المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 27 تموز/11

انجيل القديس متى 11/25-30/التواضع

البشارة كما دوّنها متى الفصل 5/1-12/الموعظة على الجبل

فلما رأى يسوع الجموع صعد إلى الجبل وجلس. فدنا إليه تلاميذه، فأخذ يعلمهم قال:  هنيئا للمساكين في الروح، لأن لهم ملكوت السماوات. هنيئا للمحزونين، لأنهم يعزون. هنيئا للودعاء، لأنهم يرثون الأرض. هنيئا للجياع والعطاش إلى الحق، لأنهم يشبعون.  هنيئا للرحماء، لأنهم يرحمون. هنيئا لأنقياء القلوب، لأنهم يشاهدون الله.  هنيئا لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون.  هنيئا للمضطهدين من أجل الحق، لأن لهم ملكوت السماوات.  هنيئا لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كذبا كل كلمة سوء من أجلي.  إفرحوا وابتهجوا، لأن أجركم في السماوات عظيم. هكذا اضطهدوا الأنبياء قبلكم.

 

عناوين النشرة

*بيريز: الأسد سفاح وعليه الرحيل.. وطهران لا تريد شرق أوسط هادئاً

*قيادة الجيش: إنفجار عبوة بآلية "يونيفيل" على طريق صيدا.. واصابة 3 عناصر بجروح 

*سينغ: إنفجار صيدا جرح 5 جنود فرنسيين.. وننسق مع الجيش للوصول إلى الحقيقة 

*منصور إتصل ببييتون مستنكراً: الإعتداء على الـ"يونيفيل" إعتداء على لبنان وإستقراره 

*أمل": إستهداف "يونيفيل" عبث بأمن لبنان وخدمة مباشرة للعدو 

*ميقاتي طالب بتحقيق عاجل لكشف ملابسات انفجار "سينيق".. واتصل ببييتون شاجباً 

*شيخ الأزهر يلتقي وفدين من إيران و"حزب الله" لأول مرة منذ سقوط مبارك 

*الأسد عرض مع باسيل للأوضاع في لبنان وسوريا 

*غاي: مستعدون للتعاون مع الحكومة شرط التزامها القرارات الدولية 

*حكومة «حزب الله».. هل تنقذ النظام السوري/الرأي الكويتية/خيرالله خيرالله

*لاسا: التحدّي الأوّل أمام البطريرك الماروني/دنيز رحمة فخري/الجمهورية

*تطويب القتلة/علي حماده/النهار

*مَن يستدرج الرئيس سعد الحريري للعودة/عوني الكعكي/الشرق

*إيران و"حزب الله" وسوريا يرغبون بقيام حرب مع إسرائيل كلٌ لدوافعه الشخصيّة  

*احتجاجات سوريا تفضح "حزب الله" وتضعه في مأزق.. صورة نصرالله "المقاوم" تنهار   

*عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامر سعاده : إذا كانت طاولة الحوار غطاء غير مباشر لسلاح "حزب الله" فلا جدوى منها

*الناطق بإسم المحكمة: سننشر القرار الإتهامي إذا لم يتم توقيف المتهمين بحلول 11 آب

*"اللواء" عن مصدر سياسي: مواقف جنبلاط تتعلق بايصال رسالة دولية للأسد وليست مرتبطة بوضعيته السياسية   

*أوغاسبيان: حادثة لاسا تكشف الوجه الحقيقي لأزمة لبنان المتعلقة بسلاح "حزب الله" 

*عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني : حزب الله يحمي المتهمين الموجودين في عهدته

*عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب ايلي ماروني: للتحقيق مع الموسوي لتبنيه المتهمين... ومع حوار يؤدي إلى تسليم السلاح للدولة

*عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب وليد خوري: ليست آخر الدنيا إذا لم يعتقل المطلوبون للمحكمة فهناك محاكم تجرى غيابياً

*عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ميشال موسى: "حزب الله" يشعر ان هناك "طحشة" خارجية عليه ومن حقه الدفاع عن نفسه

*التراجع الاقتصادي ظهر فوراً مع تكليف ميقاتي.. "حزب الله" يوقع لبنان في الهاوية لقاء تنكره للعدالة 

*مؤشر غير مريح في موضوع البنك اللبناني الكندي وتحت عنوان تجفيف مصادر تمويل "حزب الله" بأي شكل من الأشكال/ريتا فاضل/ موقع 14 آذار

*المطران جورج ابراهيم كويتر في ذمة الله  

*الفأر يلعب في عب" قوى الثامن من آذار  

*انطوان اندراوس/سليمان لم يعد حياديّاً عون وضع لبنان في مواجهة اسرائيل وأمنّ للمسيحيين مزيداً من سيطرة غلبة السلاح من خلال مذكرة التفاهم 

*ايلي ماروني/هناك اكثر من لاسا في اكثر من منطقة لبنانية... الموسوي تعدى حدوده ويمسّ بالدين والمقدسات ... ولا جديد في اطلالة نصرالله اليوم  

*وهبي قاطيشا حزب الله يسعى لتحويل "لاسا" الى مزارع شبعا لتحريرها من "جيش الموارنة" وضمّها الى دويلته: كلام الموسوي يعكس عمق المأزق الذي يتخبطون به... وعون يحاول حماية رأسه من حزب السلاح  

*اوساط في قوى 14 آذار: الرئيس سليمان بات اقرب الى "حزب الله" من الدولة اللبنانية... وحملات "حزب الله" لن تغير في قواعد اللعبة شيئاً...  

*وكيليكس/الجمهورية/مصارف لبنان ترفض التعامل مع حزب الله/إيران تحاول دخول النظام اللبناني عبر أفراد وشركات

*وكيليكس/الجمهورية/الأسد للأميركيّين: مستعدّون للتعاون في العراق أرسلنا إشارات إيجابيّة عدّة لكنّكم لم تتجاوبوا

*وكيليكس/الجمهورية/حزب البعث يتحكّم في كل جوانب النظام وبشّار الأسد غير قادر على الإصلاح

*جنرال الممانعة/راشد فايد/النهار

*عون يتّجه إلى طرح تعديل الطائف والعنوان: صلاحيات الرئيس/أسعد بشارة/الجمهورية

*سامي الجميّل: الصيغة الراهنة فاشلة

*القاضي داني الزعنّي ينفي ويطلب عدم زجّ اسمه الألمان يروون القصة الحقيقية لفيلم ليمان

*بعد سقوط "الملك" لا جدوى من الحوار/الجمهورية/جورج سولاج"

*الثورة أفضل... ولو فشلت/غسان حجار/النهار

*في انتظار ترجمة أقوال ميقاتي أو نصرالله الحكومة قد تسقط بـ"الضربة الاقتصادية"/اميل خوري /النهار

*ديبلوماسي خليجي: نزول مليوني لـ "ثورة الأرز" كفيلة بإسقاط حكومة ميقاتي/"مذكرة جلب" بحق نصر الله إذا لم يسلم المتهمين/حميد غريافي/السياسة

*عون بين إمساكه بالتمثيل الحكومي المسيحي وتربص خصومه تجربة الأمن العام القاعدة أم الاستثناء/روزانا بومنصف/النهار     

*عن الجيش/حازم صاغيّة/الحياة

*النظام السوري وأبناء الصهيوني/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*دور الإعلام في الدراما السورية/غسان الإمام/الشرق الأوسط

*ستة أوهام سورية/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

*الأسد: فشل الإصلاح الموعود/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*نشرة موقع حزب الكتائب ليوم الثلاثاء

*حزب الله يسرح ويمرح "على عينك يا تاجر" بينما الحكومة غارقة في سبات عميق والقائمون عليها ينتظرون توجيهات نصرالله و"رغباته التي هي اوامر"

*الكتائب تحدد موقفها من الحوار: ثلاث نقاط رئيسية لبناء

*وليد جنبلاط في حماة/فارس خشّان/يقال نت

*كلمة السيد حسن نصرالله في مهرجان "الكرامة والإنتصار" بملعب الراية

*لا يجب تحويل الخلاف على الأملاك في لاسا لحرب طائفية.. والكلام عن وجوب أن يكون قرار السلم والحرب بيد الدولة فيه هذيان"/عون: المخالفات التي إرتكبها ريفي لا تجعل منه كفؤا.. ولا أحد مجبر على حضور إجتماعات بكركي

 

 

تفاصيل النشرة

 

بيريز: الأسد سفاح وعليه الرحيل.. وطهران لا تريد شرق أوسط هادئاً

وصف الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الرئيس السوري بشار الاسد بـ"السفاح الذي يتعين عليه الرحيل"، مشيرًا إلى أن "الشعب السوري شعب عملاق وشجاع"، ومعتبرًا أن "الطموحات الانسانية التي تنادي بالحرية والازدهار ستتفوق على القمع وأنه من غير المعقول أن يصدر أحد أوامره بإطلاق الرصاص الحي على شعبه لأنهم يتظاهرون". بيريز، وفي مؤتمر صحافي عقده في القدس وخصّ به الصحافيين الفلسطينيين، أضاف: "لقد قتل الاسد ما يقارب الفي مواطن اعزل، وزج بعشرات الالاف في السجون، وأنا لا أراهن على حكم الأسد، فهو لن يتغلب على الشعب". وعن الملف الإيراني، قال بيريز: "إن طهران لا تريد شرق أوسط هادئاً وإنما تريد بسط سيطرتها عن طريق اثارة الاضطرابات بواسطة ذراعيها المتمثلتان بـ"حزب الله" في لبنان، وحركة "حماس" في قطاع غزة"، مضيفاً إن "طهران تقوم بتزويد "حزب الله" في القرى اللبنانية، و"حماس" في شوارع غزة بالاف الصواريخ، وتزرع الخوف واليأس بقلوب أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني"، متقدماً من الشعب الايراني بتهانيه بمناسبة حلول الشهر الفضيل (رمضان). (أ.ف.ب.)

 

قيادة الجيش: إنفجار عبوة بآلية "يونيفيل" على طريق صيدا.. واصابة 3 عناصر بجروح 

أعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، في بيان، أنه "عند الساعة 17,45 من بعد ظهر اليوم، وأثناء مرور وحدة لوجستية تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، على طريق عام صيدا - سينيق، تعرضت إحدى آلياتها لانفجار ناجم عن عبوة ناسفة، مما أدى الى إصابة ثلاثة عناصر بجروح، تمت معالجة اثنين منهم ميدانيا، ونقل الثالث الى مستشفى حمود، وهو الآن بحالة مستقرة وجيدة. وأضاف البيان: "فرضت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة، طوقًا أمنيًا حول مكان الانفجار، كما حضر عدد من الخبراء العسكريين للكشف عليه، وتولت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث لكشف ملابساته". (أ.ف.ب.)

 

سينغ: إنفجار صيدا جرح 5 جنود فرنسيين.. وننسق مع الجيش للوصول إلى الحقيقة 

وكالات/أعلن الناطق باسم قوات "يونيفيل" ميراج سينغ أن "عدد الجنود الذين أصيبوا في التفجير الذي إستهدف آلية VAP تابعة للكتيبة الفرنسية في صيدا بلغ خمسة جنود، نقل ثلاثة منهم إلى مستشفى حمود"، لافتاً في حديث لإذاعة "صوت لبنان 100,5" إلى أن "خبراء جنائيين تابعين لـ"يونيفيل" باشروا مسحاً ميدانياً في مكان الإنفجار"، ومؤكداً أن "يونيفيل تنسّق بشكل وثيق مع الجيش اللبناني للوصول إلى الحقيقة".وأوردت إذاعة "صوت لبنان" معلومات تشير إلى أن "أحد هؤلاء الجنود ويدعى بودين اوليفر، يعاني من جروح خطيرة في العينين". حكومة «حزب الله».. هل تنقذ النظام السوري؟

 

منصور إتصل ببييتون مستنكراً: الإعتداء على الـ"يونيفيل" إعتداء على لبنان وإستقراره 

دان وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، في بيان، "الإعتداء على "يونيفيل" في صيدا الذي استهدف دورية عسكرية للكتيبة الفرنسية". وأجرى لهذه الغاية إتصالاً بالسفير الفرنسي دوني بييتون، معبّرًا له عن ادانته "الشديدة لهذا العمل الإجرامي الذي لا يشكل إعتداءً على الـ"يونيفيل" فقط، بل إعتداء على لبنان وإستقراره وأمنه". وأبلغ منصور السفير الفرنسي "مشاعر الأسف العميق لوقوع جرحى"، مبدياً "دعمه وتأييده للقوات الدولية في الجنوب، ولا سيما القوة الفرنسية". وتمنى لـ "الجرحى الشفاء العاجل".(الوطنية للإعلام)

 

أمل": إستهداف "يونيفيل" عبث بأمن لبنان وخدمة مباشرة للعدو 

علنت حركة "أمل" رئيساً وهيئات قيادية "إدانتها وإستنكارها الشديدين للجريمة الإرهابية المنظمة التي إستهدفت وحدة لقوات "يونيفيل" في منطقة صيدا"، وقالت في بيان: "هذه الجريمة تشكل عبثاً بأمن لبنان وخدمة مباشرة للعدو الإسرائيلي وهدفها زعزعة إستقرار لبنان وإدخاله في حال من القلق على المصير، مترافقة مع إضعاف المظلة الدولية المتمثلة في القرار 1701 فوق لبنان وجنوبه"، مؤكدة أنّها "لن تسمح باستمرار هذا الأمر لأنّه يفتح لبنان والجنوب على المجهول". ودعت "أمل" كل القوى البرلمانيّة والسياسيّة "الحريصة على الإستقرار في لبنان إلى تجنيد قواها إلى جانب الأجهزة العسكريّة والأمنية للوصول إلى المجرمين وإنزال أشد العقوبات بهم بتهمة الخيانة وتهديد الأمن الوطني". (الوطنية للإعلام)

 

ميقاتي طالب بتحقيق عاجل لكشف ملابسات انفجار "سينيق".. واتصل ببييتون شاجباً 

تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي موضوع الإنفجار الذي إستهدف دورية للكتيبة الفرنسية العاملة في إطار القوات الدولية جنوب مدينة صيدا، واتصل بوزير الداخلية والبلديات مروان شربل، ووزير العدل شكيب قرطباوي وطلب فتح تحقيق عاجل في الاعتداء لكشف ملابساته. كما اتصل ميقاتي بالسفير الفرنسي دوني بييتون، معرباً له عن "شجب الحكومة اللبنانية للإعتداء الآثم الذي تعرضت له الكتيبة الفرنسية، وعن مواساته وتضامنه مع الجنود الفرنسيين الذين أصيبوا في الانفجار". (الوطنية للإعلام)

 

شيخ الأزهر يلتقي وفدين من إيران و"حزب الله" لأول مرة منذ سقوط مبارك 

إلتقى شيخ الأزهر أحمد الطيب اليوم وفدين من "حزب الله" ومن إيران، محذرًا من "محاولات نشر المذهب الشيعي بين أهل السنة وببلدانهم"، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "الشرق الأوسط" التي أوضحت أن هذا اللقاء يعدّ الأول بين شيخ الأزهر وممثلين للمذهب الشيعي منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي كان يتهم طهران وحزب الله بالتدخل في الشؤون الداخلية لمصر والعمل على زعزعة استقرارها. وأشارت الوكالة إلى أن "الإمام الأكبر أكد رفض الازهر، باعتباره حامي حمى أهل السنة والجماعة بالعالم، محاولات نشر المذهب الشيعي بين أبناء أهل السنة والجماعة وببلدانهم". وأضافت إن "الطيب شدد على أن الأزهر سيقف بالمرصاد لأى دعوات تفرق وحدة الأمة الإسلامية". وأوضحت وكالة أنباء "الشرق الأوسط"  أن "شيخ الأزهر عبّر عن هذا الموقف خلال لقاء في مقر مشيخة الأزهر بالقاهرة مع وفد إيراني برئاسة ناصر السوداني نائب مدينة الأهواز في مجلس الشورى الإسلامى الإيراني الذى سلمه رسالة من علي لاريجانى رئيس مجلس الشورى الإسلامى الإيرانى تضمن دعوته لزيارة إيران"، مضيفة: "طالب الإمام الأكبر من الوفد إبلاغ آيات الله بإيران بضرورة المساهمة في مسيرة التفاهم والتعاون بين المذاهب الإسلامية ونشر ثقافة التسامح بدلاً من الحقد والخلاف، واستصدار فتاوى واضحة وصريحة تدين من يدعو بدعوة الخلاف والفرقة والهجوم على أهل الصدر الأول من الصحابة والتابعين وأمهات المؤمنين الذين ورد القرآن باحترامهم والثناء عليهم".(أ.ف.ب.)

 

الأسد عرض مع باسيل للأوضاع في لبنان وسوريا 

ذكرت الوكالة "الوطنية للاعلام" أن "الرئيس السوري بشار الأسد استقبل اليوم وزير الطاقة والمياه جبران باسيل وعرض معه للأوضاع فى لبنان بعد تشكيل الحكومة وعلاقات التعاون السورية – اللبنانية"، مشيرة إلى أنه "تم التطرق الى الاوضاع في سوريا والمنطقة".(الوطنية للاعلام)

 

غاي: مستعدون للتعاون مع الحكومة شرط التزامها القرارات الدولية 

شددت سفيرة بريطانيا لدى لبنان فرانسيس غاي على أنها "طوال السنوات الأربع التي شغلت فيها منصب سفيرة في لبنان لم تعايش أيّ حكومة استطاعت أن تعمل أو أن تفعل شيئًا، ومردُّ ذلك ربما الى الظروف التي لم تساعد الوزراء الذين أتوا بمشاريع وأهداف". غاي، وفي مقابلةٍ مع صحيفة "صدى البلد" تُنشَر غدًا، رأت أنه "على الحكومة اللبنانية استغلال فرصة استقرار لبنان مقارنة بالدول العربية للخروج بمشروع إيجابي"، لافتة الى أن "بلادها مستعدة للتعاون مع هذه الحكومة شرط التزامها بالقرارات الدولية وليس احترامها فقط".

 

الرأي الكويتية /خيرالله خيرالله

من المفارقات التي لم تعد مفارقات، كونها جزءا من نهج ثابت منذ خروج القوات السورية من الأراضي اللبنانية في ابريل من العام 2005، أن النفوذ الإيراني يزداد في الوطن الصغير. أنه يزداد يومياً إلى حدّ أن النفوذ السوري في لبنان صار تحت رحمة ايران ممثلة بميليشيا مذهبية مسلحة تعتبر لواء في «الحرس الثوري» اسمها «حزب الله». لذلك، اضطر النظام السوري إلى الاستعامة بالنظام واداته اللبنانية لفرض تشكيل حكومة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي معتقداً أن ذلك يساعده في انقاذ نفسه.

يظهر أن النظام السوري مقتنع بان حكومة لبنانية يشكلها له «حزب الله» يمكن أن تنقذه، بل يبدو مقتنعا بأنّه قادر على تجاوز الأزمة العميقة التي يعاني منها عن طريق متابعة ممارسته لعملية الهروب إلى أمام من جهة وممارسة القمع من جهة أخرى. لو لم يكن الأمر كذلك لما مارس كل هذه الضغوط منذ ما يزيد على ستة أشهر من اجل اخراج الرئيس سعد الحريري من السراي وكأن خروج نجل الشهيد رفيق الحريري من موقع رئيس مجلس الوزراء يشكل خشبة الخلاص لنظام لا يريد الاعتراف بأنه فقد شرعيته في سورية أوّلاً نظراً إلى أنه لم يكن قادراً في أيّ يوم على تلبية أي مطلب للمواطنين السوريين الطامحين إلى حدّ أدنى من الحرية والكرامة والعيش الكريم قبل أي شيء آخر...

كان يمكن لحسابات النظام السوري أن تكون في محلها لولا أنه كان لا يزال قادراً على تشكيل حكومة في لبنان من دون سلاح ميليشيا «حزب الله» الإيراني. اضطر النظام السوري إلى الاستعانة بسلاح هذا الحزب مرة أخرى ليفرض مثل هذه الحكومة على اللبنانيين. لو أعاد النظام السوري حساباته بشكل جيّد وفي العمق لاكتشف أن تشكيل الحكومة بالطريقة التي تشكلت بها لا ينفعه بشيء باستثناء أنه يؤكد أنه لا يريد التعلم من تجارب الماضي القريب ومن الأزمة التي غرق فيها. باختصار شديد، لا يريد هذا النظام الاعتراف بأن عليه الاهتمام بالشأن الداخلي السوري، هذا إذا كان لا يزال لديه مجال لذلك.

الأهمّ من ذلك كلّه أن هذا النظام يرفض الاعتراف بأنه صار تحت رحمة النظام الإيراني أكثر من أي وقت، وأن هذا دليل ضعف وليس دليل قوة في أي شكل. ربما كان النظام الإيراني يلوح للنظام السوري بأنه يمكن أن يأتي له بالترياق من بوابة العراق، وأن هناك توازنات جديدة في المنطقة بعد الانسحاب العسكري الأميركي من هذا البلد المهم، وأنه الجهة الوحيدة القادرة على ملء الفراغ الذي سينجم عن خروج الأميركيين من الأراضي العراقية. أوليست إيران المنتصر الأوّل من الاجتياح الأميركي للعراق؟ كان أحد نوّاب «حزب الله» واضحاً في ذلك عندما تحدث في سياق إحدى جلسات الثقة بالحكومة عن لبنان بصفة كونه جزءا لا يتجزأ من المحور الإيراني- السوري وامتداد له!

لم يقل طبعاً ما يفترض به قوله بصراحة أكبر. لو اعتمد الصراحة لقال ان لبنان مجرد «ساحة» بالنسبة إلى إيران وأن بيروت ليست سوى ميناء إيراني على البحر المتوسط، وأن في استطاعة طهران أن تشكل الحكومة اللبنانية التي تشاء خدمة للنظام السوري في انتظار إحكام النظام الإيراني سيطرته على العراق... بما يمكنه من التفاوض من موقع قوة مع الولايات المتحدة وحتى مع إسرائيل، على أن يكون ضمان مستقبل النظام السوري بشكله الحالي جزءا من هذه المفاوضات. هل هو رهان سوري في محله؟ الكثير يعتمد على ما إذا كان الوقت سيسمح لطهران بممارسة هذه اللعبة غير المضمونة. في النهاية، يبدو الوضع في غير مصلحة النظام السوري الذي يواجه ثورة شعبية لا مثيل لها منذ الاستقلال. أكثر من ذلك، ليس لدى النظام في دمشق أي جواب عن أي سؤال يطرحه عليه المواطنون باستثناء القمع.

ما تشهده سورية أهم بكثير من جلسات مجلس النواب اللبناني حيث لا يزال هناك من يعتقد أن عليه الرد بقسوة وحتى بكلام بذيء على كل من يتناول القمع الذي يمارسه النظام فيها في حق المواطن العادي. هناك نوّاب لبنانيون تابعون للنظام السوري يعتقدون أن هناك في دمشق من سيحاسبهم على بقائهم مكتوفين لدى الكلام عن حقيقة ما يدور على الأراضي السورية. هؤلاء النواب مثلهم مثل نوّاب «حزب الله» وقيادييه وتوابع الحزب يعيشون خارج الزمن. لذلك لا يمكن توجيه أي لوم لهم على تصرفاتهم المضحكة- المبكية التي لا علاقة لها بكل ما هو حضاري في هذا العالم. انهم يراهنون على الأوهام من بينها وهم القدرة على ابقاء لبنان أسير المحور الإيراني- السوري إلى ما لا نهاية. ينسى هؤلاء أن التوازنات في المنطقة لا تقررها لا إيران ولا سورية، حيث نظامان مريضان، وأن حكومة لبنانية يشكلها «حزب الله» وملحقاته على شكل تلك الاداة لدى الادوات التي اسمها النائب المسيحي ميشال عون لا تقدم ولا تؤخر. كل ما تستطيع هذه الحكومة عمله هو توعية بعض اللبنانيين، الذين ما زالوا يعانون من قصر النظر، إلى خطورة السلاح الميليشيوي الذي في يد حزب مذهبي على مستقبل بلدهم وابنائهم.

إضافة إلى ذلك، يعطي تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة فكرة عن مدى الاستعداد الإيراني- السوري للدخول في مواجهة مع المحكمة الدولية التي يبدو أنها ستكشف من يقف وراء الجرائم التي ذهب ضحيتها اللبنانيون الشرفاء من الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، على رأسهم باسل فليحان وصولاً إلى الرائد وسام عيد. من قال أن لا فائدة من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي كشفت أوّل ما كشفت ضعف النظام السوري وعجزه عن القيام بأي نقلة نوعية تثبت أنه قادر على التعاطي مع ما يدور في المنطقة والعالم وحتى داخل سورية نفسها!

 

لاسا: التحدّي الأوّل أمام البطريرك الماروني

دنيز رحمة فخري/الجمهورية

لا تزال تلك اللحظات السعيدة في البال، يوم انتخاب المطران بشارة الراعي بطريركا جديدا على إنطاكية وسائر المشرق. يوم تحوّل الصرح البطريركي الى محطّ أنظار ومحجّ، لرجال السياسة على مختلف انتماءاتهم كما أبناء الطائفة. غمر الفرح المسيحيين وكذلك الأمل، فالخلف فيه نبض السلف، والمشعل الذي حمله البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في الزمن الصعب، لن ينطفئ. عوّل المسيحيون على دور البطريرك الجديد، ورأوا فيه الراعي الصالح للخراف المشتتة والمتباعدة، وأتى اللقاء الرباعي الشهير الفريد -وربما الوحيد- بين الأقطاب الموارنة الاربعة، وما تخلّله من مصافحة تاريخية بين رئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس تيار المردة، وما تبعه من لقاء ماروني موسّع لم يشهده تاريخ لبنان الحديث كرّس حق الاختلاف بالرأي من دون الخلاف، ليزيد الأمل وليعزز ثقة المسيحيين عموماً، والموارنة خصوصا، برَاعيهم الجديد.

متى يهزّ البطريرك عصاه؟ شكّل تعيين مدير عامّ جديد للأمن العام حدثا هامّا لدى المسيحيين والموارنة الذين رأوا فيه فرصة سانحة لاستعادة ما فقدوه قسراً في زمن الوصاية، فاتجهت الأنظار الى رأس الكنيسة المارونية غير المكبّل بالمصالح الشخصية أو الاعتبارات السياسية.

فسيّد الصرح يتمتع بعلاقة شخصية مميزة مع رئيس الجمهورية عمرها عشرات السنين، وهو حافظ على علاقته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وكان أوّل من رحّب بتشكيل الحكومة الجديدة وطالب بمَنحها فترة سماح قبل انتقادها، ومعروف أنه على علاقة متينة بزعيم التيار الوطني الحر، واستطرادا مع وزرائه العشرة.

إلاّ أن هذه "العلاقات المميزة"، لم تمكّن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من استثمارها لاستعادة المنصب الى طائفته، ليستغرب البعض كيف أنه لم يعّبر حتى عن عدم رضاه أو يمهّد في أي إطلالة من إطلالاته المكثفة للمطالبة بعودة المنصب للطائفة المارونية. والمفارقة أن بعض السياسيين في فريق الأكثرية، ووفق مصادر وزارية بارزة، كان يعوّل على موقف قوي من البطريرك الماروني، خلال الفترة الممتدة بين جلسة التجديد لحاكم مصرف لبنان والأخرى التي عقدت في السراي لتعيين المدير العام الجديد للأمن العام، يعيد خلط الاوراق ويشكّل ضغطاً على حزب الله لكي يبدّل رأيه، لا سيما أن البطريرك الراعي، ووفق المعلومات، تبلّغ من رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس تكتل التغيير والإصلاح، ظروف تعيين العميد عباس ابراهيم، وأن الرئيس سليمان اضطرّ الى الموافقة بعد ما تدخّل الجانب السوري بتَمنّ يُشبه الأمر، نقله اليه مستشاره ناجي البستاني، فيما تكفّل حزب الله، ومن دون كثير جهد، بإقناع الجنرال. ومرّ التعيين بهدوء، ومن دون أي إشارة، لا من قريب أو بعيد، من قبل رأس الكنيسة المارونية، حتى أن القرار تزامن مع اجتماع اللجنة في بكركي في رئاسة البطريرك للبحث في خَلل الحضور المسيحي الحاصل في الإدارات العامة !

لم تكن صدمة بقاء القديم على قدمه في الأمن العام قد مَرّت بعد، حتى حدث ما حدث في بلدة لاسا. فبعد التعدّي الذي حصل من قبل "الأهالي" على الأب شمعون عون ومحامي المطرانية، أثناء قيامهما بعملية المسح لأملاك تعود لمطرانية جونية للموارنة منذ العام 1939، وفيها أحكام قضائية صادرة لصالح المطرانية، وبعد الإشكال بين "الأهالي" وفريق محطة "إم تي في" أثناء قيامهم بتحقيق عن التعديات على الأراضي في لاسا والمنطقة، انتظر كثيرون موقف بكركي، المعنية المباشرة بهذه القضية، توقّع مراقبون أن يطالب البطريرك الماروني الدولة اللبنانية وأجهزتها بتطبيق القانون، وتنفيذ الأحكام، وتسريع المَسح، على أن يترافق ذلك مع وقف الاعتداءات على الأملاك المسيحية ووقف عمليات البناء. إلّا أن سيّد الصرح، الذي انتقل من الديمان الى بكركي، ليلتقي ممثّل حزب الله غالب أبو زينب والممثل المحلّي للحزب في البلدة ونوّاب المنطقة وفعاليات أمنية، اختار النقاش لا الحسم... وبدا وكأنّ الأمور تتجه الى التسوية والتأجيل، في انتظار موافقة المعتدي ومن يَستقوي به، فرحّل المسح الى ما بعد شهرين... وتكرّس في لاسا الجُبَيلية منطق الاستقواء بالسلاح على منطق الدولة.

أمّا مهلة الشهرين التي حدّدها لقاء بكركي، فتركت لدى المجتمع المسيحي تساؤلات عديدة، وبات في حال ترقّب لما ستكون عليه النهاية.

هل يعيد البطريرك الماروني الحق لأصحابه، بعدما فشل الوزراء العشرة ونوابهم في ذلك، وتغلّب منطق الدولة على الدويلة؟ أم أن القصة سوف تنتهي باللفلفة على الطريقة اللبنانية؟

 

تطويب القتلة!

علي حماده/النهار

عند "حزب الله" نائب ثرثار يضع يوما قتلة الاستقلاليين وفي مقدمهم رفيق الحريري في مصاف القديسين، وفي يوم آخر يهدد الاستقلاليين بشن حملة لعزلهم دوليا لأنهم يرفضون الحوار على قاعدة الاستسلام والاذعان لسلاح قَتَل ويقتل لبنانيين. وفي كلا الحالين يكتشف اللبنانيون امامهم النموذج المخيف الذي يمثله "حزب الله" معتبرا ان منتسبيه هم فوق البشر. هذا هو نموذج نيابي، فما بالك بالامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي مضت سنوات لم ير فيها نور الشمس ولم يتنشق هواء الارض، وهو مقيم في باطن الارض، بمعنى انه لا يرى بشرا، بل ان جل اتصاله بالعالم الخارجي يتم عبر التقارير والتلفزة، او عبر قلة محيطة به طابعها الطاغي امني مخابراتي. هكذا يدار لبنان اليوم او هكذا يسعون الى ادارته. مجموعة من "المهدويين" يحكمون يدهم على سلاح يزعمون ان وجهته اسرائيل وفي حال الدفاع عن الارض، واذ بهم يقتلون لبنانيين في وضح النهار في بيروت والجبل والبقاع والشمال. ويأتي القرار الاتهامي ليميط اللثام عن حقيقة تنظيم لا يتورع عن قتل رجالات كبار في سعيه الى التحكم في بلاد الارز. ومن الكبيرة الى الصغيرة نرى كيف يحولون منطقة جبيل التي شكلت على مر السنين واحة عيش مشترك الى ما يشبه الجبهة النائمة باستقوائهم بسلاح قتل ويقتل لبنانيين. يحدث هذا في عقر دار رئيس الجمهورية والابرشية السابقة للبطريرك الراعي!

ان منطق الذين يرفعون القتلة الى مصاف القديسين هو منطق الحرب الاهلية بامتياز. ومن يغامر بولوج هذا الدرب انما يدفع الآخرين الى قطيعة ثقافية واجتماعية اخطر باشواط من القطيعة السياسية. لأن القتلة في نظر الاستقلاليين يبقون قتلة وان طوّبهم نائب ثرثار.

ليس غريبا ان يقدسوا القتلة، فهل كانوا افضل حالا مع الشعب في سوريا فيما هم يناصرون قتلة الاطفال والنساء والشيوخ؟ وهل كانوا افضل حالا مع المقهورين في ايران حيث يُقتل المثقفون وتغتصب المعتقلات في السجون؟ ان الموقف الاخلاقي لا يتجزأ يا سيد حسن، وبعض العرب اكثر إجراما من اسرائيل نفسها. واسألوا أولياء الشباب الفلسطينيين الذين دفع بهم الى الشريط في الجولان ليسقطوا برصاص الاسرائيلي في معرض استدراج العروض. فكيف نستغرب اعتبار كثيرين في لبنان إن النظام في سوريا و"حزب الله" هما وجهان لعملة واحدة، ايمانهم بان الثورة التي ستحرر سوريا ولبنان؟

ونعود الى موضوع الحوار، لنقول ان الحوار جيد في المبدأ انما كيف يكون مجديا والمسدس على الطاولة؟ فليبدأ الحوار اقله بعد اعلان بيروت وطرابلس مدينتين خاليتين من السلاح. فيتم تجميع السلاح واقفال المراكز الامنية والعسكرية المعلنة، وغير المعلنة، ويتم اخلاء المخابئ المحصنة وخصوصا تلك التي يستخدمها قادة الحزب في قلب بيروت مراكز تحكم وسيطرة، واخيرا وليس آخرا تفكيك منظومة الاتصالات العسكرية التي نشرها الحزب في العاصمة وفي طرابلس.

هذه بداية مقبولة لحوار على قاعدة خطوات يقوم بها الحزب المسلح لبناء شيء من الثقة. وعدا ذلك فلنجلس نحن ايضا الى ضفة النهر وننتظر...

 

مَن يستدرج الرئيس سعد الحريري للعودة؟

عوني الكعكي/الشرق

الذين قرّروا وخططوا وموّلوا ونفّذوا جريمة اغتيال الشهيد الكبير الرئىس رفيق الحريري لا يزالون موجودين... ولكنها قد تكون المرّة الأولى في لبنان أنّ هؤلاء سوف يساقون الى العدالة التي ستطالهم طال الزمن او قصر. وللتذكير فإن الصربيين مرتكبي الجرائم والمجازر في البوسنة والهرسك باتوا جميعاً أمام القضاء الدولي، وأُلقي القبض، قبل أسابيع، على آخرهم وهو يحمل الرقم 126 بعد 16 سنة من تأليف المحكمة الدولية من أجل يوغوسلاڤيا السابقة. ونبشّر الذين ارتكبوا الجريمة الارهابية بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري بأنهم ينتظرهم المصير ذاته، وسيمثلون أمام المحكمة الدولية مهما طال الزمن، وبئس المصير. إنّ بطل الـ2006، وبطل الـ1500 شهيد، والـ10 آلاف جريح، وتكبيد البلد 15 مليار دولار لا يزال منذ خمس سنوات مختبئاً في ملجأ تحت الأرض. ثم إنّ رئيس الحكومة الجديد نجيب ميقاتي أجاز لنفسه ولحكومته عطلة للراحة من عناء العمل، على الرغم من أنّ القانون اللبناني لا يجيز العطلة إلاّ بعد مرور عام على بدء ممارسة المهام، فلماذا تضيق عيونهم ونفوسهم وقلوبهم بغياب الرئيس سعد الحريري. إنّ رئيس الحكومة السابق قد يعود اليوم، أو قد يعود غداً، أو في أي يوم يطمئن الى أنّ الظرف بات مناسباً للعودة، وهو ليس في حاجة الى من يدعوه، خصوصاً أنّه مشتاق الى أهله وجمهوره ومحبّيه أكثر مما يتصوّر الذين يكررون كل يوم الدعوة إليه ليعود. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر لماذا لا يلقي بطل الـ2006 خطاباته إلاّ عبر الأثير، فيجلبون الجمهور من كل ناحية، ويحشرونه في ملعب ليتابع سماحته من خلال الشاشة.. أوَليس أن الذي انتصر على اسرائيل يرغب في لقاء جمهوره وجهاً لوجه، فلماذا تقام بينه وبين هذا الجمهور حواجز لا يمكن أن تكسرها صورة على شاشة؟

يبقى أخيراً أنّ قرار العودة يقرّره الرئيس سعد الحريري وحده في ضوء ظروفه والمعطيات.

 

إيران و"حزب الله" وسوريا يرغبون بقيام حرب مع إسرائيل كلٌ لدوافعه الشخصيّة  

ذكرت صحيفة "ذو وول ستريت حورنال" في مقالٍ نشرته اليوم الثلاثاء أنّ "التوتّر يتزايد شرقي البحر الأبيض المتوسّط بين إسرائيل ولبنان"، موضحةً "هذه المرّة، بسبب ما يُقاربُ 430 ميلاً مربّعاً من المياه المتنازع عليها تحمل في جوفها مخزوناً ملحوظاً من الغاز". المقال الذي أعدّه آرييل كوهين، الباحث البارز في منظّمة Heritage Foundation The اعتبر أنّ "إيران وحزب الله وسوريا يرغبون بقيام حربٍ مع إسرائيل، كلٌ منهم لدوافعه الشخصيّة"، شارحاً أنّ "طهران ودمشق تريدان إنقاذ نظام بشّار الأسد بينما يسعى "حزب الله" لحماية مسؤوليه البارزين من التّهم الموجّهة إليهم بعمليّة اغتيال رئيس مجلس الوزراء اللّبناني الأسبق رفيق الحريري". وتابعت الصحيفة إنّ "نشوب حربٍ جديدة في منطقة الشرق الأوسط سوف تؤدّي كافة هذه الأغراض وستكون بمثابة كارثةٍ للولايات المتّحدة الأميركيّة، المنهمكة أساساً بالانسحاب من كلّ من أفغانستان والعراق والمشاركة في عمليّةٍ عسكريّة في ليبيا".

إلى ذلك، قدّمت الصحيفة لمحةً عن الثروة الطبيعيّة المتنازع عليها بين إسرائيل ولبنان معتبرة أنّ "بإمكان كلا البلدين أن يستفيد بشكلٍ كبير منها"، جازماً أنّ "كل ما هما بحاجة له هو الإرادة الطيّبة بالتفاوض على اتّفاق يرسّم الحدود البحريّة بينهما". وأوضح المقال في هذا السياق تحديداً أنّ "اتّفاقاً مماثلاً يقوم عادةً عبر مفاوضاتٍ ثنائيّة أو عبر وسيطٍ ثالث مُتّفق عليه من قبل الطرفين المعنييّن وليس عبر تقنيّات الحدود المعترف بها من قبل الأمم المتّحدة، كما يُطالب لبنان في الوقت الحالي".

هذا وذكّرت الصحيفة بالتهديدات التي وجّهها "حزب الله" في أعقاب الحلول التي اقترحتها إسرائيل، محذّراَ "لعلّ الأخطر ما يُنقل عن قبول وزارة الخارجيّة الأميركيّة دعم الاقتراح الذي يقدّمه لبنان أي أن تقوم الأمم المتّحدة بدور الوسيط في هذه المسألة على أساس الاتّفاقيّة البحريّة الدوليّة ، مع العلم أنّ إسرائيل ليست فريقاً فيها". كما حذّر كوهين " المخاطر كبيرة بالنسبة لإسرائيل وبالنسبة للولايات المتّحدة الأميركيّة على اعتبار أنّ حزب الله مزوّد بصواريخ مضادّة للسفن صينيّة الهندسة، إيرانيّة الصنع من طراز C-802 قد تُستخدم ضدّ المنشآت والناقلات الإسرائيليّة، في المستقبل، إضافةً إلى أنّ الحزب اللبناني يملك وحدات كومّاندو بحريّة".

 

احتجاجات سوريا تفضح "حزب الله" وتضعه في مأزق.. صورة نصرالله "المقاوم" تنهار   

صورة نصر الله "كمقاوم ومدافع عن الحقوق القومية" تنهار فجأة بسبب تناقضه الفاضخ في مساندة كل الربيع العربي في كل الدول العربية إلا سوريا 

تضع الاحتجاجات التي تشهدها سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد "حزب الله" في موضع القلق المتزايد، دافعة الحزب الى اعتماد خطاب أكثر حذراً، على ما يرى محللون. وتقول الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط أنييس لوفالوا أن "هامش المناورة لدى حزب الله محدود جداً بما أن المحور الاستراتيجي الذي يضم إيران وسوريا والحزب متأثر بموجة الاحتجاجات التي تجري في سوريا، وهذا الأمر يجبره على التعامل بحذر كبير مع الأمور". وتقول لوفالوا: "في بدء الأمر، ظن حزب الله أن النظام السوري سيتمكن من سحق الاحتجاجات بسرعة دون أن يكون له انعكاسات سلبية عليه"، وتضيف: "لكن مع استمرار الاحتجاجات،  تنبه لضرورة عدم وضع نفسه في موقف حرج". وترى أن "نصر الله يعيش نزاعاً حقيقياً بين دعمه للنظام السوري وبين صورته كمقاوم ومدافع عن الحقوق القومية". ويرى مدير مركز "كارنغي للشرق الأوسط" بول سالم أن "النظام السوري أدرك أن شعبية نصر الله لن تفيده في هذه الأزمة، بل بالعكس". ويضيف أن حزب الله "قلق بدون شك، إذ في حال انهار النظام كلياً، سيتأثر في الصميم من الناحية الاستراتيجية، لا سيما إذا كان النظام الجديد الذي سيحكم سوريا سيحمل روحاً ثأرية من إيران وحزب الله". ويتابع: "كل الاحتمالات الممكنة سيئة بالنسبة إلى حزب الله، سواء حلت الفوضى في سوريا، أو جاء نظام جديد، أو استمر النظام الحالي إنما ضعيفاً". ويقول الباحث في معهد "تشاتهام هاوس" في لندن نديم شحادة أن "قوة حزب الله ترتكز على أساس أخلاقي وكلمات كبيرة مثل الحرية والتحرير". ويضيف: "لقد ساند حزب الله الربيع العربي في كل من مصر وتونس وليبيا والبحرين.. في كل مكان ما عدا في سوريا، إنه تناقض غير مقنع".

وبرأي لوفالوا فإن "حزب الله سيعمد الى التهدئة وتجنب التصعيد"، وتقول: "ظننا أن دمشق ستطلب من حزب الله شن عملية ضد إسرائيل لإبعاد الأنظار عن الانتفاضة السورية"، وتضيف: "لكن النظام السوري أدرك أن ذلك قد ينطوي على خسارة شاملة يصبح من الصعب معها السيطرة على الوضع كما كان الحال في المرات السابقة، لأنه بات ضعيفا جداً".

المصدر : ميدل إيست أونلاين

 

 عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامر سعاده : إذا كانت طاولة الحوار غطاء غير مباشر لسلاح "حزب الله" فلا جدوى منها

لفت عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامر سعاده إلى أنه "لو كانت فكرة الحوار جديدة لكنا قلنا فلنجرب ولكن هناك تجارب سابقة أثبتت أن هناك تمييعاً للأمور وتعاطياً غير جدي معها". سعاده، وفي حديث لإذاعة "صوت لبنان 100.5"، أشار إلى انَّ "هناك بنداً واحداً يجب أن يطرح على طاولة الحوار وهو بند سلاح حزب الله"، مضيفاً: "الطابة ليست في ملعبنا بل في ملعب الفريق الآخر، فنحن تلوعنا من هذه الطاولة".  وختم مشدداً على أنه "إذا كانت طاولة الحوارغطاء غير مباشر لهذا السلاح وستكون نتيجتها كسابقاتها فلا جدوى منها".

(رصد NOW Lebanon)

 

الناطق بإسم المحكمة: سننشر القرار الإتهامي إذا لم يتم توقيف المتهمين بحلول 11 آب

أوضح الناطق الرسمي باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف أن "المحكمة الدولية تتوقع ردّ الحكومة اللبنانية على طلب إلقاء القبض على الأشخاص الواردة أسماؤهم في القرار الإتهامي بعد ثلاثين يوم عمل أي أنّه يصادف في 11 آب المقبل"، لافتاً في حديث الى محطة "mtv" إلى أنّه "إذا لم تستطع الحكومة توقيف المتهمين حينها يعود إلى قاضي الإجراءات التمهيدية (دانيال فرانسين) إما إعلان القرار الإتهامي كاملاً ونشره في وسائل الإعلام اللبنانية أو أبقاء بعض الأجزاء أو الأقسام منه سرية". مؤكداً أن "عمل المحكمة هو عمل قضائي بحت". ورداً على سؤال، قال يوسف: "نتوقع من الحكومة اللبنانية التعاون الكامل مع المحكمة الدولية"، مضيفاً "الحكومة عليها إلتزامات مالية وحتى الآن لم نستلمها والقرار حيال عدم إستلام هذه الإلتزامات يعود إلى رئيس المحكمة أنطونيو كاسيزي".(رصد "NOW Lebanon")

 

"اللواء" عن مصدر سياسي: مواقف جنبلاط تتعلق بايصال رسالة دولية للأسد وليست مرتبطة بوضعيته السياسية   

نقلت صحيفة "اللواء" عن مصدر سياسي بارز توقفه عند المواقف الأخيرة التي أطلقها جنبلاط بشأن الأزمة في سوريا وكان آخرها هجومه على ما يسمى أنظمة الممانعة وإقتراحه على الرئيس السوري بشار الأسد ما يشبه خارطة طريق للخروج من الأزمة. وإعتبر المصدر أن "كلام جنبلاط له بعدان أول يتصل بتحسسه لعمق الازمة التي تمر بها سوريا في اللحظة التي قرر أن يربط بعض مصيره السياسي بها من خلال المصالحة مع الأسد والإنتقال سياسياً إلى معسكر الثامن من آذار ولو بمسمى الوسطية وبالتالي فهو يمهد لإنتقال جديد في الوقت المناسب، أما البعد الثاني والأهم فهو أن جنبلاط يلعب دوراً ما كصلة وصل بين نظام الأسد وبين ما يمكن تسميته "مجلس إدارة الأزمة في سوريا" أي تركيا وروسيا وأوروبا".

ولفت المصدر إلى أن جنبلاط "ذهب أبعد بكثير حتى من قوى الرابع عشر من آذار في توصيفه للواقع في دمشق واصفاً من روسيا الأحداث في هذا البلد بالثورة"  وأعرب المصدر عن إعتقاده بأنّ مواقف جنبلاط الأخيرة "تتصل أكثر بايصال رسالة دولية إلى الأسد مفادها ان الوقت لا يلعب لصالح نظامه أكثر من إرتباطها بوضعية جنبلاط السياسية، على الأقل في هذا الوقت وعلى بعد سنتين من الإنتخابات النيابية". وإذ إعتبر المصدر أن "مواقف جنبلاط تعبر عن قلق شديد تشاركه فيه دول "مجلس إدارة الازمة في سوريا" من الإحتمالات التي بات من المرجح أن تقبل عليها سوريا في ضوء تزايد القناعة حتى بين اصدقائها وحلفائها أنها دخلت مرحلة اللاعودة"، لفت في مجال آخر إلى أن الأجواء بين جنبلاط والرئيس سعد الحريري "طيبة" وأن "ثمة بحثاً في أن يحضر رئيس "الحزب التقدمي" أحد الإفطار ات التي سيقيمها الحريري بعد عودته الى بيروت لمناسبة شهر رمضان، حيث ستكون مشاركته اشارة الى تحسن العلاقة بين الرجلين".

 

أوغاسبيان: حادثة لاسا تكشف الوجه الحقيقي لأزمة لبنان المتعلقة بسلاح "حزب الله" 

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب جان أوغاسبيان أنه "ليس من المنطقي الذهاب إلى ما يروجه البعض في "8 آذار" حول وجوب الاختيار بين العدالة والاستقرار (في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري)، فهذا غير صحيح". أوغاسبيان، وفي حديث لإذاعة "لبنان الحر"، أضاف: "صحيح ان القرار الاتهامي يمكن ان ينشر في 11 آب اذا لم تسلم الحكومة اللبنانية المطلوبين"، وسأل: "كيف ستتعامل الحكومة مع المحكمة ومع تمويلها ومع حماية القضاة في حين يرفض "حزب الله" واعوانه المحكمة الدولية ويعتبرونها إسرائيلية، فهل رئيس الحكومة عميل؟". وفي السياق عينه، قال: "نحن بإنتظار موقف الحكومة والخطوات العملية التي سوف تأخذها في هذا الاتجاه"، لافتاً إلى انه "إذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يناور من أجل إحتواء الداخل والخارج فهذا سيؤدي إلى مواجهة لبنان المجتمع الدولي وسيكون هناك أزمة داخلية وبالتالي نحن لن نجلس ونتفرج بل سنتحرك بالطرق السلمية والديمقراطية".

من جهةٍ أخرى، رأى أن "حادثة لاسا تكشف الوجه الحقيقي لازمة لبنان الراهنة، وتتعلق بواقع السلاح الذي يملكه حزب الله".(رصد NOW Lebanon)

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني : حزب الله يحمي المتهمين الموجودين في عهدته

رفض عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني "أي تراجع عن التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، وأوضح أن "المؤتمر الحقوقي الذي سينعقد اليوم في "البريستول" يقع في هذا الاطار، وسيوجه رسالة إلى المجتمع الدولي وإلى اللبنانيين". مجدلاني، وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 93,3"، نفى إطلاعه "على الاجراءات التي إتخذت لتوقيف المتهمين الأربعة الواردة اسماؤهم في القرار الاتهامي"، مشيراً إلى أن "حزب الله يحمي هؤلاء الأشخاص الموجودين في عهدته"، وقال ان فريقه "ينتظرصدور القرار الاتهامي ومن ثم التزام الحكومة بالقرار 1757 وبالمحكمة وبالبروتوكولات الموقعة بين الحكومة اللبنانية والمحكمة الدولية، وعلى رأسها موضوع التمويل". وأضاف: "سنرى ما إذا كانت الحكومة ستتراجع عن التزاماتها حيال المحكمة الدولية التي أنشأها المجتمع الدولي". وأكد أن فريقه "لن يرضى بأقل من ظهور الحقيقة وإحقاق العدالة وان قوى الرابع عشر من آذار حريصة على النظام البرلماني الديموقراطي وعلى حرية اللبنانيين وتعدديتهم". وأعلن أن "قوى الرابع عشر من آذار لا ترفض المحاكمة الغيابية، لكنها تتساءل لماذا هناك فئة من اللبنانيين تحمي هؤلاء الأشخاص"، مشدداً على أن "المحكمة الدولية محكمة موضوعية تتمتع بالكفاءة ومستقلة، وفيها مكتب للدفاع عن المتهمين". (إعلام "المستقبل")

 

عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب ايلي ماروني: للتحقيق مع الموسوي لتبنيه المتهمين... ومع حوار يؤدي إلى تسليم السلاح للدولة

رأى عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب ايلي ماروني أنَّ "(عضو كتلة "الوفاء للمقاومة") النائب نواف الموسوي تجاوز كل الأعراف والقيم عندما شبه البشر بالقديسين والأيقونات وكأنه بذلك يتبنى الجرائم المرتكبة، لذلك من الأولويات دعوته للتحقيق معه باعتباره متبنيا للمجرمين ومتبنيا لمن اتهمتهم المحكمة الدولية بقتل شهداء ثورة الأرز"، معتبراً أنه "تصعيد جديد وتأكيد جديد بأنهم لن يتجاوبوا مع أي طرح من طروحات العدالة". ماروني، وفي حديث لاذاعة "الشرق"، قال "من المهم جداً أن يكون هناك حوار في الوطن، لكن أي حوار؟ الحوار الذي لن ينفذ؟". وتابع: "السابقات كثيرة، فطاولة الحوار السابقة إنعقدت ولم تؤد الى نتيجة ولم يتم الإلتزام بأي من بنودها التي تم الإتفاق عليها، لذلك يجب أن يكون هناك برنامج عمل للحوار ومواضيع محددة والتزام بتنفيذ ما يتم الإتفاق عليه"، مستبعداً "تحقق ذلك لأن "حزب الله" أعلن دائماً أنه لن يحاور في موضوع السلاح لأنه مقدس، وكل ما يتعلق بالموضوع يضر بالمصلحة الوطنية، فالبند الوحيد الذي يفترض طرحه على طاولة الحوار هو بند السلاح والإستراتيجية الدفاعية".

إلى ذلك، أكّد أنَّ "العدالة فوق رؤوس المسؤولين وأن الحوار المجدي هو الحوار الذي يؤدي الى نتيجة والى تسليم السلاح للجيش اللبناني والدولة اللبنانية". وبالنسبة للقاء الحقوقي لقوى "14 آذار" عن المحكمة الدولية والهدف منه، قال: "هو لتأكيد نظرة قوى "14 آذار" القانونية إلى ملف المحكمة الدولية وبالتالي نحن نتطلع الى قانونية الحكم، ولا نريد التسييس ولا الانتقام من أحد إنما نريد القانون وهذا اللقاء يصب في هذا الإطار". وعن ملف الشهود الزور، إعتبر "أنهم قدسوه، وقد ذكرناهم به خلال جلسات مناقشة البيان الوزاري، استعملوه وسيلة لإسقاط الحكومة ولا أعرف إذا ما كانوا سيطرحونه أم لا، لأنه لا شهود زور"، داعيا الى "قراءة البيان الإتهامي بتفاصيله عندما ينشر ولنر الى ماذا سيستند؟".

ومن جهة أخرى، سأل ماروني: "هل ستقوم الدولة بالإصلاحات؟ أشك بأنها ستقوم بذلك لأن الحكومة منشغلة بالمحاصصة وتقاسم المغانم". وعن إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في ذكرى عدوان تموز، توقع النائب ماروني "تكرار الإسطوانة نفسها في رفض المحكمة وعدم إمكانية نزع السلاح وسيضاف إلى ذلك كحجة جديدة لإستمرار حمل السلاح ملف المياه الإقليمية وملف النفط"، لافتاً إلى "اننا اعتدنا الخطابات التصعيدية وضرب كل مشروع يتعلق ببناء الدولة". وتعليقا على كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكّد فيه التمسك بالدفاع عن ثروتنا النفطية وعن مياهنا الإقليمية، قال: "نضم صوتنا إلى صوته وجميعنا متمسكون بهذا الحق في إطار الدولة اللبنانية في الدفاع عن حقوقنا الإقليمية وثروتنا النفطية، وما كان لأحد أن يجرؤ على المس بحقوقنا لو كنا متحدين جميعا حول حكومة شاملة تمثل كل الشعب". وإذ أكد "أننا ننتظر عودة قريبة للرئيس سعد الحريري"، أضاف: "إننا بانتظار بلورة خطة عمل لإنطلاق عمل المعارضة". ورداً على سؤال عن إتخاذ إجراءات دولية في حق لبنان، أجاب ماروني: "من المحسوم أنه لن يتم تسليم المتهمين، وبالتالي فإن قوانين المحكمة الدولية تحدد أطر التصرف والعقاب وأن لبنان سيدفع الثمن". وعن إحتمال وقوع فتنة في البلد، قال: "نتمنى ونسعى لمنع أي إحتكاك أمني وأن تبقى المواجهات ضمن الأطر السياسية".(الوطنية للإعلام)

 

عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب وليد خوري: ليست آخر الدنيا إذا لم يعتقل المطلوبون للمحكمة فهناك محاكم تجرى غيابياً

إعتبر عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب وليد خوري ان "هناك أسساً للحوار الوطني سيضعها رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبعدها اما ان يقبل فريق 14 آذار بها او لا يقبل، فهذا الامر يعود اليهم"، مشيراً الى انه " لا أعرف ما هو البرنامج الذي سيضعه فخامة الرئيس ولكن حتى الآن أكثرية الفرقاء سائرون في الحوار وهناك البعض متردد". وأضاف: "بالمطلق نحن ليس لدينا شيء ضد الحوار لأننا نعرف الى اين سنصل ونحن ننتظر منهجية العمل التي سيضعها رئيس الجمهورية". 

خوري، وفي حديث الى محطة "Otv"، وحول موضوع الأراضي في لاسا قال: "صحيح ان هناك تعديات لأن الارض "سايبة"، ولكن تم الاتفاق بالتوجه الى القضاء ولكن للاسف اصبح هذا الموضوع إعلامياً في الدرجة الاولى"، موضحاً ان "هذه الأمور ليست بالسهولة التي نتصورها، فهي بحاجة الى وقت اذ ان الخلاف عليها ليس بجديد بل اصبح له وقت من الزمن، والمطرانية او اخواننا الشيعة يريدون حل المسألة ومعرفة حق كل فريق". وأضاف: "صحيح ان هناك اعتداءات جديدة، ولكن السؤال كيف يمكن حلها؟ لذلك أعطينا في الإجتماع الأخير في بكركي مهلة شهرين لإزالة هذه الإعتداءات، فلننتظر شهرين فقط وليعط لنا مجال ومن بعدها "لكل حادث حديث". ورداً على سؤال، أجاب خوري: "الشيخ سعد (الرئيس سعد الحريري) مهتم أن يمد جسوراً مع وليد بيك (رئيس كتلة "جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط) أكثر من إهتمام وليد بك بذلك".

وفي موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والقرار الإتهامي، لفت خوري الى ان "الحكومة بواسطة القضاء المختص تقوم بواجباتها بما خص المطلوبين للمحكمة الدولية ونحن ننتظر لنرى ما توصلت اليه، ولكن ليست آخر الدنيا اذا لم تتوصل الحكومة اللبنانية الى نتيجة بخصوص المطلوبين للمحكمة الدولية فهناك محاكمة تجرى غيابياً".

من جهة أخرى، وحول التعيينات الإدارية، أكد خوري انه "ولا مرة كنا نرفع لواء اعادة مركز المدير العام للأمن العام الى الموارنة وهل سمع أحد العماد (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال) عون يقول ذلك"؟، مضيفاً: "بالنسبة لنا يجب ان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب ومعروف عن اللواء عباس ابراهيم بأدائه ومناقبيته وأشاد الجميع بذلك". وتعليقاً على موضوع فرع المعلومات، قال خوري: "نحن نريد ان نضع هذا الفرع في مكانه ونحدد من المسؤول عنه لانه لا يمكن ان يكون هذا الفرع فوق كل الاجهزة الامنية".

ورداً على سؤال، قال خوري: "لسنا ممتعضين من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل ولكن... هناك إختلاف حول بعض المواضيع"، مشيراً الى انه "لن نتدخل في بعض الأمور الأمنية التي تخص وزارة الداخلية ولكن هناك في بعض الأماكن يجب ان يكون هناك تشاور مع بعض الافرقاء". وتعليقاً على ما صرح به الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة مايكل وليامز بان لديه خوفاً من ان يحصل رد فعل طائفي في لبنان، قال خوري: "املنا كبير ان لا يحدث شيء عندنا ولذلك لست مع تفكير وليامز ولا اتصور ان يحدث زلزال مذهبي في لبنان".  (رصد NOW Lebanon)

 

عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ميشال موسى: "حزب الله" يشعر ان هناك "طحشة" خارجية عليه ومن حقه الدفاع عن نفسه

إعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ميشال موسى أن "هذه الحكومة إنطلقت بطريقة عمل إنتاجية سريعة"، مؤكّداً أنّها "ليست من لون واحد". موسى، وفي حديث لمحطة "mtv"، رفض الكلام الذي يقال عن أنَّ هذه الحكومة هي حكومة "حزب الله"، مؤكّداً "وجود تعددية في الافكار داخلها"، ورأى أنَّ "الفريق الآخر (قوى "14 آذار) تسرع وحكم عليها قبل أن تبدأ عملها". ورداً على سؤال بشأن الاشكال الذي حصل في بلدة حولا نتيجة منع "حزب الله" بيع الكحول، أجاب: "أنا مع الحرية العامة للناس على الا تتخطى حرية الآخرين، لذلك أنا لا أرى ضرورة للقيام بهذا العمل"، معتبراً أنَّ "هناك حرية للافراد، مفروض أن تحترم وذلك تحت سقف القانون"، ورأى أنه "لا يجب ان نضع قرار منع بيع الكحول وكأنه قرار حزبي بقدر ما هو قرار يعود لبعض الأفراد تحركوا على أساس تراث وتقليد يعيشون ضمنه". وعن موضوع الاعتداء على الأملاك في بلدة لاسا، قال: "نحن ضد أي إعتداء على ملك عام أو خاص، ويجب أن يبت هذا الموضوع بسرعة وبالطرق القانونية لعدم إثارة أي مشاكل". وفي الشأن الحكومي، رأى موسى أنَّ "على هذه الحكومة أن تقوم بإنجاز على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي وأن تقوم بحسم للكثير من المواقف التي يوجد فيها التباس، وأن تتحمل مسؤوليتها وإذا كان هناك أخطاء معينة يجب ان تعالجها"، مشيراً إلى أنه "يجب أن يكون هناك هيئة طوارىء لمؤسسة "الضمان الاجتماعي"، لما لهذا القطاع من أهمية للناس وينبغي أن يكون أولوية في مجلس الوزراء". كما إعتبر موسى أن "كتلة "التنمية والتحرير" هي "جزء من الحكومة وهي ملتزمة ببيانها الوزاري"، مضيفاً: "إرتضينا أن نكون في هذه الحكومة ونحن جزء من الذين وضعوا البيان الوزاري"، لافتاً إلى أنَّ "حزب الله يشعر أن هناك "طحشة" خارجية وغربية عليه لذلك قام الحزب بالدفاع عن نفسه وقدم معطيات ودلائل وهذا من حقه". (رصد NOW Lebanon)

 

التراجع الاقتصادي ظهر فوراً مع تكليف ميقاتي.. "حزب الله" يوقع لبنان في الهاوية لقاء تنكره للعدالة 

مؤشر غير مريح في موضوع البنك اللبناني الكندي وتحت عنوان تجفيف مصادر تمويل "حزب الله" بأي شكل من الأشكال

ريتا فاضل/ موقع 14 آذار

تلفت أوساط دبلوماسية على تماس بالوضع اللبناني الى أن مؤشرات التراجع الاقتصادي في لبنان ظهرت فوراً ما ان اسقطت حكومة سعد الحريري وكلف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة. وتقول الاوساط المذكورة لموقع "14 آذار" الألكتروني، أن العوامل الداخلية من مختلف نواحيها لم تتبدل كثيرا منذ عامين حتى اليوم إلا أن الفترة الفاصلة عن الانتخابات حتى اسقاط حكومة الحريري شهدت نموا اقتصادياً وان بغياب اي وفاق داخلي وفي ظل الشلل الذي أصاب القرار الرسمي الذي يطلق العجلة الاصلاحية والانمائية السليمة والتي يبقى لبنان في امس الحاجة اليها.

غير أن النظرة الى المعادلة اللبنانية اتجهت سلباً في الأشهر الستة الاولى من العام الجاري حتى تشكيل حكومة ميقاتي ومناقشة البيان الوزاري واصدار 4 مذكرات توقيف بحق 4 من عناصر حزب الله اتهموا باغتيال الرئيس رفيق الحريري. أمام هذا الواقع تؤكد الأوساط ان الخزينة اللبنانية باتت في حالة لا تحسد عليها على الاطلاق.

وتقول الاوساط المذكورة ان حكومة ميقاتي قد تكون عاجزة عن القيام باي خطوة اصلاحية ذات شأن في ظل الظروف السائدة بغض النظر عما ستفضي اليه المستجدات المتعلقة بالمحكمة الخاصة بلبنان وموقف حزب الله من اتهام عناصر في صفوفه وكيف سيكون عليه الموقف الرسمي اللبناني في هذا الاطار.

وتستبعد الاوساط ان تكون الحكومة اللبنانية قادرة على توفير التمويل اللازم للمشروعات الكبرى والحيوية ان بسبب اوضاع المصارف اللبنانية وان بفعل ما قد تؤول اليه الامور المتعلقة بسير العدالة وما قد تجلبه تصرفات حزب الله على بلاد الارز وشعبها.

وتشير الاوساط الى ان الحركة الاقتصادية اللبنانية في تراجع مستمر بلغ حدودا قصوى حيث تظهر المؤشرات ان ذلك ينسحب على الحركتين السياحية والاستثمارية وعلى سائر القطاعات الاقتصادية.

جدير ذكره ان لا مشاريع استثمارية خارجية جديدة ذات شأن في الاشهر الاخيرة وان التسليفات للقطاع الخاص شبه متوقفة في الفترة نفسها. اما الحركة العقارية فهي ترتكز على بناء الوحدات السكنية اكثر مما تسجل بيوعات اراض.

وتؤكد الاوساط ان النمو الذي قد يقل عن 2% في الوقت الحاضر سينحدر هبوطاً اكثر فاكثر حتى اقل من صفر بالمئة ربما نهاية العام الجاري اذا ما استمر تدهور الاوضاع السياسية تحت عنوان المحكمة وكيف سيتصرف حزب الله وكيف سيتعامل المجتمع الدولي مع لبنان من جراء ذلك كله.

وتشير الاوساط الى ان الجهاز المصرفي اللبناني ما عاد قادرا على الاستمرار في عملية تمويل الدولة التي اعتادت على الاستدانة منه. وتوضح ان الدولة مضطرة ان تقوم بما يجب من اصلاحات وعصر نفقات وتحديث قوانين واطلاق مشاريع مشتركة اضافة الى تطوير الادارة وملء الشواغر بالعناصر الكفؤءة.

وترى الاوساط ان الدولة كانت مطالبة بذلك كله منذ اكثر من عقد لكن الخلافات الداخلية والظروف الخارجية لم تتح اطلاق الخطوة الاولى في هذا الاطار على طريق الالف ميل.

امام هذا الواقع المكلف على لبنان لم يعد من خيار الا الاستمرار بعمليات "السواب" مع ما لذلك من اثمان تتكبدها الخزينة اللبنانية بشكل دائم وما ينتج عنه من تراكم للعجز وتأجيل لاطلاق الاصلاحات والتوظيف الاستثماري الاكثر افادة على مختلف الصعد. وتخلص الأوساط الى التأكيد على ان هذا الوضع غير صحي لكنه ما من خيار بديل حتى اشعار آخر.

هذا وفي لبنان 70 مصرفاً وتبلغ الودائع المصرفية حوالى 120 مليار دولار. ولهذه المصارف فروع في الخارج ولا سيما في سوريا ومصر وتتراوح الاموال المودعة لديها بين 6 و10 مليارات دولار. ويستحق على الدولة اللبنانية ومصرف لبنان حوالى 40 مليار دولار.

اما اقتراض القطاع الخاص بالدولار الاميركي فهو يقترب من 30 مليار دولار. ويبقى الجهاز المصرفي قادراً على اقراض القطاع الخاص اللبناني او اي مشروع مشترك لبناني واجنبي ما بين 10و15 مليار دولار. وقد بلغت الاستدانة بالليرة اللبنانية ذروتها.

وتتوقف الاوساط عند المطالبة برفع الاجور مشيرة الى ان خطوة مماثلة سترهق القطاعين الخاص والعام. وترى انه يمكن رفع الحد الادنى للاجور الى 500 دولار ونقطة على السطر وهو ما يستطيع اللبنانيون تحمله في الوقت الحاضر وما يعرب عنه الرئيس ميقاتي بكل وضوح وشفافية.

وتعرب الاوساط عن اسفها لان المجتمع الدولي والصناديق العربية والدولية والمستثمرين والاسواق والمودعين.. لان مؤشرات سلبية صدرت باستمرار عن كل هؤلاء في النصف الاول من العام الجاري حيال الواقع الاقتصادي اللبناني.

وتشير الاوساط الى ان الجهاز المصرفي اللبناني تلقى مؤشراً غير مريح في موضوع البنك اللبناني الكندي وتحت عنوان تجفيف مصادر تمويل "حزب الله" باي شكل من الاشكال وان باسلوب غير مباشر. وقد تلقف حاكم مصرف لبنان رياض سلامه هذه المسالة فتعاون مع المصارف في وضع المخرج المؤاتي لذلك كله.

وتقول الاوساط ان حكومة ميقاتي تقع بين شاقوفين: الاول يتعلق بما اذا كانت ستحمل معها مشروع الاصلاح والشفافية وعصر النفقات وما اذا كانت ستباشر التعيينات على اساس الكفاءة والنزاهة وما اذا كانت ستطلق المشاريع الاصلاحية وما يتعلق بالخصخصة والتسنيد والاهم ما سيكون موقفها من حزب الله والمحكمة والعلاقة مع المجتمع الدولي ولناحية الالتزام بالقرارات الدولية وفي طليعتها القرار 1575.

اما الشاقوف الثاني فهو يتعلق بما سيكون عليه مسار حزب الله بالنسبة الى اتهام عناصره باغتيال الرئيس رفيق الحريري وغداً قد يتهم عناصر آخرون في صفوفه او سياسون من حلفائه.

بعبارة اخرى اكثر صراحة تميز الاوساط بين احتمال ان تمسك الحكومة بقضتها الاوضاع اللبنانية وتفرض المسار المطلوب داخلياً ودولياً بالنسبة الى سيادتها وقرارها الحر والالتزام بمقتضيات العدالة او بين حصول ما يتناقض مع ذلك تماماً. بعبارة أخرى هل ستتميز الحكومة عن حزب الله؟ ام ان حزب الله سيسطر على قرارها وعلى لبنان بغض النظر عن المظهر الخارجي الذي قد يتبع في هذا الاطار؟

وتشير الاوساط الى انه من الضرورة بمكان ترقب ما سيرد في القرار الاتهامي وما سيصدر من مذكرات توقيف اضافية والاسماء التي ستتهم وما سيكون عليه موقف حزب الله تصاعدياً من مختلف النواحي ومن ضمن ذلك مدى رضوخ الحكومة اللبنانية له بشكل معلن او مبطن.

وتشدد الاوساط على ترقب النظرة الشاملة الى طبيعة التقييم المتتالي لواقع اي عدالة او قانون يمكن استمرارهما في لبنان من الآن فصاعداً.

وتلفت الاوساط الى انه اذا لم يقدم حزب الله على اي خطوة تصعيدية ذات شان وترك للحكومة اللبنانية ان تتصرف بما تراه ملائما وتبين للمجتمع الدولي انها تلتزم بما يجب فان لا مشكلة ستصادف لبنان حتى اشعار آخر.

واذا ثبت ان حزب الله سيلجأ الى مصادرة القرار اللبناني الذي يفضي الى الاصطدام بالشرعية الدولية سواء اكانت الحكومة في صفه ام تصرفت على اساس المغلوب على امره فان هذا الواقع هو الذي سيذهب بلبنان الى الوضع المتردي الى حد كارثي في نهاية المطاف.

وتوضح الاوساط ان لا مؤشرات على بدء اتخاذ خطوات سلبية ما او اقله على رسم اطارغير مؤات لصالح لبنان.

وعن ذهاب الامور في الاتجاه الثاني تقول الاوساط ان هذا المنحى سيوحي بان حزب الله يتجه لاحكام القبضة على الواقع اللبناني الرسمي والفعلي الامر الذي سيترك الآثار السلبية على المعادلة الاقتصادية والمالية في الوقت نفسه.

وترى الاوساط انه بقدر ما ترضخ الحكومة لسطوة حزب الله في سياق رفض تعاونه مع المحكمة بقدر ما سيقترب لبنان من خطر سحب الودائع المصرفية واصابة الحركة الاقتصادية بالشلل التام وبفرض تدابير دولية ضده باي شكل من الاشكال بالتالي قد تقف الحكومة اللبنانية في وقت غير بعيد عاجزة عن التمويل حتى عن تسديد الرواتب والمستحقات المالية.

ولا تستبعد الاوساط ان تقف المصارف الخارجية موقفا سلبياً من اي احتمال لسحب الودائع من لبنان خشية ان تكون هناك عملية تبييض اموال مما قد يدفع باصحاب هذه الرساميل الى توظفيها اما في العقارات اما في المعادن الثمينة.

وهنا ترى الاوساط ان حزب الله سيكون اوقع لبنان في الهاوية لقاء تنكره للعدالة وتحقيقه مشروع الهيمنة على المعادلة اللبنانية. وتوضح ان تبييض الاموال في لبنان شبه مستحيل في المصارف وان امراً كهذا قد يحصل بطرق عدة بينها عبر الصرافين. وتشير الاوساط الى ان الودائع في المصارف السورية لا تزيد على 13 مليار دولار والى ان تهريبها الى الجهاز المصرفي اللبناني دونه عوائق واجراءات قانونية في سوريا الامر الذي يجعل اي نقل لهذه الاموال تبعا لما اشيع اخيراً لا يزيد على نصف مليار دولار من الناحية الفعلية.

وتؤكد الاوساط ان المصارف اللبنانية تتحقق من اي حساب يفتح لديها وهي تلتزم بالعقوبات على المسؤولين السوريين الأمر الذي يجعل تهريب اموالهم اليها مستحيل علمياً.

وتوضح الاوساط ان حزب الله سيربط مساره ضد المحكمة بمصير النظام السوري وبقدر ما يصمد الاخير بقدر ما سيزداد حزب الله شراسة في هذه المواجهة بالتالي سترتفع المخاطر على توريط لبنان والعكس صحيح. ولا تستبعد الاوساط ان تلعب العناية الالهية دورها مجدداً في انقاذ لبنان اذ قد يستقيل ميقاتي عندما تتدهور الاوضاع مما يخفف من اعباء المواجهة وقد تسير الامور في منحى يصب ضد حزب الله فيصمد الاقتصاد وتظهر الاعجوبة اللبنانية بابهى مظاهرها الخارجة على المألوف مرة اضافية.

وعن تمويل حزب الله تقول الاوساط ان المصارف تتشدد في منع اي تبييض للاموال او لفتح اي حساب غير نظيف او يعرض لبنان للعقوبات بالتالي فان حزب الله يحصل على الاموال نقداً عبر التجار ورجال الاعمال او المندوبين المستورين او الدبلوماسيين الايرانيين او من خلال الاراضي السورية او عبر تركيا او البحرين ودبي او في افريقيا.

اشارة الى ان الاعين تتفتح اكثر فاكثر على مصادر تمويل حزب الله في افريقيا وعلى القنوات التي يحصل منها على الاموال او يجني منها ارباحاً اضافة الى ان مصرف صادرات ايران موضع متابعة. 

 

المطران جورج ابراهيم كويتر في ذمة الله  

غيب الموت رئيس أساقفة صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك السابق المطران جورج ابراهيم كويتر. يعرض الجثمان في كنيسة دير العناية - الصالحية يوم الجمعة 29 الحالي من العاشرة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر، ثم ينقل الى ساحة النجمة - صيدا عند الثانية والنصف بعد الظهر ويحمل على الأكف الى كاتدرائية القديس نيقولاوس للروم الملكيين الكاثوليك، حيث يحتفل بالصلاة لراحة نفسه عند الرابعة من بعد الظهر، ثم يوارى الثرى في مدافن الأساقفة في الكاتدرائية. تقبل التعازي يوم الخميس 28 تموز من الساعة العاشرة صباحاً وحتى السابعة مساء، ويوم الجمعة 29 الحالي من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر في دار العناية - الصالحية، ويوم الجمعة بعد الدفن، ويوم السبت 30 تموز من العاشرة صباحاً وحتى السابعة مساء في صالون الكاتدرائية في صيدا.

 

الفأر يلعب في عب" قوى الثامن من آذار   

الديار /لم يشعر النائب وليد جنبلاط في المربع الذي انتقل اليه مؤخرا، حتى بدأت الفئران تلعب في عب حلفائه في قوى 8 آذار الذين فوجئوا بلغة تختلف عن اسلوبهم المتعاطف مع سوريا في مواجهة الحراك الشعبي الداخلي، والمفاجأة لدى الحلفاء ان سلوك جنبلاط «السوري» اوصله الى تنظيف سجله السياسي وما علق به من ادبيات ابن المقفع في ساحة الشهداء ايام «ثورة الارز»، حتى ان البعض سأل عن اقامته مع حلفائه الجدد مرددا عبارة «ما إلو بالقصر الا من مبارح العصر».

هذا الكلام للحلفاء يفيد بان الرجل غادر معكسر الاكثرية الجديدة ليلتحق بالمعارضة، وما زاد من شكوكهم الاتصال الهاتفي الذي اجراه «البيك» مع صديقه القديم الرئيس سعد الحريري المليء بالدموع والذكريات خصوصاً عندما تذكرا سوية الشهيد رفيق الحريري.

لكن من يعرف طريقة عمل جنبلاط لا تفاجئه جرأته في قول ما يجب ان يقوله، فهو كان «طليع» دورة ثوار الارز في ساحة الشهداء، وهو اليوم «طليع» رؤية لم تحدّد معالمها حتى الساعة لكنه ينتظر حلفاءه الجدد للحاق بركابه، فالزعيم الاشتراكي عائد لتوه من موسكو حليفة المحاور«الممانعة» تلك التي نبذتها واشنطن والمجتمع الدولي، وعلى الرغم من ذلك فان جنبلاط فاجأ الجميع بكلامه النوعي عن «الثورة» التي لم يكتشف النظام السوري علاجا لها حتى الآن، فهل سمع في موسكو كلاما مقلقا حتى اطلق نصائحه للنظام بهذا الشكل المفاجئ.

وهنا يؤكد العارفون بان خيارات جنبلاط لاعلاقة لها البتة بالداخل اللبناني، ويحذرون من سوء فهم لما اطلقه لان المنطقة على فوهة بركان، وما على الافرقاء اللبنانيين سوى الاتعاظ واخذ الحيطة خوفا من اي منزلق مذهبي ينسحب على الساحة المحلية من حرائق المحيط. فاليوم جنبلاط يشارك قوى 14 اذار في احتفال في عاليه وبالامس كان مع قوى 8 آذار يساهم بتأليف حكومة الاكثرية الجديدة وفي الحالتين يؤكد المطلعون ان هموم جنبلاط تعدت الداخل المحلي لتصل الى دول الجوار حيث الطائفة الدرزية تنتشر في سوريا والاردن واسرائيل، وان بداية حراكهم بدأت في قطنه، وهذا ما يخشاه جنبلاط لان الاقليات في هكذا حالات تخرج خاسرة عندما تشتد لعبة الامم، وهو صاحب شعار: حذار من لعبة الامم. لكن الهموم الاقليمية والخوف الاقليمي اللذين يراودان جنبلاط لا يلغيان همومه المحلية فهو استطاع من خلال تحالفه مع الاكثريين الجدد انتزاع التمثيل الوزاري للدروز بالكامل، وتتميز بلعب دور الوسطي وبانه بيضة القبان، لكن فوائد هذا التموضع توقف عندما بدأ الاشتراكيون يلمسون يقينا مدى هيمنة «التيار الوطني الحر» على المقررات الادارية والوظائفية، وهو الذي كان يتقاسم مع زعيم «تيار المستقبل» والحلفاء في 14 اذار هذه المغانم، وكانت له الكلمة الاولى والاخيرة فيها، علما ان جنبلاط اللاعب الماهر في الانتخابات النيابية يحضر منذ اليوم معركته في العام 2013 ويقرأ فيها ويعاين مدى الصعوبات، خصوصا في الاقليم والبقاع الغربي وبيروت حيث معركته على تماس مباشر مع الناخب السني الذي لا يزال حتى الساعة مطوبا لسعد الحريري، وجنبلاط بهذا الخصوص لا يتوانى عن تكليف نفسه المشقات بخوض وربح معركة انتخابية نظيفة، فهو زار في العام 2005 بنت جبيل ووقف خطيباً يشيد بالسلاح النظيف وبانه زينة الرجال الشجعان فانتج لاحقاً الحلف الرباعي. اما اليوم فلن يتردد جنبلاط لحظة واحدة في فتح خطوط مع الحريري خصوصاً ان الشوف على المحك وهو يضاهي قصر المختارة بتاريخه لناحية زعامة جنبلاط، فاذا لم يتدارك غضب سنة الاقليم فان المسيحيين في الاكثرية الحالية لن تعوّض عليه خسائر الاقليم، مما يطيح بلائحته كاملة، وعندها لن تنفعه «جبهة النضال» المؤلفة من نواب عاليه فقط.

 

سليمان لم يعد حياديّاً... اندراوس لموقعنا:عون وضع لبنان في مواجهة اسرائيل وأمنّ للمسيحيين مزيداً من سيطرة غلبة السلاح من خلال مذكرة التفاهم 

باتريسيا متّى

أسف نائب رئيس تيار المستقبل أنطوان أندراوس لـ"مستوى الكلام الذي صدر على لسان عضو كتلة الوفاء للمقاومة نواف الموسوي" الذي إعتبر أن "أي اسم تحاول القرارات الاتهامية تلويثه سيتحول عندا حزب الله إلى قديس مطوّب", معتبراً أنه "حتّى ما يسمى بـ"حزب الله" هو كلمة كبيرة جداً، فلا يمكن لأحد أن يكون حزب للله لأننا كلّنا للله".

اندراوس الذي شددّ في حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني على أن "السلاح هو الذي يرفعهم الى هذه الدرجة من التكبّر"، رأى أن "الحزب بات يمسّ بمواضيع خارجة عن قوته", معتبراً أنه "قد يصل الى اليوم الذي يتكبر به على الله", لافتاً الى "أننا لن نسمح بزج الله في أمور من هذا النوع".

وأضاف: "العدالة لا ترحم أحداً وهي لإيصال المجرمين الى السجن وأكثر من السجن، والله أول من تكلم بالعدالة واذا فعلاً يعتبرون نفسهم حزب الله، فعليهم باحترام العدالة", مشيراً الى أن حزب السلاح لم يشعر يوماً بالقلق لأنه يعيش للموت ويسعى لأخذ الشعب اللبناني في هذا الاتجاه".

واذ رفض اندراوس "ان يدفع حزب الله الشعب اللبناني نحو الانتحار"، شددّ على "وجوب التفرقة بين حزب الله والطائفة الشيعية"، لافتاً الى أن "حزب الله يتكلم بالشراكة انما كلامه وتحركاته تدلّ على الطلاق".

اندراوس الذي أكدّ أن أكثر من نصف الشعب اللبناني يرفض هذا المنحى ومن ضمنه جمهور التيار الوطني الحرّ", جزم بأن "الجمهور لن يقبل ما حصل في جبيل وفي سوق الغرب عندما حاولوا شراء مدرسة عريقة في محاولة لمدّ اليد والسيطرة على سوق الغرب", مشيراً الى أنه ما "من مانع أن تشتري الطائفة الشيعية الأراضي وأن تبني عليها ولكنّ الممنوع هو تسييس حزب الله للموضوع ونشر البؤر الأمنية على كافة الأراضي وزرع الفتن فيها وتثبيت صواريخ لمجابهة الشعب اللبناني لأنه يكون في صدد المسّ بالعيش المشترك الى أقصى الحدود".

كما طالب البطريركية المارونية بـ"المزيد من الصرامة في مسألة "لاسا"، واذا كان هناك من شراء للأراضي فلتقم البطريركة بذلك وليس الحزب العسكري والميليشيوي الذي يسعى لمدّ نفوذه على كل الأراضي تحت شعار محاربة اسرائيل".

هذا واعتبر اندراوس أن المشكلة والمصيبة الكبرى تكمن في العماد ميشال عون الذي وقّع مذكرة تفاهم مع حزب الله متسائلاً عن مصير هذه المذكرة؟ وهل يقبل عون أن تتعرّض جبيل والجديدة والرويسات الى مثل هذه السيطرة؟

وتابع: "قد يقبل الجنرال لأنه مصاب بداء الهوس ولكنّ جمهوره لن يرضخ أبداً ولن يسمح لهم بفرض ارادتهم على الشعب اللبناني داعياً هذا الجمهور الى الانتفاضة داخل التيار وتصحيح مسار زعيمهم الجنرال كما فعل العديد من الشخصيات لأن المسألة ليست عون مقابل جعجع أو عون مقابل الجميّل بل المسألة تتعلق بوجود لبنان ومصلحته وتالياً مصلحة المسيحيين".

وعلّق اندراوس في سياق الحديث على كلام العماد عون الذي اعتبر فيه أن مستقبل لبنان مرتبط بديمومة المقاومة، فقال:"أين مذكرة التفاهم مما حصل من تعديات على المناطق المسيحية؟ عدا عن زرع الصواريخ في جرود كسروان؟ وبماذا أفادتنا هذه المذكرة وماذا أمنت لنا كمسيحيين سوى المزيد من السيطرة وغلبة السلاح على الشعب اللبناني؟!

وأضاف:"على الجنرال التمتع بالجرأة الكافية للاعتراف بأنها أضرت بالمسيحيين", لافتاً الى "أنه وضع في خطابه لبنان بمواجهة اسرائيل، واذا كان من مالكي الذكاء والخبرة هذه الدرجة العالية لماذا لم يتجند جنرالاً لدى حزب الله وحارب اسرائيل ليرشدهم للنصر الصحيح؟".

من جهة أخرى وصف اندراوس دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أبدى الاستعداد لمناقشة الاتفاقات السابقة المقررة للسير في تنفيذها "بأبر المورفين الذي يعتقد بأنه يضحك بها علينا" مشيراً الى "أننا لم نسمع يوماً منه سوى كلام الشعر", معتبراً أن "اعادة البحث بالمواضيع المتفق عليها سابقاً ليس الا مدخلاً لاعادة فتح مسألة المحكمة".

وأضاف بحزم: "الحوار لا يمكن أن يكون مخصصاً الا لسلاح حزب الله", داعياً رئيس الجمهورية الى الصرامة في المسألة التي دعا اليها خصوصاً وأن سياسته الحالية تثير الشكوك ولا ندري الى أين يذهب، فهو لم يعد حياديّاً".

وقال:"لم يصدر عن فخامته أي موقف بخصوص قضيّة لاسا في وقت هو رئيس الشعب اللبناني كما عليه حصر جدول أعمال طاولة الحوار بسلاح حزب الله".

الى ذلك، رأى اندراوس أن هناك "جهة تحاول عبر الخطابات الفتنوية والمهددة اقناع المجتمع الدولي بأن العدالة والاستقرار توأم، الا أن التجربة أثبتت العكس لأن القرار الاتهامي قد صدر ولم تحدث اي فتنة أمنية", لافتاً الى أن من يتاجر بأحداث أمنية هو المسلّح فقط", مؤكدا "أننا سنعمد الى فتح الملفات منذ العام 1975 حتى الساعة ان استكمل النهج الهجومي على تيار المستقبل، لتنجلي الحقيقة ويدرك الجميع مرتع أموال الدولة والفاسد الحقيقي".

وردا على سؤال حول ترحيب المملكة العربية السعودية بالرئيس ميقاتي، قال: "لا أعتقد أن المملكة قد تصدر مثل هذا الموقف ولكن الرئيس ميقاتي قد يكون شعر بأنه غير مرحب به".

كما علّق على مواقف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الأخيرة, مشيداً "بأخلاقه وتفهمه السياسي وانفتاحه للديمقراطية", مؤكدا أنه "لن يقبل بما تشهده سوريا لأنه مطلّع كثيراً على مدى القمع الذي يواجهه الشعب مذكراً بعبارته الشهيرة "السجن الكبير".

الا أن مواقفه الأخيرة لا تعني أنه عائد الى الصفوف التي انطلق منها أي الى نهج قوى 14 آذار بحسب اندراوس لأنه أتخذ قراره بالتموضع الوسطي والوقوف مع الديمقراطية والعدالة, لافتاً الى أن "جنبلاط بالتأكيد سينتفض ان اتجه حزب الله الى مزيد من الشمولية وقوى 8 آذار تدرك جيّداً ذلك".

وردّاً على سؤال، توقع اندراوس "ارتفاع وتيرة الخطاب السياسي ان استمر حزب الله بكلامه عن القداسة وقطع الأيدي وبعمله على الطلاق وليس للوحدة لأنه لا يأخذ بعين الاعتبار لا تفكير المسيحيين ولا السنة ولاحتّى الدروز، بل يسعى للسيطرة على البلاد".

وختم اندراوس حديثه مؤكدّاً على "أن الرئيس الحريري هو من يقرر موعد العودة الى لبنان", معتبراً أنه "يمرّر الرسائل بهدوء الأمر الذي سنعتمده ولكن مع اتخاذ الاجراءات والمواقف الصارمة عند اللزوم".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

هناك اكثر من لاسا في اكثر من منطقة لبنانية... ماروني لموقعنا: الموسوي تعدى حدوده ويمسّ بالدين والمقدسات ... ولا جديد في اطلالة نصرالله اليوم  

سلمان العنداري

رد عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني على كلام النائب في كتلة "حزب الله" نواف الموسوي الذي وصف المتهمين المفترضين بإغتيال الرئيس رفيق الحريري "بالقديسين المطوبين" وبأنهم "ايقونات مقدسة" فإعتبر "ان هذا الاسلوب من الاستكبار والتحدي والاستفزاز في الكلام لن يوصل السيد الموسوي الى اي مكان. فاذا كان يعتبر رفاقه ايقونات على صدره فهذا حقه، اما اذا كان يعتبر المجرمين ايقونات بمثابة القديسين فانه بهذا الامر يتعدى حدوده ويمس بالدين ويتبنى هذه الجرائم وهؤلاء المجرمين، حتى انه قد يصبح في عدادهم".

واعتبر ماروني في حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني ان "هذا التمادي المفتعل من قبل "حزب الله" وهذا التعدي على المقدسات ليس الا نموذجاً من الدويلة التي اقاموها ومن الدولة التي يسعون الى اقامتها على حساب مبادئنا وعقائدنا وسيادتنا واستقلالنا، ونحيل هذا النموذج الى حليفهم العماد ميشال عون عله يبدي لنا رأيه بذلك عندما يرى مسابح الصلاة عليها صور السيد حسن نصرالله بدل صور مار شربل وغيره من القديسين".

وعن اعتبار النائب ميشال عون ان "مستقبل لبنان مرتبط ارتباطا وثيقا بديمومة المقاومة وقوة الممانعة للسياسة الإسرائيلية"، قال ماروني: "العماد عون مستعد للذهاب ابعد من تلك المواقف التي يطلقها ويصرح بها من اجل الوصول الى رئاسة الجمهورية من خلال نيل رضا "حزب الله". واضاف: "اذا كان عون راضياً عن ادائه واداء حليفه، فلماذا لا يحول التيار الوطني الحر الى فصيل من فصائل "حزب الله"؟.

وعما يجري في بلدة لاسا التي تقع في جرود قضاء جبيل قال ماروني: "هناك اكثر من لاسا في اكثر من منطقة لبنانية، وما يجري اليوم من اعتداءات وتعديات هو جزء من دولة الحقوق والعدالة الموعودون بها من جانب حزب الله".

ولفت ماروني الى انه قد "تم تأليف لجنة في بكركي بعد اجتماع عقد برئاسة البطريرك بشارة بطرس الراعي لمتابعة ومعالجة الموضوع، الا انه في حال لم تتم معالجة التطورات والتعديات في لاسا، فنحن نتطلع الى اجتماع اكبر يضع النقاط على الحروف ويقول الامور بكل صراحة".

ووضع ماروني واقعة لاسا "بتصرف فخامة رئيس الجمهورية على اعتباره ابن المنطقة من جهة، والمؤتمن على السيادة والدولة من جهة أخرى"، واضاف: "المطلوب المعالجة الفورية حتى لا تتفاقم الامور وتخرج عن حدها".

وعن اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المتوقعة مساء اليوم الثلثاء قبل ايام قليلة من انتهاء مهلة الثلاثين يوماً لتسليم المتهمين ومذكرات التوقيف، اعتبر ماروني ان " كلمة نصرالله لن تحمل جديداً، وستشكل حلقة من مسلسلاته الدائمة التي نستمع اليها، اذ سيحاول السيد اضفاء جرعة جديدة من المعنويات لمناصريه وافراد حزبه، وسيشكل كلامه كالعادة مزيداً من التحدي للمجتمع الدولي عبر استمراره في سياسة الاستهتار والاستهزاء والهروب الى الامام الى ما لا نهاية".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

حزب الله يسعى لتحويل "لاسا" الى مزارع شبعا لتحريرها من "جيش الموارنة" وضمّها الى دويلته.. قاطيشه لموقعنا: كلام الموسوي يعكس عمق المأزق الذي يتخبطون به... وعون يحاول حماية رأسه من حزب السلاح  

باتريسيا متّى

رأى أمين السر العام في حزب القوات اللبنانية العميد المتقاعد وهبي قاطيشه أن النائب نواف الموسوي أكدّ النظرية التي يتبعها حزب الله وهي أن حامل السلاح يخرّج قديسين بينما هم في الحقيقة قتلة ومجرمين أو على الأقل متهمين بعين العدالة اللبنانية والدولية", لافتاً الى أن "أي من المجتمعات لم يشهد مثل هذا المستوى الكلامي حتى البدائي منها".

قاطيشه الذي أكدّ في حديث خاص أدلى به لموقع" 14 آذار" الالكتروني أن "كلّ المجتمعات تطلب سوق المتهمين الى العدالة، أشار الى أن سلاح الميليشات هو الذي يجعلهم يتكلّمون بهذا الشكل ويجعلهم من ذوي الثقافات الخاصة المتعارضة وبناء الدولة وقيام مجتمع مدني حديث".

وأضاف:"من هنا، تحوّل السلاح الى مادة خطرة على مستوى الاستخدام والفكر لأنه بات يعطي القيمين عليه ثقافة خاصة تتعارض مع المجتمع الحديث والتطور الفكري".

كما رأى قاطيشه أن الاعتداء على المراكز المسيحية في لاسا ليس الا تمددّاً للدويلة المعروفة الحدود والوجود لتطال كلّ المناطق قائلاً: "الله يستر والا يحولوا "لاسا" الى مزارع شبعا أخرى ويسعون الى تحريرها من "جيش الموارنة" لضمها الى دويلتهم!!", مشددا على "أن ثقافتهم الاعتدائية لا تقف عند حدود, في ظلّ اصرارهم على مشروع دولة الفقيه الذي صرّح عنه أمين عام حزب الله منذ 25 عاماً عندما أكدّ على ضرورة استرجاع كسروان وجبيل".

واذ اعتبر قاطيشه ان ذلك هو "حلقة لتثبيت الدويلة على حساب الدولة"، لفت الى أنه "كان لحزب الله دولة ونيف عندما كان هناك حكومة وفاق وطني واليوم لديه دولتين، دولته الخاصة والدولة التي يحكمها بقوة السلاح، الأمر الذي يجب التنبه إليه خاصة حلفاؤه الذي يعتقدون فعلاً أنه يخرج قديسين ويربطون مصير لبنان بإستمرار نهج الممانعة".

هذا ورأى قاطيشه في كلام العماد عون الأخير تفسيرين، الأول أنه مدين للحزب بنواب وقضايا مادية ومعنوية لأن مثل هذا الكلام لا يليق لا برئيس حكومة سابق ولا بأي سياسي، أما الثاني فهو أن عون بات رهينة بيد حزب الله الذي لديه مآخذ عليه في العديد من القضايا ".

وتابع: "العماد عون يحاول المزايدة على الحزب ليحمي رأسه من الحزب أوّلاً بسبب نقاط الضعف التي يعتبرها الحزب معيبة"، لافتاً الى "أن موقف عون بات أسير عمالة العميد كرم الذي نأمل أن يكون بريئاً الا أن كلمة الفصل تبقى للقضاء".

قاطيشه الذي اعتبر أن "الرئيس ما زال يتمتع بقوة الموقف الذي يستطيع الاستفادة منها لأن الموقف أهم من كلّ جيوش الدنيا، رأى أن سليمان لم يستعمل للأسف سلاح الموقف لأنه وقع على مرسوم حكومة لون واحد انقلابية وتخلّى عن حصته في الحكومة كما أنه تراجع عن خطاب القسم في البيان الوزاري الذي تخلّى عن المحكمة الدولية".

وردا على سؤال، قال: "قضية لاسا قضائية بحت ولا دخل لأي رجل سياسي فيها", لافتاً الى "أن معالجة المسألة لم تكن صحيحة".

واذ رأى أن "الهدف هو فرض حزب الله لنفوذه وللأمر الواقع في لاسا والجوار لبرط دويلات الحزب ببعضها البعض واكمال مشروع السيطرة على كل لبنان"، لفت الى أن "وتيرة الخطابات السياسية لم تهدأ يوماً منذ انقلابهم الأسود", كما توقع أن "ترتفع النبرة أكثر أواخر الشهر لدى تقصيّ المحكمة عن مصير المتهمين", مشيراً الى أنها "سترد بإتهامات أكثر وبتقارير مفصلة أكثر, ما سيلهب حراراة التشنج بين 14 و8 آذار".

وأضاف: "المحكمة ستضع بين يدي الحكومة على الملأ حقائق أكبر بإغتيال القادة اللبنانيين، ولا يمكن لأحد التحرك حينها أمام براهين ثابتة".

وختم حديثه مشددا على أن "لا يمكن توقع ردة فعل هذه القوى المسلحة لأنه لا حدود للتعاطي معهم", مؤكدا أن "الحق والعدالة والدولة ستنتصر لأن كلام حزب الله انما ينم عن عمق المأزق الذي يتخبطون به".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

اوساط في قوى 14 آذار لموقعنا: الرئيس سليمان بات اقرب الى "حزب الله" من الدولة اللبنانية... وحملات "حزب الله" لن تغير في قواعد اللعبة شيئاً...  

سلمان العنداري

علّقت اوساط سياسية متابعة في قوى الرابع عشر من اذار على كلام النائب في كتلة "حزب الله" نواف الموسوي الذي وصف المتهمين المفترضين باغتيال الرئيس رفيق الحريري "بالقديسين المطوبين" وبأنهم "ايقونات مقدسة"، فاعتبرت انه "بامكان السيد الموسوي ان يطوب المجرمين والمتهمين والمرتكبين وان يضفي عليهم صفة القداسة، وهو امر ليس بغريب عن "حزب الله" وسياسته الالهية التي تأتمر بالولي الفقيه الايراني، وبالتالي فليس غريباً ان يخرج هذا "الطقم الالهي" ليعلن تطويبه "للابطال" بعد ان قبضت تلك القوى على الحكومة والدولة وعلى العهد ورئيس هذا العهد، وبعد ان اطبقت الحصار على المؤسسات والدستور، وبعد ان تم تحويل الدولة الى دويلة متمددة مترفة بالعنف والحقد والعقائد والخطوط الحمر والممنوعات والمحرمات"...

الاوساط السياسية نفسها رأت في حديث لموقع "14 آذار" ان "دولة "حزب الله" فوق اي شرعية واي قانون واي دستور واي مفهوم، وفوق اي ارادة دستورية على الارض، او الهية في السماء، وبالتالي فقد بات بامكانهم تصنيف البشر واتخاذ القرارات التي يريدونها لا اكثر ولا اقل".

ولفتت المصادر الى ان "الفاعل اصبح معروفاً، والمحرض والمرتكب والمنفذ اصبح مكشوفاً امام الرأي العام اللبناني والعالمي، وبالتالي فإن سياسة رفع الاصابع والصراخ والعويل لن تجدي نفعاً ولن تدمر المحكمة الدولية وتجهز عليها، كما ان حملاتهم التخوينية وتقديس وتطويب هذا وذاك لن يغير في قواعد اللعبة، لان العدالة اتية لتحاسب كل من تواطأ في عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز، ونقطة على السطر...".

واضافت الاوساط نفسها: "يبدو ان "حزب الله" اكبر من الامم المتحدة ومجلس الامن والمجتمع الدولي وكرامة الشعب اللبناني، وها هو اليوم يدوس على الدماء التي ازهقت والتي ملأت شوارع لبنان قبل سنوات ليعلن الحرب السياسية على المرحلة السابقة، حاملاً لواء "المظلومية السياسية" ونظرية "المؤامرة" ومتسلحاً بمقولة "ان المقاومة خط احمر ومن يواجهها اسرائيلي عميل وجب قتله والتخلص منه"...

وفي موضوع اخر اعربت الاوساط السياسية الاذارية عن عتبها الشديد على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، فاعتبرت ان "الرئيس سليمان بات اقرب الى "حزب الله" من الدولة اللبنانية والمؤسسات في وقت يتحتم عليه ان يخرج عن صمته المخيف وان يقول كلمته بجرأة وبصراحة بدل تدوير الزوايا خوفاً من سلاح الحزب وجبروته".

وتابعت الاوساط: على الرئيس ميشال سليمان ان يوقف "حزب الله" عند حده، وان يوقف كل هذا النزف وهذا الجلد الذي يمارس على اكثر من صعيد، والذي يساهم في اضعاف سلطته وفي سلبه صلاحياته وهامش حريته في التعاطي مع القضايا السياسية المستجدة، ان من خلال الحكومة المقبوض عليها او عبر التصريحات والمواقف المبطنة التي تطلق من هنا وهناك".

هذا ورأت ان "الرئيس سليمان على مشارف الخروج من التزاماته التي قدمها في خطاب القسم عن قصد او من دون قصد، وبالتالي فلا بد من الانتفاض على نفسه ومن الضرب على الطاولة قبل ان يتآكل وموقع رئاسة الجمهورية بفعل السمّ الذي دسّه "حزب الله" والعماد ميشال عون تحت شعار "الاستقرار والا"...

ودعت الاوساط نفسها قوى الرابع عشر من اذار "الى مزيد من الشراسة في مقاربة الوضع السياسي، والى قول الامور بصراحة من دون التلطي خلف شعارات وتصاريح منمقة ومدروسة، لان ما نشهده اليوم من تطورات يتطلب منا محاسبة الجميع على حساب المسايرة والسكوت".

وعن طاولة الحوار، وصفت الاوساط السياسية ما يجري اليوم من نقاشات وطروحات حول عودة هذه الهيئة الى الانعقاد من جديد بانها "ضحك على الذقون" و "حوار الطرشان"، خاصة وان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يسعى الى اعادة تعويم نفسه سياسياً عبر طرح هذا الشعار البراق، الا انه لم يعد ينفع البكاء على الاطلال والعودة الى نقطة الصفر لان ما حصل قد حصل، والانقلاب في طريقه الى الاكتمال فيما لو استمر الضياع الذي اصاب بعض القوى "التي تدعي الوسطية والحياد"...

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

وكيليكس/الجمهورية/مصارف لبنان ترفض التعامل مع حزب الله

إيران تحاول دخول النظام اللبناني عبر أفراد وشركات

الثلاثاء 26 تموز 2011 /الجمهورية

في وثيقة سرية مرسلة من السفارة الأميركية في بيروت في 6 كانون الثاني 2009 تحت الرقم 09beirut598، جدّد وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية ستيوارت ليفي خلال زيارة لبنان في 15 أيّار، يرافقه السفير الأميركي، تأكيده للمشرّعين في مصرف لبنان ولجنة الرقابة المصرفية ووزارة المال ومصرفيي القطاع الخاص، أنّ الولايات المتحدة تقدّر علاقة التعاون مع لبنان لحماية سلامة النظام المالي العالمي ومكافحة تمويل الإرهاب وطرائق التمويل الأخرى غير المشروعة.

وحذّر ليفي من أنّ على رغم اختلاف الموقف السياسي بين الولايات المتحدة ولبنان حيال حزب الله، فإنّ مقالا نُشر في صحيفة "فايننشال تايمز" في 13 أيار، أقرّ ضمنه حزب الله بأنّه يقدم دعما كاملا إلى حركة "حماس" التي تعتبرها أميركا وأوروبا منظمة إرهابية، شكل إشارة واضحة إلى أنّ الحكومة اللبنانية يجب أن تبقى يقظة لمنع اجتياح حزب الله النظام المصرفي.

وفي الشأن الإيراني، ناقش ليفي مع المجتمعين التهديد الذي تشكّله إيران على النظام المالي العالمي بسبب ممارساتها المالية والمضلّلة والمخادعة واستعمالها النظام المصرفي لتسهيل عمليات إرهابية.

وأشار إلى أنّه بسبب امتناع أكبر المؤسسات المالية عن التعامل التجاري مع إيران جراء المخاطر المرتبطة بها، تسعى إيران حاليا إلى أن تتشارك مع مؤسسات مالية خارج إيران تتمكن كيانات إيرانية من خلالها من الحصول على حصص في مؤسسات مصرفية وخلق مشاريع مشتركة أو شراء مصارف بهدف ولوج النظام المصرفي العالمي.

وتوافق المتحاورون مع رأي ليفي على أن الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان يعتمد على مستوى الثقة بالنظام المصرفي، فيما شدّد المصرفيون اللبنانيون على أنّهم محترفون ومكلّفون المحافظة على سلامة النظام، بيد أنّ أفرادا عدة منهم اعربوا عن قلق حيال رد فعل سلبي من جانب الولايات المتحدة في حال فازت قوى الثامن من آذار التي يقودها حزب الله، بالأكثرية في انتخابات السابع من حزيران.

خلال زيارته لبنان في 15 أيار، اجتمع وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية ستيوارت ليفي مع نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة: رائد شرف الدين، سعد عنداري، هاروتيان صومئيليان ورئيس لجنة الرقابة على المصارف وليد علم الدين، إضافة إلى وزير المال محمد شطح و16 من ممثلي المصارف التجارية اللبنانية والعالمية.

دعم "حماس"

وأشار ليفي خلال اللقاء إلى مقال في صحيفة "فايننشال تايمز" بتاريخ 13 أيار يعترف فيه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بأنّ حزب الله يقدّم دعما كاملا إلى "حماس"، ما اعتبره ليفي دليلا واضحا إلى ضلوع حزب الله في عمليات مالية وإرهابية غير مشروعة.

ولفت ليفي إلى أنّ دعم حزب الله "حماس"، التي تعتبرها الولايات المتحدة وأوروبا منظّمة إرهابية، قد يؤدّي إلى تغيير أوروبا طريقة تعاطيها في التعاملات المالية الخاصة بـ"حزب الله".

ورجّح أن يلاقي دعم "حماس" صدى في أوروبا، ما يدعو القطاع المصرفي الخاص في لبنان إلى إعادة النظر في الموضوع، محذّرا ممثلي الحكومة اللبنانية من أنّ من مسؤوليتها أيضا التقيّد بقواعد السلوك الدولي المتوافق عليها لمحاربة تمويل الإرهاب، بغضّ النظر عن مشاركة حزب الله في الحكومة.

وقال نائب حاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين إنّ مصرف لبنان واضح جدا في ما يتعلّق بممارسات المصارف التجارية، ولا يريد أن يعرّض النظام المصرفي في لبنان لأي ظلال من الشك. أضاف شرف الدين: "على رغم أنه ينتمي إلى الطائفة الشيعية، إلا أنه مهني في الدرجة الأولى، ومن واجب مصرف لبنان حماية النظام المصرفي".

من جهته، شدّد محمد بعاصيري، أحد نوّاب حاكم مصرف لبنان ورئيس لجنة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان، على التزام الحكومة اللبنانية الممارسات المالية الدولية على رغم تباين المواقف بين الولايات المتحدة والحكومة اللبنانية حيال حزب الله.

وأيّد وليد علم الدين رئيس لجنة الرقابة على المصارف زملاءه في مصرف لبنان، قائلا إن تمويل حزب الله لا يندرج تحت سقف النظام المصرفي الرسمي.

من جهتهم، كشف ممثلو المصارف التجارية أنهم يذهبون أبعد ممّا تنصّ عليه المعايير الدولية، ويرفضون حتّى فتح أي حساب مصرفي لأي شخص على صلة بـ"حزب الله".

وقدّم نائب حاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين مثالا على ذلك، حين رفض مصرف "فرنسبنك" أخيرا، فتح حساب لمدرسة تابعة للحزب بهدف دفع رواتب الأساتذة.

إيران

وفي ما يتعلق بإيران، قال ليفي للمجتمعين إنّ هناك دليلا إلى أنّ إيران تبحث عن منافذ جديدة للوصول إلى النظام المصرفي الدولي، وإن كيانات إيرانية تسعى إلى المشاركة في مؤسسات مالية في الخارج، للحصول على حصة غالبية في مؤسسات مصرفية وخلق مشاريع مشتركة أو شراء مصارف.

وشجّع ليفي الحكومة اللبنانية على تنفيذ تدابير مضادة لحماية النظام المصرفي اللبناني من مخاطر عمليات تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، مفروضة من جانب إيران.

وعلى رغم تزايد نسبة التعاون الاقتصادي أخيرا بين لبنان وإيران، فإنّ نواب حاكم مصرف لبنان ليسوا قلقين من تلاعب إيران بالنظام المصرفي اللبناني. وطالبوا، مع ذلك، بالإبلاغ إلى مصرف لبنان ولجنة التحقيق الخاصة أيّ شكوك معيّنة وبكل شفافية.

وأشار بعاصيري والنواب الآخرون إلى أنّ التهديد الذي تشكله الكيانات المصرفية الإيرانية محدود في لبنان، مع وجود مصرف إيراني واحد فقط هو بنك "صادرات" الذي يملك 5 فروع في لبنان بأصول إجمالية تبلغ نحو 100 مليون دولار، أي أقلّ من 0,01 في المئة من إجمالي أصول النظام المصرفي، على حد تعبير علم الدين.

أضاف الأخير أن بنك "صادرات" على رغم حجمه الصغير، فإنّه يشكل إزعاجا للحكومة اللبنانية بسبب وضعه من قبل الولايات المتحدة على لائحة المؤسسات المرتبطة بتمويل الإرهاب، وبسبب وضعه تحت المجهر من قبل المجتمع الدولي.

من ناحيته، أكّد ليفي عدم تعامل الحكومة الأميركية والمواطنين الأميركيين مع بنك "صادرات" وبنك "ميلي" الإيرانيين، لافتا إلى أنّ أوروبا أوقفت أيضا تعاملاتها التجارية مع إيران. وحذّر السلطات المالية اللبنانية من سلوك بنك "صادرات" ومن إمكان أن تحاول إيران الدخول إلى النظام اللبناني المصرفي من خلال شركات أو أشخاص ينتمون إلى كيانات إيرانية. إضافة إلى ذلك، عرض ليفي لمساعدة بلاده الحكومة اللبنانية إذا طلبت ذلك، للتحقيق في ما إذا كان هناك أشخاص أو كيانات على صلة بمصارف إيران.

وقال ليفي إنّ قضية إعادة تفعيل قرض ممنوح من بنك "تنمية الصادرات" الإيراني إلى الحكومة اللبنانية يشكل مصدر قلق، فكرّر وزير المال محمّد شطح ونواب حاكم مصرف لبنان اعتقادهم أن توقيع إعادة تفعيل هذا القرض كان على الأرجح خطأ تم ارتكابه، مشيرين إلى أنّ القرض الأصلي مُنح في العام 2003، أي قبل تعيين البنك الإيراني على لائحة المؤسسات المرتبطة بالإرهاب. وشرح شطح أنّ القرض هو عملية تجارية بين الحكومتين ولا يدخل في إطار المصارف التجارية، وقد يكون مصدرا شرعيا لتمويل مشاريع إنمائية. وأضاف شطح أنّ القضية هي قيد المراجعة في مجلس الوزراء وسيتم البحث فيها.

الثقة بالمصارف

وشدّد ليفي للمجتمعين على أهمّية العلاقة المصرفية الأميركية – اللبنانية، لافتا في ظل الفترة المضطربة اقتصاديا وماليا، إلى أن لبنان يعدّ مثالا استثنائيا لاقتصاد إقليمي نجا من تداعيات الأزمة المالية العالمية، ومع ذلك فإنّ القلق موجود حيال قدرة لبنان على تفادي "أزمة سمعة" وفقدان الثقة من قبل المستثمرين الدوليين إذا أصبح حزب الله أكثر انخراطا في النظام المصرفي الرسمي.

وأشار أيضا إلى دعم حزب الله منظمة إرهابية أخرى إلى جانب "حماس"، وإلى واقع أنّ "حماس" تصنّفها أوروبا على أنّها منظمة إرهابية، إلا أنّ ممثلي المصارف التجارية أصروا على موقفهم الصلب من أنّ النظام المصرفي اللبناني في منأى حتى الآن عن الأصول السامّة والأنشطة غير المشروعة على حد تعبير جوزيف طربيه رئيس جمعية المصارف، الذي تعهد المحافظة على هذه اليقظة من أجل حماية النظام.

في المقابل، كان علم الدين أقلّ تفاؤلا ووصف النظام المصرفي اللبناني بأنه سريع التأثر أو غير محصَّن، وقال إن على رغم أن المصارف في لبنان تحوي رساميل مفرطة، فإنّها ضعيفة. وأضاف علم الدين أن في حال اهتزت الثقة بالنظام المصرفي اللبناني، فإنّ الاستقرار السياسي في البلاد سينهار.

وخلال جلسة تلت الاجتماع مع ممثلي المصارف التجارية، أعرب هؤلاء عن قلقهم الشخصي لوكيل وزارة الخزانة حيال رد فعل أميركي سلبي على انتخابات السابع من حزيران في حال فازت قوى 8 آذار بالأغلبية.

ورأى المصرفيون أن رد فعل سلبي سيسهم في انعدام الثقة بالقطاع المصرفي ويقوض القطاع المالي في لبنان.

كما أثار المصرفيون شكاوى حول التناقض بين لائحة التسميات الأميركية ولائحة الأمم المتحدة اللتين تضمان أسماء المؤسسات التي تخضع لعقوبات، واعتبروا أنه كلما كانت اللائحتان متطابقتين كان من الأسهل على لبنان أن يتخذ إجراءات ضد تلك المؤسسات أو الأفراد المحدّدين.

وسعى المصرفيون للحصول على مساعدة أميركية للتخفيف من مخاطر السمعة. وذكروا أنّ من المألوف بالنسبة إلى الدول الأخرى، وخصوصا في آسيا، أن تتأخر في استلام التحويلات المالية الصادرة من لبنان بسبب الاعتقاد أنّ جميع التحويلات الخارجة من لبنان ترتبط بطبيعتها بـ"حزب الله". فعرض ليفي استعمال مكتبه لتوعية الدول الأخرى هذه القضية وتأمين تفسير دقيق لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي يدعو جميع الدول إلى اتخاذ تدابير ضرورية لمنع توفير أي مساعدة أو تدريب أو أسلحة لأي كيان أو جهة غير مرخص لها من قبل الحكومة اللبنانية، حيث يعتبر ليفي أنّ هذا القرار الأممي لا يمنع الدول من التعاملات المالية مع لبنان.

 

وكيليكس/الجمهورية/الأسد للأميركيّين: مستعدّون للتعاون في العراق أرسلنا إشارات إيجابيّة عدّة لكنّكم لم تتجاوبوا

الجمهورية/الثلاثاء 26 تموز 2011

أكّد الرئيس السوري بشّار الأسد خلال اجتماعه مع السيناتور الأميركي بيل نيلسون أنّ سوريا مستعدّة للتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية في ملفّ العراق، وخصوصا مسألة الحدود السوريّة – العراقيّة، لافتا إلى ضرورة قيام الولايات المتحدة بالخطوة الأولى نحو إعادة إطلاق الحوار مع بلاده.

ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 06DAMASCUS5411 صادرة عن السفارة الأميركية في دمشق في 15 كانون الأول 2006، جاء أنّ اجتماعا ضمّ الرئيس السوري بشّار الأسد والسيناتور الأميركي بيل نيلسون، في حضور وزير الخارجية وليد المعلم، شدّد فيه الأسد على ذكر المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة الأميركية وسوريا، بما يدفعه إلى العمل من أجل التعاون معها. وأضافت أنّ السيناتور شجّع الأسد على إظهار إشارة لهذه الجهوزية، فأجابه أنّ سوريا قد أرسلت إشارات عدّة في الماضي، ولكن لم تحصل إلّا على ردود فعل سلبيّة من الولايات المتحدة، قائلا: إذا أرادت الولايات المتحدة إشارة، فعليها النظر إلى العلاقات الدبلوماسية المستأنفة مع العراق واعتبار ذلك إشارة. وكرّر الأسد أنّ لدى سوريا رغبة في التعاون مع الولايات المتحدة، وهي في انتظار أن تسمع من الولايات المتحدة في شأن آليّة هذا التعاون.

العراق

ومن جهة أخرى، استفهم السناتور نيلسون من الأسد عن تقرير إخباريّ صدر حديثا، وجاء فيه أنّ الوزير المعلّم خلال زيارته الأخيرة للعراق في 19و20 تشرين الثاني وقّع اتفاقيّة تعبّر عن دعم سوريا القوات الأميركية الموجودة في العراق "إلى حين لا تعود ضروريّة". فعلّق الأسد قائلا إنّ سوريا تعتقد أنّ من الضروري وجود جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق. فتدخّل الوزير المعلم مقاطعا الرئيس السوري وقال: "إنّ التغيير الوحيد في سياسة سوريا، هو أنّ سوريا في السابق كانت تريد انسحابا فوريّا للقوات الأميركية من العراق، أمّا الآن فسوريا تدعم وجود جدول زمني لهذا الانسحاب".

وشدّد الأسد مرّات عدة خلال الاجتماع على مصالح الولايات المتحدة وسوريا في الحفاظ على استقرار العراق.

وعن قضيّة التعاون عبر الحدود، قال الأسد إنّ سوريا مستعدّة للتعاون ولكن الولايات المتحدة غير مستعدّة، مشيرا إلى الزيارات الكثيرة لمسؤولين أميركيين في العام 2004، حيث أوضحت سوريا رغبتها في التعاون.

وأضاف الأسد أنّ في غياب التعامل الأميركي، اضطرّت سوريا إلى إجراء تعزيزات على الحدود المشتركة مع العراق، ونشرت المزيد من القوات العسكرية لحمايتها، كما كثفت إجراءات الرقابة في المطار للحؤول دون تسلّل الإرهابيين الى داخل سوريا ومنها إلى العراق. وشرح، في ظل هذه التعزيزات الأمنية، أنّ سوريا لا تزال تنتظر الحصول على التصوّر أو الآليّة الأميركية لزيادة مستوى الأمن وفعاليّته على الحدود.

 

وكيليكس/الجمهورية/حزب البعث يتحكّم في كل جوانب النظام وبشّار الأسد غير قادر على الإصلاح

الجمهورية/الثلاثاء 26 تموز 2011

تقدّم رجل أعمال سوري بارز من السفارة الأميركية، عارضا خدماته بصفته قادرا على المحاورة السياسية مع عدد من المسؤولين السوريين، من ضمنهم وزير الخارجية ومدير المخابرات العسكرية ونائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية. وعبّر رجل الأعمال عن استيائه من استمرار النفوذ السياسي لمسؤولي حزب البعث الذين تلقّوا تعليمهم في الاتحاد السوفياتي، وحثّ الولايات المتحدة على الاستثمار في برامج التعليم لتثقيف الجيل السوري الناشىء، واصفا العقوبات الاقتصادية الأميركية بالكارثة، بما أنها لم تؤثّر قطعا في سوريا، وإنّما قدّمت إلى المتشددين داخل النظام الذخيرة المناسبة التي يستخدمونها في وجه رغبة الرئيس الأسد في تحسين علاقات بلاده بالولايات المتحدة.

ففي مذكّرة سرية تحمل الرقم 09DAMASCUS254 صادرة عن السفارة الأميركية في دمشق في 6 نيسان 2009، جاء أن رجل أعمال شيعيا بارزا استقبل في مكتبه، القائم بأعمال السفارة الأميركية في سوريا، في خطوة تهدف إلى التقرّب من الولايات المتحدة. وزعم رجل الأعمال أنه كان جزءا من "مجموعة سوريّة رباعية" كانت تجتمع غالبا لمناقشة قضايا دولية، وقال إن الأعضاء الثلاثة الآخرين في المجموعة هم: وزير الخارجية وليد المعلّم ونائب نائب الرئيس للشؤون الأمنية محمد ناصيف خير بيك ورئيس المخابرات العسكرية آصف شوكت. ووصف "المجموعة الرباعية" بـ"الموالية للولايات المتحدة" وفي شكل خاص شوكت وناصيف، معتبرا المجموعة حركة معتدلة في وجه المتشددين البعثيين داخل النظام.

حزب البعث المناهض لأميركا

وفي سياق آخر، اعتبر رجل الأعمال السوري أنّ مشاعر الحكومة السوريّة المناهضة لأميركا تعود إلى علاقة سوريا السابقة بالاتحاد السوفياتي، مضيفا أن هناك الكثير من الوزراء داخل الحكومة ممن تلقوا تعليمهم في أوروبا الشرقية خلال السيتينات والسبعينيات، حيث تم غسل أدمغتهم لمعاداة الغرب. ولإظهار مدى قدرة حزب البعث وتأثيره في الحكومة السورية وقرارات النظام، ضرب رجل الأعمال مثلا عن الدكتور هاني مرتضى الذي تولّى منصب وزير التعليم العالي، والذي حاول إصلاح الوزارة من دون جدوى، مضيفا أنّ هذا الوزير حاول تطبيق برنامج لتقويم المؤهلات الأكاديمية لمسؤولي الوزارة، الأمر الذي يمكن أن يفسر عمليات طرد عدد من المسؤولين القدامى. وشرح أنّ سبب فشل المشروع هو الهجوم المضاد الذي شنّه حزب البعث على حملات الوزير الإصلاحية، مشيرا إلى أنّ مرتضى هو شخص مقرّب من الرئيس الأسد وآصف شوكت بحكم منصبه كطبيب أطفالهم، ولكنّ قربه من العائلة الحاكمة لا يستطيع عزله عن سياسة حزب البعث.

استخدم رجل الأعمال تجربة مرتضى كدليل إلى قدرة بشّار الأسد المحدودة على تغيير عقلية "الحرس القديم" في سوريا، على رغم إيمان الأسد "الحقيقي" بالإصلاح

والليبيرالية، مقترحا على الولايات المتحدة الاستثمار في البرامج التعليمية وتبادل البرامج من أجل تغيير عقلية الشباب السوري الصاعد وتعديل عقلية المجتمع السياسي الحالي.

كارثة العقوبات الاقتصادية

ومن جهة أخرى، اعتبر رجل الأعمال السوري أنّ العقوبات الاقتصادية الأميركية على سوريا هي بمثابة "كارثة تواصل" أدّت دورا كبيرا في تعزيز موقف المتشددين وليس موقف بشار الراغب في تحسين مستوى العلاقات بالولايات المتحدة، شارحا أنّ المتشددين داخل النظام، وخصوصا أفراد حزب البعث يستخدمون العقوبات الأميركية كذريعة للدفاع عن نظرتهم المعادية إلى أميركا، في وجه الرئيس السوري الذي يحاول إقناعهم بضرورة الانفتاح على الغرب وخصوصا الولايات المتحدة. وبات من الواضح، حسب المصدر، أنّ بشّار يواجه صعوبة متزايدة في السيطرة على "العناصر القديمة" داخل النظام الحاكم.

 

جنرال الممانعة

راشد فايد/النهار

لم يضع وليد جنبلاط حجراً على ضريح "الممانعة" العربية في كلمته الاحد الفائت في راشيا، بل هو ذكّر من لم يشارك في الدفن بأن زمنها ولى، ونعيها تأكد باعتراف دمشق قبل اسبوعين بالدولة الفلسطينية في حدود 1967.

ذلك لا يعني أن الممانعة كانت موجودة خارج اللغو السياسي العربي، والمماحكات القومية. فالممانعة، كالشهود الزور: تسمية أعجبت مطلقها بلا سبب منطقي أو قانوني أو عملاني. فكيف تكون ممانعة فيما يؤيد الممانع في القمة العربية في الكويت مشروع السلام العربي الذي كان أيده في نسخته الاولى في بيروت عام 2002؟ وكيف تكون الممانعة فيما الممانع يفاوض على إحياء وديعة رابين، اي تفاصيل ترسيم حدود انسحاب الاحتلال الاسرائيلي، وفترة الوصاية والتطبيع؟ منذ مؤتمر مدريد قي تشرين الثاني 1991 إلى الوساطة التركية في أيار 2008، كانت الوقائع تنعى الممانعة، والخطب تنفخ في روحها الميتة، حتى جاء الاعتراف السوري بالدولة الفلسطينية، اقرارا بأمر واقع، كما كان إعلان الملك حسين فك ارتباط الضفة الغربية بالأردن: ترك القضية الفلسطينية للفلسطينيين ونصرتهم في نضالهم، أيا تكن أشكاله. للمصادفة، تنافر كلام جنبلاط مع نظرية في علم السياسة اطلقها “الجنرال” في اليوم نفسه تربط “مستقبل لبنان بقوة الممانعة للسياسة الاسرائيلية”، كأنما صاحبها يذهب إلى الحج والناس عائدون. لكنه محق في ما يذهب إليه، ما دام ينطلق من “سماد” افكار حلفاء يرون في المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قديسين، ويريدون من اللبنانيين أن يسلموا ببراءتهم، بلا نقاش، سندا إلى أن الحزب الراعي فرض لقيادته وآله موقعا اخلاقيا وروحيا فوق مصاف الآخرين، واحتكر ميزان الدينونة. فهو من يقرر تسمية الهزيمة انتصارا، وتدمير الجنوب وتهجير ابنائه صمودا. هو الميزان نفسه الذي يقر باختراقات تجسسية في صفوف الحزب، حين يريد، ويصر على صعوبة الاختراق حين يريد، ويلغي طاولة الحوار حين يرتئي، ويهلل لها حين يستنسب. لم يغترب “الجنرال” عن هذا الميزان: فصلاحيات رئيس الجمهورية منقوصة حين تكون الحكومة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة أو الرئيس سعد الحريري، فيما هي تفيض بالقدرات في ظل حكومة “حزب الله” ولو سلب منها تعيين مسؤول جهاز امني. وحقوق الطائفة مصانة في موقع المديرية العامة للأمن العام، ومهدرة في موقع المدعي العام التمييزي. كلام جنبلاط على الممانعة يعكس، في رأي متابعين، تشجيعا لأحد اتجاهين في النظام السوري يرى ضرورة الاقدام على الواقعية السياسية بدءا من مصالحة الرأي العام السوري بإطلاق اصلاحات جدية، ولو بدا انها تأخرت أكثر مما يحتمل. فهل الاتجاه الآخر، رافع شعار الممانعة في وجه الاصلاحات الداخلية في سوريا، هو ما يريد الجنرال ربط مستقبل لبنان به؟

 

عون يتّجه إلى طرح تعديل الطائف والعنوان: صلاحيات الرئيس!

أسعد بشارة/الجمهورية

على رغم كل الالتزامات المقطوعة لحزب الله وحلفائه، وعلى رغم كل المسافة المقطوعة في مواجهة المحكمة الدولية، سيجد الرئيسان سليمان وميقاتي و"الوسطيين"، سيجدون أنفسهم مطالبين بالمزيد. لا يخفى على أحد أنّ رئيس الحكومة سوف يواجه، ضغطا من الحلفاء قبل الخصوم، في قضية التعيينات الأمنية. فهؤلاء الحلفاء يريدون من ميقاتي أن ينفّذ تغييراً كاملا، بحيث يؤدّي مهمة تصفية أي وجود لقوى 14 آذار في الإدارة، وعلى رأس ما يريده الحلفاء رأس فرع المعلومات الذي لا يمكن قطافه من دون اتخاذ قرار بإقالة المدير العام لقوى الأمن الداخلي، وبتشكيل رئيس الفرع. والرئيس ميقاتي، على ما يبدو، ليس مستعدا للعب بالنار في موضوع اللواء ريفي، لا بل إنه يفضّل بقاء الرجل في موقعه لاعتبارات انتخابية مستقبلية، ويتّجه إلى تعزيز موقعه الطرابلسي عبر تشكيل "مظلّة حماية"، للإسلاميين المتشدّدين.

ولهذا، كرّر ميقاتي الأسبوع الماضي مشهد اصطحاب هاشم منقارة الذي ساهم في الإفراج عنه من سوريا في العام 2000، بمشهد الإفراج عن رمز آخر من رموز التشدّد الإسلامي واصطحابه بالسيارة الخاصة من السجن إلى طرابلس. وإذا كان حلفاء ميقاتي، وأبرزهم حزب الله، يسعون إلى تقويته سنيا عبر ضخّه بالمزيد من الأوراق الرابحة، فإنّهم أيضا يتوقعون منه أن "يقوّي قلبه" قليلاً، وألا يتردّد في استهداف الزعامة الحريرية في أيّام "ضعفها"، على قاعدة أنّ الفرصة السانحة للقضاء على الحريرية السياسية قد لا تتكرر مرّتين.

أمّا العماد عون الذي سكت عن التعليق على اصطحاب سيارة ميقاتي الإسلامي المعروف، فإنّه بدأ يتذمر في مجالسه الخاصة من أداء ميقاتي، وتمهله في اتخاذ الخطوات الكفيلة بالقضاء على حقبة 14 آذار. ويبدو عون غير متفائل بأداء رئيس الحكومة تجاه التعيينات الأمنية، إذ إنّ ميقاتي لم يتحرّك إلى الأمام، ولا يبدو أنّه سيتحرك لإقصاء ريفي والحسن. كما أنّ عون بات ينظر في قلق إلى أداء وزير الداخلية مروان شربل الذي أثنى في غير مناسبة على ريفي وعلى عمل فرع المعلومات، وبات عون يخشى أن يطول الوقت كثيرا قبل إنضاج أيّ قرار في شأن ريفي والحسن، وهو ما سيعني، في رأيه، فشلاً ذريعا للحكومة في قضية وضعها على طليعة أولويات جدول أعماله.

ويشعر العماد عون أيضاً بأن حقّه لم يصله في موضوع الأمن العام، وهو يضع المسؤولية على حزب الله. كما يشعر بأنّ ما قدّمه إلى الحزب لم يُردّ له بطريقة منصفة، وهو لذلك سوف يندفع في قوة إلى طرح تعديل الطائف تحت عنوان جذّاب وشعبوي مسيحياً، أي استعادة صلاحيات أساسية لرئاسة الجمهورية. ولا يأبه عون للإحراج الذي سيصيب ميقاتي، ولا للتحفظ الذي يقابل به حزب الله هذا الموضوع خوفاً من تفجّر الحكومة. من البديهي القول إنّ ميقاتي سيبدأ بمواجهة بعض الضغوط على طاولة مجلس الوزراء. وهذه الضغوط قد لا تؤدّي إلى زعزعة حكومته، لكنّها ربما تنتج شللاً في عمل هذه الحكومة، يشبه تصريف الأعمال المقنَّع.

 

سامي الجميّل: الصيغة الراهنة فاشلة

الجمهورية/حدّد منسّق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل ثلاث نقاط أساسية لبناء لبنان هي "الاعتراف بالآخر، حياد لبنان إزاء الصراعات الإقليمية والدولية، واللامركزية التي تؤمّن المساواة بين اللبنانيين والمراقبة والمحاسبة، فيطمئن كلّ لبناني إلى مصيره ويتحرّر من وطأة التبعيّة لتكون علاقته مباشرة مع الدولة بدلا من المرور بوسطاء سياسيين أو حزبيين، فيتعزّز الانتماء إلى الدولة". ورأى في محاضرة ألقاها أمام وفد الاغتراب الكتائبي في دير سيّدة الجبل في فتقا، أنّ هذه النقاط الثلاث "هي الآليات الواجب اعتمادها في وضع صيغة جديدة للبلاد تحصّن العيش المشترك وتؤمّن الشراكة الحقيقية بين اللبنانيين"، محذّرا من أنّ "الصيغة الراهنة فاشلة وتهدّد ميثاق العيش المشترك".

وأشار الجميّل إلى ضرورة تخطّي ثلاثة حواجز اصطناعية لتحقيق هذا المشروع "وهي سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني والمحكمة الدولية، على أن يلي زوالها عقد المؤتمر الوطني لبناء صيغة جديدة للبنان تنبثق من الميثاق الوطني".

 

القاضي داني الزعنّي ينفي ويطلب عدم زجّ اسمه الألمان يروون القصة الحقيقية لفيلم ليمان

الجمهورية/نفى القاضي داني الزعنّي صحّة ما ورد عنه في بعض الصحف المحلّية والمواقع الإلكترونية. وأضاف "مجرّد تداول اسمنا في مسألة ما زالت قيد التحقيق أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، يشكّل جرائم المواد 383 و385 و388 و389 من قانون العقوبات، وهو محظَّر قانونا حتى في معرض الاستفهام أو الشك".

وتابع "لما كان هذا الخبر يُلحق ضررا معنويا بالغا بنا، وعملا بقانوني المطبوعات والعقوبات، فإنّنا نحذّر أي صحيفة أو جريدة أو موقع إلكتروني أو تلفزيون من مسألة الاستمرار في ترويج هذه الشائعات، ونطلب منكم التقيّد بمضمون هذا الكتاب".

وكانت الزميلة "السفير"، أفادت أن قياديا في "تيار المرده" "أوضح أنّ حملة جديدة بدأت تظهر في بعض مواقع "14 آذار" الإلكترونية في الخارج، لتبرئة غيرهارد ليمان، المساعد السابق للمحقّق السابق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف ميليس، من تهمة تلقّي الرشوة المالية التي كشفها الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله بالصورة، عبر تسريب معلومات أنّ ليمان قال في تشرين الأول 2005، للقاضي اللبناني داني الزعنّي أنه يمرّ بضائقة مالية، وأن هذا القاضي قدّم إليه مساعدة مالية، وتولّى القيادي في "تيار المرده" المحامي يوسف فنيانوس، تصوير هذا المشهد الذي يدين ليمان حسب موقع "يُقال نَت"، علما أنّ فنيانوس نفى هذه الواقعة وتوقّع أن يحاول فريق "14 آذار" استخدام كل ما لديه للدفاع عن محكمة باتت متّهمة في صدقيتها".

وكان موقع "يُقال نَت" الإلكتروني، أورد الخبر الآتي: "كشف مسؤول ألماني ما سمّاه حقيقة المقطع المصوّر الذي بثه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، حيث يظهر النائب السابق لرئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلّة الألماني غيرهارد ليمان، يتناول كمية من المال. ويقول هذا المسؤول إن السلطات الألمانية باتت على معرفة دقيقة بظروف هذا المقطع المصوَّر وأسبابه وأبطاله، سواء بما استقته من معلومات من غيرهارد ليمان أم بما قامت به من" أبحاث خاصة"، بعيدا من الأضواء، منذ تحدّث نصرالله، قبل أشهر، عن وجود ما سمّاه "مستندات" تثبت "فساد" ليمان. ويروي المسؤول الألماني أنّ غيرهارد ليمان، وفي شهر تشرين الأول 2005، مرّ بضائقة مالية طارئة، فعرف المحامي اللبناني يوسف فنيانوس بالأمر، فطلب من قاضٍ لبناني، مفصول إلى معاونة لجنة التحقيق الدولية المستقلة، أن يُبادر إلى عرض المال على الرجل الثاني في لجنة التحقيق الدولية. ويقول هذا المسؤول: إنّ القاضي اللبناني داني الزعنّي تحدّث مع ليمان عن المصاعب المالية التي قيل إنه يمرّ بها، وبادر إلى تأكيد قدرته على توفير مبلغ من المال له، بصفته زميلا له في عمل واحد، وأفهمه أنه على استعداد ليعطيه المبلغ في اليوم التالي، إن التقيا في متجر الثياب الذي تعتمده لجنة التحقيق، ومقرّه المنصورية".

ويشير إلى أن ليمان وصل في الموعد المحدّد والتقى القاضي الزعنّي في المتجر، حيث أعطاه المبلغ الذي وفّره. ووفق المسؤول الألماني فإن ثمة من أقدم على تصوير مشهد تناول ليمان المبلغ المالي، وأن اليد التي ظهرت في الشريط المصوَّر هي يد القاضي اللبناني. وعن طريقة وصول المقطع المصوّر الى "حزب الله" يرجِّح المسؤول الألماني أن يكون قد تمّ ذلك بواسطة المحامي يوسف فنيانوس، أحد معاوني النائب سليمان فرنجية، لأن علاقة مميّزة تربط الزعنّي بفنيانوس، الذي سينضم في وقت لاحق إلى فريق الدفاع عن اللواء المتقاعد جميل السيّد. ولفت إلى أنّ هذه المعلومات وصلت إلى الدائرة القانونية في الأمم المتحدة منذ فترة، ويفترض أن تكون قد أصبحت في عهدة المحكمة الخاصة بلبنان، مؤكّدا أنّ مسائل الفساد في دول ديمقراطية مثل ألمانيا، لا يمكن أن تمرّ مرور الكرام، مهما كانت الاعتبارات، وخصوصا متى كانت تعنى بأجهزة النيابة العامة والشرطة".

وأسف المسؤول الألماني أن يكون مستوى الأداء، في لبنان عموما ولدى "حزب الله" خصوصا، قد وصل إلى هذه المستويات المتدنيّة، بهدف تضليل الرأي العام.

 

بعد سقوط "الملك" لا جدوى من الحوار

الجمهورية/جورج سولاج"

التغيير آتٍ في سوريا سواء بقي النظام أو رحل"، هذا ما تؤكّده الدوائر الغربية المعنيّة بشؤون الشرق الأوسط. إلّا أنّ انعكاس هذا التغيير على لبنان يشغل بال هذه الدوائر، خصوصاً لناحية تعاطي الأفرقاء المحلّيين مع النتائج، بمعنى هل يعرف اللبنانيّون كيف يستفيدون من تطوّر الوضع مستقبلا في سوريا، أم أنّهم سيضيّعون فرصة تاريخيّة أخرى لتحقيق استقلالهم السياسي؟ يجيب دبلوماسي غربي كبير على التساؤل المطروح حول ما ستكون عليه علاقة لبنان بسوريا بعد التغيير بالقول: "هناك فرصة جدّية لتحقيق استقلال حقيقي للبنان، وإبعاد القبضة السوريّة عنه، فإذا رحل النظام وتسلّمت المعارضة الحكم في سوريا، فعلى سنّة لبنان وفي مقدّمهم الرئيس سعد الحريري أن لا يستقووا بالنظام الجديد لكي لا يفسحوا المجال لعودة التدخّل السوري في الشؤون اللبنانيّة، واستبدال القبضة العلويّة بالقبضة السنّية السوريّة. وإنّ سوريا العلمانيّة، ولو في لون سنّي كما النموذج التركي كنظام، يجب أن تشكّل فرصة إضافيّة لاستقلال لبنان، الذي يجب عليه أن يتعاطى مع سوريا – التغيير، مثلما يتعامل مع تركيا. وإذا بقي النظام وتمّ التغيير، فلا بدّ "لقوى 8 آذار من أن تتحرّر من القبضة السوريّة لمصلحة بلدها، بدل الاستمرار في فخّ الاستقواء الخارجي". هذا من الناحية النظريّة، أمّا عمليّاً، فترى الدوائر الغربية أنّ الحلّ يكمن في مصالحة لبنانية – لبنانية برعاية سعودية – تركية – إيرانية، بصرف النظر عن مسار المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان، من أجل أن يتمكّن بلد الأرز من مواكبة التغيير في سوريا بنهضة لا تؤمّنها إلّا مصالحة جدّية، تنتج عنها حكومة وحدة وطنية حقيقية. وهذه النقطة كانت أبرز بنود الـ"س – س" في مشروع الاتّفاق الذي لم يرَ النور. أمّا بالنسبة إلى المحكمة، فإنّ النظرة الغربيّة هي أنّه "لا يمكن أحدا إسقاطها ولا إلغاؤها، وأنّ من الأفضل أن يقبل بعض اللبنانيين بوجود شكّ في أسماء متورّطة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لأنّه تحت سقف المصالحة والاستقرار يمكن التفكير في احتمال إيجاد تسوية وطنيّة. غير أنّ مواكبة التغيير في سوريا لا تبدأ بعد تحقيقه، بل منذ الآن، لأنّ الفريق اللبناني الذي يراهن على بقاء النظام وسيطرته على الأزمة والنجاح في مواجهة المجتمع الدولي، سيسقط مع سقوط هذا النظام، ولن يجديه حوار داخلي ولا مصالحة، عندما يُعاد خلطُ الأوراق في المنطقة "ويسقط الملك".

 

الثورة أفضل... ولو فشلت

غسان حجار/النهار

"ثورة لا تحقق أهدافها خير من الديكتاتورية في بلدي" تحت هذا العنوان نشر موقع "إيلاف" الالكتروني نتائج استطلاع للرأي شارك فيه نحو 8500 عربي، اختار 60,15 % منهم الثورة الناقصة، أو المتعثرة، على البقاء في الديكتاتورية. ويرى هؤلاء أن مجرد سقوط النظام، كما في تونس ومصر، كاف لأن توصف الثورة بالناجحة، وأن مواصلة رحلة البناء وسط العواصف هي الدليل الوحيد إلى نجاح هذه الثورات وتحقيقها أهدافها. هذا الرقم كان ليلامس الـ99% لو أن السؤال طرح للمفاضلة ما بين ثورة ناجحة وديكتاتوريات بائدة مستمرة في الحكم منذ نحو ربع قرن على الأقل، بلوغا الى ما يزيد عن الأربعين عاما، خصوصا ان الشعوب العربية اعتادت نسبة الـ99% قبولا وتأييدا، ثم رفضا للأنظمة التي وصفها وليد جنبلاط الأحد في راشيا بأنظمة الممانعة التي لا قيمة لها. ولعل كلامه هو أبلغ تعبير عن الواقع السوري الذي يفاخر بتأييده الحقوق الفلسطينية، فيما هو لم يقدم شيئا لتلك القضية على مدى نصف قرن سوى مزايدات، وجبهات تفتح في لبنان – لا في الجولان – ولا تلبث ان تقفل من دون تحقيق أهدافها، ومن دون معرفة السبب، سبب فتحها وسبب إغلاقها.

ولعل كلام جنبلاط عينه عن الشعوب الحرة التي يمكنها وحدها أن تحرر الشعوب المضطهدة والمقهورة، وأن تمد يدها الى الشعوب المحبوسة والمأسورة، هو تأكيد للرغبة في حرية ما عبر عنه المشاركون في استطلاع "إيلاف"، إذ، كما ربّت الانظمة والاحزاب التوتاليتارية ناسها وافرادها على قبول فكرة الانتحار خدمة لقضية ما، وأملا وطمعا في مكسب معلوم مجهول، اعتاد الناس الفكرة وصاروا مستعدين للتضحية بالانظمة إياها، في عملية معلومة ومجهولة النتائج في آن واحد.

فالمعلوم هو التوق الى الحرية، وهو دقّ إسفين في نعش الانظمة القائمة، التي، وإن طال أمدها، فلم يعد أمامها إلا الزوال أو الموت البطيء. أما المجهول فهو شكل النظام الجديد، ونمط الحياة الجديدة بكل أشكالها، وفيها من المخاطرة الكثير، وربما هذا هو الواقع الذي يدفع جنبلاط الى كلامه الاخير. فالرغبة لديه بالتخلص من "الوصاية" دفعت به الى ساحة الشهداء، ساحة الحرية، في 2005، وكانت رغبته واضحة ومعلومة. أما المجهول الذي دفعه مرة جديدة الى أحضان سورية، ولبنانية سورية، فهو المجهول الذي يخيفه في ظل وطأة السلاح وعدم تكافؤ القوى. تراجع جنبلاط عن كثير من مواقفه لأنه يعيش واقعا يميل الى المرارة، لكن الناس الذين يعبّرون الكترونيا، وفي كثير من الشوارع العربية، لا يقيسون الواقع من منظاره، بل يفضلون الثورة، ولو فشلت، لأنها بوّابتهم الى المستقبل الذي لا تحكمه زعامات وبيوت سياسية.

 

في انتظار ترجمة أقوال ميقاتي أو نصرالله

الحكومة قد تسقط بـ"الضربة الاقتصادية"

اميل خوري /النهار

ينتظر المجتمع الدولي موقف الحكومة من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمعرفة هل سيكون مترجما لاقوال قيادة "حزب الله" ام لاقوال الرئيس نجيب ميقاتي، فيما ينتظر المجتمع اللبناني سياسة الحكومة، هل تكون انتقامية وكيدية ام تكون عادلة ومنصفة ولا تمييز فيها بين فئة وفئة، وعندها يحكم على افعالها وليس على اقوالها.

الواقع ان ما يهم الناس في انتظار معرفة هذه المواقف هو مدى اهتمام الحكومة بأولوياتهم وشؤونهم الحياتية ومعيشتهم التي تعذر على الحكومات السابقة معالجتها بسبب فقدان الانسجام والتجانس بين اعضائها وطغيان الاهتمام بالمناكفات السياسية على الاهتمام بالاوضاع الاقتصادية والمالية فكان لها عذرها. اما الحكومة الحالية كونها من لون واحد فلا عذر لها اذا لم تهتم بمعالجة هذه الاوضاع.

والسؤال المطروح: من اين ينبغي على الحكومة الحالية ان تبدأ؟

عليها، في رأي المراقبين، ان تبدأ بملء الشواغر في ادارات الدولة بأسرع وقت ومن اصحاب الكفاية والنزاهة الى اي فئة او مذهب انتموا شرط ان يكونوا موظفين عند رب عمل واحد هو لبنان كي تستطيع هذه الادارات مواكبة عمل الحكومة في الاصلاح الشامل والنهوض بلبنان في شتى المجالات، ثم اقرار موازنة سنة 2011 وبعدها موازنة 2012 مع الحرص على خفض العجز فيهما من خلال ترشيد الانفاق ووقف الهدر وتحصيل الرسوم والضرائب وزيادة انتاجية القطاع العام والحرص ايضا على اتخاذ خطوات جدية لمعالجة الدين العام ومكافحة الفساد. وعليها بعد ذلك تنفيذ خطة لتأمين الكهرباء والمياه على مدار الساعة ووضع جدول زمني لتنفيذها.

ومن الاولويات عند الناس اقرار الضمان الاجتماعي والاستشفاء للجميع بما في ذلك مشروع ضمان الشيخوخة الذي ينام في الادراج، وتنشيط القطاعات الانتاجية وتعزيزها لانها وحدها القادرة على ايجاد فرص عمل لتحقيق نمو مستدام، والتوجه نحو صناعات ذات قيمة مثل صناعات المعرفة والتكنولوجيا العالية والاتصالات المتطورة لجعل لبنان دولة تواكب التطور العالمي، ومعالجة زحمة السير التي تهدر الوقت والمال وذلك بتطوير الطرق وتحسينها واستحداث الجسور والانفاق، وكذلك معالجة النقل من لبنان واليه وعدم الاعتماد على مرفأ واحد ومطار واحد تلبية للحركة البحرية والجوية المطردة.

وعلى صعيد آخر، ينبغي على الحكومة، كي تكون حكومة الاقتصاد وحكومة الناس اولا، ان تهتم بانماء المناطق وذلك بتعزيز عمل البلديات وتفعيل اتحادات البلديات وتحويل الاموال العائدة اليها دونما تأخير ومن دون حسابات سياسية ضيقة، وايضا معالجة مشكلة السكن وخصوصا لجيل الشباب وهي تتفاقم مهددة الاستقرار الاجتماعي وبازدياد الهجرة، وكذلك ضرورة تطوير قطاع التعليم.

ولا بد لحل مشكلات الكهرباء والمياه والسكن وغيرها من وضع مشاريع مشتركة بين القطاع العام والقطاع الخاص، والافادة من مشاعات الدولة في مشاريع الاسكان.

إن تحويل الحكومة اهتمامها نحو اولويات الناس هو الذي ينقذها من خطر التجاذبات السياسية والمناكفات والمشاحنات التي لا طائل منها، فلا شيء يجمع اللبنانيين ويوحد موقفهم سوى الليرة والرغيف، فاذا كانت الليرة قوية والرغيف الرخيص مؤمن للجميع فلا يمكن اهل السياسة مهما اشتد ساعدهم ان يؤثروا فيهم ويسيروهم كما يشاؤون، في حين ان الليرة اذا فقدت قوتها الشرائية وبات سعر الرغيف يفوق امكانات الطبقة الفقيرة، وسادت البطالة وقل المال، فلا حاجة لاهل السياسة لان يدعوهم الى الاضراب والتظاهر والاعتصام، بل ان الناس يقومون بذلك من تلقائهم، ولا تعود حتى السياسة تفرّقهم عندما تجمعهم الحاجة الواحدة.

لذلك ينبغي على الحكومة، اذا كانت حكومة الناس، ان تهتم قبل كل شيء بشؤونهم الحياتية ومعيشتهم بدءا بالكهرباء والماء والاستشفاء والضمان الاجتماعي وتحسين الاجور، لترتاح ويطول عمرها فلا تعود تخشى اي معارضة. اما اذا لم تحسن التعاطي مع المجتمع الدولي واراد البعض لنزوة ما مواجهة هذا المجتمع، فإن الاوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد سوف تدفع الثمن، واذذاك لا تأتيها الضربة القاضية من اهل السياسة انما من اهل الاقتصاد والمال والاعمال ومن الشعب ذاته.

لا شك في ان الحكومة تواجه تحديات كثيرة محلية وعربية واقليمية ودولية تحتاج مواجهتها الى وحدة صف وكلمة والى التفاف شعبي ورؤية مشتركة، وهذا لا يتحقق الا اذا كانت فعلا لا قولا حكومة كل لبنان وتحظى بدعم دولي كي تستطيع حماية لبنان من تداعيات ما يجري في المنطقة ولا سيما في سوريا، وان تضع اولويات للحلول الاقتصادية والاجتماعية وتباشر تنفيذها بالتوافق مع الجميع، وبموجب جدول زمني، كي يتأكد الناس من جدية عملها وصدق عزيمتها، بعدما سئموا كثرة الكلام والوعود.

 

ديبلوماسي خليجي: نزول مليوني لـ "ثورة الأرز" كفيلة بإسقاط حكومة ميقاتي 

"مذكرة جلب" بحق نصر الله إذا لم يسلم المتهمين

حميد غريافي: السياسة

انعكس ضعف النظام السوري في دمشق وهزاله وهشاشته في مواجهته الشعب الثائر على ايران و"حزب الله" في لبنان وهنا واختلال توازن اذ يشكل "حزب البعث" بقيادة آل الاسد في سورية واسطة العقد الارهابي الدموي في الشرق الاوسط بين طهران وبيروت, فإذا انقطع ذلك العقد تبعثرت حباته القمعية وانفصلت اجزاؤه عن بعضها البعض كما هو حاصل تماما في هذه الدول الثلاث الان.

ووصف ديبلوماسي خليجي في لندن امس اقوال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي السبت الفائت "انه ليست لدينا مشاكل خاصة مع السعودية ونعترف بها بلدا مهما في المنطقة ومؤثرا في المجالين الاقليمي والدولي (...) كما ان ايران تحترم السيادة الوطنية للبحرين واستقلالها ولن نتدخل في شؤونها" - وصفها ب¯ "الانبطاحية" امام رياح الثورات العربية التي "تجري بما لا تشتهي السفن الايرانية" وخصوصا في سورية وامام عودة "الشيطان الاميركي الاكبر" ومعه هذه المرة حلفه الاطلسي لقلب منطقة الشرق الاوسط رأسا على عقب بحيث ستلفظ تداعيات الثورات المندلعة هذا الفيروس الايراني - السوري الغريب عن جسم العالم الاسلامي المتماسك".

وقال الديبلوماسي ان حال ما يسمى ب¯ "الميكرو ايران في لبنان وهي دويلة "حزب الله" الشيعية الدينية ليس افضل من حال وليها الفقيه في طهران ولا حال حسن نصر الله افضل من حال علي خامنئي ومحمود احمدي نجاد فجميعهم في مركب واحد مع القبطان السوري الغشيم غير المجرب وغير المدرب الا على الاغتيال والقمع والاختطاف والاعتقال في فترة احتلاله لبنان فحزب الله الذي فقد ذراعه اليمنى باغتياله "قائد جيشه ووزير دفاعه ومدير استخباراته" عماد مغنية في مطلع 2008 ها هو مقبل على فقدان ذراعه اليسرى بتوجيه تهمة او تهم القتل الى خليفته مصطفى بدر الدين القيادي البارز في فرع العمليات الارهابية الدولية يتردد انه تسلم هذا الفرع بعد غياب مغنية وابن عم وصهر مغنية في القرار الاتهامي للمدعي العام دانيال بلمار في قضية اغتيال رفيق الحريري وعدد من الشخصيات القيادية اللبنانية".

ونقل الديبلوماسي الخليجي ل¯ "السياسة" في لندن عن تقارير ديبلوماسية عربية واجنبية قولها ان "المرحلة التالية من الصراع الذي سيعانيه حسن نصر الله ونائبه نعيم قاسم وعدد من قياديين السياسيين والامنيين ستكون بعد بدء محاكمة بدر الدين والقياديين الثلاثة الاخرين الواردة اسماؤهم في القرار الاتهامي الدولي غيابيا". بحيث قد يضطر الادعاء العام او حتى محامو الادعاء طلب جلب حسن نصر الله نفسه مع جماعته هذه الى المحكمة في لاهاي ومن ثم يحاكمون هم الاخرون غيابيا لانهم سيرفضون المثول امام المحكمة ويصبحون فارين من وجه العدالة الدولية".

واكدت التقارير ان "وضع حزب الله وحسن نصر الله بالارض".. وكل ما يطلبانه الان فترة هدوء بانتظار ما سيحدث لحليفهما بشار الاسد وعائلته وحزبه في دمشق فقبولهم بل اصرارهم على عقد طاولة الحوار مجددا برئاسة ميشال سليمان "للبحث في الستراتيجية الدفاعية" بعدما كان نصر الله طوى صفحة ذلك الحوار واعتبره بلا فائدة كما اعتبر انه غير معني بالستراتيجية الدفاعية ولا بموضوع السلاح الذي يمتلكه.

يؤكد (اصراره) تضارب مواقفه المتضعضعة والمشتتة تماما كمواقف نظام طهران ولو كنت حسب الديبلوماسي الخليجي مكان قوى الرابع عشر من اذار لما ترددت للحظة واحدة في بدء الهجوم المضاد على "حزب الله" وحكومته وقواه في "8 اذار" مستخدما تظاهرات ثورة الارز المليونية مجددا على ألا تخرج من الشارع هذه المرة الا بخروج نجيب ميقاتي من السراي الحكومي, كما حدث لحكومة عمر كرامي العام 2005 التي سبقت باستقالتها امام مجلس النواب انسحاب الاحتلال السوري من لبنان والا بايجاد الحل النهائي الحاسم لسلاح حزب الله في الداخل". وقال الديبلوماسي ل¯ "السياسة" ان حسن نصر الله وايران يدركان ان حل مشاكلهما مع العالم العربي قبل سقوط حليفهما نظام الاسد في دمشق سيكون اكثر فائدة لهما من السعي الي اي حل بعد هذا السقوط".

 

عون بين إمساكه بالتمثيل الحكومي المسيحي وتربص خصومه تجربة الأمن العام القاعدة أم الاستثناء؟

روزانا بومنصف/النهار     

لم ينجح "التيار الوطني الحر" في استعادة حق الطائفة المارونية في منصب مدير الامن العام رغم ان الشعار الاساسي الذي رفعه التيار لعمله في السنوات الاخيرة هو استعادة الحقوق المسيحية في السلطة بحجة انه فرّط بها خلال الحكومات السابقة وخصوصا تلك التي حكمت ابان الوصاية السورية على لبنان. وحاول رئيس التيار العماد ميشال عون التقليل من اهمية استعادة هذا الموقع من دون نجاح كبير باعتبار انه، منذ بات يحتكر التمثيل المسيحي في الحكومة، يتحمل حاليا المسؤولية الاساسية ليس في التمثيل المسيحي في السلطة "فحسب بل في رسم الحدود لهذا التمثيل في المستقبل. اذ انه متى كان التمثيل المسيحي محصورا في طرف واحد لا ينافسه عليه احد ويتمتع بما يزيد على ثلث التمثيل في الحكومة، فان ما يحصل عليه في السلطة للطائفة هو اقصى ما يمكن وخصوصا ان هذه التجربة قد لا تتكرر. ومن هذه الزاوية فان عدم استعادته منصب المدير العام للامن العام للمسيحيين بعدما كان قدمه الرئيس اميل لحود في عهده الى الطائفة الشيعية يعني بشطب هذا الموقع من حصة المسيحيين في المستقبل وخصوصا ان تحالفه مع "حزب الله" كان يفترض ان يساعده على استعادة المنصب، الامر الذي يعتبره مراقبون مسيحيون قلقون من هذا الواقع خسارة مزدوجة للتيار الذي يرتبك وزراؤه ونوابه في تبرير هذه الخسارة بين من يقول ان التيار لم يقل باستعادة هذا المنصب للطائفة المارونية بل باستعادة موقع الطائفة في السلطة ومن يقول ان العماد عون نفسه اعتبر الرجل الذي عيّن يتمتع بالكفاية وليست نهاية الدنيا. وهو امر يتسم بالدقة، لكن الامر لا يبرر عدم السعي الى استعادة المنصب لشخصية تتمتع بالكفاية من الطائفة المارونية وخصوصا ان الوضع بات كأن لبنان يفتقر الى شخصيات مسيحية مهمة على مستوى المخابرات بعدما صعد نجم شخصيات من طوائف اخرى. وقد تردد في هذا الاطار ان العماد عون وعد البطريرك الماروني باستعادة المنصب للطائفة المارونية لكن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله لم يتجاوب لان هذا المنصب مرتبط، كما نقل عنه، بأمن المقاومة ولذلك خرج العماد عون ليقلل من اهمية عدم استرجاع المنصب للطائفة المارونية. في حين يقول خصومه انه اكتفى حتى الان باستعادة حقوق المسيحيين من المسيحيين من خلال حكومة تضم فقط قوى 8 آذار انه عمليا اخذ الحقائب التي كانت له في الحكومة السابقة الى الحقائب التي كانت للافرقاء المسيحيين الآخرين من دون حقيبة الشؤون الاجتماعية التي كانت مع حزب الكتائب في مقابل وزارة دولة. وهم الان في انتظار رؤية امكان استعادة  عون حقوق الطائفة التي يعتبرها مهدورة مع حكومة من حلفائه بما يفترض به تحصيل ما يصعب تحصيله في حكومات يشارك فيها الجميع.

ويقول هؤلاء ان الخلل الذي لم يستطع عون تصحيحه على رغم دعمه من جميع الافرقاء المسيحيين، ابرزهم البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي فضلا عن السياسيين وان لاعتبارات مختلفة، بعضها تشجيعا وبعضها الاخر تحديا او احراجا، هو ضربة جاءت من حلفائه بالذات. إذ ان ذلك يعبر رمزيا واختصارا عن "قوة" لم يعد في استطاعة الموارنة استعادتها. في حين ان ما جرى حتى الآن ان رئيس الجمهورية هو من استطاع اعادة منصبين للطائفة المارونية هما المدير العام للقصر الجمهوري وقائد الحرس الجمهوري.

وعلى هذا الاساس فان المعارضة المسيحية ستكون بالمرصاد وستساعدها الظروف المماثلة على اثبات وجهة نظرها في عدم صحة الكثير من الشعارات التي اطلقت.

 

عن الجيش؟

حازم صاغيّة/الحياة

من حيث المبدأ، يصعب الدفاع عن نظام عسكريّ، فكيف بالدعوة إلى إقامة حكم عسكريّ؟

لهذا لا يستطيع المرء إلاّ أن ينظر بريبة وقلق إلى ما يقدم عليه مجلس الجنرالات في مصر وما يعتبره نقّاده محاولة لإرساء ديكتاتوريّة عسكريّة. ذاك أنّ الانتفاضة السلميّة نجحت هناك وتمكّنت من إطاحة حسني مبارك ونظامه، ما يدلّ إلى وجود حالة شعبيّة على نطاق وطنيّ، وإلى قدرتها تالياً على تحمّل المسؤوليّة عن الوطن. أمّا الانشقاقات التي أثارتها الانتفاضة، أو أخرجتها إلى العلن فهي، على رغم ضخامتها، ممّا تستطيع الحياة السياسيّة استيعابه وتدويره. يصحّ هذا التقدير في المسألة القبطيّة صحّته في التناقض الإسلاميّ – العلمانيّ في حال انضباط «الاخوان» بالعمليّة الديموقراطيّة!. ويزيد في صحّته أنّ السلوك العسكريّ حتّى الآن لا يشي بأيّ تعاطٍ واعد مع الموضوعين المذكورين.

لهذه الأسباب يكون الحكم العسكريّ، في حال تثبيته، نكوصاً عن الانتفاضة وارتداداً عليها. وللأسباب نفسها يكون الضغط الشعبيّ والشبابيّ على الجيش في محلّه، خصوصاً أنّ تكوين المؤسّسة العسكريّة ومصلحتها جزء لا يتجزّأ من النظام القديم، لا المباركيّ فحسب، بل الناصريّ أيضاً.

في المقابل، فإنّ حالات ليبيا وسوريّة واليمن تختلف عن الحالة المصريّة، وعن الحالة التونسيّة استطراداً. ففي هذه البلدان تأكّد أنّ أنظمة الاستبداد لم تعد قابلة للحياة، لكنْ تأكّد أيضاً أنّ كلفة إسقاطها تفيض على السلطة السياسيّة إلى المجتمع واجتماعه. والحال أنّ العجز عن الحسم في هذه البلدان إنّما ينمّ عن قوّة الولاءات السابقة على الدولة – الأمّة، ونجاح الأنظمة في تماهيها مع أجزاء راسخة في المجتمع مقابل أجزاء أخرى، فضلاً عن بلوغ القمع والقسوة، خصوصاً في سوريّة، درجة لم تبلغ مثلها الحالتان المصريّة والتونسيّة.

وهذه العناصر جميعاً تقول إنّ طريق التغيير، الذي لا بدّ منه، طويل وشائك، وانه ربّما جاز التفكير، أقلّه كفرضيّة، في وسيط عسكريّ بين الوضع الراهن وبلوغ التغيير. مثل هذا الوسيط المفترض هو، نظريّاً، الطرف الذي يؤمّن الانتقال، فيما يضبط الأمن كما يضبط الغرائز، من الاستبداد و»الزعيم الخالد» والحزب الواحد إلى الحياة السياسيّة، راعياً نشأة التنظيمات الحرّة وولوج التعدّد الإعلاميّ والتعبيريّ.

لقد ذهب بعض المراقبين، قبل سنوات قليلة، إلى أنّ غازي كنعان كان الرجل المهيّأ للقيام بهذا الدور، دور إطاحة «البعث» من دون إخافة العلويّين، والتمهيد التدريجيّ للعبور إلى حياة سياسيّة ودستوريّة. وقد رأى هؤلاء يومها أنّ انتحار كنعان، أو مقتله، إنّما نجم عن تلك المحاولة التي قيل إنّها مرعيّة أميركيّاً. والشكّ بقدرة كنعان على إنجاز هذه المهمّة، وهو ابن النظام البار، شكّ شرعيّ ومشروع، إلاّ أنّ الفكرة، في حال صحّتها، تبقى شرعيّة ومشروعة هي الأخرى.

هنا يخطر في البال الخيار البرتغاليّ الذي تلى ثورة القرنفل أواسط 1974، حين تسلّم السلطة الجنرال سبينولا ليعيد تسليمها، بعد عام ونصف العام، إلى أحزاب سياسيّة. صحيح أنّ التسليم يومذاك لم ينفصل عن ضغط القاعدة الشعبيّة التي ملأت الشارع والفضاء العامّ وظلّت في حالة من الاستنفار المدنيّ إلى أن فرضت شروطها. ومثل هذه القدرة، وكما تبدي الانتفاضات العربيّة، متوافرة بالتعريف الآن، لا يعوزها الحضور ولا الحيويّة. بيد أنّ السؤال، وفي الذهن تراكيب المؤسّسات العسكريّة في البلدان المعنيّة، يطاول الجيوش: هل هناك سبينولا سوريّ أو ليبيّ أو يمنيّ يطيح النظام ويكون جسراً لحياة سياسيّة تُطرح فيها، ومعها، بسلميّة وهدوء، مسائل الانتقال كافّة... وصولاً إلى أكثرها جذريّة؟

أغلب الظنّ أنّ ما من سبينولا في ربوعنا.

 

النظام السوري وأبناء الصهيوني

طارق الحميد/الشرق الأوسط

ثلاثة أخبار سورية متفرقة، بيوم واحد، لو قرأناها بسياق متصل ستتضح لنا الرؤية حول كيفية تعامل النظام مع الانتفاضة الشعبية غير المسبوقة بسوريا.

والأخبار كالتالي: أولا، إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الأجهزة الأمنية لا تزال تعتقل، ومنذ 12 مايو (أيار) الماضي، النشطاء الأشقاء غسان وبشار ومحمد صهيوني من بانياس، الذين سلموا أنفسهم بناء على مرسوم العفو الرئاسي وبيان وزارة الداخلية. والخبر الثاني هو إعلان النظام عن قانون الأحزاب، والثالث هو بيان من سموا «جهاديون عراقيون سنة» يعلنون تأييدهم للثورة السورية.

الخبر الأول، حول استمرار اعتقال أبناء الصهيوني، وانقطاع أخبارهم، يدل على أن تعهدات النظام بالعفو عن كل من يسلم نفسه بمايو الماضي لم تكن إلا وعودا، من سلسلة طويلة من الوعود، التي لم يلتزم بها النظام.

وبالنسبة لإعلان قانون الأحزاب فيكفي فقط قراءة الشرط الأول من شروط التأسيس لمعرفة القصة كلها حيث ينص على: «الالتزام بأحكام الدستور ومبادئ الديمقراطية وسيادة القانون واحترام الحريات والحقوق الأساسية والإعلانات العالمية لحقوق الإنسان والاتفاقيات المصدق عليها من الجمهورية العربية السورية»! فأوليس من الأولى أن تلتزم السلطات السورية أولا بهذا الأمر، فهي من يملك القوة والسلاح، ولها اليد العليا؟ فكيف يقال للمواطنين، أو الأحزاب المفترض إطلاقها، وببلد ينص الدستور فيه على أن البعث هو الحزب الحاكم، وبعد وقوع 1500 قتيل، وآلاف المعتقلين، والمهجرين، فكيف يقال للسوريين بأن عليهم الالتزام بالديمقراطية، والدستور، وسيادة القانون، واحترام الحريات وحقوق الإنسان، بينما الشبيحة مطلقو الأيدي لقمع الناس وإهانتهم، فكم كان محزنا، ومذهلا، الشريط المصور الذي أظهر الشبيحة وهم ينكلون بإمام جامع عبد القادر الجيلاني بحمص؟

أما الخبر الثالث، بيان جهاديي العراق الداعم للثورة السورية، فيجب أن يسمى بيان «أبو عدس» الثاني، فالبيان الأول جاء بصبغة لبنانية لتضليل العدالة بعد اغتيال الراحل رفيق الحريري، بينما جاء البيان الثاني بصبغة عراقية لتضليل الداخل السوري، فبعد استخدام الإرهابيين المتسللين للعراق، لتحقيق أهداف خارجية، اليوم يتم استخدامهم لأهداف داخلية، فيجب أن نتذكر هنا أن الأميركيين قد قاموا بشهر أكتوبر (تشرين الأول) 2008 بعملية إنزال بمنطقة البوكمال السورية، التي يحاصرها الأمن السوري اليوم، حيث قام الأميركيون وقتها بتصفية من وصفوهم بالإرهابيين، واختطاف آخر، بمعسكر قيل إنه يسهل تسلل الإرهابيين للعراق من سوريا، تحت أعين نظام دمشق. وكشف حينها أن العملية الأميركية تمت بعيد انسحاب حرس الحدود السوري من المنطقة، مما يفسر ما اعتبر حينها انطلاق التعاون السوري – الأميركي الأمني لوقف تدفق الإرهابيين للعراق من سوريا!

وعليه؛ فإن قراءة الأخبار الثلاثة بسياق متصل تقول لنا إن النظام السوري يفعل كل ما بوسعه من الحيل لتفادي الإصلاح الذي يعد به منذ سنوات وليس اليوم، وهذا يؤكد أن أبرز أعداء النظام هو النظام نفسه، وليس الإرهابيين، أو الإسلاميين، وخلافه، كما يدعي النظام، وأعوانه. واقع الحال يقول إن نظام دمشق أبعد ما يكون عن الإصلاح، فمن يستمرئ الحيل طويلا لا يعرف لغة الإصلاح.

 

دور الإعلام في الدراما السورية

غسان الإمام/الشرق الأوسط

هذا العالم بات قرية إعلامية. شبكات الثرثرة الاجتماعية الإلكترونية اختصرت المسافات. ألغت الحدود. أسقطت حواجز اللغات. بددت الخوف. ساقت ملايين المحتجين إلى ساحات وميادين التحرير. عَرَّت الطغاة. ثم حولت عشرات الألوف من الناس العاديين إلى صحافيين. مراسلين. مصورين، في مكان الحدث. في موقع الألم والجرح.

هذه هي ديمقراطية الإعلام الحقيقية: أن تقول بلا رقيب. أن تملك صحيفة هوائية من دون محررين. لولا هذه الثرثرة الهوائية، لتكررت مجزرة حماه. لولا هذا الاتصال والتواصل الاجتماعي بالكلمة. بالصورة، لتكررت مجزرة تدمر، حيث كان يتم إطلاق سراح المعتقلين عمدا، لتصيدهم رشاشات الهليكوبتر كغزلان الصحراء.

ديمقراطية الإعلام الهوائي ألغت ديكتاتورية الصحافة الورقية. ها هي إمبراطورية روبرت مردوخ عاشق الورق والحبر، تقف في قفص الاتهام. فقد اخترقت حاجز الصوت، لتسلّي القراء بـ«حواديت» طفلة مخطوفة. مذعورة، تناجي أمها وأباها.

ماذا ينفع اعتذار نمر من ورق، بعدما خاف الخاطف صحافة الفضيحة الورقية، فأخمد همس البراءة التي كانت معلقة بأمل النجاة الوحيد: خيط هوائي لهاتف إلكتروني محمول؟

هل هناك مردوخ عربي؟ هل بتنا، نحن الصحافيين العرب، أباطرة الحبر المغموس في الأزرق. والأحمر. والأسود؟! هل نحن نمور من ورق؟ ربما بعضنا. وليس كلنا.

ما زال هناك صحافيون وكتاب يقاومون، بقلم كالمخرز في العين. ينفون الدموع. الدماء. الجراح، بأدوات من ورق. بالكلام المكرر والمعاد. يلتقطونه مكرهين من أفواه الملقنين، عن الفتنة. المؤامرة. التدخل الخارجي... تلك أدوات اللغة الخشبية الثرثارة التي تحاول مقاومة لغة إعلامية هوائية أكثر ثرثرة، لكنها باتت أجدى قوة. ونفوذا. وإقناعا. لأنها تملك الصورة. والشهود. والضحايا.

لكن فن الحرفة الإعلامية يفرض صقل تقنية إعلام الانتفاضة. فقد حول أباطرة الانتفاضات السورية. الليبية. اليمنية... الحدث والخبر إلى مجرد أرقام متناقضة. ما أقسى الانتفاضة، عندما تحول شهداء القمع إلى مجرد أرقام صمّاء! تماما كشهداء العراق. نحصيهم بالأرقام. من دون أن نروي شيئا عن دموع الآباء. الأمهات. الزوجات الثكالى. ونحيب الأطفال اليتامى.

الإمبراطور الإعلامي يملك شبكة إعلامية داخلية. يديرها من مخبأه في الداخل. أو آمنا في الخارج. يسأل «مراسليه» الذين لا يتغيرون: ماذا عندك يا أبا فلان؟ يأتي الجواب مرتعشا: آه! هناك خمسة قتلى. يقفز «مراسل» آخر مزايدا: لأ. عشرة.

يكتفي صاحب الشبكة بالأرقام. تلتقطها الفضائيات. وكالات الأنباء. الصحف. في حيرتها، تنشرها. تبثها على علاتها. وهي تعرف أن الخبر غير مستكمل فنيا ومهنيا: مَنْ ضد مَنْ؟ مَنْ يقتل مَنْ؟ من يتظاهر؟ من يندس؟ من يؤيد. من يحتج؟ من ينظم؟ «إخوان»؟ سلفيون؟ قاعديون؟ شباب إلكترونيون؟ موظفو الطبقة الوسطى الخائفون على أمن وسلام المدن الكبرى؟ أم الريفيون المحرومون. الجائعون. العاطلون عن العمل. الزاحفون بلا خوف، إلى ساحات المدن الصغرى؟

لا جواب. الإعلامي الهاوي صاحب الشبكة لا يعرف عناصر الخبر. وإن كان يعرف فهو لا يقول. لأن من يدفع. ويموِّل. لا تهمه مصداقية الخبر. المهم أن يُمْعِن النظام بالقتل. لكي تستمر الانتفاضة. لكي يستمر الصدام الدامي في ساحات وميادين التحرير. نظام الانتفاضة المضادة يستفيد من هذا القصور في عناصر الخبر. ينفي عن الشبيحة والبلطجية في سوريا. ليبيا. اليمن... جرائم القتل. والسلب. والقمع، ريثما يستكمل فاروق الشرع حوارا إعلاميا ودعائيا، مع أنصاف المترددين. ويسكت عن الجلادين والاستئصالين الذين «يحاورون» في الأقبية أكثر من عشرة آلاف معتقل دائم وعابر.

أما بشار فقد بشر العالم بإنجاز لجانه المجهولة قوانين الانتخاب. الأحزاب. الإعلام... يستعجل إحالتها على «مجلس الشعب» الحالي، ليبصمها أعضاء انتخبهم جلاوزة الأمن والقمع. بدلا من أن يحيلها إلى برلمان قادم. قد يكون حرا في النقاش. والاعتراض. برلمان قد يسقط صبغة «العمال والفلاحين» المهترئة. ويلغي قسمة الجبنة الانتخابية بين «الحزب القائد»، والمومياوات الحزبية المدفونة في هرم الجبهة التقدمية (البلغارية).

شبيحة الدراما السورية ليسوا فقط محترفي القتل والقنص في الشارع. هناك شبيحة يغتصبون القلم. يتوسلون النشر. يغالطونك، عن جهل، في ما تكتب. تخدع المغالطة براءة الصحافة العربية. بل الصحافة الأجنبية. قرأت في «هيرالد تريبيون» نجل الرئيس الأسبق نور الدين الأتاسي، مُطنبا في مدح أبيه (الديمقراطي)!

هذا الأتاسي الذي حبسه الأسد، ظلما، 23 سنة، ظلم ملايين السوريين، عندما رضي أن يكون دمية (سُنية) تغطي طائفية نظام صلاح جديد وقمعه (1966/1970).

في الدراما السورية، شبيحة للنظام من أهل الطرب والفن، يُستقبلون في العواصم العربية بحفاوة شعبية وإعلامية. يعودون إلى سوريا، ليفاخروا بدورهم الإعلامي. الدعائي للنظام، في دراما سورية تغصّ بدموع. ودماء حقيقية، وليست طلاء على وجوه وأجساد، تخبئ تزلفها. أو طائفيتها، وراء جلودها.

كصحافي محترف لا يعمل في السياسة، كنت حريصا على تذكير أهل الانتفاضة السورية بالعروبة. قلت إن ديمقراطية سوريةً عربيةً، هي الضمان لمساواة تامة في الحقوق بين السوريين، لأنها قادرة على تجاوز الغلو الحاصل اليوم في المشاعر الشوفينية العرقية والطائفية.

سوريا غير العراق. سوريا بلا هوية الانتماء لوطن أكبر. ولثقافة عربية أرحب، هي مجرد صحراء بلا روح. بلا دور. كتبت دائما. أقول إن سوريا بلدي. لكن العالم العربي هو وطني. ما من بلد عربي امتزجت فيه الأعراق والطوائف. وعاشت في سلام تاريخي، كما امتزجت في سوريا. جرت دماء الأكراد في عروق زعماء النضال الوطني والقومي، كإبراهيم هنانو. وجميل مردم. ورؤساء كحسني الزعيم. وأديب الشيشكلي. قاتل هنانو الانتداب الأجنبي سنينا طويلا، متحالفا مع ثورة الشيخ العلوي صالح العلي، امتدادا من جبال اللاذقية، إلى جبل الزاوية، حيث يسلح اليوم ماهر الأسد القرى العلوية لتقتتل مع القرى السنية.

يرفع بعض الأكراد في القامشلي والحسكة لافتة انتفاضة إعلامية: «لا عربية. ولا كردية. سوريا وبس». يتداولها فورا إعلام غربي كاره للعرب. يتاجر بها نظام طائفي يحتكر العروبة، محذرا العالم والعرب من «انتفاضة طائفية. عرقية. منقسمة. ممزقة»، وتشكل «خطرا» على أمن واستقرار سوريا والمنطقة. عندما تذكر المؤتمرون في لقاء إسطنبول عروبتهم، انسحب ممثلو الأكراد احتجاجا.

لم يرتفع صوت سوري واحد ضد الأصول الكردية للزعيم وللشيشكلي. إنما كان الاعتراض على قمعية نظاميهما. استعان الزعيم (1949) بالأمير الدرزي اللبناني عادل أرسلان، ليكون وزير خارجيته، وهو القومي العربي. انسحب الشيشكلي من الحكم. غادر سوريا (1954) حقنا للدماء. وكان قادرا على قمع التمرد العسكري عليه.

آمل أن يظل أكراد الحدود السورية النائية (الذين عانوا من النبذ والإقصاء) مواطنين سوريين. يتقاسمون مع إخوتهم العرب السوريين السراء والضراء. لا عتب لديَّ. إنما مجرد النصيحة. ولعل خير ما أختم هذه الدراما السورية، بنصيحة النبي العربي للصحابي سلمان الفارسي. قال له: «تُبْغِضُ العربَ. فَتُبْغِضُني».

 

ستة أوهام سورية!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط

هل يعقل أن يستمر القتل في سوريا إلى ما لا نهاية؟! وهل يمكن تبرير الصمت العربي والعالمي تجاه ما يحدث؟! هناك مجموعة من الأوهام التي آن لها أن تناقش بجدية، لإحلال العقل بدلا من التمني والتخيل. أولها القول إن هناك عصابات مختبئة بشكل ما في المدن والقرى السورية تطلق النار على الجنود والمتظاهرين في آن واحد، وهي التي تسبب كل هذا القتل أو معظمه! والسؤال: لم لا تظهر هذه العصابات عند خروج المظاهرات المؤيدة للنظام؟ فإن كانت معارضة للنظام، فهي أولى أن تظهر وتطلق النار هناك، تلك ذريعة لا تخفى على عاقل.

الوهم الثاني أن الحل الأمني هو الذي سوف ينتصر في النهاية. وهو قول ضد التاريخ المعروف للإنسانية، الحل الأمني يمكن، في أحسن الأحوال، أن يشتري بعض الوقت، ولكنه في النهاية يندحر ويفشل، ويستطيع أي عاقل أن يسرد عشرات النماذج على فشل هذا التوجه ضد الشعوب، المراهنة على الوقت لتأخير الاعتراف بالحقيقة سوف تزيد من الصراع وربما تحوله إلى أشكال أخرى أكثر عنفا. فالأصوات المطالبة بالحريات في سوريا، أصوات حقيقية نابعة من جموع الشعب، الذي صبر طويلا أملا في الإصلاح، وأعطى النظام لفترة طويلة، ما يسمى بفوائد الشك في أن إصلاحا ما سوف يحدث ولم يحدث، وكل الأحاديث القائلة إن حركة الاحتجاج الواسعة مدسوسة أو مغرر بها، أو أنها عميلة، قول لم يعد يصدقه العاقل المحايد، أمام هذه الصور التي تبث يوميا من مناطق سورية مختلفة تشير إلى التقتيل والاعتداء على الحرمات، وأمام هذه المسيرات التي تخطت حواجز الخوف، وعمليات التهميش بالغة الأذى وسجن الأجيال الطويل داخل أفكار البعث التي خويت على عروشها، فالحل الأمني يمكن أن يقتل عشرات، وربما مئات من الناس، ولكنه في الوقت نفسه يأكل من سمعة النظام ومن صدقيته على المدى المتوسط والطويل ثم يقتل أصحابه. الناس تطالب بالحريات لأنها حرمت منها طويلا وكثيرا.

الوهم الثالث أن سوريا «غير» مصر أو اليمن أو ليبيا أو تونس، ومختلفة عنها. هي «غير» من حيث الدرجة ولكنها ليست «غير» من حيث النوع، وقد أصبح الاعتراف بالخلل الحادث والمتراكم منذ سنيين هو طريق العودة إلى المنطق السليم. فتغييب الحريات تحت شعارات مختلفة وضبابية يفقد النظام على مر الوقت أنصاره، حتى المؤدلجون منهم لم يعد لهم ثقة بالإصلاح ولم يعد للشعب ثقة بهم.

الوهم الرابع أن المعارضة لها لون طائفي. ذلك بعيد عن الحقيقة لمن يعرف الأسماء المعارضة الظاهرة للعلن، ومن يعرف المناطق التي يخرج منها المتظاهرون، وحتى لمن يعرف تاريخ سوريا، فالسوريون لم يقبلوا التشطير تحت دويلات طائفية قبل قرن تقريبا، عندما حاوله المستعمر الفرنسي، وقتها لم يكن الوعي كما هو اليوم، فكيف يقبلون التفكك الطائفي اليوم بعد كل هذا الوعي الاجتماعي والسياسي؟! هناك تيار واسع من كل الطوائف والأعراق المعروفة في سوريا، من بينهم عدد كبير من العلويين، معارضون للنظام حيث يستهدف بعضهم وعائلاتهم خاصة بقسوة مفرطة.

الوهم الخامس هو الحديث عن الممانعة. وهو حديث استهلك لكثرة ما فرط في استخدامه، وحتى افتراض الممانعة لا يعني أن يحرم الشعب من حرياته ويهان في كرامته ويطارد في رزقه وتستباح أمواله، ويتحالف مع من لا يرتضيه، وهو شعار خبيث أن يكون فقد الحريات ثمنا للممانعة، ويعني، إذا قلبنا المعادلة، أن حصول الشعب السوري على حرياته يضعف الممانعة، وهو اتهام في وطنية هذا الشعب الصابر، وهو مخالف للحقيقة جذريا. شعار الممانعة سقط في أذهان الجماهير السورية ولم يعد يفي بغرض إسكاتهم والصبر على كل الإذلال الذي يعانون منه. أما الوهم السادس والأخير، فهو الحديث عن قوى كبرى أو متوسطة أو صغيرة خارجية بعيدة أو قريبة تريد إلهاء سوريا لغرض في نفسها. تلك مقولة لم تعد تقنع أيضا، لأن هناك شعبا يخرج يوميا للمطالبة بحقوقه، يوما للاحتجاج والآخر لدفن الشهداء، إنها كربلائية مستمرة، ومهما كانت قوى الخارج فهي لا تستطيع أن تدفع شعبا للتضحية بهذا الحجم، ما يدفعه هو القهر وفقدان الأمل في الإصلاح الذي طال انتظاره.

الخطأ السوري هو نفس الخطأ المصري والتونسي للأنظمة السابقة، التقطير الشحيح في الاعتراف بالمشكلة أو المشاكل التي أثارت الناس. ليس من السهل في بيئة أمنية مغلقة كما هي البيئة السورية، أن يخرج الناس إلى الشوارع مضحين باحتمال فقد أرواحهم لأسباب جانبية أو صغيرة، المشاكل في سوريا طفح منها كيل المواطن وتراكمت وتجوهلت لفترة طويلة. صحيح أن ما حدث في تونس ومصر وفي مناطق عربية أخرى شجع الجمهور السوري وعرفه الطريق، إلا أن تراكم الأخطاء الكبرى، وتقع معظمها تحت مظلة حرمان الشعب من التعبير عن نفسه، حيث بعدها ينتشر وباء الفساد بأشكاله المختلفة، ويأتي وقت لا يمكن له إلا أن ينفجر، هو ما حدث ويحدث في سوريا. وكلما تجاهل النظام السوري الوصول إلى تلك الحقيقة، عظم الثمن الذي يدفع في اتجاهين: الأول هو دماء السوريين في القرى والمدن السورية المختلفة، والثاني استنزاف الاقتصاد السوري، فالنزيفان الدموي والاقتصادي، يشكلان مخاطرة كبرى على الدولة السورية الحديثة كما عرفت.

لا مخرج إلا بوقف مسلسل الحل الأمني، فالدنيا قد تغيرت تماما عما عرفه الساسة السوريون حتى الأمس، كل أشكال الحلول الأمنية لن تجعل المواطن السوري يعود إلى بيته ويرضى بالتصفيات والسجون والحرمان والإهانة في الوقت الذي يرى فيه العالم يتقدم إلى الحرية والمشاركة. شهر رمضان المقبل سيكون شهرا حرجا للنظام السوري، حيث من المحتمل أن تستمر المظاهرات، وأيضا من المحتمل أن تستمر التصفيات الجسدية، وهي دائرة جهنمية تتماس مع شعيرة دينية عميقة المعنى فتصبح بمثابة الصاعق للمفجر. وكلما روجعت تلك الأوهام واعترف بالحقيقة، أنه لا أسمى من الحرية، اقتربنا من الخروج من هذا المأزق الذي أوقع فيه أهل السلطة قصر النظر السياسي الذي حول الحقائق إلى أوهام، فعاشت السلطة السورية في عالم افتراضي، كلما حقنت الدماء وتيسرت الأرزاق.

آخر الكلام:

أقترح على كل المسؤولين العرب، قراءة مقال في مجلة الشؤون الخارجية الأميركية هذا العدد، وجاء بعنوان «التعلم من ألمانيا»، كيف حلت ألمانيا بنظرة ثاقبة من قبل المستشار غيرهارد شرودر، معضلة تصاعد البطالة في مجتمعها، عن طريق التخطيط لتعليم وتدريب فعال. لم ينظر شرودر إلى مصلحته، بل مصلحة شعبه، أقدم على الإصلاح وفقد وظيفته بسببه، ولكن بلاده نجت من الأزمة الطاحنة التي تجتاح أوروبا اليوم، إنه بعد النظر والتفكير الواقعي لا التوهم!

 

الأسد: فشل الإصلاح الموعود

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الأرجح أن للانتكاسة التي أصابت سوريا، بعد ثلاث سنوات على قرارات ووعود الرئيس السوري بشار الأسد الإصلاحية، أسبابا خفية، شخصيا أرجح أن خلفها دخول الأمن على خط القرار السياسي. فقد صار الرئيس بالغ الحساسية حيال ما يقال عنه في الغرف المغلقة، وقد عبر عن خيبة أمله بقوله إنه اكتشف أن هؤلاء ليسوا معارضين صادقين ويدري عن ماذا يتحدثون. لكن أن تدور النميمة والسخرية من السياسيين مع فناجين القهوة في الصالونات الخاصة فهذا أمر طبيعي جدا في كل المجتمعات. حوكم المعارض رياض الترك، الذي سمح له في البداية بممارسة نشاطه السياسي، وكانت الجناية ضده ترويج أنباء كاذبة توهن عزيمة الأمة ونفسيتها، وحكم بسجنه، وبعد نطق الحكم طلب القاضي أن يتناول معه فنجان قهوة! كانت تلك المحاكمة بداية نهاية الانفتاح القصير.

في مطلع رئاسته كنا مستبشرين لأن بشار لم يكن مسؤولا عما جرى في عهد والده، وعمره ودراسته ومظهره، وظهوره في المطاعم بلا حرس مدجج، أشاع مناخا من التفاؤل بأننا أمام سوريا عصرية. بدأ حكمه بزواج فتاة سنية، والدها فواز الأخرس طبيب قلب من طبقة متوسطة، شبه منفي في بريطانيا. كانت الزوجة السنية رسالة مصالحة مشجعة من ابن الطائفة العلوية تؤكد أنه ليس طائفيا. زد عليه أن والدها الذي التقيته في لندن راق لي اندفاعه في نقد النظام القديم مبشرا بأن سوريا مقبلة على عصر جديد. بالفعل، أطلق في الأيام الأولى سراح ستمائة سجين سياسي، وأغلق سجن المزة المروع، وعمت منتديات العاصمة أجواء حرة نسبيا، وإلى نهاية عام 2002 أطلق تسعة مساجين سياسيين، وسميت تلك الفترة بربيع دمشق.

ثم فجأة أطبقت أجهزة الأمن على الحياة وسط إشاعات عن مؤامرة انقلاب من الحرس القديم لم تكن صحيحة، الأرجح أنه كان انقلابا من فوق، مع استمرار التصفيات الداخلية بالعزل والمحاسبة وأحيانا بالانتحار.

وفي خضم أحداث جسام هزت العالم مثل غزو العراق استمر لبنان طبقا رئيسيا في مقابلاتنا. لبنان على الدوام ظل عقدة حكام سوريا. وقد لحظت مرة أحد مساعديه متأبطا كتابا عن تاريخ لبنان، قال مبررا، «يتعين علينا جميعا أن نتثقف في المسألة اللبنانية»! ومرة قال لنا الأسد مبررا اهتمامه، «تاريخيا لبنان كان دائما ممر المؤامرات على سوريا». لسوء حظ المرحوم رفيق الحريري أن الأسد كان قد صنفه كبير المتآمرين.

أظن أن بشار فسر ما يسمع ويرى بأن رجل الأعمال اللبناني هذا يبيت له أمرا. الحريري، هو الآخر، لم يفهم شخصية الرئيس الجديد، فالابن غير أبيه، ينقصه تاريخه وتجربته وولاء رجاله، ولديه مركب من الحساسية الشخصية من صغر عمره، وتوجس من الغير. لا ننسى أنه حتى يرث والده لجأ الأسد الابن إلى تغيير عمر رئيس الجمهورية في الدستور من الأربعين إلى الرابعة والثلاثين. وسمعت أن مقت بشار للحريري سببه ما نما إليه أن الحريري في حديث لصديقه الرئيس الفرنسي جاك شيراك قال له متذمرا، إن «بشار ولد». ما كان الأسد الأب ليبالي بمثل هذه الآراء لأنه رجل استراتيجي التفكير ويستخدم الناس لغاياته، والحريري كان من أدواته الأساسية. أظن أننا تحدثنا عن الحريري في كل المناسبات التي التقيت فيها الأسد الابن. وكان واضحا أنه قد حسم رأيه فيه سلبا، لكن للحقيقة لم نسمع من بشار قط أن تلفظ بلغة بذيئة أو حتى قاسية حيال أي موضوع أو شخص، حافظ على تهذيبه وأدبه حتى في المقابلة الماضية قبل ستة أشهر بعد قطيعة دامت ست سنوات. غدا، قراءتي عن حرب بالوكالة بين الاثنين.

 

نشرة موقع حزب الكتائب ليوم الثلاثاء

حزب الله يسرح ويمرح "على عينك يا تاجر" بينما الحكومة غارقة في سبات عميق والقائمون عليها ينتظرون توجيهات نصرالله و"رغباته التي هي اوامر"

الكتائب تحدد موقفها من الحوار: ثلاث نقاط رئيسية لبناء

صيغة لبنان الجديدة

الحكومة في سبات عميق فما كادت تولد حتى نامت نوما طويلا وارتأت لنفسها عطلة لا يدري اللبنانيون سببها فهل تعبت قبل ان تبدأ عملها ام ان المعنيين ينتظرون اجتماعات حزب الله المغلقة ومناقشاتها للخروج بدفعة جديدة من التعيينات ام ينتظرون كلمة الامين العام للحزب حسن نصرالله مساء غد الثلثاء للاصغاء الى توجيهاته و"رغباته التي هي اوامر" بهدف قيادة سفينة الوطن الى الشاطئ الذي يحدده حزب الله؟

على اي حال، يخشى اللبنانيون ان يكون حزب الله يسرح ويمرح على حسابه وراء هذا الصمت الحكومي، ففي حين يرتاح رئيس الحكومة والوزراء، كلٌّ في بلد اختاره للعطلة، يواصل حزب الله وضع يده على السلطة والادارة وعمله على تغيير الهوية ويبدو ذلك واضحا في احداث وان كانت صغيرة الا انها تحمل ما تحمله من دلالات وعبر .

كما يتابع الحزب في سياسته الاستكبارية، فبعدما طوّب نواف الموسوي بالامس المجرمين ووضع الهالات حول رؤوسهم، ها هو اليوم يوزّع الشرعية على مستحقيها ومرة جديدة يكلّف نفسه الحاكم المطاع والآمر الناهي مجاهرا بكل استفزاز:" ان المقاومة وسلاحها هما من يعطيان شهادات في الشرعية لمن لم يسلك درب الدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي" مضيفا:" المقاومة لا تحتاج في شرعيتها ولا في شرعية سلاحها لشهادة من أحد، فكيف إذا كان بعض هذا الأحد ممن لا يستطيع أن يشهر أمام العدو الغازي إلا فنجان شاي يقدمه في ثكنة مرجعيون".

في هذا الوقت، واصل رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط بدروسه السورية داعيا الى الاتعاظ من تجربة النروج بالقول:" لتكن مأساة النروج عبرة لبعض قادة الأنظمة الذين لا يفهمون أهميّة الإصلاح السياسي" فيما يستمر المشهد السوري على حاله من السوداوية.

الكتائب: لا لحوار يفرض الامر الواقع

نبدأ من موقف المكتب السياسي الكتائبي الاسبوعي، فقد توقف المكتب السياسي عند الدعوات التي تطلق لاعادة انعقاد طاولة الحوار، لافتا الى أن حزب الكتائب هو دائماً من المطالبين والمشجعين لأي حوار بين مكوّنات الوطن، وهو يرحّب بهكذا دعوة لكنه اكد ان الحوار الذي يريده ويسعى إليه، هو الحوار البنّاء الهادف ، بينما ما يسعى إليه البعض هو مجرّد لقاء لفرض الأمر الواقع السائد في البلد، يدعمه منطق السلاح غير الشرعي منبها الى ان هكذا لقاء يؤدي الى نتائج عكسية من شأنها أن تفاقم الأزمة الحالية لا سيما في ظل غياب جدول اعمال واضح قادر على مقاربة المسائل المطروحة بعيداً عن المواقف العقائدية والايديولوجية الجامدة التي يتمسك بها بعض الأفرقاء.

ودعا حزب الكتائب المعنيين بالموضوع الى البحث عن حلول تؤدي الى الخروج بنتائج ملموسة وعملية ومضمونة التنفيذ خلافاً لما جرى في جلسات الحوار السابقة .

المكتب السياسي الكتائبي توقف عند تفاصيل ما يجري في أعالي منطقة جبيل من تعديات على املاك الأفراد والكنيسة في غياب تام للحكومة والأجهزة الرسمية التي اظهرت عجزاً تاماً عن حماية حقوق الناس والمؤسسات والكنيسة مشددا على ان حقوق الناس مكرسة بصكوك رسمية لا تترك مجالاً للمفاوضة عليها لا في لاسا ولا في افقا او منطقة الغابات او منطقة قهمز الممسوحة.

ورأى في ما يحصل تطورا بالغ الخطورة وهو ان دل على شيء فعلى التمادي في التعدي على حقوق المواطنين والمؤسسات وسلطة الدولة بقوة السلاح وبغطاء بعض الاحزاب التي تدعي الحفاظ على سيادة الوطن في الوقت الذي تنتهك فيه يومياً سيادة القانون وهيبة الدولة وتصادر الممتلكات المقدسة للمواطنين معلنا تضامنه مع البطريرك الراعي في مسعاه لمعالجة الأزمة مع الأجهزة الأمنية المختصة مشددا على ان هذا الموضوع لا يحتمل اي نوع من التسويات او مجرّد مبادرات حسن النية.

سامي الجميّل: الصيغة الحالية فاشلة

الى هذا، حدّد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل ثلاث نقاط اساسية لبناء لبنان هي الاعتراف بالاخر ، حياد لبنان ازاء الصراعات الاقليمية والدولية واللامركزية التي تؤمن المساواة بين اللبنانيين والمراقبة والمحاسبة فيطمئن كل لبناني الى مصيره ويتحرر من وطأة التبعية لتكون علاقته مباشرة مع الدولة بدلاً من المرور بوسطاء سياسيين او حزبيين ، فيتعزز الانتماء الى الدولة . ورأى ان هذه النقاط الثلاث هي الآليات الواجب اعتمادها في وضع صيغة جديدة للبلاد تحصن العيش المشترك وتؤمن الشراكة الحقيقية بين اللبنانيين محذراً من ان الصيغة الحالية فاشلة وتهدد ميثاق العيش المشترك .

واشار النائب الجميل الى انه لتحقيق هذا المشروع  لا بد من  تخطي ثلاثة حواجز اصطناعية تحول دون انجازه وهي سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني والمحكمة الدولية، على ان يلي زوالها  عقد المؤتمر الوطني لبناء صيغة جديدة للبنان تنبثق من الميثاق الوطني لان الصيغة الحالية فاشلة، وتهدد بافشال الميثاق والتعايش بين المسلمين وقال:"ان اللامركزية والحياد والاعتراف بالاخر هي الاليات التي ستدفع اللبنانيين الى العيش مع بعضهم البعض باحترام في ظل استمرار العيش المشترك."

كلام النائب الجميل جاء في خلال محاضرة القاها امام  وفد الاغتراب الكتائبي في دير سيدة الجبل في فتقا حيث أكد ان مشروع الكتائب للبنان جديد موجود وحاضر وقابل للتطبيق وهو مختلف عن ذلك الذي يحاولون بناءه منذ سبعين عامًا وفشلوا .

الموسوي: المقاومة تعطي الشرعية

في المقابل، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن المقاومة لا تحتاج في شرعيتها ولا في شرعية سلاحها لشهادة من أحد، فكيف إذا كان بعض هذا الأحد ممن لا يستطيع أن يشهر أمام العدو الغازي إلا فنجان شاي يقدمه في ثكنة مرجعيون. وقال:"ان من يحتاج إلى شهادة في شرعية موقعه وموقفه وانتمائه هو ذاك الذي تجنب طريق المقاومة وسلك سبيل إحناء الرأس أمام رعاة المحتل الإسرائيلي الذي ارتضى لنفسه أن يكون مخبرا لدى السفارة الأميركية في لبنان".

وشدد على أن "المقاومة وسلاحها هما من يعطيان شهادات في الشرعية لمن لم يسلك درب الدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي معتبرا ان  من يجعل من نزع سلاح المقاومة هدفا لا يعكس موقفا وطنيا.

ورأى الموسوي ان موقف الفريق الاخر من الحوار يدل على استبداديته كما كان في الحكم، معتبرا أن هذا الفريق يختزل الحوار سلفا بتقرير نتائجه مسبقا.

جنبلاط يغمز من قناة الاسد: اتعظوا من النروج

رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط دعا لأن تكون مأساة النروج عبرة لتأكيد أهمية الانفتاح والحوار والقبول بالرأي الآخر لا سيما في الملفات الشائكة والصعبة والتي تستوجب نقاشا هادئا وموضوعيا للتوصل الى حلول تطمئن مختلف الأطراف وتبدد الهواجس والمخاوف التي أصبحت متجذرة لدى قسم من اللبنانيين، بحسب قوله.

وذكّر جنبلاط، في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء"، بأن الحزب التقدمي الاشتراكي أكد أهمية معادلة الجيش والشعب والمقاومة وذلك بإنتطار التوصل الى إستراتيجية دفاعية شاملة تفضي الى الاستيعاب التدريجي للسلاح في الأطر الرسمية في الظروف الملائمة، بما يحصن لبنان وقدراته الدفاعية ويبدد مخاوف مجموعة كبيرة من اللبنانيين من هذا السلاح، مجددا تأكيده أن أن إستعمال السلاح في الداخل هو مغامرة مستحيلة لا يمكن أن يكتب لها النجاح في أي ظرف من الظروف.

كما دعا رئيس جبهة النضال الوطني الى ان تكون مأساة النروج عبرة لبعض قادة الأنظمة الذين لا يفهمون أهمية الاصلاح السياسي ويستمرون في التصدي العنفي للمطالب الشعبية المحقة.

واشنطن تؤكد الشراكة مع الجيش اللبناني

في اطار الحركة الخارجية باتجاه لبنان، أعلنت السفارة الاميركية في لبنان ان قائد القيادة الاميركية الوسطى الجنرال فنسنت بروكس زار لبنان في 25 تموز الحالي 2011، من اجل مناقشة التعاون المستمر بين الجيشين اللبناني والاميركي.

واجتمع الجنرال بروكس، بحسب بيان السفارة، مع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي لمناقشة المبادرات الثنائية للتعاون الأمني.

ودعا البيان الجيش اللبناني الى مواصلة جهوده لتحقيق مهمته في دعم قرار مجلس الأمن  1701، مشددا على أهمية الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني من أجل تعزيز امكاناته العملانية لتنفيذ القرار 1701.

وبييتون يوضح موقف فرنسا من دعم الجيش

في السياق عينه، أكد السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون ، ان بلاده لم تتخذ قرارا بوقف المساعدات للجيش اللبناني ، مشيراً الى ان هناك تناقض بهذا المعنى بين دعوة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى فرنسا وبين هذا السؤال ، واعتبر ان دعم فرنسا للجيش اللبناني هو اساسي .

ولم يبد بييتون في خلال لقائه وزير البيئة ناظم الخوري ، أي قلق بالنسبة الى قوات اليونيفيل في الجنوب، لافتاً الى ان اليونيفيل تلعب دورا هاما في تحقيق الاستقرار في المنطقة منذ العام 2006، وتمنى أن تنجز اليونيفيل فترة ولايتها التي يفترض أن تراعى خلالها حرية الحركة كما هو الحال مع الجيش اللبناني.

ورأى بييتون انه على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن يقوّم القرارات الصحيحة في ما يتعلق بالمسائل الضرورية له وللبلد ، مبدياً ارتياحه الى سير عمل المحكمة الدولية.

شارل ومريم وجوزف صادر

امنيا، اكد اهل شارل ومريم غالب في بلدة الخاربة بعد مضي اسبوع على اختطافهما ، ان الجهات الرسمية غائبة عن السمع ، مشيرة الى غياب الاجوبة من الجهات المولجة متابعة الموضوع.

وابدت العائلة تخوفها من ان يلقى شارل ومريم مصير جوزيف صادر الذي خطف منذ فترة طويلة ولا معلومات جديدة في قضيته.

"فهمان" اسدل الستار ورحل

توفي فجر الاثنين الفنان محمود مبسوط المعروف بـ "فهمان" إثر نوبة قلبية حادة في مستشفى الشهيد الشيخ راغب حرب في تول -النبطية.

وسيصلى على جثمان الفنان فهمان ظهر يوم غد الثلاثاء في جامع الامام علي في الطريق الجديدة، ويوارى الثرى في مدافن الاوقاف الاسلامية الجديدة - الحرج.

وكان الفنان مبسوط يشارك في احياء مهرجان تراثي-قروي في بلدة كفرصير الجنوبية مع فرقة أبو سليم المشهورة عندما وقع على خشبة المسرح بعدما أصابته أزمة قلبية حادة، نقل الى مستشفى الشيخ راغب حرب في تول وأجريت له محاولات لاسعافه، الى أن فارق الحياة.

 سوريا تسمح بالاحزاب

في الملف السوري، ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" أن مجلس الوزراء السوري أقر قانوناً يسمح بتشيكل الأحزاب السياسية بشرط الالتزام "بالمبادىء الديمقراطية".

وكان الرئيس السوري بشار الأسد أصدر مرسوماً يقضي بنقل حسين عرنوس محافظ دير الزور وتعيينه محافظا لمحافظة القنيطرة، كما أصدر مرسوماً بتعيين سمير عثمان الشيخ محافظا لمحافظة دير الزور .

المانيا تتصل بالمعارضة السورية

في هذا الوقت، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتن شيفر الاثنين ان المانيا اجرت اتصالات مع اعضاء في المعارضة السورية في برلين ودمشق.

واكد مدير ادارة الشرق الاوسط في الخارجية الالمانية بوريس روج الذي زار سوريا مرتين حيث التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم وممثلين عن المعارضة السورية في دمشق في الاسابيع الماضية.

اسرائيل تضبط زورقا مسلّحا

على الخط الاسرائيلي، ضبط الجيش الاسرائيلي الاثنين زورقاً على متنه فلسطينيان يحمل أسلحة في البحر الميت كان في طريقه من الأردن الى اسرائيل .

وأوضح بيان للجيش الاسرائيلي أن الزورق كان يحمل بنادق عدة من طراز كلاشنيكوف وذخيرة وأسلحة اخرى، لافتاً الى أن أجهزة الامن تستجوب الفلسطينيين الموقوفين.

وبحسب المعلومات المتوفرة للـ"ال.بي.سي"، فان القوات الاسرائيلية أوقفت شخصين من سكان غور الاردن خططا لهذه العملية وقد عملا منذ اشهر لنقل كمية كبيرة من أسلحة قديمة الصنع بعضها استخدم في الستينيات.

وأشارت المعلومات الى أن المخابرات الاسرائيلية كانت تحقق وتتابع منذ اكثر شهرين هذين الشخصين في اعقاب معلومات استخباراتية، لافتةً الى أن الهدف من هذه الاسلحة هو للتجارة وبالتالي هي ليست لجهات فلسطينية.

من جهتهم، أكد مسؤولون في جهاز الامن الاسرائيلي أن الهدف من العتاد الذي كان في الزورق ليس لارتكاب اعتداء، بل يندرج في اطار تهريب أسلحة.

صندوق النقد يحذر الولايات المتحدة من صدمة خطيرة

حذر صندوق النقد الدولي الاثنين في تقريره السنوي حول الاقتصاد الاميركي، من ان الولايات المتحدة تواجه "صدمة خطيرة" اذا لم تقرر رفع سقف ديونها في الوقت المحدد.

واعتبر الاقتصاديون في صندوق النقد الدولي في هذا التقرير ان سقف ديون الدولة الفدرالية ينبغي رفعه سريعا لتفادي صدمة خطيرة تصيب الاقتصاد الاميركي والاسواق المالية الدولية.

 

وليد جنبلاط في ...حماة

فارس خشّان/يقال نت

لم يكد النائب وليد جنبلاط ينهي كلمته في بلدة ضهر الأحمر، حتى عصفت فيّ ذكريات العام 2004، حين شنّ الزعيم الدرزي- كان زعيما وطنيا يومها- حملة قوية على الأمن السوري، مطالبا الرئيس السوري بشار الأسد بإبعاد الأمن عن التعاطي سياسيا مع لبنان.

حسبت، لوهلة، أن الأسد قد تغيّر ، حتى يعود جنبلاط الى تلك المعادلة التي أبعدته سنوات عن النظام السوري وأدخلته معه في مواجهة عنيفة غير مسبوقة، أنهاها "استسلام" سيّد المختارة لما سمّاه "هزيمة 7 أيار 2008".

ولكن الأسد لم يتركني أذهب بعيدا في حساباتي، إذ سرعان ما حسم المسألة وأثبت أن الخيار الأمني في بلاده هو قدره، تماما كما كانت عليه أحواله في لبنان: إختار ضابط مخابرات وعيّنه محافظا لدير الزور، وشدد قبضته الأمنية على حمص، وعاث فسادا بريف دمشق، وواظب على إطلاق النار على رأس كل من يتحرك في دمشق،وكثف الإعتقالات في درعا وقبض على "الرؤوس " التي تحاول أن تحرّك "الجمود" في حلب.

قرارات الأسد تُثبت أنه لم يتغيّر، فهل هذا يعني أن وليد جنبلاط قرر أن يعيد تموضعه، مرة جديدة؟

يدرك جنبلاط أن بشار الأسد لا يقبل "العظات". راقب عن كثب السلوكية الأسدية المعادية تجاه رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، لأنه تجرّا ووعظه علنا. ويعرف جنبلاط أن السبب المباشر  للقطيعة  بين الأسد وبين القيادة القطرية، يتصل ب"انتقادات" صدرت في "الجزيرة" . والتقط جنبلاط، قبل أيام، إشارة أصدرها ضده أحد أتباع نظام الأسد اللبنانيين، حيث جرت مهاجمته ، من دون تسميته، لأنه يتجرأ على إسداء النصائح للرئيس السوري.

و ليس خفيا على جنبلاط أن من رفض التخلي عن المسار الأمني في لبنان، يستحيل أن يتخلى عنه في سورية،لأن طبيعة النظام السوري هي أمنية بامتياز، فبشار الأسد يحمل رسميا صفة رئيس الجمهورية العربية السورية ولكنه ، يشغل فعليا، منصب رئيس الأجهزة الأمنية الحاكمة.

وما قاله جنبلاط في ضهر الأحمر، بمناسبة درزية ، لا يمكن إخراجه من سياق متكامل.

كلامه الذي يثير، بلا أدنى ريب، غضب الأسد، أتى  بعيد الآتي:

أولا، بدء التحركات النخبوية في السويداء، وعودة منتهى الأطرش، بعد انكفاء،  الى واجهة المعارضة السورية.

ثانيا، عودة جنبلاط ، من موسكو، من حيث هاجم السلوكية المتوحشة والمرفوضة للأمن في سورية.

ثالثا، إتصاله بالرئيس سعد الحريري،وإعلانه أنه سمع كلاما مؤثرا منه، يحتفظ به لنفسه. وهو كلام يشبه كثيرا ما قاله الحريري عن جنبلاط في مقابلته التلفزيونية مع الزميل وليد عبود، لجهة أنه يستحيل أن ينسى ما قام به جنبلاط، فور اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

رابعا، إعلانه ، ومن دون أي تحفظ، تمسكه بالحكمة الصينية التي تنصح بالجلوس على ضفة النهر لانتظار جثة العدو. كان يخاطب ، يومها ، جمهور رفيق الحريري، لكن جمهور كمال جنبلاط، إلتقط ..الحكمة!

خامسا، حضور مكثف لشخصيات محسوبة على قوى 14 آذار، في الإحتفال الذي ألقى جنبلاط "عظته" من على منبره، بمن فيها تلك التي اتهمها النظام السوري بأنها تعمل على رفد الثورة السورية بالمال والسلاح.

ثمة من يعرب عن اعتقاده، بالإستناد الى طريقة صياغة الخطاب، بأن جنبلاط  دخل الى مؤتمر سميرا ميس الذي نظمه فاروق الشرع وقاطعته المعارضة السورية . من يعرف  جنبلاط  وما يعرفه جنبلاط،  يجزم بأن الرجل أصبح في...حماة!

 

كلمة السيد حسن نصرالله في مهرجان "الكرامة والإنتصار" بملعب الراية

الثلاثاء 26 تموز 2011

- كما في كل عام في مثل هذه المناسبة أرى أنه من واجبي أن أتوجه بالشكر والتحية إلى أرواح كلشهداء الجيش والشعب وشهداء المقاومة من كل فصائلها، وعائلات الشهداء والجرحى وكل من تمّ أسره في الحرب وعاد وكل المهجرين في بيوتهم وكل القلوب الواسعة التي احتضنتهم إلى الذين دمرت بيوتهم وارزاقهم وصبروا كما كل من دعم وأيّد وساند بعمل أو فعل أو موقف أو كلمة أو دعاء أو بسمة في لبنان والعالمين العربي والإسلامي وفي كل انحاء العالم من دول وحكومات وشعوب مؤسسات وقوى وأحزاب وجماعات وقوى وشخصيات وأفراد وكل من قد أكون نسيتهم، فأنا دائمًا أشكر وأرسل تحية متجددة إلى كل الذين وقفوا إلى جانب لبنان وإلى جانب المقاومة في لبنان، فكان هذا الإنتصار.

- بالعودة إلى أيام الحرب أعتقد أن من أهم العوامل الأساسية في الغنتصار في هذه الجبهة والهزيمة في الجبهة الاخرى هو العامل التالي: الثبات والثقة المتبادلة والأمل بالانتصار والإيمان والصمود في كل الساحات والأبعاد، أي صمود الشعب اللبناني وصمود الناس والصمود السياسي الذي يعني عدم الإستسلام للشروط والضغوط والتسويات التي لم تكن مناسبة لمصلحة لبنان، كما صمود الجيش والقوى الامنية، والعامل الاهم في هذا الصمود والمؤسس لكل صمود هو صمود المقاومين المقاتلين الثابتين في ميادين القتال.

- هذا الصمود الذي شكل بحد ذاته وبمعزل عن نتائجه شكل معجزة حقيقية، إذ كيف يمكن لآلاف من المقاتلين المجاهدين الذين لا يملكون غطاء جويا او كانوا يقاتلوا في الليل والنهار على مدة 33 يوما في كل القرى والبلدات والتلال والوديان والمواقع وبكل اشكال القتال يواجهون الجنود والألوية والكتائب والسرايا ويواجهون الدبابات ويطلقون الصواريخ، فيما السماء تمطرهم نارًا والقصف المدفعي والصاروخي غير قابل للتصور والبيوت تدمّر من حولهم شمالاً ويمينًا، فهذا الصمود أسطوري بكل المعايير والمقاييس العسكرية إذ لا يمكن للإنسان أن يتقبل ثباتاً وصموداً من هذا النوع.

- في حرب تموز كل من كانوا في الميدان ثبتوا فيه، لكن في المقابل، وفي الجبهة الأخرى، فإن العدو الإسرائيلي بدأ حربه على لبنان بكبرياء وعنجهية وعجرفة بثقة زائدة عن اللزوم على الرغم من أنه كان يتجرع الهزيمة في عاكم 2000 وعلى يد المقاومين في حرب غزة، ولكن سرعان ما تحوّل أمام صمود لبنان بكل مقوماته إلى ضعف وارتباك وحيرة وأزمة ثقة بين الضباط والجنرالات والحكومة وقيادة الجيش وبين الناس وبين الحكومة والجيش.

- يمكن التحدث عن مستويين على مستوى أعلى وهو انهيار الثقة وعلى مستوى أقل هو اهتزاز الثقة بدرجة كبيرة وهذا ما شهدناه في بقية مراحل الحرب أو على المستوى السياسي والعسكري والشعبي.

- هذه الحرب تركت الآثار الخطيرة على مستوى الكيان وعلى مستوى حاضره ومستقبله السياسي والأمني والعسكري، ولكن برأيي فإن أهم نتيجة وهي نتيجة استراتيجية جداً تتمثل باهتزاز وانهيار الثقة بين شعب الإحتلال والقيادة السياسية وجيش الإحتلال وخصوصًا في داخل الجيش، وفي المقابل هناك ارتفاع عامل الثقة في جبهتنا والثقة بالمقاومة وبخيارها ومجاهديها في لبنان وفلسطين والعراق والعالمين العربي والإسلامي. وهذا العامل النفسي عامل الثقة واليقين والإحترام وعامل الإيمان بصوابية الطريق والمواجهة هو عامل استراتيجي حاسم وهام جدا عندنا وعندهم في ترسيم صورة الصراع في المنطقة.

- لذلك نحن نجد أن اسرائيل وبدعم من أميركا وكل داعميها في العالم عملت منذ ذلك الحين أي منذ انتهاء الحرب على وضع مجموعة أهداف، وعلى رأسها استعادة الثقة المفقودة بين الشعب والقيادة السياسية والجيش أو ترميم الثقة المنهارة، في الوقت الذي تحاول فيه بطبيعة الحال أن تستعيد قدرتها العسكرية والأمنية والسياسية من أجل فرض ما تريده مستقبلاً سواء من شروط على لبنان أو على الفلسطينيين أو على سوريا او على بقية المنطقة العربية والإسلامية.

- هذا التقييم الذي سنجريه هو أساسي لكل من يريد أن يقيّم المستقبل وما اذا كانت ستقع حرب أم لا.

- العامل الأول هو عامل الجهد الإستنهاضي الذي يقوم به العدو منذ ذلك الوقت، فالمناورات العسكرية والتدريب واستدعاء الإحتياطي والتدريب على صدّ الصواريخ ليس لما بعد حيفا بل لما بعد بعد بعد بعد حيفا، إلى جانب سد الثغرات التي أظهرتها حرب تموز، وهذا الجهد يضاف إليه بدء مناورات غير مسبوقة في تاريخ الكيان على مستوى الجبهة الداخلية أي الناس والدولة والمؤسسات والمجتمع، فهم بدأوا بتحول واحد واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة وهي مناورة في كل فلسطين المحتلة، وهدفها معالجة اوضاع الناس اي تعليم الناس وتدريبهم في ما لو حصلت حرب جديدة.

- كل ما يقومون به على صعيد السلاح والتدريب وسد الثغرات هو اعادة الثقة إلى الشعب الإسرائيلي، إلا أن الإسرائيليين يعترفون بأن هناك الكثير من المشاكل التي لم تحل بعد، فمثلا في مناورة "تحول خمسة" وفي نتائجها الكبيرة هناك نتيجتان واضحتان، الأولى أن الإسرائيليين يقولون لشعبهم إننا لسنا قادرين بالوسائل العسكرية على حماية الجبهة الداخلية، فهم غير قادرين على اسقاط كل الصواريخ التي ستنزل على الاهداف داخل الكيان وتجربة القبة الحديدية وأيضا غير قادرين على الوصول على مواقع المقاتلين المقاومين ومنصات اطلاق الصواريخ في لبنان وغزة فضلا عن سوريا وايران اذا تكلمنا عما يفترضونه هم عن معركة أوسع.

- أما العامل الثاني فهو اعلامي نفسي، وفهم يبذلون جهودا كبيرة في الإعلام لإعادة ترميم الثقة، ومن جملتها أن بعض الإسرائيليين بدأ يخفف من نتائج حرب تموز ويقدم صورة مختلفة قليلا. وفي البداية أجمع الإسرائيليون على أن ما حصل في حرب تموز هو اخفاق وهزيمة وفشل، فهم شكلوا لجنة فينوغراد ولكن في الآونة الأخيرة ومن اجل تخفيف المصيبة على شعبهم بدأوا يفتشون بـ"السراج والفتيلة" على انجازات الحرب، فالإسرائيلي يحاول إعادة الثقة عند شعبه وجيشه بالأكاذيب وتكبير الأمور ليجعل منها انجازات مهمة.

- شيمون بيريز، وهو اليوم رئيس دولة، قال سابقًا إن هناك انجازين عظيمين وكبيرين يستحقان الوقوف عندهما تحققا في حرب تموز، الأول أنهم أدخلوا نصرالله إلى الملجأ أي هذا هو الإنجاز العظيم الأول لحرب تموز، أما الإنجاز الثاني فيتمثل بأنهم حافظوا على الهدوء للحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.

- الفضيحة أن هذا الشخص ذاته (أي بيريز) قال عند التحقيق معه في لجنة "فينوغراد" إنه في نهاية المطاف وقف العالم إلى جانبنا لاننا ضعفاء وليس لاننا على حق، فكان هناك شعور بأن إسرائيل ليست كما كانت عليه دائما أي غير متألقة وغير مفاجئة وغير إبداعية، ولهذا السبب فقدنا بعضًا من قدرة الردع الدولية.

- من اهداف الحرب سحق "حزب الله" أو إضعافه إلا أنه ازداد قوة، ومن أهدافها أيضًا كان استعادة الأسيرين من دون تفاوض ولكن استعادوهما بتفاوض افقي وعاد أسرانا وهم يرفعون الرأس.

- الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة كانت هادئة بعد ايار 2000، وهذا الهدوء فرضته المقاومة عام 2000، ولم تكن اسرائيل بحاجة لشن حرب لتستعيد هذا الهدوء، فهذا الهدوء فرضته المقاومة بتوازن الردع وتوازن القوى.

- لإسرائيلي نسي أنه كان يرتكب العدوان والمجازر ويعتدي على أرضنا وينهب خيراتنا، ولكن بفضل المقاومة فرض الهدوء، فالمقاومة لم تكن مشروع حرب بل مهمتها الدفاع عن بلدها وأرضها وشعبها وعرض أهلها وكرامات هذا الشعب، وهذا تحقق في 25 أيار 2000، إذاَ حتى الكلام عن الهدوء هو من قبيل تحصيل حاصل وليس انجازا.

- هناك جنرالات كبار ورؤساء اركان سابقون ورؤساء موساد سابقون ورؤساء مجلس أمن سابقون ونخب سياسية يحذرون اسرائيل من القيام بمغامرة ليس على مستوى حرب اقليمية بل حتى مع لبنان فقط وحتى في مواجهة "حزب الله"، ويحذرون الحكومة من الاقدام على مغامرة من هذا النوع ويقولون إنها غير معلومة النتائج بل البعض سيقول بصراحة إن النتائج ستكون كارثية وأن الفشل سيتكرر، وبناء عليه فإن هذه الإجراءات لم تنفع في ترميم الثقة التي قلت إنها عامل حاسم .

- على الخط المقابل ومنذ انتهاء الحرب في العام 2006 وحتى اليوم تبذل جهود كبيرة جدًا للتشكيك بالمقاومة وانتصاراتها وانجازاتها ونواياها وخلفياتها ومن اجل تشويه صورتها، وقد انفقت من أجل ذلك مئات الملايين من الدولارات، وفي هذا السياق يأتي أيضًا السعي الى اتهام مقاومين شرفاء من قبل المحكمة (الدولية الخاصة بلبنان) باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واتهام "حزب الله" بكم هائل من الافتراءات والأكاذيب التي ترونها في الصحف والإذاعات ومواقع الإنترنت، وكلها لا أساس لها من الصحة ولا تؤدي إلى ثقافة وعقلية وسيرة "حزب الله"، فالأساس هو ضرب الثقة التي تأصلت وقويت بالمقاومة ثقة المقاومة بنفسها وثقة اهلها بها. وأتوجه للصديق والعدو إيماننا بالله وثقتنا بوعده ونصره وصوابية خيرانا فإن طريقنا لا يمكن يهتز أو يتزعزع وهو أقوى من أي زمن مضى بفعل التجربة والأحداث والإنتصارات.

- أقول لكم من موقع العارف بالتفاصيل أن قوة المقاومة اليوم في لبنان على مستوى معنوياتها وتماسكها وشجاعتها وكوادرها البشرية ومقدراتها المادية هي أعلى وافضل من أي زمن مضى منذ انطلاقتها، وهذا يجب أن يعرف به العدو ايضًا، لاسيما أنه اليوم في إطار حربه النفسية ومحاولة استعادة ثقة جمهوره به يلجأ إلى ادبياتنا نحن ويلجأ إلى تقاليدنا.

- سابقًا قال الإسرائيلي للبنانيين إنهم يعدونهم بالمفاجآت، ولكن أنا أقول لهم اليوم لا يليق بكم هذا الحديث، فنحن لا نتفاجأ لأننا نفترض أن إسرائيل تملك من القوة والسلاح والتكنولوجيا والتقنية ما تقدمه أميركا والغرب من دون حدود، لهذا لا نشعر بالمفاجئة حيال أي شيء ولكن انتم فوجئتم بأن المقاومة تملك العقل والتخطيط والشجاعة وبعض الأسلحة المتطورة.

- أقول للإسرائيليين لا تصغوا إلى جنرالاتكم الذين ذاقوا طعم الهزائم في لبنان، وصدفة فإن رئيس الأركان الحالي هو رئيس الفرقة التي شهدت الهزيمة في لبنان، وبالتالي شهد كيف أن رجاله جمعوا أغراضهم بسرعة، وقائد المنطقة الشمالية كان موجودا في لبنان وهو يحمل في صدره أربع رصاصات، أقول لهم: أنتم ذقتم الفشل ولن يكون لكم في لبنان إلا طعم الهزيمة.

- بعد كل التطورات والتحسينات عند الاسرائيلي وسد الثغرات التي يعمل عليها والتطورات في لبنان والمنطقة وما يجري حولنا وكل الاحداث، نحن نقول إننا لسنا طلاب حرب، بل نريد حماية بلدنا والدفاع عنه وبالتالي لو وقعت الحرب فمن مسؤوليتنا او نواجهها. وكما كنت أعدكم بالنصر دائمًا أعدكم بالنصر مجددا، فكل ما يأتي عبر المعنويات والثقة الكاذبة ينهار.

- أقول للصهاينة: لا تحاولوا الإقتراب من لبنان وتخلوا عن أحلامكم واطماعكم فيه إلى الأبد.

- موضوع الحدود البحرية يحتاج إلى احتضان شعبي ومواكبة شعبية ووطنية، فعلى اللبنانيين أن يعرفوا أنهم أمام فرصة حقيقية وتاريخية لا سابقة لها في تاريخ لبنان، إذ لبنان سيصبح بلدا غنيا وهذا بشكل جدي.

- في مياهنا الإقليمية هناك ثروة هائلة من النفط والغاز وهذه الثروة وطنية لا ملكًا لأي طائفة أو منطقة أو جهة.

-  ما يوجد في مياهنا الإقليمية ثروة وطنية، والحديث الرسمي وهو حديث صحيح إذ إن ما يوجد من ثروات في مياهنا الإقليمية يقدر بمئات مليارات الدولارات أو أرقام لا يمكن أن نحلم فيها كلبنانيين.

- أكبر رقم سمعناه للأسف هو رقم الدين العام، غنحن أمام فرصة حقيقية، إذا أحسن اللبنانيون التصرف وتعاطوا مع هذا الملف بمسؤولية وطنية وبعيدا عن المناكفات والصبيانيات والعقل الصغير وتصرفوا بمسؤولية وطنية، فنحن امام فرصة أن نسد ديوننا ونحسّن ونقويّ اقتصادنا وأن نحل أزماتنا المعيشية وأن نطور مستوياتنا المعيشية وأن يصبح لبنان دولة قوية مقتدرة ويملك كل شيء.

- تصوروا ماذا يمكن أن تفعل مئات المليارات من الدولارات لشعب صغير وبلد صغير، فمن يريد أن يعود كل المغتربين والمهجرين يجب أن يعمل بجدية على هذا الملف.

- الحكومة الحالية التزمت باقرار المراسيم التطبيقية لقانون النفط خلال العام 2012 اي خلال الأشهر القليلة المقبلة، إذ يجب أن تبدأ الامور بشكل جاد أي عبر المناقصات والشركات التي يجب ان تقوم بالدراسات وأن تبدأ باعمال التنقيب وما شكل ذلك.

- المساحة الإقتصادية في المياه الإقليمية، على ذمّة المسؤولين في الدولة تبلغ 22500 كيلومتر مربع، وهي تختزن كميات هائلة من الثروة النفطية، ومن بينها هناك منطقة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة تبلغ مساحتها 850 كيلومتر مربع، ونحن نعتبر أن هذه المنطقة ملك للبنان، في حين أن الإسرائيلي رسم الحدود وأدخل هذه المنطقة داخل المياه الإقليمية التي يفترض أنها له، إذاً هناك 850 كيلومتر مربع أي مساحة ضخمة جدا تحتوي على ثروة نفطية بمليارات الدولارات، وهي بالتأكيد ملك لبنان رسميًا، وهو يعتبر أن هذه المساحة له ولا يحق لاسرائيل ضمها إليه أو أن تقوم بالتنقيب عن النفط والغاز هناك أو تبني المنشآت لاستخراج النفط أو الغاز، قهذا الملف ملف حساس جدًا، والوضع الإقتصادي اللبناني متدهور ونحن أمام فرصة حل جذري لكل مشاكله الإقتصادية والمالية والمعيشية ولا يجوز ان تضيع هذه الفرصة.

- المسؤولون جميعا عبروا عن موقفهم ونحن سنعبر عن موقفنا، فمن منطق المقاومة نحن لا نعترف بحق اسرائيل بالوجود ناهيك عن التسليم بحقها في استخراج النفط والغاز من المياه الإقليمية الفلسطينية واللبنانية.

- أولا نعتبر أن ترسيم الحدود البحرية هي مسؤولية الدولة وبالتالي كمقاومة لا رأي لنا في هذا الأمر لا فني ولا تقني ولا نتدخل في هذا الموضوع كما حصل عشية الإنسحاب العام 2000 إذ وقفنا عندما بدأ الجدل على تلال كفرشوبا ومزارع شبعا وقلنا حينها أن موضوع ترسيم الحدود البرية هو من مسؤولية الدولة التي بمؤسساتتها الرسمية تقول إن هذه الأرض لبنانية ونحن نتصرف على هذا الأساس وإذا بقيت أي قطعة أرض تعتبرها الدولة اللبنانية لبنانية ستتصرف المقاومة على هذا الأساس، فالذي يقول اين هي الحدود البحرية هي فقط الدولة ولكن عندما ترسم الدولة الحدود وتعتبر ان هناك مساحة ما هي أرض لبنانية تتصرف على ان هذه المنطقة هي ضمن المياه الاقليمية لبنانية، هذا أولا، أما الامر الثاني، فهو أننا نثق كامل الثقة بالحكومة الحالية التي تتابع هذا الملف ونثق انها لن تفرط ولن تضيع ولن تتسامح باي حق في حقوق لبنان بمياهه الإقليمية ولا في ثروته النفطية ايا كانت الضغوط والمخاوف ولعل في الحكومة في هذا التوقيت هي فرصة لبنان في الحفاظ  على هذه الحقوق واستعادتها.

- ثالثا ندعوا الحكومة إلى الإسراع في الخطوات التنفيذية الكفيلة بإنجاز هذا الملف، والمطلوب هو تجزئة الملف وان نترك جانبا منطقة ال850 كيلومتر مربع وان تركز على المناطق الداخلية الآمنة، والمطلوب أيضًا ان تسرع الحكومة اللبنانية العمل وتنهي المراسيم التطبيقية لبدء التنقيب والإستخراج، فالوقت مهم جدا وهذا الامر يتوقف على ان تتعاطى الحكومة معه على انه أولوية وطنية تتقدم على اي اولوية اخرى.

- أقول بكل ثقة لكل الدول والحكومات والشركات التي ستأتي لتقديم المناقصات وتبدأ بالتنقيب واستخراج النفط إن لبنان قادر على حماية هذه الشركات والمنشآت النفطية والغازية، وبكل ثقة لبنان قادر ليس لانه يملك سلاح جو قوي بل لأن من يمكن أن يعتدي على هذه المنشآت لديه منشآت نفط وغاز، ومن يمس المنشآت المستقبلية في المياه ستمس منشآته وهو يعلم ان لبنان قادر على ذلك، ومن هذه الجهة لبنان جدير ايضا بهذه النعمة بالحفاظ على هذه النعمة.

- رابعا بالنسبة إلى منطقة 850 كيلومتر والتي قلنا إنها فيها ثروة بمليارات الدولارات، فطالما ان الدولة تعتبرها لبنانية فهي عند المقاومة لبنانية، وبالتالي في ادبياتنا ليس هناك منطقة متنازع عليها بل هناك منطقة معتدى عليها، وهذه المنطقة المعتدى عليها لدى لبنان فرصته الدبلوماسية ليستعيدها من خلال ترسيم حدود، لكننا نحذر الإسرائيلي من أن يمد يده إلى هذه المنطقة والقيام بأي عمل يؤدي إلى سرقة ثروات لبنان من نفط وغاز من مياه لبنانية، فهذه المنطقة إلى ان يقرر لبنان الإستفادة منها يجب تحذير الإسرائيلي من إستغلالها.

- أدعو الحكومة إلى بذل كل جهد سياسي ودبلوماسي وقانوني لاستعادة هذه المساحة وبسط سيطرة الدولة عليها، وللناس أدعوهم  وأدعو الشعب كله إلى مواكبة ومساندة ودعم الحكومة في هذا الإستحقاق الوطني الكبير، فإذا الحكومة والدولة استطاعت ان تستخرج نفطا وغازا سيذهب إلى الخزينة وسيستفيد منه الجميع لا 8 ولا 14 آذار فقط. وفي نهاية المطاف اختم الموضوع للصديق والعدو قائلاً إن لبنان مدعو وهو قادر إلى الإستناد إلى جميع عناصر القوة فيه من أجل الحفاظ على حقوقه الطبيعية واستعادة حقوقه الطبيعية ومن اهم عناصر القوة فيه معادلة الجيش والشعب والمقاومة. - لبنان بعد حرب تموز دخل في مرحلة مختلفة، والمهم ان نتعاون ونحافظ على عناصر القوة فيه.

 

لا يجب تحويل الخلاف على الأملاك في لاسا لحرب طائفية.. والكلام عن وجوب أن يكون قرار السلم والحرب بيد الدولة فيه هذيان"

عون: المخالفات التي إرتكبها ريفي لا تجعل منه كفؤا.. ولا أحد مجبر على حضور إجتماعات بكركي

الثلاثاء 26 تموز 2011

أعرب رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عن أمله في أن "تتمكن الحكومة الجديدة من أن تسرّع دورة عملها لكي تعمل في القطاعات الحياتية الضرورية للشعب اللبناني، التي ينتظرها"، مطالباً الحكومة بأن "ترفع المشاريع المتأخرة بسرعة فعلية، لأن المتأخر لا يمكن أن نلحقه خصوصاً مع وجود العجز في المشاريع والموازنات المتأخرة من الحكومة السابقة". وقال: "في العامين 2010 و2011 لم يكن هناك من موازنة، وبالتالي هناك مشاريع تأخر تنفيذها ما يكلف الدولة اللبنانية الملايين من الدولارات".

عون، وفي المؤتمر الصحافي الذي تلا الإجتماع الدوري للتكتل في الرابية، أضاف: "لا أريد أن أتكلم الآن بالتفصيل وكأن هناك عدم وعي بالمسؤولية، لكن كل يوم تأخير نخسر 13 مليون دولار في قطاع الكهرباء، والتعرفة لا تزال زهيدة نسبياً، والحكومة السابقة أقرت القانون ولكن الإعتمادات تأجلت". وأضاف في مجال آخر: "هناك موضوع يأخذ بعض الجدل الإعلامي إذ إن هناك من يقوم بنوع من تكريس للفتنة، والأمر يتعلق بأملاك في بلدة لاسا، فالكل يعلم أن هناك خلافًا عمره منذ العام 1939 حيث حصل مسحٌ إداري اختياري وحصل اعتراض وبقيت المشكلة، وحصلت لاحقًا محاولة مسح جديدة من دون حضور المختار أو الأهالي لأن المسح له شروطه، وهذه الأملاك الآن غير ممسوحة". وتابع في هذه المسألة قائلاً: "لم يتم مشروع المسح أخيرًا وحصل على إثره لقاءٌ تحكيمي وحصل إجتماع في بكركي بحضور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وممثلين عن مطرانية صربا ومحامين ووقعت اتفاقية في 27/ 7/2011 وصدر بيان عن المجتمعين يقول إن هناك اتفاقًا يطالب بضرورة إجراء الفرز".

وأضاف عون: "الموضوع ليس صراعًا والأمر يحسم عبر القضاء"، تالياً في المناسبة البيان الصادر عن بكركي والذي يشدد على الإتفاق كما جاء في صحيفة "المستقبل". وتابع في هذا الشأن: "الناس والسياسيون والإعلاميون يسعّرون الخلاف بين الناس، ويعتبرون أن هناك مشكلة سنية - شيعية على الأملاك وكأن كل واحد يسعى لأخذ أملاك الآخر"، مضيفاً "ليبيعونا الأمر من يريدون أن يصطادوا في الماء العكر، وإذا أرادوا أن يفتعلوا مشكلة أقول لهم ليحلّوا عن الناس ولا يحاولوا القيام بفتن جماعية". وقال: "أنا غير ملزم بالدفاع عن "حزب الله"، فالخلاف على الأملاك تحصل بين الأخوة، ولا يجب أن نجعل منه حربًا طائفية، وأنا لي الشرف أن آخذ هذا الموقف ولا أدافع عن "حزب الله" أو عن الكنيسة، فلا يجوز الحديث عن خلاف سني - شيعي، إذ إن هناك مجالس تحكيمية وقد بدأ التحكيم".

وعن الكلام عن بقاء المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي في منصبه، أجاب عون: "أعتقد أن الموضوع ليس توافقيًا، وهناك مخالفات جسيمة وعدم كفاءة في ممارسة الوظيفة، والسجال الإعلامي مع الرؤساء يعتبر مخالفة جسيمة، إلى جانب مخالفة آخر إجراء في المناقلات الأمنية خلافاً لتوجيهات وزير الداخلية مروان شربل"، مضيفاً: "هناك تصريح (لريفي) في الإعلام يقول فيه إنه من رحم "14 آذار"، فهو بذلك لا يعرف على ماذا ينص القانون الذي يجب عليه أن ينفذ"، معتبراً أن هناك "مخالفة لقانون تنظيم قوى الأمن الداخلي وتأليف جهاز أمني وكلها مخالفات لا تجعل منه (ريفي) كفؤاً، والمسألة ليست كيدية وكل من يريد تغطيتها لا يريد أن "تمشي" المؤسسات".

وعن قول البعض إنه سيفكر لمرتين قبل حضور إجتماعات قادة الموارنة في بكركي (ويعني هنا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حديثه أمس إلى صحيفة "الجمهورية")، قال عون: "ما حدا بيجبرن". كما أجاب رداً على سؤال عن آخر المستجدات في ملف العميد المتقاعد فايز كرم (المتهم بالعمالة لإسرائيل) بالقول: "إطلعت على الملف أخيراً وآمل أن يحكم القضاة بمضمون الملف والمرافعة، كما آمل ألا يتأثر القضاة بالدعايات التي طالت هذا الملف، وأعتقد أن القانونيين أجدر بالتحليل لعناصر الجريمة".

وعن الحوار الوطني الذي يدعو إليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، رأى عون أن "موضوع الحوار إستراتيجية دفاعية، وسلاح "حزب الله" يدرس من خلال الاستراتيجية الدفاعية، وبالتالي بعد وضع هذه الإستراتيجية الدفاعية يبحث عندها السلاح خصوصاً أن هذا الموضوع مسيّس"، وأضاف: "عندما يقال إن قرار السلم والحرب يجب أن يكون بيد الدولة وليس بيد "حزب الله" فهذا أمر فيه هذيان، فموضوع الحرب والسلم بيد أميركا واسرائيل وليس بيد "حزب الله" أو بيد الشعوب العربية، ونحن لم نصنع من أنفسنا دولة مواجهة، وغصبًا عنا فرضت علينا المعركة". وتابع: "يقولون إن سلاح "حزب الله" غير شرعي، وأنا أقول إن شرعية السلاح تأتي من الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس، وهذا يتطابق مع شرعية الامم المتحدة، فسلاح "حزب الله" لم يستعمل إلا للحظات في شهر أيار وأتى كردّ على تهديد بقرار قامت به الدولة اللبنانية".

ولدى سؤاله عن المؤتمر الحقوقي لقوى 14 آذار في فندق "البريستول"، قال عون: "أنا غير ملزم بطلبات الامم المتحدة، فالمحكمة اتت بتهريبة من لبنان، وعليهم ان يطالبوا (رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد) السنيورة وتيار "المستقبل" بمصاريف هذه المحكمة وليس مطالبتي أنا، فنحن "بعمرنا ما شفنا" محكمة تأتي بقرارات متدرجة"، منتقداً "مذكرات توقيف من المحكمة من دون أن نعرف السبب، فالقاضي لا يشرّع وفقاً للمناسبة وهناك قوانين ثابتة، وأنا لم أر يومًا أي قرار توقيف من دون أن يعرف المطلوب ما سبب توقيفه، كما أنني لم أر يوما قاضيًا يترك شهود الزور من دون محاكمة".

(رصد  NOW Lebanon)