المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 05 حزيران/2011

رسالة يعقوب الفصل05/5-21//الصبر والصلاة

فاصبروا، يا إخوتي، إلى مجيء الرب. أنظروا كيف يصبر الفلاح وهو ينتظر ثمر الأرض الثمين، متأنيا عليه حتى يسقط المطر المبكر والمتأخر. فاصبروا أنتم أيضا وقووا قلوبكم، لأن مجيء الرب قريب.  لا يتذمر بعضكم على بعض، أيها الإخوة، لئلا يدينكم الله. الديان واقف على الباب. اقتدوا، أيها الإخوة، بالأنبياء الذين تكلموا باسم الرب فتعذبوا وصبروا.  وهنيئا للذين صبروا. سمعتم بصبر أيوب وعرفتم كيف كافأه الرب. فهو رؤوف رحيم.  وقبل كل شيء، يا إخوتي، لا تحلفوا بالسماء ولا بالأرض ولا بشيء آخر. لتكن نعمكم نعما ولاكم لا، لئلا ينالكم عقاب. هل فيكم محزون؟ فليصل! هل فيكم مسرور؟ فليسبح بحمد الله!  هل فيكم مريض؟ فليستدع شيوخ الكنيسة ليصلوا عليه ويدهنوه بالزيت باسم الرب.

فالصلاة مع الإيمان تخلص المريض، والرب يعافيه. وإن كان ارتكب خطيئة غفرها له.  ليعترف بعضكم لبعض بخطاياه، وليصل بعضكم لأجل بعض حتى تنالوا الشفاء. صلاة الأبرار لها قوة عظيمة.  كان إيليا بشرا مثلنا في كل شيء وصلى بحرارة حتى لا ينزل المطر، فما نزل المطر على الأرض مدة ثلاث سنوات وستة أشهر.  ثم عاد إلى الصلاة، فأمطرت السماء وأخرجت الأرض خيرها.  فيا إخوتي، إن ضل أحدكم عن الحق ورده أحد إليه، فليعلم أن من رد خاطئا عن طريق ضلاله خلص نفسا من الموت وستر كثيرا من الخطايا.

 

عناوين النشرة

*الكاردينال صفير: الحروب والإضطرابات تتوالى حولنا فيما نحن دون حكومة

*حزب الله" بدأ مرحلة "شودرة" لبنان/فارس خشّان/يقال نت

لدول الغربية تسعى لتحويل ملف سوريا النووي إلى مجلس الأمن

*أكثر من 100 ألف شخص شاركوا اليوم بتشييع قتلى الجمعة في مدينة حماة السورية

*قوات الأمن السورية تقتل ثلاثة متظاهرين في جسر الشغور

*إلغاء التحرك الذي كان مقرراً في الجولان السوري بذكرى النكسة

*مؤتمر لمعارضين سوريين في بروكسل يدعو الأسد إلى "وقف جرائمه" 

*مؤتمر لمعارضين سوريين في بروكسل يدعو الأسد إلى "وقف جرائمه" 

*المجلس الشرعي الإسلامي أهاب بالجميع "التمسك بالمؤسسات واحترام قرارات مجلس الوزراء"

*التعدي على الأملاك العامة يتّسع ليطال الخاصة.. البناء على أراضي مغتربين في تبنين 

*فرار 5 سجناء من نظارة قصر العدل

*73 قتيلاً حصيلة إحتجاجات سوريا أمس.. وإضراب عام في حماة

*فرار 5 سجناء من نظارة قصر العدل

*البطريرك الراعي: السلطة السياسية تمعن في إفقار الناس

*نواب زحلة": تعرُّض الموقع الإلكتروني للنائب معلوف لعملية قرصنة وتوجيه تهديدات له

*خالد الضاهر/عون رأس حربة بمشروع إيراني سوري لإضعاف السنّة والدولة بلبنان"

*فارس سعيد: حزب الله بات يدرك أن مشروعه انتهى 

*شطح: نتجه إلى حكومة من طرف واحد وسيكون لها تبعات بغياب المظلة الداخلية والعربية الكافية

*ريفي: المستهدفون بالمذكرات السورية يقاضون مصدّريها في لاهاي 

*نشرة أخبار موقع الكتائب ليوم السبت

*العلامة علي الأمين: إيران مسؤولة عن الفتنة المذهبية 

*"اللواء" عن أوساط "14 آذار": حزب الله سيتصدى للمعالجات الحكوميّة بعد استنفاد دور عون 

*مصادر السنيورة تنفي لـ"NOW Lebanon" ما سربه بري عن "رسالة تحذيرية": أخبار مفبركة

*السنيورة بحث مع نائب رئيس وزراء مصر العلاقات الثنائية 

*سوريا: ثورة حقيقية وأمثولة/علي حماده/النهار

*المعتقلون اللبنانيون في السجون السورية هل يشملهم العفو الرئاسي/بيار عطاالله/النهار

*مجمع الأساقفة يبدأ مساء غد في بكركي انتخاب 9 مطارنة ودواوين شبه فاتيكانية/النهار/حبيب شلوق

*التمثيل الديبلوماسي في أدنى مستوى: أكثر من 50 % من البعثات بلا سفير/النهار/خليل فليحان     

*حتى لا يُقال ربيع العرب خريف الموارنة/فارس سعيد /النهار

*بعدما انتقل الخلاف إلى مجلس النواب تجدّد المطالبة بتعديل نظامه الداخلي/النهار/اميل خوري

*ميقاتي يميّز موقعه عن 8 آذار وشكوك في الموجة المتفائلة ولادة حكومية وشيكة أم "رصاص خلّبي"؟/النهار/روزانا بومنصف  

*هل هناك معارضة سورية؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*كمكم أو أقتلكم/طارق الحميد/الشرق الأوسط

"اتّفاق شبه نهائي" لتأليف الحكومة ومباركة ميقاتي معلّقة/الاتصالات أم تطويق الحريري أم سوريا وراء المبادرة؟/هيام القصيفي /النهار  

*الدكتاتور/عماد موسى/لبنان الآن

*تقارير مثبتة بالوقائع عن "ويكيليكس" المحكمة الدولية: سقوط دعاية فبركة الشهود الزور.. و"ظلامة" الضبّاط الأربعة/فادي شامية (اللواء)،

*التقوقع المسيحيّ/نصير الأسعد/لبنان الآن

 

تفاصيل النشرة

 

 

الكاردينال صفير: الحروب والإضطرابات تتوالى حولنا فيما نحن دون حكومة

نظّمت النيابة البطريركية المارونية في منطقة الجبّة في قضاء بشري إحتفالاً تكريمياً للكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الكرسي البطريركي في الديمان، بحضور نائبي بشري ستريدا جعجع وإيلي كيروز. وفي المناسبة، أزاح صفير الستار عن منحوتة أُقيمت في نادي الإتحاد الديماني عند مدخل البطريركية حملت تسمية الشارع المؤدي إلى النادي بإسمه.

بعدها، توجّه الكاردينال صفير من ساحة الكرسي البطريركي إلى كنيسة الصرح حيث ترأّس قداساً ألقى في خلاله عظة قال فيها: "يتساءل كل واحد منّا في هذه الأيام خاصةً عن المصير، فيما الحروب والإضطرابات تتوالى في البلدان التي حولنا، ونحن نرى أن القلق يستبدّ بالكثيرين من بيننا، وقد مضى أشهر ونحن دون حكومة ترعى شؤون الناس وتوفر لهم ما هم في حاجة إليه"، وأضاف صفير: "نحن نعيش في زمن كثُرت فيه الإضطرابات والقلاقل وهي ظاهرة للعيان، وكل يوم تتحدث الصحف عما يجري في البلدان التي حولنا وإنْ لم تدركنا إلى اليوم، وها هي صعوبة تأليف الحكومة عندنا دليل ساطع على الصعوبات يمر بها بلدنا". (بيان إعلامي)

 

"حزب الله" بدأ مرحلة "شودرة" لبنان 

فارس خشّان

بفعل سياسة الترغيب والترهيب وشعاراته المعادية لإسرائيل، سيطر "حزب الله" على لبنان، عسكرياً وأمنياً.

في مرحلة بسط هذه السيطرة، أخفى "حزب الله"، وجهه الإجتماعي. لم تعد المسائل اليومية، في أي من واجهات تنوير الرأي العام.

صار الطامحون الى الإستفادة من فتات قوة "حزب الله"، يشيحون النظر عن حقائق كثيرة، تتصل بحرية الفرد في مجتمع متنوع ثقافياً، فسارعوا الى تقديم نماذج غير مقبولة في العالم لإخفاء حقيقة "حزب الله" وراءها، وتهافتوا على إبراز التعددية الطائفية على حساب التنوع الثقافي، وأغرقوا البلاد في نقاشات حول جدوى مقاومة إسرائيل على حساب وجوب البحث في جدوى وجود "حزب الله"، كحزب ذي أهداف شمولية.

شكل وليد جنبلاط، في الفترة التي تراوحت بين اغتيال النائب جبران تويني و"هزيمة" السابع من أيار 2008، حالة فريدة من نوعها، لأنه في حديثه عن مخاطر "حزب الله"، كان "ثقافي النزعة"، بحيث حاول التركيز على البعد الوطني لتأثيرات عقيدة "حزب الله" الشمولية!

لكن مساعي جنبلاط، سرعان ما توقفت، بحيث انتقل من التنبيه الى التخدير، خوفاً على نفسه وعلى وضعيته السياسية وعلى "عشيرته" الدرزية، من هزيمة كاملة.

ومنذ 7 أيار 2008 شعر "حزب الله" بفائض القوة. أنهك السلطات الدستورية. سيطر على مفاصل مهمة في المؤسسة العسكرية. ألهى قوى الأمن الداخلي بمعارك جانبية. سخر من المناهضين له، بشعارات السحق والمحق، بتذكيرهم بمعادلة السابع من أيار. إستعمل ذوي القمصان السود، لفرض نجيب ميقاتي في رئاسة الحكومة بدل سعد الحريري.

أربكت الثورة السورية "حزب الله". إدراكه بأن سقوط نظام بشار الأسد لم يعد من المستحيلات، سرّع من وتيرة قرار السيطرة على لبنان، فانتقل فجأة الى الكشف، على طريقته، عن وجهه الإجتماعي.

قبل أيام، لم يكن كلام الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله عن "ستار أكاديمي" مصادفة أو هفوة، بل كان كلاماً عمدياً، ومن يتعمق في تقاسيم وجهه ، وهو يحتد في الكلام على هذه المسألة، يدرك أن الرجل كان يخرج من داخله هدفا مهما له، فهو تحدث بكراهية عن "ستار أكاديمي" أين منها كراهيته لكل من "يفكر بمد يده على سلاح المقاومة".

وبعد نصرالله بأيام، يطل إبراهيم أمين السيد، ليكمل رسالة نصرالله، بحيث هاجم "أسوأ الشخصيات النسائية"، أي نساء المجتمع اللبناني، موازيا بين كراهيته لهم وكراهيته لهؤلاء المتعاملين مع اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.

وهنا بيت القصيد في "حزب الله"، فالأحزاب المذهبية المستولدة من رحم عقيدة "الجمهورية الإسلامية في إيران"، لا يمكن مناقشتها في السياسة حصراً، ولا في السلاح حصراً، ولا في كيفية مواجهة الأعداء حصراً، لأن كل ما تقوم به، يجب أن يصب بالنهاية لمصلحة التطبيقات الإجتماعية للعقيدة.

أمام هذا التطور، هل يمكننا القول أن "حزب الله" بدأ ، فعلاً، مرحلة "شودرة" لبنان؟

من ناحية طموحات "حزب الله"، يمكن قول ذلك، ولكن من الناحية التطبيقية، يمكن الإعتقاد بأن "حزب الله" لا يزال في مرحلة "جس النبض"، بحيث سيقف متأملا ردات الفعل على ما يقوم به، فإذا استشعر بغضب شعبي عارم، تراجع، وإن أدرك صمتاً مطبقاً، هجم بخطوات جديدة الى الأمام!

ومن يدقق بردات الفعل على الإطلالة الأخيرة لـ"سيد الشاشة"، يدرك أن "حزب الله" مرر خطوته الأولى بأمان، ذلك أن الجميع، من دون أي استثناء، إهتم "بلطافة" نصرالله السياسية، وتجاوز أن إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" كانت من نوعية سياسية أخرى، بحيث هادن في السياسة، من أجل أن يمرر التبشير" بالنموذج الإيراني الذي أقامه الإمام الراحل الخميني.

عمليا، كانت إطلالة نصرالله الأخيرة، أخطر إطلالاته على الإطلاق، فهو أعطى اللبنانيين الإشارة الى أن "مهمته" في تصدير الثورة الإسلامية من إيران الى لبنان، ليست مستمرة فحسب، بل هي دخلت في آخر مراحلها، أي السيطرة على المجتمع اللبناني.

حديث نصرالله بالأمس عن "ستار أكاديمي" وحديث إبراهيم أمين السيد من بعده عن "أسوأ الشخصيات النسائية"، ليسا عملياً سوى نقل ما يفعله "حزب الله" من دائرة سيطرته المباشرة الى الدائرة اللبنانية الكبرى.

ويبقى السؤال: من يقف بوجه هذه الهجمة؟

لا يمكن بأي حال من الأحوال، إنتظار القادة السياسيين الى أي طرف انتموا، لأن هم السياسيين اللبنانيين يبقى محصورا في السلطة، وهم على استعداد للتحالف مع الشيطان للوصول الى ما يبتغونه ويطمحون اليه.

ولهذا السبب، لا بد من حملة منظمة واعية لحماية المجتمع من هجمة "حزب الله" الشمولية.

ليس في لبنان، من ينكر على أي كان حق تقييم الأداء المجتمعي، وفق نظرته للأمور، ولكن هذا التقييم متى أصبح بعهدة أحزاب على قياس "حزب الله" أصبح تقييماً فرضياً، ولهذا لا بد من تنظيم مقاومة حقيقية، حتى لا يسمح "للأمية الثقافية" باجتياح مجتمعنا.

برامج "الواقع" بما فيها "ستار أكاديمي" وسوبر ستار" وغيرهما، ليست هي المحور، بل هي التعبير عن عقلية، تريد فرض واقع على مجتمع كامل.

"الأمية الثقافية" لدى نصرالله، والتي يمكن الإستدلال عليها من طريقة تلفظه بالأسماء الأوروبية والغربية، تجعله أسير التجربة الإسلامية الإيرانية التي لا يعرف غيرها في العالم،الأمر الذي يجعله، على سبيل المثال لا الحصر، يظن بأن غياب ستار أكاديمي عن التلفزيون الإيراني، هو الذي يسمح ببناء مفاعل نووي، في حين أن هذا البرنامج، موجود في خمسين دولة، غالبيتها من الدول المصدرة ليس للتقنية النووية فحسب، بل لأهم التقنيات على الإطلاق، والمنتجة ليس لمتسابقين في الرياضيات، بل للنظريات الرياضية التطبيقية، التي جعلت العالم قرية واحدة.

وليس غريباً في هذا السياق، أن يكون برنامج "ستار أكاديمي" قد جرى انتاجه بداية في هولندا، حيث أهم الصناعات وحيث أهم علماء تقنيات تصريف الماء في العالم.

ولعل أمثال نصرالله، لا يدركون أن المجتمعات التي تخلق مساحات ترفيه عن النفس لشعوبها، هي المجتمعات التي تنجح في إنتاج الإبداع، في حين أن المجتمعات المتزمتة التي يريد نصرالله إنتاجها في لبنان، تنتج أخطر الموبقات، ولعل في إعادة قراءة الواقع المجتمعي في إيران يدرك مخاطر التزمت.

وليس غريبا أن يترافق كلام نصرالله وابراهيم أمين السيد، مع تأكيد السلطات الحاكمة في إيران، أنها هيأت جيشا من سبعين ألف عنصر، مهمته قمع كل السلوكيات المتحررة في المجتمع الإيراني.الإطلالة الأخيرة لنصرالله لا تخرج عن هذا السياق.. إنتبهوا قبل فوات الأوان!

المصدر : يقال.نت

 

73 قتيلاً حصيلة إحتجاجات سوريا أمس.. وإضراب عام في حماة

نقلت قناة "العربية" عن ناشطين حقوقيين سوريين أن عدد ضحايا الاحتجاجات التي شهدتها سوريا أمس ضمن "جمعة أطفال الحرية" إرتفع إلى 73 قتيلاً سقطوا برصاص قوات الأمن السورية غالبيتهم في مدينة حماة، بينما جُرح العشرات من المتظاهرين.كما ذكرت القناة أن إضراباً عاماً شهدته مدينة حماة اليوم السبت تعبيراً عن الغضب على ما جرى أمس.

(موقع "العربية" على الإنترنت)

 

الدول الغربية تسعى لتحويل ملف سوريا النووي إلى مجلس الأمن

تسعى الدول الغربية لمعاقبة سوريا لاشتباهها بأنها تقوم بنشاطات نووية غير مشروعة، وذلك من خلال اقتراح تقدّم به ممثلو الدول الغربية على مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يبدأ اجتماعاته الاثنين في فيينا ويقضي بعرض الملف السوري على مجلس الأمن الدولي. وسيبحث الأعضاء الـ35 في مجلس حكام الوكالة الدولية اعتبارا من الاثنين في ميزانية السنتين المقبلتين للوكالة والكارثة النووية في اليابان، لكن الاهتمام سيتركز على ما يبدو على التحقيقات المتعلقة بالبرنامجين النوويين غير المشروعين لإيران وسوريا المستمرين منذ سنوات.وترى واشنطن ان قرارا ضد دمشق "سيكون حاسماً لحماية مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتفاقات الضمانات"، وفق ما ورد في رسالة وجّهتها واشنطن الى الدول الاخرى الاعضاء في مجلس الوكالة. كما تبنّت بريطانيا الموقف نفسه، وقال سفيرها سايمن سميث إن "ما قاله لنا المدير العام للوكالة (يوكيا أمانو) بشأن سوريا هو ان هذا البلد لم ينفذ التزاماته بشأن اتفاقات الضمانات، وهذا الرفض السوري يجب أن يُبلّغ به مجلس الامن الدولي كما هو واجب علينا بموجب نظام الوكالة الدولية للطاقة الذرية". ويشير الدبلوماسيون الغربيون الى وجود اغلبية في مجلس حكام الوكالة لتبنّي القرار لكنّهم يقولون إنه "من السذاجة" الاعتقاد بحصوله على إجماع، على حدّ تعبير أحدِهم. وإن أهمّ نقطة مجهولة في هذا الشأن هي موقفا روسيا والصين بينما تعهدت سوريا "بالتعاون الكامل" خلال اجتماع مع ممثلين للوكالة الاسبوع الماضي، لكن الغرب اعتبر أنها "مناورة تسويفية وغير كافية لتجنب قرار".(أ.ف.ب.)

 

أكثر من 100 ألف شخص شاركوا اليوم بتشييع قتلى الجمعة في مدينة حماة السورية

شارك أكثر من 100 ألف شخص اليوم السبت في مراسم تشييع عشرات الأشخاص الذين قضوا أمس الجمعة بنيران قوات الأمن السورية في مدينة حماة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.(أ.ف.ب.)

 

قوات الأمن السورية تقتل ثلاثة متظاهرين في جسر الشغور

قُتل ثلاثة مدنيين سوريين اليوم السبت برصاص قوات الأمن السورية خلال تفريق تظاهرة في مدينة جسر الشغور في شمال غرب البلاد، بحسب ما أفاد ناشط في المكان قال في اتصال مع وكالة "فرانس برس": "إن قوات الامن اطلقت النار لتفريق اكثر من الف متظاهر كانوا يحتجون بعد تشييع متظاهر قتل أمس الجمعة". وأضاف الناشط أن قوات الامن "أطلقت النار في منطقة البريد القريبة من مقر أمني، ما أدّى إلى مقتل الأشخاص الثلاثة"، مؤكداً أن لديه اسماء القتلى.(أ.ف.ب.)

 

إلغاء التحرك الذي كان مقرراً في الجولان السوري بذكرى النكسة

أوردت محطة "nbn" أن التحرك الفلسطيني الذي كان مقرراً عند الحدود السورية في الجولان المحتل لمناسبة ذكرى النكسة، قد تم إلغاؤه، بعد أن كان التحضير له مستمراً حتى اللحظات الأخيرة. (رصد NOW Lebanon)

 

مؤتمر لمعارضين سوريين في بروكسل يدعو الأسد إلى "وقف جرائمه" 

عقد نحو مئتي مُعَارض سوري حضروا من بلجيكا ومن دول أخرى في اوروبا، مؤتمراً في احد فنادق بروكسل لتأييد حركة الاحتجاج في سوريا، وطالبوا الرئيس السوري بشار الأسد بإنهاء القمع الدموي للتظاهرات، وسيستمر المؤتمر الذي أطلق عليه إسم "الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية" حتى غد الأحد. وأوضح أحد منظمّي المؤتمر الدكتور باسم حتاحت لوكالة "فرانس برس" أن هدف المؤتمرين "توجيه رسالة لبشار الأسد مفادها أنه إذا كان زعيما بالفعل فعليه ان يوقف جرائمه، وإذا استمرت قواته في سجن المتظاهرين وتعذيبهم فينبغي ان يتغير النظام"، وأضاف: "تأييدا لثورة الشباب السوريين في الداخل، اجتمع معارضو النظام السوري الاحد الفائت في انطاليا بتركيا، واليوم في بروكسل وغداً في أمكنة أخرى".(أ.ف.ب.)

 

مؤتمر لمعارضين سوريين في بروكسل يدعو الأسد إلى "وقف جرائمه" 

عقد نحو مئتي مُعَارض سوري حضروا من بلجيكا ومن دول أخرى في اوروبا، مؤتمراً في احد فنادق بروكسل لتأييد حركة الاحتجاج في سوريا، وطالبوا الرئيس السوري بشار الأسد بإنهاء القمع الدموي للتظاهرات، وسيستمر المؤتمر الذي أطلق عليه إسم "الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية" حتى غد الأحد.

وأوضح أحد منظمّي المؤتمر الدكتور باسم حتاحت لوكالة "فرانس برس" أن هدف المؤتمرين "توجيه رسالة لبشار الأسد مفادها أنه إذا كان زعيما بالفعل فعليه ان يوقف جرائمه، وإذا استمرت قواته في سجن المتظاهرين وتعذيبهم فينبغي ان يتغير النظام"، وأضاف: "تأييدا لثورة الشباب السوريين في الداخل، اجتمع معارضو النظام السوري الاحد الفائت في انطاليا بتركيا، واليوم في بروكسل وغداً في أمكنة أخرى".(أ.ف.ب.)

 

المجلس الشرعي الإسلامي أهاب بالجميع "التمسك بالمؤسسات واحترام قرارات مجلس الوزراء"

عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وعرض للأوضاع العامة والخاصة، وأصدر بيانا تلاه الأمين العام للمجلس الشرعي الشيخ خلدون عريمط جاء فيه: "إن المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى يدعو الجميع في هذه الظروف الدقيقة والحساسة التي يمر بها لبنان والمنطقة إلى الرفعة بالخطاب السياسي وتقديم المصلحة العليا على كل الحسابات الضيقة ليرتقي الجميع إلى مستوى المسؤولية بالحفاظ على سلامة الوطن والمواطنين واحترام مشاعرهم وخصوصياتهم وحقهم بالعيش الكريم والآمن في دولة الشراكة الوطنية الكاملة بين المسلمين والمسيحيين المستندة إلى المواثيق المعقودة فيما بينهم".

وجدد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى "تأكيد الالتزام بالمواقف المبدئية والوطنية لجهة الحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى الدولة ومؤسساتها الدستورية والعمل من خلالها وفي إطارها، واحترام أنظمتها وتشريعاتها وقوانينها وقرارات مجلس الوزراء وعدم تجاوزها حفاظاً على الدولة الواحدة والحاضنة لجميع أبنائها والساهرة على تأمين مصالحهم وصيانة حقوقهم وأمنهم واستقرارهم"، وتابع في بيانه: "من هنا نهيب بالجميع التمسك بالمؤسسات واحترام القوانين وقرارات مجلس الوزراء والعمل تحت سقفها وعلى أساس مرجعيتها".

وأبدى المجلس قلقه "لناحية التمادي في تأخير تشكيل الحكومة لما لذلك من تأثيرات سلبية وتداعيات خطيرة على الأوضاع الوطنية العامة وعلى وجه الخصوص الاقتصادية والاجتماعية منها"، كما دعا إلى "تحمل المسؤولية تجاه ما آلت إليه الأوضاع العامة نتيجة الفراغ الحكومي الذي تعيشه البلاد منذ ما يزيد عن خمسة أشهر"، مؤكداً "ضرورة تحصين المؤسسات العسكرية والأمنية ودعمها من اجل القيام بدورها الوطني في حفظ الوطن والمواطنين والمؤسسات واحترام القانون".وتوقف المجلس الشرعي أمام الذكرى الرابعة والأربعين للنكسة والعدوان الإسرائيلي في العام 1967 والذي أدى إلى احتلال القدس وفقدان ما تبقى من أراضي فلسطين العربية وأجزاء عزيزة من الأراضي العربية، فأعاد المجلس التأكيد أن "قضية الشعب الفلسطيني هي القضية الأولى والمركزية حتى عودة الإخوة الفلسطينيين إلى ديارهم وإقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف". كما عبّر المجلس الشرعي عن "كثير من القلق" للأحداث الجارية في عدد من الدول الشقيقة، وأعلن أسفه لسقوط الضحايا البريئة، داعياً "الإخوة الأشقاء العرب لتغليب لغة الحكمة والعقل، واعتماد الحوار والانفتاح نهجاً لمعالجة الأزمات المحتدمة بما يحفظ وحدة الأرض والشعب، ويلبي المطالب الإصلاحية المشروعة للشعوب العربية".(الوطنية للإعلام)

 

التعدي على الأملاك العامة يتّسع ليطال الخاصة.. البناء على أراضي مغتربين في تبنين 

توسعت رقعة التعدي على الأملاك العامة والمشاعات إلى بعض الأملاك الخاصة جنوباً، حيث أبلغ مواطنون في بلدة تبنين - بنت جبيل "المركزية" أن سكان من البلدة يستغلون وجود أصحاب عقارات واسعة في الإغتراب ليبنوا عليها منازل من دون ترخيض ومن دون علم القوى الأمنية الأمر الذي اثار إستياء في البلدة. الى ذلك عادت موجة فلتان البناء على المشاعات في الجنوب وإزدهرت بطريقة عشوائية، إثر توقف القوى الأمنية عن قمعها منذ شهر.

وفي هذا الإطار، أشار مصدر أمني لـ"المركزية" إلى أن عملية قمع مخالفات البناء لها عواقب بعدما أكمل معظم المواطنين بناء منازلهم وباتوا يقيمون فيها وأن بعضهم يبنى بنايات باعها شققاً سكنية وآخرون وضعوا أيديهم على مشاعات وبنوا عليها منازل وباعوها، الأمر الذي تسبب بزيادة عقد جديدة غير قابلة للحل، مشيراً إلى أن أهالي مخيم شبريخا ورغماً عن القوى الأمنية يدخلون مواد البناء إلى المخيم الذي توسّعت رقعته لتلاصق المباني السكنية اللبنانية، مستغلين الأحداث التي مرت في الجنوب والفراغ السياسي في لبنان.

 

فرار 5 سجناء من نظارة قصر العدل

ذكرت "صوت لبنان-صوت الحرية والكرامة" أن " 5 سجناء من نظارة قصر العدل في بعبدا فروا بعدما اقدموا على خلع احدى النوافذ، وتعمل القوى الامنية في هذه الاثناء على ملاحقتهم".

 

البطريرك الراعي: السلطة السياسية تمعن في إفقار الناس

تفقد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اكليريكية مار انطونيوس البادواني في كرمسده، وترأس الاجتماع الشهري لكهنة ابرشية طرابلس المارونية الذي عقد في مقر المطرانية المارونية في كرمسده. وقد شدد الراعي على ان "كل ازمات المجتمع سببها انعدام الشركة الصحيحة مع الله"، وقال: "في مؤسسات الدولة نحن بأمسّ الحاجة الى الشركة، لا سيما على مستوى المسؤولين السياسيين الذين تعطل خلافاتهم بالرأي كل المؤسسات الدستورية". وتناول البطريرك في كلمته الشؤون الوطنية، فقال: "لقد ترك اللقاء المسيحي الموسع في بكركي أثراً جميلاً بين كل الناس، ولقد تكلّمنا فيه عن الشركة بحيث لا يجب أن تبقى خياراتنا السياسية سبباً للخلافات، فهي مصدر تنوع وديمقراطية ويجب ألا أن تكون سبباً للخلاف، وكلنا مدعوون لعيش التنوع في الوحدة، كما بحثنا من خلال كوننا مسؤولين عن الجماعة مسألتين مهمتين، بيع الأراضي خصوصا في مناطقنا المسيحية، والوجود في الادارات العامة، ونحن علينا الحضور الفاعل في الدولة والمؤسسات وخصوصاً أننا نلاحظ ان هناك إبعاداً للوجود المسيحي في الادارات العامة، وهذا يؤثّر تأثيراً عميقاً على وجه لبنان". وتابع الراعي: "الفقر يتفشى في مجتمعنا بسبب عدم قيام مؤسسات الدولة بواجباتها، والاقتصاد الى تراجع، والسياحة الى تراجع، والاعمال الى تراجع، أما المسؤولون فإنّهم يتسلون في ما بينهم، من يأخذ هذه الوزارة او تلك، يتسلّون باقتسام الحصص، وهذا عيب ومخزٍ، كأنهم غير مسؤولين عن هذا البلد الذي اسمه لبنان، والمدارس المجانية يعاقبونها، ولا يدفعون لها مستحقاتها، فماذا يهم السلطة السياسية؟ ماذا يهم مجلس النواب والحكومة؟ انهم يمعنون في افقار الناس، في معاقبة المساكين، والاسوأ من كل ذلك هو تدني الاخلاق وتفشي الدعارة".(الوطنية للإعلام)

 

نواب زحلة": تعرُّض الموقع الإلكتروني للنائب معلوف لعملية قرصنة وتوجيه تهديدات له

عبّرت كتلة "نواب زحلة" عن استنكارها "لعودة لغة التهديد والإعتداء على المقامات والكرامات من جهاتٍ لا ترى استمرار وجودها إلا بالعنف والقتل والترهيب". وفي بيان عن مكتبها الإعلامي، أوضحت الكتلة أن "النائب جوزيف المعلوف تلقى الأسبوع الماضي رسالة تهديد مباشرة عبر بريده الإلكتروني ثم تعرّض موقعه الخاص على الانترنت للقرصنة أكثر من مرة طالت مواده الداخلية وصفحته الأولى التي إستبدلوها بتحذيرات وتهديدات لشخصه". وإذ أشارت الكتلة إلى أن "المشرفين على الموقع استطاعوا إعادة تشغيله رغم محاولات خرقه مجدداً"، ذكرت أنه "تمّت معرفة الفاعلين الذين تبيّن أنهم مجموعة منظمة من خارج الحدود لها خيوطها الداخلية، وقد وُضعت هذه المعلومات بحوزة الاجهزة الامنية اللبنانية".

وأضاف بيان الكتلة: "يهمّنا وضع هذه المعلومات بتصرف الرأي العام والأجهزة المعنية التي عليها ان تتحمّل مسؤولياتها في المتابعة والحماية والمعاقبة"، مؤكداً أن "النائب معلوف مستمر في خطه ودوره ونهجه وايمانه بلبنان السيد الحر المستقل ولن يتأخر عن اتخاذ الموقف المناسب عند كل استحقاق". (المكتب الإعلامي)

 

عون رأس حربة بمشروع إيراني سوري لإضعاف السنّة والدولة بلبنان"

الضاهر لـNOW Lebanon: لم يعد جائزًا إبقاء رئاسة الوزراء معطلة وعرضة للتعدي من حين لآخر

جمال العيط، السبت 4 حزيران 2011

شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر على كون الجلسة التشريعية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري "غير ميثاقية ولا دستورية في ظل حكومة تصريف الأعمال"، مشيراً إلى أنّ "هكذا دعوة لعقد جلسة تشريعية في الوقت الحاضر تعتبر أمرًا خطيرًا جدًا نظرًا لتجاوزها سلطات دستورية وطوائف ومذاهب في هذا البلد"، وأوضح الضاهر أنّ "دعوة الرئيس بري لهذه الجلسة تعتبر تحدياً لفريق كبير من اللبنانيين، وبالتالي فإن قوى الرابع عشر من آذار ستقاطعها حتماً لأنّ انعقادها دون توافق بين سائر الكتل البرلمانية يزيد وضع البلد انقساماً وتعقيداً".

الضاهر، وفي حديث لموقع “NOW Lebanon” لفت إلى أنّ "عدم تشكّل الحكومة العتيدة بعد مرور أكثر من أربعة أشهر إنما يعود إلى ما صنعته أيدي فريق 8 آذار الذي نفّذ انقلاباً واضحاً وبدعم واضح من الخارج بحيث لبّى رغبات الرئيس بشار الأسد والإرادة الإيرانية في إسقاط الرئيس سعد الحريري وحكومة الوحدة الوطنية بدون أي تبصّر أو خارطة طريق لانقلابهم"، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ "حزب الله أوقع البلد بمشكلة كبيرة وأوقع نفسه بمشكلة أكبر حين نفذ هذا الإنقلاب واعتقد بأنه يستطيع عبر سلاحه الذي يهدد به اللبنانيين في كل استحقاق ومفصل سياسي، السيطرة على البلد، إلا أنه سرعان ما تبيّن أنّ فريق 8 آذار ليس أهلاً لتحمّل المسؤولية وتولّي السلطة والحكم ورعاية شؤون الناس، ما أدّى الى تعطيل مصالح البلد وتفاقم أزمات المواطنين المعيشية والحياتية والإجتماعية والإقتصادية والمالية".

في المقابل، أكّد الضاهر أنه "لو كان فريق 8 آذار متعقلاً في خياراته ويمتلك أدنى حسّ بالمسؤولية والحرص على البلد، لكان بإمكان لبنان أن يحصن نفسه تجاه التحديات الإقليمية ويستفيد في ظل المتغيرات التي تحدث في عدد من دول المنطقة عبر جذب مزيد من الاستثمارات التنموية والمالية التي تنعكس إيجابًا على مصلحة البلد وكافة اللبنانيين دون استثناء".

وإذ لفت إلى أنّ "التوافق السياسي متعذر في البلد اليوم بفعل تشبث الفريق الذي نفذ الإنقلاب بخياراته التي تضرّ بمصالح الدولة والمواطنين"، دعا الضاهر إلى "تفعيل حكومة تصريف الأعمال لكي تتصدى بحسب المستطاع لحاجات البلد والمواطنين وفق القانون والدستور"، كما دعا الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي "في ظل ما نشهده من عرقلة لتأليف الحكومة إلى العودة لملاذه الآمن والتشاور مع أهله في ما وصل إليه البلد من تعطيل"، مطالبًا في هذا المجال "مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قبّاني بعقد اجتماع عاجل للقيادات السنية لكي يتدارسوا هذا الوضع الخطير الذي وصلنا إليه حيث لم يعد جائزًا إبقاء مقام رئاسة مجلس الوزراء معطّلاً وعرضةً للتعدّي عليه بين الوقت والآخر".

وفي السياق عينه، لفت الضاهر إلى أنّ "التجربة مع التيار "الوطني الحر" أثبتت أنّ الجنرال ميشال عون وبعد عودته من فرنسا بصفقة مريبة بينه وبين المخابرات السورية وحلفائها في لبنان، قد قبل في مقابل إلغاء ملفاته القضائية أن يكون رأس حربة لتكتّل الأقليات الذي يديره "حزب الله" في سبيل إضعاف دور الطائفة السنّية وفتح معارك مع كل قياداتها والدفع باتجاه تأزيم الواقع الطائفي والمذهبي في لبنان، ومحاولة إضعاف الدولة اللبنانية خدمةً لمشروع ايران وسوريا في لبنان والمنطقة"، متسائلاً في المقابل: "كيف يرضى العماد ميشال عون بشبكة اتصالات لـ"حزب الله" ولا يرضى بشبكة اتصالات للدولة اللبنانية موضوعة تحت حماية المؤسسات اللبنانية الشرعية وخصوصًا منها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي التي تلعب دورًا كبيرًا في تأمين الإستقرار الأمني في لبنان وقد كشفت وما زالت تكشف شبكات عملاء العدو الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية؟".

وردًا على سؤال، رأى الضاهر أنّ التفجير الذي استهدف الوحدة الإيطالية العاملة في إطار قوات "يونيفيل" هو بمثابة "رسالة سورية - إيرانية لهذه القوات وللمجتمع الدولي"، مذكّرًا في هذا المجال بأنّ "العديد من قيادات قوى الثامن من آذار سبق وهددت بأنّ قوات "يونيفيل" ستكون رهينة في حال اشتدت الأزمات في سوريا وايران"، وأضاف الضاهر في السياق عينه مشيرًا إلى أن "السيد رامي مخلوف (إبن خال الرئيس السوري) أكّد في الآونة الأخيرة أن استقرار سوريا من استقرار إسرائيل، وذلك إلى جانب مواقف لبعض ممثلي وقيادات لقوى 8 آذار والتي حذرت من أنّ استمرار الاضطرابات في سوريا سينعكس حتماً على كل المنطقة العربية بمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار الأمني وبالاخص في لبنان".

 

سعيد: حزب الله بات يدرك أن مشروعه انتهى 

أكد منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد أن رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان هو "المخوّل إحياء طاولة الحوار وجمع اللبنانيين"، مشيرًا إلى أن "حزب الله بات يدرك يومًا بعد يوم أن مشروعه انتهى بحيث أنه لا يستطيع الإستمرار بفرض وجهة نظره أو شروطه على سائر اللبنانيين نتيجة الإنتفاضة العربية وتقلّص النفوذ الإيراني في المنطقة، وبالتالي هو مضطر أن يعود إلى لبنان بشروط جميع اللبنانيين وشروطه أيضًا". سعيد، في حديث لإذاعة "صوت لبنان – 93,3"، قال: "لا يمكن للحزب أن يستمر في وضع شروطه على جميع اللبنانيين بل القيام بدور تقارب على قاعدة تنفيذ اتفاق الطائف نصًا وروحًا، وأن يكون السلاح تحت أمرة الدولة اللبنانية وإعادة تجديد العيش المشترك والنموذج اللبناني الذي سيعتمد في العالم العربي الجديد". كما أكد أن "فريق 14 آذار يدرك أهمية إعادة تفعيل الحوار الداخلي على قاعدة عودة الجميع إلى الدولة بشروط الدولة، وأن يكون السلاح محصورًا بالدولة فقط ثم الحوار مع فريق "حزب الله" لإعادة تجديد النموذج اللبناني وتعميمه على العالم العربي".(الوطنية للإعلام)

 

شطح: نتجه إلى حكومة من طرف واحد وسيكون لها تبعات بغياب المظلة الداخلية والعربية الكافية

شدد مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح على أن "هناك اختلافاً واضحاً للنظرة إلى الحكومة بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان من جهة وبين أفرقاء 8 آذار من جهة أخرى"، وأضاف: "إذا شُكِّلت الحكومة فلا أعتقد أنّه سيكون هناك تجانس بين هذه الأفرقاء، لكن سننتظر البيان الوزاري والقرارات التي ستتخذ".

وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 100.5"، لفت شطح ردًا على سؤال إلى أن "موضوع المحكمة الدولية ليس الموضوع الوحيد الذي سيكون على الطاولة أمام الرئيس ميقاتي أو أمام الحكومة العتيدة بل هناك تحديات كثيرة"، وتابع: "يبدو أننا نتجه إلى حكومة من طرف واحد وسيكون لها تبعات، إذ لن يكون لهذه الحكومة المظلة الداخلية والعربية الكافية"، مطمئناً الجميع في سياق آخر إلى أن "الرئيس الحريري ليس بوارد تعويم الحكومة، وهو تحرّر من تجربة ليست ناجحة". وإذ أكد أن "هناك أسباباً كافية لكي يغيب الرئيس الحريري هذا الغياب الاستثنائي على نحو 5 إلى 6 اسابيع"، قال شطح: "لكنه عائد وسنراه فيما بيننا ولن ندخل في الاسباب".

إلى ذلك، أكد شطح أن "الظروف الآتية ستحدد إذا كان الرئيس ميقاتي يستطيع أن يكون رجل دولة وبالأخص أن الظروف ليست سهلة"، مجدداً الإشارة إلى أن "الحكومة المطلوبة قد تكون حكومة انتقالية"، واستدرك بالقول: "لكن يبدو أننا نتجه الى حكومة من طرف سياسي".وبشأن المواقف الأخيرة لرئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، قال شطح: "وليد جنبلاط يتحرك من مكان الى مكان، وفق تقييمٍ ما للامور الحاصلة، فالوزير جنبلاط يتكلم مع الكثيرين في الداخل والمنطقة والخارج، وتقييمه للأمور مستمر، ويمكن ان تكون نتيجة هذا التقييم الحالي الحراك الذي نشهده له، والثابت عند وليد بك هو التحرك في ظل تقييم ما، وإذا اتّخذ الوسطية الآن فيكون ذلك من خلال تقييم ما وليس قراراً عقائدياً او استراتيجياً".وحول الكلام عن تعديل اتفاق الطائف، ردّ شطح قائلاً: "طبعاً أعتبر أن هناك اشكاليات في النظام، ولكن ان يتم تعديل النظام على اسس اعادة توزيع الصلاحيات فهذه خطوة لا أراها صائبة"، معتبراً أن كلام أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخير هو "كلام جيد لكن لا يطمئن، لكون هناك قوة معينة لديها ارتباط خارجي، ولأن لا أحد يمكنه ان يتقبل قوة محترمة مرادفة للدولة اللبنانية". وحول الأحداث التي تجري في سوريا، جدد شطح موقف "تيار المستقبل" في هذا الشأن وقال: "ليس هناك اي رغبة او نيّة أو تدخل بما يحدث في سوريا، وتيار المستقبل لا يتدخل في هذه الاحداث، وهناك ادراك من قبل الرئيس الحريري بأن التدخل في الشؤون السورية مضر على كافة الصعد".وحول التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أوضح شطح أن "التجديد يكون عبر السلطة التنفيذية"، وأضاف: "أنا من أكثر المعجبين برياض سلامة وأعرف قدراته وأن لديه قدرة كبيرة في معالجة الأزمات، ولكن كبلد لا يمكن ان نعتبر بأننا في حالة هلع اذا لم يكن رياض سلامة في الحاكمية وأننا نعتمد على شخص وأن من دونه لا اقتصاد والى ما ذلك من خطر، مع تكرار موقفنا المقدّر لشخص الحاكم رياض سلامة". وفي ما يتعلق بدعم سعر صفيحة البنزين لقطاع النقل، قال شطح: "بالمبدأ لا يجب ان يكون هناك تمييز بين المواطنين، ولكن من أُعطي الدعم على صفيحة البنزين هو المواطن الأكثر حاجة من غيره، لكن هل هذا هو الحل؟ طبعاً لا، الحل يبقى بتنظيم وتقوية النقل العام".(رصد NOW Lebanon)

 

ريفي: المستهدفون بالمذكرات السورية يقاضون مصدّريها في لاهاي 

ذكرت صحيفة "الأنباء" الكويتية أن وكلاء الشخصيات اللبنانية النيابية والوظيفية القضائية والأمنية يحضرون لإقامة دعوى قضائية على كل من ساهم في لعبة مذكرات التوقيف السورية الغيابية التي صدرت عن القضاء السوري بحق هذه الشخصيات وهم: النائب مروان حمادة ووزير العدل السابق شارل رزق والنائبان السابقان باسم السبع وإلياس عطا الله والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات في قوى الامن العقيد وسام الحسن، والنائب العام العسكري صقر صقر ومدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا والقاضي إلياس عيد والمستشار الإعلامي لرئيس الحكومة هاني حمود والسفير السابق جوني عبدو والصحافي فارس خشان ورئيس تحرير مجلة الشراع حسن صبرا.

كما شملت قائمة المطلوبين، الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس ومساعده غيرهارد ليمان ونائب الرئيس السوري سابقا عبدالحليم خدام والشاهدين بقضية اغتيال الحريري محمد زهير الصديق وعبدالباسط بني عودة. ويشمل الادعاء بحسب احد محامي الادعاء كلا من اللواء جميل السيد ومدعي عام دمشق وقاضي تحقيق دمشق وكل من شارك كفاعل أو محرض في فبركة المذكرات الغيابية التي بنيت على وقائع باطلة ومحاضر لا أساس لها، وعلى خلفية شهود الزور التي طوي ملفها. وسألت "الأنباء" اللواء ريفي عن الجرم الممكن اسناده الى المدعى عليهم فأجاب: جرم عرقلة العدالة الدولية. وقال ان الشكوى سترفع امام المحكمة الدولية في لاهاي كونها اي الشكوى هادفة الى المساعدة في تحقيق العدالة الدولية.

 

نشرة أخبار موقع الكتائب ليوم السبت

ايكولاي سياسية في لبنان تمنع الحكومة من رؤية النور، وايكولاي "بكتيرية" في اوروبا تمنع تصدير الخضار وما بين الاثنتين التسمم ينهش الجسم اللبناني

ساحتا اليمن وسوريا تغليان: صالح نجا فهل ينجو نظام الاسد؟

اليوم كان دور الهبات الباردة!!

هبة باردة لفحت الاجواء اللبناية الحكومية وسط حديث متزايد عن قرب تشكيل الحكومة بعدما اعلن النائب العماد ميشال عون ان الاسباب الداخلية المعرقلة زالت الا انه تخوف من عرقلة خارجية فيما برزت سلسلة من اللقاءات جمعت الرئيس ميقاتي الى الرئيس ميشال سليمان  والى الخليلين كما هناك على جدول اعماله لقاءان مع الرئيس بري والنائب جنبلاط وفق المعلومات ولكن هل يكون الحديث عن قرب تشكيل الحكومة مؤامرة تحيكها قوى الاكثرية الجديدة على الرئيس المكلف لاسيما ان اوساطه حرصت على التأكيد ان التفاؤل اعلامي وهل تكون "الحركة من دون بركة"؟

هبة باردة اخرى لفحت الحدود الجنوبية مع اعلان الجهة المنظمة لتظاهرة "النكسة" الاحد المقبل تأجيل تحركها الا انها دعت الى تجمعات شعبية حاشدة داخل المخيّمات بدلا من التوجه الى الحدود

هبة اخرى قد تكون باردة بالنسبة لقوى 14 آذار الا انها "سخنة" للرئيس نبيه بري في ظل اعلان الثلاثي الطرابلسي "ميقاتي، الصفدي، كرامي" عدم المشاركة في الجلسة التشريعية الاربعاء المقبل الا ان البعض رأى ان في اعلان الرئيس المكلّف عدم المشاركة في الجلسة العامة ما يؤشر الى قرب تشكيل الحكومة.

اذا كانت الجبهة اللبنانية اقل حماوة اليوم الا ان الامر لا ينطبق على الجبهات العربية لاسيما في كل من سوريا واليمن.. ففي اليمن ادى سقوط قذائف على مسجد دار الرئاسة في صنعاء الى اصابة الرئيس علي عبد الله صالح وعدد من المسؤولين الآخرين ومقتل ثلاثة حراس امّا في سوريا فمشهد اليوم كان الاكثر دموية منذ بدء الاحتجاجات حيث حصد العنف المسلّح اكثر من خمسة وثلاثين قتيلا في حماه.

محاولة اغتيال فاشلة

البداية من الوضع العربي، فقد اصيب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح صالح ورئيس وزرائه علي مجور وعدد آخر من المسؤولين اليمنيين بجروح اثر سقوط قذائف على مسجد دار الرئاسة في صنعاء فيما قتِل ثلاثة من الحرّاس. نفى مكتب زعيم قبيلة حاشد القوية الشيخ صادق الأحمر أي صلة لها بالهجوم ا لكنه حمّل الرئيس علي عبد الله صالح المسؤولية عن الهجوم قائلا إنه نفذ لتبرير تصعيد الحكومة للمعارك في شوارع العاصمة صنعاء.وكانت قوات الأمن اليمنية قصفت في وقت سابق منزل الزعيم القبلي حميد الأحمر في صنعاء، تزامناً مع امتداد القتال بين القوات الحكومية ورجال القبائل إلى الجزء الجنوبي من العاصمة اليمنية. في هذا الوقت، طالبت الولايات المتحدة بوقف اطلاق نار "فوري" في اليمن، منددةً بالعنف "الاعمى" ومجددةً دعوة الرئيس علي عبدالله صالح الى استجابة النداءات الداعية الى تنحيه.

جمعة اطفال الحرية..جمعة حماه السورية

من اليمن الى سوريا التي شهدت ضمن "جمعة أطفال الحرية" أضخم تظاهرات منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد النظام في منتصف آذار الماضي، وخصوصاً في حماه، حيث خرج عشرات الآلاف في تظاهرة أطلقت عليها قوات الامن النار "بشكل مباشر" بالقرب من مقر حزب "البعث" في المدينة، وقد تراوحت حصيلة القتلى بين 25 و67 قتيلاً ومئات الجرحى، وتحدّث ناشط آخر عن أن "ما جرى مجزرة حقيقية". في المقابل أعلن التلفزيون الرسمي السوري عن "مقتل ثلاثة مخربين خلال اقتحامهم وحرقهم لمبنى حكومي في حماه وتصدي قوات الشرطة لهم". في السياق عينه، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا لا ترى "بداية لتطبيق" للعفو الذي أصدرته السلطات السورية بل "ازدياداً" لانتهاكات حقوق الانسان.

وأشار المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو الى أن باريس تدعو السلطات السورية الى وقف أعمال العنف وتطبيق اصلاحات تتسم بالمصداقية وعقد حوار سياسي وطني شامل فيما أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أنه "صدم" لتصاعد أعمال العنف التي تمارسها السلطات السورية بحق المتظاهرين.

تأجيل التظاهرة نحو الحدود

في وضع الحدود، أعلنت لجنة مسيرة العودة – لبنان بعد مداولات مع لجنة التنسيق والمتابعة لحملة حق العودة في بيان قرار تأجيل موعد التظاهرة والمسيرة الشعبية التي كانت مقررة الى الحدود اللبنانية - الفلسطينية، في ذكرى النكسة الاحد المقبل بعدما قررت السلطات الرسمية الامنية اللبنانية منع أي تحرك في المنطقة الحدودية بهذه المناسبة.

ودعت أبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان إلى إحياء هذه المناسبة الاليمة، ضمن فعاليات التأكيد على حق العودة عبر إقامة تجمعات شعبية حاشدة داخل مخيماتهم تأكيدا على حقهم في التحرك لتحقيق العودة إلى أرضهم وديارهم في فلسطين، مؤكدة رفض المؤامرات ومشاريع التوطين. وكان الجيش الاسرائيلي زاد لليوم الثالث ارتفاع الشريط الشائك المطل على بوابة فاطمة، ولدى حضور دورية للجيش اللبناني الى البوابة لاستطلاع ما يحصل، اتخذ الجيش الاسرائيلي حال استنفار قبالة البوابة، وشهر جنوده أسلحتهم، وتوتر الوضع ما دفع بالجيش الى الاستنفارفيما حضرت دورية إسبانية عملت على السيطرة على الوضع وإعادة الهدوء.

واليونيفيل تدعو الى الحذر

وفي هذا السياق،  دعا الناطق الرسمي باسم اليونيفيل نيراج سينغ الاطراف كافة إلى الحذر بشأن اي أنشطة على طول الخط الازرق وإلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع التطورات وإلى الاستفادة من مساعي القوات الدولية لمعالجة اي حالة تصعيد محتمل للوضع مشيراً إلى ان اي اسئلة عن أمن التظاهرات الشعبية ينبغي ان توجه الى الجيش اللبناني، اذ تقع على عاتقه مسائل الامن والقانون والنظام.

عون: العرقلة الداخلية انتفت وجنبلاط "يكوّع"

في جديد الوضع الحكومي، حرصت قوى الاكثرية على اشاعة اجواء ايجابية حيث اعلن النائب ميشال عون بعد اجتماع استثنائي لتكتل التغيير والاصلاح ان الاسباب الداخلية المعرقلة زالت، آملا الا تكون هناك اسباب خارجية ومشددا على أن موضوع تشكيل الحكومة ليس بيده بل بيد كل من رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي.

وذكّر وزير العدل الذي كُلّف بأن يتخذ الاجراءات القانونية بحق اللواء أشرف ريفي بوجوب ان يفرج عن القرار الذي سيتخذه كي لا يحصل ما حصل مع ملف الشهود الزور، محذرا بانه اذا لم يبت بالاجراءات فان وزير الاتصالات شربل نحاس سيتقدم بشكوى بحق ريفي ورئيس هيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف لدى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر .عون علّق على مواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة بالقول: قد تكون بداية "تكويعة" لانه اعلن انه ليس من فريق 8 او 14 أذار. وأسف لزيارة السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي للمدير العام لقوى الامن الداخلي أشرف ريفي، ودعاها الى احترام اتفاقية اصول العمل الدبلوماسي. كونيللي زارت ايضا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وقائد الجيش العماد جان قهوجي وكان عرض للاوضاع العامة.

ميقاتي: على المعنيين التسهيل

في المقابل، ابدى الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي رغبته بأن تشكّل الحكومة قبل الجلسة التشريعية وأكد من طرابلس ان ثوابته لتشكيل الحكومة لا تزال تنطلق من قواعد تحقيق الاستقرار الامني والسياسي والإقتصادي، مشيراً إلى ان الإتصالات ناشطة في اكثر من اتجاه على أمل ان يتم تذليل العقبات في اسرع وقت ممكن.وتمنى ميقاتي ان يخفف الأطراف المعنيون بتشكيل الحكومة الشروط الطلبات وتغليب المصلحة العامة.

سليمان: الاسراع في التشكيل الحل لحاكمية المصرف

الى ذلك، رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان تعيين حاكم لمصرف لبنان ضروري لافتا الى ان هناك درسا للصيغ القانونية والدستورية التي تسمح بالحفاظ على الاستقرار الاقتصادي عموما والنقدي خصوصا.

واكد الحرص الشديد على استمرار انتظام العمل في مصرف لبنان وحاكميته، مشيرا الى ان الاسراع في تشكيل الحكومة هو الحل الدستوري الانسب للتعيين الذي يركز الاطمئنان والثقة على رغم الازمات المحيطة بنا والازمة الداخلية.

الثلاثي الطرابلسي يسجّل هدفا في مرمى بري

تشريعيا، لا تزال الجلسة العامة التي التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في 8 حزيران موضع اخذ وردّ بين الفرقاء، فقد أعلن الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي والنائب أحمد كرامي قرارهم بعدم المشاركة في الجلسة ، حفاظا على دور المؤسسات وانسجاما مع اقتناعاتهم بعدم زيادة الشرخ بين اللبنانيين،  مؤكدين في هذه المناسبة ضرورة تضامن كل الجهود للاسراع في تشكيل الحكومة.

بكتيريا ايكولاي تصادر خضار اوروبا

حياتيا،  اصدرت وزارة الزراعة قرارا حمل الرقم 1\525 جاء فيه:" يمنع استيراد جميع أنواع الخضار الطازجة بما فيها الفطر من الدول الأوروبية كافة بسبب تلوث قسم منها ببكتيريا سببت موت العديد من الاشخاص في أوروبا لتناولهم خضارا طازجة".

وكان العلماء الذين يتابعون ابحاثهم على السلالة الفتاكة من البكتيريا المعوية (ايكولاي) في اوروبا توصلوا الى انها ذات درجة سمية عالية علاوة على قدرتها على افراز مادة صمغية نادرة تسهم في التصاقها بأمعاء المرضى. وقد اودت البكتيريا بحياة 17 شخصا على الاقل في اوروبا فيما لايزال 1500 في عداد المرضى الا ان العلماء يخشون ان تكون هذه السلالة من البكتيريا المعروفة علميا باسم (اشيريشيا كولاي) هي اشرس سلالة تصيب البشر من حيث درجة سميتها.

 

العلامة علي الأمين: إيران مسؤولة عن الفتنة المذهبية 

أوضح المرجع الشيعي في لبنان العلامة علي الأمين، أن القيادة السياسية الإيرانية الحالية تتحمل مسؤولية الهواجس الكبيرة التي يعيشها العالمان الإسلامي والعربي من خطر الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، مؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو "حكيم العرب"، داعياً كل الشيعة العرب إلى الالتزام بالولاء أولا لأوطانهم وأرضهم ومؤسساتهم الشرعية في دولهم.

وأضاف في حوار خاص مع صحيفة "عكاظ" السعودية: "لا شك في أن المخاطر ظهرت أخيراً على السطح بسبب السياسات وليس بسبب الاختلاف المذهبي، إن التنوع كان موجوداً منذ قرون، حيث عاش السنة والشيعة معاً في أقطارهم وفي أوطانهم في وئام وقوة ومصاهرة، يقتسمون العيش الواحد، فإذاً لماذا لم يكن ثمة خلاف بين السنة والشيعة؟ لأنه لم يكن هناك حالات سياسية تريد أن تستغل المذاهب وتستقوي بها في تحصيل المكاسب السياسية، ومن هنا نحن نقول إن المشكلة جاءت من عالم السياسة وليست من عالم المذاهب كآراء واجتهادات لأئمة العلم والدين، عندما بدأت الخلافات السياسية في بعض الأقطار العربية مثلا في لبنان أو في العراق بفعل الوضع الإيراني الذي وجد في المنطقة، بدأت حالة من الاصطفافات المذهبية، وراحت بعض الجهات السياسية تعمل لإثبات حضور لها في الساحة، تستحضر الخلافات المذهبية والطائفية القديمة التاريخية، فإيران رأس الفتنة المذهبية.

ورداً على سؤال عمن يتحمل مسؤولية تنامي الخلاف في العلاقات العربية الإيرانية أوضح أن "الذي حصل أن هناك سياسة تعتمدها الإدارة الحالية الإيرانية وهي سياسة غير مفهومة، تقوم بتصرفات وكأنها توحي وتتدخل في شؤون جيرانها وأشقائها، مع أن المطلوب من إيران أن تكون مصدر اطمئنان لجيرانها في الخليج العربي وأشقائها خصوصاً أن هناك روابط التاريخ والدين والجغرافيا التي تقتضي قيام أحسن العلاقات فيما بينها، وليس من مصلحة إيران أن تخسر بوابتها إلى العالمين العربي والإسلامي التي هي الخليج، دول مجلس التعاون الخليجي هي دول مسالمة وتشكل بوابة العبور للعالمين العربي والإسلامي".

واستطرد قائلاً: "إن أحداث البحرين التي وقعت وقبلها أحداث الكويت وقبلها الأحداث التي جرت على الساحة العراقية وفي لبنان، كلها توحي وكأن السياسة الإيرانية تتجه اتجاهاً مغايراً ومعاكساً لسياسة الدول العربية في المنطقة، وهذا ما ساعد على بروز حالات الاحتقان المذهبي والطائفي".

وتوجه إلى البحرينيين ناصحاً بـ"الحور ثم الحوار .. وأن يعودوا جميعاً إلى لغة الحوار التي كان على المعارضة اللجوء إليها قبل حدوث الأحداث الأليمة التي أوجعتنا جميعاً. وأنا يومها ناشدتهم عبر بعض المقابلات قبل أن تقع الكارثة وتسفك الدماء، قلت لهم إن دعوة ولي العهد هي فرصة ثمينة يجب أن تستغل؛ لأنها تكشف عن نوايا صادقة لدى السلطة للحوار".

وعن الولاء للوطن في ظل الولاء لولاية الفقيه شدد الأمين على أن "العقد الأول الذي يجب الوفاء به هو العقد الذي يقوم بين المواطن ووطنه ودولته والنظام السياسي الذي انبثق عن شعبه، هذا هو العقد الاجتماعي الذي يجب الوفاء به، عملية الارتباط بالأوطان نعتقد أنها سابقة عن الدين؛ يعني أنه عندما يولد الإنسان يحصل له ارتباط بقومه وبأرضه وهذا الارتباط بقومه وأرضه سابق على الارتباط الديني. ثم جاء الانتماء الديني لينظم هذه العلاقة ويرسخها لا لينفيها. قال له ارتبط بوطنك وارتبط بقومك وشعبك ولم يقل له الدين إنه عليك أن تنفي هذا الارتباط. لذلك ورد في الأحاديث أن حب الأوطان من الإيمان، وورد أنه بحب الأوطان تعمر البلدان، وإذا أردت أن تعرف وفاء الرجل فانظر لحنينه إلى وطنه".

وفي ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال: "في هذه المناسبة الكريمة لا يسعنا إلا أن نتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذه المملكة قيادة وشعباً ويطيل في عمر خادم الحرمين الشريفين الذي يحمل صفة حكيم العرب لما يتمتع به من بعد نظر وسياسة عاقلة وحكيمة أدار بها البلاد والعلاقات بين الدول العربية وسياسته لا تزال آثارها الخيرة عندنا في لبنان وفي أكثر من منطقة".

 

"اللواء" عن أوساط "14 آذار": حزب الله سيتصدى للمعالجات الحكوميّة بعد استنفاد دور عون 

ذكرت صحيفة "اللواء" أن "كرة تأليف الحكومة عادت إلى المربع الأول من جديد، وتبددت أجواء التفاؤل التي حاولت بعض أوساط الأكثرية الجديدة إشاعتها خلال الأيام الماضية، بعدما تبيّن أن لا بالونات التفاؤل ولا التسريبات التي تعمدتها بعض مصادر "8 آذار" كانت تعبّر عن واقع ما وصلت اليه مساعي التشكيل التي ما زالت تصطدم بحائط سميك من العقبات والمناورات والشروط والشروط المضادة". ونقلت الصحيفة عن أوساط في قوى "14 آذار" قولها إن "ما يتردد عن "صحوة عونية" مفاجئة، قضت بتقديم تنازلات من قبل الرابية، وتخلّي (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال) عون عن بعض شروطه ليس إلا مناورة من قوى "8 آذار" لتخفيف الضغط الذي يتعرض له "جنرال الرابية" من قبل هيئات اقتصاديّة وشعبيّة مسيحيّة على اعتبار أنه هو المعطّل الأساسي لولادة الحكومة". وإذ توقعت هذه الأوساط أن "يتقدم "حزب الله" صفوف قوى "8 آذار" في التصدي للمعالجات الحكومية في المرحلة المقبلة بعدما استنفد عون دوره كاملاً في المرحلة السابقة"، أشارت إلى أن "كلام عون عن أن الأسباب الداخلية التي كانت تعيق التأليف قد زالت وتمنيه ألا تكون هناك تدخلات خارجية، لا يعدو كونه محاولة لرمي الكرة إلى ملعب الرئيس المكلّف، وهي ذات الحجة التي استند إليها الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله في خطاب عيد التحرير لتبرير التأخر في تشكيل الحكومة".

 

مشددةً على "وجوب التحلي بالرصانة والإعتدال في هذه الفترة والإبتعاد عن الإثارة والتطرف وافتعال المشاكل"

مصادر السنيورة تنفي لـ"NOW Lebanon" ما سربه بري عن "رسالة تحذيرية": أخبار مفبركة

رداً على المعلومات المسربّة من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر بعض وسائل الإعلام والتي قال فيها إن رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة "أرسل إلى عين التنية رسالةً حذّر فيها من أن عقد الجلسة التشريعية (التي دعا بري لعقدها في 8 حزيران) سيواجَه باجتماع للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى"، أكدت مصادر الرئيس السنيورة لموقع "NOW Lebanon" أن "لا صحة لهذا الكلام الذي قيل ونشر على الإطلاق".  وإذ وصفت مصادر الرئيس السنيورة هذه الأخبار بأنها "مختلقة ومفبركة"، أضافت: "الرئيس السنيورة لا يستخدم أصلاً مثل هذا الأسلوب، لكن المؤسف أن البعض في المدة الأخيرة يلجأ إلى التصعيد والإثارة من دون حساب للنتائج، فساعةً يفتعل هجوماً على "ثورة الأرز" وشهدائها وقيمها، وساعةً يُصرّ على عقد جلسة عامة لكي تقوم مقام الحكومة وتتخذ قرارات بالتعيين بما يخالف ويناقض كل الأسس الميثاقية والدستورية"، وشددت مصادر الرئيس السنيورة في المقابل على "وجوب التحلي بالرصانة والإعتدال في هذه الفترة والإبتعاد عن الإثارة والتطرف وافتعال المشاكل".

 

السنيورة بحث مع نائب رئيس وزراء مصر العلاقات الثنائية 

استقبل رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة في مكتبه في السادات تاور ظهر اليوم، نائب رئيس الوزراء المصري يحيى الجمل، بحضور السفير المصري في لبنان احمد فؤاد البديوي.وكانت مناسبة تم خلالها البحث في التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة، كما جرى عرضٌ للعلاقات الثنائية بين البلدين والاطلاع على الاوضاع في مصر.

 

سوريا: ثورة حقيقية وأمثولة

علي حماده/النهار

يوم امس كانت مفاجأة النظام في سوريا كبيرة عندما خرجت في كل انحاء سوريا أضخم التظاهرات الاحتجاجية منذ الخامس عشر من آذار 2011. وازاء المفاجأة كان الرد الدموي على المتظاهرين العزل بمزيد من القتل، بحيث ان "جمعة اطفال الحرية" كانت الاكثر دموية ولا سيما في حماة مدينة الشهداء بإمتياز بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الامن. واليوم يمكن القول ان الحركة الاحتجاجية في سوريا تحوّلت ثورة حقيقية من حيث شموليتها الجغرافية، ومروحتها الاجتماعية الواسعة، والاهم ان المطالب الاصلاحية تراجعت لكي يحل مكانها مطلب واحد وحيد هو اسقاط النظام. ففي يقين ثوار سوريا ان النظام الحالي غير قادر على الاصلاح ولا الاصطلاح. انه نظام لا ينتمي الى العصر ومعه لا يمكن بناء مستقبل واعد لسوريا.

 ومع انتهاج النظام ورئيسه بشار الاسد خيار الدم تعمقت اقتناعات السوريين بأن الحوار مع القتلة غير ممكن. ففي مؤتمر المعارضة في مدينة انطاليا التركية كان الموقف حاسما من الحوار مع النظام، وكان الرد الرافض لمرسوم العفو الذي اصدره الرئيس السوري باعتبار ان الاسد الابن نفسه هو من يحتاج الى من يعفو عنه بعدما تلطخت يداه بدماء مئات السوريين الاحرار وبينهم نساء واطفال وشيوخ. هكذا وصل النظام في سوريا الى حائط مسدود: فالثورة تترجّح في كل مكان وتتوسع رقعتها على مختلف المستويات الجغرافية العددية والاجتماعية، ويرافق ذلك تصاعد في الموقف الخارجي المندد بقتل المدنيين، وعلى المقلب الآخر يتوغل الاسد الابن ومحيطه في خيار القتل كوسيلة وحيدة للتعامل مع حقوق السوريين المشروعة، وهي وسيلة ورثها عن ابيه حافظ الاسد الذي اورثه "جمهورية الخوف والصمت" فخسر لبنان بسياسات رعناء، وها هو اليوم يخسر سوريا نفسها لأنه لم يفلح في فهم روح العصر، ولا في فهم شعبه وتطلعاته.

ان المجزرة التي ارتكبت البارحة في حماة وغيرها من المدن الثائرة على النظام هي اقصر الطرق لسقوط النظام، والى تحول الرئيس بشار الاسد سريعا رئيساً فاقداً للشرعية.

ان النظام لن ينقذ نفسه بالدماء التي يهدرها في الشوارع والساحات، ولا بالارواح التي يزهقها في كل مكان، ولن يبقى الرئيس بشار الاسد رئيسا على دماء السوريين، ولن تكون هناك من سلطة قادرة على البقاء في مواقعها. فالثورة السورية صارت حقيقة يجب الاعتراف بها داخليا وخارجيا، عربيا ودوليا.

ان الثورة في سوريا هي امثولة لكل العرب. ولأنها ثورة حقيقية تتعمد بالدم الطاهر فإنها لن تنقل سوريا الى عصر الحرية والكرامة والديموقراطية إلا مع تصفية ارث الرئيس الراحل حافظ الاسد كنظام واسلوب حكم. فقد آن الاوان لكي يسترجع السوريون بلدهم ولكي يحظوا بمستقبل مغاير لحاضرهم الاقرب الى الموت منه الى الحياة.

    

المعتقلون اللبنانيون في السجون السورية هل يشملهم العفو الرئاسي؟

بيار عطاالله/النهار

الانتظار عند نقطة المصنع.  اذا كانت واشنطن وباريس والمعارضة السورية استقبلت قرار العفو العام عن المعتقلين السياسيين الذي اصدره الرئيس السوري بشار الاسد بالتشكيك والرفض، فإن أهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية والجمعيات وهيئات حقوق الانسان اللبنانية والعالمية والاحزاب والتيارات التي تحمل قضيتهم، جميعهم فضلوا التريث قبل اطلاق الاحكام. يأمل هؤلاء في ان يشمل قرار العفو مجموعات اللبنانيين المعتقلين منذ امد طويل والذين انكرت السلطات السورية وجودهم لديها رغم كل الاثباتات والقرائن والزيارات التي قام بها بعض الاهالي للمعتقلين في الزنزانات السورية.

المحرّرون من المعتقلات السورية يحاذرون ابداء اي رأي سلبي او ايجابي قبل اتضاح حجم قرار العفو العام ومداه، وما اذا كان سيشمل اللبنانيين، ويؤكدون ان كل كلام على عدم وجود معتقلين سياسيين لبنانيين في سوريا غير صحيح. ويجزم رئيس جمعية "المحررين اللبنانيين من السجون السورية" المعتقل السابق علي ابو دهن انه ورفاقه المحررين تركوا وراءهم معتقلين لبنانيين يعرفونهم بالاسماء والغرف والمعتقلات الموزعة على كل الاراضي السورية، وخصوصاً تلك التابعة للاجهزة الامنية لا لوزارة العدل. ويقول ابو دهن ان من بقوا في المعتقل اوصوا المحررين بألا ينسوهم وبأن يعملوا على تحريرهم.

خلال عمليات الافراج السابقة، وكلّها تمت في ظل الاحتلال السوري للبنان، كان الاهالي يحملون الامهم الى نقطة الحدود السورية – اللبنانية في المصنع، وهناك كانت تتسمر في الظروف المناخية الصعبة، صيفاً وشتاءً فاطمة عبدالله في انتظار شقيقها علي، وصونيا عيد في انتظار ابنها الجندي في الجيش جهاد عيد، وايلي رومية في انتظار شقيقه بشارة المعتقل بتهمة الانتماء الى حزب الوطنيين الاحرار. لكن المعتقلين المحررين كانوا يعبرون بسرعة وينقلون الى وزارة الدفاع حيث يتم اطلاقهم تدريجاً من هناك. وتكرر مشهد الانتظار عند المصنع مرات عدة بصحبة غازي عاد رئيس "لجنة دعم المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية"، ولكن بقيت اسماء كثيرة ناقصة في لائحة المعتقلين، ولم تنفع الوعود ولا اللجان المشتركة ولا البيانات الوزارية ولا خطاب القسم في اعادة لبناني واحد الى عائلته من لائحة تضم نحو 200 لبناني ممن اعتقلوا على يد القوات السورية في لبنان وجرى نقلهم الى داخل الاراضي السورية حيث حوكموا صورياً امام محاكم عسكرية تفتقد كل المعايير القانونية والحقوقية.

ويعتبر ابو دهن والناشطون في "مؤسسة الحق الانساني" أن اعتقال اللبنانيين وزجهم في المعتقلات السورية جاءا على خلفية سياسية وبسبب مناهضتهم للسياسة السورية في لبنان ومقاومتهم لها وتالياً فإن قرار العفو عن الموقوفين السياسيين يجب ان يشملهم والا عدت الخطوة ناقصة.

ويروي ابو دهن الذي كان سجيناً في معتقل تدمر الصحرواي، احد اشهر المعتقلات السورية وحشية،  ان امر العفو يبدأ بإبلاغ ادارة المعتقل للسجناء بوجود قرار العفو والافراج، ليبدأ بعدها تحضير المعتقلين لفك اسرهم من خلال فرزهم وتصنيفهم، ثم يبدأ الافراج على دفعات. ويؤكد استناداً الى تجربته الشخصية انه لا يمكن التأكد من جدوى قرار الافراج ومداه قبل اسبوع، حتى يتضح تماماً حجم المفرج عنهم ونوعيتهم.

ولكن ماذا لو لم يتم الافراج عن المعتقلين اللبنانيين؟ عندها يقول ابو دهن "سنلجأ الى المطالبة بهم عبر المحاكم الدولية وجميع الوسائل، لأن احداً لا يستطيع انكار وجود معتقلين سياسيين لبنانيين في السجون السورية". 

 

مجمع الأساقفة يبدأ مساء غد في بكركي انتخاب 9 مطارنة ودواوين شبه فاتيكانية

النهار/ حبيب شلوق

يلتئم سينودس الأساقفة الموارنة مساء غد الأحد في بكركي برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، في مجمع يستمر الى السبت المقبل 11 حزيران وجدول أعماله متخم بنقاط متشعبة وتعبر عن زخم يريد البطريرك الراعي إعطاءه لبدء ولايته البطريركية، انطلاقاً من الشعار الذي أطلقه فور انتخابه وهو "شركة ومحبة". وفي مقدم أعمال المجلس انتخاب 9 مطارنة جدد منهم 7 خلفاً لمطارنة استقالوا لبلوغهم السن القانونية، واثنان لمركزين محدثين أولهما نائب في البطريركية والثاني رئيس لأساقفة أوروبا.

وكان البطريرك الراعي وجه الدعوة الى المطارنة قبل شهر، وفقاً لقانون الكنائس الشرقية للإجتماع في 6 حزيران الحالي (صباح بعد غد الإثنين)، لإنتخاب مطارنة لأبرشيات شغرت باستقالة رعاتها، وهي: نيابتان بطريركيتان خلفاً لنيابتي المطران رولان أبو جودة (عامة وسيهتم المنتخب عليها بالمحاكم الروحية) وسمير مظلوم (في بكركي وعلى نيابة زغرتا)، ونيابتان بطريركيتان على الجبة خلفاً للمطران فرنسيس البيسري وعلى صربا خلفاً للمطران غي بولس نجيم، ومطرانية جبيل خلفاً للبطريرك الراعي ومطرانية البترون خلفاً للمطران بولس اميل سعادة،ومطرانية اللاذقية خلفاً للمطران يوسف مسعود مسعود الذي استقال لأسباب صحية، ومطرانية حيفا والأراضي المقدسة والأردن خلفا للمطران بولس الصياح الذي سينتخب نائباً بطريركياً يعنى بشؤون إدارية تنظيمية بعد تقديم استقالته كما هو متوقع بتمنٍ من البطريرك الراعي من الأبرشية والإنتقال الى بكركي، فضلاً عن مطران لأبرشية محدثة في أوروبا الغربية. وعلم أن البطريرك طلب من راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران يوسف بشارة متابعة ولايته سنة نظراً الى خبرته في تنظيم الأمانة العامة للبطريركية ولمتابعة تنفيذ مقررات المجمع البطريركي التي صدرت في بكركي عام 2009، وكان بشارة أميناً عاماً لهذا المجمع.

وفي المعلومات أيضاً أن البطريرك طلب من المطارنة ترشيح اسم لكل مطرانية وثلاثة أسماء لأبرشية أوروبا، لأن هذه الأبرشية خارج النطاق البطريركي وبالتالي فإن مجمع الأساقفة يرشح ثلاثة أسماء ترسل الى الفاتيكان ليختار منها واحداً أو يسمي مرشحاً رابعاً  غير ملحوظـ لهذا المركز استناداً الى قوانين الكنائس الشرقية. كذلك علم أن ثمة رغبة لدى البطريرك الراعي في أن ينتخب مطران من كل رهبانية (اللبنانية، المريمية، الأنطونية، الرسل) لمزيد من اشراك الرهبان في العمل البطريركي. ويذكر ان المجمع الحالي يتألف من 40 أسقفاً بمن فيهم البطريرك الراعي والكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بينهم 20 أسقفاً بلغوا سن التقاعد لكنهم يشاركون في الانتخاب، وهو يضم 7 رهبان في مقدمهم البطريرك الراعي. كذلك فإن 4 أبرشيات ستشغر السنة المقبلة لبلوغ أساقفتها السن القانونية.

ومن دون الخوض في الأسماء كما درجت عليه "النهار"، لأسباب عدة ولأن الأسماء المتداولة اكثر بكثير من المناصب الشاغرة، إلا أن ما علم أن ابرشية أوروبا سيكون كرسيها في باريس نظراً ألى أن الرعية في فرنسا هي الأكبر في أوروبا، وقد وافق كاردينال باريس جان فان تروا على أن يكون الكرسي في العاصمة الفرنسية. ويبقى أن التعيين يتطلب وقتاً للإختيار الفاتيكاني وللطرق التي يعتمدها الكرسي الرسولي بالنسبة الى جمع المعلومات عن كل مرشح خارج النطاق البطريركي، وسؤال رئيس أساقفة مكان إقامة مقر الأبرشية وإطلاع رؤساء أساقفة الدول التي فيها جماعات دينية تابعة له، إضافة الى إطلاع رؤساء هذه الدول بروتوكولياً على المرشح الذي سيتم اختياره للمنصب.

وهذا لا يعني أن موافقة الفاتيكان على انتخاب مطارنة النطاق البطريركي ستكون سريعة، لأن الإنتخاب يحصل في نصف حزيران وسترسل الأسماء الى الفاتيكان للموافقة والأعمال الروتينية في فترة عطلة تمتد حتى أيلول.

يبقى أن المجمع سيكون في ورشة طوال أسبوع، وهي ورشة سيدرس فيها الأساقفة جدول أعمال كبيراً يتضمن مشاريع تنظيمية ودراسات وتنظيم قضايا الإنتشار وعلاقته بالكنيسة الأم وتطبيق مقررات المجمع البطريركي الذي اختتم عام 2006 وإنشاء دوائر بطريركية أو دواوين (Dicastères) كما هو متبع في الفاتيكان، ومن المتوقع أن يسند هذا التنظيم الى المطران الصيّاح، يعاونه أمين عام بدأ يظهر في بكركي هو الأب أنطوان خليفة.

ورشة بكركي والملفات كبيرة، لكن الإرادة أكبر...

 

التمثيل الديبلوماسي في أدنى مستوى: أكثر من 50 % من البعثات بلا سفير

النهار/خليل فليحان     

وصل التمثيل الديبلوماسي اللبناني على مستوى سفير في عدد كبير من البعثات في الخارج الى أدنى مستوياته للمرة الأولى في تاريخ هذا السلك. ويعود السبب الى عدم توصل وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي الى انجاز مشروع يحظى بموافقة رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والوزراء سعد الحريري، رغم اطلاع الرئيس نبيه بري على مضمونه قبل إرساله اليهما، علماً أن جزءاً من هذا الأمر يتحمله سلفه الوزير السابق فوزي صلوخ. وسبب الشغور هو اما احالة سفراء على التقاعد لبلوغهم السن القانونية، واما حالات الوفاة. وقد لجأ الشامي الى ملء شغور 24 مركزاً بتكليف قلة من المستشارين بلقب سفير، إضافة الى سكرتيرين لرئاسة البعثة بالإنابة. وهذا ما جعل التواصل مع مسؤولي وزارات خارجية الدول المعتمدين لديها غير فعّال، بمعنى ان لقاءاتهم تقتصر فقط على من يوازيهم رتبة في معظم الأحيان. وتجدر الاشارة، ان اكثر من دولة احتجت على هذا الإجراء. ومن المراكز الشاغرة، على سبيل المثال لا الحصر، السفارة في ابو ظبي التي شغلها بالتكليف سفير لبضعة اشهر، ثم اخفض التمثيل الى مستوى سكرتير كما هو الواقع في الوقت الحاضر. كذلك ليس من سفراء في البرازيل وتركيا وبلجيكا والاتحاد الاوروبي. ويأمل السفراء في الادارة المركزية او الذين امضوا الجزء الأول من مدة السنوات العشر، في معرفة ما اذا كانوا سينقلون الى مراكز اخرى وخصوصاً أن هناك أسباباً عائلية لحظها قانون تنظيم وزارة الخارجية والمغتربين لأخذ مواعيد لتسجيل ابنائهم في الجامعات او المدارس قبل فوات الأوان. والمستغرب ان الوزير الشامي وهو يصرّف الأعمال كلف اكثر من موظف اداري مهمات رئاسة البعثة اثناء غياب السفير الأصيل في إجازة خلافا للقانون. كما فشل حتى في تعيين السكرتيرين الجدد وهم آخر دفعة انخرط افرادها في السلك. واستعاض عن ذلك بتكليف قريبين منه مهمات قصيرة وبعضها مفتوح زمنياً بحيث "أنعم" عليهم بمهمات لأنهم يحظون برضى جهات سياسية أو حزبية أو رفعا للعتب ولتبرير ما فعله لزملائهم. يشار الى انه يمكن هذه الفئة من الديبلوماسيين ان يعين أفرادها في الخارج، لأن لا حاجة الى طرح تعييناتهم على مجلس الوزراء للموافقة عليها.

اما الانعكاسات السيئة لفشل اجراء اي تشكيلات لأي فئة، فتكمن في ان العديد من المستشارين ضاقوا ذرعا وكفروا بطول مدة الانتظار المجحفة لتصنيفهم. فمنهم من تقدّم في السن وعدم تصنيفهم يجعلهم يصلون الى سن التقاعد من دون بلوغ رتبة سفير. كما ينعكس بدوره على الديبلوماسيين والديبلوماسيات من رتبة سكرتير الذين يحق لهم منذ ما يزيد عن 15 سنة ان يصنّفوا مستشارين وعملوا في البعثات في الخارج رؤساء بعثات بالتكليف في دول كبرى وفي مؤسسات الامم المتحدة، ولم يقبل الشامي وضع مشروع خاص بهم لتسوية وضعهم القانوني. ويأمل السفراء من رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي اختيار وزير خارجية قادر ليس على اجراء تشكيلات فحسب، بل على انتشال الأداء الديبلوماسي من الدرك الذي وصل اليه، باستثناء بعض السفراء البارزين سواء في الإدارة المركزية او السفارات المهمة في الخارج.

اما عدد السفراء الذين احيلوا على التقاعد او سيتقاعدون في نهاية السنة فيصل الى قرابة 32 سفيراً، إضافة الى ثلاثة متوفين من اصل 68 مجموع السفراء في السلك.

 

حتى لا يُقال ربيع العرب خريف الموارنة

بقلم فارس سعيد /النهار

في هذه اللحظة التاريخية يطلّق الموارنة دورهم الريادي وينظرون الى الحرية مصدرا لقلقهم والى الديموقراطية نقيضا لأمنهم، ويكتفون بتوسّل ذمّي قاهر وبالمطالبة بشراء أرضٍ في الحدث أو بتعيين عدد من المديرين العامين مع الشكر. منذ ان إندلعت الانتفاضة العربية، مع إقدام محمد بو عزيزي في تونس على إحراق نفسه ممّا ولّد شعوراً بالخجل لدى كل مواطن عربي في كل البلدان، وفجّر في وجه الأنظمة حقداً دفيناً على تاريخٍ من حرمان وقمع وتراجع ثقافي وتشويه لصورة العرب، وأنا أراقب السلوك المسيحي العام في لبنان والعالم العربي تجاه ما يجري. كان واضحاً أن الجماعة المسيحية في لبنان تنظر بعين "القلق" الى ما يحصل من حولنا. وقد عبّر عن ذلك غبطة البطريرك الراعي خلال حفل تنصيبه في بكركي بشكلٍ واضح مستخدماً كلمة "القلق" في وصفه الانتفاضة العربية.

استمرّ هذا الشعور في التعبير عن نفسه بأشكالٍ متعددة ومن مواقع مسيحية مختلفة. فكثيراً ما تسمع سؤالاً عما هو البديل من نظام البعث في سوريا؟! هل هو أفضل لنا من الحالي؟ هل سيدفع المسيحيون ثمن التغيير هذا؟ لا نتدخّل بالشأن السوري متذرعين بالمطالبة بعدم تدخل سوريا في شؤون لبنان، وصولاً الى اللقاء المسيحي الذي دعا اليه البطريرك الماروني لقادة وزعماء الطائفة، والذي لم يتطرق الى متغيرات المنطقة، واعتبر ان المشكلة الاساسية للحضور المسيحي في لبنان هي عدم تقدير المسلمين لوجود المسيحيين كهبة من الله لهم. لذا طالب اللقاء "بالأمان" من خلال منع المسيحيين من بيع الأراضي إلاّ للمسيحيين، وبالحماية من خلال اجبار المسلمين على اعطائهم عدداً من المديرين العامين يفوق العدد الحالي.

أكتب هذه الكلمات بمرارةٍ وأصف المشهد المسيحي اليوم خريفاً من ضمن ربيع العرب. مع التأكيد أن ربيع العرب 2011 أزهر بعد ربيع بيروت 2005 الذي كان للموارنة وكنيستهم دور رائد فيه منذ النداء الشهير لمجلس المطارنة الموارنة العام 2000. ففي لحظةٍ تاريخية، يأتي خلالها 400 مليون مسلم للاعتراف بدم الفتى حمزة الخطيب وغيره من الأطفال وبنموذج لبنان الذي لم يكن لولا مساهمة المسيحيين فيه، يُطلّق الموارنة دورهم الريادي وينظرون الى الحرية مصدراً لقلقهم والى الديموقراطية نقيضاً لأمنهم، والى مبدأ تداول السلطة معاكساً لأسلوب عيشهم، ويكتفون بتوسلٍ ذميّ قاهر وبالمطالبة بشراء أرضٍ في الحدث أو بتعيين عدد من المديرين العامين مع الشكر! لا، نحن جماعةٌ تفعل وتتفاعلُ مع الآخرين. لسنا أقليّة تبحث عن حماية من أحد ولسنا بحاجة للتوسّل والإستعراضات المسرحية من أجل تأمين الحضور. لقد عانى لبنان منذ بداية الخمسينات من النظام العربي القديم الذي أراد تعريبنا، وهنا تأتي الكلمة بعيداً عن الثقافة إنما تعني انه حاول – ذلك النظام الذي يترنّح اليوم – أن يصبح النظام اللبناني شبيهاً به، فاشياً قامعاً للحريات متخلّفاً دموياً قمعيّاً. لكننا رفضنا تلك المحاولات من خلال تأكيدنا على اسلوب عيشٍ لبناني صنعناه مع المسلمين في لبنان وكان لنا الفضل الأكبر فيه. اليوم يحاول العالم العربي ابتكار نظام بديل من نظامه القديم. بادروا بتقديم النموذج اللبناني على غيره، قولوا إنكم جاهزون للنقاش والتفاعل مع هذا العالم العربي الجديد الذي رفع رأسهُ في مواجهة الطغاة. إذا لم تواكبوا هذه الثورة العظيمة وإذا لم تتقدّموا طليعة الديموقراطيين في المنطقة، فسيكتب أحدهم يوماً ان ربيع العرب كان خريف الموارنة! (نائب سابق)      

 

بعدما انتقل الخلاف إلى مجلس النواب تجدّد المطالبة بتعديل نظامه الداخلي

النهار/اميل خوري

بات  الوضع داخل مجلس النواب شبيهاً بالوضع داخل الحكومة. فكما أن وزراء استقالوا وفتحوا أزمة وزارية تعذّر حتى الآن الخروج منها، فإن الخلاف انتقل إلى النواب على عقد جلسات لإقرار مشاريع تعويضاً للفراغ الحكومي. فمنهم من يرى في ذلك مخالفة للدستور وتعدياً على صلاحيات السلطة الاجرائية بحيث تحل السلطة الاشتراعية محلها ما دامت الحكومة مستقيلة، وهذه سابقة تحوّل النظام في لبنان نظاماً مجلسياً، عوض أن تضغط السلطة التشريعية في اتجاه الاسراع في تشكيل حكومة جديدة لا أن يكون الحلّ بإحلال سلطة محل أخرى. ومنهم من يرى خلاف ذلك، معتبراً أنه لا يجوز أن يبقى عمل مجلس النواب معطلاً ما دامت الحكومة مستقيلة وعملها معطلاً إلا في حدود ضيّقة لتصريف الأعمال، وهذا الخلاف قد يعيد البحث في النظام الداخلي لمجلس النواب بكل جوانبه.

وكان النائب غسان مخيبر قد اقترح عقب قيام مجلس نواب منبثق من انتخابات 2009 تفعيل دور المجلس وتطوير آليات المساءلة والمراقبة والمحاسبة لأنها دون المستوى من الفعالية، وهذا يتطلب في رأيه تكثيف جلسات المناقشة العامة وسائر أعمال الرقابة وإعادة تنظيم آلية طرح الأسئلة الخطية والشفهية وتطوير مستوى الشفافية في أعمال اللجان، وكذلك تطوير آلية تقديم العرائض والشكاوى وذلك باستعمال حق التقدم بها الى المجلس من المواطنين بحيث إنها تشكل مادة دسمة تعكس نبض الناس وحاجاتهم في مستهل الجلسات التشريعية. ومن جهة أخرى لا يمكن أن يكون المجلس فاعلاً في تمثيل آراء المواطنين أو في إجراء أعمال الرقابة إلا عبر انعقاد جلساته بشكل دوري ومكثّف، وتخصيص جلسة شهرية للمناقشة العامة وجلسة أسبوعية للأسئلة والاستجوابات. كي لا تنتقل الحوارات السياسية من المجلس الى خارجه من خلال مؤتمرات صحافية أو من خلال أحاديث الى وسائل الاعلام مما يجعل الحوار "مونولوجات" نادراً ما تجد صدى لها من الحكومة أو الوزراء المختصين، لافتاً الى أن الوقت المخصّص لمناقشة الأوراق الى شبه جلسات مناقشة عامة، يجعل منها "فشة خلق" أكثر مما هي رقابة مركّزة حول موضوع أو مجموعة مواضيع يحضّرها المديرون العامون والخبراء.

أما اللجان النيابية التي تقوم بأداء دور مهم في مساءلة ومناقشة الوزارات والادارات، فيرى أنها تبقى بدون الفعالية المطلوبة بسبب سرّية أعمالها التي لا شيء يبرّرها، بل يجب ان يُسمح بحضور اجتماعاتها للجمهور وللصحافة إسوة باجتماعات الهيئة العامة، ووجوب التعامل من جهة أخرى بسرعة مع العرائض والشكاوى كونها تتعلّق بحاجات المواطنين.

ويسجل النائب مخيبر ومعه عدد من زملائه على مجلس النواب ضعف فاعليته وقلّة انتاجهم مع ضآلة عدد الجلسات بحيث ان عدداً كبيراً من المشاريع تتكدس في أدراجه، إضافة الى اقتراحات قوانين، ولا يقوم بدوره في مساءلة الحكومة والوزراء في شكل دوري عبر انعقاد جلسات مناقشة عامة للاسئلة والاستجوابات.

وتقرير مخيبر الذي وزعه على النواب العام الماضي وتضمن اقتراحات وتوصيات من أجل تفعيل اداء المجلس واطلاق النقاش في العمل البرلماني واعطاء الاولوية لدورية انعقاد جلسات المناقشة وشفافية أعمال اللجان وتنظيم الاستجوابات وتفعيل آليات تقديم العرائض والشكاوى وتعزيز مشاركة المواطنين في الرقابة، لا يزال التقرير في الادراج، مع انه تضمن اقتراحات وتوصيات جديرة بالدرس مثل اعادة النظر في عدد اللجان الدائمة ودمج اختصاصاتها مقابل زيادة عدد أعضاء كل لجنة، وتطوير أصول وآليات للتنسيق في ما بينها، لا سيما عبر اجتماعات دورية لرؤسائها ومقرريها، وادخال ذلك الاطار مؤسساتياً عبر تعديل مناسب في النظام الداخلي، وزيادة وتيرة انعقاد الهيئة العامة في جلسات التشريع (مرة كل أسبوع او أسبوعين)، وتخصيص جلسة شهرية على ألأقل للمناقشة العامة في أعمال الحكومة وسياساتها أو احدى الوزارات او إحدى المؤسسات العامة، وتخصيص جلسة اسبوعية على الأقل للأسئلة التي تليها مناقشات والاسئلة الشفهية الطارئة او الاستجوابات وتعديل النظام الداخلي لضمان ذلك، وخصوصاً وفق ما تضمنه اقتراح القانون المقدم عام 2006 من النائب مخيبر واضع هذا التقرير. وكانت انعقدت قبل سنة في قاعة المكتبة العامة في المجلس ورشة عمل بعنوان "الوحدة الاستشارية لدعم الرقابة البرلمانية" بالتعاون مع مؤسسة وستمنسر للديموقراطية، من أجل تعزيز دور البرلمان في محاسبة الحكومة وممارسة الرقابة وتعزيز مستوى الشفافية والمساءلة في ما يتعلق بالشؤون المالية والمحاسبة العامة كما في عملية اعداد الموازنة العامة وجعلها تستند اكثر الى معايير علمية بدل أن تكون موجهة سياسياً، وربطها أكثر بالوضع الاقتصادي والمالي والتشجيع على الانتقال الى موازنة تستند الى الاداء او النتيجة بدل موازنة تستند الى تخصيص الموارد والاعتمادات. (...).

 

ميقاتي يميّز موقعه عن 8 آذار وشكوك في الموجة المتفائلة ولادة حكومية وشيكة أم "رصاص خلّبي"؟

النهار/روزانا بومنصف  

ميز رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي موقفه من موضوع عقد جلسة تشريعية للمجلس النيابي دعا اليها الرئيس نبيه بري فرفض مع النائبين محمد الصفدي واحمد كرامي المشاركة فيها تجنبا لتعميق الانقسام في البلد بما يعطي مؤشرا اوليا الى عدم التماهي بين موقف هذه الكتلة وموقف افرقاء 8 آذار. وفي ظل انطباعات اثيرت في الاسبوع الماضي عن احتمال استعادة قوى 14 اذار الاكثرية النيابية في ظل مواقف انتقادية للنائب وليد جنبلاط تناولت فشل قوى 8 اذار في تأليف الحكومة، بدا ان الفرصة مناسبة لتكريس الكلام على تيار وسطي يضم الى ميقاتي وجنبلاط رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذين لا يوافقون على دعوة بري الى جلسة غير قانونية للمجلس. اذ يقول افرقاء سياسيون كثر ان بري اخطأ في الدفع في هذا الاتجاه لاعتبارات متعددة، اولها انه رفض وضع بند وحيد على جدول اعمال الجلسة التي دعا اليها تتعلق بموضوع التجديد لحاكم المصرف المركزي. اذ ان هذا البند كان سيؤمن موافقة حتى من كتلة النائب جنبلاط نتيجة الرغبة في المحافظة على الاستقرار المالي في البلد في حين ان اصرار بري على جدول اعمال فضفاض اطاح نصاب المشاركة في الجلسة. ثم ان بري دعا هيئة مكتب المجلس الى الاجتماع معه واستمع الى رأيها ثم ذهب في الاتجاه المعاكس. والاهم من ذلك ان رئيس المجلس الذي ظل كثر، ومن بينهم جنبلاط، يحضون قوى 14 آذار على التواصل معه باعتباره الباب المحتمل للحوار من اجل استمرار التواصل بين الافرقاء السياسيين على رغم اختلافاتهم، اقحم نفسه في مسار ينعكس سلبا عليه وينزع منه امكان لعب هذا الدور، علما ان كل ما يقوم به يدرجه نواب من الاكثرية الجديدة في محاولة التغطية على فشل هذه الاكثرية في تأليف الحكومة، اضافة الى التغطية على المشكلة التي احدثها وزير الاتصالات شربل نحاس. وتاليا فان ما يقوم به هو معركة في الوقت الضائع من دون ان يكون واضحا ما اذا كان يمكنه التعويض بذلك عن الفشل في التوصل الى تأليف الحكومة من خلال الايحاء بان قوى 8 اذار قوية وقادرة على اكثر من مستوى حكومي ونيابي ايضا.

وقد نشطت المساعي في اليومين الاخيرين لرمي كرة التعطيل او التأخير في ملعب ميقاتي بالذات ونأي قوى 8 آذار بنفسها عن المسؤولية التي ساقها ضدها على نحو خاص النائب جنبلاط. الا ان خطوة التمايز التي قام بها ميقاتي، ولو جاءت منعا لمزيد من التشرذم، توجه رسالة ايجابية الى من يهمه الامر في الخارج بان قوى 8 آذار ليست هي من يتحكم بالقرار في الحكومة العتيدة وان هناك مجالا واسعا للاختلاف في الرأي وان هناك تيارا وسطيا عملانيا لا يقتصر على القول فقط بل يمتد الى الفعل. وتاليا فان هذا الموقف لا يوحي بامكان ان ينهزم الرئيس المكلف امام مطالب الآخرين في ظل رفض ان ينهزم ايضا رئيس التيار العوني ويتراجع عن طلباته. فهل ولادة الحكومة تبدو جدية في هذا الاطار ام هي ليست اكثر من مجرد لعبة اعلامية في اطار تقاذف المسؤولية بين قوى الفريق الواحد؟

الجواب عن هذا السؤال ارتبط، بالنسبة الى متابعين معنيين، بتطورات الوضع في سوريا شأنه في ذلك شأن موضوع التحرك الفلسطيني في ذكرى النكسة في اتجاه الحدود اللبنانية مع اسرائيل. اذ ان الاتصالات الدولية مع المسؤولين اللبنانيين تركزت في اليومين الاخيرين على السعي لدى لبنان لعدم السماح بتجاوز القرار 1701 كما حصل في ذكرى النكبة قبل اسابيع قليلة. ذلك ان المسؤولية لبنانية بنسبة كبيرة نتيجة عدم منع الجيش اللبناني للفلسطينيين من الوصول الى الشريط الشائك ومحاولة عبوره. وقد اسفرت عن اتجاه لدى الجيش اللبناني الى تشديد الاجراءات والاعلان عن خطوات تحول دون اي من الحركات الاحتجاجية الى الحدود. الا انه ورغم الارادة التي عبر عنها المسؤولون في هذا الاتجاه، فان علامات استفهام عدة لا تزال ترسمها مصادر ديبلوماسية معنية في بيروت تعتقد انه، وعلى رغم الموقف اللبناني، فان الامر يستمر متعلقا بامكان ان يحصل حشد فلسطيني في الجولان. فاذا كان لهذا الاخير ان يحصل وسط الدفع في اتجاهه، فهذا يعني ان ذلك سيسري حكما بالنسبة الى جنوب لبنان ايضا، خصوصا ان هذا الامر مرتبط ايضا بطبيعة التطورات الميدانية في سوريا امس الجمعة.

وينسحب الامر ايضا على تأليف الحكومة. اذ لا يرى المعنيون كيف يمكن ان ترى الحكومة النور في ظل التطورات السورية، وقد تذرع من تفاءل في هذا الاطار عبر شائعات تفيد بان ارتياح القيادة السورية للوضع في الاراضي السورية يتيح بسهولة الذهاب الى تأليف الحكومة، في حين يعتقد المعنيون ان الامر لا يتسم بهذه البساطة بل على العكس، اقله وفق تطورات الساعات الاخيرة. ولذلك فان موجات التفاؤل الحكومية بدت اقرب الى لعبة سياسية اعلامية منها الى التعبير الحقيقي عما يجري على نحو يشبه "الحركة من دون بركة" او الرصاص" الخلبي"، كما يقول نائب بارز في الاكثرية الجديدة.

 

هل هناك معارضة سورية؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

بعيد احتلال صدام حسين الكويت بأيام وقعنا في إشكال كبير؛ العثور على معارضين عراقيين يتحدثون للإعلام. لم تكن المهمة سهلة، لأن معارضة صدام قبل ذلك كانت عملا انتحاريا، حيث كان مصير من يصرح ضد النظام غالبا القتل، وملاحقته حتى لو كان في المنافي الأوروبية البعيدة؛ حيث كان يجهز عليهم بسم الثاليوم أو إطلاق النار عليهم في وضح النهار. طبعا نستثني من ذلك معارضيه في إيران. وكانت معظم الحكومات آنذاك تتحاشى منح لجوء مفتوح للمعارضين العراقيين، بسبب التوافق السياسي الموالي لصدام والمعادي لإيران.

بسبب القطيعة، لم نجد عراقيا واحدا يمكن الوصول إليه، فاستنجدت بالصديق الدكتور نجم عبد الكريم، الذي عثر على صديقه القديم أيضا، حسن العلوي، في أحد المنافي الأوروبية البعيدة، كما شجع المرحوم صالح جبر على المشاركة الإعلامية، ثم تجرأ عدد من العراقيين من أطياف مختلفة على إعلان موقفهم ضد النظام، ووجدنا أنفسنا أمام صف طويل من المعارضين.

والأمر يتكرر اليوم مع سوريا؛ حيث إن المجاهرة بالاختلاف مع النظام السوري عمل محفوف بالمخاطر، لا للشخص وحده، بل أيضا لعائلته. وكان النظام يخيف الأنظمة الأخرى كذلك، التي تحاشت دائما الاختلاف معه، ولا تزال معظمها تخافه؛ فهي تعتقد أنه قادر على إيذائها من خلال جماعات مرتبطة به، مثل التي يعتقد اليوم أنها وراء خطف الإستونيين العاملين في القوة الدولية بلبنان، ووراء تدبير بعض عمليات الاغتيال والتفجير في مناطق مختلفة.

ولهذه الأسباب القوية لم تُعرف معارضة حقيقية تجاهر بموقفها سوى جماعة الإخوان المسلمين السورية، التي تخشاها معظم الأنظمة في المنطقة، ويراها البعض حركة فاشية أخرى، مثل حزب البعث. وهناك بعض الرموز السورية الثقافية التي عاشت بعيدا، إلى جانب المعارضة التي كانت جزءا من النظام، ثم انشقت عليه، مثل رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري الراحل. وطبعا لا أنسى ذكر القلة الشجاعة في داخل سوريا التي عارضت جهارا، إنما ظلت مواقف فردية لا يمكن أن تهدد نظامها القوي.

هذا ما جعل النظام يرد على كل متسائل آنذاك عن التغيير بقوله: إن كان هناك سوريون يرفضون النظام أو يعترضون على سياساته؛ أين هم؟

سوريا هي آخر القلاع المغلقة في المنطقة، بل هي وكوريا الشمالية آخر بلدين مغلقين في العالم.

لم يكن يُسمع انتقاد الشأن السوري حتى في المسائل البسيطة إلا همسا، بسبب سطوة أجهزة الأمن السرية التي عرفت بها سوريا، وعلينا أن ندرك أن الاستخبارات في هذا البلد من الأهمية مثل النفط بالنسبة للدول الخليجية؛ حيث يعيش عليها النظام بشكل شبه تام. انفجر الشارع السوري فجأة انفجار القدر المكبوت، وذلك بعد أحداث درعا؛ عندما قتلت أجهزة الأمن ثلاثة من المتظاهرين في 18 مارس (آذار)، ثم قتلت الكثيرين، تلاها انتشار سريع ومتعدد للاحتجاجات في أنحاء البلاد، وهي الأكثر عددا وزمنا في المنطقة العربية. طفت على السطح معارضة فردية وجماعية، عفوية وأخرى منظمة، داخلية وخارجية، ذات انتماءات مختلفة. حالة مكررة للمعارضة العراقية في ظروف مختلفة تماما؛ فقد خدمت التقنية المعارضة السورية اليوم في بلد لم يسمح لمواطنيه باستخدام الاتصالات الحديثة إلا حديثا، لكن تفتقد المعارضة السورية للتأييد العربي والدولي، الذي دعم المعارضة العراقية في التسعينات.

 

أحكمكم أو أقتلكم

طارق الحميد/الشرق الأوسط

ها هي المنطقة تضج بدماء الشعوب، في اليمن وسوريا وليبيا، وعلى يد حكام يفترض أنهم يرأسون جمهوريات يحكم فيها الرئيس فترته ثم يرحل، هكذا يفترض، وهكذا تكون الجمهوريات، لكن واقعنا يقول العكس.

واقع منطقتنا يقول إن رؤساء الجمهوريات التي ابتليت شعوبها بحكام من نوعية حكام سوريا واليمن وليبيا، تسير وفق مفهوم إما أن أحكمكم أو أقتلكم، أو نموذج آخر من سوء حظ بلاده، وحسن حظه بالطبع، أن الأحداث قد غطت عليه، وهو الرئيس السوداني الذي قسمت بلاده وبقي في سدة الحكم! ولذا فإن ما يوصف بالربيع العربي في منطقتنا ما هو إلا مبالغة، أو أمانٍ، فمنطقتنا ما زالت بعيدة عن التحول الديمقراطي، لكن ذلك ليس بالأمر السلبي أبدا. فالأمر الإيجابي الذي تشهده منطقتنا اليوم هو أنها تمر بمرحلة انتهاء حقبة الشعارات المزيفة والكاذبة التي تاجرت بها الأنظمة كثيرا، وعلى مدى عقود، ولذا نرى اليوم في سوريا واليمن وليبيا أزمة مصداقية حقيقية بين الشعب والنظام، فمهما صدر من وعود من قبل تلك الأنظمة فإنه يقابل برفض شعبي.

السبب بسيط؛ فشعوب تلك الدول أدرى من الجميع بحجم كذب أنظمتهم، ومراوغتها، وعلى مدى عقود، مرة باسم المقاومة، وأخرى باسم القضية الفلسطينية، وكم كان محقا الزميل سليمان جودة عندما قال في أحد مقالاته إنه كلما تأمل حال الفلسطينيين، أو القضية، فإنه يسارع إلى قراءة الفاتحة على روح الرئيس الراحل أنور السادات الذي استعاد سيناء ولم يتركها لعبة للمتاجرة. والأكاذيب والأعذار لا تنتهي؛ ففي اليمن تاجر علي عبد الله صالح بقضية «القاعدة» والحوثيين من أجل تقويض القبائل، وتدعيم مشروع التوريث، وليس القصد هنا أن «القاعدة» وهم، بل إن صالح تحالف مع الشيطان لتهشيم القيادات القبلية هناك مقابل توريث ابنه، والشيطان هو «القاعدة». ذات يوم قال صالح لضيف كبير أن لا قيمة لقبائل اليمن اليوم، فما كان من الضيف إلا أن عاجله بالرد، وهو ما أذهل الحضور: «لولا القبائل لما بقي حكمك»! وها نحن نرى صدق ذلك اليوم، وربما تعلم صالح الدرس، ولكن بعد خراب صنعاء!

وفي ليبيا لم يكن الوضع أحسن، فالقذافي كان دائما يتحدث عن الإمبريالية والاستعمار، وها هو «المستعمر» القديم يعود اليوم لإنقاذ الشعب الليبي من القذافي نفسه، وبعد أربعة عقود من شعار الثورة الليبية ضد الإمبريالية!

أما في سوريا فالوضع أكثر مدعاة للحزن؛ فالنظام الذي تغنى طويلا بالعروبة لم يفتأ يبيع العروبة إلى إيران في كل موقف وقضية، وها هم الخبراء الإيرانيون يساندونه في عملية قمع شعبه المنتفض، كما أنه تبنى المقاومة، لكنه، أي النظام، لم يقاوم إلا فكرة التطوير والإصلاح والتغيير، ولم يقاوم بالسلاح إلا شعبه، فالجيش السوري الباسل لم يحارب في الثلاثة عقود الأخيرة إلا الشعب اللبناني، والشعب السوري!

ولذا نقول هو ليس الربيع العربي، بل الانتفاضة العربية على أنظمة الشعارات والكذب والابتزاز السياسي، أنظمة تحكم وفق منهج: أحكمكم أو أقتلكم!

 

"اتّفاق شبه نهائي" لتأليف الحكومة ومباركة ميقاتي معلّقة

الاتصالات أم تطويق الحريري أم سوريا وراء المبادرة؟

هيام القصيفي /النهار  

تقاطعت امس المعطيات السياسية حول الاسباب الكامنة وراء موجة التفاؤل التي سادت البلاد بقرب تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي. وبدا ان مجمل الاطراف المعنيين يحاذرون الغرق في موجة التفاؤل بعد تجارب الاشهر الاربعة الماضية. بينما اثارت الانطباعات عن موعد تشكيل الحكومة تساؤلات عن التوقيت المفاجئ لاستنهاض همة 8 آذار في انجاز التشكيلة.

ان الحدث الابرز خلال الايام الاخيرة انها المرة الاولى التي يتحدث فيها "تكتل التغيير والاصلاح" عن ايجابية في "انجاز اتفاق شبه كامل" على تشكيل الحكومة، خلافا لما كانت عليه الامور خلال الاشهر الماضية. اذ كان ميقاتي يبث دوما اجواء ايجابية، ويحدد مواعيد متلاحقة، في حين يرسم العماد ميشال عون او الوزير جبران باسيل خطًا احمر امام المد التفاؤلي لميقاتي. ومرت الاشهر، والمواعيد ترجأ من اسبوع الى اخر، الى ان تحدث باسيل قبل ثلاثة ايام معطيا اول اشارة ايجابية توحي ان الاوراق خلطت مجددا، وبات اعلان الحكومة ممكنا كما قال عون امس "بعدما عولجت الاسباب الداخلية". لكن العبرة تبقى في عهدة الرئيس المكلف، ما دام التكتل وصل الى صيغة حكومية تجعل اعلان الحكومة ممكنا خلال اربع وعشرين ساعة "ولم يعد ثمة اسباب تمنع اعلانها".

وتفيد معطيات التكتل وفق مصارد بارزة فيه ان "الاتفاق شبه النهائي رسا على شكل الحكومة وتركيبتها وعدد وزرائها وتوزيع الحقائب والحصص في شكل تام، ولم يتبق سوى اسقاط الاسماء على الحقائب". لم يشأ التكتل رئيسا ومحاورين رئيسيين ان يدخل بازار الاجواء التفاؤلية ولا اسماء الوزراء المحتملين، لان الصيغة النهائية رهن بمواقف ميقاتي" فنحن حين اتفقنا على وزارة الداخلية قطعنا شوطا مهما في اتجاه التأليف. ومن ثم تراكمت الايجابيات ودخلنا مرحلة توزيع الاعداد على الكتل، ووصلنا قبل خمسة ايام الى حلحلة كل العقد والشروط المتبادلة. ولم يبق سوى وضع اللمسات الاخيرة لصدور المراسيم". يضع التكتل نسبة 95 في المئة لنجاح الاتفاق الاخير في معزل عن دور ميقاتي، وفي المقابل يضع نسبة 50 في المئة لنجاحها مع دوره. لهذا لم يشأ التكتل المبادرة الى اعلان اجوائه الايجابية، حتى لا يفشل الاتفاق شبه النهائي. لكن اجواء الرئيس المكلف التي نشرت صباح امس لم توح ان ثمة انفراجا في حركة ميقاتي تنبئ بانه سيسير بالاتفاق الى نهايته. لذلك لا يبدو التكتل ذاهبا في التفاؤل الى الحد الاقصى الذي يجعله يبشر بموعد نهائي. فالرئيس المكلف يراهن على كثير من المعطيات، الخارجية كالوضع السوري وتطوراته، وقرب اعلان القرار الاتهامي. ويعول داخليا، على حركة النائب وليد جنبلاط الذي بات يدور زوايا الازمة الداخلية، ويعيد تصويب الازمة الداخلية من المنظار الاقليمي.

يرسم التكتل خريطة طريق للحكومة قبل تشكيلها ولا سيما في الشق المسيحي منها، متحفظا عن ذكر تفاصيل الاتفاق الاخير، حافظا عليه. وترفض مصادره ما يحكى عن ضغوط مورست عليه وجعلته يتنازل عن شروطه من اجل تشكيل الحكومة تحت وطأة الوضع السوري "نحن لا نتحدث عن تنازلات أو حصص بل عن اتفاق. اما بالنسبة الى الوضع المسيحي في الحكومة، فنحن ثبتنا حصة لا يستطيع احد ان يتخطاها بعد اليوم عند تشكيل اي حكومة".

سر التوقيت

لكن ما هو سر التوقيت المفاجئ لاعلان قوى 8 آذار قرب تشكيل الحكومة؟

ترفض مصادر التكتل الحديث عن اوضاع خارجية، ولا سيما ان التكتل لم يدخل مفاوضات مع اي طرف خارجي، ولا سمع كلمة سر من احد. فالعقدة كانت داخلية، وتراكم الايجابيات سمح تباعا بانجاز الاتفاق شبه النهائي. في المقابل ثمة معطيات اولية تفيد ان قوى 8 آذار، ارادت الافادة من وصول الازمة اللبنانية الى عنق الزجاجة، ومحاولة قوى 14 آذار الافادة منها، عبر اعادة تعويم الرئيس سعد الحريري والتحضير لعودته بزخم الى لبنان. ولعل ما حدث في ملف الاتصالات كان من ابرز دوافع هذه القوى الى استعادة زمام المبادرة، مستفيدة من موقف رئيس الجمهورية، الذي بدا مستنفرا مع قوى 8 آذار من اجل "اعادة الامور الى نصابها" في وزارة الاتصالات. وكذلك موضوع التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامه، والحديث عن دستورية عقد جلسة وزارية لحكومة تصريف الاعمال لهذه الغاية.

وفي المعطيات ايضا ان ثمة سعيا سوريا في كل لحظة مفصلية الى تسويق الطبخة الحكومية في لبنان. وبدت الايام الاخيرة توحي ان دمشق تحاول بأي ثمن الاعلان عن نصر ما في قمعها التظاهرات الشعبية، بالتزامن مع خطوة العفو الرئاسي، والتسويق لانجاز حكومة المواجهة في بيروت. لكن يوم الجمعة الدامي حمل معه سورياً وقائع خطرة، لا تبشر بمحصلة ايجابية للنظام.

ومع اخذ الاطراف اللبنانيين في الاعتبار المعطيات الدولية عن بدء العد العكسي للقرار الاتهامي بعد العشرين من حزيران الجاري، يمكن فهم تخوف 8 آذار او "تكتل التغيير والاصلاح" من عدم حماسة ميقاتي لانجاز التشكيلة الحكومية. يضاف الى ذلك ان تبعات الانفجار الذي استهدف القوة الدولية في الرميلة ستتحول بدءا من لحظة تشكيل الحكومة الجديدة عبئا في جعبة ميقاتي، يضاف الى اعباء اخرى اقتصادية وسياسية مكلفة في تعاطي المجتمع الدولي وحكومة اللون الواحد.

 

الدكتاتور

عماد موسى/لبنان الآن

أحبّ المشادات إلى الجمهور العريض والرفيع تلك التي يشرئب فيها نائب دفاعاً عن ولي نعمته باستشراس ما بعده استشراس، وبعدوانية ظاهرة كالضمة على آخر إسم الفاعل وهذا بالذات ما  فعله النائب غازي محمد دعاس زعيتر إذ اشتبك مع النائب الدكتور أحمد فتفت عبر هاتف كلام الناس، فتراشقا بمعسول الكلام، من عيار "العمر إلو حق" و "إنت بعدك ولد" و"بسمحلك وما بسمحلك". وقصة شاي مرجعيون السخيفة والمملة. والإتهامات الميليشوية وما يتفرّع منها.

لكن زبدة الكلام ولبّه وصف النائب زعيتر (محافظ النبطية السابق والوزير السابق) رئيس المجلس النيابي بأنه "دكتاتوري في مقاومة إسرائيل وتطبيق الدستور" لافتاً الى أن تاريخ بري  مشهود له في تصلبه بتطبيق القانون. متصلب وعنيد وفجّ وأكثر إن شئت. واجه فتفت زميله المتصل رافعاً في وجه الكاميرا النظام الداخلي للمجلس لإثبات أن بري يتخطى الدستور والقوانين. أبى زعيتر الإستماع. لم يكن في "موده". مسموماً كان. ولم يتصل بالبرنامج إلاّ لشعوره بأن قدسية أبي مصطفى مُسّت من نائب معادٍ.

من المفيد تذكير النائب الوقور أن الدكتاتور كما يرد في المراجع غير المنتمية إلى قواميس 14 آذار "هو حاكم متسلط، مطلق أو أوتوقراطي، وهو من يتولى السلطة الوحيدة من دون تعيين وريث كما الملوك المطلقين. والدولة الديكتاتورية تستمد الصفة من حاكمها لا من دستورها" إذا  من المستحيل أن يلصق سعادة العضو في كتلة "التنمية والتحرير" هذه الصفة برئيسه إن فكّر  وعدّ للعشرة أو للعشرين. وإن فكر وقَصَدَ  فما معنى "دكتاتور في مقاومة إسرائيل"؟ مجرّد كلام  سفسطائي شعبوي إن دلّ على شيء فعلى فقدان أعصاب ومنطق وحجة. ولو ثبُت أن الرئيس بري "دكتاتور في مقاومة إسرائيل"؟ كما وصفه النائب زعيتر فأي صفة تليق بسماحة السيد حسن نصرالله؟ كبير الدكتاتوريين؟ معاذ الله.

وحبذا لو يُتاح للنائب زعيتر أن يوضح للبسطاء أمثالنا كيف يكون الـ"دكتاتور في تطبيق الدستور". هل المقصود أن رئيس مجلس النواب هو الوصي الوحيد على تطبيقه والمكلّف شرعاً بتفسيره والإجتهاد فيه وإصدار الفتاوى؟

واستطراداً أيعني ذلك أن كل من يخالف بري على خطأ. ودولة الرئيس معصوم عنه والحقيقة حق حصري لسيد المحرومين الأنقياء؟

كيف يمكن أن يفتن نائبُ إلى هذا الحد برئيسه، فيبالغ ويهذي ويكابر؟

لو أرسل النائب غازي زعيتر إلى أقرب فيديوتيك بمن يأتيه بفيلم The Great Dictator غير مقرصن وشاهد والرئيس بري ليلة القبض على فتفت، العبقري شارلي شابلن ممثلاً ومخرجاً، أما كان ذلك أجدى وأمتع بدلاً من التلهي بحديث زميل لا يقدم ولا يؤخر في مسار سياسي إنتهجه  الرئيس بري منذ ترئيسه على "حركة أمل" خلفاً للرئيس حسين الحسيني في إنجاز ديكتاتوري يُشهد له؟

مسار طويل. ومصير أقصر بقليل. مسارٌ لا يستوحي ولا يستلهم ولا يسترشد إلا بأدبيات آخر الديكتاتوريات في التاريخ المعاصر.

 

تقارير مثبتة بالوقائع عن "ويكيليكس" المحكمة الدولية: سقوط دعاية فبركة الشهود الزور.. و"ظلامة" الضبّاط الأربعة 

فادي شامية (اللواء)،

السبت 4 حزيران 2011

بعيداً عن <النميمة السياسية> التي أظهرت وثائق ويكيليكس كمّاً كبيراً منها، وبمعزل عن الاستغلال السياسي لـ <سقطة> من فلان، أو كلمة لافتة من فلان أمام السفراء الأميركيين··· فإن كشف مراسلات السفارات الأميركية مع إدارتها، عبر موقع ويكيليكس، يمد الباحثين وصنّاع القرار بمادة قيمة، لفهم السياسة الأميركية وتوجهاتها الحقيقية من جهة، ولفهم سياسة وتوجهات المتعاطين مع هذه السفارات بصورة إجمالية، بمعزل عما يقولونه في العلن من جهة أخرى.

على هذا الأساس؛ يمكن العودة إلى وثائق ويكيليكس لدراسة موضوع معين، ومعرفة مواقف الأطراف المختلفة منه، فضلاً عن اكتشاف بعض الوقائع غير الظاهرة في الإعلام قبل نشر الوثائق.

وبالعودة إلى موضوع المحكمة الدولية، باعتباره موضوعاً حساساً ومثقلاً بكمٍ من المواقف والوقائع المعروفة وغير المعروفة، فقد لفت خمس وثائق هامة حصلت عليها غير وسيلة إعلامية من موقع ويكيليكس· دراسة هذه الوثائق يضيء على جوانب من التحقيق الدولي، بما يسهم بالحصول على استنتاجات، تضاف إلى جملة من الوقائع والمواقف المتعلقة بهذا الموضوع.

<ويكيليكس> المحكمة الدولية

وفق الترتيب الزمني لزمن صدور الوثيقة-وليس نشرها من قبل الوسيلة الإعلامية-، فإن أقدم الوثائق زمنياً ?ولعلها أهمها أيضاً- ما نشره موقع <يقال نت> قبل أيام، حول ما كان يدور في الكواليس؛ بين المسؤولين السوريين والدبلوماسيين الأميركيين، في تشرين الثاني من العام 2005، أي بعد صدور القرار الدولي 1636·

ففي لقاء جمع المستشار في وزارة الخارجية السورية سمير التقي مع المستشار السياسي في السفارة الأميركية في دمشق، في 20/11/2005، تحدث التقي ? وفق الوثيقة- عن تكليف محاميَيْن قانونيين للدفاع عن الشخصيات السورية المحتمل إدانتها· المحاميان البريطانيان هما: إيان براونلي وماري وليم وورث، فضلاً عن اعتماد خبير مصري اسمه صلاح عمار· أضاف التقي (لعب لاحقاً أدواراً في المفاوضات السرية بين بلاده و>إسرائيل> بوساطة تركية عام 2008) أن الرئيس بشار الأسد مهتم بحماية شقيقه ماهر، وبنسيبه آصف شوكت، وأنه يريد إبرام <صفقة> مع المحقق الدولي ديتليف ميليس بهذا الخصوص، وأن <الطائفة العلوية تريد تسوية من شأنها السماح للحكومة السورية بالتعاون مع القرار 1636 ولكن تحفظ النظام>· (فضلاً عن وقائع مثيرة أخرى لا مجال لعرضها كلها هنا)·

بدورها نشرت صحيفة <الأخبار> اللبنانية وثيقة يعود تاريخها إلى 20/8/2006 (وردت ضمن مجموعة وثائق في سياق علاقة النائب مروان حمادة بالسفارة الأميركية) يتحدث فيها النائب حمادة عن ريبته من شخص سوري قدّم نفسه إليه على أنه شاهد ويريد <تسليمه بعض الوثائق الهامة>، وبعدما ساوره الشك تواصل مع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، الذي أخبره أن الشخص المعني (لم تنشر الصحيفة اسمه) ممثل لإحدى الشركات ومرتبط بالمخابرات العسكرية السورية· يتابع حمادة ?وفق الوثيقة-: أوقف الرجل واعترف في التحقيق بأنه <يحمل وثائق مزوّرة متصلة باغتيال الحريري>، وبأنه <أراد تضليل براميرتس على أمل إحراجه بالطريقة التي أضر بها الشاهد زهير الصديق بصدقية جزء من عمل ديتليف ميليس>·

أما صحيفة <الجمهورية> فقد أضاءت، في وثيقة يعود تاريخها إلى 2/12/2007، على جانب آخر من هذا الموضوع، عندما كشفت محضر اجتماع بين الرئيس نجيب ميقاتي والسفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان، نقل فيه ميقاتي لفيلتمان معلومات استشفها شقيقه طه خلال زيارته سوريا ومقابلته الرئيس الأسد· قال ميقاتي: <السوريون يماطلون لكسب الوقت، ولا سيّما في موضوع المحكمة الخاصة بلبنان، كما صدرت التعليمات إلى نبيه برّي بأن يبدو بنّاءً وألّا يقوم بأيّ خطوة سلبيّة، وأن يحافظ على عمليّة جارية لا تؤدّي إلى مكان>· وردد ميقاتي سؤالاً طرحه شقيقه طه، يقول فيه: <أليس من الغريب أنّ على الحكومة اللبنانية التفاوض في موضوع المحكمة مع الأشخاص أنفسهم الذين يمكن أن ينتهي بهم المطاف في المحاكمة؟!>·

الوثيقة الرابعة في هذا الموضوع نشرها موقع <يقال نت> أيضاً؛ يعود تاريخها إلى 8/2/2007، وهي عبارة عن محضر اجتماع (غداء عمل) بين محامي اللواء جميل السيد أكرم عازوري والسفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان، بحضور ابن جميل السيد المحامي مالك السيد، حيث سعى عازوري إلى إبرام <صفقة> مع السفارة الأميركية للتدخل من أجل الإفراج عن موكله، مقدماً معطيات مفادها: أن السيد تم توقيفه <بناءً على شهادة أعطاها السوري محمد زهير الصديق، وهي إفادة عاد فتأكد أنها كاذبة ومتناقضة>، وأن <جميل السيد هو صاحب السمعة السياسية الأكبر بين الجنرالات الأربعة الموقوفين، ولكنه الأقل تورطاً بالجريمة، في حين أن قائد الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان، هو الأقل شهرة في السياسة، ولكنه الأكثر تورطاً في اغتيال الرئيس الحريري ولا سيما في العبث بمسرح الجريمة، بعيد اغتيال الحريري، وأن الجنرالين الآخرين، المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج والمدير السابق للمخابرات في الجيش اللبناني العميد ريمون عازار، يقعان في الوسط بين جميل السيد ومصطفى حمدان، سواء بما يتصل بشهرتهما السياسية أو بتورطهما باغتيال الحريري>·

أما الوثيقة الخامسة والأخيرة ?حتى الآن- فقد نشرتها جريدة <الأخبار> اللبنانية أيضاً، وهي عبارة عن محضر اجتماع يعود تاريخه إلى كانون الثاني من العام 2009؛ يطلب فيه المحقق الدولي القاضي دانيال بلمار من السفيرة الأميركية في بيروت ميشيل سيسون معلومات عن سوريا، مبدياً استياءه من عدم تعاون الأميركيين والبريطانيين والسوريين مع التحقيق الذي يجريه في الجريمة· (طلب في اجتماع سابق في أيلول 2008، <معلومات استخباراتية ومحققين يساعدون في استجواب حوالى مئتي شخص موجودين حالياً في السجن وقد تكون لديهم معلومات مهمة>)·

استنتاجات بالغة الأهمية!

دراسة هذه الوثائق، وضمها لبعضها، يمدنا باستنتاجات ?على ذمة هذه الوثائق- بالغة الأهمية:

1- تأكيد سقوط دعوى أن المحكمة إسرائيلية من الأساس-كما استقر رأي السيد حسن نصر الله لاحقاً-، إذ ثمة حقيقة معروفة من قبْل نشر الوثائق المذكورة، وهي: شعور النظام السوري بجدية المحكمة، وإمكانية أن تطال رؤوساً فيه، ومن أجل ذلك وكّل محامين بريطانيين، من الأشهر في العالم، كما شكّل لجنة تحقيق خاصة· وهذا ما تكشفه الوثائق، مضيفةً إليه تركيز الرئيس بشار الأسد على حماية شقيقه ماهر وصهره آصف شوكت، بالقانون والسياسة··· و>بالصفقات> أيضاً.

2- تأكيد الجهود لتسييس المحكمة من قبل المتضررين من عملها، إذ خلافاً للدعاية المعتمدة من قبل المتضررين من عمل المحكمة والقائلة إن المحكمة مسيسة؛ تؤكد الوثائق بالوقائع ما يحتمه المنطق، وهو أن فريق الضحايا هو الأحرص على عدم التسييس· وعلى أي حال؛ في الوثائق شاهدان على طلب التدخل الخارجي في عمل التحقيق من قبل خصوم المحكمة اليوم: أ- محاولة المستشار في وزارة الخارجية السورية سمير التقي إبرام صفقة مع ميليس عبر الأميركيين، ب- ومحاولة محامي اللواء جميل السبد إبرام صفقة مع بلمار عبر الأميركيين أيضاً.

3- سقوط دعاية <فبركة> شهود الزور من قبل الضحايا، فالحادثة التي جرت مع النائب مروان حمادة، وفق ما رواه للسفير الأميركي، تثبت أن جهة استخبارية متضررة من عمل المحكمة سعت للإيقاع بحمادة عبر مده بوثائق مزورة، بهدف تضليل التحقيق الدولي أيام براميرتس، وأن الأجهزة الأمنية اللبنانية هي من كشف ?بتعاون من حمادة- حقيقة هذه المحاولة· وغني عن الشرح أن هذه ليست حال من <يفبرك> الشهود عادة، بل من يقع ضحيتها.

4- توضيح إضافي للأسباب التي حالت دون إقرار المحكمة الدولية عبر مجلس النواب اللبناني، إذ خلافاً للحجج التي يكررها الرئيس نبيه بري عن لا دستورية ولا شرعية ولا ميثاقية الحكومة آنذاك، فإن ما استشفه الرئيس نجيب ميقاتي وشقيقه طه من خلال علاقته بالسوريين كان واضحاً: <صدرت التعليمات إلى نبيه برّي بأن يبدو بنّاءً وألّا يقوم بأيّ خطوة سلبيّة، وأن يحافظ على عمليّة جارية لا تؤدّي إلى مكان>· أي لا تؤدي إلى إقرار المحكمة، التي حازت إجماعاً في أول جلسة حوار برئاسة بري نفسه!

5- التشكيك بالدعاية السياسية القائمة على <ظلامة الضباط الأربعة>، وذلك باعتراف وكيل أحدهم، الذي حاول تبرئة موكله بالوشاية بالآخرين، ولا سيما العميد مصطفى حمدان· وعلى أي حال فإن هذا الواقع يؤكد الوضع القانوني <المنصف> للضباط الأربعة، وهو أنهم ليسوا مدانين ولا مبرّئين، وإنما مخلى سبيلهم، وقد ورد هذا التوصيف في غير محطة من محطات علاقتهم بالمحكمة الدولية.

6- إبطال الترويج للمحكمة على أنها مدارة إجرائياً من قبل الولايات المتحدة الأميركية، بدلالة استياء بلمار من بطء- أو عدم تعاون- دول بعينها، ومده بما تملكه من معلومات استخبارية تخدم التحقيق، وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأميركية.

لعل قائلاً يقول: إن ما ورد في هذه الوثائق من محاضر غير صحيح، إما بسبب كذب قائله أو تحريف ناقله· فرضية يمكن الأخذ بها(وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى انهيار القيمة الإخبارية لوثائق ويكيليكس كلها)، لكن ما لا يجوز ? والحال هذه- هو التبعيض، بمعنى إسقاط الوثيقة التي لا تناسبنا، وتصديق الوثيقة التي تناسبنا· أليس هذا ما يفعله السياسيون ووسائلهم الإعلامية اليوم، خلافاً للبحث الموضوعي عن الحقيقة؟!

 

التقوقع المسيحيّ

نصير الأسعد/لبنان الآن

منذ أن بدأت الثورات والإنتفاضات والإحتجاجات في العالم العربيّ مطلع العام الجاري، كان ملحوظاً تماماً أنّ "البيئة المسيحيّة" في لبنان وفي مقدّمها الكنيسة المارونيّة وعلى رأسها البطريرك الجديد بشارة بطرس الراعي، تعيش هاجس "الحماية"، أي هاجس الخوف من التطوّرات والتحوّلات من ناحية والإحتماء منها في المقابل من ناحية ثانية.

وغنيّ عن القول إنّ تطلّب الحماية من فئة معيّنة إنّما يعني أنّ هذه الفئة ترى إلى نفسها أقليّة لا بدّ لها أن تحافظ على وجودها، أي إنّ تطلّب الحماية يصدر عن نظرة أقلويّة.

ولذلك، وفي موازاة التحوّل الديموقراطيّ العربيّ، كان لافتاً إنكفاء تلك البيئة المسيحيّة في لبنان عن "السياسة الوطنيّة" بمعناها "الكبير" نحوَ بحث – لا يزال في بدايته – عن "الحقوق" و "الأمان".

إنّ أبلغ تعبير عن الموقف السلبيّ – المستغرب – من الثورات العربيّة ومن التحوّل الديموقراطيّ الذي تقود إليه، كانَ في البيان الصادر الأربعاء الماضي عن مجلس المطارنة الموارنة. تطرّق البيان إلى "ما يعاني منه عدد من بلدان المنطقة من أحداث أمنيّة ومظاهرات أوقعت المئات من القتلى ونشرت الدمار والفوضى". ودعا إلى "الوحدة والسلام المجتمعي بما فيه خير الأوطان".

مفارقات عديدة: الثورات مرادفة لأحداث أمنيّة ومظاهرات! الثورات أوقعت القتلى والدمار والفوضى! الثورات تضرّ بالسلام المجتمعي!. فكرة واحدة صحيحة في كلّ الفقرة التي تتناول ما يجري في المنطقة: الإصرار على وحدة المجتمعات.

في موازاة ما أصطلح العالم بأسره على تسميته "الربيع العربيّ"، تسلك البيئة المسيحيّة في لبنان – على إيقاع نهج البطريرك الراعي – بإتجاه "التقوقع" والإنسحاب إلى خطّ الدفاع عمّا يسمى "الحقوق". تخرجُ من "الدور" بإتجاه الذات الداخلية. تنسحبُ من النظرة الشاملة نحو السلوك الأقلّوي. وهكذا، خلافاً لمسار التاريخ، وبدلاً من التعاطي مع التحوّل الديموقراطيّ العربيّ بوصفه خيراً للبنان لا بل بإعتباره ضمانةً لمستقبل لبنان، يصبح هذا التحوّل "مخيفاً". وبدلاً من التشديد على أهميّته تزامناً مع رفض أداء الأنظمة الذي يفرض على التحوّل الديموقراطيّ ممرّات عنفيّة دامية، يغدو هذا التحوّل دافعاً نحو "المجهول". والأهمّ أنّه بدلاً من إقتحام المسار العربيّ بدور يستند إلى تاريخيّة النموذج اللبناني في العيش المشترك لإدخال هذا النموذج بمفاهيمه في الربيع العربيّ، يتمّ الإنتقال إلى "القوقعة". والأسف كلّ الأسف، أنّ الكنيسة في ظلّ هذا المناخ، تنسحبُ من أولويّة المعركة الوطنيّة والديموقراطيّة اللبنانيّة بعناوينها الكبرى بما هي معركةُ ترسيخ الإستقلال والسيادة ومعركة إستعادة الحريّات، ومعركةُ إطلاق السياق الديموقراطيّ الدستوريّ بعيداً عن غلبة السلاح، ومعركةُ بناء الدولة.

والأسف كلّ الأسف أنّ هذا الموقف من التحوّلات العربيّة لا يكتفي بعرض خيار وحيد على الشعوب العربيّة هو الخضوع للديكتاتوريّات، وبعرض خيار وحيد على المسيحيين العرب هو عدم لعب أيّ دور في ديموقراطيّة بلادهم، لكنّه يشكّل تهويلاً على المسيحيين اللبنانيين والعرب بأنّ التحوّل الديموقراطيّ العربيّ يحملُ معه "خطراً إسلامياً" أو خطر غلبة إسلاميّة وهذا غير صحيح، لأنّ ظاهرة إستعادة "الإسلام السياسيّ" هنا أو هناك للحضور السياسيّ لا تؤشر إلى هكذا خطر. وأكثر من ذلك إنّ في هذا الموقف صدماً لحراك المسيحيين العرب أنفسهم. فها هم مسيحيوّ مصر وأقباطها شاركوا بقوّة في ثورة 25 يناير، وها هم يثورون لتثبيت المشاركة وتطويرها في "النظام الجديد" ولتأكيد الديموقراطيّة.

وها هو وزير الخارجيّة الأردنيّ الأسبق مروان المعشّر – المسيحي – يكتب قبل فترة عن أنّ الثورات العربيّة لا بدّ أن تفضي إلى "شرق أوسط ديموقراطيّ تعدّدي"، رابطاً بحقّ بين التعدّد والديموقراطيّة، أي بين الوجود المسيحي ودوره ومشاركته وبين الديموقراطيّة. أي إنّ كلّ ما تقدّم يفيد أنّ ضمانة المسيحيين – وبالمناسبة كلّ الطوائف – هي الديموقراطيّة والحداثة والدولة. وقد لعب المسيحيون العرب، واللبنانيون بشكل خاص دوراً في عصر النهضة بالتأسيس على هذه المفاهيم وعلى هذا الفكر.

ومن باب التذكير ليس إلا، فإنّ التوجّه "التقوقعي" و "الحمائي" و "الأقلويّ" يتناقض مع الإرشاد الرسوليّ الذي دعا المسيحيين إلى دور حداثي وتنويريّ في عالمهم العربيّ، ويتعارض مع مقرّرات المجمع البطريرك المارونيّ قبل خمس سنوات التي حسمت بأن لا قضيّة مسيحيّة في لبنان بل ثمّة قضيّة لبنانيّة.

إذاً، في خضمّ هذا الإزدحام العربيّ المبشّر بالخير، دعا البطريرك الراعي إلى لقاءين مسيحيين في بكركي. الأوّل وضعه تحت عنوان المصالحة بين أقطاب الموارنة، وقد إنتهى إلى إتفاق هؤلاء على إدارة خلافاتهم السياسيّة بـ"هدوء".. وهذا جيد. أمّا الثاني الموسّع فقد إتجه نحو البحث في حقوق المسيحيين في الدولة وفي إطار عام.. وهذا أمرّ لا بأس به.

أي ليس ثمّة إعتراض على إنعقاد لقاءات مسيحية لكن ثمّة ملاحظة تتعلّق بمقاربة الموقف والدور المسيحيينَ العاميّن. بيدَ أنّ أكثر ما لفت النظر في الآونة الأخيرة هو أنّ البطريرك، عندما خرج لبرهة من "التفاصيل"، ذهب بإتجاه الدعوة إلى "طائف 2". وما يلفت فعلاً في ذلك هو أنّ الدعوة لا تأخذ في الإعتبار الظروف المانعة أصلاً لبحث من هذا النوع في ظلّ السلاح، وهي تتعارض مع السياق العام الذي يضع البطريرك في الموضوع المسيحي: التعاطي كأقليّة وطلب تعزيز صلاحيّات الرئيس في آن (!) كما لا تأخذ في الحسبان حكمة البطريرك الكاردينال نصر الله بطرس صفير الذي لطالما أكد أنّ التطبيق شرط مسبق للتعديل.

إنّ السطور السابقة إذ تتناول البيئة المسيحيّة راهناً، لا يمكنها المرور بدون التشديد على أنّ هناك رؤية مسيحيّة أخرى لتلك التي يحصر البطريرك نفسه فيها.

لا تحتمل هذه المقالة توسيعاً في واقع أنّ بين المسيحيين السياسيين من "يؤمن" بما يسمى "تحالف الأقليات". بيدَ أنّ ثمّة جهات سياسيّة وشخصيّات سياسيّة وثقافيّة وفكريّة مسيحيّة أخرى تؤمن برؤية مختلفة.

لا شكّ أنّ رئيس الهيئة التنفيذيّة في "القوات اللبنانيّة" سمير جعجع عبّر عن مواقف بأولويّات مختلفة، سواء في الداخل اللبنانيّ أو على صعيد التحوّلات العربيّة، مدرجاً لبنان ضمن "الربيع العربيّ". غير أنّ نداء صدر مؤخّراً شكل نقطة فارقة.

فقد صدر قبل أيّام نداءٌ موقع من نحو 150 شخصيّة سياسيّة وفكريّة وأكاديميّة مسيحيّة تحت عنوان "نداءٌ إلى مسيحيي لبنان والعالم العربي من أجل عالم عربيّ جديد قائم على السلام والديموقراطيّة والعيش معاً".

يعبّر المسيحيوّن الموقعّون عن سعادة إستثنائيّة حيالَ الإنتفاضات الديموقراطيّة التي تفتح حقبة جديدة لـ"قيمتَي" الحريّة والعدالة، وإعتبروا أنّ التحوّل الديموقراطيّ الجاري على قدم وساق "يشكّل خبراً سعيداً للبنان". أمّا الفكرة المهمّة جداً التي يدخلها هذا النداء إلى المقاربة الواجبة للوضع العربيّ فهي أنّ "هذا التحوّل ينحاز إلى معنى لبنان"، أي إنّ ما يجري في الإطار العربيّ مآله الفكرة اللبنانيّة الأصليّة: العيش المشترك والشراكة والديموقراطيّة، وهذا ما يجب ألاّ يخيف المسيحيين. كذلك يعتبر موقّعو النداء أنّ ما يجري نوع من "اللبننة"- بالإيجاب – في مقابل محاولات "التعريب الديكتاتوريّ" للبنان في فترات سابقة.

ويدعو النداء المسيحين اللبنانيين والعرب إلى مهمّة سياسيّة – ثقافيّة – إنسانية من أجل الوصول، بالإستناد إلى التحوّلات، إلى "دول العيش معاً" في المنطقة، وإلى "عروبة العيش معاً" على أنقاض ما يسموُنه "عروبة الثأر والضغينة" وإلى "شرق العيش معاً" (الذي يكتمل بتحقّق الإستقلال الوطني الفلسطيني).. وإلى "متوسّط العيش معاً".

إنّه نداء يطلق المسيحيين إلى رحاب أوسع من مسألة عددهم في الوظائف (!) نحو إستعادة دور تاريخيّ كان لهم، لا يساورهم أيّ خوف من التحوّلات لأنّ الخوف المسيحيّ غير المبرّر يضع المسيحيين في "الشرنقة" من جهة وفي مواجهة الآخرين من جهة ثانية. إنّه نداءٌ "إحيائي" إذا جاز التعبير.. إحياء لدور المسيحيين و"معناهم" في لبنان والمنطقة، ولمعنى لبنان الذي تقع على اللبنانيين مهمّة تجديده، وهذا ما "يحمي" المسيحيين وكلّ اللبنانيين.

رؤيتان.. والثانية أصحّ وأدقّ وأفعل!