المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 26 تموز/11

انجيل القديس متى 11/25-30/التواضع

وتكلم يسوع في ذلك الوقت فقال: أحمدك يا أبي، يا رب السماء والأرض، لأنك أظهرت للبسطاء ما أخفيته عن الحكماء والفهماء. نعم، يا أبي، هذه مشيئتك. أبي أعطاني كل شيء. ما من أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن شاء الابن أن يظهره له. تعالوا إلي يا جميع المتعبـين والرازحين تحت أثقالكم وأنا أريحكم. إحملوا نـيري وتعلموا مني تجدوا الراحة لنفوسكم، فأنا وديع متواضع القلب، ونـيري هين وحملي خفيف.

 

عناوين الأخبار

*حرب تموز: جريمة يجب محاكمة من أشعل نارها/بقلم/الياس بجاني

*وفاة "فهمان" بعد سقوطه على المسرح

*الناطق بإسم المحكمة: نتوقع ردّ الحكومة بخصوص توقيف المتهمين في 11 آب.. وإلا سننشر القرار الإتهامي 

*لقاء البريستول الحقوقي لـ"14 آذار" نحو نتائج عملية تترجم دعماً للمحكمة/أربعة متحدثين ورسالة ثقة وحث لبان وقرطباوي وميرزا 

*سعيد: جبيل في حالة قلق.. والدولة تخلت عن مسؤولياتها ولم تطبق القانون/ استفزاز المشاعر مرفوض كما التسويـــات

*لجنة متابعة "الأراضي" منعقدة في منزل سعيد بقرطبا.. وتستعد لجولة رسمية وروحية 

*عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر: "حزب الله" يتعامل مع قرارات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بلا مسؤولية

*قديسو "حزب الله"/ هيثم الطبش/موقع القوات اللبنانية *شمعون: موضوع الحوار أصبح "مسخرة"...وعودة جنبلاط إلى صفوفنا ليست بعيدة 

*لوموند: سقوط نظام الأسد أحد مفاتيح تحوّل المنطقة إلى الديموقراطية

*نشرة اخبار الكتائب ليوم الإثنين/بعد لاسا وترهيب الاعلام، حزب الله يتابع في مخططه لضرب العيش المشترك، فيطوّب ويقدّس المجرم على لسان الموسوي ويهدّد بالحرب على لسان رعد الموسوي: أي اسم تحاول القرارات الاتهامية تلويثه سيتحول عندنا قديساً مطوّباً

*دود الخل منه وفيه والشر يأكل نفسه/همس حول تورط مسؤول كبير في "حزب الله" بالعمالة وتأكيد أن الإعلان عنه سيكون "زلزال"...الفساد يستشري وقاسم يعد العدة لتولي منصب الأمين العام!   موقع 14 آذار/طارق السيد

*السائحة الكندية أورلي كوليت (24 سنة)، ضحيّة "التوتّر العالي" في أرنون والصلح يحمّل وزارة الطاقة المسؤوليّة

*وكيليكس/الجمهورية/إيران تتحايل على العقوبات الدوليّة عبر سوريا وفنزويلا

*وكيليكس/الجمهورية/ايران تموّل حملات "تشيّع" واسعة في سوريا ودمشق تضيّق على السنّة وتمنع انتقاد طهران

*أبو جمرا: التيار الوطني يخضع لاحتكار الفرد بامتياز وللإقطاع العائلي والمالي والتبعية

*مدير معهد الشرق العربي في بريطانيا، عبيدة نحاس: النظام السوري يجر البلاد إلى مرحلة الدولة الفاشلة ليُبرر استمراره 

*مصادر ميدانية لـ"NOW Lebanon" : جريحان للشيوعي بإشكال في حولا بسبب محاولة حزب الله إقفال محل للخمور

*رئيس تيار "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد: من يهرب من مواجهة المحكمة يثبت خوفه من الحقيقة  

*النائب جورج عدوان: لا حوار إلا حول كيفية إدخال سلاح "حزب الله" في الدولة 

*النائب محمد الحجار: عون إلتزم بما رسمه له "حزب الله"

*النائب السابق غطاس خوري: هناك محاولة لتصفية الحريري سياسياً وثقافياً وحتى جسدياً

*النائب السابق مصطفى علوش لـ"السياسة": المواجهة مفتوحة مع "حزب الله"

*رئيس حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده: "حزب الله" يطبق في لبنان نفس سياسة الصهاينة في فلسطين

*القوات": غزوة لاسا لتكريس الغلبة نحذّر من سقوط الدولة في براثن الدويلة

*النائب عمار حوري لـ "السياسة":" حزب الله" واهم ولايفرق بين الآمال والواقع  

*الحريري لنصر الله رداً على حملات "الكراهية": ترسانة أسلحة حزبك سينتهي مفعولها عاجلاً أم

*جعجع: هل كان عون يضحك على الناس؟ ما جدوى الحوار ما دام حزب الـله لا يقدّم شيئاً؟

*دشّن كنيسة القديسة رفقا واحتفل بيوبيله الفضي مع بشارة/ الراعي: المسيحيون لا يقبلون التعاسة لأحد

*المحكمة وسوريا العاملان المحرّكان ولا نتائج ممكنة/"مسار حوار" أشبه بمفاوضات السلام/روزانا بومنصف/النهار

*الحوار الوطني بين الأمس واليوم في ميزان المدعوين اليه: حسابات مختلفة وظروف متحوّلة تجعله صعب التحقق/ابراهيم بيرم/النهار

*المهلة الدوليّة تنتهي هذا الأسبوع والمتّهمون أحرار/بري لـ"الجمهورية": لنبدأ الحوار بما اتفقنا عليه ولم ينفذ

*بين طالب جامعي وعالم نووي وسط اتهامات لتل أبيب وواشنطن باغتياله/إيران: تخبط رسمي وإعلامي بشأن هوية القتيل داريوش رضائي نجاد

*المسيحيّون في الإدارة: حقوق ضائعة... وتضاؤل مستدام/الجمهورية/فادي عيد

*رمضان كريم يا سوريا/أياد أبوشقر/الشرق الأوسط

*حزب الله: "القلعة".. والمهزوم المخيف حين يصير القويّ إلى القمة، يرى المنحدر، ويصير الخصم المهزوم... مخيفا/علي الأمين/الشفاف

*الجهادي» المسيحي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*بشار بين شخصيتين/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الثورة السورية ومنظري السلمية واللاطائفية/غسان المفلح/السياسة/

*مقابلة من جريدة السياسة الكويتية مع وزير الثقافة اللبناني غابي ليون

 

تفاصيل الأخبار

 

حرب تموز: جريمة يجب محاكمة من أشعل نارها

بقلم/الياس بجاني

نتوقف بحزن وأسى وخيبة أمل أمام الذكرى السنوية لحرب تموز 2006، تلك "الجريمة الموصوفة" التي ارتكبها عسكر وقادة حزب الله بدم بارد وعن سابق تصور وتصميم.

أنها حرب لم يكن للبنان الدولة والشعب أي قول بقرار خوضها، فحزب الله نفذها بناءً على أوامر مباشرة من مرجعية ولاية الفقيه، وذلك خدمة لمخططات مشروع الإمبراطورية الفارسية المذهبي والتوسعي الذي يسعى ملالي إيران تحت رايات الدين والمذهبية إلى فرضه بالقوة والإرهاب والفتن على كل دول المنطقة، وهؤلاء منذ سنة 1982 يستعملون لبنان ساحة ومنطلقاً وصندوق بريد لمشروعهم المدمر هذا.

إن الحزن والأسى هما على آلاف القتلى والجرحى من اللبنانيين الذين سقطوا خلال تلك الحرب العبثية، إضافة إلى دمار شبه شامل طاول البنية التحتية للوطن قدرت خسائرها بمليارات الدولارات. أما خيبة الأمل فتكمن في أن غالبية القيادات اللبنانية من رسميين وسياسيين ورجال دين لم يتمعنوا حتى الآن في تحليل ذلك الحدث المؤلم، ولم يُقيموا نتائجه بصدق وشجاعة وشفافية، ولا هم استخلصوا منه العبر، أو تحملوا مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية لجهة عدم تكراره بسعيهم الصادق لتفكيك دويلة حزب الله وتسليم سلاحها إلى قيادة الجيش وحصر قرار الحرب والسلم بالمؤسسات اللبنانية الشرعية.

ارتكبت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة سنة 2006 خطيئة مميتة بحق الوطن ومواطنيه وأضاعت فرصة ذهبية لن تتكرر وقد كانت سانحة يومها لاستعادة السيادة والاستقلال وتجريد حزب الله من سلاحه، وذلك عندما رفضت أن يوضع القرار الدولي رقم 1701 تحت البند السابع من شرعة مجلس الأمن واعتبرت أن بإمكانها التعامل مع حزب الله بالعقل والمنطق والإقناع كون الأمر هذا شأناً لبنانياً داخلياً.

ماذا كانت النتيجة؟ فبعد أن توقفت الحرب بفضل جهود الحكومة اللبنانية ارتد حزب الله عليها واتهم رئيسها وأعضائها بالخيانة العظمى وقال إنها منتجاً إسرائيلياً وحكومة أميركا في لبنان، (حكومة فيلتمان) وأمطرها بنعوت وألفاظ التخوين، ومن ثم كرت سبحة ارتكاباته وانتهاكاته بمشاركة ربع المرتزقة والميليشيات التابعين لسوريا وإيران.

تابعوا عمليات الاغتيالات والخطف والترهيب، ووسعوا عمليات الانتشار المسلح فوصلت ميليشياتهم إلى أعالي جبل صنين وإلى جرود جبيل ومناطق متعددة من الشمال، وأقاموا المزيد من المربعات الأمنية في بيروت وجزين والبقاع، واحتلوا الأسواق في وسط العاصمة، وقطعوا الطرقات، وعطلوا عمل الحكومة، وأغلقوا مجلس النواب، ومنعوا انتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم قاموا بغزوة بيروت والجبل وتطول القائمة!! علماً أن محاولات تعطيل المحكمة الدولية لم تتوقف حتى يومنا هذا.

من المؤسف جداً أن بعض القيادات اللبنانية لم تتعظ بعد وهي تكرر الأخطاء والخطايا نفسها وتتعامى عن أن حزب الله هو جيش إيراني في لبنان وأنه لن يسمح بقيام الدولة واستعادة الاستقلال لأن الإستراتجية الإيرانية تسعى لإبقاء لبنان ساحة لمغامراتها.

القيادات هذه التي خاضت الانتخابات النيابية الأخيرة تحت شعارات سيادية واستقلالية منها: "نعم للدولة ولا للدويلة، و"لا لسلاح غير سلاح الجيش"،  و"قرار الحرب والسلم للدولة وحدها"، قد ارتدت على كل شعاراتها ووعودها بعد فوزها في الانتخابات وحصولها على الأكثرية وراحت تتملق وتستجدي حزب الله وتتبادل مع قادته الزيارات وتقيم مع عسكره لجان ميدانية مشتركة، في حين عادت مجدداً إلى اجترار شعارات "المقاومة" و"العروبة" و"فلسطين" "والممانعة" "والانعزال" وغيرها الكثير التي لم يجني منها اللبناني إلا الدمار والحروب والفوضى والضياع والتهجير.

من المحزن إن الهوة بين بعض قيادات 14 آذار وشعب ثورة الأرز كبيرة جداً، ففي حين أن الشعب واع ومدرك لخطورة مشروع حزب الله على الكيان والهوية والحريات والدستور والتعايش والمصير وهو منحها الثقة وأعطاها الأكثرية النيابية، نرى أن القيادات هذه استدارت إلى الخلف وراحت مجدداً تمارس البهلوانية والذمية والتقية والزندقة.

ترى هل من عاقل في لبنان لا يدرك حتى الآن أن حزب الله يجهد لاستكمال إقامة دويلته، وفي نفس الوقت يسعى بكل إمكانياته للاستيلاء على كل مفاصل الدولة اللبنانية على حساب عذابات اللبنانيين وأوجاعهم؟

وهل من عاقل يثق بوعود قادة هذا الحزب وهم الذين يحاولون اليوم التبرؤ من التزامهم بالبنود السبع وبالقرار 1701" ويهددون ببقر بطون وقطع أعناق وبتر أيدي كل من يقترب من سلاحهم الذي أضفوا عليه صفة القداسة؟

كيف يثق اللبناني بقيادة جيش حزب الله الإيراني في لبنان وأمينه العام السيد حسن نصرالله قال علنية إن يوم عزوة بيروت كان يوماً مجيداً؟

إن من يُشرِع سلاح حزب الله مجدداً في بيان الحكومة التي يعمل النائب سعد الحريري على تشكيلها، أو يقبل بمنح هذا الحزب الثلث المعطل فيها، فهو بالحقيقة يرتكب نفس الجرم الذي ارتكبه حزب الله في حرب تموز 2006 ، ويكون بذلك ضد الدولة اللبنانية، وضد الشعب اللبناني، وضد الحريات، وضد الكيان، وضد السلم، وضد التعايش، وضد الإنسانية، ومع مشروع الملالي الفارسي المدمر.

إن المواجهة في لبنان هي بين ثقافة الحرب والانتحار والأصولية والتحجر من جهة، وبين ثقافة السلام والمحبة والحضارة من جهة أخرى,  كما أنها مواجهة بين خيارين، خيار الدفاع عن الدولة الحرة السيدة المستقلة في وجه خيار يحاول جعل لبنان ساحة ومتاريس متقدمة وأوراقا في يد النظام السوري - الإيراني.

أن حرب تموز 2006، كانت باختصار عبثية وانتحارية وكارثية طبقاً لكل المعايير العسكرية والاقتصادية والعلمية والإنسانية ولم يحقق خلالها حزب الله أي نصر، في حين أن المواطن اللبناني كان الخاسر الأكبر فيها، وكل من يقول قول حزب الله بأنها حققت النصر فهو منافق ومتملق ومداهن وغير جدير أن يتحمل مسؤولية القيادة.

ترى هل سيأتي اليوم الذي يُحاكم فيه قادة حزب الله على ارتكابهم جريمة حرب تموز 2006؟

 

وفاة "فهمان" بعد سقوطه على المسرح

نهارنت/توفي الممثل محمود مبسوط صباح اليوم في احدى مستشفيات النبطية وهو الذي عرفه الناس منذ عقود بشخصية فهمان ضمن فرقة أبو سليم.

فهمان الذي أمضى سنوات طويلة باضحاك الناس، أصيب بأزمة قلبية على المسرح أثناء مشاركته في جولة فرقة ابو سليم على قرى الجنوب وتحديداً في مهرجان في بلدة كفرصير الجنوبية.

 

الناطق بإسم المحكمة: نتوقع ردّ الحكومة بخصوص توقيف المتهمين في 11 آب.. وإلا سننشر القرار الإتهامي 

موقع 14 آذار/أوضح الناطق الرسمي باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف أن "المحكمة الدولية تتوقع ردّ الحكومة اللبنانية على طلب إلقاء القبض على الأشخاص الواردة أسماؤهم في القرار الإتهامي بعد ثلاثين يوم عمل أي أنّه يصادف في 11 آب المقبل"، لافتاً إلى أنّه "إذا لم تستطع الحكومة توقيف المتهمين حينها يعود إلى قاضي الإجراءات التمهيدية (دانيال فرانسين) إما إعلان القرار الإتهامي كاملاً ونشره في وسائل الإعلام اللبنانية أو أبقاء بعض الأجزاء أو الأقسام منه سرية". مؤكداً أن "عمل المحكمة هو عمل قضائي بحت".

ورداً على سؤال، قال يوسف: "نتوقع من الحكومة اللبنانية التعاون الكامل مع المحكمة الدولية"، مضيفاً "الحكومة عليها إلتزامات مالية وحتى الآن لم نستلمها والقرار حيال عدم إستلام هذه الإلتزامات يعود إلى رئيس المحكمة أنطونيو كاسيزي".

 

لقاء البريستول الحقوقي لـ"14 آذار" نحو نتائج عملية تترجم دعماً للمحكمة 

أربعة متحدثين ورسالة ثقة وحث لبان وقرطباوي وميرزا 

موقع 14 آذار/أكدت مصادر حقوقية في "14 آذار" شاركت في الاعداد للقاء الحقوقي الذي ينعقد عصر غد في البريستول لـ"المركزية" ان اللقاء لن يكون مجرد اجتماع لرجال قانون ومحامين ولن تكون نتائجه مجرد توجيه رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة ووزير العدل شكيب قرطباني والمدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا بل سيخرج بمجموعة من النتائج التي ستترجم عملياً وميدانياً من باب دعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وأشارت المصادر الى أنّ المتابعة للملف ستشمل المتضررين من الاغتيالات التي تعتبر معنية بالمحكمة وهذا الأمر لن يقتصر فقط على الشهداء السياسيين الذين سقطوا في الاغتيالات المشمولة بالمحكمة بل يشمل كل الضحايا التي وقعت جراء الاغتيالات والتي صودف وجودها في أمكنة الانفجارات. وعلمت "المركزية" أنّ من عداد المشاركين في البريستول الحقوقي شخصيات ومرجعيات حقوقية وقضائية غير منتمية سياسيا لفريق الرابع عشر من آذار بحيث يسجل حضور هؤلاء رسالة مفادها بأنّ المحكمة لا تعني فقط فريق 14 بل العدالة بحدّ ذاتها والعدالة ليست لفريق من دون سواه. وأوضحت أن هيئات المحامين في أحزاب 14 آذار نشطت في اختيار كل حزب مجموعة من المحامين وأساتذة الحقوق للحضور والمشاركة حيث من المقرر أن يكون اللقاء من حيث الشكل طاولة رئيسية سيجلس اليها المتكلمون الذين لن يتجاوز عددهم الأربعة منهم نقيبان سابقان للمحامين أحدهم من بيروت والآخر من طرابلس، مؤكدة ان النداء لن يكون مطولاً ولن يتعدى الصفحة الواحدة. أما الرسالة الموجهة لبان وميرزا وقرطباوي ستتمحور حول أهمية المحكمة من خلال تأمين العدالة والاستقرار والدفع في اتجاه تحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي تقاعس في التراجع عن المحكمة بما فيها التزامات الدولة اللبنانية من خلال بروتوكول التعاون. وعلمت "المركزية" أنّ الرسالة ستتضمن عناوين ثلاثة: الثقة بالقضاء الدولي، حث بان كي مون على الاستمرار بدعم المحكمة، الشعب اللبناني مؤتمن على عدم التفريط بدماء الشهداء.

 

سعيد: جبيل في حالة قلق.. والدولة تخلت عن مسؤولياتها ولم تطبق القانون/ استفزاز المشاعر مرفوض كما التسويـــات

موقع 14 آذار/  أكد منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد أن "جبيل تعيش حالة من القلق بدأت مع الاعتداء على فريق من "الطوبوغرافيين"، ومن بعدها الاعتداء على فريق من محطة "mtv"، وزاد هذا القلق عندما صرح (نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى) الشيخ عبد الامير قبلان "أن أراضي لاسا وقرقريا وأمهز هي لأهاليها"، وقال: "تبين بعد كلام قبلان ان الخلاف اعمق وابعد من خلاف عقاري كما هو في الظاهر".

سعيد، وفي حديث لإذاعة "لبنان الحر" لفت الى ان "الدولة تخلت عن مسؤولياتها ولم تطبق القانون بل جرّت الكنيسة وراءها من اجل الدخول في تسوية"، وأضاف: " ندرك حرص البطريرك (الماروني مار بشارة بطرس الراعي) حول التعايش والوحدة، لذلك تقرر انشاء لجنة من الاهالي لوضع البطريرك بصورة ما يحصل في البلدة (لاسا).

وشدد سعيد على انه "ليس نحن من خرقنا الهدنة الاعلامية وليس نحن من قام بالاعتداء على الناس كما يصور نواب "التيار الوطني الحر". وختم بالقول: "هذا الموضوع لا ينتهي بالتسويات وبتدوير الزوايا وعلى الدولة ان تضع يدها وتطبق القانون في جرد جبيل". وفي حديث آخر لـ"المركزية"، لفت سعيد الى أنّ "الحضور شمل فاعليات من كل القرى الجردية ضم رؤساء بلديات ومختارين وشخصيات من العاقورة ومجدل العاقورة ولاسا وأمهز والغابات والمغيرة ويانوح ومزرعة السياد وقرطبا".

وقال: "بعد البحث في مشكلة لاسا اتفق الحاضرون على تشكيل لجنة، عبارة عن مجموعات أهلية، تركيبتها بعيدة عن أي ضغوط سياسية وستعبر عن رأيها في شكل واضح خلال زيارتها الرئيس سليمان والبطريرك الراعي الذي تدعم كل مساعيه، حيث أنّ البطريركية المارونية تعتبر مرجعيتها الأساسية". وأضاف "إنّها لجنة أهلية لا علاقة لها بأي مهمة وستسجل موقفا أهليا، بينما اللجنة النيابية التي انبثقت عن اجتماع بكركي، جلست على طاولة مع "حزب الله" ونحن نرفض هذا الموضوع". وأشار الى أن "الدخول في تسوية مع "حزب الله" ينعكس سلباً على معنويات أهل المنطقة"، مؤكداً "موقف الحضور الموحد لجهة تطبيق القانون واستكمال أعمال المساحة فورا من دون أي تباطؤ، بالاعتماد على آليات مناسبة في مواجهة أي اعتراضات على أعمال المساحة".  وشدد على "ضرورة رفض كل كلام يستفز مشاعر الأهالي"، مطالباً المرجعيات الروحية المسيحية "بمعالجة هذا الموضوع فورا". أضاف "سبق وقمت بالاتصالات اللازمة مع كل المعنيين السياسيين"، لافتاً الى أنّه "سيكون بحوزة اللجنة نص مكتوب، تضعه بين أيدي كل من تلتقيهم من المعنيين بدءاً برئيس الجمهورية مرورا بالبطريرك الماروني وصولا الى نواب اللجنة التي صدرت عن اجتماع بكركي إضافة الى كل الفاعليات". وعن أي تنسيق مع نواب جبيل، قال: "ستلتقي اللجنة الأهلية كل النواب وتتابع عمل لجنة بكركي، لكننا نرفض أي تسوية لأن طلبنا استكمال عمل المساحة فوراً". وأعلن عن "اجتماع تنسيقي للجنة يعقد مساء، على أن تطلب موعداً من رئيس الجمهورية غدا وسيكون الموعد العلني الأوّل تعلن خلاله اللجنة عن نفسها، أسماء الأعضاء والمذكرة التي ستقدمها".

 

لجنة متابعة "الأراضي" منعقدة في منزل سعيد بقرطبا.. وتستعد لجولة رسمية وروحية 

موقع 14 آذار/يُعقد في هذه الأثناء في منزل منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد في "قرطبا" إجتماع للجنة المتابعة المنبثقة عن لقاء "قرطبا" الموسّع والذي تقرر بنتيجته عقد اجتماعات دورية لمتابعة موضوع الأراضي غير الممسوحة عقاريًا في منطقة جبة المنيطرة الممتدة من العاقورة الى قهمز، ومن قرطبا الى لاسا مرورا بالقرى المجاورة الأخرى من مزرعة السياد، المغيري، مجدل العاقورة، الغابات والمزاريب وسرعيتا.

اللجنة الأهلية الموكلة متابعة هذا الموضوع تضم شخصيات رسمية وكنسية ومن فعاليات المنطقة، من قرطبا والعاقورة ومزرعة السياد والمغيري ويانوح والمجدل والغابات والمزاريب وسرعيتا وقهمز، إضافة الى مستشار مساحة، وقد أفادت مصادر معنية موقع 'لبنان الآن” أنّ اللجنة ستباشر اتصالاتها لتحديد مواعيد لها للقاء المرجعيات الرسمية والروحية وفي طليعتها رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالإضافة إلى الفعاليات السياسية والوزراء المعنيين، سيما الداخلية والبيئة، وعدد كبير من المطارنة إضافة الى الرابطة المارونية"، موضحةً أنّ هدف الجولة هذه "طلب التحرك الفوري ضمن سقف القانون لوضع حد لمهزلة الإستيلاء والتعدي على الأراضي على مرأى من أصحابها، وستشدد اللجنة على كون أهالي المنطقة التي تتعرض لهذه التعديات لن يتنازلوا عن حقوقهم، ولن يسكتوا على التطاول عليها"، وفي هذا السياق أكدت المصادر نفسها أنّ أعضاء لجنة المتابعة "سيطالبون رئيس الجمهورية بتحرك الدولة وحدها لإيجاد الحل السريع لهذه المشكلة دون ضغوط من أي فريق كان، كما ستطلب اللجنة إلى المرجعيات الروحية التدخل لوقف بعض الرموز الدينية تصريحاتها الاستفزازية لأهالي المنطقة وأصحاب الحقوق فيها".

 

ضاهر: الأكثرية الشعبية مع "14 آذار" حتى لو سرقوا بعض النواب منها    

عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر: "حزب الله" يتعامل مع قرارات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بلا مسؤولية

موقع 14 آذار/  أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر أن "التجربة أثبتت أن فريق "8 آذار" يريد الحوار من أجل تمرير الوقت، إذ إنهم لم يلتزموا بأي شيء لا من حيث ما اتفق عليه في بنود الحوار ولا حتى بمقررات اتفاق الدوحة"، مشيرًا في حديث لقناة "mtv" إلى أن "هناك قضية واحدة معلقة على طاولة الحوار وهي قضية سلاح حزب الله"، ومطالبًا بتنفيذ "ما تمّ الإتفاق عليه بمقررات الحوار الوطني سابقًا". وسأل: "ماذا يعني كلام رئيس (مجلس النواب نبيه) بري عن الحوار، هل أن نعيد بحث ما اتفقنا عليه، وأي مصداقية لهذا الحوار إذا كانوا يريدون أن يعيدوا بحث ما اتفق عليه؟"

وإذ شدد ضاهر على أن "هذا السلاح لا يمكن وصفه إلا بسلاح ميليشيا يرهب جميع اللبنانيين"، قال: "لا يمكن أن يستفرد فريق واحد بالمقاومة، إذ يجب أن يوافق جميع اللبنانيين على الاستراتيجية الدفاعية". وأكد ردًا على سؤال أن "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من أرفع المحاكم في العالم، وللمتهم حقوق لا تؤمّن في المحاكم اللبنانية".

ضاهر الذي أكد أن "حزب الله" يتعامل مع قرارات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بلا مسؤولية"، قال: "بدلاً من أن يؤمّن للمتهمين أفضل المحامين يذهب بعكس هذا الأمر"، مضيفًا: "وصف أحد نواب الحزب (النائب نواف الموسوي) المتهمين بالقديسين قبل أن يثبت أي شيء من حولهم"، لافتًا الى أن "التسريبات حول هذه المحكمة، لا تمنع مسارها ولن تؤثر عليها".

وأكد ضاهر، من جهة أخرى، أن الاكثرية الشعبية مع "14 آذار" حتى لو تمّ سرقة بعض النواب منها"، لافتًا الى أن "لا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولا وزير المال محمد الصفدي ولا النائب وليد جنبلاط (رئيس "جبهة النضال الوطني")، ولا أحد سيستطيع التعامل مع الكيدية والثأرية التي ينتهجها (رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال) عون وفريق "8 آذار" الذين يريدون الثأر من أهالي الضحايا". وأوضح ضاهر أن "ما يزعج الفريق الآخر في "فرع المعلومات" هو خوفهم من التطور الذي وصل اليه هذا الجهاز، لاسيما بعد أن كشف أكثر من 20 شبكة تجسس، فأصبح هذا الجهاز أكثر كفاءة من كل الأجهزة الخاصة والرسمية خصوصًا أنه تفوق على "حزب الله" بكشف الجاسوسية وغيره". وفي سياق آخر، رأى ضاهر أن "هناك تطورًا كبيرًا قرأه النائب جنبلاط في ما خص النظام السوري". وحول الأوضاع في سوريا، أكد ضاهر أن "النظام السوري الذي نعرفه انتهى وذلك عبر اعتراف رئيسه بشار الأسد"، مشيراً إلى أن "ما يضمن سوريا ويحميها هي الحريات، ومن يغزّي الطائفية في سوريا هم مخابرات هذا النظام، أما المعارضة فشعاراتها معروفة وواضحة"، مضيفاً: "أريد أن أعطي مثلاً عن مخابرات هذا النظام عندما كانوا في لبنان، إذ في عكار كانت المخابرات السورية تجمع العلماء والمشايخ ويصدروا بإسمهم البيانات التي يتم نصّها في مراكز المخابرات ويشتمون فيها المسيحيين ورؤساء الطوائف الأخرى". وتعليقاً على الموقف الدولي من سوريا، قال ضاهر: "إن الموقف الروسي يمكن أن يتغيّر، إذ شهدنا ذلك بما خص ليبيا".

 

قديسو "حزب الله" 

 هيثم الطبش/موقع القوات اللبنانية

مخطئ من كان يظن ان في "حزب الله" جنودا ومسلحين، بل طوباويون وقديسون وأولياء وأئمة. أبشروا أيها اللبنانيين انتم تعيشون في الجنة، فهل يوجد أولياء وقديسون خارج الجنة؟ وإذا كان للجنة درجات فالضاحية الجنوبية أرفعها والجنوب بوابتها. هي جنة "حزب الله" ولا عجب في قول ذلك لأن النائب نواف الموسوي قال إن اي متهمين من "الحزب" ستسميهم المحكمة الخاصة بلبنان سيرفعون الى مراتب الاولياء والقديسين. حسنا، وما القول عن متهمين إنهم قديسون إلا تعبير صادق عن الطريقة التي يفكر بها هذا "الحزب"، فيرفع نفسه فوق جميع الذين يفترض انهم يقفون معه على قدم المساواة. ملائكة الحزب يلبسون قمصانا سود، كان من نسج خيال الجهّال ان لون الملائكة ابيض. الحزب يضم في صفوفه الاولياء، فعلى الجميع ان يصلي لله ويطلب شفاعة قديسي الحزب. وهل بيننا من ينسى ان النصر الالهي لا يكون الا لـ"حزب الله".

لهذا الكلام في الحياة العامة وبين الناس صدى يعمل "حزب الله" على ترسيخه كصوت اساسي بين جماهيره، التي بدأت منذ فترة ترتفع عن الارض وتصدق أنها تتقدم على غيرها من اللبنانيين لمجرد أنها تناصر الحزب أو تنضوي تحت لوائه، وفي الأمر خطورة كبيرة لا يغفلها القيّمون على الحزب بل يعملون على تفعيلها.

وإذا كان هذا النوع من غسيل الادمغة يمكن ان يسري على العموم، فإنه لا يصرف في السياسة لأن هذا المنطق يسيئ الى اصحابه على مستوى الممارسة ويجعلهم موضع انتقاد. فالنائب نواف الموسوي عضو في كتلة نيابية شأنه شأن اي من النواب الـ127 الآخرين، وهو لن يتحوّل بين ليلة وضحاها الى "الامام نواف (ع)" أو "وكيل دعاوى القديسين في حاضرة الفاتيكان الاب نواف" السلام لاسمه.

وإذا كان اتهام المحكمة الدولية لافراد من الحزب لا يزال في خانة الشك ويتطلب التأكيد، فإن اسباغ صفة القداسة على هؤلاء لا تبرئهم أولا وهي ايضا تتطلب التثبيت لأنه مشكوك في صحتها. فإن قالت المحكمة إن مصطفى بدر الدين متهم، فربما تدعم اتهامها بأدلة حسية ومعنوية وإثباتات وبراهين دامغة، لكن هل يستطيع النائب الموسوي ان يؤكد قداسة مصطفى بدر الدين الضالع أقله في عمليات طالت أمن الكويت، فليعذرنا النائب الموسوي للمرة الاولى نعرف ان قديسا كان مسجونا هناك وهرب بعد دخول الجيش العراقي اليها.

عند سماع نائب من "حزب الله" يستخدم هذه اللغة، لا يبقى مجال للنقاش، فمن يرفع نفسه فوق البشر لا يمكن محاورته، وفي الوقت نفسه لا يمكن العيش معه إذ لا يجتمع بشر وملائكة في عالمنا الانسي. في أي حال، ربما نسي "حزب الله" بقيادته ونوابه وجمهوره والارجح انه يتناسى ان مَن تواضع لله رفعه. ربما على اللبنانيين ان يشكروا "حزب الله" لأنه يسمح لهم بالعيش في جنته ولهم ان يفرحوا لأن في بيوتهم تلفزيونات تدخل عليهم القديسين في نشرات الاخبار.

 

شمعون: موضوع الحوار أصبح "مسخرة"...وعودة جنبلاط إلى صفوفنا ليست بعيدة 

إعتبر رئيس حزب "الوطنيون الأحرار" النائب دوري شمعون ان " الحوار الوطني أصبح مثل "قميص عثمان"، وتبين ان الأمور التي إتفق عليها في السابق لم يحترمونها ولم يطبقوها بل كان هناك كذب"، متسائلاً: "فلماذا الحوار إذا؟". وأضاف: "الموضوع اصبح "مسخرة"، معيب هذا الأمر، بالإضافة الى ان طاولة الحوار هذه غير دستورية".

شمعون، وفي حديث الى محطة "أخبار المستقبل"، وحول القرار الإتهامي للمحكمة الخاصة بلبنان، قال: "اتمنى ان لا يكون أحد من حزب الله متورطاً في إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولكن اذا ثبت أن هناك أحداً فكفى أن "نتخبى بخيال اصبعنا" أو أن نهدد". وفي سياق آخر، أشار الى ان "الفريق الآخر بات يعرف ان مدة حكمه ليست طويلة لذلك يستعجلون بتمرير أكبر قدر من التعيينات التي تهمهم". ورداً على سؤال، أجاب شمعون: "ميشو (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون) يحلم دائماً بحكم البلد وبرئاسة الجمهورية"، مؤكداً انه "فيما خص قانون الإنتخابات النيابية فنحن ضد قانون النسبية".

من جهة أخرى، وتعليقاً على الإجتماع الذي عقد في بكركي للمسؤولين الموارنة والذي سيعقد مجدداً، إعتبر شمعون انه "لم تكن مشجعة لأننا كنا نعتبر ان اللقاء سيكون لقاء سياسياً فعالاً ومنتجاً"، مضيفاً: "وأفكر أكثر بثلاث مرات من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع حول المشاركة بهذا اللقاء مجدداً". وشدد شمعون على انه "اذا كان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يريد أن يكون اللقاء منتجاً وسياسياً فلا يجب ان يكون موسّعاً الى هذه الدرجة"، لافتاً الى انه "حضرنا اللقاء ولكن ليس بقناعة تامة، ولكن حتى لا يقال اننا رفضنا". وإستدرك القول: "ولكن ان أصعد مرة أخرى واشارك بالطريقة التي شاركنا بها ونخرج بمقررات شبيهة بتلك فلن أفعلها مجداً".

وعن تحرك المعارضة، أوضح شمعون ان "الخطوط العريضة لتحركنا باتت معروفة ولكن بالطبع تبقى هناك أمور سرية لن نفصح عنها لأننا نريد لها ان تنجح والافصاح عنها يكون في وقته"، مضيفاً: "نساعد هذه الحكومة بإسقاط نفسها". وتعليقاً على المواقف الاخيرة لرئيس كتلة "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، قال شمعون: "ليست بعيدة أن يعود الى صفوفنا".

وحول الوضع في سوريا، رأى شمعون انه "لا يمكن للنظام السوري بالشكل الذي يتصرف به اليوم ان يستمر وان كان ممكناً ان يستمر للصيف المقبل ولكن مكتوب له الإعدام". 

(رصد NOWLebanon)

 

لوموند: سقوط نظام الأسد أحد مفاتيح تحوّل المنطقة إلى الديموقراطية

ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية الصادرة يوم أمس الاحد: انه على رغم أن "ثورة الشعب السوري على النظام الديكتاتوري للرئيس بشار الأسد مضى عليها أشهرا عدة الا أن المجتمع الدولي يبدو غير مكترث بها". وذكرت الصحيفة أن صعوبات ممارسة الضغط على النظام الحاكم في دمشق معروفة "فسوريا ليست ليبيا". وأوضحت الصحيفة أن سوريا تتمتع داخل مجلس الأمن بدعم روسيا والصين، العضوين الدائمين في المجلس، كما أن سوريا تمتلك جيشا سلحته موسكو في شكل جيد. كما رأت الصحيفة أن نظام الأسد ليس معزولا كما هو الحال مع نظام العقيد الليبي معمر القذافي مشيرة الى أن "دمشق تتلقى دعما اقتصاديا من طهران". وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن "سقوط نظام الأسد هو بالتأكيد أحد المفاتيح لتحول الشرق الأوسط الى الديمقراطية". وطالبت الصحيفة أميركا وأوروبا الى مساعدة المعارضة السورية "المشتتة" حتى تتمكن من تنظيم صفوفها كما طالبت بدعم المعارضة سياسيا واقتصاديا "فالسوريون يستحقون المزيد أكثر من ذي قبل

 

نشرة اخبار الكتائب ليوم الإثنين

بعد لاسا وترهيب الاعلام، حزب الله يتابع في مخططه لضرب العيش المشترك، فيطوّب ويقدّس المجرم على لسان الموسوي ويهدّد بالحرب على لسان رعد

الموسوي: أي اسم تحاول القرارات الاتهامية تلويثه سيتحول عندنا قديساً مطوّباً

بكل وقاحة البس النائب الالهي "نواف الموسوي" المتهمين الاربعة باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ثياب الحملان الابرياء وخرّجهم قديسين من مدرسته العريقة وبكل فخر جاهر الموسوي قائلا:" أي اسم تحاول القرارات الاتهامية تلويثه سيتحول عندنا قديساً مطوباً لا تعلوه رتبة للقداسة بعد ذلك".. تصريح يوضع برسم المعنيين.

فبعد فضيحة لاسا وكلام الشيخ عبد الامير قبلان يأتي نائب حزب الله ليكمل حربه الشعواء رافعا المجرمين الى مرتبة القداسة ولكن "فشر"، فالى متى استضعاف المسيحيين والم يكن اجدى بمن اشاد بانتصار تموز ان يسأل حليفه الالهي عن مثل هذا التصريح خاصة اذا كان هذا المفتخر بانتصار تموز يدعي احتكار التمثيل المسيحي.. ولكنها المحكمة وكلما اقتربت الحقيقة ضاق الخناق وتعددت اوجه الحرب.

وفيما كان الموسوي يؤلّه المتهمين، كان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد يهدّد بتوريط لبنان بحرب جديدة على خلفية الحدود البحرية قائلا:" اذا تعرضت مياهنا الاقليمية لأي عدوان فان المقاومة جاهزة للدفاع عنها".

وما عدا كلام حزب الله التصعيدي والتهديدي تبقى الحركة السياسية في اجازة طويلة في حين تطبخ الملفات الحكومية لاسيما التعيينات على نار الكيدية والثأر بعيدا عن الاضواء قبل ان تتظهر للعلن .

الموسوي يطوّب ويقدّس المجرمين

اذا، اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي "التمسك بالمقاومة وعدم التفريط بسمعة شهدائها ورفاقهم من المجاهدين، وعدم السماح لأي حملة في العالم محلية كانت أو دولية بأن تنال من سمعتهم، انطلاقا من موقع الوفاء للشهداء وللبنان وشعبه وحقوقه في ثرواته الطبيعية"، وأضاف: "لن نقبل أن تأتي مكيدة دولية اسمها المحكمة الدولية، فتحول الشهداء والمجاهدين إلى مجرمين وقتلة، وسنحافظ على سمعتهم بكل ما أوتينا من قدرات ولن نقبل بأن يتكرر ما حصل مع أدهم خنجر وصادق حمزة اللذين حولتهما وسائل إعلام الانتداب والاحتلال الفرنسي والمتواطئين معهم إلى قطاع طرق ورجال عصابات".

وتابع: "ان الشهيد القائد عماد مغنية ورفاقه سيبقون أعلام الكرامة للبنان بل للأمة بجمعها وجميعها، وأي اسم تحاول القرارات الاتهامية أو ما بعدها تلويثه بتهم باطلة مشينة، سيتحول عندنا إلى أيقونة مقدسة نعلي به هامتها فوق السحاب، وإن كل اسم يشار إليه بالاتهام سيتحول عندنا قديساً مطوباً لا تعلوه رتبة للقداسة بعد ذلك، لذلك نقول لهم بأن يُكثروا من الأسماء، لتصبح بدل أربعة أسماء، عشرين بل سبعين اسماً لأن تلك الأسماء ستتحول في سمائنا إلى نجوم ساطعة، وسيحفظها أبناؤنا والأحفاد كرموز للمجد والكرامة، وستسقط المكيدة التي تحاول تلويث تلك الأسماء، أما الأسماء التي ستلوَّث السماء فهي أسماء من تواطأ على لبنان لتسهيل العدوان عليه وفق ما تبين بشكل واضح في الوثائق الأميركية التي تم تسريبها".

رعد: جاهزون

الى ذلك، أوضح رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، خلال احتفال تابيني في بلدة رومين، أن "مياهنا الإقليمية هي بالنسبة لنا كمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وان كنا لسنا الجهة التي تحدد مساحة مياهنا الإقليمية وإنما الدولة هي التي تحدد هذه المساحة، ولكن اذا تعرضت هذه المساحة لأي تهديد أو خطر أو عدوان من العدو الإسرائيلي فإن المقاومة جاهزة لقيام بواجبها".

عون: مستقبل لبنان مرتبط بديمومة المقاومة

في السياق عينه، هنأ رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون اللبنانيين بالذكرى الخامسة للإنتصار الذي حققته المقاومة على إسرائيل إثر العدوان الذي شنته على لبنان في تموز من العام 2006، وخصوصا الذين قاتلوا لتحقيق هذا الإنتصار والشهداء الذين سقطوا في المعركة.

وشدد عون في حديث لإذاعة "النور"، على أن التيار الوطني الحر والشعب اللبناني لا يزالان على الوعد على الرغم من بعض الأصوات التي لم تدرك أهمية هذا الإنتصار ووقعه على اللبنانيين ونتائجه بما يتعلق بمستقبل لبنان أيضا، مشيرا إلى أن مستقبل لبنان مرتبط إرتباطا وثيقا بديمومة المقاومة وقوة الممانعة للسياسة الإسرائيلية.

واعتبر انه لا يمكن الإستمرار كوطن من دون هذه القوة الممانعة ومن دون الدعم للمقاومة ، مبدياً اعتقاده أن مؤشرات الهزيمة ستبقى طويلا في ضمير الإسرائيليين لأنها تدونت تاريخيا عليهم في حقبة معينة.

جنبلاط مع الحوار: نظرية الانظمة الممانعة لا قيمة لها

في المواقف ايضا، دعا رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الى ان يكون الحوار قاعدة ً للانطلاق الى المستقبل من اجل الخطة الدفاعية لتحصين المقاومة.

وتطرق جنبلاط في خلال رعايته حفلَ تكريم الطلاب الناجحين في مدارس العرفان في بلدة ضهر الاحمر قضاء راشيا الى الوضع في سوريا، ورأى ان شفاءها يكون بمحاسبة ومعاقبة المسؤولين عن الارتكابات والجرائم في حق الشعب ، داعيا الى اطلاق سراح جميع المعتقلين السابقين والحاليين وادانةِ كل كلام ٍ او عمل ٍ طائفي تحريضي معتبرا ان نظرية الانظمة الممانعة لا قيمة لها.

ونبّه "بني معروف" قائلا:" في اللحظة التي ندخل فيها في مشروع الفتنة، مع أهلنا في لبنان، بغض النظر عن انتمائهم أو مع أهلنا في سوريا، يكون هذا انتحار سياسي وفناء سياسي، وخطر على الوجود السياسي والحسي لبني معروف، نحن شعب واحد في سوريا، فانتبهوا من هنا أو هناك من أي مفتن أو مغرض أو أي رأي يريد تحميس بعضا منا في مواجهة الآخر أبدا، نرفض هذا كما رفضنا الفتنة في 11 أيار في أوج آنذاك التمحور الداخلي في لبنان".

شربل: سأمنع السياسة عن المؤسسة العسكرية

وزير الداخلية مروان شربل أكد أنه سيمنع السياسة عن المؤسسة العسكرية وعن ضباط وأفراد قوى الامن الداخلي، موضحاً أنه أخر اقتراحه بتسمية العميد عباس ابراهيم مديراً عاماً للامن العام الى حين التقاه وتعرف عليه وعلى كفاءاته التي تؤهله لهذا المنصب.

وأشار شربل في حديث عبر صوت لبنان (100.3) الى أن قضية لاسا أصبحت قيد الحل، مشدداً على وجوب المعالجة السريعة كي لا يتحول الامر من مشكلة عقارية الى نزاع سياسي طائفي.

علي حسن خليل: لا للمراهنات

وزير الصحة العامة علي حسن خليل اعتبر ان معالجة الامور ستنطلق من تأكيد الثقة بالدولة وأدوارها والعودة الى الاحتكام للدستور والقانون الذي يبقى هو الحكم في العلاقات الداخلية، مشيراً الى وجوب العمل على إدارة الاختلافات حول القضايا الكبرى بالحوار .

واكد حسن خليل ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ، في خلال حفل تسلم الجامعة الاسلامية في لبنان لمبنى الحاج حسين حطيط في البابلية بقضاء الزهراني ، ان الاكثرية تعي الحاجة الملحة الى مقاربة الملفات الساخنة بهدوء على قاعدة عدم التفريط بالمكتسبات الوطنية وبعناصر القوة الداخلية.

ولفت حسن خليل الى انه على المعارضة والموالاة ان تتحليا بروح المسؤولية الوطنية تجاه تثبيت عناصر استقرار النظام العام الامني والسياسي والاقتصادي ، مشدداً على وجوب ابتعاد الجميع عن المراهنات على الخارج وسقوط الداخل، ودعا الى ان تكون الممارسة على قاعدة ان من حق المعارضة تشكيل حكومة ظل تراقب الحكومة.

الراعي في مسقط رأسه

رعويا، زارالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر الاحد بلدة حملايا في المتن الشمالي مسقط رأسه .

واستقبلت الراعي فرقة من الخيالة عند مدخل البلدة حيث انتظره الاهل والاصدقاء وابناء المنطقة لتحيته واخذ البركة.

وحضر الحفل الرئيس أمين الجميل الى جانب عدد كبير من سياسيي و فعاليات المنطقة ،ثم توجه الى تلة القديسة رفقا لتدشين كنيسة رفقا ابنة بلدته، وتلا رتبة التبريك والصلاة قبل ان يخرج مجددا للمشاركة بالذبيحة الالهية في الباحة الخارجية للكنيسة.

وحيا الراعي في عظته ارواح الشهداء الذين سقطوا على صخرة الوطن ليبقى لبنان  وتحدث عن ركائز اساسية لعيش السلام وهي

الحقيقة والحرية والمحبة والعدالة .

وتوجّه الى الرئيس أمين الجميّل بالقول: "يسعدني ان احيي الرئيس الجميّل الذي في هذا البيت الكريم، انتم تشعرون تماماً ان هناك اختياراً وارسالاً، وتحملتم المسؤولية في رئاسة الجمهورية انتم والرئيس الشهيد بشير الجميّل، والوالد. ارجو الا يكون هذا مديحاً بل مسيرة طويلة في خط لبيتموه في حياتكم السياسية واللبنانية لكي تعلنوا انجيل السلام في العمل السياسي."

وتابع البطريرك الراعي: "احيي نجلكم النائب سامي الجميّل، والنائب نديم الجميّل. ان ما قدمتم من شهداء في سبيل لبنان هو دعوة لكي تواصلوا الخط".

هجوم وشيك على حمص

في التطورات السورية، انتشرت قوات عسكرية بكثافة الاحد في بعض احياء مدينة حمص  فيما تواصل الاجهزة الامنية حملة اعتقالات واسعة في دمشق، حسبما افاد ناشطون حقوقيون.

وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس ان "قوات ومدرعات الجيش السوري انتشرت بكثافة في دوار الفاخورة ومحيط حي النازحين"، مرجحا ان يكون ذلك "استعدادا لشن عملية عسكرية وامنية في المنطقة".

تبديل محافظين

الى ذلك، أصدر السيد الرئيس بشار الأسد المرسوم رقم 286 للعام 2011 القاضي بنقل حسين عرنوس محافظ دير الزور وتعيينه محافظا لمحافظة القنيطرة.

كما ينص المرسوم على إعفاء الدكتور خليل مشهدية من مهامه كمحافظ لمحافظة القنيطرة.

كما أصدر الرئيس الأسد المرسوم رقم 287 القاضي بتعيين سمير عثمان الشيخ محافظا لمحافظة دير الزور.

اوسلو تشيّع ضحاياها

بينما كانت النروج تصلّي على نية ضحايا اعتداءي اوسلو، أفادت وثيقة من 1500 صفحة نشرها على الانترنت المتهم بارتكاب الاعتداءين في النروج اندرس بيرينغ-برييفيك، أنه بدأ التحضير لعمليته هذه منذ خريف 2009 على أقل تقدير.

ويفصّل النروجي البالغ من العمر 32 عاماً في هذه الوثيقة كيف بدأ التحضير لعمليته، ويبرر فعلته باستخدام الارهاب وسيلة لايقاظ الجاهير، مؤكداً أنه يريد أن يكون أكبر وحش منذ الحرب العالمية الثانية.

وكان قتل 92 شخصاً في الاعتداءين اللذين استهدفا الجمعة وسط اوسلو وجزيرة مجاورة لها.

الى ذلك، اعلنت الشرطة رفع التحذير من عدم التجول في وسط مدينة اوسلو، مشددة التدابير الامنية حول المباني والمؤسسات الحساسة .

وفي وقت لاحق ، اعلنت وسائل اعلام أن الشرطة النرويجية اعتقلت عدة اشخاص في مداهمة تتعلق بالهجومين

 

دود الخل منه وفيه والشر يأكل نفسه/همس حول تورط مسؤول كبير في "حزب الله" بالعمالة وتأكيد أن الإعلان عنه سيكون "زلزال"...الفساد يستشري و قاسم يعد العدة لتولي منصب الأمين العام!   موقع 14 آذار/طارق السيد

حالة من الضياع السياسي والتنظيمي يعيشها "حزب الله" هذه الأيام على المستويين القيادي والعنصري ذلك بعد سلسلة من الإخفاقات الأمنية التي تعرض لها الحزب في الأعوام الأخيرة والتي كانت أولى بذورها كشف العميل مروان فقيه المسؤول الأول عن إمداد كبار قادة الحزب بالسيارات الرباعية الدفع، والذي تبين أنه كان يزرع داخل كل سيارة كاميرات مراقبة مرتبطة مباشرة بأقمار صناعية تعمل لحساب إسرائيل.

بين تلك المرحلة المتعلقة بأكتشاف العميل فقيه وصولاً إلى إعلان الأمين العام "لحزب الله" السيد حسن نصرالله الكشف عن ثلاثة عملاء يعملون لصالح الإستخبارات الاميركية، تم إلقاء القبض على أكثر من عشرة عملاء داخل الحزب بعضهم لديه مسؤوليات محددة في قراهم وتحديداً تلك المتاخمة للحدود مع إسرائيل، لكن تلك الأمور بقيت طي الكتمان أقله لناحية قاعدة الحزب الجماهرية.

ومن المؤكد أنه لم يكن لقيادة "حزب الله" أن تُطلع جمهورها على حجم الإختراق الأخير لو لم تكن متأكدة بأن هناك المزيد من العملاء داخل صفوف الحزب لم يصار إلى كشفهم حتى اليوم، وبالتالي فأن هذا التسريب كان رسالة مفتعلة من قبل جهاز الأمن المضاد في الحزب مفادها أن الجميع ودون إستثناء هم مراقبون وتحت مرمى أعين الأمن الساهر على حماية المقاومة.

الضاحية الجنوبية بخير إذاً "حزب الله" بخير، شعار يردده دائماً معظم قياديوا الحزب في لبنان، كون لهذه المنطقة "خصوصية" كبيرة إن كان لناحية المزيج "الشيعي" حيث تقطن فيها أعداد كبيرة من أبناء بعلبك والجنوب وجبيل بالإضافة إلى سكان المنطقة الأصليين الذين ولغاية اليوم يعتبرون أن أرضهم أحتلت من الغرباء حتى ولو كانوا من المذهب نفسه.

"حزب الله" اليوم ليس بخير. كون واقع الحال لا يشير إلى أن الضاحية الجنوبية بخير، فبعد إنتشار أفة المخدرات بشكل لا يتصوره عقل بشري، والتي كان لها أثر سلبي داخل نفوس أهاليها تجاه الحزب كونه نصّب نفسه المسؤول الاول عن أمنهم وسلامتهم بعد منعه الدولة اللبنانية من تسجيل حضورها في هذه المنطقة، جاء اليوم موضوع إكتشاف عملاء من داخل الحزب يعملون لصالح إسرائيل ليسقط معه هيبة "حزب الله" في إحدى أهم معاقله العسكرية والأمنية والجماهرية.

مشكلة "حزب الله" اليوم كما كشفت مصادر مقرّبة من "حارة حريك" لموقع "14 أذار" وهي المنطقة التي تسمى بـ عاصمة القرار السياسي والعسكري والأمني في الحزب وفيها مقرالأمانة العامة: " أن قيادة "حزب الله" لم تعد تكترث للحالة الجماهرية التي صنعت من الحزب أسطورة جعلت العالم بأثره يتحدث عنها"، مؤكداً أن هذه القيادة نفسها اصابها الغرور بعد الإنتصار الذي تحقق في حرب تموز العام 2006".

ولفتت المصادر إلى "أن الحزب خرج بعد هذه الحرب أكثر تضرراً وخسارة على صعيد الكادر البشري وأكثر ربحاً على الصعيد المادي"، كشفت أن الاموال "الطاهرة" و"النظيفة" التي تلقاها الحزب من إيران بعد حرب تموز مباشرة ذهب أقل من نصفها إلى الذين تضررت أملاكهم بينما تمت سرقت بقية الأموال من قبل جهات نافذة في الحزب".

وأشارت المصادر إلى "أن هناك همس جدي يدور بين سكان الضاحية الجنوبية مفاده أن ثمة مسؤول كبير يشغل موقع حسّاس في قيادة "حزب الله" تم ضبطه بجرم التعامل مع إسرائيل"، جازمة بأن الإعلان عن إسمه فيما لو تم سيكون بمثابة زلزال داخل بنية الحزب الأمنية والعسكرية على حد سواء".

وإذ توقعت المصادر أن لا يصار إلى الكشف عن هوية أو إسم العميل في الوقت الراهن حتى تنجلي الأمور الضبابية المحيطة بالحزب والتي تعيق عمله وتمنعه من التركيز على حل مشاكله العالقة، وعلى رأسها موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، لفتت إلى أن قيادة "حزب الله" عمدت في اليومين الماضيين إلى إجراء بعض التعديلات والتبديلات في المواقع الامنية الحساسة تحسباً لأي إختراق أمني جديد". جازمة أن اللقاءات التي كانت تعقد بين قادة الحزب من حين إلى اخر خفّت بشكل ملحوظ نظراً لزعزعة الثقة فيما بينهم".

وأكدت المصادر بأن الأيام المقبلة سوف تشهد العديد من الإستقالات أو الإقالات داخل صفوف "حزب الله" إما لأنهم ضالعين في عملية الفساد المادي والسياسي داخل الجسم الحزبي أو لأن لهم اقرباء تم ضبطهم بجرم العمالة لإسرائيل".

وكشفت المصادر عن ان هناك عدد من الأشخاص يشغلون مناصب حسّاسة في الحزب يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحد تجري مراقبتهم بشكل دقيق لإحتمال تعاونهم مع إسرائيل"، مؤكدة أن أحد هؤلاء هو من سكان الضاحية الجنوبية مقرب جداً من أحد مستشاري "نصرالله" حيث سبق وأن اعتقل مدة طويلة قبل أن يطلق سراحه لعدم وجود أدلة دامغة تدينه".

وقالت المصادر: "أن المتهمين الاربعة بأغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد غادروا البلاد منذ فترة طويلة" مرجحة أن يكون المتهم عبد المجيد غملوش قد تعرض لعملية تصفية على يد جهاز أمن "حزب الله".

ورأت المصادر"أن الفساد داخل "حزب الله" ليس وليد اليوم إنما يعود إلى أواخر التسعينات يوم بدأ نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم المطالبة بالحد من صلاحيات نصرالله المالية حيث كانت ميزانية محسوبيه تصل في بعض الاحيان إلى مليوني دولار شهرياً"،

وختمت المصادر حديثها بالقول " أن الشيخ قاسم بدأ اليوم يعد العدة لتولي منصب أمين عام "حزب الله" بدلاً من نصرالله بمساعدة بعض الداخل، خصوصاً بعد الإخفاقات الأخيرة التي تعرض لها الحزب بدءاً من المحكمة الدولية وصولاً إلى شبكة العملاء التي اكتشفت مؤخراً.

 

السائحة الكندية أورلي كوليت (24 سنة)، ضحيّة "التوتّر العالي" في أرنون والصلح يحمّل وزارة الطاقة المسؤوليّة

الجمهورية/علي داودنُقلت إلى مستشفى النجدة الشعبية في النبطية السائحة الكندية أورلي كوليت (24 سنة)، بعدما أصيبت بصدمة كهربائية نتيجة دوسها على خط كهرباء للتوتّر العالي في بلدة أرنون عن طريق الخطأ، وبينما أجريت لها الإسعافات اللازمة وأدخلت العناية الفائقة، أشارت مصادر في المستشفى إلى أنّ وضعها حَرج جدّا. تجدر الإشارة إلى أنّ كوليت، هي من العاصمة الكندية أوتاوا، وكانت تشارك في "مهرجان وماراثون سنبلة الخير"، الذي نظّمته جمعيّة "الأمل للمعوّقين"، من بلدة يُحمر إلى بلدة أرنون.

وحمّل المدير العام للجمعيّة نسيب الصلح، "المسؤوليّة لوزارة الطاقة وشركة الكهرباء، نظرا إلى الإهمال الذي حصل من خلال وجود خط التوتّر العالي على الأرض".

وأعلن الصلح في بيان أنّ "مؤسسة الأمل نظّمت لمزارعين معوّقين المهرجان الرياضي الذي انطلق في رعاية قائد الجيش ممثَّلا بالعقيد جوزيف بطرس، من بلدة يُحمر إلى قلعة الشقيف، لمسافة 6 كلم" ، وأوضح أنّ 170 عدّاء شاركوا في الماراثون من بينهم عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي وأهالي منطقة الشقيف، وعدد من العدّائين من دول العالم. ولدى انتهاء الماراثون، وبينما كان المشاركون يتوجّهون إلى استراحة قلعة الشقيف للمشاركة في حفل توزيع الجوائز، داست العدّاءة الكنديّة كوليت على شريط توتّر عالٍ بلون الإسفلت (أسود)، فنُقلت في حال الغيبوبة بسيارة إسعاف إلى المستشفى وأدخلت غرفة العناية المركّزة".

وطالب الصلح وزير الطاقة جبران باسيل وشركة الكهرباء "بإجراء التحقيقات السريعة ومحاسبة المسؤولين عن هذا الخطأ الفادح، الذي أصاب ناشطة جاءت متضامنة مع قضايانا الإنسانية، إذ لا يجوز السماح بإهمال كهذا، خصوصا وقد مضى على وجود الشريط على الأرض أكثر من أسبوع، مهدّدا زوّار القلعة والمواطنين في المنطقة". ولفت الصلح الى أنّ "هذا الإهمال الذي أصاب العدّاءة الكندية يسيء الى سمعة شعبنا ودولتنا، ونحن في الوقت الذي نطالب بإجراء تحقيق عن هذا الإهمال ومحاسبة المقصّرين، ندعو وزارة الصحّة الى الاهتمام بوضع هذه الناشطة الكندية على حسابها". إزاء ذلك اتّصل وزير الصحّة العامّة علي حسن خليل بالمستشفى مُعلناً أنّ الوزارة تكفّلت بعلاج المواطنة الكندية وتقديم كلّ ما يلزم لها من عناية واهتمام.

 

 

وكيليكس/الجمهورية/إيران تتحايل على العقوبات الدوليّة عبر سوريا وفنزويلا

الاثنين 25 تموز 2011

خاطبت وزارة الخارجيّة الأميركيّة عددا من سفاراتها حول العالم، بعد صدور تقارير عن تحويلات ماليّة كبيرة بين شركات إيرانية وسورية متخصّصة في تطوير أسلحة دمار شامل. وجاء في الرسالة تحذير من اتّفاق تمّ بين الدولتين لإنشاء مصرف مشترك في دمشق، يملك منه بنك "صادرات" 49 في المئة وسوريا51 في المئة، مشيرة الى رغبة إيران المتعاظمة في تطوير علاقاتها المالية والإنمائية مع فنزويلا في ظلّ الضغوط الدولية المتنامية.

ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 08STATE84841 صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية في 7 آب 2008، حذّرت وزارة الخارجية الأميركية بعثاتها الدبلوماسية في كلّ من أوروبا والشرق الأوسط من نشاطات إيران وسوريا المالية، فضلا عن علاقات طهران السرّية مع عدد من الدول بهدف تجنّب تأثير العقوبات. ووردت هذه التحذيرات بناء على معلومات تفيد أنّ، خلال الفترة الممتدّة بين 2006 و2007، قامت كلّ من إيران وسوريا بتحويل ملايين الدولارات على أساس دفعات مرتبطة بتطوير برنامج سوريا الصاروخي، وصفقات ذات الاستخدام العسكري المزدوج، وأنّ البلدين يستخدمان شركات ووسطاء وعملات نقديّة غير الدولار الأميركي لنقل الأموال والاحتيال على ضوابط الخبراء الدوليين. وأضافت المذكّرة أنّ هذه التقنيات تدخل ضمن ممارسات إيران التضليليّة لتسهيل نشاطاتها الخاصة بنشر أسلحة الدمار الشامل.

التعاون المصرفي

وجاء في المذكّرة أيضا أنّ منذ العام 2006، قرّرت كلّ من إيران وسوريا التخلي عن استعمال الدولار الأميركي في التحويلات المالية الخارجية، واعتمدتا اليورو. وفي أواسط العام 2007، تنبّهت المصارف الأوروبية الى هذا التغيّير الذي بدأ يؤثر في المصارف الأوروبية الكبيرة، فزادت من نسبة التدقيق على التحويلات المالية التي تجريها الشركات الإيرانية والسورية، ممّا أدّى ببعض المصارف الأوروبية الرئيسية الى تقليص وحتى وقف المعاملات التجارية والاقتصادية مع البلدين. ونتيجة هذه الإجراءات، اتّخذت في العام 2008 كلّ من إيران وسوريا خطوات استراتيجيّة نحو عزل شبكتهما المصرفية والدفعات المالية بعيدا من التمحيص الدولي. وبدأت هذه الخطوات في أوائل العام 2008، عندما تحرّكت وزارة الخارجية الإيرانية والبنك المركزي نحو تأسيس مصرف إيراني – سوري مشترك في دمشق. ورأت الولايات المتحدة في هذه الخطوة، فرصة كبيرة لتعزيز قدرة كلا الطرفين على تسهيل المعاملات المالية المتصلة في تجارة الأسلحة الباليستية وأسلحة الدمار الشامل. كما علمت الولايات المتحدة أنّ إيران ستملك 49 في المئة من المصرف، وسوريا 51 في المئة، والهدف الرئيسي لهذا البنك هو التهرّب من العقوبات أو لتسهيل تمويل الإرهاب ونشر الأسلحة المحظورة. فنبّهت وزارة الخارجية الأميركية بعثاتها الدبلوماسية من هذه النشاطات الماليّة، ودعتهم الى التنبّه من إجراء أيّ معاملات ماليّة مع هذا المصرف المشترك. كما تمّت الإشارة الى أنّ شبكة مكافحة الجرائم المالية في وزارة الخزانة الأميركية أصدرت في 20 شباط 2008 تقريرا يوضح أنّ الحكومة الإيرانية، ومن خلال المصارف المملوكة من الدولة، تخفي تورّطها في تمويل الإرهاب ونشر أسلحة الدمار الشامل من خلال مجموعة من النشاطات التضليلية المصمّمة للتهرب من الكشف.

أنشطة إيران الماليّة مع دول أخرى

من جهة أخرى، وفي العام 2007 أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية تعليمات الى المصارف التجارية من أجل شراء أصول في مصارف متفرّقة حول العالم مثل الصين وفيتنام وماليزيا، وكذلك إنشاء فروع لهذه المصارف في تركيا والإمارات العربية المتحدة وأوكرانيا. كما أنّ بنك ملات، المذكور في القرار الرئاسي الأميركي الرقم 13382 والخاضع للعقوبات، كان يبحث عن شراء مصارف في دول شرق آسيا.

وفي سياق متصل، جاء في المذكّرة أنّ فنزويلا عبّرت مرار عن دعمها برنامج إيران النووي ومعارضتها أيّ عقوبات دوليّة.

ففي منتصف العام 2007، كانت إيران وفنزويلا تعملان على إنشاء مصرف مشترك في فنزويلا من إجل أهداف التنمية الثنائية، وبدأ المصرف، بنكو انترناسيونال دي ديسارولو، العمل في بدايات العام 2008. كما أعلنت الدولتان في أيّار 2008 إنشاء مصرف مشترك في طهران برأس مال أوّلي يبلغ 1.2 مليار دولار من أجل تمويل مشاريع إنمائيّة. وقبل ذلك، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في 13 كانون الثاني 2007 أنّهما يعملان على تأسيس "صندوق تمويل استراتيجي" بقيمة 2 مليار دولار من أجل تحرير بلديهما من الغرب. وعبّرت وزارة الخارجية الأميركيّة عن قلقها من أيّ تحويلات ماليّة بين البلدين خارج نطاق النظام المالي العالمي، والتي يمكن أن تدعم الإرهاب وغسيل الأموال والأنشطة غير الشرعية.

زيادة مستوى الحذر

وفي نهاية المذكّرة، طلبت وزارة الخارجية الأميركية من البعثات الدبلوماسيّة زيادة مستوى الحذر تجاه التحويلات المالية مع المصارف والشركات السورية، لما تشكّل نشاطات كهذه من خطر في تسهيل التحويلات المالية بين إيران وسوريا المرتبطة بالبرامج الصاروخية والنووية وتمويل الإرهاب. وحثّت وزارة الخارجيّة، بموجب قرار الأمم المتحدة الرقم 1803، البعثات على حظر كلّ التحويلات الماليّة من إيران وإليها، المرتبطة بالتكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج.

 

وكيليكس/الجمهورية/ايران تموّل حملات "تشيّع" واسعة في سوريا ودمشق تضيّق على السنّة وتمنع انتقاد طهران

الاثنين 25 تموز 2011

كشف شيخ سنّي معارض تدخّلات النظام الإيراني في المجتمع السوري، وتمويله حملات "التشيّع" التي تتمّ عبر إنشاء برامج ومدارس دينية، مشيرا إلى تواطؤ الأجهزة الأمنية السورية في هذه الحملات، وإخضاع رجال الدين السنّة الى ضغوط مختلفة.

ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 07DAMASCUS162 صادرة عن السفارة الأميركيّة في دمشق في 20 شباط 2007 ورد أنّ اجتماعا عقد بين مسؤولين من السفارة الأميركية وشيخ سنّي معارض انتقد نظام بشّار الأسد، ومحاولته خنق انتقادات السنّة لحملات التبشير الدينية المموّلة من إيران داخل سوريا. ولمزيد من التوضيح في هذا الخصوص، تحدّث المصدر عن الشيخ وهبة زحيلي، وهو أحد أبرز علماء الدين السنّة في دمشق، الذي ألقى عظة نهار الجمعة في مسجد وسط المدينة، حيث دان في شدّة ظاهرة الشيّعة الذين يحاولون "تشييع" السنّة في سوريا. وجاء حسب المصدر، أنّ الشيخ زحيلي شدّد أمام المصلّين على أنّ الإيرانيين يموّلون هذه الجهود، مضيفا أنّ "السنّة لن يسمحوا بذلك". وأكمل المصدر أنّ بعد مرور أسبوع على هذه الخطبة، تمّ استدعاء الزحيلي مرّات عدّة، مرّة إلى مقرّ المخابرات العسكرية، ومرّة أخرى إلى الأمن السياسي، ومرتّين الى مديرية المخابرات العامة، وتمّ تحذيره من أنّ "هذه ادّعاءات خطيرة، ونحن نريد إثبات صحّتها. هل لديك أيّة براهين؟ لا تأتِ في المستقبل بمثل هذه الادّعاءات من دون براهين".

وقال الشيخ المعارض إنه، شخصيّا، تجنّب الإدلاء بتصريحات كهذه علَنا، ولكنه عبّر عن غضبه من حقيقة أنّ النظام السوري يركّز على خنق الانتقادات السنّية، ولا سيّما تلك التي من شأنها إحراج أو إغضاب إيران، مضيفا أنّ الأسد "غير مستعدّ لسماع أيّ انتقاد لإيران". وشكا المصدر من أنّ النظام بينما يعيق في شكل منظّم جهود رجال الدين السنّة في زيادة التوعية الإسلامية، يسمح بالنشاط الشيعي من دون عوائق، مشيرا إلى أنّ الحكومة السورية سمحت ببناء مدرستيْن دينيتيْن ذات توجّه لاهوتي شيعي، ملمّحا إلى أنّ هاتين المدرستيْن يتمّ تمويلهما بأموال إيرانية.

 

أبو جمرا: التيار الوطني يخضع لاحتكار الفرد بامتياز وللإقطاع العائلي والمالي والتبعية

ما زال نائب رئيس الحكومة السابق القائد البارز "سابقاً" في "التيار الوطني الحر" اللواء عصام أبو جمرة، يرى ان علاقته بقيادات التيار التي اسست وناضلت لحركة مضادة للميليشيات وحماية الدولة، لم تنقطع وكذلك علاقته بالقاعدة الشعبية ما زالت على مودة وانسجام وتواصل. واكد ابو جمرة في تصريح لصحيفة "اللواء" لا يمكن لأحد ان يلغي 23 عاما من نضالي ويرميها في البحر والذي يطالب بكشف حساب عليه هو أولاً ان يقدم كشف حساب شامل. واعتبر ان "التيار الوطني يخضع لاحتكار الفرد بامتياز وللإقطاع العائلي والمالي والتبعية" وان 90 بالمائة من التيار يرغبون بجعله مؤسسة ولكن عون جعله كما كان يقول انا افكر بالمستقبل وعليكم ان تتبعوني وانا القائد وانتم المستشارون". وأوضح: "حصلت عملية تضليل للناس في قضية حقوق المسيحيين في التعيينات والحكومة وبالنهاية حصل على الطاقة والمياه". وأعلن ان "الداعمون للحكومة يختلفون على كل شيء، والمزايدون على حقوق المسيحيين انسحبوا"، واضاف: "الحكومة لا تستطيع عدم تحمل التزامات لبنان تجاه المحكمة الدولية والبلد لا يستطيع ان يواجه المجتمع الدولي وعقوباته". وختم قائلا: "على الحكومة ان لا تتبع سياسة كيدية، وفئوية وإلا سيكون عمرها قصيرا وعلى قوى 14 اذار تحمل نتائج عدم مشاركتهم في السلطة".

 

مدير معهد الشرق العربي في بريطانيا، عبيدة نحاس: النظام السوري يجر البلاد إلى مرحلة الدولة الفاشلة ليُبرر استمراره 

جمعة "أحفاد خالد بن الوليد" شكلت نقطة تحول في الاحتجاجات 

أكد مدير معهد الشرق العربي في بريطانيا، عبيدة نحاس، أن النظام السوري يحاول أن يجر البلاد إلى مرحلة الدولة الفاشلة، ليبرر وجوده واستمراره. وقال نحاس في حديثه لـ"العربية" إن هناك إرهابيين في سوريا يشغلون أماكن في أجهزة الأمن وفي الفرقة الرابعة من الجيش وفي الحرس الجمهوري".

وبين أن الإرهابيين يشملون عاطف نجيب الذي اقتلع أظافر الأطفال في درعا، ويشملون رئيس الأمن السياسي في بانياس الذي تواجد في مكان الجريمة التي اتهم بها البشمرقة ظلماً وعدواناً. من جهته، رد الإعلامي السوري، طالب قاضي أمين، بأن هناك من يهاجم الجيش، وهناك من يهاجم المنشآت، بينما هناك من يدعي أنها احتجاجات سلمية.

وقال: "من المضحك أن هناك من يتحدث عن ترّهات مثل انشقاقات في الجيش أو أن الجيش يضرب بعضه. وحادثة القطار لم يقم بها أناس مسالمون، بل تمت بتخطيط عال جداً لقتل 500 مواطن بريء يسافرون بين المحافظات السورية". وأضاف: "هناك من ركب مطالب الجماهير وحولها إلى عمليات إرهابية ضد الجيش وضد المنشآت الحكومية".

تجدر الإشارة إلى أن مراقبين وخبراء متابعين للمشهد السوري أجمعوا على أن جمعة "أحفاد خالد بن الوليد" الماضية شكلت نقطة تحول في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد ضد النظام، والسبب يعود إلى الأعداد الضخمة التي خرجت الجمعة في المدن الكبرى، رغم إفراط السلطات السورية في استخدام القوة على مدى الأشهر الماضية.

 المصدر : العربية

 

مصادر ميدانية لـ"NOW Lebanon" : جريحان للشيوعي بإشكال في حولا بسبب محاولة حزب الله إقفال محل للخمور

أفادت مصادر ميدانية موقع "NOW Lebanon" أنَّ "عناصر من "حزب الله" دخلوا إلى محل لبيع المشروبات الروحية في حولا لصاحبه واصف علي حسين وطلبوا منه إقفال المحل، فرفض واستنجد بعناصر من الحزب "الشيوعي اللبناني"، فحصل عراك بالأيدي داخل المحل، ما أدى إلى تكسير في محتوياته"، مشيرةً إلى أنَّ "الجيش اللبناني تدخل عند العاشرة والنصف ودخل إلى البلدة تؤازره وحدة من قوى الأمن الداخلي فعملوا على حل الإشكال وفتحوا تحقيقاً لمعرفة الملابسات"، وأوضحت أنَّ "التضارب بالأيدي داخل المحل أدى إلى إصابة عنصرين من الشيوعي".

 

رئيس تيار "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد: من يهرب من مواجهة المحكمة يثبت خوفه من الحقيقة  

موقع 14 آذار/رأى رئيس تيار "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد أنَّه "قد تكون المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أخطأت أو أصابت في قرارها الإتهامي، إلا أنَّ مسارها القانوني والقضائي هو وحده الذي سيثبت التهم أو يدحضها"، مضيفاً: "مهما قيل إنَّ هذه المحكمة هي بمثابة مؤامرة على لبنان والشيعة فيه تحديداً، لكن يجب ألا ننسى المثل الذي يقول: "صاحب الحق سلطان"، ومن يعرف أنَّ الحق معه فلا يخاف من أي مؤامرة داخلية أو خارجية، ومن يهرب من مواجهة المحكمة الدولية يثبت أنَّه خائف من الحقيقة ويدل على نفسه بإصبعه وبالتالي يدين نفسه".

الأسعد، وفي كلمة خلال الذكرى السنوية لرحيل الرئيس كامل الأسعد في الطيبة، قال: "المحكمة لن تخرج الشهداء من القبور بل ستضمن الحياة الآمنة للشعب اللبناني، فمعها لن يستسهل المجرمون القتل بعد اليوم، ولن يكون الإغتيال نزهة لهم يعودون منها إلى قواعدهم سالمين، بل سيقودهم الى المحاكم والسجون، وسيدركون أنَّ عليهم أن يعدوا للمئة قبل أن يغتالوا، أمَّا نحن فلن نستمر بعد شهدائنا لأنَّ سيف المحاسبة سيحمينا"، لافتاً إلى أنَّ "المرحلة المقبلة ستبين جدية تعاطي الحكومة مع المحكمة"، وأضاف: "إذا صحت مخاوفنا من تعاطي الحكومة مع المحكمة بمنطق التحايل، فسيكون لبنان في مأزق وسيصبح في مواجهة مع المجتمع الدولي". ولفت الأسعد إلى أنَّ "لبنان ليس جزيرة على كوكب آخر بل هو جزء من العالم، لا يمكنه أن يزعم أنَّه ليس معنياً بالمحكمة الدولية، لأنَّ تجاهل إرادة المجتمع الدولي ستواجه بمشاكل كبيرة تحديداً على المستوى الإقتصادي".

 

النائب جورج عدوان: لا حوار إلا حول كيفية إدخال سلاح "حزب الله" في الدولة 

لفت نائب رئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان إلى أنَّ "ما سيحصل في البريستول يوم الثلاثء المقبل هو إجتماع 300 شخصية قانوينية للقول إن اللبنانيين تحت سقف القانونين اللبناني والدولي، للإنطلاق والتأكيد أنَّ هناك مواكبة لعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وأنَّ العدالة مدخل الإستقرار". وفي حديث لقناة "mtv"، أضاف عدوان أنَّ "أي إجراء من قبل الحكومة يعيق تنفيذ البروتوكول المعقود مع المحكمة سيواجه بإجراء آخر، فكل أبواب الإجراءات تحت سقف القانون مفتوحة، والحكومة تستطيع التهرب بالكلام لمدة قصيرة ولكن لا تستطيع التهرب بالأفعال لمدة طويلة"، مؤكداً انَّه "لا يمكن تحقيق المصالحة قبل تحقيق العدالة"، وشدد على "ألا حوار إلا بتحديد أنَّ هذا الحوار يدور حول كيفية إدخال سلاح "حزب الله" في الدولة وضمن برنامج زمني"، مضيفاً: "وغير ذلك نعتبر أننا في دولة لا تطبق القانون على كامل الأراضي اللبنانية".(رصد NOW Lebanon)

 

النائب محمد الحجار: عون إلتزم بما رسمه له "حزب الله"

لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار إلى انَّ "الموجه الفعلي للحكومة هو (أمين عام "حزب الله") السيّد حسن نصرالله"، مشيراً إلى أنَّ "(رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال) عون التزم بما رسمه له "حزب الله" للسيطرة على الإدارة والدولة اللبنانيتين". الحجار، وفي حديث لقناة "الجديد"، أضاف: "ميشال عون حاول القول إنَّه سيعيد حقوق المسيحيين، وعندما قال له الحزب "ديدي" سكت"، مشيراً من جهة ثانية إلى "مقالات تصدر في جريدة "الأخبار" وتقارير تبث عبر قناة "الجديد" تركز بشكل دائم على شخص الرئيس سعد الحريري، وهي من الأخلاق الإيرانية في الحياة السياسية، التي يريد "حزب الله" وأمينه العام أن يخلقها في لبنان".(رصد NOW Lebanon)

 

النائب السابق غطاس خوري: هناك محاولة لتصفية الحريري سياسياً وثقافياً وحتى جسدياً

لفت مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري إلى أنَّ "الحملات الإعلامية التي تستهدف الرئيس الحريري كان يُشن مثلها على (رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب) وليد جنبلاط وعلى كل قوى "14 آذار" وعلى (رئيس حزب "القوات اللبنانية") سمير جعجع و الرئيس فؤاد السنيورة والآن أتى دور سعد الحريري".

خوري، وفي حديث لمحطة "أخبار المستقبل"، قال: "وسائل الإعلام وكما رد مكتب الإعلام للرئيس الحريري تعمل في توجه معين"، مؤكّداً أنَّ "هذه الحملة سياسية بامتياز تقودها قوى 8 آذار"، ومعتبراً أنّها "محاولة لاغتيال شخصية سعد الحريري بعد محاولة عزله وإقصائه عن الحكومة"، وأضاف في السياق عينه أنَّه "الآن هناك محاولة لإغتيال شخصية سعد الحريري ومحاولة لتصفيته سياسياً وثقافياً وحتى جسدياً، وهذا القرار يعني أن هناك فريقاً في البلد لا يريد العيش مع الفريق الآخر".(رصد NOW Lebanon)

 

النائب السابق مصطفى علوش لـ"السياسة": المواجهة مفتوحة مع "حزب الله"

بيروت - "السياسة": أكد القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش ل¯"السياسة" أن موقف الرئيس سعد الحريري من الحملات الظالمة التي تستهدفه, هو "رد طبيعي على الافتراءات والتهجمات الشخصية التي يخوضها "حزب الله" وتمارسها أدواته الإعلامية والسياسية من خلال محاولة اغتيال الخط السياسي لآل الحريري بعد الاغتيال الجسدي للرئيس الشهيد رفيق الحريري".واعتبر أن "حزب الله" وحلفاءه يسعون بالوسائل كافة للقضاء على الوجود السياسي ل¯"تيار المستقبل" وما يمثل على صعيد المعارضة, مؤكداً أن المواجهة مفتوحة بين المعارضة والفريق الآخر بقيادة "حزب الله" الذي ما زال يهدد اللبنانيين بسلاحه. ورأى علوش أن المواجهة "بين حزب ولاية الفقيه الذي يريد أن يفرض نفسه على لبنان وبين خط العروبة الذي يحاول أن يبقي لبنان في أجواء التضامن العربي". واعتبر أن لبنان يعيش تحت تأثير واقعين سياسيين: القرار الاتهامي الذي أصبح حقيقة, والوضع السوري الذي يؤدي إلى مزيد من التوتر لدى "حزب الله" بشأن المستقبل الغامض لنظام الأسد ومن يدور في فلكه في لبنان. وأعرب علوش عن مخاوفه من مرحلة سلبية في لبنان, على اعتبار أن النظام السوري اعتاد تصدير أزماته إلى الخارج, كما أن "حزب الله" عندما يفتقد المجهود الحيوي له قد يقوم ببعض المغامرات غير المحسوبة

 

رئيس حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده: "حزب الله" يطبق في لبنان نفس سياسة الصهاينة في فلسطين

بيروت - "السياسة": اعتبر رئيس حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده أن "الفريق الاخر (8 آذار) مستعد لاستعمال العنف وبرهن انه يصنع الاتفاقات لتمرير فترة معينة وبعدها يرفض تنفيذها". وأشار في حديث لإذاعة "لبنان الحر", أمس, الى أن" تفكير "8 آذار" توتاليتاري فهم لا يقبلون وجود معارضة", معتبراً أن "حزب الله" ينفذ مشروعه الخاص في لبنان, "ويطبق تقريباً نفس سياسة الصهاينة في فلسطين". وحذر اده من أن العدالة الانتقائية نموذج خطير لما قد يحصل إذا استلم الفريق الآخر الدولة كلياً. في سياق متصل, توجه عضو كتلة "القوات اللبنانية" ايلي كيروز إلى "حزب الله" بجملة أسئلة, فقال: "بعد مرور ثلاثين عاماً على انطلاقة "حزب الله" بعقيدته وسلاحه, هل يريد أن يصغي إلى أكثر من نصف اللبنانيين? إلى أين يذهب "حزب الله" بلبنان واللبنانيين والشيعة ? كيف يتعامل مع الخصوصية اللبنانية التي جعلت من لبنان مختبراً للتعايش السوي بين المسيحية والإسلام ورسالة يحقق لبنان من خلالها نموذجا ثقافيا مختلطا لا يمثل المجابهة بل التفاعل ولا العزل بل التلاقي ? ما هو الوزن الذي يقيمه "حزب الله" للاعتبارات اللبنانية والنسيج المجتمعي اللبناني? هل يريد "حزب الله" ان يكرر تجربة اليسار اللبناني الذي وقع في فخ جهله بالواقع اللبناني فسقط صريعا امامه? هل يريد "حزب الله" ان يأخذ الشيعة اللبنانيين الى خارج الاجتماع اللبناني القائم على تعدد الطوائف والتفاعل الدائم بين العائلات الروحية".

 القوات": غزوة لاسا لتكريس الغلبة نحذّر من سقوط الدولة في براثن الدويلة

الجمهورية/لا تزال قضيّة لاسا تتفاعل في الأوساط المسيحيّة، في وقت شدّدت القوات اللبنانية على أنّ "الهدف من غزوة أراضي جرد جبيل مساعدة الانقلاب على تكريس الغلبة"، مؤكّدة "أننا لن نتخلّى عن أرضنا مهما كان الثمن". ولفت النائب أنطوان زهرا إلى "غزوة جديدة لأراضي جرد جبيل سمّوها مشكلة عقارية وتُحلّ بالقلب الطيّب، والهدف تغيير الهويّة والربط الاستراتيجي الجغرافي بين مناطق لمساعدة الانقلاب على تكريس الغلبة وإدارة البلد ووضع اليد عليه في شكل نهائي".

ووصف في كلمة ألقاها في لقاء شعبي نظّمته الجامعة الشعبية في "القوات اللبنانية" ومنسّقية عكّار في القوات تركيبة الحكومة بأنّها "عجيبة لا يجمعها إلّا الأمر الإقليمي بأن تتشكل، والبيان الوزاري الذي لم يصدره إلّا استحقاق صدور القرار الاتّهامي بسبق مشبوه مع العدالة ومحاولة فاشلة حتما للالتفاف على مفاعيل المحكمة الدولية وقراراتها واتهاماتها".

وسأل زهرا، تعليقا على قول المدير العام الجديد للأمن العام عبّاس إبراهيم إنّه "سيعامل الجميع سواسية وسيعامل القوات كحزب الله"، مطالبا إيّاه "بأن يساوي "حزب الله" بجميع اللبنانيين من خلال منع الجوازات الشرعية الوهمية التي تسهّل لهم العمليات المشبوهة خارج لبنان". كما سأل: "هل إنّ استرداد حقوق رئاسة الجمهورية التي ينادي بها العماد عون منذ أعوام، أصبحت غير مهمّة أمام مصالح "حزب الله" وتسمياته، وهل هكذا تُستردّ حقوق الرئاسة في لبنان بعدم سؤالها عمّن تريد مديرا عامّا للأمن العام من دون أن يعترض وزير واحد من التركيبة الحكومية"؟ من جهته، أكّد النائب إيلي كيروز في كلمة ألقاها خلال عشاء للقوات اللبنانية في جبيل، أنّ "المحكمة الدولية تشكّل فرصة لإعادة بناء الدولة في لبنان، فلا استقرار ولا سلم أهليّا مع منطق الإجرام والاغتيال السياسي"، مشيرا إلى "أنّنا اليوم في عصر حكومة سوريا وحزب الله في لبنان"، سائلا: "أيّ حوار يرتجى بعدما نعاه حزب الله وعطّل جلساته، أيّ حوار وبأيّ شكل ومضمون ونيّات، طالما إنّ الحزب يعتبر سلاحه خارج النقاش"؟ وشدّد تعليقا على تطوّرات لاسا: "إنّنا لن نساوم ولن نتخلّى عن أرض وحقّ وكرامة مهما كان الثمن، ولن نطالب بأكثر من أرضنا وحقّنا وكرامتنا". واعتبر أنّ "الأخطر هو اعتراف هذه الحكومة بثنائية بين سيادة الدولة وسلاح خارج الدولة، في الوقت الذي تؤكّد حصرية مرجعيّتها في الشؤون العامّة"، مضيفا: "لقد كنّا نحذّر دائما من ثنائية الدولة والدويلة، أمّا اليوم فبتنا نحذّر من سقوط الدولة في براثن الدويلة، وهو ما سنتصدّى له بكلّ الوسائل الديمقراطية والسلميّة".

ولاحظ أنّ "الصلاحية الشيعية هي نفسها التي حملت المخرج النظري والفقهي على التكيّف مع الدولة المدنية الحديثة والاندماج في اجتماعها الوطني. وكان الهمّ الإصلاحي الأساسي بناء الدولة وإصلاح المجتمع"، مشدّدا على أنّ "الشيعية اللبنانية تبقى مميّزة، سمتها لبنانيّة كيانيّة تشاركيّة".

 

النائب عمار حوري لـ "السياسة":" حزب الله" واهم ولايفرق بين الآمال والواقع  

الحريري لنصر الله رداً على حملات "الكراهية": ترسانة أسلحة حزبك سينتهي مفعولها عاجلاً أم آجلاً

بيروت - "السياسة": وسط ارتفاع وتيرة الجدل التي أثارتها دعوة الرئيس ميشال سليمان لاستئناف أعمال طاولة الحوار, بين قوى "8 و14 آذار" على خلفية الموقف من سلاح "حزب الله", أعاد الموقف الناري لزعيم المعارضة رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري الذي حمل فيه على الأمين العام ل¯"حزب الله" حسن نصر الله واتهمه بالوقوف وراء الحملات التي تستهدفه الحماوة بقوة إلى المشهد الداخلي. ورداً على الحملات التي تستهدفه في وسائل إعلام محسوبة على "حزب الله", لفت الحريري, في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي إلى أن "بعض وسائل الاعلام يلجأ لتنظيم حملات معروفة الأغراض لا تنفصل عن المحاولات المستمرة للإساءة الى كل ما يمت للرئيس الشهيد رفيق الحريري وعائلته ونهجه السياسي والوطني, وآخر هذه الحملات ما أعدته وسائل اعلام مكتوبة ومرئية من تقارير وتحقيقات ومقالات مسمومة لم تجد وسيلة للرد على مقابلة الرئيس سعد الحريري التلفزيونية الاخيرة سوى التعرض لمسائل شخصية وعائلية لا تمت الى السياسة بصلة, تارة عن طريق رصد التحركات التي يقوم بها الرئيس الحريري في الخارج والاجازة التي يمضيها مع عائلته, وتارة اخرى عن طريق تجميع الاضاليل حول وجود مشكلات في الشركات التي يملكها آل الحريري, وطورا بالدخول الى دائرة المحرمات التي تتناول العلاقات العائلية الداخلية بين الاهل والاخوة".

وإزاء ذلك, أكد الحريري أنه يجد في "هذه الحملات التي تنظمها وتفبركها وتعمل على تعميمها وسائل اعلام معروفة الانتماء والولاء, مجرد خطوات في مسلسل طويل بدأ مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويعملون اليوم على استكمال حلقاته تنفيذاً لأمر عمليات سياسي يتولاه ويرعاه "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله الذي اختار ان يرد على الرئيس الحريري عبر أدواته الإعلامية بالوسائل التي أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها ضرب من ضروب الكراهيات الشخصية لكل ما يمت الى الرئيس الحريري وعائلته بصلة".

وإذ أشار إلى انه يعرف أن "لا فائدة من أي توضيح يتناول عمل شركة "سعودي اوجيه" وسائر الاعمال والشركات التابعة لآل الحريري والتي اكتسبت سمعتها العربية والعالمية في ارقى المنتديات الاقتصادية والانتاجية, طالما ان هناك من يريد ان يرعى ويغطي ويستخدم هذا النوع من السلاح في حملاته السياسية", شدد الحريري على أن ما يهمه أن يؤكد أن "كل ما ينشر ويذاع ويفبرك لن يغير من الحقيقة في شيء, وأن هذا السيل من الاضاليل الصحافية والاعلامية سيذهب ادراج الرياح أمام إصراره (الحريري) على مواصلة المسيرة والتمسك بالعدالة وبالمحكمة الدولية وبروح "14 آذار" التي دفع في سبيلها والده الرئيس الشهيد الدم فداء للبنان وعروبته وحريته وسيادته, وهم يستخدمون سلاحاً يضاف الى ترسانة من الاسلحة التي سينتهي مفعولها عاجلا أم آجلاً".

وتعليقاً على بيان الحريري, أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ل¯"السياسة", أمس, أنه بعد تزايد الحملات المغرضة التجريحية والشخصية بحق الحريري وعائلته وضد خطه السياسي وخط والده, وبعد أن طفح الكيل بشكل لم يعد النقاش موضوعياً بل تدخل واضح في الأمور الشخصية, بغض النظر عن مدى هول الكذب والتحريف وتزوير الحقائق, فإن الأمور وصلت إلى نقطة لايمكن السكوت عليها, فجاء البيان ليضع حدا لكل هذه الاتهامات, خاصة وأن الجميع يعلم أن "حزب الله" هو وراء كل هذه الحملات الصحافية, والجميع يعلم أن ماكينة إعلامية واحدة هي التي تحرف كل هذه المواضيع".

وأشار إلى أن موقف الحريري في بيانه جاء ليضع النقاط على الحروف ويقول للفريق الآخر وخاصة "حزب الله" ان "سياسة دفن النعامة لرأسها في التراب لاتخفي جسدها".

واتهم حوري الفريق الآخر بالقيام بكل ما من شأنه تعقيد الأمور وتصعيد المواجهة, محملاً "حزب الله" وحلفاءه المسؤولية.

واعتبر أن كل هذه الحملات التي تقوم بها قوى "8 آذار", وعلى رأسها "حزب الله", سببها المحكمة في كل كبيرة وصغيرة, مؤكداً أنهم "واهمون لأنهم لا يفرقون بين آمالهم والواقع ولايمكنهم أن ينجحوا في محاولاتهم للقضاء على الحريرية السياسية إذا كانوا يعتقدون ذلك, فنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري قائم على العلاقة الطيبة مع كل اللبنانيين وعلى العيش المشترك. وأشار حوري إلى أن المؤتمر الحقوقي لقوى "14 آذار" غدا هدفه التأكيد على أن الاستقرار والعدالة صنوان لا ينفصلان, فلا عدالة من دون استقرار, ولا استقرار من دون عدالة, وغير صحيح أنهما متناقضان.

 

جعجع:هل كان عون يضحك على الناس؟ ما جدوى الحوار ما دام حزب الـله لا يقدّم شيئاً؟

الجمهورية/الاثنين 25 تموز 2011

في إطلالته الإعلامية الأولى بعد عودته من فرنسا، قارب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع سلسلة ملفات أساسية مطروحة على الساحة اللبنانية.

وأوضح في حديث خصّ به "الجمهورية" أسباب غيابه عن لقاء البريستول الأخير وعشاء عمشيت، مؤكّدا أنه "سيفكّر مرّتين قبل إعادة تجربة لقاء الأقطاب الموارنة في بكركي، لأنّ التجربة الأولى لم تكن مشجّعة". وأعلن رفضه الأمر الواقع الذي يحاول حزب الله فرضه وإخفاءه بعمليات تجميل، "فلا يمكن إرجاع القرار الاستراتيجي إلى الدولة من دون إعادة كل السلاح والأمن والعسكر إليها". ووصف ما حصل في قضية المدير العام للأمن العام بأنه "فضيحة"، آسفا لأن "المسيحيين أضاعوا على أنفسهم فرصة ذهبية لإعادة تثبيت موقعهم في الدولة". وفي الملف السوري، رأى جعجع أن "التغيير محتوم، فلا يحاولنّ أحد الوقوف في وجه مسيرة التغيير، ومن الأفضل أن يقبل البعض بهذا الواقع، لا أن يُكثر من خسائره".

وحذّر من "استمرار طريقة التصرّف المتبعة في لاسا وغيرها من المناطق اللبنانية، لأن هذا يعني أنّ لبنان الدولة والمجتمع قد فرط"، مشدّدا على أن "بدعة "جيش وشعب ومقاومة" لن تؤدّي إلا إلى مزيد من الفوضى والخراب في لبنان".

وأوضح جعجع أنّ "اللقاء الذي جمعه إلى الرئيس سعد الحريري لم يكن سياسيا، إنما مناسبة عائلية اجتماعية، فالتواصل على المستوى السياسي مستمر دائما، لكن هذا لا يعني أننا لم نتطرّق إلى شؤون البلد". ونفى في هذا الإطار أن "يكون حمل إلى أطراف 14 آذار أي خطة عمل جديدة لتفعيل عمل المعارضة، فنحن اتفقنا على خطة العمل منذ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي وفشل محاولات تشكيل حكومة وحدة وطنية، وخصوصا بعد تشكيل الحكومة على الصورة التي أتت عليها"، مشدّدا على أنّ "المعارضة تمارس عملها يوميا في شكل فاعل وجدّي وتدقق في كل التفاصيل". ونفى جعجع استضافة معراب أي لقاء يجمع 14 آذار، "فالفكرة غير مطروحة راهنا، والاجتماعات تتوالى في الأشكال المعروفة، وغيابي لا يعني أنّ الاجتماعات توقفت، وأكبر دليل إلى تفعيل عملنا، اجتماع حقوقيي 14 آذار".

وأكّد أنّ غيابه عن لقاء البريستول الأخير وعشاء عمشيت لم يكن متعمّدا، "فالمناسبة الأولى كانت 14 آذارية بامتياز، والثانية مناسبة اجتماعية عامّة"، موضحا: "كانت هناك زيارة رسمية مقرّرة مسبقا للإمارات العربية المتحدة، وقد أبلغت إلى المجتمعين في البريستول هذا الموضوع في اليوم نفسه. أما بالنسبة إلى عشاء عمشيت، فقد دُعيت قبل شهرين وبعد 24 ساعة أبلغت إلى رئيس الجمهورية أنني مرتبط بزيارة خاصة للخارج في هذا التاريخ بالذات، وكنت مستعدا لتلبية الدعوة لو جاءت قبل أسبوع أو بعد أسبوع، وبالتالي كل ما أثير في الإعلام هو مجرّد تكهنات".

تجربة بكركي غير مشجّعة

وعن سقوط الهدنة المسيحية بعد اللقاء الأخير الذي جمع الأقطاب الموارنة في بكركي، أعلن جعجع أنّ "التجربة الأولى لم تكن مشجّعة، فلكل شخص الحق في إبداء رأيه السياسي، وأكبر دليل إلى ذلك أنّ العماد ميشال عون قال اليوم إنّ مستقبل لبنان مرتبط بديمومة المقاومة، وأنا أحترم رأيه على رغم أنني أخالفه الرأي 180 درجة". أضاف: "لكن أن يذهب أحد هؤلاء الأشخاص "من الباب للطاقة" إلى التجريح الشخصي غير المبني على حقيقة ولمجرّد الافتراء، يؤكّد أن الموضوع ليس جدّيا"، مشدّدا على أنّ "ما حصل يدفعني إلى "التفكير مرّتين أكثر في إمكان المشاركة في تجربة جديدة، وخصوصا عندما لا يحترم الحاضرون تعهّداتهم، ويتخطّون حدود الاختلاف السياسي إلى التهجّم على المستوى الشخصي".

نرفض الأمر الواقع

وأوضح جعجع "أنّنا مع الحوار شرط أن يكون جدّيا، وما نراه اليوم بعيد كل البعد من الجدية، فالسيّد نصرالله يدافع عن أمر واقع موجود، في وقت نحن نطالب بالعكس، وبالتالي إذا كان الحزب لا يملك شيئا آخر ليقدّمه فما جدوى اللقاء مجدّدا؟"

وأكّد "أننا لن نقبل بالواقع الموجود، ليس انطلاقا من إسقاط حكومة وتشكيل أخرى جديدة، أو انطلاقا من عامل هنا وآخر هناك، إنما من منطلق نظرة عميقة إلى الأمور، فلا يمكن أن تستقيم الأوضاع في لبنان بوجود القرار الاستراتيجي خارج الدولة اللبنانية، ولا يمكن إرجاع القرار الاستراتيجي إلى الدولة من دون إعادة كل السلاح والأمن والعسكر إلى الدولة. وعندما نتفق على هذا المبدأ نذهب إلى الحوار لنرى كيف سنتفق على هذه العملية، ولكن نرفض أي عملية تجميلية لهذا الواقع".

ولفت إلى أن هدفنا "الذهاب إلى واقع طبيعي كما تعيش جميع الشعوب والمجتمعات من خلال وجود القرار الاستراتيجي داخل الدولة ومؤسساتها، ومن خلال ترك اللعبة السياسية تأخذ مسارها الطبيعي، وليس هدفنا البحث في عملية تجميلية تشكل إخراجا لهذا الأمر الواقع تجاه المجتمع العربي والدولي".

المحكمة وازدواجية المواقف

وعن قرب انتهاء مهلة الثلاثين يوما لتسليم الأشخاص الواردة أسماؤهم في القرار الاتهامي، رأى جعجع أنّ "البعض يحاول التخفيف من وطأة المحكمة، ويمرّر الموضوع على الطريقة اللبنانية بمسكّنات من هنا وتجميل من هناك"، مضيفا: "حزب الله من خلال تصريحات السيد نصرالله وجميع المسؤولين السياسيين فيه، يعترف بأنّ المتّهمين مسؤولون في الحزب وأن الملكوت لن يطالهم، وفي الوقت نفسه يشكل حزب الله العمود الفقري لهذه الحكومة، وبالتالي كيف يمكن تصديق أن الحكومة تملك الرغبة والنيّة والقرار في التعاون مع المحكمة وتطبيق القرار 1757؟"

ونبّه إلى أنّ "الموضوع سيصل بعد أيام إلى استحقاقات، وسيطالَب الرئيس ميقاتي والحكومة بموقف، فماذا سيكون؟"، منتقدا "الاستخفاف برأي أكثرية الشعب اللبناني التي تريد المحكمة"، ومحذّرا من أنّ لبنان "سيقع في مشكلات كبيرة انطلاقا من ازدواجية قائمة بين الحديث الرسمي والواقع على الأرض".

التعيينات: فرصة ضاعت

وفي ملفّ التعيينات، أسف جعجع لما رافق قضية المدير العام للأمن العام، "فالجميع متّفق أنّ حربا شُنّت بين العامين 1990 و2005 لتهميش دور المسيحيين في لبنان، وقد بدأنا العمل بعد العام 2005 ليستعيد المسيحيون حقوقهم ويستعيد لبنان بالتالي دوره الطبيعي، وتعيين المدير العام للأمن العام شكّل الفرصة الأولى لذلك".

أضاف: "الجميع يعرف نظرة 99 في المئة من المسيحيين إلى هذا الموقع بالتحديد، ليس لأسباب تاريخية، كما يطرح البعض، فهذا الموقع كان مع المسيحيين بعد الطائف بين عامي 1991 و1998، وكان العميد ريمون روفايل أول مدير عام آنذاك"، معتبرا أن هذا الموضوع "كان ليشكل فرصة ذهبية ليتأكد المجتمع المسيحي أنه استعاد وجوده في الدولة، وخصوصا أنّ المدير العام بالوكالة العميد ريمون خطّار مشهود له بنزاهته وكفايته وبأخلاقيته، فهل نرفض تثبيته ونأتي بمدير عام، مع احترامي لشخصه، من مكان آخر ونزرعه زرعا فقط لأن ريمون خطار مسيحي"، واصفا هذا الأمر بأنه "فضيحة".

وتوجّه جعجع إلى العماد عون "الذي ينادي بإعادة صلاحيات رئيس الجمهورية" بالقول: "قبل إعادة النظر في كل اتفاق الطائف، لماذا لا ننفّذ أمرا ورد في إطاره، وبالتالي إذا عَجِزت عن تنفيذ هذا الأمر، فما هدف كل هذا الكلام الذي كنت تطلقه؟ هل كنت تضحك على الناس؟"، لافتا إلى أن ما حصل "يظهر حجم الضرر الذي خلّفه هذا الموضوع على المناخ العام في لبنان".

ولماذا لم يهد حزب الله الموقع إلى عون لتحسين صورته لدى الرأي العام المسيحي، شدّد على أن "حزب الله لا يمكن أن يستمر في إعطاء الهدايا إلى العماد عون، فهو أهداه 10 مقاعد وزارية وقال له "بزيادة عليك"، مشدّدا في هذا الإطار على أن الحزب "لا يهمّه المواقع الخدماتية لكنّه يضع أولويات في ما يتعلق بالاستراتيجية العامة في البلد، وهو يمنع على أحد الاقتراب منها حتى حلفائه".

ولفت إلى "كيديّة شهدتها التعيينات في وزارة المال وتحديدا في دائرة مالية البقاع، حتى قبل أن تأخذ الحكومة الثقة، حيث "قُبعَ" موظفون من أماكنهم وجاؤوا بموظفين غيرهم، لأنهم ينتمون إلى خط سياسي معيّن"، مضيفا: "بين العامين 1991 و2005 تصرفوا كما شاؤوا وانظروا كيف كانت النهاية".

وأكّد أن "أحدا لا يمكنه تقدير هل ستعيش الحكومة إلى الانتخابات النيابية المقبلة، فالأمر رهن جملة معطيات، لكنّني شخصيا أشكك في ذلك".

سوريا: التغيير محتوم

وتوقف جعجع عند ما يجري في سوريا وقال: "إن ما يحصل هناك غير مقبول، لقد دخلت الثورة الشعبية شهرها الخامس، وبدأت الانتفاضة بآلاف الأشخاص لتصل إلى عشرات الآلاف والآن إلى مئات الألوف، وبعدما كانت تنحصر في جنوب البلاد، امتدت إلى شمالها وشرقها ووصلت إلى العاصمة". وجدد رفضه الأساليب "التي استعملت لقمع التحرّكات، فعدد الضحايا يزداد يوما بعد يوم، ولن يؤدّي إلا إلى تعميق الشرخ وإذكاء نار الانتفاضة أكثر فأكثر، وفي نهاية المطاف التغيير محتوم، وهناك عهد جديد في الشرق الأوسط، فلا يحاولنّ أحد الوقوف في وجه مسيرة التغيير، ومن الأفضل أن يقبل البعض بهذا الواقع، لا أن يُكثر من خسائره".

قضية لاسا

وبالنسبة إلى تطورات لاسا، رفض جعجع وضع القضية "في سياق مسيحي ـ شيعي، بل في إطار آخر مختلف تماما"، معتبرا أن "استمرار طريقة التصرف المتبعة سواء في لاسا أو في الضاحية الجنوبية أو مناطق جنوبية أو لبنانية أخرى، يعني أن لبنان الدولة والمجتمع قد فرط". وحذّر من "اللجوء إلى التسويات لأنه يؤدي إلى خراب الدولة وإعطاء المثل غير الصالح. فكم بالحري إذا حصل هذا الأمر بعد تعدّي طائفة على أملاك وقف طائفة أخرى"، ودعا الجميع إلى "التحلّي بالحد الأدنى من المسؤولية ووقف التعدّي على أملاك البطريركية المارونية في لاسا، وتطبيق الأحكام القضائية الصادرة في حق المخالفات الموجودة". وأكّد جعجع أخيرا أنّ "على رغم الصعوبات ستتواصل المحاولات الحثيثة لبناء دولة فعلية في لبنان"، مشيرا إلى أنّ "بدعة "جيش وشعب ومقاومة" غير موجودة في أي مكان ولا يمكن أن تؤدّي إلّا إلى مزيد من الفوضى والخراب في لبنان". وطمأن إلى أن 14 آذار "بألف خير وأن المعارضة مستمرة بكل الأساليب التي يسمح بها القانون".

 

دشّن كنيسة القديسة رفقا واحتفل بيوبيله الفضي مع بشارة/ الراعي: المسيحيون لا يقبلون التعاسة لأحد

النهار/رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان "المــسيحيين لا يقبلون ان يكونوا سببا لتعاسة اي انسان".

على وقع اجراس الكنائس ونثر الارز والزهر، وصل الراعي الى مسقطه حملايا، وسار من مدخل البلدة الى تلة القديسة رفقا محاطا بخيالة الاصالة لقوى الامن الداخلي حيث أقيم عرض لخمس سيارات مزينة بالزهر تجسد مراحل حياة الراعي. ثم دشن كنيسة القديسة رفقا واحتفل باليوبيل الفضي الاسقفي له ولراعي ابرشية انطلياس المارونية المطران يوسف بشاره، فرأس قداسا على تلة القديسة، عاونه فيه المطرانان بشاره وادغار ماضي وبمشاركة المطران بطرس الجميل ولفيف من الكهنة.

وحضر الرئيس امين الجميل وزوجته السيدة جويس والنواب سامي الجميل وابرهيم كنعان وغسان مخيبر وسليم سلهب والوزير السابق سليم الصايغ والسيد ادي ابي اللمع والمدير العام للبلديات خليل الحجل.  استهل القداس بصلاة تبريك وتكريس مذبح الكنيسة. وبعد تلاوة الانجيل، شكر الراعي في عظته" للمطران بشارة تكريسه نفسه للعمل 25 عاما"، وحيّا "كل عائلة مسيحية تعيش ايمانها المسيحي وتتهيأ لتواصل عمل الله الخلاصي".

واشار الى ان "منطقة حملايا هي مسيرة ايمان وليست مصادفة إن انتخبت مطراناً، واننا لبينا الدعوة الى الكهنوت والحياة الرهبانية. وليست مصادفة اننا ولدنا في عائلتين مسيحيتين مارونيتين بل هذه مسيرة طويلة تندرج في انجيل اليوم". واذ صلّى على أرواح "الذين سقطوا شهودا وشهداء على مذبح الوطن من اجل ان يبقى لبنان صخرة سلام في هذه البيئة المشرقية"، قال: "من حملايا نحيي البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وهو في الديمان على مشارف الوادي المقدس من حيث انطلقت المارونية، راجين له العمر الطويل. نحن نحتاج الى ثقة الاساقفة والكهنة وصلاتهم وكذلك الى صلاتكم التي كانت سببا لانتخابي بتدبير الهي لاكون على مستوى ما يريد الرب، واليوم، نجدد معا مسيرتنا لنعلن انجيل السلام وسلام يسوع المسيح للعالم". وشدد على ان "المسيحيين لا يقبلون ان يكونوا سببا لتعاسة اي انسان، بل هم يحملون انجيل السلام لكل انسان مهما كان لونه وعرقه وحزبه وسياسته"، مشيرا الى ان "السلام يبنى على اربع نقاط اساسية: الحقيقة والحرية والحب والعدالة". وكانت القيت كلمات خلال احتفال الوصول من كاهن الرعية الاب كمال طعمة والابوين سليم الريس وطوني الراعي والدكتور سهيل مطر والمحامي اسكندر جبران ورئيس نادي الصحافة يوسف الحويك ومختار حملايا طوني ابي شبل.

 

المحكمة وسوريا العاملان المحرّكان ولا نتائج ممكنة/"مسار حوار" أشبه بمفاوضات السلام؟

روزانا بومنصف/النهار

لا حوار محتملا في المدى المنظور بين الافرقاء السياسيين في لبنان وان تكن تعبئة الفراغ السياسي الحالي الذي لم تستطع الحكومة الجديدة ان تملأه بحركة ناشطة في بداية انطلاقتها تجري بالتراشق الحواري عبر وسائل الاعلام. فالدينامية الحالية للامور هي خارج قدرة القرار اللبناني في موضوعين مؤثرين على الوضع على الاقل احدهما يتصل بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان علما انه يتردد في بعض الاوساط أن ثمة سعي الى الحوار من اجل ايجاد طريقة لتقبل نتائج هذا الملف فيما الجميع الى طاولة الحوار بما يساهم في تعطيل مفاعيله. والآخر يتصل بالموضوع السوري وما يجري من تطورات تشي بانتقال الامور في سوريا الى مكان آخر مع كل التحولات التي يمكن ان تأتي بها فيما يحاول الافرقاء في الحكومة التشبث بواقع ان ما يجري لا يمس النظام في سوريا وانه لا يزال قويا وقادرا كما كان دوما.

وعلى غير ما كانت عليه الدعوات الى الحوار وما كانت تثيره من اهتمام خارجي لجهة التشجيع عليه وتبريره لان محاولات ايجاد حلول لازمات سابقة استغرقت سنوات عدة، فان الحماسة للحوار في لبنان لم تعد هي نفسها كما كانت في السابق وان كان الحوار هو وصفة مبدئية في كل الاوضاع والظروف تفاديا للبدائل. فبالاضافة الى أن الوضع اللبناني لا يثير أي اهتمام ولا يدخل في اولويات الخارج تبدو التطورات فيه رهناً بما يجري في المنطقة وتحديدا ما يجري في سوريا الذي سيشكل نقطة تحول جذرية مهمة كيفما انطلقت الامور في لبنان. وتاليا فان الحوار المرشح لان يحتل الواجهة لا يعدو كونه مماثلا لمفاوضات السلام التي لن يكون مهما للأفرقاء الساعين اليها لاعوام عدة ان تؤدي الى نتائج بمقدار ما هي مهمة بالنسبة اليهم ان يكون هناك مفاوضات سلام والايحاء بالسعي اليه. فهذا يخدم اغراضا سياسية محددة واهدافا توظف على مدى عقود وقد بررت غياب الحروب الكبيرة المباشرة وحظي الافرقاء المعنيون بمساعدات وحتى بتقدير ومسامحة عن تجاوزات كثيرة تحت عنوان السعي الى السلام حتى ان النظام السوري فك العزلة التي فرضت عليه بعد عام 2005 بحجة سعيه الى السلام. ويرجح معنيون ان تكون عملية الحوار التي يدور الكلام حولها اشبه من دون نتائج او اهداف علما انه يمكن تحقيق نتائج على الهامش على نحو مماثل لمسار عملية السلام.

خلال الاشهر الاخيرة سجل مراقبون متابعون امرين اساسيين : الاول ان لبنان الذي استقبل مراسلين أجانب كباراً زاروه ولا يزالون لرغبتهم في البقاء على مقربة من التطورات الميدانية السورية نتيجة منع النظام السوري وسائل الاعلام من دخول الاراضي السورية لم يواكب هذه الاحداث اعلاميا وسياسيا وفق ما يجب. وقد وعى هؤلاء مدى الضوابط المباشرة او غير المباشرة التي تسمح بالوقوف مع النظام السوري على ما جرى تكرارا عبر التظاهرات في لبنان او عبر التصرف مع الهاربين السوريين الى لبنان ولا تسمح بالوقوف مع الشعب السوري مما يحتم في رأيهم وضع منطق السلاح في لبنان واستخدامه على الطاولة بما يفسح في المجال امام الاعلام واللبنانيين التعبير عن رأيهم بحرية من دون خوف مباشر او بالواسطة.

الامر الاخر انه يتعين على المعارضة التي تعترض على انتقال الاكثرية الى خصومها، علما ان من صنع الاكثرية النيابية وتاليا الحكومية قد انتخب على ثوابت فريق قوى 14 اذار ان تدعو الى انتخابات نيابية مبكرة من اجل اعادة تقويم الخيارات السياسية للبنانيين واين تقع من اجل البناء على اساسها. اذ ان "الانقلاب" القسري الذي حصل يحتم العودة الى اللبنانيين علما ان هذه الفكرة قد طرحها البعض بعد اطاحة الحكومة لكن لم تتابع علما انها الطريق السليم من اجل استفتاء اللبنانيين مجددا وفق ما تفترضه الاصول الديموقراطية. وبعض المتابعين الديبلوماسيين وجدوا ان الفكرة جيدة ويمكن اللجوء اليها.

فعلى اي اساس يمكن الدعوة الى الحوار ولاي هدف؟ هذا ما يتعين على المسؤولين الاجابة عنه جنبا الى جنب مع الدعوة اليه.

 

الحوار الوطني بين الأمس واليوم في ميزان المدعوين اليه: حسابات مختلفة وظروف متحوّلة تجعله صعب التحقق

ابراهيم بيرم/النهار

حديث العودة الى طاولة الحوار الوطني، هو الحديث الابرز في المنتديات السياسية لاعتبارين اساسيين، اولهما تقلص بنود الصراعات السياسية المحتملة بين افرقاء الصراع، وثانيهما ان فريق 14 آذار، سلك حيال الدعوة المتجددة الى التئام طاولة الحوار، سلوك المستريب الرافض من منطلق اساسي هو انه يقيم على اعتقاد فحواه ان اي جلوس مع خصمه الى طاولة واحدة مهما كان شكلها معناه الاعتراف بكل معادلات المشهد السياسي الذي نشأ عقب اسقاط حكومة سعد الحريري.

عليه، فان فالسجال حول هذا الموضوع مديد بين قابل متحمس ورافض مستريب ورافع للواء شروط يراها الاخرون تعجيزية. ومع ذلك يبقى السؤال هل تبقى الدعوة المحدثة الى الحوار صرخة في برية؟ وهل في إمكان الفريق المستريب منها ان يظل على ممانعته حيالها؟

 لا بد من قبيل التنقيب عن اجابات عن هذه التساؤلات من الاضاءة على اربع "ثوابت" اساسية حكمت انطلاق رحلة الحوار الوطني، منذ ولدت على يد رئيس مجلس النواب نبيه بري الى ان فرضت المعادلات الداخلية والاقليمية ولا سيما بعد اتفاق الدوحة عام 2008 على ان يرثها رئيس الجمهورية وتصير واحداً من ابرز معالم الدور المنوط به.

الاول، ان الهدف الاساسي من ولادة الحوار هو البحث عن سبيل لشرعية سلاح المقاومة بعدما صار هذا السلاح هدف "الهجمة" في اعقاب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وخصوصا بعد انفراط عقد التحالف الرباعي إثر انتخابات عام 2005، وبعدما آنس فريق 14 آذار عندما كان مكتمل النمو في نفسه قوة، وظن الميدان له وحده.

وثمة من يرى ان فريق 8 آذار اضطر  الى القبول ببنود تتعلق بالمحكمة الدولية والسلاح الفلسطيني وسواهما على امل ان يصل الى وقت يقبل الفريق الاخير بتغطية قضية السلاح، لكن اندلاع حرب تموز عام 2006 اوقف عجلة الامور.

الثاني، ان الحوار بات بعد اتفاق الدوحة الذي هو نتيجة احداث 7 أيار و11 منه، له وضع مختلف، وهو انه اختصر بما صار يعرف بـ"الاستراتيجية الدفاعية"، وهومصطلح يبدو جليا وله من تداعيات مرحلة ما بعد 7 ايار، فإنه ضمنا صار بشكل او بآخر يجسد معادلة ما بعد 7 ايار الهشة، وهي شاء البعض ام ابى فرضت واقعا جديدا بمقاييس مختلفة.

الثالث، موقع رئاسة الجمهورية في طاولة الحوار، صار تعبيرا عن المهمة التي نيطت نظريا بالرئيس في اتفاق العاصمة القطرية، هو "الضامن" لادارة التوازنات الداخلية. وعليه شكل انطلاق الجزء الثالث من الحوار. (اذا احتسبنا ان الجزء الاول هو قبل عدوان تموز والثاني بعده) تعبيرا ضمنيا عن حيوية حضور رئيس الجمهورية في المعادلة المستجدة التي أتاحت له عبور المسافة القليلة من اليرزة الى قصر بعبدا.

الرابع، ان طاولة الحوار بصورتها الاخيرة، شكلت نوعا من محطة لـ"ربط النزاع" بين قطبي الصراع في البلاد، اي "حزب الله" وتيار "المستقبل"، وتالياً شكلت مؤشرا لتطور العلاقة بينهما ايجابا او سلبا.

لكن بعد انفراط عقد هذه الطاولة كضحية من ضحايا ملف الشهود الزور، وايقن الجميع من دنو موعد قطاف القرار الاتهامي حصلت تحولات لا يستهان بتأثيرها وعمقها طاولت المشهد السياسي اللبناني ظاهرا وجذورا، وهي تحولات ستحكم الولادة المتجددة لفكرة العودة الى المائدة المستطيلة المنصوبة في القصر الرئاسي وابرز هذه التحولات:

1 - التطورات المتسارعة ولا سيما بعد سقوط حكومة الرئيس سعد الحريري بالضربة القاضية في اوخر كانون الثاني المنصرم، دون ان تظل الرئاسة الاولى محافظة على موقعها الوسطي ودورها التوافقي على الاقل في نظر 14 آذار. ففي كواليس هذا الفريق كلام مضمر يظهر على لسان بعض رموزه احيانا عن تحول طرأ على موقع الرئاسة الاولى في النصف الثاني من ولايتها، وبعد تشكل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الاخيرة جعلها تفقد صفتها وسيرتها الاولى.

2 - لم يعد ينطبق في الاشهر الأخيرة على العلاقة بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" صفة علاقة ربط النزاع المتأرجحة او المحكومة بحدود معينة، بحيث تبقي على شعرة معاوية بين الطرفين، فهي خرجت الى ذروة القطيعة المكشوفة، بل بلغت احيانا حدود الصدام السياسي والاعلامي، ولا سيما بعد اسقاط حكومة الحريري وتمهيد الطريق لحكومة تخلفها.

3 - ان الوضع الاستراتيجي للبلد لم يعد مقيما على توازن نسبي ولو هشاً كما في السابق بل صار مائلا الى حد الاختلال لمصلحة "حزب الله" والفريق المتكوكب حوله، والمتبني لرؤية متصادمة مع فريق 14 آذار، خصوصا بعدما اضطر الرئيس سعد الحريري طائعا او قسرا الى مغادرة البلاد.

4 - ان التوازنات الاقليمية التي حكمت عملية انتاج اتفاق الدوحة والتي اباحت ولادة الحوار بنسخته الاخيرة، قد انفرطت مكوناتها واسسها، بعد سقوط نظام حسني مبارك، وانكفاء الدور السعودي الى حدود غير مألوفة وانهيار قواعد الحلف السوري - القطري، وبالتالي انتقال العلاقة بين الدوحة ودمشق الى حالة احتراب معلنة وخصوصا من الجانب القطري ناهيك بالتطورات التي تعصف بالساحة السورية منذ اكثر من 4 اشهر.

بفعل كل تلك التغيرات الجذرية صارت الدعوة في نظر الجميع الى الحوار ومسيرته متغيرة، حتى ان الرئاسة الاولى نفسها لم تكتم توجهها الى اعادة النظر مجددا في قواعد الدعوة الى طاولة الحوار وقواعد الجلوس اليها.

وفي موازاة ذلك، فالواضح ان فريق 14 آذار ادرك انه اخطأ في اعلان رفضه الدعوة الى الطاولة فعاود التعامل مع الفكرة من زاوية اخرى هي زاوية اعلاء سقف الاشتراكات على نحو يبدو كالاب الذي لا يريد تزويج ابنته، علما ان الجميع يعي تماما أن هذا الفريق انما لا يريد في هذه المرحلة بالذات ان يجلس مع الفريق الخصم الى طاولة واحدة انطلاقا من حسابات متعددة منها:

- ان مصافحة ممثلين عنه لممثلين عن الفريق الاخر معناه اضفاء الشرعية على كل التركيبة السياسية التي قامت بعد اسقاط حكومة الحريري، وهو الذي ما زال حتى الساعة يتعامل معه على اساس انه واقع انقلابي موقت لا يقر بشرعيته.

- ان فريق الحريري يعيش نوعا من الانكفاء المبني على حالة انتظار وترقب على امل ان تحمل المرحلة المقبلة تحولات اقليمية وفي الداخل تبدل من موقعه.

- ان فريق الاكثرية الجديدة لا يمكن الا ان يرحب بالدعوة الى الحوار والتهليل لها، باعتبار انه صار الحاكم الان ومن مصلحته عدم ذهاب الامور نحو التصعيد.

وفي كل الاحوال، صار الحوار في هذه المرحلة عنوانا سوريالياً يبحث الجميع من خلاله عن دورهم الحقيقي التجسيدي على صفحة الواقع.

واذا كان الجميع قد ذهبوا في السابق الى الحوار من دون وجل على اساس ان الحوار يقع ضمن حسابات معينة، فالواضح الان ان ثمة من يحاذر قبول الدعوة الى الحوار، ويناقش اصل الفكرة يقينا منه ان الذهاب الى الحوار له هذه المرة حسابات واثمان ومترتبات كبيرة.

 

المهلة الدوليّة تنتهي هذا الأسبوع والمتّهمون أحرار

بري لـ"الجمهورية": لنبدأ الحوار بما اتفقنا عليه ولم ينفذ

الجمهورية/بلغت حرارة المنطقة العربية أوجها في سوريا في الأيام الأخيرة، ودفعت بالنائب وليد جنبلاط العائد حديثا من موسكو والمتحفّز لزيارة تركيا في الأيام المقبلة، إلى إطلاق مواقف لافتة شنّ خلالها هجوما على النظام السوري مستثنيا الرئيس بشّار الأسد، وكأنه بذلك التقط إشارات عن الموقف الروسي الحقيقي ممّا يحصل في سوريا، فيما نفّذ المئات من أبناء الجالية السورية في لبنان، مسيرة عصرَ أمس في شارع الحمرا أحرقت مجسّما لمحطة "الجزيرة"، وأخرى في محيط السفارة الكويتية شهدت صدامات بين مؤيّدي الأسد ومناوئيه.

في المقابل، يبقى لبنان على موعد مع حرارتين: الأولى طبيعية نتيجة موجة حرّ تجتاح المناطق ابتداء من اليوم وتلامس ما فوق الأربعين درجة، والثانية سياسية بعد ان تنقضي إجازة المسؤولين الرسميّين، لتنتهي بذلك مرحلة الاسترخاء وتبدأ المنازلات السياسية والإدارية والاقتصادية والمالية الكبرى، فتغوص جبهة الأكثرية في ملفّات عدّة بدءا من التعيينات التي ستطرح مجدّدا في جلسة مجلس الوزراء في الثاني من آب، مرورا بالجلسة الاشتراعية في 3 و4 منه، فاستكمال معركة حقوق لبنان البحرية في ضوء إعلان "حزب الله" جهوزيته للقيام بواجب الدفاع عن أيّ تَعدّ على مياه لبنان الإقليمية، والذي أعقب توقيع اتّفاق التعاون مع وزارة الطاقة الإيرانية.

أمّا على جبهة المعارضة التي من المتوقع ان يكتمل عقدها مع عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، والمتوقعة مع بداية شهر رمضان، فتنصرف الى استكمال عدّتها للمواجهة السلمية الديمقراطية مستكملة لقاء البريستول بلقاء لحقوقيّي 14 آذار في المكان نفسه عصرغد تحت عنوان "التضامن مع العدالة الدولية".

هاجس المحكمة

لكن هاجس ملفّ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقراراتها الاتّهامية يبقى القاسم المشترك لجميع الأطراف الذين يترقبون خطواتها المقبلة، في ضوء الجواب اللبناني الرسمي على طلباتها، المتعلّقة بتسليم المتّهمين الأربعة من "حزب الله" إليها بعد ان تنقضي مهلة الـ 30 يوما هذا الأسبوع، عِلما أنّ 3 أسابيع مضت على تسليم لبنان المذكّرات التي من المفترض ان تكون القوى والأجهزة الأمنية والقضائية تعمل على تنفيذها لناحية البحث عن المطلوبين وتوقيفهم وتسليمهم الى القضاء الدولي، لكن حتى الآن لم يعرف هل تقوم الجهات الأمنية المختصّة بواجباتها أو هل توصّلت الى نتيجة معيّنة، أم إنّها مقيّدة بفعل سياسة الحكومة الجديدة من جهة، والأمر الواقع الذي يفرضه "حزب الله" الذي رسم خطّاً أحمر حول ملاحقة المتّهمين وتوقيفهم من جهة أخرى؟

"حزب الله": أيقونات وقدّيسون

توازياً، يترقّب الجميع ما في جعبة الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله الذي ستكون له إطلالة جديدة مساء غد الثلثاء، في المهرجان الذي ينظّمه الحزب في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية تحت اسم "مهرجان الكرامة والانتصار"، إحياءً لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لِما يسمّيه الحزب "النصر الإلهي العظيم الذي حقّقته المقاومة على العدوّ الصهيوني في حربه التدميريّة الظالمة على لبنان في تموز 2006". ومن المقرّر أن يلقي نصر الله كما العادة كلمة عبر الشاشة في هذا المهرجان يتناول فيها مختلف التطورات الراهنة على الساحة اللبنانية، ويتطرّق إلى "المخاطر الصهيونيّة التي تهدّد لبنان"، والتي تستوجب "بقاء المقاومة في حال الجهوزية والاستعداد للتصدّي لأيّ عدوان محتمل على لبنان".

كما سيتناول في إطلالته ما سيسمّيه "المؤامرة الدولية التي تديرها الولايات المتحدة الأميركية ضدّ حزب الله والمقاومة تحت عنوان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان".

وعشيّة كلامه، لوحظ أنّ "حزب الله" الذي رسم معادلة جديدة: قوامها" إذا دخلت إسرائيل إلى لبنان ثانية سندخل الى أرض الجليل في فلسطين"، وأبدى استعداده لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية وليس سلاح المقاومة، أطلق كلاما كبيرا لامس حدّ استعمال تعابير القداسة، وتمظهر بقول النائب نواف الموسوي: "لن نقبل أن تأتي مكيدة دولية اسمها المحكمة الدولية، فتحوّل الشهداء والمجاهدين إلى مجرمين وقتلة، وسنحافظ على سمعتهم بكلّ ما أوتينا من قدرات"، وحذّر من أنّ "أيّ اسم تحاول القرارات الاتّهامية أو ما بعدها تلويثه بتهم باطلة مشينة، سيتحوّل عندنا إلى أيقونة مقدّسة نعلي به هامتها فوق السحاب، وإنّ كلّ اسم يُشار إليه بالاتّهام سيتحوّل عندنا قدّيساً مطوّباً لا تعلوه رتبة للقداسة بعد ذلك"، ودعا إلى "أن يُكثروا من الأسماء، لتصبح بدل أربعة أسماء، عشرين بل سبعين اسماً، لأنّ تلك الأسماء ستتحوّل في سمائنا إلى نجوم ساطعة، وسيحفظها أبناؤنا والأحفاد كرموز للمجد والكرامة"

ودعا الموسوي "الذين تضرّروا من العدوان الإسرائيلي إلى رفع دعاوى أمام المحاكم اللبنانية وحيثما يمكن، وحتى أمام المحاكم الدوليّة، ضدّ الذين تواطؤوا مع العدوان الإسرائيلي عليهم في العام 2006"، وحثّ "كلّ صاحب حقّ وكلّ أمّ شهيد ووالد شهيد أو جريح التقدّم بدعوى أمام القضاء ضدّ الأسماء التي وردت في الوثائق من أجل ملاحقتها بتهمة خيانة الوطن والتواطؤ مع العدوان الإسرائيلي في العام 2006".

دعوة برّي

في غضون ذلك، جدّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي تأكيده على ضرورة الحوار، قائلا لـ"الجمهورية": نحن لسنا أعداء وليس في لبنان أعداء، إنّما هناك خصوم في السياسة، ولا بدّ من ولوج الحوار لأنّنا نمرّ في مرحلة حسّاسة".

وتعليقا على ما يثيره البعض عن عدم تطبيق المقررات السابقة لطاولة الحوار، اعتبر برّي أنّ "هذا الأمر يجب أن يشكّل حافزا للحوار، بحيث نتحاور في سبل تنفيذ مقرّرات الحوار السابق، وخصوصا ما يتعلق بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات والاستراتيجية الدفاعية"، موضحا: "لست أنا من يحدّد جدول أعمال الحوار، إنّما رئيس الجمهورية".

وينتظر رئيس المجلس وصول مشروع النفط إليه، "فإذا تأخّرت الحكومة في إرساله، فسأضطرّ إلى اعتماد "الخط العسكري"، وفق صلاحيات الضرورة التي يملكها رئيس المجلس، بحيث يقرّه في اقتراح قانون حتى من دون مروره في اللجان النيابيّة.

وليلا سجّل سفر النائب بهية الحريري إلى روسيا يرافقها الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، كما توجّه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي إلى باريس.

بحث ملفّات

بالتوازي، عُلم أنّ سلسلة الملفّات التي أطلقها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل سفره العائلي الى جنوب فرنسا، ستكون مدار اهتمام أكثر من وزير ولجنة ونيابية، فملفّ التعيينات الإدارية سيكون من اليوم مدار بحث بين وزير التنمية الإدارية محمد فنيش وعدد من الوزراء ومجلس الخدمة المدنية الذي يرتب إضبارات المرشحين الى المواقع في الفئة الأولى لترتيب ملفات التعيينات.

كما سيكون ملفّ البحث في سلسلة جديدة للرتب والرواتب في اجتماع للجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، برئاسة النائب سمير الجسر، لمتابعة درس اقتراح القانون الرامي الى تعديل هذه السلسلة المقدّم من النواب: عبداللطيف الزين، مروان حمادة، هادي حبيش، فريد مكاري، أيّوب حميّد، انطوان زهرا، انطوان سعد، إدغار معلوف، ابراهيم كنعان ومحمد الحجار.

وسيناقش وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحّاس في مكتبه ملف الزيادة على الأجور التي يطالب بها الاتّحاد العمّالي العام مع وفد تجّار بيروت برئاسة نقولا الشمّاس ورئيس جمعية المصارف الدكتور جوزيف طربيه ووفد من الاتّحاد العمّالي العام برئاسة غسّان غصن.

وعلى خطّ موازٍ، سيكون ملفّ الأدوية المزمنة المفقودة وحاجات المستوصفات التابعة لوزراتي الصحة والشؤون الاجتماعية موضع لقاء بين وزيري الصحّة علي حسن خليل والشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور من أجل استكمال تنفيذ برامج التعاون الاجتماعية والصحّية التي أطلقها الوزيران السابقان سليم الصايغ ومحمد جواد خليفة، ومنها مشروع الدمج بين المستوصفات وتوحيد خدماتهما مَنعا لاستمرار الهدر.

 

بين طالب جامعي وعالم نووي وسط اتهامات لتل أبيب وواشنطن باغتياله  

إيران: تخبط رسمي وإعلامي بشأن هوية القتيل داريوش رضائي نجاد

طهران - وكالات: في دليل على التخبط الرسمي, توقفت وسائل الإعلام الإيرانية, أمس, عن وصف داريوش رضائي نجاد, الذي اغتيل في طهران أول من أمس, ب¯"العالم النووي" العامل خصوصاً لحساب المنظمة الايرانية للطاقة الذرية ووزارة الدفاع, ملمحة إلى أن هذه الصفة أطلقت عليه خطأ.

وذكرت وكالة أنباء "فارس", القريبة من "الحرس الثوري", أن رضائي نجاد طالب يدرس في جامعة "خاجة نصير الدين الطوسي" في طهران للحصول على شهادة ماجيستير في الكهرباء, ويعمل لصالح وزارة الدفاع, من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأشارت إلى أن بعض وسائل الإعلام خلطت بين اسم القتيل واسم عالم نووي آخر هو دارويش رضائي, موضحة أن الطالب داريوش رضائي نجاد الذي قتل يعمل في وزارة الدفاع ويحمل شهادة البكالوريوس في قسم الكهرباء بجامعة نصير الدين الطوسي.

وأكد نائب وزير العلوم محمد مهدي نجاد نوري, لوكالة "مهر", أن الضحية "لم يكن عضواً في وزارة الدفاع", ملمحا الى أنه عمل على مشاريع للوزارة تم تلزيمها للجامعة.

من جهته, نفى مدير الجامعة علمه أن يكون رضائي نجاد له أنشطة في المجالات النووية, لكنه قال إنه كان من بين الطلبة المتفوقين ورشح العام 2008 مع 20 آخرين لنيل الماجستير.

وفي إشارة أخرى على التخبط الرسمي, أظهرت التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام في بداية الأمر أن عملية الاغتيال وقعت أمام منزل داريوش رضائي نجاد, إلا إنه سرعان ما تغير السيناريو إلى الحديث عن أن الجريمة وقعت أثناء عودته من عمله في طريقه إلى روضة للأطفال حيث كان برفقة زوجته لكي يقل أبناءه الذين كانوا في رياض الأطفال إلى البيت.

في موازاة ذلك, تحدث موقع "آينده" أن القتيل كان طالباً في جامعة مالك الأشتر, وأنه كان "ينشط في البرنامج النووي الإيراني", مشيراً إلى مقال كتبه رضائي عن موضوع التخصيب والاستنساخ النووي لتوليد الطاقة الكهربائية, وقدمه في المؤتمر الرابع عشر لهندسة الكهرباء الذي أقيم أخيراً بالجامعة التي تتعاون مع وزارة الدفاع في تطوير المشاريع الصاروخية والنووية. كما نشرت مواقع أخرى أنه كان يدرس في جامعة المحقق الأردبيلي وأنه حصل على الدكتوراه في الفيزياء النووية من جامعة فردوسي في مشهد.

وخلال تشييع رضائي نجاد, اعتبر حاكم طهران مرتضى تامادون ان اغتياله يندرج في سياق "مشروع اميركي - اسرائيلي ضد النخب العلمية لثني ايران عن إكمال درب التقدم".

وربط هذا الهجوم بذلك الذي ادى العام الماضي الى مقتل عالمين فيزيائيين بارزين يعملان في البرنامج النووي الايراني هما مجدي شهرياري ومسعود علي محمدي, فيما هتفت حشود المشيعين "الطاقة النووية حقنا المطلق". بدوره, اعتبر رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني ان "هذا العمل الاميركي الصهيوني ضد عالم في البلاد مؤشر جديد على درجة عدوانية الولايات المتحدة" ضد ايران, مؤكدا ان "على الاميركيين التفكير جيداً بعواقب مثل هذه الافعال". كما وقع 200 برلماني نصاً يدين "الأعمال الجبانة لاميركا والصهاينة ضد الجمهورية الاسلامية".ولم ترد تل أبيب أو واشنطن على الاتهامات, حيث اكتفى مسؤول اسرائيلي, طلب عدم كشف اسمه, بالقول "عادة ما تتهم ايران اسرائيل بشتى أنواع الامور".

 

المسيحيّون في الإدارة: حقوق ضائعة... وتضاؤل مستدام

الجمهورية/فادي عيد

منذ اتّفاق الطائف وحتى يومنا هذا بدأ التراجع في الحضور المسيحي في وظائف الدولة لعدّة عوامل، منها غياب الأحزاب السياسية المسيحية عن الساحة السياسية بفعل الوصاية السورية ومحاولة حلفاء هذه الوصاية في لبنان الاستفادة من كلّ هذه الوظائف على قاعدة تقسيم " الجبنة "، وغياب الكفاءة عن التعيينات، وتدنّي الرواتب، وعدم تطوير العمل الإداري، كما يحصل في الغرب من خلال جعل العمل في إدارات الدولة مرناً وأكثر إنتاجية ويتنافس مع القطاع الخاص وفقاً للقاعدة الإنكليزية القائلة: " Easy of entry, easy of exit".

وفي دراسة استحصلت عليها "الجمهورية" تبيّن أنّه وبعد الاطّلاع على ملاكات معظم الوزارات ظهر أنّ المسيحيين في وظائف الفئة الأولى لا يزالون يحتفظون ب50% من هذه المراكز، إلّا أنّ نسبة الشغور فيها مرتفعة مقارنة مع المراكز الشاغرة للمسلمين، كما أنّه على سبيل المثال أيضا، فإنّ البعثات الرئيسية في الخارج يشغلها 4 للسنّة و4 للشيعة و2 للموارنة و1 للأرثوذكس و1 للدروز.

أما بالنسبة إلى الفئة الثانية فإنّ المسيحيين يحتفظون بنسبة 47% منها، أمّا بالنسبة إلى الفئة الثالثة فإنّهم باتوا يحتفظون بنسبة 35% منها. وعلى صعيد المتعاقدين مع الوزارات والمؤسّسات العامّة فإنّ النسبة العامة لتواجدهم في هذه الوظائف لا تتجاوز ألـ 25%، وهي إن تجاوزت ذلك فيكون في المناطق الجغرافية التي يتواجدون فيها. أمّا بالنسبة للسلك العسكري مثلاً فلا تزال المناصفة قائمة بالنسبة لموقع الضبّاط في الجيش من دون الرتباء والأفراد، حيث تتقلّص نسبة هؤلاء إلى حوالى 25%. وهذا ما كان قائما في قوى الأمن الداخلي، حيث كانت نسبة المسيحيّين فيها ما يقارب أل27%، ولكن خطّة وضعت منذ العام 2005 لإزالة هذا الخلل، حيث ارتفعت لغاية تاريخه إلى حدود 42,7%، وهذا ما حصل أيضا في وزارة المال، حيث ارتفعت هذه النسبة من 29% إلى 43%تقريبا.

وإذا كان الدستور اللبناني قد اشترط المناصفة في الفئة الأولى، إلّا أنّه لم يمنع ذلك في الفئات الأخرى، مع ضرورة التذكير بوجوب احترام شرطَي الكفاءة والاستحقاق. ويشار هنا إلى أنّه في عهد الرئيس فؤاد شهاب كان الحضور المسيحي في إدارات الدولة بنسبة تقارب أل 60%، فأقدم الرئيس شهاب على تحقيق المناصفة والعدالة والمساواة في تولّي الوظائف العامّة استنادا إلى ميثاق العيش المشترك، ومَنعا لشعور المسلمين بالغُبن في هذا المجال. وليس علينا حاليّا إلّا الاقتداء بما قام به شهاب في هذا الصدد. والملاحَظ هنا أنّ إعادة التوازن حاليّا إلى متولّي الوظائف العامّة يقع بدرجة أولى على عاتق السلطات السياسية، لا سيّما منها مجلس الوزراء، باتّخاذ القرار السياسي لتحقيق هذه المناصفة ورفع الغبن، وكذلك إلى دور الأحزاب المسيحية في الأكثرية الحالية التي لطالما نادت بشعار عودة الشراكة وإعادة الحقّ لأصحابه، على رغم النكسة الكبيرة التي فاجأت الرأي العام اللبناني من عدم تمكين الطائفة المسيحية من تولّي منصب مدير عام الأمن العام، إلّا أنّ أهمّية هذا الموقع بالنسبة إلى سياسة "حزب الله" الذي يملك السلاح حالت دون إعادة الحقّ لأصحابه. كما يقع على عاتق الأحزاب المسيحيّة والوطنية كافّة المساهمة في تحقيق هذا التوازن وتشجيع الكوادر لديها وإعدادهم لتمكينهم من تولّي الوظائف في الدولة تحقيقا لمبدأ المناصفة والعيش المشترك.

 

رمضان كريم يا سوريا

أياد أبوشقر/الشرق الأوسط

«قدرة المرء على إحقاق العدالة تسهل الديمقراطية.. لكن نزعته إلى الظلم تجعل من الديمقراطية ضرورة» (رينهولد نيبور)

* أعتقد أن ثمة خطأ كبيرا ومكلفا، إما في إدراك ردات الفعل العربية والدولية حقيقة ما يجري في سوريا هذه الأيام.. وهذا وارد، أو في الأخلاقيات التي تحكم ردات الفعل هذه.. وهذا مرجح. ولكن، لئن كان الصمت العربي مفهوما كونه التعبير الأبلغ عن حالة العجز المقيم التي فجرت «الربيع العربي»، فكيف يمكن تبرير التلكؤ الدولي والرسائل المتناقضة الموجهة إلى «حالات تسلطية» تكشف جوهر تفكيرها وفلسفة وجودها في كل يوم وكل ساعة؟

لقد صدرت الأوامر بسحب البساط من تحت أقدام نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك خلال 18 يوما من انتفاضة الشارع. ولم تشفع له يومذاك لا «اتفاقية كامب ديفيد»، ولا مسايرة واشنطن بإغلاق معابر رفح مع قطاع غزة، ولا قبوله بلعب دور «الوسيط» بين الشاة الفلسطينية والجزار الليكودي لسنوات.

كانت الذريعة، على ما نذكر، يومذاك إطلاق الشرطة المصرية و«بلطجية» النظام النار على المتظاهرين المسالمين في القاهرة وغيرها من المدن المصرية. قررت واشنطن إطلاق رصاصة الرحمة على نظام مبارك بعد قمع لم يطل أكثر من 18 يوما فقط، ولم يسقط فيه وفق مصادر متقاطعة أكثر من 846 شهيدا و6467 جريحا.

والآن لننظر إلى سوريا، التي كاد العالم كله يحفظ عن ظهر قلب «اسطوانة» وزارة الخارجية الأميركية وغلاة «صقورها» و«ليكودييها» - من الحزبين الديمقراطي والجمهوري - عن أنها «دولة تدعم الإرهاب» (!!)، وأنها متورطة في خلخلة الأمن داخل أراضي جيرانها، ثم إنها - حسب أحدث التهم - تسعى لتطوير أسلحة نووية، والعياذ بالله من أمر الله.

هذه التهم مثبتة على الأقل في واشنطن، بدليل رضا البيت الأبيض والكونغرس عن القصف الإسرائيلي لما وصف بـ«معسكر» عين الصاحب التدريبي قرب دمشق، وشن إسرائيل عملية استهدفت «مفاعل» الكبر قرب مدينة دير الزور.

ثم إن واشنطن، ومعها لفيف من الحلفاء في باريس ولندن وغيرهما من العواصم الأوروبية، ما زالت تشك في وجود دور ما لدمشق في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، وجرائم الاغتيال التي تلتها، ولذا أبدت حماسة منقطعة النظير داخل مجلس الأمن الدولي لإنشاء محكمة دولية للتحقيق في تلك الجرائم واقتياد الجناة إلى العدالة.

ولنضف إلى ما تقدم أن القيادة السورية، بجيليها «الخالد» بين 1970 و2000، و«القائد» منذ 2000 وحتى اليوم، تنتهج خطا لم يتغير طيلة 41 سنة، على الرغم من الوعود الكثيرة بالتغيير والانفتاح واحترام حقوق الإنسان.

بل إن الأسس البنيوية، لا سيما الفئوية والأمنية، التي قام عليها حكما هذه القيادة السورية مفهومة جيدا في عواصم القرار الدولي، وهو ما يفترض وجود «خطط طوارئ» في حال حدث في سوريا ما ليس في الحساب. وهذا أمر أحسب أنه ضروري جدا بالنظر إلى الدور المحوري «الممانع» الذي تلعبه سوريا - أقله في أدبيات قيادتها الحاكمة - على مستوى الحرب والسلم في منطقة الشرق الأوسط، أو المواجهات الاستراتيجية الخطيرة بين الغرب «الصهيوني» وإيران - الولي الفقيه.

فترة أربعة عقود كانت أكثر من كافية في تصوري لبلورة المجتمع الدولي صيغة «علاقة تفاهم»، أو «تنظيم تعايش عدائي»، يقبلها العقل والمنطق مع حكام دمشق. ولكن الرد على ما حصل منذ أكثر من أربعة أشهر في عموم مناطق سوريا تقريبا يثير علامات استفهام كثيرة، وعلامات تعجب أكثر..

في حالة سوريا نتكلم اليوم عن قمع لا مثيل له في كل نماذج «الربيع العربي»..

نتكلم عن آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين..

نتكلم عن مدن شبه مهجّرة أو محاصَرة بقصد التجويع والتركيع والترويع..

نتكلم عن استفراد تتابعي في عمليات القمع الدموي، مدينة مدينة، وريفا وريفا، في طول البلاد وعرضها..

نتكلم عن مواطنين فدائيين يتظاهرون أسبوعيا بعدما كسروا حاجز الخوف من القناصة و«الشبيحة» (النسخة السورية من «بلطجية» مصر) والدبابات والصواريخ، التي ضلت طريقها وسط صمت جبهة الجولان..

نتكلم عن تعتيم إعلامي ممنهج وتضليل دعائي شرس ومناورات «تنفيسية» تحت مسمى الحوار..

نتكلم عن تعمد الحكم استنهاض غول الطائفية والمتاجرة به تمهيدا لابتزاز المواطنين بالفتنة المروعة..

نتكلم عن توريط الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية، على الرغم منها، بينما يعلن السواد الأعظم من أبناء سوريا في كل مناسبة أنهم شعب واحد وقلب واحد وحلم واحد.

بعض أبواق الحُكم تكلمت بالأمس عن وجود مؤامرة «تستهدف نموذج العيش المشترك»، غير أنها سها عن بالها أنه كان حريا بأهل السلطة على امتداد أربعة عقود ممارسة ما يبشرون به، فلا يدعمون «الأصوليين» في العراق ولبنان وفلسطين.. بينما «يخوّنونهم» ويطاردونهم داخل سوريا.

ما يحدث في سوريا أسوأ بما لا يقاس بما حدث في تونس أو مصر، بل حتى ما يحدث في ليبيا واليمن. غير أن المجتمع الدولي، الذي يعرف تماما مع من يتعامل، ما زال يناور في تجريب ما هو مجرّب. لماذا؟ لأن موقف واشنطن في هذه المسألة ينتظر قرار إسرائيل الذي ما زال ضد تغيير الحكم الحالي، وموقف حلفاء واشنطن الغربيين يبنى على أساس ما ترتئيه الإدارة الأميركية، سواء من الحكم السوري أو «عمقه الاستراتيجي» في طهران. وفي حين لكل من موسكو وبكين مع الولايات المتحدة حسابات خاصة عديدة، تنتظر أنقرة التوقيت المناسب والخطوة الأنسب للتحرك في إطار طموحها الإقليمي.

وسط كل هذا الإرباك، ومع تحضير القيادة السورية لعملية «حل نهائي» لإجهاض انتفاضة الشعب قبل حلول رمضان المبارك، وهو ما يستشف أيضا من تلميحات «إسلاميي» الحُكم عن دور المساجد في الانتفاضة، صدقت إحدى الناشطات (بهية مارديني) بقولها «الشعب قال كلمته، ومن يخرج تحت أزيز القنص الغادر ولا يهتم بالقتل والقمع، لا بد أن ينتصر لا محالة».

 

حزب الله: "القلعة".. والمهزوم المخيف حين يصير القويّ إلى القمة، يرى المنحدر، ويصير الخصم المهزوم... مخيفا

علي الأمين/الشفاف

"القلعة" هو عنوان الاستراتيجية التي قرر حزب الله اعتمادها والسير بها بعدما ايقن ان احوال النظام السوري تسير القهقرى، وبعدما ادرك ان مستقبل هذا النظام صار وراءه. فالتطورات السورية انتقلت من مستوى الاحتجاج والمطالبة باصلاح النظام، الى الثورة الممتدة في معظم الاراضي السورية، والمطالبة باسقاطه. وهذا الانتقال لا يؤشر بشكل حاسم الى سقوط سريع للنظام، بقدر ما ينذر بقدرته على الاستمرار لكن بتراجع قوته وبمزيد من الضعف. لذا بدأ بتشجيع الاقليات على التسلح ولاسيما الدروز منهم في حوران. وبحسب معلومات مؤكدة فإن القلق يتفشى في اوساط الدروز من الضغط الذي يتعرضون له لجرهم إلى التسلح من قبل اجهزة النظام تحت عنوان الحراسة والحماية.

لهذا ولغيره من الاسباب تنطلق استراتيجية "القلعة" بحسب اوساط متابعة ومتتبعة لموقع حزب الله ودوره، من قناعة لديه ان سورية تتجه الى حالة من الفوضى، والاقتتال الداخلي لن يحول في المدى المتوسط دون قدرة حزب الله على الاستمرار في الاستفادة من هذا العمق الجغرافي والشريان الحيوي له. وايا كانت ظروف النظام السياسية اليوم، فهو قادر على حماية خطوط الامداد انطلاقا من الجذور التي رسخها على هذا الصعيد في السنوات السابقة، إن على مستوى العلاقات الامنية مع اجهزة النظام وضباطه، او على صعيد الحدود البرية ومعابرها التي يخضع جزء من الناشطين على خطوط التهريب فيها لمراقبته وسيطرته.

الفوضى السورية هي ما يعمل الحزب على تشييد قلعته لدرء أخطارها

الدخول في الفوضى، إذاً، هو المحور الذي يبني حزب الله على منطقه وايقاعه البدائلَ العملية للمرحلة السابقة في سورية. وهذا ما جعله لا يبالي باتخاذ اي موقف حيادي مما يجري في سورية، لا بل أحرق كل السفن التي قد تصله بمن هم في مواجهة النظام في سورية. وهو ما يفسر الاستمرار، وبقوة، في تحصين الساحة الداخلية من الزاوية الامنية والسياسية، عبر الامساك بما يعنيه من مفاصل السلطة اللبنانية. إذ تشير الاوساط نفسها الى ان حزب الله الذي كان يمارس دوره السياسي باعتباره مقاومة تتحصن شيعياً، بات اليوم يمتد جغرافيا وامنيا ليتترّس او يتحصن بالكيان اللبناني وبالحكومة وبكل مؤسسات الدولة. فحزب الله يدرك ان المواجهة التي يخوضها او تستهدفه في الأت من الايام، باتت تتطلب تجاوزا لكل الاعتبارات والاعراف، لأن مصيره على المحك ولن يتساهل في مسألة يعتبرها وجودية.

من هنا استراتيجية القلعة، التي تتنزل عبر الامساك بمفاصل السياسة الخارجية، وضبط ايقاع التعامل مع المحكمة الخاصة بلبنان والقرار الاتهامي، بما يضمن تحييد الحكومة والمؤسسات الدستورية والقانونية اللبنانية عن اي اجراء ينال منه. والى جانب ذلك القبض على ما تبقى من مفاصل أمنية. وهنا لا يضير حزب الله استمرار بعض الأمنيين في مواقعهم لاسباب اقليمية و"ميقاتية" في الوقت الراهن، لكنه في المقابل لن يتهاون في القبض على المفاصل في هذه الاجهزة بما يجعلها تحت نظره ومتابعته ورهن حساباته الدقيقة. وهو، منذ قبل ان تتشكل الحكومة الاخيرة وبعد تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، انجز الكثير على هذا الصعيد، ويتعامل برحابة صدر مع الكثير من الذين تلوا فعل الندامة امنيا وسياسيا.

واذا كان تعيين اللواء عباس ابراهيم مديرا عاما للامن العام اثار اعتراضا لدى خصوم حزب الله، فان الاستقبال الاحتفالي للواء ابراهيم بعد تعيينه، وغير المسبوق لاي صاحب مركز امني او اداري او حتى وزاري، ذاك الذي شهدته منطقتا الزهراني والنبطية، اظهر ان ثمة اصرارا على اعطاء هذا التعيين بُعدا سياسيا لا لبس فيه... ويشير ذلك الى ان ملف التعيينات في المرحلة المقبلة، لا سيما الامنية والعسكرية ومن ضمنها التشكيلات، سيتخذ بعدا سياسياً معياره الولاء لمشروع "القلعة" الذي يتوقع اصحابه ان يحمي لبنان ومقاومته.

هذا ولم يعد غير خطوات لكي يتربع حزب الله على قمة لبنان، والجالس على القمة يرى المنحدر، وتحديداً حين يصير في ذروة القوة المحلية، اذا ما قيست القوة بالامساك بمفاصل السلطة والدولة. انه حصن الموالاة والنظام اليوم والقلعة، كل ذلك يتم وسط ازدياد التشويه لصورته العربية والاسلامية... وهي خطوات نحو القمة ونحو القلعة بمواكبة دعوات متزايدة في قرى البقاع والجنوب للتسلح، الى حدود الافتاء المنبري من قبل بعض المشايخ بأن شراء السلاح واجب لمن يملك ثمنه اليوم. في ذروة القوة هذه، يبدو المهزوم مخيفا الى هذا الحدّ، رغم خوفه.

* كاتب لبناني

 

الجهادي» المسيحي

طارق الحميد/الشرق الأوسط

حبس المسلمون أنفاسهم عشية العملية الإرهابية الغادرة بالنرويج خشية أن يكون منفذها مسلما، وبالطبع تنفس المسلمون الصعداء بعد الكشف عن هوية مرتكبها، وهو إرهابي مسيحي نرويجي. فما حدث بالنرويج جريمة إرهابية لها دلالات، ودروس، ليست للنرويجيين وحدهم، بل للغرب والمسلمين، ولا بد من التوقف عند بعضها. أول تلك الدروس أن سمة التطرف والأصولية، هي الغدر. فالتطرف الإرهابي لا يستهدف إلا «الأهداف السهلة»، ولذا نجد أن الإرهابيين، ومن كل ملة، وبمختلف الدوافع، يستهدفون الأبرياء بالمباني، والطائرات، والقطارات، والأسواق التجارية والمدارس، وذلك لإيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا، وبث الذعر. فالمتطرف إنسان عاجز عن الحوار، وإقناع الآخرين بأفكاره، ولا يستطيع بالطبع تقبل الآخر، أيا كان، وهذه هي الحقيقة، وبكل الأديان. وغدر التطرف والإرهاب أمر رأيناه بعدة حوادث مختلفة، سواء التي يقف خلفها إرهاب الدولة, أو حتى أفراد، أو منظمات، وهو ما حدث بعملية بث الغاز السام باليابان، أو بحوادث فردية أخرى بأميركا، مثل تفجيرات أوكلاهوما سيتي في 1995، وكذلك العملية الإرهابية بمومباي في الهند، وقبلها أحداث سبتمبر (أيلول) التي قامت بها «القاعدة» بأميركا، وغيرها بالسعودية والعراق، وجل دول العالم، وحتى عملية لوكيربي التي تمثل إرهاب الدولة.

والدرس الآخر من حادثة النرويج أنه رسالة للجميع مفادها أن الإرهاب لا يزال الخطر الرئيسي على الدول والأفراد، فمتطرف النرويج وحده استطاع بارتداء بزة عسكرية مزيفة خداع الجميع وقتل قرابة 93 إنسانا، كما لا بد أن نتنبه، وبعد معرفة هوية إرهابي النرويج، أن ليس كل الإرهابيين إسلاميين، مما يعني أن على الغرب التوقف عن ترسيخ الصور النمطية السلبية عن الإسلام والمسلمين، كما أن على العرب والمسلمين أيضا الكف عن تمثيل دور الضحية، وتبرير جرائم بعض أبنائهم بالإنكار أو التبرير بالقول إن الأحداث السياسية في المنطقة، بكافة أنواعها، هي ما يغذي الإرهاب، فهذه أعذار، وإن كان بها جانب من الصحة، إلا أنها تكشف عن خلل ثقافي، وتعليمي، وتشوه بالمفاهيم الدينية، مما يؤدي إلى سهولة تقبل شبابنا للفكر المتطرف، واللجوء للعنف، وإراقة الدماء. فمتطرف النرويج «الجهادي المسيحي» لم يرتكب ما ارتكبه من مجزرة لأن بلاده عضو بالناتو، وتشارك عسكريا بأفغانستان وليبيا، بل هو متطرف حتى ضد المسلمين، ولديه وجهات نظر متطرفة ضد بلاده كلها، فهل يمكن تبرير فعلته البشعة؟ بالطبع لا، وهذا ما يجب التنبه له، أيا كانت ديانتنا، فلا بد من نبذ التطرف، سواء كان فعلا أو قولا أو تحريضا؛ فتبرير الإرهاب جريمة لا تقل عن الإرهاب نفسه، وما يحسب للغرب، دولا وإعلاما، أنه سارع لإدانة جريمة النرويج حتى قبل انتهائها، بينما نلاحظ اليوم من يبرر للإرهاب والإرهابيين بيننا، تحت ذرائع مختلفة، وأبسط مثال ردود فعل البعض، من مدعي الإصلاح والحقوق، حول محاكمة خلية جدة الإرهابية بالسعودية رغم أن المحاكمة لم تنته للأسف! وعليه فمثلما نقول أن لا دين للإرهاب، فيجب أن نقول إنه لا تعاطف معه ولا تبرير أيضا، أيا كان مرتكبوه، أو ديانتهم، أو دوافعهم، لأننا جميعا، بكل مللنا، بتنا ضحاياه.

 

بشار بين شخصيتين

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

عشر سنوات مرهقة عاشتها سوريا من حكم بشار الأسد جعلتها في عين العاصفة. ومن الطبيعي أن نتساءل لماذا اختار هذا الشاب الطريق الوعر، وقاد بلاده في زمن خطر على حافة الهاوية؟ فوالده حكمها متكئا على المعسكر السوفياتي الذي أمن للنظام الحماية الإقليمية، وحتى في ظل الحماية السوفياتية لم يرتكب مغامرات خطرة منذ وقع اتفاق الهدنة مع إسرائيل. لماذا اختار بشار التحالف الخطر مع إيران المنبوذة في وقت كان فيه العالم يتطلع إليه على أنه الوجه الحديث المنفتح لسوريا؟ لماذا تورط نظامه في معارك دونكيشوتية حتى سجلت ضده ثلاثة قرارات دولية خطيرة، في حين أن أباه غادر الحكم بالقليل من المشكلات مع المجتمع الدولي؟ ما يجعلني أستغرب أن شخصية الأسد الهادئة الذي التقيته عدة مرات تختلف عن شخصية سياسته المتوحشة. مقابلتي الأولى له صادفت بعد أيام قليلة من «انتحار» رئيس الوزراء محمود الزعبي، الذي وجد مقتولا في بيته في دمشق في صيف عام 2000. الرواية الرسمية ذكرت أن الزعبي، 65 عاما، أطلق طلقتين في الهواء قبل أن يوجه الثالثة إلى رأسه، وكل ذلك جرى بحضور زوجته وأولاده، رواية غير قابلة للتصديق وكأن فيها رسالة للآخرين. زميلي إبراهيم عوض سأل بشار عن ظروف الحادثة الغريبة، رد بأن الزعبي وضع قيد الإقامة في منزله تحت طائلة تحقيقات الفساد، ويبدو أنه في لحظة خوف أو يأس قرر الانتحار. لم تبد علامات صدمة أو حزن على وجه بشار الذي حرص على استخدام عبارة «اللي فهمته» وأوحت لنا أنه لا دراية عنده مباشرة بالواقعة ويرويها كأنها قصة وقعت في بلد بعيد كالسويد.

طلبت مساعدته حتى يسمح لمراسلنا بالذهاب إلى بلدة الزعبي، درعا، لمقابلة عائلته، درعا التي انطلقت منها الانتفاضة الحالية. وافق وأشار إلى مساعده أن يسهل مهمتنا. طبعا، لم يسمح قط لزميلنا أو غيره.

في دمشق تفوح رائحة صراع على الحكم، ففي الوقت الذي كان فيه الأسد الأب مسجى في غرفته في آخر أيامه يحتضر، كان بشار يخوض معركة بعنوان محاربة الفساد، ولم يكن مفهوما آنذاك، ولا اليوم أيضا، ماهية الصراع وأطرافه. الذي علمته لاحقا أن بشار هو من أدار كامل عملية ساعات وفاة والده الحرجة قبل أن تذاع رسميا، من إعلان حالة الطوارئ واستدعاء أفراد العائلة، وتقييد حركة القيادات العسكرية، لم يتفوه لنا بشار بشيء عن صراع الحكم، بل سمعته من مصادر خارج القصر. الحقيقة كان بشار بخيلا في إفشاء الأسرار، وكريما جدا في التحليل السياسي العام.

ومن المفارقات أن بشار المتلكئ اليوم في تنفيذ الإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون هو الذي ضرب على صدره وقال لنا قبل عشر سنوات في أول جلساته إنه يعتزم تغيير المشهد السوري. قالها صريحة؛ يريد معارضة وأحزابا وسيعطي حريات إعلامية. كلام كبير في بلد يمنع النظام الناس حتى من امتلاك جهاز الفاكس الذي انتشر في العالم العربي منذ عشرين عاما. وفعلا عمت سوريا حالة انفتاح مفاجئة، ثم فجأة أغلقت النافذة ولوحق المعارضون وأودع بعضهم السجون، ومن بينهم المعارض رياض سيف. حكم عليه بخمس سنوات سجن لأنه تحدث في مجلس الشعب ضد صفقة الهاتف الجوال طالبا التحقيق فيها. الآن صرنا نعرف أن صاحب الصفقة هو رامي مخلوف ابن خال الرئيس.

في مقابلتي اللاحقة، ونشرت في «الشرق الأوسط»، سألت بشار: أنت من تطوع وقلت لنا تريد معارضة ومحاسبة، أنت دعوتهم للمعارضة وعندما عارضوك سجنتهم اليوم. رد قائلا: «صحيح أنا الذي بدأت رئاستي داعيا إلى النقد. وأعترف أننا لم نصل إلى ما نطمح إليه. وأقر بأننا نحتاج إلى وقت طويل حتى نفعل ذلك. عندما طرحتها كان ذلك كمبادئ ومنهج تفكير، لكن لن نقبل أن نلبس لباسا إذا لم يكن على مقاسنا، فنحن نفصل على وضعنا». من الواضح أن ثوبه كان ضيقا على وعوده. قال لنا خارج المقابلة، ملمحا للمعارض سيف، إنه هو من كان «يبخر لي أثناء خطاب القسم»، ولم أفهم معنى يبخر، قال: يعني هو اللي كان يهتف لي في مجلس الشعب، ثم اتضح أن أهدافه تجارية لا وطنية، وأن المعارضين الآخرين كانوا يتحدثون في الخلف بغير ما يعلنون. شعرت حينها أن الرئيس صار رهينة التقارير الأمنية

 

الثورة السورية ومنظري السلمية واللاطائفية

غسان المفلح/السياسة/عندما انطلقت الثورة السورية من درعا في 15 مارس الماضي, كانت شعاراتها, تبدأ بشعارين" سلمية..سلمية" و" الشعب السوري واحد" ثم تولدت شعارات أخرى من هذين الشعارين- البرنامج- هذان الشعاران يكثفان برنامج الثورة لمستقبل سورية, بعد شعارها الأساس" الشعب يريد إسقاط النظام" واستمرت الانتفاضة السورية متمسكة بهذا البرنامج ولاتزال, رغم كل محاولات النظام جرها إلى ما يسميه هو العنف والطائفية, وعلى أساس أن النظام- العصابة, ليس عنفيا وليس طائفيا, هنا كان المطب الذي وقعت فيه كثير من الأقلام السورية, وكثر ممن يحسبون على أوساط المعارضة, حيث بدأ بعضهم يحاول أن يعطي النصح للانتفاضة وشبابها, بأن يبتعدوا عن العنف, وألا ينجروا للطائفية, والأغرب من كل هذا, أن هناك من يحاول تسقط الأخبار التي ينشرها النظام هنا وهناك عن أعمال مسلحة, أو عن طائفية تسم هذا التحرك الشبابي أو ذاك في هذه المدينة أو تلك, وتبدأ بعدها نقاشات وحوارات حول هذا الموضوع, وغالبيتنا بالطبع لا يشارك قيد أنملة بهذه الثورة التي سيسجلها التاريخ, من أكثر من زاوية, لكن الزاوية الأهم هي" حجم التواطؤ الذي يمارسه العالم على شعبنا من جهة, ومعرفة هذا الشعب به, ومن جهة أخرى اصراره على حريته بشكل سلمي ومدني رغم كل هذا الدم وهذه الجريمة" إنها بامتياز أهم ثورة ليبرالية منذ الثورة الفرنسية, لأسباب سنعالجها في مقالة لاحقة, لكن أهم سبب فيها ان البشرية لم تشهد شعباً يذهب كل أسبوع للموت من أجل حريته, ويعرف بالضبط ما يواجهه, ومطلبه واضح في الحرية والكرامة, بعد مرور أكثر من أربعة أشهر, مدن تدك وتحاصر وشهداء وعشرات الاف المعتقلين, رغم إدراك هذا الشعب حجم النفاق الدولي والإقليمي وحتى الداخلي السوري عند بعض فعاليات الأقليات وتجار وعلماء دين, ونظام فاجر قلما عرف التاريخ مثل فجوره, لهذا هي ثورة تواجه العالم حيث صورته العار مطلقا.

يتسقط بعض المعارضة والمثاقفة أخباراً تشير إلى أن هناك ظواهر مسلحة أو طائفية من هنا وهناك, دخلت على الخط صحافة لبنانية منحطة, رغم أن الجهة الوحيدة التي اصدرت أن هذه العصابة تواجه حملات مسلحة هي جارتنا إسرائيل, مع ذلك تجد ال¯ "فيس بوك" يشتعل يوميا بتسقط مثل هذه الأخبار ويلتقطها من أوساط السلطة القاتلة, في هذه النقاشات تضيع المسافة بين القاتل وبين الضحية, وكلهم مدعي ثقافة وعلمانية وتحررية وسلمية, لكنهم لا يشاركون الثورة أي عمل ولا من أي نوع كان!

 ولأن الوضع السوري قد لغمه النظام طائفيا, اصبحت في سورية نكتة أسمها العلمانية, بحيث أن كل من هو ليس مسلما سنيا هو علماني, وكل مواطن منحدر من أصل مسلم سني هو لا علماني! وهذا ابشع تواطؤ داخلي سوري يمارسه مثقفو هذه العلمانية المزيفة, وهم تحت جلودهم طائفيون حتى نقي عظامهم. رغم أن تاريخ سورية يشهد بغير ذلك منذ أيام معاوية. وهو تاريخ لم تحكمه سوى دول لا دنيوية, ولا طائفية ما خلا بعض ممارسات الاحتلال العثماني في بعض فصوله ومدنه.

ان العار الدولي يساعد على تسويق مثل هذه القلة من الضمير, لأن مدللته إسرائيل تريد استمرار العصابة في الحكم.

السلمية واللاطائفية هي سلوك جسده الشباب السوري بدمه, ومن يريد الوقوف مع هذا الشباب عليه, أن يثق بأن بعض الظواهر الفردية التي تأتي كردة فعل لا يجب مطلقا أن تنحرف بالأمور للمساواة بين القاتل والضحية, وهذه الثقة لا تمنع المساءلة والنقدية بالطبع, لكن علينا ألا نلغمها, بمسبقاتنا التي أفرجت فيها الثورة عن إفلاس هذه المسبقات الأيديولوجية والقيمية, التي كنا نغلفها بقمع النظام, حيث أظهرت هذه الثورة أن الروح الليبرالية الحقيقية والعملية موجودة لدى الشعب بعكس النظام وعكس القسم الغالب من معارضته ومؤتمراتها.

حمص عاشت وتعيش أكبر جريمة الآن, فالنظام أراد اختبار أسوأ وأحقر ما عنده من أساليب من أجل تفخيخ الانتفاضة السورية, وعجز عن ذلك لكن المتثاقفين يريدون مساعدته عبر تمرير مثل هذه النقديات المشبوهة, والتي حاول تعزيزها إعلام لبناني مشاهد ومقروء لكنه مع المجرم ضد الضحية, كجريدة الأخبار وبعض محرري "السفير" وفضائيات الطائفية العونية, والمرتزقة ومخبري ضباط الأمن السوري كثر ولا يحصون في لبنان.

على فرض أن هناك ردة فعل خرجت من هذا الشاب أو ذاك أو من هذه المجموعة أو تلك, ردة فعل على هذه الهمجية الأسدية, فهل تناقش بأنها الثورة وملمحها الأساس?

إن اي ظاهرة عنف وإن خرجت فهي تخرج من الشباب المنشق عن الجيش نفسه, لما يشاهده ويعرفه من حجم ما يقوم النظام من ممارسته من بشاعة مطلقة.

أريحونا من هذه التخرصات, أو لا تريحونا هذا شأنكم, لكن المياه لا يحملها غربال.

*كاتب سوري

 

مقابلة من جريدة السياسة الكويتية مع وزير الثقافة اللبناني غابي ليون

*نرفض وصف ممارسات الحكومة بالكيدية  

*كلام الحريري الأخير ناتج عن ضغينة لأنه أُخرج من السلطة

*الحكومة ليست لوناً واحداً وإنما متعددة الألوان لكنها متناسقة

*المسار التاريخي للجنة التحقيق حوله أكثر من علامة استفهام

*المعارضة تتهمنا بأمور كثيرة وبشكل غوغائي وغير مرتكز على أساس

*ما كشف ليس القرار الاتهامي إنه تسريب وموضع إدانة  من قبلنا

*مبدأ التسريب في المحكمة مرفوض ولن نسمح لهم بأخذنا الى المكان الذي يريدون

*الطائفية في بلدنا علة العلل لكننا مضطرون أن نتعايش معها للحفاظ على الدولة

*ريفي تجاوز رؤساءه وحول المركز المسؤول عنه من فرع الى شعبة خلافاً للقوانين

*الكلام المسموم للحريري يأتي من الذين اعتادوا السير في الخطوط الخلفية

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة/ 25 تموز11

وصف وزير الثقافة اللبناني غابي ليون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ب¯"حكومة متعددة الألوان, لكنها متناسقة وتريح النظر ومتفاهمة بالحد الكافي لتسيير أمور البلاد", لكنه لفت الى أن هذا لا يعني أنها من رأي واحد في كل الأمور, حاملاً في حديث الى "السياسة" على المعارضة المتمثلة بقوى "14 آذار", واصفاً تصرفاتها بالغوغائية.

وبخصوص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان, اعتبر ليون ما صدر عنها لم يكن قراراً اتهامياً بقدر ما هو تسريبات مدانة من قبلنا وهذا يدل على أمر من اثنين, اما حماية المجرم لاعطائه مجالاً للهرب, أو التخطيط لخلق بلبلة داخلية من خلال طرح هذه الأسماء. وقال: "هذه المحكمة مسيسة ولها أهداف تخريبية في لبنان, ولا يمكننا بناء مواقفنا المصيرية من خلال التسريبات, واصفاً كلام رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بأنه تحسن في الشكل, لكنه انحداري تراجعي من حيث المضمون, ناتج عن ضغينة وحقد سببهما خروجه من السلطة". ودافع عن العماد ميشال عون بقوله "هذا الشخص كما هو معروف عنه لا يخضع لأحد وسيد نفسه ولا يخشى تهديداً أو وعيداً".

وفي موضوع الافراج عن الأستونيين السبعة, طالب ليون بتوضيح ملابسات هذا الاختطاف وقال "لا يجوز أن نعزل أنفسنا عما يجري في الخارج ومن حولنا", مؤكداً في نهاية الحوار التزام "التيار الوطني الحر" محاربة الفساد لاستئصاله باعتباره من الأخطار المهددة للبنان, وهذا نص الحوار:

  هل أنتم في الحكومة فريق واحد أم كما يصنفكم الاعلام ثلاثة أفرقاء: فريق رئيسي الجمهورية والحكومة وفريق "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" وفريق الرئيس نبيه بري والنائب جنبلاط?

  ربما تكون الحكومة أكثر من ثلاث قوى. وممكن أن تكون وجهات النظر للفريق نفسه مختلفة. لسنا حكومة اللون الواحد, نحن حكومة متعددة الألوان, لكن هذه الألوان متناسقة وتريح النظر. والجمال, بالتعددية, لكن بالسياسة يوجد تفاهم في هذه الحكومة بالحد الكافي والمطلوب لتسيير البلد بشكلٍ ايجابي. وليس هناك صراعات داخل الحكومة, وهذا لا يعني أنها من رأي واحد في كل الأمور.

  موقف العماد ميشال عون واضح في موضوع تعيينات قوى الأمن الداخلي, وهو ضد التمديد للواء أشرف ريفي والعقيد وسام الحسن, ما تصوركم لهذا الموضوع?

  لا أعرف اذا كانت الأمور ذاهبة باتجاه المسموح للتمديد أو التجديد لهما.

اذا أردت رأيي بهذا الموضوع, هناك ممارسات سابقة, من غير المعقول أن تستمر وخصوصاً اذا كانت هناك مساءلة ومحاسبة في الارتكابات والتصرفات غير المقبولة التي حصلت, ولاسيما أنها تناقض القوانين العسكرية والأوامر التسلسلية الوظيفية.

هذه المخالفات يجب أن ينظر بها من قبل مرجعياتها, مثل مرجعية مجلس الوزراء, فيضع المجلس يده على هذا الموضوع. أنا لست مع أي أحد يتقاعس بالمسؤولية. وكل شخص اقترف ارتكابات معينة, يجب أن يتحمل مسؤولية تصرفاته. ونحن شهدنا ارتكابات في السابق ويجب بت هذا الموضوع, ومجلس الوزراء هو المرجع الصالح للبت في هذا الأمر.

  أحد أقطاب المشاركين في الحكومة, أشاد بما قدمه فرع المعلومات, وبالأمس كان لوزير الداخلية اشادة بدوره في عملية الافراج عن الأستونيين, فهل هذه الاشادات تساعد على عدم المس بالعقيد وسام الحسن?

  ما يسمى انجازات, بغض النظر عن تقييمنا للعمل, اذا كان هذا الشخص يقوم بعمله ووضعه الوظيفي غير قانوني ويؤدي الى ارتكابات فهذا لا يتساوى مع ما يقوم به, واذا ما قام بواجباته, وحقق انجازاً ما, فهذا لا يتيح له أن يخالف القانون, ولا يمكنه من تحويل نفسه من موظف فئة ثالثة الى موظف فئة ثانية. ولا يستطيع أن يحول المركز المسؤول عنه من فرع الى شعبة, خلافاً للقانون, كما لا يحق له أن يتصرف ويصرح, ويتخطى رؤساءه المباشرين, كما فعل المدير العام لقوى الأمن الداخلي, ولا يمكن المساواة في هذه الأمور. هذا بغض النظر عن صحة ما اذا كانت هناك انجازات فعلاً. فكل جهاز أمني يتمكن من اعتقال سارق أو اكتشاف عميل فهذا يعني أنه يقوم بأدنى واجباته.

  لماذا لا يتم اعتماد ما نص عليه "اتفاق الطائف" بالمداورة في وظائف الفئة الأولى?

  ليس لدينا مشكلة بالمداورة, يهمنا التوازن وعدم الشعور بالغبن من قبل أحد, لأن الغبن يولد النقمة, والنقمة تولد الحد الأقصى من الاضطرابات والتصادمات ونحن بالغنى عنها.

  المعارضة ما زالت تتهمكم بأن حملتكم على اللواء ريفي والعقيد الحسن سببها توقيف العميد فايز كرم, فكيف ترد على هذا الاتهام?

  المعارضة تتهمنا بأمورٍ كثيرة, وبشكلٍ غوغائي, وغير مرتكز على أساس نحن في موضوع العميد كرم, منذ البداية طالبنا أن يأخذ القضاء مجراه, وتظهر جميع الحقائق, ولكن ضمن هذا المسار اصطدمنا بتجاوزات أوضحها "التيار الوطني الحر", وأوضحها نوابه والشهود.وحكي عنها في المحكمة العسكرية, أكثر من ذلك وعلى الصعيد الشخصي, أنا أفصل الجريمة عن المجرم. وبرأيي المجرم يجب أن يحاسب لتحسين وضعه بالمطلق, وهنا لا أتكلم عن العميد كرم, لأننا نقدر القيمة وندين الجريمة, لأن المجرم والسارق والمختلس والمنحرف يجب رعايتهم, وهذا حق لهم, أما الذي يدان ويتهم فهو الفعل بحد ذاته.

  بالتزامن مع تشكيل الحكومة, صدر القسم الأول من القرار الاتهامي, وينتظر أن يستتبع بمعطيات متلاحقة, هل تعتقد ما صدر كان لاحراج الحكومة?

  ما كُشف ليس القرار الظني, هو تسريب موضع ادانة وموضع ريبة, وكل ما صدر هو مذكرات توقيف بغض النظر عن التسمية القانونية لها, لأن المطلوب اعتقال أشخاص وجلبهم الى العدالة الدولية, لكننا لا نعرف شيئاً بشكلٍ رسمي عن محتوى المغلفات لأنها ما زالت مغلقة.

  بتقديرك, كيف ستتعامل حكومتكم مع القرارات الصادرة عن المحكمة?

  لا تقدير لنا, انتهينا من التقدير, يعني هذا الموضوع استهلك من كثرة التسريب والتهويل. وهذه من الأمور التي تدفعنا الى ان تكون عندنا ريبة لدرجة الشك بعمل هذه المحكمة بالمطلق. اذا كانت المحكمة وراء كل ما حصل من تسريبات قبل صدور القرار الاتهامي فهذا يدل على أمر من اثنين: اما حماية المجرم لاعطائه مجالاً للهرب, أو التخطيط لخلق بلبلة داخلية, من خلال طرح الأسماء.

  هل كانوا يريدون معرفة ردة الفعل من طرح الأسماء?

  ربما يريدون ردة الفعل أن تكون تصادماً داخلياً, برأينا المحكمة من الأساس مسيسة ومُغرِضة. ولها أهدافٌ تخريبية في لبنان, أضف الى ذلك أن هناك كثيراً من الأمور تجعلنا في موضع الريبة من عمل هذه المحكمة.

  في ظل هذه التسريبات كما تقول, كيف ستتعامل الحكومة مع هذه المحكمة?

  التعامل مع المحكمة سيكون من مهمات مدعي عام التمييز وقوى الأمن, فاذا ما وجد متهمون فعلى القوى الأمنية القيام بواجبها.

  هناك استحقاقات مطلوبة من الحكومة تجاه المحكمة كالتمويل وغيره, فماذا ستفعلون تجاهها?

  يجب أن يقيم عمل المحكمة, ويبحث في المكان الصالح من جميع النواحي الايجابية والسلبية. نحن دولة ذات سيادة, لدينا شكوكنا بناء على المعطيات والتسريبات وبرأينا المسار التاريخي للجنة التحقيق حوله أكثر من علامة استفهام,

ما يدعو الى الريبة والشك, اذا وضعناه في اطار تسلسل الأحداث, وبعد فشل اسرائيل في تحقيق أهدافها في حرب عام 2006, فان التساؤلات تصبح أخطر وأكبر.

  كيف سيكون الموقف في حال صدرت ملاحق لهذه القرارات عن المحكمة وفيها اتهامات مباشرة لعناصر قيادية من "حزب الله" ومن سورية?

  أنتم في الاعلام مرجع التلقي, فهل لديكم معلومات عن هذا الموضوع? بكل تأكيد سيكون تعاطينا في حال صدور قرارات جديدة واتهامات أخرى كما تعاطينا مع القرارات التي صدرت قبل أسبوعين. الأمور تبحث في حينها, ولماذا نستبق الأمور? لا يمكننا بناء مواقف على تسريبات, ولن نسمح لهم أخذنا الى المكان الذي يريدون? مبدأ التسريب برأينا مشبوه, ولن نبني موقفنا عليه, لأنه غير صحيح.

  ما تعليقك على كلام رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري لجهة القول: كان يتمنى أن يكون العماد ميشال عون في مقدمة قيادات "14 آذار", لكنه اختار أن يكون "ضابطاً درجة ثانية" في "حزب الله"?

  كلام السيد سعد الحريري تحسن بالشكل في صياغة الجمل, لكنه في المضمون انحداري ناتج عن ضغينة وحقد سببهما خروجه من السلطة. والعماد عون بما هو معروف عنه شخص لا يخضع لأحد وهو سيد نفسه لا يخشى تهديداً ولا وعيداً. لكن من سخرية القدر أن هذه الملاحظات وهذا الكلام المسموم يأتي من الذين تعودوا السير في الخطوط الخلفية الذين يقبلون على أنفسهم التأنيب من صغار الناس. حتى أن محمد زهير الصديق أنبه ولامه أكثر من مرة وتقبل ذلك من  دون أدنى تعليق, ولذلك أقول: كل شخص تاريخه يتحدث عنه, يريدون أن يدفعوننا الى مهاترات نحن بغنى عنها, نتطلع الى العمل والى الانتاج وهذه المهاترات أو رمي الأحقاد لن تجعلنا ننجر وننزل الى مستوى خطابهم.

  مع تبدل الظروف السياسية جعلت الفريق الأساسي من القيادات المسيحية خارج الحكم وأعني بها القيادات الموجودة في "14 آذار", اليوم يحاول العماد عون الاستئثار بكامل الحصة المسيحية من التعيينات, من دون مراعاة الكفاءة والاستقلالية في وظائف الفئة الأولى, فهل صحيح ما يتهمكم به هذا الفريق?

  على أساس أننا حكومة "حزب الله" ونغرد خارج السرب?

  يعني بشكلٍ أوضح, هل يسمح رئيس الجمهورية ميشال سليمان للعماد عون الاستئثار بحصة المسيحيين من الوظائف?

  الموضوع لا يتعلق اذا كان رئيس الجمهورية يسمح أم لا, هناك أشخاص في الادارة يتميزون بكفاءة معينة, ويستحقون أن يكونوا في الادارة وفي تلك المواقع وتم اقصاؤهم لأنهم ينتمون الى فريق معين. ونحن لن نتصرف بكيدية, ولا نريد أن نقول لهذا الموظف أو ذاك, لأنك لست معنا فلن نوافق على تعيينك في هذا المركز واستبداله بآخر تابع لنا. الأمور لا تدار بهذه الطريقة, وكل شخص كفء وطموح ونظيف الكف يستطيع أن يطمح الى المركز الذي يريده في اطار الحفاظ على التوازن الطائفي.

ولو أردنا السير بالمحاصصة, لوجدنا أن الفريق الآخر يسبقنا بكثير. الادارة مليئة بالموظفين المسيحيين, ونحن لا نتعاطى بكيدية وانتقائية ولن نتشفى من أحد, الخبرة والممارسة والكفاءة, هي المعيار, طبعاً هناك شواغر كثيرة نسعى الى ملئها والقرار سيكون لمجلس الوزراء.

  عملية الافراج عن الأستونيين السبعة اكتنفها الكثير من الغموض, البعض اعتبرها هدية للرئيس ميقاتي والبعض الآخر رأى فيها صفقة على علاقة بشكلٍ أو بآخر لما يجري في سورية?

  لا أعرف كيف يتعاطى هؤلاء بالسياسة, وهل يعقل أن الفرنسيين, أو الأستونيين, سعوا منذ اختطاف رعاياهم الى عقد صفقة دعماً لهذا الفريق أو ذاك على حساب تعذيبهم واحتجاز حريتهم? في كل الأحوال هذا الموضوع يجب أن يوضح. في الشق الأمني, ما حصل حتى الآن قد يكون مقبولاً, لأن ما جرى تم بعملية أمنية حافظت على سلامة المخطوفين. ولكن يجب أن يوضح للرأي العام من خلال الاستقصاءات والتحريات ظروف وملابسات هذا الاختطاف مع الاشارة الى أن هناك موقوفين في هذا الملف.

  في ظل التحولات العربية الجارية في محيطنا, هل تخشى انتقال الفتنة الى لبنان, وهل سيكون للتطورات في سورية انعكاسٌ على الوضع الداخلي اللبناني?

  نحن لا نعيش في عالمٍ منغلقٍ في لبنان, وكل اضطراب أو حدث يمكن أن يؤثر في الداخل اللبناني. ولكن مسؤوليتنا كيف نحصن أنفسنا تجاه المخاطر التي قد تأتي من الخارج. الحدود مع سورية يجب أن تكون مراقبة بالاتجاهين ولا يجوز أن نعزل أنفسنا عما يجري في الخارج ولا نتدخل بشؤون الغير بشكلٍ مباشر.

  ما روزنامة عملك في وزارة الثقافة وهل هناك أولويات تريد تنفيذها?

  عندما نتحدث عن أولويات نكون قد دخلنا بالمفاضلة, فمن حيث الشكل الوزارة مقسومة الى مديريتين عامتين, وعندما نتحدث عن الأولوية لا يمكن أن نقدم أمراً على آخر ولا نستطيع القول ان الثقافة والفنون أولوية أفضل من الموجودات التراثية, لذلك أعتبر أن كل شيء أولوية.

  الفنانون استمروا عقوداً يطالبون بتنظيم قانون المهنة حتى حصلوا عليه, تبقى آلية التنفيذ, فهل ستتم في عهدك?

  سنتابع هذا الموضوع وآمل أن ينفذ قريباً بعد مراجعة النصوص وامكانية تعديلها اذا لزم الأمر بالتشاور مع المعنيين بهذا الملف بعد اعادة النظر بهيكلية الوزارة.

  ماذا فعلتم في الشق المتعلق بالمحافظة على ثروة لبنان من النفط والغاز في المياه الاقليمية بمواجهة الأطماع الاسرائيلية?

  هذا الموضوع أخذ حيزاً واسعاً جداً في مجلس الوزراء من النقاشات, ونحن سبقنا اسرائيل بارسال الخرائط الى الأمم المتحدة لتثبيت حقنا بمياهنا الاقليمية. هذا الموضوع معني به لبنان وقبرص واسرائيل. ولأن علاقتنا مع اسرائيل مقطوعة, فاننا نسعى الى تثبيت حق لبنان والمحافظة عليه وتسجيله دولياً. وهذا الملف سيتابعه الرئيس ميقاتي شخصياً.