المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 30 تموز/11

روميه 12/19/الانتقام

لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل دعوا هذا لغضب الله. فالكتاب يقول: لي الانتقام، وأنا الذي يجازي

 

عناوين النشرة

*جعجع رداً على نصرالله: مُغتصب للسلطة.. ومن كلفه الدفاع عن حقوق ومصالح اللبنانيين/ما فعله نصر الله يشكل بداية خطر فعلي على نفط لبنان

*النائب جمال الجراح: هناك طرف لبناني موالي لسوريا هو من قام بالتفجير ضد اليونيفيل  

*حزب "الوطنيين الأحرار : استهداف اليونيفيل المتكرر يدل على وجود بيئة حاضنة للاعتداءات والمعتدين 

*أبو أرز/ حرَّاس الأرز كانوا وما زالوا في قضايا لبنان متهِمين (بكسر الهاء) لا متهَمين (بفتح الهاء)، وهذه معادلة يعرفها أيضاً الشرفاء في لبنان.

*قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرانسين يوافق على نشر الصور والإتهامات الموجهة للمتهمين الـ4 في قضية اغتيال الحريري

*تظاهرة مؤيّدة للنظام السوري في "الرويسات"/سعيد لـ"حزب الله": عرض عضلاتك لا يخيفنا

*وكيليكس/الجمهورية/إيران تدعم حزب الـله للسيطرة على لبنان وعون الطامح إلى الرئاسة يُنجز "الأعمال القذرة

*تصبح سارية مطلع الأسبوع المقبل/"الأوروبي" يقرر توسيع العقوبات على نظام الأسد

*سمير فرنجية: نصر الله اختصر الدولة التي أوجدها.. وكلامه يُضعف حكومته 

*مستشار ميقاتي: ممنوع الاقتراب من ريفي والحسن وغيرهم.. لمحاسبتهم بحال ارتكابهم الأخطاء فقط 

*زيد حمدان: توقيفي يروّج لأغنيتي/الحياة

*انتقادات هامسة في الغرف المغلقة لا توفّر البطريرك/"شركة ومحبة" حسناً أما السياسة فموضوع آخر/إيلي الحاج /النهار

*عون يُحضّر لانتخابات 2013 ...وما بعدْ بَعْدَها/الجمهورية

*كونيللي: مكتسبات لبنان الديموقراطية مهددة مع حكومة أقل تعبيراً عن إرادة شعبه

*أوباما يجدد تجميد أرصدة أشخاص يهددون استقرار لبنان

*لجنة المحامين قدمت لأوكامبو أدلة دامغة تدين النظام السوري/ضغوط لإصدار مذكرة توقيف دولية بحق الأسد وأركان نظامه/ حميد غريافي:السياسة

*نائب فرنسي: سنتخذ إجراءات حاسمة ولن يمر الاعتداء على جنودنا من دون محاسبة/باريس تتهم "حزب الله" باستهداف قوات "اليونيفيل" في صيدا/ حميد غريافي: السياسة

*لأن من يملك السلاح يحكم الشارع ويتحكّم بالدولة 14 آذار قرّرت وقف التنازلات والتصدّي لحامليه/اميل خوري /النهار

*القنّاص... وهل يُنسى؟/نبيل بومنصف/النهار

*حلفاء يؤكّدون المساعدات الإيرانية لدمشق/مقاربتان تركيتان تفسحان لدور إيراني أكبر/روزانا بومنصف/النهار

*حملة ديبلوماسية إسرائيلية ضد"حزب الله"/رندى حيدر/النهار

*الجنرال سليمان»/حسام عيتاني/الحياة

*وزير الهجرة الكندي لـ«الحياة»: عرب بين أجانب ستُسحب جنسياتهم/الحياة

*الخليج فاجأ إيران في البحرين.. ولكن ماذا عن لبنان/خيرالله خيرالله/14 آذار

*لا وئام ولا وهاب/عبد السلام موسى

*آخر سيناريو لحزب الله : شبكة طرق في فاريا - عيون السيمان

*لبنان المستباح من الداخل والخارج/رفيق خوري/الأنوار

*ثورة الشعب اللبناني/محمد سلام/لبنان الآن

*المسيحيون وسورية/حازم الأمين/لبنان الآن

*جنبلاط في اللحظة المصيرية: لا لتوريط الدروز في "الخطة باء" في سوريا ولبنان/رلى موفّق/اللواء

*هل يلتقي الشيخ والسيد/صالح حديفة/صدى البلد

*نريد محاكمة القاتل.. ويريدون محاكمة القتيل/جورج بكاسيني

*أي ذاكرة أسدية لسورية؟/غسان المفلح /ايلاف

*كم المطلوب ان يُقتل من السوريين حتى يتحرك العالم لنصرتهم/خضير طاهر/ايلاف

 

تفاصيل النشرة

 

جعجع رداً على نصرالله: مُغتصب للسلطة.. ومن كلفه الدفاع عن حقوق ومصالح اللبنانيين؟ 

ما فعله نصر الله يشكل بداية خطر فعلي على نفط لبنان

وكالات/رد رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع على كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي قال فيه ان من يريد المس بمنشآت النفط والغاز لدينا سنمس منشآت النفط لديه. وأكد جعجع ان هذه النقطة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة ولا يجوز السكوت عنها. بغض النظر عن صحة التحذير الذي أطلقه نصرالله في اتجاه إسرائيل، والتكتيك الذي يجب اعتماده وأي اعتبار آخر. وسأل جعجع نصرالله: "من كلفك يا سيد حسن الإهتمام بحقوق اللبنانيين"؟ وهل النفط هو موضوع خاص بحزب معين؟ لماذا حصلت انتخابات نيابية؟ ولماذا هناك رئيس للجمهورية؟ هل هناك رئيس حكومة أو حكومة بكل بساطة؟".

وشدد جعجع في مؤتمر صحافي عقده في معراب على أن "مؤسسات الدولة اللبنانية هي التي تدافع عن حقوقي، ولكن ليس استبدالها بشيء آخر خارج الشرعية؟، مؤكداً أن نصرالله يغتصب سلطة ويتنطح للعب دور معين في حين ان كل الشعب اللبناني والمؤسسات لا تقبل بهذا الأمر.

وقال جعجع: "لو أن وزير الدفاع أطلق هذا الموقف لكان شيء طبيعي، ولكن من كلف السيد حسن ان يخرج ويعلن استراتيجية معينة للمحافظة على حقوقنا من الغاز والنفط؟"، وتساءل: "ألا يعرف السيد حسن ان لا تكليف لديه من الشعب اللبناني للدفاع عن مصالحه وأن هناك حكومة ومجلس نيابي؟ طبعاً هو يعرف ذلك "وهو رجل مثقف ويعلم ذلك"، فلماذا بالرغم من معرفته بهذا الواقع أقدم على هكذا تصرفات وأعمال؟ هذا لأن نصرالله يعتبر نفسه صاحب الولاية الفعلية في لبنان"، مشيراً الى أن "أصحاب الولاية الفعلية في لبنان هم المؤسسات الدستورية المنتخبة وهذه نقطة الأساس والبداية، وإذا لم نتفق عليها فلن نستطيع إصلاح شيء في لبنان ومن كلام السيد حسن يتبين انه هو صاحب الولاية".

وكرر ان "الولاية لحزب الله وليس للدولة اللبنانية، ولا للجيش اللبناني وان حزب الله يعتبر ان الجيش هو قوة مساندة له، وسأل: "أيهما أفضل؟ أن تكون الحكومة والدولة الشرعية والجيش اللبناني هم الواجهة في موضوع النفط واستعادة هذه الحقوق، أم حزب الله ومن وراءه؟ وأيهما ممكن ان يعطي نتيجة أفضل في موضوع المحافظة على حقوق لبنان من النفط والغاز؟".

وأكد جعجع انه كان على نصرالله ان يكون أمينا على ما يطرحه، وان لا يتكلم بأي حرف في هذا الموضوع والإيعاز للحكومة والوزراء بأن يتكلموا في هذه القضية، واصفاً ما فعله السيد حسن بانه "يشكل بداية خطر فعلي على غاز ونفط لبنان".

وأوضح جعجع انه "بالجوهر، في كل مواجهة تحصل، المعني فيها يكون الشعب اللبناني كله مع الحكومة اللبنانية. والمعني يضع استراتيجية فيها عدة تكتيكات فمن قال للسيد حسن ان من مصلحتنا ان نصعّد بهذه الطريقة في هذا الموضوع؟"، وسأل: "من أدخل نصرالله الى هذه اللعبة؟ وهل من المنطق ان يكون ميقاتي وبري يفاوضان الأوروبيين والأميركيين في موضوع النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية، في حين بدأ السيد حسن القصف؟".

واعتبر جعجع انه "لو قال نصرالله "إذا مست إسرائيل منشآتنا سيمس الجيش اللبناني منشآتها" لكان كلامه مقبول، ولكن بالطريقة التي قالها فكلامه غير مقبول كلياً". وتوجه اليه بالقول: "ليس أنت يا سيد حسن من يرد إذا حصل أي تعد بل الجيش اللبناني".

ودعا جعجع الى الكفّ عن تقزيم دور الجيش اللبناني، مؤكدا ان الجيش يستطيع الدخول في حرب و100 حرب مع إسرائيل. فليتركوا المجال للدولة اللبنانية في هذا الخصوص.

وسخر جعجع من معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" وقال: "المعادلة يجب ان تكون شعب ودولة ومؤسسات وليس تعويذة سخرية، وليس سحرية، اسمها جيش وشعب ومقاومة"، وسأل: "أين السلطة الشرعية في هذه التعويذة؟".

 

النائب جمال الجراح: هناك طرف لبناني موالي لسوريا هو من قام بالتفجير ضد اليونيفيل  

موقع 13 آذار/لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح إلى أن قوى 14 آذار "ومنذ تولّي الرئيس نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة، قالت إن هذه الحكومة تعبّر عن مصالح سوريا وإيران وحزب الله ولا تعبّر عن مصالح لبنان واللبنانيين". وبشأن ما نُقل من كلام قالته السفيرة الأميركية مورا كونيللي خلال زيارتها أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري يصبّ في هذا السياق، قال الجراح: "هذا الكلام توصيف للواقع، فنحن الآن أمام حكومة بعيدة كل البعد عن الموقف اللبناني، لكننا لسنا بحاجة لأن نتلقّى دعماً من سفير دولة إن كانت اميركا او غيرها".

وفي حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، تابع الجراح: "ليس هناك أي شيء يمكن أن يفعله الرئيس ميقاتي في هذه الحكومة سوى تجميل بعض المواقف، لكن القرار الفعلي والنهائي في الحكومة هو لحزب الله". وحول الاعتداء على اليونيفيل في صيدا، قال الجراح: "الذي حصل مع القوات الفرنسية هو أن احد الاطراف في لبنان والمتماهي مع سوريا يريد ان يرسل رسالة الى الفرنسيين، وبالتأكيد هناك طرف لبناني موالي لسوريا هو من قام بهذا التفجير".

 

حزب "الوطنيين الأحرار : استهداف اليونيفيل المتكرر يدل على وجود بيئة حاضنة للاعتداءات والمعتدين 

أكد حزب "الوطنيين الأحرار" أن "الاعتداء على عناصر الكتيبة الفرنسية في اليونيفيل الذي جاء بعد أقل من شهرين على استهداف أفراد من الكتيبة الإيطالية، يندرج ضمن مسلسل تتنوع حلقاته تارة بتحميل "الأهالي" المسؤولية وطوراً بمحاولة تجهيل الفاعل، وهذا ما يفسّر من دون شك وجود بيئة حاضنة للاعتداءات والمعتدين".

واعتبر الحزب في بيان صادر بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب دوري شمعون ان "ما يفاقم هذا الأمر تغاضي القوى الشرعية اللبنانية أو أقله تساهلها مع قوى الأمر الواقع، مما يسهم في انكشاف قوات اليونيفيل ويمكن الإرهابيين من تحقيق أهدافهم. إلى ذلك فإن التفسيرات المتعددة للاعتداء بما يحمله من رسائل إلى الداخل والخارج تثبت الترابط بين الإرهابيين والقوى الإقليمية المأزومة التي تناصب بعض الدول المشاركة في اليونيفيل العداء وتقاطع مصالحهم ومشاريعهم".

واضاف: "إننا، إذ نجدد إدانة الاعتداء ونتقدم بالشكر من الدولة الفرنسية وكل الدول الصديقة، نطالب الحكومة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها كاملة وفق القرار 1701 ، بما فيه الواجبات الملقاة على عاتقها بالنسبة إلى اليونيفيل. ونحذر المتلاعبين بالأمن والاستقرار من التمادي لأنهم يغامرون بالوطن ويعرّضون اللبنانيين وخصوصاً أهلنا في الجنوب لأدهى الأخطار".

من ناحية أخرى، رفض حزب الوطنيين الأحرار "رفضاً قاطعاً استغلال حزب الله ترسيم الحدود البحرية وتحديداً المنطقة الاقتصادية الخالصة لتبرير قراره المسبق بالاحتفاظ بسلاحهم"، مشددا على الطابع العلمي لهذه المسألة بعيداً من البهلوانيات والتذاكي، وعلى ضرورة سلوك طريق القانون الدولي في كنف منظمة الأمم المتحدة، المرجع الأوحد لرعاية عمليات ترسيم الحدود برية كانت أم بحرية. مع علمنا الأكيد أنه مع هذه الإشكالية ومن دونها، ليس وارداً لدى حزب الله التفاوض حول مصير سلاحه، ذلك أنه يعوّل عليه لقهر معارضيه داخل الطائفة الشيعية الكريمة أو أقله المزايدة الدائمة عليهم، وللإطباق على مفاصل الدولة اللبنانية ولإداء الدور الإقليمي لهذا السلاح. كل ذلك من دون أن نسقط حلمه بتولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية مهام التنقيب واستخراج النفط والغاز ظاهراً وإيجاد موطئ قدم استراتيجي دائم لها في المتوسط عملياً".

وتابع البيان: "نذكر السكارى بوهج السلاح والمستكبرين الذين لم يعودوا يقيمون وزناً للمقدسات والشعائر الدينية بتصرفهم يوم تناول برنامج فكاهي أمينهم العام، وكيف رفعوا سقف المحرمات مما يذكر بالمراحل المظلمة من تاريخ الإنسانية. هم أنفسهم ومع الذين يدورون في فلكهم يشرّعون لأنفسهم حسم ملكية الأرض ويبررون السطو على ملكية خاصة ولا يتوانون عن الاستفزاز وعن إثارة المشاعر ويبحثون عن المتاعب، كأنه لا يكفيهم ما هم عليه من عداء لغالبية اللبنانيين والعرب، جراء مجاهرتهم لولائهم لولاية الفقيه، والتزامهم استراتيجيته وانخراطهم في مخططاته التوسعية. وهم أنفسهم ومع الذين يدورون في فلكهم يجيزون استباحة كرامة الآخرين تزويراً وادعاءً كما يحصل اليوم مع الرئيس سعد الحريري، وكما سيكون عليه الوضع بالنسبة لكل من يتصدى لهيمنتهم أو يجاهد لإفشال سعيهم إلى السيطرة على الوطن وتغيير ملامحه".

وقدم الحزب أخيرا التهاني لقائد الجيش وضباطه وافراده بمناسبة عيد الجيش، متمنيا ان تفرض القوى الأمنية الشرعية الأمن والاستقرار على امتداد الوطن، "ليبقى لبنان وطناً حراً سيداً مستقلاً تعددياً تسوده المساواة والعدالة والديمقراطية وحقوق الانسان". كما تمنى للمسلمين صوماً مباركاً مع حلول شهر رمضان المبارك.

 

بيان صادر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية

حرَّاس الأرز كانوا وما زالوا في قضايا لبنان متهِمين (بكسر الهاء) لا متهَمين (بفتح الهاء)، وهذه معادلة يعرفها أيضاً الشرفاء في لبنان.

نشر الموقع الإلكتروني للتيار الوطني الحرّ نقلاً عن زميله موقع "المنار" بتاريخ ٢٦ تمّوز الجاري حديثاً منسوباً لخبير "جنائي الماني" تحت عنوان "الأدلة المغيّبة في جريمة إغتيال الحريري (٢): سرّيون من حرَّاس الأرز والقوّات مرتبطين بوحدة ٥٠٤"، يتهم فيه حرَّاس الأرز بالإشتراك في جريمة إغتيال رفيق الحريري... إلخ.

عندما قرأنا هذا الحديث خَطر ببالنا ان لا نكلّف أنفسنا عناء الرّد عليه نظراً لتفاهته وما يحتويه من تحليلات وافتراضاتٍ صبيانية لا ترقى إلى أدنى معايير الصُدقية والجدّية، مِمّا يعطي انطباعاً ان صاحبه المدعو غولبل إما مأجور من قِبَل جهات معيّنة للتشويش على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وإمّا مُتخلّف عقلياً أو مُصاب بمرض الهذيان النفسي. وإذا كان أصحاب تلك المواقع يعوّلون فعلاً على هذا "الخبير" في رفع التهمة عن قتلة الحريري الحقيقيين فهذا لأمرٌ يدعو حقاً إلى الشفقة.

ولكن، وبما ان الحديث المذكور قد تمّ نشره على مواقع الكترونية تعود إلى أحزاب فاعلة ومسؤولة داخل السلطة اللبنانية وخارجها، فقد عُدنا وقررنا الردّ عليه للأسباب التالية:

١ـ لقطع الطريق على الذين يحاولون تضليل الناس وإدخال الشكّ إلى النفوس الضعيفة وما أكثرها في هذه الأيام، عملاً بقول المسيح: الويل لمن تقع الشكوك على يديه، خصوصاً في هذا الزمن الرديء حيث استُبدلت فيه الحقيقة بالدّجل والفجور السياسي، فأصبح لبنان بلداً لا يشبه ذاته.

۲ـ لكي نضع حدّاً لحملات التجنّي والإفتراء على حزبنا الذي تفرّد عن غيره من الأحزاب اللبنانية في المحافظة على مناقبيته العالية ونظافة كفّه وشرف سلاحه وقدسية نضاله من أجل لبنان ومن أجله فقط... وهذه الحقيقة الساطعة يعرفها الشرفاء في هذا البلد.

۳ـ لكي نُعلن للرأي العام اللبناني إننا قرّرنا مُقاضاة هذا "الخبير" الإلماني وكل من اشترك معه في نشر أكاذيبه وتلفيقاته أمام المحاكم المختصّة مع الإحتفاظ بكامل حقوقنا من تعويضات معنوية ومادية.

وإذ نأمل من أصحاب تلك المواقع نشر هذا الرّد في المكان الذي نشر فيه الحديث المذكور عملاً بقانون المطبوعات واللياقة الإعلامية، نُذكِّرُهُم بأن حرَّاس الأرز كانوا وما زالوا في قضايا لبنان متهِمين (بكسر الهاء) لا متهَمين (بفتح الهاء)، وهذه معادلة يعرفها أيضاً الشرفاء في لبنان.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

رئيس حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية.

في ٢٩ تمّوز ٢٠١١.

 

قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرانسين فرانسين يوافق على نشر الصور والإتهامات الموجهة للمتهمين الـ4 في قضية اغتيال الحريري

وافق قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرانسين على طلب مدعي عام المحكمة دانيال بلمار بنشر كل المعلومات، المتعلقة بالمتهمين الـ 4 في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، من صور والتهم الموجهة إليهم، على أن تبقى المعلومات في قرار الإتهام المتعلقة بكل متهم سرية.

مع إقتراب إنتهاء المدة المحددة للسلطات اللبنانية لتسليم المتهمين الأربعة في جريمة إغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، أصدر قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال فرانسين، الجمعة، قرارا برفع السرية عن كامل أسماء وألقاب الأفراد الأربعة المذكورين في القرار الإتهامي وعن المعلومات المتعلّقة بسيَرهم الذاتية وصورهم والتهم الموجهة إليهم. وبحسب بيان صادر عن المحكمة الدولية، فإنَّ قرار فرانسين وافق عليه المدعي العام دانيال بلمار بعد التشاور مع النائب العام التمييزي اللبناني والتأكد من أنَّ رفع السرية عن هذه المعلومات لا يتعارض مع القوانين اللبنانية المتعلقة بتنفيذ عمليات التوقيف ومن شأنه أن يعزز إحتمال إعتقال المتهمين.

وأفاد القرار بأنَّ المعلومات الأخرى الواردة في القرار الإتهامي وفي النسخ المموّهة الخاصة بكل متهم ستبقى سرية في هذه المرحلة، وقال قاضي الإجراءات التمهيدية إنَّ الكشف عن المعلومات المذكورة أعلاه لا يمس حقوق المتهمين الذين ما زالت تُفترض براءتهم. اما الأفراد الأربعة الواردة أسماؤهم في قرار الاتّهام هم:

_سليم جميل عياش

_مصطفى امين بدر الدين

_حسين حسن عنيسي

_اسد حسن صبرا

ووفقًا لما جاء في القرار، أفاد المدّعي العام بلمار بأنّ من شأن إعلان المعلومات للعموم قد يعزّز احتمال اعتقال المتّهمين.

إلى ذلك، قدّم المدّعي العام في 17 كانون الثاني 2011 قرار الاتّهام إلى القاضي فرانسين لينظر فيه، وأحيل قرار الاتّهام ومذّكرات التوقيف المرفقة به إلى السلطات اللّبنانية في 30 حزيران 2011.

وأصدر قاضي الإجراءات التمهيدية في 8 تموز 2011 مذكرات توقيف دولية بحقّ المتّهمين.

وأجاز القاضي فرانسين لمكتب المدّعي العام تزويد الإنتربول بالمعلومات الضرورية لإصدار "نشرة حمراء" بحقّ كلّ متّهم.

وقد حُدّد يوم 11 آب موعدًا نهائيًا لتقديم السلطات اللّبنانية تقريرًا عن التقدم المحرز فيما يتعلّق بتنفيذ مذكّرات التوقيف وتبقى السلطات اللّبنانية مسؤولة مسؤولية مستمرة عن توقيف المتّهمين، واحتجازهم ونقلهم.

 

تظاهرة مؤيّدة للنظام السوري في "الرويسات"

سعيد لـ"حزب الله": عرض عضلاتك لا يخيفنا

الجمهورية/الجمعة 29 تموز 2011

انّها ليست دمشق، ولا الموقع هو السفارة الفرنسيّة أو الأميركية، بل هو وسط ساحل المتن الشمالي، وتحديدا رويسات -الجديدة، حيث نظّم "حزب الله" بالتنسيق مع الحزب "السوري القومي الاجتماعي"، تظاهرة تأييدا للنظام السوري في مواكبة عناصر من انضباط "حزب الله"، بلباسهم الأسود، ووسط حشد لعشرات من العمّال السوريين في المنطقة، ومن أبناء الرويسات، فضلا عن مناصرين للحزبين المذكورين، جاؤوا من خارج المنطقة.

وقد انطلقت التظاهرة من الرويسات، تحمل علما سوريّا عملاقا وصورا ضخمة لكل من الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فيما تحدث شهود عيان عن تسرّب بعض المتظاهرين إلى خارج الرويسات وتخوم شوارع الجديدة، ووصل بعض المواكب السيارة التي تحمل مكبّرات الصوت، الى الموقع الذي استشهد فيه النائب والوزير السابق بيار الجميّل، حيث مرّ الموكب من أمام أحد مراكز "حزب الكتائب" بطريقة استفزازية واضحة، في حين رفع المتظاهرون صورة ضخمة تجمع الأسد ونصرالله والرئيس الراحل حافظ الأسد على أحد الجدران داخل الرويسات.

والسؤال المطروح اليوم: لماذا في الجديدة، حيث لا وجود لسفارات أميركية أو فرنسية؟ وماذا ستكون النتيجة لو حصل احتكاك مع بعض الأهالي في الجديدة؟ وما المقصود من هذا الحشد ومن انتشار أصحاب "القمصان السود" في هذه المنطقة؟

سعيد

وتعليقا على ما جرى، قال منسّق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد، في حديث إلى "الجمهورية": نتلقى باستغراب كبير السلوك الاستفزازي الذي يبديه حزب الله في عدد من المناطق، فهو يقدم برهانا ساطعا على أنه يريد وضع يده على أراضي مملوكة من غيره، وبالتحديد من المسيحيين، ويصرّ على تنظيم تظاهرات في مناطق أهلية تستقبل تجمعات شعبية كهذه بعين القلق، وتضعها في خانة الاستفزاز. فماذا وراء كل هذا السلوك على مساحة لبنان؟ هل هو ناتج من إرباك "الحزب"، الذي يعيش لحظات صعبة وحرجة من خلال صدور القرار الاتهامي المرتقب من جهة، وارتباك حليفه النظام السوري من جهة أخرى؟ وتابع سعيد "هل يحاول "حزب الله" أن يقول للبنانيين وللمسيحيين تحديدا أنه قادر على وضع يده على قراهم وبلداتهم والأحياء الأهلية التي يسكنونها؟"

وأضاف "هذه الأسئلة هي برسم الرأي العام اللبناني أولا وبرسم الدولة والحكومة اللبنانية ثانيا، من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب لبنان عموما والمناطق الأهلية خصوصا أي اصطدام يتأتّى من أي استفزاز"، وقال: "هذه الأسئلة مطروحة على حزب الله مباشرة، والقول من خلالها إنّ عرض عضلاته يمينا ويسارا لا يخيفنا، وهذا السلوك رأيناه سابقا عند أحزاب وتجمعات أهلية ولم تعط أي نتيجة إلا النفور والابتعاد عن هذا السلوك السلبي".

ابي اللمع

بدوره علّق عضو الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار إيدي أبي اللمع على التظاهرة قائلا: "إنها تظاهرة في غير محلّها شكلا ومضمونا، وهي تشكّل استفزازا لسكان المنطقة الذين ليسوا جميعا من لون سياسي واحد وبعض سكانها لا يشارك رأي المتظاهرين"، وأشار إلى أنّها ليست المرة الأولى التي تحاول فيها هذه القوى إثبات ذاتها في المنطقة من خلال تظاهرات أو مسيرات في مناسبات معيّنة، في وقت تربط هذه القوى مصيرها بمصير النظام السوري، وتجد أنّ من واجبها القيام بكل ما من شأنه إظهار تأييدها هذا النظام ودعمه، مشيرا إلى تجاوب من القوى الأمنية والجيش الذين ضبطوا الوضع الأمني.

سامي الجميل

وكان منسّق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، لفت في بيان قبل انطلاق التظاهرة أنه أجرى اتصالا بوزير الداخلية مروان شربل طالبا منه التحرّك تفاديا لأي إشكال، وخصوصا ان المعلومات تحدّثت عن أن التظاهرة ستتوجه إلى الطريق العام في الجديدة، ما سيشكل استفزازا لأهالي المنطقة، مشيرا إلى أنّ الوزير شربل أرسل سرية من قوى الأمن الداخلي إلى المنطقة للعمل على منع التظاهرة من الوصول إلى الطريق العام والحفاظ على الأمن". وكان كل من الجيش وقوى الأمن كثّف انتشاره على تخوم الرويسات، مانعا التظاهرة من الخروج إلى شوارع الجديدة

 

وكيليكس/الجمهورية/إيران تدعم حزب الـله للسيطرة على لبنان وعون الطامح إلى الرئاسة يُنجز "الأعمال القذرة

"الخميس 28 تموز 2011

صدر عن السفارة الأميركيّة في بيروت تقرير مفصّل عن أهداف حزب الله التكتيكيّة والاستراتيجية في ضوء مواجهات 7 أيّار المسلّحة، مشيرا إلى أنّ حزب الله الذي اختار اعتماد أسلوب العنف في إبداء الآراء السياسية والدفاع عن معتقداته، لم يخرج سالما من هذه المواجهات، وسيعمل جاهدا لاستعادة شرعيّته كـ"مقاومة"، عبر لعب دور بنّاء ظاهري خلال محادثات الدوحة واعتماده على ميشال عون في إنجاز "الأعمال القذرة".

ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 08BEIRUT711 صادرة عن السفارة الأميركيّة في بيروت في 16 أيّار 2008، جاءت قراءة المسؤولين في السفارة للأحداث المسلّحة التي قادها حزب الله نتيجة معارضته بعض قرارت الحكومة، لتشير إلى أنّ البعثة الدبلوماسية الأميركيّة رأت أنّ كلّا من الحكومة اللبنانية وحزب الله قد مُني بالخسارة بعد أسبوع من المواجهات، ولكن الحكومة خسرت أكثر من الحزب الذي بات في إمكانه دخول المفاوضات من منطلق الرابح الأكبر.

وأوضحت أنّ الحكومة التي شهدت على قدرات حزب الله، ستخطو على الأرجح بحَذر في قراراتها المستقبلية، وكذلك الجيش اللبناني الذي تمّ ترهيبه في شكل كبير، مشيرة الى أنّه لن يقدم على مواجهة الحزب في المستقبل المنظور. ومع ذلك، أفادت المذكّرة أنّ حزب الله لعب ورقته الوحيدة، لافتة الى أنه، عبر احتلال وسط بيروت ومناطق من الشوف وإقدامه على إثارة العنف الذي أدّى إلى مقتل عشرات المواطنين، تجاوز حدوده في لعب هذه الورقة. وقالت إنّ الغضب الشعبي سيقع على كاهل الحزب متى اختار معاودة الكرّة. أضف إلى ذلك أنّ الحوار الوطني هو فرصة للطرفين كي يتراجعا ويُمعنا النظر في أيّ خطوات مستقبليّة.

وتجدر الإشارة الى أنّ حزب الله حقّق أهدافه المباشرة خلال المواجهات، والتي تمثّلت في إرغام الحكومة على إبطال مفعول القرارات المتخذّة في 5 أيّار والمتمثلة في نقل رئيس جهاز أمن المطار وملفّ شبكة الألياف البصرية الخاصة بالحزب، نتيجة اكتشاف كاميرا مراقبة تابعة له في مطار بيروت الدولي. غير أنّ هذا الانتصار جاء على حساب فضح نوايا حزب الله الحقيقية، أي "السيطرة السياسية على البلاد"، وأدّت في الوقت نفسه الى تقويض مصداقية مزاعمه القائلة إنه يقتني السلاح فقط لضرورات "المقاومة" ضدّ إسرائيل.

أهداف تكتيكيّة

وبعدما أدرك الحزب مدى تماديه في آخر مواجهات، فمن المرجّح أن تتمثّل خطوته التالية في حفظ ماء الوجه عبر الظهور كمن يلعب الدور البنّاء في الدوحة، على أن يترك، كالمعتاد، دور "المفسد" لحليف قوى 8 آذار، رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون.

وأضافت أنّ عون يفرح بلعب هذا الدور من أجل الإبقاء على توقّعاته الخاصة في منصب رئاسة الجمهورية حيّة ، أمّا خياراته الكثيرة في هذا الخصوص، والتي استخدمها في شكل مكثّف في الماضي لعرقلة كلّ الجهود الرامية الى إيجاد توافق وحلول فتتمثّل كالآتي:

1 - الإصرار على التوصّل الى اتفاق مسبق في شأن المناصب الوزارية.

2 - الإصرار على أقلّية معطّلة.

3 - الإصرار على قانون انتخاب يخدم مصلحة فريقه.

وباستخدامه القطريين كواجهة، من المرجّح أن يضغط حزب الله من أجل حكومة 10-10-10 كنقطة بداية للمحادثات وهو يعلم جيّدا أنّ سعد الحريري وميشال عون لن يقبلا هذه المعادلة.

وأبعد من ذلك، بينما يلعب حزب الله دور المحاور البنّاء، فإنّ جدول أعماله الخاص يتمثّل في المحافظة على مصالحه الخاصة:

1 - عدم وضع مسألة السلاح ضمن جدول محادثات الدوحة، وعوضا عن ذلك حصر النقاش في تشكيل الحكومة وقانون الانتخاب.

2 - ضمان الحصول على الأقلّية المعطلة للتأكّد من أنّ الحكومة اللبنانية ستكون عاجزة عن اتّخاذ قرارات قد تعرّض سلاح حزب الله أو أجهزة أمنه للخطر.

3 - إبقاء التركيز الدولي على مجريات محادثات الدوحة، من أجل كبح أيّ قرار قد يصدر عن الأمم المتحدة بحق سلاح الحزب.

وفي ظلّ كلّ ذلك، من المؤكّد أنّ حزب الله سيتقرّب من قائد الجيش العماد ميشال سليمان للتأكّد من أنّه عند انتخابه، لن يهاجم سلاح الحزب. وإذا شعر حزب الله في أيّ لحظة بأنّ سلاحه معرّض للخطر، فمن غير المفاجىء أن نشهد نوعا من الاستفزاز تجاه إسرائيل، سواء كان ذلك منسوبا إلى حزب الله أم لا، من أجل إثارة ردّ فعل إسرائيلي كفيل في إبقاء حزب الله في منزلة "المقاومة" وفضح عجز الجيش اللبناني.

أهداف استراتيجية

وأشارت المذكّرة الى أنّ إيران تدير أهداف حزب الله الاستراتيجية الطويلة الأمد أكثر من سوريا، والرامية في نهاية المطاف الى تأمين هيمنة سياسية كاملة على لبنان. وتنطوي هذه الاستراتيجية على تعطيل الحوار الوطني إذا ما بدا أنه يجبر الحزب على التنازل، أو استغلاله كتقنية مماطلة من أجل تمرير الوقت الى حين تحوّل التيارات المحلية والإقليمية والدولية في مصلحة حزب الله. كما أنّ الانتخابات الرئاسية الأميركية تؤدّي دورا كبيرا في هذه الاستراتيجية، بما أنّ إيران وسوريا وحزب الله يعتمدون على فكّ ارتباط الولايات المتحدة مع لبنان خلال فترة التحضير للانتخابات، وأنّ رهانهم هو أنّ، بغض النظر عن اسم الرئيس الجديد، فمن المرجّح أن يظهر وجه أكثر ودّا في البيت الأبيض، بينما تتابع إيران تعزيز برنامجها النووي ممّا يزيد من مكانتها بين دول المنطقة.

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يحتاج حزب الله الى حشد الـتأييد المحلّي وإعادة التأسيس لشرعيّته كـ"مقاومة". وإذا لزم الأمر، قد يلجأ حزب الله الى استفزاز إسرائيل كما فعل في العام 2006 مستفيدا من الوضع في قطاع غزّة لإطلاق هجومه الخاص. ولا شك أنّ حزب الله يطمح الى إعادة ما جرى العام 2006، فالدعم الشعبي الشيعي له انخفض في شكل دراماتيكي بعد انتهاء الحرب، إلّا أنه عاد وانتعش ما إن تلاشت ذاكرة الشعب حيال الجهة التي بدأت الصراع.

وفي السياق ذاته، سيستكمل حزب الله بناء مقوّمات "الدولة داخل الدولة"، وتعزيز ترسانته العسكرية وتوسيع شبكة الاتّصالات وشبكة المؤسّسات الاجتماعية. وبينما يتمّ وصف السلاح وشبكة الاتصالات بالعناصر الجوهرية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، فإنّ الخدمات الملموسة على أرض الواقع التي قُدمت إلى المجتمع الشيعي اللبناني والتي أبرزتها حملة معقّدة من العلاقات العامّة، تهدف الى توسيع الدائرة الانتخابية الشعبية.

أمّا الجانب الآخر من هذه الاستراتيجية، فهو جهد متواصل في إضعاف مؤسّسات الدولة التي تهدّد سيطرة حزب الله: الحكومة والجيش الوطني. كما أنّ حزب الله سيعمل جاهدا من أجل تشويه سمعة الجيش، سواء عبر إبراز عدم فعاليّته في الدفاع عن لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية، أم الاستفادة من العنف الذي حصل خلال الأسبوع الفائت وتسليط الضوء على عجز الجيش عن كبح الاشتباكات الطائفيّة. أضف الى ذلك جهود حزب الله المتواصلة لتقويض مكانة حكومة السنيورة عبر تأمين خدمات الرعاية الاجتماعية، حيث فشلت الحكومة، وكذلك عبر زعزعة الاقتصاد الوطني. فالمواجهات الأخيرة كانت لها عواقب اقتصادية عدّة إضافة الى العواقب السياسية، ولكن لبنان أثبت كالمعتاد عن مرونة عجيبة خلال أوقات الأزمات، وقسم كبير من هذه القدرة المميزة يعود الى جهود حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي يرجّح أن يكون أحد الأهداف التي سيحاول حزب الله مغازلتها والتقرّب منها أكثر.

وفي القسم الأخير من الأهداف الاستراتيجية، سيتابع حزب الله العمل من أجل التخلّص من أعدائه داخل المجتمع الشيعي. فعمليّة الإطاحة التي قام بها الحزب ضدّ مفتي صور هي مثال واضح على الجهود الشاملة "لتنظيف المنزل" وتعيين قادة دينيين شيعة من اختياره في أقوى مناصب الدولة. كما جاء في المذكّرة تخوّف من سعي حزب الله الى التفرقة بين الأطراف المسيحيين، بما يفسح في المجال أمام عون للحفاظ على موقع القائد المسيحي الأبرز.

 

تصبح سارية مطلع الأسبوع المقبل/"الأوروبي" يقرر توسيع العقوبات على نظام الأسد

بروكسل, واشنطن - رويترز, أ ش أ: أكد ديبلوماسيون في الاتحاد الاوروبي ان حكومات الاتحاد اتفقت من حيث المبدأ, أمس, على توسيع العقوبات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ويريد الاتحاد زيادة الضغط على الاسد لوقف الحملة الامنية على المتظاهرين, بعدما فرض عقوبات ضد الرئيس السوري وأكثر من 20 مسؤولاً آخرين, استهدفت أيضاً شركات لها صلات عسكرية في سورية. وبموجب اتفاق, أمس, سيتم استهداف خمسة أشخاص آخرين بقيود مثل تجميد الاصول وحظر السفر. وقال ديبلوماسي في الاتحاد "هناك اتفاق من حيث المبدأ على اضافة خمسة أسماء الى قائمة الاشخاص المفروضة عليهم عقوبات", من دون الكشف عن هويات الأفراد المستهدفين. وستصبح العقوبات سارية أوائل الاسبوع المقبل بمجرد اقرار مبعوثي الاتحاد لها رسميا. في سياق متصل, اتهم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان, الرئيس السوري بشار الأسد بتصعيد أعمال العنف الطائفي في سورية لبث الخوف والذعر في نفوس المتظاهرين ولإثنائهم عن المطالبة بتغيير نظامه. ونقل راديو "سوا" الأميركي, أمس, عن فيلتمان قوله ¯ خلال جلسة استماع اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس النواب ¯ "ان رغبة الأسد في احتكار السلطة جعلته يشعل عن قصد أعمال العنف ذات النزعة الطائفية, رغبة منه في اخفاء طبيعة نظامه الديكتاتوري حيث قام ببث الخوف في صفوف الشعب من قيام فتنة طائفية", مشيراً إلى أنه نتيجة لنهج الأسد فإن أعمال العنف المميتة اتخذت شكلاً طائفياً كما هي الحال في المأساة التي وقعت في مدينة حمص وسط سورية.

 

سمير فرنجية: نصر الله اختصر الدولة التي أوجدها.. وكلامه يُضعف حكومته 

  اعتبر عضو الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق سمير فرنجية أنَّ "كلام أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخير هو محاولة لإيجاد مبرر لاستمرار السلاح"، لافتاً إلى أنَّ "النفط قضية تهمّ كل شخص وكل اللبنانيين، لكن فقط الدولة هي التي يحق لها الكلام في هذا الموضوع". وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، قال فرنجية: "كلام نصرالله يعبّر عن دولته التي بناها، ولكن الغريب أنَّه إذا أراد الطرف الآخر (الأكثرية) أن تُحترم الحكومة الحالية فعليهم أن يحترموها هم أولاً، إلا أنهم يتصرفون كمن يطلق النار على رجله".

وأضاف: "زعيم "حزب الله" ليس المخوّل أن يتكلم بإسم كل لبنان في موضوع يخص كل لبنان، وبذلك فإنهم لا يحترمون شرعية هذه الحكومة، وهذا الغريب في الأمر، وهذا السؤال الكبير الذي لا أجد جواباً عليه، فليتركوا مجالاً للحكومة التي شكّلوها هم أن تتصرف كحكومة، فغريب كيف أن هناك إصراراً على اضعاف الحكومة التي شكّلوها هم".

 

 مستشار ميقاتي: ممنوع الاقتراب من ريفي والحسن وغيرهم.. لمحاسبتهم بحال ارتكابهم الأخطاء فقط 

أشار المستشار السياسي للرئيس نجيب ميقاتي، خضر طالب إلى أنَّ "هناك زيارات سيقوم بها ميقاتي إلى سوريا والمملكة العربية السعودية وكل الدول العربية ولكن بعد رمضان"، وقال: "المملكة (العربية السعودية) في طليعة الدول التي فتحت أبوابها في وجه الرئيس ميقاتي، والبيان الذي صدر عن مجلس وزراء الخارجية العربية دليل على ذلك".

وفي حديث لقناة "lbc"، قال طالب: "مشروع الحكومة اللبنانية السابقة إلى مجلس جامعة الدول العربية حول المحكمة الدولية هو الذي قرأه الرئيس ميقاتي في جلسة الثقة"، معتبراً أنَّ "مسألة الإحترام للقرارات الدولية هي أهمّ من مسألة الإلتزام، لأنَّ الإلتزام يكون أعمى". وبشأن تمويل المحكمة، اعتبر طالب أن "موضوع تمويل المحكمة يعالج في تشرين المقبل". وحول الاعتداء على قوات اليونيفيل، قال طالب: "الفرنسيون في التحقيقات الأولية يقولون إن الجهة التي استهدفت الـيونيفيل غير معروفة، فلماذا الإتهام المسبق لجهات معينة في البلد؟"، داعياً إلى "جعل التحقيق في الإعتداء أن يأخذ مجراه". وردًا على سؤال، أجاب طالب: "لماذا سنعاقب (رئيس فرع المعلومات العقيد) وسام الحسن و(مدير عام قوى الأمن اللواء) أشرف ريفي؟ ماذا فعلا؟ وأيضا (أمين عام مجلس الوزراء) سهيل بوجي و(مدعي عام التمييز) سعيد ميرزا و(مدير عام أوجيرو) عبد المنعم يوسف و(ورئيس شركة طيران الشرق الأوسط) محمد الحوت. هناك تركيز على بعض الأسماء، فهل هؤلاء الناس ناجحون في مواقعهم أم لا؟ هذه المجموعة ممنوع أحد ان يقترب منهم إلا إذا ارتكبوا مخالفات وخالفوا الدستور والقانون، وهم وكل موظف "آدمي" في الدولة ممنوع أحد ان يقترب منهم".

 

زيد حمدان: توقيفي يروّج لأغنيتي

بيروت - محمد غندور/الحياة

يبدو أن مسلسل انتهاك الحريات الفكرية والإبداعية والفنية في لبنان يتواصل. فقبل سنوات أوقف الموسيقي مارسيل خليفة، بعدما قدّم أغنية «أنا يوسف يا أبي»، بحجة أنه لحّن جملة من القرآن الكريم، ما أشعل نقاشاً حاداً بين مؤسسات دينية وقضائية، ترافقت مع احتجاجات شعبية تطالب بإسقاط التهمة عن خليفة الذي لم يكن في نيته سوى تقديم عمل ابداعي.

والسنة الماضية أيضاً، أوقفت مجموعة من الشبّان بعد انتقادها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، عبر موقع «فايسبوك» الاجتماعي. وأخيراً، أوقف الموسيقي والمغني الشاب زيد حمدان قبل يومين، للتحقيق معه على خلفية أغنيته «جنرال سليمان» التــي صوّر الفيديو كليب الخاص بها المخرج الإيطالي جيجي روكاتي، وأطلق سراح حمدان بعد 8 ساعات من التحقيق.

الأغنية التي لم تعرض على الشاشات المحلية، موجودة على موقع «يوتيوب» منذ سنة تقريباً، والغريب أن أحداً من رجال الرقابة لم يتنبه إليها إلا بعدما أرسل روكاتي نسخة منها على قرص «دي في دي» الى أحد أصدقائه في لبنان، فوقعت في يد الأمن العام الذي سارع الى البحث عن حمدان وطلبه للتحقيق في 20 و21 الجاري.

يتحدث الشاب اللبناني في أغنيته التي أصدرها بعد انتخاب سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية، عن الفساد المستشري في لبنان، وسلاح الميليشات والتدخلات الأجنبية والاستخباراتية وصعوبة الحياة في ظل هذ الظروف الصعبة. هو نقد اجتماعي للواقع اللبناني من دون الغوص في التفاصيل أو الأحداث. لا يطرح حمدان حلولاً للأزمات، إنما يسعى إلى الإضاءة بطريقته الفنية على مشكلات البلد. ثم يختتم الأغنية بجملة «جنرال سليمان، إرحل» (go home general sulaiman)، وهذه الجملة هي التي أثارت حفيظة الأمن العام واعتبرتها قدحاً وذمّاً في حق الرئيس اللبناني.

يقول حمدان لـ «الحياة» إن «كلمة إرحل التي اختتمت بها الأغنية، ليست شتيمة، إنما موقف أردت التعبير عنه، لا أريد للسلطة العسكرية في لبنان أن تتدخل في السياسة، نحب الجيش ونقدر تضحياته شرط أن يبقى بعيداً من زواريب السياسة الضيقة».

ويضيف: «حتى الآن لم أفهم لماذا استدعيت الى التحقيق، وعلى أي أساس خرجت، فعلاً الأمر معقد. عملي هو تقديم الموسيقى والتعبير عن آرائي من خلالها، الأغنية التي اعترض عليها الأمن العام ليست هجومية، بل هي نشيد للسلام وضد العنف، أنا لا أطالب بتغيير النظام، إنما أعبّر عن رأيي بحرية، وأقول في الأغنية كيف أن سليمان وحّد البلد وحاول إيجاد حل للسلاح المنتشر، لكنني لا أحبذ أن تختلط الأمور العسكرية بالسياسية».

ويرى حمدان أن السياسة اللبنانية صعبة جداً لما فيها من تشعبات، مؤكداً أنه لن يدخل في زواريبها أبداً، ومشيراً الى أن من اعتقلوه أمنّوا له أفضل دعاية للأغنية والألبوم الجديد الذي يحمل عنوان «عاصفة»، كما أنهم روّجوا مجدداً لأغنية «جنرال سليمان» التي شاهدها الآلاف منذ توقيفه.

وحول ما إذا كان سيُحوّل تجربة اعتقاله إلى عمل فني، يوضح: «ما حصل معي غريب جداً بالنسبة إلي، وجديد في الوقت ذاته، حتى الآن لم أفكر في الموضوع، أريد التركيز على عملي مجدداً، سأسافر الأحد المقبل الى الولايات المتحدة للمشاركة في ورشة عمل مع موسيقيين أميركيين». ويؤكد حمدان أن ما حصل معه لن يمنعه من التحضير مجدداً لأعمال مشابهة، وأن الترهيب الفكري الذي تعرّض اليه، لن يوقف مخيلته عن إنتاج أفكار لبلد أفضل ومجتمع أوعى. علماً أنه أكد أن تعامل رجال الأمن معه خلال فترة توقيفه «كان حضارياً».

في المقابل، يرى نزار صاغية، محامي حمدان، أن ما حصل مع موكله يبرهن أن ثمة أزمة حكم في لبنان، ويسيء إلى الحرية الفنية وحرية الرأي والتعبير، ويكشف أيضاً مدى ازدراء السلطات العامة للحريات الشخصية، خصوصاً في وقت تشهد فيه دول عربية نزع الهالة عن هامة الزعيم وإعادة الكرامة إلى المواطن.

ويشير صاغية الى أن السلطة توقف الفنانين، لتمارس عليهم إرهاباً فكرياً علّهم يتوقفون عن تقديم أعمال تنتقدها أو تشير إلى علاتها. ويرفض المحامي اللبناني فكرة توقيف المبدعين، داعياً إلى التصدي لهذه الممارسات، عبر تضامن الفنانين مع بعضهم البعض، ليكون لهم تحرك فعلي على الأرض في حال تعرّض أي منهم للتوقيف. وينتقد صاغية المسؤولين الفعليين عن هذه التوقيفات، طالباً منهم أن يكونوا أكثر انفتاحاً وتفهماً للعمل، والأهم أن يكونوا على اطلاع على ما يسمعونه أو يرونه.

ويقول صاغية أن ما حدث مع زيد حمدان يجب أن يكون مناسبة للتفكير بجدية في الخطوات المقبلة في حال تعرض أي فنان لقمع حريته الفنية، وأن على الفنانين أن يتحركوا في وجه السلطة.

ويوضح أن ملف القضية لم يقفل بعد، وان ثمة احتمالان لمساره: إما حفظ الملف، أو تحويله على النيابة العامة الاستئنافية في بيروت وهنا تبدأ المحاكمة الفعلية التي يعتبرها صاغية فرصة ذهبية للتحرك وبدء العمل على آلية تضمن حقوق الفنانين وتحمي حرياتهم.

وأحالت النيابة العامة التمييزية حمدان الى الحاكم المنفرد الجزائي في بيروت القاضي غسان الخوري، بعد الادعاء عليه بجرم القدح والذم بحق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من خلال «فيديو كليب»، كان قد وزعه وعرضه عندما كان سليمان قائداً للجيش.

وأثار توقيف حمدان، حراكاً إلكترونياً على موقعي «فايسبوك» و «تويتر»، عبر مجموعات دعت إلى وقف السلطات ممارستها الإرهاب الفكري وقمع الحريات.

وحمدان من الفنانين الشباب الذين برزوا بعد الحرب الأهلية اللبنانية بخطه الموسيقي المغاير للسائد وبطريقة تعاطيه مع مشاكل البلد وأزماته، وهي طريقة أخلاقية، وبعيدة من الشتائم والانتقاد المباشر، ودائماً عبر موسيقى جميلة وملتزمة. شكّل زيد حمدان ثنائياً رائعاً مع ياسمين حمدان، وقدّما العديد من الأغاني الناجحة. ثم انفصلا، ليبدأ كل منهما منفرداً مشروعه الموسيقي الخاص. قدّم حمدان أحدث أسطواناته «عاصفة» وهي أولى ثمرات تعاونه مع فرقةZeid And The Wings الأسبوع الماضي في حفلة بيروتية، وسبق له أن قدم أعمالاً عدّة في اسطوانات «باتر» (2001) و «شفتك» (2002) و «إنتَ فين» (2005).

 

انتقادات هامسة في الغرف المغلقة لا توفّر البطريرك

"شركة ومحبة" حسناً أما السياسة فموضوع آخر

إيلي الحاج /النهار

لولا بقية التزام لهدنة بكركي لكانت قضية أراضي لاسا وحدها صاعق تفجير بين الزعماء الموارنة، ولكن في الغرف المغلقة تتطاير انتقادات لا توفر البطريرك الجديد الذي يدخل المنازل كل يوم من شاشاتها. يهمس سياسي يشغل موقعاً عالياً في الدولة لزائريه، أن سمير جعجع الذي يلتقيه أحياناً لا يريد أن يثير استياء البطريرك الماروني بشارة الراعي، وأن رئيس حزب "القوات اللبنانية" في تقدير السياسي ينتظر يوماً "يكتشف" فيه البطريرك من هو النائب الجنرال ميشال عون. يلاحظ السياسي أيضاً أن ما بين "القوات" والعونيين تاريخا من سياسة رد الفعل ناتج من عقد متبادلة وخيط دم لا يزال في الذاكرة على رغم كل السنين.

سياسي آخر ماروني في مجلس مختلف يرى بأسف ويهمس أيضاً، أن البطريرك يركب زورقاً واحداً مع الجنرال، ويسترجع مواقفه منذ انتخابه تقريباً. فمن إعلان الراعي نيته زيارة سوريا من غير توقف التي حدت سلفه الكاردينال نصرالله صفير إلى الإحجام عن هذه الزيارة، على رغم كل الإغراءات الكبيرة التي عرضت عليه خلال ولايته الطويلة، ينطلق السياسي ليسأل عن المقابل الذي كان البطريرك الجديد سيعود به للبنانيين لو حصلت الزيارة. في رأي المتحدث همساً أنها لن تحصل. فات الأوان. فبعد كلام بكركي اشتعلت درعا ثم كل سوريا.

"ربيع العرب" مؤامرة صهيونية!!

المشترك بين الرجلين المتحدثين من مكانين مختلفين أن كلا منهما سأل عن الصورة التي جمعت في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الطاقة جبران باسيل. ما الغاية من هذه الزيارة؟ هل يظن الجنرال ميشال عون حقاً أنها لمصلحته، وان باسيل هو الرجل القوي والأقرب إليه في تياره؟ ثم أن الخبر الرسمي أوضح أن الحديث تناول أوضاع لبنان. فهل أراد الأسد من الصورة مجرد الإيحاء أنه مرتاح إلى وضعه لدرجة أن وقته يسمح بمتابعة أوضاع لبنان، وربما أحوال التيار الكهربائي فيه؟

البطريرك مستقبلاً نواب حزب اللهي عود الحديث هنا إلى البطريرك وتصريحه العلني خلال لقاء شعبي في جبيل أن "ربيع العرب" هو مؤامرة صهيونية. يصمت السياسيون، المخاصمون بطبيعة الحال للنظام الحالي في سوريا، عن الكلام المباح. بالكاد يفلت سؤال من أحدهم: "يعني أن السوري المتظاهر في درعا من أجل حريته وكرامته ولقمة عائلته يخدم الصهيونية؟".

البطريرك صفير: "أين يقع قصر المهاجرين؟"

واضح أن أحدا لا يريد أن يعترض علناً على أي موقف للراعي، وحتى لو تحدث سياسيون كثيرون على طريقة الناس العاديين الذين لم يتعوّدوا - في الشكل - بعد أسلوب البطريرك الجديد، الذي يكثر من الظهور الإعلامي والكلام على مختلف المواضيع في نشرات الأخبار، فضلاً عن ظهوره اليومي عبر محطة "تيلي لوميار" في عظات ومحاضرات ولقاءات طويلة مسجلة له أيام كان مطراناً، وبعضهم يسأل عن سر ردائه الإرجواني اللافت وعن أشخاص يرافقونه حيثما توجه. في تناولهم للمضمون يهمس المتحدثون بأن كلمة من البطريرك السابق كانت تهزّ البلاد ("وأين يقع قصر المهاجرين؟" أجاب صفير مراسلاً سأله في المطار عما إذا كان سيزور ذلك القصر).

في ترجمة الهمس: كل ما تقدم ليس إلا مقدمة للقول إن البطريرك الراعي الذي يتشبه بالبابا الراحل يوحنا بولس الثاني اقتحم العمل السياسي على طريقته، مازجاً بين الأرض والسماء، "شركة ومحبة" حسناً. البحث في اتفاق جديد بين اللبنانيين بدل الطائف؟ ماذا عن موازين القوى هل تترك شيئاً يذكر للمسيحيين بعدما ثبت بالملموس أن الجنرال عون أعجز- على رغم تحالفه الوثيق مع "حزب الله"- عن استعادة منصب المدير العام للأمن العام للمسيحيين أو حتى سحب منصب قيادة أمن المطار إليهم؟ دعم رئيس الجمهورية في كل مواقفه حسناً. أما التشبث علناً ببقاء زياد بارود في وزارة الداخلية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ليتبين لاحقاً أن الرئيس ميشال سليمان قد تخلّى عنه... وأما استجلاب بركة البابا بينيديكتوس السادس عشر لحكومة ميقاتي خلال زيارة الراعي للفاتيكان، فهذه مواقف تستدعي السؤال عن مستشاري البطريرك في السياسة. هل عنده مستشارون؟

ولكن فوق كل ما تقدم، حقق البطريرك الجديد ما عجز عنه أسلافه إذ جمع زعماء الموارنة تحت سقف بكركي وحملهم احتراماً لموقعه على أن يقبل بعضهم بعضاً، وإن في الحد الأدنى وعلى مضض. تبقى قضية أراضي البطريركية في لاسا التي كان الأفضل لو كلف البطريرك أحد المسؤولين في الكنيسة معالجتها، يقول السياسيان، فلا يترك الديمان إلى بكركي ليلتقي ممثل "حزب الله" ويعقد بنفسه اتفاقاً سرعان ما خرقه رجل اسمه ياسر المقداد، يبني اليوم على أرض متنازع عليها ولا يكترث.

 

عون يُحضّر لانتخابات 2013 ...وما بعدْ بَعْدَها

الجمهورية

لا يبدو "الجنرال" مستعدّا لإضاعة الوقت. بالنسبة إليه، "الجنازة حامية... ولكن!"

مرتاح إلى أنه "مدعوم". لا رأس كبيرا أمامه في هذه الدولة. "إنّها دولتنا". ومع الحلفاء الأقوياء نستطيع أن نقول لهذا الجبل "إنتقِلْ!"...فينتقِل. ومن لا يصدّق يُحِلْه عون الى وليد جنبلاط الذي "انتقَلَ" بـ"جَبَلِهِ" في لحظة. لكنّ المفارقة، هي أنّ خصومه المسيحيين يحيلونه اليوم إلى "جبل لاسا وسائر الجرد": الجبل هنا وهناك!

يعتبر "الجنرال" أن استثماره الحقيقي لكسب المعارك السياسية هو في تموضعه الإستراتيجي. ولذلك يخشى أن تؤدّي التطورات في لبنان وسوريا إلى ضعف المحور الداعم له. ويستعجل قطف ما يمكن من مكاسب وأرباح متاحة، من باب الاحتياط.

في الحكومة، صارع خمسة أشهر، ونجح في تحصيل الثلث. وهو يستعدّ لفتح معركة مع ثلثها "الوسطي" لـ"تطهير" الإدارات والأجهزة الأمنية والقضائية من الأسماء غير المرغوب فيها.

نوّاب... وحسابات

لكنَّ في خلفية معارك "الجنرال" الحالية هدفا واحدا. هو يريد إثبات أنه الزعيم المسيحي الأقوى، بعدما كان يرفع سابقا عنوان "الزعيم الأوحد". وبناء على ذلك، يريد أن يبني موقعه في أي تركيبة تفرضها التحولات: الوكيل الحصري، أو شبه الحصري، للزعامة المسيحية في لبنان.

الهمُّ الأساسي لدى "الجنرال" هو التحضير لمعركتين حاسمتين: إنتخابات 2013 النيابية وانتخابات 2014 الرئاسية. هنا يصبح الاستثمار رخيصا مهما غلا سعره. ولن تتكرر الفرصة- إذا أتيحت- لأن الوقت له دوره الحاسم بالنسبة إلى "جنرال" في فترة التقاعد.

نوّاب الرابية تبلّغوا ذلك. لكنّهم يشعرون بالإرباك. فهم أولا لايطمئنّون إلى أنه سيعتمدهم في الانتخابات المقبلة. ومنهم من وصل إلى الرمق الأخير في دورة 2009 قبل أن يحظى بإدراج اسمه في اللائحة البرتقالية، وكابد الكثير. وهو لا يعرف إذا كان "غريمه" الذي لم يصل في تلك الدورة مستعدا للتضحية أكثر هذه المرة، فـ"يكافئه" "الجنرال".

كما أنهم لا يعرفون أي معادلة سياسية سيكون فيها البلد والمنطقة بعد عامين. فالتطورات تقاس بالأسابيع والأشهر لا بالسنوات. ولذلك لا يبدي هؤلاء النواب حماسة لإطلاق العنان لمواقف "عونية" صاخبة.

وثمّة بينهم من هو صامت ومنكفئ عن الشاشة بعدما كان "الديك الصيّاح" يوميا.

يهزّون الرؤوس

هؤلاء النواب يستمعون إلى "الجنرال" في مجلسه في الرابية. يهزّون برؤوسهم بالموافقة على كل شيء، وخصوصا بالنسبة إلى ضرورة التواصل و"إقناع" القواعد الشعبية، كل في دائرته الانتخابية، بصوابية مواقف "التيار". لكنّهم عندما يخرجون من الرابية يتبادلون الحديث عن المصاعب والإشكالات.

يقول أحد هؤلاء النواب إنّ هذه المواقف لا تلتقي مع توجّهات القواعد المسيحية. و"كلما عملنا على جذب الناخبين، جاء موقف سياسي يبعدهم أكثر". ولا يخفي هؤلاء أن الدفاع الحاد عن "حزب الله" وسلاحه، ومنحه الدعم المطلق في الإمساك بقرار الحرب والسلم وبكل مفاصل السلطة يثير حفيظة حتى أنصار "الجنرال" الخُلَّص. ويعتقد هؤلاء أنّ ذلك سينعكس تراجعا شعبيا في الانتخابات النيابية المقبلة، كما في انتخابات 2009.

وجاءت قضية لاسا في الظرف العصيب. فالمعني الأساسي بها هو البطريركية المارونية. وهناك استياء شعبي مسيحي من مواقف "الجنرال" المتهاونة إزاء استباحة أملاك الكنيسة، فيما الشعارات المرفوعة في الرابية هي استعادة الحقوق المسيحية الضائعة. وهناك أكثر من لاسا واحدة في عدد من المناطق، بدءا من بيروت وضواحيها.

وفي رأي هذا النائب أن المحاولات لترميم العلاقة مع بكركي في عهد البطريرك بشارة الراعي تتأثر بتجربة لاسا، بعدما أصيبت بنكسة عدم قدرة "الجنرال" على الوفاء بوعده للبطريرك "استعادة" موقع المدير العام للأمن العام.

ويبدو الحوار المسيحي- المسيحي على مفترق حاسم بعدما أعلن الدكتور سمير جعجع أنه سيَعُدّ إلى العشرة قبل العودة إليه. فنظرية الحوار أدّت أدوارا إيجابية في بعض جوانبها، وانعكست ارتياحا شعبيا، وخصوصا في الشمال، لكن أجواء الرابية لم تكن منسجمة تماما مع مستلزمات هذا الحوار.

قبل أوانها بكثير

في الانتظار، واستباقا لأي تقلبات سياسية تعيد خلط الأوراق، يسرّع العماد ميشال عون وحلفاؤه "طبخ" قانون للانتخابات مناسب لهم. وهو يطمح إلى أن يتيح له ذلك تولّي وزير قريب منه حقيبة الداخلية. ومن هنا استعجال الحكومة الحالية وضع قانون جديد، فيما كانت القوانين غالبا تنتظر ربع الساعة الأخير قبل انقضاء المهلة القانونية.

والمجلس النيابي المقبل يمثّل لـ"الجنرال" الفرصة الأخيرة للوصول إلى بعبدا. ومن أجل هذا الهدف تهون المواقف والمواقع وتُبرَّر التنازلات والتموضعات.

فتجربة 2008 انتهت بالتوافقي ميشال سليمان في تسوية الدوحة. لكن زمن التسويات ولّى. ويطمح عون إلى كسب معركة "كسر عظم" لا بدّ من أنها آتية بين محورين متوازيين لا يلتقيان!

لكنّ طموح "الجنرال" مبكر، في المجلس النيابي والرئاسة. والرهانات اليوم على معارك 2013 و2014 تبدو كرهان العثور على إبرة في أعماق المحيط.

 

كونيللي: مكتسبات لبنان الديموقراطية مهددة مع حكومة أقل تعبيراً عن إرادة شعبه

النهار/حذرت السفيرة الاميركية مورا كونيللي ان "هناك خطراً يتهدد مكتسبات لبنان في ديموقراطية المشاركة والشفافية مع حكومة أقل تعبيراً عن ارادة الشعب اللبناني واكثر تعبيرا عن ارادة مصالح خارجية ". ورأت "ان شعوب المنطقة تحتاج الى قنوات اضافية من أجل محاسبة الحكومات وحضها على الوفاء بواجباتها ازاء تطلعات الشعوب".

تحدثت كونيللي في حفلة اقيمت في السفارة في عوكر  لمسؤول العلاقات العامة رايان غليها الذي يغادر لبنان نهائياً. وألقت كلمة شرحت فيها العمل الذي كان يقوم به غليها منوهة بجهوده في التواصل لنقل وجهة النظر الاميركية في لبنان بالسبل المناسبة. ومما قالته: "اسمحوا لي ان أعيد تقديم وجهة نظرناً حول الربيع العربي ولبنان لأني أعلم اننا في السفارة نعتقد اننا نشهد ولادة مستقبل الشرق الاوسط ولدينا جميعاً مصلحة في هذا المستقبل".  وأضافت: "ان لبنان قام بخطوة جبارة في 2005 حين وضع الشعب اللبناني نهاية للاحتلال السوري لهذا البلد. لكن غياب التغيير كما غياب الاصلاح في السنوات التي تلت تسببت في احباط الكثيرين ممن اجتمعوا في ساحة الشهداء قبل ستة اعوام. والآن مع حكومة تبدو أقل تعبيراً عن ارداة الشعب اللبناني وأكثر تعبيراً عن ارادة مصالح خارجية هناك خطر ان يخسر لبنان الكثير من مكتسباته على صعيد ديموقراطية المشاركة والشفافية". وذكرت بانه "لمدة طويلة عانى لبنان وجيرانه الاقليميون من الفساد ومن حكومات لم تتجاوب مع حاجات مواطنيها ولذلك فان الازدهار المستقبلي في لبنان وجواره بات مرتبطاً أكثر بتطبيق اصلاحات اساسية في مجالات متعددة". وأشارت الى "ان هذا الارتباط أكثر ما يبدو جلياً في حال سوريا. اذ تحتاج شعوب المنطقة الى أن تقيم قنوات اضافية من اجل محاسبة الحكومات وحضها على الوفاء بواجباتها في التجاوب مع المطالب والطموحات المشروعة". وقالت كونيللي "إن المسألة ليست مسألة نماذج اصلاح بل مسألة ارادة وهؤلاء الذين يتمسكون بالستاتيكو يمكن ان يؤخروا تأثير المشكلات في بلدانهم لكن ليس للأبد. وفي حال لم يقدم القادة رؤية ايجابية الى الشباب ومنحوهم سبلا ذات معنى للمشاركة، فان آخرين سيملأون الفراغ" مشيرة بذلك الى "العناصر المتطرفة والمجموعات الارهابية". وذكرت بالموقف الذي أعلنه الرئيس الاميركي باراك اوباما من "أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم من يتقدم لحل المشكلات التي تواجهنا وتواجهكم. إذ نحن نعلم ان ما يحصل في المنطقة سيكون له انعكاسات أبعد بكثير مما هو متوقع".

 

أوباما يجدد تجميد أرصدة أشخاص يهددون استقرار لبنان

واشنطن - ا ف ب: أصدر الرئيس الاميركي باراك أوباما, أمس, قراراً جدد بموجبه التجميد المفروض منذ 2007 على ارصدة اشخاص يشكلون تهديدا لاستقرار لبنان والذي يستهدف بشكل رئيسي سورية, مبررا هذه الخطوة خصوصا بنقل منظومات اسلحة "متطورة" الى "حزب الله". وجاء في قرار رئاسي ارسله اوباما الى الكونغرس ونشره البيت الابيض ان "بعض الانشطة الجارية, وبينها استمرار نقل اسلحة الى "حزب الله" تضم منظومات اسلحة متطورة, تقوض سيادة لبنان وتساهم في زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي للمنطقة وتستمر في تشكيل تهديد غير اعتيادي وهائل على الامن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة". وتأتي هذه الخطوة وسط توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وسورية التي ترتبط بحزب الله الذي تصنفه واشنطن "مجموعة ارهابية". وكان وزراء الحزب وحلفاؤه انسحبوا من الحكومة في يناير الماضي بسبب التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري, ما أدى الى انهيار الحكومة

 

لجنة المحامين قدمت لأوكامبو أدلة دامغة تدين النظام السوري 

ضغوط لإصدار مذكرة توقيف دولية بحق الأسد وأركان نظامه

 حميد غريافي:السياسة

سارعت لجنة المحامين السوريين والعرب والدوليين التي شكلتها المعارضة السورية في كل من واشنطن واوروبا امس الى التحرك مجددا باتجاه مدعي عام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي القاضي لويس مورينو - اوكامبو مدعومة بوثائق دامغة واشرطة فيديو مصورة واشرطة مسجلة لمكالمات هاتفية بين قيادات الوحدات العسكرية والامنية في مختلف انحاء سورية والقيادات العامة في دمشق التي تصدر الاوامر بضرب المتظاهرين المدنيين بالرصاص وبعض القرى والمدن بقذائف مدفعية الدبابات والمدافع المتوسطة المضادة للطائرات وذلك منذ منتصف يونيو الماضي حتى منتصف يوليو حيث اضيفت هذه الوثائق التي من شأنها ان تعجل في صدور استدعاءات ومذكرات جلب او اعتقال بحق الرئيس بشار الاسد وشقيقه ماهر وصهره آصف شوكت وعدد من معاونيهم الى الوثائق السابقة التي ارفقت بالدعوى ضد النظام في دمشق الشهر الماضي منذ بداية الثورة في منتصف مارس الفائت حتى الخامس عشر من الشهر الفائت.

وقال احد المحامين البريطانيين من اللجنة في لندن امس ل¯ "السياسة" ان ضغوطنا على اوكامبو للاسراع في اصدار مذكرات الجلب او الاعتقال السورية ناجمة عن ان مكتبه رفض خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية تحولات بعض دول حلف شمال الاطلسي حيال مصير العقيد الليبي معمر القذافي واعلانها ان بامكانه البقاء في ليبيا مع افراد عائلته وبعض مساعديه بعد تنحيه عن السلطة وهي التحولات التي بدأتها الادارة الاميركية المتذبذبة من الاساس ثم تبعتها فيها فرنسا وبريطانيا.

وكشف محام سوري يمثل المعارضة الخارجية ل¯ "السياسة" النقاب في اتصال بها من بروكسل امس النقاب عن اوكامبو يعمل بجدية على جمع كل المعلومات والادلة والوثائق التي تخوله اصدار مذكرات جلب او توقيف بحق بشار الاسد وشقيقه وجماعتهما وهو يدرك اهمية الوقت المطلوب لذلك لكنه يحاول بكل ما أوتي من نفوذ وصداقات السير بين الغام بعض الدول الغربية التي لم تقرر حتى هذه اللحظة موقفها الحاسم من نظام الاسد خشية اندلاع اضطرابات مذهبية او طائفية ترمي البلاد في أتون حرب طاحنة وتنتهي بالتقسيم للحفاظ على رأس النظام الذي ليست امامه في نهاية المطاف سوى لعب ورقتها حتى ولو كلفه ذلك حربا داخلية لانه في كلتا الحالتين يشعر بدنو اجله.

ونقل المحامي السوري عن مسؤولين في الادارة الاميركية قولهم ان تشديد نائبة المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة روزماري دي كارلو اول من امس على "سورية موحدة وبعد بلوغها نظاما سياسيا جديدا يرسمه الشعب السوري" يشير بوضوح لا جدال فيه الى ان ادارة اوباما كما بعض العواصم الاوروبية والعربية قلقة من امكانية تقسيم سورية الى دولتين او اكثر "سنية وعلوية وكردية" الا انها لم تعد متمسكة بنظام الاسد الذي اسقطت شرعيته حتى ولو تصاعدت حدة القمع والمصادمات المسلحة والانشقاقات داخل الجيش وهي امور متوقعة خلال شهر رمضان المقبل. وقال المحامي ل¯ "السياسة" ان اسراع اوكامبو بتسجيل طلبات جلب او اعتقال بحق الاسد وشقيقه وجماعته المقربة يحفز الدول الغربية المترددة على المضي قدما في الضغط على نظامهم في دمشق من اجل التنحي السلمي من دون بلوغ مرحلة حرب اهلية كما يعطي هذه الدول, وخصوصا العربية ورقة اعلان مواقفها من مساندة الشعب السوري "ضد جلاديه" كما فعلت بالنسبة للنظام الليبي بقيادة جامعة الدول العربية التي بررت لجوء حلف شمال الاطلسي الى تنفيذ قرار استخدام القوة ضد ليبيا.

 

نائب فرنسي لـ "السياسة": سنتخذ إجراءات حاسمة ولن يمر الاعتداء على جنودنا من دون محاسبة  

باريس تتهم "حزب الله" باستهداف قوات "اليونيفيل" في صيدا

 حميد غريافي: السياسة

اتهمت اوساط برلمانية فرنسية في باريس امس "حزب الله" في لبنان بشن الاعتداء الارهابي الثلاثاء الماضي على جنود فرنسيين في مدينة صيدا الملقبة بعاصمة الجنوب, بتكليف من النظامين السوري والايراني اللذين يجدان في مواقف فرنسا ورئيسها نيكولا ساركوزي, عداء معلنا وواضحا للجرائم التي يرتكبها الاول في سورية ضد المدنيين المسالمين, والثاني في العراق وفي اماكن اخرى من العالم العربي مثل اليمن والسودان والصومال, كما ان فرنسا تعتبر رأس الحربة الغربية في خاصرة الملف النووي الايراني منذ البداية".

وقال احد اعضاء لجنة الشؤون الخارجية والامن في "الجمعية الوطنية" الفرنسية (البرلمان) ل¯"السياسة" في باريس امس "ان التقارير الفورية الواردة من بعثاتنا الديبلوماسية في بيروت وسورية واسرائيل والاردن وتقارير حلفائنا الواردة من وحداتهم العسكرية في "يونيفيل" جنوب لبنان وسفاراتهم في المنطقة, تشير الى جملة عوامل تشكل وقائع محتملة عن تورط "حزب الله" او جماعة فلسطينية تابعة له ولسورية يحميها في لبنان مثل الجبهة الشعبية - القيادة العامة وفتح الانتفاضة وحركتي حماس والجهاد الاسلامي, وهي كلها تنظيمات ارهابية تقيم قياداتها وزعماؤها في دمشق وتتلقى تمويلها من ايران, ولها قواعد عسكرية مسلحة وعملاء في مختلف الاراضي اللبنانية داخل وخارج المخيمات, في الاعتداء الارهابي على فرقة من الجيش الفرنسي في "يونيفيل" في صيدا والذي اصيب فيه خمسة عسكريين, وهو الاعتداء الرابع على قواتنا والقوتين الايطالية والاسبانية خلال السنوات القليلة الماضية والثالث خلال الاشهر الثلاثة الماضية".

وقال النائب الفرنسي "ان تلك العوامل المتجمعة في التقارير الاوروبية الديبلوماسية والاستخبارية الواردة من المنطقة تتحدث عن:

1- هناك دعوة ملحة من نظام بشار الاسد الى ضرب المصالح الفرنسية في لبنان وسورية والمنطقة بعد مهاجمة سفارتنا في دمشق والاعتداء عليها ومحاولة الاعتداء على ديبلوماسيينا فيها, واعتبار سياسة الرئيس ساركوزي حيال الثورة المندلعة هناك معادية لآل الاسد ونظامهم البعثي القمعي.

2- هناك دعوات من ايران منذ زمن بعيد لاستهداف فرنسا حول العالم وخصوصا في لبنان وبعض مناطق الشرق الاوسط, بسبب قيادتها دول الاتحاد الاوروبي في معارضة البرنامج النووي الايراني, وهي معارضة اثرت بشكل سلبي على نظام طهران المتطرف بعد فرض عقوبات قاسية عليه شملت كل النواحي التسليحية والمعدات وتضييق الخناق على الاموال الايرانية المجمدة في العالم وسفر المسؤولين.

3- ان الهجوم الارهابي على القافلة العسكرية الفرنسية في صيدا جاء بعد نحو 24 ساعة على عودة قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي من زيارة رسمية الى باريس اكدت له الحكومة الفرنسية خلالها التزامها الكامل بتسليح الجيش لكن بهدوء وترقب للطريق الذي ستسلكه سياسة حكومة نجيب ميقاتي المعروفة لدى الجميع بأنها "حكومة حزب الله".

4- ان حسن نصرالله وبشار الاسد ومن لف لفهما في طهران وبيروت يرون في اصرار باريس على التزام لبنان باتفاقاته مع المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري ومجموعة قيادات لبنانية اخرى, تحديا لمحور الشر المثلث.

5- ان "حزب الله" تعمد استهداف الدورية العسكرية الفرنسية في صيدا بالقرب من مخيم عين الحلوة الفلسطيني كي يوحي بأن المفجرين والارهابيين خرجوا من ذلك المخيم لزرع تلك العبوة الناسفة.

6- ان بيان "التنديد" الذي صدر عن هذا الحزب الايراني بالعملية الارهابية تلك هو شبيه ببيانات نظام الاسد الذي تزعم ان "شبيحته" وقواته العسكرية والامنية تواجه "عصابات مسلحة" فيما كل اجهزته تلك هي "العصابات" التي تقتل الجنود والضباط الذين يحاولون الانشقاق عن الجيش كما تقتل الابرياء المتظاهرين من اطفال ونساء ورجال وتعتقل الآلاف منهم.

7- حاول "حزب الله" باعتدائه الارهابي على القوة الفرنسية في صيدا فور عودة قائد الجيش اللبناني من زيارته الرسمية لباريس التأكيد على انه هو صاحب الكلمة في الشؤون السياسية والامنية والعسكرية اللبنانية وليس قائد الجيش او رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة "الالعوبة في يدي الحزب وسورية".

وكشف البرلماني الفرنسي ل¯"السياسة" النقاب عن ان "حكومتنا واستخباراتنا لن تقف بعد اليوم مكتوفة الايدي حيال تعرض ابنائنا الجنود العاملين في جنوب لبنان للأذى, وقد افهم مسؤولونا هذه المرة حكومة ميقاتي في بيروت ان العملية الارهابية الجديدة لن تمر من دون محاسبة مهما كلفنا الامر, مع الاصرار على ان فرنسا لن ترهبها مثل هذه العمليات ولن تحملها على سحب قواتها من لبنان كما يأمل "حزب الله" وسورية وايران, بل ان هذه القوات يمكن ان يجري دعمها بوحدات اخرى تعويضا عن انسحاب نحو 700 جندي وضابط ايطالي في وقت قريب من "يونيفيل", فيما سيتضاعف عدد رجال استخباراتنا في لبنان بسرعة"

وهدد النائب الفرنسي ب¯"فتح معركة مع "حزب الله" وجماعاته داخل لبنان وفي اوروبا ودول الشرق الاوسط في حال استمر في اعتداءاته علينا, ونحن لسنا عاجزين عن التعامل مع جماعاته المنتشرة في عدد من محافظات فرنسا بالمثل, خصوصا ان الرأي العام الاوروبي لا يثق بأي غريب مقيم في دول الاتحاد, كما ان تعاظم نفوذ الاحزاب اليمينية المتطرفة, كما حدث في اوسلو الاسبوع الماضي, بدأ ينتشر في القارة كانتشار النار في الهشيم, وعلى ايران وسورية وحزب الله ان تفهم جيدا ما نقول".

 

لأن من يملك السلاح يحكم الشارع ويتحكّم بالدولة 14 آذار قرّرت وقف التنازلات والتصدّي لحامليه

اميل خوري /النهار

لماذا فقدت قوى 14 آذار صبرها وقرّرت خوض معركة حاسمة ضد سلاح "حزب الله" بعدما تعايشت معه سنوات وقدمت تنازلات لتجنب الاصطدام به حرصاً على السلم الأهلي والوحدة الوطنية والعيش المشترك. يقول قيادي في هذه القوى إن 8 آذار على رغم أنها اقلية استطاعت بفضل جناحها العسكري، وهو "حزب الله"، ان تحول دون اكمال انتصار "ثورة الارز" وذلك بحمل الرئيس اميل لحود على التنحي، فتوقفت هذه "الثورة" بعد تحقيق نصف انتصار لتتفادى اصطداماً مع الحزب الذي هدد بمواجهة جماهير 14 آذار اذا زحفت نحو قصر بعبدا، وهو ما جعل البطريرك الكاردينال صفير يحذر من مغبة ذلك ويدعو الى انهاء ولاية الرئيس لحود بالطرق القانونية والدستورية.

وهكذا استمرت "ثورة الارز" في مواجهة البقية الباقية من السلطة القديمة، ولم يكن في امكانها تشكيل الحكومات الا بموافقة هذه السلطة المدعومة من سوريا ومن حلفائها في 8 آذار. وأدت هذه المواجهة الى تقييد 14 آذار والحد من تحركها. وتحملت قوى 14 آذار هذا الوضع الشاذ على أمل ان تنهيه نتائج انتخابات 2009 بحيث تعود الاكثرية فتحكم والاقلية تعارض، وقد عزز ذلك قول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله نفسه "إن الاكثرية التي تفوز فيها تحكم"، فاعتبرت قوى 14 آذار عندها ان تلك الانتخابات مصيرية لأن الناخبين سيختارون بين خطها السياسي وخط 8 آذار.

وعندما فازت قوى 14 آذار بالأكثرية غيّرت قوى 8 آذار رأيها ولم تعد تقبل بأن يكون الحكم للأكثرية عملاً بالنظام الديموقراطي المعمول به في لبنان من سنوات، وأصرّت على أن يكون لها الثلث الذي سمّته "ضامناً" لكنه كان في الواقع معطلاً لكل قرار في مجلس الوزراء لا يعجب وزراء هذا الثلث. وعندما فشلت تسوية "السين - سين" في التوصل الى حل لموضوع المحكمة ولجرائم الاغتيال في لبنان، وأهمها تلك التي استهدفت الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، أوعزت سوريا الى قوى 8 آذار بعدم إعادة تسمية سعد الحريري رئيساً للحكومة بعدما كانت قد اوعزت الى وزرائها بالاستقالة ليفرضوا استقالة الحكومة برمتها. وتمكنت هذه القوى بسحر ساحر من ان تصبح اكثرية وتسمي الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة. عندها بات واضحاً لقوى 14 آذار انها لن تستطيع ان تحكم حتى وإن فازت بأكثرية ساحقة في اي انتخابات لأن السلاح في يد "حزب الله" يظل اقوى من اي اكثرية. .

لهذه الاسباب وغيرها باتت قوى 14 آذار مقتنعة كل الاقتناع بأنه ما دام السلاح في يد "حزب الله" يستخدمه في الداخل ساعة يشاء ويمنع الحكومة من اتخاذ القرارات التي لا تعجبه، كما يمنع قيام الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل اراضيها ولا تكون سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها، ويمنع تاليا تنفيذ القرار 1701 بحجة ان اسرائيل تخرقه بحراً وبراً وجواً، ويمنع ايضاً تنفيذ اي حكم قضائي اذا اعتبره غير عادل، ويسمح اذا اراد بلجوء الهاربين من وجه العدالة الى المناطق الخاضعة لسيطرته، وهو ما يستطيع ان يفعله في مواجهة احكام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عند صدوره. لذلك كله، ترى قوى 14 آذار ان لا دولة يمكن ان تقوم في لبنان، ولا قضاء يستطيع ممارسة واجباته بحرية، ولا حكومة تستطيع ان تحكم بعدل ومساواة بين اللبنانيين، ولا فئة لبنانية تستطيع ان يكون لها رأيها وموقفها خصوصاً في المواضيع المهمة والقضايا المصيرية، ما دام في لبنان سلاح مع فئة تهدد به فئة اخرى، وما دامت الدولة نفسها تخشى مواجهة هذا السلاح، وما دامت الفئة التي تحمل السلاح هي التي تقرر الحرب والسلم مع اسرائيل وهي التي تحكم الشارع والدولة، فلا خروج من هذا الوضع الشاذ الذي يجعل فئة غالبة بسلاحها وفئة مغلوبة لانها غير مسلّحة الا بالتوصل وبسرعة الى حل لمشكلة السلاح خارج الدولة، لبنانياً كان او غير لبناني، وإلا استمر هذا الوضع الى اجل غير معروف فلا تقوم دولة بل غابة، وربما لا وطن.

 

القنّاص... وهل يُنسى؟

نبيل بومنصف/النهار

تحفل قصص الحرب اللبنانية ومروياتها بوقائع معيوشة لا يزال الكثير من رواتها أحياء عن أقذر "وظيفة" حربية هي القنص. لم تقتصر تلك المهنة على محترفي اصطياد الأبرياء على خطوط التماس وخلف حدود المتاريس، بل بلغت ذروتها مع القصة الشهيرة، سواء كانت اسطورة أم حقيقة، في حرب الجبل التي قيل انها اندلعت على اثر قنص اسرائيلي مدفعي على متراسين متقابلين للقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي. آخر ما يحتاج إليه اللبنانيون في زمنهم المأزوم الحالي هو انعاش ذاكرتهم بهذا النوع المأسوي من دفاتر الحرب وفتنها المطوية. غير ان هذا الاستهداف التسلسلي المتعاقب بوتيرة منهجية لقوات "اليونيفيل" لا يحفّز إلا على إشعال الشبهات في المهمة القذرة التي تحاك وتدبّر في غرف "العناية الكثيفة" والمحترفة المختصة باستباحة لبنان. ولا ندري ما قيمة كل اللغو الكلامي الفوّار الذي يتدفّق على ألسنة المسؤولين والساسة في كل مرة تسيل معها دماء ذوي القبعات الزرقاء ما دامت العبوات المتربصة بهم تمضي قدماً في نجاح منقطع النظير إن في تعميم ارهابها على الدول المشاركة في "اليونيفيل" وإن في هلهلة هيبة الدولة والامعان الفاضح في تأكلها. ذلك ان ناصب العبوات، إلى ان يُكتشف بعد عمر طويل، هو القناص عينه سواء كانت مهمته اشعال خطوط التماس في الداخل او تهيئة مسرح الجنوب لاستباحة الاحتلال والدمار مجدداً. وسواء كان اسرائيلياً أو عربياً أو لبنانياً أو "إقليمياً" آخر ذا طموح جارف، قنصه آيل إلى الوظيفة القذرة إياها ما دام قادراً على فضح الانكشاف اللبناني بكل عوراته المخزية.

لماذا في صيدا بالذات؟ لأن مواقع الاصطياد حمّالة أوجه تضيع معها الشبهات لكثرة ما يمكن ان يدرج في اللائحة من مشتبهين، تماماً مثل ذلك القنص بالأمس القريب في خطف الاستونيين السبعة في منطقة بقاعية حمالة أوجه أيضاً، ودائماً على خطوط تماس مذهبية وسياسية وحزبية متوهجة. ومن لم يفهم بعد عليه أن يسارع الى الفهم ان "اليونيفيل" أضحت ضيفاً مزعجاً ومطلوب طرده. وهو قناص شديد الذكاء بطبيعة الحال. فهو العالم ان الدول الاوروبية الرازحة تحت وطأة أزمات مالية أيضاً لن تبقى متفرجة على اصطياد ابنائها وتكلفة "ترحيلهم" الى الجنوب اللبناني لتقديمهم ضحايا سليقة اجرامية او مصالح إقليمية متصادمة او متقاطعة لا فرق. فماذا إن تصاعدت الكلفة الدموية والمالية غداً وأداروا ظهورهم ورحلوا؟ وماذا إذا يئس العالم من لبنان وقصور ما يسمى دولة فيه؟ ماذا غير الاستباحة التي لا تكلّف سوى عبوة من خردة متفجرة يعجز "مشروع الدولة" عن ضبطها تماماً كما في وقائع ذكريات لم تجف عن كل حقبة حربية وكل اجتياح وكل فتنة وكل استباحة؟

 

حلفاء يؤكّدون المساعدات الإيرانية لدمشق

مقاربتان تركيتان تفسحان لدور إيراني أكبر

روزانا بومنصف/النهار

يثير الابتعاد التركي عن الموضوع السوري، اقله في المواقف المعلنة للمسؤولين الاتراك الكبار على غير ما كان عليه الوضع في الاشهر الاولى لبدء الانتفاضة الشعبية في سوريا، تساؤلات عن أسباب الانكفاء التركي وهل هو حقيقي على رغم استمرار استقبال تركيا اجتماعات المعارضة السورية على اراضيها. ومثار هذه التساؤلات لا يقتصر على المواقف المعلنة والتي تضاءلت من سوريا، بل على غياب كل ما يتصل باحتمال ان تقيم تركيا منطقة عازلة على الحدود مع سوريا في وقت شهدت الحدود بينهما تقدما للقوات السورية في اتجاهها اي على نحو معاكس لما كان متوقعاً في الاشهر الاخيرة.

 وتأتي هذه التساؤلات في حين لم يعد الكلام على "تورط" ايراني في التطورات السورية مقتصرا على الولايات المتحدة التي كانت اول من اشار الى ذلك او على الاوروبيين ايضا، بل بات هذا الموضوع من ادبيات افرقاء اساسيين في الاكثرية المؤيدة لسوريا في لبنان مع تفاصيل حول طبيعة المساعدات الايرانية باعتبار انه بات يشكل خط الدفاع الاول عن النظام الايراني. وتميل مصادر ديبلوماسية عربية زائرة للبنان الى عدم الأخذ بما ينقل عن السنة المسؤولين الاتراك في شأن تراجعهم في الموضوع السوري، إذ يتذرعون بان تركيا لا يمكنها ان تتحرك من دون ان تملك تفويضا عربيا ودوليا. ويقول هؤلاء ان مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى قد فوضت الى تركيا فعليا مسؤولية تولي الامور مع النظام السوري في حين ان التغطية العربية متوافرة عبر اقتراح تعاون عربي تركي في الموضوع السوري وان الامر لا يحتاج الى توقيع وثيقة. ولذلك فان الذريعة المعلنة، وفق هذه المصادر، ليست قوية في حين تتردد معلومات تكتسب صدقية اكبر بحسب هذه المصادر تتصل بتحذيرات وجهتها ايران الى تركيا من مغبة التدخل في سوريا انطلاقا من ان سوريا هي مدى حيوي لايران. وهذه المعلومات تجد صداها على نحو كبير لدى مسؤولين من اصدقاء سوريا في لبنان يؤكدون وجود مقدار كبير من المساعدات التي تقدمها ايران الى النظام السوري ماديا ولوجستيا اكبر مما يتصوره كثر على قاعدة ان انهيار النظام السوري من شأنه ان يترك آثاراً سلبية بالغة على ايران التي تشكل سوريا الثقل بالنسبة اليها بين لبنان عبر وضع "حزب الله" يده على السلطة فيه والعراق امتدادا الى سائر دول المنطقة وصولا الى البحرين وفلسطين ايضا على رغم الثغرة التي حصلت مع ابتعاد حركة "حماس" علما انها لم تتفق مع السلطة الفلسطينية على حكومة واحدة. اذ يضع المعنيون اللبنانيون ما يجري في اطار الصورة الاكبر للصراع في المنطقة والذي يجري على قاعدة انه تاريخي وسيترك انعكاساته لعقود طويلة مقبلة.

وتقول مصادر ديبلوماسية اجنبية ان الموقف التركي شهد تغييرا بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة. وينقل عن هؤلاء ملاحظتهم طريقتي تفكير مختلفتين تسودان في تركيا حالياً بين القيادتين السياسية والعسكرية. اذ ان الاولى حددت مواقفها السابقة ولا تزال استنادا الى تطلعها الى موقع تركيا اقليميا كقوة يمكن ان تضطلع بدور أساسي فتكون جزءا من الحل او تساهم فيه وتاليا فان كلام المسؤولين السياسيين الاتراك على عدم التخلي عن سوريا او عن السوريين يندرج في هذا الاطار. في حين ان القيادة العسكرية لا تريد مشاكل على الحدود مع سوريا وتخشى انفلات الوضع نتيجة الهاربين السوريين من التطورات المأسوية هناك او احتمال هروب مسلحين او اكراد ايضا وتفضل حماية تركيا من هذه التداعيات المحتملة. مما يفيد في الحالين اي في حال التباين بين الجيش والقيادة السياسية في تركيا او في حال وجود تحذيرات ايرانية او حتى عدم وجود تفويض دولي وعربي واضح ان انقرة تتهيب الوضع، وإن يكن ذلك لا يعني تراجعها عن موضوع التعامل مع التطورات في سوريا بمقدار ما يفيد بعدم ارتياحها الى ذلك. لكن ذلك يحض في المقابل على رسم علامات استفهام كبيرة بالنسبة الى هذه المصادر عما اذا كانت سوريا ستترك بدورها ايران تضطلع بالدور الرئيس فيها في ظل تراجع العرب كما كانت الحال بالنسبة الى العراق.

 

حملة ديبلوماسية إسرائيلية ضد"حزب الله"

رندى حيدر/النهار

يدّعي المسؤولون العسكريون في إسرائيل أن العبوة التي استهدفت قافلة الكتيبة الفرنسية المشاركة في القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" عند المدخل الجنوبي لمدينة صيدا هي "رسالة تحذير" من "حزب الله" الى هذه القوة لمنعها من تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها حالياً، وللحؤول دون توسيع نطاق عملها بحيث يشمل البحث عن السلاح في قرى الجنوب اللبناني وبلداته من دون التنسيق مع الجيش اللبناني. ويعترف هؤلاء بأن إسرائيل قامت خلال الأشهر الأخيرة بمساع لدى الدول الأوروبية المشاركة في "اليونيفيل" لإقناعها بتغيير قواعد الاشتباك المعمول بها حالياً وتوسيعها قبل تمديد عمل القوة في لبنان الشهر المقبل. يعكس هذا الموقف محاولة إسرائيلية لاستغلال الإحراج الذي تسبب به الانفجار للسلطات اللبنانية من أجل التحريض على "حزب الله"، وجر الدول المشاركة في القوة الدولية الى مواقف جديدة تخدم مصلحة إسرائيل مثل المطالبة بتغيير قواعد عمل تلك القوة.ومعلوم أن إسرائيل لم تكن يوماً راضية على عمل القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان، وكثيراً ما شككت في فاعليتها وانتقدت عجزها عن تقييد حرية عمل "حزب الله" في جنوب لبنان، وطالبتها باجراءات أكثر تشدداً في منطقة انتشارها. كما دأبت إسرائيل على اتهام القوة الدولية والجيش اللبناني على حد سواء بالتساهل مع الوجود العسكري للحزب في الجنوب، الامر الذي أتاح له إعادة بناء ترسانته الصاروخية التي باتت توازي ضعفي ما كانت قبل خمس سنوات. ومما لاشك فيه أن توقيت الانفجار في هذه الفترة بالذات التي قامت فيها إسرائيل باستعدادات واسعة النطاق لجبهتها الداخلية من أجل مواجهة احتمال نشوب حرب جديدة على الحدود مع لبنان، من شأنه أن يزيد المخاوف الدولية والمحلية من احتمال تدهور الأوضاع في الجنوب، ويضاعف الضغوط الدولية على الحكومة اللبنانية الجديدة وعلى "حزب الله" في آن واحد. يشكل الاستغلال الإسرائيلي لحادث التفجير وجهاً من وجوه الحرب الديبلوماسية التي تخوضها إسرائيل ضد "حزب الله" من خلال حملة التحريض التي تشنها عليه في الأوساط الدولية، وعبر التسريبات الاستخبارية عن محاولات فاشلة قام بها "حزب الله" لمهاجمة أهداف يهودية في الخارج انتقاماً لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية. إن محاولات إسرائيل اعادة طرح مهمة القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان قبل أيام من التمديد لها يصب في خدمة هدف أساسي هو الضغط على "حزب الله" وعلى الحكومة اللبنانية الجديدة التي تعتبرها خاضعة لنفوذه السياسي.

 

الجنرال سليمان»

حسام عيتاني/الحياة

إذا حاولنا وضع لائحة بإنجازات الرئيس ميشال سليمان في أعوامه الثلاثة المنصرمة في قصر بعبدا، سنحصل على ورقة بيضاء. وعادة ما يبرر الرؤساء والزعماء القمعَ الذي يمارسون بخوارق حققوها وما كان لينعم رعاياهم بهنأة العيش من دونها. ولم يشهد لبنان منذ تاريخ انتخاب العماد سليمان سوى تراكم في المشكلات الموجودة من قبل بدء عهده، فلم تتحقق أي خطوة في مجال المصالحة الوطنية، او في إعادة صوغ علاقات اللبنانيين بعضهم ببعض، رغم أن باب هذه المعالجة فُتح في «اتفاق الدوحة» ولأمكن تطويره وتوسيعه لو سعى الساعون، ولم تكن الانتخابات النيابية في 2009 غير حشد لكل النواقص التي يمكن ان تجتمع في اقتراع عام، من القانون الانتخابي الى رشوة الناخبين وبعث الكراهية الطائفية وصولاً الى الانقلاب على النتائج التي صبت لمصلحة فريق ونجح الفريق المقابل في إفراغها من مضمونها من خلال «الثلث المعطل». يضاف كل ذلك إلى حال الاستعصاء السياسي العام حول مسائل سلاح المقاومة والمحكمة الدولية والنفوذ الخارجي في لبنان.

أما على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، فالشهادات تفيض عن الحاجة في وصف الفساد العام وتدهور معدلات النمو وتكريس نمط اقتصادي غير منتج يظل رهينة أصغر التبدلات في المحيط ليصاب بالشلل. لا خطة اقتصادية من أي نوع وضعت في عهد الرئيس سليمان ورأت النور، ولا علاج لمشكلة من أي مضمار شهدت تقدماً، سواء من جبل النفايات في صيدا إلى اوضاع الاستشفاء والضمان الاجتماعي، بل ملامسة إمدادات الكهرباء والماء الانهيارَ الكامل، فيما يتفاقم سوء الاتصالات. وهذا من دون الحديث عن أزمات السير اليومية، وعن اختفاء سياح أجانب ومواطنين عرب ولبنانيين لأشهر طويلة، فيظهر الأولون من دون ان تكون للأجهزة الرسمية دراية بالإفراج عنهم، ويظل مصير الأخيرين طي الكتمان.

مناسبة هذا العرض الموجز، والمأسوي، هو ما يشهده بلدنا من تفاقم لظواهر القمع والملاحقات لأصحاب الرأي، فاستدعاء الناشط الحقوقي سعد الدين شاتيلا بسبب تقريره عن حالات التعذيب في سجون تابعة للاستخبارات العسكرية، جاء قبل 24 ساعة فقط من احتجاز الفنان زيد حمدان على خلفية تأليفه أغنية «الجنرال سليمان»، التي يمكن لمشاهدها على موقع «يوتيوب» أن يرى «جماليات» عاصمتنا. أما كلماتها، فشديدة العمومية ويمكن سماعها اثناء الانتقال بسيارة أجرة في شوارع بيروت: لا نريد الفساد، لا نريد السياسيين المنفذين لإرادات خارجية... ويتضافر القمع «الخاص» مع نظيره «العام»، حيث يتولى «شبيحة» التنظيمات والتيارات المختلفة فرض اراداتهم وما تمليه أمزجتهم المعكرة، وما ظهر في بلدة لاسا وفي تلك الصيدلية الصيداوية لا يشكل غير رأس جبل الجليد من انفلات أمني يعيشه اللبنانيون من رأس الناقورة الى النهر الكبير الجنوبي. وتقترب من الصبيانية مطالبة سليمان بتحسين سجل إنجازاته قبل الإيعاز الى الاجهزة الامنية والقضائية بملاحقة الحقوقيين والفنانين، فالجميع يعلم حجم الصعوبات التي تواجه أي مسؤول سياسي يريد إدخال ولو قدر يسير من الاصلاحات والتحسينات على بنية فاسدة من أعلى هرمها إلى آخر حجر في قاعدتها. بيد أن الحقيقة هذه لا تلغي أن رئاسة الجمهورية تتحمل، بحكم الصلاحيات التي تختص بها والرموز التي تمثلها، مسؤولية جسيمة عن انتظام الحياة العامة، بوجوهها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان. ورغم كل ما تقدم، لن نفاجأ اذا اراد الجنرال سليمان بعد سنوات قليلة تعديل الدستور ليمدد عهده الميمون لمرة واحدة واستثنائية...

 

وزير الهجرة الكندي لـ«الحياة»: عرب بين أجانب ستُسحب جنسياتهم

مونتريال - كنده الجيوش/الحياة

قال وزير الهجرة الكندي جايسون كيني لـ «الحياة» إن حكومته لن تتساهل مع من يستعمل الطرق غير الشرعية للحصول على الجنسية الكندية، مشيراً إلى أن القرار الذي اتخذته حكومته الأسبوع الماضي لبدء إجراءات سحب الجنسية الكندية من ١٨٠٠ شخص سيطاول عشرات الأشخاص من دول عربية.

ويعد هذا القرار الأول من نوعه في تاريخ كندا لجهة ضخامة العدد. وكانت الحكومات السابقة امتنعت عن اتخاذ خطوة كهذه إلّا في حالات الضرورة القصوى وفي قضايا فساد كبيرة، وأبقت تركيزها على إيجاد طرق جديدة لتنمية قطاع الهجرة الرئيس في تطوير الاقتصاد الكندي.

وقال كيني إن الإجراءات بدأت من أجل إرسال مذكرات تبليغ للمعنيين، مضيفاً أن هذا القرار جاء نتيجة تحقيقات قامت بها الشرطة الفيديرالية ودائرة الهجرة على مدى السنتين أو الثلاثة الماضية في ملفات بعض مستشاري الهجرة الذين يعتقد بأنهم كانوا يرتبون أدلة زائفة على إقامة هؤلاء الأشخاص في كندا بينما هم يقيمون خارجها.

وقال كيني: «نحن نريد إرسال رسالة واضحة بأننا لن نتساهل مع أي استغلال للجنسية الكندية ونريد أن نحفظ لها قيمتها. قائمتنا هذه المرة تضمنت أشخاصاً من ٨٠ دولة حول العالم بما فيها الكثير من الدول العربية».

وأضاف: «نحن نعرف جيداً أن الكثير من الأشخاص المهنيين من الذين يعملون في الخليج يسعى للحصول على الجنسية الكندية لأن رواتبهم تتضاعف بمعدل ثلاث مرات بمجرد إضافة الجنسية الكندية إلى وثائقهم ووضع إقامتهم وعملهم».

وتزايدت نسبة المهاجرين العرب إلى كندا خلال السنوات العشر الأخيرة في شكل كبير وخصوصاً من لبنان ودول شمال أفريقيا ومن العرب المقيمين في دول الخليج العربي والذين جاءت نسبة كبيرة منهم بناء على تقديم طلبات على فئات للهجرة مثل أصحاب المهن بمن فيهم المهندسون والأطباء والمحاسبون إضافة الى فئة الاستثمار لرجال الأعمال والحرفيين وأصحاب الأعمال الحرة وغيرها.

وقال كيني: «تحقيقاتنا أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن هؤلاء الأشخاص لم يقيموا في كندا وهم الآن لا يقيمون فيها أيضاً. وعندما بدأنا بإرسال مذكرات من أجل تبليغهم اكتشفنا أن جزءاً كبيراً منهم كان قد وضع عنوانه على العنوان نفسه الذي كان يستخدمه مستشار الهجرة التابع له. ومن خلال تحقيقاتنا اكتشفنا أن مستشاري الهجرة كانوا يضعون عناوين الكثير من العائلات في منزل واحد وهذا ما أثار الشكوك وأثبتها لاحقاً».

وأشار كيني إلى أن «الكثير من الذين نسعى إلى سحب الجنسية الكندية منهم حصلوا عليها خلال السنوات العشر الماضية ولكن الغالبية العظمى منهم حصلت عليها في السنوات الثلاث الماضية».

ويذكر أن وزارة الهجرة الكندية أعلنت الأسبوع الماضي أنها تعتزم تجريد حوالى 1800 شخص من الجنسية وذلك في أكبر عملية من نوعها في البلاد حيث لم تلغِ كندا إلا جنسيات 67 شخصاً منذ تأسيسها في عام 1867.

وأشار كيني إلى أن جزءاً من هؤلاء الأشخاص دخل كمهاجر ولكنه لم يحقق شرط الإقامة أو جاء كلاجئ مزيف أو باستخدام مهربين. ويحق للأشخاص الذين يبلغون أنه سيتم تجريدهم من الجنسية استئناف الحكم أمام محكمة فيديرالية، وقد يستغرق الاستئناف سنوات يحق لهم خلالها الاحتفاظ بالجنسية والانتفاع منها.

وقال كيني إن بلاده لن تسمح بأن يأتي أشخاص إلى كندا لكي يحصلوا على جواز سفر كندي وجنسية ولا يدفعون الضرائب فيما يذهب البعض الآخر من هؤلاء إلى أكثر من ذلك إذ يستهلكون الخدمات الاجتماعية والطبية وهم لا يقيمون في كندا أصلاً.

وكانت حكومة المحافظين الحالية واجهت انتقادات ومواقف كثيرة بين مؤيد ومعارض حيث يرى البعض أنها تضيق على المهاجرين وأن هذه السياسة ستضر بمستقبل كندا التي يقوم اقتصادها على استقطاب المهاجرين في ظل الشيخوخة المتزايدة للسكان. ويرى الجزء الآخر بأنها تسعى لتحسين نوعية المهاجرين بالمقارنة مع أعدادهم.

وتستقبل كندا سنوياً ما يقارب الـ ٢٥٠ ألف مهاجر من مختلف الفئات بما فيها اللاجئون ورجال الأعمال والمستثمرون الكبار والمهاجرون المهنيون وأصحاب الحرف.

وقال كيني إن حكومته ستخفض عدد المهاجرين إلى كندا إلى حوالى ٢٥٠ ألف هذا العام مقارنة بـ ٢٨٠ ألف في عام ٢٠١٠ مشيراً إلى أن رقم العام الماضي كان قياسياً وأن حكومته تسعى إلى إبقاء الهجرة عند معدلاتها التي جرت عليها لسنوات عدة بينما تسعى إلى تحسين نوعية المهاجرين والخدمات التي تقدمها لهم.

وقال: «نحن الآن ننظر في مجموعة قرارات من أجل إعادة النظر في الفئات التي سنعطيها الأولوية في قبول طلباتها للهجرة إلى كندا وفق دراسات اقتصادية واستشارات وقطاعات الاقتصاد التي تحتاج إلى المهاجرين والخبرات واليد العاملة الخارجية لتنميتها».

وأضاف: «نحن نريد تقديم خدمات جيدة للمهاجرين من حيث إيجاد فرص العمل لهم وتقديم المعونات الاجتماعية والبرامج التنموية بطريقة جيدة ولن نستطيع القيام بذلك ما لم نقم بإعادة تنظيم وترتيب هذا القطاع الحيوي لاقتصادنا وبلدنا كندا».

وتبلغ نسبة الكنديين من أصل عربي نحو خمسة في المئة من السكان ويرتفع تركز هذه النسبة في المدن الكبرى حيث تبلغ ما يزيد عن ٢٥ في المئة من السكان أحيانا بينما ينتمي ما يزيد عن ٩٠ في المئة منهم إلى فئة المهاجرين حيث استقبلت كندا الكثير من العرب كلاجئين سواء من الحرب الأهلية اللبنانية أو من مصر في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ومن الفلسطينيين القادمين من الخليج ومن ثم فئات المهاجرين من مختلف الجنسيات العربية خلال العقود الثلاثة الماضية.

 

الخليج فاجأ إيران في البحرين.. ولكن ماذا عن لبنان؟   

خيرالله خيرالله/14 آذار

هل فاجأت دول الخليج العربي النظام الايراني عندما وضعت حدا لاطماعها في البحرين؟ يبدو هذا السؤال مشروعا في ضوء اتخاذ طهران في الايام والاسابيع القليلة الماضية مواقف اقلّ تشنجا من الدول العربية الخليجية. من بين هذه المواقف الاستعداد لفتح صفحة جديدة مع المملكة العربية السعودية واعلان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في الوقت ذاته ان بلاده تحترم السيادة الوطنية للبحرين. قبل اربعة اشهر كان الوزير نفسه يحذّر من ان ايران "لن تقف مكتوفة في حال اي تدخل سعودي في البحرين".

حصل التدخل، ولم يكن سعوديا صرفا، وذلك بعد شهر من صدور هذا النوع من التصريحات عن الوزير الايراني. وكانت النتيجة ان ايران لم تحرك ساكنا باستثناء متابعة لعب ورقة التحريض المذهبي من اجل اقناع نفسها بانها لاعب اقليمي وان لديها مصالح تتجاوز حدود "الجمهورية الاسلامية".

على الرغم من ذلك، لا تزال هناك شخصيات ايرانية تردد مواقف منددة بدول الخليج العربية تتسم بروح عدائية تجاه البحرين. انها جزء من اللعبة التي يمارسها النظام الايراني والتي تقوم على الابتزاز وليس الاّ. كذلك، يمكن ان تكون هذه اللعبة في سياق المزايدات التي يمارسها هذا المسؤول او ذاك من اجل اثبات انه لا يزال متمسكا بسياسة "تصدير الثورة" الى الخليج او الى هذا البلد العربي او ذاك، كما لو ان لدى ايران نموذجا ناجحا تصدره الى العالم!

هل التراجع الايراني مجرد تراجع تكتيكي ترافق مع رفض ظهور رغبة واضحة لدى دول مجلس التعاون، خصوصا لدى السعودية والامارات وقطر والكويت في تاكيد ان لا عودة الى خلف في البحرين وان قلب الوضع في المملكة الصغيرة انطلاقا من معايير مذهبية غير مقبول، بل هو "خط احمر".

بغض النظر عما اذا كان التراجع الايراني تكتيكيا ام لا، استطاعت دول الخليج العربية وضع ايران في مكانها الصحيح عن طريق التاكيد لها انها لا تخشاها وان هناك توازنا للقوى في المنطقة لا يمكن لاي جهة الاّ ان تاخذه في الاعتبار.

ولت الايام التي كانت فيها ايران تهدد دول الخليج وتخيفها معتمدة على تغيّر موازين القوى في المنطقة في ضوء الزلزال العراقي الذي افتعلته الولايات المتحدة. استطاعت ايران ان تخرج منتصرة من الحرب الاميركية على العراق. هذا صحيح. بل يمكن القول انها المنتصر الوحيد في تلك الحرب. انطلقت مما تحقق في العراق لتجعل النظام السوري تحت رحمتها، خصوصا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في السنة 2005 واضطراره الى سحب قواته من الاراضي اللبنانية. اوليس الهدف من غزوة بيروت في ايار- مايو من العام 2008 تاكيد ان العاصمة اللبنانية ليست سوى مدينة ايرانية على البحر المتوسط وان هناك ميليشيا ايرانية قادرة في اي لحظة على احتلالها معتمدة على عناصر لبنانية تشكل عديد هذه الميليشيا التابعة لحزب مذهبي مرجعيته في طهران؟ من دون الحاجة للذهاب بعيدا الى خلف، اي الى حرب صيف العام 2006 المفتعلة التي استهدفت اخضاع لبنان والانتصار عليه اوّلا، أوليس تشكيل الحكومة اللبنانية اخيرا دليل على ان ايران هي اللاعب المحوري في الوطن الصغير وانها ستبذل كل ما تستطيع لانقاذ النظام السوري حتى لو تطلب الامر اجبار نواب معينين على رأسهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وآخرون على خيانة من اتوا بهم الى مجلس النواب؟

اعتقدت ايران انها اخترقت العالم العربي في كل الاتجاهات وعلى كل الصعد وانها اقامت محورا يمتد من طهران الى بيروت مرورا بدمشق وبغداد وصولا الى غزة. حاولت حتى اختراق المغرب الذي تصدى لها بقوة وحزم لمنع نشر الفتنة فقطع العلاقات الديبلوماسية معها من دون ادنى تردد. اعتقدت ان احدا لم يكشف مخططاتها باستثناء الملك عبدالله الثاني الذي امتلك ما يكفي من الشجاعة وتحدث منذ العام 2004 عن "الهلال الشيعي" بالمعنى السياسي للكلمة وليس بالمعنى المذهبي نظرا الى ان الهاشميين من اهل البيت وانهم احرص العرب والمسلمين على تفادي اي شرخ طائفي او مذهبي من اي نوع كان في المنطقة. المؤسف انه لم يكن هناك من يريد ان يستمع الى مدى خطورة ما يحدث على الصعيد الاقليمي او ان يدرك ذلك. بدا وكأن العاهل الاردني كان وقتذاك في واد، فيما العرب الآخرون في واد آخر لا علاقة له من قريب او بعيد بما يدور فعلا في الشرق الاوسط.

جاء التدخل العربي في البحرين ليضع حدا للطموحات الايرانية في المنطقة العربية وليجبر طهران على اعادة النظر في حساباتها، اقلّه ظاهرا. كان مفترضا ان يحصل ذلك باكرا. كان مفترضا ان يستفيق العرب، على رأسهم اهل الخليج لخطورة ما تفعله ايران في لبنان. في النهاية، تظل بيروت خطّ الدفاع الاوّل عن العرب وعن كل مدينة عربية على وجه التحديد بعيدا عن كل نوع من الطائفية والمذهبية. لو احسن الخليجيون التعاطي مع الخطر الايراني على لبنان والذي كان يحظى بدعم مكشوف من النظام السوري، لكانوا دقّوا ناقوس الخطر باكرا ولما كان عليهم انتظار وصول هذا الخطر الى البحرين للقول بالفم الملآن ان كفى تعني كفى.

لا شك ان هناك مشاكل خاصة بالبحرين وان لا مفرّ من اصلاحات معينة في العمق تأخذ في الاعتبار الحاجة الى قيادة شابة تعمل تحت رعاية الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة بديلة من طاقم اكل عليه الدهر وشرب. هذه الاصلاحات يمكن ان تقطع الطريق على التدخل الايراني الوقح الذي يستغل الغرائز المذهبية ويعمل على تغذيتها في كل المنطقة العربية. نعم، كان لا بدّ من الخطوة الخليجية في البحرين. لكن هذه الخطوة لا تغني عن معاودة التركيز على لبنان ودعمه ورفض القبول بالامر الواقع الذي تحاول ايران فرضه في الوطن الصغير بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك الاستيلاء على اراضي المسيحيين والدروز في هذه المنطقة او تلك بهدف توسيع رقعة نفوذها في الوطن الصغير وفرض ارادتها على طوائفه...

نجحت دول الخليج العربية في التصدي لايران. هذا النجاح ليس كافيا في غياب سياسة متكاملة يعتبر لبنان جزءا منها كما يعتبر التصدي للمحور الايراني- السوري في اساسها. في غياب مثل هذه السياسة المتكاملة لن يكون التراجع الايراني في البحرين سوى ذر للرماد في العيون في انتظار اليوم الذي تستعيد فيه طهران المبادرة في غير مكان وفي غير اتجاه في هذه الدولة العربية او تلك...

 

لا وئام ولا وهاب 

عبد السلام موسى

يقول وئام وهاب إنه "شخص عادي"، رغم أنه "معالي الوزير" في عصر الوصاية السورية، قل "وزير التقارير" كما سبق أن وصفه "الحزب التقدمي الاشتراكي"، و"رئيس تيار التوحيد" في عهد التمديد لأميل لحود، و"سفير النظام السوري في لبنان" ولكن من دون "سفارة ثابتة"، وهو الذي لا يحيد عن درب الطاعة، ولا يخيب ظن "مشغّليه السوريين"، خصوصاً في "وقت الحشرة"، إذ يكفي أن يتصلوا بوهاب: "يا وئام، اشتقنا لتصاريحك"، فيطلق العنان لـ"بوقه"، ويضحك اللبنانيين بقدر ما يبكيهم.

ولكن إبن الجاهلية في الشوف والبالغ من العمر 47 عاماً ليس شخصاً عادياً بنظر "عشّاقه" الذين يرون فيه "شخصية فوق العادة" ممهورة بختم "حاكم عنجر" أو "ريف دمشق"، وبماركة مسجلة في "الانتهازية" و"الوصولية" التي خوّلته أن يخرق، ولو شكلياً، واقع "الثنائية الدرزية" بين "البيك" و"المير"، رغم أنه انتمى إلى "الجنبلاطية" حين كان يعمل في "صوت الجبل" قبل أن يتحول إلى "الإرسلانية" حين عمل مستشاراً للنائب طلال أرسلان حتى "كبر راسه"، بعد أن ازداد رصيده لدى "السوري" الذي أعطاه بقدر ما كان يعطيه من خدمات يجهلها الكثيرون، حتى وصفه حليفه "جنرال الرابية" النائب ميشال عون، في إحدى وثائق "ويكيليكس" بـ"المجرم والعميل السوري".

كثيرة هي ألقاب "وزير الشهرين" أو من يسمّى بـ"المخبر". لكن إنجازاته تكاد تكون "معدومة"، إلا إذا كان هناك من يعتبر تصاريحه الإعلامية بمثابة "إنجازات"، وهنا المصيبة، فما أن يطلب الفرد بحثاً على صفحة الـ"google" عن سيرته وتاريخه حتى تطالعه "مفردات" هي في صلب أدبيات "الوزير المهضوم" المستمدة من أدبيات النظام الأمني اللبناني السوري الذي صنعه وعيّنه وزيراً للبيئة في حكومة الرئيس عمر كرامي التي اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عهدها، وما زال يرعاه إلى اليوم، إلا إذا حصل ما يتمنى وهاب أن تنشقّ الأرض وتبلعه بدل أن يراه، وهو سقوط النظام السوري، لأن ذلك سيكون "يوم القيامة" كما يقول.

فوهاب المعروف في سوريا أكثر مما هو معروف في لبنان يعيش أياماً صعبة. فهو "مهددٌ" بفقدان "عرشه" إذا سقط النظام السوري، لذا تراه "يستشرس" بالدفاع عنه، بحيث بات يقيم في سوريا وليس في لبنان، وأمسى خطيباً في المهرجانات الداعمة للنظام، وضيفاً دائماً على شاشة التلفزيون السوري الرسمي لتفنيد خيوط ما يسمى "المؤامرة" على سوريا.

وأكثر ما يلفت في تقصّي سيرة من قال يوماً "إن المحكمة الدولية وصرمايتي سوا" أنه حين يتحدث إما يستقوي بـ"نظام الأسد" أو بـ"ميليشيا حزب الله"، فلا يكاد أي تصريح له يخلو من "صراخ" أو "تهديد" أو "شتيمة"، إذ تارة يريد "قطع يد" فلان، وطوراً "تكسير رأس" علتان، ناهيك عن "قلة الأدب" التي تطبع "التهريج" الذي يقوم به على شاشات التلفزة، لا سيما "المقاومة والممانعة" منها، وآخرها تشبيهه المنقبة السعودية بـ"كيس الزبالة" قبل أن يضطر إلى "الاعتذار".

حتى اللحظة يحاول اللبنانيون سبر أغوار "كره" وئام وهاب للمحكمة الدولية التي دعا الرئيس سعد الحريري إلى "أن يأخذ المحكمة وينقعها ويشرب مياهها"، لكنه سيتعامل مع كل "من يتجاوب مع المحكمة كعميل صهيوني"، وسيضعه "في صندوق السيارة"، وسيتعاطى مع قرارها الاتهامي "كإعلان حرب وسوف نكسر رؤوسهم".

باختصار ليس وهاب إلا "فتنة متنقلة" ورمزاً من رموز الحقبة السوداء التي تحاول أن تستبيح مجدداً حياة اللبنانيين، وأن تعود من "النافذة" بعد أن أخرجها جمهور "14 آذار" من" الباب" في العام 2005.

 

آخر سيناريو لحزب الله : شبكة طرق في فاريا - عيون السيمان

 موقع الكتائب

اثار تمدد حزب الله في جبل لبنان حفيظة معظم المسيحيين في لبنان خصوصا بعد حادثتي كنيسة لاسا وتوقيف مرافقي الرئيس امين الجميل في بسكنتا من قبل "انضباط" الحزب. واذا كان حزب الله قد قام بشق طرقات داخلية لا تقدم على صعيد المواصلات اي تقدم او ايجابية باستثناء ربط القرى الشيعية في جبيل وكسروان ببعضها دون الاضطرار للمرور بشبكة الطرق الرسمية او في القرى المسيحية من جهة، وربط هذه القرى بالخزان البشري الشيعي في بعلبك.

رغم وجود شبكة طرق محترمة ومعترف بها تربط قرى قضاء جبيل من الجرد نزولا الى الساحل، وتضم طرقا معبدة وواسعة مثل طريق عنايا - مار شربل. الا ان الاهالي فوجئوا عام 1994، ورغم ان الامور كانت هادئة بين السكان ولا يعكر صفوها اي استفزازات ومناكفات، بالحكومة اللبنانية تقرر فجأة استملاك الاراضي ما بين بلدة بوداي البقاعية وبلدة أفقا. وانطلقت الجرافات لشق الطريق عام 1995، تحت عنوان ربط المناطق اللبنانية وتسهيل امور المواطنين الحياتية، علما ان المسافة من جبيل الى افقا هي اقصر بكثير منها بين افقا وبوداي وحدث بعلبك.

ويروي احد العاملين في وزارة السياحة والذي فضل عدم الكشف عن اسمه لانه متعاقد مع الوزارة، ان خلال العام 1993 جرى تلزيم دراسة وادي نهر ابراهيم المصنف على لائحة التراث العالمي كأحد المواقع الطبيعية الرائعة الجمال في لبنان والشرق الاوسط والعالم، والذي يفترض منع البناء فيه. وجاءت نتيجة التصنيف متناسقة مع مشروع الطريق، حيث سمح للقرى الشيعية بالبناء واستخدام عقاراتها لهدف السكن في حين لم يسمح للقرى والبلدات المسيحية بذلك وفرضت عليها شروط قاسية للبناء، وكان المسؤول عن هذه الدراسة السيدة د. ابراهيم من بلدة طورزيا الشيعية.

في حرب تموز استعمل حزب الله هذه الطرقات لنقل اللاجئين الى البقاع الشمالي كما استعملها كطريق امداد عسكري ولوجيستي فانتقل قياديو الحزب وقافلات التموين عليها ليلا نهارا.

 السيناريو يتكرر في كسروان

ومشاريع شق الطريق لا تتوقف عند حدود قضاء جبيل وتاليا شق المناطق المسيحية تاريخيا في جبل لبنان الى نصفين، بل يمتد الى قضاء كسروان وذلك من خلال الاصرار على شق طريق من بلدة قرقريا الى المربع الشيعي في كسروان والذي يضم بلدات المعيصرة والزعيترة والعذرا وغيرها وصولا الى بلدة يحشوش التي تضم 85 صوتا شيعيا بين ناخبيها. وهذا ما يتيح الربط ايضا بين بعلبك والعقيبة في كسروان والاشراف على مصب نهر ابرهيم المطل على الطريق الدولية.

المشكلة اليوم ان هذه المخططات انتقلت الى جرود كسروان، فقد اعترض احد المقاتلين القدامى في حزب الكتائب وهو في رحلة صيد مجموعة مسلحة تابعة لحزب الله في منطقة عين شخر واجبروه على العودة باعتبار المنطقة عسكرية واستراتيجية لحزب الله.

سامي خويري يحذر

مؤسس القوى النظامية الكتائبية سامي خويري اكد انه استلم الجبهة من العام 1976 حتى 1982 بعد ان قام احمد الخطيب المنشق آنذاك عن الجيش اللبناني بهجوم مدرعات من البقاع باتجاه بلدة فاريا ولكن الالغام التي كانت مزروعة بمبادرة فردية من بعض المقاتلين ادت الى تفجير الملالة الاولى فعطلت التقدم على المدرعات الاخرى فاندلعت المعارك الامر الذي اجبره على الانسحاب الى حدث بعلبك.

اضاف:" اعتبرنا هذا الهجوم ايذانا ببدء المعركة على هذه الجبهة فقمنا بتنظيمها عبر زرع متاريس على التلال المرتفعة وحصناها ببعض المدافع القليلة المتوفرة وكثفنا من زرع الالغام لمنع التسلل".

واشار خويري الى ان "الجبهة اطلق عليها اسم "صنين-عيون السيمان" لانها تمتد من الغرفة الفرنسية المشرفة على قناة باكيش وبسكنتا في الجنوب الغربي، قواميع العبد شرقا، شير الوردة شمالا، نحيلة-عين شخر شمال الغربي اي انها امتدت بشكل نصف دائري تقف عند حدود طريق امهز- ميروبا الاسفلتية.

ابان حرب زحلة استعمل المقاتلون هذه المنطقة لارسال الامدادات والتعزيزات البشرية والذخائر الى المدينة المحاصرة من قبل الفيالق السورية، ما ادى بطبيعة الحال الى تطوير الوضع العسكري فتم تنظيم ثكنات ونقل عدد اكبر من مدافع الـ 155 التي كان دورها مساندة اهالي زحلة تخفيفا للضغط على المقاتلين المدافعين، كما عززت ببعض المدرعات التي كانت تنقل المقاتلين المتوجهين الى زحلة الى الخطوط الامامية، الامر الذي اجبر القوات السورية الى استعمال الطيران الحربي اضافة الى عمليات انزال كوموندوس على التلال المشرفة على زحلة فاستشهد عدد من ابناء المنطقة منهم جاك عقيقي الذي اصيب بصاروخ هليكوبتر.

شق الطرقات اليوم يجري تحديدا في منطقة عين شخر التي تعتبر خاصرة الجبهة وهو يجري على مستويين الاول من خلال احدى الوزارات التي تقوم بشق طريق بحجة انشاء محمية ارز وهي تبدأ من لاسا باتجاه عين شخر. في حين يقوم أحد المسوؤلين في احد الاحزاب المسيحية الموالية لحزب الله بشق طريق في اراضي استئجرها من "وقف سيدة الحقلة" تبدأ من جنوب افقا باتجاه عين شخر، احد الرعاة في المنطقة اكد ان الطريقين يحتاجان الى 500م ليلتقيا اي عمليا مسألة ايام معدودة.

امننا الذاتي مهدد

سامي خويري اكد ان " شق الطرقات يجري وله ابعاد على عدة خطوط فتمركز وحدات عسكرية تابعة لحزب الله على هذه التلال التي كانت الخطوط الدفاعية الرئيسية للجبهة في الحروب السابقة يعني عمليا سيطرة الحزب بالنار على القرى التالية ميروبا، حراجل، فاريا، وطى الجوز، رعشين، وامهز".

واشار الى ان "هذه المنطقة ارض سلام وتريد السلام"، واعتبر ان استكمال حزب الله في مخططاته "قد يدفعنا الى اعادة النظر بأمننا الذاتي في حال تعرض هذا الامن لاي تهديد". وناشد خويري " الجيش اللبناني التواجد في المنطقة منعا لاي توسع وامتداد غير شرعي فيها". وطالب " المجالس البلدية والمخاتير والاهالي بمتابعة الموضوع وعدم الاغفال عنه لان الطرقات التي تشق تستهدف مناطقنا فإلى متى السكوت؟"

مظاهر ومخالفات عديدة تجري على طريق امهز لاسا، اصحاب احد المطاعم على هذه الطريق اكد ان "سيارات رباعية الدفع داكنة الزجاج تتحرك على هذه الطريق ليلا نهارا وهي تسير ببطء شديد دليلا على انها تتحرك ممتلئة بأشياء ما"، علما ان هذه الطريق هي الاقصر بين الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع ووجود الدولة فيها شبه غائب فلا حواجز ثابتة او متحركة تابعة للقوى الامنية الشرعية اللبنانية.

السرقات المستمرة

من المفيد التذكير بسرقة السيارات التي هبت كاعصار جارف في فصل الصيف المنصرم السياحي بامتياز، حيث أن كل الأخبار والبيانات الصادرة عن المخافر الشرعية، غالبا ما تشير الى سلوك اللصوص الطرقات عينها... جرود كسروان وجبيل صعودا الى البقاع، وغالبا ما تتم السرقات في السواحل الكسروانية والجبيلية لسهولة التهريب من منطقة تخضع لسلطة الشرعية، الى منطقة لا وجود للشرعية فيها. علما أن مناطق أخرى تتعرض لسرقة السيارات، لكن ليس بالحجم نفسه الذي تعرفه كسروان وجبيل، والملفت أن السيارات تكون بمعظمها من سيارات الدفع الرباعي، وبما أن هذا النوع من السيارات باهظ الثمن، فربما تكمن الحاجة اليها ليس من أجل اعادة بيعها، بل لاستخدامها لغايات عسكرية. فقط نظرة الى بيانات الأمن العام ومخافر الدرك وتدركون عمّا نتكلم.

وفي حادثة لافتة صودف مرور سيارة يقودها مواطن من بلدة لاسا ترافقه ابنته ورجل مسيحي من بلدة امهز في الليل على الطريق فاصطدمت بسيارة "بورش كاين" ادت الى مصرع السائق واصيبت الابنة والرجل بكسور ورضوض قوية، ولما تعذر على السيارتين اكمال طريقيهما لقوة الاصطدام توقفتا، وما ان اقتربت سيارة رباعية الدفع من موقع الاصطدام يقودها احد المسؤولين التابعين للتيار الوطني الحرّ في المنطقة اوقف بالقوة واجبر على النزول من السيارة فركبها 3 اشخاص كانوا يقودون سيارة البورش وفروا باتجاه لاسا. اتصل المسؤول بالدفاع المدني والصليب الاحمر لنقل الجرحى كما اتصل بالقوة الامنية للابلاغ عن سرقة سيارته، ما ان حضرت القوى الامنية حتى تبين ان سيارة البورش مسروقة منذ اسبوعين وصاحبها من الجنسية الخليجية، ومع اصرار المسؤول على استعادة سيارته مهددا بعقد مؤتمر صحافي لفضح حقيقة ما حصل حتى اتصل به احد الاشخاص وابلغه ان سيارته موجودة على طريق بلدة امهز ومفتاحها بداخلها ويمكنه استردادها.

روني خليل من بلدة امهز قال:" الطرقات التي يتم تعبيدها لا يمكن استعمالها لربط المناطق جغرافيا لانها عمليا تعتبر طرقات طويلة ولا تختصر الوقت الذي يحتاجه المواطن للانتقال من بعلبك على سبيل المثال الى جبيل او جونية".

أحد المواطنين الذي فضل الكشف عن اسمه من بلدة حراجل قال:" عام 2007 وفي دورة رياضية وعلى اثر اشكال بين ابناء بلدة حراجل وآخرون من لاسا قال لنا احدهم "اخذتم منا هذه القرى مغروسة بأشجار التوت سنأخذها منكم بعد حين مزروعة تفاح هذه القرى بغالبيتها لابناء المجتمع الشيعي والدليل انكم ما زلتم تطلقون تسميات شيعية على بعض المناطق كدير ابو علي في منطقة فاريا" معتبرا ان هذا الكلام تهديد مبطن ويفسر بوضوح اهداف التمدد الشيعي". واشار الى ان "تمدد حزب الله على التلال التي تشكل السد الجغرافي بين كسروان والبقاع يهدد امن هذه القرى لانهم يستطيعون السيطرة بالنار على معظم الطرقات الممتدة من فاريا حتى جبل فيطرون".

جمهورية "تنمو"

لا يمكننا وضع هذه المخططات الا في اطار المشاريع التي تنفذ في جزين وغيرها من المناطق مع العلم ان المشرفون على هذه الخطط لا يمكن وضع اعمالهم وخططهم الا ضمن اطار استراتيجي قد يؤدي الى خدمة اهدافهم في المستقبل. والسؤال الكبير الى كل المسيحيين والى البطريركية المارونية: لماذا شق هذه الطرق وهل هي للسياحة؟ علما ان المنطقة تملك شبكة جيدة من المواصلات، وهي منطقة سياحية تضم محطة للتزلج فضلا عن المجمع السياحي في فقرا وعدد كبير من الفنادق، ام هي لغرض امني او للوصول الى تغيير ديمغرافي من خلال دفع جماهير الشيعة من البقاع بإتجاه جبيل وكسروان. وما هي صحة المعلومات عن نقل كميات كبيرة من الاسلحة الى هذه البلدات الشيعية وما هي وجهة استخدامها مع العلم ان شبكة اتصالات "جمهورية حزب الله" قد امتدت الى هذه المناطق ايضا؟

واليوم وفي ظل الاشكال بين الكنيسة المارونية وسكان لاسا ما المغزى من عدم ايجاد حلول جذرية لهذا الملف؟ وهل يصدق احد بأن الكنيسة المارونية قد تعتدي على املاك الغير؟

 

لبنان المستباح من الداخل والخارج

رفيق خوري/الأنوار

تعددت القراءات والرسالة واحدة: مسلسل الاعتداءات الارهابية على قوات اليونيفيل في حلقته الأخيرة التي جاءت فرنسية. قراءات القوى والشخصيات والمصادر المجهولة في الداخل توزعت في اتجاهات متعددة، بحيث رأى كل طرف ما يتصوره ومن يريد أن يراه وراء سلك التفجير على طريق صيدا. وقراءات الدول والقوى المعنية في الخارج بقيت في الاطار العام من دون أن تضع النقاط على الحروف. والسبب هو الشعور بالمسؤولية، على عكس ما نفعله نحن. إذ لكل قراءة عند الدول ترجمة عملية في النهاية، سواء في الرد أو في البحث عن ضمانات أو في اعادة التفكير في مهمة القوات الدولية أو في مراجعة المشاركة لجهة الحجم أو حتى المبدأ.

لكن القاسم المشترك بين القراءات هو درس مكتوب على الجدار بالنسبة الينا: لبنان مستباح من الداخل والخارج. فليس قليلاً في الداخل عدد المجموعات القادرة على استباحة الأمن لخدمة أجندة خاصة بها أو أجندة خارجية. وليس جديداً ولا غريباً، ما دمنا عاجزين عن التمرد على دور الساحة، أن تمارس القوى الخارجية صراعاتها هنا بكل حرية من دون أن تدفع أي ثمن. لا بل أن تفعل على أرضنا ما تمتنع عنه خارجها، لأن اللعب على هذه الساحة يتيح الجمع في الرسائل بين كونها في وقت واحد غامضة وقابلة للاجتهاد وكونها تحمل توقيعاً لا مجال للخطأ فيه. ولا أحد يجهل أن المهام متكاملة بين لبنان والأمم المتحدة. فمن مهام القوات الدولية مساعدة الجيش على بسط السلطة وحماية أمن لبنان. ومن مهام السلطة والأجهزة الأمنية حماية أمن القوات الدولية. لكن القوات الدولية تعجز عن منع الخروق الاسرائيلية للقرار ١٧٠١. والسلطة تعجز أحياناً عن ضمان الأمن لليونيفيل، سواء كان الاعتداء بالتفجير أو برمي الحجارة لأن من الصعب توقع كل شيء وضمان الأمن من أية مفاجآت حتى في أقوى البلدان والأنظمة.

لكن الوقت حان بالنسبة الينا والى الأمم المتحدة للخروج من الستاتيكو القابل للانفجار الإقليمي الواسع أو للتفجير المحدود الى المرحلة الثانية الثابتة من تطبيق القرار ١٧٠١. فالسؤال أمام الأمم المتحدة هو: هل تريد إكمال المهمة أم التملص منها بإبقاء اليونيفيل قليلة الفاعلية أو حتى بسحبها؟ والسؤال أمامنا هو: هل نريد بقاء القوات الدولية التي طلبناها عند الحشرة ودفعها الى إكمال المهمة أم نريد إخراجها لحسابات جديدة؟ المفارقة أن ما يبدو سهلاً ومريحاً هو ما يحمل المخاطر: سياسة الاستلشاق والازدواجية بين أن نكون مع القوات الدولية وضدها، مع المحكمة الدولية وضدها، وبالتالي مع لبنان وضده.

 

ثورة الشعب اللبناني

محمد سلام/لبنان الآن

 الجمعة 29 تموز 2011

السيد حسن نصرالله أعلن في خطابه بمناسبة ذكرى ما يعتبره نصراً آلهيا أنه هو لبنان، هو السلطة، هو الدولة الآن، في المستقبل، و ... إلى الأبد.

إستنتاجا، كلامه يعني أن بقية السذّج الذين ينتقدون "دويلته" ويعتقدون أنهم في الدولة، ليسوا أكثر من رعايا سيستهدفهم السيد حسن لإخضاعهم نهائياً.

 سيخضعهم سيد الدولة، إذا كان لم يخضعهم بعد، لا بسلاحه، بل بجيشه، ولا بأمن مقاومته المكافح للتجسس، بل بأمنه العام الذي يزود عناصره بجوازات سفر "شرعية" الغلاف مزوّرة المضمون لضرب استقرار الدول العربية، لا بالعدالة، بل بعدالته التي حاكمت قاتل الرائد في سلاح الجو اللبناني سامر حنا، لا بالقضاء، بل بقضائه الذي سيبرئ بعض المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل.

سيخضعهم سيد الدولة ويعزلهم دولياّ أيضاً، كما بشّرهم بذلك النائب في سلطة السيد حسن التشريعية التي وُلّي على رأسها الأستاذ نبيه بري عملا بوعد الشيخ نعيم قاسم في العام 2009، وقبل الانتخابات النيابية: "الرئيس بري مرشح حزب" السلاح لرئاسة المجلس النيابي، تماما كما الرئيس نجيب ميقاتي يمثل السيد حسن والرئيس السوري بشار الأسد على رأس حكوم دولة السيد.

السيد حسن صادر ثروة لبنان النفطية. هكذا ببساطة صادرها وبهدوء عندما حصر حمايتها بسلاحه داخل وخارج مساحة الـ850 كيلومترا المعتدى عليها من قبل إسرائيل.

 أي دولة في العالم ستستثمر في ثروة نفطية يحميها حزب يصنفه العالم الغربي إرهابياً، كما تعتبره غالبية العرب تنظيماً إرهابياً، وإن من دون التجرؤ على إعلان الموقف، ولا سيما أنه يضم في صفوفه محكومين في الدول العربية بجرائم إرهابية، على غرار مصطفى بدر الدين في الكويت وسامي منصور (شهاب المزعوم) في مصر.

حتما هناك من سيستثمر في نفط الممانعة، ولكن المستثمر الذي سيجرؤ على هذه المقاربة لا بد أن يكون ممانعاً أيضاً، مثل إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية ... فقط.

حتى سلاحه الذي لم يعد بحاجة لاستخدامه في تهديد اللبنانيين كونه صار مالكاً لجيش وأمن عام، لن يستخدمه أيضا لمهاجة إسرائيل أو تحرير فلسطين. هو فقط يريد أن يحمي دولته ومصالحه وثروته ومستقبله، فيما البعض ما زال يعتقد أن السيد حسن يدير ... دويلة.

السيد حسن وأتباعه في حكومة شركاء رامي مخلوف - في العمل الخيري طبعا - سيحركون جيشهم ومخابراتهم وأمنهم لضرب كل من يتجرأ على انتقاد نظام الأسد من لبنان، بل سيضربون في لبنان مصالح كل دولة تتجرأ على انتقاد نظام الأسد في سوريا، تماماً كما حصل باستهداف قافلة قوة الأمم المتحدة "يونيفل" عند مدخل صيدا الجنوبي قبيل ساعات من إلقاء سماحة سيد الدولة خطابه الذي تحدث فقط عن الثروة وضرورة الالتفاف حول الثروة وما تؤمنه للبنانيين من رفاه وعيش وخضوع ... "كريم".

الملفت في استهداف اليونيفل أن العبوة التي استخدمت لتنفيذه فجرت "سلكيا"، ما يعني أن من فجّرها اعتبر أنه يمد أسلاكه في أرضه، لا في أرض معادية للعمل الذي قام به.

أي عدو غبي يمد أسلاكاً في أرض عدوه كي يضرب عدوه؟

كان جيش الأسد في لبنان يعتمد النظام السلكي للاتصالات، وشبكة اتصالات حزب السيد حسن كلها سلكية وقد دافع هو عن سلكيّتها المأمونة كونه يسيطر على الأرض التي تمر بها، كما كان جيش الأسد يسيطر على الأرض التي مد فيها شبكة اتصالاته السلكية.

فأي عدو، بالله عليكم، يمد أسلاكه في أرض عدوه كي يضرب عدوه؟

مطلوب بعض الاحترام للعقول، خصوصا أن حزب السيد حسن أصدر بيانا استنكر فيه الاعتداء على اليونيفل معتبرا أنه يشكل "عملا إجراميا غير مقبول"!

عمل إجرامي! تفجير قافلة لليونيفل عمل إجرامي أم عمل إرهابي؟

عودة للسؤال المركزي أي عدو يمد أسلاكه على أرض عدوه ليضرب عدوه؟

هذه الأسلاك لا يمدها إلاّ صاحب السلطة على الأرض. وصاحب السلطة على الأرض الجنوبية ليس الدويلة اللبنانية الموجودة على الورق فقط.

هذه حقيقة. الدويلة اللبنانية غير موجودة على الأرض في الجنوب، وغيره أيضا وصولا إلى لاسا وما بعد بعد لاسا أيضا. لذلك فإن فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عندما زار الجنوب متفقدا في السابع من آب العام 2010 توجه إليه بمروحية.

ولذلك، فإن فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عندما زار اليونيفل في الجنوب في 28 كانون الأول العام 2010 توجه أيضا بالمروحية.

 ولذلك أيضا، أصر رئيس حكومة سيد الدولة، دولة الرئيس نجيب ميقاتي، على أن يتوجه إلى الجنوب أيضا بالمروحية في 16 تموز/يوليو الجاري.

 الوحيد الذي تفقد الجنوب برا هو الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ربما لأنه كان مطمئنا سلفا إلى "أمن الطريق" أو الطرقات في دولة السيد السلكية، فيما يبخس البعض السيد حسن حقه وفعله ويعتقدون أنه يدير "الدويلة".

كلا. سماحة السيد هو الدولة، وهو السلطة، وهو الجيش، وهو الأمن العام، وهو الثروة، وهو ... المستقبل أيضا، كما يعتقد.

هذه هي الحقيقة الآن. أما العدالة الدولية والقرارات الاتهامية وتمويل المحكمة الخاصة بلبنان ومصير قيادة أو قادة قوى الأمن الداخلي وشعبة أو فرع أو مكتب المعلومات والحوار -مع أو من دون شهود- فهذه شؤون في نظر سيد الدولة هي مجرد أسماك زينة تربّى في حاضنات زجاجية "للفرجة والتلهي" فيما ... الشغل ماشي، ولكن ليس وفق نظرية صاحب الشعار دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رحمه الله، بل حسب رؤية السيد حسن ... وشركاء رامي مخلوف،... في العمل الخيري،  حتما.

لذلك وجب التقدم بالشكر لسيد دولة الثروة والخضوع لأنه بإعلانه فتح الباب، ربما من دون أن ينتبه، لانطلاقة ثورة الشعب اللبناني بالتزامن مع ثورة الشعب السوري ضد الحليفين اللذين إذا بقي أحدهما بقي الآخر، وإذا سقط أحدهما استشرس الآخر في الدفاع عن وجوده وثروته النفطية والغازية وملحقاتها، ليس ضد فرضية الاعتداء الإسرائيلي بل ضد حتمية الإعتداء على الداخل.

 

المسيحيون وسورية

حازم الأمين/لبنان الآن

الجمعة 29 تموز 2011

في المرة الأولى التي يتعرض فيها النظام البعثي في سورية الى انتكاسة فعلية، بعد أكثر من أربعين عاماً من حكمه، تُقرر جماعة مسيحية لبنانية وازنة، أنها اللحظة المناسبة للإلتحاق الكامل بهذا النظام. انهم العونيون الذين شرعوا ومنذ بدء حركة الاحتجاجات في المدن السورية بمضاعفة انحيازهم الى الجاني في سورية. في الإسبوع الفائت زار وزيرهم الأول جبران باسيل دمشق والتقى رئيسها، وفي نفس اليوم كان تلفزيونهم يستضيف السفير السوري في بيروت، و "أدباؤهم" في الصحافة المكتوبة يستفيضون في شرح حماية البعث للإقليات.

وللعونيين صولات وجولات في مجال الاستثمار قصير المدى. المسألة بالنسبة اليهم لا تعدو أكثر من حسابات الأسابيع المقبلة، فيلوح لهم ان في الانحياز الى نظام متداعٍ مصلحة تفضي الى الفوز بمدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية مثلاً، ولا بأس هنا من التضحية بمستقبل جماعة بأكملها لقاء هذا الجزاء.

في مقابل مصطلح "عسف الأكثريات"، استحدث ذات يوم مصطلح "دهاء الأقليات"، لكن الواقع اليوم يحضّنا على ابتكار مصطلح جديد، نقترح ان يكون "الغباء الأقلي".

لكننا أيضاً لسنا حياله في الحالة العونية، إذ إننا هنا في حضرة الرياء الكامل والعار من أي ادعاء، وربما كان من غير المفيد الإمعان في يأسنا من هؤلاء.

لكن يبقى من المفيد التساؤل عما اذا كان في الانحياز العوني الى الجلاد في دمشق تعبير عن بعض مشاعر المسيحيين اللبنانيين في هذه اللحظة السورية؟ الجواب للأسف نعم، فقد سمعنا في لبنان اشارات من فئات غير عونية تبدي خوفها على "الأقليات" في سورية في ظل حركة الإحتجاج. في أوساط حزب الكتائب خرجت أصوات من هذا القبيل، والكنيسة أيضاً لم تبخل على النظام في الشام ببعض المدائح. الصوت المسيحي العادي وغير الحزبي وغير المنسجم عادة مع موقع النظام السوري تقليدياً هو اليوم صامت وحائر، اذا لم نقل انه يميل خطوة باتجاه خصومه السابقين. لا بل ان البعض من خصوم النظام السوري من بين المسيحيين اللبنانيين راحوا يفصلون على نحو فصامي وهذياني بين فوائد تصدع النظام عليهم في لبنان، وبين مخاطر هذا التصدع على موقع الأقلية المسيحية في سورية، وكأنهم يقولون للمواطنين السوريين "إننا نحب نظامكم لكم، ولكننا نكرهه لأنفسنا".

الموقف "المسيحي" اللبناني من الانتفاضة السورية، يعرض قضية الدفاع عن حقوق الأقليات في المنطقة الى مأزق أخلاقي فعلي، اذ لطالما شكلت مسألة حماية الأقليات أحد معايير قياس مدى احترام الأنظمة لحقوق جماعاتها، لكننا هنا أمام وضع معكوس، ويتمثل في مدى التزام الأقليات اجماعات وطنية حول مصالح الدولة والمجتمع.

فعندما تقول غالبية الشعب السوري: "الشعب يريد اسقاط النظام"، تصبح زيارة جبران باسيل قصر الشعب في دمشق في غير مصلحة المسيحيين في لبنان وفي سورية.

 

قراءة مختلفة لا متطابقة في موسكو حول سوريا••• ولافروف وعد ببذل جهد مع دمشق لتغيير إدارة المواجهة

جنبلاط في اللحظة المصيرية: لا لتوريط الدروز في "الخطة باء" في سوريا ولبنان

رلى موفّق (اللواء)، الجمعة 29 تموز 2011

يقول أحد رفاق وليد جنبلاط “إن الرجل عاد من زيارته إلى موسكو مثقل بالهواجس نفسها التي تنتابه حيال ما يجري في سوريا، وذلك نتيجة اختلاف القراءة لا تطابقها.

 فعلى عكس ما ظنه البعض من ان وصف جنبلاط للحالة السورية بـ” الثورة”، ربما تشي بتحول روسي ما، فان موسكو ما زالت مسانداة بقوة للنظام السوري. وهي تنطلق من مصلحتها أولا المتمثلة بأن النظام السوري هو “الحليف” الاخير لها في الشرق الاوسط، وخسارته يعني خسارة أخر قدم لها في المنطقة،حيث لديها أيضاً قاعدة عسكرية بحرية في طرطوس تستخدم كمركز لصيانة وتموين سلاح البحرية الروسية في البحر الابيض المتوسط. كما يسودها اقتناع تام بأن هناك تآمراً أميركياً- غربياً ضد سوريا. وهذا كله يدفع القيادة الروسية الى الاستمرار في دعم دمشق ومساندتها في مجلس الامن والوقوف حائلا دون صدور أي قرار ادانة ضدها، ولاسيما انها تستند الى معلومات قوامها ان النظام السوري لا يزال متماسكا وقوياً وممسكاً بالوضع على الارض ويحظى بدعم شعبي. الامر الذي يجعل المرء يخرج باستناج ان موسكو لا تستشعر بالخطر المحدق بسوريا وبواقع الحركة الاحتجاجية في داخلها وما يمكن تالياً ان ئؤول اليه التطورات في المستقبل مع ازدياد الشرخ الحاصل في المجتمع السوري، والاستمرار في اللجوء الى الحلول الامنية بدل وقفها وتقديم الحلول الاصلاحية السياسية على ما عداها من ممارسات امنية قمعية.

والنقاش الذي دار بين جنبلاط والمسؤولين الروس وصل الى” التسليم جدلا بأن هناك تآمرا على سوريا”، والسؤال عن كيفية حمايتها من “هذا التآمر” الذي سوف بغرقها بمزيد من الدماء والتفتيت اذا لم تتركز الجهود على ايجاد الحلول الناجعة التي تخرجها من آتون الصراع الدائر اليوم.

على ان جنبلاط الذي اصطحب معه الوزير غازي العريضي الموثوق من قبل السوريين، في رسالة واضحة لدمشق انه يعمل لمصلحتها لا ضدها، خصوصاً بعدما بدأ حلفاؤها في لبنان يشنوون حملات مبطنة ضده نتيجة تمايزه في قراءة الاحداث في سوريا وسبل معالجتها، عاد، وفق ما أسرّ لمسؤول في الحزب التقدمي الاشتراكي، ببعض” الامل” في ان تقوم القيادة الروسية بمسعى ما حيال دمشق، ولاسيما بعدما لمس “تفهما ما” لموقفه لدى وزير الخارجية سيرغي لافروف، الا انه أمل يبقى متأرجحا بين التفهم والتمني، ولا يمكن التعويل عليه كثيراً.

والزعيم الاشتراكي الذي لا يمكنه الا ان يكون في قرارة نفسه مع حركة الشعوب التواقة الى الحرية والعدالة والديموقراطية في وجه الانظمة قاطبة،والشمولية تحديداً، لا يغفل الموقع السياسي الذي اتخذه على خلفية احداث السابع من أيار 2008 وأفقاده لاحقاً زعيم الغالبية النيابية سعد الحريري الاكثرية التي حظيت بها قوى الرابع عشر من أذار في الانتخابات النيابية، مرسخاً الانقلاب السياسي لسوريا و”حزب الله” في البلاد.

لكن تمة قلقاً متزيدا قد بدأ يتنامى في الآوانة الاخيرة عند جنبلاط- بوصفه زعيماً درزياً- من جراء عوامل عدة، في مقدمها وقوع حادثة، لم تكن أيدي المخابرات السورية بعيدة عنها في بلدة قطنة السورية آلت الى ردات فعل على خلفية مذهبية بين الدروز والسنة.

وهي حادثة ترافقت مع طروحات بدأ بعض الرموز السياسية الدرزية المحسوبة على قوى الثامن من آذار بتداولها عن ضرورة تسلّح دروز لبنان ودروز سوريا بغية الانخراط في الدفاع عن “خط الممانعة”ومشروع المقاومة سواء في لبنان او سوريا.

وقد فاتح احد الرموز العائد الى عائلة سياسية تاريخية جنبلاط بهذا الطرح، لكن جواب زعيم المختارة كان حازما في الرفض وتوجه الى محدثه قائلا: انا لم أقم بتسوية مع الشيعة بعد 11 أيار لأقاتل السنة. غير ان هذه الطروحات وما يصله من اخبار حملته الى التوجس من فتنة تحاك بين جبل الدروز وسهل حوران، تمتد شظاياها الى لبنان.

 وهو الامر الذي ظهر جليا في مهرجان راشيا الاسبوع الماضي ، حين حذر” دروز لبنان و سوريا من الدخول في مشروع فتنة لانه انتحار وفناء وخطر على الوجود” وحضهم على “الانتباه من هنا أو هناك من أي مفتن أو مغرض أو أي رأي يريد تحميس بعضا منا في مواجهة الآخر” وكانت خارطة طريق مفصلة رسمها جنبلاط لكيفية خروج سوريا من النفق المظلم الى رحاب “ التنوع والتحديث من أجل زيادة الممانعة السورية.”

وقد دفع توجس جنبلاط الى التأكيد في أوساطه على ضرورة العمل على تمتين التواصل مع زعيم تيار المستقبل سعد الحريري وجمهوره، لقطع الطريق على احتمال اللعب بالنار· وفُهم ان جنبلاط سيلبي دعوة الحريري الى حفل افطار في البيال خلال شهر رمضان، بعد فترة من الفتور شابت العلاقة بين الرجلين على خلفية خطاب البيال في ذكرى اغتيال الحريري حين تحدث الحريري عن غدر الحلفاء.

وازاء قرار جنبلاط الوقوف سدا امام محاولات توريط الدروز على الضفة اللبنانية، خرجت الناشطة منتهى الاطرش، ابنة سلطان باشا الاطرش احد رجالات الثورة السورية ضد الاستعمار، بموقف صارم من الضفة السورية في اتصال مع “اللواء” من بلدتها القرية، ومفاده بأن الدروز أوعى من ان يتم توريطهم في مؤامرة الفتنة الطائفية، رغم اقتناعها بأن النظام يحاول اللعب على الوتر الطائفي لخدمة مصالحهم، ويحاول تأليب الاقليات وتخويفهم على مستقبلهم في حال تغير النظام القائم. وهي اذ نفت علمها بمحاولات جدية لتسليح الدروز في جبل العرب، لفت الى ان سياسية النظام هي سياسية فرق تسد، وان الحادثة التي حصلت في قطنة كان وراءها الامن الذي لعب على وتر تحريض بعضا من الدروز في هذه القرية في وجه بعض من السنة في قرية مجاورة . لكنها حادثة تمّ استدراك مراميها واهدافها سريعاً.

كان الاتجاه السائد في الاشهر الاولى من الاحتجاجات الشعبية في سوريا العمل على “تحييد الدروز” لعدم التواصل مع سهل حوران الجار الذي انطلقت شرارة الاحتجاجات من عنده لتنقل ككرة الثلج الى المدن والمحافظات الاخرى. وهو ما عمل بعض اركان الطائفة في سوريا والقيادات الدرزية اللبنانية على تأمينه. اما اليوم فإن هناك مخاوف من ان يكون العمل قد بدأ على “ توريط الدروز” في سوريا كمقدمة لتوريط الاقليات الاخرى ومنهم المسيحيون في “الخطة باء” للنظام بهدف اطلالة عمره حتى ولو آل ذلك الى حروب طائفية تطيح بسوريا ككيان ودولة.

 

هل يلتقي الشيخ والسيد؟

صالح حديفة/صدى البلد

لا يزال الانقسام السياسي الحاصل بين ضفّتي الصراع القائم في البلد منذ النصف الثاني من العام 2004، على حاله، رغم تبدل الظروف وانتقال قوى سياسية من ضفة إلى أخرى أو تمايز بعضها في ما يسمّى الوسط. فعوامل تكريس الانقسام لا تزال أقوى من كل محاولات رأب الصدع التي توالى على تنفيذها كثيرون في الداخل والخارج، بدءاً بمسعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري حين دعا إلى طاولة الحوار الأُولى، مروراً بمؤتمر سان كلو الخجول، إلى مؤتمر الدوحة، ثم هيئة الحوار بدعوة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وما بين كل ذلك من جولات ولقاءات كان أبرزها ما عرف بمسعى س.س. ثم المسعى التركي القطري، وهذا كلّه باء بالفشل، إذ لم يبقَ بعد كل تلك المحاولات إلا ثابتٌ وحيد، ألا وهو الانقسام.

وفي خضم ما يجري راهناً في المنطقة، تعود مساعي التقريب بين اللبنانيين إلى الواجهة عبر مسارين يعملان باتجاه الهدف نفسه، خصوصاً بعد صدور مذكرات التوقيف الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وذلك لتخفيف الاحتقان الشعبي، ومنع التوتر المذهبي وبالتحديد السنّي الشيعي من التفاقم، وحصر المسائل الخلافية بين جدران غرف اللقاءات لا أن تكون على منابر الخطابات والتصريحات النارية المتّقدة.

المسار الأول يتقدّمه رئيس الجمهورية الذي يُجوجل في الوقت الراهن مجمل الآراء التي تصله من القيادات والأطياف السياسية تمهيداً لتوجيه دعوة إلى انعقاد جديد لهيئة الحوار الوطني برعايته، مع بعض التعديلات التي قد تُمليها المتغيّرات السياسية خاصة بعد تبدّل الأكثرية النيابية وتأليف الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي. وممّا علمته "صدى البلد" أن الرئيس سليمان لا يزال في مرحلة الإعداد للحوار، إذ إنه لن يُقدِم على توجيه الدعوة قبل أن يتأكد من رغبة كافة القوى السياسية المعنيّة بالمشاركة، مع ما يستلزمه ذلك من مساعٍ تسبق الحوار نفسه.

أما المسار الثاني، فيقوده رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على طريقته المعهودة في الرسائل المشفّرة عبر التصريحات، أو من خلال اتصالاته بالأفرقاء المعنيين، وبالتحديد بالرئيس سعد الحريري وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله وبالرئيس بري. ويبدو جنبلاط مُصرّاً بشكل لافت على ضرورة حصول لقاء بين الشيخ سعد والسيد حسن، لاعتباره أن "مجرد اللقاء كفيل بحدّ ذاته بأن يخفّض من نسبة التوتر المذهبي"، وفي إيجاد "أرضيّة" أوّلية لمزيد من الحوار الجدّي الذي يبقى الخيار الأفضل والأمثل بكل تأكيد في مقابل انقطاع التواصل المستفحل بين مختلف الجهات السياسية الأساسية في البلد.

ورغم كل التصريحات التي ردّت سلفاً على مسعيي سليمان وجنبلاط، فإن الرجلين لا يزالان على الوتيرة نفسها في العمل لما فيه مصلحة الجميع بالجلوس سوياً ومناقشة شتّى القضايا المصيرية بنفَس هادئ.

وتؤكد أوساط سياسية متابعة لـ "صدى البلد" أن "اللقاء بين الرئيس الحريري والسيد نصرالله بات أكثر من ضرورة، إذ إن البلاد باتت بأمسّ الحاجة إلى صدمة إيجابية تعيد إليها قسماً من التوازن السياسي بعد أن حفلت المرحلة السابقة منذ خطأ إسقاط حكومة سعد الحريري بتراكم للسلبيات بات يهدد سلامة الوحدة الوطنية برمّتها، خصوصاً في ظل ما يجري في المحيط العربي من متغيّرات، وفي ضوء ما قد يحصل جنوباً مع انتقال ملف النفط إلى الحيّز العملاني، ويزيد في طين السلبيات بلّة ما يحصل في الداخل من خطاب سياسي متشنّج ومن انفلات أمني واضح، سيرتد كارثياً على الجميع إذا ما استمرت الأمور في التفاقم".

 

نريد محاكمة القاتل.. ويريدون محاكمة القتيل  

جورج بكاسيني

صدْمتنا كانت كبيرة، عندما فوجئنا، الزميل نصير الأسعد وأنا، لدى خروجنا من جناح النائب مروان حمادة في مستشفى الجامعة الأميركية، إثر محاولة اغتياله العام 2004، بدخول العميد رستم غزاله وخلفه مدعي عام التمييز عدنان عضوم وبعدهما النائب ناصر قنديل.

التسلسل المذكور كان تعبيراً فعلياً عن واقع حال النظام الأمني اللبناني ـ السوري المشترك: التابع والمتبوع. الآمر والمنفّذ، والناسخ والمستنسخ.

نظام لبناني عُمِل على أن يكون نسخة عن أصله في دمشق: الضابط يتقدّم القاضي والنائب.. الأمن أولاً.

صورة تختصر النمط الذي حاول ذلك النظام المشترك فرضه بالحديد والنار في بيروت.. والذي عنى لاحقاً بعد اغتيال رفيق الحريري فرض المنطق المقلوب.. بحيث يصير الجلاد هو الضحية والجاني هو المحامي والقاضي، والمغدور هو المجرم. نسخة مثلى عن نهج النظام السوري الذي يتهم اليوم المتظاهرين في الشوارع والساحات والمدن والقرى السورية بأنهم يطلقون النار على أنفسهم.

نظام حاولوا تركيبه وفق ذلك المنطق الفريد من نوعه منذ أيام ستالين بحيث أن "تفاصيله" صارت تعني أن رفيق الحريري قضى بحادث سير. على هذه الوتيرة التي سبق أن اعتمدها النظام السوري منذ نشأته، أريد لنا في لبنان أن نأخذ بنظرية جديدة وفذة في علم القانون وعالم القضاء: محاكمة القتيل بدلاً من محاكمة القاتل.

صدّق أو لا تصدّق. هذا واقع الحال منذ أن أبصر "الاجتهاد العضومي" النور في كنف الجمهورية الأمنية، التي لم تكتفِ بمعاقبة الأبرياء وتبرئة المتهمين في ملفات الفساد وغيرها وحسب، وإنما ذهبت بعيداً الى حدود ملاحقة القتيل نفسه بدلاً من ملاحقة القاتل.

ألم يهدد القاضي عدنان عضوم في الثاني من كانون الأول 2004 النائب مروان حمادة بالملاحقة، بعد أسابيع من محاولة اغتياله، معتبراً أن اتهامه لأجهزة أمنية "يعرّضه للمساءلة والملاحقة"، داعياً إياه الى "أن يعمل كل ضمن عمله، فليعملوا في السياسة.. أما أن توجه اتهامات في موضوع قضائي عالق فلن نسمح به"؟!

هذا النمط العضومي الذي اعتمد في عهد الوصاية السورية بقي معتمداً هو نفسه في عهد وصاية السلاح، مع فارق وحيد هو تولي سياسيين هذه المهمة أو مواقع إعلامية والكترونية بدلاً من عضوم إثر مغادرته موقعه على رأس القضاء: ألم يحاكم النائب سليمان فرنجية (11 أيار 2006) على مدى أكثر من ساعتين، على الهواء، الشهيد رفيق الحريري، متهماً إياه بـ"التسبب بتراكم الديون في لبنان"، وواصفاً مشاريعه الإعمارية بأنها كانت عبارة عن "مشاريع مشبوهة"، ليتساءل لاحقاً: لماذا لم يترك البلد (الحريري) إذا كان فعلاً لا يستطيع أن يحكم"؟

وبعد..ألم تخترع بقايا النظام الأمني المشترك مواقع الكترونية خصيصاً لاتهام أهالي الشهداء أو أبنائهم باغتيالهم، مثل "شام برس" و"دنيا الرأي" و"فيلكا إسرائيل"؟ تماماً كما أسست صحف ("الأخبار") لغاية وحيدة هي "محاكمة المحكمة"؟ عمد بعضهم الى اتهام وليد جنبلاط بحماية قتلة الشهيد بيار الجميل (شام برس 29 ـ 11 ـ 2006)، فيما اعتبر البعض الآخر أن المستفيد من اغتياله هو سعد الحريري وسمير جعجع والمشروع الأميركي ("دنيا الرأي" 23 ـ 11 ـ 2006)، قبل أن يُتّهم الرئيس سعد الحريري باغتيال والده والرئيس أمين الجميل بقتل ابنه والنائب وليد جنبلاط باغتيال سمير قصير؟

رؤوس الجهاز الأمني المشترك الذين يتحمّلون المسؤولية المعنوية والسياسية والأخلاقية والإدارية على الأقل تجاه الاغتيالات والتفجيرات، تحولوا الى "ضحايا" بقرار من الحلف السوري ـ الحزب اللهي المشترك. باتوا هم القضية والقضاء. وباتوا هم جهة الادعاء بدل أن يكونوا وراء القضبان.

مع هؤلاء لم تعد الشهادة خطاً أحمر، ولا الشهداء. وحده "نهر البارد" صُنِّف من الخطوط الحمر.

وكما في أعمال السحرة والحواة، انتشلوا من الخيال ومن جعبة التضليل بدعة "شهود الزور"، في مسعى لتحويل من استشهد الى متهم وقاتل، والضحايا الى مجرمين.

فيكون سعد الحريري مذنباً إن رثى والده. ويكون أمين الجميل مذنباً إن قال إن ابنه قتيل، ويكون مروان حمادة مذنباً إن قال أنا جريح، وتكون ميّ شدياق مجرمة إن كشفت النقاب عن أوجاعها.

والى ما بعد.. بعد "شهود الزور" جاء العون من "أقبية" عدالة المخابرات السورية، بحق فريق الحريري السياسي والإعلامي، التي ابتدعت "مذكرات توقيف" يأنف أي حقوقي من قراءتها أو أخذها في الاعتبار، لتشبه تلك التي تصدر اليوم بحق مئات الألوف من مواطني سوريا.

وصلت ذروة هذا المسلسل، مع الحكومة الجديدة، الى وقاحة لا يجيدها إلا الجنرال ميشال عون عبر دعوته لسعد الحريري أن ينفي نفسه الى الخارج. وتوّجت بتهديد الرئيس فؤاد السنيورة والدكتور عبد المنعم يوسف بالسجن، لتتوّج أكثر فأكثر بتطويب المتهمين والمشتبه بهم أيقونات مقدسة.. ليس على الشعب اللبناني إلا الركوع أمامها وحرق البخور لها وإضاءة الشموع..

ها هم يعودون اليوم وعلى نحو أسوأ الى النسخة الرديئة من "عدالة الوصاية" ورموزها من "العضومية" الى "اللحودية" وصولاً الآن الى "الموسوية".. "عدالة" عممت الظلام والكآبة على لبنان، وشرّعت ثقافة القتل والفساد والضغينة.. وهي لا تزال حيّة في ذاكرة اللبنانيين.

نعود الى استذكارها مع شهود وخبراء قانونيين عاينوا وعايشوا تلك الحقبة المظلمة منذ العام 1998 وحتى اليوم.

 

أي ذاكرة أسدية لسورية؟

غسان المفلح /ايلاف

عندما تحضر الذاكرة، يكون انشغال بالحاضر والمستقبل، وأنا مثلي مثل أي مواطن سوري، لم يعرف نظاما في سوريا، غير نظام آل الأسد، اصبحت ذاكرتي من هذه الزاوية، ذاكرة أسدية بامتياز، وحضور الذاكرة ليس من باب الراهن كما هو هذا التقرير" لن يستغرب أحد فيما لو دخلت سوريا موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية هذا العام بعدد من سقطوا قتلى أو اختفوا من مواطنيها في 135 يوماً، فالمعلومات تؤكد أنهم 2918 مفقوداً منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للنظام في 15 مارس/آذار الماضي، أي منذ 3240 ساعة، وخلالها سقط أيضاً 1634 قتيلاً، أي تقريباً واحد كل ساعتين، وهو رقم قياسي لبلد ليس في حالة حرب أهلية ولا عسكرية معلنة مع أحد.هذا الحساب الدموي هو من عمليات ضرب وجمع بسيطة يمكن القيام بها بعد الاطلاع على تقرير بثته اليوم الخميس منظمة العمل السياسي الدولية المعروفة باسم Avaaz اختصاراً، وفيه عدد القتلى والمفقودين في 4 أشهر وأسبوعين، وخلالها أيضاً بلغ عدد المعتقلين 12 ألفاً و617 مطالباً بإسقاط النظام، أي واحد كل ربع ساعة، وهو رقم قياسي آخر يستحق "غينيس" بامتياز. واعتمدت المنظمة، وهي غير حكومية وستنشر قريباً أسماء وصور جميع القتلى والمفقودين والمعتقلين في موقع "أفاز دوت أورغ" الخاص بها على الانترنت" – نقلا عن العربية.نت - هذا تكثيف للحظة الراهنة من منجزات آل الأسد.

الذاكرة تبدأ من خسارة الجولان 1967 مرورا باتفاقيات الفصل 1974 التي أسست لعلاقة إقليمية تقودها حالة اللاحرب واللاسلم مع إسرائيل، ومنذ ذاك التاريخ وإسرائيل تحمي النظام لكي تحمي ما أسسته هذه الاتفاقيات، وفتحت في سورية سجونا لم تفتح مثيلها وعددها في أية دولة بالعالم، وبدأ الشعب السوري ونخبه يدفع ثمن فتح هذا العدد الضخم من السجون، التي بدأت برفاق دربه من قادة حركة 23 شباط، ومنذ ذلك التاريخ 1970 لم تتوقف السجون، ولم تتوقف قوى اللاقانون في إثبات أنها الطرف الوحيد الحر التصرف في سورية، وكل هذا الزخم الاحتفالي الكرنفالي، من تصدر المشهد الأكثر عنفا تجاه الشعب في تاريخ سورية وتاريخ المنطقة، ولحق بالشعب السوري الشعب اللبناني بعد سماح إسرائيل وأمريكا وفرنسا لجيش حافظ الأسد بدخول لبنان، وبدأت طلائع الشعب اللبناني تتدفق أيضا إلى السجون الأسدية، هذا غير القتلى بحجة ضبط الأمن، والمشاركة في التصفيات الجسدية، ترافق ذلك مع إقامة نسق ولائي للنظام منضدد استخباراتيا بطريقة تعتمد ثلاث مسارات متداخلة: الأول طائفي والثاني بعثي واقتصادي، فخلقت عبر عقد من الزمن بلدا غير معرف إلا بصورة الأسد، وهذه الصورة ابحث فيها عن نقطة مضيئة أعطت لسورية كوطن فلم أجد، ليس تجنيا أبدا، لكن أتمنى من أي سوري أن يقول لي عن نقطة واحدة مضيئة في ذاكرته عن هذه الحقبة التي امتدت لأكثر من أربعة عقود ونصف، خرب الساحة الفلسطينية وأدمى الساحة اللبنانية كما السورية، كل هذا ولم نتحدث عن منظومة الفساد التي أنشأها بقرار رئاسي غير مكتوب، الجميع يعرف ذلك، كان له في كل هذا شريكا غير معلن هو غالبية تجار دمشق. واستطاع أن يثقف الجيش العقائدي" بأن له عدو واحد هو الشعب السوري. وهذا التثقيف وفق المنطق الولائي للنظام،ولهذا في أحداث حماة 1979-1982 كان الأمن والجيش يدخل المدن السورية، كأنه يدخل مدنا معادية، وكانت الحصيلة 15000 ألف مفقود منذ ذاك التاريخ وحتى اللحظة، إضافة إلى عشرات الألوف من المعتقلين، والتنكيل بالمدن وتقطيع أوصالها، وهاهو الخلف الآن يعيد نفس السيناريو، لقد عايشت سجون الأسد ومن يعايش سجون الأسد يعرف هذا النظام على حقيقته أكثر من غيره، فيما لو أراد أن يعرف! والذاكرة لا تريد الحديث في مواضيع جافة وهو حجم الثروة التي سرقها شخوص هذا النظام من أفواه الشعب السوري.

الذاكرة تقول أن الشعب السوري تعرض عبر هذا النظام لانتهاك لم يعهده شعب من قبل، وخاصة في هذا العصر. فأية ذاكرة سورية هذه؟

لا أريد الاستمرار في السرد بعد أن وصلنا إلى راهن وضحه التقرير أعلاه، فأي مستقبل يمكن الحديث فيه بعد ثورة شبابنا، ويشارك فيه هذا الفاعل التاريخي في هذه الذاكرة؟

مستقبل سورية كدولة حضارية ديمقراطية تستند إلى الشرائع العالمية لحقوق الإنسان، ودولة قانون تحمي جميع أبناءها على قدم المساواة، قادرة الثورة على انجازها، رغم كل هذا الدم، رغم كل ما حدث ليس بين مكونات الشعب السوري مشكلة لا تحل مهما كانت ومن أي نوع كان، ولكن ليس وفق أية أبجدية يقدمها هؤلاء القتلة ومن أي نوع كان. وليعذرنا المناضل نيلسون مانديلا!! فنحن نفصل بين مجموعة شكلت نظاما وبين الطائفة العلوية، فلا مشكلة بين مكونات الشعب السوري في حال رحيل هذه المجموعة، ونسي السيد ما نديلا في رسالته للثورات العربية، أن نظام الابارتيد الذي تصالح معه، ساهم نفسه في احويل جنوب أفريقيا، لكي تكون المصالحة حقيقية، أما هذا النظام فماذا ترك من أجل أن يتصالح الشعب السوري معه؟

إننا أمام حالة غريبة أيضا، مشهد ليعذرني بعض أصدقائي ورفاقي في المعارضة، كيف يمكن لنا أن نتحدث عن نظام لا طائفي، وبنفس الوقت نخاف من حرب أهلية؟ لهذا كل من يواجه هذه الثورة بسؤال البديل، أو الحديث عن مستقبل سورية، يريد غالبيتهم من كل هذا هو استمرار حكم آل الأسد.

وكان الشعب السوري غير شعوب العالم، يحتاج لرعاية دائمة من آل الأسد، أو يحتاج لأن يكون آل الأسد عنصرا دائم في تاريخه، فإذا كانت الذاكرة الأسدية على هذه الشاكلة، فكيف سيكون مستقبل سورية الأسدية؟ 

الشعب الذي خرج إلى الشارع شعب يعرف كيف ينتج دولته الديمقراطية، وشعب ليس فيه من يريد حربا أهلية...فلاخوف على مستقبل سورية، الخوف أن يشارك في صياغة هذا المستقبل، من ساهم فعليا وثقافة وقولا في جعل سورية أكثر دول المنطقة فقرا ونهبا وتراجعا على كافة المستويات.

الشعب السوري قادر مستقبله بدون آل الأسد، وقادر على تحويل تلك الذاكرة السوداوية إلى مستقبل أكثر تفاؤلا، وإلى إعادة الروح الإنسانية للذاكرة السورية.

فلنكف عن الحديث عن مستقبل سورية مع آل الأسد، وأقصى ما يمكن فعله في هذا الاتجاه هو أن يتحولوا إلى مواطنين عاديين...هل هذا الطلب كثير؟!

 

كم المطلوب ان يُقتل من السوريين حتى يتحرك العالم لنصرتهم؟

خضير طاهر/ايلاف

المجزرة الوحشية  ضد الشعب السوري التي ترتكبها عائلة الأسد وعشيرتها وطائفتها .. هذه المجزرة تطرح سؤال : كم المطلوب ان يُقتل من أبناء الشعب السوري حتى يتحرك ضمير العالم  بقوة ضد هذا النظام الدموي وينصر ثورة الشعب  الذي يكتب  أروع ملحمة شجاعة في تاريخ الشعوب العربية.

اذا كانت الحجة التخوف من نتائج سقوط النظام السوري ، فإن صعود التيار الإسلامي ، وحدوث عمليات إنتقام طائفي وإنقسام بالمجتمع ... هذه النتائج حتمية ولايمكن منعها حتى لو أنتظر العالم عشرات السنين ، الشعب السوري ضُربت فيه روح المواطنة بسبب السياسية الطائفية للنظام الحالي ، ولايوجد مجتمع موحد مهما كانت شعارات الثورة الجميلة و آماني التعالي على جراح الماضي وظُلم الأقلية للأكثرية ، فنحن امام إستحقاقات حتمية لابد من دفعها على شكل الإنشطار الطائفي والمناطقي والقومي والتصفيات هنا وهناك.

ولكن  رغم كل هذه النتائج .. تظل الأولوية والإهتمام للحفاظ على حياة أبناء الشعب السوري ، وحريته ، بمعنى ان حتمية حدوث الإنتقام الطائفي وتشتت المجتمع ، وصعود الإسلاميين وغيرها من النتائج ... يفترض ألا تكون مانعة للعالم من التضامن الفاعل العملي مع ثورة الشعب السوري ، فمن المؤسف ان نشاهد العالم يتفرج على المجزرة الحاصلة  ، وكأنها تجري في دول منسية كالصومال أو جيبوتي ، وليس في سورية أحد البلدان المؤسسة للحضارة الإنسانية ، والعنصر المؤثر في المنطقة!

أما الموقف المخزي العربي على الصعدين الشعبي والحكومي .. فهو موقف ناتج عن حالة العبودية، وعدم تقدير أهمية الحرية لأنفسهم وللشعوب الأخرى ، ومشكلة أخرى وقع بها العرب وهي عدم تفريقهم مابين كراهيتهم للنظام السوري ، ومابين الشعب .. مما خلق حالة اللامبالاة والشماتة ، فالشعب السوري شعب رائع وجميل ومتواضع ، وكل من زار أو عاش في سورية لمس عن قرب طيبة وإنفتاح السوريين على العرب لدرجة لاأحد يشعر بالغربة هناك.

مهما كانت النتائج .. فإن ثورة الشعب السوري قد إنتصرت وسجلت أعظم موقف شجاع بتاريخ هذا الشعب الذي استطاع تحطيم قيود الخوف وتحدي وحشية النظام.

والى كل سوري ثائر.. نشعر بالخجل ونحن نراقب بطولاتكم من على شاشة التلفزيون ولانستطيع مساعدتكم!