المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 29 تموز/11

التواضع في الإنجيل

يتكلم المتواضع فيليق به الكلام، وتضحك شفتاه، فلا يُسمع صوت ضحكه... يتواضع المتواضع، أما قلبه فيرتفع إلي الأعالي العلوية. حيث يكون كنزه هناك تكون أفكاره. عينا وجهه تنظران إلي الأرض، وعينا عقله إلي الأعالي العلوية [82]. تواضع يعقوب، فانتصر على غضب عيسو أخيه والأربعمائة رجل الذين معه (تك 33: 1-4). تواضع يوسف، فانتصر على غضب إخوته الذين حسدوه وأبغضوه (تك 50: 20-21). بالتواضع انتصر موسى، وكسر كل كبرياء لفرعون (خر 6: 30). تواضع داود هزم تشامخ جليات الذي اندفع نحوه في غضبٍ (1 صم 17: 45-51). وانتصر تواضع حزقيا على تهديد سنحاريب الذي اندفع مجدفًا. وانتصر تواضع مردخاي على كل تشامخ هامان. وانتصر دانيال وزملاؤه بتواضعهم على الأشرار الذين افتروا عليهم [83].

 

عناوين النشرة

*الراعي عرض مع زواره الاوضاع محليا واقليميا

*سليمان استقبل خوري وبقرادونيان وسعادة وطربيه واطمأن من بييتون على وضع الجنود الفرنسيين الجرحى/لبنان حريص على القوات الدولية وسلامة افرادها

*الأسد: لا عودة إلى دمشق/علي حماده/النهار

*ونصر الله يعترف بإسرائيل/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*ناشطون سوريون يتهمون حزب الله والأمن السوري بممارسة «الإرهاب» لقمع الانتفاضة

*حزب الله" نفى مشاركته في قمع الاحتجاجات في سوريا: محاولة لإذكاء الفتنة خدمة لمآرب سياسية تأتمر بدول الاستكبار

*نزاع لاسا كرة ثلج تهدد بتحويله خلافا طائفياً/شركة عقارية لاستثمار املاك البطريركية ومطالبة بهدم المخالفات/سعيد: عريضة تواقيع من ابناء المنطقة ترفع الى سليمان

*لاسا وجيرانها/حسان حيدر/الحياة

*شهوة السيطرة على أراضي المسيحيين لاسا "غيض من فيض" وعنوان صغير في ملف كبير ومشبوه/بيار عطاالله /النهار

*اسرائيل وجنوب السودان يعلنان اقامة علاقات دبلوماسية

*فيلتمان: الأسد اصبح من الماضي والمعارضة تطرح أجندة للمستقبل

*أغنية "جنرال سليمان" تدخل الموسيقي زيد حمدان إلى السجن

*التفجيرات تستهدف دولاً  أوروبية قواتها عماد "اليونيفيل"

*مجلس الشيوخ الإيطالي يوافق على سحب 700 جندي من قوات اليونيفيل في لبنان

*اسرائيل: الإعتداء على اليونيفيل رسالة لها لتقليص عملياتها ضد حزب الله

*سامي الجميل طالب وزيرالداخلية بالتحرك لتفادي أي إشكال بموضوع تظاهرة رويسات الجديدة

*مشاورات بعبدا تبرز استبعاد الحوار قريباً والسعي الى وضع جدول زمني للبنود السابقة

*التفجير تم سلكيا ولبنان يوافق على طلب فرنسي للمشاركة في التحقيق

*جنبلاط: اخشى من احداث فراغ في الجنوب لمصلحة اسرائيل واتخذت خيار الحوار

*جنبلاط من الديمان: نأمل أن تستكمل خطوة الراعي بجمع المسيحيين بحوار شامل

*اذاعة اسرائيل: حزب الله وراء انفجار "اليونيفيل"

*الموسوي: المحكمة سيف فوق المتطلعين للخروج من دائرة السيطرة الاميركيــة

*بري التقى كونيللي وسامي الجميل 

*شمعون: لدعم المغتربين ومؤازرتهم

*جعجع استقبل سفيرة سويسرا

*النائب محمد كبارة: للاستمرار بالتضامن مع المضطهدين في سوريا/تبرع نصر الله بحماية نفطنا يقضي على إمكانية الاستفادة منه

*فتفت: الامن لا يضبط اذا لم تكن الدولة المالكة الوحيدة للسلاح

*الجسر: لحصر الحوار ببند السلاح/اجتماع قريب لوضع استراتيجية لاستعادة الأكثرية

*المنسق العام "للتيار الوطني الحر":فرع المعلومات ضليع في خطف الاستونيين

*جنبلاط للمشككين به : حلوا عني ... شو الحريري قتل والدي؟

*النائب باسم الشاب: الاعتداء على الـ"يونيفيل" يحمل رسائل إلى فرنسا والجيش اللبناني

*مساعٍ لمصالحة الحريري - نصر الله يقودها جنبلاط

*هل ينجح رئيس الجمهورية في معاودة الحوار؟ سمير منصو/النهار

*أبعد من "اليونيفيل" بقليل/الياس الديري/النهار

*نماذج من مواقف تتصل بملفات كبيرة أو تفصيلية/إرباكات للحكومة من داخلها في فترة قياسية/روزانا بومنصف/النهار

*بعدما بلغ الخلاف حداً لا ينفع فيه الحوار/العلاج بمؤتمر وطني يقرّر أيّ لبنان نريد/اميل خوري/النهار

*الأطباء فقراء... ماذا عن المرضى؟/غسان حجار/النهار

*"المستقبل" تنتظر الرياض  ودوائر تركية تناقش طائفاً سورياً/ضغط سياسي وأمني على الجيش بين زيارتي باريس وواشنطن/هيام القصيفي/النهار

*شعبية إيران تتهاوى في الدول العربية

*حسن نصرالله الحاكم بأمره في لبنان/ أحمد الجارالله/السياسة

*حزب الله ينفي قمعه احتجاجات سوريا: محاولة لتبرير التدخل الغربي فيها

السياسة" عن أوساط "14 آذار": صفقة بين ميقاتي و"حزب الله" لتمرير تمويل المحكمة مقابل إعلان عدم العثور على المتهمين  

الخديعة الإيرانية لا تتجاوز حدود لبنان.. طهران تفشل بكسب تعاطف الشعوب العربية/استطلاع يكشف فشل طهران في كسب تعاطف الشعوب العربية وصعود نجم تركيا على نحو واسع النطاق

*الأحدب: ميقاتي أصبح شاء أم أبى جزءًا من آلية إقصاء المحكمة 

*في موقف موحد يبلغ إلى ميقاتي..."حزب الله" وعون ينسقان مع الحلفاء لرفض بقاء ريفي والحسن في منصبيهما

*الرئيس الجميّل: عنصر السلاح هو من يفاوض لحل قضية لاسا والقضايا الخلافية 

*هل يعود وليد جنبلاط الى ربيع بيروت؟/سلمان العنداري

* مصدر مقرب من الزعيم الدرزي لـ "السياسة" : موقف جنبلاط الجديد نابع من استشرافه المستقبل وليس تلقيناً روسياً أو فرنسياً

*مجاهدي خلق" ترفض خطة أميركية لإغلاق معسكر أشرف

*مجلس إدارة الأزمة في سوريا" يبحث مرحلة ما بعد الأسد/مخاوف دولية من تكرار "الأسدية" السياسية أخطاء المارونية السياسية/نديم قطيش/اللواء

 *العشاء الاغترابي السنوي للجامعة الثقافية وتكريم 4 ممن ساهموا في دعم قضايا الانتشار اللبناني

 

تفاصيل النشرة

الراعي عرض مع زواره الاوضاع محليا واقليميا

جنبلاط: لتحصين الوضع الداخلي وتوسيع حلقة الحوار في بكركي

 وطنية - 28/7/2011 - استقبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في حضور الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط على رأس وفد ضم الوزراء: غازي العريضي، وائل ابو فاعور وعلاء الدين ترو، والنواب: نعمة طعمة، ايلي عون واكرم شهيب ورئيس بلدية معاصر الشوف شارل نجيم.

وتم خلال اللقاء عرض للاوضاع العامة على الساحة اللبنانية اضافة الى الوضع الحكومي وبرنامج زيارة البطريرك الراعي الى منطقة الجبل في آب المقبل والترتيبات الجارية لها. كما كان تركيز على تطورات المنطقة وما يجري في بعض الدول العربية وكيفية تحصين الساحة اللبنانية الداخلية وتجنيبها اي تداعيات.

وأشاد النائب جنبلاط بمبادرة البطريرك الراعي المتعلقة بإطلاق عجلة الحوار والتلاقي بين القيادات السياسية المارونية، مشيرا الى انه خلق جوا من الارتياح، آملا توسيع حلقة هذا الحوار لتتخذ بعدا وطنيا جامعا يسهم في تعزيز الحياة الديموقراطية وعمل المؤسسات الدستورية. وشدد على وجوب تحصين الوضع الداخلي لكي لا يتأثر لبنان بما يحصل في محيطنا العربي وفي العالم.

ووزع الراعي على جنبلاط ووزراء ونواب "جبهة النضال الوطني" وسائر المشاركين في الزيارة، كتاب "المسيحيون والوادي المقدس" للاعلامي جورج عرب. وكان بحث في شؤون وأوضاع الوادي وكيفية المحافظة عليه، وتطوير مرافق الخدمات والبنى التحتية فيه.

وأمل جنبلاط زيارة الوادي المقدس قريبا للاطلاع على معالمه.

ثم تناول الجميع الغداء الى مائدة البطريركية المارونية.

محامو الشمال

كما استقبل الراعي مجلس نقابة محامي الشمال برئاسة النقيب بسام الداية وعضوية النقباء السابقين جان حرب، جورج طوق، جورج موراني وانطوان عيروت ونائب النقيب المحامية ماري تريز القوال الذين عرضوا عمل النقابة والمحاكم في الشمال.

واعلن الداية "ان المحامين رسل الحق والقانون يعملون لاحقاق الحق والعدالة في المجتمع"، في حين اثنى الراعي على "عملهم في رفع الظلم وتحقيق العدالة بين الناس".

والتقى الراعي ايضا وفدا من الطوائف المسيحية في زحلة والبقاع برئاسة مدير عام وزارة الزراعة السابق المهندس لويس لحود، ووجه الوفد للبطريرك الدعوة للمشاركة في احتفال تسلم المطران عصام درويش ابرشية زحلة للروم الكاثوليك، وكان بحث في امور تتعلق بحاجات المنطقة لا سيما الزراعية منها.

زوار

كما استقبل مستشار الرئيس ميشال المر ميشال الشويري الذي نقل الى البطريرك تحيات ومحبة النائب ميشال المر وقد حمله البطريرك الراعي بدوره رسالة تقدير ومحبة لكل من الرئيس المر ونجله الوزير الياس المر.

ومن زوار الديمان ايضا مسعود الاشقر، المنسق العام لجمعية ملتزمون نجيب زوين، مستشار الرئيس سليم الحص عبد الله دياب الذي سلم البطريرك رسالة من الرئيس الحص، فوفد راهبات اخوات يسوع الصغيرات برئاسة الاخت فرجين حنا ضم راهبات من سوريا والاردن ولبنان ثم وفد اخوة المدارس المسيحية في لبنان برئاسة الاخ اميل عقيقي فالدكتور مطانيوس الحلبي.

 

سليمان استقبل خوري وبقرادونيان وسعادة وطربيه واطمأن من بييتون على وضع الجنود الفرنسيين الجرحى

لبنان حريص على القوات الدولية وسلامة افرادها

وطنية - 28/7/2011 جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تأكيد "حرص لبنان على القوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني وسلامة أفرادها"، مثنيا على "الجهود التي تبذلها والتضحيات التي تقدمها من أجل الحفاظ على الامن والاستقرار في الجنوب والسهر على تطبيق القرار 1701".

وإطمأن الرئيس سليمان على وضع الجنود الفرنسيين الذين أصيبوا في الاعتداء الاخير على دورية تابعة للوحدة الفرنسية من السفير الفرنسي دوني بييتون الذي شكر له اهتمامه وايفاده وزير الصحة العامة علي حسن خليل الى المطار لوداع الجنود الجرحى الذين تم نقلهم الى العاصمة الفرنسية لمتابعة العلاج.

بقرادونيان

وفي نشاطه عرض الرئيس سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع النائب أغوب بقرادونيان للأوضاع العامة والاطر المناسبة لإعادة إطلاق الحوار الوطني بين القادة اللبنانيين.

سعادة

وتناول رئيس الجمهورية مع الوزير السابق يوسف سعادة التطورات السياسية والشؤون المطروحة راهنا.

طربيه

وإطمأن الرئيس سليمان من رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه على الوضعين المصرفي والنقدي والتعاون القائم بين جمعية المصارف ومصرف لبنان لمصلحة الحفاظ على الاستقرار المالي في البلاد، كذلك تناول معه الاجواء المحيطة بالمشاورات الجارية لإطلاق الحوار.

خوري

وزار بعبدا الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري خوري الذي اطلع رئيس الجمهورية على مسار التعاون القائم بين البلدين من خلال اتفاقات ثنائية في عدد من المجالات.

 

الأسد: لا عودة إلى دمشق

علي حماده/النهار

في سوريا ثورة ضد نظام ستاليني ارساه الرئيس الراحل حافظ الاسد قبل اربعة عقود ثم أورثه لابنه الرئيس الحالي، وهذه الثورة تتسع اسبوعا بعد اسبوع في المجتمع السوري، وتتجذر في وعي الشعب السياسي. فقد انتهت مرحلة من عمر النظام بشكل حاسم. لا بل ان ثمة من يعتقد ان النظام في سوريا نفسه قد انتهى، وهو يعيش بالدم والمجازر التي يرتكبها في حق شعبه حشرجات الموت. يقاوم النهاية المحتومة، ويحاول ان يرفع ثمن رحيله، لكنه راحل مهما بلغت مستويات القتل. فمع كل سوري حر يقتل انما يقوم النظام بقتل نفسه قليلا. فلا افق لحمام الدم، ولا افق للتحايل على حركة التاريخ التي تسير في الاتجاه المعاكس.

في البداية، اي في منتصف آذار الفائت، كنا نظن واهمين ان ثمة عقلا راجحا بين اركان النظام. وكنا نتوهم ان بشار الاسد نفسه، رغم التجارب السيئة المخيبة معه في لبنان، يمكن ان يكون اقل تهورا واكثر حكمة في بلده. كنا نظن انه سيكون اكثر حرصا على دماء السوريين الاحرار من حرصه على دماء الاستقلاليين اللبنانيين. وكنا نظن انه سيكون اكثر دراية بما تشهده المنطقة من تحولات على عكس ما قرأه في خريف 2004 عندما رمى بنفسه في مواجهة اللبنانيين والمجتمع الدولي، ثم عندما تورط في دماء الاستقلاليين في لبنان مع قتل رفيق الحريري وبقية شهداء ثورة الارز. كنا نظن ان الاسد الابن، مع خروجه من مرحلة العزلة التي فرضتها عليه سياساته في لبنان، سيكون اكثر حكمة في التعامل مع حقوق السوريين الذين ما طالبوا سوى بالحرية والكرامة. والحق اننا كنا واهمين لمجرد انّا ظننا للحظة ان التغيير في سوريا يمكن الاسد الابن ان يقوده. والآن وصلنا الى نقطة اللاعودة في سوريا. فالبلاد لن تعود الى ما كانت عليه قبل الخامس عشر من آذار، والنظام لن يسيطر عليها بسياسة العصا الغليظة، بل انه سيدفع بسوريا نحو الهاوية، وفي كل الاحوال فإن النظام سيسقط. واما الاسد الابن فقد فوت على نفسه فرصة لا تعوض. وكما خرج من لبنان في 2005، فإنه سيخرج غدا من دمشق ليفقد "إرثاً" لم يحافظ عليه كرجل دولة.

نقول هذا الكلام ولا نجافي الحقيقة على الارض التي تشير انه في الايام القليلة الماضية بدأت النخب المهنية في سوريا في الانضمام الى الثورة. فمن محامي السويداء الذين يُخرجون مع منتهى الاطرش واصدقائها النظام من جبل العرب، يتحرك محامو حلب واطباؤها، كما يتحرك اقرانهم المحامين والاطباء في قلب العاصمة دمشق، حيث يفترض ان تكون قبضة النظام اقوى واشد تحكما بمسار الامور. هذه اشارات مشجعة جدا لأن النخب المهنية تمثل واجهة الطبقة المتوسطة وهي عصب المجتمع السوري، وبخروج هذه النخب على النظام ستتوسع مروحة الثورة اكثر واكثر. إن سوريا تتغير وستتغير، والشعب يرسم مستقبله بالدماء التي يقدمها على مذبح الحرية والكرامة. اما النظام، فإنه يتراجع شيئا فشيئا ليصير جزءاً من الماضي.

 

ونصر الله يعترف بإسرائيل

طارق الحميد/الشرق الأوسط

دعا زعيم حزب الله حكومة لبنان إلى عدم تفويت فرصة التنقيب عن النفط والغاز في الحدود البحرية، وقال حسن نصر الله أن ليس لدى «المقاومة» أي مانع بأن تتوصل الحكومة إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية للبنان.

وقال نصر الله، في احتفال أقامه الحزب بمناسبة «الذكرى السنوية الخامسة لحرب يوليو (تموز) 2006»، حول موضوع النفط والغاز والحدود البحرية «على اللبنانيين أن يعرفوا أنهم أمام فرصة ليكون بلدهم غنيا، لأن في مياهه الإقليمية ثروة هائلة من النفط والغاز، وهي ثروة وطنية تقدر بمئات مليارات الدولارات»، مضيفا أن «هناك 850 كلم يعتبرها لبنان له وليس من حق إسرائيل إقامة منشآت لاستخراج النفط والغاز فيها»، ثم قال بتذاك واضح، وهنا لب الكلام، أنه «في منطق المقاومة ليس هناك شيء اسمه إسرائيل حتى نسلم لها بحقها باستخراج النفط والغاز»، وموضحا «إننا في المقاومة نعتبر أن ترسيم الحدود البحرية للبنان هو من مهام الدولة اللبنانية ومسؤولياتها، ونحن نقبل بما تقوله الدولة»!

والسؤال الآن هو: مع من ستتفاوض الحكومة اللبنانية من أجل ترسيم الحدود البحرية، مع أسماك البحر الأبيض المتوسط، مثلا، أم إسرائيل، ولو على طريقة التقليعة السورية، التفاوض من خلف حجاب، حيث يجلس المندوب الإسرائيلي بغرفة، ونظيره اللبناني بغرفة أخرى، ويتنقل الوسيط بينهما؟ أوليس ترسيم الحدود البحرية يعني الاعتراف بـ«الكيان الصهيوني الغاصب» بحسب تعبير نصر الله الدائم، أم أن نصر الله يسير على خطى النظام السوري الذي اعترف مؤخرا بالدولة الفلسطينية بحدود 1967، وبذلك اعترف بوجود إسرائيل تلقائيا؟ ولماذا يجيز نصر الله، حامي حمى المقاومة، التفاوض البحري مع إسرائيل، بينما يمنع التفاوض البري؟ ولماذا يعتقد أن إسرائيل ستكون صادقة في المفاوضات البحرية، وهو الذي يقول إنها لم تلتزم بتفاوض، وإنما تفهم لغة المقاومة، حيث يعتبر نصر الله التفاوض مع إسرائيل تفريطا وخنوعا، فلماذا لا يقاوم نصر الله اليوم بحريا؟

وبالطبع يخطئ من يعتقد أن الأسئلة قد انتهت، فلماذا يغري نصر الله اللبنانيين اليوم بالقول إنهم أمام فرصة ليكون بلدهم غنيا، بينما كان يقول لهم إنه ليس بحاجة للمال لأن لديه «المال الطاهر»، أي أموال إيران، فهل تبخر المال الطاهر، أم أنه لم يعد طاهرا؟ كما أن على نصر الله المتلحف بعباءة الدين أن يقول لنا، طالما أنه لا يرى ضيرا في التفاوض مع إسرائيل بحريا بسبب الغاز والنفط، وهو وأعوانه ما فتئوا ينتقدون الدول النفطية: أيهما أهم؛ التفاوض مع إسرائيل من أجل الغاز والنفط، أو من أجل الحفاظ على حياة البشر، واستقرار لبنان، خصوصا أن حرب تموز، التي يحتفل بذكراها، قد خلفت للبنان قرابة 1200 قتيل؟ ولأن الشيء بالشيء يذكر، ففي حال بات للبنان نفط وغاز، فمن الذي سيتولى التنقيب عنه، الأميركيون أم الفرنسيون؟ إلى أن يجيب حسن نصر الله، وأعوانه، على بعض هذه الأسئلة، نقول للمخدوعين بوهم «سيد المقاومة»: أفيقوا يا سادة!

 

ناشطون سوريون يتهمون حزب الله والأمن السوري بممارسة «الإرهاب» لقمع الانتفاضة

نظموا مسيرة في القاهرة لوقف «حرب الإبادة الجماعية» قبل شهر رمضان

القاهرة: محمد عجم وصلاح جمعة/الشرق الأوسط

انطلقت من أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة أمس مسيرة حاشدة تضم عائلات وأسرا وشبابا وأطفالا سوريين مقيمين بالقاهرة من المناوئين لنظام بشار الأسد، إلى جانب عدد من النشطاء السوريين المقيمين في دول أوروبية وعربية من الموجودين بالقاهرة حاليا، استنكارا للصمت الدولي إزاء ما يحدث في سوريا، والمطالبة بوقف «حرب الإبادة الجماعية» ضد السوريين قبل شهر رمضان.

ردد المشاركون في المسيرة هتافات معادية للنظام السوري، واتهموا كلا من الأمن السوري وإيران وحزب الله «بممارسة أبشع أشكال العنف والإرهاب» لقمع الانتفاضة في جميع أنحاء سوريا. وقال المعارض والنائب السوري السابق محمد مأمون الحمصي لـ«الشرق الأوسط» إن المسيرة تعد الأضخم منذ بدء الانتفاضة في سوريا في 15 مارس (آذار) الماضي، حيث تطوف شوارع القاهرة على مدى يومين وسيكون لها وقفات أمام مقر الجامعة العربية ومكتب الأمم المتحدة بالقاهرة وسفارات عدد من الدول العربية والأجنبية، لتشكيل حركة شعبية ورسمية تفتح الأفق لإنقاذ سوريا وتلعب دورا لصالح النشطاء.

وأكد الحمصي أن المسيرة مكونة من عدد من الباصات والسيارات عليها أعلام سوريا وصور الشهداء من النساء والشيوخ والأطفال الذين سقطوا برصاص الأمن السوري والشبيحة خلال خروجهم للمطالبة بالحرية في كافة المدن والبلدات السورية، كما تحمل السيارات الطبول والإذاعات التي تمكن السوريين من نقل وجهة نظرهم للحصول على مؤازرة المصريين لإنقاذ الشعب السوري.

وقال الحمصي: «التاريخ لن يسامح الصمت المتواطئ والفاضح من قبل الإعلام العربي والدولي على مجازر بشار الأسد تجاه الشعب السوري، لذا فالمسيرة تهدف إلى إرسال رسالة للمجتمع العربي والدولي بأن عليه الوقوف بجوار ثورة الشعب السوري من أجل إسقاط هذا النظام الفاشل والفاسد»، موضحا أن اللافتات والشعارات التي تم رفعها بالمسيرة كلها تطالب بدعم الثوار داخل سوريا، والإسراع باتخاذ إجراءات فورية لحمل النظام السوري على وقف ممارساته القمعية ضد الشعب الأعزل.

وأشار إلى أن المسيرة تكتسب أهميتها من كونها تأتي قبيل أيام من حلول شهر رمضان المبارك وما يمثله من قدسية ومناسبة لحقن الدماء وحفظ الأرواح وتقديم المساعدة للمحتاجين.

وأوضح بيان صادر عن المسيرة وتم تسليمه إلى مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة وسفارات عدد من الدول العربية والأجنبية، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن المجازر المرتكبة ضد أبناء الشعب السوري واضحة المعالم وأن النظام السوري وكلا من إيران وحزب الله متورطون في ارتكابها وتنفيذها. وانتقد البيان موقف جامعة الدول العربية إزاء ما يجري في سوريا واصفا صمتها بـ«صمت القبور»، مشيرا إلى أن الزيارة التي قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي مؤخرا إلى دمشق تمثل تحديا لتطلعات شعب سوريا وتضفي شرعية على النظام السوري لا يستحقها. وطالب البيان دول مجلس التعاون الخليجي بالتحرك لمناصرة ثورة سوريا والقيام بدور فاعل من أجل حماية الشعب السوري بعد أن أغلقت أبواب جامعة الدول العربية أمام الثوار.

وحذر البيان من أن «النظام السوري أعد خطة تعتمد على أسلوب إرهابي سيتم تنفيذها خلال شهر رمضان المبارك لإجهاض الثورة تتضمن منع المصلين من أداء صلاة التراويح بالمساجد والتضييق على ممارسة الشعائر الدينية والتهديد باعتقال كل من يخالف ذلك»، داعيا «كل الشرفاء من أجل التحرك لإنقاذ شعب سوريا».

يذكر أن المسيرة تأتي استكمالا لجهود الجالية السورية والمعارضين السوريين بالقاهرة، التي تزامنت منذ بداية الانتفاضة، حيث ينظمون الكثير من الوقفات الاحتجاجية أمام سفارتهم للمطالبة بطرد السفير السوري يوسف أحمد، إلى جانب مظاهراتهم المتعاقبة أمام مقر جامعة الدول العربية بهدف تشكيل ضغط على مسؤولي الجامعة لاتخاذ قرار وموقف إيجابي يحقن دماء السوريين.

 

حزب الله" نفى مشاركته في قمع الاحتجاجات في سوريا: محاولة لإذكاء الفتنة خدمة لمآرب سياسية تأتمر بدول الاستكبار

 وطنية - 28/7/2011 نفى "حزب الله" في بيان اليوم، "نفيا قاطعا الاتهامات التي ساقها بعض المعارضين السوريين ضده حول مشاركته في قمع الاحتجاجات في سوريا"، مؤكدا أن "هذه الإدعاءات عارية عن الصحة جملة وتفصيلا". ورأى في "تكرار ترويج هذه الأخبار الكاذبة، بالرغم من نفيه المتكرر لها، محاولة لإذكاء الفتنة خدمة لمآرب سياسية تأتمر بسياسات دول الاستكبار". وإذ اعتبر "حزب الله" أن "ترديد هذه الأكاذيب محاولة لتبرير واستدراج التدخل الغربي في الشأن الداخلي السوري، اكد أنه "يرفض مثل هذه التدخلات بشكل مطلق ويؤيد الإصلاح والاستقرار بما يحقق تقدم ورفاه الشعب السوري الشقيق".

 

نزاع لاسا كرة ثلج تهدد بتحويله خلافــا طائفياً

شركة عقارية لاستثمار املاك البطريركية ومطالبة بهدم المخالفات

سعيد: عريضة تواقيع من ابناء المنطقة ترفع الى سليمان

المركزية- يبدو نزاع بلدة لاسا متجهاً نحو مزيد من التفاعل رغم الاتفاق الذي امكن التوصل اليه في اجتماع بكركي برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في حضور ممثل حزب الله غالب ابو زينب، ومواقف مسؤولي التيار الوطني الحر الذين طالبوا بعدم تضخيم القضية. وذلك في ضوء استكمال عملية البناء المخالف على أملاك الغير على رغم الاتفاق على وقف كل حركة بناء وعدم تغيير الواقع الى حين الانتهاء من معالجة الأمر وتحديد وترسيم حدود العقارات وحسم ملكيتها. وفي هذا المجال، قال مسؤول في الرابطة المارونية ان ما يجري في منطقة لاسا يعكس حالة فائض القوة لدى احدى الجهات، وهو يحصل ليس بقرار من قيادة الحزب، بل نتيجة ممارسات لبعض العناصر المستفيدة من فائض القوة الذين حولوا المنطقة الى مربع أمني تحت هيمنة الحزب وأمنه. وعلمت "المركزية" ان موجة استياء عارم برزت داخل الكنيسة المارونية وخصوصاً في أوساط المطارنة لنقض الاتفاق الذي رعاه البطريرك الراعي واستكمال اعمال البناء والافادة من فترة التفاوض بحجة الحيازة على رخصة من رئيس البلدية.

وقد ترك الأمر ردود فعل شاجبة، في الأوساط والفاعليات الجبلية التي أبدت استياء من نقض الاتفاق بعد ما كان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أكد العزم على تطبييق القانون وأرسل قوة أمنية من الفهود لتطبيق القانون.

هدم المخالف: وعلمت "المركزية" ايضا من مصادر فاعليات المنطقة ان ثمة اتجاهاً لعقد مؤتمر صحافي على مدخل بلدة لاسا يطالب المشاركون فيه بهدم المنازل المشادة خلافا للقانون خصوصا تلك التي اشيدت بعد الاتفاق ودعوة الطوبوغرافيين الى الاسراع في انجاز عمليات المسح ترسيما وتحديدا لإنهاء النزاع المزمن ووضع حد لتداعياته.

شركة عقارية: واشارت المعلومات ازاء هذا الواقع الى اتجاه داخل الرابطة المارونية لإنشاء شركة عقارية تتولى استثمار املاك البطريركية التي تبلغ مساحتها نحو 3 ملايين متر مربع في المنطقة وتحوي مخزونا مائيا لا يستهان به. ومن ضمن الافكار المطروحة انشاء تعاونيات زراعية توفر فرص عمل لعدد كبير من العائلات من ابناء المنطقة.

وكشفت عن محاولات يقوم بها بعض الوسطاء لشراء العقارات التي شيدت عليها ابنية مخالفة بمبالغ تقدر بملايين الدولارات، ما ترك استياء واستهجانا في الاوساط المسيحية ولا سيما لدى الرابطة المارونية التي تحركت على اكثر من خط لضبط الوضع ومنع التجاوزات في ضوء اتفاق بكركي.

وفي سياق متصل اشارت المعلومات الى تحرك لتشكيل لجنة تضم رؤساء بلديات ومخاتير بلدات جبيل الجنوبية التي لها مشاعات متاخمة للقرى الشيعية في البقاع متنازع عليها ولا سيما في بلدة العاقورة المعروف بمزارع آل مشيك اذ اعتبر احد وزراء حزب الله خلال اجتماعه مع وفد ابناء العاقورة اخيرا ان هناك 8 ملايين متر مربع هي حق لآل مشيك.

واعلن عدم اعترافه بأحكام قضائية صادرة عن محكمة التمييز عام 1936 برئاسة القاضي عبدو بو خير مشيرا الى ان هذه الاحكام ظالمة ومؤكدا ان زمن الفرنسيين قد ولى.

سعيد: وفي هذا الإطار، استغرب منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق الدكتورفارس سعيد في حديث لـ"المركزية": "استكمال آل المقداد البناء على الأرض المتنازع عليها حتى بعدما تبين وجود اعتداءات على أرض الكنيسة وبعد اجتماع بكركي وأصبحت هذه القضية تتجاوز الحدود المحلية حتى تحولت الى سياسية بامتياز تحت عنوان سيطرة السلاح على كل الأراضي اللبنانية خصوصاً في مناطق التواجد الشيعي مما يولد في المنطقة حالة من القلق سنرد عليها من خلال التجمع الأهلي الذي أنشئ وأولى خطواته ستكون التوقيع على عريضة من ابناء هذه القرى والبلدات وتوجيهها الى كل المعنيين بدءاً من رئيس الجمهورية فالكنيسة المارونية، رافضين من خلالها اي تفاوض او تسوية على حساب الحقوق المكتسبة". أضاف: "في العريضة مطالبة للدولة اللبنانية بالبدء الفوري بأعمال المساحة في لاسا حتى استكمالها نهائياً وإحالة الاعتراضات الى القضاء المختص ورفض ما أتى على لسان الشيخ عبد الأمير قبلان رفضاً قاطعاً ومطالبته بتوضيح مضون كلامه. وتابع: "ان توقيع العريضة سيبدأ بعد غد السبت في كل بلدات المنطقة وستكون بمثابة خطوة أولى للتحرك السلمي الشعبي الديموقراطي لأبناء المنطقة". ورداً على سؤال، قال: "تحول الموضوع من إطار عقاري الى سياسي على رغم وجود مرجعية روحية في الطائفة الشيعية غالب ابو زينب في اجتماع بكركي".

 

لاسا وجيرانها

حسان حيدر/الحياة

يعتقد «حزب الله» أنه يحمي الطائفة الشيعية بإبقائها مسلحة ومرهوبة الجانب من باقي الطوائف، لكنه في الواقع يعرضها لمخاطر مستقبلية قد لا تتأخر في الظهور مع المتغيرات الإقليمية. وفي هذا المنحى يمثل الإشكال الحاصل حول ملكية الأراضي في قرية لاسا الجبيلية تفريطاً خطراً وبعيد المدى بمصالح الأقلية الشيعية في «بلاد جبيل»، في مقابل «مكاسب» آنية لا تتعدى عشرات الفدادين من الأرض، وتشكل امتداداً لانتهاكات الأملاك العامة في الضاحية الجنوبية من بيروت وفي الجنوب.

فقد ارتكب الحزب سلسلة أخطاء عندما تدخّل في قضية لاسا، أولها أنه إذا كان هناك أي اعتراض على أي ملكية، فإن القضاء هو الجهة الوحيدة المخولة بت هذا الاعتراض وتصحيح الخطأ إذا وُجد، وليس مسلحو الحزب، وثانيها أن أجهزة الدولة وحدها، من قوى أمن وجيش، هي المخولة تطبيق القانون وحماية حقوق المواطنين أياً كان انتماؤهم الديني والسياسي، وثالثها أن الحزب بتدخله لدى البطريركية المارونية، الطرف الثاني المعني بالإشكال، «شرّع» الاعتداء الذي حصل على المسَّاحين وعلى فريق تلفزيوني، فاحتضن المعتدين ووفر الحماية السياسية والأمنية لهم. فشيعة جبيل الذين يقطنون هذه المنطقة منذ قرون طويلة، يدركون أهمية التعايش الآمن مع محيطهم وقد مارسوه طوال تاريخهم الحديث، ليس لأنهم أقلية فحسب، بل لأنهم تساووا مع المسيحيين في تلقي العسف العثماني، ما جعلهم منفتحين على جيرانهم الموارنة. وقد ثبت ذلك خلال سنوات الحرب الأهلية التي نجت بلداتهم وقراهم من ويلاتها. وباستثناء بعض التجاوزات البسيطة، لم يتعرض الشيعة في هذه المنطقة لأي أعمال عسكرية أو حصار أو تهجير. ولعبت العائلات المسيحية العريقة، مثل آل سعيد والخوري وإده والهاشم، والتي كانت تجمعها بهم روابط اجتماعية وخدماتية وانتخابية، دوراً كبيراً في الحفاظ على اللحمة الجبيلية ومنع نار الفتنة من الوصول إليها.

أما اليوم فتبدو هذه اللحمة مهددة مع فرض «حزب الله» نفسه ناطقاً باسم القرى الشيعية في جبيل وجرودها، وما يشاع عن إقامته مراكز أمنية ومخازن سلاح فيها، واستخدامه وسائل الترغيب والترهيب لربط سكانها به وحده، وإزالة فكرة الدولة الجامعة من أذهانهم، مثلما فعل ويفعل في مناطق شيعية أخرى، عبر الحلول مكانها في تعبيد الطرقات وتوفير الخدمات الصحية والإكثار من بناء الحسينيات وإرسال شيوخ دين من خارج المنطقة لتعبئة أبنائها. وكان حزب «البعث» السوري سبقه الى العبث بأمن شيعة جبيل، عندما قام خلال فترة الإحتراب الأهلي بتأطير وتسليح بعض شبان القرى الشيعية، ما خلق توتراً مع القوى السياسية والعسكرية المسيحية دفع ثمنه بعض هؤلاء الشبان، من دون أن يتوسع الأمر الى حملة انتقامية. والشيعة في جرود جبيل يعرفون أنهم يتساوون مع جيرانهم المسيحيين في إهمال الدولة لمناطقهم، فهذه سمة عامة للنظام اللبناني الذي يركز الخدمات في المدن الكبرى ويهمل الأرياف. والفلاح الشيعي في المنطقة يعاني مثل الفلاح الماروني من شح المياه وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام الطرقات. ومن يسلك طريق قرطبا، كبرى البلدات المسيحية، يجد أن طريقها مليئة بالحفر والانهيارات تماماً مثل الطريق الى علمات، كبرى البلدات الشيعية. تبقى ملاحظة لا بد منها، وهي أن السياسيين المسيحيين الذين يتناولون قضية لاسا، يجب أن يحرصوا على التمييز بين انتقادهم لتدخل «حزب الله» وسلوكه وبين موقفهم من الشيعة الجبيليين أنفسهم، بحيث لا ينزلقون من حيث لا يدرون الى تحريض طائفي يهدد التعايش، ذلك أن شيعة جبيل كانوا موجودين قبل «حزب الله» وسيبقون بعده.

 

شهوة السيطرة على أراضي المسيحيين لاسا "غيض من فيض" وعنوان صغير في ملف كبير ومشبوه

بيار عطاالله /النهار

ما جرى في بلدة لاسا في قضاء جبيل ليس سوى "غيض من فيض" ملف كبير عنوانه "السيطرة على اراضي المسيحيين"، يتم تناوله بتعابير ملطفة مثل "بيع الاراضي" او "المحافظة على الارض" وما الى ذلك حرصاً على الوحدة الوطنية والعيش المشترك. وعلى رغم ادراج بند "بيع الاراضي" في جدول اعمال "القمة المارونية" في بكركي، والمساعي الحثيثة التي تقوم بها نخبة من المسيحيين من كل المذاهب من اجل التصدي لعمليات البيع والتعامل معها، فإن الشهوة الى استملاك اراضي المسيحيين تظل لا تعرف حدوداً.

المفارقة ان المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً، الذين اتهموا زوراً خلال سني الحرب على لبنان بأنهم "تقسيميون" و"انعزاليون"، انما هم الاكثر مقاومة لمشاريع الفرز الديموغرافي من خلال انتشارهم على كل الجغرافيا اللبنانية. ويشير مصدر متابع للوضع في الرابطة المارونية التي شكلت "لجنة طوارئ" لمتابعة عمليات بيع الاراضي المشبوهة، خصوصاً العقارات الكبيرة والتي تستشف منها رائحة الفرز الديموغرافي والكانتونات التقسيمية، بهدف مواجهتها وافشالها، الى ان الهيئة تحار من اين تبدأ عملها في ظل الهجمة على عقارات المسيحيين وموجة الاغراءات والاغراق بالعملات الصعبة التي يتعرضون لها. ويضيف ان اكبر العمليات العقارية التي رصدتها الهيئة تمت في منطقة الحدت – بعبدا، تليها منطقة جزين، وبدرجات اقل مناطق اخرى.ويشرح المصدر ان ثمة جهداً كبيراً تبذله بلديات منطقة بعبدا وفاعلياتها وقواها السياسية والاجتماعية المتعددة من اجل الحفاظ على هوية المنطقة والعيش المشترك والتصدي للهجمة العقارية، لكن حجم الاغراءات والضغوط ليس بالسهل اطلاقاً، فالاموال التي تتدفق من اجل العمليات العقارية تقدر بمئات ملايين الدولارات، وكل ذلك دون ان تكلف الدولة اللبنانية نفسها عناء البحث والتحري عن مصدر هذه الاموال الضخمة.

وفي جزين وانحائها تستهدف المنطقة الممتدة بين نيحا ومغدوشة بهجمة اغراءات مالية هائلة لشراء كل ما توافر من اراضي المسيحيين والدروز من ثلاثة محاور، الاول من صيدا صعوداً في اتجاه كفرفالوس وجزين حيث يتولى متمولون سنّة شراء الاراضي وبناء المجمعات السكنية ودور العبادة، بحيث تحوّلت قرى مسيحية مجرد ضواحي بسيطة معزولة مقارنة بالمجمعات السكنية الضخمة التي شيّدت. والثاني من البقاع الغربي في اتجاه جزين، والثالث من اقليم التفاح في اتجاهها ايضاً ويتولاهما متمولون شيعة يقومون بدورهم ببناء مجمعات سكنية تتمتع بما يشبه الاكتفاء الذاتي التجاري والتربوي، حتى اصبح ممكناً الكلام على ربط محكم بين منطقتي البقاع الغربي والجنوب من خلال هذه المجمعات السكنية الضخمة. ويشرح المصدر ان "الهيئة الايرانية" شقت طرقاً في اراض يملكها آل اندراوس وغيرها من العائلات في جزين دون ان يستطيع احد التصدي لها او وقفها، سواء من الهيئات المدنية ام الرسمية.

وما يصح في الجنوب وبعبدا ينطبق ايضاً على ساحل اقليم الخروب ومحيط زحلة في البقاع ومنطقة ساحل المتن امتداداً الى ساحل جبيل ووسطه، التي تتعرض بدورها لهجمة عقارية واسعة يتولاها سماسرة مسيحيون يقومون بالاتصال بمالكي العقارات وتقديم عروض مغرية جداً لهم لدفعهم الى القبول ببيع الاراضي، وايضاً دون ان تحرّك الدولة اللبنانية ساكناً في مواجهة هذا "الاعتداء على العيش المشترك".

 

اسرائيل وجنوب السودان يعلنان اقامة علاقات دبلوماسية

أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية إقامة علاقات دبلوماسية مع جمهورية جنوب السودان التي حازت استقلالها مؤخرا. وقال وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان في بيان إن "التعاون بين البلدين سيبنى على الأسس المتينة التي يسترشدان بها في اقامة علاقات ود وتكافؤ واحترام متبادل"، مشيراً إلى أنه سيجري بحث الجوانب العملية للعلاقات الجديدة في المستقبل القريب بما في ذلك تبادل السفراء. وكانت حكومة جنوب السودان قد اعلنت من جانبها في العاصمة جوبا اقامة علاقات مع اسرائيل بحضور وفد من الدبلوماسيين الاسرائيلييين الذين قال البيان الاسرائيلي انهم كانوا في زيارة لجوبا. وقبل أسبوعين اجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات هاتفية مع رئيس جنوب السودان سلفا كير وعرض مساعدة اسرائيلية في مجالات البنية التحتية والتنمية والزراعة، كما كانت اسرائيل قد اعترفت رسميا بجنوب السودان قبل ايام من المكالمة الهاتفية بين نتانياهو وكير.(أ.ف.ب)

 

فيلتمان: الأسد اصبح من الماضي والمعارضة تطرح أجندة للمستقبل

نهارنت/انتقدت الولايات المتحدة الاميركية الرئيس السوري بشار الاسد ونظامه، على لسان مساعد وزيرة خارجيتها لمنطقة الشرق الاوسط جيفري فيلتمان، الذي حض بقوة ادارة اوباما على مطالبة الاسد "بالتنحي الآن".

نظام الرئيس السوري بشار الاسد

ومساعد الوزيرة لشؤون حقوق الانسان مايكل بوزنر، ومن زعماء اللجنة الفرعية للشرق الاوسط في مجلس النواب من جمهوريين وديموقراطيين، الذين

وشدد فيلتمان على ان الشعب السوري يعرف أين تقف الولايات المتحدة، ملمحا الى انه "في الوقت المناسب" قد تطالب حكومته الاسد بالتنحي عن السلطة، قائلا "ان وضع سوريا وايران في خانة واحدة يسلط الاضواء على حكومتين "تتشاطران سجلا مشينا في مجال حقوق الانسان، لدورهما التخريبي والمدمر في المنطقة".

ووصف زعماء ايران بأنهم "لا يعرفون العيب وهم خطيرون وخبثاء"، مستخدما لهجة قاسية جدا في وصفه لطبيعة نظام الاسد إذ قال: "بشار الاسد ليس اصلاحيا، بل هو رجل يعتمد حكمه على الارهاب والسرقة والتعذيب". واشار فيلتمان الى ان الرد العنيف للنظام على التظاهرات التي تطالب بالتغيير أدى الى تعزيز مطالب المتظاهرين بالحرية وبتفكيك وسائل القمع، و"كل ما يسمى الاصلاحات لم تؤد الى التغييرات التي يريدها السوريون على الارض". واتهم الاسد بتأجيج التوترات الطائفية قائلا: "ولتعزيز احتكاره للسلطة، يسعى الاسد الى اثارة العنف بطريقة تهدف الى اعطائه طابعا فئويا، من اجل اخفاء طبيعة نظامه، من خلال استغلال مخاوف الشعب السوري العميقة من النزاع الفئوي"، واضاف" كنتيجة مباشرة لاسلوب الاسد، اكتسب العنف القاتل احيانا منحى طائفيا، كما رأينا في المأساة الاخيرة في مدينة حمص". واشار الى ان المعارضة السورية "تنظم نفسها وبدأت تطرح اجندة لمستقبل سوريا، أي مستقبل يشارك فيه جميع السوريين بشكل متساو بصرف النظر عن خلفياتهم الدينية او الاثنية". ثم قال انه على رغم من وجود عقوبات كثيرة فرضتها الولايات المتحدة على سوريا، فان حكومته تدرس مع الآخرين فرض عقوبات اضافية. وبعدما أشار الى جولاته الكثيرة في المنطقة خلص الى أنه "لم يعد لسوريا أي اصدقاء في المنطقة... بشار يخسر ولا يستطيع ان يفوز..." وكرر اتهام ايران بارسال مستشارين ومساعدات تقنية" لمساعدة سوريا في وحشيتها" ضد المتظاهرين. وختم فيلتمان بالقول: "هناك نكهة معادية في التظاهرات ضد ايران وحزب الله، وهؤلاء هم أصدقاء سوريا الوحيدون، بالاضافة الى السياسي اللبناني المجنون ميشال عون".

 

أغنية "جنرال سليمان" تدخل الموسيقي زيد حمدان إلى السجن

نهارنت/تسببت أغنية "جنرال سليمان" بإدخال مؤسس فرقة  the Wings" زيد حمدان إلى السجن بتهمة التشهير برئيس الجمهورية ميشال سليمان. وتم اعتقال حمدان صباح الأربعاء وسجنه في قصر عدل بيروت بحسب رسالة نشرها على صفحته عبر موقع "فايسبوك" للتواصل الإجتماعي ولم توجه له التهمة رسميا بعد.

واكدت شركة "ايقاع" للانتاج الفني التي تصدر اعمال زيد حمدان ان السلطات افرجت عنه مساء اليوم الاربعاء بعد ساعات على توقيفه. وقال حمدان في الرسالة:" أصدقائي الأعزاء، أنا موجود الآن في سجن مخفر الشرطة في قصر العدل في بيروت بسبب أغنيتي "جنرال سليمان". هم يحاكمونني بتهمة التشهير بالرئيس سليمان، لا أعلم إلى متى سأبقى في السجن. أرجوكم تحركوا." وينتقد حمدان في الأغنية زعماء الحرب والسياسيين الفاسدين في لبنان حيث يقول في كلمات الأغنية :" فليرحل زعماء الميليشيات إلى بيوتهم... فليرحل السياسيون الفاسدون... فلترحل أجهزة المخابرات الأجنبية... جنرال سليمان أنت رجل المعجزات إرحل". وأوضح وكيل حمدان المحامي نزار صاغية أنه "يواجه ملاحقة قد تصل عقوبتها القصوى إلى سنتي حبس على أساس المادتين 384 و386 من قانون العقوبات". وأضاف :"تم التحقيق مع السيد حمدان لأول مرة يوم الأربعاء في 20 تموز ومرة أخرى يوم الخميس 21 تموز".

وابدى صاغية لوكالة فرانس برس دهشته من توقيف زيد حمدان، وقال "الرسالة الوحيدة التي اوجهها الى الرأي العام اللبناني هو ان يتحرك دفاعا عن الحريات العامة في لبنان".

واضاف صاغية "في الوقت الذي تتحرك شعوب المنطقة لتغيير انظمتها الحاكمة يدخل موسيقي في لبنان السجن لمجرد انه قال في اغنيته لرئيس الجمهورية ارحل".

يشار إلى أن تاريخ تحميل الأغنية على موقع "يوتيوب" إلى شهر آب 2010. وكان حمدان عضو مؤسس في فرقة "SOAP KILLS" أو "الصابون يقتل" التي ذاع صيتها محليا وعالميا تشكلت في تشرين الأول 1997 على يد زيد حمدان و ياسمين حمدان، زيد و ياسمين من مواليد بيروت في عام 1976 وهي المغنية التي كانت من أجمل أصوات جيل ما بعد الحرب.

وزيد حمدان له صولات وجولات في المشهد الموسيقي المستقل (غير التجاري) في لبنان ولديه شهرة واسعة في الوسط الفني اللبناني وأسس عدة فرق موسيقية لبنانية وينتج أعمال موسيقية مستقلة لفرق أخرى. وتجدر الإشارة إلى انه تم اعتقال ثلاثة شبان لبنانيين في 2010 بسبب نشرهم كتابات ضد الرئيس سليمان على الفايسبوك

 

التفجيرات تستهدف دولاً  أوروبية قواتها عماد "اليونيفيل"

خليل فليحان/النهار

لم يعد خافيا على المسؤولين أن جهة معينة تستهدف جنود الدول الأوروبية المشاركة في قوة "اليونيفيل" ولاسيما منها تلك التي لها مشاركة عددية كبيرة. في 26 تموز الجاري كان دور دورية فرنسية على المدخل الجنوبي لصيدا ما ادى الى سقوط خمسة جرحى. ووقع هذا الانفجار غداة زيارة لقائد الجيش العماد جان قهوجي لفرنسا هي الأولى لقائد الجيش اللبناني منذ الاستقلال،  وعد خلالها بتوفير الحماية للقوة الدولية. وقبل قرابة شهرين، استهدفت دورية ايطالية وجرح ستة من طاقمها. وقبل نحو اربع سنوات وشهر في حزيران 2007، اصابت سيارة مفخخة دورية تتألف من ثلاثة جنود اسبان وثلاثة كولومبيين مما أدى الى مقتلهم داخل منطقة عمليات القوة الدولية. يمكن الاستنتاج من خلال العمليات الثلاث ان الجهة التي تقف وراءها لا تستهدف دوريات تضم جنودا اوروبيين يعتمرون القبعات الزرق، وليس لأنهم من قوة "اليونيفيل"، بدليل ان دوريات اخرى لدول اخرى تساهم في مهمة القوة الدولية وعددها  35 ومن اصلها 11 اوروبية لا تستهدف بأي عملية تفجير لا داخل منطقة العمليات ولا خارجها. إذاً الراصد الارهابي يصطاد دوريات الجنود لثلاث دول اوروبية تضطلع بدور بارز في "اليونيفيل"، وقد قادت القوة الدولية هي فرنسا وايطاليا واسبانيا. وما يشجع المعتدين على المضي في مخططهم، هو ان التحقيقات لم تكشف الفاعلين. ولا يكاد ينتهي تحقيق حول انفجار حتى يتلوه آخر. والمؤسف ان التحقيق عادة ينطلق من ان تنظيماً فلسطينياً متطرفاً يقيم في مخيم عين الحلوة هو وراء هذا التفجير او ذاك، لكن لم يثبت ذلك. ونُقل عن مسؤولين امميين ان السلطات اللبنانية هي المسؤولة عن امن أفراد "اليونيفيل" وتوفير الحماية لهم. اما تداعيات التفجيرات التي وقعت لجنود اوروبيين في "اليونيفيل"، فكانت موضع استنكار شامل من جميع المسؤولين اللبنانيين حكوميين وسياسيين وديبلوماسيين. إضافة الى التذكير بوجوب كشف الفاعلين ومحاكمتهم وضمان تنقل جنود "اليونيفيل". كما ان الدولة التي ينتمي اليها هؤلاء الجنود تدعم سلامة لبنان واستقراره وسيادته واستقلاله. غير ان اللافت ان ايطاليا قررت في اعقاب ما تعرض له جنودها من تفجير خفض قواتها في نهاية السنة.

وافادت مصادر ديبلوماسية انها ابلغت المسؤولين رغبتها في إتاحة المجال أمام الجيش لمزيد من الانتشار والصلاحيات، واستحداث نقاط تجمع دولية، اولا للحؤول دون الاحتكاك مع سكان القرى واحداث شرخ وعداوة بين الطرفين، وثانيا لعدم تعريض جنود القوة للخطر في حال وقع عدوان اسرائيلي واسع في ايلول المقبل كما يروج له، قد يستهدف اجزاء من منطقة جنوب الليطاني. ونبهت الى ضرورة وضع خطط امنية عملية جدية تحمي دوريات "اليونيفيل" اثناء تنقلها ليس ضمن منطقة عملياتها فحسب بل أيضاً خارجها، مثل المواكبة الأمنية غير المرئية او استعمال الجنود شاحنات مدنية او ركوب سيارت عسكرية لبنانية، او زرع كاميرات على الطرق التي تسلكها قوافل "اليونيفيل".

 

مجلس الشيوخ الإيطالي يوافق على سحب 700 جندي من قوات اليونيفيل في لبنان

نهارنت/صادق مجلس الشيوخ الإيطالي اليوم على مرسوم حكومي يقضي بخفض عديد العسكريين العاملين في مهمات حفظ السلام الدولية إلى 2028 وحدة عام 2012 ومنها إعادة 700 جندي من مهمة اليونيفيل العاملة في لبنان. وأوضحت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء أن المرسوم الذي صوت لصالحه مائتان وتسع وستون عضواً مقابل معارضة اثنا عشر وامتناع واحد نص على تخفيض عديد العسكريين العاملين في هذه المهام، بواقع 2028 وحدة في عام ألفين واثني عشر، من أصل 9250 وحدة. ووفق المرسوم فلن يطرأ أي تخفيض على عديد القوات العاملة في أفغانستان التي يبلغ مجموعها أربعة آلاف ومائتين جندي، فيما ستتم اعادة سبعمائة جندي من مهمة اليونيفيل الأممية في لبنان وكذلك في ليبيا حيث سيعود ثمانمائة وأربعة وثمانون جندياً، وفي البلقان مائتان وواحد وسبعون. وكان قد إستهدف انفجار قرابة الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الجمعة 27 أيار الماضي آلية للقوة الايطالية التابعة لليونيفيل عند مدخل صيدا الشمالي - نهر الاولي لدى مرورها في المنطقة مما أدى إلى جرح ستة عناصر من الكتيبة. وكان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أوضح حينها ان حكومة بلاده تبحث مع الاطراف المعنيين في مسألة خفض عديد وحدتها العاملة في اطار اليونيفيل. وأعلن وزير الدفاع الايطالي ايناسيو لا روسا في مقابلة صحافية ان ايطاليا "لا تنوي ترك لبنان، لكن 1780 جنديا يشاركون في مهمة" القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "عدد كبير"، مشيرا الى ان من الضروري الاسراع في خفض عناصر الكتيبة الى "1100 رجل". ويبلغ عدد الجنود الذين يشاركون في قوة الفينول التي انشئت في 1978 لمراقبة الحدود بين لبنان واسرائيل، 13 الف جندي اتوا من بضعة بلدان وهم ينتشرون في جنوب لبنان، وقد ارسلت ايطاليا الكتيبة الاكبر

 

اسرائيل: الإعتداء على اليونيفيل رسالة لها لتقليص عملياتها ضد حزب الله

نهارنت/أشار مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية، الى أن الهجوم الأخير الذي استهدف قوات اليونيفيل الثللاثاء في مدينة صيدا " ينبع من تخوف حزب الله من سعي قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة للبحث عن مخابىء أسلحة تابعة له في القرى اللبنانية، من دون تنسيق مسبق مع الجيش اللبناني". ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤولين اسرائيليين قولهم أن " الهدف المحتمل من الإعتداء على قافلة اليونيفيل قرب مدينة صيدا الساحلية الجنوبية يوم الثلاثاء، هو ارسال رسالة الى قوات حفظ السلام لتقليص عملياتها ضد حزب الله". وقالت الصحيفة الاسرائيلية الخميس أن "اسرائيل تحض دبلوماسيين من الدول التي تساهم بقوات في اليونيفيل ، وخاصة اسبانيا وايطاليا وفرنسا، لإصدار قواعد عمل جديدة من الأمم المتحدة، تمكنها البحث في القرى اللبنانية عن مخابىء أسلحة تابعة لحزب الله، وذلك من دون التنسيق مع الجيش اللبناني". ووفقا لقواعد اليونيفيل الحالية ، لا يسمح لقوات اليونيفيل بدخول القرى الجنوبية للبحث عن مخابئ أسلحة لحزب الله ما لم تنسق مع الجيش العملية. ولكن حتى اذا تمت الموافقة على قواعد عمل جديدة لليونيفيل من قبل الأمم المتحدة، فإنها لا تزال بحاجة إلى الضوء الأخضر من الحكومة اللبنانية

 

سامي الجميل طالب وزيرالداخلية بالتحرك لتفادي أي إشكال بموضوع تظاهرة رويسات الجديدة

 وطنية - 28/7/2011 أصدر منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل البيان التالي: "إثر ورود معلومات عن تظاهرة ستنطلق ما بين السادسة والسابعة من مساء اليوم لكل من حزب البعث العربي الإشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي و"حزب الله" في منطقة "رويسات الجديدة" تضامنا مع النظام السوري ومحاولة رفع علم كبير لسوريا في المنطقة، سارع منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى الاتصال بوزير الداخلية مروان شربل طالبا منه التحرك تفاديا لأي إشكال، خصوصا وان المعلومات تحدثت عن ان التظاهرة ستتوجه الى الطريق العام في الجديدة ما سيشكل استفزازا لاهالي المنطقة. وبعد قليل إتصل وزير الداخلية مروان شربل بالنائب الجميل وأبلغه عن إرساله سرية من قوى الأمن الداخلي الى المنطقة والعمل على منع التظاهرة من الوصول الى الطريق العام والحفاظ على الأمن".

 

مشاورات بعبدا تبرز استبعاد الحوار قريباً والسعي الى وضع جدول زمني للبنود السابقة

نهارنت/واصل رئيس  الجمهورية ميشال سليمان مشاوراته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "جبهة النضال الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، للبحث في امكان اعادة احياء طاولة الحوار. ونقلت صحيفة "المستقبل" عن زوار بعبدا، اجواء جوجلة الأفكار التي تعيد الجميع إلى طاولة الحوار، ومنها وضع جدول زمني للبدء بتنفيذ المقررات التي تم الإتفاق عليها خلال جولات الحوار السابقة، على أن تكون الخطوة الأولى في هذا الإطار المشاركة في الجولة العاشرة لهيئة الحوار الوطني". وفي المقابل، لفتت صحيفة "النهار"، استبعد المطلعين من ان يتمكن سليمان من وضع جدول أعمال للحوار الذي يزمع الدعوة اليه خلال شهر رمضان بكامله. واشاروا الى ان سليمان سيتابع مشاوراته مع سائر القوى السياسية وأقطابها، من المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، سعيا الى وضع جدول أعمال مقبول لدى الجميع، مشيرين الى ان مهمته تبدو شاقة وصعبة للغاية هذه المرة، "خصوصا ان المشاورات التي أجراها حتى الآن مع عدد من أقطاب الاكثرية والمعارضة أظهرت تعارضا شديدا وعميقا وتمسكا لدى كل فريق بوجهة نظره مما يصعب معه تحقيق اختراق قريب في هذا المجال". وكان سليمان تناول هذا الموضوع أمس مع بري الذي قالت اوساط قريبة منه إن رئيس الجمهورية لا يزال في مرحلة الاستماع قبل تحديد الأطر المناسبة لشكل الحوار، وإن ما لمسه من المشاورات التي أجراها يعزز اقتناعه بالحاجة الملحة الى الحوار في القضايا الخلافية، إلا أن كل فريق لا يزال متشبثا برأيه في موضوع الاستراتيجية الدفاعية.

 

التفجير تم سلكيا ولبنان يوافق على طلب فرنسي للمشاركة في التحقيق

نهارنت/استمع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الى عدد كبير من الشهود، بهدف جمع المعلومات توصلا الى كشف الفاعلين والمحرضين وتوقيفهم وملاحقتهم قانونيا وفقا للاصول، في قضية الانفجار الذي استهدف اليات عسكرية للكتيبة الفرنسية في قوات "اليونيفل"، يوم الثلثاء الماضي في صيدا. وكان صقر قد تسلّم تقريراً اولياً من الخبير العسكري عن التحقيقات. وفيما اشارت صحيفة "النهار" نقلا عن مصادر التحقيق فان "زنة العبوة اربعة كيلوغرمات ونصف كيلوغرام من مادة "تي ان تي" زرعت في الارض الترابية وكانت موصولة الى شريط تفجير طوله بلغ 120 مترا"، ولفتت صحيفة "اللواء" نقلا عن مصادر امنية ان التحقيقات بدأت مع حوالي عشرة اشخاص كانوا موجودين في المنطقة الصناعية القريبة من المكان المستهدف بينهم فلسطينيون ولبنانيون. ورجح مصدر امني لـ"اللواء"، أن يكون "الفاعل وحيداً وقد اختبأ بين الأشجار ليرصد مرور الدورية الفرنسية، مشيراً إلى انه تمّ رصد السلك الكهربائي المربوط بالعبوة على مسافة 150 متراً، وتحديد اتجاه السيّارة التي استقلها الشخص المولج بالتفجير فور وقوع الانفجار"•

وفي هذا السياق لفتت المصادر ان التحقيقات التي تتولاها "اليونيفل" مع الشرطة العسكرية والقضاء اللبناني، ابرزت ان التفجير وقع في منطقة مواصفاتها الجغرافية شبيهة بالمنطقة التي شهدت التفجير الذي استهدف الكتيبة الإيطالية في أيّار الماضي. واكدت ان التفجير سلكي "إذ أن دوريات "اليونيفل" اعتمدت منذ الاعتداء الماضي التزود بأجهزة تشويش للحؤول دون تعرضها لأي انفجار لاسلكي"• وفي معلومات لصحيفة "الشرق الاوسط" نقلا عن مصادر قضائية "فان التحقيقات التي ما زالت متواصلة منذ وقوع الانفجار لم تصل بعد الى نتيجة تقود الى توقيف اي مشتبه به في هذه القضية"، موضحة ان التحقيق يأخذ في الكثير من الاحتمالات ويسلك اكثر من اتجاه من خلال المعطيات والمعلومات الاولية المستقاة من طبيعة الانفجار واقتفاء اثر المنفذين من خلال الوجهة التي يعتقد انهم فروا اليها بعد تنفيذ العملية". واشارت المصادر ان السلطات اللبنانية وافق على طلب فرنسي يقضي بمجيء محققين فرنسيين الى لبنان للمشاركة في التحقيقات بم لدى فرنسا من خبرات علمية وتقنية في هذا الخصوص

 

جنبلاط: اخشى من احداث فراغ في الجنوب لمصلحة اسرائيل واتخذت خيار الحوار

نهارنت/اكد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، رغبته في عدم قطع شعرة التواصل الداخلي مع احد، قائلا "وما التواصل مع سعد الحريري سوى تأكيد لهذا المنحى، فهو ارسل اشارة إيجابية في مقابلته التلفزيونية وأنا تلقفتها واتصلت به وشكرته لا اكثر ولا اقل". ووصف جنبلاط في حديثه الى صحيفة "السفير"،البعض "بالمجانين الذين يتحكم بهم العقل المؤامراتي فيفتعلون قصة كبيرة ويحدثون جلبة سياسية"، مشددا على انه لطالما كان وما زال يدعو الى الحوار والتلاقي بين الجميع وخصوصا بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله".  واضاف "كيف لي الا أتكلم مع سعد الحريري بما يمثل"، لافتا الى انه اتخذ خياره في اتجاه تغليب لغة الحوار"، وقال "ولكن ما العمل اذا نحن استمررنا بالدعوة الى الحوار ولم يستجب احد لهذه الدعوة، انا من جهتي لا استطيع ان ألزم احدا، فإن استجابوا تتحقق مصلحة الكل، وإن لم يفعلوا فلن أيأس، خصوصا أنني مقتنع بهذا الامر اكثر من اي وقت مضى، وسأستمر في الدعوة الى الحوار الى ما شاء الله لعل احدا يستجيب". وفي اطار ردود الفعل على استهداف الوحدة الفرنسية في قوات "اليونيفل" العاملة في جنوب لبنان، ابدى جنبلاط خشيته من ان تكون خلفية هذا الاستهداف إحداث فراغ في الجنوب"، مشيرا الى ان هذا "قد لا يعني رحيل "اليونيفيل" بالكامل، لكن يمكن ان يؤدي الى وجود "قشرة يونيفيل"، ما قد يتيح تسلل من يريد ان يتسلل لتعريض الجنوب ولبنان الى المخاطر مجددا، وفي ذلك مصلحة كبرى لاسرائيل".

وعلى صعيد اخر، علق جنبلاط في حديثه الى صحيفة "الأخبار" على الكلام الذي بدأ بالانتشار عن أن لديه مشكلة مع النظام السوري، بأن هذا الكلام يأتي بمثابة "جوقة اسطوانات وتدور، كلّ طرف لديه اسطواناته الخاصّة، 8 و14"، مجددا مقولة وزير الخارجيّة التركي أحمد داوود أوغلو، وهي ضرورة إحداث صدمة إيجابيّة في سوريا.

وعما يُقال عن انقلاب جديد يقوم به، يرد متسائلا: "ألا يحقّ لي أن أكون صديقاً لفريق 8 آذار وأقول رأيي في ما يجري في سوريا". لافتا الى ان "ما أقوله في الإعلام قد قاله الرئيس بشار الأسد في خطابه الثاني عن محاكمة المسؤولين وإعادة النظر في الدستور". واذ شكك جنبلاط في امكانية الحكومة اللبنانية تغيير البنية الاقتصادية والادارية الموجودة جذريا، اكد انها قادرة على الاقل على ادخال تحسينات في هذا النطاق.

 

جنبلاط من الديمان: نأمل أن تستكمل خطوة الراعي بجمع المسيحيين بحوار شامل

نهارنت/نوه رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط بخطوة "بكركي لجهة جمع الموارنة ما خلق جوا من الارتياح"، املا في ان تستكمل هذه الخطوة على الصعيد الوطني بحوار شامل بناء. وتم البحث خلال زيارته الديمان ولقائه البطريرك بشارة الراعي، في زيارة البطريرك المرتقبة الى الشوف. وعرضت التطورات الداخلية والخارجية خصوصا ما يحصل في العالم العربي، وقد تم الاتفاق على ضرورة تحصين الوضع الداخلي لكي لا يتأثر لبنان بما يجري في المنطقة. والتقى جنبلاط على رأس وفد من الجبهة الكاردينال نصرالله بطرس صفير

 

اذاعة اسرائيل: حزب الله وراء انفجار "اليونيفيل"

المركزية- نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مسؤولين امنيين اسرائيليين "اتهامهم "حزب الله" بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف قوة من "اليونيفيل" قرب صيدا ما اسفر عن جرح 6 عسكريين فرنسيين". واعتبر المسؤولون ان "هذا التفجير خطوة تحذيرية من جانب "حزب الله" قبل النقاش المقرر اجراؤه في الامم المتحدة الشهر المقبل حول تمديد ولاية قوات "اليونيفيل" واحتمال توسيع صلاحيات هذه القوات".

 

الموسوي: المحكمة سيف فوق المتطلعين للخروج من دائرة السيطرة الاميركيــة

المركزية – لفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة النّائب السّيّد حسين الموسويّ الى أنّ التّهديد الكبير الّذي يواجه لبنان واللّبنانيّين، هو هذه المحكمة الأميركيّة – الإسرائيليّة، مشيراً إلى أنّ القرار الإفترائيّ الصّادر في حقّ مجاهدين كبار في المقاومة، هو سيف إستكباريّ مصلت على كلّ من يحاول أن يخرج من دائرة السّيطرة الأميركيّة، وهو جزء من مسار سياسيّ طويل يهدف إلى إعلان حرب على مكامن القوّة في لبنان والأمّة...

ورأى في ندوة في النّبي شيت أنّ سلاح المقاومة لن ينال منه الّذين يغامرون ويقامرون بمستقبل لبنان،ويستقوون بالمحكمة وبالخارج لتعديل موازين القوى في المنطقة،وليعوّضوا خسائرهم وإحباطاتهم وفقدان توازنهم برفضهم الإلتزام بنتائج اللّعبة الدّيمقراطيّة الّتي أخرجتهم من السّلطة...

وقال: إن المواقف التي صدرت عن البعض في اليومين الأخيرين، فيها إيغال بكشف لبنان واستباحته أمام العدوان الأميركي – الإسرائيلي، وهي مواقف إستفزازية غير مسؤولة ومرفوضة ومردودة على أصحابها، لأن لغتها رخيصة تثير الأحقاد وتعزز الكراهية والفرقة بين أبناء الوطن الواحد...

اضاف: إننا، إذ نأسف، لهذا المستوى من الخطاب، ننبّه الّذين يخوضون حربهم ضد جبهة المقاومة، أنهم إنما يضعون أنفسهم في الجبهة الأخرى الّتي ما تزال تستبيح وتدمر وترتكب المجازر في حق أبناء أمتنا من تونس إلى العراق وما بينهما، ونذكر الرأي العامّ الإسلاميّ والوطني بأن يقول كلمته ولا يطيل السكوت والتفرج على هذا السّلوك الإنتحاري لهؤلاء

 

بري التقى كونيللي وسامي الجميل

وطنية - 28/7/2011 إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، ظهر اليوم، النائب سامي الجميل، وعرض معه للاوضاع الراهنة.

وفي الاولى بعد الظهر إستقبل سفيرة الولايات المتحدة مورا كونيللي، وعرض معها التطورات الراهنة في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان.وتطرق البحث الى ملف النفط والغاز.

 

شمعون: لدعم المغتربين ومؤازرتهم

 وطنية - 28/7/2011 - استقبل رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون، في البيت المركزي للحزب في السوديكو، النائب في البرلمان السويدي عن الحزب الليبرالي روجيه حداد، يرافقه وفد من بلدة كفرمتى، ووفد من أحرار استراليا، وذلك في حضور أمين الإغتراب في الحزب جو توما. وتم البحث في التعاون بين حزب الوطنيين الأحرار والحزب الليبرالي في السويد، لما فيه خير اللبنانيين المغتربين والمقيمين. وشدد النائب شمعون على ضرورة "دعم المغتربين اللبنانيين ومؤازرتهم لوطنهم الأم لبنان في ظل الواقع الأليم الذي يعيشه، سيما بسبب وجوده بين جارين طامعين هما اسرائيل وسوريا".

 

جعجع استقبل سفيرة سويسرا

 وطنية - 28/7/2011 استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، اليوم في معراب، السفيرة السويسرية روث فلينت، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب المحامي جوزف نعمة. وعرض المجتمعون لآخر التطورات في لبنان والمنطقة.

 

النائب محمد كبارة: للاستمرار بالتضامن مع المضطهدين في سوريا

تبرع نصر الله بحماية نفطنا يقضي على إمكانية الاستفادة منه

 وطنية - 28/7/2011 رأى النائب محمد كبارة امام زواره في مكتبه في طرابلس: " ان تبرع السيد جسن نصرالله بحماية نفطنا، يقضي على امكانية الاستفادة منه". وقال:"كيف نشكر السيد نصر الله على تلويثه ثروتنا النفطية؟ نعم كيف نشكره وقد قال للعالم أجمع أن ثروة لبنان النفطية يحميها تنظيمه المسلح".

اضاف "لقد أساء السيد نصرالله مجددا وكعادته الى الدولة اللبنانية عندما وضع نفسه وصيا على ثروتنا النفطية، وعلى السيد نصرالله أن يعرف تماما أن هذه الثروة يحميها الشعب والجيش والمؤسسات الرسمية، وليس من يدعي حماية الدولة فيسرق مقدراتها ويقتل شعبها. فعلا لن نشكرك. فليشكرك من يصدق أنك تدافع عن البلد، لا من يعلم أنك تهدم إمكانية استقلاله، سواء عبر رفضك العدالة الدولية، أو عبر قولك بأنك تريد حماية ثروتنا النفطية. ثروتنا النفطية يا سيد حسن قضيت على إمكانية الاستفادة منها لحظة تبرعت بحمايتها، أنت قتلتها لحظة عشقتها، كما قتلت بقية اللبنانيين لحظة وجهت سلاحك إلى صدورهم . وجئت اليوم تشكرهم لأنهم استضافوا شعبك الذي ألقيت به تحت النيران في تموز العام 2006.صحيح يا سيد حسن، نسمعك نتعجب ونرى أفعالك فنتعجب أكثر. تريد تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وتؤيد نظام الأسد الذي اعترف بحدود إسرائيل، وقبل بتقسيم فلسطين، مع أنه جزء مما يسمى محور الممانعة الذي تنضوي تحت رايته أنت وإيرانك، ومن معكما من الممانعين".

وتابع كبارة:"غريب أمرك وأمر جيشك وشعبك ومقاومتك يا سيد حسن، تؤيدون نظام الأسد لقتل شعبه، وتضطهدون الهاربين من السوريين إلى لبنان.غريب أمرك وأمر مخابراتك وأمنك الخاص يا سيد حسن. تستهدفون من يتعاطف مع الشعب السوري، وتصدرون جوازات سفر بمضمون مزور، تضربون استقرار لبنان والدول العربية، وتعلنون قداسة مطلوبين للعدالة، وتزعمون أنكم تدافعون عن لبنان.لقد تجاوز الواقع حقبة التعاطف مع الشعب السوري بعدما بدا جليا لكل من يرى أنكم تتآمرون على هذا الشعب المظلوم كما على من يؤيده في لبنان.لذلك، نعلن اليوم تضامننا الكامل مع الشعب السوري الشقيق في ثورته للحصول على حريته وكرامته وحقوقه الديمقراطية".

واكد كبارة: "أننا لن نسمح لأي كائن كان باضطهاد مواطن سوري في لبنان، ولن نسمح لأي كان باضطهاد مواطن لبناني يؤيد الشعب السوري في لبنان. ولم نسمح لأي كان بالتطاول على حقوق أبنائنا في التضامن مع أشقائهم وأقاربهم في سوريا.نعم. فليكن معلوما لكل من يريد أن يسمع ولكل من يريد أن يفهم، بأننا لن نسمح لسلطة السلاح غير الشرعي وغير القانوني بأسر لبنان لحماية نظام الأسد، أو بأسر لبنان لحماية سلاحها بعد سقوط نظام الأسد.لم نتدخل في ما يجري في سوريا، ولن نتدخل في ما يجري في سوريا. ونرفض أن يتدخل أحد من لبنان لدعم نظام الأسد، ولن نسمح لأحد في لبنان باضطهاد شعبنا لأنه يتضامن مع الشعب السوري".

وختم كبارة: إنه رمضان، أيها الأحبة، شهر الصوم والتقوى والإيمان. فأكملوا إيمانكم بالتضامن مع أهلكم المضطهدين في سوريا. إنها وقفة أمام الله والتاريخ الذي لن يسجل علينا أننا تخاذلنا عن التضامن فعلا، لا قولا، مع الشعب السوري المناضل، الذي نتعلم منه دروسا في إسقاط الديكتاتوريات التي تتهاوى كقصور من رمل بعدما ظن البعض أنها باقية إلى الأبد كما كل قوى الاستبداد".

 

فتفت: الامن لا يضبط اذا لم تكن الدولة المالكة الوحيدة للسلاح

 وطنية - 28/7/2011 - اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت في حديث إلى قناة "أخبار المستقبل"، انه "لا يمكن ضبط الاوضاع الامنية، الا عندما تتمكن المؤسسات الرسمية الامنية من ان تكون منتشرة فعلا، وان تكون الدولة المالكة الوحيدة للسلاح". ورأى ان "أي خرق امني سيعيدنا إلى البحث في موضوع السلاح، وسيعني أن الامور الامنية غير منضبطة بالكامل". واعتبر ان من الاحتمالات المتداولة للاعتداء على الكتيبة الفرنسية "ان يكون هناك انزعاج من الموقف الفرنسي بالنسبة لما يجري في الداخل اللبناني، او في ما يجري في سوريا او مناطق اخرى، وقد يكون البعض أراد توجيه رسالة عبر "اليونيفيل"، وهذا احد الاحتمالات". وتمنى أن "يكون الموقوفون في هذه القضية هم فعلا المرتكبون، فيكون ذلك انجازا كبيرا جدا فيه مصلحة لكل اللبنانيين". ولفت فتفت إلى "ان هناك تباينات شكلية في الحكومة، فهناك كلام للرئيس نجيب ميقاتي بخصوص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والوزراء المقربون منه يؤيدون دفع مستوجبات لبنان تجاهها، في حين ان الاكثرية في هذه الحكومة لديها موقف معاكس". وقال: "هناك عمليات تجميل يقوم بها ميقاتي، ولكن عندما سيأتي المحك ستنكشف اللعبة، وسيتبين دور الحكومة الفعلي في محاولة الغاء العدالة في لبنان، من اجل الحفاظ على السلاح خارج اطار الدولة".

 

الجسر: لحصر الحوار ببند السلاح

اجتماع قريب لوضع استراتيجية لاستعادة الأكثرية

 وطنية - 28/7/2011 - انتقد النائب سمير الجسر خلال ندوة نظمها منبر "منسقية طرابلس": الحملة التي تستهدف الرئيس سعد الحريري، وقال: "من يفقد الحجة السياسية يلجا الى هذه الأساليب الوضيعة. ولكن في كل الأحوال الجماهير تستطيع أن تميز بين الخبيث والطيب، وتأبى أن ينحدر الخطاب السياسي الى هذا الاسفاف".

وأكد الجسر ان "من عطل طاولة الحوار هو حزب الله عبر مواقفه المتشددة التي كان يطلقها النائب محمد رعد والتيار الوطني الحر من خلال الجنرال ميشال عون. أما قوى 14 آذار فكانت دائما تمد اليد الى الطرف الآخر وتدعو الى الحوار. ولكن نحن اليوم وبكل صراحة لن نذهب الى طاولة الحوار الا بحصر المناقشة ببند السلاح والذي توقف عنده الحوار منذ الأساس فضلا عن حضور جامعة الدول العربية المناقشات" . أضاف:"الاستراتيجية الدفاعية كما قال الشيخ نعيم قاسم تتلخص من وجهة نظرهم بشعار الجيش والشعب والمقاومة .أي صادروا منذ اليوم مقررات طاولة الحوار. فما الجدوى من انعقاد هذه الطاولة من الأساس؟". وتابع الجسر "طالعنا السيد حسن نصرالله بقضية حماية الثروة النفطية بوجه الأطماع الاسرائيلية، وما نخشاه حقيقة هو أن يتحول هذا الأمر الى شبعا أخرى ورسم دور جديد للسلاح في المستقبل لاضفاء صفة القدسية عليه" .

وقال: "نحن لا نريد مصادرة السلاح بل على العكس نحن نعتبر أن المقاومة واجب على أن لا تختصر بجزء من اللبنانيين وما نطالبه حقيقة أن يكون هذا السلاح تحت أمرة الجيش اللبناني وأن يفتح باب المقاومة أمام جميع اللبنايين في حال تعرضت البلاد لأي اعتداء أو عدوان خارجي".

وعن حملة الاكثرية الجديدة على المعارضة واتهامها بالفساد المالي والاداري قال "في المبدأ من لديه مشروع اقتصادي حقيقي يتطلع الى المستقبل، ولكن من يفتقد لهذا الأمر يبحث في الملفات القديمة عله يعوض أمام جمهوره اخفاقاته المتلاحقة. نحن في قوى 14 آذار عموما وفي تيار المستقبل خصوصا لانخشى شيئا ولا نستحي مما فعلناه خلال مسيرتنا في الحكم . ولكن ما يحاولون فعله هو الهاء الناس عن المحكمة الدولية وقضية السلاح.من لديه الرغبة في محاربة الفساد عليه أن يطالب باخراج مشروع القانون الذي أرسله الرئيس السنيورة عام 2006 من أدراج مجلس النواب للتدقيق في الحسابات المالية منذ اتفاق الطائف ولغاية اليوم ونحن نعلم تماما من هو المتورط . ومن يتكلم بالاصلاح عليه أن يبدأ بنفسه .اليوم لدينا قضيتان: أولهما قضية المخطوفين الأستونيين السبعة هل يستطيع أحد أن يخبرنا أين موقف الدولة اللبنانية ؟ وهل صدر بيان عن الحكومة اللبنانية أو على الأقل وزراة الداخلية يشرح لنا تفاصيل الاختطاف ومن ثم الافراج؟.القضية الأخرى، الأراضي التي تم الاستيلاء عليها بطريقة غير شرعية في بلدة لاسا وهي تابعة للبطريركية المارونية . هذا الموضوع يجب أن يحسم في القضاء. ان من اعتدى على ملكيات الناس لو لم يتوفر له دعم وغطاء السلاح لما تجرأ على فعلته".

وعن موضوع اطلاق سراح الموقوفين الاسلاميين، اشار الجسر "بأن اطلاق سراحهم جرى بقرار قضائي. ولكن ما يدعوني للعجب في هذه القضية بأن قوى 8 آذار كانت تحاربنا لأننا نحول دون ملاحقة الاسلاميين واليوم ماهي التهمة الجديدة؟ بأننا قصرنا باطلاق سراحهم. بالنسبة لنا المهم تحقيق العدالة .نحن لا نستطيع أن ندافع عن الخطأ أو عن أي مرتكب ولكننا أيضا لا نرضى بالظلم. وهنيئا للرئيس ميقاتي بهذا الافراج القضائي بغطاء سياسي على أمل أن يشمل البقية المظلومة حقا".

وعن الاعتداء على قوات اليونيفل أسف الجسر " لهذا العمل الارهابي". وقال: "تلك القوة الدولية تقوم بدورها من أجل تحقيق السلام وحماية لبنان من أي اعتداء. لا أعلم من له مصلحة من هذا الاستهداف في ظل هذا التوقيت بالذات؟". ورد الجسر على كلام النائب نواف الموسوي من دون أن يسميه. وقال:"لنر كيف ستتعاطى الحكومة اللبنانية مع القديسين. في الحقيقة لقد انتقلنا الى مرحلة أخرى ،كنا نقول بعد صدور القرار الاتهامي ولا ب300 سنة سيقبضون عليهم ، والحكومة تقول سنعمل ما في وسعنا لالقاء القبض على المتهمين. اليوم وصلنا الى مرحلة جديدة فمن يتهم يتحول مباشرة الى" قديس" . لا أعلم كيف ستقوم الحكومة بمحاسبة" القديسين" وهم لا يتواجدون الا في السماوات العليا. كما أن الأمر يطرح تحديا غير مسبوق أمام المجتمع الدولي للنظر في كيفية تعاطي المحكمة الدولية والقضاة مع "القديسين". وختم الجسر "بأن نواب وقيادة تيار المستقبل في طرابلس والشمال سيجتمعون قريبا لوضع استراتيجية سياسية واعلامية للعمل على اسقاط الحكومة أو استعادة الأكثرية النيابية التي انتزعت منا عنوة تحت تهديد السلاح وعدم وفاء البعض بالتزاماتهم أمام الجمهور الذي انتخبهم على أساس هذه الالتزامات وخصوصا في مدينة طرابلس".

 

المنسق العام "للتيار الوطني الحر":فرع المعلومات ضليع في خطف الاستونيين

بيروت اوبزارفر/أكد المنسق العام "للتيار الوطني الحر" بيار رفول أن "فرع المعلومات ضليع في خطف الاستونيين السبعة"، داعياً الى "كشف قضيتهم ولماذا مُنع الجيش من المداهمة"، مشيراً الى أن "مدير عام الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي تناسى دوره الامني وبات يدخل في الامور السياسية"، مشدداً على "الحاجة الماسة الى قضاء نزيه وقضاة كفوئين حتى نضع كل هذه الملفات بعهدتهم". ودعا رفول في حديث لـ"أو.تي.في" الى "انتظار نتائج التحقيقات في قضية التفجير الذي استهدف الدورية الفرنسية باليونيفيل"، مشيراً الى "عدم القدرة على توجيه أصابع الانهام الى أحد بسبب جغرافية المنطقة ووجود أكثر من فريق"، مؤكداً أن "هذا التفجير حافز للحكومة للانتباه للامن"، داعيا الى "تعزيز "الامن الوقائي" والتنسيق بين الاجهزة الامنية جميعها". لفت رفول الى أن "وزير العدل يسعى ولديه النية ولكن نحن بحاجة الى أجهزة أمنية"، مضيفا أن علينا ضبط الوضع قبل أن حصول أي شيء"، متسائلاً عن "سبب عدم اقرار قانون النفط"، مؤكداً أن "الحكومة بحاجة الى الوقت حتى تبدأ بتحقيق الانجازات". وطالب رفول بمعرفة "كيف صرفت الهبات التي وصلت الى لبنان على عهد رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري

 

جنبلاط للمشككين به : حلوا عني ... شو الحريري قتل والدي؟

يقال نت/دعا النائب وليد جنبلاط المشككين بمواقفه الأخيرة ومدى إمكانية أن يكون في طور إعادة التموضع بأن  «حلوا عني شوي".

ويستغرب جنبلاط إستغراب تواصله مع الرئيس سعد الحريري ويقول:"سعد الحريري، لم يقتل ابي، وهل ممنوع علي التواصل معه، هو ارسل اشارة ايجابية في مقابلته التلفزيونية وانا تلقفتها واتصلت به وشكرته لا اكثر ولا اقل، غريب امرهم، هناك بعض المجانين الذين يتحكم بهم العقل المؤامراتي فيعملون قصة كبيرة ويحدثون جلبة سياسية من مجرّد حكي مع سعد الحريري، وكان هؤلاء يرفضون ان يتكلم احد مع احد، ثم كيف لي الا اتكلم مع سعد الحريري بما يمثل، وانا الذي لطالما كنت وما زلت ادعو الى الحوار والتلاقي بين الجميع وخاصة بين سعد الحريري والسيد حسن نصرالله وكل الاطراف اللبنانيين. "

يرفض وليد جنبلاط ان يتهم، ويسيئه ما يذهب اليه المزايدون «اصحاب العقول المقفلة»، ويتوجه الى هؤلاء بشيء من الانفعال: «اتركوني وشأني.. انا قمت ومن دون تكليف من احد، بل كلفت نفسي بنفسي بأن اكون سفيرا عن سوريا من اجل الاصلاح، زرت فرنسا وقال لي الان جوبيه فليتوقف القمع في سوريا، كما زرت روسيا للغاية ذاتها، وانا اعرف حرص روسيا على سوريا وعلى الاستقرار في سوريا ولكن لا بد من الإصلاح وكل القريبين من سوريا يريدون ان تتسرّع الاصلاحات، وقريبا سأزور تركيا للغاية ذاتها. وفي الخلاصة انا «عامل سفير متجوّل من أجل ضرورة الاصلاحات في سوريا، آخذا في الاعتبار ان اصحاب البيت ادرى بشعابه».

ما يهم وليد جنبلاط في الداخل اللبناني حاليا، تفعيل انطلاقة حكومة نجيب ميقاتي، علما انه يسجل لها ايجابيات في ادائها، ويبدي رضاه عما انجز حتى الأن، لكن لا يخفى عليه ان ثمة تركة ثقيلة وملفات كبرى وتراكمات من السنوات الماضية تشكل بنودا ملحة امامها لمعالجتها والبت بها. واذا كانت السرعة مطلوبة ومهمة، فإن الاهم هو ليس تجنب التسرّع فقط، بل «الا يكبروا مشاريعم زيادة.. ولتبقَ المشاريع قد الحمل». وثمة اولوية يراها ملحة تتمثل في معالجة وضع سجن رومية، «وما حصل مؤخرا يحفز على ضرورة التعجيل في تلزيم بناء سجن جديد». على ان تبدّل الواقع السياسي والانتقال من الحكومة الحريرية الى الحكومة الميقاتية وما انتجه هذا الانتقال من انقسام عمودي في المشهد السياسي، كلها اسباب تدفع وليد جنبلاط الى التمسك اكثر بدعوته الى الحوار، الا ان ما يثير الاستياء ان ثمة من لا يسمع او لا يريد ان يسمع، ويسأل «صحيح اننا اخذنا خيارنا في اتجاه تغليب لغة الحوار، ولكن ما العمل اذا نحن استمرينا بالدعوة الى الحوار ولم يلب احد او يستجب احد لهذه الدعوة، انا من جهتي لا استطيع ان الزم احدا، ولكن ان استجابوا فهنا تكمن مصلحة الكل، وان لم يفعلوا، فلن ايأس خاصة وانني مقتنع بهذا الامر اكثر من اي وقت مضى، وسأستمر في الدعوة الى الحوار الى ما شاء الله لعل احدا يستجيب، المشكلة عندهم وليست عندي».

لا يملك وليد جنبلاط ما يؤكد له ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان بات جاهزا لاطلاق طاولة الحوار، كما لا يملك ما يؤكد ما قيل عن ان رئيس الجمهورية يجد صعوبة في جمع اقطاب الحوار ولذلك هو يتريث. في هذا الوضع لا يعطي جنبلاط اية اشارة عن احتمال عقد الطاولة الحوارية «ليفعلوا ما يشاؤون، ولكنني شخصيا مقتنع بفكرة الحوار، لاننا لا نستطيع ان نكمل بالتخاطب عن بعد، هذا يتكلم بالسلاح بلغة من هنا، وذاك يتحدث عن السلاح بلغة ثانية من هناك، وذلك يتحدث عن المحكمة الدولية بلغة وآخر يتحدث عنها بلغة مضادة، يجب ان يلتقوا معا ويتحاوروا، خاصة وان الوضع صار اشبه باسطوانة تدور من هنا واسطوانة مقابلة تدور هناك وليس في اي منهما اية نغمة طربية واقل ما يقال فيهما انهما صارتا مملتين ومزعجتين».

لقد آن الاوان برأي جنبلاط ان يدرك الجميع أن مستقبل لبنان بيد طرفين هما السنة والشيعة، «فالمسيحيون يتراجعون والدروز يكاد لا يكون لهم وجود، ولذلك لا مفر ولا بد ان يتحاور السنة والشيعة، يجب ان يطمئن السني الشيعي وان يطمئن الشيعي السني، يجب ان يتم تفهم موقف ابن الجنوب الذي يقف على سلاحه في الجنوب، ولكن في الوقت ذاته يجب ان يقترن ذلك بكلام تطميني من السيد نصرالله بان هذا السلاح ليس للداخل. وايضا يجب ان يقال لـ«حزب الله» والمقاومة ان هذا السلاح نريده يوما ما بيد الدولة، على ان يكون سلاحنا بمواجهة اسرائيل».

يدرج جنبلاط، في كلامه لـ"السفير" دعوته للحوار في اطار التمني، وعندما يُسأل «هل ان كل ما يتمناه وليد جنبلاط يدركه» يسارع للإجابة «لا، هذا حال الاقليات، تبحث دائما لنفسها عن مكان ولا تجده او تجد نفسها بين الاكثريات».

قد يشكل قانون الانتخاب الجديد بندا اول في العمل الحكومي في المرحلة المقبلة، الا ان لوليد جنبلاط ملاحظة ذات دلالة ومفادها اننا اعتدنا على اننا كلما قاربنا هذا الموضوع نعود الى الوراء ففي الدوحة رجعنا الى قانون الستين، وليس معلوما الان الى اين سنعود ربما الى الاصغر، لا اعرف، فلننتظر ما قد يتمخض عن هذا الامر.

ينظر وليد جنبلاط بريبة الى الاعتداء الأخير على الوحدة الفرنسية في قوات «اليونيفيل، ويخشى ان تكون خلفية الاستهداف احداث فراغ في الجنوب، قد لا يعني ذلك ذهاب «اليونيفيل» بالكامل، لكن هذا سيؤدي الى وجود «قشرة يونيفيل» مع مضاعفاتها السلبية اقتصاديا وامنيا، ما قد يتيح تسلل من يريد ان يتسلل لتعريض الجنوب ولبنان الى المخاطر مجددا.. وفي ذلك مصلحة كبرى لاسرائيل.

وعند الدخول في الملف الدرزي، يُشير جنبلاط  لـ"الأخبار" إلى حصول نوع من الاتفاق المسبق على تعيين عضو المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي اللبناني المحامي مالك أرسلان محافظاً للجنوب، «فقد طلب الأمير طلال (أرسلان) ذلك، وقلت له فلنرَ». لكن من وجهة نظر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، فإن في الإدارة موظفين كفوئين لتجري ترقيتهم إلى منصب المحافظ، ولا مشكلة لديه في أن يكونوا أرسلانيين. أمّا في ما يخصّ مالك أرسلان، فيعتقد جنبلاط أن من الأفضل أن يعيّن عضواً في مجلس إدارة مؤسسة عامّة، لا محافظاً.

يرفض جنبلاط الاتهامات التي تُكال له بالاستنسابيّة في التعيينات التي جرت أخيراً في قيادة أركان الجيش أو في الشرطة القضائيّة. ويُدافع جنبلاط عن تعيين العقيد ناجي المصري قائداً للشرطة القضائيّة، لأن الأخير كفوء وسيرته جيّدة، كذلك يُدافع عن تعيين اللواء وليد سليمان رئيساً للأركان في الجيش، بالإشارة إلى أن كلّ صلاحيّات قيادة الجيش موجودة لدى قائد الجيش، وإذا عُيّن شخص لا يتفق معه قائد الجيش، فإن موقعه سيُصبح من دون أي دور. ولا ينفي جنبلاط أن يكون العميد بسام أبو الحسن جيداً في موقعه، «فأنا أعرفه وأعرف دوره عندما كان في اللواء الحادي عشر، وقد حاول بعض المشايخ الاعتراض فقلت لهم: أنا من يُقرّر التعيينات».

وعند سؤاله عن مطالبة رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون بتغيير شاغل منصب المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، يجيب جنبلاط بعبارة مقتضبة: «هل يُريدون إضعاف نجيب ميقاتي؟». هو يعتقد أن رئيس الحكومة هو الأقدر على معرفة ما هو الأصلح في هذا المجال. أمّا في ما يتعلّق بالأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي، فإن جنبلاط لا يرغب في الدخول في الشق القانوني لبوجي، إذ يُعلّق على الكلام على انتهاء مدّة انتداب بوجي قانونياً بالقول: «أنا أعرف في هذا الموضوع. ما أعرفه أن بوجي يملك أسرار الدولة، وإذا أراد ميقاتي أن يستفيد من هذا الأمر، فهذا يعود إليه».

يلفت جنبلاط إلى أن الحكومة لم تبدأ ببحث الملفّات الأساسيّة بعد، «لأنها لا تزال في مرحلة إقرار ما تراكم في الأشهر الماضية». لكنّ أجوبته جاهزةً في ملف التعيينات الأمنيّة والإداريّة. يرغب أبو تيمور في أن تُعتمد الصيغة الحكوميّة المقرّة سابقاً، التي توصل الكفاءات الموجودة في الإدارة إلى المراكز العليا في الدولة. لذلك، هو لا يزال على وعده للأمين العام لحزب الله، والذي نقله ضابط العلاقة بين جنبلاط وحزب الله، وفيق صفا، وهو أن تُترك التعيينات في المراكز المسيحيّة الشاغرة لعون. لكنّ جنبلاط يُدافع عن وجهة نظره المتعلّقة بضرورة عدم إقفال الباب أمام الكفاءات، «لا يجوز وصم كلّ المسيحيين في الإدارة بطابع الانتماء السياسي لهذا الفريق أو ذاك».

 

النائب باسم الشاب: الاعتداء على الـ"يونيفيل" يحمل رسائل إلى فرنسا والجيش اللبناني

اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب باسم الشاب أن "التفجير الذي تعرضت له الكتيبة الفرنسية في قوات "يونيفيل" غير مفاجئ، اذ تم الاعتداء من قبل على الـ"يونيفيل"، وقال: "اذا رأينا سيارة او عربة لليونيفيل لا نعرف من في داخلها ومن اي جنسية هم العناصر المتواجدون فيها، ولكن ان تم الاعتداء على سيارة في داخلها عناصر فرنسية فهي عملية مخابراتية تحمل الكثير من الرسائل ان كان الى فرنسا أو إلى الجيش اللبناني"، مشيرًا الى ان "الذي تضرر اكثر من هذا الامر هو حكومة الرئيس (نجيب)ميقاتي".

الشاب، وفي حديث الى "صوت لبنان 100.5" لفت إلى أن "هناك فجوات أمنية كبيرة"، سائلا "كيف يمكننا ان نضمن امن شركات ستستثمر في البحر ولا يمكننا ان نحمي الـ"يونيفيل" على ارضنا؟". مضيفاً "هناك حذر مما يجري في لبنان، وقسم من هذا الحذر يكمن في ان ينتقل الذي يحصل في سوريا الى لبنان، وقسم آخر من الحذر هو هيمنة "حزب الله" على الحكومة".(رصد NOW Lebanon)

 

مساعٍ لمصالحة الحريري - نصر الله يقودها جنبلاط

هل ينجح رئيس الجمهورية في معاودة الحوار؟

سمير منصو/النهار

ثمة محاولتان في اتجاه المصالحة إذا كتب لهما النجاح فإن من شأنهما إحداث انفراج سياسي على المستوى الوطني. الأولى بين الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وليس سراً أن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من أبرز المتحمسين والساعين الى مصالحة الحريري – نصرالله. ولعله الوحيد بين رؤساء الكتل النيابية الذي يتصل بالرجلين، ومن المعروف أنه يحضهما على اللقاء والحوار وقد قالها أكثر من مرّة للحريري مباشرة وعبر تصريحات أدلى بها، أو لنواب من "كتلة المستقبل"، ومن الطبيعي أن يكون قد أبدى هذه الرغبة خلال لقاءاته والسيد نصر الله.

وأما المحاولة الثانية، فتتمثل في مساعٍ يبذلها أصدقاء مشتركون لمصالحة الحريري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. ولم تكشف المصادر التي اشارت تلميحاً الى هذه المساعي، عن هؤلاء "الاصدقاء المشتركين" الذين يقومون بها، وإن تكن، وهي غير بعيدة من أوساط رئيس الحكومة، تشجع على هذه الخطوة وتبدي كل تجاوب معها، وتقول إن الرئيس ميقاتي يعبّر عن انفتاحه في كل مناسبة على الجميع، وفي طليعتهم الرئيس الحريري.

ولأن المسألة ليست شخصية، ولا تحل بلقاء أو صورة، من البديهي القول إن المحاولتين تحتاجان الى تفاهم على الحد الأدنى من العناوين الخلافية، وفي طليعتها الموقف من المحكمة الدولية. والتفاهم على هذا العنوان الكبير يزيل عقبة كأداء تعترض معاودة اجتماعات هيئة الحوار الوطني، وتسهل مسعى رئيس الجمهورية ميشال سليمان في هذا الاتجاه، بمؤازرة تامة من وليد جنبلاط. ومن غير الممكن معاودة جلسات الحوار في ظل الشروط المسبقة التي يضعها الجميع دون استثناء في 8 و14 آذار. ومن مكامن ضعف موقف الأكثرية الجديدة المؤيدة هذه المرّة والجاهزة لتلبية الدعوة، انه سبق لها ان كانت وراء تعطيل محاولة مماثلة لرئيس الجمهورية، قبل "إنقلاب" الأكثرية لمصلحتها. ولا يكفي أن يوضع جدول أعمال على قياس أي طرف، كما يفهم من تصريحات متبادلة، ليس أقلها اشتراط الحوار على "أساس شروطنا" وبعض هذه التصريحات يضع النتائج المطلوبة من الحوار سلفاً!

وإذا تم التفاهم على العودة الى طاولة الحوار، وفق جدول الأعمال السابق، والذي لم يبق منه سوى بند "الاستراتيجية الدفاعية"، فلن يكون مثمراً إذا لم يحمل كل فريق مشروعه، و"حزب الله" هو الأوْلى و"الأخبر" بمثل هذه الاستراتيجية. وقد يحظى مشروعه بموافقة الآخرين فتحل المشكلة وتزول أسباب الخلاف على عنوان شكّل ولا يزال إنقساماً حاداً في لبنان، وسيبقى هذا الواقع قائماً في غياب التفاهم على استراتيجية موحدة للدفاع عن لبنان "شعباً وجيشاً ومقاومة" وكذلك تبقى جلسات الحوار، لا أكثر من عملية "ربط نزاع"...

على أن معاودة الحوار بين الحريري والسيد نصر الله من شأنها ان تذلل عقبات كثيرة تعترض معاودة جلسات هيئة الحوار الوطني، كما من شأنها اراحة الوضع الداخلي. وأكثر ما يقلق وليد جنبلاط في هذه المرحلة تلك القطيعة القائمة بين الطرفين. وتلاحظ اوساطه ان هذه القطيعة لم تكن، حتى في أسوأ الظروف في الماضي البعيد والقريب. وتنقل عنه قلقه على الوضع الداخلي في ظل الحملات الاعلامية المتبادلة والتطورات الإقليمية المتسارعة، ويأمل في فتح نافذة في اتجاه الحوار انطلاقاً من المواقف الأخيرة لكل من السيد نصر الله والرئيس الحريري وانفتاحهما على الحوار، وإن، كل على طريقته. وتقول أوساط جنبلاط إن لا بديل من العودة إلى الحوار سوى انسداد الآفاق السياسية بشكل شبه كامل.

وحول المواقف الأخيرة لجنبلاط من التطورات الأمنية الجارية في سوريا، تحرص أوساطه على لفت من اعتبروها "إعادة تموضع" أنها "تتمة لسلسلة مواقف كان قد عبّر عنها خلال الأشهر الماضية، ومنذ بداية التظاهرات في سوريا، لاقتناعه بالترابط العضوي بين البلدين وانعكاس أية حالة لااستقرار في سوريا، في شكل مباشر على لبنان، وبالتالي تأتي هذه المواقف في إطار الحرص على الشعبين اللبناني والسوري، وعلى لبنان وسوريا، وتشير إلى أن هذه المواقف لجنبلاط "أعمق بكثير من حديث عن إعادة تموضع ومن الحسابات الداخلية الضيقة"، والى انه "ينطلق من مصلحة استراتيجية للبنان وسوريا على حدّ سواء".

 

أبعد من "اليونيفيل" بقليل

الياس الديري/النهار

من البديهي أن يتوجَّس اللبنانيّون شرّاً من الاستهداف المتعَمد لقوة "اليونيفيل" بـ"فرعها" الفرنسي، وفي هذه الظروف العربيَّة المتفجرة، والتي لم يسبق للعرب أن عايشوا مثيلاً لها. لا في التاريخ القديم ولا في التاريخ الحديث. لا قبل "ثورات" الانقلابات العسكرية وبلاغات ضباط الصفين الثاني والثالث، ولا بعدها.

ومن الطبيعي أن يعتبر اللبنانيّون والفرنسيون والطليان والأفغان ان الحادث الدموي المقلق جداً ليس إلا رسالة صريحة، مباشرة، مكتوبة بالبارود والدم، موجهة الى أصحاب العلاقة، المباشرين منهم كما الممّوهين. في الدرجة الاولى، لبنان هو المستهدف في الذهاب والاياب. وقد تكون المتفجرة تهديداً سافراً لا يقبل التأويل. ومنه الى الام الحنون، فعموم الدول المشتركة في "اليونيفيل"، ثم بان كي – مون، فالبيت الأبيض ووزيرة خارجيته العنيدة هيلاري كلينتون التي لا يتعب لسانها من توجيه التهم والتوعدات صوب دمشق.

اليهم كلِّهم وخصوصاً "ولدنا" الغالي على قلوب اللبنانيين أو معظمهم، والذي يحمل الرقم 1701.

تصريحات وبيانات أفاضت في الاستنكار، والشجب، والتنديد، والادانة كالعادة... الى دعوات على مدّ عينك والنظر تحث الدولة وقواتها وأجهزتها على كشف الفاعلين ومعاقبتهم فوراً وبلا تردد. لكنها ليست المرة الاولى التي يهبشون بها هيبة الدولة، ولن تكون الاخيرة. هذا في الشكل والأساس، ومن حيث المبدأ. إلا أن من المهم هنا تذكير المسؤولين، من حاضرين وغائبين، انه لن يكون من السهل على لبنان البقاء متخفياً، ومتوارياً، ومستتراً، خلف مظلة "الحياد النسبي" الذي اختاره منذ اندلاع الشرارات الاولى لـ"ربيع" الثورات ضد انظمة لم يهزها حتى الخريف. كل الأحداث والتطورات والثورات والتظاهرات العربيَّة في كفَّة بالنسبة الى لبنان ووضعه، وتركيبته، وحاله الرثَّة جداً، والعاصفة التي تتعرَّض لها سوريا منذ أشهر في كفَّة. وطابشة. وتعني في كل مسارها ونتائجها وذيولها الكثير لبنانياً. انطلاقاً من هذا "التصوُّر" ينظر لبنان الى الأبعاد التي ترمي اليها متفجرة المدخل الجنوبي لصيدا.

فالوضع السياسي اللبناني، المتشابك داخلياً واقليميّاً وربما دوليّاً، من دون دف يرقص الحنجلة والمحيَّرة. ورهن تصريح تصعيدي من هذا الفريق الآذاري أو ذاك.

فكيف الحال والأمر اذا ما كان على الكتف حمَّال كما تقول الأمثال، فضلاً عن "التقاليد" التي علمتنا أن الشوكة التي تصيب سوريا يصرخ لبنان موجوعاً منها قبل أن يعلم أحد.

مع الاشارة الى "الجبهة البحريّة" التي فتحها السيد حسن نصرالله، والتي لا يُعرف لها أوَّل من آخر.

 

نماذج من مواقف تتصل بملفات كبيرة أو تفصيلية

إرباكات للحكومة من داخلها في فترة قياسية

روزانا بومنصف/النهار

منذ انطلاقتها قبل نحو ثلاثة اسابيع بعد نيلها الثقة في مجلس النواب في 7 تموز الجاري، واجهت الحكومة مجموعة من التحديات عبر ابرز مكوناتها من الافرقاء السياسيين، علما ان هذه التحديات يحجبها نسبيا موضوع التعامل مع مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الدولية اقله في المرحلة الراهنة فضلا عن مسائل اخرى بحيث بدأت تطرح علامات استفهام جدية في هذه الفترة القصيرة عن اهلية الحكومة على رغم المصلحة الاقليمية في إبقائها قدر الامكان. فمواقف "حزب الله" في شكل اساسي لم يكن وقعها سهلا على الحكومة بدءا من الموقف المعلن من التعامل مع مذكرات التوقيف على نحو احرجها قبل انطلاقتها وتسبب بضيق الهامش أمامها وصولا الى موضوع ترسيم الحدود البحرية الذي تسبب موقف الحزب منه بأزمة فعلية امكن معالجتها بصعوبة. اذ ان الموقف الذي اعلنه الحزب من موضوع ترسيم الحدود البحرية، والذي حمّل بموجبه "الحكومات المتعاقبة مسؤولية المماطلة التي جعلت اسرائيل سباقة في اكتشاف حقول النفط" مبديا الاستعداد لمواجهة ذلك "في اطار معادلة الشعب والجيش والمقاومة"، يوحي بفتح الباب امام قيام مزارع شبعا بَحرِيّه، ما اثار مخاوف حلفائه الذين اعلنوا تباعا تراجعهم عن موافقتهم السابقة على الحدود البحرية التي كان وافق عليها لبنان في جلستين لمجلس الوزراء شارك فيهما الحزب مع حلفائه بالثلث المعطل ولم يعطل اقرار هذه الحدود. وهو موقف اربك ايضا لجنة الاشغال العامة التي انجرّت الى رد فعل بناء على الموقف المعلن للحزب من ذلك. واثار الموضوع مشكلة حقيقية بين اركان الحكومة الى ان اتى الموقف من الامم المتحدة حول الحدود البحرية والذي اعطى لبنان صدقية في شأن ما اقامه على هذا الصعيد مما ادى الى تدافع القوى نفسها من اجل ان تحظى بالفضل في ما انجز علما ان خلافات قامت على اثر استعانة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بفريق من الجيش اللبناني من اجل شرح موضوع ترسيم الحدود في حين ان لجنة مختصة مكلفة من مجلس الوزراء برئاسة المدير العام لوزارة الاشغال عبد الحفيظ القيسي هي القيّمة على هذا الشأن. وتطور هذا الخلاف الى حين طرحه على مجلس الوزراء واقرار مشروع القانون فيه وفق ما وضعته اللجنة تمهيدا لاقراره في مجلس النواب في جلسته المقبلة في حين خرج وزراء "حزب الله" من الجلسة ليعلنوا موقفا اكثر مسؤولية في هذا الشأن على رغم استمرار التصريحات العلنية لبعض نوابه التي تصب الزيت على النار.

الامر الآخر المحرج للحكومة هو المدى الذي يذهب به نواب الحزب في الدفاع عمن تشملهم مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الدولية والوصف الذي يعطى لهم على نحو لا يرتب على الحزب مسؤولية ازاء الحكومة فحسب بل ايضا مسؤولية في استفزاز الحساسيات السياسية والمذهبية، علما ان ثمة مواقف مماثلة  محرجة على غرار تلك التي اطلقها الشيخ عبد الاميرقبلان من موضوع الخلاف في لاسا. ويضاف الى الثغر التي تتراكم في هذا الاطار الموقف من طاولة الحوار والرافض لاي تناول لموضوع سلاح الحزب في وقت لا يؤيد الحزب الحوار، بحسب مصادر سياسية معنية، الا لان تيار المستقبل يرفضه في حين ان أحد وزراءه كفيصل كرامي مثلا يتساءل بدوره عن الجدوى من الحوار، في موقف يبدو متناقضا ومن دون تنسيق مع الحزب ويكشف مدى التعثر في المواقف.

وليس بعيدا من هذه التطورات برز موضوع اعطاء السائقين العموميين تعويضات نتيجة ارتفاع سعر البنزين والذي كان دافع عنه بشراسة نواب الحزب و"تكتل التغيير والاصلاح" الى حد المطالبة باعطاء السائقين العموميين ما يوازي كلفة 25 تنكة بنزين صار التوافق على اثرها لاعطائهم نصف هذه الكمية بتوقيع من رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال اضافة الى رئيس الوزراء المكلف. في حين ان هؤلاء النواب انفسهم يتصدون اليوم للموضوع تحت عنوان انه يحتاج الى قانون وان هذا الامر مخالف له بحيث يبدو ان ايجاد حل له ان يدفع للسائقين عبر سلفات على ان يقر القانون في الجلسة المقبلة لمجلس النواب في 2 آب وعلى نحو يظهر مدى الكيدية التي كان يتعامل بها هذا الفريق ولو بتجاوز النواب القوانين الذين يقولون انهم سيحاسبون راهنا ومستقبلا على اساسها.

وهذه الامور هي في التفاصيل اليومية التي استقبلت الحكومة في ما يفترض ان تكون فترة سماح لها لدى بدئها عملها في حين انها قد تكون الامور نفسها التي حتمت اجازة مبكرة لها  غير مبررة في هذا الوقت. علما انه اذا اخذ موضوع اطلاق الاستونيين السبعة والذي حصل من دون علم الحكومة اضافة الى الاعتداء قبل يومين على افراد من الكتيبة الفرنسية العاملة في القوة الدولية في حين سجل اول تحرك للرئيس ميقاتي بعد نيل الحكومة الثقة  في اتجاه التزام تنفيذ القرار 1701 وتعهد حكومته التزام لبنان كليا حماية مندرجاته في رسالة تصيبه ايضا بمقدار ما تصيب سواه، فانه يمكن ادراك مأزق هذه الحكومة على نحو مبكر.

 

بعدما بلغ الخلاف حداً لا ينفع فيه الحوار

العلاج بمؤتمر وطني يقرّر أيّ لبنان نريد

اميل خوري/النهار

تعتقد اوساط سياسية مراقبة ان الخلاف بين الزعماء اللبنانيين بعدما بلغ حد العداء والكراهية قد لا تعود تنفع في معالجته طاولات الحوار والمجاملات او التكاذب المتبادل، بل باتت معالجته في حاجة الى مؤتمر وطني واسع يبدأ التحضير له ليصار الى اتفاق واضح وصريح على نهائية الكيان اللبناني وعلى الصيغة الملائمة للنظام والاجابة عن سؤال مزمن: اي لبنان نريد؟ لقد بات لبنان في حاجة الى نظام يضمن لجميع ابنائه على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم الامن والامان والاستقرار الدائم والثابت وكذلك العدالة والمساواة بين الجميع بعدما جرب العديد من الانظمة، فلم تؤمن له ذلك الا لسنوات معدودة كونها بنيت على تسويات لم تحقق سوى هدنات مفتوحة على كل الاحتمالات ولم تولّد سوى الازمات لأنها لم تشكل حلا جذريا يحسم الخلافات والصراعات بين ابنائه، ولا سيما بين الطوائف الكبرى. فلا استقرار للبنان الا بالتوصل الى حلول جذرية، ولا ديمومة لوحدة الارض والشعب والمؤسسات في ظل ادعاءات فئوية بحقوق تاريخية او امتيازات تشكل ضمانات، او عددية بغية تسلط فئة على اخرى او في ظل تحالفات داخلية او خارجية تعقدها فئة لتستقوي بها على فئة اخرى...

الواقع ان لبنان شهد على مر تاريخه اختبارات لكثير من الانظمة، وكان كل اضطراب في علاقات لبنان مع الخارج يحدث اضطرابا في الوحدة الوطنية، وكان عدم التزام قواعد التعقل والاتزان في سياسته الخارجية يجعل البلاد تغرق في بحر من الفوضى والقلاقل.

لقد جرب لبنان نظام القائمقاميتين فكان اول محاولة لتقسيمه ودفع بالاقليات الدينية المنتشرة في كل انحاء البلاد الى الهجرة او الى التقوقع والانطواء على الذات، وكان ذاك النظام من الاسباب الكامنة وراء احداث 1860وجرب لبنان نظام المتصرفية الذي جعله سنجقا عثمانيا له استقلاله الداخلي وتضمن كيانه دول ست. وكان من مساوئه، اضافة الى حرمان لبنان سلطة وطنية على صعيد رئاسة الدولة، حرمانه اجزاء مهمة من اخصب اراضيه كالبقاع ووادي التيم، الامر الذي فتح باب الهجرة الواسعة لضيق العيش وان كان قد وفر الامن والامان مما اطلق مقولة: "هنيئا لمن له مرقد عنزة في لبنان"، ثم انتقل لبنان من نظام المتصرفية الى حكم الانتداب الفرنسي ومنه الى حكم الدولة اللبنانية المستقلة على اساس ميثاق وطني غير مكتوب (1943) وضعه الصحافي المعروف جورج نقاش في مقالة له تحت عنوان: "سلبيتان لا تؤلفان أمة". وجرب لبنان ولا يزال نظاما جديدا عُرف باتفاق الطائف فصار تنفيذه انتقائيا ارضاء لفئة من دون اخرى، ولا تزال بنود في هذا الاتفاق غير مطبقة وهي مهمة مثل إلغاء الطائفية السياسية وإحداث مجلس شيوخ، وتطبيق اللامركزية الادارية واعتماد قانون للانتخابات النيابية يؤمن التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب. وظهرت ثغر في دستور الطائف عند التطبيق فتحت الابواب لخلافات ولأزمات جعلت البعض يطالب بسد هذه الثغر او باعادة النظر في عدد من مواد الدستور بحيث تصبح ملائمة لأوضاع لبنان المستجدة وقادرة على حل الازمات عندما تواجهها البلاد. وهذا ما جعل سلسلة افكار تطرح وإن بحياء مثل المثالثة بدل المناصفة، ومثل التوافق عند اتخاذ القرارات المهمة بدل اقرارها بأكثرية الثلثين عند تعذر ذلك، كما تنص المادة 65، وان يطبق النظام الديموقراطي الذي تحكم بموجبه الاكثرية، والاقلية تعارض عندما يتم التوصل الى إلغاء الطائفية السياسية لانه يتعذر تطبيق هذا النظام مع وجود الطائفية.

لذلك بات على الزعماء اللبنانيين ان يبحثوا في مؤتمر وطني واسع في اي نظام جديد يريدون للبنان، ويشكل حلا جذريا لكل ما يختلفون عليه وليس تسوية موقتة لا تحقق لهم سوى هدنات مفتوحة إما على سلم اهلي قصير الامد وإما على حروب طويلة الأمد... مع العلم ان لا مجال للعبور الى الدولة قبل تأمين العبور الى وطن نهائي لجميع ابنائه.

ويذكر ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كان قد شدد في حديث له على "ضرورة عقد مؤتمر وطني لتطوير الميثاق الوطني ووضع عقد اجتماعي جديد لأن الممارسة اظهرت وجود ثغرات يجب ايجاد حلول لها لمعالجة كيفية اكمال الطريق سويا للمحافظة على الثقة التي اصبحت مفقودة". وفي حديث له قبل ان ينتخب بطريركا قال ردا على سؤال: "اذا لم يقتنع اللبنانيون وقياداتهم بأن التركيبة اللبنانية قائمة على التوافقية وليس على العددية فإن لبنان سيكون مهددا، والمفروض طرح الهواجس وجها لوجه وليس عبر الاعلام"، وان "على اللبنانيين الا يوكلوا امورهم الى الآخرين وان يكونوا في اتجاه واحد لحماية بلدهم لا ان يظل احدهم لا يثق بالآخر بل يخونه".

 

الأطباء فقراء... ماذا عن المرضى؟

غسان حجار/النهار

قرأت في "نهار" أمس تحقيقاً أعدته الزميلة سلوى بعلبكي عن صندوق تقاعد الأطباء وهدفه ان يرفع المعاش التقاعدي للطبيب الى 1.5 مليون ليرة، وفق ما يدعي معدّو مشروع القانون الذي أقر في لجنة المال والموازنة في مجلس النواب. واستندت الى دراسة لنقابة الأطباء عن وضع الطبيب ومدخوله وموارد النقابة بينت ان 50% من الأطباء مدخولهم الشهري أقل من 1500 دولار، فيما لا يتعدى مدخول 23.4% منهم الـ10 آلاف دولار سنوياً، ويتقاضى 5% أكثر من 100 ألف دولار سنوياً، أي ان المعدل الوسطي العام يراوح بين 10 آلاف و25 ألفاً سنوياً (دون الـ2000 دولار شهرياً).

وثمة 850 متقاعداً يتقاضون 600 ألف ليرة شهرياً، فيما تتقاضى زوجات الأطباء المتوفين 300 ألف، علماً ان وضع 90% منهن مزرٍ، وفق ما يؤكد نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف. لذا، وأمام هذا الواقع المأسوي للأطباء، وبما ان صندوق التقاعد الحالي معرض للإفلاس خلال 7 سنوات نظراً الى تقلص موارده الحالية، كان لا بد من التفتيش عن موارد جديدة، على نحو يرفع المعاش التقاعدي الى مليون ونصف المليون ليرة. في الواقع ذكّرتني تلك الدراسة بإستطلاع ميداني عملت عليه كاريتاس الدولية اثر حرب تموز 2006، تبين من خلاله ان غالبية العائلات المستطلعة تعيش تحت خط الفقر في لبنان، وان مداخيلها لا تتعدى المليون ليرة لبنانية في الشهر.

لم يفكر العاملون على دراسة أوضاع الناس في الإستطلاع المذكور، في قدرة بعض اللبنانيين على الكذب. أولادهم في المدارس الخاصة، وكل منهم يملك هاتفاً خليوياً، وربما سيارة، ولديهم نشاطات لاصفية في النوادي، ويخرجون للسهر، كما يقولون، أقل من مرة في الشهر، (لا أفهم كيف أقل من مرة واحدة!). ويضطرون لتناول الطعام خارج المنزل، وهم يفتشون عن عمل لإعالة أهلهم في مصاريفهم الكثيرة، لكنهم عبثاً يجدون.

هذا ما ذكّرتني به دراسة نقابة الأطباء، وهي ربما غافلة عن مداخيل الأطباء الفعلية، اذ هي مهنة غير منظمة لناحية المداخيل، فلا تسعيرة ولا فاتورة ولا إيصال يخضع للضريبة على القيمة المضافة، ويمكن الطبيب ان يطلب من المريض خمسين ألف ليرة، أو خمسين دولاراً، أو مئة دولار، ولا من يحدد له سقفاً.

وعندما تسأل عن هذا "الفلتان" يأتيك الجواب "انك حر في اختيار الطبيب الذي يناسب مدخولك وقدرتك على السداد"، وكأن الأطباء يرفعون التسعيرة عند أبواب عياداتهم الخاصة، أو تلك التي في المستشفيات. ألا يعلم القيّمون ان الطبيب المعالج في المستشفى يرشدك الى زميله المتخصص والمتعاون معه، من دون ان يكون لك الخيار بالقبول أو بالرفض؟ واياك ان تسأله عن التسعيرة قبل ان يبدأ العلاج فسيدير لك ظهره بالتأكيد ويذهب. فالطبيب لطيف، كما الممرض، مع الأغنياء، ولكن ماذا عن الفقراء، وهل يستجيب لهم؟ هل تعلم نقابة الأطباء، ومعها نقابة المستشفيات، كم من الفقراء ينتظرون ساعات في الطوارئ أو في انتظار توافر سرير على نفقة وزارة الصحة، ولا يأتي أحد اليهم، بعكس الغني الذي معظم الأطباء أصدقاؤه وهم يهرعون اليه فور اتصاله بهم؟ صندوق تقاعد الأطباء أمر لا يثير الشفقة، لأن المساهمات الحقيقية لهؤلاء وفق نسبة مداخيلهم كافية لجعل ما فيه يفيض على أعضائه، لكن الواقع انهم، وبطريقة شرعية، يتهربون من دفع الضرائب المتوجبة عليهم، ثم يطالبون بإضافة رسوم على دواء المواطن الفقير لتغذية صندوق تقاعدهم. أرقام الدراسات والإستطلاعات معيبة... وما يجري في لبنان حرام.

 

"المستقبل" تنتظر الرياض  ودوائر تركية تناقش طائفاً سورياً

ضغط سياسي وأمني على الجيش بين زيارتي باريس وواشنطن

هيام القصيفي/النهار

على رغم اللهجة الحادة التي تطبع بين الحين والآخر بيانات كتلة "المستقبل" تجاه "حزب الله"، والتصعيد الكلامي في شأن شروط العودة الى الحوار او تأييد المحكمة الدولية، يسود انطباع عام مفاده ان ثمة سقفاً للمهادنة لايزال يتحكم باداء قوى 14 آذار في ما يتعلق بتطورات الوضع الداخلي. فوفق المعيار السياسي لم تتوقف هذه اللهجة التصعيدية يوما وتحديدا بعد احداث 7 أيار واتفاق الدوحة عام 2008. الا انها كانت تخفت في بعض المناسبات، كزيارات الرئيس سعد الحريري الى سوريا، لكنها سرعان ما تعود لحظة تبرز في الأفق مؤشرات تبرز الخلاف المستحكم بين فريقي الصراع.

بيد أن اللهجة التصعيدية أمر، والمراوحة التي تطبع اداء فريق 14 آذار أمر آخر. وهذه المراوحة التي عبر عنها الكلام السياسي "العاقل" الذي قاله الحريري في مقابلته التلفزيونية الاخيرة، لا يمكن عزلها عن الموقف السعودي الذي يستمر مترجرجاً حيال احداث المنطقة ومن بينها لبنان. فالمسؤولون السعوديون المنصرفون الى ترتيب اوضاع بيتهم الداخلي، مبتعدون منذ بضعة أشهر عن اداء دور مباشر في الاحداث الداخلية العربية. لكنهم في المقابل يعملون على تكوين قراءة عما يحدث في المنطقة، ويعيدون ولو ببطء تقويم الاوضاع العربية بعد المتغيرات الكبيرة والخسائر التي لحقت بحلفاء الرياض في المنطقة، حتى ان سوريا لم تنجح في استدراج المملكة الى الرمال اللبنانية، حين اوعزت بتشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

ويعزز هذا التريث السعودي  أمران: الفراق الاميركي - السعودي تجاه عدد من النقاط الساخنة، والكلام عن حوار ايراني - اميركي بعيد من الاضواء ويتعلق بجدولة بعض أولويات طهران وواشنطن في الخليج العربي والشرق الاوسط، والحد من اضرار كلا الطرفين حيث يمتد نفوذهما، مع بروز مؤشرات لحوار سعودي - ايراني مواز للكلام الايراني - الاميركي، الذي ظهرت  اولى نتائجه في انحسار موجة التصعيد في البحرين، بخلاف ما هي عليه الساحات الاخرى حيث لايران يد فيها.

من هنا فان ترقب عودة الحريري في شهر رمضان وكلامه المتوقع في الافطارات المتتالية، لن يكون بطبيعة الحال اعلى من السقف الذي سبق ان قيل، الا اذا حصل تطور دراماتيكي في الموقف السعودي في انتظار بلورة الاتصالات الاميركية مع قادة المنطقة في مصر والعراق حيث الاستعداد للانسحاب الاميركي، وسوريا ودور تركيا، في الخريطة التي ترسمها الدوائر الاميركية والالمانية والروسية للانظمة الجديدة.

ولا تتوقع الاوساط السياسية المواكبة ان يكون كلام الحريري المرتقب أعلى من السقف الذي لا تزال الرياض تتحكم به اقليمياً. وخصوصاً ان الحريري رسم خلال اطلالته الأخيرة سقف الطائف حداً أعلى يمكن التظلل به. الا ان فريق 8 آذار تجاهل هذا العنوان مؤثراً التفاصيل اليومية التي استخدمها في الحملة التي شنّها على الحريري وادائه. واهمية الكلام عن الطائف هو انه تحول في الاشهر الاخيرة عنواناً لمناقشات تحدثت تقارير غربية وديبلوماسيون غربيون عن انه أحد العناوين المتداولة لمعالجة الوضع السوري بعدما كان طرح سابقاً لمعالجة الوضع العراقي. وفي تقويم ينقله باحثون غربيون ان ثمة أفكاراً مشتركة بين دوائر تركية وغربية تناقش ما بعد التجربتين البعثيتين في العراق وسوريا حيث انتهت الأولى بحرب لم تنته بعد، وتكاد الثانية تنتهي أيضاً بحرب داخلية. وتناقش مراكز أبحاث كبرى مع اختصاصيين شرق اوسطيين، وبينهم لبنانيون، التجربة اللبنانية التي أفرزها الطائف بسلبياتها وايجابياتها وامكان تطبيقها في سوريا والعراق حيث يمكن التنوع الطائفي والاتني ان ينتج تجربة مماثلة للمحافظة على الجغرافيا الحالية للدولتين بدل الذهاب الى رسم جغرافي جديد للشرق الاوسط. وهو أمر تخشاه تركيا بعدما اقتربت اعمال العنف وشبح الدويلات الطائفية والقومية، ومنها الكردية، من حدودها.

ولأن كل الافرقاء المعنيين مدركون ان سوريا مقبلة على أيام  مفصلية في حياتها السياسية، فان الهامش اللبناني يصبح بهذا المعنى أسير التطورات السورية بكل أبعادها الأمنية والسياسية والاقليمية، في انتظار ان تقول واشنطن الغارقة في ملفاتها الداخلية كلمتها الفصل حول مستقبل الدولة السورية ونظامها. والمراوحة اللبنانية المترابطة مع القرار السعودي المجمد والموقف التركي الذي استطلع الرئيس فؤاد السنيورة آفاقه، تبقى محكومة بمفاعيل المحكمة الدولية ووجود القوة الدولية، وبرسائل من هنا وهناك، كما حصل أول من أمس في صيدا.

رسالة الى الجيش

فالانفجار الذي استهدف القوة الدولية اولى الرسائل  المحدودة الايقاع حتى اللحظة في الوقت الضائع الذي يحكم لبنان. وأفادت مصادر عسكرية رفيعة "النهار" أن الانفجار، كما كل انفجار يستهدف القوة الدولية، رسالة تستهدف الجيش اللبناني، وانه "رسالة واضحة أتت بعد زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي لباريس وخلال التحضير لزيارته واشنطن". فباريس أبدت ارتياحها الى الزيارة، وعبرت عنها بعد انتهائها، وهي شهدت تعهد قهوجي حماية القوة الدولية، مع العلم ان قائد الجيش يحرص خلال لقائه في اليرزة البعثات الديبلوماسية والملحقين العسكريين على التشديد على أهمية تطبيق القرار 1701 والعلاقة الجيدة بين الجيش و"اليونيفيل" والاهالي. لذا جاء الاعتداء الأخير بمثابة رسالة تطويقية لدور الجيش ولحركة قهوجي الذي زار السعودية سابقاً، والتي تواجه أيضاً بضغط سياسي داخلي من عدد من الافرقاء للالتفاف على  زيارته المرتقبة لواشنطن ومحاولة تقييدها بشروط، وصولاً الى محاولة البعض الضغط في اتجاه الغائها، الى الضغوط على الكونغرس لوقف المساعدات بهدف استثمارها في الداخل اللبناني، رغم ان الجيش يعتبر ان زيارة واشنطن حيوية لارتباطها بملف المساعدات الاميركية أياً يكن نوعها والتي يعترف بوضوح تام انه لا يقدر على الاستمرار بعمله الا بفعلها، في وقت تعاني المؤسسة العسكرية وقفاً للمساعدات من عدد من الدول ولا تحصل على ما تحتاج اليه من تمويل من الخزينة اللبنانية.

 

شعبية إيران تتهاوى في الدول العربية

الخميس, 28 يوليو 2011

واشنطن - جويس كرم؛ لندن - «الحياة»

http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/292307

كشف استطلاع أعده «المعهد العربي الأميركي» في واشنطن، تراجعاً كبيراً في موقع إيران لدى الرأي العام العربي، إذ أشار الى أن العرب باتوا ينظرون سلباً إلى طهران، بسبب «تدخلها في شؤون المنطقة» خصوصاً في «البحرين ولبنان والعراق».

ولفت الاستطلاع الذي أعلن نتائجه مدير المركز جيمس زغبي، وشمل ست دول عربية (المغرب، لبنان، الأردن، السعودية، مصر والإمارات)، الى تراجع شعبية إيران من 79.8 في المئة العام 2006 إلى 27.5 في المئة الآن، ولأسباب ربطها زغبي بدور طهران في المنطقة خصوصاً بعد أحداث البحرين، والأزمة في لبنان وتحركات الشارع العربي.

ويبرز هذا التراجع أكثر، في مصر والأردن والسعودية والإمارات، حيث كانت شعبية إيران تباعاً 89 و75 و85 و68 في المئة عام 2006، لكنها باتت 37 و23 و6 و22 في المئة. أما لبنان، فهو الاستثناء الوحيد حيث ثمة أكثرية تنظر بإيجابية الى دور إيران، وبنسبة 63 في المئة.

ويفيد الاستطلاع الذي أعده المركز في حزيران (يونيو) الماضي، وشمل عيّنة من 4000 شخص، بأن تركيا وفرنسا هما الدولتان الأكثر شعبية في المنطقة العربية، فيما تحظى الصين بموقع وسطي والولايات المتحدة بموقع متراجع.

وفي شأن دور إيران في استقرار المنطقة، يعتقد 95 في المئة من المستطلعة آراؤهم في السعودية، أن طهران تساهم في زعزعة الاستقرار، في مقابل 68 في المئة في مصر و80 في المئة في الإمارات و72 في المئة في الأردن، فيما يعتقد 42 في المئة من اللبنانيين أن إيران لا تساعد في استقرار المنطقة.

وثمة إجماع بين كل الدول الست، على أن الشرق الأوسط لن يكون أكثر أماناً إذا امتلكت إيران قنبلة نووية، فيما اختار معظم المستطلعة آراؤهم مصر لتصبح قوة ذرية، ما يعكس بحسب زغبي دور مصر الذي ينظر إليه العرب وموقعها الإقليمي.

على صعيد آخر، رحّب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، بتشكيل مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي هيئة لتسوية الخلافات بين السلطات الثلاث، وتعهد نجاد تنفيذ «أي قرار تصدره».

وبعد تفاقم الخلافات بين نجاد من جهة، ولاريجاني وشقيقه صادق لاريجاني رئيس القضاء من جهة أخرى، عيّن خامنئي الاثنين الماضي، الرئيس السابق للقضاء، محمود هاشمي شاهرودي، رئيساً لـ «الهيئة العليا لتسوية الخلافات وتنظيم العلاقات بين السلطات الثلاث»، الاشتراعية والتنفيذية والقضائية. وتضمّ الهيئة، إضافة الى شاهرودي، محمد حسن أبو ترابي ومرتضي نبوي وعباس علي كدخدائي وصمد موسوي خوشدل، وجميعهم شخصيات محافظة.

ودعا المرشد «المسؤولين البارزين الى تنظيم العلاقات بين السلطات الثلاث، في شكل مناسب، وتبديد الخلافات المحتملة والتعاون الوثيق مع الهيئة».

واعتبر مراقبون في طهران، تأسيس الهيئة سابقة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، إذ أفاد موقع «عصر إيران» المحافظ بأن الانقسام بين تلك السلطات، لم يكن يوماً بهذه الخطورة.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن نجاد «ثمّن مبادرة المرشد تشكيل الهيئة»، مؤكداً أن «الحكومة ستتعاون معها بإخلاص وبما لديها من طاقات، وستنفّذ أي قرار تصدره».

أما علي لاريجاني فأعلن أن البرلمان سيتعاون «في شكل تام» مع الهيئة متوقعاً أن تؤدي إلى «تنفيذ صحيح للقانون». ويتهم البرلمان نجاد بالامتناع عن تنفيذ قوانين يقرّها المجلس.

 

حسن نصرالله الحاكم بأمره في لبنان

 أحمد الجارالله/السياسة

لم يكتف حسن نصرالله هذه المرة بصورة الولي الفقيه التي يظهر عليها عادة أمام جمهوره, بل أضاف إليها في خطاب "النصر الإلهي" الأخير صورة الحاكم بأمره في لبنان, وكأن رئيسي الجمهورية والحكومة لا محل لهما من الإعراب, ولا حتى تابعه رئيس مجلس النواب, في هذه الدولة المنكوبة بالشاطر حسن وحزبه. كيف لعاقل أن يصدق من يعتبر قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري قديسين أنه يريد حماية مصالح لبنان العليا, فمن يقدس القتل والاغتيال والجريمة ويعيد لبنان إلى أجواء الحرب الأهلية لا يمكن أن يكون أكثر من زعيم عصابة خارجة على القانون, وزعيمها مكانه الحبس بدلاً من إصدار الأوامر للدولة عبر شاشات التلفزيون.

هذا المصاب بجنون العظمة يحلل لنفسه ساعة يشاء الاعتراف بوجود إسرائيل ويحدد متى يحق للدولة اللبنانية ترسيم حدودها البحرية والاقتصادية, ويحرم متى يشاء ذلك أو حين تصدر إليه الأوامر من طهران, فيما ينصب نفسه من جانب آخر رئيساً لمجلس الدفاع الأعلى لاغياً الدور الأساسي للدولة في ممارسة حقوقها الطبيعية, وخصوصاً الأمنية, في الحفاظ على سيادتها والدفاع عنها عبر قواتها المسلحة الشرعية, ويطلب من شركات النفط العالمية أن تأتي معلناً أنه هو من يحميها, وكأن الدولة كلها ليست موجودة في خريطة زعيم "حزب الاغتيالات الكبرى".

من سمع خطاب نصرالله الأخير لابد أنه لاحظ نبرة التهديد للدولة حين قال إنه بانتظار أن تقول الحكومة كلمتها في ما يتعلق بالحدود البحرية, فهل إذا تأخرت هذه في ما أمهلها فيه سيكرر تجربة السابع من مايو ,2008 وينقلب على كل المؤسسات? وعندها يتحول لبنان كله إلى مجرد قاعدة عسكرية إيرانية على شواطئ البحر المتوسط, تمارس منه أعمال القرصنة والابتزاز الإقليمي, ويقتل التنوع فيه?

لا يستقيم منطق الدولة والدويلة في آن, فإما أن تكون الدولة هي وحدها المقرر لكل الأمور عبر مؤسساتها الشرعية أو تحكم الدويلة ويسود منطقها الاستبدادي, لكن أن تتجاور الأولى والثانية وتخضع الدولة للدويلة, فهذا ليس موجوداً في أي مكان من العالم غير لبنان, وكل ذلك بسبب هيمنة نصرالله وحزبه على القرار ومنعهما بناء الدولة القوية الباسطة سيادتها على كل أراضيها ليبقى الحزب المستقوي بسلاحه الإيراني, يتصرف هو وحلفاؤه بذهنية العصابة: يفرضون الإتاوات السياسية والاقتصادية على اللبنانيين, وبين الحين والآخر تتفتق عبقريتهم الشيطانية عن قضية لتبرير مشروعية سلاحهم رغم إدراكهم أن تلك المبررات لا تنطلي على أحد وحبل الكذب فيها أقصر بكثير من شعاراتهم.

ركوب نصرالله موجة الدفاع عن الثروات النفطية في المياه الإقليمية اللبنانية ليس إلا واحداً من تلك المبررات, وذلك ليس حرصاً على الحقوق الوطنية وإنما محاولة لإنعاش آمال محازبيه التي خيبتها الثورة العارمة ضد النظام في سورية, وقبلها فشل المؤامرة في البحرين التي انغمس فيها حزبه إلى أذنيه, ثم الاختراقات الاستخباراتية لحزبه, وأخيراً المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي عرته من ورقة توت المقاومة وكشفت الوجه الحقيقي لعصابة القتل العبثي بإصدارها مذكرات التوقيف ضد المتهمين من حزبه باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وعدد كبير من السياسيين والإعلاميين. لا يا شيخ نصرالله الشعب اللبناني ليس قاصراً ولم ينصبك وصياً عليه, ففيه الكثير من رجال الدولة القادرين على حل قضايا بلدهم بعيداً عن هستيريا العظمة والتنطح لمواجهة المجتمع الدولي بمنطق الميليشيات والعصابات, وهو ما يجب أن تفهمه, وأن تعرف أكثر أن هروبك من مواجهة العدالة الدولية لن يستمر طويلاً, وانتظر مذكرة جلب باسمك شخصياً في القريب العاجل, لن يصعب على من سينفذها عنوانك مهما اختلفت الجحور والسراديب التي تتوارى عن الأنظار فيها, وعندها فقط ستدرك أي خطيئة بل أي جريمة اقترفتها بحق وطنك وأمتك.

 

حزب الله ينفي قمعه احتجاجات سوريا: محاولة لتبرير التدخل الغربي فيها

نهارنت/فى حزب الله مشاركته في قمع الاحتجاجات في سوريا المجاورة، معتبرا أن هذه الاتهامات "محاولة لتبرير واستدراج التدخل الغربي في الشأن الداخلي السوري".

وعليه، جاء في بيان أصدره حزب الله الخميس: "ينفي حزب الله نفيا قاطعا الاتهامات التي ساقها بعض المعارضين السوريين ضد حزب الله حول مشاركته في قمع الاحتجاجات في سوريا، ويؤكد أن هذه الادعاءات عارية عن الصحة جملة وتفصيلا". وأوضح الحزب في بيانه أن " ترديد هذه الأكاذيب محاولة لتبرير واستدراج التدخل الغربي في الشأن الداخلي السوري"، رافضا "مثل هذه التدخلات بشكل مطلق ويؤيد الإصلاح والاستقرار، بما يحقق تقدم ورفاه الشعب السوري الشقيق". وتشهد سوريا منذ منتصف اذار حركة احتجاجية غير مسبوقة في البلاد، تسعى السلطة الى قمعها عن طريق قوات الامن والجيش، مؤكدة أن تدخلها املاه وجود "ارهابيين مسلحين يبثون الفوضى". وكان معارضون سوريون اتهموا حزب الله وايران بمساندة النظام السوري في قمع الاحتجاجات، كما عمد متظاهرون في مدن سورية عدة الى احراق اعلام حزب الله وصور امينه العام حسن نصرالله الذي كان يحظى حتى وقت قريب بشعبية كبيرة، على خلفية موقف حزبه من الاوضاع في بلدهم.

 

"السياسة" عن أوساط "14 آذار": صفقة بين ميقاتي و"حزب الله" لتمرير تمويل المحكمة مقابل إعلان عدم العثور على المتهمين  

نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن أوساط بارزة في قوى "14 اذار" قولها إن "لديها معلومات من مقربين من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في طرابلس تتحدث عن صفقة عقدها هذا الأخير مع (الأمين العام لـ "حزب الله" السيد) حسن نصر الله و(رئيس مجلس النواب) نبيه بري تقضي بقيام الحكومة اللبنانية خلال الأيام الأربعة المقبلة بإبلاغ مكتب (المدعي العام لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان) دانيال بلمار عدم تمكن أجهزتها الأمنية من معرفة أماكن وجود المتهمين الأربعة من "حزب الله" مقابل إقرار الحكومة دفع المتوجبات عليها من أموال للمحكمة والبالغة 49 في المئة من مجمل التكاليف"، لافتة إلى أن "هذا الأمر لن يؤثر على "حزب الله" مادام هو قادراً على إخفاء المطلوبين ومادامت قرارات المحكمة المستقبلية غير قادرة على الوصول إليه". وأعربت الأوساط للصحيفة عينها عن خشيتها من محاولات "لتصفية نجيب ميقاتي على أيدي متطرفين إسلاميين في طرابلس بسبب إنضمامه إلى "حزب الله" ضد طائفته السنية، وبسبب مواقفه الداعمة لنظام بشار الاسد ضد الشعب السوري الثائر وعدم قيام الدولة اللبنانية بمساعدة شرائح هذا الشعب التي تطالب بالحرية". ونبّهت الأوساط إلى إن "إستهداف ميقاتي بالأذى الجسدي ونجاح هذا الإستهداف سيدفع لبنان إلى حرب أهلية مذهبية وطائفية أقسى من الحرب الأهلية السابقة".

 

 الخديعة الإيرانية لا تتجاوز حدود لبنان.. طهران تفشل بكسب تعاطف الشعوب العربية 

استطلاع يكشف فشل طهران في كسب تعاطف الشعوب العربية وصعود نجم تركيا على نحو واسع النطاق

اظهر استطلاع اجراه الباحث جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الاميركي وجود نظرة سلبية ومخاوف تجاه ايران منتشرة بشكل واسع النطاق بين العرب، مع استثناء وحيد هو لبنان على خلفية تركيبته الطائفية والسياسية. وشمل الاستطلاع الذي اجري في حزيران/يونيو الماضي اكثر من اربعة آلاف عربي في كل من المغرب ومصر والسعودية ولبنان والاردن اضافة الى الامارات حيث شمل الاستطلاع العرب الوافدين ايضاً، لكنه لم يشمل دولاً بارزة على تماس مع الدور الايراني مثل سوريا والبحرين.

واظهر الاستطلاع ان 89% ممن شملهم في الامارات يرون ان الدور الايراني سلبي في العراق وسلبي في البحرين (82%) وسلبي في الخليج عموماً (83%)، فيما اعتبر 100% ممن شملهم الاستطلاع في السعودية ان الدور الايراني سلبي في البحرين، وكانت النسبة 81% بالنسبة للتاثير الايراني في العراق، و84% لهذا التاثير في الخليج.

ورأى 61% ممن شملهم الاستطلاع في مصر ان الدور الايراني سلبي في العراق. الا ان 70% من اللبنانيين المشمولين في الاستطلاع يرون ان الدور الايراني ايجابي في بلدهم فيما اشارت نسبة قليلة من المشمولين في الاستطلاع الى دور ايراني سلبي في دول عربية اخرى.

ويرى 89% من الشيعة اللبنانيين المشمولين في الاستطلاع ان الدور الايراني ايجابي في بلادهم، مقابل 53% في صفوف السنة، 64% في صفوف المسيحيين. لكن اللبنانيين يؤيدون بدرجة اقل بكثير الدور الايراني في مناطق عربية اخرى.

وفي الاردن كانت الاراء ازاء سلبية التاثير الايراني اقل حدة من دول الخليج ومصر والمغرب. واظهر الاستطلاع تراجعاً عاماً في النظرة الايجابية تجاه ايران بشكل تدريجي منذ العام 2006. وبحسب الاستطلاع، حلت تركيا في طليعة القوى الاقليمية والدولية التي ينظر الراي العام العربي اليها نظرة ايجابية.

وبلغت نسبة الآراء الايجابية ازاء تركيا 80% في المغرب، وفي مصر 64%، وفي لبنان 93%، وفي السعودية 98%، وفي الامارات 62%، الا ان النسبة لم تتجاوز 45% في الاردن.

وبلغت نسبة الاراء العربية الايجابية في الولايات المتحدة مستوى متدنيا جدا مقارنة بتركيا والصين وفرنسا، كما ان ايران حصلت بالرغم من النظرة السلبية لها، على اراء ايجابية اكثر من الولايات المتحدة في جميع الدول التي شملها الاستطلاع عدا في السعودية حيث ابدى 30% من المستطلعين رأياً ايجابياً تجاه الولايات المتحدة مقابل 6% فقط تجاه ايران.

وفي لبنان اظهر الاستطلاع ان نسبة تفوق 90% لدى جميع الطوائف لديها رأي ايجابي في تركيا، ورأي سلبي في الولايات المتحدة بنسبة تفوق 70% لدى جميع الطوائف، بما في ذلك لدى المسيحيين (78%).

كما اظهر الاستطلاع ان لدى المسيحيين اللبنانيين المشمولين بالاستطلاع رأي سلبي في فرنسا بنسبة 54%، وبالرغم من العلاقات التاريخية والثقافية الوثيقة مع فرنسا التي كانت تسمى بـ"الام الحنون" للبنانيين الموارنة. ورأى 88% من الاردنيين ان الشرق الاوسط سيكون في امان اكثر اذا كان منطقة خالية من السلاح النووي، فيما رأى 39% من اللبنانيين ان الامن في المنطقة سيكون في وضع افضل اذا ما حصلت ايران على السلاح النووي. واكدت غالبية المستطلعين في جميع الدول رفضها حصول ايران على السلاح النووي لكن المستطلعين اختاروا بغالبيتهم مصر عندما طلب منهم تسمية دولة واحدة في المنطقة لتحصل على السلاح النووي الى جانب اسرائيل. واعتبر جميع المستطلعين في السعودية ان ارسال قوات درع الجزيرة الى البحرين يتماشى من واجب دول مجلس التعاون الخليجي تجاه دولة عضو، وشاطر هذا الرأي نصف المستطلعين المغربيين و67% من المستطلعين في مصر و37% في الاردن و39% في الامارات و38% في لبنان. ويبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع حوالي 3.5% في المغرب ومصر والسعودية، و4.5% في لبنان والاردن والامارات.

المصدر : ميدل إيست أونلاين

 

الأحدب: ميقاتي أصبح شاء أم أبى جزءًا من آلية إقصاء المحكمة 

رأى نائب رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب السابق مصباح الأحدب، أن "البلد وصل إلى مرحلة أصبح فيه فريق واحد يختار ممثليه وممثلي الأطراف الأخرى"، لافتاً إلى "أن حزب الله اليوم لديه حلفاء يقوي مواقعهم، فمن أين يحق لـ(رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب) الجنرال (ميشال) عون أن يأخذ ما أخذه في الحكومة لو لم يعطه الحزب؟".

الأحدب، وفي حديث لمحطة "أخبار المستقبل"، أكد أنَّ "قصة الثلث الضامن هرطقة". وأضاف: "لا أتصور أن أحداً سيعطي أكثر من الرئيس سعد الحريري، فالرئيس الحريري أعطى أكثر مما يجب لكي لا ينفجر البلد، واليوم ماذا سيفعل الرئيس نجيب ميقاتي كي لا ينفجر البلد؟". وإستطرد بالقول: "غداً إذا طلبوا من رئيس مجلس الوزراء شيئاً ولم يفعله لهم، ماذا سيفعل لكي لا ينفجر؟"، مشيراً إلى انَّ "القاصي والداني يعلم أن الرئيس ميقاتي قال: أنا ملتزم بالمحكمة الدولية، ولكن فعلياً هناك أغلبية في مجلس الوزراء ستقرر، وفي النهاية، سيطل الرئيس ميقاتي ويقول: أنا ملتزم بالمحكمة الدولية، ولكن فعلت لهم ما يريدون كي لا ينفجر البلد".

وأعرب الاحدب عن اعتقاده بأن "الخطأ بدأ منذ إتفاق الدوحة، فلم نأخذ الضمانات اللازمة في حينها، وسرنا معهم في تنازلات، وأصلتنا إلى ما وصلتنا إليه"، لافتاً إلى أنه "بعد إتفاق الدوحة أصبح هناك من يعتبر أن الجيش اللبناني هو الحامي له، والبعض الآخر يعتبر أن قوى الأمن الداخلي هي التي تحميه، في حين، يجب أن يشعر الجميع بالأمن من هاتين المؤسستين العسكريتين".

إلى ذلك، لفت إلى أنَّ "دولة الرئيس (ميقاتي) ليس جديدأً في العمل السياسي في مدينة طرابلس، فهو موجود والوزير محمد الصفدي منذ أيام الرئيس الحريري الأب"، متسائلاً: "ماذا فعلوا لطرابلس؟ أصبحت طرابلس أفقر مدينة على المتوسط، ولديها فعلياً مشكلة، والقصة ليست بخمسة وزراء أو عشرة"، مضيفاً أن "حفيد عبد الحميد كرامي ليس مضطراً لأن يشكر (نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ) نعيم قاسم ليصبح وزيراً".

وأكّد أنَّ "المطلب الفعلي هو إقصاء المحكمة (الدولية الخاصة بلبنان) نهائياً وهذا سمعناه في كلام الأخوة في حزب الله"، مشيراً إلى أنَّ "الرئيس ميقاتي شاء أم أبى، أصبح جزءًا من آلية إقصاء المحكمة، وهو وصل على المحك، وسنرى ماذا سيفعل في 11 آب، هل سيطبق تصاريحه أم هي تصاريح لفظية فقط؟".

ورأى الأحدب أنَّ "الحوار يلزمه صدقية والتزام، ولكن هناك نقص في الصدقية والالتزام، إذاً أنا لا أفهم لماذا الذهاب إلى هكذا حوار؟"، وسأل: "ماذا تعني معادلة الجيش والشعب والمقاومة؟ القصة لم تعد وجهات نظر، بل يجب أن يكون هناك أفعال".

وأعرب عن خشيته من أن "يعتبر البعض أن القرار 1701 لم يعد مقبولاً، فهذا سيؤدي إلى عدم إستقرار"، مؤكّداً أنَّ "الحوار يجب أن يكون حواراً فعلياً"، وتابع أن "(رئيس كتلة الوفاء للمقاومة" النائب) الحاج محمد رعد، قال وبكل صراحة أن سلاح "حزب الله" ليس مطروحاً على طاولة الحوار، إذاً نتحاور على ماذا؟"، معتبراً أنَّ "هناك فريقاً بعدما قرر من يريد في الحكومة، يقرر الآن أنَّ من يريد الدخول إلى الحوار، يجب أن يوافق على معادلة الجيش والشعب والمقاومة".

وأكّد الأحدب أنَّ "الجيش اللبناني هي مؤسسة لبنانية نفتخر بها جميعاً ونريد أن نحافظ عليها"، مضيفاً: "لا أقبل أن ينتقد أحد القوى الأمنية، لأنها لكل الشعب اللبناني، كما لا أقبل أن ينتقد أحد الجيش اللبناني"، ومذكراً أن "الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي وقعا على وثيقة بعد أحداث أيار 2008 لسحب السلاح الغوغائي، قيل لي في حينه أنه السلاح الذي لا ينسق مع المقاومة، إذاً المشكلة ليست مع جبل محسن بل مع ميليشيات، فالسلاح الغوغائي برأيي هو كل سلاح ليس للدولة اللبناينة".

وتابع: "يحاول البعض حالياً أن يقول أن الرئيس ميقاتي هو من حرر بعض المظلومين (من الموقوفين الإسلاميين) فهو ليس جديداً في العمل السياسي، فقد كان سابقاً رئيس وزراء، وكان وزيراً ولم يفعل شيئاً، والآن من يحرك الموضوع هو "حزب الله"، في محاولة منه لتقوية موقع ميقاتي سنياً في طرابلس".

ورداً على سؤال، أجاب الاحدب: "الجميع يعلم أن الوزير الصفدي كان يمول تحت وفوق (جبل محسن والتبانة) وهذا الامر معروف"، لافتاً إلى انّه "منذ إتفاق الدوحة، وبعدما أقفل الرئيس الحريري الشركة الأمنية، وصرف 6000 موظف، قلنا لميقاتي والصفدي، يا شباب هؤلاء أصبحوا عاطلين عن العمل، ويجب إيجاد فرص عمل لهم، إلا انهما لم يفعلا شيئاً، بل أوقفا المساعدات أيضاً، فدخل "حزب الله" على طرابلس "بعلبة" حليب وأدوية، مع العلم أن الشباب (ميقاتي والصفدي) اغنياء".

وفي سياق آخر، ورداً على سؤال بشأن الأحداث في سوريا، أجاب: "طبعاً هناك ثورة في سوريا، وبالفعل شيء لافت، أنه على الرغم من غياب المجتمع الدولي، يثبت المتظاهرون وجود طاقة قوية، فهناك صدور عارية تواجه السلاح، ومن المفروض أن يكون هناك حلول سياسية للموضوع"، مضيفاً: "من المفروض أن يكون هناك حوار فعلي مع المعارضة". وختم مؤكّداً: "من الناحية الانسانية والاجتماعية لا نستطيع أن نكون خارج ما يجري، ولنذكّر الجميع كيف إستقبلنا الشعب السوري في تموز الـ2006".

 

في موقف موحد يبلغ إلى ميقاتي..."حزب الله" وعون ينسقان مع الحلفاء لرفض بقاء ريفي والحسن في منصبيهما

كشفت معلومات خاصة ل¯"السياسة" أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بدأ سلسلة اتصالات ومشاورات مع حلفائه في قوى "8 آذار" لاتخاذ موقف مشترك سيتم إبلاغه إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد عودته من إجازته الخاصة, برفض القبول بأي شكل من الأشكال بقاء المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس شعبة المعلومات العقيد وسام الحسن في منصبيهما, خاصة وأن هناك ملاحظات عدة من جانب الأكثرية الجديدة على أداء الرجلين في السنوات الماضية استناداً إلى ما يتم ترويجه من قبل هذا الفريق.

وأفادت المعلومات أن تصويب عون المتواصل على ريفي والحسن واتهام الأول بعدم الكفاءة, يهدف إلى إيصال رسالة إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه لن تتم الموافقة على رغبته ببقاء ريفي على رأس المديرية العامة لقوى الأمن, خاصة بعدما سبق لرئيس الحكومة أن أطلق أكثر من إشارة تعكس هذه الرغبة.

وكشفت المعلومات أن المواقف التي أطلقها النائب عون من قضية ريفي والحسن, إنما تعكس وجهة نظر "حزب الله" والذين يدورون في فلكه, في التخلص من كل رموز "العهد الحريري" السياسية والأمنية, وبالتالي لا يمكن مشاطرة ميقاتي في توجهه لإبقاء هذين الرجلين في مكانهما, متوقعة اشتداد الحملة على ميقاتي مع اقتراب موعد جلسة الحكومة لاستكمال البحث في موضوع التعيينات الأمنية, بهدف ممارسة الضغوطات عليه وعلى فريقه الوزاري المتعاطف معه في هذه القضية.

ورجحت المعلومات أن تشهد قضية التعيينات الأمنية, سيما في ما يتعلق بمديرية قوى الأمن تجاذبات كبيرة داخل الحكومة ستجعل الرئيس ميقاتي وحلفاءه في وضعٍ لا يُحسد عليه كثيراً, خاصة إذا ما أصر "حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" والقوى السياسية المؤيدة لهم في الحكومة, على عدم مجاراة ميقاتي في إبقاء ريفي تحديداً في منصبه, لأن أي توجه نحو التصويت سيكون لمصلحة فريق "8 آذار" الذي يبدو مصراً على فرض إملاءاته على الحكومة لتحقيق ما يريد.

ولم تستبعد مصادر قيادية في المعارضة أن تكون الزيارة التي قام بها وزير الطاقة والمياه جبران باسيل إلى سورية ولقائه الرئيس بشار الأسد قد هدفت في جانب منها إلى طلب المساعدة للضغط على الرئيس ميقاتي بهدف دفعه للاستجابة إلى مطالب "حزب الله" و"التيار العوني", السياسية والأمنية, وفي مقدمها وقف التعامل مع المحكمة وسحب القضاة اللبنانيين منها, وتسريع إقرار بعض التعيينات التي تصب في مصلحة هذا الفريق.

 

الرئيس الجميّل: عنصر السلاح هو من يفاوض لحل قضية لاسا والقضايا الخلافية 

اعتبر رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميل أن "الأرض هي بأهمية الكرامة والسيادة فهي التراث. فلا كرامة ولا مواطنية الا على اساس الأرض".

وقال الجميل في لقاء مع أهالي بلدة الغابات الجبيلية في صالون كنيسة مار يوحنا مارون: "نحن نتضامن مع اهلنا في الغابات والقرى المجاورة تضامنا مطلقا للحفاظ على حقوقهم واستعادتها. لقد اتخذ غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي مبادرة مشكورة، ونحن ندعمه لمعالجة جزء من المشكلة التي تتعلق بأملاك عائدة للكنيسة، ونتمنى له النجاح في هذا المسعى بأسرع وقت لأنه يؤسس لمعالجة المشاكل في مناطق اخرى. انما موضوع الغابات وضواحيها موضوع مستقل ونريد المحافظة عليه بأي شكل من الأشكال".

وتوقف الجميل عند نقطتي العدالة والحق، وقال: "لا نطالب بالعدالة الدولية انما الوطنية، فليثبت القضاء اللبناني انه جدير وقادر وليعط لكل صاحب حق حقه". واكد "ضرورة تحمل الدولة والقضاء مسؤوليتهما لأنهما يوفران بذلك فتنة كبيرة على المنطقة"، ورأى أنه "في حال عدم معالجة هذا الموضوع فإن فتنة كبيرة ستصيب المنطقة".

وحذر رئيس حزب الكتائب من أن "نعود ونقع في منطق المربعات ايا كانت، ونقول هذه منطقة لديها خصوصية وهذه منطقة ندخلها وتلك منطقة لا ندخلها، وهذه منطقة تتم فيها كل انواع التسويات على حساب اصحاب الحق، فهذا منطق غير مقبول، فمنطق المربعات التي لها طابع خاص او حصانة معينة بسبب الوضع الراهن في البلد وبسبب منطق السلاح او بعض المظاهر التي نعاني منها لن نقبل ان يصيب منطقة الجبل التي هي لأهلها. وأتعجب كيف اصبح هناك محاور باسم ابناء الجبل لا علاقة له بتراثه وبالحق وبالحقيقة. فأهل المنطقة يتكلمون باسم هذه المنطقة ويدافعون عن حقهم ونحن معهم قلبا وقالبا للوصول الى آخر ذرة من حقهم، وكما ذكرت بأن الأرض هي بأهمية الكرامة والسيادة وظاهرة التعدي والإستيلاء على الأملاك تتناقض مع مستلزمات السيادة والوحدة الوطنية والسلم الأهلي والعيش المشترك فلن نترك الغابات والقرى المجاورة وسنبقى الى جانب اهلنا للحصول على حقهم".

واعتبر الجميل ان "ثقافة التعدي على الأملاك الخاصة والعامة يتحمل مسؤوليتها من ينشر منطق التعاطي الآحادي الفوقي مستندا الى قوة السلاح، الذي يدعي بأن السلاح موجه بإتجاه معين بينما هو موجه ضد الأهل والأقارب والحق الطبيعي لأهل هذا الجبل الطيب. ويتحمل المسؤولية من يغطي هذه التعديات والتطاول على حق المواطنين، ويتحمل المسؤولية بشكل اساسي الدولة والمؤسسات ويعني الحكومة والقضاء وقوى الأمن والجيش، كلهم متضامنون مع بعضهم وانا خائف من العودة الى منطق المربعات التي لها حصانة معينة وهذا يعني الطعن بكل الحقوق". وعن قول النائب ميشال عون "بيعونا هذه القصة"، قال الجميل: "سيقولون لنا بعد قليل "بيعونا الوطن". البيع والشراء لم يكن يوما من شيمنا فما يهمنا الحق والأرض وكرامة ابن الجبل الذي يعاني الأمرين لتشبثه بأرضه، ولذلك يجب ان ندعمه ومفروض ان تقوم الدولة بمشاريع انمائية وعمرانية لتعمر المنطقة ويستقر المواطن في ارضه".

واعتبر ان "عدم احقاق الحق والإستمرار بالتطاول والإستيلاء على املاك الغير وتجاوز كل حقوق هو مشروع فتنة ومن يقوم بذلك هو من يزرع الفتنة في المنطقة وسنكون له بالمرصاد، فهذه المنطقة هي منطقة تعايش ويهمنا المحافظة عليها". ولفت الجميل أخيرا الى انه "من الواضح ان مسؤولا في تنظيم مسلح سياسي هو من يفاوض على الحلول في ما يتعلق بأراض متنازع عليها في هذا الجبل وهذا دليل على عنصر السلاح في معالجة المواضيع الخلافية".

 

هل يعود وليد جنبلاط الى ربيع بيروت؟ 

سلمان العنداري

لا يختلف اثنان على ان التصريحات الاخيرة التي اطلقها رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط من موسكو ومن لبنان لفتت الانتباه ووضعته في دائرة الضوء من جديد، وطرحت علامات استفهام عديدة حول طبيعة حراك هذا الرجل... فهل يستعد النائب جنبلاط للبدء بتموضع سياسي جديد، ينقله من ضفة الثامن من اذار وحكومتها الباهتة الى ضفة الرابع عشر من اذار؟، وهل صحيح ان حساباته الجديدة تميل لكفة فريق انتفاضة الاستقلال؟، والى اي حد اثرت الاحداث الجارية في سوريا على رؤية جنبلاط الذي وصلت به الامور الى القول "بكل جرأة" ان ما يحصل هناك هو ثورة؟...

المتابعون لحركة جنبلاط يعتبرون ان "البيك في حيرة من امره، يتقدم خطوة الى الامام ويتراجع خطوات. يترقب ويراقب بحذر، ويمشي بين الالغام السياسية المحلية والاقليمية والدولية الى حين جلاء الصورة الضبابية المثقلة بالاحداث المتسارعة والمتهاوية على وقع مشاهد العنف والقتل والوحشية التي ترتكبها قوات النظام في سوريا، بالتوازي مع ممارسات الحكومة الميقاتية التي تشرع سلطة الدويلة على حساب الدولة بعد القبض على السلطة بمشاركة ودعم جنبلاط نفسه قبل اشهر.

وليد جنبلاط يدرك في قرارة نفسه ان تماديه في دعم "حزب الله" سيكون له تداعيات خطيرة ومدمرة على المدى المتوسط، ان لم نقل على المدى القريب، لان السكوت عن ممارسات هذا الحزب، والتغاضي عن سلطة اللا دولة التي تُفرض في كل مؤسسة عامة وفي كل منطقة وفي كل مدينة، ستكرس دولة "الممنوعات" ودويلة "الامر الواقع"، وستمنع قيام الدولة حتى اشعار اخر تحت شعار المقاومة والممانعة والحفاظ على الامن والاستقرار...

وليد جنبلاط يدرك اكثر من غيره ان لا مفر من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وان المجتمع الدولي مصرّ على تحقيق العدالة وسوق المتهمين الى قوس العدالة لوضع حد نهائي للاغتيال السياسي المستمر منذ عقود، كما يدرك جنبلاط ان كل خطابات السيد حسن نصرالله واطلالاته المتلفزة، وكل المؤتمرات الصحفية التي يعقدها النائب محمد رعد، بالاضافة الى كل التعلقيات التي تخرج الى الاعلام لم ولن توقف عمل هذه المحكمة باي شكل من الاشكال، ولهذا وُجب التعاون معها بدل مواجهتها ومواجهة العالم تحت شعار محرج، الا وهو "رفض العدالة" عبر حكومة "الاجهاز على كل شيء"...

في المقابل، تعلّق اوساط صديقة للنائب جنبلاط على كلامه الاخير، اذ تعتبر انه "يسعى بكل ما اوتي له من قوة الى منع الانزلاقات الامنية والطائفية التي من شأنها ان تكرس الانشقاق واللااستقرار في البلاد، والى رأب الصدع بين الطائفتين السنية والشيعية خاصة بعد صدور القرار الاتهامي الخاص بالمحكمة الدولية، وبعد توجيه اصابع الاتهام الى عناصر مقربة من "حزب الله"، الامر الذي يفتح الباب امام العديد من السيناريوهات المقلقة التي قد تهدد الوضع بأكمله في بيروت.

البيك يحاول العودة الى الوسطية بكل قواعدها لاعادة وصل ما انقطع بين الطائفة السنية من جهة والطائفة الشيعية من جهة اخرى، وبخاصة العمل على اعادة الحرارة الى العلاقة التي تجمع الرئيس سعد الحريري بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، على اعتبار ان مثل هذه الخطوة من شأنها ان تمنع الانفجار الداخلي، وان ترسم خارطة طريق هادئة تعقلن الامور بدل اخذ البلاد الى حافة الهاوية".

هذا ورفضت هذه الاوساط اعتبار مواقف رئيس التقدمي الاخيرة بمثابة مقدمة لعودته الى قوى الرابع عشر من اذار، "فجنبلاط كان قد صرح اكثر من مرة انه لن يعود الى فريق البريستول، والمواقف التي اطلقها مؤخراً تثبت يوماً بعد يوم انها تتسم بالواقعية ولا تعكس طابعاً متقلباً ومزاجياً او مصلحياً كما يسوّق البعض".

وفي وقت يعتبر فيه البعض ان "لا استدارة سياسية في مواقف جنبلاط، انما اعادة تصويب للامور لا اكثر ولا اقل"، يشير آخرون الى انه "في الخانة الرمادية اليوم بانتظار ما يمكن ان تؤول اليه الامور في سوريا، ولهذا فمن غير المستبعد ان يتبنى موقفاً يقف فيه الى جانب قوى الثامن من اذار، ثم نراه بعد وقت قليل يدعم قوى الرابع عشر من اذار على اكثر من صعيد". في المحصلة يمكن القول ان جنبلاط اليوم يقف عند مفترق طرق، تماماً كالمنطقة العربية التي تنتظر اكتمال الربيع وتفتّح ازهاره في كل مكان . فهل يعود جنبلاط الى ربيع بيروت؟ المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 مصدر مقرب من الزعيم الدرزي لـ "السياسة" : موقف جنبلاط الجديد نابع من استشرافه المستقبل وليس تلقيناً روسياً أو فرنسياً

بيروت - "السياسة": "ليس مفاجئاً بالقدر الذي كان متوقعاً الموقف الجديد الذي أطلقه رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في مهرجان العرفان في ضهر الأحمر, الأحد الماضي الذي ضمنه مجموعة رسائل إلى الداخل والخارج", وفقاً لمصدر مقرب من جنبلاط, من خلال تأكيده أن "نظرية الأنظمة الممانعة لا قيمة لها", وأن "الشعوب الحرة وحدها تحرر الشعوب المضطهدة", في انتقاد واضح للنظام السوري. وأوضح المصدر ل¯"السياسة" أن جنبلاط أراد, من خلال موافقته على رعاية احتفال توزيع الشهادات على الفائزين في مدارس العرفان في بلدة ضهر الأحمر في راشيا, أن تكون رسالته الأولى لسكان المنطقة من الأقليات الطائفية المسيحية والإسلامية, لأن في راشيا ومحيطها مجموعات مسيحية ودرزية توطنت في تلك القرى والبلدات منذ مئات السنين, يقابلهم في المقلب الغربي مجموعات شيعية وسنية ودرزية ومسيحية مقيمة في تلك الأماكن منذ ذلك التاريخ أيضاً.

أما رسالته إلى سورية, وفقاً للمصدر, فكانت مذيلة هذه المرة بهاجس الخوف على الدولة العربية التي تعتبر نفسها في مقدمة الدول الممانعة والرافضة للاستسلام, لكنه هذه المرة حاول عن قصد أن يفصل بين رأس النظام بشار الأسد وكل الذين من حوله, واتهمهم برفض القيام بالإصلاحات المطلوبة, وكأنه يتلمس مؤامرة يسعى إليها البعض لجر البلاد لحرب طائفية ومذهبية ليتمكن النظام من محاصرة الفتنة في النهاية وهذا أخطر ما يمكن أن يحصل في بلد متعدد الطوائف والمذاهب مثل سورية, داعياً الشعب السوري إلى الوحدة ورفض الانسياق خلف الفتنة والتهور. من هنا, يقول المصدر, تبرز مخاوف النائب جنبلاط الذي يرى في الخطر السوري الداهم خطراً على لبنان أيضاً, وعلى هذا الأساس سأل الذين يخططون للتشكيلات الأمنية أن يشرحوا له مصير القيادي السوري شبلي العيسمي قبل اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه أو غيره.

المصدر نفسه جزم بأن مخاوف جنبلاط نابعة من استشرافه لمستقبل المنطقة وليست مبينة على قراءات روسية أو فرنسية جرى تلقينها له وقام بإبلاغها لمن يعنيهم الأمر كما يحلو للبعض أن يفسر كل موقف جديد يتخذه الزعيم الدرزي. من جهته, اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار, في تصريح إلى "السياسة", أن موقف جنبلاط تأكيد على موقعه الوسطي الذي يسمح له بتوجيه الرسائل والنصائح إلى مختلف الأطراف في الداخل والخارج, مشيراً إلى أنه توجه بملاحظة شديدة اللهجة إلى المستميتين للانتقام والكيدية من الشخصيات العسكرية الوطنية وفي مقدمهم رئيس فرع المعلومات وسام الحسن الذي يعارض إقالته من منصبه بعد كل الإنجازات التي قدمها.

أما بالنسبة لتضمين كلمته إشارة واضحة لرئيس كتلة "المستقبل" سعد الحريري, فقال الحجار: "لا أحد يمكنه أن يتدخل في موضوع العلاقة بين الشيخ سعد والنائب جنبلاط, لأن ما قاله الأول عن الثاني كان كبيراً جداً بالإشارة إلى الدور الأساسي للنائب جنبلاط بحمل دماء رفيق الحريري وهذه شهادة كافية وكبيرة من رئيس تيار "المستقبل", كما أنها كانت مقدرة جداً من النائب جنبلاط الذي ما زال جمهوره يكن كل المحبة والتقدير لآل الحريري, وما زال متمسكاً بمضامين ثورة الاستقلال".

 

مجاهدي خلق" ترفض خطة أميركية لإغلاق معسكر أشرف

بروكسل - ا ف ب: رفضت منظمة "مجاهدي خلق", كبرى الحركات المعارضة للنظام الايراني في المنفى, أمس, خطة أميركية تقضي بنقل آلاف من أفرادها من معسكر اشرف الى أماكن أخرى في العراق, بانتظار نقلهم الى بلدان تقبل إيواءهم. وسلطت الاضواء على مصير المعسكر الذي انشئ قبل 30 عاماً, والواقع بالقرب من الحدود مع ايران ويضم نحو 3400 شخص, منذ تعرضه لغارة امنية عراقية في ابريل الماضي, اسفرت عن مقتل 34 شخصاً واصابة العشرات مما اثار ادانات شديدة.

وأكد "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" المتحدث باسم المقيمين في معسكر اشرف, ان المعسكر لا يزال تحت تهديد من القوات العراقية, مطالباً مساعدة الامم المتحدة ريثما يتم نقل سكانه الى بلاد اخرى, بموجب خطة وضعها اعضاء البرلمان الاوروبي. وقال المسؤول في المجلس محمد مهدسين في مؤتمر صحافي ببروكسل "نطلب من الامم المتحدة تشكيل فريق مراقبة دائم في معسكر أشرف, ونطلب من جميع دول الاتحاد الاوروبي وغيرها من الدول المساعدة ودعم الحل الذي وضعه البرلمان الاوروبي" ويقضي بنقل سكان المعسكر إلى أوروبا واستراليا وكندا والولايات المتحدة.

 

مجلس إدارة الأزمة في سوريا" يبحث مرحلة ما بعد الأسد

مخاوف دولية من تكرار "الأسدية" السياسية أخطاء المارونية السياسية 

نديم قطيش (اللواء)، الخميس 28 تموز 2011

شكلت مواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة من الازمة المندلعة في سوريا منذ 15 آذار الفائت مادة سياسية مهمة للساعين الى فهم المواقف الدولية من هذه الأزمة وبالتالي مستقبلها. كان التحول الابرز في كلام جنبلاط السوري ما صرح به من موسكو واصفاً الاحداث في سوريا بالثورة، وهو وصف لم يسبقه اليه اي مسؤول عربي، دعك عن اي شخصية في قوى الرابع عشر من آذار التي تقيم على أمل سقوط النظام قريباً وإن غلفت أمانيها هذه بموقف يقول بترك الشؤون الداخلية السورية للسوريين. ثم ما لبث جنبلاط أن وجه إنتقادات قاسية وغير مسبوقة لما يسمى أنظمة الممانعة مشدداً على أن الشعوب الحرة وحدها تحرر، قبل أن يستعرض على الملأ بنود خارطة الطريق التي سبق أن قدمتها تركيا الى الاسد من دون أن يفصح عن الاصل التركي لما عرضه. ولم يتأخر جنبلاط، في اليوم التالي، عن إتهام بعض نظام الاسد بمنع الاصلاحات منحازاً للفكرة الدولية التي دخلت الان مرحلة الترنح والقائلة إن الاسد لا يزال يشكل احد عناصر الحل في سوريا دوناً عن بقية نظامه وعائلته التي تشكل اصل المشكلة.

لا شك في أن لكلام جنبلاط بعده المحلي، بمعنى تحسس الزعيم الدرزي لعمق الازمة التي تمر بها سوريا في اللحظة التي قرر أن يربط بعض مصيره السياسي بها من خلال المصالحة مع الاسد والانتقال سياسيا الى معسكر الثامن من آذار ولو بمسمى الوسطية، وبالتالي فهو يمهد لإنتقال جـديد في الوقت المناسب. أما البعد الثاني والاهم فهو أن جنبلاط يلعب دورا ما كصلة وصل بين نظام الاسد وبين ما يمكن تسميته <مجلس إدارة الازمة في سوريا> اي تركيا وروسيا وأوروبا والولايات المتحدة. وبالتالي فإن مواقف جنبلاط الاخيرة تتصل، على الارجح، بايصال رسالة دولية الى الاسد مفادها ان الوقت لا يلعب لصالح نظامه، أكثر من ارتباطها بوضعيته السياسية الداخلية وإدراكه لحاجته الى مصالحة جدية مع السنة، أي القوة الديموغرافية الابرز في معاقله الإنتخابية.

وبالتالي لا يمكن ان يفوت المراقب حجم القلق الذي تعبر عنه مواقف جنبلاط وما يعكسه هذا القلق من مشاعر تشاركه فيها دول <مجلس إدارة الازمة في سوريا> بشأن الاحتمالات التي بات من المرجح أن تقبل عليها سوريا في ضوء تزايد القناعة حتى بين اصدقائها وحلفائها أنها دخلت مرحلة اللاعودة.

ولعل المؤشر الابرز على أن <مجلس إدارة الازمة في سوريا> سرعان ما سيجد نفسه أمام مرحلة تنظيم سقوط النظام بعد مرحلة محاولة منع السقوط هو الاستنفار الايراني في وجه تركيا، الذي عبرت عنه اشتباكات إعلامية سياسية خلال الساعات القليلة الماضية.

فقد نشرت مجلة <صبح صادق> التي تعد الناطق الاعلامي بلسان الحرس الثوري الايراني مقالاً بعنوان <الموقف الإيراني الجاد تجاه أحداث سوريا> إعتبر فيه الكاتب أن <استمرار تركيا في الإصرار على مواقفها (من نظام الأسد) على هذه الوتيرة، سيؤدي إلى تفاقم الأزمة، الأمر الذي سيرغم إيران على المفاضلة بين تركيا وسوريا (...) ما سيدفع إيران نحو اختيار سوريا>.

وفي هذا السياق يقول مصدر تركي عليم إن <مجلس إدارة الازمة في سوريا> لم يحصل حتى الان من الاسد على اي اشارات جدية تشير الى ان الرئيس السوري يستجيب بالمستوى المطلوب لمحاولات إنقاذ سوريا من القدر التي تندفع بإتجاهه. ويروي المصدر تسلسل الاحداث بين أنقرة ودمشق على نحو يسمعه المرء من معظم الاتراك الذين يتحدث اليهم. فبعد اقل من أسبوعين على تشكيل الاسد حكومته الجديدة في منتصف نيسان بالتزامن مع مرور نحو شهر على إندلاع الإنتفاضة، أوفدت القيادة التركية وفداً رفيع المستوى الى دمشق ضم رئيس جهاز الاستخبارات وأحد أقرب المعاونين لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان حقان فيدان يرافقه كمال مدين أوغلو رئيس هيئة التخطيط التركية. وضع الرجلان بين يدي الاسد خارطة طريق للخروج من الازمة كان ابرز عناوينها وقف العنف واطلاق المعتقلين وفتح حوار جاد مع المعارضة تمهيدا لتعديل حكومي يؤدي الى توزير المعارضة ولا سيما الاخوان المسلمين في الحكومة. غير أن الاسد لم يبد لا القدرة ولا الرغبة على المضي قدما وفق الاجندة التركية فيما تصاعدت وتيرة العنف بالتوازي مع إشتداد بأس المتظاهرين. ويقول المصدر التركي إن إدارة أردوغان كثفت خلال شهر أيار اتصالاتها بالاسد علنا وسرا ثم ما لبثت أن سلمته لائحة باسماء الضباط والشخصيات التي ينبغي التخلص منها تسهيلا للحل السياسي. ومن بين أبرز الأسماء التي طالبت تركيا الاسد بالتخلص منها شقيقه ماهر الاسد قائد أحد ألوية الفرقة الرابعة، العماد آصف شوكت نائب رئيس هيئة الاركان للشؤون الأمنية، رجل الاعمال رامي مخلوف وشقيقه العميد حافظ مخلوف، العميد عاطف نجيب رئيس فرع الامن السياسي في درعا خلال المواجهات، العميد ناصر ديب رئيس فرع الامن السياسي في حماه وغيرها من الاسماء العسكرية البارزة.؟؟؟

لكن الاسد ظل يبني حساباته وفق تقدير خاطىء مفاده أن أردوغان يلعب لعبة إنتخابية لا بد وان يعود عنها بعد الثاني عشر من حزيران الامر الذي دفعه الى تصعيد خيار الحسم العسكري معلناً عن عملية عسكرية إجتثاثية في منطقة جسر الشغور. وعليه، يضيف المصدر، أطلق رئيس الحكومة التركية في مقابلة تلفزيونية في العاشر من حزيران، في اليوم نفسه لإعلان النظام السوري عن عملية جسر الشغور، اعنف هجوم على نظام الاسد واصفا سلوك ماهر الاسد حيال المتظاهرين بالوحشي، في محاولة لإقناع الاسد بأن الموقف التركي سيكمل بعد الانتخابات وأن الامر يتجاوز كونه مناورة. في ضوء هذا التوتر في العلاقات أوفد الرئيس السوري اللواء حسن تركماني الى تركيا للقاء المسؤولين فيها بعد 48 ساعة من فوز أردوغان بولاية ثالثة· سمع تركماني من أردوغان الكلام نفسه حول دفتر الشروط التركي في الوقت الذي كانت فيه القنوات الاخبارية التركية تنقل وقائع زيارة وزير الخارجية التركية داوود أوغلو الى مخيمات اللاجئين السوريين وعيادته للجرحى والمصابين. في اليوم التالي اعلن في دمشق عن تخلي رجل الاعمال السوري رامي مخلوف إبن خالة رئيس الجمهورية عن اعماله وتخصيصه ارباحه من شركة الهاتف الخلوي سيرياتل، التي يملك فيها اربعين في المئة من الاسهم، للأعمال الخيرية والتنموية. رمزية الخطوة لم تنجح في إقناع الاتراك بجدية الاسد، بل جاء خطاب الرئيس السوري في جامعة دمشق بعدها بأربعة أيام ، في 20 حزيران، ليفاقم من قلق تركيا حيال أن الرجل يقرأ في كتاب آخر بل ويستنزف الرأسمال السياسي الذي استثمره أردوغان في الازمة السورية. يومها سارع الرئيس التركي عبدالله غول الى اطلاق موقف علني اعتبر فيه أن خطاب الاسد غير كاف مذكرا بأحد شروط خارطة الطريق التركية وهو بند التعددية الحزبية.

ويعتبر المصدر التركي ان خطاب جامعة دمشق أطلق رصاصة الرحمة على الرهان الدولي لإنقاذ النظام ودفعه نحو مرحلة إنتقالية توفر على الجميع المخاطر المتأتية عن غياب بدائل جاهزة لملء اي فراغ يتركه سقوط مفاجىء وغير منظم لنظام الاسد.

أمام هذه الانسداد في افق الحل للأزمة شكل شهر تموز الجاري نقطة التحول الاساسية في مقاربة الثورة السورية· ففي ختام مؤتمر الحوار الوطني الذي دعت اليه القيادة السورية في 10 و 11 تموز، وقاطعته فصائل المعارضة، سارعت وزيرة الخارجية الاميركية الى القول إن الاسد فقد شرعيته في نظر شعبه في حين كانت تركيا تصعد إحتضانها للمعارضة السورية بالسماح لها بعقد مؤتمر مهم إختتم اعماله في اسطنبول في 17 الجاري بتشكيل مجلس انقاذ وطني، بموازاة استضافة اسطنبول لـ <مؤتمر العلماء المسلمين نصرة لسوريا>.

في حين لا يبدو جليا كيف ستتحرك القوى الدولية حيال سوريا من هذه النقطة يجزم المصدر التركي بأن الجميع بات يتعاطى مع الازمة السورية باعتبارها دخلت مرحلة ما بعد الاسد بكل ما يحمله هذا التوصيف من مخاطر جدية. فإنزلاق الاحداث الى اقتتال مذهبي كما حصل في حمص وقطنة مرة بين العلويين والسنة وأخرى بين الدروز والسنة ينذر بأن النظام لن يتردد كثيرا في اعتبار الحرب الاهلية السورية مخرجا له، وهو ما يؤكده سياسي مقرب من القيادة السورية بقوله <آل الاسد لن يسلموا سوريا وفيها حجرا على حجر>. وقد وردت معلومات دقيقة الى بيروت تفيد بأن ثمة من يحرض الدروز على التسلح في مواجهة <البعبع> السني على ما بينت تفاصيل حادثة قطنة.

يلفت المصدر التركي الى ان الاسدية السياسية تكرر عمليا اخطاء المارونية السياسية في لبنان بمعنى ان الممانعة العنيدة التي يبديها النظام في مواجهة الاصلاح السياسي الملح قد تؤدي الى حرب اهلية، لا سيما ان تأخر الاسد بالاصلاحات افقد من كان يمكن ان يشاركونه المرحلة الانتقالية اي مصداقية بفعل تجاوز مطالب الثورة وراديكالية التنسيقيات لهؤلاء.

وعليه، يقول المصدر التركي أن سياسة مقاربة الاسد بخرائط طريق للخروج من الازمة إنتهت لتحل محلها سياسة توفير خرائط طريق للمعارضة لتشكيل كيان متنوع يمكن أن يكون نواة البديل الغائب حاليا لنظام الاسد. ويكشف المصدر ان المؤشر الى تقدم هذا الخيار سيكون نجاح المعارضة في عقد مؤتمر لها داخل سوريا وإطلاق اعلان سياسي جديد.

إيران غاضبة يقول المصدر التركي. هذا وحده ابلغ دليل على دخول الازمة مرحلتها الاكثر حساسية.

 

 العشاء الاغترابي السنوي للجامعة الثقافية وتكريم 4 ممن ساهموا في دعم قضايا الانتشار اللبناني

حرب: لاعطاء المغتربين حقوقهم ليصبحوا قوة ضاغطة لصالح لبنان

ابي نصر: لتكن قضية الإغتراب في صميم اهتماماتنا الوطنية

الشدراوي: لتشريع قوانين الجنسية للمغتربين وحق الاقتراع

الترك: الجامعة حاجة لبنانية وعلينا ان ندعمها ونصون وحدتها

وطنية - 28/7/2011 أقامت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم حفل عشاءها الإغترابي السنوي، في فندق لورويال - ضبيه، كرمت خلاله شخصيات ممن ساهموا في دعم القضايا الإغترابية وقضايا الإنتشار اللبناني وهم:النائب بطرس حرب، النائب نعمة الله أبي نصر، السفير فؤاد الترك والرئيس العالمي السابق للجامعة أنور خوري.

حضر الحفل ممثل الرئيس أمين الجميل منسق حزب الكتائب في أوستراليا جورج حداد، ممثل البطريرك الماروني مار بشارة الراعي مطران الموارنة في البرازيل إدغار ماضي، وزير الثقافة غابي ليون، ممثلة وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل قائمقام المتن مارلين حداد، ممثل وزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش جان قهوجي مدير مديرية التوجيه في الجيش اللبناني العميد الركن حسن أيوب وسفراء اوستراليا ليكس بارتلم، الأوروغواي خورخي خوري، كولومبيا ريدا مارييت خوري سلامة، ممثل سفير مصري أحمد البيدوي أحمد سماوي، ممثل سفير المكسيك خورخي ألفاريز فوينتيس - خورخي بايكر، النواب إيلي ماروني، رياض رحال، آغوب بقرادونيان، غسان مخيبر، سيرج طورسركيسيان، ميشال الحلو وإيلي عون، ممثل النائب سامي الجميل أمين سر هيئة الإغتراب في حزب الكتائب عيراني كونستانتان، النائب في البرلمان السويدي من اصل لبناني روجيه حداد، الوزراء السابقون سليم الصايغ، منى عفيش ووديع الخازن، السفير الأميركي السابق فنسنت باتل، السفير شربل اسطفان، السفير عزيز القزي، ممثل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع إيدي أبي اللمع، أمين عام وزارة الخارجية والمغتربين السفير وليم حبيب، ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي آمر فصيلة أنطلياس الرائد جهاد الأسمر، المطارنة أنطوان نبيل عنداري، غي بولس نجيم، شكر الله نبيل الحاج، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الفرنكوفونية الدكتور خليل كرم، مستشار الرئيس سعد الدين الحريري داوود الصايغ، مستشار وزير الإعلام وليد الداعوق أندريه قصاص، مستشار وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل ميشال كرم، مستشارة وزير السياحة لشؤون السياحة الثقافية رئيسة "ديوان أهل القلم" الدكتورة سلوى الأمين، القاضي داني شرابيه، القاضي جوزف صفير، نائب رئيس "تيار المستقبل" أنطوان أندراوس، رئيس شؤون قطاع الاغتراب في "القوات اللبنانية" انطوان بارد، قنصل البرازيل الفخري شكري مكاري، قنصل الكاميرون الفخري جان عبود، قنصل غانا الفخري ميشال حداد، رئيس مجلس إدارة "نورسات" مدير عام "تيلي لوميار" جاك الكلاسي، رئيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة الاب طوني خضرا، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو او كسم، رئيس "نادي الصحافة" يوسف الحويك، رئيس مجلس ادارة اذاعة "لبنان الحر" انطوان مراد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "ايدال" نبيل عيتاني، رئيس مرفأ طرابلس السابق أنطوان حبيب، رئيس لجنة ملكة جمال لبنان أنطوان مقصود، ملكة جمال لبنان 2011 يارا خوري مخايل، ملكة جمال المغتربين 2011 ماريا فرح،الديبلوماسي الأميركي السابق وليد معلوف، رجل الأعمال نظمي الأوجي، رئيس شركة "ايفنتز مينا" غياث الرفاعي ورئيس مجلس ادارة مجلة المغترب عصام عميرات.

وحضر عن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الرئيس العالمي للجامعة عيد الشدراوي وعقيلته هيفا الشدراوي، الرئيس السابق إيلي حاكمه، رئيس المجلس القاري عن أميركا اللاتينية بشارة جورج بشارة، الأمين العام العالمي نقولا نخلة قهوجي، نائب الرئيس العالمي عن اوروبا جورج أبي رعد، نائب الرئيس العالمي عن اوستراليا ونيوزيلندا ميشال دويهي، رئيس مكتب لبنان طوني قديسي، اضافة الى شخصيات رسمية، دينية وإغترابية، إعلامية، رؤساء قارات ورؤساء فروع ومسؤولي وأعضاء الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم من كافة أنحاء العالم وحشد كبير من المغتربين بحيث وصل عدد الحضور إلى 500 شخص.

الشدراوي

قدمت الإحتفال إيميه صياح، ثم تحدث الشدراوي فقال: "يسعدني أن أرحب بكم في هذه المناسبة الرائعة، التي تجمع بين جناحي الوطن الحبيب، لبنان المقيم ولبنان المغترب، ويسعدني أكثر أن أرى المغتربين اللبنانيين يتوافدون من كافة أقطار العالم، لقضاء فترة الإصطياف بين الأهل والخلان، وهم يذوبون شوقا وحنينا الى مسقط الرأس ومرتع الصبا لبنان. ومنهم من يلبون، دعوة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، لإحياء هذا الإحتفال التكريمي، علهم يحظون ببارقة أمل تشعرهم بأنهم، من صلب مسيرة هذا الوطن الجبار".

وشكر المكرمين، الذين "قدموا الدعم الدائم، كلما سنحت لهم الفرصة لحماية حقوق المغتربين، وجعلوا منها عنوانا يتصدر قائمة الجلسات البرلمانية والمناسبات الاجتماعية، بعدما باتت كقميص عثمان، تتجاذبها الأهواء السياسية تارة، وتتحكم فيها الوعود المعسولة طورا، وفي كلا الحالتين تكمن علة العلل، حيث تعكس مدى جهلنا واستهتارنا بطاقات الإغتراب اللبناني البشرية والاقتصادية، وعدم سعينا للحد من نزف هجرة الأدمغة الى الخارج، فمنهم من يتبوأ اليوم، أفضل المراكز السياسية والعسكرية والاقتصادية، وأضحوا خيرة الشعوب المنتشرة، لا بل قدوة يحتذى بها في شتى الميادين، ما دفع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يوما الى القول "انني أخشى وشوشة الانتشار اللبناني أكثر مما أخاف جميع الجيوش العربية متحدة".

وأكد الشدراوي "ان الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، ليست موالاة وليست معارضة، بل على مسافة واحدة من الجميع، وهي تتمنى من جميع القيمين على سياسة البلاد على اختلاف مواقعهم وأحزابهم، الدعم الكامل لقضاياها المحقة، تيمنا بخطى وزير الخارجية الراحل المرحوم فيليب تقلا الذي قال في مؤتمر عام 1962: "أن الحكومة اللبنانية لا سلطة لها ولا تريد أن يكون لها سلطة على الجامعة، وهي لا تقيدها بشيء وعلاقتها بها تسودها المحبة والمساعدة والتشجيع".

وأشار الى ان "اولى هواجس الانتشار اللبناني وأبرز تمنياتهم، كنت قد نقلتها بكل صدق وأمانة للمراجع المختصة كافة، كما نقلها أسلافي ممن سبقني في رئاسة الجامعة وهي:

1- وضع مشروع الجنسية اللبنانية للمنتشرين حيز التنفيذ، لكل من يستحقها لأنها حق مقدس وغاية مثلى لا تقبل المساومة، علما بأن مشروع القانون العائد لهذا الحق ما زال على جدول أعمال الهيئة العامة في مجلس النواب منذ 06/04/ 2009 .

2- الإصرار على مشاركة الإنتشار اللبناني في انتخابات عام 2013، وفق آلية حديثة تتيح لهم الإقتراع في بلاد الانتشار حيث وجودهم، عبر السفارات أوالقنصليات أو بواسطة شبكة الإنترنيت، أسوة بباقي الجاليات الأجنبية التي تقترع من لبنان.

3- كما تدعم الجامعة مواقف الدولة اللبنانية، وعلى رأسها فخامة الرئيس ميشال سليمان، الرامية الى الرفض المطلق للتوطين، وللانتشار اللبناني الباع الطويل في مراكز القرار، انطلاقا" من الأمم المتحدة التي اعترفت بنا كمؤسسة دولية مدنية(NGO)، وصولا الى كل دولة لنا في حكومتها ومجلسها النيابي عشرات الوزراء والنواب".

وختم آملا "أن يبقى لبنان الذي بناه الجدود، واحة سلام، ومرتع أمن، وموئل حرية وكرامة، واحدا موحدا بجناحيه المقيم والمغترب، ومن هنا كان دأبنا المتواصل في الجامعة، إقامة أكثر من تمثال في عواصم العالم، تخليدا لذكرى المغترب اللبناني الأول بالزي الوطني، وفي حضور أعلى المرجعيات في الدولة المضيفة، وللأسف الشديد غياب ممثلي الدولة اللبنانية المعنية، وهذا ما يبدد هواجس رئيس وزراء العدو الاسرائيلي ،الذي يشعر بوزننا وتخيفه أبعاد ثقلنا المادي والمعنوي، في حين أننا حتى الساعة لم ندخل نحن اطلاقا كإنتشار لبناني في معادلة تركيبة الوطن، الذي به نعتز ونفاخر على خطى فيلسوفنا العبقري جبران خليل جبران، الذي قال عندما كان في غربته الأميركية يومها: أنا غريب وقد جبت مشارق الأرض ومغاربها، فلم أجد أجمل من مسقط رأسي لبنان، ومن ثم يستطرد ويقول: لو لم يكن لبنان وطني، لما اخترت غيره من الأوطان".

خوريونيابة عن الرئيس الأسبق للجامعة أنور خوري، كانت كلمة لإبنه أليخندرو الذي مثل والده في الحفل، شاكرا الجميع على هذا التكريم.

الترك

اما السفير الترك، فقد اعتبر تكريمه من قبل الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم "ضرب من تكريم الذات، كيف لا والمعلوم انني والجامعة واحد وهي التي كانت عنوانا رئيسيا في عملي وادائي خلال مسيرتي الدبلوماسية خصوصا في النصف الأول منها إبان تنقلي في ما أسميته عالم الانتشار اللبناني أو دنيا لبنان أو العالم اللبناني أو ملحمة الاغتراب اللبناني أو الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فكان بيني وبينها امال وأحلام وتاريخ ونضال حافل بالجنى وصولات وجولات ووشائح لم تنفصم عراها منذ حوالي النصف قرن الى اليوم".

وقال: "من ترداد الكلام ان الحضور اللبناني في العالم ظاهرة فريدة لم يعرفها اي وطن آخر، واذا كان شعارنا داخل لبنان "لبنان واحد لا لبنانان"، فواقعنا في الخارج "لبنانات لا لبنان واحد". زرعها مغتربونا الاوائل فوق كل أرض وتحت كل سماء.

وأوضح "ان الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم انشئت عام 1960 في مطلع عهد الرئيس فؤاد شهاب وفي ظل الحكومة الرباعية الشهيرة: رشيد كرامي وحسين العويني وبيار الجميل وريمون اده وذلك لأهداف ثلاث: شد الأواصر بين المغتربين اللبنانيين والمتحدرين منهم، تعزيز التواصل بينهم وبين لبنان وتعبئة طاقاتهم وتوظيفها لتنمية العلائق بين لبنان وبلدان الانتشار وطنيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياحيا وذلك ضمن الولاء الكامل والمطلق للبلدان التي تستضيفهم، الافادة من عالم الانتشار لدعم لبنان وطنا سيدا حرا مستقلا صاحب دور ورسالة في محيطه وفي العالم، مع التأكيد أن الجامعة مؤسسة غير حكومية وغير رسمية وغير سياسية مدعومة من الدولة ومستقلة عنها وهي تميز بين الشأن الوطني والشأن السياسي، فهل أنبل من هذه الأهداف".

وتابع: "يا أخي وعزيزي عيد شدراوي، لقد طوقتم جيدي انتم ومجلسكم العالمي بنبل لفتتكم واؤكد لكم أنني اذا كنت قد اديت ببعض الواجب المترتب علي إزاء عالم الانتشار اللبناني وإزاء الجامعة اللبنانية في العالم فلايماني العميق بعظمة هذا الانتشار وبالدور المؤهل له وخصوصا في الوقت الذي تهبّ الرياح على منطقتنا وعلى وطن الارز. وانها مناسبة لتجديد قناعاتي وايماني بأن الجامعة حاجة لبنانية وعلينا ان ندعمها ونقويها ونصون وحدتها لتتمكن من تحقيق الأهداف النبيلة التي من أجلها وجدت لتبقى درعا للبنان".

ابي نصر

اما النائب نعمة الله أبي نصر، فرأى "اننا في لبنان لم نفعل شيئا يذكر حتى الآن للحفاظ على ثروتنا البشرية التي يتوازن فيها لبنان المقيم مع لبنان المغترب، مع ان دول العالم تحافظ على ثرواتها الطبيعية، وتعمل جاهدة لتنميتها"، معربا عن اسفه لأن نهمل ثروة إغترابية تشع في أنحاء الأرض فكرا ومهارات ونجاحات اقتصادية وثقافية وحتى سياسية".

وقال: "مؤسف ألا نمتلك إحصائيات علمية موثقة عن المغتربين اللبنانيين المنتشرين في كل أصقاع المعمورة. مؤسف حقا أن نتسكع وراء المصارف العالمية للإستدانة، بدل أن نشرع أبوابنا أمام مغتربينا ليستثمروا في مشاريع مربحة لهم ولأهلهم في الوطن الأم".

وسأل: "أليس غريبا أن يكون لبنان أكثر الدول حاجة لأبنائه المغتربين، بينما هو أكثر دول العالم إهمالا لهم ولحقوقهم؟ لكن ذلك لم يمنعنا في المقابل من التصريح وأحيانا التباهي بأن ميزان مدفوعاتنا نغطيه من مليارات الدولارات التي تردنا من الإغتراب. أليس من المؤسف أن نرى دول الجوار تنشىء وزارات متخصصة تهتم بشؤون وشجون مغتربيها، بينما نلغي نحن وزارة المغتربين؟ أليس من المخزي أن تبقى آلاف معاملات اختيار الجنسية الواردة من الإغتراب قبل العام 1959 مكدسة طيلة خمسين عاما، بأكياس من الخيش، في وزارتي الخارجية والداخلية، وما كان ليسجل القسم الأكبر منها مؤخرا، لو لم نغرق الحكومات السابقة بالأسئلة والاستجوابات".

وقال: "أليس من حق أولادنا في الإغتراب أن يتعلموا لغة آبائهم وأجدادهم، والإطلاع على تراث وتاريخ وطنهم، ولو من خلال معهد رسمي واحد ينشأ في كل بلد إغترابي حتى ولو كان ذلك على حساب مغتربينا، أليس غريبا أن نمنح الجنسية اللبنانية بسخاء للطارئين خلافا للقانون ودون التحقق مسبقا من ولائهم للوطن، بينما نحرم أبناءنا في الإغتراب من استعادة جنسية آبائهم وأجدادهم، وهي حق لهم ولأولادهم، وليست هبة أو منة من أحد".

أضاف: "أليس من حق اللبنانيين المقيمين خارج لبنان ممارسة حقهم في الإقتراع لدى السفارات والقنصليات تنفيذا لقانون أقر مؤخرا ولو بصعوبة علما أن آلية الإقتراع التي كان من الواجب إنجازها منذ سنة ليتمكنوا من الإقتراع في العام 2013 لم تنجز بعد، ألا يحق للاغتراب اللبناني أن يتمثل في مجلس النواب، من خلال زيادة عدد نوابه أربعة عشر نائبا، ينتخبهم اللبنانيون المقيمون في الخارج من بينهم بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين ونسبيا بين الطوائف، وذلك أسوة بما هو معمول به في الكثير من الدول، وإذا كان هذا الأمر يتطلب تعديلا للدستور، فإن تخفيض سن الإقتراع من 21 عاما إلى 18 عاما هو أيضا يتطلب تعديلا للدستور، فلماذا لا نعدله للأمرين معا؟".

وأعلن ان هذه الأسئلة هي برسم المسؤولين جميع المسؤولين، ونحن منهم، سواء كنا في المعارضة أم في الموالاة. لقد استحضرتها في هذه المناسبة الكريمة لأن قضية الإغتراب يجب أن تكون في صميم اهتماماتنا الوطنية جميعا وهي التي شغلتني على مدى نصف قرن من العمل في الشأن العام".

وختم بالقول: "لقد حان وقت هدم الجدار الفاصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، من أجل بلورة رؤية وطنية موحدة لأولادنا في عالم الإنتشار بعيدة عن كل طائفية أو مذهبية، رؤية تجمعهم حول وطن أردناه حرا سيدا مستقلا ديمقراطيا موحدا أرضا وشعبا ومؤسسات".

وقد شكر النائب ابي نصر الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عيد الشدراوي على مبادرته، متمنيا له وللجامعة تحقيق ما نصبو إليه في جمع الطاقات الإغترابية على تنوعها، حول مشروع يجعل من المغتربين، شركاء حقيقيين في النهوض بالوطن الأم.

النائب حرب

وقال النائب حرب: "لدى دخولي إلى هنا الليلة، لفت انتباهي صبيتان جميلتان، احداهما ملكة جمال لبنان والأخرى ملكة جمال المغتربين، فهل هناك بلد في العالم لديه ملكتان للجمال غير لبنان؟"، وقال: "هذا ما يفسر ميزة لبنان وحقيقة لبنان. اللبنانيون المتحلقون هنا الليلة حول لبنان المغترب، يكرس اجتماعهم التأكيد أن لبنان باق، وأن اللبناني الذي هاجر بداعي العوز والبحث عن العيش الكريم الحر، لا يزال هذا اللبناني عينه على لبنان. أما السؤال الواجب طرحه فهو: نحن اللبنانيين المقيمين هنا، ولا سيما المسؤولين، ماذا فعلنا وماذا نفعل لكي يعود اللبناني في الإنتشار إلى لبنان ولكي يدافع عن لبنان ويتعلق به ويؤمن به".

وأضاف: في لبنان، ماذا يحصل؟ هذا يشتم ذاك ويهينه وذاك يخون هذا، إلى آخر المعزوفة، ورغم كل هذا نجد تعلق اللبنانيين في الإغتراب بلبنان، ولذا دعوني أحييهم على وطنيتهم وثقتهم وثباتهم وعدم قنوطهم".

وأكد انه "في يوم قرر أجدادنا العيش مع بعضهم، مسلمين ومسيحيين، قرروا التحدي ليثبتوا أن الإنسان قيمة بحد ذاته يستحق الإهتمام به بقطع النظر عن لونه وجنسه ودينه وطائفته"، وقال: "هذا هو اللبنان الذي أدعوكم للبقاء على الوفاء له والتعلق به. لبنان الجبل الحلو والمناخ العليل والمناظر الجميلة والحياة الحلوة، عظيم، لكن أهمية لبنان هي في كونه رسالة، رسالة تحدث عنها قداسة البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني".

وتابع: "لا يكفي التحدث مع المغتربين، بل ينبغي أن نسأل ذاتنا، نحن، ماذا نفعل من أجل لبنان؟ نحن نتقاتل يوميا، نتشاتم يوميا نتسابق على المصالح ونتباهى أن الحقيقة كلها لدينا، فيما غيرنا لا شيء لديه، ونخون هذا الغير. وإذا كان أبناء هذا اللبنان تقاعسوا وعجزوا عن الدفاع عن قيمه، فكيف يمكننا ان نقول للعالم أن لبنان هو وطن الرسالة؟".

وأكد "ان معركتنا هي في ان يعود لبنان لبنان الكرامة، لبنان الإستقلال، لبنان الحريات، لبنان الإنسان، لبنان المحبة والإلفة وليس لبنان الكراهية، لبنان الذي ننشده هو الذي يكون المسيحي والمسلم فيه في خدمة لبنان وليس لخدمة طوائفهم".

وسأل: "ماذا نفعل، كانت لدينا الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم فدمرناها وقسمناها ولم نعد ندري ما نفعله بها لنسيطر عليها وتكون لهذا الفريق أو لذاك".

وقال: "أؤيد ما ذهب إليه زميلي الأستاذ نعمه الله ابي نصر في تساؤله عن سبب إلغاء وزارة المغتربين، وهل يعرف أحد لماذا ألغيت؟ ألغيت وزارة المغتربين بعدما جعلوا منها آلة لتقسيم المغتربين وشرذمتهم، ونحن نطالب بوزارة تجمع المغتربين اللبنانيين، لا وزارة تفرقهم".

أضاف: "دعونا نعود إلى الضمير، اللبنانيون المقيمون واللبنانيون في الإنتشار. المغترب اعتاد على طلب اللبناني المقيم الذي ينظر إلى المغترب من الوجهة المادية. وإني أدعو إلى تغيير هذه المعادلة لنقول للمغترب ان له كامل المواطنية مثله مثل المقيم، له حقوق وعليه واجبات، لكن كيف يكون ذلك؟ أول خطوة تكون بإشراكه في حق الانتخاب بموجب قانون انتخابي جديد. قد كنت وزيرا في حكومة سقطت منذ شهور، وقبل سقوطها بقليل سألت وزير الخارجية عما فعله في موضوع إشراك المغتربين في انتخابات 2013، فأجاب، أعجز عن تأمين انتخاب اللبنانيين المغتربيين في 2013، ولهذا فإن الزميل نعمة الله ابي نصر على حق حين يقول ذلك. نعم، إذا بقيت وزارة الخارجية على هذا المنوال من التعاطي مع المغتربين، فإنه من المؤكد أنهم لن ينتخبوا في الـ2013.

انهم يدفعون اللبناني الذي يسعى لتسجيل معاملاته وقيوده التي تكدس شهورا وسنوات، يدفعونه للكفر بلبنان فيجبرونه بتصرفاتهم ( في دوائر وزارة الخارجية والسفارات) ان يقرر وقف معاملاته والتخلي عن لبنانيته".

ودعا النائب حرب الى "اعادة النظر في الأداء، واحترام المغتربين واعتبارهم فعلا أبناءنا وأنهم مثلنا، لا أن نفكر ماذا سنستفيد منهم فقط بل ماذا علينا ان نعطيهم، وطالما الأداء على هذا النحو وحقوق المغتربين مهضومة، فلبنان سيبقى ضعيفا فقيرا وفي مهب الريح. فلماذا لا نتعامل بموضوعية مع قضية المغتربين ونعطيهم حقوقهم المشروعة، ليصبحوا أكثر فأكثر قوة ضاغطة لصالح لبنان".

وسأل: هل فكر مسؤول، كم للبنان من طاقة اغترابية؟ هل فكر أحد كم يمكن للبنان الإستفادة من قوة هذه الطاقة في أنحاء العالم؟ عندما نعرف أهمية هذه الطاقة الإغترابية، علينا الإقلاع عن صراعاتنا وتوحيد أنفسنا ومعالجة قضية اللبنانيين المنتشرين ليصبح المغترب اللبناني لبنانيا مئة في المئة بحقوقه ولا سيما حقه الإنتخابي".

وقال: "هذا التكريم الذي قررتموه لي، مشكورين، اسمحوا لي أن أقدمه لكل لبناني يؤمن بلبنان وبمغتربيه، انه تكريم يستحق أن يوضع على صدر كل من آمن بقيم لبنان، وبأن المغترب لا يزال جزءا أساسيا من لبنان. انه تكريم للبنان القيمة الحضارية المؤمن بالإنسان وبالقيم التي يحاول البعض تدميرها والتخلص منها، لكن لبنان سيبقى بلد المحبة، بلد الثقافة والانفتاح والعيش المشترك. ويوم يسقط لبنان، لا سمح الله، فإن أموال الدنيا كلها التي يجمعها اللبناني المقيم واللبناني المغترب على السواء، لا تعود تصلح لشيء إذا سقطت كرامة الإنسان والدولة التي يفتخر انه يستظل تحت علمها".

وختم بالتوجه إلى الشدراوي بالقول: "حضورك الليلة هنا، رغم مصابك الأليم، وترفعك على جرحك وحزنك دليل على اعتبارك مصلحة لبنان أهم. لذا أحييك وأبارك جهودك، وما يطلبه المغتربون من حقوق ومطالب وطنية حق لهم أنا على استعداد مع زملائي النواب في المجلس للسعي لتحقيقها، حتى لا يعود هناك من فرق بين اللبناني المقيم واللبناني المغترب، ويصبح اللبناني المغترب لبنانيا مئة في المئة لناحية حقوقه".