى وإلا)، الأمر الذي أثار بلبلة بين المتقاضين والموظفين . وعلى الفور أحاطت المفرزة القضائية الجنائية مبنى الوزارة للتحقيق بالتهديد وبدأت تفتيش المبنى لكن من دون اخلائه. كما باشرت النيابة العامة التمييزية تحرياتها وإستقصاءاتها اللازمة لمعرفة هوية المتصل.

رسائل تهديد: وكان سبق إتصال التهديد اليوم تهديدات تعرض لها عدد من القضاة ليلا من خلال رسائل قصيرة وصلتهم الى هواتفهم النقالة ومنهم عمر الناطور، وجاء فيها الأتي: الصهريج الذي أرسلناه في الأمس هو هدية ونحن نرصدكك واحدا واحدا وهذه ثالث رسالة وآخر مرة هناك سبعون قاضيا تحت أعيننا وإذا إفتتحت أي جلسة لأي موقوف فهي المرة الآخيرة .

نجار : واوضح الوزير نجار ان 12 قاضيا ارسلت لهم هذه الرسالة، مشيرا الى انه ينتظر نتائج التحقيقات ولا يريد إستباقها حتى لا يحمل الأمر أكثر مما هو .

الناطور: بدوره أوضح المدير العام لوزارة العدل عمر الناطور أنّ مبنى وزارة العدل لم يخلَ بشكل تام من الموظفين رغم ورود اتصال تهديد من مجهول قال فيه "أخلوا المبنى وإلا". وقال ردت على سؤال عن تقليله من شأن التهديد، "الاتكال على الله ففي هذه البلاد لا أحد يعرف مصيره".

ميرزا: كذلك اكد المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا ان مجهولا اتصل امس بعشرة قضاة عبر هواتفهم النقالة، مهددا اياهم بـ "عدم عقد جلسات والا".

واشار ميرزا الى "ان هذه التهديدات تتكرر وللمرة الثالثة"، لافتا الى "ان التحقيقات جارية لمعرفة هوية المهدد ولا سيما ان رقم الهاتف هو نفسه في كل مرة".

مجلس قضاء أعلى: وكان مجلس القضاء الأعلى بحث الأسبوع الماضي في التهديدات التي تصل الى القضاة على هواتفهم.

فرار سجين: وبالتزامن مع إخلاء قصر العدل، فر السجين محمد علي نايف مواليد 87 من سكان حي السلم، موقوف في جرم سلب وسرقة ومحاولة قتل، أثناء نقله من نظارة قصر العدل الى قاعة محكمة الجنايات في بيروت وهو لا يزال مكبل اليدين، وعلى الفور بدأت العناصر الأمنية عمليات البحث والتحري عن الموقوف الفار. كذلك باشر النائب العام الإستئنافي بالانابة في بيروت القاضي جورج كرم تحقيقاته مع عناصر مخفر قصر العدل لكشف ملا بسات الفرار .

المعلوف: من جهته أعلن النائب جوزف معلوف عن تلقيه تهديدات وعمليات قرصنة لموقعه الالكتروني من جهات معروفة قال إنها من خارج الحدود ومرتبطة بخيوط داخلية تتولى تنفيذ ما يحاك ضده وضد نواب زحلة والبقاع الأوسط من مؤامرات وتهديدات، مشيراً إلى أن هناك علامات استفهام كبيرة تجاه ما يتعرض له نواب زحلة من تهديدات مباشرة أو غير مباشرة بدأت مع النائب جمال الجراح ثم انتقلت إلى النائب عقاب صقر وبعدها النائب إيلي ماروني حتى وصلت إليه شخصياً، مؤكداً ثباته وزملاءه نواب الكتلة على المواقف التي التزموا بها ولن يحيدوا عنها. وعن الجهة التي تقف وراء هذه التهديدات، كشف المعلوف أن التحقيقات الأولية توصلت إلى مصادر من خارج الحدود، وهي عبارة عن مجموعة منظمة تتولى هذه التهديدات بواسطة خيوط لها في الداخل اللبناني، لكنه رفض الدخول أكثر في التفاصيل لأن المسألة أصبحت في عهدة القوى الأمنية.

وعما إذا كان يخشى التعرض لاعتداء شخصي، قال رغم إعتباري هذه التهديدات غير جدية وتصب في خانة التهويل إلا أنه من الضروري أخذ الحيطة والحذر في ظروف كهذه.

إنفجارمحطة الوردية: في غضون ذلك، لا تزال القوى الأمنية تطوق المكان المحيط بمحطة الوردية للمحروقات التي وقع فيها الإنفجار ليل أمس في منطقة جسر الفيات، حيث تواصل تحقيقاتها في حين أعادت صباحا فتح طريق الأوتوستراد أمام المحطة. واشارت المعلومات الأولية للتحقيق، الى ان الإنفجار ناتج عن خطأ تقني أثناء تلحيم خزان للوقود جراء تسرب الغاز منه. وفي حين تضاربت المعلومات حول عدد القتلى الذين سقطوا في الإنفجار، أكدت مصادر امنية لـ"المركزية" سقوط خمسة قتلى هم صاحب المحطة جوزف بونصر (لبناني) ومحمد فؤاد (مصري) وعماد قداح (سوري) وحمادة محمد صادق عبدالله (مصري) ورياض سلامات (سوري) .

 

ادعاء في جرم على  سامي ابو جوده بالتعامل

المركزية- إدّعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على موقوف جديد يدعى سامي ابو جوده في جرم التعامل مع العدو الإسرائيلي وإعطائه معلومات مقابل مبالغ مالية والاجتماع بضباطه خارج لبنان سنداً إلى المادتين 274-278 عقوبات وتنص عقوبتها القصوى على الإعدام, واحاله إلى قاضي التحقيق العسكري.

 

الرئيس الجميل يعرض والاسعد الاوضاع

المصدر: وطنية /استقبل رئيس حزب "الكتائب" امين الجميل في دارته في بكفيا، اليوم (الثلاثاء) رئيس لقاء "الانتماء" اللبناني احمد الاسعد وتم التطرق الى الاوضاع العامة في البلاد.

 

كتلة "المستقبل": لانعقاد مجلس الوزراء للتمديد لسلامة والتزام مجلس النواب بالنظام الداخلي

وطنية - 7/6/2011 عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الأسبوعي الدوري عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، في مكتب الرئيس فؤاد السنيورة في "السادات تاور"، وعرضت الأوضاع.

وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب جمال الجراح، اعتبرت فيه أن "الوسيلة الفضلى لحل مشكلة قرب شغور موقع حاكمية مصرف لبنان في الظروف الحالية هي في تأليف الحكومة، والى أن يتم ذلك لا يمكن لسلطة أن تنصب نفسها بديلا من سلطة أخرى لكونه يخالف الدستور والقوانين والأعراف".

وأكدت الكتلة قناعتها ودعمها "للتمديد لرياض سلامة حاكما لمصرف لبنان لما أثبته من قدرة لتثبيت استقرار السياسة النقدية"، مقترحة "دون أي تأخير، انعقاد مجلس الوزراء لحكومة تصريف الأعمال للتمديد للحاكم وذلك على قاعدة الضرورة والظروف الاستثنائية".

ورأت أن "حديث البعض عن السابقة المتعلقة بعام 2005 هو ذر للرماد في العيون، فقانون العفو في حينه حظي بإجماع وطني ولم يعترض عليه أحد أو يطعن به أحد، علما ان سابقة واحدة لا تشكل عرفا. ومن ناحية ثانية، فإن ما هو مطروح الآن وبالإضافة إلى عدم دستوريته لا يحظى بإجماع وطني بل يتسبب بانقسام وطني خطير".

وذكرت الكتلة "الرأي العام بتصريح الرئيس (نبيه) بري في قصر بعبدا في العشرين من نيسان الماضي حين سئل: "هل تستجيبون لطلب العماد عون بالدعوة إلى جلسة تشريعية في ظل حكومة مستقيلة؟". فأجاب: "أنا أتمنى ذلك، ولكن لو يسمح لي الدستور أدعو الى جلسة كل عشرة ايام ولا انتظر. ولكن الدستور لا يسمح". ومن جهة أخرى، أكدت الكتلة "ضرورة الالتزام بالنظام الداخلي للمجلس بجميع مواده ولا سيما المادة 8 منه التي تحدد صلاحيات هيئة مكتب المجلس".

 

عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح": لا تقدم على صعيد تشكيل الحكومة وما زلنا بنفس المعطيات

الجلسة النيابية العامة شرعية مئة في المئة ويجب أن تحصل

 وطنية - 7/6/2011 اكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون بعد الاجتماع الاسبوعي للتكتل في الرابية، أن "لا تقدم على صعيد تشكيل الحكومة وما زلنا بنفس المعطيات، وأعطينا ما نستطيع أن نعطيه لتشكيل الحكومة ولا أعرف لماذا تأخرت، وأنا قلت سابقا إن هناك لعبة تعطيل السلطة.ونأمل بين لحظة وأخرى أن يأتينا جوابا شافيا عن هذا الموضوع". اضاف:"تأكدنا بالوجه الشرعي وعبر النصوص والإجتهادات في الجمهورية الثالثة والرابعة، أن الجلسة النيابية شرعية مئة في المئة ويجب أن تحصل، وأن الميثاقية تكون عند تكوينها وإلا يفقد المجلس غايته عند نصابه والا كان غياب نائبين علويين يفقد الجلسة شرعيتها". وتابع: "لا يحق لاي شخص مهما كبر أن يعطل جلسة شرعية سواء كان مكلفا أو رئيسا لكتلة نيابية أو غيرها، ونحن نستطيع أيض أن نعطل وغدا 700 كيلو وات أهم لدينا من التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي تمتد ولايته حتى آخر تموز". وعن خطوط التوتر العالي في المنصورية، قال عون: "هذه الخطوط التي منع الأهالي مدها في المنطقة والتي ستزودهم بال700 كيلووات سيشعرون بها في الصيف، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي قال لقوى الأمن إن هذه المسألة ميثاقية، وبالتالي لم تتدخل قوى الأمن أو الجيش لمد ال1700 متر من الكابلات بعد أن منع الأهالي تركيب ومد هذه الخطوط". واردف: "هناك الكثير من المخالفات في الكثير من المناطق على صعيد اتحاد البلديات أو على صعيد المحافظات، كما توقفنا خلال اجتماعنا اليوم عند موضوع العدلية والإهمال في الدعاوى المقدمة على الرغم من أن طابع العجلة أدى إلى فوضى على صعيد أعلى سلطة في الدولة أي في القضاء العسكري".

 

"اللقاء المستقل" دعا أبناء كسروان وجبيل الى "رفض الحال الشاذة المفروضة على تمثيلهم النيابي"

وطنية - 7/6/2011 عقد المكتب التنفيذي "للقاء المستقل" إجتماعه الدوري الاسبوعي قبل ظهر اليوم، في مقره بجونية، في حضور: ميشال ابي عبد الله، نوفل ضو، انطوان بشارة، الهام الجر، منصور مهنا وزياد خليفة. وعلى الاثر، أصدر المجتمعون بيانا أشاروا فيه الى انه عرضوا "ما آلت إليه الأوضاع في ظل تعثر تشكيل الحكومة الجديدة نتيجة لفشل الإنقلاب الذي قاده حزب الله وحلفاؤه ورفضهم الإعتراف بفشله واستمرار مكابرتهم في محاولة تنفيذ مآربهم من خلال سعيهم لإعطاء السلطة التشريعية دورا ليس لها بعدما عجزوا عن وضع يدهم على السلطة التنفيذية من خلال حكومة اللون الواحد".

ورأوا أن "مضي حزب الله وحلفائه وتعنتهم لن ينفعهم في الوصول الى أي من مآربهم في وضع اليد على مؤسسات الدولة ومقدراتها"، مشددين على "أهمية استخلاص العبر من تجارب الماضي حيث فشل السلاح في كسر إرادة اللبنانيين والنيل من عزمهم على التمسك بحريتهم وسيادة دولتهم وقرارهم ونظامهم السياسي، ومن التجارب التي تجتازها دول عربية عدة انتفضت شعوبها ولا تزال في وجه الطغيان ونظام الحزب الواحد ومصادرة الحريات العامة والخاصة".

وتوقف المجتمعون عند "الشروط الجديدة التي وضعها النائب ميشال عون على رئيس الجمهورية ميشال سليمان لا سيما لناحية طلب تعهد من سليمان بعدم تسمية أي وزير في الحكومة الجديدة من قضاءي كسروان وجبيل وبعدم ترشيح أي من مؤيديه الى الإنتخابات النيابية المقبلة عام 2013 في القضاءين المذكورين"، فاستهجنوا "هذه الشروط"، وذكروا عون بأن "الستالينية سقطت في العالم منذ سنوات طويلة، وبأن بقاياها في العالم العربي في طريقها الى الزوال، وبأن لبنان يعيش في ظل نظام ديموقراطي، لا في ظل هوس سلطوي، وبأن حرية العمل السياسي يكفلها الدستور لكل اللبنانيين، وبأن حق الترشح الى الإنتخابات النيابية وتولي الوظائف على أنواعها حق من حقوق كل لبناني لا يمكن لا للعماد عون ولا لغيره مصادرته تحت أي ذريعة من الذرائع". كما ذكر "اللقاء المستقل" عون بأن "حرب الإلغاء التي شنها في العام 1989 انتهت قبل أكثر من 21 سنة بهزيمته وألحقت بالمسيحيين خصوصا واللبنانيين عموما أفدح الأضرار التي ما زلنا نعيش الكثير من ذيولها حتى اليوم".

ودعا "اللقاء" عون الى "الاهتمام بشؤون حارة حريك وأبنائها، والى العمل على استعادة حقوق مسيحيي الضاحية الجنوبية المادية والمعنوية والسياسية من حلفائه في حزب الله، وترك تمثيل قضاءي جبيل وكسروان لأبنائهما. إن التعددية السياسية والتنوع الحزبي هما من أركان الحياة السياسية في لبنان عموما وفي كسروان وجبيل خصوصا، وذهنية وضع اليد عليهما لن تمر تحت أي ذريعة من الذرائع".

كما دعا "أبناء كسروان وجبيل، ولا سيما القيادات والفاعليات السياسية والحزبية والرسمية، وهيئات المجتمع المدني فيهما، الى اتخاذ موقف واضح وصريح وعلني برفض مصادرة النائب ميشال عون القرار السياسي في مناطقهم، والى الاستعداد الجدي لإسقاط الحال الشاذة المفروضة على التمثيل النيابي لكسروان وجبيل منذ العام 2005".

وجدد دعواته "المتكررة الى المعنيين، وخصوصا قوى 14 آذار، لضرورة اعتماد إدارة سياسية وانتخابية رصينة وجدية ومتوازنة منذ الآن تحضيرا للانتخابات النيابية المقبلة عام 2013 آخذين في الاعتبار احتمال الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة كواحد من الخيارات التي يمكن أن يواجهها اللبنانيون للخروج من المأزق الذي أوصل حزب الله وحلفاؤه لبنان اليه في الأشهر القليلة الماضية".

 

النائب أمين وهبي بعد زيارته رئيس حزب "القوات": ليشرع المجلس بدل أن ينخرط في العمل التنفيذي

 وطنية - 7/6/2011 التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عضو تكتل "لبنان أولا" النائب أمين وهبي، في حضور المسؤول عن منطقة البقاع الغربي في "القوات" ايلي لحود. عقب اللقاء، وضع وهبي الزيارة في إطار "تهنئة الدكتور جعجع بإقرار النظام الداخلي للقوات الذي نقل الحزب من حالة نضالية الى حالة مؤسساتية، وهذا يعتبر ضخا للمفاهيم الديموقراطية في المجتمع اللبناني. وكانت مناسبة أجرينا خلالها جولة أفق حول الوضعين اللبناني والاقليمي، وبحثنا في الظروف التي يعيشها اللبنانيون اليوم في ظل عدم تشكيل الحكومة التي ننتظرها للخروج من نفق اضاعة الفرص وشل المؤسسات".

وعن اعتبار قوى 14 آذار دعوة الرئيس نبيه بري الى عقد جلسة لمجلس النواب غير دستورية، وفي الوقت نفسه يحبذ نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري حصر بنود الجلسة ببند وحيد هو التجديد لحاكم مصرف لبنان، قال وهبي ان "هناك رأيين أولهما هو امكان عقد جلسة كهذه اذا ما تضمنت بندا واحدا، ولكن نحن لا نرى ذلك باعتبار انه في ظل حكومة تصريف أعمال، لجأ اللبنانيون سابقا الى صيغة اصدار المراسيم الجوالة حين خفض سعر صفيحة البنزين، وبالتالي مر هذا القرار في المؤسسات اللبنانية بشكل طبيعي وبتوافق جميع الاطراف".

واعتبر "أن التمديد أو التجديد لحاكم مصرف لبنان هو قرار ذو طابع تنفيذي ومن شأن السلطة التنفيذية، فإذا كانت المصلحة الوطنية تقتضي التجديد لرياض سلامة، فلماذا نذهب الى ابتداع صيغ خلافية تزيد التشرذم والتفسخ والاحتقان المذهبي ما دمنا جربنا صيغة المرسوم الجوال وحظيت بتوافق؟"، مشددا على "وجوب عدم ادخال المجلس النيابي في ممارسة تشكل خطرا عليه، إذ إننا نريد من هذا المجلس، ونحن اعضاء فيه، ان يقوم بدوره التشريعي ومراقبة الحكومات اللبنانية وليس الانخراط في العمل التنفيذي".

وذكر وهبي بأن الرئيس بري "هو من دعا الى طاولة الحوار الوطني التي انتجت قرارات مهمة، منها ما نفذ ومنها ما لم ينفذ، فنحن نريد من الرئيس بري ان يكون رمزا للتلاقي بين اللبنانيين وليس رمزا لزيادة الشقاق، ونتمنى عليه عدم الاصرار على هذه الجلسة وان نذهب في اتجاه التمديد لحاكم مصرف لبنان من خلال مرسوم جوال".

وردا على سؤال، قال "إن العقد في تشكيل الحكومة العتيدة موجودة لدى الفريق الذي يشكلها"، لافتا الى ان "هذه العقد نوعان: جزء منها ليست بعقد بقدر ما هي عملية انتظار من هذا الفريق الذي ينتظر تطورات المنطقة وعلى ضوئها ينتج لديه عدد من التصورات للحكومة العتيدة. فيما النوع الثاني من العقد هو ابتداع الفريق الآخر الحجج لدفع الأمور بعيدا عن تشكيل الحكومة، لذا اقترحنا تشكيل حكومة تكنوقراط تضم خيرة ابناء الشعب اللبناني من الاختصاصيين والمشهود لهم بنظافة الكف وبالباع الطويلة في كل مجالات عمل الدولة لتسيير شؤون الشعب اللبناني بعيدا عن الاصطفاف السياسي الحالي". ودعا الى "حصر النقاش السياسي عبر المنابر الاعلامية التي تمتلكها كل القوى السياسية.

 

النائب انطوان زهرا: حزب الله سيضع قراره الاستراتيجي بيد الدولة ودعوة بري تزيد الانقسام السياسي

المركزية- أكد عضو "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا أنّ "دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الى جلسة في ظل الانقسام الحاصل تزيد هذا الانقسام".

واعتبر في حديث متلفز، أن "سعي رئيس مجلس النواب نبيه بري من خلال دعوته الى عقد جلسة تشريعية، قد يكون لعدم الوصول الى إشكالية فراغ حاكمية مصرف لبنان بشخص الحاكم، الذي كان حتى أيام قليلة ماضية موضع إجماع على تقدير دوره والنية في إبقائه على رأس حاكمية مصرف لبنان قبل أن نسمع التحفظ عليه بعد إشكالية صرف أموال للاتصالات من قبل تكتل التغيير والإصلاح".

أضاف "لكن بعدما وقع السجال السياسي حول دستورية الجلسة أو عدمها وأدلى كل بدلوه، ذهبنا مع الرئيس بري في اتجاه طرح الميثاقية والبعد السياسي لهذه الدعوة"، مشيرا الى أن "الجلسة لم تكن صدامية مع بري خلال اجتماع هيئة مكتب المجلس، وأن بري طرح وجهة نظره في شأن ألا يكون المجلس مرتهنا لرئيس حكومة مكلف أو مستقيل وأن يتوقف كل البلد عند إرادة هذا الشخص".

وكشف عن "دعوته للرئيس بري الى تجاوز الموضوع الدستوري لأنه لن يحسم في بلد يعتبر فيه الجميع للأسف أن الدستور صار وجهة نظر، ما يعني أن هذا المجلس قد لا يتفق على تفسير أي مادة في الدستور وبالتالي الذهاب الى ميثاقية هذه الجلسة، ففي ظل الانقسام الحاصل دعوته تزيد هذا الانقسام".

وقال "المقصود بميثاقية جلسات المجلس النيابي أن الدستور يسمح للوزراء ويعطيهم الأولوية بالتحدث في مجلس النواب، كما يعطي الحكومة حق سحب أي مشروع قانون مطروح على المناقشة، والميثاقية هنا هي بتجاوز دور الحكومة مجتمعة". ولفت الى أن "حزب الله" في مرحلة تبصر ومراقبة وإعادة نظر، وهي ستكون لمصلحة الدولة اللبنانية لكونه سيصل إلى مرحلة يعيد فيها النظر بتصرفه، وسيصل في النهاية إلى وضع القرار الاستراتيجي في مسألة السلاح بيد الدولة ويعتبر أنه عضد للدولة وللجيش اللبناني".

أضاف "أنا اليوم مطمئن إلى أن الشيعي بعد أن اختبرنا المارونية السياسية والسنية السياسية واليوم الشيعية السياسية، سيعود إلى أساسياته التي أكدها العلامة محمد مهدي شمس الدين بأن لا مشروع للشيعة خارج الدولة".

وعن الوضع السوري، قال "أؤمن أن أسبابا داخلية دفعت الكثير من الناس الى التحرك في سوريا، والجرأة في الإعلان عن التوق الى الحرية والشراكة من شعب يخضع لهذا النظام منذ 40 سنة يستحق التقدير والإحترام، وإن كنا مهتمين بالاستقرار في سوريا، لكونه يؤثر على الاستقرار في لبنان، فإن كل ما تقوله المعارضة أو النظام فهو معرض شك لكون لا شيء يحصل تدقيق فيه ما دام هناك حرص على تغييب الإعلام الحيادي".

ورأى "ان ضبط الحدود كان مطلبا لبنانيا لم يتحقق خلال سنوات، وعندما صار حاجة ملحة سوريا تحقق في لحظات على جانبي الحدود".

وأكد أن "أسوأ دستور في ظروف سلمية هادئة يمكن أن ينتج أفضل ظروف نعيشها، وأفضل دستور في ظل الإنقسام والضغوط الداخلية والإقليمية والدولية لا يمكن ان ينتج الإستقرار الذي ننشده"، مشيرا الى انه "في مسألة قانون الانتخابات ندعم قانون النسبية، لكن ليس على أساس لبنان دائرة واحدة كي لا نعود الى إستبعاد فرقاء، وطرح القوات اللبنانية هو الدوائر المتوسطة مع النسبية، وانا أبديت هذا الرأي في مناقشة قانون الإنتخابات".

 

وكيليكس/جنبلاط: ساركوزي فَكّ عزلة الأسد وأطالب بإلغاء المجلس السوري - اللبناني

الجمهورية/الثلاثاء 07 حزيران 2011 عبّر وليد جنبلاط عن شكّه في النيّات السورية تجاه لبنان، وواصل الضغط من أجل التعجيل في مسألة المحكمة كسبيل وحيد للضغط على دمشق، خصوصا في ضوء الانفتاح الفرنسي على سوريا. واعتبر جنبلاط ايضا أن الأسير الدرزي المحرر سمير القنطار "ليس بطلا"، وبرّر تواجده في حفل استقباله في منزل الأخير في الشوف، على انه ضرورة سياسية.

ففي مذكرة سورية تحمل الرقم 08BEIRUT1075 صادرة عن السفارة الاميركية في بيروت في 23 تموز 2008، جاء أن جنبلاط قال خلال اجتماعه مع القائم بأعمال السفارة الاميركية وليام غرانت، ان على قوى 14 آذار الوقوف الى جانب الرئيس ميشال سليمان وتعزيز موقفه وتجنّب وقوعه في فخ السِحر السوري المتوقع، وفخ فريق الضغط الموالي لسوريا امثال ميشال سماحة. واعتبر جنبلاط ان سوريا لن تؤسس لعلاقات دبلوماسية مع لبنان، ولن تتحرك في موضوع مزارع شبعا قبل الانتخابات النيابية اللبنانية في العام 2009، وإنما ستواصل تلاوة وعود "مبهمة"، متوقعا، في حال فوز فريق 8 آذار في الانتخابات، عدم إقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا. وعبّر جنبلاط كذلك عن دعمه حَلّ المجلس اللبناني - السوري الاعلى، وإلغاء كل الاتفاقات الصادرة عنه والتي أبرمت بين لبنان وسوريا، لا سيما تلك المتعلقة بالأمن والعلاقات الخارجية.

وجاء في المذكرة ان جنبلاط انتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، قائلا: "بفضل ساركوزي، بشّار لم يعد معزولا"، وعَبّر عن خوفه من إمكان إبرام صفقة بين ساركوزي والاسد لوقت التحقيقات في ملف اغتيال رفيق الحريري او حَرف مسارها، موضحا ان "السوريين بارعون في البزار". واعرب جنبلاط عن قلقه من استمرار التأخير في موضوع المحكمة التي هو "مهووس فيها"، شارحا ان الرئيس الفرنسي ارسل مساعده كلود غويان ابرز المناصرين لفريق 14 آذار لمقابلة الملك السعودي عبد الله، ونقل جنبلاط عن غويان ان السوريين لم يكونوا متورطين في تفجير بيروت العام 1983 الذي أودى بحياة 56 جنديا فرنسيا، وإنما الإيرانيون هم من كانوا وراء التفجير. وبما ان عماد مغنية عميل ايراني، فقد تم "إقفال" القضية، وذلك يعني ايضا ان الإيرانيين هم ايضا المسؤولون عن اغتيال رفيق الحريري والآخرين.

وعلى صعيد آخر، شدد جنبلاط على انه لم يشارك في الاستقبال الرسمي لـ سمير القنطار في مطار بيروت، كما أوضح ان مشاركته في التجمّع في منطقة عابيه، مسقط رأس القنطار في الشوف، كانت ضرورة سياسية "لا يمكن الا ان اشارك فيها"، وشرح قائلا "انا اعلم ان سمير القنطار ليس بطلا".

وانتقد جنبلاط المستشارة الالمانية انجيلا ميركل على لومها السنيورة لمشاركته في حفل استقبال القنطار في مطار بيروت، في حين ان الألمان هم الذين توسّطوا لإطلاق الأسرى، مضيفا، ان على ميركل لَوم اسرائيل على إطلاقها القنطار، منتقدا اسرائيل لتعاملها مع حزب الله وليس مع الحكومة اللبنانية في عملية التبادل.

 

وكيليكس/المعالجة السوريّة لعملية اغتيال مغنية أثارت شكوك إيران وحزب الله

الجمهورية/الثلاثاء 07 حزيران 2011 الموقف السوري حتّى الآن يشدّد على أهمية تحويل مكاسب حزب الله الميدانية إلى نصر سياسي، وبشّار الأسد بقي بعيدا من مجريات اتفاق الدوحة إلى حين انتهاء اللعبة، إذ اتكل في شدة على نبيه بري للضغط على حزب الله وعون بعد أن شنّا مسعى في اللحظة الأخيرة لإفشال الصفقة. كما يرغب بعض أوجه النظام في إطاحة فؤاد السنيورة وتنصيب رئيس وزراء موال لسوريا.

في مذكرة سرية رقم 08DAMASCUC357 صادرة في تاريخ 21 أيار 2008 عن السفارة الأميركية في دمشق، ورد، حسب مستشار وزارة الخارجية السورية سمير الطاقي، أنّ الرئيس بشّار الأسد حدد التزامه قصدا في مفاوضات الدوحة، لكنّه تابعهم عن قرب للتدخل في اللحظة الأخيرة. وأكد الطاقي أن ميشال عون حاول افشال الصفقة مدعوما من فصائل داخل حزب الله، ما عرّض الاتفاق للخطر، فاتصل القطريون بالأسد وطلبوا منه التدخل. وأضاف الطاقي ان الأسد اتصل فورا بنبيه بري وناشده في قوة لتمرير الاتفاق. وعندما أوصل بري رسالة بشار، تراجع حزب الله عن موقفه تاركا عون مكشوفا سياسيا ومن غير دعم.

وكان من الطبيعي أن يركّز الأسد على توثيق سلطته واظهار نفسه كقائد سنّي معتدل (على رغم طائفته العلوية)، والدعم السوري لإنجاح اتفاق الدوحة الذي يعكس بدوره المبادىء التي دعت إليها سوريا منذ تشرين الثاني 2007 سوف يظهر بشار بصورة الدافع صوب الاستقرار في لبنان، وليس إلى سيطرة حزب الله، ويستطيع بذلك أيضا دحض أي اتهامات بأنّ طموح سوريا الحقيقي هو إعادة جيشها الى لبنان.

وحسب مصادر أخرى، أن المتشددين من داخل النظام السوري (الذين يدافعون عن اتخاذ اجراءات صارمة من قبل الموالين لسوريا ضد حكومة 14 آذار منذ العام 2005) يواصلون نشر شائعات تهويلية من حكومة مدعومة اميركيا، وينظرون على الأرجح الى اتفاق الدوحة على أنه انتصار جزئي، كما ان خطة اجهزة الامن السورية تستفيد من الشعور بالخيانة الذي يحسّ به الشارع السوري نتيجة الدعوات المناهضة لسوريا من داخل لبنان. وعلى رغم قدرة حزب الله على تحويل مكاسبه العسكرية الى ثلث معطّل داخل الحكومة، يدور السؤال الأهم بالنسبة إلى الكثيرين في دمشق حول هوية رئيس الوزراء الجديد.

كما ورد ايضا الى مسامع السفارة الأميركية أن مكاسب حزب الله سوف تشكّل تقليصا على مستوى النفوذ السوري في لبنان. وان سيطرة سوريا على خط المؤن العسكرية تبقى مصدر قوتها الاقصى، ولكن سوف يكون من الصعب على سوريا الاستفادة من لعب هذه الورقة من دون إلحاق الضرر بعلاقتها المتوترة اصلا مع حزب الله وإيران وخصوصا بعد اغتيال عماد مغنية في دمشق. وذكرت بعض المصادر أنّ طريقة معالجة سوريا لعملية اغتيال مغنية والتحقيقات اللاحقة ما زالت مصدر شك في طهران وداخل حزب الله.

ومع أن سوريا سوف تدعم علنا اتفاق الدوحة، إلّا ان التقديرات تشير إلى انها سوف تستعمل نفوذها لحماية مصالح الحزب السوري القومي الاجتماعي ومصالح وكلائها في لبنان.

وتضيف أن الرئيس بشار الاسد هو مصدر السلطة المطلق وينصبّ تركيزه الأساسي على تعزيز قوته، لكنه يبدو فاقدا رؤية طويلة الأجل. ووفق حميدي كان بشار واثقا بما يكفي لأخذ الخطوات المثيرة للجدل لخفض الدعم على الوقود والدفع في اتجاه دعم اصلاحات اقتصادية غير شعبية، واعلن في الوقت عينه انطلاق مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل في موضوع هضبة الجولان. وهاتان الخطوتان هددتا مصالح حزب البعث المترسخة، ووضعتا ايران وحزب الله على علم ان مصالح سوريا على المدى الطويل قد تنحرف في نهاية المطاف عن رغبتهم في مواصلة حرب بالوكالة مع اسرائيل.قيم المقال     

 

بعدما أيقن أن الأزمة السورية ستطول 

"حزب الله" يخوض محاولته الأخيرة قبل "قلب الطاولة"

بيروت - "السياسة": رأى مصدر سياسي مطلع أن موجة التفاؤل الأخيرة بحلحلة عقد تشكيل الحكومة والتي أشاعها "حزب الله" وحلفاؤه لم تكن نتيجة معطيات واقعية, بقدر ما كانت تعبيراً عن تخبط في الموقف السياسي للحزب الذي وجد نفسه وحيداً بعد الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري, بعد ابتعاد دمشق عن متابعة الموضوع اللبناني بسبب أزمتها الراهنة.

ولفت إلى أنه منذ إسقاط الحكومة تغير موقف الحزب مرات عدة ربطاً بتطور الأوضاع في سورية والمنطقة عموماً: في البداية أهمل الموضوع الحكومي وترك حليفه العماد ميشال عون يواجه "طواحين الهواء" ويخوض معارك وهمية تحت شعار الدفاع عن التمثيل المسيحي, ثم تحول موقف الحزب إلى ناشط لحلحلة بعض العقد, وهي من صنع حلفائه أساساً, ولكنه لم يبذل أي جهد استثنائي مثل الضغط فعلياً على عون. وأخيراً تحول موقف الحزب إلى تبني خيار التشكيل بسرعة وعدم الانتظار أكثر من أربعة أشهر.

أضاف المصدر: تبين بوضوح أن الذي اتخذ قرار إسقاط الحكومة هي دمشق في جدول أعمال من بنود عدة, ولكن حلفاءها وقعوا في ورطة عندما بدأت الاضطرابات في سورية, وامتنع المسؤولون هناك عن توجيه أي رسائل تاركين الوضع اللبناني في جمود وانتظار. وبالفعل انتظر "حزب الله" طويلاً إلى أن تيقن أن الأزمة في سورية ستطول, وأنه حتى لو نجا النظام السوري من الثورة القائمة عليه, فإنه سيخرج منها ضعيفاً يبحث عن تسويات لملفات إقليمية عدة ومنها لبنان. فسارع الحزب إلى تولي المبادرة بنفسه لتفعيل عملية التشكيل.

وتابع المصدر: يدرك حزب الله ظروف هذه المرحلة جيداً, ويعلم انه لن يستطيع وحده, من دون مساندة دمشق, فرض شكل الحكومة التي يريد, إن من حيث تركيبتها أو من حيث بيانها الوزاري (وخصوصاً ما يتعلق بالقرارات الدولية وعلى وجه اخص المحكمة الدولية), إلا أنه يراهن على حشر الجميع, فإما يقبل الرئيسان ميشال سليمان ونجيب ميقاتي تصوره للتشكيل, وإما يفشلان مساعيه الأخيرة, فيكون له موقف آخر, لم تتحدد معالمه بعد. ووصف المصدر الأجواء التي تحيط بحركة "حزب الله" بأنها شبيهة بأجواء العام 2008 عندما أخفق في إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في الشارع, وقبلها فشل في إيصال مرشح حليف له إلى سدة الرئاسة الأولى, يومها دفع الحزب البلاد إلى أزمة طويلة انتهت بانقلاب مسلح في "7 مايو" الشهير. والآن يتكرر السيناريو لأن الحزب أراد الإيحاء بأنه يمارس اللعبة الديمقراطية الدستورية ولكن تبين أنه عاجز عن الخوض فيها حتى النهاية, ولن يمر وقت طويل حتى يكشر الحزب عن أنيابه مرة أخرى.  وختم المصدر: لعل أول من أدرك حجم المأزق الذي وقع الحزب وجر إليه كل فريق 8 آذار, هو الرئيس نبيه بري, الذي يحاول هذه الأيام صرف الأنظار عن السيناريو الأسود المقبل على لبنان, تارةً من خلال دعوة إلى جلسة نيابية غير دستورية ومستحيلة الحدوث, وطوراً عبر توجيه السهام إلى الرئيس سعد الحريري, بمناسبة أو من دونها.

 

بهدف محاصرة السلطات في دمشق والحؤول دون وقوع حرب أهلية تلوح بوادرها في الأفق مع استمرار حملات التنكيل بالمتظاهرين السلميين في مختلف المناطق  

مساعٍ لبنانية - سورية لحمل الولايات المتحدة والدول الأوروبية على الإسراع في قطع العلاقات مع نظام الأسد وطرد سفرائه

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

قد تكون مرحلة العقوبات الأخيرة الاشد تأثيرا وايلاما للنظام السوري باتت تقرع أبواب الكونغرس الاميركي والبرلمان الاوروبي والعواصم الغربية الاخرى, مع غياب أي تجاوب للرئيس بشار الاسد مع العقوبات السابقة التي فرضت عليه وعلى نحو 22 قياديا سياسيا وامنيا وعسكريا من المحيطين واللصيقين به, والاندفاع اكثر فأكثر في محاولات اعتماد الحل الامني - العسكري مع المتظاهرين المدنيين المسالمين, واستخدام القوة المفرطة معهم بحيث تمكن حتى الان خلال الخمسة وسبعين يوما الماضية منذ اندلاع الثورة من قتل اكثر من 1500 مواطن وجرح نحو 2800 واعتقال ما يقارب العشرة الاف, واختفاء مئات اخرين.

وقالت مصادر اللوبي اللبناني في واشنطن والمعارضة السورية في ديثرويت ل¯ "السياسة" امس انهما باشرتا تحركا دوليا منذ الجمعة الماضي في اعقاب مجزرة حماه الجديدة التي قتل فيها نحو 50 مدنيا على أيدي عصابات القتل والقمع التابعة لنظام البعث الذي "يبدو انه اصيب بمس" من الجنون افقده صوابه, لدرجة انه لم يقم وزنا حتى الان لمطالبات زعماء العالم له والامم المتحدة وكل المؤسسات الانسانية الدولية والعربية بوقف مجازره والانخراط الفوري في مفاوضات مع المعارضة, كما لم يقم وزنا للتهديدات الدولية بأخذ رئيسه بشار وعصبته الستة المحيطة به وهي شقيقه ماهر الاسد قائد لواء الحرس الجمهوري الذي ينفذ تلك المجازر بقواته الخاصة التي يقودها ضباط معظمهم من الطائفة العلوية, واللواء اصف شوكت صهره مساعد رئيس الاركان العامة للجيش السوري واللواء علي مملوك مدير الاستخبارات العسكرية الشهيرة بالقمع والقتل والاخفاء والنسف والتخريب والاغتيال داخل سورية وفي لبنان ودول اخرى في العالم وخصوصا في العراق خلال السنوات السبع الماضية, ثم مدير الامن القومي سعيد بخيتان, اضافة الى ابني خاله من آل مخلوف".

وقالت مصادر اللوبي اللبناني والمعارضة السورية في اتصال ب¯ "السياسة" في لندن امس ان "وفدا مشتركا من الطرفين عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين في الامن القومي ونيابة الرئاسة الاميركية ومجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس ونيابة رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ان) طوال فترة الاسبوع الفائت ووصل ليل اول من امس الى بروكسل لعقد سلسلة مماثلة من اللقاءات مع مسؤولي دول الاتحاد الاوروبي وبرلمانه, بهدف اثبات ان التداعيات الحاصلة في سورية لم تعد تحتمل اي تأخير لتدخل دولي بأي وسيلة كانت والا لتكرر السيناريو الليبي من حيث المجازر وعدد القتلى والضحايا من دون اي مبرر طالما معمر القذافي اصبح "نصفه في القبر" حسب السياسي اللبناني - الاميركي, فلماذا انتظار بشار الاسد كي يقضي على آلاف السوريين من الان وحتى تنحيه او ابعاده بالقوة?". وقال احد كبار المعارضين السوريين في الوفد ل¯ "السياسة": "سألنا مسؤول مستشارية الامن القومي في البيت الابيض الجمعة الماضي بعد مجازر حماه الدموية الاخيرة, ما هو منسوب الشهداء والقتلى من الثوار السوريين المسلمين الذي تحددونه لبشار الاسد قبل ان تتصرفوا معه حسب القوانين الانسانية? لقد قتل حتى الان اكثر من 1500 مواطن بريء وجرح واعتقل الالاف, فهل هذه الاعداد لا تكفي بعد لتدخل اميركي حاسم ضد هذا الرجل ونظامه?".

وقال مسؤول اللوبي اللبناني" ان تحركنا الان على ضفتي الاطلسي مع اشقائنا في المعارضة السورية هدفه حض الاميركيين والاوروبيين على قطع فوري للعلاقات مع سورية وسحب سفرائهم منها وطرد السفراء السوريين, ما يعني حصارا شاملا يشبه محاصرة صدام حسين ونظامه قبل اسقاطه واعدامه".

وأكد المسؤول انه "ما لم تقم الدول الغربية ومعها الامم المتحدة بمثل هذه الخطوات لوقف المجازر في سورية, فإن الامور ذاهبة حتما الى حرب اهلية في البلاد لا تبقي ولا تذر, يسقط خلالها عشرات الاف القتلى ويدمر فيها الاقتصاد السوري وتسقط الدولة فريسة الصراع بين الحرية والديمقراطية والابقاء بالسيطرة العسكرية المسلحة والدبابات والصواريخ على مكاسب فئة من الناس لا يتجاوز تعدادها 10 في المئة من الشعب!!

 

7 قتلى في انفجار محطة الوردية

النهار/بعيد الثامنة مساء امس دوى انفجار كبير في محيط جسر الفيات هز المنطقة، وسرت أنباء عن انه ناجم عن عمل تخريبي او ارهابي ربما استهدف شخصية معينة..ومع هدوء الغبار الذي خلفه الانفجار، راحت الصورة تتبلور، ولكن من دون ان تتضح كل معالمها وكل النتائج الكارثية التي سببها انفجار في خزان الوقود في محطة "الوردية" الواقعة على الطريق بين قصر العدل وجسر الفيات.

وفي المعلومات المؤكدة ان صاحب المحطة جوزف ابو نصر ومعه عدد من عمالها، وغالبيتهم من التابعية السورية، قضوا فور وقوع الانفجار، الذي قيل إنه نجم عن احتكاك كهربائي في خزان مستودع المازوت تحت الارض،وقيل إن ابو نصر كان يشرف على عملية تلحيم كهربائي في خزان الوقود الواقع تحت الارض، مما أدى الى انفجاره بسبب ضغط التلحيم الذي يفترض انه يقدح شررا على المواد النفطية التي يحويها الخزان الكبير، وترددت روايات متعددة لم يحسمها احد في غياب الشهود العيان الذين كانوا داخل المحطة ولا سيما ان معظمهم اما قتل في الانفجار واما انه دخل في غيبوبة ولم يكن قد خرج منها حتى ساعة متأخرة من ليل امس.

وحده سائق سيارة "فان" خضراء تستخدم حافلة نقل عمومية نجا بما يشبه الاعجوبة،بعدما لفظته قوة الانفجار الى وسط الطريق العام.

السائق الذي لم يصب بأذى كبير روى لـ"النهار" لحظات وقوع الانفجار، فقال:"كنت أزود الفان بالمازوت، وما ان انتهى العامل من التعبئة ودفعت له، وبينما كنت أهم بالصعود الى سيارتي للاقلاع شعرت بأنني طائر في الهواء بعد سماعي دوي الانفجار ولم أع ما حصل وانا ملقى وسط الطريق لادرك ان انفجارا وقع في المحطة.ولم يتسن لي معرفة كل الاسباب، الا انني سمعت ان احتكاكا كهربائيا أدى الى تفجير خزان الوقود، هذا كل ما عرفته،وقد حاول الصليب الاحمر ان يصطحبني الى المستشفى لكنني وجدت ان جروحي بسيطة جدا فبقيت هنا". والمعاينة الميدانية للمحطة التي وقع فيها الانفجار تتيح الافتراض ان عملا حربيا كبيرا قد شهدته المحطة نظرا الى جسامة الخراب فيها.. ولكن في أماكن محددة فما يعرف بـ"الشمسية" التي تظلل ماكينات تعبئة الوقود تهشمت ونبش مكان خزان الوقود تحت الارض الذي لم يبد له أثر بفعل الانفجار، وانقلبت السيارات التي كانت مركونة في المحطة رأسا على عقب وكأن حربا قد مرت من هنا. ولكن مع كل ذلك فإن زجاج المكتب المواجه للشمسية بقي على حاله وكأن شيئا لم يحدث، مفارقة بدت غريبة لكل من حضر الى المحطة وشاهد آثارها متناثرة على بعد مئات الامتار منها فيما الزجاج بقي صامدا في مكانه.

الانفجار أدى بداية الى اشتعال حريق كبير ولكن فرق الإطفاء في الدفاع المدني عملت على إخماده،فيما عملت سيارات الصليب الاحمر على نقل الجثث والجرحى الى مستشفيات اوتيل ديو  (قتيلان و5 جرحى)، والقديس جاورجيوس (جريحان)،والجعيتاوي جريحان،ومستشفى رزق (قتيل و3 جرحى)، والوردية (جريحان)، فيما بقيت اعمال البحث عن 3 مفقودين جارية حتى ساعة متأخرة من ليل امس،وبذلك تكون الحصيلة شبه النهائية للانفجار بحسب مصادر الصليب الاحمر اللبناني 4 جثث و3 مفقودين و14 جريحا.

وتفقد النائب نديم الجميّل المكان ليلا واطلع على تفاصيله من المسؤولين الامنيين، ثم تفقد المصابين في المستشفيات واطمأن الى سلامتهم. وأبدى أسفه وحزنه على الضحايا الذين سقطوا ووجه التعزية الى ذويهم، كما أبدى أسفه لوقوع الحادث الذي كان يمكن تفاديه لو تم احترام أبسط قواعد السلامة العامة التي تفرض نفسها في محطات المحروقات".

كذلك حضر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر الى مكان الحادث حيث أشرف على التحقيقات الميدانية الاولية، قبل ان ينتقل الى المستشفيات ويعاين المصابين. كما حضر ايضا عدد من الضباط الكبار في الجيش وقوى الامن الداخلي. 

 

لئلا يوصف برئيس إدارة الأزمات والتوازنات

سليمان مدعو لاختيار حلّ من ثلاثة...

اميل خوري/النهار

بعد مضيّ ثلاث سنوات عجاف من ولاية الرئيس ميشال سليمان، ينبغي العمل على أن تكون السنوات الثلاث المتبقية منها سماناً، وذلك باعتماد واحد من الحلول الآتية.

أولاً: انشاء كتلة وسطية تفصل بين قوى 8 و14 آذار ويكون لأعضائها الصوت المرجّح في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب بعدما ثبت أن بقاء البلاد منقسمة عمودياً بين هذه القوى معناه استمرار حال الجمود والشلل من دون أمل في العمل والانتاج. من دون قوى 8 آذار تستطيع ان تحكم وحدها ولا قوى 14 آذار أيضاً، فضلاً عن أن دقة المرحلة داخلياً وخارجياً لا تسمح بحكومة اللون الواحد ولا بأن يستأثر طرف باتخاذ القرارات من دون مشاركة الطرف الآخر، لئلا يؤدي الخلاف على ذلك الى الاحتكام للشارع وليس للمؤسسات، وان تجربة جمع 8 و14 آذار في حكومة واحدة باسم "الوحدة الوطنية" الكاذبة ثبت فشلها، وان من يملك من هاتين القوتين الثلث داخل الحكومة، فإنه يستخدمه إما لتعطيل اتخاذ القرارات التي لا تعجبه، وإما لتفجير الحكومة من الداخل، وهو ما حصل خلال السنوات الأخيرة.

والكتلة الوسطية يمكن تأليفها من نواب جنبلاط ونواب ميقاتي مع سعي لضم نواب من قوى 8 و14 آذار إليها مثل الرئيس بري والرئيس الجميل، فضلاً عن نواب مستقلين.

ثانياً: ان يقر مجلس الوزراء مشروع فصل النيابة عن الوزارة ويحيله على مجلس النواب للمصادقة عليه، وعندها يصير في الامكان تأليف الحكومات بسهولة أكثر ومن دون الخضوع للشروط المتبادلة بين الكتل والأحزاب ومواجهة عقد تسمية الوزراء والحقائب، وهو ما يحصل حالياً ويجعل الأزمة الوزارية تطول.

ثالثاً: أن يصير البحث في إجراء انتخابات نيابية مبكرة بعدما أخذت أصوات ترتفع مطالبة بها، إذ ليس سوى مجلس نيابي جديد منبثق من انتخابات حرّة نزيهة ما يعيد خلط الأوراق وينهي أسباب وجود 8 و14 آذار ويجعل مرحلة إعادة تكوين السلطة تبدأ فعلاً، وهذا لا يتحقق إلا باعتماد النظام النسبي في الانتخابات مع الصوت التفضيلي بحيث يستطيع كل مرشح ان يعتمد على قوته الشعبية الذاتية في الانتخابات وليس على قوة مستعارة من أ ي جهة نافذة.

وتحسباً لإجراء انتخابات نيابية مبكرة أو لاجرائها حتى في موعدها الدستوري، لا بد من مباشرة درس قانون جديد للانتخابات النيابية يكون عادلاً ومتوازناً ويؤمن صحة التمثيل السياسي لشتى فئات الشعب وأجياله وفعالية ذلك، وهذا لا يتأمن إلا باعتماد النظام النسبي والصوت التفضيلي، وبخفض سن الاقتراع وبتمكين اللبنانيين الموجودين في الخارج من الاقتراع حيث هم، مما يتطلب مباشرة وضع آلية لذلك في أقرب وقت، لئلا يحين موعد إجراء الانتخابات ولا قانون سوى قانون الـ60 الذي سلّم به الجميع في مؤتمر الدوحة ولكن من غير اقتناع، بدليل انهم وصفوه بأنه غير عادل وغير متوازن ولا يحقق تالياً التمثيل السياسي الصحيح.

وتسهيلاً لاقرار قانون جديد للانتخابات النيابية ينبغي على اللقاءات المارونية في بكركي جعلها لقاءات المذاهب المسيحية من أجل الاتفاق على هذا القانون، خصوصاً  بعدما التقى الكثيرون منهم على تأييد النظام النسبي وعلى ربط خفض سن الاقتراع بتمكين اللبنانيين الموجودين في الخارج من الاقتراع حيث هم، وهذا يتطلب إعداد آلية عملية لذلك، يحتاج إعدادها الى وقت كي يصير من حق كل لبناني غير مقيم على الاراضي اللبنانية الاقتراع في السفارات والقنصليات بموجب آلية يتم الاتفاق عليها، مثل ربط وزارة الخارجية الكترونياً بالسفارات، وتبلغ كلفة هذه العملية، بحسب الوزارة، أكثر من مليوني دولار، عدا أن معظم البعثات في حاجة الى موظفين ومتخصصين بالمعلوماتية بعد اخضاعهم لدورات تدريبية.وينبغي من جهة أخرى معرفة ما إذا كان قانون الانتخابات النيابية الجديد سيخصص عدداً من النواب للمغتربين، على غرار بعض الدول، ويكونون مناصفة ما بين المسلمين والمسيحيين لانتخابهم في الخارج، ويكونون ممثلين عن القارات الخمس ويلتحقون بمجلس النواب مع زملائهم المنتخبين في لبنان.

والسؤال المطروح: هل يستطيع اللبنانيون في الخارج أن يشاركوا في انتخابات سنة 2013 إذا لم تذلّل الصعوبات الادارية وغير الادارية منذ الآن، ويتم ربط الاتصال الالكتروني بين وزارة الخارجية اللبنانية والسفارات وتلبية الحاجات البشرية واللوجستية، ومعرفة عدد المغتربين المقترعين أقله خلال سنة 2012، خصوصاً ان الرئيس سليمان متمسك بشدة باعطاء اللبنانيين في الخارج حق الاقتراع في الانتخابات المقبلة وبقانون استعادة الجنسية للمغتربين تفعيلاً لدور الانتشار في الدعم السياسي والاقتصادي للبنان. والسؤال الآخر هو: أي قانون سيأتي بمجلس نواب 2013، وأي رئيس للجمهورية سيأتي به هذا المجلس؟

الواقع، ان السنوات الثلاث المتبقية من ولاية الرئيس سليمان لن تكون نتائجها أفضل من السنوات الثلاث المنصرمة إذا لم يقرر الرئيس سليمان اعتماد أحد الحلول الثلاثة المذكورة آنفاً، وإلا وُصف عهده بعهد إدارة الأزمات أو التوازنات فقط.

 

نجار يحيل على النيابة التمييزية مرسوم العفو السوري لتحديد الإفادة منه

بيروت - «الحياة»

حصل وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ابراهيم نجار من الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري على صورة المرسوم الصادر عن الرئيس السوري بشار الأسد والمتعلق بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل 31 أيار (مايو) الماضي. وأحال نجار نسخة المرسوم على النيابة العامة التمييزية للإطلاع على مضمونه وتحديد مدى إمكان الإستفادة منه بالنسبة الى المحكومين أو المعتقلين أو الملاحقين من اللبنانيين في سورية. وكان نجار زار مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في دار الفتوى وبحث معه موضوع «العنف الأسري» الذي سيكون مطروحاً في مشروع قانون على لجنة فرعية منبثقة من لجنة الإدارة والعدل ومن اللجان النيابية المشتركة تنعقد اليوم في ساحة النجمة، واذ شدد في تصريح بعد اللقاء على اهمية الموضوع، اعرب عن خشيته من «أن يؤدي طرحه الى الخلط ما بين الأحوال الشخصية من جهة وقانون العقوبات من جهة أخرى».

وأوضح «ان هذا المشروع المحال من قبل الحكومة كان موضع دراسة معمقة من قبل الحكومة السابقة، وكذلك أيضاً من قبل الحكومة المستقيلة الآن، وتألفت لجان، وتم استمزاج رأي المراجع الدينية والمذهبية، وقر الرأي على انه لا بد من تعديل قانون العقوبات وإدخال الإصلاحات وتشديد العقوبات في صلب قانون العقوبات كي لا يحصل أي مزج أو خلط ما بين الأحوال الشخصية من جهة وتشديد عقوبات العنف المنزلي من جهة ثانية، وكان اقتراح صاحب السماحة ان من المستحسن عدم إيجاد قانون خاص بموضوع العنف الأسري ولكن دمج المواد التي هي في صلب المشروع في قانون عقوبات أو في قانون أصول المحاكمات الجزائية، ووجدت إن هذا الاقتراح جيد جداً فعلاً، ويمكن الاستعاضة عن قانون واحد بإدخال مواد المشروع في صلب قانون العقوبات او في صلب قانون أصول المحاكمات الجزائية، لأن في النتيجة المهم هو تأمين سلامة التعامل بين أعضاء الأسرة على نحو يؤمن الطمأنينة للرجل والمرأة على حد سواء». وعن مصير التحقيق مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي في قضية الاتصالات، قال انه شخصياً يطبق القانون، «وكل شيء يتفق مع القانون يتفق مع قناعاتي، السياسة شيء والقانون شيء آخر، توجد مقامات، من الواجب أن نراعي المقامات في لبنان، ولكن ضمن حدود القانون».

وعن العفو العام السوري عن الجرائم المرتكبة قبل 31 ايار الماضي، قال نجار: «أحلت هذا المرسوم الى النيابة العامة التمييزية، ولا بد من التمحيص والدراسة للتدقيق في مدى إمكان إفادة اللبنانيين المحكومين أو الملاحقين أو المغيبين قسراً، مع العلم إن السلطات السورية لا تعترف بوجود لبنانيين مغيبين قسراً على أراضيها، كل ذلك حولته رسمياً الى النيابة التمييزية لأن الامر من صلاحياتها، ولكن في ما يتعلق بوزارة العدل هذا كان موضع ملاحقة، وهذا اضعف الإيمان».

 

الحريري على اتصال دائم مع المسؤولين والقيادات الأمنية للاطلاع على حادث انفجار الصهريج في الأشرفية 

 موقع 14 آذار/بقي رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري على اتصال دائم مع المسؤولين والقيادات الأمنية للاطلاع على حادث انفجار صهريج المحروقات الذي وقع مساء اليوم في منطقة الأشرفية، وأجرى لهذه الغاية أيضا اتصالا مع وزير الصحة العامة محمد جواد خليفة وطلب منه إعطاء التوجيهات اللازمة لمعالجة كل مصابي الحادث المذكور في المستشفيات الخاصة المتخصصة بمعالجة الحروق وهذا النوع من الإصابات على نفقة وزارة الصحة العامة.

 

جنبلاط: على "8 آذار" تحمّل مسؤولياتها.. وأنا حسمت خياراتي ولا "تكويعة" جديدة 

وكالات/وجه رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط سلسلة ملاحظات وانتقادات لحلفائه في قوى 8 آذار رغم تشديدة ان لا "تكويعة" جديدة له. وذكر جنبلاط في حديث للـ"MTV" انه لا يزال على تفاهم مع حلفائه نافياً كلام النائب ميشال عون عن "تكويعة" جديدة ومؤكدا انه حسم خياراته لكنه نبه من المخاطر الاقتصادية على البلد. وأضاف: "نحن على تنسيق كامل مع حزب الله لكن لبعض القوى في 8 آذار ان يتحملوا مسؤولية كاستقرار المصارف والنقد وهذا يتطلب التجديد لرياض سلامة الا اذا كان يريد استبدال سلامة بغيره وهذا أمر خطير". وتابع جنبلاط "اقول للبعض في الدوائر العليا ان مصير البلاد اهم من انتخابات كسروان وجبيل ونائب بالزائد وبالناقص"، سائلاً "لماذا لا يتحمل الحريري مسؤولياته ويقوم بتصريف الأعمال؟"، وأعلن انه لن يشارك في جلسة تشريعية الا ان كان فيها بند واحد متعلق بالتجديد لسلامة، مشيرا الى انه لا يجب استبدال الحكومة بالمجلس النيابي.

ووصف جنبلاط التغييرات في المنطقة بالايجابية جدا فالشعوب التي كانت مكبوتة ستعود بقوة، مشيراً الى انه "ويجب اخراج سوريا من الدائرة الجهنمية والتصعيد فيها لا ينفع اذ لا بد من حل سياسي"، مردفاً "استعيد كلمات وزير الخارجية التركي من وجوب ان يطل الرئيس السوري بشار الاسد بصدمة ويعلن تغييرات ولا بد من تحقيق في ما جرى في درعا وغيرها ولا بد من حوار مع كل الناس ومع كل الاطراف واقول بكل صراحة للاسد لا بد من تشكيل لجنة الحقيقة والمصالحة ووضع اسس للحوار لا يفيد".

 

هل يسهل "عون" تشكيل الحكومة بإيعاز سوري وحزب الهي...!  

ريتا فاضل/موقع 14 آذار

تشير اوساط عليمة بموضوع تشكيل الحكومة الى ان لا مبرر لتأخير التشكيل. وتقول الاوساط المذكورة لموقع "14 آذار" الإلكتروني، انه يجب ان يخطو التشكيل خطوات كبرى وبسرعة امام الحاجيات والتحديات الكبرى التي تتعاظم يوماً بعد آخر مشددة على انه آن الاوان ليقرر اللبنانيون ماذا يريدون. وحسب الاوساط المذكورة والتي هي على تماس مباشر مع المقربين من مطبخي التشكيل في بعبدا وفردان فان ابرز هذه التحديات يكمن في حاجة سوريا وسط التطورات الدراماتيكية داخلها الى سلطة لبنانية تقف الى جانبها.

وفي طليعة هذه التحديات ايضاً حاجة حزب الله الى سلطة تدعمه في مواجهة اي خطر دولي عليه او اذا ما وقع عدوان اسرائيلي على لبنان.

وهناك حاجة ملحة الى سلطة قادرة على منع انتشار القاعدة والتنظيمات الاصولية والسلفية على الاراضي اللبنانية واستغلال الاوضاع محلياً وخارجيا لتكريس امر واقع والقيام بتحركات في كل الاتجاهات. وتلفت الاوساط الى ان توفير تغطية لحزب الله في موضوع القرار الاتهامي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي سيصدر عاجلاً او آجلاً يبقى من الضرورات الملحة فهل يستطيع لبنان والحزب تامين ذلك بغياب حكومة فاعلة وجديدة؟

وترى الاوساط ان تأخير تشكيل الحكومة يؤدي ايضاً الى فلتان ينذر بالتوسع يوماً بعد آخر اضافة الى ضرورة مواجهة التردي الاقتصادي والاجتماعي والمؤسساتي على مختلف الصعد.

وتشدد الاوساط على الالتزام بمنطق الدستور والعمل المؤسساتي وروحية بناء الدولة وترسيخ النفس الديمقراطي.

من هنا دائماً حسب هذه الاوساط يجب ان يتوقف نمط التعاطي الميليشياوي حيث يعلن العماد ميشال عون مثلاً عن اسماء وزرائه من الرابيه قبل تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري بساعات وحيث يعلن امين عام مجلس النواب عن برنامج الجلسة النيابية العامة بعد غد الاربعاء مع ان هيئة مكتب المجلس لم توافق على ذلك واصدرت بيانا مفصلاً بهذا الامر.

وتشير الاوساط الى ان هذه التصرفات لم تتوقف اذ من الاصول ان تودع الكتل النيابية في الاكثرية الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الاسماء التي تقترحها للتوزير ليبنى على الشيء مقتضاه الا ان ذلك لم يحصل على الاطلاق ويبرز عون في طليعة من يسيء التصرف في هذا الاطار.

ومن الامثلة على هذه التصرفات والتي يقوم بها عون ايضاً انه غياب الالتزام التام بما ينص عليه الدستور في موضوع صلاحيات الرئاسة الاولى التي لها وحدها ان توقع او لا على مرسوم تشكيل الحكومة.

والاهم دائماً حسب الاوساط فان الاطراف المعنية بالتشكيل تؤكد تارة الاتفاق على عدد الوزراء والتشكيلة الحكومية وتارة اخرى تسرب ان هذين الامرين لم يحسما بعد.

وتعرب الاوساط عن اسفها للتعاطي من قبل البعض مع موضوع تشكيل الحكومة من منطلق فوقي غير مقبول على الاطلاق.

وفي هذا الاطار تستغرب الاوساط المحاولات الهادفة الى الزام رئيس الجمهورية ميشال سليمان مسبقاً بما يراد له من توزير الا ان الدستور ينص على ان الرئاسة الاولى تمارس صلاحية التوقيع او لا بكل ما يعنيه ذلك من نواحيه كافة. وترى الاوساط ان حزب الله ترك اذا جاز التعبير العماد عون يمارس دوره المعتاد والمعروف في موضوع التشكيل لا لسبب الا لان الحزب لم يقرر بعد تسهيل ولادة الحكومة. وتؤكد الاوساط انه عندما تحين لحظة التشكيل بالتوقيت السوري وباجندة حزب الله او اذا ما فرضت الظروف ذلك فان عون سيسهل الامور بايعاز سوري وحزب الهي سيكون واضح المعالم وعندها سينفذ الجنرال فوراً كلمة السر التي سترده.

وتلفت الاوساط الى ان حكومة مماثلة ستعمد فوراً الى المباشرة بكل ما يؤول الى منع الانفجار والانهيار في لبنان ونقطة على السطر الامر الذي سيشكل مرتكز البيان الوزاري بكل ابعاده. من هنا لا يمكن من اليوم توضيح معالم البيان الوزاري وان بشكله الاولي في المواضيع الحساسة سواء بالنسبة الى المحكمة الخاصة بلبنان ام سلاح حزب الله...حيث سيشكل كل بند منهما مادة خلاف او قد يوضع نص غامض وعام ونقطة على السطر. وتشدد الاوساط على اهمية "شق" الانشطار العامودي الذي وصل اليه لبنان بفعل الاصطفاف التام بين 8 و14 آذار مما يحتم تعزيز الوسطية. وتشير الاوساط الى ما يقوم به النائب وليد جنبلاط من قبيلي الوسطية وتشكيل الحكومة اضافة الى تفادي الانزلاقات التي "نحن بغنى عنها".

وتعتبر الاوساط ان جنبلاط سيعزز هذه الوسطية التي تصب عند الرئاسة الاولى والرئيس ميقاتي وحيث يسهم الرئيس امين الجميل في دفع الامور باتجاه افضل لتسهيل تشكيل الحكومة وتسريع اي تفاهم داخلي. وتعرب الاوساط عن خشيتها من تطور الاوضاع في سوريا مشيرة الى ان الانغماس اكثر فاكثر في القتل والاجرام سيؤدي حكماً الى ارتفاع وتيرة المواجهة من قبل الشعب السوري. وبتقدير الاوساط ان النمط الذي يتبعه النظام السوري سيفضي به الى الرضوخ لما ستفرزه الاحداث وتضحيات الشعب السوري مطلع الخريف المقبل.

 

 رؤساء يغادرون

الياس حرفوش/الحياة

بالنسبة الى الرؤساء العرب، بات هم الاحتفاظ بكرسي الحكم في اهمية حجز مقعد على اول طائرة مغادرة. لم تترك الانتفاضات العربية فرصة كبيرة للاختيار. مرحلة جديدة لم يعتد الحاكم العربي عليها. شعوب تطالب بحقوقها وبكرامتها. والرد عليها لا يكون الا بالرصاص الذي يستدعي الرصاص في بلدان مدجّجة. ومخاطر الحرب الاهلية هي النتيجة الوحيدة المتاحة من مواجهة كهذه. اعتاد الحاكم الصمت من شعبه على مدى عقود، وعندما بدأت موجة الاحتجاجات والانتفاضات فوجيء ان سلاح الخوف لم يعد كافياً لاسكات المحتجين. حتى الشعارات «القومية» وخطب «الممانعة» لم تعد تصلح للتغطية على المطالب والحقوق المؤجلة. وفي عصر صار فيه كل من يحمل كاميرا او هاتفاً جوالاً او جهاز كومبيوتر مراسلاً متجولاً، لم يعد حجب الخبر والصورة ممكناً. الحقيقة صارت اسرع من الصوت. والعالم الذي كان مستعداً في السابق لعقد الصفقات، لم يعد قادراً على التسوية والقبول بالتعامل مع انظمة ترد على مطالب شعوبها بسلاح القتل. كانت الشعوب العربية هي التي تغادر والحاكم هو الذي يبقى ويحكم سعيداً ومديداً. مدن العالم امتلأت على مدى العقود الماضية بمواطنين عرب هجروا بلدانهم بحثاً عن فرص عمل وحياة كريمة لا توفرها لهم دولهم. ولم يشكل ذلك يوماً مصدر قلق لحاكم. على العكس كان يعتبره تخفيفاً لعبء اقتصادي تتحمله هذه الدول عنه، وتريحه من مشاكله. اليوم، الحاكم هو الذي يغادر او يستعد للمغادرة. عينه على معاونيه، ومن منهم يهيء نفسه للانقضاض عليه عندما تسنح الفرصة، والعين الثانية على منفى لا يزال متوفراً يسمح له بالتقاعد بعيداً عن مطالب الشعب ومتاعب الحكم.

هناك من «يحسدون» زين العابدين بن علي. ليس فقط لأنه «فهم» على شعبه، بل ايضاً لأنه فهم ان سلوك الطريق الى المطار اسهل من سلوك الطرق الاخرى. لو ادرك علي عبدالله صالح ذلك قبل فوات الاوان، واستجاب للمبادرة الخليجية، لكان وفر على نفسه مغادرة بلاده جريحاً. يكتشف الحاكم علاجات متأخرة لعلها تسمح باطالة عمر النظام. مراسيم عفو. وقوانين جديدة للاحزاب. اطلاق سجناء ولجان حوار. لكن الشعب يدرك، من خلال التجربة، انها علاجات مزورة، ويدرك ان التأخر في الاعلان عنها لا يوحي بأن الهدف هو العلاج بقدر ما هو اطالة عمر النظام وابقاء القديم على حاله. كتاب جديد تنفتح فصوله في التاريخ العربي. كتاب لم نعتد ان نقرأ شيئاً يشبهه. شباب عرب يفاجئوننا بشجاعتهم وباستعدادهم للموت في سبيل حريتهم. ومن الطبيعي ان يفاجيء ذلك الحاكم ايضاً. وان لا يترك امامه فرصاً كثيرة وخيارات متعددة. هكذا يصبح الخروج من القصر هو الاقل ضرراً له والافضل لمستقبل شعبه. اما الكتاب العربي الجديد، فلا يكفي لاكتمال فصوله ان يخرج الحاكم فقط. عقود طويلة عانت خلالها الشعوب العربية من القمع ومن نقص المناعة الداخلية. وهذه لا تتوافر الا من خلال قناعات عميقة بالديموقراطية والليبرالية وباحترام حق الآخر في ان يكون مختلفاً. هناك عقبات كثيرة على طريق مستقبل افضل، كما ظهر الى الآن في كل من تونس ومصر. والخوف ان لا تستدعي وجوه المستقبل ما يدعو الى الترحّم، في يوم من الايام، على سواد الماضي.

 

«الحلفاء» اللبنانيّون لنظام سوريّة

حازم صاغيّة/الحياة

شهيرةٌ عبارة ابن خلدون «إنّ المغلوب مولَعٌ أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيّه ونحلته وسائر أحواله وعوائده». والعبارة المفتاحيّة هذه تنطبق على اللبنانيّين من «حلفاء» النظام السوريّ ومن تابعيه كما لو أنّها ترسمهم. فهؤلاء فيهم الكتائبيّ والقواتيّ والشيوعيّ والعونيّ والإسلاميّ السلفيّ والقوميّ السوريّ والحزب الالهيّ في «ثكنة فتح الله». جميعهم قاتلوا الجيش السوريّ وقاتلهم في مراحل تاريخيّة مختلفة. وهم إذ اندحروا أمامه، الواحد بعد الآخر، انتهى بهم الأمر «مغلوبين مولعين بالاقتداء بالغالب». أمّا القوميّ السوريّ منهم، الذي يعود اندحاره أمام البعث إلى أواسط الخمسينات، فبات ولعه مُعتّقاً ومؤصّلاً تبعاً لفعل الزمن المديد.

بعضهم حمل تكوينه التوتاليتاريّ وشبه التوتاليتاريّ الذي بناه في تلك الأحزاب فأعاد تدويره دفاعاً عن النظام الدمشقيّ. وبعضهم قلب الحقد على ذاك النظام الذي سحقه جاعلاً منه حقداً على خصوم النظام الساحق. وهم، على العموم، أنشأوا من أسباب اندحارهم أمام الغالب قاموساً لمديحه. يكفي الرجوع إلى الأوصاف التي كيلت للرئيس حافظ الأسد، والتي ورثها عنه، في ما ورثه، نجله الرئيس الحاليّ، كي نتيقّن من أنّ مَن كان النقيض غدا المثال، ومن أنّ الذي أُذلّ، فقدَ ذاته أمام مُذلّها. وما ميشال عون، المهزوم في اليرزة ثمّ «المتفاهم» في مار مخايل، إلاّ أبرز شيوخ هذه الطريقة التي تضرب أصولها في الانسان البدائيّ حين عبَـدَ العناصر الطبيعيّة، كالنار والزلازل، لأنّها تُفنيه.

وعملاً بـ»الحكمة» العاميّة «لا تأخذ صاحباً إلاّ بعد قتلة»، صار الأسد الأب، بعدما أخضعهم تباعاً، وأذلّهم تباعاً، سيّدَ الواقعيّة ومُلهم العقل والبصيرة ومالك المهارات الاستراتيجيّة العجيبة، بل هو مَن «يغضي حياء ويُغضى من مهابته» بالمعنى الذي رمى إليه الفرزدق في امتداحه عليّاً بن الحسين. وهذا إنّما يمكث وجهاً آخر لاكتشافهم مدى افتقارهم هم إلى الواقعيّة والذكاء والمهارات، ومن ثمّ بلوغ امّحاء الذات واندغامها في ذات عليا مدى فلكيّاً.

لقد كان الأمر هذا بمثابة استلاب لبنانيّ مدهش بالحكم السوري، استلابٍ يقلب الوضاعة الذاتيّة ثمّ يُسقطها تمجيداً لكائن أمثل، قاسٍ وجبّار كالآلهة الميثولوجيّين، كائنٍ سبق أن برهن للوضيع وضاعته وأراه إيّاها رؤية المرايا الصافية. ففي معنى كهذا تتحوّل الطاقة المحسومة من المهزوم طاقةً مضافة إلى الهازم، بحيث يتضاءل الأوّل بلا حدود، وبلا حدود يتضخّم الثاني. بيد أنّ هؤلاء لا يكتفون بإذلال ذواتهم، بل يذلّون ملايين السوريّين واللبنانيّين في الوقت عينه. فواحدهم لم يعبأ مرّة بحقيقة أنّ «الأخوة» السوريّين لم يُعطَوا منذ 1963 حقّ التصويت والتقرير في شأن حياتهم، وأنّهم يعيشون، سنة بعد أخرى، في أقفاص حالة الطوارىء والفقر والمهانة والعزلة عن العالم، وأنّ كثيرين منهم جُعلوا بشراً فائضين على هيئة عمّال مهاجرين يتكدّسون ليلاً تحت الجسور البيروتيّة. وهم لا يعبأون بأنّ لبنانيّين يفوقونهم عدداً يريدون لبلدهم أن يفتح ذراعيه للمنفيّين واللاجئين، ولصحافتهم أن تكتب ما شاءت أن تكتب، ولسياستهم الخارجيّة أن تستقلّ فلا تلتحق التحاق الذيل بصاحب الذيل، ولمساجينهم أن يعرفوا سبب سجنهم، ولقتلاهم أن لا يُقتَلوا.

فـ»الحلفاء» اللبنانيّون هؤلاء مهنتهم الوساطة بين السيّد وعبيده، يتسابقون على شاشات التلفزيون لإيصال رسالة السيدّ إلى العبيد وإقناع الأخيرين بأنّ خير ما يسعون إليه هو البقاء عبيداً. وللغرض هذا تفيض القرائح بـ»التحليلات الاستراتيجيّة المعمّقة» التي تعانقها غيرة لا توصف على «الأمّة» وصمودها. لكنّ مَن شاهد فيلم «تيوريما» لبازوليني أدرك البقية. ذاك أنّ الوافد الغريب لم يفعل سوى الكشف عن تصدّع العائلة المتصدّعة أصلاً، الغارقة في نفاقها وفي وظائفها المفتعلة. بيد أنّه حين يغادرها يتركها نهباً لتصدّع أدهى وأمرّ.

 

المعارضة السورية: إشكالية السلطة والوطن

بشير عيسى */الحياة

المتتبع لرؤية المعارضة السورية ومواقفها، والتي اجتمعت في انطاليا يستطيع ملاحظة أنها تحركت على خلفية معتقديه طاغية تقوم على أمرين، الأول: الخلاص من نظام قمعي كادت تظن أنه أبدي. والثاني: الخوف من أن يستطيع هذا النظام شراء الوقت لتطويق الاحتجاجات عبر المماطلة، مستخدماً سياسة العصا والجزرة مع المتظاهرين والشارع في شكل عام، مما يعني بقاءه واستمرار تحكمه في الحياة السياسية. لذلك رأت في إسقاطه أولوية مهما كان الثمن.

وهنا تحديداً تتقدم الأخلاقية على العقلانية نظراً لحجم الدم الذي يراق، وهو ما يعيد تركيب الواقع على تصورات وغايات مسبوقة بخلفيات إيديولوجية، بينما الواقع في تغيره وتبدله مع انكماشه في مناطق أخرى يعطي كثيراً من الإشارات المتناقضة، حيث لم يعد كافياً تظهير الجانب الذي ترغب به والمضي معه حتى النهاية، لأن تعقيدات الوضع المتراكمة تاريخياً فوق هذه الجغرافيا تحتاج الى كثير من الحكمة والصبر، تقوم على فهم حقيقة وحساسية ما يجري في الداخل والخارج، تستلزم معها جهوداً مضاعفة لتقريب وجهات النظر بين أطياف المعارضة، كي تتفق على تحديد آليات العمل والأهداف ضمن برنامج يتمتع بالمرونة السياسية تمكنه من استيعاب المتغيرات ذات الصلة.

فالخلاف ليس على الخطوة الأولى في طريق الألف ميل، بل في الطريق والطريقة الواجب سلوكهما، إذ لا يمكن ضمان النتائج ما لم تكن المقدمات مدروسة في شكلٍ عميق، بعيداً عن شعارات الخلاص، إذ لا يكفي اختزال المجتمع السوري بالمناطق التي تطالب بإسقاط النظام، وهو ما يعني تحييد إن لم نقل إقصاء مكون كبير من المعارضة والشارع وخلفهما قوى دولية تضغط باتجاه حوار وطني مسؤول، مدركين أن الطريق شائك وصعب لكنه ليس بالمستحيل.

فما نريده هو كسب المعركة السياسية بالنقاط بعد أن كسر الشعب جدار الصمت والخوف، لا بحرق المراحل دفعةً واحدة، فالتخوف على الوطن وصونه أمر مشروع، لا سيما إذا كانت الضريبة دماراً يطاول البشر والحجر، فالمسألة ليست أن نكون على حق بقدر ما كيف نحمي هذا الحق، بأقل الخسائر الممكنة صوناً للسلم الأهلي الآخذ بالتداعي.

ويبدو أن قرار إسقاط النظام البعثي قد وضع خواتمه، ووصل بالمجتمعين إلى نقطة اللاعودة، فهل الذين حضروا مقتنعون بأن هذا الحراك سيسقط النظام، أم أنهم واثقون من تدخل دولي وتحديداً تركي «إسلامي» يكون في الواجهة، تعويضاً لما لحقه من خسائر في ليبيا، وتقليلاً من إحراج قد يطاول الغرب كونه «مسيحياً»؟

إذ منذ بدء الاحتجاجات الشعبية كان العتب واضحاً على مواقف الجار التركي، مذكرين بـ «الدور التاريخي» ومطالبين رئيس الوزراء أردوغان، باتخاذ خطوات أجرأ لمصلحة «الشعب السوري» في مواجهة النظام.

المجتمعون في انطاليا اقتصرت دعواتهم على من يريدون إسقاط النظام فيما غابت الدعوة إلى الأحزاب الكردية المشاركة في الحراك الوطني، وذلك حرصاً ومرضاةً للدولة المضيفة، مع الاكتفاء بشخصيات كردية معارضة لها توجه الحاضرين ذاته. وهو ما انسحب أيضاً على شخصيات وقوى سورية معارضة لا تشاطرهم فكرة إسقاط النظام في هذه المرحلة الغائمة.

ولمّا انسحب البعض اعتُبروا مندسين، وهو منطق النظام نفسه مع معارضيه. كما لم تتفق جماعة إعلان دمشق مع جماعة الإخوان المسلمين حول وضع دستور يفصل الدين عن الدولة، الأمر الذي يزيد من مخاوف الأقليات، ولعل فكرة «حماية» الطائفة العلوية تعيدنا إلى ثقافة الهيمنة، حيث الأكثرية تكفل حماية الأقلية.

هذا التشنج في المواقف وضع إسفيناً بين المعارضة وأقصى الأكراد، على رغم الكلام الجميل الذي قيل عن المواطنة. فالتسرع لجهة انعقاد المؤتمر وعدم وضوح الرؤية السياسية لمرحلة ما بعد النظام، باستثناء دعم الثورة، يعطي إشارات عن دوافع خارجية لإنجاز الملف السوري، تماماً كما حدث في السيناريو الليبي.

المحزن في الأمر اجتماع المعارضين في دولة اقتطعت أجزاء كبيرة من الوطن السوري لا تقل أهمية عن فلسطين، رافقها احتلال دام قرابة 400 عام يعيد إحياءه العثمانيون الجدد. ولو سئل المجتمعون عن الجزر الإماراتية لكتبوا مطولاً عن التدخل الإيراني في المنطقة، وهذا صحيح، لكنهم يشيحون بأنظارهم عن الأتراك حين يتحركون تحت رعايتهم ودعمهم، بحجة دعم الشعب السوري لا بحجة المصالح الحيوية والإستراتيجية لهذا المضيف، مع العلم أن الجميع كان يدرك الموقف المتردد والداعم للقذافي حرصاً على استثماراتهم.

والسؤال هنا على ماذا يراهن المجتمعون وهم يعلمون أنه لولا تدخل الناتو ما كان للثوار أن يستمروا! ففي سورية وللأسف، ما زال النظام حتى هذه اللحظة متماسكاً، في ظل غياب موقف عربي رسمي وقرار دولي، تحول روسيا دون إصداره، في وقت تحاول فيه الدول الغربية تمرير قرار يدين النظام لارتكابه جرائم ضد الإنسانية على خلفية حقوق الإنسان. وهناك من يعتقد أن روسيا قد تغيّر موقفها أمام تفاهم جديد مع الولايات المتحدة في شأن الدرع الصاروخي، لكن يبقى هذا احتمالاً، فالروس لم يبق لهم على المتوسط سوى سورية، فكما أنهم لم يتخلوا عن إيران باعتبارها الضفة المقابلة للخليج العربي. كذلك الأمر بالنسبة الى سورية، فهي في خريطة الأمن الإستراتيجي الروسي، وهو ما يزيد من صعوبة الأوضاع في الشرق الأوسط وتعقيدها، حيث أي تدخل عسكري، سيشعل المنطقة برمتها. فهل من تسوية تأخذ في الاعتبار كل هذه الحساسيات السياسية، ولا تكون على حساب الثورة؟

* كاتب سوري

 

الإجراءات في ذكرى النكسة نقطة بارزة للسلطات

إدارة الأزمة خيار قسري لقوى الأكثرية

النهار/روزانا بومنصف  

أسفرت التطورات في الايام الاخيرة عن جملة وقائع تكتسب اهمية كبيرة في سياق المعطيات السياسية وابعادها محليا واقليميا لعل ابرزها الآتي:

- امساك الجيش اللبناني بالوضع على الحدود بما منع تحرك الفلسطينيين نحو الخط الازرق وتاليا حصول ما حصل لدى احياء يوم النكبة في الجنوب او ما حصل في مناسبة ذكرى النكسة في الجولان من ضحايا وقعوا برصاص القوات الاسرائيلية. فالارادة التي اظهرتها القوى العسكرية بالتنسيق مع سائر القوى وفرت على لبنان مخاطر يعتقد كثر انها كانت لتتجاوز ما حصل في الجولان. وهي نقطة ايجابية تسجل للسلطات والجيش اللبناني على حد سواء في ظل قدرة على فصل التأثير السوري في هذا الاطار او عدم انسحاب ما يفترض ان يحصل في الجولان على الجنوب ايضا، وتاليا قدرة السلطات اللبنانية على ايلاء المصلحة اللبنانية في هذا الاطار الاولوية من دون حسابات مصالح اقليمية او سواها. وهذا التمايز خطوة اولى مهمة كانت موضع تقدير من حيث انها تشجع على خطوات مماثلة تحمي لبنان من تأثير التداعيات الاقليمية قدر المستطاع وتظهر ان الحسابات اللبنانية يمكن ان تكون مختلفة عن الحسابات السورية التي باتت ترتبط بأجندة مختلفة كليا لا تتصل بما كان يجري انطلاقا من الجنوب وبات ينطلق من الجولان راهنا بدليل اختلاف الموقف الفلسطيني في كل من لبنان وسوريا في ذكرى النكسة.

- ان انتهاء المهلة المفترضة امام النظام السوري لاظهار تغير جذري بناء على الاتصالات التي جرت قبل بعض الوقت واعطته مهلة لإقران الاقوال بالافعال وفقا للمنطق الروسي وكذلك للوساطة التركية وكلاهما عارض قرارا في مجلس الامن يدين النظام السوري على قمع معارضيه قد حان مع اعتبار ان هذه المهلة امتدت لاسبوعين لم يتم استنفادها على نحو ايجابي، ولو ان هناك خطوات اعلن عن النية في وضعها موضع التنفيذ.

- هذا الحدث برمزيته مؤشر بارز لاختلاف الظروف السياسية في لبنان بين ما كانت عليه ليس في السابق بمعنى العودة كثيرا الى الوراء، بل على الاقل لدى اسقاط الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري والسعي الى حكومة مواجهة، والوضع الراهن الذي اظهرت فيه قوى 8 آذار في الايام الاخيرة توترا كبيرا على خلفية مخاوفها من افتقاد الاكثرية التي استطاعت تكوينها من تغيير كل من كتلة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط مواقفهما بالانتقال من جانب قوى 14 آذار الى الجانب الآخر. اذ ان تحرك جنبلاط في اتجاه الالتقاء اكثر مع ميقاتي وكذلك مع الرئيس امين الجميل وابلاغه الى الرئيس نبيه بري عدم الموافقة على المشاركة في جلسة تشريعية تكرس الانقسام في لبنان ادى الى تحرك من جانب هذه القوى من اجل حماية نفسها والمحافظة على الاكثرية، علما ان الامر خلف ارتدادات سلبية من حيث كشف عدم قدرة 8 آذار على عقد جلسة تشريعية ايضا.

وهذه التطورات تفيد بتغير شروط تأليف الحكومة بحيث بات مستبعدا جدا ان تشكل وفقا لشروط " حزب الله" وحلفائه والارجحية تحولت نحو حكومة اكثر انسجاما مع الواقع الدولي والاقليمي بما يعتقد كثر انه من الصعب على الحزب القبول بها باعتبار انها تعني هزيمة لقوى 8 آذار مع رجحان الانطباع ان ما تحقق يكاد يشابه ما كان ساريا في حكومة الوحدة الوطنية وتاليا تطييرها من اجل نتائج لم تعد متوافرة او محتملة. وصورة جلسة لن تعقد في المجلس غدا الاربعاء وستؤجل اسبوعا بعد اسبوع قد تعطي مثالا قاسيا على ذلك التباعد او التمايز الذي بات قائما من ضمن الاكثرية الجديدة.

- ان تغير الظروف السياسية سمح لرئيس الحكومة المكلف بتحسين شروطه على حساب قوى 8 آذار بحيث ان كل يوم تأخير يساهم في تعزيز هذه الشروط.

هذه المعطيات تفيد أن موضوع تأليف الحكومة بات يأخذ حيزا اكثر مما يستحق في ظل مخاطر كبيرة من المرجح انها باتت تفرض او تحتم الاقرار بان المرحلة هي مرحلة ادارة الازمة والتعاطي معها على هذا الاساس في احد اتجاهين: اما الاقرار بحكومة اختلفت قواعد اللعبة فيها ولو بتوافق من تحت الطاولة بما يتيح امكان تأليفها او التسليم بادارة الازمة من جانب حكومة تصريف الاعمال بما يسمح بحماية البلد وتوفير ادنى المقومات لتسيير شؤون مواطنيه.

 

جرائم الجيش السوري المخزية وصمة عار في الجبين الإنساني

داود البصري/السياسة

شريط الفيديو المرعب الذي يظهر صولات و جولات عناصر من الجيش السوري وهم يستعرضون جثث شهداء الشعب السوري الثائر فوق سطح مسجد الكرك في مدينة درعا المجد و الكرامة و الشهادة و الشرارة الأولى و يسخرون منها بل و يدسون أسلحة بين صفوفها إيحاء إلى ان أولئك الشهداء هم زمر إرهابية سلفية كما يقولون و يدعون في كذب و بهتان عظيم ماهو إلا وصمة عار حقيقية في جبين الإنسانية و في جبين المنظمات الدولية وعلى رأسها تلك الجامعة الكسيحة جامعة الدول العربية الصامتة صمت القبور أمام المجازر و المسالخ المنصوبة للشعب السوري العظيم الذي يخوض حرب تحرير الإرادة و الكرامة و يصوغ التاريخ بدماء رجاله و أطفاله و من دون ناصر و لا معين إلا من رب العزة و الجلال و الذي سينصر عبده و يحقق و عده و سيلحق الخزي و العار بالقتلة و الوحوش و المجرمين الذين سيلقون جزاءهم العادل على يد الشعب الحر المنتفض و حيث سيكون عقاب المجرمين الشعبي درسا ستتلاقفه الأجيال , لقد إرتكب الجيش السوري من المجازر المروعة ضد شعبه و تأمينا لرغبات و سطوة سلطة إرهابية باطنية مجرمة ما جعله يتصدر للأسف سجل العار و الجريمة في التاريخ البشري القديم و المعاصر , فلا يوجد جيش يقبل ضباطه و عناصره بممارسة كل هذا التقتيل و الإفراط في الإرهاب و القتل ضد شعبه مهما كانت الأسباب ? ولا توجد نفوس مريضة تقبل بأن تكون أداة طيعة لنظام مجرم فاشي أشر مثل النفوس القيادية التي تدير عمليات ذلك الجيش الفاشل و المهزوم في كل معاركه مع الإسرائيليين عبر التاريخ المعاصر و المستأسد على أبناء شعبه , لقد إرتكب الجيش الإسرائيلي في الجولان يوم الخامس من يونيو الحالي مجزرة جماعية ضد الحشود البشرية السورية المرسلة لخطوط التماس مع قوات الإحتلال الإسرائيلي و تمت المجزرة أمام عيون الجيش السوري الذي إكتفى و في صمت جبان و مخجل بإصدار البيانات و لم يتحرك لحماية شعبه و لم تأخذه النخوة و الغيرة و الشهامة إذا كان هناك من يملكها بين صفوف ذلك الجيش الفاشل الفضيحة للتحرك و التصدي للإسرائيليين ! بينما أبدع ذلك الجيش الفضيحة في تقتيل شعبه و العبث بجثث شهدائه و السخرية منها ? ماذا نقول و عن ماذا نتكلم وقد تحول الجيش السوري لأداة قمع رخيصة و تافهة تحركها عناصر المخابرات السورية التافهة و تدفعها لقتل شعبها وهو ما سيؤدي في النهاية إلى مجازر بشرية ولحملة إنتقامات ثأرية لن يهدأ أوارها وهو بالضبط ما يريده النظام الإرهابي الإستنساخي الوراثي المجرم في الشام قبل رحيله القريب و المتوج بالعار و الشنار و الدم و الدموع و الأشلاء , النظام وهو في طريق الصعود للهاوية لايمتلك من خيار سوى تصعيد المواجهة وحرق سورية على رؤوس شعبها و العمل الحثيث من أجل تفعيل فتنة طائفية بل و التواطؤ من أجل تقسيم سورية و إعادة مخطط الدويلات الطائفية و منها الدولة العلوية التي سيتحصن بها النظام في ساعة الحشرة وزمن السقوط , لقد عودنا البعثيون في العراق و الشام على سيناريوهات الموت و الخراب و الإرهاب و خراب الديار و النظام البعثي السوري الفاشل المهزوم لا يمتلك من خطط الحياة سوى المخطط الجهنمي التقسيمي و لكن ليس قبل توريط الجميع في جرائمه و حرق المؤسسة العسكرية السورية امام الجماهير و توسيع عدد المجرمين و المطلوبين لعدالة الشعب السوري ما سيخلق فجوات هائلة من الصراع الداخلي , قيادات الجيش السوري تتحمل اليوم مسؤولية أخلاقية و تاريخية عن ملف الوحدة الوطنية السورية و الحفاظ على دماء الشعب و الدفاع عنه , وتلك القيادات مطالبة إن كانت وطنية و شريفة بمحاسبة المجرمين المولغين بدماء الناس الذين حولوا الجيش السوري من مهمة حماية الشعب و الوطن لمهام القمع الداخلي , و الكف عن إقتراف المزيد من الجرائم و التعديات و المجازر , فالثورة الشعبية السورية سائرة في طريق النصر المبين بعد أن أسقطت أصنام الهزيمة و الخيانة و العار و تمردت على فراعنة دمشق و داست بإرادتها الحرة على حواجز الخوف و الرعب واسترخصت دماءها من أجل الحرية المقدسة الحمراء , لا عودة أبدا لذل الماضي و الشعب الذي يقدم آلاف القرابين من الشهداء لن توقفه آلة عسكرية مهانة وذليلة ومهزومة , و سيقلب الشعب السوري الطاولة على رؤوس المجرمين , و سيكلل كفاحه بالنصر المؤزر , فالله متم نوره و لو كره القتلة و الطائفيون المجرمون , وحساب الشعب و التاريخ سيكون عسيرا للغاية على كل من تواطأ و ساعد المجرمين , لن تنتكس راية الحرية , والويل كل الويل للقتلة و المجرمين.. إنه النداء الأخير لمن يقود آلة الموت العسكرية الجبانة ضد الأحرار, وستنتصر الثورة السورية الحرة لأنها ولدت لتنتصر.. وتلك إرادة الله و التاريخ.

كاتب عراقي

 

مقابلة مع النائب أحمد فتفت

عضو كتلة "المستقبل" يوافق على أي خيار يتخذه الشعب السوري  

فتفت لـ "السياسة": لو اجتاح "حزب الله" لبنان كل الشعب سيواجهه

 بيروت - صبحي الدبيسي:السياسة

 أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي, لن يكون كبش فداء, ولن يحال إلى المحاكمة لأنه في الأساس لم يرتكب أي خطأ من الناحية القانونية. وقال: "لو كان هناك حكومة ورئيس حكومة لما شاهدنا هذه المسرحيات من الوزير شربل نحاس والوزير زياد بارود. وكشف في حوار أجرته "السياسة" معه أن الوزير نحاس يسعى منذ مدة طويلة إلى وضع اليد على هيئة أوجيرو, وكل ما يخص الاتصالات لأسباب سياسية وشخصية ونفعية, وأوضح بأن لديه علامات استفهام كبيرة حول بعض ما يجري في شركة "هي واي واي" الصينية, التي يعمل فيها أحد المقربين جداً من الوزير نحاس, والتي حصلت على الالتزام بفروقات أسعار كبيرة جداً, وكأن المعدات التي كان ينوي الوزير نقلها من الوزارة كانت ستعطى لهذه الشركة لتغطية فروقات الأسعار, واعداً بأن التفتيش سيدخل على هذا الموضوع وسيكشف الحقيقة.

ورأى فتفت أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يبحث عن معارك جانبية لتغطية الفشل الكبير لفريقه السياسي الذي أخفق بتأليف الحكومة. وقال إن بري كان شريكاً في كل الأمور التي جرت في المرحلة السابقة. وسأل: من فرض تسوية الدوحة غيره وغير فريقه الميليشياوي عندما اقتحموا بيروت واقتحموا منازل النواب والوزراء? ورداً على كلامه حول عودة شبح الاغتيالات, قال: "هناك إمكانية أن يكون بري يوجه إنذاراً أو تهديداً", واصفاً كلامه ب¯"الخطير جداً" قياساً لما كان يحصل في الماضي عندما كان يحذر أحد أطراف "8 آذار" عن الاغتيالات, ثم يحدث هذا الاغتيال. وفي الملف السوري المأزوم رأى فتفت أنه مع أي خيار يتخذه الشعب السوري. وقال: "إذا فكر حزب الله باجتياح لبنان مجدداً, سيجد الشعب اللبناني بأكمله بمواجهته".

وهذا نص الحوار:

بداية هل سيكون مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي كبش فداء في موضوع الاتصالات والخلاف مع الوزير شربل نحاس وكيف ستمنعون محاكمته?

أبداً, نحن على قناعة تامة أن اللواء أشرف ريفي لم يرتكب أي خطأ, حتى من الناحية القانونية البحتة. طلب إليه رئيس هيئة "أوجيرو" أن يؤمن الحماية للمكان المخصص ل¯"أوجيرو". بعد ذلك طُلب إليه أن يخلي المكان ولكن بصفته موظفاً طلب مراجعة وزيره وكتب مراجعة بهذا الخصوص. الوزير لم يصر ولم يؤكد عليها, واستقال بعد ذلك. وبالتالي ليس هناك, لا من تمرد, ولا من رفض لأمر من الوزير حيث لم يصدر الوزير أمراً بل أصدر طلباً بالإخلاء, إنما بالقانون اللبناني يحق للموظف أن يراجع رئيسه, أن يقول له هذا الطلب غير قانوني, وأتمنى أن تأخذ الأمر على مسؤوليتك, وتؤكد عليه وتصر على ذلك. وبالتالي لم يرتكب اللواء ريفي أي خطأ.

  لماذا أحال رئيس الجمهورية ميشال سليمان هذا الموضوع على القضاء?

 لقد تحدثت شخصياً مع رئيس الجمهورية, وعلمت منه أن لديه إشكالاً في وزارة الداخلية وشغوراً كاملاً فيها, الوزير مستقيل ويرفض تصريف الأعمال, والوزير بالإنابة الياس المر موجود خارج البلاد, فارتأى الرئيس سليمان إحالة الموضوع إلى القضاء ليحسم الموقف. وبالتالي فإن الموضوع أحيل لحسم الموقف, وليس لتوجيه اتهام. أما وزير العدل, فمن جهته يستطيع أن يدرس الموقف ويقول: "ليس هناك سبب لملاحقة اللواء ريفي والوثائق واضحة جداً".

ما السبب إذاً, الذي جعل وزير الاتصالات شربل نحاس يقوم بهذا التصرف, ويخلق هذه الأزمة, ولماذا أعطى مدير الاتصالات إجازة وحاول سحب الأجهزة بغيابه?

هذه الأمور لها عوامل عدة, وأسباب تاريخية, الوزير نحاس يسعى منذ زمن طويل إلى وضع اليد على هيئة "أوجيرو", وكل ما يخص الاتصالات لأسباب سياسية وأسباب شخصية ونفعية.

ما حدث أن مجلس الوزراء كلف هيئة "أوجيرو" تسلم المعدات الصينية وتركيبها وتشغيلها, حتى أن الوزير نحاس شخصياً في افتتاح الشبكة الثالثة هنأ "أوجيرو" على هذا الإنجاز. وفي المرة الأخيرة قرر الوزير تلزيم الجيل الثالث أصلاً وبشكل مخالف للقوانين, لأنه لم يحصل على إذن بذلك من مجلس الوزراء. ونتيجة هذا التلزيم, وقع الخيار على الشركة نفسها التي قدمت المعدات, وبفارق كبير في الأسعار ما دعا إلى التساؤل لماذا هذا الفارق الكبير? أنا أعتقد أن الوزير نحاس له صلة بهذه الشركة الصينية, وأن هناك ربما وعداً من تحت الطاولة, بإعطاء هذه المعدات للشركة, ما سمح لهم بتخفيض الأسعار بشكلٍ كبير, بينما سائر الشركات التي خاضت هذه المناقصة, لم تكن لديها هذه الإمكانية. هذه المعدات هي ملك الدولة اللبنانية لشركة "ليبان تيليكوم" الشركة الثالثة, التي يجب أن تنشأ لمصلحة الدولة اللبنانية.

هل هذه المعدات مشغلة في الوقت الحاضر?

 هي قابلة للتشغيل, وجرت التجارب عليها, ولكنها غير مشغلة حالياً إنما الشركة موجودة, وهناك محطات وأعمدة إرسال وهي قابلة للعمل عندما تصدر المراسيم لتشغيل "ليبان كوم" التي نص عليها قانون الاتصالات رقم 431.

هل صحيح أن الوزير نحاس كان ينوي نقل الشبكة من مبنى الاتصالات لإعطائها ل¯"حزب الله"?

 ليس لدي معلومات حول هذا الموضوع. لكن على ما أعتقد أنه كان يريد إعطاءها لشركة(MTC), وهذا مخالف للقوانين. ليس هناك قرار في مجلس الوزراء لإعطائها لشركة (MTC), وهذا ما يفسر لماذا حصلت الشركة الصينية على المناقصة والتلزيم, وهناك موضوع أخطر من موضوع "حزب الله", الذي هو سياسي ويؤكد أن هناك سياسة نفعية معينة, أعتقد أن التفتيش سيدخل على هذا الموضوع وسيكشف الحقيقة.

أين ستنتهي المعركة مع "التيار الوطني الحر"?

هي ليست معركة, المعركة مع التيار بالسياسة قائمة وهذا أمر طبيعي, لأنه أخذ خياراته بدعم من "حزب الله" وسلاحه.

هل تملكون مستندات تدين الوزير نحاس?

 بالتأكيد نحن نملك المستندات القانونية وأبرزناها وهي تثبت أن لا صلاحية للوزير نحاس بالسطو على هذه المعدات. هذه المعدات ملك الدولة اللبنانية, وليست ملك الوزير نحاس. والدولة اللبنانية كانت خصصتها ل¯"أوجيرو" كي تحضر شركة "ليبان تيليكوم", وهي الشركة الثالثة. نعم هناك إدانة كبيرة, ولذلك استعملت كلمة "تشبيح" لأن الوزير يقوم بعملية "تشبيح" بالإضافة إلى الممارسات التي تجري ضمن الوزارة.

معارك جانبية

ماذا سيكون بعد جلسة 8 يونيو التي دعا إليها الرئيس بري?

موقفنا واضح, ونرفض هذه الجلسة لأنه إذا كان هنالك تشريع, سيكون ذلك تجاوزاً لصلاحيات رئيس الحكومة وصلاحيات رئيس الجمهورية معاً.

ما الداعي لاتهامكم من قبل الرئيس بري بأنكم أعدتم البلد 60 سنة إلى الوراء?

أولاً: برأيي الرئيس بري يبحث عن معارك جانبية, وهو يحاول أن يغطي على شيء أساسي وهو الفشل الكبير لفريقه السياسي بتأليف الحكومة. والرئيس بري عندما قال هذا الكلام, استغربت أن يصدر عنه باعتباره شريكاً في كل الأمور التي جرت في المرحلة السابقة ولم يكن, لا مجلس ولا حكومة لم يشارك فيها.

ثانياً: كل ما قيل عن مصاريف في أيام الرئيس الحريري أو قبلها أو بعدها, كانت تصرف بأمر المجلس النيابي أي بأمر فريق الرئيس بري, وكان دائماً شريكاً بكل الأمور. وإذا كان يتحدث بالعودة 60 سنة إلى الوراء ويقصد هنا قانون الستين الذي جرت الانتخابات على أساسه كما جرى الاتفاق عليه في الدوحة, أنا أسأل: من فرض الدوحة? هو وفريقه الميليشياوي عندما احتلوا بيروت وفرضوا تسوية في الدوحة, انطلقت من قانون ال¯60, وهذا كان الخيار السياسي لحلفائه, وليس لنا عندما اقتحموا بيروت واقتحموا منازل النواب والوزراء... بصراحة نحن نفتخر ب¯"ثورة الأرز", ونعتبرها منارة والشعاع الأول للديمقراطية في العالم العربي. ونحن قدمنا الكثير الكثير, لكن الذي أخر كل شيء في لبنان, وخاصة في السنوات الأخيرة وجود سلاح غير شرعي يحاول أن يكون الناظم الأمني في لبنان. وهذا الكلام ليس لي وهو للنائب نواف الموسوي قاله للنائب أكرم شهيب في "سان كلو" عندما كان الموسوي يمثل "حزب الله", وشهيب يمثل "الحزب التقدمي الاشتراكي", في تموز 2007. قال له بشكلٍ واضح, إن "حزب الله هو الناظم الأمني البديل عن الوجود السوري في لبنان", أي أنه سيستعمل سلاحه لضبط الأمن في كل لبنان, هذا ما كان يفعله السوري, وما يريد أن يفعله "حزب الله" بشكلٍ واضح.

من يضمن عدم الاعتداء مجدداً على قوات "اليونيفيل"?

 الجيش اللبناني, الأمن في الجنوب مسؤولية الجيش اللبناني, وقوات "اليونيفيل" تساعد الجيش بناء لطلبه, لنتذكر ما هو القرار 1701, الأمن في الجنوب هو انتشار السلطة اللبنانية على كامل التراب اللبناني, و"اليونيفيل" تساعد الجيش على بسط سلطته. وبالتالي فهي بحماية الجيش اللبناني في أماكن تواجدها.

في حال قامت إسرائيل بعدوان وأدخل لبنان مجدداً في دوامة الصراع, فكيف سيكون موقفكم من ذلك?

 لا أعتقد أن يحصل ذلك, وعندما تكون إسرائيل معتدية كلنا سنكون صفاً واحداً في مواجهتها. ولكن ليس علينا أن نعطي الفرص لإسرائيل لكي تبين للعالم وكأن هي المعتدى عليها.

الاغتيالات

ما تعليقك على كلام الرئيس بري, بأن شبح الاغتيال سيعود إلى لبنان, ومن الشخصية التي كان يرمز إليها, وهل تشعر بأنك ما زلت مهدداً?

 قبل كلام الرئيس بري لم أكن أشعر بالتهديد, بعد كلامه تساءلت أولاً: بعد الاعتداء على "اليونيفيل", ثم بعد هذا الكلام وهنا أضع لهذا الكلام ثلاثة تفسيرات:

إما أنه مجرد كلام سياسي, وأنا أريد أخذه على هذا المنحى, لكن هناك إمكانية أن يكون الرئيس بري يوجه إنذاراً ويوجه تهديداً, وهذا الكلام خطير جداً, في السابق كلما كانت تحدُث اغتيالات كان أحد أطراف فريق الثامن من آذار يتولى التحذير والإنذارات, ثم يحدث اغتيال. أنا إنسان قدري, وسأظل أمارس حياتي بشكلٍ طبيعي, ولم أتجاوب مع هذه التهديدات, والرئيس بري يعتقد أن هذا الأسلوب سيغطي على الفشل السياسي لفريقه بعدم تأليف الحكومة.

بالأمس كان لافتاً حراك "الخليلين" بشأن تشكيل الحكومة, هل تتوقع شيئاً من هذا الحراك?

هناك حركة جديدة, ولكن تبين أن الأمور ما زالت بعيدة وأثناء مقابلتي لرئيس الجمهورية, ومن خلال الاتصالات التي يقوم بها البعض مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يتبين بأن الأمور ما زالت على حالها, وليس هناك من تقدم فعلي, نحن نأمل أن تكون هناك حكومة. ولو كان هناك رئيس للحكومة وحكومة لما شاهدنا هذه المسرحيات من الوزير نحاس, وحتى من الوزير بارود.

هل تخشى من "حزب الله" أن يقوم مجدداً باجتياح البلد إذا ما تداعى النظام في سورية?

من الناحية المنطقية "حزب الله" حزب لبناني, ونحن نعتبر أن له الدور والمكانة في لبنان, ونريده أن يحافظ على هذه المكانة ويظهرها ويكون دوره فاعلاً. خلافنا مع "حزب الله" على السلاح. وأنا لا أعرف ماذا سيفعل هذا الحزب إذا ما تداعى النظام السوري ولكن إذا ما تداعى النظام السوري سيكون هناك تداعيات على لبنان. آمل من "حزب الله" عند ذلك أن يدرك أن مشروعه السياسي لا يمكن أن يستمر, إلا بتمثيله السياسي, فنحن نحترمه ونطلب إليه أن يفعِّل هذا التمثيل, لا أن تكون هذه وسيلة لاجتياح عسكري للبنان, عند ذلك سيجد الشعب اللبناني بأكمله بمواجهته.

لماذا السعي الدائم لنقل المعركة إلى لبنان, وهل هي لصرف الأنظار عما يجري في الداخل السوري?

أعتقد أن لبنان نتيجة تركيبته السياسية وهشاشة وضعه السياسي, سيستعمل كساحة. أصلاً ما هو الخلاف الأساسي بيننا وبين فريق "8 آذار"? نحن نريد لبنان وطناً, وهم يصرون أن يبقى لبنان ساحة. هذا الفريق السياسي يجر لبنان دائماً ليكون ساحة تصفية حسابات لسورية, لإسرائيل, للوضع العربي, للوضع الإيراني, دائماً التصفيات تجري في لبنان, والشعب اللبناني يدفع الثمن, وبكلام واضح نحن نرفض هذه المقولة, نريد أن يكون لبنان ذا سيادة واستقلال, وأن يبني لمستقبل أبنائه, أما ما عدا ذلك فكثير من الأمور ممكن أن نتفاهم عليها مع الفريق الآخر.

أوضاع الشمال

 كيف تقيم لنا الأمور في الشمال, خاصة بعد تزايد الحديث عن فتنة سنية علوية?

لا إشكالية حقيقية, ونحن نرفض اعتبار ما يجري في سورية بأنه صراع طائفي, إنه صراع سياسي وصراع إصلاحات سياسية, حتى الرئيس الأسد اعترف بذلك, وإن شاء الله تكون بدأت الإصلاحات, لأن أي إصلاح جدي يؤدي إلى استقرار وينعكس إيجاباً على لبنان.

كيف تتوقع نهاية الوضع في سورية?

 لست طرفاً, سأتبنى أي قرار, وأي خيار يأخذه الشعب السوري, نحن لسنا طرفاً في الصراع القائم في سورية. حريات الشعوب بالنسبة لنا مقدسة. وبالتالي فإنها مقدسة في كل الدول العربية. فأي قرار يتخذه الشعب السوري نحن سنقف إلى جانبه.

هل انتهت الاتهامات الموجهة لبعض نواب تيار "المستقبل", من قبل النظام السوري?

هذه اتهامات سخيفة, ربما تناسوها مؤقتاً وقد يرجعون إليها فيما بعد إنما هذا موضوع تبين سخفه بشكلٍ كبير.

كيف تفسر هذه البرودة في الموقف العربي حيال ما يجري في سورية?

لا أرى أن هناك برودة في المواقف العربية تجاه سورية, فالكلام الذي نقله النائب وليد جنبلاط عن لسان أمير قطر, ليس فيه تبريد بتاتاً, أعتقد أن التبريد والحماوة هما في الداخل السوري.

هل أنت مطمئن لوضع لبنان والوضع في العالم العربي?

- أكيد لا, نحن في حالة ثورية في العالم العربي, والحالة الثورية تطمئن على المدى البعيد, لأنها ستولد حالات متقدمة جداً في العالم العربي على كل الصعد السياسية والعلمية والاجتماعية والديمقراطية. هذا ما حصل في كل الثورات في العالم على المدى البعيد. لكن على المدى القصير نحن دخلنا في مرحلة فوضى آمل أن تكون قصيرة جداً. ولكن سيكون لها انعكاسات سلبية جداً لذلك نخشى أن يكون لها انعكاس سلبي على لبنان. لكن ربما لبنان محصن بوجود حرية وديمقراطية أكثر من غيره من الدول العربية.

 

من ورقة الجولان إلى رسائل المعلّم/ماذا بقي في جعبة الأسد؟

الجمهورية/مروان المتني- نيويورك

انشغلت دوائر أميركية معنيّة بمتابعة السخونة على جبهة الجولان، بعد سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى من الفلسطينيين والسوريين برصاص الجيش الإسرائيلي، ذلك في ثاني تحرّك من نوعه في أقل من شهر عبر حدود شهدت هدوءا لافتا نحو أربعة عقود.

وتحاول الدوائر الأميركية قراءة رسائل النظام السوري هذه وتحليلها وخصوصا أنّها ترافقت مع رسائل دبلوماسية "أكثر هدوءا نقلها وزير الخارجية السورية وليد المعلم في مدى الأيام الماضية عبر مسؤولين عراقيين وإماراتيين.

وتوقّفت الدوائر الأميركية عند "انفصال" المسار اللبناني في ذكرى النكسة عن المسار السوري "التصعيدي" على عكس التنسيق التام اللبناني-السوري في ذكرى النكبة قبل ثلاثة أسابيع، وتسعى الدوائر الأميركية إلى تبيان مدلولات هذا الانفصال، وهل هو مجرّد تكتيك يهدف إلى الإبقاء على عنصر المفاجأة في أي تحرك مستقبلي؟ أم إنّ هناك إعادة قراءة للواقع في لبنان من قبل حزب الله وقيادات الدولة المؤثرة في القرار في ضوء التهديدات الإسرائيلية المترافقة مع حشود عسكرية على الحدود من جهة وتطورات الأيام المنصرمة للداخل السوري "المأزوم" من جهة أخرى.

الدوائر الأميركية المعنيّة بالأزمة في سوريا كشفت أنّ واشنطن بعثت برسائل واضحة إلى دمشق تؤكّد فيها استحالة وخطورة أيّ محاولة لتصدير الأزمة وتحويلها إمّا إلى أزمة حدود مع إسرائيل، تحت غطاء "حقوق الفلسطينيين"، أو في اتجاه الشمال اللبناني تحت ستار "وقف الدعم عن الأصوليين". وهنا ثمّنت الدوائر الأميركية موقف الحكم اللبناني والجيش وأداءهما، ناصحة بضرورة تجنيب لبنان قدر المستطاع "شظايا" التطوّرات الدامية في سوريا.

وفي إطار متابعة الداخل السوري، توقّفت الدوائر الأميركية عند مجموعة "مستجدّات" أبرزها:

- مرونة الأحزاب الكردية والتجاوب مع دعوة الرئيس بشّار الأسد إلى الحوار؛

- تزامنا مع مؤتمري أنطاليا وبروكسل دخول عامل "الإخوان المسلمين" في قوّة على خط التظاهرات ولا سيما في مدينة حماة وجوارها، بحيث بدت الأعداد أكبر بكثير من الأسابيع المنصرمة والمقاومة "المستميتة" التي تواجهها فرق النخبة في الجيش السوري وارتفاع حصيلة الضحايا من الطرفين في شكل مطّرد؛

-إقرار النظام بوجود مشكلة داخلية عميقة والبدء بمحاولات لمواجهتها بوسائل متعددة من دون الاستناد إلى العامل العسكري كحلّ أحادي.

وهنا شدّدت الدوائر الأميركية على غياب أي حل "سحري" وسريع وحاسم، متوقّعة أن يطول أمد "الأزمة السورية"، وأن تتشعب في ضوء تماسك قوة النظام على رغم دخول التظاهرات أسبوعها الخامس عشر من جهة، وفي ضوء استمرار زخم الشارع واستمرار موجات "المد البشري" على رغم ارتفاع عدد الضحايا والمعتقلين من جهة أخرى.

وهنا، لفتت هذه الدوائر إلى أنّ النظام السوري قد يستفيد "مرحليا" من دخول تركيا "حمى" الانتخابات بعد خمسة أيام وخصوصا إذا فشل "العدالة والتنمية" في الحصول على الأغلبية المريحة. ويسعى رجب طيّب أردوغان إلى قيادة "العدالة والتنمية" وإلى تشكيل ثلاث حكومات متتالية من لون واحد، ذلك للمرّة الأولى منذ بدء التعددية السياسية في تركيا. فيما تكشف تقارير أن الجيش بدأ يخشى فعلا تداعيات استمرار حكم "ذي طابع إسلامي" على العلمانية التي أقرّها مصطفى كمال أتاتورك قبل نحو ثمانية عقود.

وتراهن القيادة السورية أيضا على إتمام الانسحاب الأميركي من العراق في غضون الأشهر المقبلة، آملة في أن توسّع "حليفتها" طهران نفوذها هناك، بحيث تخفّ وتيرة الضغوط عبر الحدود السورية-العراقية الشاسعة من حيث المساحة والتحديات. فهل ينجح لبنان في إبعاد حدوده وتوازناته الهشّة عن أتون البراكين المحيطة به؟ أم إنّ المنطقة ككل تدخل تدريجا في مخاض دام لا مفرّ منه، سيعيد الناجي منه إعادة رسم تفاصيلها وشكل أنظمتها في رعاية إقليمية دولية، حسب ما علّمنا تاريخنا الغابر والمعاصر؟

 

خَوفان 

زياد ماجد/لبنان

ثمة خوفان يجري التسويق لهما في سوريا، أو ربطاً بأحداثها وبثورة شعبها. الأول هو خوف "الأقليّات". وهو خوف تحوّل اليوم من خشية مشروعة من الاضطهاد والتهميش في منطقة تذوق طعم الاستبداد منذ زمن بعيد الى ما يشبه الدعوة للتنكيل بالأكثرية ودعم "الأقلّويين" المنكّلين بها بحجة القلق على المصير إن هي حكمت! المطلوب صار إذن بحسب هذا المنطق، الدفاع عن نظام يسحق أكثرية الناس بحجّة أنهم إن نجحوا في نيل حقوقهم وفي تكوين سلطة شرعية تنبع من إرادتهم، فستكون "الأقليات" في خطر. والخوف الثاني، هو ذلك المُكثر من التحذير من مخاطر الاحتجاجات والانتفاضات على السلم الأهلي في سوريا وعلى الاستقرار فيها. وهو بهذا المعنى، خوف يطلب من عشرات ألوف المتظاهرين المطالبين بالحرية وبحقوق المواطنة، ومن ذوي أكثر من ألف ومئتي قتيل و13 ألف معتقل، أن يستكينوا ويرتضوا بما أصابهم ويصيبهم من ظلم وإجرام بحجّة السلم والاستقرار و"ضرورة محو ذيول الأحداث الأخيرة". بهذا، يصير الخوف الأول - "خوف الأقلّيات" من الاستبداد الافتراضي - مدعاة دعم للاستبداد الفعلي القائم الملتهم ألوف البشر (بذريعة أنهم أكثرية). وبهذا أيضاً، ينجلي الخوف الثاني - الخوف "على سوريا" - عن حقيقة خوف على النظام السافك دماء الناس فيها، وليس على هؤلاء الناس أو عليها. وفي الحالين، نحن أمام سقوط أخلاقي أبشع من السقوط السياسي. ذلك أن الخوف إذ يدفع الى دعم القتل، أو الى تحميل القتلى والمعذَّبين مسؤولية النيران المتدفّقة على صدورهم العارية، يصبح تنصّلاً معلناً من المساواة في الإنسانية. ويصبح بالتالي قبولاً بالجرائم والفظائع واستسلاماً لمنطقها الذي، لحسن الحظ، لن ينتصر هذه المرة...

 

"السنيورة ينتهك المؤسسات ثم يحاضر بالعفة الدستورية"

بـري: ذهنيـة الإمـارة تتحكـم بسـلوك "المسـتقبل"

عماد مرمل(السفير)، الثلاثاء 7 حزيران 2011

تجاوز الخلاف على الجلسة التشريعية المقررة غدا إطار التباين المشروع في الاجتهادات الدستورية، ليتخذ أشكالا ملتهبة، في تعبير إضافي عن الاصطفاف الحاد الذي يشطر لبنان طولا وعرضا، على أساس «خط استواء» مذهبي، شق صفوف الأصدقاء قبل ان يفعل فعله بين الخصوم.

وإذا كانت الأكثرية الجديدة قد أخفقت في مقاربة ملف تشكيل الحكومة باعتبارها جسما متناغم الأعضاء، فهي أخفقت أيضا في التعامل بحد أدنى من التماسك مع اختبار الجلسة التشريعية التي فرزت ألوانها مجددا، فغرد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي خارج السرب، مبعثرا أوراق رئيس المجلس، فيما يبدو النائب وليد جنبلاط غير متحمس لتأمين النصاب.. على بياض.

وبينما يتواصل تبادل القصف الكلامي بين مرابض عين التينة وتيار المستقبل، يوحي الرئيس نبيه بري بان المعركة الحاصلة حول الجلسة التشريعية تتجاوز المعنى البرلماني الصرف، لتعكس وجود ذهنية «الإمارة» لدى رموز تيار المستقبل، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على مستقبل النظام الديموقراطي ومؤسساته في لبنان.

ويشير بري الى ان هذا السلوك ليس ابن اللحظة، متوقفا عند أحد ابرز تجلياته ايام الحكومة البتراء للرئيس فؤاد السنيورة الذي لم يرف له جفن حين تجاوز رئيس الجمهورية ومجلس النواب، وراح يعقد اتفاقيات ومعاهدات، قافزا فوق الدستور والأصول، ثم يأتي اليوم ليحاضر بالعفة الدستورية.

ويستغرب بري الحملة المفتعلة التي يتعرض لها انطلاقا من محاكمة النيات، معتبرا انه لو أراد تحقيق مصلحة فئوية وخاصة، ما كان ليبدي كل هذه الحماسة من أجل عقد جلسة تشريعية تتضمن في أولوياتها التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، إذ ان شغور منصبه يتيح لنائبه الاول رائد شرف الدين ان يحل مكانه، وهو كما يعرف الناس ابن السيدة رباب الصدر، ولكنني لم أقارب المسألة من هذه الزاوية الضيقة.

ولا يخفي بري انزعاجه من أولئك الذين اعترضوا على التئام الجلسة التشريعية بعدما حدد موعدها، فيما كانوا أنفسهم يحضونه في السابق على عقدها كي يؤدي مجلس النواب دوره في هذا الظرف الصعب. ويستشهد في هذا السياق باسماء مروان حمادة وبطرس حرب وفريد مكاري وسامي ونديم الجميل وايلي ماروني، متسائلا عما إذا كانت فنون معينة في الترغيب هي التي دفعت هذا او ذاك الى تبديل موقفه.

ولئن كان بري يتجنب الرد المباشر على موقف الرئيس نجيب ميقاتي الذي قرر والوزير محمد الصفدي والنائب أحمد كرامي مقاطعة جلسة الاربعاء، إلا ان بعض «تلميحاته المدروسة» تعكس شعورا بالمرارة لديه من قرار ميقاتي، مبديا أسفه لكون الاصطفاف المذهبي والطائفي يفرض إيقاعه على كل شيء في البلد.

أما حسابات النائب وليد جنبلاط فهي من وجهة نظر بري مغايرة. يشير رئيس المجلس الى ان جنبلاط يزن الاشياء بالسياسة، قبل ان يزنها بمعايير القانون الجامدة، موضحا ان جنبلاط بعث اليه برسائل عدة يبدي فيها خشيته من ان يؤدي الإصرار على عقد الجلسة التشريعية الى إنتاج مناخ من التحريض المذهبي، مقترحا حصر الجلسة ببند وحيد يتعلق بالتمديد لسلامة إذا كان لا بد منها، فأجبته ان عليه ان يلتفت الى ان فؤاد السنيورة وفريقه لا يحبذان بقاء سلامة في موقعه، لانهما يرغبان في ان يحل جهاد أزعور مكانه.

وردا على «نظرية» البند الوحيد، يشير بري الى ان أعضاء هيئة مكتب مجلس النواب المنتمين الى 14 آذار، رفضوا مبدأ انعقاد الجلسة وبالتالي لم يناقشوا جدول الاعمال، علما انه لو قررت الهيئة ان تقتصر مهمة الجلسة التشريعية على البحث في وضع رياض سلامة لكنت مضطرا الى الالتزام بما أقرته، أما أصل التئام الجلسة فهو من اختصاص رئيس المجلس فقط ولن أسمح لأحد بان يشاركني فيه.

ويوضح بري انه يؤيد شخصيا ان يؤدي مجلس النواب دوره كاملا، بحيث يتولى، خلال الجلسة المقررة وتلك التي يمكن ان تليها، التشريع في كل شيء وعدم حصره في بند واحد، لافتا الانتباه الى ان مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة ضمن جدول الاعمال هي عابرة لكل الطوائف والمذاهب.

وأكثر ما يقلق بري يتمثل في دلالات الحملة على الجلسة التشريعية والسعي المحموم الى تعطيلها، لافتا الانتباه الى ان هناك من يريد ان يفرض «دكتاتورية مقنّعة» من شأنها ان تطيح بالديموقراطية وبمجلس النواب وان تشل المؤسسات الدستورية ومفاصل الدولة.

ويشرح بري مخاوفه، قائلا: بين رئيس حكومة تصريف الاعمال والرئيس المكلف، نخشى من أن تصاب السلطة التشريعية وبالتالي الدولة بالشلل، وهذا أمر لن أسلّم به، ذلك انه وكما ان الام مسؤولة عن رعاية أبنائها، هكذا مجلس النواب الذي هو أم المؤسسات ولا يمكنه ان يبقى متفرجا على حالة التحلل التي تصيبها بفعل الفراغ، من دون ان يحرك ساكنا.

ويتابع بري «تشريح» هواجسه، مشيرا الى انه إذا استهلك أي رئيس مكلف وقتا طويلا في التشكيل سواء عمدا ام قسرا، من دون ان يعتذر، فان ذلك مؤداه إغراق البلد في الفراغ والشلل، لان رئاسة الجمهورية لا تستطيع ان تفعل شيئا، ومجلس النواب سيكون معطلا بالإستناد الى الاجتهاد القائل بعدم جواز عقد جلسة تشريعية في ظل غياب حكومة أصيلة.

ويضيف متناولا فرضية أخرى: أما لو كان رئيس الحكومة في الخدمة الفعلية، فان بمقدوره إذا طلب أمرا او وضع شرطا، ولم يُستجب له، ان يستقيل احتجاجا، وقد يعاد تكليفه كما يحصل في أحيان كثيرة، لنعود حينها الى الدوران في الحلقة المفرغة ذاتها.. انها الدكتاتورية المموهة في الحالتين، فهل هذا هو المطلوب، وهل هكذا ينتظم عمل المؤسسات؟

وإذ يشدد بري على ان لبنان لا يسوده نظام رئاسي، يُحل فيه مجلس النواب او يُعطل، يتساءل: لماذا ما كان يصح عام 2005 حين اجتمع مجلس النواب للعفو عن سمير جعجع في ظل حكومة تصريف الاعمال لم يعد يصح اليوم، ولماذا وضع الذين رفعوا شارة النصر بعد جلسة العفو، أيديهم في جيوبهم هذه المرة؟

 

الطريق إلى لبنان

محمد سلام/لبنان الآن

الجغرافيا، على نقيض التاريخ، لا تكذب لأنها حقيقة لا تحتاج إلى تفسير أو اجتهاد.

التاريخ يكذب لأنه رواية غير موحدة، لأنه صيغة ينقلها راو، والراوي صاحب رأي، قد يحوّر، قد يعدّل، قد يبدّل وقد يناقض الحقيقة.

 الجغرافيا تقول لنا إن الطريق إلى لبنان تمر من سوريا، من فلسطين ومن البحر. حتى في الجو، لا تستطيع طائرة الوصول إلى لبنان إلا عبر الممرات الثلاث.

الطريق إلى لبنان من فلسطين تمر منذ العام 1948 بالأرض التي يحتلها العدو الإسرائيلي. لذلك، فإن الروافد المعلنة عبر هذه الطريق تكاد تكون غير موجودة، إلا في حالة احتلال لبنان التي انتهت بالانسحاب الإسرائيلي في العام 2000.

والطريق من فلسطين إلى لبنان تمر أيضا بأراض لبنانية كانت تحتلها سوريا منذ ستينات العام الماضي، ولم تطالب بها الدولة اللبنانية، وهي تحديدا مزارع شبعا، التي عادت واحتلتها إسرائيل من سوريا في حرب الأيام الستة التي أنتجت نكسة العام 1967.

العماد ميشال عون هو شاهد حي على الاحتلال السوري لمزارع شبعا في الستينات، لأنه قاد دورية مشاة إلى المزارع عندما كان برتبة ملازم، فلما وصل إليها أعاده "الدرك" السوري "إلى لبنان" ... وعاد.

الطريق إلى لبنان تمر من سوريا، بكل ما هو معلن، ومسيء للبنان. منذ العام 1970 ... حتى الآن.

التمايز هو بين الرافد غير المعلن والمسيء من فلسطين المحتلة كون المصدّر هو العدو الصهيوني، والرافد المعلن والمسيء عبر سوريا كون المصدّر هو نظام الأسد الذي يزعم أنه شقيق.

أفضل ما في إسرائيل –هذا إذا كان فيها فضل- هو أنها عدو معلن. وأسوأ ما في نظام الأسد هو أنه عدو بثياب شقيق.

أخطر ما في نظام الأسد هو أنه، وعلى نقيض القراءات السطحية له، ليس نظاما طائفيا إطلاقا. هو نظام بعثي علماني أمسكت به عائلة واضطهدت عبره جميع الشرائح والمكونات والأحزاب والطوائف السورية، بدءا بالطائفة العلوية الكريمة.

 علمانية النظام السوري كانت "الخازوق" الذي دقّته عائلة الأسد في الشعب السوري، وصدّرته عبر "علمانيي" السلطة التابعين لها وشموليي الفقيه الفارسي لاحقا إلى ... لبنان.

 نعم النظام في سوريا-الأسد ليس طائفيا ولا مذهبيا، تماما كما أن شقيقه البائد في عراق-صدام لم يكن طائفيا. كان بعثيا-علمانيا أمسكت به عائلة تكريتية فاضطهدت عبره كل شرائح الشعب العراقي، وأحزابه وطوائفه بدءا بالطائفة السنيّة الكريمة، ثم صدرته عبر "علمانيي السلطة" إلى الجوار العربي.

 المشكلة، كما تجلّت في العراق، هي أن الرد على سقوط البعث العلماني كان إيرانيا-طائفيا ما عبّد الطريق أمام تنظيم القاعدة ليدخل إلى حلبة الصراع حتى مقتل الزرقاوي في العام 2007، فأكملت قاعدة إيران المهمة وبدأت باستهداف المسيحيين.

 لذلك، يجب التنبه في لبنان إلى ارتدادات تهاوي نظام الأسد في سوريا، كي لا يتاح لعلمانيي السلطة، ولشموليي الفقيه الفارسي من أرباب محور الممانعة المزعومة التلاعب بموازين القوى المحلية وتحويل المسار إلى مواجهات طائفية أو مذهبية تراق فيها دماء يسعد بها علمانيو السلطة، وشموليو الفقيه معا.

 علمانيو السلطة ليسوا حالة جديدة، بل قديمة قدم مؤسس نظرية "الغاية تبرر الوسيلة"، ومنذ زمن الاتحاد السوفياتي "العظيم" الذي كان مجرد تاجر شنطة يبيع أتباعه نظرية "الصداقة مع الشعوب" ويدعم الديكتاتوريات العلمانية.

 المسألة ليست استنتاجا، بل ترجمة واقعية لأداء روسيا العلمانية-السوفياتية، وروسيا الاتحادية البوتينية.

 المثال الساطع هو هذا الحوار الذي أنقله بأمانة عن المعلّم الشهيد كمال جنبلاط، وقد دار بينه وبين الرفيق م. ش. في الأول من حزيران العام 1976 أثناء زيارته موقعا للقوات المشتركة بمنطقة ضهر البيدر كان يتموضع فيه عناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي لمواجهة جيش الأسد الذي كانت دباباته تخترق سهل البقاع كجيوش النمل.

سأل الرفيق م. ش الرفيق الرئيس كمال جنبلاط: "هل تستطيع هذه العين (وأشار إلى الرفاق في موقع الحزب التقدمي الاشتراكي بضهر البيدر) مقاومة هذا المخرز" (وأشار إلى دبابات الأسد في البقاع) تحت ناظريه؟

أجاب المعلم: "بدّي هل مخرز يفوت بهل عين ... تا يجي المخرز الأكبر يقلعوا".

دخل المخرز الأسدي في العين، واقتلع حتى ... كمال جنبلاط. ولكن قبل اغتياله سمح لي الظرف أن سألته: ليش المخرز الكبير ما اقتلع المخرز الصغير؟"

قال لي، رحمه الله، "كنت عم راهن على أخلاق السوفيات" ... وما أكمل ذلك الكبير الذي كان يحمل وسام لينين. كان الكمال مؤدبا ولم يقل إنهم بلا أخلاق. سقط، دفع حياته، ثمنا لرهانه على أخلاق السوفيات، علما أن جيش الأسد كان قد دخل لبنان بموجب اتفاقية الخط الأحمر مع إسرائيل وأميركا والنظام العربي تحت شعار "منع قيام كوبا لبنانية على ساحل المتوسط".

 لم يدرك كمال جنبلاط العلماني الأخلاقي أن الاتحاد السوفياتي كان علمانيًّا-نفعيًّا، مجرد تاجر شنطة، ... وما زالت روسيا الاتحادية البوتينية مجرد تاجر شنطة تدافع عن نظام الأسد الذي كان "زبونها" يوم خانت شعار "الصداقة مع الشعوب" وما زال "زبونها" بعدما تحولت دولة اتحادية لا يعنيها من الشعوب شيء، سوى "زبون" الشنطة.

لذلك تعيق روسيا الاتحادية-البوتينية-الميدفيديفية صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يدين المجازر التي يرتكبها "زبون الشنطة" بحق الشعب السوري، فالزبون، برأي هذه النفعية العلمانية، أهم من أي شعب.

الزبون برأي كل العلمانيات النفعية، من أصول ماركسية أو ليبرالية، أهم من أي شعب. هذه حقيقة تترجمها واقعة ارتفاع سعر الدولار في السوق السورية إلى 56 (ستة وخمسون) ليرة سورية ثم انخفاضه فجأة إلى 47 (سبعة وأربعون) ليرة بعدما تحدّث المنظّر "اللبناني" المفوه ميشال سماحة عن مؤامرة مزعومة لمحاصرة سوريا اقتصاديا عبر القطاع المصرفي اللبناني، وفق مضمون كلامه.

المنطق يجيب عن سبب ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السورية في ضوء المواجهات التي يخوضها النظام مع الثورة الشعبية.

ولكن المنطق نفسه لا يجيب عن سبب الانخفاض المفاجئ لسعر صرف الدولار في سوريا طالما أن أسباب الارتفاع ما زالت قائمة، وهي النزاع بين نظام الأسد وشعب سوريا.

الإجابة الاستنبطاية الوحيدة قد تأتي من التفسير العكسي لكلام المنظّر سماحة، ما يوحي بأن شركة صرافة ما عاملة في لبنان تولت ضخ مبالغ نقدية هائلة في سوق القطع السورية ما أعاد التوازن إلى سعر صرف الدولار.

السؤال، انطلاقا من التفسير الاستنباطي لما هو منشور ومعلن، ليس فقط عن هوية عامل الضخّ المزعوم، بل عن مصدر المبلغ المضخوخ؟ وهل كان جزءا من الرافد الأسدي غير المعلن للداخل اللبناني؟

من هنا أهمية النظر بواقعية إلى مسألة الطريق إلى لبنان من سوريا-الأسد وارتداداتها في المديين الحالي والمستقبلي.

في المدى الحالي، نجا لبنان من الارتداد الفلسطيني لقرار سوريا الأسد إحياء "جبهات" الحدود مع إسرائيل بدماء فلسطينية تنفيذا لنظرية السيد رامي مخلوف بأن أمن إسرائيل من أمن نظام الأسد. نجا لأن الفلسطينيين قرروا عدم التجاوب مع عسس القوميات العلمانية وقوّادي الممانعات الإقليمية.

لكن نظام الأسد، الذي قتل في ثلاثة أيام قرابة 110 أشخاص من شعبه تمكّن من توجيه بعض أتباعه العزّل إلى الجولان المحتل الذي يحرس جبهته الهادئة منذ قرابة 36 عاما فقتل العدو الصهيوني 23 شهيدا منهم، أي قرابة خمس ما قتله نظام الأسد من شعبه.

السؤال هو: ماذا إذا قرر علمانيوا السلطة الأسدية المحليون وشموليو الفقيه الفارسي تنظيم مشاغلة مباشرة، وليس عبر الأرواح الفلسطينية بعد سقوط التجربة، من لبنان باتجاه العدو الإسرائيلي أو بأي اتجاه آخر؟

الجواب تقدمه الجغرافيا، التي لا تقبل اجتهادا لأنها حقيقة كاملة.

التصفية النهائية لما يجري في سوريا ستكون في لبنان، لأن الطريق إلى لبنان تمر من سوريا، فإذا بقيت سوريا هي الأسد، ستصل التصفية إلى لبنان، وإذا تبلورت سوريا من غير الأسد أيضا ستصل التصفية إلى لبنان. لكل حالة خصوصياتها.

 

النائب علي بزي سياسي الأنبوب  

هيثم طبش/موقع 14 آذار

يقول المتنبي: "أفي كل يوم تحت ضبني شويعر *** ضعيف يقاويني قصير يطاولُ"

ينطبق هذا البيت على حال النائب علي بزي، الذي طلع على الناس فيّاضا من "لسان شتّام" يتهجم على رئيس الحكومة سعد الحريري.

هذا الهجوم في واقع الامر ليس منفصلا عن مسلسل ينفذه زعيم حركة "أمل" نبيه بري كتابة وإخراجا وانتاجا، وتوزيع أدوار على فرقته. وقد بدأت الحلقة الاولى من بطولة بري نفسه، بإقفال خط الهاتف في وجه مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني، وكان جديد المسلسل تطاول بزي على الرئيس الحريري ومن بعده ايضا ظهور "معاون المخرج" أمام الكاميرا مهاجما الرئيس فؤاد السنيورة. وأبى بري إلا ان يطال الرئيس نجيب ميقاتي، فكان أن الغى موعدا محددا سلفا بينهما بعدما رفض ميقاتي المساهمة في طعن الدستور كما يخطط بري ويشتهي. فلماذا استهداف رموز أهل السنة والجماعة؟

كثيرون يعرفون ان قريحة بزي لا يمكن ان تجود بهذه الدرر من دون إيحاء من "استاذه". ويبدو ان بزي (بفتح الباء) لا يعرف بري (بكسر الباء) كما يعرفه اللبنانيون، لأن الأول استُقدم كلاعب محترف من الدوري الاميركي لأثرياء الشيعة ليشارك مع نادي "أمل" في بطولة كأس "أبو مصطفى" على ملعب البرلمان، وبالتالي كان لبزي الحق في أن يسأل "الاستاذ" ما إذا كان الهجوم على السنّة ناتجاً عن حنينه لأيام بيروت الغربية.

في تلك الايام تزعّم "الاستاذ المحامي الناجح جدا والحجة القانونية" حركة "أمل"، سلّحها ودربها بدعم سوري كامل وولّى أمرها لـ"رؤوس الاوادم" الذين انتشروا في شوارع بيروت "يستعيرون" السيارات ولا يعيدونها أو في أسوأ الاحوال "يشفطون" البنزين منها، و"يستحْلون" مجوهرات النساء من المنازل بالقوة، ويرعبون الناس كل يوم.

فليسأل زعيم "أمل" عن زعماء الزواريب من خندق الغميق، زقاق البلاط، البطركية الى حي اللجا وصولا الى الزيدانية الملا وسواها، وليسأل عن مرفأ الاوزاعي والخوّات ومعركة الطريق الجديدة، حتى الضاحية الجنوبية لم تسلم من شرورهم.

يمكن لبزي قبل ان يتهجم على الحريري ان يسأل عن المراهقة في قتل ألاف الفلسطينيين في حرب المخيمات التي رفض "المرابطون" خوضها فارتضت "أمل" القيام بالمهمة.

لم يصدّق "زعران" أمل ان الفرصة جاءتهم في 7 أيار ليستعيدوا أمجاد الحرب الاهلية، كان حريا ببزي ان يسأل بري من هما اللذين قتلا زينة الميري على مرآى من الناس في عائشة بكار. وكان مهما أيضا ان يعرف "المغترب الكبير" اين تقع بربور ليعرف اين كان منزل زعيم أمل قبل ان ينتقل الى أرقى مناطق بيروت.

أجيال مرّت في "أمل" لا يرقى اليها بزي فشتّان بين الشتّامين والمثقفين الذين هجروا الحركة مع تسلم بري زمام الامور فيها. شخصيات في الجيل الاول ممن عاصروا الامام موسى الصدر أمثال الرئيس حسين الحسيني وجعفر شرف الدين وحسين كنعان. هل يستطيع "سليط اللسان" ان يمرّن نفسه ليرتقي الى مصاف الجيل الثاني الذي ضم أمثال زكريا حمزة وعلي الحسيني وحسن هاشم والشيخ أديب حيدر؟ هو ربما بالكاد قرأ كتابا عن حركته ومرّ فيه مرور الكرام على الجيل الثالث وهو ربما يعرف بالاسم محمد عبد الحميد بيضون، محمود ابو حمدان ومحمد عبيد، لكنه لا يعرف لماذا هم الآن خارج الحركة.

واضح ان حركة "أمل" لم تعد ولاّدة للنخب المثقفة وللشخصيات الراقية، ولذلك يراها اللبنانيون تستعين بإنتاج "سياسيي الانابيب" من أقران بزي وزميله "المعاون السياسي" وغيرهم من الخصيات "الخشبية" التي ألبسها "الاستاذ" ثيابا وجعل منها أشباه أناس تنطق بما لا تفقه، وتتطاول على من لا تجرؤ النظر اليه.

الشكر للمتنبي الذي استشرف زمن بزي فقال فيه:

"وتعجبني رجلاك في النعل إنني *** رأيتك ذا نعل إذا كنت حافيا"

و"مثلك يؤتَى من بلاد بعيدة *** ليضحك ربات الحجال البواكيا"

وينطبق عليه ايضاً قول الشاعر:

"وتراهُ أصغرَ ما تراهُ ناطقاً *** ويكون أكذب ما يكونُ ويُقِسمُ"

 

ثورة حلال.. وثورة حرام! 

مشاري الذايدي /الشرق الأوسط

كان مرشد الثورة الخمينية في إيران، السيد علي خامنئي، صريحاً ومفيداً، وهو يلقي بركاته على الثورات العربية التي هي لديه امتداد لثورة أستاذه السيد روح الله الخميني، ويستثني من هذه البركات الشعب السوري الثائر على نظام الأسد.

فحسب جريدة «الأخبار» اللبنانية، المقربة من حزب الله والنظام السوري، فقد أعلن المرشد علي خامنئي، في خطبة له بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الخميني، ألقاها أمام ضريح الخميني نفسه في جنوب طهران، وبحضور أقطاب الجمهورية، أن بلاده تدعم انتفاضات جميع الشعوب المسلمة، باستثناء تلك التي تؤجّجها واشنطن، مستبعدا الانتفاضة الشعبية السورية من كلمته.

وقال خامنئي، إن زعيم الثورة الإسلامية توقّع الأحداث التي شهدها الشرق الأوسط خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث ثار العرب ضد أنظمة حكم قمعية، مضيفا: «موقفنا واضح، حين تكون الحركة إسلامية وشعبية وضد أميركا ندعمها». ومن دون أن يسمي سوريا، مضى قائلا: «في أي مكان يكون فيه التحرك بتحريض من أميركا والصهاينة لن نسانده. حين تدخل أميركا والصهاينة الساحة لإطاحة نظام، واحتلال دولة، نقف على الجانب المقابل».

خامنئي محق ومشكور أيضا على صراحته التي أغنتنا عن كثير من الكلام وإتعاب النفس في الجدل مع من كانوا، وربما ما زالوا، كلما قرأوا أو سمعوا كلاما ضد دعاية جمهورية الخمينية «جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا».

هناك حقيقة واضحة، لا تعجب أنصار المنطق الثوري «المقاوم» والطاهر، خلاصتها أنه لا توجد مواقف نقية تتخذ إزاء ما يجري في العالم العربي من انتفاضات أو ثورات أو تغييرات سياسية كبرى في خارطة المنطقة الاستراتيجية.

وقد كان حسن نصر الله تلميذ خامنئي الوفي، والفخور باتباعه للولي الفقيه، يعزف على نفس هذا الإيقاع في التفريق «الطاهر» بين الثورات العربية، فقد خطب وحرض وهلل وصفق لما جرى في ليبيا ومصر وبارك «ثورة الشعوب الحرة»، ولكن القطة ابتلعت لسانه، كما شيخه السيد خامنئي، تجاه الثورة الشعبية السورية، التي لاقت من القمع الرهيب أضعاف ما جرى للثوار في مصر وتونس، قتلا وسحلا وقصفا.

بل إن خامنئي لا يكف عن ربط ما جرى في البحرين بما جرى في مصر وتونس وليبيا، في رباط واحد، هو رباط ثورة الشعوب الإسلامية بإلهام من ثورة الخميني الطاهرة طبعا، ومثله فعل تماما التلميذ الوفي حسن نصر الله، رغم أن البحرين هادئة مستقرة الآن، وليس فيها، على الأقل، دبابات تقتحم المدن والقرى وطائرات مروحية تقذف النيران على الناس كما في سوريا!

العبرة النهائية هي أن إيران وأتباعها مثل حزب الله وربما حماس، ليس لهم «مصلحة» في سقوط النظام السوري الذي يفيدهم فائدة كبرى في لعبة القوى الإقليمية، فلذلك يجب عدم منح الشعب السوري وصف «شرف» البطولة والتضحية أو إدراجه ضمن السياق الثوري الإسلامي «المبارك»، بينما إسقاط نظام مبارك أو بن علي أو القذافي أو حتى صالح، هو «مفيد» للمشروع الإيراني ومد جسور النفوذ للقوة الإيرانية الجامحة، ومن يدور في فلكها.

الحسبة ببساطة، لدى ملالي طهران وأتباعهم في العالم العربي، هي حسبة «ربح وخسارة»، ولكنها تسوق إعلاميا وعلى الجماهير المنفعلة بأغلفة مثالية متعالية.

والمضحك المبكي أن السيد خامنئي في خطبته الأخيرة هذه أمام ضريح الخميني يهاجم ازدواجية المعايير الغربية، وحسب نص جريدة «الأخبار» اللبنانية نفسه فقد ندد خامنئي بـ«انتهاج الإدارة الأميركية معايير مزدوجة، واستخدامها قضايا حقوق الإنسان لتحقيق مصالحها الخاصة».

ولم يتوقف برهة هذا «الملا» الداهية ليتذكر أنه هو مارس للتو نفس هذه الازدواجية الفجة في المعايير الأخلاقية بخصوص وصفه لثورة السوريين على نظام القمع الوحشي بأنها من تدبير الأميركيين، وليست نتاج قهر وغضب الناس العاديين، بل جعل جل الشعب السوري الثائر أو المتعاطف مع الثائرين مجرد عملاء أو أغبياء يساقون من قبل الأميركيين!

أظن - ولست متأكدا! - أن الأمور أصحبت واضحة لكل ذي عينين، وكان من المفترض أن تكون واضحة قبل ذلك، خلال العقد الأخير، يوم تحول كثير من الفضائيات والصحف العربية وكثير من الكتاب والمثقفين العرب، حتى من غير الإخوان، إلى منخرطين بحماس في الدفاع عن الخطاب «المقاوم» لإيران وحليفها في دمشق، وتابعها في لبنان حزب الله، وحماس في غزة، وكان الحديث عن أن خلف ضجيج الشعارات الإيرانية والسورية والإخوانية توجد «مصالح» سياسية وحسابات دنيوية بحتة، كان هذا الحديث يواجه بالتجريح والتخوين والشتائم والاتهام الأجوف بالعمالة... إلى آخر هذه الرطانات الصوتية.

مرة أخرى، لا يلام المرشد على صراحته، بل يلام من لا زال يصدق مثل هذه الأكاذيب في عالم السياسة المغلفة بالعسل.

شعار المقاومة وتحرير فلسطين كان هو الخنجر الذي استخدمته الدعاية الخمينية لشق العباءة العربية، وهو ذات الخنجر الذي استله حكام النظام السوري هذه الأيام من خلال «افتعال» مواجهة مع إسرائيل على حدود الجولان، بدعوى مرور ذكرى النكسة في حرب 67، والتهويش لإسرائيل بخطورة ترك نظام الأسد يسقط، مصداقا لكلام ابن خالة الرئيس، رامي مخلوف، الشهير لجريدة «نيويورك تايمز» مؤخرا الذي قايض فيه أمن «النظام» في سوريا، وليس أمن البلاد، بأمن إسرائيل.

نكتة سوداء فعلا، السؤال: هل هذه «أول» ذكرى للنكسة العربية مع إسرائيل 1967 تمر علينا، أو يتذكرها أهالي الجولان والفلسطينيون في سوريا؟! أين كانت هذه الجموع المناضلة العام الماضي فقط؟! أم أن العام الماضي لم يكن فيه شهر يونيو (حزيران) الذي شهد النكسة؟!

استغلال فج للقضية الفلسطينية من أجل مصالح سلطوية مباشرة، ومثلما فعل أصحاب السلطة في دمشق بهذه المتاجرة الفجة بالمأساة الفلسطينية، فعل خامنئي في إيران في استهداف أعداء حكام طهران من خلال التلويح بشعار المقاومة والممانعة وفلسطين طبعا.

وعلى طريقة «صدقك وهو كذوب» المعروفة في تراثنا الإسلامي، فقد صدق ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانا الأحد الماضي، أكد فيه أن النظام السوري «يحاول من خلال ممارساته الأخيرة صرف الأنظار عن المجازر والجرائم التي يرتكبها بحق أبناء الشعب السوري»، حسبما ذكر موقع «cnn». ربما يخجل كثير من المواطنين العرب بالتصريح بهذا، لكن من المؤكد أن كثيرا منهم يتفق مع مضمون هذا الوصف الإسرائيلي لمسرحية النظام الأخيرة في الجولان.

المشكلة أن القضية الفلسطينية، ذات العمق المعنوي الخاص لدى العرب، تبتذل بمثل هذا الاستخدام والاستنزاف المستمر، وتتضرر كثيرا مكانتها، ويذهب الكثير من الفلسطينيين، كما ذهبوا من قبل، قرابين لألعاب السياسة، ليس فقط من قبل النظام السوري، وليس فقط في مسرحية الجولان الأخيرة، بل من قبل إيران الخمينية، وفي زمن سابق من قبل صدام حسين البعثي، بل وحتى الأخ العقيد معمر القذافي، وما من أحد من بين هؤلاء السالفين واللاحقين قدم للقضية شيئا، سوى الخطب والوصول إلى الحكم والبقاء فيه بحجة خدمة القضية التي برروا شرعية حكمهم وطموحهم بها!

إن كان من أمل في ظل كل هذا «العري» الأخلاقي السياسي الذي نشهده حاليا، فهو أن تتساقط هذه الأقنعة البالية، ويكون «اللعب على المكشوف»، فقد ترهلت العقول العربية من كثرة المجازات والاستعارات والشعارات.

مُنى إن تكن حقا تكن أحسن المنى

وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا!

المصدر : الشرق الأوسط

 

لبنان: تعطيل السلطة تمهيدا للاستيلاء عليها

حسان القطب/بيروت اوبزارفر

الاثنين, 06 حزيران 2011

عندما أسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري باستقالة وزراء حزب الله وحركة أمل ميشال عون والوزير الشيعي في حصة رئيس الجمهورية ، كانت الرؤيا السياسية والقراءة الإقليمية لدى هؤلاء تفيد بأن لسوريا في حينه الباع الطويل واليد العليا في تشكيلوترتيب الواقع اللبناني وحتى المنطقة بعد أن يئست معظم الدول العربية وتركيا وفرنسا وحتى الولايات المتحدة من النظام في سوريا ومن قدرة النظام السوري وقائده الأسد على المناورة وتجاوز العوائق السياسية والإفلات من المحكمة الدولية، خاصةً بعد زيارة سعد الحريري لدمشق ولقائه الأسد الابن فيما اعتبر حينه مؤشراً على تبرئة نظام سوريا من جرائم القتل السياسي في لبنان..

حركة الخروج من حكومة الوحدة الوطنية وإجبارها على الاستقالة بعد أن تم تعطيلها لأشهر عدة سابقاً، كان لا بد لها من عناوين وشعارات وحتى أسباب لتبررها.. فاندفع رموز حزب الله وحركة أمل وفي مقدمتهم ميشال عون الحليف الأساس في حملة المواجهة السياسية والإعلامية.. للإشارة إلى أن المعركة اليوم هي معركة تحرير لبنان من الفساد والفاسدين وجمهور الملوثين بالفساد مالياً وسياسياً وإعلامياً وحتى أخلاقيا.. فأصبح تحرير رئاسة الوزراء، يوازي تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، باعتبار أن الفريق الذي يقود المواجهة السياسية هو فريق لبس لباس المقاومة والممانعة لمدة عقود بقوة الأمر الواقع. ومن المؤسف أن الرئيس ميقاتي قد انخرط في هذه المعركة فعلياً حين انضم لهذه الحملة مرشحاً بتكليف منها لرئاسة الوزراء في لبنان باسم هذا الفريق وعلى نيته، وليس باسم من انتخبه أو باسم المبادئ والعناوين التي على أساسها تم انتخابه في عاصمة الشمال طرابلس، ولم يصدر منه أي موقف يدين هذه الحملة أو حتى يوحي برفضه لها.. ربما لقناعته بما أسلفناه أعلاه من أن الورقة الرابحة حينه كانت في يد نظام سوريا ونظامها الديكتاتوري الحاكم بالحديد والنار.. وبالتالي أصبح التحالف معها والارتباط بحلفائها في لبنان المعبر الإجباري للوصول إلى السلطة ولو على جثة شعب ومستقبل أمة..؟؟

لقد اسقط هذا الفريق المتسلط الحكومة بقوة الأمر الواقع التي يمتلكها بغطاء سوري، وبغض طرفٍ عربي ودولي مع الأسف، ومع ذلك لم يتمكن من تشكيل حكومة جديدة أو بديلة ولو بمواصفات الحد الأدنى التي دأب على الحديث عنها من الشفافية والصراحة والممارسة السياسية والإدارية السليمة والقرارات العادلة، وقبل أن يتبوأ هذا الفريق سدة السلطة بتغطية دستورية من الرئيس ميقاتي، فقد بدأ بالتهجم عليه وهو اليوم أي ميقاتي يتعرض لأبشع حملة سياسية من الممكن أن يتعرض لها حليف.. وذلك حين أكد عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب ياسين جابر: (أن "الأمور بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي لم تصل إلى حد القطيعة، بل أصيبت بشيء من الإحباط من موضوع تشكيل الحكومة"، مشيراً من جهة ثانية إلى أن "دعوة الرئيس بري إلى جلسة تشريعية جاءت بعد مطالبة عدد من الفرقاء بضرورة تحرك مجلس النواب"). إضافةً إلى ذلك فقد باشر هذا الفريق بمخالفة كل القوانين والأعراف الدستورية، وذلك حين قام بري بالدعوة لعقد جلسة نيابية مخالفة للأصول بهدف الوصول أو لتحقيق سابقة في الحياة الدستورية اللبنانية تفيد بصلاحية مجلس النواب بالقيام بواجبات تنفيذية تتجاوز سلطته ودوره التشريعي في غياب الحكومة التي يعطلها هذا الفريق برمته..؟؟ وبري الذي يبدو اليوم حريص على فتح أبواب مجلس النواب كان قد أغلقه لمدة سنتين بحجة أن الحكومة التي كان يرأسها الرئيس السنيورة غير ميثاقيه بسبب استقالة الوزراء الشيعة منها..؟ وحول هذا الأمر ذكّر نائب حزب الله حسن فضل الله: (أولئك الذين يتحدثون عن الدستورية والميثاقيه بأنهم بقوا في حكومة غير ميثاقيه أو دستورية على مدى أشهر طويلة وهم يديرون البلد ويتسلطون عليه حيث كانت هناك طائفة بأكملها خارج هذه الحكومة ولم يرف لهم جفن، فيما يقولون اليوم إن على المجلس النيابي أن لا يجتمع لأن فريقاً سياسياً لا يريد أن يشارك في هذه الجلسة). ولكن نائب حركة أمل كان له رأي أخر يتناقض مع قاله فضل الله، حول الطائفية والمذهبية، وذلك حين صرح قائلاً: (أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب غازي زعيتر أن "ليس جديداً على رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أن يتصرف على خلفية مذهبية"، لافتاً إلى أن "إدارة المجلس النيابي من قبل شخصية شيعية لا يعني أننا شيعنا هذا المجلس"، مؤكداً أن "على المجلس النيابي أن يلعب دوره كاملاً ولا يتوقف عند استقالة الحكومة").

عندما استقال وزراء هذا الفريق من حكومة الرئيس السنيورة كان هدفهم تعطيل البلد ومؤسساته، فكان غيابهم عن جلسات مجلس الوزراء واتهامهم الحكومة بتغييب مكون أساسي من مكونات لبنان عن السلطة السياسية، واستكمل هذا الفريق حملته على الدولة ومؤسساتها من باب المجلس النيابي حين أغلق بري أبواب المجلس لمدة تقارب السنتين دون مبرر معطلاً التشريع والموازنات والقرارات والاتفاقات الدولية، بأعذار غير دستورية وغير قانونية على الإطلاق.. وعندما أسقط هذا الفريق بمعاطفه السود وبأفكاره السوداء حكومة الرئيس سعد الحريري، تحت الشعارات والعناوين المتعددة والمتكررة، أسقط الوطن ومصلحة المواطنين في الفراغ السياسي والتراجع الاقتصادي وانكماش السياحة وتباطؤ النمو العام، ويقف هذا الفريق اليوم عاجزاً بل مستسلماً أمام جمهوره غير قادر على تبرير ما آلت إليه أحوال البلاد والعباد من تراجع، فهذا الفريق لا يملك سوى القدرة على التهجم والاتهام والابتزاز السياسي والتحريض واستدراج عروض التصريحات من موظفيه وتابعيه وكافة مرتزقته على اختلاف أنواعهم وانتماءاتهم السياسية والمذهبية. فالفساد الذي يتحدث عنه هذا الفريق هو جزء من تاريخه وسياساته وتربيته وممارساته ونهجه، فالأراضي العامة والخاصة تئن من استفحال الاعتداء عليها من قبل هذا الفريق، الذي لا يجرؤ أحد من الأمنيين على محاسبته إلا بعد رفع الغطاء عنه، ورفع الغطاء في لبنان معناه أن الفريق السياسي الذي يرعى ممارسات هذا المخالف للقوانين قد سمح للقوى الأمنية باعتقاله أو بمنعه.. والفساد المالي الذي رسم معالمه (الحاج صلاح عزالدين)، كان من الضخامة بحيث لم يسبقه في تاريخ الفساد أي مستثمر أخر، ومع ذلك فالمستثمرين المتضررين لم يقدموا على تنفيذ أي تحرك تصعيدي للمطالبة بأموالهم أو حتى المناشدة بكشف حقيقة ما جرى لأموالهم وإيداعاتهم ومدخراتهم، والإعلام اللبناني غائب عن السمع وعن تغطية هذه الظاهرة التي تتكرر باستمرار وبوتيرة متصاعدة.

السلطة ليست شعارات وعناوين وحملات إعلامية وإطلاق اتهامات وتحميل مسؤوليات وتنصل من ممارسات ومواقف وأخطاء وارتكابات، بل هي فعل وممارسة ومسؤولية والتزام بتقديم رؤية ومناهج وخطط سياسية واقتصادية واجتماعية تخدم الواقع اللبناني والمجتمع اللبناني وتطلعاته وتمنياته وطموحاته، هي القدرة على الحوار مع كافة مكونات المجتمع اللبناني، والقدرة على التعامل معه بمحبة واحترام وثقة وموضوعية، والرغبة في العمل المشترك مع الجميع تحت سقف الدستور وضمن القوانين لتصويب مسار البلاد ومعالجة مشاكلها وأزماتها..وهذا ما ما يبدو حتى الآن انه مفقود لدى فريق حزب الله وبري وميشال عون، الذي لم يحترم التزاماته تجاه الحكومة السابقة، كما لا يحترم مرشحه المكلف اليوم، لأنه لا يملك نهجاً سياسياً وإنمائياً واضحاً ليمارسه، كما لا يملك حس المسؤولية والاحترام تجاه شركائه في الوطن على اختلاف تنوعهم وانتماءاتهم.. وهذا قد يكون إما نتيجة قصور في الثقافة والرؤية السياسية، أو انه نهج مدروس يهدف لتعطيل مؤسسات البلاد وإداراتها تمهيداً لوضع اليد عليها

 

ادعموا العائلة المسيحية الفقيرة

بيار عطالله/موقع الكتائب

حسناً يفعل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بجمع الزعماء والنواب الموارنة في بكركي من اجل مناقشة قضيتي بيع الاراضي والحضور المسيحي في مؤسسات الدولة اللبنانية. والامر على ما يبدو عليه يحتاج الى مزيد من المتابعة من اجل التأسيس لفعل حقيقي في مواجهة هذه المعضلة الكبيرة، خصوصاً ان تشكيل اللجان لا يكفي خصوصاً انها مقبرة القرارات كما هو معروف وشائع في بلادنا.

ووجه الخطورة في التعامل مع ملفي الارض والقطاع العام ان اي خلل او تهاون في مقاربة هذه الملفات قد يؤدي الى نتائج مأساوية على الوجود المسيحي. وبالفعل احسن البطريرك الراعي في توصيف الارض بأنها الوعاء الذي يجمع المسيحيين في لبنان ومن دونه لا قيمة ولا معنى للكلام عن المسيحية خصوصاً ان نموذج انطاكية والقسطنطينية ماثل امام اعيننا.

تحتاج البطريركية والكنيسة المارونية في لبنان وهي العمود الفقري للكنيسة الكاثوليكية وتالياً الحاضنة للمدارس الكاثوليكية في لبنان ان تهتم بأمر تخفيف الاعباء عن كاهل الموارنة والمسيحيين الذين يكدحون ويشقون ويتعبون من اجل تسديد الاقساط والرسوم المدرسية التي تنهال عليهم مثل الكوابيس المرعبة لتقض مضجعهم وتؤرق لياليهم.

اعرف، ان المدارس الكاثوليكية او بعضها، لا تتردد في دعم طلابها المسيحيين ومساندتهم في ضعفهم او عند حاجتهم، واملك اختباراً شخصياً في هذا الامر من خلال راهبات القلبين الاقدسين في مرجعيون والذين ينكبون على مساعدة العائلات المحتاجة والطلاب الذين يشعر اهاليهم بظروف اقتصادية قاهرة، لكن هذه التجربة تحتاج الى تعميم وترسيخ على كل المدارس الكاثوليكية في لبنان.

ما الضير في الاعلان ان الطفل الثالث في كل عائلة يتمتع بحسم كبير على اقساطه المدرسية، وما الضير اذا تم الاعلان ان الطفل الرابع والخامس السادس يمكن تعليمه مجاناً وعلى نفقة الكنيسة، اليس ذلك ممكنناً وتالياً يمكن ان يشكل حلاً لمشكلة انجاب الاطفال لدى العائلات المسيحية.

ان المسيحيين ليسوا عواقر ولا "مقطوع نسلهم" بل ان ارباب العائلات المسيحية "انقطع ظهرهم" من كثرة الاقساط والفواتير التي يسددونها، وما على الكنيسة الكاثوليكية والبطريركية المارونية تحديداً سوى ان تبادر الى دعم انجاب الاطفال وتقديم التسهيلات لهم في المدارس والجامعات.

انظروا الى مدارس جمعية "العرفان" وجمعية "المقاصد" وجمعية المبرات الخيرية الاسلامية ومستواها العلمي الراقي والتسهيلات الضخمة التي توفرها للطلاب الذين يرتادونها والنتائج الباهرة التي يحققونها، ولماذا لا يتم اقتباس هذا النموذج في المدارس الكاثوليكية يا غبطة البطريرك ؟

ان مشكلة المسيحيين ليست ابداً في الهجرة فالشيعة والدروز والسنة يهاجرون ايضاً ولبنان بلاد هجرة في نهاية المطاف، لكن ما يقض مضاجع العائلات المسيحية هو هذه الاعباء التي تتراكم عليها، فلتبادر الكنيسة المارونية وسيدها الجديد الى دعم العائلات المسيحية وتشجيعها على انجاب الاولاد وبهذه الطريقة فقط يتوقف بيع الاراضي، لان المسيحيين يبيعون ارضهم ليأكلوا ويشربوا ويعلموا اولادهم، ولان احداً لا يهتم بمساعدتهم.

 

هل هذا موسم الهجرة الى الجولان؟

خيرالله خيرالله/ايلاف

ليس هناك عربي يرفض تحرير هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل قبل اربعة واربعين عاما او ان يقف عائقا في وجه تحقيق هذا الحلم. ولكن يبقى السؤال كيف ذلك؟ هل هناك توازن للقوى يسمح بالتحرير، ام ان المطلوب في هذه الايام بالذات استخدام الشعب الفلسطيني وقودا في معارك خاسرة سلفا؟ لا هدف لهذه المعارك، التي لا تخدم القضية الفلسطينية في شيء، سوى الدخول في لعبة المزايدات بغية ايجاد تغطية ومخارج للازمة العميقة التي يعاني منها النظام السوري، وهي ازمة متعددة الجانب والبعد في آن.

بقيت جبهة الجولان منسية حتى العام 1973 عندما شنت سوريا ومصر حرب اكتوبر او تشرين بهدف استعادة الاراضي المحتلة في العام 1967، بما في ذلك جبهة الجولان. لم تحرر سوريا الجولان ولم تحرر مصر سيناء. اخذت مصر علما بان الحرب، بما ادت اليه من نتائج، لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية وان لا بديل في نهاية الامر من المفاوضات. سعى انور السادات عمليا الى انقاذ نظامه عن طريق الذهاب الى القدس والقاء خطاب في الكنيست الاسرائيلية. انتهت رحلة القدس بتوقيع معاهدة السلام مع اسرائيل في آذار- مارس من العام 1979 وذلك بعد توقيع اتفاقي كامب ديفيد في ايلول- سبتمبر من العام 1978. نتيجة المعاهدة، استعادت مصر سيناء المحتلة وثرواتها الضخمة المتمثلة في حقول النفط والغاز اضافة الى شرم الشيخ الذي اصبح احدى ركائز الاقتصاد المصري بعد تحويله منتجعا يقصده سياح من مختلف انحاء العالم...

في حسابات الربح والخسائر، انقذ انور السادات نظامه، موقتا. اغتيل السادات في تشرين الاول – اكتوبر من العام 1981 على يد متطرفين اسلاميين. لكن المعاهدة المصرية- الاسرائيلية التي غيّرت المعطيات الاقليمية جذريا بقيت صامدة وذلك بغض النظر عما اذا كان ما اقدم عليه الرئيس الراحل عملا صائبا ام لا. كان همه انقاذ نظامه في غياب القدرة على شن حرب جديدة، فهرب الى السلام المنفرد مع اسرائيل غير آبه بمواقف العرب الآخرين الذين اكتشفوا في العام 1987 ان لا بديل من العودة الى مصر.

في المقابل، استغل الرئيس الراحل حافظ الاسد حرب تشرين كي يخلق وزنا اقليميا لسوريا. اغلق جبهة الجولان في العام 1974 وانصرف الى التركيز على لبنان عن طريق ارسال اكبر كمية من الاسلحة الى مختلف الفرقاء في البلد بهدف اغراق الفلسطينيين في الرمال المتحركة اللبنانية وجعل القوات السورية حاجة لبنانية. استطاع الاسد الاب بفضل هنري كيسينجر وضوء اخضر اسرائيلي ادخال القوات السورية الى لبنان بغطاء شرعي عربي ودولي في العامين 1976 و1977. لعب حافظ الاسد على كل التناقضات العربية والاقليمية والدولية واستفاد خصوصا من الحاجة اليه لاقامة توازن مع نظام عائلي- بعثي آخر بقيادة الراحل صدّام حسين في العراق. كانت لدى حافظ الاسد اوراق عدة يلعبها. من اهم هذه الاوراق الهدوء السائد على جبهة الجولان اضافة الى ضبط الحدود اللبنانية- الاسرائيلية بما يسمح لاسرائيل بمعرفة ما يمكن ان تتوقعه على اي عمل عسكري يمكن ان تقدم عليه، بما في ذلك اجتياحها لبنان ووصولها الى بيروت صيف العام 1982.

مع انتهاء الحرب الباردة وظهور مؤشرات جدية الى بدء انهيار الاتحاد السوفياتي، لم  يخطئ حافظ الاسد في حساباته. جدد اوراق اعتماده لدى الولايات المتحدة بانضمامه الى المشاركين في حرب تحرير الكويت. اكسبه ذلك تمديد وجوده العسكري في لبنان وسمح له بالتخلص من تلك الدمية التي اسمها ميشال عون التي كانت تحتل قصر بعبدا. كان التخلص من عون سهلا نظرا الى انه لا يصلح ان يكون غير اداة، اضافة الى انه كان من بين الرهانات الغبية الكثيرة التي لجأ اليها صدّام حسين الجاهل في السياسة والتوازنات الاقليمية والدولية. كانت اهمية حافظ الاسد تكمن في المحافظة على توازنات معينة سمحت له بالبقاء في لبنان بشكل وصيّ عليه حتى وفاته في العام 2000...

لم يضطر الرئيس الراحل في اي لحظة الى التلويح باعادة فتح جبهة الجولان. كان يفاوض الاسرائيليين من اجل التفاوض من جهة ومن اجل المحافظة على علاقة جيّدة مع واشنطن. كان في استطاعته البحث باستمرار عن دور اقليمي لسوريا انطلاقا من ان جبهة الجولان مغلقة من جهة وان بقاء جنوب لبنان جبهة مفتوحة وفق شروط معينة يستجيب في الوقت ذاته لما تريده اسرائيل ولما تريده سوريا وذلك بغض النظر عن كل ما يرفع من شعارات طنانة عن مقاومة وتحرير وما شابه ذلك. فاسرائيل انسحبت من جنوب لبنان في العام 2000 تنفيذا للقرار 425 لسببين. السبب الاوّل انها لا تريد البقاء فيه الى ما لا نهاية متحملة اي نوع من الخسائر البشرية، حتى لو كانت محدودة، والآخر انها تسعى الى التركيز على الموضوع الفلسطيني. كان همها الاول في تلك المرحلة، عندما كان ايهود باراك رئيسا للوزراء، يتمثل في جعل ياسر عرفات، رحمه الله، يتشدد في مواقفه وشروطه في مفاوضات السلام. وقد زاد موقف الزعيم الفلسطيني الراحل تشددا بعدما شاهد الاسرائيليين ينسحبون في السنة 2000 من جنوب لبنان من دون شروط تنفيذا لقرار صادر عن مجلس الامن في العام 1978.

لعلّ من اغرب الامور التي نشهدها حاليا غياب الاهتمام العربي بما يدور على جبهة الجولان على الرغم من سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا بين الفلسطينيين من المقيمين في المخيمات السورية يوم الخامس من حزيران- يونيو الجاري. لا يزال الخبر الابرز في الفضائيات والصحف ووسائل الاعلام العربية التي تحترم نفسها، ولو قليلا، الوضع الداخلي في سوريا واحداث اليمن. على ماذا يدل ذلك؟ انه يدل على امرين الاول ان ازمة النظام السوري تزداد تعقيدا واتساعا والآخر ان الفلسطينيين انفسهم يزدادون قناعة بانهم يُستخدمون وقودا في معركة لا علاقة لها بقضيتهم لا من قريب ولا من من بعيد. انهم يقتلون من دون سبب فيما العالم يصفق لارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل.

 هل افلس النظام السوري الى درجة لم يعد امامه سوى اعتماد الهروب الى الجولان؟ هل هذا موسم الهجرة الى الجولان الذي كان في اساس الوهم الكبير الذي اسمه الدور الاقليمي لسوريا؟ كان هذا الدور السوري مطلوبا، بل كان هناك من يشجع عليه في مراحل معينة لاسباب عربية- عربية في معظم الاحيان. في السنة 2011، هناك عالم تغيّر وهناك منطقة تتغيّر كل يوم. لا يمكن بناء اي دور كان الا على مصالحة حقيقية مع المواطن العادي. يمكن، بالطبع، بناء ادوار في ظروف معينة استنادا الى اوهام. لكن ذلك لا يمكن ان يستمر الى ما لا نهاية!