المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 07 حزيران/2011

رسالة بطرس الأولى/الفصل 1/13-2511/دعوة إلى حياة القداسة

لذلك هيئوا عقولكم وتنبهوا واجعلوا كل رجائكم في النعمة التي تجيئكم عند ظهور يسوع المسيح. وكأبناء طائعين، لا تتبعوا شهواتكم ذاتها التي تبعتموها في أيام جهالتكم، بل كونوا قديسين في كل ما تعملون، لأن الله الذي دعاكم قدوس. فالكتاب يقول: كونوا قديسين لأني أنا قدوس. وإذا كنتم تدعون الله أبا، وهو الذي يدين من غير محاباة كل واحد على قدر أعماله، فعيشوا مدة غربتكم في مخافته، أنه افتداكم من سيرتكم الباطلة التي ورثتموها عن آبائكم، لا بالفاني من الفضة أو الذهب، بل بدم كريم، دم الحمل الذي لا عيب فيه ولا دنس، دم المسيح. وكان الله اختاره قبل إنشاء العالم، ثم تجلى من أجلكم في الأزمنة الأخيرة، وهو الذي جعلكم تؤمنون بالله الذي أقامه من بين الأموات ووهبه المجد، فأصبح الله غاية إيمانكم ورجائكم. والآن، بعدما طهرتم نفوسكم بإطاعة الحق وصرتم تحبون إخوتكم حبا صادقا، أحبوا بعضكم بعضا حبا طاهرا من صميم القلب. فأنتم ولدتم ولادة ثانية، لا من زرع يفنى، بل من زرع لا يفنى، وهو كلمة الله الحية الباقية. فالكتاب يقول: كل بشر كالعشب وكل مجده كزهر العشب. العشب ييبس وزهره يسقط، وكلام الله يبقى إلى الأبد. هذا هو الكلام الذي بشرناكم به.

 

7 قتلى في انفجار محطة الوردية/ في محيط جسر الفيات هز المنطقة

النهار

بعيد الثامنة مساء امس دوى انفجار كبير في محيط جسر الفيات هز المنطقة، وسرت أنباء عن انه ناجم عن عمل تخريبي او ارهابي ربما استهدف شخصية معينة..ومع هدوء الغبار الذي خلفه الانفجار، راحت الصورة تتبلور، ولكن من دون ان تتضح كل معالمها وكل النتائج الكارثية التي سببها انفجار في خزان الوقود في محطة "الوردية" الواقعة على الطريق بين قصر العدل وجسر الفيات.

وفي المعلومات المؤكدة ان صاحب المحطة جوزف ابو نصر ومعه عدد من عمالها، وغالبيتهم من التابعية السورية، قضوا فور وقوع الانفجار، الذي قيل إنه نجم عن احتكاك كهربائي في خزان مستودع المازوت تحت الارض،وقيل إن ابو نصر كان يشرف على عملية تلحيم كهربائي في خزان الوقود الواقع تحت الارض، مما أدى الى انفجاره بسبب ضغط التلحيم الذي يفترض انه يقدح شررا على المواد النفطية التي يحويها الخزان الكبير، وترددت روايات متعددة لم يحسمها احد في غياب الشهود العيان الذين كانوا داخل المحطة ولا سيما ان معظمهم اما قتل في الانفجار واما انه دخل في غيبوبة ولم يكن قد خرج منها حتى ساعة متأخرة من ليل امس.

وحده سائق سيارة "فان" خضراء تستخدم حافلة نقل عمومية نجا بما يشبه الاعجوبة،بعدما لفظته قوة الانفجار الى وسط الطريق العام.

السائق الذي لم يصب بأذى كبير روى لـ"النهار" لحظات وقوع الانفجار، فقال:"كنت أزود الفان بالمازوت، وما ان انتهى العامل من التعبئة ودفعت له، وبينما كنت أهم بالصعود الى سيارتي للاقلاع شعرت بأنني طائر في الهواء بعد سماعي دوي الانفجار ولم أع ما حصل وانا ملقى وسط الطريق لادرك ان انفجارا وقع في المحطة.ولم يتسن لي معرفة كل الاسباب، الا انني سمعت ان احتكاكا كهربائيا أدى الى تفجير خزان الوقود، هذا كل ما عرفته،وقد حاول الصليب الاحمر ان يصطحبني الى المستشفى لكنني وجدت ان جروحي بسيطة جدا فبقيت هنا".

والمعاينة الميدانية للمحطة التي وقع فيها الانفجار تتيح الافتراض ان عملا حربيا كبيرا قد شهدته المحطة نظرا الى جسامة الخراب فيها.. ولكن في أماكن محددة فما يعرف بـ"الشمسية" التي تظلل ماكينات تعبئة الوقود تهشمت ونبش مكان خزان الوقود تحت الارض الذي لم يبد له أثر بفعل الانفجار، وانقلبت السيارات التي كانت مركونة في المحطة رأسا على عقب وكأن حربا قد مرت من هنا. ولكن مع كل ذلك فإن زجاج المكتب المواجه للشمسية بقي على حاله وكأن شيئا لم يحدث، مفارقة بدت غريبة لكل من حضر الى المحطة وشاهد آثارها متناثرة على بعد مئات الامتار منها فيما الزجاج بقي صامدا في مكانه.

الانفجار أدى بداية الى اشتعال حريق كبير ولكن فرق الإطفاء في الدفاع المدني عملت على إخماده،فيما عملت سيارات الصليب الاحمر على نقل الجثث والجرحى الى مستشفيات اوتيل ديو  (قتيلان و5 جرحى)، والقديس جاورجيوس (جريحان)،والجعيتاوي جريحان،ومستشفى رزق (قتيل و3 جرحى)، والوردية (جريحان)، فيما بقيت اعمال البحث عن 3 مفقودين جارية حتى ساعة متأخرة من ليل امس،وبذلك تكون الحصيلة شبه النهائية للانفجار بحسب مصادر الصليب الاحمر اللبناني 4 جثث و3 مفقودين و14 جريحا.

وتفقد النائب نديم الجميّل المكان ليلا واطلع على تفاصيله من المسؤولين الامنيين، ثم تفقد المصابين في المستشفيات واطمأن الى سلامتهم. وأبدى أسفه وحزنه على الضحايا الذين سقطوا ووجه التعزية الى ذويهم، كما أبدى أسفه لوقوع الحادث الذي كان يمكن تفاديه لو تم احترام أبسط قواعد السلامة العامة التي تفرض نفسها في محطات المحروقات".

كذلك حضر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر الى مكان الحادث حيث أشرف على التحقيقات الميدانية الاولية، قبل ان ينتقل الى المستشفيات ويعاين المصابين. كما حضر ايضا عدد من الضباط الكبار في الجيش وقوى الامن الداخلي. 

 

 

عناوين النشرة

*الاستخبارات البريطانية تؤكد حصول سوريا على مساعدة ايرانية لقمع التظاهرات  

*مسؤول أميركي: الإدارة الأميركيّة لن تسمح بتحويل الأنظار عمّا يحدث في سوريا 

*الأردن يعلن أنَّ سوريا بصدد الإفراج عن مواطنين أردنيين

*سليمان يطلع على تقارير أمنية وسياسية واقتصادية ويعرض مع زوراه لشؤون مختلفة

*نجار استحصل على مرسوم العفو السوري

*مصادر ميدانية لـ"NOW Lebanon": الجيش يوقف مواطناً تحدث مع جنود دورية إسرائيلية

*فتفت: إجتماع حكومة تصريف الأعمال أسهل بكثير من خرقنا للدستور

*النائب زياد القادري : هل إشعال جبهة الجولان لتحريرها أم لشراء الوقت؟

*بري: جلسة الأربعاء النيابية قائمة حتى يوم القيامة 

*سجـال ميقاتـي ـ عـون يتفاقم حول لائحة الأسماء... تقاذف للتهم والمسؤوليات 

*النائب ياسين جابر: الأمور بين بري وميقاتي لم تصل إلى القطيعة بل أصيبت بإحباط

*نصرالله: خامنئي قائد المواجهة في المنطقة التي تحتاج إلى الكثير من الشجاعة والحكمة

*النائب شانت جنجنيان: الحلّ يكون بالإسراع في تشكيل حكومة تكنوقراط

*في حضرة الغياب/حازم صاغيّة/لبنان الآن

*وكيليكس/عون: حزب الـله يحتاج إليّ ولا أحتاج إليه/الحريري ديكتاتور وهّابي وجعجع مجرم و وهاب عميل

*وكيليكس/الجمهورية/أبي رميا: عون حليف الأميركيين في النضال ضد حزب الـله

*عون يرفض تسليم ميقاتي أسماء وزرائه في الحكومة ... والتفاؤل لاستيعاب جنبلاط أم لمعاودة المراوحة؟/محمد شقير/الحياة

*للكشف عن مصير شبلي العيسمي/النهار/الدكتور عبد المجيد الرافعي   

*اجتماع بكركي "يثمر" اقتراحات لتعديل قانون الملكية العقارية/هل يشفع "حقّ الشفعة" بعمليات البيع المشبوهة/النهار/ريتا صفير   

*قالوا لـ"السياسة": إنه مليء بالثغرات التي بدأت تفرخ أزمات/نواب لبنانيون: حان وقت تعديل اتفاق الطائف

*الطفولة الشهيدة عنوان الفجر السوري/ السياسة/أحمد الجارالله

*الخامنئي ودماء الشعب السوري/داود البصري/السياسة

*الحكومة بين موجات تبادل الكرة/النهار/روزانا بومنصف

*لبنان وسوريا.. «طائف» وطوائف/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*تعثر"حزب الله" وسياسة ما بعد "الامومة الدمشقية"/ريتا فاضل/موقع 14 آذار

*في ذكرى النكسة...أسامة حمدان لموقعنا: الفلسطينيون يتظاهرون في الجولان للمرة الثانية... والمناخ العام في المنطقة هو من أتاح ذلك/غسان عبدالقادر/خاص موقع 14 آذار

*البطريرك الراعي تفقد اكليريكية مار انطونيوس- كرمسده:لا يحق للسلطة السياسية التمادي في افقار الشعب والوطن ليس قطعة جبنة نتقاسمها

*لجنة متابعة لقاء بكركي تنتظر دعوة الراعي لاجتماعها الاول/آلية تنفيذية وجدول اعمال واستعانة بخبراء/ماروني: ننطلق من نقاط التوافق ... حبيش قد نخلص الى تفاهمات

*قبلان تسلم دعوة من كاتشيا لحضور مؤتمر الفاتيكان لحوار الاديان

*هل يعود الموارنة عام 2011 إلى ما قبل العام 1711؟/وسام سعادة (المستقبل)

*مقابلة من جريدة السياسة مع النائب خضر حبيب,

 

تفاصيل النشرة

 

الاستخبارات البريطانية تؤكد حصول سوريا على مساعدة ايرانية لقمع التظاهرات  

  ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن تقارير الاستخبارات البريطانية كشفت بأن إيران تساعد النظام السوري على قمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.

وقالت الصحيفة إن مصادر بارزة بوزارة الخارجية البريطانية "أكدت أن هناك معلومات موثوقة بأن طهران تقدم معدات مكافحة الشغب وتدريبات شبه عسكرية لقوات الأمن السورية، كما قام أعضاء من الحرس الثوري الإيراني بتقديم المشورة الفنية والمعدات للقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد". وأضافت "من غير الواضح ما إذا كان أفراد إيرانيون سافروا إلى سوريا لمساعدة نظام الأسد، غير أن أعضاء من حزب الله المدعوم من طهران تردد بأنهم يشاركون في القتال إلى جانب قوات الأسد". وذكرت الصحيفة "أُفيد أيضاً أن الإيرانيين زودوا دمشق بمعدات إلكترونية متطورة لإغلاق الوصول إلى شبكة الانترنت ومنع انتشار الأخبار عن الهجمات على المدنيين، وستقوم المملكة المتحدة في معرض ردها على هذه الممارسات بدفع الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة ضد أفراد من الحرس الثوري الإيراني". ونسبت إلى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قوله "إن سلوك إيران غير مقبول، ويجب السماح للمتظاهرين في سوريا وفي أماكن أخرى في المنطقة بالتعبير عن تطلعاتهم المشروعة والدعوة سلمياً للتغيير دون خوف من القمع الوحشي". واعتبر تصرفات إيران بأنها تمثل "تناقضاً صارخاً مع إرادة الشعب السوري". وقالت الصحيفة إن قرار بريطانيا التحدث علناً عن الدور الإيراني في سوريا "يمثل الآن جزءاً من محاولة أوسع لتشويه سمعة إيران بين أوساط الشبان المؤيدين لحركات الربيع العربي". وأضافت أن هذا الكشف يأتي مع استمرار سياسة نظام الأسد في فتح النار على المتظاهرين في شوارع المدن الرئيسية في سوريا، حيث ذكرت جماعات حقوق الإنسان أن عدد القتلى تجاوز 1200 شخص منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالحرية في منتصف آذار/مارس الماضي.

المصدر : وكالات

 

مسؤول أميركي: الإدارة الأميركيّة لن تسمح بتحويل الأنظار عمّا يحدث في سوريا 

نقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصادر واسعة الإطّلاع أنّ "الخارجيّة الأميركيّة كانت أبلغت إلى لبنان الرسمي عبر القنوات الدبلوماسيّة تحذيرات من التلاعب بأمن الحدود، سواء على الجبهة اللبنانية أم على جبهة الجولان، ومن استعمال رخيص للأرواح الفلسطينيّة، ما قد يؤدي إلى سفك دماء ويجرّ إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل". وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة نفسها عن مسؤول أميركي قوله: "قد يظنّ حزب الله وسوريا أنّهما عبر تحريك مسألة حسّاسة جدّا يستطيعان تحويل الأنظار عمّا يحدث في سوريا، فهذا لم يحدث ولن تسمح الإدارة الأميركيّة بذلك"، مشيرةً إلى أنَّ المسؤول نفسه طلب وبإلحاح نقل رسالة صريحة إلى لبنان "بضرورة السعي إلى تفادي وقوع أيّ حادثة مماثلة في المستقبل". وأشارت "الجمهورية" إلى أنَّ "الإدارة الأميركيّة أرسلت الرسالة نفسها إلى كلّ من الأردن وسوريا والسلطة الفلسطينيّة، استباقاً لوقوع أيّ حادثة أمس الأحد (خلال مسيرات بذكرى النكسة)".

 

الأردن يعلن أنَّ سوريا بصدد الإفراج عن مواطنين أردنيين

أكدت وزارة الخارجية الأردنية أنَّ "السلطات السورية بصدد الإفراج عن عدد من المواطنين الأردنيين المحتجزين لديها". ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" عن محمد الكايد المتحدث الرسمي باسم الوزارة قوله إنَّه "نتيجة المتابعة المستمرة لقضايا المعتقلين الأردنيين فقد قامت السلطات السورية المختصة بإبلاغ سفارتنا في دمشق رسمياً أنَّها بصدد الإفراج عن عدد من المواطنين الاردنيين المحتجزين لديها"، وأضاف أنَّ "السفارة الأردنية في دمشق تقوم حالياً بالمتابعة والتنسيق مع السلطات السورية للسير بإجراءات الإفراج عنهم والتأكد من أوراقهم الثبوتية وتاريخ اعتقالهم والتهم المنسوبة إليهم".(أ.ف.ب.)

 

سليمان يطلع على تقارير أمنية وسياسية واقتصادية ويعرض مع زوراه لشؤون مختلفة

باشر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان نشاطه اليوم بالاطلاع على عدد من التقارير السياسية والديبلوماسية والأمنية والاقتصادية الواردة. كما استقبل وفد لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية - الفرنسية برئاسة السيناتور ادريان غوتيرون، في حضور السفير الفرنسي دوني بييتون، بحيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية مع فرنسا وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى الأوضاع في لبنان والمنطقة وتطوير مشروع "سيدر" للأبحاث العلمية على المستوى الجامعي بين البلدين. هذا، وعرض الرئيس سليمان مع وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن للأوضاع الراهنة واطلع منه على التدابير المتخذة لمنع دخول فيروس "ايكولاي" الى لبنان بواسطة الخضر المستوردة ومنع انتشاره. ولاحقاً، تناول رئيس الجمهورية مع عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني التطورات السياسية السائدة في لبنان، ومن ثم استقبل وفد نقابة تجار الذهب والمجوهرات ونقابة الصاغة والجوهرجية بعد توحيدهما في نقابة واحدة، بحيث اطلع رئيس الجمهورية على هذه الخطوة، وجرى عرض لمطالب النقابة ولا سيما منها الخلاف القائم حول تأجير مكاتبهم من قبل شركة "سوليدير".

(الوطنية للإعلام)

 

نجار استحصل على مرسوم العفو السوري

إستحصل وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ابراهيم نجار من الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري على صورة المرسوم الصادر عن الرئيس السوري بشار الأسد والمتعلق بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل الحادي والثلاثين من أيار الفائت. وقد أحال نجار المرسوم بحسب بيان صادر عن المكتب الغعلامي لوزارة العدل إلى النيابة العامة التمييزية "للإطلاع عليه وتحديد مدى إمكانية الإستفادة منه بالنسبة للمحكومين أو المعتقلين أو الملاحقين من اللبنانيين في سوريا". (الوطنية للإعلام)

 

مصادر ميدانية لـ"NOW Lebanon": الجيش يوقف مواطناً تحدث مع جنود دورية إسرائيلية

أفادت مصادر ميدانية موقع "NOW Lebanon" أنَّ "الجيش اللبناني أوقف بعد ظهر اليوم أحمد الرضا حمود من بلدة كفركلا مواليد 1958، بعدما ضبط يتحدث مع جنود دورية إسرائيلية خلف الشريط الشائك بين بلدتي كفركلا والعديسة"، مشيرةً إلى أنَّ "حمود اقتيد من قبل مخابرات الجيش إلى صيدا للتحقيق معه".

 

فتفت: إجتماع حكومة تصريف الأعمال أسهل بكثير من خرقنا للدستور

علّق عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت على ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لن يعقد جلسة نيابية إذا تأمن مئة نائب وغاب النواب السنة، بالقول: "الموضوع ليس موضوع نواب سنة أو مسألة طائفيّة أو مذهبيّة بل الموضوع دستوري باميتاز وهناك رأي واضح للمجلس الدستوري حول هذا الأمر أصدره العام 2005"، مضيفًا في هذا السياق لـ"صوت لبنان" 100.5: "كل ما في الأمر أن الموضوع غير دستوري، والملفت أن (عضو المجلس الدستوري السابق القاضي سليم) جريصاتي الذي وقّع على هذا الأمر يعطي اليوم رأيًا آخر، فهذه استنسابيّة واضحة لغاية سياسيّة". وحول الكلام عن اجتماع لحكومة تصريف الأعمال من أجل التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أجاب فتفت: "بالتأكيد هذا الأمر يشكل مخرجاً مقبولاً، فاجتماع الحكومة أسهل بكثير من خرقنا للدستور".(NOW Lebanon)

 

القادري: هل إشعال جبهة الجولان لتحريرها أم لشراء الوقت؟

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد القادري أن "المشكلة في طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري من خلال دعوته لعقد جلسة تشريعية في ظل حكومة تصريف أعمال، هي أنه يريد استبدال سلطة مكان سلطة أخرى"، مضيفاً: "لماذا إضافة خلاف جديد في البلد، بل يجب العودة الى الأصل وعدم الإلتهاء بالفرع، اي يجب ان تتشكل الحكومة، فإما ان يشكلوها وإما ان يعتذروا". القادري، وفي حديث الى محطة "lbc"، قال: "جميعنا اليوم يطالب بالمحافظة على الاستقرار النقدي والاقتصادي، ونحن ككتلة "مستقبل" وافقنا على التجديد للحاكم رياض سلامه مع انه لا يمكن ان يتوقف البلد على شخص واحد مع احترامنا وثقتنا بالاستاذ رياض سلامة"، معتبراً ان "الحالة الاستثنائية تبرر ان تجتمع الحكومة وتأخذ قراراً بجلسة استثنائية وتجدد للاستاذ رياض سلامة". ومن جهة أخرى أكد القادري ان "الرئيس سعد الحريري سيعود من الخارج"، لافتاً الى ان "الفريق الآخر الذي يثير هذا الموضوع الآن، هو نفسه طالب برحيل الرئيس الحريري إلى خارج البلاد عند اسقاط الحكومة". وفي الموضوع الحكومي، وحول ما نقل عن عدم قبول الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بتوزير وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال شربل نحاس، لفت القادري الى ان "الوزير نحاس ليس من اليوم يخالف القوانين وكان آخرها ضرب قرارات مجلس الوزراء بعرض الحائط في موضوع مبنى الإتصالات". وأشار في السياق نفسه الى ان "الوزير نحاس له الحق ان يؤلف لجنة ونحن لا ننكر له هذا الامر ولكن ليس بناء على توصية من قبل لجنة الاعلام والاتصالات النيابية".

ورداً على سؤال، أجاب القادري: "مدير عام "أوجيرو" لم يسلم أي مفاتيح لقائد الجيش العماد جان قهوجي بل كان اجتماع بناء وحتى قائد الجيش لم يطلب منه اي شيء". وحول ما حصل في الجولان بالأمس، تساءل القادري: " هل اشعال الجبهة هو لتحريرها ام لشراء الوقت لهذا النظام؟". (رصد NOW Lebanon)

 

بري: جلسة الأربعاء النيابية قائمة حتى يوم القيامة 

ذكرت صحيفة "النهار" أنَّ "الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلتقى مساء أمس في فردان معاون رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل وتشاور معه في مجريات عملية التأليف"، مشيرةً إلى أنَّ "لا اختراقات أساسية حصلت في الساعات الأخيرة وإن يكن المعنيون بالتأليف لا يزالون يبدون تفاؤلاً بالمرونة التي سُجلت أخيراً".أمَّا في شأن عدم حصول اللقاء الذي كان مقرراً بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وميقاتي يوم الجمعة الماضي، فرفض رئيس مجلس النواب القول إنَّ "ثمة خلافاً مع رئيس الوزراء المكلف"، موضحًا أن "الإعتذار عن اللقاء المقرر كان سببه توجهه إلى الجنوب"، مذكراً أنَّه "في السادسة من مساء الجمعة التقى ميقاتي الخليلين في مكتبه بفردان".بري، وفي حديث لصحيفة "النهار"، قال: "أنا من جهتي قررت ألا أتابع في شكل مباشر موضوع الحكومة وكلفت النائب علي حسن خليل هذه المهمة، وأنا في حال انتظار للوصول إلى مرحلة القرار والتأليف"، مشيراً بالنسبة إلى مسألة تزويد ميقاتي أسماء المرشحين للوزارات، إلى أنَّه سبق وقال للرئيس المكلف منذ الأسبوع الأول لتكليفه إنَّ "لا مشكلة" لديه في هذا الخصوص، ووأضاف: "إذا لم يقبل بزيد ففي إمكانه أن يستبدله بعمرو وهكذا دواليك، وهذا هو موقف حزب الله أيضاٌ".وعن الجلسة النيابية التي دعا اليها الأربعاء المقبل، أكد بري أنَّ "الجلسة قائمة حتى يوم القيامة وإذا لم يحصل النصاب في 8 حزيران المقبل ندعو إلى في الأسبوع الذي يلي ثم الذي يليه"، مشيراً إلى أنَّه "لو حضر مئة نائب الجلسة وكان النواب السنّة غائبين عنها فلن تفتتح على عكس ما فعل الرئيس فؤاد السنيورة في حكومته البتراء، علمًا أنَّ الوزراء الشيعة استقالوا بينما الحال في واقع النواب السنة أنهم قد يغيبون وليسوا مستقيلين".

 

سجـال ميقاتـي ـ عـون يتفاقم حول لائحة الأسماء... تقاذف للتهم والمسؤوليات 

نهارنت/امتنع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون عن ارسال لائحة بأسماء مرشحيه للوزارات التي يطلبها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي عملا بالآلية التي يتبعها في تأليف الحكومة، بحسب ما أفادت مصار سياسية مطلعة. وعزت المصادر، بحسب صحيفة "النهار"، امتناع عون عن ارسال اللائحة، الى أن التفاهم الذي توصل اليه فريق الأكثرية الجديدة ظل ناقصا اذ لم يقترن باتفاق تفصيلي على كل الحقائب التي ستسند الى "تكتل التغيير والاصلاح". وأضافت ان الايام الثلاثة الاخيرة شهدت موجة اعلامية متصاعدة من عون و"حزب الله" رمت الكرة في مرمى الرئيس ميقاتي، حتى أن بعض الاصوات النيابية والسياسية في فريق 8 آذار راح يحمّل ميقاتي تبعة أي عرقلة أو تأخير بذريعة خضوعه لضغوط خارجية وتحديدا أميركية. ولفتت الى ان هذه الحملة أزعجت ميقاتي وحملته على اصدار بيان أكد فيه انه "لم يتسلم حتى هذه اللحظة أي أسماء من بعض الكتل بمن تقترح للتوزير من باب الاستئناس بالرأي"، مشددا على أن "أي كلام خلاف ذلك هو محاولة للتعمية على الحقيقة". وقال إنه "مصر على عدم الدخول في سجال مع أي كان لأن الاولوية لديه هي لتشكيل الحكومة والمطلوب من كل الاطراف ترجمة النيات الايجابية أفعالا".

وأكّدت مصادر أن الرئيس ميقاتي ما زال في انتظار الأسماء سواء من قبل فريق عون أو من قبل "حزب الله". وقد ردت مصادر "التيار الوطني الحر" على هذا الكلام بقولها إن "ميقاتي يعرف الاسماء جيدا"، داعية اياه الى "التوقف عن المراوغة وهدر الوقت لأن الوضع لم يعد يحتمل المماطلة". وأشارت الى أن عون لم يتلق أي ردود على اقتراحاته في ما يتعلق بموضوع الحكومة بعد انجاز كل المطلوب منه. واستغربت المصادر القريبة من ميقاتي اتهام رئيس الوزراء المكلف بالمراوغة وقالت إن كلاما كهذا يعني ان ميقاتي صار حرا في تأليف حكومة أمر واقع لانه كلام في غير محله ومن شأنه تحرير رئيس الوزراء المكلف من التزاماته. واشارت اوساط ميقاتي لصحيفة "السفير" الى ان التكتل "التغيير" يريد ان تتم تسمية الوزير الماروني السادس من قبل رئيس الجمهورية، لكن شريطة ان يوافق عليه العماد عون، كما يريد ان يفرض على الرئيس المكلف الحقائب التي يريدها، وهذا ما هو مرفوض. في المقابل، أكدت مصادر نيابية في تكتل التغيير والاصلاح، "ان التكتل قدم عبر الوسيطين "الخليلين"، كل ما هو مطلوب منه في مجال تسهيل تشكيل الحكومة، لجهة حلّ عقدة وزارة الداخلية، توزيع الحقائب (ثماني حقائب ووزيرا دولة)، ومسألة التوزيع الطائفي، وينتظر عرض الرئيس المكلف لنوعية الحقائب التي يقترحها ليعرض الاسماء المناسبة لكل حقيبة، كما قدم تسهيلا في ما خصّ الوزير الماروني السادس، الذي تقرر ان يسميه رئيس الجمهورية، وباتت كل التفاصيل موجودة لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، والمطلوب ان يحددا موقفيهما من الموضوع

 

النائب ياسين جابر: الأمور بين بري وميقاتي لم تصل إلى القطيعة بل أصيبت بإحباط

أكد عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب ياسين جابر ان "الامور بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي لم تصل إلى حد القطيعة، بل أصيبت بشيء من الإحباط من موضوع تشكيل الحكومة"، مشيراً من جهة ثانية إلى أن "دعوة الرئيس بري إلى جلسة تشريعية جاءت بعد مطالبة عدد من الفرقاء بضرورة تحرك مجلس النواب".

جابر وفي تصريح لمحطة"lbc"  لفت إلى أن "اقتراح القانون الذي تقدم به (عضو الكتلة) النائب علي حسن خليل هو من أجل تعديل قانون النقد والتسليف، وأن يبقى حاكم مصرف لبنان ونوابه في مكانهم إلى ان يتم تعيين بدلاء، من أجل ألا تتعطل الامور النقدية والاقتصادية في البلد".  وحول دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، قال جابر: "في هذه الحالة سندخل في نقاش حول ما إذا كان يحق لرئيس الجمهورية الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء أم لا".   وعن المرحلة التي وصلت اليها الاتصالات بشأن تأليف الحكومة، أجاب جابر "حسب أجواء اليوم، ليس هناك من جديد يشير إلى أن التشكيل سيتم بشكل سريع، ولا أعرف كم كانت أجواء التفاؤل قائمة".

 

أبي رميا ردًا على "الجمهورية": كلامي كان قبل التوقيع على وثيقة التفاهم ونُشر مجتزأ

علّق عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سيمون أبي رميا في اتصال مع قناة "أخبار المستقبل" على الكلام الذي نشر اليوم في صحيفة "الجمهورية" نقلاً عن وثائق "ويكيليكس" والقائل إن "أبي رميا إستغل فرصة وجوده في باريس ليطلب من المسؤولين في السفارة الأميركية إعتبار (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) ميشال عون حليف الولايات المتحدة في نضالها ضد "حزب الله" وإلى ضرورة نزع ايديولوجية "حزب الله" وليس سلاحه فقط"، فأكد أبي رميا أن ما نُقل عن لسانه "صحيح ولكن تمّ نشر نصف الكلام وليس كله".وأشار أبي رميا إلى أنه "دوّن ما قيل في هذا اللقاء ونقله إلى العماد عون بكل تفاصيله، وأنه شدد للأميركيين على أن لا أحد يريد في لبنان أن يكون هناك أي سلاح بأيدي أي طرف من اللبنانيين خارج الشرعية البنانية بعد تحرير جميع الأراضي اللبنانية، على أن نعمل بعدها لوضع استراتيجية دفاعية، وأنه في حال اعترض "حزب الله" عليها سيكون التيار ضده"، موضحًا أنه "في هذا الوقت (أي عند حصول اللقاء في السفارة الأميركية في باريس) كنا على خلاف سياسي مع "حزب الله" وبالتالي كان هذا الكلام قبل التوقيع على وثيقة التفاهم". وختم بالقول: "أنا افتخر بما قلت ولكن كان يجب عدم تحوير كلامي".(رصد NOW Lebanon)

 

نصرالله: خامنئي قائد المواجهة في المنطقة التي تحتاج إلى الكثير من الشجاعة والحكمة

أشاد أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي، معتبراً أنَّ "هذا القائد صاحب رؤية أثبت العديد من الأحداث صحتها وصوابيتها".نصرالله، وخلال مؤتمر "التجديد والإجتهاد في فكر خامنئي"، استشهد بعدد من "الأدلة" على صوابية رؤية المرشد الأعلى في اكثر من محطة، فقال: "لقد أتى في العام 1996 من قال لنا إن الأمور انتهت والتسوية قادمة، وهناك من دعانا لترتيب امورنا على قاعدة أن التسوية انجزت، مع العلم أنَّ أي خطأ في التقدير في ذلك الحين كان سيؤدي إلى عدم انجاز ما تم انجازه فيما بعد، فعندما ذهبنا إلى إيران والتقينا الإمام خامنئي وقلنا له إنَّ هذا هو المطروح في المنطقة، فقال: "أنا لا اعتقد أن التسوية ستنجز، وأنا اقترح عليكم أن تواصل المقاومة عملها وجهادها، بل أن تصعد في عملها وجهادها ولا تعيروا آذانكم وعقولكم لكل هذه الدعوات والتحليلات"،فهو كان دائماً يتحدث عن انتصار المقاومة".

وفي السياق نفسه، أضاف نصرالله: "حتى العام 2000 لم يكن يتحدث الإمام خامنئي عن زمن الانتصار، بل عن الانتصار، فبعد عام 1996 كان يقول إن الإسرائيلي في وضع كالعالق في الوحل، فلا هو قادر على التقدم واجتياح لبنان من جديد، ولا هو قادر على الانسحاب لمخاطر هذا الانسحاب، ولا هو قادر على البقاء في مكانه، وبالتالي علينا الانتظار لنرى ماذا سيفعل، وفي أواخر 1999 حصلت انتخابات رئاسة حكومة في الكيان الاسرائيلي وتنافس (رئيس وزراء أسبق ووزير دفاع حالي ايهود) باراك و(رئيس الوزراء الحالي بنيامين) نتنياهو، فباراك وعد بالانسحاب، وكان الجو في لبنان وسوريا أنَّ الانسحاب لن يحصل مع قدوم العام 2000، وحتى نحن كان حالنا تبني وجهة النظر هذه، وأيضاً كان لنا زيارة إلى إيران والتقينا الإمام خامنئي وشرحنا وجهة نظرنا، إلا أنَّ سماحته كان له وجهة نظر اخرى، وقال إنَّ "انتصاركم في لبنان قريب جداً جداً، وسوف ترونه بأم أعينكم"، وكان هذا خلافاً لكل التحليل والقراءات، بل حتى في المعلومات لم يكن هناك أي مؤشر على تحضيرات للانسحاب، وقال خامنئي "حضروا أنفسكم لهذا الإنجاز وماذا سيكون خطابكم السياسي وكيف ستتصرفون"، وأتينا إلى لبنان وتصرفنا على هذا الأساس ولم نفاجأ بالإنسحاب".

وتابع: "في حرب تموز عام 2006 والتي كانت عالمية وعربية وإسرائيلية وكان العنوان فيها سحق المقاومة في لبنان، وقد شهدتم قساوة وعنف الهجمة الإسرائيلية، حيث كان الحديث عن النجاة وليس الانتصار والخروج من هذه الحرب بستر وعافية، إلا أنَّ الإمام وفي رسالة شفوية إلينا، قال إنَّ "هذه الحرب أشبه بحرب الخندق عندما جمعت قريش ويهود المدينة والعشائر والقبائل وحاصرت رسول الله وآله وأصحابه في المدينة واخذت القرار باستئصال وجود هذه الجماعة، فهذه حرب مشابهة لتلك وستبلغ القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون، ولكن توكلوا على الله وأنا أقول لكم انتم منتصرون حتماً، بل أكثر من ذلك، عندما تنتهي هذه الحرب بانتصاركم ستصبحون قوة لا تقف في وجهها قوة"، فمن كان يمكن أن يصل لاستنتاج من هذا النوع وخصوصاً في الأيام الأولى للحرب؟"، مضيفاً: "كذلك في العام 2001 تذكرون كيف اهتزت العقول والقلوب والأنفس واعتقد كثيرون ان منطقتنا دخلت في العصر الأميركي وفي ظل هيمنة اميركية مباشرة وان هذه السيطرة ستبقى في المنطقة لمئة او مئتي عام، والبعض خرج ليشبه الحرب الأميركية بالحرب الصليبية، فأنا كنت في تلك الفترة بزيارة إلى ايران وسألت الامام الخامنئي عن رأيه، فقال لي خلاف كل ما كان شائعاً في المنطقة، خصوصاً أنَّ العديدين في المنطقة بدأوا البحث عن ترتيب وضعهم مع الأميركيين، وحتى بعض المسؤولين في إيران كان لهم وجهة النظر هذه انه لنبحث كيف يجب ترتيب الامور مع اميركا، انما هو كان يرفض، فقد قال لي في ذلك اليوم: "قل للأخوة لا تقلقوا فالولايات المتحدة الأميركية وصلت إلى القمة وهذه بداية الانحدار، فعندما يأتون إلى افغانستان والعراق فإنهم ينحدرون الى الهاوية، وهذه بداية النهاية"، وحين سألته كيف؟ أجاب: "عندما تعجز الولايات المتحدة ولا تستطيع حفظ مصالحها من خلال الأنظمة التابعة لها وتضطر للإتيان بقواعدها واساطيلها من كل العالم الى المنطقة فهذا دليل عجز، وهذا يؤكد جهلهم بشعوب هذه المنطقة الذين يرفضون الاحتلالات وينتمون إلى ثقافة الجهاد والمقاومة، وعندما يأتي الاميركيون إلى هنا سيغرقون وبالتالي ما يحصل ليس مدعاة للخوف بل للأمل في أن تتحرر الامة من هيمنة المستكبرين"، فهذا رأي الإمام كان".

وإذ رأى نصرالله أنَّ "لأميركيين أتوا إلى المنطقة ليسيطروا عليها وليقيموا الشرق الأوسط الجديد"، اعتبر أنَّ "الإمام الخامنئي كان قائد المواجهة التي تحتاج إلى الكثير من الشجاعة والحكمة"، وقال: "لا يمكن الآن الكشف عن كل مفاصل تلك المرحلة"، مضيفاً: "الامام خامنئي كان يعتقد ان اسرائيل كيان إلى زوال، وهو يعتقد جازماً بهذا ويعتقد ان زوال اسرائيل ليس في زمن بعيد، بل يراه قريباً، ويعتقد أنَّ التسوية لن تصل إلى مكان، فكل ما يجري الآن حولنا في فلسطين أو في المنطقة سواء في التفاوض أو في انتصار المقاومة أو على مستوى النهضة الأخيرة للشعب الفلسطيني، يثبت ذلك ويثبت أنَّ هذا الشعب صاحب إرادة صلبة في المقاومة، فنحن نعتقد مع الإمام أنَّ إسرائيل إلى زوال، فهذه الصوابية مبنية على متانة وصحة المنطلقات في فكر الإمام السياسي، وعلى قراءة صحيحة للوقائع وعلى شجاعة هذا القائد ايضا، لأنَّ الجبان يمكن أن يحول القراءة الصحيحة للوقائع وصحة المنطلقات في اتجاه مختلف".

وختم نصرالله بالقول: "لا بد أن نقف بإجلال امام الشعب الفلسطيني وخصوصاً الشباب الشجاع والمجاهد من الفلسطينيين والسوريين وإصراره على التحدي والتصدي، في رسالة واضحة للتصميم والعزم الموجود في هذه الأمة"، معتبراً أنَّ "ما حصل امس على الحدود في الجولان والضفة الغربية، كشف من جديد أنَّ الادارة الاميركية تطمح إلى مصادرة الثورات العربية، فجاء هذا الدم ليفضح هذه الإدارة وخلفياتها ومنطلقاتها وليؤكد التزامها المطلق بأمن اسرائيل، فالإدارة الاميركية وقفت امس وقالت إنَّ ما جرى على الحدود دفاع مشروع عن النفس وكأنها تقول لاسرائيل "الله يعطيك العافية". فالدماء الزكية بالأمس شاهد جديد لتكريس الوعي السياسي والتاريخي الذي أطلقه الإمام الخميني ومن بعده الخامنئي".(رصد NOW Lebanon)

 

النائب شانت جنجنيان: الحلّ يكون بالإسراع في تشكيل حكومة تكنوقراط

رأى عضو تكتل "القوات اللبنانيّة" وكتلة "نواب زحلة" النائب شانت جنجنيان أن "الإنقلاب الذي حصل على الحكومة والأمور الأخرى التي أعقبته أوصلت الأمور في لبنان إلى ما وصلت إليه"، مؤكدًا ألا "جلسة لمجلس النواب تستطيع أن تأخذ مكان السلطة التنفيذيّة، وهذا ما يطالب به فريق 8 آذار"، ومضيفًا: "بصراحة هناك موقف واضح لـ "14 آذار" إن كان حيال دستورية الجلسة أو في الموقف السياسي". جنجنيان، وفي حديث لإذاعة "لبنان الحرّ"، قال: "نحن بحاجة إلى الكثير من الأمور وحلّها يكون في السلطة التنفيذيّة، كما لا يمكن تضييع جميع اللبنانيين والقول لهم إن الأمور التي تُطرح يمكن حلها في مجلس النواب بل الحلّ يكون بالإسراع في تشكيل الحكومة". وعن الكلام عن أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان سوف يعمد للدعوة إلى جلسة لحكومة تصريف الأعمال تحت بند واحد وهو حاكميّة مصرف لبنان، أجاب جنجنيان: "رئيس الجمهورية إقترح هذا البند من أجل أن يُحَل في مجلس الوزراء وليس في مجلس النواب". أما حول الكلام الأخير عن قرب تأليف الحكومة، أجاب جنجنيان: "ليس هناك من مسعى جدي بل هناك تحركات غير كافية"، مضيفًا في هذا السياق: "إذا تألفت الحكومة من لون واحد فلا يمكن أن يطول عمرها". وختم بالقول: "في ظل هذا الجو الحالي السائد في لبنان والمنطقة وفي ظل الهوة بين 8 و14 آذار، لا أعتقد أن حكومة وحدة وطنية ستنجح بل هناك حلّ أنسب يتمثل بحكومة تكنوقراط".(رصد NOW Lebanon)

 

في حضرة الغياب"

حازم صاغيّة/لبنان الآن

ما يجمع اليوم بين رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي هو... غيابهما. الأوّل جسديًّا وبالتالي سياسيًّا، والثاني سياسيًّا وبالتالي جسديًّا.

التصريف والتكليف، إذاً، هما "في حضرة الغياب" (بحسب العنوان الدرويشيّ). يحدث هذا في لحظة مصيريّة فعلاً، لحظةٍ يكاد فيها البلد يواجه أسئلة تطاول الوجود والكينونة.

فحدوده مثقوبة في الشمال (تلكلخ-وادي خالد) وفي الجنوب (هشاشة وضع القوّات الدوليّة)، ونزاعاته الداخليّة مستفحلة بما يحول دون قيام رئاسة جمهوريّة فاعلة ودون قيام حكومة أصلاً، والضغائن الطائفيّة والأهليّة فيه مستشرية على نحو غير مسبوق. وغنيّ عن القول إنّ هذه العناصر مجتمعةً تلحّ على حضور سياسيّ (فضلاً عن عقل سياسيّ) لم يكن مطلوباً بهذه الدرجة في أيّ وقت سابق. فوضع كهذا، مؤسّس على الفراغ والغياب، يوحي بأنّ مباشرة العنف الأهليّ، اقتتالاً أو اغتيالاً أو غير ذلك، لا ينقصه إلاّ انضباط التوقيت على الهدف.

والحال أنّ الانتفاضة السوريّة تضع لبنان أمام منعطف يكاد يكون جيولوجيًّا. يكفي التذكير بأنّ هذا البلد مربوط منذ 1976، ما خلا فترات عابرة "شاذّة"، بالوضع السوريّ على النحو الذي يلائم شروط استقرار النظام البعثيّ. فإذا اعتبرنا أنّ عمر لبنان المستقلّ والحديث يرقى إلى 68 عاماً (1943-2011)، صحّ القول إنّ ذاك الربط استهلك 35 عاماً منها، أي أكثر من نصفها. وهذا الواقع هو ما ينهار اليوم أمام أعيننا. فكيف سيتدبّر اللبنانيّون، فضلاً عن السوريّين، أمورهم للمستقبل الغامض والمقلق؟.

واقع الحال أنّه كان في وسع قيادة سياسيّة واستقلاليّة من نوع آخر أن تطرح عناوين رؤية للمستقبل تقوم على مداخل ثلاثة:

أوّلاً، إنّ لبنان لا يستطيع أن يبقى هكذا، من دون سياسة وعقل سياسيّ، وسط ظرف بالغ المصيريّة كهذا،

ثانياً، إنّ الانتفاضة السوريّة تنزع أحد أبرز العوامل التي أعاقت الإقلاع اللبنانيّ تاريخيًّا. ومن هنا فهي تستحقّ تثمين اللبنانيّين لها وتقديم الدعم إن أمكن (وهذا بدل تسليم الناجين من جحيم السلطة السوريّة إليها، بما يتعارض مع الحقوق الانسانيّة والقوانين والأعراف المتمدّنة والأخلاق، فضلاً عن المصالح)،

ثالثاً، لا بدّ من تجديد الحوار مع القوى اللبنانيّة الجدّيّة (لا الوجوه التلفزيونيّة ولا الأحزاب المصنوعة دمشقيًّا) التي لا تزال تراهن على قيامة النظام البعثيّ. فإذا كانت هذه تبحث عمّا يطمئنها عند هذا النظام، فهو إنّما فقد القدرة على طمأنة نفسه!. أمّا العقل والحكمة فيستدعيان البحث عن الطمأنينة في مكان آخر، أي في تجديد التعاقد الحرّ والتنازلات المتبادلة في ما بين اللبنانيّين بعيداً من ترهيب السلاح. وهذه مهمّة لا تقوم بها إلاّ دولة تستوجب الإحياء والتمكين. لكنْ... على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟

 

وكيليكس/عون: حزب الـله يحتاج إليّ ولا أحتاج إليه

الحريري ديكتاتور وهّابي وجعجع مجرم و وهاب عميل

الجمهورية/الاثنين 06 حزيران 2011 /نفى النائب ميشال عون أن يكون أداة في يد الإيرانيّين والسوريّين وحزب الله، مشيرا إلى أنّ الهدوء الحاصل على الخط الأزرق في العام 2006 يعود إلى وثيقة التفاهم القائمة مع حزب الله. وأضاف أنّه تمكّن من إعادة تأهيل اللبنانيّين الموالين لسوريا الذين حوّلوا ولاءهم من دمشق إلى الرابية باستثناء "العميل والمجرم" وئام وهّاب، مستبعدا إمكان المصالحة مع فريق 14 آذار لأنّهم يرفضون تقاسم السلطة ولأنّ سعد الحريري "ديكتاتور وهّابي".

ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم06BEIRUT1339 صادرة عن السفارة الأميركيّة في بيروت في 1 أيّار 2006 جاء في اجتماع خاص ضمّ كلّ من السفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان والنائب ميشال عون أنّ الأوّل تقاسم مع الثاني قلق الولايات المتحدة الأميركيّة من ثلاث مشاكل متداخلة في لبنان: أوّلا نفوذ إيران المتزايد عبر حزب الله، وتنامي التمويل الإيراني للفلسطينيّين المتطرّفين، والدعم الإيراني للمتشدّدين السنّة في مناطق شمال لبنان الفقيرة، ثانيا عودة ظهور التدخّل السوري في لبنان والذي يتجلّى في شكل واضح لدى الرأي العام، بعد اختفائه سنة كاملة، عبر كلام الموالين لدمشق، وثالثا رفض حزب الله نزع سلاحه واستكمال بناء "دولة داخل الدولة" تضعف لبنان.

وأشار السفير إلى قلقه العميق من تورّط عون في هذه المسائل الثلاث من خلال تحالفه مع حزب الله قائلا: إنّ قبول عون الدّعم من سليمان فرنجيّة وطلال أرسلان وإيلي الفرزلي وعاصم قانصو ووئام وهّاب وعبد الرحيم مراد وعمر كرامي والكثير من الموالين لسوريا، لا يشكّل أفضل وسيلة لردّ تهمة ولائه لسوريا.

وتساءل السفير لماذا تتلهّف شخصيات كهذه وجميعها تعارض الجهود الدوليّة الداعمة حرّية لبنان وديموقراطيته، لرئاسة عون، مشيرا إلى أنّ نسبة توافقهم مع عون تشكّل تساؤلا كبيرا بالنسبة إلى الكثيرين.

وأجاب عون أنّ باستثناء وئام وهّاب "الذي هو بالتأكيد مجرم وعميل سوري" كلّ الآخرين كانوا يتحوّلون إلى وطنيّين لبنانيّين، طالبا من الولايات المتحدة بدل سؤاله عن دوافعه وراء قبول دعم الموالين لسوريا، الاعتراف بأنّه الشخص الوحيد الذي يجعل كلّ هؤلاء لبنانيّين أكثر من خلال التقرّب منهم وتسخير علاقاتهم من أجل مصلحة لبنان.

وجاء في المذكّرة أنّ السفير أشار إلى "أنّ نشاطات حزب الله الإجرامية ومن ضمنها تهريب المخدّرات وغسيل الأموال تقف على النقيض تماما من دعوات عون للقضاء على الفساد"، مؤكّدا أنّ الولايات المتحدة تبقى معارضة وثيقة التفاهم مع حسن نصرالله، وأنها لا تزال تتساءل كيف يمكن لعون تقديم الغطاء إلى منظّمة إجراميّة بهذه الخطورة؟

فأجاب عون عبر تأكيده على فكرتين: أوّلا قال إنّ الولايات المتّحدة كانت خبيثة في انتقادها إيّاه وقبولها تحالف 14 آذار غير الرسمي مع حزب الله في انتخابات العام 2005 (أشار السفير إلى أنّ الولايات المتّحدة، كما عارضت وثيقة التفاهم، عارضت كذلك وفي شدّة بعض اقتراحات الحريري والسنيورة في خصوص حزب الله). وأضاف عون في النقطة الثانية أنّ الخط الأزرق يشهد انتهاكات "يوميّة" في حين كان الخط هادئا جدّا من الجانب اللبناني في العام 2006، موضحا أنّ سبب اتّباع حزب الله سياسة ضبط النفس يرجع كاملا إلى وثيقة التفاهم مع عون. وأكّد أنّ حزب الله في حاجة إلى عون أكثر ممّا عون في حاجة إلى الحزب، مشيرا أيضا إلى أنّه قادر على ممارسة الرقابة على تحرّكات حزب الله وهو شيء على الولايات المتحدة أن تقدّره وتكون ممتنّة منه.

ولمّح السفير إلى صدور بعض التصريحات المثيرة للقلق من قِبل حسن نصرالله أخيرا، مشيرا إلى استعمال منطق الخطف من أجل تحرير الأسرى اللبنانيّين من السجون الإسرائيليّة واعترافه بتقديم الدعم إلى منظمات إرهابيّة فلسطينيّة.

ورفض عون مضمون كلام نصرالله واصفا إيّاه بغير المهمّ شارحا أنّ ما يحصل على الأرض أهمّ من كلام نصرالله، وأنّ الواقع الميدانيّ الحاصل هو "تهدئة حزب الله". وعلّق عون على أنّ إصرار الولايات المتحدة على نزع سلاح حزب الله لن يأتي بالقوّة، وأنّ أيّ عمليّة عسكريّة دوليّة ستجعل عمليّة نزع السلاح أصعب. وفي ختام المذكّرة سأل السفير عن إمكان حصول مصالحة بين عون وفريق 14 آذار في ضوء المبادىء المشتركة بين الفريقين الداعية إلى الحرّية والديمقراطيّة والاستقلال، فكان ردّ عون مختصرا في وصفه قيادات 14 آذار، وقال إنّ الحريري "ديكتاتور وهّابي" وسمير جعجع "مجرم" في حين تعمّد عون على غير عادته وصف جنبلاط بطريقة متحفّظة وأفضل من ذي قبل.

 

وكيليكس/الجمهورية/أبي رميا: عون حليف الأميركيين في النضال ضد حزب الـله

الاثنين 06 حزيران 2011

 استغلّ سيمون أبي رميا فرصة وجوده في باريس، ليطلب من المسؤولين في السفارة الأميركية اعتبار ميشال عون حليف الولايات المتحدة في نضالها ضد حزب الله، مشيرا إلى ضرورة نزع إيديولوجية حزب الله وليس سلاحه فقط. وشرح أبي رميا كذلك أنّ هدف عون من وثيقة التفاهم مع الحزب هو خلق المناخ المناسب لنزع سلاحه نهائيا، قائلا: وفي حال رفض تسليم سلاحه بعد تحرير مزارع شبعا، سينقلب عليه العونيون.

ففي مذكرة سرية تحمل الرقم 07PARIS1883 صادرة عن السفارة الأميركية في باريس في 11 أيار 2007، جاء عن لقاء جمع بين مراقب شؤون الشرق الأدنى في السفارة الأميركية في باريس وممثل ميشال عون فيها "التابع المخلص" سيمون أبي رميا، نزولا عند طلب الأخير في 10 ايار. وبعد الدردشة في موضوع زيارة عون المرتقبة للعاصمة الفرنسية، هاجم المسؤول الأميركي نظرية أبي رميا التي تقول إن على الأميركيين اعتبار عون حليفا لهم في نضالهم ضد حزب الله. وأشار المسؤول الأميركي إلى أن عون لم يظهر أي قدرة على تعديل أسلوب حزب الله أو خطابه، مشددا على أن لا سوريا ولا حزب الله يدعمان وصول عون إلى كرسي الرئاسة. وسأل: متى سيدرك عون الحقيقة القائلة إنّ حزب الله يقوم باستغلاله؟

وأضاف المراقب الأميركي أنّ أفعال عون، ومن ضمنها معارضته الفصل السابع في قرار الأمم المتحدة، ليست أفعال صديق أو حليف للولايات المتحدة، مشدّدا على أنّ وجهة نظر أبي رميا تخسر مصداقيتها سريعا. وحتى إنّ ممثلي عون ستتقلص فرص اجتماعهم بمسؤولين أميركيين ما لم يحاولوا حرف مسار عون نحو وجهة أكثر إيجابية. وحذّر المراقب الأميركي قائلا: طالما يستمرّ عون في مساره الحالي في استرضاء سوريا وحزب الله ومواجهة فريق 14 آذار، ستبقى علاقته بالأميركيين متعثّرة (وقدّم الأميركي مثال ياسر عرفات الذي واجه مشكلة المصداقية ذاتها مع الولايات المتحدة في الأشهر التي سبقت إسقاطه من حسابات الأميركيين، وكان ذلك بسبب زيادة ثقته بنفسه وتفضيله الجري وراء أوهامه الذاتية على أن يأخذ بنصيحة الأميركيين).

وجاء في المذكّرة أنّ سيمون أبي رميا، الذي كان يدوّن الملاحظات الأميركية في دقّة، قال بوجوب نزع إيديولوجية حزب الله وليس سلاحه فقط، مشيرا إلى أنّ الحلّ يكمن في تحرير مزارع شبعا، الذي سيسلب الحزب ذريعة الإبقاء على سلاحه. وأضاف: إذا رفض الحزب حينها تسليم سلاحه سينقلب عليه العونيون والكثير من الشيعة، مشيرا إلى أنّ الفلسطينيين الموجودين في المخيّمات يجب أن يعودوا إلى فلسطين، بما أنّ المسيحيين والشيعة لن يقبلوا أبدا توطينهم في لبنان. وشرح أنّ حزب الله لن يسلّم سلاحه ما دام الفلسطيني مسلّحا، قائلا: لا يمكن هزيمة حزب الله عسكريا من قبل أي تحالف قوى داخلي-خارجي، "فحزب الله ليس مجرّد ألف مقاتل، فهو يتمتع بدعم تسعين في المئة من شيعة لبنان، ونصر الله قادر على تجنيد مئة ألف مقاتل خلال أسبوع".

وشرح أبي رميا أنّ عون عازم على بناء مناخ ثقة مع حزب الله الذي سيسهّل عملية نزع سلاحه نهائيا. ووافق أبي رميا على أنّ لا سوريا ولا حزب الله يريدان وصول عون إلى الرئاسة، ذلك لأنّ عون مستقلّ جدا، قائلا إن للسبب ذاته يجب على الولايات المتحدة أن تدعم عون. وقال إبي رميا إنّ قيادات 14 آذار، وخصوصا سمير جعجع ووليد جنبلاط، لم يتمكّنا من إيجاد حل لمسألة نزع سلاح حزب الله. وكشف أبي رميا أنّ عون ليس متوافقا مع الحزب من أجل الوصول إلى مجد الرئاسة، ولكن لأنّ مناصريه فقط يعرفون أنّه هو وحده قادر على استيعاب حزب الله. وختم مداخلته طالبا إعلامه بخطة الأميركيين في حال توصّلهم إلى أي حلّ في خصوص نزع سلاح حزب الله، وسأل "ما هي خطتكم؟"

فأجاب المراقب الأميركي أنّ أسس الخطة الأميركية واضحة، وهي مبنيّة على تشكيل المحكمة الخاصة بلبنان التي ستزيد من قدرة التأثير الأميركي في سوريا، واستبدال إميل لحود برئيس وليس بدمية سورية، وتضييق الخناق على تهريب الأسلحة في سبيل منع وصول الأسلحة الثقيلة إلى حزب الله.

أما بالنسبة إلى مزارع شبعا فأوضح المراقب الأميركي أنّ حزب الله سبق أن أشار إلى أنه سيبتدع ذريعة جديدة لمهاجمة إسرائيل، كما أن اللبنانيين، دعاة الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا، لم يقدمّوا حتى الآن أي تفسير لمصلحة إسرائيل في هذا الموضوع.

وفي ختام المذكّرة استفسر أبي رميا عن إمكان اجتماع عون بالسفير ستابلتون أو بأي مسؤول من السفارة الأميركية خلال الزيارة المرتقبة لباريس، فشدّد المراقب الأميركي على أنّ السفير فيلتمان هو محاور عون، وأنّ الولايات المتحدة الأميركية لا تريد تعكير المياه عبر فتح أي قنوات أخرى جديدة.

 

عون يرفض تسليم ميقاتي أسماء وزرائه في الحكومة ... والتفاؤل لاستيعاب جنبلاط أم لمعاودة المراوحة؟

محمد شقير/الحياة

تمر المشاورات في شأن تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، مع معاودتها في مطلع الأسبوع الفائت، في مخاض عسير هو أشبه باختبار نيات للتأكد مما إذا كانت ستدفع باتجاه تسريع ولادتها بعد طول انتظار أو أن بعض القوى في الأكثرية الجديدة أرادت تجميع قواها للرد على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على خلفية اعتباره أنه من غير الجائز بقاء البلد من دون حكومة في ظل التعثر والتباطؤ الاقتصادي وهروب الودائع والرساميل والغلاء المستشري والترهل الإداري وتدني القدرة الشرائية والتعدي على الأملاك العامة.

وفي هذا السياق سألت مصادر سياسية مواكبة لاستئناف المشاورات لتأليف الحكومة ما إذا كان موقف جنبلاط «استفز» رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون باعتباره أحد أبرز معرقلي التأليف ودفع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير الى قول كلام يفهم منه انه متفهم لكل ما قاله رئيس «التقدمي» وانه جاد في الضغط لإزالة العراقيل التي ما زالت تؤخر ولادتها؟

هل استيعاب جنبلاط هو لتجديد الهجوم على ميقاتي؟

وقالت المصادر نفسها لـ «الحياة» انه تبين، حتى إشعار آخر، أن هناك رغبة لدى نصرالله في استيعاب المخاوف التي عبّر عنها جنبلاط مع انه لم يعرف أين يقف «حزب الله» من اتهام عون شخصياً لرئيس «التقدمي» في معرض تعليقه على اجتماع الأخير مع رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل بأنه يستعد للانعطاف في موقفه (تكويعة)، خصوصاً في ضوء مبادرة رئيس «التيار الوطني الحر» الى القول إن الأكثرية قدمت ما عليها وإن إنجاز الحكومة يتوقف على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي عليه أن يتحرك خارجياً للتأكد من أن لا عوائق تعيق ولادتها.

ولفتت المصادر الى أن قول عون إن الأكثرية قدمت ما عليها ولم تعد مسؤولة عن تأخير ولادة الحكومة ما هو إلا كلام حق يراد به باطل وإلا كيف ينسجم عون مع قوله هذا في وقت لا يزال يمتنع عن إيداع الرئيس ميقاتي لائحة بأسماء مرشحيه لدخول الوزارة؟

وأكدت المصادر عينها أن ما يثير التساؤلات حول موقف عون، هو إصرار عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب آلان عون، ومن قبله زميله في التكتل زياد أسود، على القول إن التكتل سلم ميقاتي لائحة بأسماء المرشحين للحكومة وهذا ما نفته مصادر مقربة من الأخير إضافة الى أنه يتعارض مع تأكيد المعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» حسين خليل بأن الحزب يتحرك لدى عون لتسليمه لائحة بأسماء وزرائه. وسألت المصادر: ما المصلحة من رمي الكرة الى مرمى ميقاتي وإظهاره بمظهر من يؤخر إنتاج الحكومة لأسباب خارجية. وهل إن من يسعى لتذليل العقبات يصر على ممارسة سياسة مراعاة خاطر عون وإظهاره على خلاف حقيقته وتقديمه على أنه «المطواع» الراغب في توفير كل التسهيلات لتأليف الحكومة»؟

كيف يشكل ميقاتي الحكومة بلا أسماء؟

كما سألت هذه المصادر: «كيف يسارع ميقاتي الى تشكيل الحكومة فيما يمتنع عون عن تسليمه لائحة بأسماء وزرائه على قاعدة الاتفاق الذي أنجز بين الرئيس المكلف ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ويقضي بأن يتقدم كل فريق بأكثر من مرشح للحقيبة الواحدة وهذا ما اتفق عليه في لقاء الاثنين الماضي في حضور حسين خليل إضافة الى المعاون السياسي لرئيس البرلمان النائب في حركة «أمل» علي حسن خليل قبل أن ينفصلا ويقوم كل منهما بالتفاوض على انفراد مع الرئيس المكلف الذي التقى أمس النائب خليل؟».

وتابعت المصادر: «هناك من يتهم ميقاتي بالتلكؤ ويبادر الى تزوير بعض الوقائع من المداولات الجارية في شأن تأليف الحكومة فيما سارع في الماضي الى رفض حكومة تكنوقراط وأخرى حكومة أمر واقع وإنما سياسية ووازنة يتمثل فيها جميع الأطراف في الأكثرية وأخيراً حكومة سياسية من 14 وزيراً على أن يصار في ضوء هذه التجربة الى توسيعها ضمن الأصول الدستورية».

وأضافت: «إن عون يرفض تسليم لائحة بأسماء وزرائه ويريد أن يحتكر التمثيل المسيحي لنفسه ويتعاطى مع بعض المكونات في الأكثرية الجديدة على أنها ملحقة به وهو يعرف قبل غيره أنها كانت وراء التحول الذي طرأ على ميزان القوى في البرلمان».

كما إن عون - بحسب هذه المصادر - يتحدث عن إنه يطمح الى تأليف حكومة متوازنة وهو يصر على أن يحجب التمثيل الوزاري عن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ويستكثر عليه وزارة المهجرين لوزير يسميه الرئيس وبالكاد وافق أخيراً على أن يتمثل بوزيرين ماروني وأرثوذكسي باعتبار أن المفاوضات أعادت تثبيت العميد المتقاعد في قوى الأمن الداخلي مروان شربل في وزارة الداخلية.

تثبيت الحقائب فقط

وكشفت المصادر أن مفاوضات الأسبوع الفائت أدت فقط الى تثبيت الحقائب وتوزيعها على الكتل النيابية من دون أن تكون مقرونة بأسماء من يشغلها، وعزت السبب الى امتناع عون عن تسليم لائحة بأسماء وزرائه ودعوة «حزب الله» بلسان حسين خليل الرئيس المكلف الى الصبر واعداً بأنه يسعى للحصول على اللائحة من «الجنرال» أسوة بوعد آخر قطعته الأكثرية الجديدة على نفسها ويقضي بإقناع رئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان بأن يتمثل بوزير دولة فيما هو ما زال يهدد بحجب الثقة إذا لم تعط له حقيبة أساسية أو عادية مقرونة بوزير دولة، علماً أن ارسلان هو النائب الوحيد المنتمي الى الحزب الذي يتزعمه.

وتابعت هذه المصادر أن توزيع الحقائب قضى بأن يتمثل تكتل التغيير بـ 8 حقائب ووزيري دولة على أن توزع الحصة كالآتي: 6 وزراء للتيار الوطني واثنان لكل من تيار «المردة» وحزب الطاشناق.

مراوحة جديدة؟

وأكدت المصادر أن عون رفض أن تسند إليه وزارة الثقافة وأصر على استبدال حقيبة الاقتصاد بها، لكنه لم ينجح في تحقيق ما يصبو إليه بسبب دخول حلفائه على خط المشاورات والطلب منه التسليم بتوزيع الحقائب الذي اتفق عليه في إجماع بري - ميقاتي في حضور الخليلين.

واعتبرت أن بعض الأطراف في الأكثرية عاد الى اتباع سياسة المراوحة في مفاوضات التأليف في إشارة الى عون، وقالت إن لبنان يتصدر حالياً «قمة» الأزمات من تردي وضعه الاقتصادي الى تداعيات ما تشهده سورية حالياً من احتجاجات انتهاء بأزمة الشرق الأوسط وشهود الزور.

وسألت: «كيف نواجه كل هذه الأزمات التي يضاف إليها الاستنزاف الدائم للخزينة اللبنانية في مجال الطاقة وتغذية المناطق بالتيار الكهربائي خصوصاً أنها تتكبد خسائر سنوياً بقيمة «بليوني دولار؟».

وقالت: «كيف ينسجم هؤلاء أو بعضهم على الأقل في قولهم باستمرار أنهم يريدون توفير الحلول وتحصين الساحة الداخلية لمواجهة كل التحديات أكانت محلية أم خارجية فيما يمعنون في «ابتداع» الأفكار لإعاقة ولادة الحكومة ويسارعون الى إلقاء المسؤولية على عاتق الرئيس المكلف؟ وبالتالي هل كل هذا يشكل قناعة للبنانيين بأنهم يريدون الانتقال بالبلد تدريجاً الى بر الأمان أما انهم يقحمونه في مسلسل جديد من المراوحة ويواصلون البحث عن «ضحية» لتحميلها مسؤولية ما يقومون به؟».

تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود

وعليه لا بد من أن يتوضح في الساعات المقبلة - كما تقول المصادر المواكبة - المسار الذي ستبلغه المشاورات باعتبار أن «الانتظار في الهواء» يزيد من تفاقم الأزمات ولا يوفر الأجواء لتثبيت الاستقرار وحمايته، خصوصاً أن العوائق أصبحت معروفة في ضوء توصل الاتصالات الى حسم اسم المرشح السني السادس في الحكومة الذي يفترض أن يمثل المعارضة السنية وهو يلقى تأييداً من ميقاتي ورئيس الحكومة السابق عمر كرامي ولم يعد من مجال للانقلاب على التفاهم الذي أنجز في هذا الخصوص.

وتؤكد المصادر أن الخيط الأبيض سيتبين في الساعات المقبلة من الخيط الأسود في شأن المشاورات وبالتالي فإن أي حركة سياسية من دون بركة ستدفع البلد الى حافة «الانتظار القاتل» المفتوح على كل الاحتمالات فيما تنشط الجهود لاستيعاب «سوء التفاهم» الذي برز أخيراً بين بري وميقاتي في الموقف من الجلسة النيابية التشريعية المقررة بعد غد الأربعاء في ظل الاختلاف على جدول أعمالها الذي يضم 49 بنداً أبرزها إدخال تعديل على قانون النقد والتسليف الخاص بمصرف لبنان المركزي يجيز التمديد للحاكم ونوابه الى حين تعيين خلف لهم.

أين يكمن سوء التفاهم؟

الى ذلك تضاربت المواقف في تحديد أو شرح الأسباب الكامنة وراء «سوء التفاهم» الطارئ بين بري وميقاتي حول الجلسة النيابية، مع إن مصادر في الأكثرية الجديدة تسعى للتقليل منه وتراهن على قدرة المعنيين على تجاوزه بأقل الأضرار السياسية.

وأدى «سوء التفاهم» الى تعليق اجتماع كان مقرراً الجمعة الماضي بين بري وميقاتي بذريعة أن الأول اضطر للتوجه الى مصيلح (قضاء النبطية) إضافة الى تخلف النائب خليل عن الاجتماع الذي عقد بين ميقاتي وحسين خليل.

ولفتت المصادر الى أن ميقاتي كان يميل الى حضور الجلسة النيابية على أساس أن تقتصر أعمالها على التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وان جنبلاط يؤيد انعقادها لكنه عدل عن موقفه بعد أن وزعت دوائر المجلس جدول أعمال من 49 بنداً.

وأضافت: إن ميقاتي كان على تواصل مع بري في هذا الخصوص وإن الرئيس الجميل لم يكن بعيداً عن الموقف المشترك للرئيس المكلف وجنبلاط وهذا ما صرح به في العلن.

وتابعت إن ميقاتي مع انعقاد الجلسة لسبب طارئ واضطراري يتعلق بالتمديد لسلامة وهذا ما باح به لبري في اجتماعهما الأخير متمنياً عليه تأخير موعد انعقاد الجلسة لأيام عدة لأنه بذلك يسمح بإعطاء فرصة أمام إنجاح الجهود لتشكيل الحكومة وبالتالي تنتفي الحاجة للتمديد لأنه في مقدور هذه الحكومة التجديد له فور نيلها ثقة المجلس.

كما أن تأخير موعد انعقاد الجلسة الى الأسبوع المقبل يمكن أن يسمح، حتى في حال تأخر ولادة الحكومة، بتعزيز التوافق على التمديد لسلامة باعتبار أن البلد قائم على التوازنات وهو في غنى في الوقت الحاضر عن إقحامه في شرح جديد.

ورأت المصادر إن موقف ميقاتي لا يشكل اعتراضاً على دعوة بري الى عقد جلسة في ظل حكومة تصريف أعمال. فهذا من حقه ومن غير الجائز أن يفهم موقفه وزميليه الوزير محمد الصفدي والنائب أحمد كرامي وكأنه موجه ضده، مشيرة الى أن الرئيس المكلف يعتبر أن المجلس النيابي سيد نفسه لكنه يتحفظ عن جدول أعمال من 49 بنداً حتى لا يفسر قبوله له بأنه قبول بواقع عدم تشكيل الحكومة والاستعاضة عن ذلك بجلسات تشريعية فيما المطلوب هو دعم تشكيل الحكومة وقيام المؤسسات الدستورية بدورها بدلاً من خلق أعراف وسوابق.

وأوضحت أن ميقاتي، وربما لهذا السبب، قد لا يشارك في جلسة التمديد لسلامة لكنه يشجع زميليه الصفدي وكرامي على حضورها إضافة الى أن الرئيس المكلف، بموقفه هذا، قطع الطريق على انضمام المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في اجتماعه أول من أمس برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الى الداعين الى مقاطعة الجلسة النيابية وهو استجاب لطلبه وتجنب في بيانه الإشارة الى هذا الموضوع.

كلام «كبير» لبري الأربعاء

وإذ تؤكد المصادر عدم وجود رغبة لدى الرئيس المكلف في الدخول في تحدٍ مع بري الذي يبذل كل جهد لتسريع تأليف الحكومة. فإن جهات نيابية استغربت موقف الأول بذريعة أن بري لا يريد إحراجه وأن من يقترح جدول أعمال من 49 بنداً لا يريد الانجرار الى اشتباك سياسي مع أحد ولكان حصر جدول أعمالها ببند التمديد لسلامة لكنه أراد من موقفه هذا، الضغط على الحلفاء قبل الآخرين لتسهيل ولادة الحكومة إضافة الى الاحتفاظ بحقه في توجيه الدعوة تلو الأخرى لعقد الجلسة مراهناً بذلك على انتفاء الحاجة إليها في حال نجحت المساعي في تأليفها.

وتضيف إن بري لا يريد أن ينقل أزمة التأليف الى داخل الجلسة وهو لذلك اقترح جدول أعمالها لتأخير انعقادها فيما نقل عنه عدد من النواب قوله: «أنا لا أعمل شيئاً لنفسي، والجميع يدرك الوضع المزري الذي وصل إليه الوضع الاقتصادي في البلد وبالتالي لا بد من تدارك الوصول الى ما هو أسوأ ولنبدأ أولاً بتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان».

وينقل النواب عن بري قوله أيضاً: «لو لم أكن حريصاً على البلد وصون اقتصاده وعدم الإقدام على أي موقف يمكن فهمه على حقيقته لوافقت على ما ينص عليه النظام الداخلي لمصرف لبنان لجهة قيام النائب الأول لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين - وهو شيعي - بمهماته بالوكالة عنه وهو أهل لذلك».

ويؤكد النواب أن بري مصرّ على موقفه، ومن لا يريد انعقاد الجلسة فهو حر لكنه لن يتراجع قيد أنملة، وجدول الأعمال سيبقى على حاله من 49 بنداً زائداً حبة. ويضيف هؤلاء إن بري اقترح على أعضاء هيئة المكتب جدول الأعمال الذي وزعته الأمانة العامة للمجلس لكن أكثرية الأعضاء رفضوا مناقشته وحتى الإطلاع على ما يتضمنه.

وفي شأن موقف بري من التعليقات حول الجلسة. أكد النواب أنه سيقول الأربعاء (بعد غد) كل شيء وأن الجميع سيسمع منه كلاماً «كبيراً» يتناول فيه كل القضايا المطروحة.

 

للكشف عن مصير شبلي العيسمي

النهار/الدكتور عبد المجيد الرافعي   

منذ اكثر من اسبوع، اختفى من مدينة عاليه المفكر والقائد القومي العربي الاستاذ شبلي العيسمي، احد المؤسسين الاوائل لحزب البعث العربي الاشتراكي، الذي انطلق من دمشق، الى ارجاء الوطن العربي في مدة قصيرة. احدث هذا الاختفاء صدمة كبرى لكل المؤمنين بمسيرة الامة العربية الساعية الى تحقيق اهدافها الكبرى في الوحدة والحرية والديموقراطية والتقدم، ونضالها الدؤوب لاقامة المجتمع العربي الديموقراطي الموحد. ان لهذه الشجرة الشامخة والراسخة الجذور في تجربتنا القومية المعاصرة التي يمثلها الاستاذ شبلي العيسمي، اثرا عميقا، وثمرا يانعا في عقول الشباب العربي، الذي نهل المبادىء القومية التقدمية من ينابيع فكره ورفاقه الرواد الاوائل، وعلى رأسهم المفكر القائد المؤسس الاستاذ ميشال عفلق؛ لذا يعتبر اختفاؤه نكسة لفكرنا القومي، الذي عمل له منذ العام 1943 بجلد ودأب وتصميم، ولا يزال علما في انتمائه وايمانه بأمته، رغم بلوغه السادسة والثمانين من العمر.

عرفت الاستاذ شبلي العيسمي منذ عام 1959، وواكبته في المؤتمرات القومية، بدأ من العام 1963 حتى المؤتمر القومي الاخير عام 1992، حيث أعلن اعتذاره عن الترشيح للقيادة القومية، فوجدت فيه الانسان الشفاف، صاحب الخلق الرفيع، والعقل المشارك بموضوعية في جميع النقاشات، عدا إيمانه بمبادىء البعث ونضاله لتحقيق اهداف الامة؛ لذا فان مثل هذه النماذج الفكرية الملتزمة فكر الامة، والمناضلة تحت لوائها، يجب تكريمها وصيانتها، والحفاظ على ما تمثل من وعي قومي، اسهم في انجاز حالة قومية يدركها العرب جميعا من المحيط الى الخليج، ولا يجوز ان ينالها اذى، وبخاصة انها راسخة الجذور في ترابنا العربي، ووجدان الاجيال المؤمنة بنهضة أمتها وتحررها، واسهامها في صنع الحضارة الانسانية.

وهذا ما يدفعنا الى مناشدة الجميع، وخاصة الاجهزة الامنية والعسكرية الى بذل ما تستطيع من جهود من اجل الكشف عن مصير الاستاذ العيسمي وهو في هذا العمر المتقدم، واعادته سالما الى عائلته واصدقائه ومحبيه وجميع مقدري فكره ونضاله من ابناء امتنا العربية. 

 

اجتماع بكركي "يثمر" اقتراحات لتعديل قانون الملكية العقارية

هل يشفع "حقّ الشفعة" بعمليات البيع المشبوهة؟

النهار/ريتا صفير   

اتفق الزعماء الموارنة في بكركي على متابعة البحث في الموضوعات التي تهم لبنان ودور المسيحيين الفاعل فيه وفي مقدمها بيع الاراضي ووظائف الدولة، بتأليف لجان اسندت اليها مهمة تحديد الخطوات العملية في مجموعة ملفات. واذا كانت الدراسات والاحصاءات التي اعدتها "لابورا" شكلت نقطة الانطلاق في ملف التوظيف، فان البحث "المزمن" في الحد من بيع الاراضي استند اساسا الى مشروعين. الاول للنائب بطرس حرب، الذي رمى كرة منع البيع بين أبناء الطّوائف المختلفة، عشية رأس السنة، متسلحا بضرورة الحد من الفرز السّكاني الطّائفي وضرب صيغة لبنان، فيما ارتكز الثاني على اقتراح تقدم به النائب ابرهيم كنعان، تعديل قانون تملك الاجانب.

والواقع ان باكورة النقاشات القانونية في المؤسسات المقربة من الكنيسة والدائرة في فلكها، علما انها سبقت انعقاد لقاء بكركي، تكاد تتمخض عن صيغة ثالثة اكثر ملاءمة للتشريعات اللبنانية على ما يقول العاملون عليها، ولا سيما بعد ابداء هيئة الاشتراع والاستشارات في وزارة العدل رأيا معاكسا لما تضمنه مشروع وزير العمل. ويبدو لب الطروحات التي يعمل عليها تعديل قانون الملكية العقارية المعمول به حاليا، عبر التوسع في "حق الشفعة" الذي يتضمنه. وفيما تنشط خلية من الحقوقيين والقضاة ضمن الرابطة المارونية لوضع اللمسات الاخيرة على اقتراح موحد في هذا الصدد يعمم على السياسيين الموارنة، تعد العدة لعقد سلسلة لقاءات بلدية الطابع. من اهدافها، وفقا لما تقول جهات مارونية، تشكيل لجنة للشؤون البلدية (يتردد ان رئاستها ستسند الى رئيس بلدية جونية انطوان افرام)، تتولى التنسيق مع المجالس ولا سيما المسيحية منها، في "مراقبة" عمليات البيع ضمن نطاق البلدات والقرى. وفيما يصر المعنيون على مطابقة اعمال الرقابة هذه وقانون البلديات وأحكامه، يثيرون مجموعة قضايا قد تساعد المجلس البلدي في مهمته منها ما يشمل تحديد آليات تسهل وضع عقار "مشبوه" قيد الدرس، او فرض اشارات عليه، الى تخفيف عامل الاستثمار. وتطرح صيغ تركز على طريقة التدقيق في منح الافادات حينا، وحجبها عن شارين "مشكوك بهم"حينا آخر.

ما هو المقصود بحق الشفعة؟

الشفعة حق يجيز لصاحبه ان يملك عقارا مبيعا بالاموال والشروط المنصوص عليها في قانون الملكية العقارية. ويقول وزير العمل بطرس حرب لـ"النهار" ان المفهوم في شكل مبسط، يقضي بأن يعرض العقار والسعر المطلوب على ابناء البلدة قبل اتمام العملية العقارية، لمصلحة فرد من خارجها. واذ يؤكد ان البحث في الملف مستمر انطلاقا من اسس علمية، وعلى اساس المشروع الذي تقدم به، يرفض اضفاء اي منحى فئوي عليه او اعتباره اعتداء على الملكية الفردية، مؤكدا ان التشريع الذي يعمل عليه يفترض ان يشمل بيوعات ذات طابع سياسي او طائفي عبر السعي الى وضع ضوابط لها. ومن التعديلات المقترحة، كما وردت في مسودة التعديلات المتداولة، ان يسري الحق على العقارات المبنية وغير المبنية، وان يمنح المجلس البلدي المعني حق ممارسته في حال اختلاف الدين بين البائع والشاري وكذلك المواطنون المسجلون في قيود البلدة من الدين عينه، والهيئات والاشخاص المعنويون من الدين نفسه. وهو يشمل ايضا مالكي الحصص من الدين نفسه في الشركات مالكة العقارات. اما المواد التي يعمل على تعديلها، ضمن قانون الملكية العقارية فهي من المادة 238 الى المادة 240، الى المواد 242 و244 و247 و254.

 

قالوا لـ"السياسة": إنه مليء بالثغرات التي بدأت تفرخ أزمات  

نواب لبنانيون: حان وقت تعديل اتفاق الطائف

 بيروت - "السياسة":أثار كلام البطريرك بشارة الراعي حول اعادة النظر باتفاق الطائف واعتباره غير منزل ودعوته لطائف جديد, جملة من التساؤلات لجهة التوقيت والغاية من اثارة ملف بحجم هذه الخطورة, في وقت تشهد  البلاد انقساماً حاداً, لم يتوقف عند حدود الطوائف وخلافاتها القديمة الجديدة, ليصل الى المذاهب بكل تداعياتها ومخاطرها. وتعليقاً على كلام سيد بكركي المندفع الى الشركة والتغيير, علق أحد الدستوريين الذي يعتبر نفسه من أركان الطائف بالقول: "ذهبنا الى الطائف لنحمي الطوائف من الطائفيين والمتطيفين, فعدنا من هناك أكثر طائفية, ولما شرعنا بتطبيقه, ذهبنا أكثر باتجاه التطيف فانقسمت الطوائف على بعضها, وفرخت مذاهب ومللاً ومجموعات حتى ضاقت بها التوصيفات, وتحول دستور البلاد الجديد الى رهينة في أيدي القوى المهيمنة, فأخذت منه على قدر ما تطال يدها.

فالسوريون الذين تكفلوا بموجب الطائف حماية الأمن والاستقرار في لبنان, عملوا كل ما بوسعهم على حماية وجودهم في هذا البلد الى ما شاء الله, والموارنة الذين خرجوا من مركب الالغاء والتحرير منهكي القوى وهجر القسم الأكبر منهم  لبنان باستثناء العماد ميشال عون الذي رفض هذا الاتفاق لأنه يبعده عن حلمه بالوصول الى رئاسة الجمهورية. أما الشيعة فقبلوا به لأنه كرس لهم رئاسة المجلس النيابي لأربع سنوات متواصلة تبدأ مع ولاية المجلس وتنتهي معه بعد أن كانت سنة واحدة وتخضع لمزاجية الكتل النيابية, فأصبحت مع الوقت هي المتحكمة بقرارات الكتل ومواقفها, وهي التي تملك مفاتيح السلطة التشريعية وبحسب مشيئة الرئاسة الثانية كما هي الحال مع الرئيس بري.أما الرئاسة الثالثة التي كان مرشحاً لها الرئيس رفيق الحريري, فكان بحكم الامكانيات المالية المتوافرة ودوره في رعاية هذا الاتفاق بمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده آنذاك الأمير عبدالله يطمح الى ما هو أبعد من الرئاسة الثالثة بعد التعديلات التي أضيفت الى صلاحيات رئاسة الحكومة واعتبار مجلس الوزراء مؤسسة قائمة بذاتها والتي قيل انها سلخت من صلاحيات الرئاسة الأولى, فأصبح رئيس الجمهورية بموجب الدستور الجديد حاكماً ولا يحكم.

أما الحصان الرابع في تركيبة الطائف, فتمثل بالعمل على انشاء مجلس الشيوخ ترأسه شخصية درزية تنضوي تحت لوائه كل الطوائف بعد اقرار قانون انتخابي جديد على قاعدة النسبية. لكن النائب وليد جنبلاط الرجل القوي على الساحة الدرزية آنذاك اعتبر أن ملف عودة المهجرين المسيحيين الى الجبل يتقدم على مجلس الشيوخ المقترح, وقرر بناء على تكليف من الرئيسين حافظ الأسد والياس الهراوي وبدعم مالي من حليفه الرئيس الحريري رعاية عودة المهجرين, من خلال وزارة شؤون المهجرين, جاعلاً مقرها في "الدامور" كي لا يكلف نفسه عناء التوجه الى بيروت. وهكذا بقي اقتراح مجلس الشيوخ حبراً على ورق مثله مثل سائر بنود الطائف التي لم تنفذ. لكن وبعد انسحاب الجيش السوري بالكامل من لبنان اثر جريمة اغتيال الرئيس الحريري, بقي موضوع صلاحيات رئاسة الجمهورية هو النقطة الأضعف بعد أن أصبح لكل طائفة دستورها وقانونها". وهكذا يحسم هذا الدستوري مرافعته بالقول: لذلك فضل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون بتوقيعه ورقة التفاهم مع "حزب الله", أن يجعل من انتقاص صلاحيات الرئاسة الأولى قفازاً يحاول الصعود من خلاله الى الرئاسة الأولى, وانهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان بحجة انتخابه بموجب تسوية الدوحة, وليس انطلاقاً من اتفاقية الطائف. وكل ما يحصل من تطورات في هذا السياق, ينطلق من هذه المعضلة التي أصبحت بمثابة مشكلة أمام رئيس الجمهورية, وعلى هذا الأساس يطالب البطريرك الراعي بتعديل الطائف لكي تستقيم الأمور. فهل يقبل فرقاء الصراع السياسي بذلك? هل يقبل السنة أو هل يقبل الشيعة? الجواب يبقى رهناً بالظروف السياسية اذا ما كانت تسمح بالقيام بهذا التعديل أم لا..  رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" دوري شمعون لا يرى مشكلة في تعديل اتفاق الطائف, شرط الاتفاق مسبقاً بين القيادات السياسية, كي لا يصيب تعديل هذا الاتفاق ما أصاب لجنة الحوار, وقال ل¯"السياسة": من الضروري تطوير الطائف وتعديله واعادة النظر بصلاحيات رئيس الجمهورية, ولا يجوز أن يبقى موقع الرئاسة من دون صلاحيات. فكيف تعتبر رئيس الجمهورية حكماً اذا لم يكن صاحب قرار يخوله بذلك?ورأى أنه متى خلصت النوايا تسهل الأمور, مستغرباً مواقف البعض التي تقول بأن تعديل اتفاق الطائف يلزمه مناخ أفضل, لأن هذا المناخ الأفضل لن يأتي وطالما هناك مشكلة, علينا أن نجد حلاً لها بمعزل عن كل الأعذار والحجج.

من جهته, قال عضو كتلة "التغيير والاصلاح" النائب ميشال الحلو ل¯"السياسة": ربما يكون الوضع غير مناسب اليوم لتعديل الطائف, لكنه سأل: هل هو كتاب منزل لا يجوز مسه? وأكد أن الممارسة أثبتت أن فيه ثغرات كثيرة, وهذه الثغرات بدأت تؤدي الى أزمات سياسية وأزمات نظام, ومنها المهلة المعطاة لتشكيل الحكومة من دون سقف زمني, وهذه تشكل ثغرة يجب أن نسدها. وقال: اذا لم ننكب على دراسة نظامنا وقوانيننا ودستورنا ضمن جو ومناخ من حسن النية, نتمنى أن يحصل في يوم من الأيام من دون أن يؤدي الى شعور طائفة بأنها مغبونة أو مستهدفة. ولا يجوز أن يظل عندنا ممنوعات من شأنها أن تعيق تكامل قوانيننا وتمنع تطوير نظامنا باتجاه الأفضل, وألا نكون كلنا شهود زور على سقوط لبنان وانهياره. بدوره قال عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار قال: أنا مع البطريرك الراعي بأن لا شيء منزل سوى الكتب السماوية وكل شيء من صنع الناس يمكن أن تتغير ويلغى طالما هناك توافق حول الأمر. لكنه رأى أن للتغيير ظروفاً مناسبة لم ير أنها تسمح بالتعديل في الوقت الراهن. وذكر بما كان يطالب به البطريرك نصر الله صفير لنطبق الاتفاق أولاً وبعد ذلك نطالب بالتعديل. وأكد أن الطائف فيه ثغرات, لكن عند اقراره كان المطلوب انهاء الحرب الأهلية.

وفي موضوع استعادة رئاسة الجمهورية الصلاحيات التي سحبت منها لمصلحة رئاسة الحكومة, رأى أن هذا الطرح غير سليم, والبعض يطرحه بطريقة خبيثة وفي يقينه أن الصلاحيات التي أعطيت لمجلس الوزراء أخذت من رئيس الجمهورية, وهذا خطأ كبير. الصلاحيات لم تؤخذ من رئيس الجمهورية الماروني لتعطى لرئيس الوزراء السني, بل أعطيت لمجلس الوزراء مجتمعاً.

 

الطفولة الشهيدة عنوان الفجر السوري

 السياسة/أحمد الجارالله

ما عادت تنفع عمليات التجميل التي يجريها نظام دمشق لوجهه عشية كل يوم جمعة... لا مراسيم العفو عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي بعدما شاخوا او ماتوا في اقبية التعذيب والمنافي, ولا الوعود بانشاء لجان لصياغة قانون جديد للاحزاب, او اطلاق حرية التعبير, وتنظيم الاعلام او الاعداد لحوار وطني(من سيحاور من بعدما اصبحت البندقية لسان حال النظام?)... لقد اسقطت مجازر "شبيحة" اجهزة الامن كل الاقنعة التي جهد نظام العسكر طوال العقود الماضية في المحافظة عليها لاخفاء قبح ودموية نهجه القمعي, وبعد استشهاد 30 طفلا كان عنوانهم حمزة الخطيب الذي لم تكتف اجهزة الامن بقتله,بل مثلت بجثته ايضا امعانا منها بالمضي قدما في طريق الدم للرد على مطالبات الحرية والاصلاح الشعبية.

ليس غريبا ان تصنع الانظمة الديكتاتورية نهايتها بيدها, لانها لا تعرف الا لغة العنف وسيلة تحاور بها شعبها, ولذلك يستنسخ النظام السوري في كل مدينة وقرية يوميا عشرات من محمد البوعزيزي التونسي من دون ان يدري, ليزيد من سرعة انهياره بكل رصاصة يطلقها عسكره ورجال امنه.

كل يوم يسقط العسكر القتلة مقولة المؤامرة التي اطنبت اجهزة الاعلام السورية بالحديث عنها منذ اليوم الاول للانتفاضة الشعبية السلمية حين جعلت الدم يسيل في الشوارع وغاب عنها ان الدم يستسقي الدم, بل غاب عن بال النظام انه يحمل ارثا ثقيلا من الدماء الحرام التي لم تخمد نارها طوال 30 عاما والتي سالت في مجازر حماة المرتكبة في الثمانينات من القرن الماضي حين قتل اكثر من عشرين الف نسمة, واختفى الالاف الذين لم يعرف مصيرهم حتى اليوم, ولا ندري اذا كان العفو العام الاخير سيكشف مصير بعض هؤلاء?

لقد فات النظام ان الشعب السوري لم يعد يقبل بفتات يقدم له, كمرسوم العفو هذا, لانه عرف طريقه الى الحرية, وسقطت اسطورة الترعيب الاستخباراتية التي لم تكن قوية الا على الابرياء والناس, وفشلت حتى في حماية اقرب المقربين الى رئيس الجمهورية ومنهم مستشاره العسكري محمد سليمان, كما ان اهالي شهداء الانتفاضة لن تقنعهم البيانات الرسمية لتدبيج روايات مزعومة عن قتل الاطفال والتمثيل بجثثهم, لان شمس الحقيقة لا يمكن اخفاؤها بغربال كلام معسول كتب بحبر دموع تماسيح تقتل وتتلذذ بتعذيب ضحاياها, بل هو مطالب من شعبه الان, اكثر من المجتمع الدولي, بإعلان توبته التي يكون اقلها رحيله وانهاء دهر العذاب والقمع والفساد الذي نخر كل سورية.

ما يشاهده العالم من جرائم ترتكب بدم بارد ضد الابرياء العزل يعني ان هذا النظام لا يزال اسير الماضي, ولا يفهم الا لغة القتل والقمع, ما يهدم كل ما قيل ويقال وسيقال عن سعي الى الاصلاح وانهاء عهد المجازر, فالعالم بات اصغر من قرية بلا جدران, واصبحت مؤسسات حقوق الانسان والدول الديمقراطية اكثر قدرة على ممارسة الضغط على الانظمة الدموية التي لا تتورع عن ارتكاب المجازر ضد شعبها من اجل الحفاظ على امساكها بالسلطة,اي ان هذا العالم لم يعد يصغي الى ما تقوله الأبواق الاعلامية الرسمية للانظمة, بل ان الحقيقة لم تعد حكرا على احد, وهذا ما لا يستوعبه القتلة, لانهم مصابون بالصمم لا يسمعون صرخات ضحاياهم, ولا يرون ما ترتكبه ايديهم.

اقفل النظام السوري الدائرة على نفسه, وبات كل اركانه يتحملون مسؤولية كل صرخة معذب, او نقطة دم بريء تهدر في الشوارع, واحرق سفن الانقاذ خلفه وغرق طوعا في بحر من الدماء, ما يعني ان المسألة لم تعد اكثر من اسابيع قليلة قبل ان يعلن بنفسه اعلان وفاته.

 

الخامنئي ودماء الشعب السوري!

داود البصري/السياسة

الفتوى المعلبة و الاتهامية و الجاهزة التي أطلقها مرشد النظام الإيراني ووليه الفقيه آية الله علي خامنئي ضد الثورة الشعبية السورية الكبرى و اتهامها بكونها عملا مدبرا من تدبير الولايات المتحدة! هي استهانة فظيعة و ظالمة لدماء الشهداء السوريين من مسلمين و مسيحيين وهي فتوى سياسية ذات أغراض دنيوية متحيزة لاعلاقة لها أبدا بالقيم الإسلامية ولا بالمعايير الدينية القحة التي تصنف الظالم ظالماً و المجرم مجرماً الدموي دموياً بصرف النظر عن أصله و فصله حقيقة لا أدري وفق اي معايير صنف خامنئي ثورة الشعب السوري بكونها ثورة مدعومة أميركيا ? وماهي الأدلة الشرعية والثبوتية التي تدعم رأيه ? وهل يمتلك وثائق رسمية معينة تؤيد رأيه و تساند طروحاته ? و إني لأتساءل حقيقة كيف يبرر الخامنئي إستشهاد أكثر من ألف شهيد سوري في ساحة المواجهة مع نظام القتلة و البرابرة في الشام ومع إستمرارية مهرجان القتل و سفك الدماء ? وهل يرضى الخامنئي عن قتل الأطفال بالجملة والمفرق و عن حملات القمع التي تقوم بها المخابرات السورية وعناصر "الشبيحة" المجرمين الذين يرفعون شعارات تؤله قائد البرابرة و تجعله آلها فوق الآلهة ? هل يرضى الولي الفقيه وهو ولي أمر المؤمنين كما هو مفترض وضمن واجباته الشرعية المعلنة عن كل هذا القدر الهائل من سفك الدماء لمسلمين وموحدين كل ذنبهم هو رفضهم للظلم و للمطالبة بحريتهم و كرامتهم و أرزاقهم و مستقبل أبنائهم ? كيف يتهم الخامنئي كل هذا القدر الهائل من الشهداء بالعمالة للولايات المتحدة ? وهل الولايات المتحدة مصنعا للشهداء و المقاومين ? هل يعلم الخامنئي شيئا أي نزر ولو بسيط من تاريخ الشعب السوري المقاوم ضد الإستعمار و الصهيونية وكل أشكال الهيمنة والإستغلال ? , لقد قدم الشعب السوري قوافل متلاحقة من الشهداء في مقاومة الإستعمار الفرنسي بل أن بطل معركة ميسلون التي فتحت أبواب دمشق أمام الإحتلال الفرنسي عام 1920 الجنرال يوسف العظمة قدم حياته رخيصة رفضا للهزيمة و الإحتلال ! وهو موقف حر و شجاع لايوجد في كل التاريخ الإيراني المعاصر ما يوازيه أو يساويه في الشجاعة و الإيثار ? على من يعزف الخامنئي مزاميره وهو يلوث دماء الشهداء الذين سقوا بدمائهم ربى الجولان و كل معارك العرب القومية الكبرى فيما كان الإيرانيون مزرعة من مزارع إسرائيل وهم حتى اليوم لم يطلقوا طلقة واحدة على الإسرائيليين إلا من خلال المذياع و خطب المنابر و حملات المزايدة و التسويق الكاذبة المدفوعة الثمن ? كيف يتجرأ الخامنئي على دماء الشهداء في الشام الحرة بكل هذه الخفة ? و من يحسب نفسه لكي يكون قيما على ثورات الشعوب الحرة العريقة التي علمته و أصنافه معنى الثورة و الحرية و الكرامة ? أليس من الأولى و الأجدى له الإلتفات لمصائب إيران و لإنفجار الشارع الإيراني ذاته الذي هتف و مازال يهتف بشعاره الخالد "مرك بر دكتاتور" أي الموت للديكتاتور ! و طبعا السيد خامنئي يعرف جيدا من هو الديكتاتور الحقيقي! وهو الشارع الذي يتهيأ اليوم للإنتفاض و الثورة و إطلاق العنان لقواه الحرة التي ستعيد صياغة المشهد الإيراني و الإقليمي من جديد و سيعيد وضع النقاط على الحروف ليس من حق الخامنئي ولا من هو أكبر منه تشويه كفاح وجهاد ودماء شهداء شعب سورية العظيم الشجاع الذي يرتدي أبطاله أكفانه كل يوم وهم يقارعون أردأ خلق الله من الطواغيت الوراثيين الذين هدموا المدن السورية الحرة على رؤوس أهلها ? كما أن ثوار الشام و أبطاله الصناديد لا يأخذون الشرعية ولا فتاوى النفاق و المصلحة من أي طرف كان فمرجعيتهم الأولى و الأخيرة هي رب العزة و الجلال الواحد الأحد الذي سينصر عباده و سيفضح القتلة و البرابرة و يخزيهم في الدنيا قبل الآخرة و سيشفي صدور القوم المؤمنين و ليس المنافقين! و للسيد خامنئي أقول بأن معدن وحقيقة السياسة الإيرانية قد تبلور وهو إرتباطها بالمصالح القومية الدنيوية البعيدة عن الدين ومرجعية الخامنئي ليست مرجعية فقهية قحة بل أنها مرجعية سياسية صرفة مغطاة بجبة الدين و التقوى , و إلا فان الحق واضح فأعرف الحق تعرف أهله , و الاتهام الخامنئي لشهداء الشام من الرجال و الأطفال و النساء و الشيوخ هو اتهام ظالم وقد رد عليه أهل الشام خير رد بحرق الأعلام الإيرانية المنحازة للظالم و الطاغوت , عموما الثورة السورية ستنتصر على الدجالين و البرابرة , ووجه المنطقة سيتغير بالكامل و ستسود وجوه و تبيض وجوه و سنرى القوم سكارى من شدة ضربات الثوار المؤمنين بربهم و عقيدتهم النقية من الخرافات و بحقهم الكامل في الحرية , ولاعزاء للدجالين وهم يتخبطون خبط عشواء...!

*كاتب عراقي

 

الحكومة بين موجات تبادل الكرة

النهار/روزانا بومنصف

صدرت في عطلة نهاية الاسبوع مواقف لافتة لمسؤولين في "حزب الله" ربطت عرقلة تأليف الحكومة بوجود عقبات اميركية مما اثار تساؤلات عن صحة الموجة التفاؤلية في تذليل العقبات امام ولادة الحكومة واحتمال رؤية هذه الولادة الاسبوع الطالع على رغم الكلام على تذليل للعقد والشروط التي يضعها العماد ميشال عون. اذ ان استحضار الموقف الاميركي من الحكومة يفيد بالنسبة الى المعنيين باستمرار الحاجة الى ذرائع تبرر التأخير، علما انه سبق رئيس المكلف نجيب ميقاتي ان نفى اكثر من مرة وجود عوائق اميركية امام التأليف فيما قلل النائب وليد جنبلاط الى حد كبير اهمية الكلام الذي وضع العرقلة في خانة التدخل الاميركي في الشأن الحكومي اللبناني وحتى تأثير زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان للبنان على موضوع الحكومة. وتقول مصادر معنية ان الموقف الاميركي لا يزال هو نفسه منذ تكليف الرئيس ميقاتي، في حين ان الموضوعية تقضي بالاقرار بان هذا الموقف من التركيبة الحكومية العتيدة واسماء الوزراء والبيان الوزاري هو موقف دولي وليس موقفا اميركيا فحسب يتصل بالموقف من المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري وجملة امور اخرى.

ومع ان بعض التقدم الجزئي والضئيل قد تحقق من حيث عودة طلبات عون الى اطارها السابق الذي كان تم الاتفاق عليه ونقض لاحقا، فان لا اوهام حيال ولادة الحكومة قريبا على اكثر من مستوى سياسي وديبلوماسي بحيث يبدي رؤساء البعثات الديبلوماسية اهتماما جديا بمعرفة كيف ذللت العقبات وكيف سترى الحكومة النور لان المعطيات لديها لا توحي بذلك. وبغض الطرف عن التفاصيل في هذا التقدم، فان هذه المصادر ترى انه سيكون مثيرا ومهما، في حال ثبوت التقدم البحث عن الاسباب الحقيقية التي ادت الى اطلاق الحكومة من اسرها. ففي هذه الحال فان ولادتها هذا الاسبوع يعني ان طلبات عون هي التي اخرت فعلا الحكومة لاربعة اشهر وفق ما اعلن هو نفسه بقوله ان الازمة انتهت من جانبه. كما يعني ان قراءة "حزب الله" للتطورات في المنطقة قد شهدت تغيرا او تعديلا بحيث قرر الانتقال من وضع المنتظر والمتريث الى وضع المبادر الى الضغط على حليفه المسيحي وتسهيل ولادة الحكومة. لذلك تعتقد هذه المصادر ان ولادة الحكومة تعني ان معطيات اقليمية جديدة ومحلية ايضا فرضت على الحزب التحرك وهو بات يريد حكومة قال النائب جنبلاط قبل ما يقارب العشرة ايام انه يعتقد ان الحزب لا يريدها، وهو يضع عون في الواجهة، اذ ان هذا الموقف لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، الى نعيه قدرة الاكثرية الجديدة هو الذي ادى الى محاولة الحزب اظهار رغبته في تذليل العقد ونفي تبعة التأخير عنه ورمي الكرة في ملعب الرئيس المكلف الذي تستمر الحملات عليه واتهامه بالخضوع للضغوط الاميركية. فالتحديات كبيرة جدا داخليا وعلى المستوى الخارجي ويبدو ان هناك خشية كبيرة في مواجهتها. ولذلك لا تزال تتوازن بعد اربعة اشهر من محاولات تأليف الحكومة الاحتمالات المرجحة لولادتها والاخرى المانعة لها على قدم المساواة.

 

لبنان وسوريا.. «طائف» وطوائف

«المتشائم يتشكى من الرياح، والمتفائل يقنع نفسه بأنها ستمر بسرعة، أما الواقعي فيهتم بأمر الأشرعة».(ويليام آرثر وارد)

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

يتساءل بعض المتابعين عن سبب تواضع مستوى ردود فعل الإدارة الأميركية وبطئها إزاء قمع الانتفاضة الشعبية على امتداد الأراضي السورية، على الأقل، بالمقارنة مع رد فعلها الحازم إزاء النظام المصري السابق. وهذا، مع أن فترة القمع في سوريا أطول، وحجم الضحايا أكبر، وأسلوب التصدي للمظاهرات أفظع، والنهج الإعلامي الإنكاري والتخويني أشد صلفا ومكابرة.

بخلاف التعامل مع النظام المصري السابق، المرتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، والمستسلم بصورة شبه مطلقة لسياسات واشنطن في الشرق الأوسط، اختارت واشنطن حتى اللحظة الإبقاء على شعرة معاوية مع نظام الرئيس بشار الأسد، مع أنها دأبت منذ سنين على تصنيفه من الأنظمة شبه المارقة.. القريبة من دعم الإرهاب!

واليوم، على الرغم من تجاوز عدد ضحايا القمع الدموي في سوريا رقم 1200 قتيل، ناهيك من الألوف المؤلفة من الموقوفين والمعتقلين، تخرج واشنطن بالفرصة تلو الفرصة والتلميح تلو التلميح.. مما يكاد يوحي بأن المسألة كلها مسألة «رفع عتب» لا أكثر. وإذا صح هذا التصور، ولعله صحيح، فقد يكون السبب أن تل أبيب لم تتخذ بعد القرار الحاسم بسحب «مباركتها» لبقاء النظام.

هنا من المفيد جدا تذكر رغبة إسرائيل المزمنة بالمحافظة على الـ«ستاتوس كو» مع نظام دمشق، والاستفادة منه كـ«فزاعة» ابتزازية.. تخدم استراتيجية الهروب من استحقاقات السلام، وتدعم حاجة إسرائيل للمحافظة على تفوقها العسكري ورفضها الانسحاب من الأراضي المحتلة بذريعة وجود «تحالف معادٍ» يشكله محور طهران - دمشق.

أكثر من هذا، ينبغي ملاحظة أن استمرار النظام في دمشق يضرب عصفورا ثانيا بالحجر نفسه.. إذ إنه، بحكم ذهنيته وتركيبته وممارساته، يخدم غاية إسرائيل في مفاقمة الاحتقان والاستقطاب الفئويين في المنطقة المحيطة بها.

ولندع شعارات العلمانية الجوفاء جانبا، وننظر إلى الواقع على الأرض.

إننا نرى، أولا، شارعا فئويا وطائفيا محتقنا يمتد من القامشلي إلى اللاذقية إلى درعا، وما بينها في الداخل السوري، ما عاد يجد أمامه سبيلا للتظاهر إلا من المساجد.. وأيام الجمعة بالذات. وهذا يعني أن النظام «العلماني» لا يتيح للمواطن الاعتراض والتظاهر في الساحات والأماكن العامة، كحال مصر واليمن مثلا، بل يدفعه دفعا إلى تدثر عباءة الدين والاحتماء به.

ثانيا، اتهمت السلطة عبر إعلامها الرسمي وشبه الرسمي و«محلليها السياسيين المستقلين» (!) جماعات دينية أصولية، بأنها ضالعة في مؤامرة ضد «الممانعة» و«المقاومة» تخدم أهداف أميركا وإسرائيل، مع أن السلطة نفسها رعت، ولا تزال ترعى، هيمنة جماعات متشددة دينيا على كل من لبنان وقطاع غزة. فالرئيس السابق الراحل حافظ الأسد الذي احتضن ودعم إنشاء إيران حزب الله في لبنان رفض إنشاء تنظيم مماثل داخل سوريا. وأما الفكر الأصولي السني الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس والجهاد الإسلامي، فممنوع داخل سوريا، لكنه مدعوم منها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقيم قياداته الفلسطينية في قلب دمشق.

ومن فلسطين، لا بد من الانتقال إلى لبنان، الذي يتقاسم مثل سوريا خط حدود مع إسرائيل.

هنا يتأكد بمرور كل يوم تآكل مؤسسات الدولة اللبنانية أمام «غول» الطائفية الذي كبر واستشرس أكثر في ظل 30 سنة من الوجود العسكري - الأمني السوري، بدلا من أن يخمد ويذوي. وبعدما، أفلح اللبنانيون، بدعم عربي ودولي بالتوصل إلى «اتفاق الطائف» الذي أنهى نحو 15 سنة من الحرب الأهلية والإقليمية التي راح ضحيتها نحو 150 ألف قتيل، ها هي الأطراف اللبنانية تريد الانقلاب عليه، في ظل التحريض الإقليمي، والعودة إلى الوراء 35 سنة بدلا من تعلم دروس الحرب والاتعاظ منها.

بالأمس فجر البطريرك الماروني الجديد بشارة بطرس الراعي ما يشبه القنبلة السياسية عندما اعتبر أن «اتفاق الطائف» ليس منزلا، وارتأى إعادة النظر فيه، مما استدعى ردودا سلبية متوقعة من عدد من الأفرقاء اللبنانيين من مختلف الطوائف.

لماذا قال البطريرك الراعي ما قاله، مع أن «اتفاق الطائف» ما كان ليكون لولا تأييد سلفه البطريرك نصر الله بطرس صفير له، مع فريق غير قليل من المسيحيين؟ وهل البطريرك الراعي، المشهود له بحسه السياسي القوي، وفهمه العميق لتعقيدات الوضع اللبناني، وإدراكه هشاشة الواقع الديموغرافي المسيحي، مقتنع حقا بأن ثمة بدائل أفضل للمسيحيين - والموارنة تحديدا - من هذا الاتفاق الذي كفل لهم المناصفة في كل شيء.. نصا لا عرفا؟

أغلب الظن أن البطريرك يعرف تماما ماذا يريد. وعلى رأس ما يريده «استيعاب» النهج الانتحاري المسيحي الذي تمثله ظاهرة ميشال عون، أسوأ ظاهرة في تاريخ لبنان السياسي المعاصر، تمهيدا لترويضها وضبطها. ففي ظل احتفاظ عون - المدعوم مباشرة من «محور طهران - دمشق» - بنسبة لا بأس بها في الشارع المسيحي، وجد البطريرك أن الخيار الأمثل هو سحب البساط من تحت «الحالة العونية».. والذهاب أبعد منها في طمأنة المسيحيين الذين لا يزالون يراهنون على «حكمة» مشروع «تحالف الأقليات».

طبعا، البطريرك الراعي يدرك سلفا أن الامتيازات والصلاحيات الفئوية في بلد تعددي كلبنان - تماما مثل الاستقلال - تؤخذ ولا تعطى. وبالتالي، فهو لم يكن يتوقع رد فعل إيجابيا على مقولته، حتى من القيادات الدينية اللبنانية التي تقاطرت قبل فترة قصيرة للاجتماع عنده في الصرح البطريركي في بكركي. غير أن خطر التلاشي المسيحي يقلق الراعي، حقا، كما يقلق أي مسيحي عاقل يرى نذر الخطر ويسعى إلى التحسب لها، في منطقة تعيش مرحلة مفصلية من تاريخها. ومن هذه الزاوية، يستحسن التركيز على أفعال البطريرك أكثر من كلماته، ولعل الاجتماع الكبير للقيادات المارونية الذي دعا إليه مؤخرا يوضح أنه يريد أن يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وإبلاغهم أن بكركي ستلعب من الآن فصاعدا دورا سياسيا أكبر وأنشط، ولن تدع مزايدات المغامرين تهدد مصير الجماعة الدينية التي طالما اعتبرت نفسها محورا للبنان مستقل.

في المقابل، كان لافتا بين المواقف المتحفظة على ما قيل عن «الطائف» كلام السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله.. ومحتضن «الحالة العونية». وفي هذا الكلام رسالة إلى من يخدعون أنفسهم، ويتوهمون أنهم قادرون على البت والفصل، في حين أنهم مجرد أدوات تعتمَد إلى حين أن تنتفي الحاجة إليها.

إنها رسالة يجب أن يفهمها الصغير والكبير.. في لبنان، وأيضا في سوريا.

 

تعثر"حزب الله" وسياسة ما بعد "الامومة الدمشقية"

ريتا فاضل/موقع 14 آذار

يحتار المرء في توقع ما سيقدم عليه حزب الله في الامد المنظور ولعله يصح القول اكثر ان الحزب نفسه لا يعرف ما سيتخذ من مواقف استراتيجية في الاشهر القليلة المقبلة.

فقد تبدلت المعطيات الى حد بعيد جداً منذ مطلع العام الجاري حتى اليوم حين كان تحالف دمشق وطهران وحزب الله وحماس الذي يستقوي بالعماد ميشال عون في بعده اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً يقوم بما يحلو له وهو ما ادى الى تغيير المعادلة السياسية والبرلمانية جذرياً.

الا ان سوريا تغرق اكثر فاكثر في مشاكلها الداخلية وهي باتت عاجزة تقريباً عن التدخل في الشؤون اللبنانية وفرض المعادلات التي تريد، اقله لم تعد قادرة على صنع القرار اللبناني الذي يلائمها. كيف اذا كان حلفاؤها مختلفين بين بعضهم البعض؟ وكيف اذا كانوا عاجزين عن الحسم ولا يزالون ينتظرون كلمة السر على غرار تجارب الماضي؟

تغرق دمشق في الحصار الداخلي ويزداد حولها الرفض الخارجي لما تقوم به من ممارسات مما يدفع بها اكثر فاكثر الى الانغلاق على نفسها.

ولعل هذا المنحى الانغلاقي سيفضي يوماً بعد آخر الى افتقاد حزب الله لرعاية دمشق والامومة التي احاطت به من كل حدب وصوب وامنت له كل ظروف الحماية والنمو والسيطرة.

ويرى المتابعون ان حزب الله يتحضر بقوة لمرحلة ما بعد الامومة التي أمدّته بها سوريا لكنه يبدو متعثراً ولا يبرز معالم سياسته الحقيقية للحقبة المرتقبة.

وكان حزب الله يراهن على ان الغطاء الخارجي السوري الايراني الذي كان يترافق مع تراخ اقليمي ودولي يصب في خانة تكتيكاته البعيدة الامد لبنانياً وخارجياً.

غير ان الازمة السورية والتحولات الخارجية تفرضان قراءة المعادلة مجدداً فالتهديد بورقة الجنوب والجولان لا يجدي نفعاً والوعيد باشعال الداخل اللبناني اشبه بالانتحار والتلويح بفرض حكومة اللون الواعد الحماسية الغزاوية مستحيلة اقله عند رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط.

اما قصة التخويف بالشارع والتهويل بالقمصان السود فهما لا يؤتيان ثمارهما الا اذا قرر حزب الله ان يعاكس السير ويذهب باتجاه اشبه بالانتحار.

وما ينقل عن النائب جنبلاط حول مدى استيائه من حزب الله والعماد عون اضافة الى ما سمعه من القطريين والفرنسيين...كل ذلك يدفع الى القول ان حسابات الحقل مغايرة كلياً لحسابات البيدر من الآن فصاعداً. ويرتفع الكلام عن اقتراب صدور القرار الاتهامي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري مع ما يسرب من معلومات عن ضلوع مسؤولين كبار في سوريا وحزب الله في هذه الجريمة الامر الذي يدفع الى توقع تسارع الاحداث لبنانياً ولا سيما الموقف الذي سيقدم عليه حزب الله ان في الملف الحكومي أو بالنسبة الى اسلوب التعاطي مع مجمل المسائل اللبنانية الداخلية والخارجية.

من هنا يشير المتابعون الى ان مصير تشكيل الحكومة يقف قاب قوسين من احد احتمالين:

-الاحتمال الاول اقتناع حزب الله بان النموذج الحماسي اقرب الى المنطق ويبقى اهون الشرين مما يحتم عليه التواضع والتحلي بالواقعية للذهاب بعيداً في ارتداء الرداء اللبناني الوطني.

-اما الاحتمال الثاني فيقضي بان يقرر حزب الله ومن ورائه السوريون فرض التشكيلة الوزارية التي تعيدنا بالذاكرة الى التجارب السابقة ودون ذلك الكثير من العوائق بينها ما سبق للمسؤولين العرب والغربيين ان قالوا في هذه المسألة وان الرئيسين سليمان وميقاتي والنائب جنبلاط لن يمشوا بخيار مماثل.

فهل سينظر حزب الله بعين الواقعية والمصلحة البعيدة المدى بالنسبة اليه والى سائر اللبنانيين ويمشي بحكومة انتقالية او انقاذية؟ام انه سيبقي على صلفه وجبروت وهج سلاحه ليذهب بعيداً في المواجهة والاحادية؟ام ان الخيار الاقل ضرراً سيقوم على ابقاء البلد من دون حكومة؟

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

في ذكرى النكسة...أسامة حمدان لموقعنا: الفلسطينيون يتظاهرون في الجولان للمرة الثانية... والمناخ العام في المنطقة هو من أتاح ذلك  

غسان عبدالقادر

في صباح ذلك اليوم الحار من حزيران 1967 وفي الأيام الستة التالية، هزمت الحكومات العربية في حربها مع اسرائيل و"تحطمت طائراتها عند الفجر". نقول الحكومات وانظمتها وليست الشعوب التي رفضت أن تتوسع اسرائيل في أقل من أسبوع إلى ثلاثة أضعاف حجمها، كما رفضت تلك الشعوب وما زالت أن تضيع قدس أقداسها. بعد مضي ما يقارب الأربعة عقود ونصف على هذه الحرب، أجيال فلسطينيي الشتات تحيي هذه الذكرى التي تقربها أكثر إلى أرضها، إن كان القرب بالروح يغني عن اللقاء المادي.

موقع 14 آذار الألكتروني كانت له مقابلة مع الأستاذ أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية-حماس، تناولنا فيها موضع التظاهرات التي كان من المتوقع أن يشهدها لبنان عند الحدود مع شمالي فلسطين، وتداعيات ما حصل يوم 15 ايار في مارون الراس، بالإضافة إلى حالة الحراك الفلسطينية العامة خصوصاً بعد المصالحة الفلسطينية الأخيرة بين حركتي فتح وحماس.

بدأنا حديثنا مع الأستاذ أسامة حمدان عن الظروف التي أحاطت بالبرنامج الذي أعلن عنه في ذكرى النكسة ولم يتمّ تنفيذه فأشار إلى أنّ "الهدف من هذه التحركات المزمع القيام بها كان واضحاً وهو الإصرار على إحياء ذكرى نكسة 5 حزيران 1967 بطريقة مختلفة من خلال القول أن الشعب الفلسطيني لا يزال يتمسك بحقوقه وأن الشعب الفلسطيني لم يهزم وان الهزيمة التي وقعت عام 1967 لم تؤد الى إحباط عزيمة العرب بقدر ما أدت الى مزيد من الحراك والإصرار على مواصلة النضال حتى تحقيق الأهداف الوطنية".

وتابع "في لبنان، قرر الجيش اللبناني لإعتبارات لا نريد الخوض فيها أنه من الأفضل عدم السماح بقيام مسيرات على الحدود مع فلسطين المحتلة. فأتفقت الأحزاب اللبنانية والقوى الفلسطينية التي كانت منخرطة في مثل هذه التحركات على احترام هذا القرار، ووقف كل الفعاليات على الحدود الفلسطينية والإكتفاء باجراء نشاطات داخلية في المخيمات الفلسطينية".

أما بخصوص التخوف من أن يتكرر ما حصل يوم 15 أيار في ذكرى النكبة في بلدة مارون الراس الحدودية، فأعتبر حمدان "أن هذه القضايا تأتي من ضمن ما كان الجيش اللبناني يتحسب له من المسائل. وربما كان الإسرائيلي واضحاً بإصراره على اطلاق النار على المدنيين العزّل وأنا أريد أن أشير بوضوح إلى أنّ اللذين خرجوا الى مارون الراس في 15 ايار لم يتجاوزوا الخط الأزرق في أية بقعة، وإنما أطلقت عليهم النيران الصهيونية وهم على التراب اللبناني وبالتالي نستنتج أنه كان هناك قرار اسرائيلي مسبق بافتعال مجزرة لم تأت نتيجة حدث ما". التحركات الفلسطينية على جبهة الجولان كانت موضع اهتمام العديد من المراقبين، فأستدعت الإستفسار عنها من جانبنا وكان ردّ أسامة حمدان هو "أن الجولان يشهد تحركات شعبية فلسطينية وليس تحركات فصائلية، حيث تشمل هذه الاحتجاجات الشعب بأكمله في مسيرته نحو اراضيه المحتلة، لذا فلا أحد يفكر بحصره ضمن دائرة فصائلية ضيقة.

وقد رأينا أنّ قوة تحرك 15 أيار المنصرم كانت في كونه تحركاً فلسطينياً جامعاً لكل تيارات شعبنا. الشبان الفلسطينيون حالياً هم من يقومون بالتظاهر في الجولان المحتل وقد سقط لهم عدد من الجرحى حتى الآن برصاص الإحتلال الإسرائيلي، وهذه هي المرة الثانية بعد 15 ايار حيث سقط 4 شهداء فلسطينييين في الجولان بعد أن نجح هؤلاء الشبان في تجاوز الأسلاك الشائكة والألغام التي وضعتها إسرائيل ووصلوا الى بلدة مجدل شمس في عمق الأراضي المحتلة".

ورداً على سؤال حول وجود موانع سابقة حالت دون قيام الفلسطينيين بتحرك مماثل في الجولان، عبّر حمدان عن أعتقاده بأن "المناخ العام في المنطقة بالإضافة للخوف الإسرائيلي الناشىء من سلسلة التغيرات التي شهدتها أنظمة الحكم، تواكبها المصالحة الفلسطينية الأخيرة التي جرت في القاهرة، كلها عوامل سهلت القيام بحراك فلسطيني في مختلف المناطق.

فيوم 15 أيار، شهدنا هذا الحراك في لبنان والجولان وفي غزة والضفة الغربية. وآسف هنا لما حصل في الأردن يومها عندما قام الجيش الأردني بمنع المتظاهرين من الوصول بعكس حالة لبنان وسوريا حيث تمّ إحترام الإرادة الوطنية والإندفاع الشعبي لدى الفلسطينيين. فنحن ما نسعى ونطالب به هو أن نلقى احتراماّ لهذه الارادة من دون تورط محتمل في هذه المواقف". ولم يؤكد حمدان احتمال ان نشهد انتفاضة جديدة في فلسطين المحتلة "مع التأكيد على أنّ حالة المواجهة مع المحتل الإسرائيلي هي وضع قائم، أما فيما خص تطورها الى عمل عسكري او انتفاضة جديدة فهو أمر مرهون بالظروف الميدانية المرتبطة أصلاً بقرار فصائل المقاومة الفلسطينية والمفترض أن يكون قراراًَ موحداً في ظلّ المصالحة الفلسطينية الوطنية".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

الراعي تفقد اكليريكية مار انطونيوس- كرمسده:لا يحق للسلطة السياسية التمادي في افقار الشعب

الوطن ليس قطعة جبنة نتقاسمها

المركزية- أعلن البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي أنه "لا يحق للسلطة السياسية التمادي في افقار الشعب"، وقال:" نرفع الصلاة ليعود السياسيون الى رشدهم"، لافتا الى ان الخيارات السياسية ليست سببا للخلاف بل مصدر تنوع وديموقراطية، مشيرا الى ان الوطن ليس قطعة جبنة نتقاسمها ويأخذ كل واحد منا حصة.

كلام الراعي جاء خلال تفقده أكليريكية مار أنطونيوس البادواني في كرمسده، حيث ترأس الاجتماع الشهري لكهنة ابرشية طرابلس المارونية الذي عقد في مقر المطرانية المارونية في البلدة.

وصل الراعي في الحادية عشرة قبل الظهر الى باحة الدير، يرافقه المطران شكرالله حرب، وكان في استقباله رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة ولفيف من كهنة الابرشية. وفور ترجله من السيارة والتقاطه الصور التذكارية، ألبس الثياب الحبرية، وتوجّه مع الكهنة الى كنيسة الدير حيث كانت صلاة الشكر.

بو جودة: والقى بو جودة كلمة رحب فيها بالراعي وقال: فرحتنا كبيرة اليوم بإستقبالكم يا صاحب الغبطة، في هذا الدير الذي هو المركز الأول لأبرشية طرابلس المارونية، بعد تأسيسها بناء على قرار من المجمع اللبناني، والذي تعاقب عليه أساقفة كبار ومن بينهم سلفكم الكبير البطريرك أنطون عريضة.

لقد بوشر ببنائه في الربع الأول من القرن التاسع عشر في قسم هو حاليا قيد الترميم، لنجعل منه ذاكرة تاريخية أي متحفا نعرض فيه مخطوطات وكتبا وبدلات كنسية وكؤوسا وغيرها من الآنية الكنسية. وقد أضيف إلى البناء الأول وعلى مراحل طوابق أخرى للكهنة وجناح لراعي الأبرشية وغرف للدرس وللمنامة، لأنه كان في الوقت عينه، مدرسة إكليريكية صغرى ومدرسة إكليريكية كبرى خرجت معظم كهنة الأبرشية ولا تزال.

بني هذا الدير على إسم القديس يعقوب الذي أعطى إسمه لهذه التلة المشرفة على طرابلس وزغرتا وقضائها والكورة وبلدة شكا التابعة لقضاء البترون إداريا والتي هي مدخل أبرشيتنا دينيا. لكننا لم نجد لسوء الحظ في أرشيف الأبرشية أي ذكر أو أثر لأي يعقوب نسب هذا الدير، أو هو لأحد الرسولين تلميذي السيد المسيح أم ليعقوب السروجي نظرا لتواجد اليعاقبة في هذه المنطقة لفترة طويلة من الزمن؟ لذلك فنحن اليوم ومن ضمن برنامجنا لترميم الدير، قررنا أن نكرس غرفة من القسم الأول من البناء على إسم القديس يعقوب دون أن نحدد أي واحد منهم. فكلهم قديسون وكلهم يستحقون التكريم. وستكون هذه الكابيلا مكرسة لإستقبال مجموعات الصلاة التي تتوافد إلى الدير بأعداد كبيرة للقيام بالرياضات الروحية.

أضاف: لقد تحولت هذه التلة تدريجيا إلى تلة مقدسة تضم عددا من مؤسسات الأبرشية، إذ أن في الغابة المحيطة بالدير كنيسة صغيرة على إسم الملاك ميخائيل. وقد شيد المثلث الرحمات سلفنا الكبير المطران أنطون عبد بناء خاصا على إسم القديس أنطونيوس البادواني في خمسينيات من القرن الماضي. وهناك مشروع اليوم لترميمه وتحويله إلى مركز راعوي لإستقبال الحركات الرسولية والأخويات ولجان الأبرشية للقيام برياضات روحية ودورات تدريبية ونشاطات رسولية. وذلك بعدما أقام المثلث الرحمات المطران جبرائيل طوبيا، على عهد رئاسة المونسينيور أنطون دهمان بناء جديدا للاكليريكية.

ومن أجل خدمة المنطقة تربويا وثقافيا، بنى سلفنا السعيد الذكر المطران أنطون جبير في ثمانينات القرن الماضي مدرسة تكميلية مع رخصة لتحويلها إذا سمحت الظروف إلى مدرسة ثانوية. ومن أجل تأمين تنشئة فنية وتقنية للطلاب، أسس سلفنا المطران يوحنا فؤاد الحاج معهدا تقنيا على اسم القديس يوحنا، يستقبل حاليا ما يزيد على المئتي طالب وطالبة يتخصصون في عدد من الفروع الفنية والتقنية.

وفي البلدة المجاورة كفرفو، لكن ضمن أملاك المطرانية على تلة مار يعقوب، نقل المطران عبد في بداية الحرب اللبنانية في السبعينيات مؤسسة مار أنطونيوس الباداواني الإجتماعية المعروفة بإسم الميتم من منطقة القبة في طرابلس إلى كفرفو، وهي تستقبل الطلاب، صبيان وبنات، يتعدى عددهم المائة والعشرين وهم يتابعون دروسهم في المدرسة التكميلية وهي بإدارة أخواتنا راهبات العائلة المقدسة المارونيات.

وتابع: إننا نستقبلكم اليوم بفرح وسرور يا صاحب الغبطة، على هذه التلة المقدسة، آملين أن تتكرر زيارتكم لهذه الأبرشية التي يرجو جميع أبنائها أن تكرسوا لها عدة زيارات لمختلف مناطقها: إلى منطقة الكورة التي لم يزرها أي بطريرك بعد، إلى مدينة العيش المشترك طرابلس، حيث نحن أقلية ولكن أقلية فاعلة ومتفاعلة مع مختلف شرائح السكان فيها، إلى منطقة الزاوية من قضاء زغرتا، حيث مركز الثقل في الأبرشية، إلى منطقة عكار حيث نحاول أن نكثف وجودنا من خلال مدرسة إبتدائية وتكميلية في بلدة حلبا، ومن خلال مباشرتنا في بناء مركز راعوي في القبيات، وضع حجره الأول سلفكم الكبير أبينا البطريرك نصرالله صفير أثناء زيارته لعكار في أيار من السنة الماضية. لقد حملكم سينودس كنيستنا المارونية، يا صاحب الغبطة، صليبا كبيرا نحن واثقون بأنكم تحملونه بمحبة وبروح الشركة والمحبة وهو الشعار الذي اتخذتموه والذي نعدكم بأننا جميعا سنكون بقربكم كسمعان القيرواني لنساعدكم في حمله. وتعبيرا عن روح الشراكة والمحبة هذه، إسمحوا لنا يا صاحب الغبطة أن نقدم لكم باسمنا وباسم جميع أبناء الأبرشية، إكليروسا وعلمانيين، هذا الصليب الذي صمم ونفذ خصيصا لأجلكم، وقد كتب عليه من الجهة الخلفية شعاركم: شركة ومحبة- 25/3/2011، أبرشية طرابلس المارونية. آملين أن يكون هذا الصليب، كما يقول عنه بولس الرسول بالنسبة لنا جميعا لا جهالة كما هو للهالكين بل قوة الله كما هو لجميع المؤمنين والمخلصين. وفي ختام الكلمة قدم بو جوده للراعي، باسم الابرشية، صليبا ليوضع على صدره كعربون وفاء وشكر لزيارته هذه.

الراعي: بعد ذلك حيا الراعي بو جوده والكهنة باسمه وباسم البطريرك نصرالله صفير وسينودوس الاساقفة الموارنة، مشيرا الى ان البطريرك صفير يتابع نشاطه، وهو متوجه الى الديمان حيث يشارك في احتفال تكريمي يقام له، ويشارك باسمنا غدا في احتفال مع اخويات المنطقة. وقال الراعي: ان فرحتنا كبيرة في هذه الزيارة وان شاء الله سنلبي رغبة سيادة اخينا المطران جورج بو جوده، في زيارات متتالية الى الابرشية التي دخلناها اليوم من بابها العريض مع اجتماعكم الشهري هذا، اشكركم على الهدية والصليب ليس زينة للصدور وانما هو مسؤولية كبيرة، هو صليب الحياة والمحبة، هو جوهرة حياتنا اليومية، يساعدنا في تحمل الالم والعذابات المتنوعة، وقد شاهدت في باحة الدير ضيوفا معوقين، أحييهم، أنت اخي ومؤسسة سيزوبيل، وشاهدت كم كانت فرحتهم كبيرة بوجودنا، انهم يحملون صليبهم بفرح، وعلينا حمل الصليب ومساعدة الناس خصوصا نحن المطارنة والكهنة والبطريرك، لنمكن الشعب من القيام بما نريده، ونعطيه قيمة للحياة ونكون الى جانبه وبلسمة جراحه.

أضاف: نجدد معكم اليوم الشركة والمحبة، الشركة مع الله التي نحن كلنا بحاجة الى تجديدها، لان اتحادنا مع الله بروح الصلاة والتأمل والتقديس يوصلنا الى شركة سليمة مع كل الناس، فمن كان في سلام مع الله يكون في سلام مع الناس، والشركة الروحية تبعد عنا الضياع، وكل ازمات المجتمع سببها انعدام الشركة الصحيحة مع الله، في مؤسسات الدولة نحن بامس الحاجة الى الشركة، لا سيما على مستوى المسؤولين السياسيين الذين تعطل خلافاتهم بالرأي، كل المؤسسات الدستورية، والمحبة هي كالاسمنت الذي يشد المداميك الى بعضها البعض، ونحن في كنيستنا عشنا قمة الشرعية في المجمع الانتخابي، لمست كم كان المطارنة متجردين ومحبين ومترفعين، لم يسأل أحد نفسه ان يكون بطريركا، لان ليس في مجلس المطارنة أي تيار أو خلافات بل المحبة هي التي تجمع وصليب يسوع هو الذي يوحّد، ونحن نتطلع الى الكنيسة واحدة جامعة ونصلي كي يرسل الرب المزيد من الكهنة للحصاد. وتناول البطريرك في كلمته الشؤون الوطنية فقال: لقد ترك اللقاء المسيحي الموسع في بكركي اثرا جميلا بين كل الناس، فيه تكلمنا عن الشركة بحيث لا يجب ان تبقى خياراتنا السياسية سببا للخلافات، هي مصدر تنوع وديموقراطية ولكنها لا يجب ان تكون سببا للخلاف، كل انسان عنده حرية الرأي، ولكننا كلنا مدعوون لعيش التنوع في الوحدة، ولهذا كان حديثنا الاساسي مع السياسيين على ضرورة الا يشكل اختلاف الرأي سببا للخلافات والنزاعات، وبحثنا من خلال كوننا مسؤولين عن الجماعة مسألتين مهمتين، بيع الاراضي خصوصا في مناطقنا المسيحية، والارض هي أمتنا ونحن كتبنا تاريخنا على هذه الارض، فاذا بيعت طار التاريخ وطار الوجود، ولهذا نحن مدعوون للتضامن للمحافظة على الارض والرسالة والتقاليد التي بنى من خلالها الاجداد، الوطن المميز عن كل بلدان الشرق الاوسط، وندعو للحفاظ على الوجود من خلال الحفاظ على الارض من خلال استمرار الوطن الرسالة.

كما بحثنا الوجود في الادارات العامة، علينا الحضور الفاعل في الدولة والمؤسسات وخصوصا اننا نلاحظ ان هناك ابعادا للوجود المسيحي في الادارات العامة، يؤثر تاثيرا عميقا على وجه لبنان، نريد العيش بشراكة مع بعضنا البعض، ولكننا نريد المشاركة في كل شيء، كلنا في سفينة واحدة، اذا غرقت نغرق كلنا واذا سلمت نسلم كلنا. ليس الوطن قطعة جبنة نتقاسمها ونأخذ كل واحد منا حصة، علينا ان نفكر بالوطن وان نعطيه، وليس الوطن مصالح افراد، نحن نشجع على الحضور الفاعل في الادارة، على التمسك بالارض، على الحفاظ على الوطن، لان هذا الوطن عندما يفقد رسالته تكون هناك مشكلة كبيرة، بامكان الانسان ان يعيش في اي مكان، لكن لبنان الرسالة، الذي يشع على العالم العربي وبلدان الانتشار، حاجة للحفاظ على هذه الرسالة، خصوصا في هذا الشرق العربي حيث العنف مستمر، نأمل ان يولد غد جديد وانسان جديد، وقبل مجيئي الى هنا كنت في لقاء مع مؤسسات كنسية، تعنى في الشأن العام، ففتحت أمامي صفحات الفقر الذي يتفشى في مجتمعنا، بسبب عدم قيام مؤسسات الدولة بواجباتها، الاقتصاد الى تراجع، السياحة الى تراجع، الاعمال الى تراجع، والفقر يسود المجتمع، اما المسؤولون فانهم يتسلون في ما بينهم، من يأخذ هذه الوزارة او تلك، يتسلون باقتسام الحصص، هذا عيب ومخز، كأنهم غير مسؤولين عن هذا البلد الذي اسمه لبنان، المدارس المجانية يعاقبونها، لا يدفعون لها مستحقاتها، المؤسف ان السلطة السياسية تعاقب التلميذ، تعاقب المريض، لا تدفع للمستشفى، تعاقب المعاق لا تدفع للمؤسسات التي تعنى به، الشعب فقير وبحاجة الى من يصنع معه الخير، ماذا يهم السلطة السياسية، ماذا يهم مجلس النواب والحكومة، انهم يمعنون في افقار الناس، في معاقبة المساكين، والاسوأ من كل ذلك هو تدني الاخلاق وتفشي الدعارة، لان الناس يموتون جوعا، فيبيعون النساء، هذا هو الخطر الكبير، هذا هو العار والعيب، من هنا، من كرمسده، اوجه نداء الى السلطة السياسية قائلا: لا يحق لها التمادي في افقار الشعب، عليها دفع المتوجبات للمدارس المجانية، للمستشفيات، للمؤسسات التي تعنى بالمعاقين، ماذا يريدون، تهجير الشعب، حرق الارض، افقار الناس، نرفع الصلاة معكم ليعودوا الى رشدهم، هذه هي التحديات التي نحن امامها اليوم، ولهذا نزور كل المناطق، لتقوية العزائم، روحيا معنويا واجتماعيا وماديا، ليقوى الشعب على حمل الصليب، ولنساعد للخروج من الازمات وللتذكير بان الاجداد بعثوا فينا الرجاء، واملنا كبير في ان يبقى الرجاء في قلوبكم حيا، اتمنى كل الخير لكم ولمناطقكم، وان يبقى لبنان على ما يقول الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني علامة رجاء في هذا الشرق.

حديد: بعد ذلك زار الراعي مع حرب وبو جودة مدافن اساقفة الابرشية في الدير، وصلى مع الحضور لراحة انفسهم، ثم كانت له جولة تفقدية في ارجاء الاكليريكية القى خلالها رئيس الاكليرييكة الاب نعمة الله حديد كلمة رحب فيها بالبطريرك قائلا: نستقبلكم وقلوبنا مفعمة فرحا وحبورا لحضوركم الذي يعبر عن مدى اهتمامكم وحرصكم وسهركم على حسن سير العمل في الأبرشيات وعلى التنشئة الكهنوتية التي وضعتموها من أولوياتكم رغم انشغالاتكم الكثيرة، وكان ذلك واضحا من خلال كلمتكم التي ألقيتموها في حفل تنصيبكم. نحن هنا وكلنا شوق لسماع إرشاداتكم ونصائحكم وتوجيهاتكم لما في ذلك من مصلحة للكنيسة الجامعة عامة وللكنيسة المارونية خاصة.

أضاف: أغتنمها فرصة لأعبر عن خالص تقديرنا ومحبتنا لشخصكم الكريم، ولا أريد أن أزايد على أحد في الكلام، لأنه مهما قيل فيكم فلا يفي بما تستحقونه من إكرام، ولكن أريد أن أختصر كلمتي لألقي الضوء على تنظيم دوائر أبرشيتنا من جهة وعلى روحية التنشئة في الاكليريكية من جهة أخرى. لقد عمل صاحب السيادة منذ توليه سدة الأبرشية على تفعيل ما أمكن من الدوائر بهدف الوصول إلى الغاية التي لأجلها أنشئت وهي خلاص النفوس، بالرغم من الصعوبات التي قد تعترض أي شأن كنسي، ولكن أبوته جعلته من ناحية تستوعب الكاهن الذي أحبه من كل قلبه ومن ناحية أخرى تفتش عن الشخص المناسب في المكان المناسب. فتفعلت بذلك المجالس على أنواعها، فكان المجلس الكهنوتي والمجلس الاستشاري والمجلس الاقتصادي ودوائر المحاسبة وأمانة السر وإدارة الأوقاف والمدارس المجانية والخاصة وتفعيل اللجان كلجنة المرأة ولجنة العائلة ولجنة الشبيبة بالاضافة إلى المخيمات الرسولية ورياضة الكهنة مع السعي المتواصل إلى تنظيم الرعايا وتعزيز دور الكاهن فيها. وتابع: أما الاكليريكية، فلقد كانت ولا تزال محط اهتمام صاحب السيادة رغم الظروف التي تمر بها. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة فإن إكليريكتنا تحرص كل الحرص على تنشئة كهنة الغد انطلاقا من إيماننا بأن وظيفة الكاهن ليست مساوية للوظائف الأخرى، لأن ما يقوم به الكاهن بنعمة الله وسلطان المسيح لا يستطيع أن يقوم به أي كائن بشر بحد ذاته، وفقا لما ورد في كلام قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في خضم السنة الكهنوتية. إن هذه الاكليريكية التي تعد كهنة للكنيسة تعي تماما مدى أهمية تعزيز دور الكاهن في افتقاد المؤمنين ورعايتهم والصلاة معهم، وبأن السلطان الذي فينا يأتينا من المسيح القائل مملكتي ليست من هذا العالم أي أن قوتنا لا تأتي من نفوذ العالم بل تأتي إلى العالم نفوذا وجدانيا قادرا على أن يغيره.

هذا اللقاء مع غبطتكم يحفز فينا المسؤولية أكثر فأكثر ويحثنا على العمل لأجل تطويع عقولنا وعقول المدعويين لفكر المسيح. فنستحق بالتالي أن يدعونا الناس أبا لأننا نبشر بأبوة الله ولا نعطي إلا ما أخذناه من فوق، وهو أن الكاهن لا ينطق بكلمات فمه الذي لم يعد ملكه بل ملك سيده.

وقال: هذا ما حرصت عليه الاكليريكية منذ تأسيسها سنة 1837 وحتى اليوم، بحيث أعطت مئات الدعوات الكهنوتية، بتولين ومتزوجين، ومعظم كهنة الأبرشية هم من خريجيها، فهؤلاء كلهم عملوا في خدمة رعاياهم بكل محبة وتواضع، فتميزوا بحضورهم وغيرتهم بقدر ما أعطوا من روحانية وقوة وعلم في هذا الصرح. نعم، لقد صمدت هذه الاكليريكية في الوقت الذي أجبرت فيه باقي الاكليريكيات المارونية في لبنان على الإقفال بسسب الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، فبقيت أبواب إكليريكية مار أنطونيوس البادواني مشرعة أمام كل الطلاب الإكليريكيين من كافة أنحاء لبنان والبلدان المجاورة. فاستقبلت وخرجت في تلك الحقبة العديد من الكهنة رغم الصعوبات التي تعرضت لها.

أما اليوم، فإن تضاؤل عدد الطلاب ينذر بخطر إقفال هذه المدرسة العريقة والمفضلة على الكنيسة المارونية وأبرشياتها طوال ما يناهز المئة وخمسين عاما، فلذلك نطلب منكم العمل على تشجيع إرسال الدعوات إليها، نقول ذلك ليس بصفتنا مؤتمنين عليها بل انطلاقا لما يشهد لها تاريخها ودورها الرائد وعطاءآتها. كل ذلك يتطلب تفكيرا جديا وإعادة النظر في بعض الأمور، وخاصة العمل على توزيع الدعوات بشكل عادل بين الاكليريكيات وعلى استعادة هويتنا الحقيقية، فنحن لا نريد أن ننافس سوانا من الاكليريكيات ودور التنشئة بل نريد فقط أن نرجع إلى سابق عهدنا ألا وهو تخريج كهنة ذوي أوضاع خاصة.

وختم: أطلب بركتكم وبركة صاحب السيادة، حتى يوفقنا الرب في خدمتنا للطائفة وللكنيسة جمعاء، على أمل أن يثمر زرعنا كهنة قديسين يقربون الله للإنسان والإنسان لله، فأهلا وسهلا بكم وبصحبكم الكريم، أدامكم الله رأسا للكنيسة المارونية ودعامة لوطننا لبنان. بعدها ترأس الراعي الاجتماع الشهري لكهنة الابرشية، وأقيم غداء تكريمي على شرفه، ثم صلاة شكر في الكنيسة وجولة في دير مار يعقوب الكرسي الابرشي.

 

لجنة متابعة لقاء بكركي تنتظر دعوة الراعي لاجتماعها الاول

آلية تنفيذية وجدول اعمال واستعانة بخبراء

ماروني: ننطلق من نقاط التوافق ... حبيش قد نخلص الى تفاهمات

المركزية – بعدما أبدت القيادات المارونية المشاركة في لقاء بكركي الموسع تفاؤلها في اللقاء بحد ذاته من جهة وما يمكن ان تحققه لجنة المتابعة المنبثقة عنه من خطوات من جهة اخرى، ينظر مسيحيو لبنان بقلق ورجاء في آن الى ما قد تحرزه بكركي من خطوات على مستوى لمّ الشمل آملين في ان يخلص عمل اللجنة الى نتائج ايجابية تضمن وجودهم في الوطن.

وفي هذا الاطار، لفت عضو اللجنة عضو حزب الكتائب النائب ايلي ماروني في حديث لـ "المركزية" الى ان "جميع الذين شاركوا في لقاء بكركي اجمعوا على ضرورة التواصل المسيحي – المسيحي في هذه المرحلة"، معتبرا ان "حضور الجميع من دون استثناء، تأكيد على الثقة بقيادة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لهذا الملف وادارته".

واكد ان "اجتماع اللجنة الاول سيرتكز على وضع آلية تنفيذ لما اتفق عليه خلال لقاء بكركي، وتحديد موعد للقاء مقبل ووضع جدول اعماله".

وشدد على ان "اللجنة ستباشر عملها من خلال النقاط التي تشكل توافقا وليس العكس"، لافتا الى ان "اللجنة ستكون على تواصل دائم مع القيادات ورؤساء الكتل النيابية حتى تتمكن من وضع جدول الاعمال". اضاف: "سيعود كل نائب من النواب السبعة اعضاء اللجنة، الى كتلته النيابية لدراسة اي موضوع او اقتراح، في ما يتعلق بجدول الاعمال ومن ثم تقديم ورقة عمل حوله، من هنا ستعمد كل كتلة الى الاستعانة بالخبراء"، وتابع "مهمتنا التنسيق بين الكتل، وضع جدول الاعمال والاتفاق على مواعيد الاجتماع".

لفت الى ان "البطريرك الراعي لم يحدد بعد اسم المطران الذي سينسق عمل اللجنة، وننتظر دعوته للاجتماع بداية الاسبوع المقبل"، مشيرا الى "نية ايجابية ورغبة صادقة للوصول الى نتيجة".

حبيش: بدوره، لفت عضو كتلة المستقبل النيابية النائب هادي حبيش في حديث لـ "المركزية" الى ان "مهمة اللجنة متابعة الموضوعين الاساسيين اللذين طرحا الى جانب امكانية البحث في مواضيع اخرى يتفق عليها المسيحيون". وقال: "لم نقم بأي خطوات بعد، اعددنا بعض الدراسات في انتظار تحديد البطريرك الراعي احد المطارنة كمنسق لهذه اللجنة ثم نعقد الجلسة الاولى". واكد "الاستعانة بخبراء للمساهمة في عمل اللجنة"، مشيرا الى ان "القرار في هذا الصدد يعود الى اعضاء اللجنة ككل". اضاف: "سنعود بالطبع الى قياداتنا السياسية، التي نمثلها في هذه اللحنة ونضعهم في الاجواء".  وختم: "قواسم مشتركة كثيرة تجمعنا كمسيحيين، وقد تساعدنا هذه اللجنة في تطوير هذا الموضوع للوصول الى تفاهمات سياسية اذا توافرت الارادة لدى الجميع".

 

قبلان تسلم دعوة من كاتشيا لحضور مؤتمر الفاتيكان لحوار الاديان

وطنية - 6/6/2011 استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، السفير البابوي غابريال كاتشيا، الذي نقل تحيات قداسة البابا إلى سماحته ووجه له الدعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي لحوار الأديان الذي يعقد في 25 تشرين الأول هذا العام في الفاتيكان.

وشكر الدعوة الكريمة، متمنيا إن يحمل رجال الدين قدسية وشفافية الأنبياء فيتعاونوا على البر والتقوى ويعملوا لما فيه خير الإنسان ولا سيما إن تحرك رجال الدين من اجل الإصلاح يحقق الخير للمجتمع والأنسانية جمعاء مما يحمل رجال الدين مسؤولية العمل الدائم لتحقيق الإصلاح لان رجال الدين هم أهل الإصلاح والصلاح في المجتمع.

ودعا رجال الدين إلى نشر ثقافة السلام والإصلاح بين الناس فيتحملوا مهام ومسؤولية الإصلاح من خلال الأمر بالعدل والإنصاف والإحسان والنهي عن المنكر والبغي والفساد، وعلى رجال الدين إن ينتفضوا بوجه الظالمين والمفسدين أسوة بالأنبياء الذين حاربوا الظلم وتصدوا للفساد، من هنا فان العمل لخير البشرية وسعادتها وإنصافها مطلب ديني يتحمله أصحاب الديانات السماوية .وشدد على ضرورة إن تتلاقى الديانات السماوية من خلال الانفتاح والتعاون والعمل في إرشاد البشرية إلى الخير والصلاح والسلام.

ودعا اللبنانيين إلى صون وطنهم وإبعاده عن الفتن فيضعوا أيديهم بأيدي بعضهم البعض لدرء الأخطار التي تتهدد ساحتنا، فاللبنانيون إخوة وعليهم إن يحفظوا وطنهم بتعاونهم على الخير ونبذهم للأحقاد وتركهم للخلافات التي تنتهك وحدتهم الوطنية.

كاتشيا

وبعد اللقاء أدلى كاتشيا بتصريح عن اللقاء فقال: تشرفنا بزيارة سماحته وسلمته رسالة من قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر تضمنت دعوة سماحته للمشاركة في اللقاء الذي سيضم قادة ورؤساء الطوائف في العالم الذي سيعقد في مدينة اسيزي في الفاتيكان لمناسبة مرور 25 عاما على دعوة البابا السابق البابا يوحنا بولس الثاني للقاء روحي عام، ونحن سنعيد هذه التجربة لنؤكد للعالم اجمع بان المؤمنين في العالم يدعون إلى السلام والعدالة ويعملون معا على قاعدة الاحترام المتبادل وهم يسعون جميعا لبناء المجتمع الأفضل، وكانت مناسبة لشكر الشيخ قبلان على الجهود التي يبذلها في إطار السلام وتأكيد ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني إن لبنان هو رسالة ونموذج.

 

هل يعود الموارنة عام 2011 إلى ما قبل العام 1711؟

وسام سعادة (المستقبل)

تكاد أن تمرّ مرور الكرام هذا العام الذكرى المئوية الثالثة لحدث تأسيسيّ تاريخيّ لعب دوراً مفصلياً في نحت الفكرة الكيانية اللبنانية.

عنينا بهذا الحدث معركة عين دارة سنة 1711 التي انتصرت فيها الحزبية القيسية مدعومة من الأمير حيدر الشهابي على الحزبية اليمنية بقيادة آل علم الدين. ساهمت هذه المعركة في تطوير الشخصية الإجتماعية السياسية المميزة للجبل اللبنانيّ حيث أخرجته الأحادية الطائفية إلى الثنائية الطائفية. وإذا كانت المعركة جرت أساساً داخل الطائفة الدرزية إلا أنّ نتيجتها التاريخية سمحت بصعود الطائفة المارونية وتمدّدها ديموغرافياً وسياسياً وثقافياً طيلة القرن الثامن عشر. ومن هذه الناحية كانت "1711" هي القابلة التاريخية التي مهّدت السبيل إلى تثبيت الوعي الجماعيّ الكيانيّ للطائفة المارونية في "المجمع اللبنانيّ" عام 1736.

قد يكون نافراً التذكير بمعركة عين دارة في مكان مفترض أن يكون للمتابعة السياسية اليومية. ليس في ذلك أدنى شكّ، إلا أنّنا نزعم أنّ وراء ذلك أموراً ثلاثة.

الأوّل أنّ إحياء الذكرى المئوية الثالثة لتلك الواقعة التأسيسية أهمّ من دوّامة "تقدّم تعثّر تسارع تباطؤ جمود معاودة" التشكيل الحكوميّ.

والثاني، أنّ العروج على هذا الحدث التأسيسي بابٌ للطرق على المسألة الكيانية. وهنا المفارقة، فقد بلغنا من الإستعصاءات الذروة. استعصاء السلاح الخارج على الدولة والميثاق والقانون. استعصاء أمر تشكيل الحكومة. استعصاء الحوار الوطنيّ. استعصاء احترام الأسس الجوهرية للنظام البرلمانيّ القائم على الفصل والتكامل بين السلطات. استعصاء الضمانات الإقليمية للإتفاقات التي أنتجت حلولاً توفيقية للبنان، سواء كان إتفاق الطائف أو صلح الدوحة.

إلا أنّه ورغم كل هذه الإستعصاءات، ورغم أنّ البلاد منقسمة منذ خمس أو ست سنوات بين حزبيتين إئتلافيتين، هما 8 و14 آذار، بالشكل الذي يمكنه أن يذكّر بحدّة الإنقسام بين الحزبيتين القيسية واليمنية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، إلا أنّه ليس ثمّة "حسم" ممكن على طريقة معركة عين دارة. فالحسم في عين دارة كان حسماً توحيدياً للكيان اللبنانيّ، نقله من كيانية تنمو في إطار أحادية طائفية، إلى كيانية ثنائية طائفياً، بالشكل التمهيديّ للثنائية المسيحية الإسلامية في القرن العشرين، وفي ظلّ لبنان الكبير فـ"الجمهورية اللبنانية".

في المقابل، فإنّ تغنّي فريق 8 آذار بالعنف المسلّح القادر على الحسم لم يسهم إلا في جعل المسائل الخلافية مستعصية أكثر فأكثر، ثم ساهم في جعل كل المسائل خلافية، دون أن يكون بإمكان المشروع الهيمنيّ الفئويّ الذي يقوده فريق 8 آذار أن يفرض معادلته بالشكل الحاسم، ودون أن يكون بإمكان المتضرّرين من هذا المشروع أن يردّوه على أعقابه.

أمّا الأمر الثالث، فيتّصل بالمسألة المارونيّة. معركة عين دارة سنة 1711 حرّرت المسألة المارونية. سمحت للطائفة بأن تتجاوز الوجود الذمّي الطرفيّ لصناعة الوجود الكيانيّ التاريخيّ، ما احتاج لتاريخ صعب، عنيف في مفاصل عديدة، لكنه تراكميّ بمجمله، هو تاريخ النشأة الثنائية التعدّدية للفكرة الكيانية ثم الإستقلالية اللبنانية. لولا نتائج معركة عين دارة لما عظم التمازج الديموغرافيّ بين الموارنة والدروز برعاية من الشهابيين السنّة ثم المتنصّرين سرّاً، ولما كان لبنان هو لبنان.

يفترض بـ"المئوية الثالثة" أن تطرح نفسها إذاً على مكونات الجبل اللبنانيّ التاريخية بشكل أساسيّ. فأخطر ما يكون هو إعادة هذه المكوّنات إلى ما قبل لحظة "1711"، والعيش كلّ في ربعه، بتحصيل مكسب إداريّ هنا أو حماية عقار هناك، تحت حراب مشروع ولاية الفقيه، وعلى أساس غضّ النظر في أي من المسائل التي تعني بناء الدولة - الأمّة اللبنانية، تلك الدولة التي كانت معركة عين دارة إحدى اللحظات التمهيدية الضرورية لها.

لقد تطوّرت الفكرة اللبنانية بعد معركة عين دارة، وتطوّرت معها الطائفة المارونية، وكان أفق ذلك في القرن التاسع عشر هو الإنتساب إلى مسيرة تحرّر الشرق من جهة، ومسيرة الإتصال بمقدّمات الحداثة السياسية والثقافية الغربية من جهة أخرى. فهل تكون الحلول المقترحة على مكوّنات الجبل اللبنانيّ، وتحديداً الموارنة، اليوم، هي بخلاف ذلك؟ انكفاء عن طرح المسألة الكيانية (أيُّ كيان قابل للعيش نريد وكيف ولماذا؟) وانكفاء عن طرح المسألة الشرقية " (أيُّ شرق نريد، كيف ولماذا؟)

وإنّه التحدّي بالنسبة إلى الموارنة اليوم.

فأن تكون "مارونياً - تاريخياً" يعني أن تنطلق في مقاربتك للقضايا من عمق تاريخيّ، أي من عمق أسست له معركة عين دارة من جهة والمجمع اللبناني الماروني من جهة أخرى. إنّه العمق الذي مهّد السبيل لطرح المسألة الكيانية اللبنانية، ومن ثمّ لطرح دور هذه المسألة الكيانية في إطار المسألة الشرقية بشكل عام. وهنا لا بد من تثمين ما طرحه النائب السابق فارس سعيد قبل يومين في مقالة له بجريدة "النهار" تحت عنوان "حتى لا يقال ربيع العرب خريف الموارنة".

وأن تكون "مارونياً لاتاريخياً" فيعني ذلك أن تكون مارونياً "متحفياً" أو قل مارونياً "ليتورجياً بيولوجياً" خارج السياسة والتاريخ، وبدلاً من طرح المسألة الشرقية من موقع كيانيّ، يصار إلى طرح مسألة "مسيحيي الشرق" كما لو كانوا "كائنات متحفية" تسوّغ لوجودها بدعوى الشهادة الرمزية على ماضي الحضارات التي سادت ثم بادت في المنطقة، ليس إلا

 

مقابلة من جريدة السياسة مع النائب خضر حبيب,

عضو كتلة "المستقبل" دعا ميقاتي لتشكيل حكومة بالتعاون مع سليمان... أو يعتذر  

خضر حبيب لـ" السياسة ": علويو لبنان لا يعرفون مرجعية الولي الفقيه ولا شأن لهم بما يحدث في سورية

 بيروت - صبحي الدبيسي:السياسة

اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب خضر حبيب, أحد نائبي الطائفة العلوية في مجلس النواب, أن العلويين في لبنان جذورهم لبنانية ويفتخرون بانتمائهم اللبناني منذ مئات السنين, ولكن لهذه الطائفة واقعاً معيناً في طرابلس بوجود "الحزب العربي الديمقراطي" الذي يتزعمه علي عيد ويرأسه نجله رفعت, وكشف بأن علاقتهما مع الرئيس سعد الحريري كانت جيدة ولقد التقينا مرات عدة.

حبيب وفي حوار أجرته "السياسة" معه, استغرب اتهام عيد للرئيس الحريري بتوزيع السلاح, والقول إنه يريد تحويل طرابلس إلى قندهار. وقال: هذا الكلام مرفوض ومردود إلى الجهة التي صدر عنها. ورأى أن رفعت عيد يعرف أن تيار "المستقبل" ليس ميليشيا مسلحة, وأن ميليشيا "المستقبل" هي مجموع الطلاب الذين منحهم فرصة التعلم والتخصص المغفور له رفيق الحريري والبالغ عددهم 40 ألف طالب. وقال: إن عيد يعرف تماماً الجهة التي تملك السلاح, ومن يدعمها ويمولها ولو كانت لديه وثائق ومعلومات من تورط "المستقبل", فلماذا لا يسلمها للأجهزة الأمنية? واصفاً ما يجري في سورية بالشأن الداخلي الذي لا علاقة لـ"المستقبل" به لا من قريب ولا من بعيد, ومستغرباً الاتهامات التي أطلقت جزافاً ضده. وأكد أن العلويين ليس عندهم مرجعية الولي الفقيه, وليس عندهم فتاوى منزلة, معرباً عن أسفه لبقاء البلد من دون حكومة وعدم استعداد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله للضغط على حلفائه لتسهيل مهمة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي طالبه بتشكيل الحكومة أو الاعتذار. وهذا نص الحوار:

   كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مخطط لفتنة سنية-علوية في طرابلس. بصفتك نائباً عن تيار "المستقبل" في الشمال وتنتمي إلى الطائفة العلوية, هل تعتبر هذه المعلومات مؤكدة, وما الهدف من إثارة مثل هذه الشائعات في هذا الوقت?

 بداية أود الإشارة إلى أن الطائفة الإسلامية العلوية, هي طائفة كريمة جذورها لبنانية, موجودة في هذا الوطن منذ مئات السنين وتنتشر في طرابلس وعكار. وسنة 320 هجرية كان والي طرابلس الوالي بني عمار ينتمي إلى الطائفة الإسلامية العلوية, وقد تكون الطائفة منتشرة في تركيا والمغرب ولكن كل شريحة منها تنتمي إلى البلد الموجودة فيه, العلويون في لبنان يفتخرون بانتمائهم اللبناني, ولكن في طرابلس واقعاً سياسياً معيناً للطائفة العلوية بوجود "الحزب العربي" بزعامة السيد علي عيد ونجله رفعت, وفي الفترة الأخيرة كانت العلاقة جيدة مع دولة الرئيس سعد الحريري وقد التقوا مرات عدة, لكنني فوجئت في الأسبوع الماضي عندما صرح السيد رفعت بأن الرئيس الحريري يوزع السلاح على تيار "المستقبل" والسنة في الشمال وسيحول طرابلس إلى قندهار. هذا الكلام مرفوض ومردود إلى الشخص الذي أدلى به. لأن رفعت عيد حقيقة يعرف أن تيار "المستقبل" ليس ميليشيا مسلحة, قناعتي وانتمائي إلى هذا التيار الذي أسسه رفيق الحريري والمعروف بمساعداته الأكاديمية-الطبية الاجتماعية إلى ما هنالك راسخة. نحن هذا سلاحنا الذي نتسلح به وهو العلم ومجموع الطلاب البالغ عددهم 35 ألفاً والذين أرسلهم إلى الخارج وأعتقد أن الرقم يصل إلى 40 ألفاً لأن بينهم 5 آلاف شهادة دكتوراة, هؤلاء ميليشيا تيار "المستقبل" وبالتالي هذا الكلام مرفوض نهائياً ورفعت عيد يعرف ضمنياً أن هذا الكلامغير صحيح وليس له أي أساس من الصحة. لكن هناك جهة مسلحة في طرابلس ومعروفة الجهة التي تمول هذا الحزب بالمال والسلاح ومن المسؤول عن تمويله مالياً وعسكرياً ولوجيستياً. لكن لست معنياً ولا مخابراتياً بالجهة التي تموله. فأنا نائب في البرلمان اللبناني ومسؤوليتي التشريع والمراقبة. اليوم هناك أجهزة أمنية وهذه الأجهزة يجب أن تقوم بدورها وعليها أن تعرف من هي الجهة التي تملك السلاح ومن يملك ميليشيا ومن المسؤول عن عمليات التفجير في المدينة ووضع العبوات الناسفة وإلقاء القبض عليهم وثم الاعتراف من قبلهم والأجهزة المشار إليها على علم بكل هذه الأمور, وهذا الموضوع برسم هذه الأجهزة من جيش وقوى أمن باعتبارهم مسؤولين عن أمن المواطن وحماية الناس سواء في طرابلس أو في عكار أو في كل لبنان

  هل تشعر أن شيئاً ما يدبر ضد العلويين في لبنان?

- نحن أقلية ونشكل ما بين 8 إلى 10 في المئة في هذه المدينة, وأهلنا في الطائفة العلوية خاصة في جبل محسن, وأنا هنا أتحدث على الصعيد الشعبي هناك نسبة بطالة كبيرة, كل هم الناس في هذه المنطقة العيش بكرامة وتأمين معيشة عيالهم وأقل ما يمكن, ما عدا ذلك من أمور أخرى تتعلق بفتنة سنية-علوية داخل المنطقتين باب التبانة وجبل محسن لا علاقة لهم به, ولا تصب في مصلحة أي شخص ينتمي إلى الطائفة الإسلامية العلوية ولا إلى الطائفة الإسلامية السنية. فلذلك هناك أشخاص ممكن أن يكون لهم مصلحة في خلق فتنة بين الطائفتين, تسألني لماذا? الجواب قد يكون لأمور عدة يمكن أن تكون مالية-سياسية-إقليمية وليس عندي تفاصيل أكثر, لذلك أقول إن هذا الموضوع على قدر ما يشكل من حساسية, فإن إيماننا وثقتنا بالمؤسسة العسكرية يفرض عليها مسؤولية كبيرة في استيعاب هذا الموضوع. الجيش اللبناني يقوم بعمل جيد جداً وكذلك قوى الأمن الداخلي, وأقول بكل صراحة لولا وجود الجيش اللبناني, لكان وضع المنطقة صعباً أمنياً. ومن هنا حرصي الكبير على حسن التعاطي والضرب بيد من حديد ضد أي شخص تسول له نفسه العمل على فتنة داخل مدينة طرابلس ليكون عبرة لمن اعتبر, كي لا تكون طرابلس بداية لفتنة قد تنتقل إلى كل لبنان.

  منذ فترة ورئيس "الحزب العربي" رفعت عيد يوجه الاتهامات لفئات خارجية تتدخل بشؤون طرابلس وتقوم بتوزيع السلاح على الأهالي. في الماضي وجه الاتهام لمصر بإرسال السلاح, واليوم لتيار "المستقبل" بدعم "حزب التحرير" الذي أعلن الجهاد ضد النظام السوري, فما  المصلحة من هذه الاتهامات?

-أقول بكل صراحة قبل أن نرمي التهم على أي فريق أو أي دولة أو أي تيار, إذا لم يكن لدينا الوثائق الكافية والمعلومات الدقيقة والوثائق الدامغة, لا يجوز رمي التهم جزافاً ضد الآخرين, ولا يحق لأحد التشهير بواسطة الإعلام بسمعة دول أو تيارات لا دخل لها بكل هذه الأمور. ومن المؤسف أن تصل الأمور إلى هذا المنحى من دون أن يكون لدينا ملفات تؤكد صدق ما ندعيه وإذا كان لدى السيد عيد معلومات مؤكدة عن تورط تيار "المستقبل" أو غيره بتوزيع السلاح, فلماذا لا يسلمها للأجهزة الأمنية ليعمل على الشيء مقتضاه خصوصاً أننا في بلد فيه قانون ودستور وأجهزة أمنية, بدل افتعال هذه الهمروجات الاعلامية, ونحن في غنى عنها ويجب أن نتجنبها ونجنب هذه الطائفة المشكلات, لأننا في قلب مدينة طرابلس بحاجة إلى تقريب وجهات النظر بين السنة والشيعة والمحافظة على العيش المشترك?

* لماذا اتهم تيار "المستقبل" بتهريب باخرة سلاح من طرابلس إلى بانياس, واتهم النائب جمال الجراح بإرسال المال والسلاح وتشكيل خلايا إرهابية لمحاربة النظام السوري وبعدها كان دور النائب خالد ضاهر وشقيقه بالتهمة نفسها وما الهدف من هذه الحملة على تيار "المستقبل"?

- في ما يتعلق بالأزمة السورية, هناك قرار من الأساس في تيار "المستقبل" لم ولن نتدخل في شؤون أي دولة عربية أخرى خاصة سورية. نعرف أن هناك روابط جغرافية وأسرية وحدوداً مشتركة, ما يجري في سورية شأن داخلي سوري, لم ولن نتدخل به. كتلة تيار "المستقبل" مؤلفة من 32 نائباً جميعهم وافقوا على هذا القرار. وكل الاتهامات بحق البعض من زملائي في تيار "المستقبل", جمال الجراح أو عقاب صقر, أو خالد ضاهر, فإنها مرفوضة من قبلنا لأنها لا تصب في مصلحة العلاقات العربية-السورية, ولا تصب في مصلحة الشعبين اللبناني والسوري.

  لماذا تفبرك هذه الاتهامات ضدكم?

 عليك أن تسأل الأشخاص الذين يفبركونها.

  هل صحيح أن داعية الإسلام الشهال هدد بإرسال العلويين بالصناديق إلى الداخل السوري إذا ما تعرض الشمال إلى اعتداء من قبل النظام السوري?

 بصراحة لم أسمع هذه الادعاءات, لكنني سمعته ينفيها, مؤكداً أن هذا الكلام لم يصدر عنه لا من قريب ولا من بعيد.

  كيف تصف لنا الوضع في الشمال عامة وهل ينذر بشيء ما بعد تحركات الجيش السوري على الحدود السورية-اللبنانية وفي أطراف وادي خالد?

 الحدود اللبنانية-السورية متداخلة ببعضها وهناك مناطق لبنانية تمتد إلى داخل الأراضي السورية من الناحية الجغرافية. وهناك حالات تزاوج عدة بين الشعبين في القرى المتداخلة. ما حصل في الأسبوع الماضي  تمثل بنزوح بعض العائلات السورية إلى منطقة وادي خالد وهذا الواقع الجديد جعل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري يعطي أوامره إلى وزارة الشؤون الاجتماعية وهيئة الإغاثة لتقديم كل المساعدات الإنسانية للسوريين النازحين إلى الشمال.

  هل يوجد لدى الطائفة العلوية في لبنان قرار يلزمها بالولاء للنظام السوري باعتبار الرئيس بشار الأسد ينتمي إلى تلك الطائفة?

- إذا كنت تقصد بالولاء على غرار ولاية الفقيه في إيران أقول لك بكل صراحة ليس لدينا ولاية الفقيه, وليس لدينا فتاوى منزلة بهذا الصدد وكل ما يمكن قوله قد يكون لدى البعض من الطائفة العلوية شعور باتجاه رئيس جمهورية دولة مجاورة مثل سورية, ولكن أيضاً لدينا شعور بالأسى لما يجري في كل سورية.

  بصفتك نائباً عن الشمال والرئيس المكلف نجيب  ميقاتي من هذه المنطقة, فلماذا برأيك لم يوفق بعد بتشكيل الحكومة?

 هذا مؤسف فعلاً بعد أن مضى أربعة أشهر وبدأنا بالشهر الخامس على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة. وكما هو واضح, منذ بداية الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية والانقلاب على تسوية الدوحة وبحضور عدد من الدول العربية الذين كانوا عرابين لهذا الاتفاق, لكن فريق "8 آذار" قام بهذا الانقلاب ولم يسأل عن أحد وها هم اليوم يدفعون الثمن على صعيد رصيدهم الشخصي والشعبي والسياسي ومن رصيد البلد بشكل أساسي الذي هو بأمس الحاجة لتشكيل حكومة لمعالجة أمور الناس وللوضع السياسي في البلد في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تطورات, ومن المؤسف أن ما يسمى بالفريق الواحد لم يستطيعوا حتى الآن تأليف الحكومة, ما نشاهده فقط "تناتش" على توزيع الحصص, والمهاترات الاعلامية التي وصلت إلى مستوى متدنٍ جداً ما بين بعضهم بعضاً وبين الفريق الواحد. وبالأمس أطل علينا السيد حسن نصرالله ليقول إن حكومة الرئيس سعد الحريري استغرق تشكيلها أربعة أشهر رغم تدخل الملك عبدالله ود. بشار الأسد.

بصراحة من المؤسف كلما قررنا تشكيل حكومة لبنانية نكون بحاجة إلى المساعدة من الملك عبدالله ود.بشار مع احترامنا لمقامهما الرفيع. وهل المطلوب تدخل خارجي لتتشكل الحكومة? اليوم هناك اتهام بتدخل خارجي والضغط على الرئيس ميقاتي. إذا كان هذا الكلام صحيحاً, فليتحمل كل شخص مسؤوليته, وليعلن ميقاتي عبر الإعلام بأنه يتعرض لضغوطات من هنا ومن هناك, أو يشكل حكومة وفق ما يراه مناسباً ويرفع هذه التشكيلة إلى رئيس الجمهورية ويتقدم من المجلس النيابي بطلب الثقة وإذا لم تنل ادلثقة تسقط في المجلس أو أن يقدم استقالته, لأنه لا يجوز ولا بشكلٍ من الأشكال إبقاء الوضع على ما هو عليه اليوم, خصوصاً أن الوضع الاقتصادي يسير من سيئ إلى أسوأ والوضع الأمني أصعب على صعيد الجنوب, وهنا لابد من السؤال عن عرقلة تشكيل الحكومة, فإذا كان العماد ميشال عون هو المعرقل فالسيد نصرالله رفض أي ضغط على حلفائه, وهذا يعني أن البلد سيبقى من دون حكومة إلى ما شاء الله, فإذا كان "حزب الله" ليس مستعجلاً لتشكيل الحكومة فمن المسؤول عن البلد إذاً?