المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 06 حزيران/2011

رسالة بطرس الأولى/الفصل 1/3-11/رجاء حي

تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح لأنه شملنا بفائق رحمته، فولدنا بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات ولادة ثانية لرجاء حي ولميراث لا يفسد ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ لكم في السماوات، أنتم الذين بالإيمان تحرسكم قدرة الله لخلاص سينكشف في اليوم الأخير، به تبتهجون، مع أنكم لا بد أن تحزنوا حينا بما يصيبكم الآن من أنواع المحن التي تمتحن إيمانكم كما تمتحن النار الذهب، وهو أثمن من الذهب الفاني، فيكون أهلا للمديح والمجد والإكرام يوم ظهور يسوع المسيح. أنتم تحبونه وما رأيتموه، وتؤمنون به ولا ترونه الآن، فتفرحون فرحا مجيدا لا يوصف، واثقين ببلوغ غاية إيمانكم وهي خلاص نفوسكم. عن هذا الخلاص فتش الأنبياء وبحثوا، فأنبأوا بالنعمة التي نلتموها. وحاولوا أن يعرفوا الوقت وكيف تجيء هذه النعمة التي دل عليها روح المسيح فيهم، حين شهد من قبل بآلام المسيح وما يتلوها.

 

عناوين النشرة

*الراعي ترأس قداسا لمناسبة اليوم العالمي لوسائل الاعلام: أطالب السلطة السياسية المعنية بالاسراع في اخراج البلاد من شللها

*رئيس "المرصد السوري لحقوق الإنسان": مقتل 38 شخصاً في جسر الشغور برصاص الأمن 

*معارضون سوريون يطالبون بزيادة الضغط على الأسد 

*4 قتلى وعدد من الإصابات برصاص الجيش الإسرائيلي في الجولان

*مصادر ميدانية لـ"NOW Lebanon" : إصابة شخص خلال منع إحراق إطارات في الرشيدية

*اعتصامات في مخيمات بيروت والبارد في ذكرى النكسة

*نتنياهو يهدّد باجتياح سوريا ولبنان إذا حاول متظاهرون تخطي الحدود في ذكرى "النكسة"

*أدرعي: النظام السوري يريد أن يصرف الأنظار عن أزماته

*نتنياهو يعلن أنَّ بلاده ستدرس المقترح الفرنسي لعقد مؤتمر سلام 

*بأمر من الأسد.. رجل أمن بزيّ مدني يطلق النار على المتظاهرين

*اسلاميو الأردن يطالبون بشمول جندي قتل 7 طالبات إسرائيليات بالعفو العام المرتقب 

*سليمان عرض الأوضاع مع الراعي وأشاد بالإعلام اللبناني 

*رئيس جمعية "سوليد" غازي عاد: مرسوم الرئيس السوري لم يشمل المعتقلين اللبنانيين  

*شبكات تهريب تتعاون مع «حزب الله» تبيع خدماتها التكنولوجية إلى ثوار سورية

*نديم الجميّل: "حزب الله" لا يريد تأليف حكومة لأنّه لا يمكنه ضبطها

*سامي الجميل: لوقف التكاذب لأنه لا يبني دولة ونريد الجلوس الى الطاولة والتفكير مع الاخرين من دون تقوقع

*حسن خليل رداً على السنيورة: وحده من ضرب وتجاوز كل قواعد الميثاق والدستور 

*فرعون: لانتخابات نيابيّة جديدة تحرّك الحياة السياسيّة

*فريد حبيب لـ"NOW Lebanon": قوى 14 آذار لن تحضر أي جلسة تشريعية في ظل حكومة مستقيلة

*حوري: حملة "أمل" على "المستقبل" هروب إلى الأمام

*انطوان تمدراوس/لن نسمح له بتبوأ هذا المنصب مجدداً.. بري رئيس "ميليشيا" وهو آخر من يحترم المؤسسات!   

*نشرة أخبار موقع الكتائب ليوم الأحد

*الرئيس الجميّل: متّفقون مع جنبلاط على على حصر جدول  أعمال الجلسة المنتظرة ببند وحيد

*عجائب وغرائب في سجلات نفوس بعلبك

* كميل شمعون بقلم طبيبه: فصل أول/النهار

*الفرصة لوساطة متجددة على الخط السوري قبل الوصول إلى اللاعودة/النهار/روزانا بومنصف   

*ما بعد بكركي/الياس الزغبي

*حكومة للقتلة في لبنان؟/النهار/علي حماده     

*الرئيس الرئيس أمين؟مقابلة مطولة من جريدة السياسة

*قيادته لجنة تحقيق حول الهاربين السوريين إلى وادي خالد 

*وفاة كمال البطل أحد قادة "ثورة الأرز" في ظروف غامضة

 

تفاصيل النشرة

الراعي ترأس قداسا لمناسبة اليوم العالمي لوسائل الاعلام: أطالب السلطة السياسية المعنية بالاسراع في اخراج البلاد من شللها

بتأليف حكومة تعمل بمحبة وتهدف إلى صون وتعزيز كرامة المواطنين

البطريرك استقبل وفدا اوستراليا ويترأس مساء اليوم الخلوة السنوية للاساقفة

وطنية - بكركي - 5/6/2011 ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي لمناسبة اليوم العالمي لوسائل الاعلام الخامس والاربعين، عاونه فيه المطرانان رولان ابو جودة وغريغوري منصور، نائب رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام الاباتي ايلي ماضي، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم، رئيس الاتحاد العالمي للصحافة الكاثوليكية فرع لبنان الاب انطوان خضرا، بمشاركة بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، السفير البابوي المونسينيور غابريال كاتشيا، ممثل بطريرك السريان الكاثوليك المطران جرجس القس موسى، ممثل بطريرك الارمن الكاثوليك الاب وارطان كازنجيان، مطران اللاتين بولس دحدح ولفيف من المطارنة والكهنة.

وحضر القداس وزير الاعلام الدكتور طارق متري ممثلا بمستشاره اندريه قصاص، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، نائب نقيب المحررين سعيد ناصر الدين، الوزير السابق ابراهيم الضاهر، مديرة الوكالة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان، رئيس نادي الصحافة يوسف الحويك، رئيس الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم عيد الشدراوي، رئيس رابطة الروم الكاثوليك مارون ابو رجيلي، المستشار الاعلامي السابق لرئاسة الجمهورية رفيق شلالا،عضو المؤسسة المارونية للانتشار سركيس سركيس، مسعود الاشقر، اعضاء اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام والعديد من الاعلاميين من مختلف الوسائل الاعلامية وخدمت القداس جوقة الاب يوسف الاشقر.

العظة

في بداية القداس كانت كلمة تعريف للاب عبدو ابو كسم، وبعد الانجيل المقدس ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "الآن مجد ابن الانسان، ومجد الله فيه" قال فيها: بتجسد ابن الله تمجدَّتْ الطبيعة البشرية، وتمجَّدَ الله، لأنَّ سرَّه المكتوم منذ الدهور انجلى بإرسال ابنه الوحيد انسانا ليفتدي الانسان. وبلغ مجد الله ذروته بموت المسيح فداء للبشر، وبلغت الطبيعة البشرية ذروة مجدها بقيامة الرب يسوع من الموت وصعوده الى مجدِ السماء. مجد الله في خلاص الجنس البشري، ومجد الانسان في استعادة بهاء صورة الله فيه. ما جعل القديس إيريناوس يقول: "مجدُ الله الانسانُ الحي". لكنَّ مجد الله ومجد الانسان ينبعان من المحبة التي أوصانا بها يسوع المسيح "أن نحب بعضنا بعضا، كما هو أحبنا".

2- يُسعدنا أن نحتفل معاً باليومِ العالمي الخامس والاربعين لوسائل الاعلام، المعروفة بالاتصالات الاجتماعية عبر الصحافة والاذاعة والتلفزيون والتقنيات الحديثة والانترنيت من خلال المواقع الالكترونية وبرامج الاتصال وسواها. نصلّي من أجل المنتجين والمنتفعين، لكي تكون هذه الوسائل الاعلامية، كما تراها الكنيسة، في ضوء الحكمةِ الالهية، كوسائل نبوية لنقل كلمة الله وما تنطوي عليه من حقيقة وخير وثقافة وجمال. ونتأمل في قيمة هذه الوسائل وما لها من دور في التقارب بين الاشخاص والجماعات والشعوب، وبسببها قيل إن "الكون أصبح قرية صغيرة"، وفي نقل الثقافات والحضارات البنّاءة من أجل عالم اكثر عدالة وسلاما وتضامنا، وفي تكوين رأي عام سليم وموضوعي.

3- ويطيب لي أن أُحَيّي كل الاعلاميين والاعلاميات، وان أُهنِّئَهم برسالتهم الاعلامية الشريفة، وأتمنّى لهم في يومهم العالمي هذا، كل الازدهار والنجاح. وأودّ أن أشكر في المناسبة كل الوسائل الاعلامية المدنية والدينية على حضورها الدائم في الاحتفالات والاحداث الروحية، وعلى التكرُّم بنقلها إلى محيطنا المشرقي وعالم الانتشار. كما يطيب لي ايضاً أن أحيّي حضرة رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام بالوكالة وأعضاءها الكرام، وحضرة مدير المركز الكاثوليكي للاعلام والمسؤولين عن قطاعاته، شاكراً لهم تنظيم هذا الاحتفال، وما يقومون به من نشاط إعلامي بنّاء. كما أحيي وأشكر كل أصدقاء اللجنة والمركز الذين يسخون في مساعدتهما ودعم نشاطاتههما.

4 - دعونا الرب يسوع في انجيل اليوم إلى وعي كرامتنا البشرية المدعوة لتكون انعكاساً لمجد الله في ما تتميَّز به من حق وخير وجمال، وإلى ادراك رسالتنا الانسانية بأن نكون جماعة المحبة. في هذه المرحلة من حياتنا العامة في لبنان، نرانا بأمس الحاجة إلى تعزيز كرامة الانسان عندنا على المستويات كافة، الروحية والخلقية، الاقتصادية والاجتماعية، السياسية والثقافية. كما أننا بحاجة ماسة إلى وضع المحبة في قلوبنا لكي تأتي أعمالنا خيِّرة ومواقفنا بنّاءة. وانني، باسم شعبنا، أطالب السلطة السياسية المعنية بالاسراع في اخراج البلاد من شللها بتأليف حكومة تعمل بمحبة وتهدف إلى صون وتعزيز كرامة المواطنين في لبنان. كما ندعوها إلى إيجاد صيغ تستطيع فيها السلطة العليا في بلادنا اتخاذ القرار المنقذ، عندما يتهدد الوطن أي شلل في مؤسساتنا الدستورية، كما هو حاصل اليوم.

5- وكعادة البابوات السنوية، وجّه قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في المناسبة رسالة، تكلّم فيها عن الظاهرة المميّزة لزمننا وهي انتشار التواصل عبر شبكة الانترنت، واكّد: كما ان الثورة الصناعية انتجت تغييراً عميقاً في المجتمع من خلال المستجدات في دورة الانتاج، وفي حياة العمّال، هكذا التحوّل العميق الجاري في حقل الاتصالات الاجتماعية يقود موجة التغييرات الكبيرة الثقافية والاجتماعية. ان التقنيات الجديدة، التي تنشر المعلومات والمعارف، تولّد طريقة جديدة للتعلّم والتفكير، مع ظروف جديدة لانشاء علاقات، ولبناء الشركة.

هذا الامر يقتضي ان توضع التقنيات الجديدة في خدمة خير الشخص الشامل، وخير البشرية جمعاء. واذا استُعْمِلَت بحكمة تستطيع الاسهام في تلبية الرغبة في ادراك المعنى والحقيقة والوحدة، وهذه الرغبة هي أعمق ما يتوق اليه الكائن البشري.

في العالم الرقمي يصبح التمييز، الواضح بين المنتِج للمعلومات والمستفيد، نسبياً أكثر فأكثر، والاتصال يميل الى ان يكون، ليس فقط تبادل معطيات، بل تقاسماً لها. هذه الدينامية جعلت من التواصل حواراً وتبادلاً وتضامناً وخلق علاقات ايجابية بين الاشخاص.

يطلب البابا من الشباب الذين يُقبلون على هذه المتغيّرات في التواصل، وفيما هم يسعون باخلاص الى لقاء شخصي مع الآخر، ان يتنبّهوا للمخاطر ويتجنّبوا الانزلاق في التصرف والتعاطي.

وفيما التقنيات الجديدة توفّر للاشخاص امكانية التلاقي في أبعد من حدود المساحة والثقافات، وعالماً جديداً من الصداقات المفترضة، فلا بدّ من وعي المخاطر الممكنة. ويأتي السؤال: مَن هو قريبي الجديد؟ أليس هناك من خطر على فقدان العلاقات اليومية العادية؟ أليس من خطر في ان نعيش في غربة عن المحيط الذي ننتمي اليه؟ لا شيء من التقنيات الإلكترونية يحلّ محل الاتصال الشخصي المباشر مع الاشخاص على كل مستويات حياتنا.

ينبغي ان يكوِّن المسيحيون حضوراً مسيحياً في العالم الرقمي فينقلون رؤيتهم للعالم وآمالهم ومُثُلَهم عند تقاسم المعلومات مع غيرهم، ويمارسون نوعاً من الاتصال يكون مخلصاً ومنفتحاً، مسؤولاً ومحترِماً للآخر. وعندما ينقلون نصوصاً من الانجيل، ينبغي ان يشهدوا لها بخياراتهم واحكامهم وتفضيلاتهم المتلائمة مع الانجيل. وليكن همّهم عندما ينقلون الحقيقة الانجيلية ان تصبح غذاءً يومياً، لا اجتذاباً للحظة، ذلك انها عطية تقتضي جواباً حراً.

ويدعو قداسة البابا المسيحيين لكي ينقلوا عبر المواقع الالكترونية ايمانهم بأن المسيح هو اله ومخلص الانسان والتاريخ، الذي تجد فيه كل الاشياء اكتمالها (افسس 1: 10)، ولكي ينقلوا الانجيل بشكل يحرّك القلب، ويخاطب الضمير، ويعتمد نهج المسيح القائم من الموت في مسيرته مع تلميذَي عمّاوس (لو 24: 13-35). ويدعوهم ليحرصوا على ألاّ يصبح الموقع الالكتروني وسيلة تجعل من الاشخاص فئات، وتتلاعب بمشاعرهم، او تتيح للقوي اختزال اراء الآخرين.

ويختم البابا بندكتوس بدعوة الشباب لحسن استعمال حضورهم في المحيط الرقمي، مجدِّداً لهم الدعوة للقائهم في ايام الشبيبة العالمية المقبلة في مدريد. وصلّى من اجل العاملين في حقل الاتصال الاجتماعي، ملتمساً، بشفاعة شفيعهم القديس فرنسوا دي سال، القدرة على تتميم عملهم بضمير واع وحسّ متقن، ومنحَ الجميع بركته الرسولية.

ايها الرب يسوع، بصعودك الى السماء تمجدَّتْ بشريّتُك، وفتحتَ الباب الى مجد السماء بوجه كل انسان يعيش وصية المحبة على مثالك. أعطِنا ان نرفع عقولنا وقلوبنا الى العلى، الى حيث انت، لنستلهم قيم السماء ونطبع بها أعمالنا ومواقفنا وعلاقاتنا في هذا العالم، لندرك اننا الى المجد السماوي مدعوون فنستعد له مستنيرين بنور الانجيل وتعليم الكنيسة، ومقدَّسين بنعمة الاسرار، وشاهدين لمحبتك في مبادراتنا ونشاطاتنا اليومية. بارك العاملين في حقل الاعلام، وبخاصة الذين يتواصلون بواسطة المواقع الالكترونية والانترنت، ليستعملوها وسيلة لخيرهم الروحي والثقافي والانساني. فنرفع التسبيح والشكران للآب والابن والروح القدس، الآن والى الابد، آمين.

وقد وزعت خلال القداس رسالة قداسة البابا بمناسبة اليوم العالمي لوسائل الاعلام تحت عنوان "حقيقة اعلان واصالة حياة في العصر الرقمي".

استقبالات

بعد القداس استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية، كما استقبل وفدا اوستراليا متحدرا من أصل لبناني من ولاية فيكتوريا ضم: رئيس بلدية ماروندا طوني ديب، رئيسة بلدية داربن ديانا اسمر، رئيس بلدية هوبسنز-باي مايكل رفول، مستشار وزير الاتصالات في اوستراليا دايفيد اسمر، كما التقى غبطته العديد من الوفود الشعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

على صعيد آخر، تقفل بكركي أبوابها مساء اليوم لانعقاد الخلوة السنوية للاساقفة الموارنة برئاسة البطريرك الراعي، وتتضمن الخلوة رياضة روحية، انتخاب مطارنة جدد على المراكز الشاغرة اضافة الى البحث في الامور والقضايا الراعوية والكنسية والوطنية.

وسيصدر في نهاية الخلوة ظهر يوم السبت في 11 الجاري البيان الختامي ويتضمن كافة المواضيع التي بحثت.

 

رئيس "المرصد السوري لحقوق الإنسان": مقتل 38 شخصاً في جسر الشغور برصاص الأمن 

أعلن رئيس "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن عن "مقتل 28 شخصاً برصاص قوات الأمن السورية اليوم الأحد في منطقة جسر الشغور (شمال غرب)، حيث تتواصل العمليات الأمنية". وأوضح عبد الرحمن أنَّ "حصيلة القتلى خلال 24 ساعة في هذه المنطقة قرب ادلب (330 كلم شمال دمشق) بلغت 38 شخصاً، من بينهم ستة عناصر أمنيين"، وأضاف أنَّ "عمليات أمنية وعسكرية لا تزال مستمرة (في هذه المنطقة) منذ السبت الماضي"، مشيراً إلى أنَّ "عشرة أشخاص قتلوا امس و28 اليوم"، ولفت إلى أنَّ "الحصيلة مرشحة للإرتفاع".

(أ.ف.ب.)

 

معارضون سوريون يطالبون بزيادة الضغط على الأسد 

دعا مؤتمر "التحالف الوطني لدعم الثورة السورية" المنعقد في بروكسل اليوم "المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على الرئيس (السوري) بشار الأسد"، مطالبين في الوقت نفسه "بإجراء تحقيق مستقل حول القمع الدامي للتظاهرات المناهضة للنظام السوري". وفي مؤتمر صحافي، شدد المجتمعون على أنَّ "هناك حاجة إلى مزيد من الضغط على النظام"، وأضافوا: "من الأهمية بمكان فرض عزلة دبلوماسية على النظام السوري وعدم السماح له بأن يكون ممثلاً في المحافل الدولية"، معتبرين أنَّ "قيام الرئيس السوري بتشكيل هيئة لاطلاق حوار وطني هو بمثابة مهزلة"، وتابعوا: "لا يمكن الحديث حاليا عن حوار وطني فيما القمع مستمر في سوريا". وأعرب طبيب الاسنان بدرلديان بهرو الذي يقيم في السعودية وجاء الى بروكسل للمشاركة في المؤتمر بعد مشاركته في مؤتمر أنطاليا عن ثقته بأن "بشار الأسد سيرحل"، واضاف "يبقى ان نعرف متى وباي ثمن". (أ.ف.ب.)

 

4 قتلى وعدد من الإصابات برصاص الجيش الإسرائيلي في الجولان

أطلق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه مئات من المتظاهرين الذين قدموا من سوريا باتجاه الحدود مع إسرائيل في الجولان بالذكرى الـ44 للنكسة، كما أفاد مصورون لوكالة "فرانس برس"، ما أدى إلى سقوط "أربعة قتلى وإصابة تسعة آخرين" حسب التلفزيون السوري، في حين ذكرت "فرانس برس" أنَّ "عشرين مصاباً على الأقل تغطيهم الدماء ويتم اجلاؤهم".

من جهته، ذكر الجيش الإسرائيلي أنَّ "الجنود أطلقوا عيارات تحذيرية في الهواء، بينما اقترب المتظاهرون من الحدود مرددين شعارات مؤيدة للفلسطينيين ومحاولين عبور الأسلاك الشائكة"، وقال الناطق باسمه "لفرانس برس" إنَّه "على الرغم من العديد من التحذيرات الشفوية وبعدها طلقات تحذيرية في الهواء، استمر عشرات السوريين في الاقتراب من الحدود ولم يبق أي خيار للجيش إلا اطلاق النار باتجاه أرجل المتظاهرين في محاولة لردع أي تصرفات أخرى". ويشار إلى أنَّ الشبان السوريين المتحدرين من الجولان فضلاً عن فلسطينيين كانوا تجمعوا في قرية عين التينة المقابلة لبلدة مجدل شمس التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، وتسلقوا الأسلاك الشائكة في مواقع عدة للتوجه إلى الجولان، بحسب التلفزيون السوري. كما توجهت حافلتان تنقلان شباناً آتين من اللاذقية وجبلة في شمال غرب البلاد إلى مدينة القنيطرة المحررة في الجولان منذ اتفاق فك الإشتباك الإسرائيلي - السوري عام 1974، بحسب أحد المتظاهرين الذي أفاد في حديث إلى التلفزيون السوري أنَّ "إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي بدأ لحظة وصول المتظاهرين إلى الشريط الشائك"، مضيفاً: "هدفنا غرس العلم السوري على الارض (السورية) المحتلة". هذا، وكان استخدم الجيش الإسرائيلي مكبرات للصوت لتحذير المتظاهرين من الاقتراب من الحدود باللغة العربية، وتوجه إليهم بالقول: "من يقترب من السياج سيكون مسؤولاً عن دمه"، كما كانت القوات الإسرائيلية في حالة تأهب منذ عدة ايام ونشرت قوات على الحدود مع لبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة ترقباً لتظاهرات مشابهة لتظاهرات يوم النكبة.(أ.ف.ب.)

 

مصادر ميدانية لـ"NOW Lebanon" : إصابة شخص خلال منع إحراق إطارات في الرشيدية

أفادت مصادر ميدانية "NOW Lebanon" أنّ "عدداً من الشبان الفلسطينيين حاولوا في مخيم الرشيدية إحراق إطارات بالقرب من حاجز للجيش اللبناني عند مدخل المخيم، فتصدى لهم "الكفاح المسلح الفلسطيني" ومنعهم من ذلك مطلقاً النار في الهواء، ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص بجروح،". المصادر نفسها، لفتت إلى أنَّ "الجيش اللبناني نفذ استنفاراً عند مدخل المخيم، فيما نفذ "الكفاح المسلح الفلسطيني" بدوره أيضاً استنفاراً وسيّر دوريات في المخيم".

 

اعتصامات في مخيمات بيروت والبارد في ذكرى النكسة

تداعت فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" و"التحالف" والمؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية وأهالي المخيمات في لبنان، على أثر إلغاء مسيرة نكسة 1967، إلى تنظيم اعتصامات ومسيرات داخل المخيمات في بيروت والشمال، معلنين أنَّ "زمن النكسات والهزائم ولى إلى غير رجعة" وأنَّ "الشعب الفلسطيني أصبح مهيأ أكثر من ذي قبل لتحقيق حلمة بالعودة إلى ربوع وطنه".ففي مخيم برج البراجنة، نظم اعتصام جماهيري وفصائلي أمام جامع الفرقان، ألقى خلاله المسؤول في "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة" في لبنان أبو عماد رامز كلمة أشار فيها إلى أنَّ "تنظيم مسيرات كمسيرة نكسة حزيران إلى حدود فلسطين تؤكد إصرار الشعب الفلسطيني على حق العودة وتكشف الممارسات الإسرائيلية والمجازر التي ترتكبها حكومة العدو الصهيوني ضد المدنيين العزل". وفي مخيم مار الياس أيضاً، نظم محترف جورج زعني للفن والإبداع معرضاً صورياً عن مدينة يافا على الرصيف المحاذي للمخيم في العاصمة بيروت، فيما نظمت مسيرة داخل مخيم شاتيلا شاركت فيها فصائل الثورة الفلسطينية والمؤسسات والجمعيات الأهلية وحشد من اهالي المخيم، وألقيت كلمات أكدت "حق العودة"، واحتجت على قرار منع المسيرة إلى الحدود. وللمناسبة دعا "اتحاد لجان حق العودة" إلى إحياء الذكرى خلال مهرجان جماهيري حاشد تحت شعار ليكن يوم النكسة يوماً لتأكيد حق العودة وحق الدولة الفلسطينة بعاصمتها القدس وحق إعمار مخيم نهر البارد دعماً لإقرار الحقوق الوطنية.(الوطنية للإعلام)

 

نتنياهو يهدّد باجتياح سوريا ولبنان إذا حاول متظاهرون تخطي الحدود في ذكرى "النكسة"

هدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوريا ولبنان بإدخال قوات عسكرية إلى أراضيهما إذا حاول متظاهرون فيهما الانطلاق بتظاهرات ومحاولة تخطي الحدود إلى داخل إسرائيل خلال إحياء ذكرى النكسة اليوم الأحد فيما رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في صفوف قواته. وذكرت صحيفة "معاريف" أن نتنياهو وفي محاولة لوقف أنشطة لمناسبة ذكرى النكسة أبلغ بصورة غير مباشرة جهات عربية مختلفة إنه في حال وقوع أحداث غير عادية فإن إسرائيل ستستخدم قوة عسكرية مكثفة وحتى أنها قد تدخل إلى سوريا ولبنان.

وألمحت الصحيفة إلى أن إعلان لبنان أمس عن إلغاء تظاهرة عند الحدود مع إسرائيل وبعد ذلك إعلان سوريا عن إلغاء التظاهرات عند الحدود مع إسرائيل سببه تهديد نتنياهو.

وفي سياق متصل ذكرت صحيفة "هآرتس" أن التقديرات في إسرائيل هي أن "لنظام الرئيس السوري بشار الأسد مصلحة بالقيام باستفزاز عند الحدود (في الجولان)، وهذه تقديرات تثير توترا معينا في الجانب الإسرائيلي". وأعلن الجيش الإسرائيلي منذ عصر يوم الجمعة الماضي عن أن شمال هضبة الجولان منطقة عسكرية مغلقة وأنه رفع حالة التأهب في صفوف قواته على الجبهات الإسرائيلية الثلاث الشمالية والجنوبية والوسطى ،وذلك لمناسبة ذكرى النكسة اي حرب الخامس من يونيو /حزيران 1967. وقال بيان صادر عن الناطق العسكري الإسرائيلي أن قائد الجبهة الشمالية للجيش اللواء غادي آيزنكوت قرر الإعلان عن شمال الجولان بالقرب من الحدود مع سوريا منطقة عسكرية مغلقة "في أعقاب تقييم استخباري جديد يتعلق باحتمال تسلل آخر من الحدود". وأضاف بيان الناطق العسكري الإسرائيلي أنه "مثلما هو معروف فإن الشريط الحدودي هو منطقة عسكرية يحظر على المواطنين الاقتراب منها وتشكل خطرا على أمنهم". وتابع البيان أن القرار بشأن الإعلان عن منطقة عسكرية مغلقة في شمال هضبة الجولان اتخذ "بموجب تقييم للوضع وسيتم رفعه وفقا للتطورات، كما تم الإعلان عن قرية مجدل شمس على أنها منطقة عسكرية مغلقة تحسبا من تسلل مواطنين سوريين بعد اختراق الشريط الحدودي الدولي". وذكر بيان الناطق العسكري أن الجيش الإسرائيلي في حالة جهوزية على جميع الجبهات الإسرائيلية الشمالية والجنوبية والوسطى "خشية اشتعال أعمال شغب خطيرة واستفزازات مثلما حدث في 'يوم النكبة'". وكالات

 

أدرعي: النظام السوري يريد أن يصرف الأنظار عن أزماته

لفت المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنَّ "إسرائيل لن تسمح لأي شخص باختراق حدودها، ولن تقبل بأن تخرق سيادتها وكرامتها"، معتبراً أنَّ "النظام السوري يريد أن يصرف الأنظار عمّا يحصل من أزمات في داخل سوريا وبالتالي يصدرها إلى إسرائيل"، وشدد على أنَّ "إسرائيل لن تسمح بذلك". أدرعي، وفي حديث لقناة "الجزيرة"، رأى أنَّ "الجيش الإسرائيلي أخذ سلسلة من الإجراءات والتعزيزات العسكرية على طول الحدود، وذلك بهدف المحافظة على حدود إسرائيل"، معلناً في هذا الإطار أنَّ "قوات جيش الدفاع الإسرائيلي سوف تتدخل للدفاع عن سيادة إسرائيل".وفي رد على سؤال حول أعمال القتل التي يقوم بها جيشه، اعتبر أدرعي أنَّ "أخلاقيات جيش الدفاع الإسرائيلي لا تسمح له استعمال وسائل وحشية وإطلاق النار وقتل الأبرياء"، داعياً "المتظاهرين إلى الابتعاد عن خط وقف إطلاق النار"، ورفض "المحاولات المكشوفة ولأهداف خاصة للزج بالجيش الإسرائيلي في ما يحصل في مجدل شمس".(رصد NOW Lebanon)

 

نتنياهو يعلن أنَّ بلاده ستدرس المقترح الفرنسي لعقد مؤتمر سلام 

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنَّ إسرائيل "تدرس" المقترح الفرنسي بعقد مؤتمر سلام إسرائيلي ـ فلسطيني، مشيراً إلى أنَّه استمع إلى المقترح الذي نقله إليه وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الذي التقياه الخميس الماضي. نتنياهو، وقبل الإجتماع الأسبوعي لحكومته اليوم الأحد، أضاف في بيان نشره مكتبه: "نقدر أصدقاءنا الفرنسيين جداً وسأقوم بالرد بعد دراسة المقترح ومناقشته مع أصدقائنا الأميركيين".(أ.ف.ب.)

 

بأمر من الأسد.. رجل أمن بزيّ مدني يطلق النار على المتظاهرين

شارك أكثر من 100 ألف شخص أمس السبت في مراسم تشييع عشرات الاشخاص الذين قضوا بنيران قوات الأمن في مدينة حماه شمال سوريا خلال تظاهرات "جمعة أطفال الحرية"، على ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان". وقال المرصد أن ما لا يقل عن 53 مدنياً قتلوا الجمعة بينهم 48 في حماه، مرجحاً ارتفاع الحصيلة، بينما تشير أرقام الناشطين السورين إلى سقوط ما يزيد عن 70 ضحية في ما أسموها "مجزرة حماة". وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنه في منطقة حمص (وسط)، قتل مدنيان في الرستن واثنان آخران في مدينة حمص، كما قتل شخص في إدلب (شمال غرب). وأشار عبد الرحمن إلى أن مراسم تشييع حصلت بعد ظهر الجمعة في هذه المدينة، قائلاً أن سوريا وصلت الى "شفير الهاوية".

وفي ما يلي مقطع فيديو يُظر رجل أمن سوري بلباس مدني يطلق النار على المتظاهرين العزّل من سلاح كلاشينكوف، وذلك بأمر من قوات الأمن السوري:

 

اسلاميو الأردن يطالبون بشمول جندي قتل 7 طالبات إسرائيليات بالعفو العام المرتقب 

طالب حزب "جبهة العمل الإسلامي" (الذراع السياسية للأخوان المسلمين) وأبرز احزاب المعارضة في الأردن "بشمول الجندي الأردني أحمد دقامسة يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة لقتله سبع طالبات إسرائيليات عام 1997 بالعفو العام المرتقب". وفي هذا الإطار، بعث أمين عام الحزب حمزة منصور رسالة إلى رئيس الوزراء معروف البخيت نشرها الموقع الإلكتروني للحزب جاء فيها: "إننا نأمل أن يكون الجندي الأردني أحمد الدقامسة أحد المشمولين بقانون العفو العام"، وأضاف: "طول المدة التي أمضاها في السجن ووضعه الصحي والاجتماعي الذي بات يحظى بتعاطف من قطاعات واسعة من الشعب الأردني هي احد الاعتبارات لشموله بالعفو"، مشيراً إلى أنَّ "جنود الاحتلال ارتكبوا أفظع الجرائم بحق اشقائنا في فلسطين من دون أن تتخذ بحقهم إجراءات عقابية قاسية".(أ.ف.ب).

 

سليمان عرض الأوضاع مع الراعي وأشاد بالإعلام اللبناني 

حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في اليوم العالمي للإعلام وسائل الإعلام والإعلاميين في المجالات المرئية والمسموعة والمكتوبة والالكترونية، منّوهاً بالجهود التي يبذلونها لنقل الوقائع والحقائق، معتبراً أن الإعلام لا يزال مهنة البحث عن المتاعب ورسالة لنقل الحقيقة، ساعد التطور التقني الكبير في تفعيل دوره وتأثيره وتوسيع رقعة انتشاره لتصبح في متناول كل مواطن. وإذ أشاد الرئيس سليمان بالإعلام اللبناني الحاضر على مدار الساعة والمواكب للأحداث، فإنه لفت في الوقت نفسه إلى أن دوره ليس في المتابعة السياسية فحسب بل في المجالات الاجتماعية والثقافية والفنية لتكتمل عناصر رسالته، مشدداً على أهمية أخذ تقاليد المجتمع اللبناني ومكوناته في الإعتبار والتركيز على الموضوعية وإبراز الإيجابيات، فيما النقد يجب أن يكون بنّاء لإصلاح مكامن الخطأ والخلل، لافتاً إلى أن لبنان يحترم الحريات الاعلامية المنصوص عنها في الدستور. واستقبل رئيس الجمهورية في دارته في عمشيت قبل ظهر اليوم بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة مار بشارة بطرس الراعي، وعرض معه لمجمل الأوضاع الراهنة وأجواء اللقاء الماروني الذي انعقد أخيراً في بكركي.

 

رئيس جمعية "سوليد" غازي عاد: مرسوم الرئيس السوري لم يشمل المعتقلين اللبنانيين  

أعلن رئيس جمعية "سوليد" غازي عاد ان مرسوم العفو الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد أخيراً لم يأت على ذكر اللبنانيين المعتقلين، بل يطال السوريين فقط، محملاً الدولة اللبنانية مسؤولية التقصير في معرفة مصير هؤلاء، مشيراً الى انها لا تتحرك في هذا الخصوص. وشدد عاد على ضرورة ان تتوخى وسائل الإعلام التعاطي مع هذا الموضوع بشكل جيد، لانه من المواضيع الأكثر حساسية".

 

تضم مزيجا من قطاع الطرق ومقاتلين فلسطينيين وعصابات تهريب... وولاؤها للمال أولا

شبكات تهريب تتعاون مع «حزب الله» تبيع خدماتها التكنولوجية إلى ثوار سورية

 واشنطن - من حسين عبدالحسين /الراي

قالت مصادر ديبلوماسية غربية رفيعة المستوى لـ «الراي»، ان «شبكات تحترف تهريب الاسلحة من سورية الى «حزب الله» في لبنان، تبيع اليوم خدماتها الى المعارضة السورية في الخارج، التي تعمل بدورها على مد المنتفضين ضد نظام (الرئيس بشار) الاسد بهواتف تعمل عبر الاقمار الاصطناعية، وكاميرات فيديو، وكمبيوترات، ووسائل لوجستية اخرى يستخدمها الثوار في انتفاضتهم». وتشكل وسائل الاتصال هذه، السلاح الاساسي بيد شباب «الثورة السورية» المندلعة منذ 15 مارس الماضي، اذ يستخدمها المطالبون باسقاط نظام الاسد لايصال تظاهراتهم وعمليات العنف بحقهم، بالصوت والصورة، الى العالم. ورغم محاولات القوى الامنية مصادرة هذه الوسائل واستخلاص اعترافات تحت وطأة التعذيب من اصحابها حول مصدرها، وحول الكلمات السرية التي يستخدمونها لتحميل الفيديوات عبر الانترنت، وللتواصل في ما بينهم عبر موقع «فيسبوك »، فان النظام السوري لم ينجح في قطع علاقة المنتفضين بالعالم. وجزمت المصادر بانه «لم يتم تهريب اي سلاح من لبنان الى داخل سورية عن طريق هذه الشبكات». وسألت «الراي» عن امكانية وجود قرار سياسي او تكتيكي لدى «حزب الله» بالعمل ضد حليفه في دمشق، فقالت المصادر ان «الشبكات التي لطالما استخدمها حزب الله لتهريب الاسلحة من سورية الى لبنان، لا تدين بالولاء الكامل» للحزب.

واضافت: «تتألف هذه الطبقات من مزيج من قطاع الطرق، ومقاتلين من الفصائل الفلسطينية الموالية لسورية، وعصابات تهريب، وبعض المقربين من حزب الله».

هذه المجموعات حازت على ثقة الحزب مع مرور الوقت، وهي تحمل اليوم تراخيص تصدرها لها جهات سورية ولبنانية. ولطالما عملت هذه المجموعات الى جانب الحزب مقابل مبالغ مالية كبيرة، وهي «تتميز بقدرتها على تمويه شحنات الاسلحة واخفائها عن عيون الفضوليين من المواطنين العاديين، وخصوصا اخفاءها عن عيون الاقمار الاصطناعية وطائرات التجسس الاسرائيلية». بيد ان ولاء هذه المجموعات، هو للمال اولا، وقد قام ناشطون سوريون في الخارج بالاتصال بها، مع مطلع العام الحالي، والطلب منها المساعدة في تمرير هواتف تعمل عبر الاقمار الاصطناعية الى ناشطين شباب داخل سورية، مقابل مبالغ مالية هائلة.

وافقت هذه الشبكات، وتم التوصل الى صيغة تحمي هوية المهربين وهوية الشباب الذين يقومون حتى اليوم، حسب المصادر، باستلام وسائل التكنولوجيا التي احرجت الاسد دوليا بتعطيلها فاعلية الحظر المفروض على وسائل الاعلام المستقلة والعالمية من العمل داخل سورية. هل يدعم «حزب الله» عمل هذه المجموعات؟ تقول المصادر انها تشك في ان «يقوم حزب الله بدعمها لان ولاءه لنظام الاسد لا شك فيه». بيد ان عمل هذه المجموعات دفع الحزب الى الوقوع في الحيرة، فهو «ان عمل على محاربتها وتفكيكها فهو سيخسر احدى اهم شبكاته لتهريب السلاح والذخائر عبر الحدود مع سورية». اما ان تجاهل عملها، حسب المصادر، «فمن الممكن ان تستمر في ارهاق حليفه وقد تؤدي في نهاية المطاف الى انهياره (نظام الاسد)».

ثم ان معضلة اخرى تواجه الحليفين في دمشق وبيروت، فان «عمل فعلا حزب الله والسلطات السورية على سحب التراخيص الامنية اللبنانية والسورية الممنوحة لافراد هذه الشبكات وحاولوا تفكيكها، فان خطوط التهريب من والى سورية من الممكن ان تستمر عبر القنوات العشائرية من خلال الحدود السورية المشتركة مع العراق والاردن وشمال لبنان».

ختاما، تقول المصادر ان «دمشق لطالما استخدمت شبكات التهريب هذه لارسال السلاح والمقاتلين الى داخل لبنان والعراق، لكن لم يتنبه الاسد حينها ان من الممكن ايضا استخدام الشبكات بالاتجاه المعاكس، وهو اليوم امام معضلة محاولة القضاء عليها لقطع وصول وسائل الاتصال الى الثائرين ضد حكمه، وان نجح في ذلك، يقضي على واحدة من الوسائل التي بنى عليها اسلوب تدخله في شؤون الجوار، وهذه بدورها سياسة اساسية لدى الاسد لتقديم نفسه كلاعب اقليمي فيما قام بتجاهل مصلحة السوريين الفعلية في الداخل لسنوات طويلة».

 

نديم الجميّل: "حزب الله" لا يريد تأليف حكومة لأنّه لا يمكنه ضبطها

شدّد عضو كتلة "الكتائب النيابيّة" النائب نديم الجميل على أنّ "الاختلاف بين الأفرقاء على الساحة اللبنانيّة قائم اليوم على مسألتين أساسيّتين هما من جهة مسألة قيام الدولة الذي يتعارض مع انتشار السلاح غير الشرعي؛ ومسألة الانتماء اللبناني، حيث هناك بعض اللبنانيين ممّن يحاول تحويل المرجعيّة اللبنانيّة إلى مرجعيّة أخرى سواء على المستوى السياسي أو العسكري أو حتى الديني"، معتبرًا أنّ هؤلاء "يريدون أن يكون الانتماء اللبناني انتماء لسوريا".  الجميّل، وفي حديث لإذاعة "لبنان الحر"، قال: "لا يجب انتظار التغييرات الاقليمية أو رحيل الرئيس السوري بشّار الاسد أو وقوع اغتيالات جديدة لنجلس معًا على الطاولة".

وعن اجتماعات بكركي، رأى الجميّل أنّها "مهمّة في الشكل وخلقت أرضيّة معيّنة على الارض ولكن في المضمون ينقصها الحركة، وعلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أن يجمع الكل على ثوابت وطنيّة". وإذ قال إنّ "التحالفات مع حلفائنا هي من الند إلى الند ونحن نتفق على الثوابت الكبرى لكن في موضوع الادارة هناك أمور عدة نختلف عليها"، لفت الجميّل إلى أنّه في المقابل فإنّ "تحالف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح النائب ميشال عون مع "حزب الله" يتضمّن أمور عديدة مفروضة عليه".ولجهة المراوحة الحكوميّة، اعتبر الجميّل أنّ "أيّ فراغ حكومي هو لمصلحة "حزب الله" الذي لا يريد تأليف حكومة لأنّه لا يمكنه ضبطها، لذلك نرى أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري يدعو إلى جلسة تشريعية على أساس تسيير الامور من دون حكومة"، مشيرًا، في هذا السياق، إلى أنّ "بري يحاول تفريغ الدولة من كل مؤسّساتها عبر احتكار كل صلاحيات المجلس النيابي، ونحن اليوم نريد موقفًا واضحًا من رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان حيال تخطي صلاحياته". ورأى الجميّل أنّه "ليست وظيفة رئيس الجمهورية التوفيق بين طرفين، بل هو الذي يجب أن يأخذ المبادرة وينفّذها وهو من يجب ألا يعمل على إرضاء أحد"، مذكّرًا بأنّه "لم نصادف رئيسًا منذ عام 1990 حتى الآن لديه نيّة أو قدرة لتنفيذ مشروع معيّن على الرغم من أنّ له كل الصلاحيات الدستورية والسياسيّة، كونه تمّ اختيار رؤساء يتبعون لسوريا". (رصد NOW Lebanon)

 

سامي الجميل: لوقف التكاذب لأنه لا يبني دولة

نريد الجلوس الى الطاولة والتفكير مع الاخرين من دون تقوقع

حكومة الانقاذ هي الحل للخروج من الازمة ولعقد مؤتمر وطني تأسيسي

 وطنية - 5/6/2011 علق منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل، على لقاء المسيحيين في بكركي، معتبرا ان المهم هو استكمال الخطوة الضرورية والاساسية التي بدأت في اجتماع الاقطاب الاربعة، ولافتاالى ان حزب الكتائب عمل على ملف المصالحة المسيحية عبر اتصالات سابقة مع النائب سليمان فرنجية والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، فجاءت مبادرة البطريرك الراعي لكودرة هذه المصالحة وتنظيمها.

وتمنى الجميل في حديث عبر صوت لبنان المتابعة الجدية لهذا الملف، مؤكدا ان الكتائب ستجهد في سبيل دعم هذا اللقاء عبر التواصل الدائم مع الفرقاء كافة، وعبر محاولة تحضير ملفات اللقاءات الاخرى وتجهيزها فيكون اللقاء المقبل تكريسا لما هو متفق عليه.

واعتبر ان تطوير النظام السياسي الحالي ضرورة وحاجة ملحة، طرحه حزب الكتائب منذ العام 2008 ولا يزال يتحدث عنه وعن ثغراته وضرورة التفكير معمقا بواقعه وبتركيبته اذ انه لم يسبب سوى التعطيل واللجوء الى الشارع منذ ستين عاما وحتى اليوم.

ولفت الى ضرورة ان يتناقش اللبنانيون حول النظام وانما تنفيذه يحتاج الى تحضير الافكار والاجماع حولها ومناقشة الحلول بهدف الجهوزية عندما يحين الوقت المناسب، وقال: نكون عندها قد تناقشنا وتحدثنا فيه وتحاورنا بأفكاره لئلا يأتي معلبا كما حصل في العام 1926 حيث تم اسقاط النظام الفرنسي الوحدوي على لبنان التعددي.

ودعا الجميل الى فتح النقاش حول كيفية تعديل الدستور في ظل وجود السلاح غير الشرعي لان ذلك يولد خوفا لدى بعض اللبنانيين رافضا عقد اجتماع لتطوير النظام بوجود السلاح لان ذلك يسبب انعدام التوازن والمساواة وغياب التكافؤ في الحوار بين المجتمعين.

واضاف:ان الحوار والنقاش حول هذا الموضوع ضروريان وانما الانتقال من التفكير الى الاقرار والى تثبيت بعض الاصلاحات الدستورية يجب ان يكون في جو مسالم وصحي يرتاح فيه الافرقاء ويشعرون فيه انهم غير مهددين بالسلاح او اي شيء آخر، فيبنى لبنان باطار واضح خلافا لما حصل في اتفاق الطائف مع ضغط الجيش السوري على النواب الحاضرين، معتبرا ان مؤسساتنا مرتكزة الى دستور يوصلها الى التعطيل ولا يجد لها حلولا آنية مما يدفع الناس الى الشارع وهنا الخطر الكبير.

ولفت الجميل الى ان الدستور الحالي لا يتضمن اي معالجة للخروج من ازمة تأليف الحكومة الراهنة في ظل عجز الرئيس المكلف عن التأليف وقدرة رئيس الجمهورية على لعب دور الحكم والحسم، ملاحظا ان الجو يتجه الى مزيد من التشنج الطائفي.

ودعا الى ايجاد نظام سياسي يعطي لكل طائفة في لبنان امكانية العمل مع بعضها البعض بمساواة.

واضاف: هنا دور اللامركزية الموسعة والحياد الايجابي في خلق اطار للمجتمعات اللبنانية يعالج مشكلاتها بالاطر الديمقراطية. اذ ثمة بلدان كثيرة متعددة عالجت مشكلاتها من خلال انظمة حولت التعددية الى ايجابية غير صدامية، فاذا حققنا هذا الامر، يزدهر كل مكون من المجتمع اللبناني عبر عيش الحياة التي يريد بحرية وعبر ممارسة ثقافته من دون الشعور بالغبن.

وتمنى الجميل حصول حوار جدي منتظرا موقف حزب الله في هذا الاطار خصوصا انه خرج من الحوار الاخير من دون ان يقدم ورقته الاصلاحية. واضاف: نريد الجلوس الى الطاولة والتفكير مع الاخرين من دون التقوقع، رافضا اتهامه بالطائفية والمذهبية، اذا تحدث عن تمثيل المسيحيين في الادارات العامة لانه يشير الى الواقع كما هو، ولأنه يدعو الى وقف التكاذب والبدء بالتعاطي مع الاخرين باحترام وصراحة من دون مزايدات كاذبة لانها لا تبني دولة.

واوضح ان شعار الانصهار الوطني في الدولة هو مفهوم خطير يدعو الى توحيد التعددية اللبنانية ودمجها وتذويبها لتصبح الفئات اللبنانية متشابهة تفكر بالطريقة نفسها في العيش والهوية والثقافة، ومنطق الانصهار هذا هو الغاء خصوصية المجموعات حيث يحاول كل طرف انطلاقا منه توحيد منطق التفكير لدى المجموعات كلها، وفق طريقة تفكيره هو ومنطقه ومفاهيمه.

ودعا الى الانتقال من منطق الانصهار والالغاء والتذويب الى منطق الاعتراف بالتعددية والخصوصية المجتمعية وتعددية الهوية الدينية والثقافية وتكريسها لان التعددية غنى للبنان ومحاولة الغائها سيؤدي الى التطرف والانقلاب على منطق الدولة.

واعتبر الجميل ان ثمة 3 خطوات لتحقيق المصالحة المسيحية: اولا فك عقدة المشكلة الشخصية بين المسيحيين المتنازعين منذ سنوات عبر اعتيادهم على الجلوس معا. ثانيا الاتفاق على ملفات مشتركة تمهيدا للنقطة الثالثة وهي معالجة الملفات الخلافية، مشددا على ان اللقاء بين اي طرفين مسيحيين، ليس حدثا بحد ذاته لانه من الطبيعي التواصل واللقاء لحل المشكلات، خصوصا ان اللقاءات الاجتماعية في المطلق تفيد للوصول الى نتائج سياسية ملموسة.

وعن تمايز مواقف حزب الكتائب، قال: ان الحزب ليس بموقع مراجعة مواقفه السياسية، لان معياره الاول هي الثوابت الوطنية والمبادئ وهو لديه افكاره ومبادئه الخاصة التي يتحالف وفقها، مشيرا الى الاتفاق مع 14 آذار في ملفات مهمة انما هذا لا يمنع ان يكون للكتائب رأيها الخاص والواضح في ملفات اخرى، استنادا الى مبادئها وثوابتها.

وعن العلاقة بين الرئيس الجميل وجنبلاط، اشار الى انها لم تنقطع في اي مرحلة من المراحل وكذلك بينه وبين تيمور جنبلاط لذلك لا مانع في عقد لقاء والتحاور والبحث في الملفات.

وردا عن طرح وسطية ممثلة بالرئيس سليمان والرئيس المكلف والرئيس الجميل والنائب جنبلاط، سأل: هل هذه وسطية تجاه ملفي المحكمة او السلاح؟ لا وسطية لدينا في هذا الاطار لأن المحكمة والسلاح امور مصيرية وبنيوية لا يمكن المساومة عليها.

واستغرب ان يتلهى السياسيون بالحديث عن توزيع الحصص في الحكومة العتيدة وعما يحصل في البلدان الاخرى وانتظارهم ان تحل المشكلات هناك ومن سيستلم الحكم، فيما يتركون الناس في حال اهتراء اجتماعي، معتبرا ان عدم امكانية فريق لديه طرح واحد وتفكير محدد واهداف وحيدة تشكيل حكومة يطرح علامات استفهام كثيرة.

ورأى ان كل طرف يرمي الطابة عند الاخر في حين هناك اكثرية قد كلفت لتشكيل الحكومة ويجب ان تتحمل مسؤولية التأليف، موضحاان ثمة مشكلة دستورية على صعيد تشكيل الحكومة لأن الدستور لا يوضح كيفية معالجة عملية التأخير في التأليف.

وشدد على ان حكومة الانقاذ هي الحل للخروج من الازمة القديمة الجديدة التي نعيشها لانها تمهد لعقد مؤتمر وطني تأسيسي للبنان الجديد. داعيا الى التفريق بينها وبين حكومة الوحدة الوطنية. وقال: نرفض تكريس مبدأ ان تكون الحكومات في لبنان "وحدة وطنية" لأننا نريد ان ينتظم النظام الديموقراطي. إذ ان حكومة الوحدة الوطنية تلتف حول الازمة ولا تعالجها فيما حكومة الانقاذ تهدف الى المعالجة. وختاما اكد الجميل ان حزب الكتائب يريد عقد مؤتمر لطرح اي لبنان يريده اللبنانيون، لافتا الى ان هذا البلد يستطيع ان يكون افضل البلدان شرط ان يعترف الجميع بضرورة المشاركة والمساواة وعدم ادارته بشخصانية ووحداوية.

 

حسن خليل رداً على السنيورة: وحده من ضرب وتجاوز كل قواعد الميثاق والدستور 

رد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل، على كلام رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في صيدا، فقال: "لم نستغرب استغراب الرئيس فؤاد السنيورة في حديثه اليوم أمام جماهير تياره عن المنطق وقواعد العمل الدستوري، لأننا واللبنانيين عرفنا دوماً كيف أنَّه يروي ويؤلف ويصرح مقنعاً نفسه أنَّ بمقدوره إخفاء الحقائق فيصدق ما يقول ويصدق أنَّ الناس صدقت ما قال، والحقيقة أنَّ معظم ما قاله اليوم يرتد إليه". وأضاف خليل في تصريح أنَّه "هو (السنيورة) وحده في تاريخ الجمهورية من ضرب وتجاوز كل قواعد الميثاق والدستور وصيغة العيش المشترك يوم استمر بحكومة لا ميثاقية وتصرف بمقدرات الدولة، مستغلاً الأمر الواقع خدمة لمشروعه وأهداف تياره، ووحده من استباح كل السلطات يوم جعل حكومة بتراء تقوم مقام رئاسة الجمهورية وتجاوزت صلاحيات الرئيس في التوقيع على المراسيم وإصدارها،  هو من تجاوز السلطة التشريعية وصلاحياتها وعمل على إقرار اتفاقيات والتزامات مالية من دون موافقة المجلس النيابي، وهو بالتأكيد لا يحق له السؤال عن المنطق الذي ساد في السنوات الماضية، لا نعرف ماذا يقصد لأنَّه لم يخبرنا ماذا كان سائداً، إلا أننا نستطيع بالتأكيد أن نسأل ونتساءل عن شعارات النصر التي رفعها فريقه بعد الجلسة التشريعية عام 2005 وفي ظل حكومة تصريف الأعمال".

وختم خليل مؤكداً أنَّ "وحدها إعادة قراءة الدستور والميثاق بهدوء بعيداً من التذاكي والتشاطر المرتكز على تجربة التجارة والبيع والشراء يمكن أن تعيدك إلى قواعد العمل التشريعي وأصول انعقاد المؤسسات واجتماعاتها". (الوطنية للإعلام)

 

فرعون: لانتخابات نيابيّة جديدة تحرّك الحياة السياسيّة

رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النوّاب في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون أنّ "من ينقلب اليوم على "اتفاق الدوحة" يحضّر عملياً أجواء الفتنة التي نرفضها بأي شكل من الأشكال"، معتبراً أنّ "هيئة الحوار تمنع الفتنة، لافتاً إلى أنّ "هذه الهيئة، التي كان يُفترض أن تحلّ مسألة الاستراتيجية الدفاعية، تعطلت أيضاً في وقت من الأوقات"، مؤكداً ضرورة أن "يرافق مسار تأليف الحكومة حوار بإشراف رئيس الجمهورية ميشال سليمان".فرعون، وفي حديث الى محطة "mtv"، أعرب عن اعتقاده أنّ "الأكثريّة الجديدة أخطأت عندما أسقطت الحكومة السابقة"، مذكّراً بأنّ "150 بنداً كانوا على طاولة جلسة مجلس الوزراء الأخيرة في الحكومة السابقة، وهي بنود لا تتعلق بالسياسة بل بهموم الناس المعيشيّة، وكان يمكن البت بهذه البنود لأنّ كل الوزراء كانوا متفقين عليها، لكن فريق الأكثرية الجديدة وضع هذه البنود في "الزبالة" لأنه يريد ملف شهود الزور، وبالتالي أوقع البلد في فراغ حكومي، ولم يستفد بشيء".

وفي سياق متصل، اعتبر فرعون أنّ "هناك مشكلة في البيان الوزاري لأي حكومة ستصدر"، وقال: "نحن نحاول فصل ما يحصل في سوريا عن لبنان، لكن هناك فريقاً يحاول زجّ لبنان، ونحن واقعون بجمود كامل". وإذ دعا إلى "الاحتكام مجدداً إلى الشعب وإعادة انتخاب أكثريّة وأقليّة، فيكون هناك مجلس نوّاب جديد، فنحرّك تاليًا الحياة السياسيّة"، أوضح فرعون أنّ "انتخابات نيابيّة مبكرة تحتاج الى نوع من الاجماع، فإذا كان هناك فشل في تشكيل حكومة فلنتفق معهم ونجري انتخابات مبكرة". (رصد "NOW Lebanon")

 

آسفًا لأنّ "التيار الذي لم يعد وطنيًا ولا حرًّا يمعن بالسير عكس الدولة"

فريد حبيب لـ"NOW Lebanon": قوى 14 آذار لن تحضر أي جلسة تشريعية في ظل حكومة مستقيلة

جمال العيط، الاحد 5 حزيران 2011

إستبعد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب تأليف الحكومة العتيدة "في المستقبل القريب، ربطًا بالأوضاع والاضطرابات التي تشهدها سوريا، وبالخلافات المستحكمة بين الأكثرية النيابية المستجدة حول الحصص الوزارية، وانتفاء الإرادة في تأليف الحكومة لدى "حزب الله" في الوقت الحاضر لأهداف شتى أهمها تعطيل الحياة السياسية والمؤسسات الدستورية وشل الدولة في لبنان"، وحذر من أنّ "الأمور لا تبشر بالخير في ظل الانعكاس السلبي لهذا التعطيل على حياة المواطنين بشكل عام وعلى مالية الدولة والاستثمارات المالية والإقتصادية فيها"، داعيًا حيال إستمرار المراوحة في عملية تأليف الحكومة العتيدة إلى "تفعيل حكومة تصريف الأعمال للانصراف إلى معالجة شؤون ومصالح وحاجات الناس".

حبيب وفي حديث لموقع “NOW Lebanon” شدد على أنه "طالما هناك دويلة ضمن الدولة وطالما هناك سلاح ميليشيات في الداخل اللبناني، وطالما هناك اتصالات غير شرعية لا يراها العماد ميشال عون وتياره موازية لاتصالات الدولة اللبنانية، وطالما هناك اصرار على الاستسلام للنظام السوري الذي بلا شك لا يريد خيراً للبنان، فعبثاً نحاول وستظل الأزمات التي يشهدها لبنان مستمرة إلى ما لا نهاية"، معربًا عن أسفه لكون "التيار الوطني الحر الذي لم يعد لا وطنيًا ولا حرًّا، يدعم منطق ومشروع الفريق الآخر لمصلحة الوصول الى الرئاسة الأولى، ويمعن منذ عودة الجنرال عون في السير بعكس سير الشرعية والدولة ومؤسساتها الدستورية".

وإذ أكد أن "الفريق الآخر يحارب قوى 14 آذار لأنها لا ترضى بأن يعود لبنان بعد ثورة الأرز مساحة مستباحة لأحد، لا في الداخل ولا في الخارج، وتسعى لإقامة الدولة الواحدة والجيش الوطني الواحد والسلاح الشرعي الوحيد على الأراضي اللبنانية"، وضع حبيب "الهجوم المستمر من قبل التيار الوطني الحر على مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي" في خانة "الغايات السياسية التي يتصدّرها العماد ميشال عون في مشروع ضرب المؤسسات الدستورية والأمنية التي تشكل صمّام أمان للدولة ومواطنيها"، مستغربًا في هذا السياق "أن نرى فريقًا ما يريد أن يحاسب مديرًا عامًا يقوم بواجباته ومسؤولياته الوطنية على أكمل وجه، بدلاً من أن يُكافأ على إنجازاته الواضحة على رأس المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي".

وردًا على سؤال، وصف حبيب دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة تشريعية في ظل حكومة تصريف الأعمال بأنها دعوة "غير ميثاقية وغير دستورية"، مؤكداً على هذا الأساس أنّ "قوى 14 آذار ستمتنع عن حضور أي جلسة تشريعية في ظل حكومة مستقيلة"، ومتسائلاً في المقابل "طالما الرئيس بري أحد أركان الأكثرية المستجدة لماذا لا يُسارعون إلى تشكيل الحكومة العتيدة ومنحها الثقة وساعتئذٍ يدعو بشكل ميثاقي ودستوري إلى عقد الجلسات التشريعية؟".

وفي سياق آخر، علّق حبيب على الانفجار الذي استهدف الدورية الإيطالية العاملة في إطار قوات "يونيفيل" فشدد على كونها "رسالة سياسية وأمنية مشتركة ايرانية وسورية هدفها الضغط على المجتمع الدولي والقول لهم بأن قوات الطوارئ الدولية في لبنان هي رهينة لدى هذا المحور الإقليمي من أجل تخفيف الضغط الدولي عن سوريا على خلفية ما تشهده من اضطرابات داخلية"، مذكرًا في هذا السياق "بمجاهرة البعض من قوى 8 آذار علنًا بأن قوات اليونيفيل ستصبح رهينة في حال استمر الضغط من قبل المجتمع الدولي على "حزب الله" وايران وسوريا".

 

حوري: حملة "أمل" على "المستقبل" هروب إلى الأمام

علّق عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري على الحملة التي يشنّها أعضاء حركة "أمل" على تيّار "المستقبل"، معتبرًا أنّها "ببساطة هروب إلى الأمام"، مضيفًا "كلّنا نذكر كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن أنّ "ثورة الأرز" أعادت لبنان 60 عاماً إلى الوراء، في حين أنّ بعض نوّاب حركة "أمل" استمروا "فاتحين على حسابهم"، ومعربًا عن أسفه "للخروج عن إطار اللياقات والأدب السياسي المتبادل". حوري، وفي حديث لقناة "lbc"، قال: "نحن أبدينا وجهة نظرنا في الجلسة التشريعيّة التي دعا إليها بري في 8 حزيران، وعبّرنا عن رأينا بالدستور والقانون والكلام الميثاقي، وهذا الاختلاف لا يجب أن يذهب إلى حدود الشتائم والتجريح، ونصرّ على البقاء تحت السقف الوطني والأخلاقي بعيداً عن أي تجاوزات"، لافتًا إلى أنّ "بري لا يتقبّل أحيانًا وجهة النظر الأخرى". وشدّد على أنّ المطروح "اليوم ليس فقط قضية قانونيّة أو دستوريّة بل هي أيضًا ميثاقيّة، وهناك مشكلة حقيقيّة عند الذين  يعتقدون أنّ لا مشكلة في انعقاد هذه الجلسة". وبالنسبة للتمديد لحاكم مصرف لبنان، قال حوري: "هناك حلان واضحان، الأوّل هو تشكيل الحكومة، وإذا لم تتشكل أعتقد أنّ المرسوم الجوّال هو الحل، فهو الذي يُتيح في ظرف معيّن استعمال هذا الأسلوب، للتمديد لحاكم مصرف لبنان".

 

انطوان تمدراوس/لن نسمح له بتبوأ هذا المنصب مجدداً.. بري رئيس "ميليشيا" وهو آخر من يحترم المؤسسات!   

باتريسيا متّى

بعد أن بات مصير الجلسة التشريعية التي أصرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري عقدها في الثامن من حزيران مهدّد في ظلّ تحفظ عدد لا يستهان به من الكتل النيابية ككتلة "الجبهة الوطنية" برئاسة النائب وليد جنبلاط وكتلة رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، وصف نائب رئيس تيار "المستقبل" أنطوان أندراوس رئيس مجلس النواب نبيه بري "بآخر رجل ممكن أن يحترم مؤسسات هذا البلد، اذ انه يعمد ومنذ أن تسلّم موقع الرئاسة الثانية حتى اليوم الى الضرب عرض الحائط كل الأنظمة والدساتير وتفسيرها بحسب أهوائه لدرجة أنه تجاهل مكتب المجلس". أندراوس دعا في حديث خاص لموقع "14 آذار" الألكتروني، الرئيس بري "للتنحي من موقعه خاصة وأنه بات يستعمل موقعه كرئيس لميليشيا أمل ليخرب مؤسسة مجلس النواب"، لافتاً الى أننا "لن نسمح له بتبوأ هذا المنصب مجددا في الدورة القادمة اذا كنا نملك الأكثرية، بل سنأتي برجل سياسي بامتياز يحترم المؤسسات ويؤتمن على مصلحة البلد".

هذا وردّ انرداوس على مقربو الرئيس برّي الذين اعتبروا أن ثمة من يريد دوماً إعادة الحياة السياسية إلى الملل والمذاهب ان عمد المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الى الانعقاد بوجه الجلسة لينسب عقدها كمواجهة للطائفة السنية كاملة كما قال رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة، مؤكداً أن "كلام الرئيس السنيورة بعيد كل البعد عن الطائفية"، مذكراً إياهم "بالموقف الذين اتخذوه يوم انسحبوا من الحكومة أول مرة معتبرينها غير ميثاقية لمجرد غياب طائفة عن المشاركة فيها".

وأضاف: "نحن نذكر الرئيس بري بمواقفه السابقة التي اتخذها بالتعاون مع حليفه حزب الله بأنه لا يمكن عقد المجلس النيابي بغياب طائفة أساسية في البلد"، داعياً إيّاه "الى عقد الجلسة ليتأكد بنفسه أنها لن تحظى بالموقف المطلوب". وحول عدم مشاركة كتلتي النائب جنبلاط والرئيس المكلف في هذه الجلسة، حيّا اندراوس موقف النائب جنبلاط وأبدى تفهمه لرئيس جبهة الناضل الوطني "الذي يضع نفسه في موقع وسطي خاصة وأن لا مصلحة له بالاختلاف مع أية طائفة، فكما حاول التقرب من الطائفة الشيعية عبر حركة أمل وحزب الله كذلك يجب أن يبني صلات وثيقة مع الطائفة السنية خصوصا وأنه لطالما أكدّ أنه يسعى لتخفيف الانقسامات".

أما عن موقف الرئيس المكلف وحليفيه السنيين من الجلسة، قال: "ليس لدي ثقة بموقف الرئيس ميقاتي، فهو خبير بالمراوغة لأنه لطالما استعمل الموضوع الطائفي بحس المصالح"، داعياً إياه إلى "حضور الجلسة لو كان منطقياً مع نفسه كما حضر اجتماع المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى".

وتوجه الى الرئيس المكلف ناصحاً إياه "بتشكيل حكومة بالقريب العاجل لأن أوضاع اللبنانيين لم تعد تحتمل المزيد من المماطلة وبالانتباه الى الحقائب الأساسية التي يحاول حلفاؤه السيطرة عليها والى قدر الصلاحيات الذي يتوجب عليه التنازل عنها"، لافتاً الى أن "الاسم المطروح لتسلم وزارة الداخلية هو في خانة العماد عون مئة بالمئة" ودعا الى عدم "استغباء الناس بالتشديد على أن وزير الداخلية المقبل حيادي".

وتطرّق في سياق الحديث الى وصف نائب كتلة "التنمية والتحرير" علي حسن خليل موقف الرئيس المكلف بالديكتاتورية المقنعة مشدداً على أن "الديكتاتورية هي عند حركة أمل وحزب الله فمن يمكث في بيت من زجاج لا يجب رمي منزل غيره بالحجارة"، مستغرباً "اللقاءات المتتالية التي عقدها الرئيس المكلف مع الخليلين في غياب الرؤوس الكبيرة وكأنهما من يشكل الحكومة في لبنان ويتحكم بمصير اللبنانيين". وعن الأجواء التفاؤلية التي ضخها فريق "8 آذار" وخصوصاً "التيار الوطني الحر"، رأى اندراوس أن "الأكثرية الحالية تحاول رمي الكرة في ملعب الآخرين لايهام المجتمع اللبناني والدولي أنهم ليسوا المعطلين الا أنه وكما يبدو أن الرئيس المكلف قد تعلّم من حفلات التفاؤل التي كانت تقام بين الحينة والأخرى وأدرك أنها لا توصل الى أي نتيجة فيحاول استيعاب الموقف"، متمنيّاً على "فخامة رئيس الجمهورية لعب دور أكثر فعالية لأن مواقفه الأخيرة ودوره فيهم من المدّ والجزر ما يكفي".

وختم اندراوس متطرقّاً الى الغاء التظاهرة التي كان من المقرر عقدها على الحدود اللبنانية-الاسرائيلية بمناسبة ذكرى النكسة، فقال: "اذا ارادت سوريا مواجهة اسرائيل فلتواجها في الجولان وتنجي لبنان من مؤامرات هو يغنى عنها"، مذكراً "بمجزرة مارون الراس والفلسطينيون الذي أرسلتهم سوريا بالباصات وكانت النتيجة جدّ فظيعة".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

نشرة أخبار موقع الكتائب ليوم الأحد

مضخة حزب الله التفاؤلية تعاود العمل:التشكيل اقرب من اي وقت مضى،هجوم "املي" على "سعد المراهق" و"عصافيره" والجنوب ينتظر مرور قطوع "النكسة"

الراعي: اذا بيعت الارض طار التاريخ ولحضور المسيحيين الفاعل في الدولة

انتهى الاسبوع بموجات تتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم ، الامل والخيبة على اصعدة مختلفة.

حكوميا، جرعة تفاؤل اضافية وأمل بأن تولد قريبا، حتى قبل موعد الجلسة التشريعية التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والتي اصيبت بدورها "بزخات" من الخيبة مع اعلان قوى 14 آذار عدم المشاركة، وانضمام الجماعة الاسلامية والثلاثي الطرابلسي، الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي والنائب أحمد كرامي الى القرار، بعد ان  كان سبقهم اليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ما يعني عمليا استحالة انعقادها.

الا ان التفاؤل الحكومي يبقى حذرا، خصوصاً وان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لم يترجم عملياً هذه الموجة وان بتصريح او موقف، في وقت يرى المراقبون ان حزب الله يكرر "لعبة ضخّ المناخ التفاؤلي" ثانيا لاخراج نفسه من مأزق الفراغ الذي بات يحكم البلد بمؤسساته واداراته.

امنيا، خيبة فلسطينية بعد تخوّف الدولة اللبنانية من التداعيات التي يمكن ان تخلفها ذكرى النكسة الفلسطينية، خصوصا بعد ما جرى في 15 ايار الفائت في مارون الراس، واصرار لبنان على عدم اعطاء اسرائيل اي ذريعة لارتكاب حماقة جديدة ما جعله يمنع التظاهرات الى الجنوب ، في وقت ذكرت الوكالة المركزية ان بعض الجماعات الاسلامية الفلسطينية وتيار المقاومة اللبناني يمضيان في المسيرة رغم اعلان لجنة "التنسيق والمتابعة لحملة حق العودة" تعليق التظاهرة على الحدود اللبنانية، وتحويلها الى إضراب عام في المخيمات الفلسطينية كافة في لبنان.

راعي "الشركة والمحبة"...وراعي الوجود المسيحي والارض والوطن والتاريخ

وبين الامن والسياسة، امل يرشح يوما بعد يوم من تحت سقف بكركي بجمعه المسيحيين خصوصا واللبنانيين عموما بشعار "الشركة والمحبة"، وقد لفت البطريرك بشارة الراعي الى ان "اللقاء ترك اثرا جميلا بين كلّ الناس"، شارحا خلال زيارته اكليريكية مار انطونيوس البادواني المارونية في بلدة كرم سدة في زغرتا الى انه تمّ البحث في مسألتين مهمتين، بيع الاراضي وقد قال عنها:" الارض هي أمتنا ونحن كتبنا تاريخنا على هذه الارض، فاذا بيعت طار التاريخ وطار الوجود، ولهذا نحن مدعوون للتضامن للمحافظة على الارض والرسالة والتقاليد التي بنى من خلالها الاجداد، الوطن المميز عن كل بلدان الشرق الاوسط، وندعو للحفاظ على الوجود من خلال الحفاظ على الارض من خلال استمرار الوطن الرسالة." والمسألة الثانية التي اشار اليها الراعي هي "الوجود في الادارات العامة"، حيث شدد على ضرورة "الحضور الفاعل في الدولة والمؤسسات وخصوصا اننا نلاحظ ان هناك ابعادا للوجود المسيحي في الادارات العامة، يؤثر تاثيرا عميقا على وجه لبنان." وشدد البطريرك الماروني على ان المسلمين والمسيحيين يريدون أن يعيشوا بشراكة فعلية مع بعضهم البعض في هذا البلد، وأضاف : نحن جميعاً في سفينة واحدة، فإما أن نسلم معاً أو نغرق معاً، لافتا الى ان الخيارات السياسية ليست سببا للخلاف بل مصدر تنوع وديمقراطية. واذ أسف للخلافات القائمة على مستوى المسؤولين السياسيين في لبنان ولوجود ضياع على المستويات كافة ، اشار إلى ان كل ازمات الأوطان والمجتمعات أساسها واحد وهو انعدام الشركة السليمة والحقيقية مع الله .

الكاردينال صفير: نتساءل عن المصير

ومن بكركي الى الديمان ، الدعوات نفسها لجهة الحفاظ على لبنان ومؤسساته ، اذ قال الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في عظة القاها خلال ترؤسه قداسا في كنيسة الصرح :" يتساءل كل واحد منّا في هذه الأيام خاصةً عن المصير، فيما الحروب والإضطرابات تتوالى في البلدان التي حولنا، ونحن نرى أن القلق يستبدّ بالكثيرين من بيننا، وقد مضى أشهر ونحن دون حكومة ترعى شؤون الناس وتوفر لهم ما هم في حاجة إليه"، وأضاف صفير: "نحن نعيش في زمن كثُرت فيه الإضطرابات والقلاقل وهي ظاهرة للعيان، وكل يوم تتحدث الصحف عما يجري في البلدان التي حولنا وإنْ لم تدركنا إلى اليوم، وها هي صعوبة تأليف الحكومة عندنا دليل ساطع على الصعوبات التي يمر بها بلدنا".

قاووق: استحقاق تأليف الحكومة أقرب من أي وقت مضى

وبالعودة الى مضخة حزب الله التفاؤلية حول الملف الحكومي، فقد أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق ان الجهود التي بذلت من أجل تسريع تشكيل الحكومة قد جعلت استحقاق تأليف الحكومة أقرب من أي وقت مضى، معتبرا أنه كلما تقدم مسار تشكيل الحكومة تكرر واشنطن شروطها في محاولة مكشوفة لتسميم الأجواء الايجابية واعاقة مسار تشكيل الحكومة. وأشار قاووق، خلال احتفال لحزب الله،الى أن المحكمة الدولية أضحت أداة سياسية في المعادلة السياسية الداخلية تلجأ إليها واشنطن وأتباعها في لبنان في مواجهة الأكثرية النيابية الحالية، معتبرا أن حديث المحكمة الدولية عن موعد في اول تموز لصدور القرار الاتهامي هو توقيت ملغوم يراد من خلاله اعاقة مسار تشكيل الحكومة.وشدد على أن المقاومة تراقب كل مناورات اسرائيل وتهديداتها وحشودها، مؤكدا أنها لن تسمح بالعودة إلى الوراء. ورأى قاووق أن ليس أمام اسرائيل سوى الخضوع لمعادلات المقاومة لأن المقاومة تمتلك كل القوة لحماية انجازاتها والمعادلات والدفاع عن الوطن.

الموسوي :العقبات الرئيسية ذللت

من جهته لمس عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي تقدماً ملحوظاً في التشكيل مؤكداً ان العقبات الرئيسية ذللت وبات في الإمكان التوصل الى التشكيل في أقرب وقت.

الصايغ: لتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية

في المقابل، أكد وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال دكتور سليم الصايغ وجوب تفعيل حكومة تصريف اعمال عبر المجالس الوزارية او المراسيم الجوالة، في ظل تعذر تشكيل حكومة جديدة. وشدد خلال تخريج طلاب مشروع الدمج للمعوقين على ضرورة ان يلعب مجلس النواب دوره كاملاً وان يكون ساحة للحوار الوطني والا يكون مساحة لتكريس الانقسام. واعتبر ان تتعزز صلاحيات رئيس الجمهورية يجعله عن حق رئيسا للبلاد وقادرا على ادارة الازمة في الوقات الصعبة.

المجلس الشرعي الاعلى: قلق على التمادي في التأخير

الى ذلك، أبدى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى قلقه لناحية التمادي في تأخير تشكيل الحكومة، معتبراً لهذا التأخير تأثيرات سلبية وتداعيات خطيرة على الأوضاع الوطنية العامة، مؤكداً على ضرورة تحصين المؤسسات العسكرية والأمنية ودعمها من اجل القيام بدورها الوطني في حفظ الوطن والمواطنين والمؤسسات واحترام القانون. ورأى المجلس بعد اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن قضية الشعب الفلسطيني هي القضية الأولى والمركزية، ودعا الدول العربية الشقيقة لتغليب لغة الحكمة والعقل واعتماد الحوار والانفتاح نهجا لمعالجة الأزمات المحتدمة بما يحفظ وحدة الأرض والشعب ويلبي المطالب الإصلاحية المشروعة للشعوب العربية.

بزي: سعد مراهق سياسي...ونوابه عصافير

وسط هذه الاجواء، هجوم "املي" على "المستقبل"، تولى مهمته النائب علي بزي الذي علق على "حملة الافتراءات والاستهدافات التي تتطاول رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري من قبل نواب تيار المستقبل وبعض القياديين في التيار" بالقول: "يبدو ان منسوب التفاؤل والانفراج الذي ارتفع لدى اللبنانيين والذي أشاعه مناخ تذليل العقبات امام تشكيل الحكومة العتيدة، قابله انخفاض في منسوب الفهم والتعقل لدى جوقة المراهق السياسي سعد الحريري من نواب حاليين وسابقين والذي يبدو انهم وسعدهم الطائر ماضون في مغامرة اعادة لبنان قرونا الى الوراء، وتقزيم الوطن والمواطنين الى حجم تقزمهم، ممعنين في تفريغ المؤسسات من مضامينها وادوارها وجعلها في مأزق على شاكلة المأزق المالي والاداري الذي تتخبط به شركات "معلمهم" الذي وللاسف ظن او يظن هو ومن معه ان لبنان بناسه وارضه وتاريخه ودوره وثقافته جزء من اقطاعاته المالية او العقارية، ذاهبا بخيلائه وتخيلاته واحلام "عصافيره" انه بمقدوره ان يحشر الوطن بين امتعته في حقائب سفره المتخمة بالمشاريع التي يتقدم فيها الخاص على العام، والغريزة على العقل والانقسام على الوحدة والارتهان والتبعية بدل الحرية والسيادة والاستقلال".وختم بالقول: ازاء هذه الحملة، مضامين قول الله تعالى: "اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً".

سبت سوريا...ايضا دام

وبالانتقال الى الملف السوري، وكما في كلّ سبت بعد نهار جمعة دام، افادت معلومات صحافية عن مقتل اكثر من 10 اشخاص خلال مراسم تشييع الذين قضوا الجمعة بنيران قوات الامن السورية ، وشارك أكثر من 100 الف شخص في مسيرات التشييع.هذا وعادت خدمة الانترنت صباح السبت للعمل في سوريا بعد 24 ساعة على انقطاعها،  وكانت الشبكة قد قطعت في معظم المناطق السورية الجمعة ولاسيما في دمشق واللاذقية.

وفي المواقف الدولية من الحوادث في سوريا، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان بلاده تريد الأفضل لسوريا ولا تريد التدخل بشؤونها الداخلية ،مشيراً إلى ان تركيا ستكون على رأس الدول التي تتأثر بجو الفوضى في سوريا.

صالح في اليمن؟

اما على خطّ اليمن، فقد أوضح مصدر قريب من الأسرة المالكة في السعودية ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لم يغادر اليمن متجهاً إلى المملكة لتلقي العلاج .وأعلن المصدر السعودي الذي طلب عدم كشف اسمه أن صالح ما زال في اليمن وليست لديه نية لمغادرة البلاد , وذلك بعد ورود أنباء عن مغادرته البلاد إلى السعودية لتلقي العلاج.

ميدانياً،  استمر تبادل اطلاق النار متقطعاً في أحد الأحياء شمال صنعاء حيث تتواجه قوات حكومية وانصار زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر .

اغلاق...فتح...اغلاق

وفي مصر، اغلاق مفاجئ لمعبر رفح الحدودي بعد قرار بفتحه بشكل دائم امام فلسطيني قطاع، وقد اشار مدير المعبر في الحكومة الفلسطينية المقالة ايوب ابو شعر في تصريح ، ان المسؤولين في الحكومة المقالة حاولوا الاتصال مع الجانب المصري لمعرفة اسباب اغلاق المعبر،الا انهم رفضوا الحديث.

 

الرئيس الجميّل: متّفقون مع جنبلاط على على حصر جدول  أعمال الجلسة المنتظرة ببند وحيد

أكّد رئيس حزب "الكتائب اللبنانيّة" أمين الجميّل أنّه "على تواصل دائم مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وأنّ أهم ما في اللقاء الذي جمعهما تأكيد استمرار التواصل والتفاهم ومناقشة الامور التي تواجه لبنان بعيدًا من سياسة المحاور والفرز والتشنّج، لأنّ البلاد لا تتحمّل التشنّج".

الجميّل، وفي حديث إلى صحيفة "النهار"، أكد أنّ "ثمة قراءة مشتركة لتطوّر الاوضاع مع جنبلاط، وتتلخص بتحصين الساحة اللبنانية وبلورة قواسم مشتركة حول بعض الأمور لمنع أي ردود فعل على ما يجري في المنطقة، وخصوصًا في الملف السوري، لأنّ لا مصلحة للبنانيين في اقحام انفسهم في صراع أكبر من لبنان"، مشدّدًا على "احترام خيارات جنبلاط، وأنّ حزب "الكتائب" لن يغيّر موقفه، ولا يطلب من جنبلاط أن يغيّر مواقفه رغم تحفظاته المعلنة عن ممارسات حلفائه ومواقفهم، علمًا أنّ اللقاء لم يتطرق الى تشكيل كتلة وسطيّة".

وعن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة في 8 حزيران، قال الجميّل إنّ "ثمّة اتفاقًا مع جنبلاط على حصر جدول أعمال الجلسة المنتظرة ببند وحيد واضح ومحدّد، وعندها يُدرس أمر المشاركة من أجل تسهيل أمور الدولة، وأنّ هذا هو موقف "الكتائب"، أما إذا كان على جدول الاعمال أكثر من بند مما يشرّع الباب على مصراعيه لجهة أمور كثيرة، فهذا أمر مرفوض"، ومشدّدًا على أهميّة "إدراج بند واحد لا غير في الجلسة".

 

عجائب وغرائب في سجلات نفوس بعلبك

النهار/يفهم البعض هيبة الدولة عبر الوجود الأمني والعسكري الظاهر، لكن الهيبة تعني احساس المواطن بوجوده ونظاماً حضارياً يصون حقوقه  ويضمن رفاهيته وكرامته وإنسانيته، وهذه من أبجديات حقوق الإنسان والمواطنة وحق الرعية على الراعي. والمواطن اللبناني ينتمي قانوناً وحياتاً الى الجمهورية اللبنانية ومؤسساتها الدستورية والإدارية والقانونية، غير ان المفارقة هي ان هذه الجمهورية تفرض قوانينها على مُواطِنِها لكنها لا تعترف بمواطنيته، الا وفق مكان تسجيل نفوسه واحرازه الهوية اللبنانية "المميز الأول للوضع الانساني" ليعيش تحت رعايتها وعنايتها. علماً ان مصطلح الهوية بالعربية مصدره من كلمة: "هو".

كيف هي حال المئات من مواطني قرى بعلبك وبلداتها الذين امحت احرف من اسمائهم، أو زالت اسماء بأكملها من سجلات نفوسهم، ولا سيما منها سجلات بعلبك القديمة نتيجة اهترائها وتآكلها وعدم تجديدها منذ زمن بعيد. وهكذا بات الحصول على اي وثيقة يتطلب من الموظفين الاستعانة بالسجلات الضخمة التي أكل عليها الدهر وشرب، ومن ثم التفتيش عن اسم صاحب العلاقة، ليبدأ بعدها العمل على اصدارها  في آلية لم تتبدل جذرياً منذ 60 عاماً.  واقع دائرة نفوس بعلبك المحشورة ضمن غرفتين في الطبقة الاولى من السرايا ومكاتبها الصدئة ليس افضل من السجلات، ويفتقر الى الحد الادنى من المقومات الواجب توافرها في مؤسسة معنية بعمل من اساسيات الحياة لا من كمالياتها، وهو توثيق المعاملات الرسمية لـ 600 الف شخص واصدارها. ومما لا شك فيه ان المعنيين داخل الدائرة والمواطنين على السواء باتوا عاجزين عن الامساك بطرف الخيط لانتشال السجلات مما هي فيه، رغم وجود لجنة لمعالجة الامر شكلتها وزارة الداخلية لتنظيم السجلات وتدقيق القيود التي أدرجت خلافاً للأصول في سجلات المقيمين.

حذف أحرف

عوض العزقي متقاعد في الجيش من بلدة بريتال يطالب بإصدار اخراج قيد لاستكمال اوراقه لقبض تعويض نهاية الخدمة، فوجىء بنقص حرف من اسم ابنه علي، ما ادى الى كتمان قيده. وبعد مراجعات في زحلة وبيروت أحيل على اللجنة التي لم تبت الامر بعد، ولا يزال تعويضه معلقاً، علماً انه حاصل على وثيقة زواج واخراج قيد عائلي في تاريخ 4-9-2010  صادرين عن الدائرة.

مختار بلدة معربون عبد الغفار اسعد لفت الى ان ابن البلدة مسعود شاهين مواليد 1937، ومتزوج من عام 1959 ولديه 13 ولداً غالبيتهم متزوجون، وزوجته سورية حاصلة على الجنسية اللبنانية بالزواج وتحمل هوية لبنانية. ولدى طلبه اخراج قيد تبين من السجلات انه عازب، علماً انه حاصل على وثيقة زواج صادرة العام  1959 ورقمها 122 / 1959 ووثيقة قرار من المحكمة بحصول الزوجة على الجنسية اللبنانية بموجب عقد الزواج.

وروى مختار بعلبك حسين الشل ان احمد محمد ديب الشل من بعلبك استحصل في 11 نيسان الفائت على اخراج قيد عائلي، وبعد ثلاثة ايام في 14 منه اضطر الى طلب نسخة أخرى من اخراج القيد فأبلغ ان اسمه مفقود نتيجة تمزق صفحة في دفتر السجلات! كذلك حال الاخوين زكريا علي وخالد مصطفى الرفاعي من محلة غفرة اللذين شطب اسماهما، اضافة الى صدور اخراجات قيد يستحيل على الإنسان العادي قراءة ما كتب عليها. وقد بذل البعض محاولات جبارة لإقناع مأموري النفوس بالاعتراف بذكوريتهم فهم يؤنثون الرجال ويرجّلون النساء على هواهم!

ولا من يسأل!

وأكد  مختار بلدة الجمالية حسين جمال الدين "ان لا احد من المعنيين يسأل ولا يوجد دولة انماء في منطقة بعلبك – الهرمل، ودائرة نفوس بعلبك تمثل تأمراً على المنطقة"، ملقياً المسؤولية على عاتق وزير الداخلية ومديرية الاحوال الشخصية والمحافظة. وأوضح انه "قبل اكثر من ستة اشهر التقى وفد من مخاتير المنطقة المديرة العامة بالوكالة للاحوال الشخصية سوزان خوري، وتلقى وعداً بتجديد دفتر السجلات، وحتى اليوم بقيت الوعود وعوداً. وفي التاسع من ايار الفائت طلبنا موعداً ولم يرد علينا حتى اليوم، فنحن مواطنون ونريد حقنا في المواطنة، وفي بريتال وحدها  600 فرد غير مدرجين او لديهم سجلات ممزقة، فلا يكاد بيت فيها يخلو من مفقود في السجلات الرسمية، فكيف بالمحافظة كلها؟".  ورأى "ان اللجنة تضع العقبات بدل الحلول وتستغرق المعاملات اشهراً حتى تنجز، وهذا الغياب القانوني يعني الكثير: يعني ان ما من مستشفى قد يستقبل هؤلاء الأطفال ولا طبابة ولا ضمان ولا مدرسة، حتى ان العديد منهم لم يستطيعوا تأدية فريضة الحج هذه السنة".

وسأل المعنيين: "اذا كان ابنكم في المدرسة يستخدم كتابه المدرسي مرة في اليوم وسرعان ما يتلف، فكيف بدفتر سجلات يستخدم مئات المرات في اليوم على مدار 60 عاماً؟ في هذه الحال لمن نلجأ؟ اننا نطالب بإعادة نسخ السجلات".

ولفت مختار مدينة بعلبك علي عثمان الى "ان بريتال وحام  ومعربون وحورتعلا والطيبة وطليا ودورس من اكثر البلدات التي تعاني هذا الامر، مما يضطرالمواطن الى سحب وثائق ثبوتية عدة من بيروت وزحلة لتقديمها الى لجنة تنظيم السجلات، وبنتيجتها يحتاج الى ما يراوح ما بين ثلاثة وستة اشهر لإصدار اخراج القيد، اضافة الى ما يتكبد من وقت ومصاريف".

واستنكر مختار بلدة بريتال احمد طليس قرار اللجنة عدم اصدار اي اخراج قيد اذا كان ناقصاً حرفاً في سجل النفوس، حتى وان كانت لدى صاحبه اوراق ثبوتية، وطالب بتعيين مأمور نفوس للدائرة والاسراع في المعالجة وتثبيت هويتنا قبل اي أمر".

ورجح احد مخاتير المدينة، الذي رفض ذكر اسمه، "ان يكون فقد بعض الأسماء وحصول تمزق مفاجىء في بعض السجلات عملاً كيدياً"، متخوفاً من النتائج السلبية لإخراج القوى الأمنية من الدائرة. 

هذا الوضع المزري للسجلات يهدد البعض بكتمان قيده، فيقع المواطن ما بين سندان واقع دائرة النفوس ومطرقة اهمال الدولة، الا ان المغلوبين على امرهم والذين باتوا منسيين بعدما أوصدت في وجوههم ابواب المعنيين،  لم يعد من سبيل أمامهم سوى الاعلام  والاعتصامات، التي يتوقع ان تنطلق خلال الايام المقبلة. ويذكر ان مخاتير المنطقة كانوا يعتزمون تنفيذ اعتصام في 26 ايار الفائت، لكن استقالة وزير الداخلية والبلديات زياد بارود من تصريف الأعمال دفعتهم الى إرجائه.

وسام اسماعيل     

 

 كميل شمعون بقلم طبيبه: فصل أول

النهار

يستحق الرئيس كميل شمعون ان تفرد له الصفحات والكتب، لأن في حياة الرجل وممارسته السياسية والتزامه حكمة ومثالاً وعبرة. وقد كتب طبيبه، الدكتور زيدان كرم، ورغم معرفته به متأخراً، سيرته وتاريخه، وبعض انطباعات عنه، بأسلوب سهل ممتنع.هنا فصل من الكتاب يتناول لقاء التعارف وطفولة كميل شمعون وعائلته، على أن تنشر "النهار" حلقات أخرى عن الرئيس الذي لم تتوقف حياته مع نهاية ولايته الرئاسية، بل ظلّ، حتى آخر لحظة في حياته، محوراً أساسياً في السياسة اللبنانية، وهو الرجل الاستثنائي الذي بشجاعته وعناده، وبحكمته، عرف كيف يقود سفينة لبنان الى بر الأمان، مسلماً الى خلفه اللواء فؤاد شهاب، امانة لبنان الوطن الحر، السيد والمستقل. يقول ادمون رزق في الكتاب "اليوم بعد ربع قرن على غياب الرئيس، ينبري طبيبه لأداء واجب وطني، في وقت تكاد ذاكرة لبنان تمحى، ويطغى النسيان على تاريخنا، ورجالاتنا، وأعلامنا، وقيمنا". ويضيف "الرئيس ذو مبدأ قويم، وشيم ساطعة، اجتمعت له مزايا وخصال: الشجاعة والحكمة، الكرامة والعنفوان، الصلابة والمرونة، العناد والمنطق...".

ذات يوم من شهر ايلول 1976، في العاشرة مساء، كانت منطقة الاشرفية غارقة في سواد حالك لا يعكّره، بين الحين والآخر، سوى دويّ انفجارات قنابل تنهمر على رؤوسنا من كل حدب وصوب. واذ بي اسمع طرقاً عنيفاً على بابي. كانت عائلتي تحتمي من القصف في طبرجا، في حين مكثت في المنزل، لكي ابقى على مقربة من المستشفى اذا ما دعت الحاجة وتم استدعائي. لمحت من خلال الناضور رجلين بثياب عسكرية مدججين بالسلاح، يخبطان قدميهما في الارض وينتظران بفارغ الصبر أن يفتح الباب لهما. مما لا شك فيه ان الامر كان ليرعبني في تلك الظروف، لكنهما توجها اليّ بكثير من اللطافة: "دكتور، دكتور، رافقنا بسرعة، الرئيس كميل شمعون مصاب بوعكة صحية خطيرة".

تنفست الصعداء، وهدأ روعي، وركبت سيارتي بسرعة البرق، مع حقيبتي الطبية. لم يكن منزل الرئيس يبعد عن منزلي سوى حوالي خمسماية متر، قل على مرمى حجر! وصلت لأجد الرئيس ممدداً في فراشه، عاري الصدر، والى جانبه مدبرة المنزل (جانيت)، منكبّة على تغيير المناشف لتمسح بها العرق المتصبّب بغزارة من جسمه.

كان جسمه الناصع البياض يتصبّب عرقاً كمثل اسفنجة مشبعة بالماء. كان شاحباً، بالكاد واعياً، رمقني بنظرة العارف من رأسي الى اخمص قدميّ، وأوما برأسه استجابة لتحيتي: "مساء الخير يا فخامة الرئيس، سوف ابذل جهدي...". كانت شلّة من الحراس والموظفين تحيط بسريره، يهيمن عليها طيف رئيس جهازه الامني عبدو جابر بشاربيه المفتولين. كان عبدو متجهماً عاقد الحاجبين، غابت عن وجهه الابتسامة لتحل محلها علامات القلق. كان بعض الحضور في غاية من الاضطراب، في حين بقي بعضهم الآخر غير مبال، يتابع مجرى الحدث دونما اكتراث(...).

كان احد اطباء القلب الذي استدعاه احد الحراس على عجلة قد وصل الى المكان قبلي. بصراحة وصدق، كان ذلك الطبيب يرتجف ولم يكن يقوى لا على تعداد نبض القلب، ولا على قياس الضغط الشرياني، بل كان فريسة ذعر لا يوصف عاجزاً تماماً عن تمالك نفسه. كما كان عليه اجتياز اختبار آخر، لا يقل اهمية عن الاول، الا انه بدا ايضا  عاجزاً تماما عن تثبيت الاقطاب الكهربائية في المواضيع المحددة لها على جسم المريض، ومن ثم وصلها بجهاز التخطيط للحصول على مخطط كهربائي يسمح بتقييم حالة القلب وما اذا كان قد تعرض لأية اصابة. كانت العملية بالنسبة اليه اشبه بمعضلة يصعب حلها.

لم يكن الرئيس يفارقني بنظرته، كأنه يسألني "ما الذي تنتظره كي تتحرك"؟ لكنني وقبل ان انتقل الى العمل، هدأت من روع الطبيب الشاب بكثير من التهذيب والكياسة، ثم اخذت مكانه بلباقة ولطف مما بعث الارتياح لدى الرئيس والحاضرين حوله. لم تمض بضع دقائق على هذه الشكليات، حتى شرعت في العمل بسرعة وبدقة وهدوء لمعالجة الطارىء وتفادي اي خطأ.

وفي اقل من خمس دقائق، كنت قد انهيت فحصا سريرياً شاملاً كالذي كنا ننجزه خلال فترة التمرين في حضرة الطبيب الفاحص. ثم تمتمت على مسمع المريض، بغية طمأنته، خلاصة تشخيصي لحالته الصحية، قبل ان اتوجه اليه بالقول بصوت عال: "اطمئن يا فخامة الرئيس، ليس في حالتك ما يدعو الى القلق: ضغط الدم 12/7 النبض 80 في الدقيقة، جميع الشرايين سليمة، لا اصابات، لا في المعدة ولا في الرئتين، وردود فعل الجسم العصبية كلها طبيعية". وعلى الاثر انتقلت لاجراء تخطيط للقلب، والحق يقال كان قلبي يدق بسرعة وأنا أترقب المخطط، خشية أن ارى علامات جرحة قلبية ترتسم امام ناظري. لم تكد ابرة جهاز التخطيط تنتهي  من رسم مخطط نشاط القلب حتى تنفست الصعداء وكأن حملاً أزيح عن كاهلي. بنبرة واثقة وهادئة، توجهت من جديد الى الرئيس المنتظِر لأزف اليه الخبر السعيد: "فخامة الرئيس، ما من جرحة قلبية". بعد بضع ساعات، ادركت ان اكثر ما كان يخشاه الرئيس هي اصابات القلب، وكان قد تعرض في العام 1948 لنوبة قلبية حين كان يدافع عن القضية الفلسطينية من على منبر الأمم المتحدة (...).

 انقضت المرحلة الاولى بسلام، وبقيت المرحلة الثانية التي لا تقلّ صعوبة ودقة (...).

واذا بصاحب الشاربين المفتولين ينتصب امامي ويبادرني بنبرة جافة تخلو من اي لباقة: "حسناً ما من جرحة قلبية، ما المشكلة اذا يا دكتور؟ هل تحتاج الى طبيب آخر؟!". فأجبته بهدوء وتهذيب: "كلا لا داعي لذلك في الوقت الحاضر، شكرا". انكببت على التفكير في هدوء وتروٍ... وفجأة هبط علي الوحي! خلال لحظات، رجعت بي الذاكرة الى مستشفى اوتيل ديو الى فترة تدريبي مع البروفسور انطوان مرعب. ففي الحادية عشرة قبل الظهر من احد الايام، احضرت سيارة الاسعاف الى المستشفى فتى في الرابعة عشرة من العمر تقريباً، في شبه غيبوبة ويتصبب عرقاً حتى ابتل جسمه من رأسه الى اخمص قدميه. كان البروفسور مرعب يعرف هذا الولد اذ كان يعالجه منذ نحو سنتين. كان والد الصبي قد اتصل بالطبيب الاستاذ لينبئه بوصول ابنه الى المستشفى. طلب مني البروفسور فحص المريض، بينما انصرف هو الى اعداد ابرز مصل بسائل "سكر مكثف" سرعان ما حقنها في احد اوردة ذراع الصبي. اصابني ذهول شديد وأنا ارى تبخر عرق الشاب مع وصول الحقنة الى نهايتها، ومن ثم استفاقته من غيبوبته. في الواقع، كان ذلك الصبي مصابا بما يعرف "بداء السكري الكلوي". في العادة، تخزّن الكلية السكر في الدم بمعدل ثابت. اما في هذه الحال، فان السكر يتسرب بغزارة من خلال الكلية، بحيث لا يبقى منه في الجسم الا ما يكاد يكفي الحاجة. هكذا، وبعد نشاط بدني قوي (جمباز على سبيل المثال) تعمل العضلات على حرق هذه الكمية القليلة من السكر، فيصاب المريض بهبوط معدله في الدم ويصبح الدماغ عاجزا عن تحمل هذا الافتقار الى هذه المادة، مما يؤدي الى اضطراب في الوعي واختلال الجسم برمته من خلال خسارة غزيرة للماء بهدف زيادة كثافة السكر في الجسم، ما ينعكس من خلال تصبب شديد للعرق. لم يكن الرئيس يعاني من "داء السكري الكلوي"، لكنه كان مصابا "بهبوط عجزي" في معدل السكر في الدم بسبب العمر.

هللويا، وجدت الفكرة الضائعة!

على الاثر، توجهت الى عبدو جابر صاحب الشاربين المتدليين (الذي اصبح صديقاً في ما بعد) بنبرة جدّية، مفعمة بشيء من السلطة، طالباً منه كوب ماء وسكر. واذا بجانيت، مدبرة المنزل، التي كانت متربصة وتراقب بقلق تطور الامور، تقترب مني وتهمس في اذني: "انت على حق يا دكتور، كان الرئيس في السعديات يصاب بين الحين والآخر بنوبات بسيطة كهذه سرعان ما يتجاوزها بتناول كوب محلى بالسكر كانت السيدة زلفا تعدّه له". مما لا شك فيه ان تلك النوبة لم تكن عارضا بسيطا كما في السابق، بل في غاية الخطورة. لكن السعادة غمرتني بعد ان وجدت مفتاح الحل.

لم يكن يلزمني اكثر كي اؤكد تشخيصي واهرع لخوض مغامرتي بثقة وعزم. وبعد ان اذبت بيدي كمية جيدة من السكر في كوب من الماء، تولّيت اعطاء الرئيس ذلك المحلول السحري، (اكسير الحياة)، جرعة تلو الاخرى. كان التعرق يتلاشى رويداً رويدا، والرئيس يستعيد وعيه. تشجعت وتعززت ثقتي بنفسي، ففتحت حقيبة الطوارىء وتناولت منها ابرة كبيرة ثم حقنت الرئيس بهدوء في احد أوردة ذراعه بالمحلول "السكّري المكثف" ذاته الذي عالجنا به ذلك الفتى، لأكمل بذلك المشهد نفسه، وأرفع الى الذروة درجة ذهول الرئيس، ناهيك بالحاضرين حوله، الين راحوا يترقبون حابسين الانفاس، حركات يديّ، وأنا احقن السائل في وريد الرئيس. وما ان انتهيت حتى كان المريض واقفاً على قدميه، بل انه توجه للاستحمام وازالة ما ترسب عليه من تعرّق.

الى هنا تنتهي قصتنا بالفرح والتهليل. ولعل اول المصفقين المهنئين كان صاحب الشاربين المفتولين المتدليين، ثم توالت سبحة التهنئة لتنتنهي بجلبة، ولئن تخللتها لدى البعض دموع الفرح الدافئة. لقد كنت بمثابة المخلص المنتظر. تمت عملية الانعاش تلك بحضور  عدد من المتحلقين الذين راحوا يتزايدون شيئاً فشيئاً نتيجة تدفق المحازبين القلقين الساعين للاطمئنان على صحة "النمر". وقد وصل الامر بأحد العمالقة المفرطي الحماس أن حملني على كتفيه وراح يؤرجحني الى اليسار واليمين، فصعودا ونزولاً، حتى كاد يوقعني ارضاً. بعد نصف ساعة، كان الرئيس مرتديا ثيابه، وإن من دون ربطة العنق، وجالساً بيننا في غرفة الاستقبال. ناداني الى جانبه وامسك يدي وحدق اليّ ثم قال بصوت مرتفع: "شكراً دكتور، لقد انقذت حياتي". فأجبت باحترام، وبصوت منخفض: "لم اقم الا بواجبي يا فخامة الرئيس". في اليوم التالي، تناولت طعام الفطور الى مائدته.

لم يكن الرئيس يحب كثرة الكلام. كان لا بد من انقضاء بضعة أسابيع قبل ان يصارحني بالقول: "منذ وصولك الى داري، ولدت لدي شعوراً بالثقة. ما إن أخذت زمام الامور بيدك حتى شعرت بالاطمئنان، وما ان انتهيت من حقنة السكر في وريدي حتى كنت قد اتخذت قراري باعتبارك مثل إبن ثالث لي، وطبيبي مدى الحياة". مرة جديدة، رددت باحترام: "لم أقم إلا بواجبي يا فخامة الرئيس".

لم أكن سوى طبيب قلب يشق طريقه المهنية في بداياتها، لأن أسمع مثل هذا المديح من الرئيس كميل شمعون شخصياً لزمني الكثير من الجهد ورباطة الجأش لأتمكن من ضبط أعصابي واحتواء فرحي العارم في حضرة رجل طالما أعجبت بشخصه، وأحببته منذ طفولتي. في تلك اللحظة، لم يعد الكون يسعني من الفرح. لقد منحني لقب "طبيب الرئيس" هالة من الفخر لا تضاهى. لقد مهّدت لي تلك الحادثة التي جمعتني بالرئيس الطريق للوصول الى عقول الناس وقلوبهم. كانت تلك المرة الأولى التي التقي فيها شخصياً ذلك الرجل العظيم. كان اسم كميل شمعون يرن في مسمعي منذ طفولتي، كما ان صورته كانت تحتل صدر غرفة الاستقبال في بيتنا. لقد كان يمثل لنا صورة البطل والمدافع عن اللبنانيين والضامن لاستقلال لبنان. وها أنا أقف في حضرته بعد زهاء ثلاثة عقود، بل إنني سرعان ما أصبحت طبيبه الشخصي الى آخر أيام حياته، على مدى 12 عاماً.

عائلته

ولد كميل شمعون في 3 نيسان من العام 1900 في بلدة دير القمر، مسقط رأس والديه، في عائلة ضمت خمسة أبناء: جوزف، كميل، فؤاد، شارل وإميل. ودير القمر بلدة صغيرة كانت تضم حوالى عشرة آلاف مواطن. لكنها كانت عاصمة جبل لبنان بموجب الاتفاقيات الدولية المعقودة في العام 1861.

أمه انطوانيت أديب نعمه شقيقة أوغست باشا أديب رئيس الحكومة الأولى في دولة لبنان الكبير (1926 – 1927) كانت آية من الجمال، ومثالا للنبل والرفعة والتواضع، تقية الى درجة التفاني، بسيطة وناعمة، وفي الوقت نفسه صارمة إزاء كل ما يمس المبادىء والخلقيات والدين. أضف الى ذلك حضورها وإستعدادها الدائمين لتلبية حاجات اولادها، إذ كانت مستعدة دائماً لمسامحة المذنب منهم، مقابل وعد بسيط بعدم تكرار خطئه. لم تكن تتوانى عن أي تضحية في سبيل سعادتهم ومستقبلهم. أما الوالد نمر شمعون، في المقابل، فقد كان انفعالياً وقاسياً ومثالا للسلطة الأبوية. لا يتهاون مع أي غلطة يرتكبها أولاده. وكان شجاعاً وفياً للقيم ومتشدداً في الحفاظ على الخلقيات، والإخلاص للمبادىء والصداقات. من جهة أخرى، كان الوالد مستعداً لتقديم كل تضحية لتوفير هناء العيش لأبنائه، فكان يستقبل بفرح عارم وفخر كبير أخبار نجاحاتهم. أضف أنه كان وطنياً الى درجة التطرف، حتى أنه جعل لبنان في صدارة أولوياته، وكان متأهباً لخوض حرب شعواء ضد كل من يخطر بباله أن يمس من قريب أو بعيد سيادة هذا البلد وسلامة أراضيه، دون أن يتولى أي دور سياسي بارز.

في سن الخامسة، أُدخل كميل الى مدرسة راهبات القديس يوسف للأطفال، مع العلم أن دور الحضانة وروضات الأطفال لم تكن شائعة في تلك الحقبة. كانت مدرسة الأطفال تشكل قسماً من المؤسسة التي تعلم اللغة الفرنسية الى جانب العربية (…).

سنة 1908، دخل كميل مدرسة ابتدائية في دير القمر تابعة لاخوة المدارس المسيحية "الفرير"، وكانت داخل بيت تاريخي تعود ملكيته الى الأمير فخر الدين. ثم انتقلت هذه المدرسة، في سنة 1909، الى مطرانية الطائفة الكاثوليكية، حيث كان المكان واسعاً والتلاميذ أكثر عدداً. في السادسة من عمره، بدأ الفتى يتدرب على الصيد، وكان والده يشجعه على هذه الهواية التي أحبها كثيراً. كانت رحلته الأولى في أيام الربيع، حيث رافق والده الى الغابة، وراح يتمرن على التصويب على حجر وضعه والده فوق صخر. وعندما أصاب الفتى العلامة، هلل فرحا وعشق الصيد منذ ذلك الحين، وأصبح يداوم على هذه الرياضة، الى ان اصاب عصفوراً، وهو في السابعة من عمره، فحمله فرحا ليعود به الى أهله. لكنه، بسبب سرعته، صدم رأسه بجذع شجرة توت، فسال الدم منه بغزارة.

في سن التاسعة، أرسل الشقيقان جوزف وكميل الى مدرسة القلب الأقدس الفرنسية في بيروت التي يتولى إدارتها اخوة المدارس المسيحية إرتأى الوالد أن مستوى الدراسة في دير القمر لم يعد كافياً لتعليم أبنائه.

كان ذلك عام 1909.

منذ مطلع القرن المنصرم، كانت مدينة دير القمر الصغيرة توفر التعليم باللغتين العربية والفرنسية في مدارسها المتعددة. ولعل هذا التقدم الثقافي الذي ميز المدينة في تلك الحقبة يفسر ذلك العدد الذي لا يحصى من كبار الموظفين المتجدرين من هذه البلدة ممن شاركوا في ادارة الدولة على مدى أعوام طويلة. شكلت الحياة في المدرسة الداخلية تجربة جديدة للشقيقين، فها هما يختبران مناخ بيروت المعتدل، بعد أن إعتادا برد الجبل القارس، بينما يفتقران، للمرة الأولى، الى دفء الأهل، وبالأخص طيبة أمهما وعطفها. كان المنهج التعليمي في بيروت أكثر صرامة وقسوة. إلا أن الشقيقين تعوّدا الإتكال على نفسيهما نتيجة ابتعادهما عن كنف العائلة، وبالأخص عن حضن أمهما العطوف، والحاضرة أبداً لخدمة أولادها. بالاضافة الى ذلك، ساعدتهما المدينة، بانتماءاتها المتعددة، في بناء علاقات متينة صادقة واكتشاف بيئة كانا يجهلانها تماماً (...)

إكتشف الشقيقان المدينة بما فيها من صالات للسينما وترامواي وأساليب حديثة للإنارة بالغاز والكهرباء. وكأنهما يقومان برحلة في عالم الأعاجيب والروائع، مما ساهم في طبع روحهما الطفولية بشعور التفوق إزاء رفاقهما في دير القمر، الذين لم تتسنّ لهم فرصة إكتشاف روائع ذلك "العالم الجديد". هكذا، أمضى الشقيقان في مدرسة القلب الأقدس الفرنسية خمسة أعوام مفعمة بالسعادة، تمكنا خلالها من التعمّق في تعلم اللغات الفرنسية، والعربية وابتداء من صف الأول المتوسط الانكليزية.

في هذه الأثناء، كان الوالد نمر شمعون قد اشترى منزلا صغيراً في منطقة الحدث. وبحكم كونه موظفاً في الدولة، كان يلتزم بالادارة المركزية التي كانت تنتقل الى بعبدا من شهر تشرين الأول لغاية شهر أيار. كان تعليم الأولاد في عائلة شمعون يخضع لقواعد صارمة ومحددة. وقد عمد الوالد الى تلقين هذه المبادىء لأبنائه في مرحلة مبكرة. فكان يردد على مسمعهم أن شغله الشاغل، لم يكن قط بأن يترك لهم إرثاً يبددونه ذات يوم، بل أن يوفر لهم تعليماً صحيحاً وتربية مسيحية يواجهون بهما صعوبات الحياة ومفاجآتها. كما كان يحثهم على إعانة الفقير ومد يد المساعدة له قدر ما أُوتي لهم. وكان يحضهم على الدفاع عن آرائهم ومعتقداتهم والإبتعاد عن الحقد والكراهية. وبالتالي، كانت تربية أبناء شمعون قائمة في آن واحد على جهد الكنف العائلي وحضن المدارس الكاثوليكية التي إرتادوها. كان الاولاد يمضون أمسياتهم في الجبل قرب الموقد في قراءة القصص بتوجيه من الوالد، بما في ذلك تاريخ العرب وأوروبا، وبالأخص تاريخ فرنسا وثقافتها (...)

 

الفرصة لوساطة متجددة على الخط السوري قبل الوصول إلى اللاعودة

المد السلمي للربيع العربي أعاقته مواجهة النظام الليبي

النهار/روزانا بومنصف   

على رغم الخلاصات المبكرة لدى دول عدة للوضع في سوريا بالاستناد الى الاتصالات التي أجريت في الاسابيع الاولى لانطلاق الاحتجاجات الشعبية فيها من جانب دول صديقة كتركيا في الدرجة الاولى وبعض الدول العربية التي زار مسؤولون فيها العاصمة السورية، تقول مصادر ديبلوماسية غربية إن الامتناع عن المبادرة الى اتخاذ موقف حاسم من التطورات السورية شأنها في ذلك شأن المواقف التي اتخذتها من بعض الزعماء العرب كان مقصودا. فالدول الغربية كانت تأمل ضمنا على رغم هذه الخلاصات ألاّ تورط نفسها في مواقف جديدة ترتب عليها تبعات في حين تبدو متورطة قسرا او اراديا في مجموع الدول العربية التي شهدت وتشهد احداثا ميدانية تتفاعل يوما بعد يوم. فما يحدث في هذا المنطقة، من حيث اتساعه او رمزيته او الابعاد الجيوبوليتية التي يكتسبها، يفرض نفسه على المجتمع الدولي او على الدول المؤثرة فيه على نحو يتجاوز اللعبة السياسية السابقة بين دول امبريالية وأخرى غير امبريالية.

 وحتى بالنسبة الى تونس ومصر اللتين يفترض أن الثورة الديموقراطية قد عبرت فيهما وبات كل منهما على طريق مختلف عن السابق، فان الوضع في كل منهما يبقى بالغ الحساسية والدقة بما يمكن ان يهدد انتقال الحال من الطريق المفترض الى الديموقراطية الى الفوضى في حال عدم تدراك الامور. وتقول هذه المصادر إن الربيع العربي الذي كان محور اجتماع مجموعة الثماني في دوفيل في فرنسا في السادس والعشرين من الشهر المنصرم، تركز في شكل أساسي، الى جانب التوافق على خلاصات بالنسبة الى الوضع في ليبيا وسوريا، على إظهار مدى الرغبة الغربية في دعم الانتفاضات الديموقراطية التي حصلت ليس سياسيا فحسب، بل اقتصادياً ايضاً، باعتبار أن هذه الدول لا تزال على الطريق نحو بناء الديموقراطية، وقد توقفت الحركة الاقتصادية في كل منهما منذ انطلاق الانتفاضات، وخصوصا في مصر، مما يهدد الاوضاع فيهما الى حد كبير. ذلك ان نجاح  الانتفاضات ضمن الربيع العربي في الدول العربية الاخرى هي رهن بنجاحها في هذين البلدين، من دون أن يعني ذلك التمتع بسذاجة الاعتقاد ان الدول الكبرى تقدم المساعدات المالية الضخمة على انها "كاريتاس" دولي من دون مصالح وحسابات كبيرة سياسية واقتصادية بعيدة المدى. وبحسب المصادر فإن هذه الدول كانت تأمل ضمنا، على رغم استخلاصاتها في شان الوضع السوري، أن يستتب الوضع في ليبيا نسبيا من حيث ايجاد حل لاستمرار وجود الرئيس معمر القذافي لسببين على الاقل، أحدهما ان انهاء الوضع الليبي في صيغته العسكرية يسمح بالتحرر الى حد ما من الثقل الذي ألقته على عاتقها الدول الكبرى من خلال التورط عسكريا في موضوع ليبيا. اذ ان هذا الثقل مؤثر على الاقل في العجز عن استحصال قرار دولي يدين اداء النظام السوري حيال المعارضين من مواطنيه بناء على التجربة الليبية التي تجاوز تنفيذ القرار في شأنها حول فرض  منطقة حظر جوي الى التورط عسكريا في ليبيا. اضف الى ذلك ما يعتقده كثر من أن رد الفعل الليبي على المعارضة هناك كان له مفعول تخفيف زخم الانتفاضات السلمية نسبيا وفق ما حصل في تونس ومصر مما أدى الى رحيل رؤساء الانظمة بسرعة تحت وطأة الضغط الشعبي والموقف الدولي على حد سواء. وكان للمواجهة التي قام بها القذافي مفعول إحياء مفهوم المقاومة لدى زعماء المنطقة الذين واجهوا الانتفاضات بالتخلي عن السلطة، كمحاولة لردع إمكان أن تكر السبحة فتطال الجميع، اضافة الى أن نجاح الرئيس الليبي في الصمود على رغم كل الضغط الدولي أمر يؤخذ في الحسبان رغم التأكيدات الغربية وغير الغربية أن المسألة لم تعد سوى مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، وامكان التفاوض على حل مشرف للقذافي. وتاليا فإن انتهاء الوضع الليبي سيعطي مؤشرات مختلفة في الاتجاه المعاكس لما اعطاه في مواجهته العسكرية للمعارضين الليبين شأنه في ذلك شأن المؤشرات الفورية التي اعطاها الكلام الفوري على اشاعة مقتل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في القصف على القصر الرئاسي في اليمن.

لكن الوضع في سوريا بدا كأنه يدهم الدول الغربية، وفي مقدمها الولايات المتحدة على رغم الاستخلاصات المبكرة حول الازمة أو حول مآلها، باعتبار ان النتائج المسبقة في ليبيا أو اليمن كانت ستوجه وحدها رسائل كافية، في حين أن الرسائل الكلامية وجهت فعلا ولو من دون ان تتسم بالوضوح الذي اتسم به الموقف الاميركي بالنسبة الى دول اخرى، وانه كان هناك حذر في اعتماد الخطوات نفسها لاعتبارات متعددة. والارتباك الاميركي في الملف السوري نزع بالنسبة الى بعض المتابعين ورقة كان يمكن ان تساهم في تعزيز اوراق النظام السوري من خلال تقديم دلائل على تورط اميركي في ما يجري في سوريا، تماما على ما كان الحذر الاميركي في موضوع دعم الاحتجاجات الايرانية ضد انتخاب محمود احمدي نجاد، لئلا يكون الموقف الاميركي سببا اضافيا لمزيد من القمع تحت وطأة الاتهام بالعمالة للاميركيين او وجود مؤامرة ضد النظام.  لكن الامور تطورت في الايام الاخيرة على نحو سيؤدي الى اخراج مواقف اكثر وضوحا من دون امكان العودة الى الوراء، باعتبار أن الاحتمال الاخير يظل مفتوحا  رغم الخلاصات الموجودة اصلا. وتُجْمِع آراء متابعين كثر على ان احتضان تركيا اجتماعا للمعارضين السوريين في انطاليا الاسبوع الماضي كان رسالة في ذاتها تتخطى المفعول الكلامي من حيث الجزم بان هذا الاحتضان لم يكن ممكنا لولا وجود غطاء عربي شبه جامع من دون تورط عربي مباشر، اضافة الى وجود غطاء اميركي ايضا لهذا الاحتضان، وتاليا  لا يزال يأمل هؤلاء بعدما سجل الاسبوع المنصرم تطورات على اكثر من مستوى عربي وسوري تمثلت في حسم مواقف كل من النظام والمعارضين، في مواصلة المواجهة، بمعنى إرساء سقوف عالية لموقف كل منهما، ان يكون المجال ممكنا او متاحا امام دخول متجدد لاطراف ثالثين على خط الازمة، بعدما فشلت المحاولات التركية الاولية، وذلك من اجل محاولة عدم الوصول الى نقطة اللاعودة شأن ما  توحيه كل من الازمتين الليبية واليمنية على حد سواء. 

 

ما بعد بكركي 

الياس الزغبي

أمّا وقد انتهت "العامّيّة" المارونيّة في بكركي الى لجنة كيل ومساحة ودائرة تسجيل وظائف، فلنناقشها في همّها واهتمامها أوّلا، قبل أن نطرح عليها همّنا المختلف، أو على الأقلّ، المنتمي الى الأصل والرسالة.

بالتأكيد، هناك أولويّة للحاجات البيولوجيّة: المكان، المساحة، الأرض، العمل والوظيفة، على قاعدة المعادلة المعروفة: "عش أوّلا ثمّ تفلسف".

ولكنّ هذه الحاجات، والنواقص، والاختلالات، لم تكن تتطلّب "مؤتمرا عاما" اختلط فيه الجدّ بالهزل والغثّ بالسمين والفولكلور بالرصانة.

قبل هذا "المؤتمر"، نجح بعض التحالف السياسي في تصحيح بعض الخلل، في 3 ادارات (على الأقلّ) هي قوى الأمن الداخلي وبلديّة بيروت ووزارة المال. وفشل تحالف آخر في تحقيق أيّ تصحيح في 4 ادارات أُخرى (على الأقلّ) هي دوائرمجلس النوّاب والضمان ووزارة الخارجيّة والجامعة اللبنانيّة.

اذا، المشكلة  في أساسها، هي حسن أو سوء الخيارات والتحالفات السياسيّة، وليست معضلة عضويّة كيانيّة أو قدريّة، ولا تتطلّب دبّ الصوت والتفجّع الوجودي، بل ثقة وشفافيّة في التعامل بين الحلفاء تكفلان التوازن والمناصفة، ولا يجوز التسليم التلقائي بوجود "مؤامرة اسلاميّة مبرمجة" لاستلاب الأرض والوظيفة من أمام المسيحيّين.

واذا كان لبكركي دور حاسم في تصحيح الاختلال، فهو في ترشيد بعض تحالفات الموارنة وتوعية أصحابها على الاستئثار المتمادي الذي يسبّبه حلفاؤهم، في الأرض والادارة والقرار، والكفّ عن تبرير الأخطاء والانحرافات العامّة لقاء المنافع الخاصّة، وعدم افتعال الضجيج حول استعادة حقوق المسيحيّين في الحقائب والحصص الوزاريّة من فوق للتغطية على الخلل الخطير في المراتب التي تحت الحقائب. الحقائب حقوق مكتسبة فوق مراتب مستلبة.

والسؤال المحوري الذي يجب أن تسأله بكركي: ماذا فعلتم في الادارات التي تولّيتم مسؤوليّتها منذ 3 سنوات، وأيّ خلل وظيفي صحّحتم، وأيّ عقار حميتم، وأيّ بيوعات مريبة سمسرتم؟

أمّا همّ الجماعة المارونيّة المتنوّرة الذي أغفلته "عاميّة بكركي"، أو أجّلته خوفا من التصادم، فهو جوهر رسالة الموارنة ومسيحيّي المشرق، عبر انخراطهم الفعّال في صنع المستقبل العربي، كما فعلوا في النهضة الأولى، وعدم التفرّج على النهضة الجديدة، وانتظار جلاء غبارها ثمّ الالتحاق أو الانغلاق.

بعض "أئمّة" الموارنة يضخّون اليوم حالة خوف على المسيحيّين من سقوط نظام الخلافة في سوريّا، الأمر الذي فعل أجدادهم عكسه قبل 100 عام ضدّ الخلافة العثمانيّة. لم يرتعب آنذاك الموارنة من النظام البديل، وكانوا روّادا للتجديد والتحديث، وصنعوا نموذجا حضاريا ظلّ يتفاعل عقودا حتّى تجسّد حالة متقدّمة قبل 6 سنوات، تستلهمه الآن الثورات العربيّة.

فما بالهم اليوم يخيّبون تاريخهم ورياديّة أجدادهم، وينكفئون الى حاجاتهم البيولوجيّة، ويلوذ بعضهم الى أنظمة صنميّة بحجّة الحماية؟

انّ ربيع العرب يقدّم فرصة ذهبيّة للموارنة، وسائر المسيحيّين، لاستعادة الدور التأسيسي للحريّات والديمقراطيّة، وخوض غمار النهضة الثانية، بالخروج من عقدة الأقليّات الى رحاب الأولويّات. وعليهم الادراك بعمق أن تحالف الأقليّات لم يسبّب لهم سوى الخراب: هجّرهم من الأطراف، قتل وشرّد مئات الآلاف منهم، وسلبهم الدور والصلاحيّات. فالأقليّة الأقوى تستبيح الأقليّة الأضعف بحجّة حمايتها من الأكثريّة. هكذا حدث للمسيحيّين في تاريخهم  المعاصر، مرّتين على الأقلّ، فهل يسقطون في الثالثة "الثابتة"!

هنا يجب أن يكمن المعنى الحقيقي للعاميّة المارونيّة في بكركي.

جيّد أن تهتمّ بضرورات العيش، ولكن "ليس بالخبز وحده يحيا الانسان".

لا يشبع الموارنة من خبز لم يشاركوا في صنعه. فليذهبوا الى معاجن العرب وليس الى موائدهم فقط.

 

حكومة للقتلة في لبنان؟

النهار/علي حماده     

يرشح في الوسط السياسي المعني بتشكيل الحكومة أن النظام السوري يسعى الى ان تتشكل حكومة في لبنان تكون موالية تماما للخط الذي تتقاطع عنده مصالح النظام والحليف الايراني الممثل في لبنان بذراعه العسكرية – الامنية، اي "حزب الله". وفي المعلومات أن المسوؤلين السوريين يستشعرون أنهم اليوم يخوضون حرب وجود، ودعائم النظام الخارجية تضاءلت الى حد بعيد، في حين أن الوضع في الداخل، وان يكن ميزان القوى في مصلحة النظام المسلح، تغير بشكل كبير على المستوى الشعبي، بحيث أن سوريا باتت تشهد عشرات التظاهرات في كل المدن والبلدات والقرى، وخصوصاً أن الشعار الاساسي الذي طغى على ما عداه يدعو الى اسقاط النظام. ومع توغّل النظام في سوريا في الحل الامني الدموي، تتراجع احتمالات انهاء الازمة الكبيرة التي عصفت بالبلاد من دون ان يحصل تغيير كبير على مستوى البلاد ووجهتها، وتركيبتها المستقبلية. وبحسب ما ينقل عن مسؤولين سوريين أن دمشق تريد حكومة "صديقة" تكون بمثابة خط دفاعي اقليمي في ظل تعاظم الضغوط الخارجية، واقتناع محيط الرئيس بشار الاسد بأن ثمة مخططا كبيرا لاسقاط النظام تحت شعارات الاصلاح.

هذه رواية، وقد تصحّ أو لا تصح، انما نقول ان اي حكومة تتشكل بأمر من الرئيس بشار الاسد، ولو دعمتها ايران عبر ذراعها المحلية لن تكون حكومة لبنانية، ولن تحوز شرعية أكبر من شرعية الاسد الابن المتآكلة يوما بعد يوم. والاهم من ذلك كله ان اي محاولة لتشكيل حكومة تكون مرجعيتها النظام في سوريا لن تعيش، بل انها سترحل معه ان لم ترحل قبله. وفي هذا الاطار فإن دور رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والرئيس المكلف نجيب ميقاتي أساسي في عدم الانجرار خلف اوهام النظام في سوريا، أو المجازفة بتشكيل حكومة لبنانية سينظر اليها الشعب السوري على انها مثيلة الحكومة السورية الحالية التي ولدت من دماء أبناء درعا، ثم أغرقت بدماء أكثر من ألف ومئتي مواطن الى الآن. ومن هنا على رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف ان يحاذرا الوقوع في فخ النظام السوري و"حزب الله"، وان يبقيا على الوضع الراهن معلقا ريثما تنجلي الامور.

إن أي حكومة تتشكل بإرادة بشار الاسد لن تكون حكومة لبنانية ولن تكون شرعية، تماما مثل التمديد الذي أكره اللبنانيون عليه سنة 2004. وإذا كان بعض الساسة اللبنانيين ما زالوا يأتمرون بما يصدر من أوامر عن النظام في دمشق، فإن دور سليمان وميقاتي اليوم هو منع اي انزلاق في الاتجاه الخطأ. فالثورة في سوريا حقيقة، وكل القمع والقتل اللذين يمارسهما النظام ما افلحا في وأد الثورة التي ستغير وجه البلاد عاجلا ام آجلا. إن لبنان هو صنو الحرية، وكان ربيعه سنة 2005 أول الثورات الديموقراطية في العالم العربي،  لذلك لا نريد ان تكون لقتلة الاطفال والنساء في سوريا حكومة في لبنان.

 

رئيس حزب الكتائب يرى أن منطق المقاومة انتفى بعد تحرير الجنوب  

أمين الجميل لـ"السياسة": لبنان على حافة الانهيار... ومعظم أزماتنا مصدرها سورية

 بيروت - من عمر البردان: رأى رئيس "حزب الكتائب" رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل أن أخطر ما في المخاض الصعب الذي يمر به البلد هو عدم وجود نقطة ارتكاز للمؤسسات الدستورية والسياسية وهذا ناتج عن اتفاق الطائف واتفاق الدوحة, وسأل كيف يمكن قيام دولة قادرة من دون رأس. وقال ان فقدان القيادة جعلنا نعتمد الحلول الممكنة. وطالب بوجود حكومة قيادية تكون بحد ذاتها هيئة انقاذ تتحمل المسؤولية في هذه المرحلة.

كلام الجميل أتى في سياق حوار أجرته "السياسة" معه وصف فيه حكومة التكنوقراط المقترحة بالخدعة والضحك على الذقون لأن الوزراء الذين ستتشكل منهم لا يمكنهم الا الانتماء لطوائف ولزعامات تلك الطوائف. وكشف عن مناشدته رئيس الجمهورية ميشال سليمان بتحمل مسؤوليته مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وابتكار حل يخرج عن كل الطروحات السطحية المطروحة لأنه لا يجوز أن تبقى الأمور على حالها, فالبلد بحالة احتضار والكل يجهل كيف ستكون تداعيات ما يجري من حولنا, واصفاً ما قاله وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن لبنان سيتأثر بما يجري في سورية بأنه رسالة اعتراف بواقع وليس رسالة تهديد, لأن معظم الأزمات التي مرت بلبنان كان مصدرها سورية.

 وفي تعليقه على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالدعوة لعقد جلسة تشريعية للمجلس وصف هذه المبادرة بالهروب الى الأمام, مبدياً خشيته أن يأخذ المجلس دور السلطة التنفيذية, ولا يعود هناك ضرورة لاستعجال تشكيل الحكومة وقال ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون يقوم بدور المعطل, ويغطي "حزب الله" بالكثير من المواقف المستهجنة من اللبنانيين. ورأى أن سلاح "حزب الله" لم يعد سلاح مقاومة لأن له بعداً ستراتيجياً يتجاوز الحدود اللبنانية. وسأل هل ينجح الأسد بطرح الاصلاحات وتنفيذ الوعود باقامة نظام جديد في سورية يكون أكثر ديمقراطية وحرية? واصفاً الانتفاضات العربية التي تحصل في بعض الدول العربية بأنها رسالة موجهة لاسرائيل بالدرجة الأولى, ولافتاً الى أنه لا يوجد جيش في العالم يمكن أن يواجه انتفاضات الجماهير التي هي أخطر بكثير من انتفاضات الحجارة. وهذا نص الحوار:

ما قراءتك لما يجري على الساحة الداخلية, وما  الأسباب التي أدت الى هذا الفراغ في السلطة منذ ما يزيد عن أربعة أشهر, وما تفسيرك لعجز الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن تشكيل الحكومة?

 في معرض المخاض الصعب الذي يمر به البلد, فان أخطر ما في الأمر عدم وجود نقطة ارتكاز للمؤسسات, وبالأخص الدستورية والسياسية منها.

لذلك فان البلد يعيش في ضياع وهذا ما نتج عن اتفاق الطائف الذي بقي بقسمه الأكبر من دون تطبيق, وفيما بعد اتفاق الدوحة. وبحجة التوافق تم ايجاد قيادة جماعية, لا يمكن أن تقود بلداً بظل هذه التناقضات الموجودة. وأي بلد أو مؤسسة أو جمعية تتطلب قيادة, وكيف يمكن قيام الدولة من دون رأس? في لبنان نتغنى باعتبار المسؤول ليس مسؤولاً, والقيادة ليست قيادة, ونتغنى بحامي الدستور, ليس له حق امتلاك وسائل حماية له. لذلك نعيش هذه المأساة, لأننا نعرف الضرر وأحياناً نعرف الحلول, انما نظراً لفقدان هذه القيادة بكل معنى الكلمة, لم نقدر على معالجة الخلل ولا الاستفادة من الظروف ونعتمد الحلول الممكنة لانقاذ البلد.

  كيف السبيل للخروج من هذه الأزمة اذاً?

 أنا طرحت ومقتنع بوجهة نظري, من المفروض وجود حكومة قيادية, تكون بحد ذاتها هيئة انقاذ تتحمل المسؤولية في هذه المرحلة, ويستوعب كل مسؤول بأن البلد يحتضر. ونقوم بوضع بوصلة لهذا البلد.البعض يعتبر بأن الوضع في لبنان غير ناضج لقيام حكومة قيادية, ولكن هيئة الانقاذ لا تكون الا بالظروف الاستثنائية كما حصل سنة 1958 عندما انتخب الرئيس فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية شكل حكومة انقاذ رباعية, والرئيس عبدالله اليافي اعتمد الأسلوب نفسه في السبعينات مع بداية الأزمة اللبنانية/الفلسطينية شكل هو الآخر حكومة انقاذ رباعية, وفي عهدي, سنة 1984 شكلنا حكومة مختصرة من رشيد كرامي, بيار الجميل, كميل شمعون, نبيه بري, وليد جنبلاط, سليم الحص. عندما يكون البلد مأزوماً بهذا الشكل لا تحل القضية الا بهيئة انقاذ, البعض يقول ان الحل هو بحكومة الأكثرية, هذه الحكومة ستكون أحادية, لأن الظرف الذي يمر به البلد والشحن بين الطوائف والمذاهب والأحزاب والفئات, يؤديان الى تعطيل الحكم وسيكون لها ردة فعل شعبية لدى الفئات المغبونة, تمنع هذه الحكومة من العمل وتزيد الانقسام في البلد وتكرسه. أيضاً حكومة التكنوقراط, الظرف في البلد لا يسمح بمثلها. وحكومة التكنوقراط اليوم ستكون حكومة خدعة لأن وزراء الشيعة لا يمكن لهم أن يكونوا الا ل¯"حزب الله" والوزراء الدروز تابعون لوليد جنبلاط والوزراء السنة لتيار "المستقبل" والوزراء المسيحيون سينتمون الى العماد عون وسليمان فرنجية. وبهذه الحالة تكون حكومة التكنوقراط أشبه بالضحك على الذقون, أو ما يسمى بسياسة النعامة التي لا تجدي نفعاً, بينما الظروف التي يمر بها البلد والأزمة المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الداخل بالاضافة الى العواصف التي تهددنا من الخارج انطلاقاً من الأوضاع التي تعيشها بعض الأنظمة, والتي سيكون لها انعكاسات على الساحة اللبنانية, كلها تقتضي وجود قيادة مواجهة لتحصين لبنان أمام تلك المعضلات التي نشهدها. وكل مقاربة مختلفة عن ذلك, هي تهرب من المسؤولية, أقول هذا الكلام انطلاقاً من تجربتي السياسية, من خلال مشاركتنا على مدى عقود من الزمن, بدءاً من الخمسينات الى الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات, فالتاريخ يعيد نفسه ودائماً تكون الحلول من خلال بلورة قيادة تتحمل المسؤولية وتواجه التحديات.

  ماذا يمنع الرئيس المكلف كون الدستور الى جانبه أن يبادر الى تشكيل حكومة بالتنسيق والتشاور مع رئيس الجمهورية?

 هذا هو المطلوب, ولا أذيع سراً أنه في آخر اجتماع عقدته مع رئيس الجمهورية دعوته لأن يبتكر حلاً ولا مانع اذا كان هذا الطرح من داخل مجلس النواب عبر خطاب علني لكي يعطي صورة حقيقية عن الأزمة التي يمر بها البلد, وأن يكون هذا الحل بالتعاون مع رئيس الحكومة المكلف, ويكون منطقياً يراعي التوازنات وينطلق من التقاليد اللبنانية, ويتقيد بنص الدستور. وسيكون من الصعب على الآخرين عدم التجاوب معه, لأن آخر الدواء الكي ولا يجوز أن تبقى الأمور على حالها. ومن المفروض في مرحلة من المراحل أن يقول أحدهم الأمر لي. ولا سيما بوضع بهذه الخطورة حيث أن البلد على حافة الاحتضار على كل الصعد.لأننا نجهل كيف ستكون تداعيات الصراعات القائمة من حولنا, بالاضافة الى تعنت اسرائيل التي لا ترد على أحد خاصة بعد زيارة نتانياهو الى الولايات المتحدة الأميركية واستقباله كرئيس دولة أميركا, باعتبار أن التصفيق له كان أهم من التصفيق للرئيس أوباما. فيما نحن نتصرف بشكل سوريالي يفوق أي تصور وأي منطق وأي عقل.

  هل تعتقد أن الأكثرية الجديدة جادة بتشكيل الحكومة, أم هي تراهن على متغيرات أو تنتظر اشارات من الخارج?

 كل انسان يعطي التفسيرات التي يراها في المأزق الحكومي. انما برأيي على صعيد الأكثرية الحالية, هناك ارباك كبير, لا ننسى الظروف التي تشكلت فيها حكومة الرئيس سعد الحريري, فهي غير الظروف التي نحن فيها اليوم. وعندما أخذت هذه المبادرة لم تكن الثورات الشعبية في بعض الدول العربية قد انطلقت, لا في مصر ولا في تونس ولا في اليمن ولا في ليبيا ولا في سورية. لقد كانت الظروف مختلفة تماماً, حكومة الرئيس الحريري كانت عرضة للخزعبلات والمراجل السياسية وكان الظرف شبه عادي. وبعد ذلك انقلبت الأمور وبدأت التشنجات ووصلت الى سورية بالذات. ونحن نعرف تماماً انعكاس ذلك على الصعيد المذهبي, وعلى الصعيد الطائفي خاصة في هذا الظرف بالذات. فالصراع المذهبي بدأ يفجر الأوضاع في كثير من الدول العربية. كل هذه التطورات غير المتوقعة خلقت ارباكاً, فانقلب السحر على الساحر, ما فاجأ الأطراف التي كانت تحرك الوضع السياسي بما يدور حولنا, وبالتالي فانها أصيبت بالارباك, ولم يعد بمقدورها التقدم الى الأمام ولا التراجع الى الوراء واستمرت كما هي عليه معلقة بحبال الهواء الى مأزق كبير من الصعب الخروج منه من دون تضحيات كبيرة.

  ألهذا السبب بدأنا نسمع كلاماً عن تشكيل حكومة وحدة وطنية?

 صحيح, وأنا ما زلت على موقفي وأقول دائماً ان وضع البلد أبعد من الأزمة الراهنة. الأجواء العامة القائمة منذ فترة تقتضي تشكيل هكذا حكومة. كم بالأحرى عندما تكون الأكثرية الجديدة بمأزق? والوضع الداخلي بهذا القلق, والوضع الخارجي بهذا التفجر. من الطبيعي أن نسرِع بايجاد قيادة جامعة لانقاذ الوضع وتسيير شؤون الناس ونحصن البلد أمام المخاطر. والتجربة التي خضناها سابقاً وبظروف مماثلة نجدها هي الحل الوحيد للانقاذ.

  هل استوقفك كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم خاصة عندما قال ان لبنان لن يكون بمنأى عن تداعيات ما يجري في سورية, وهل تعتبر هذا الكلام بمثابة رسالة تهديد?

 انها اعتراف بواقع, وليست رسالة تهديد, معظم الأزمات التي مرت بتاريخ لبنان كان مصدرها سورية. سنة 1958 عبدالحميد السراج هو الذي أشعل الفتنة في لبنان. وفي السبعينات نعرف تماماً أن كل الأسلحة للفلسطينيين دخلت عبر الحدود السورية. ونعرف الدور الذي قام به جيش التحرير الفلسطيني بقيادة سورية, ودور منظمة الصاعقة وكانت بقيادة سورية على رأسها زهير محسن الذي كان مرتبطاً مباشرة بالقيادة السورية. وكل الارباك الذي يواجهه لبنان في المدة الأخيرة يأتي من الحدود اللبنانية السورية المشرعة. وما يقوله المعلم واقعي لا أحد ينكره لأن جانباً من السياسة اللبنانية مرتبط بالأوضاع في سورية.

  هل لديك مخاوف من اتساع رقعة الصدامات في سورية بأن تنعكس سلباً على الوضع في الداخل اللبناني انطلاقاً مما يحصل في الشمال?

 اجمالاً الدول تتأثر بوضع الجوار, خاصة وأن كل الأمور متداخلة ببعضها بعضاً.

  كيف قرأت دعوة الرئيس بري لعقد جلسة تشريعية في مجلس النواب?

 الرئيس بري يعتمد أسلوب الهروب الى الأمام, ولا ننسى أنه قطب أساسي بالأكثرية الحالية وبدل القيام بهذه "التحويرة" والتغطية على عجز فريقه بتشكيل الحكومة, من الأفضل التركيز على انهاء عملية التأليف, بدل أن نخلق هذه الهرطقات, ويلعب مجلس النواب دور السلطة التنفيذية بينما هناك فصل بموجب الدستور بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. الرئيس بري يحاول عقد جلسة لمجلس النواب لاقرار قضايا هي من صلاحية مجلس الوزراء تعيين حاكم مصرف لبنان من صلاحيات مجلس الوزراء وليست من صلاحيات مجلس النواب وهو يحاول ايجاد مخرج ما على طريقته وأياً تكن الحجج أو الفذلكة يبقى هذا الأمر غير منطقي, اذا أراد الرئيس بري القيام بواجباته الوطنية عليه أن يسرع بتشكيل الحكومة. هذا هو المخرج الطبيعي والمنطقي, أما اذا حصلت استحالة لتشكيل الحكومة وهناك ضرورة لاتخاذ بعض الاجراءات ذات الطابع التنفيذي للسلطة التنفيذية, فالدستور والتقاليد والتجارب سمحت لرئيس حكومة تصريف الأعمال توجيه دعوة لمجلس الوزراء واتخاذ القرارات الضرورية والملحة التي تفرضها المصلحة الوطنية. وهذا حصل بأكثر من مناسبة حيث التأمت الحكومة المستقيلة واتخذت قرارات بما يخدم مصلحة البلد.

  هل تعتقد أن مبادرة الرئيس بري سياسية أكثر مما هي قانونية?

  هذا صحيح.

  هل تتصور أنها مؤشر لاطالة الأزمة الحكومية?

 الرئيس بري يحاول أن يغطي عجز فريقه بتحويل الأنظار الى مجلس النواب وتحميل المجلس قرارات ليست من صلاحياته. يحق لرئيس المجلس أن يدعو لعقد جلسة لمجلس النواب, وان كانت الحكومة مستقيلة انما صلاحيات المجلس محدودة حسب الدستور. وما يخيفني في هذا الصدد أن يأخذ مجلس النواب دور الحكومة, ولا يعود هناك ضرورة بالاستعجال لتشكيل حكومة ويترك البلد في مهب الريح فنخلط المؤسسات كلها ببعضها البعض. الحكومة تأخذ صلاحيات السلطة التنفيذية والسلطة التنفيذية تأخذ صلاحيات السلطة التشريعية, وهكذا دواليك وكأننا نعطل كل الحياة الدستورية في لبنان.

  من المواضيع المعرقلة لتشكيل الحكومة مواقف النائب ميشال عون. هل تعتقد أن العماد عون لا يريد فعلاً انجاح مهمة الرئيس ميقاتي?

 منذ أن أخذ العماد عون هذا الدور المؤثر على الساحة اللبنانية وهو يواجه البلد بمنطق التعطيل, تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية, تعطيل مجلس النواب, تعطيل الحكومات أو بالاستقالة أو بالاعتكاف, تعطيل المؤسسات بسبب عدم تعيين مدراء عامين لها, الى ما هنالك. وما يحصل بمعرض تشكيل حكومة الرئيس ميقاتي الأخيرة شيء يندرج بسياق ممارسات عشناها منذ سنوات ودائماً كان العماد عون هو المسبب الواضح لها, ولم يتغير شيء بعد..

  هل تعتبر أن تحالف "أمل" و"حزب الله" يؤمن التغطية للعماد عون في معارضته للرئيس ميقاتي?

 هناك تكتل متضامن مع بعضه بعضاً في السراء والضراء, كما أن العماد عون يغطي "حزب الله" بعدد من المواقف التي تنال استهجان الكثير من اللبنانيين ومن الدول العربية والأجنبية.

  ما زالت مشكلة سلاح "حزب الله" كبيرة على الساحة اللبنانية, كيف يمكن التعاطي مع هذه المشكلة مستقبلاً خاصة بعد حملة الرئيس الأميركي أوباما على هذا السلاح أخيراً?

 على القوات الدولية أن تقرر ما تفعله في هذا الموضوع ولا يجوز ان كل فريق يقيم دولة على حسابه. أما بالنسبة لسلاح "حزب الله", فنحن موقفنا واضح من هذا السلاح, وهو سلاح سياسي وليس سلاح مقاومة, ولا يجوز أن يستخدم في الداخل لفرض مشيئة فريق على فريق, وسلاح ستراتيجي مرتبط بمصالح دول أجنبية. وهذا ليس سراً على أحد وهذا السلاح  أصبح يفوق بكثير طاقات الدولة اللبنانية, وسلاح الجيش اللبناني مفروض أن يكون التعاطي معه داخلياً بمعرض طريقة الحوار. واقناع الجميع أنه لن تقوم سيادة في البلد طالما هناك فريق مسلح يتحكم بالساحة اللبنانية. ومن المفروض طرح هذه القضية على الصعيد العام لأن لهذا السلاح بعداً ستراتيجياً يتجاوز الحدود اللبنانية.

  ماذا تقول في أجواء ذكرى تحرير الجنوب?

 بهذه المناسبة لا يسعنا الا أن ننحني باجلال أمام كل الشهداء الذين استشهدوا بسبيل استقلال وسيادة هذا البلد, ولا شك أن كل شعلة من هؤلاء الشهداء والمقاتلين والمناضلين عملوا لمصلحة لبنان والدفاع عن سيادته. وهذا الأمر شكل رسالة واضحة لاسرائيل أدى الى ارباكها. يبقى أن لبنان لا يمكن أن يبقى الى الأبد على عاتق القوى الدولية, ولا يمكن للوحدة الوطنية الا أن تقوم والاقتصاد ينتعش والدور اللبناني يقوى بهكذا تصرف خاصة بعد تحرير الجنوب سنة 2000. قراءتي أنه بعد التحرير وعندما انسحبت اسرائيل ليس هناك من مجال للمقاومة, البعض يجيب هناك تلال كفرشوبا ومزارع شبعا, وهذه قالها وليد جنبلاط من أول الطريق عندما كنا بهيئة الحوار في مجلس النواب, حيث قال: هذا "مسمار جحا" يتم اختراعه لأن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بموجب القانون الدولي تابعة لسورية نحن نقول: المزارع لبنانية ونصر على ذلك, ولكنها بموجب القانون الدولي هي سورية وليست لبنانية وهي تخضع للقرار 242 وليست خاضعة للقرار 425. لذلك فان الأمم المتحدة والقوات الدولية ليس لهم أية علاقة بهذه الأراضي. فهذه الأراضي ليست تحت صلاحية القرار 425 ولا تخضع لسلطة القرار 1701 وهي خارج الخط الأزرق المتفق عليه بين لبنان واسرائيل. وهذا لا يعني أن ليس للبنان حقوق بها, انما المشكلة هي بين لبنان وسورية, وليس بين لبنان واسرائيل وسورية لغاية الآن تمتنع عن الاعتراف رسمياً وبحسب القانون الدولي بسيادة لبنان على تلك الأراضي. فاذاً كيف يمكن أن تكون مقاومة عندما تصبح المقاومة بخدمة مصالح سورية وليس بخدمة مصالح لبنان فبعد أن تتحرر هذه الأراضي لا شيء يؤكد بأن سورية ستعترف بسيادة لبنان عليها. والكلام السوري حول لبنانية مزارع شبعا  للاستهلاك المحلي فقط وليس له أي مفعول كأن أقول لك بعتك بيتي ولن أعطيك صك التملك. لذلك فان منطق المقاومة انتفى بعد سنة 2000, ولو افترضنا جدلاً أنه على لبنان أن يحرك تلك المزارع سيصبح الواقع عسكرياً وميدانياً ولا تصح بعدها كلمة مقاومة, انما كلمة حرب, والحرب من صلاحيات الدولة اللبنانية. وعلى الدولة اللبنانية التي عليها أن تعلن الحرب وتقاتل من أجل استعادة الأراضي لو أنها لبنانية. لأن لا مجال هناك للمقاومة في تلك الأراضي. وعلى الجيش اللبناني أن يقوم بتحرير تلك الأراضي. المقاومة تقوم في المناطق الآهلة مثل الضفة الغربية وايرلندا أو كما كانت في الجنوب ولا تقوم بأرض غير مأهولة ومشكوك بسيادتها.

  كيف تنظر الى ما يحصل في الدول العربية, وما أسباب هذه الثورات القائمة?

  الثورات  متوقعة وطبيعية في كل مكان ففي سنة 1952 حصلت انقلابات في تلك الدول في اليمن ومصر وسورية وأتت رزمة عسكرية ووضعت اليد على تلك البلاد, وبقي الوضع على هذا المنوال حتى اليوم. فاذا كان من المتوقع أن تثور وتنتفض الشعوب على أنظمة ديكتاتورية توتاليتارية وشمولية, بينما الشعب بصورة طبيعية تواق للحرية وللديمقراطية, ويطمح لأن يسير أمور بلاده بملء ارادته ونقلها الى أنظمة ديمقراطية مألوفة. فهذه الأنظمة العسكرية لم تأخذ العبرة وتنقل القيادة بشكلٍ طبيعي من خلال نظام ديمقراطي مألوف, فكان من الطبيعي أن تثور هذه الشعوب ما يميز ثورات الخمسينات مع ما يحصل الآن  أنها ثورات شعبية وليس انقلابات عسكرية وهذا ما يطمئن للمستقبل أكثر. وما ينبئ بأن هذه الثورات الشعبية ستنضم باطار ديمقراطي وتنشئ مؤسسات ديمقراطية تجسد حقيقة ارادة الناس.

  برأيك ما مصير الانتفاضة السورية, وهل سينجح النظام في قمع المحتجين أم ستتسع رقعة المواجهات?

 بدل أن تطرح السؤال بهذا الشكل أفضل أن أقارب الموضوع من زاوية أخرى. فهل يتمكن الرئيس الأسد من طرح الاصلاحات, وينجح بتنفيذ الوعود باقامة نظام جديد في سورية أكثر ديمقراطية وأكثر حرية وأكثر شفافية? هذا هو السؤال كما أطرحه شخصياً.

  بتقديرك اذا ما أقدم الرئيس الأسد على تحقيق هذه الخطوة هل  سيكون مصير النظام على المحك?

 على ما يبدو ان الشعب في سورية لن يستكين حتى تتحقق بعض الاصلاحات الأساسية في سورية.

  على صعيد الصراع العربي - الاسرائيلي لاحظنا أن الالتزام الأميركي بدعم السلام وتحقيق السلام العادل بدأ يتراجع كثيراً?

 لدي نظرية في هذا المجال في ضوء التجربة بذكرى النكبة وتلك التظاهرات التي حصلت في سورية ولبنان ومصر والأردن وفلسطين. وفي ضوء الانتفاضات الشعبية في اليمن وفي تونس وفي كل البلدان العربية أن هناك ذهنية جديدة بدأت في العالم العربي وكذلك الأمر بالنسبة الى الانتفاضات الشعبية والحشود والتظاهرات التي لا يمكن أن تتوقف عند هذا الحد.وبمناسبة ذكرى النكبة انتقل هذا الأسلوب الجديد الى حدود لبنان وحدود سورية وفلسطين ومصر, فعلى هذه الانتفاضات وهذه التحركات أن تكون رسالة مهمة لاسرائيل, وبالتالي تراعي اتفاقيات السلام ويتعظ الجميع من هذه النقلة النوعية في الذهنية وفي طريقة التعاطي مع الشأن السياسي أكان الداخلي أو الخارجي, وبالتالي اذا ما استمرت الحركة التحررية والحركة الديمقراطية والوطنية بمعظم تلك الأقطار العربية, فهذا يشكل نقلة نوعية مع الأزمة العربية - الاسرائيلية. ومرة أخرى على اسرائيل ورعاة السلام أن يتعظوا ويتلقفوا الرسالة, هذه الرسالة واضحة, مع الوقت فان شعور الشعب العربي بمسؤولية تجاه القضايا العربية وتجاه قضية فلسطين سيدفعه لمزيد من التحرك. وبالتالي لا بد أن تكون اسرائيل غير قادرة ان تضبط الحدود.لذلك فان ما حصل في العالم العربي أخيراً يشكل نقطة نوعية بطريقة التعاطي مع الشأن الداخلي والشأن الخارجي. الا اذا كان هناك وسائل لضبط هذه المشاعر وهذا ما استبعده في السنوات المقبلة, وستضطر اسرائيل الى مواجهة منطق جديد بطريقة التعاطي العربي مع النزاع العربي الاسرائيلي. لقد بدأ التحرك العربي الميداني بما يسمى بانتفاضة الحجارة. اليوم انطلق نوعٌ جديدٌ من الانتفاضات هو انتفاضة الجماهير, وانتفاضة الجماهير أخطر بكثير من انتفاضة الحجارة.

 

قيادته لجنة تحقيق حول الهاربين السوريين إلى وادي خالد 

وفاة كمال البطل أحد قادة "ثورة الأرز" في ظروف غامضة

 نعى المجلس العالمي لثورة الارز بمزيد الأسف الرفيق المهندس كمال البطل مدير مكتب بيروت والمسؤول عن ملف حقوق الانسان في المجلس العالمي لثورة الارز.

وذكر المجلس في بيان تلقت »السياسة« نسخة منه ان البطل الذي توفى في مستشفى سان شارل صباح اول من امس كان ناشطاً قياديا بارزاً في شؤون حقوق الانسان, ولاسيما في موضوع حقوق الانسان داخل لبنان لاكثر من  15 سنة, ورافق معاناة اللبنانيين تحت الاحتلال السوري لأكثر من عقدين. وهو من بين القادة الشباب الذين خرجوا ليدافعوا عن المجتمع المدني في لبنان ويصنعوا ثورة الارز بأجسادهم واقلامهم من العام 2004 .

واضاف ان البطل شارك في عديد من المؤتمرات الدولية وفي زيارات مهمة الى الكونغرس الاميركي, والبرلمان الاوروبي, والأمم المتحدة حيث رفع ملف الخروقات التي عانى منها اللبنانيون ولا يزالوا في مجال حقوق الانسان.

وقد رافق كمال ثورة الأرز منذ انطلاقتها, ورفع التقارير الى المحافل الدولية عن ضرورة الانسحاب السوري, كذلك تابع كمال الملفات المتعلقة بالاغتيالات والاعتقالات والخطف ولجم الحريات التي تعرض لها اللبنانيون على مدى الست سنوات الماضية. وحتى يوم وفاته لاحق كمال ملف اللاجئين السوريين في شمال لبنان وما يتعرضون له من خروقات في مجال حقوق الانسان, وزود »السياسة« من بلدة وادي خافل شمال لبنان بتقارير خطيرة عن التحقيقات التي قام بها الهاربون السوريون من تلكلخ والقرى المحيطة بها ما اثار حملة عليه في اوساط عملاء سورية في لبنان.

ودعا المجلس اللبنانيين للمشاركة في المسيرة الاخيرة مع اصدقائه عندما يوارى الثرى في مدافن العائلة, كما دعا اللبنانيين عامة وأنصار ثورة الأرزق خاصة للمشاركة في صلاته عند الساعة الرابعة من بعد ظهر غد في كنيسة القديس يوحنا الذهبي الفم مطرانية بيروت للروم الكاثوليك طريق الشام.

استقدمهم "حزب الله" وإيران من سيراليون وليبيريا والسودان والصومال 

مرتزقة أفارقة يقتلون المتظاهرين في حماه والرستن

 لندن - كتب حميد غريافي:

كشف أحد قياديي المعارضة السورية في الخارج النقاب امس, عن "ظهور مرتزقة افارقة بين قوات الامن و"الشبيحة" التابعين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد فجأة على اسطح وفي شوارع المدن والبلدات السورية اول من امس, لمناسبة "جمعة اطفال الحرية" الذي اتسم بأضخم تجمعات شعبية تندد بحكم البعث وتدعو بشار الاسد الى الاستقالة منذ اندلاع الثورة في منتصف مارس الماضي".

وقال الشيخ عبدالله التميمي احد اركان المعارضة السورية في الخارج, كان عاد لتوه الى ملجأه في سيدني الاسترالية من مؤتمر المعارضة في انطاليا التركية, في اتصال ب¯"السياسة" في لندن ان متصلين به من حماه وحمص والرستن وتلبيسة مساء الجمعة, ابلغوه ان عناصر "مقاتلة سوداء" افريقية ظهرت في الشوارع الى جانب القوات السورية وهي تطلق النار والقنص على المتظاهرين, وخصوصا في شوارع ودساكر حماه التي سقط فيها اكثر من 50 شهيدا من المتظاهرين وعدد مضاعف من الجرحى والمعتقلين".

واعرب الشيخ التميمي عن اعتقاده "ان "حزب الله" وايران اللذين قررا اخيرا على ما يبدو الانكفاء الى الظل خلف اجهزة الامن السورية و"الشبيحة" العلويين, بعد انكشاف امر وجود عناصر حزبية ايرانية ومن الحرس الثوري والباسيج الايرانيين في وسائل الاعلام الدولية تطرق اليه علنا الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطابه الاخير الموجه الى الشرق الاوسط الشهر الفائت - قام هؤلاء (عناصر حزب الله) باستقدام مئات العناصر المرتزقة من دول افريقية خصوصا من سيراليون وليبيريا حيث لحلزب نفوذ هائل هناك بسبب الجاليتين الشيعيتين اللبنانيتين المسيطرتين على شطر مهم من اقتصادي البلدين وسياستي حكومتيهما, فيما تدفع السفارات الايرانية في افريقيا رواتب هؤلاء المرتزقة التي - حسب معلومات استقيناها في حماه من ضباط امن يعملون سرا مع الثوار تتراوح ما بين 1500 و3000 دولار شهريا اضافة الى الاقامة والاكل والشرب.

وقال الشيخ المعارض ل¯"السياسة" في لندن "ان هناك معلومات اخرى متقاطعة مع معلومات ضباط الامن هؤلاء تتحدث ايضا عن وجود عناصر مرتزقة من الصومال والسودان اتى بها الايرانيون وحزب الله لدعم النظام السوري في حربه اليائسة ضد الشعب الثائر, وان جماعات مقربة من الرئيس السوداني البشير سربت الى اوساط اوروبية وجود اماكن تطوع في مدن سودانية للذهاب الى سورية لمساندة "الاخوة في النظام", فيما يقوم احد مكاتب "حزب الله" في مقاديشو الصومالية بتجميع متطوعين مدفوعين (يقبضون رواتب) من عدد من الاحزاب الخارجة على القانون التي تعيث في البلاد فسادا وفوضى".

ونقل الشيخ التميمي وهو من "مؤسسي الجناح الصوفي في سورية وكان مقيما في طرابلس اللبنانية بعد فراره من بلده قبل سنوات, ثم جرت محاولات لاغتياله على يد الاستخبارات السورية وعملائها في لبنان ما اضطره الى اللجوء الى استراليا, ان جهات سورية معارضة في الداخل من قلب النظام نقلت الى ملحقين عسكريين عرب واجانب معلومات حول تجميد مفاجئ قامت به طهران لعناصر حرسها الثوري والباسيج وحزب الله الموجودة مع اجهزة الامن السورية التي تنكل بالمتظاهرين العزل, لأن نظام خامنئي بدأ يشعر بخطورة وقوفه علنا الى جانب النظام العلوي بحيث قد تتحول الامور بسرعة الى حرب مذهبية بين العلويين والشيعة من جهة والسنة والمسيحيين والمذاهب الاخرى من جهة اخرى, ما من شأنه ان يعرقل الاندفاع الايراني في العالم العربي الزاعم انه لصالح الاسلام والمسلمين دون تفريق بين سني وشيعي".

وفي بيروت, اكدت اوساط فلسطينية شاركت في محاولات اختراق الخط الازرق قرب مارون الراس, قبل اسبوعين الى داخل الاراضي المحتلة, انها لاحظت وجود "العشرات من العناصر الافريقية السوداء داخل المسيرة من صيدا وصور الى الحدود, ويتبين لها في نهاية المطاف انهم "ضيوف لدى "حزب الله" يقيمون في بعض مواقعه في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية من بيروت, وهي ليست المرة الاولى التي يظهر فيها لدى الحزب مثل هذه العناصر الافريقية اذ سبق للمئات من المواطنين الافارقة ان تدربت على السلاح في قواعد "حزب الله" في البقاع الشمالي وشمال الليطاني منذ العام 2004 ثم كانت تنقل الى سورية ومنها الى العراق لمحاربة الاميركيين والعراقيين".