المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 24 تموز/11

إشعيا الفصل 3/13-15/الرب يدين شعبه

الرب ينهض عن كرسي قضائه ويتهيأ ليدين شعبه. الرب يدعو إلى القضاء شيوخ شعبه وحكامهم، فيقول: أنتم الذين نهبتم الكروم وسلبتم المساكين وملأتم بيوتكم ما بالكم تسحقون شعبي وتطحنون وجوه البائسين؟ يقول السيد الرب القدير.

 

عناوين النشرة

*بشري والبطريركية المارونية ودعت طوق

*الراعي استقبل طوق والصايغ واكد العمل لوضع مخطط عام للوادي المقدس لاحياء الحياة الروحية والوجود البشري فيه

*الجميل استقبل وفدين من جبيل وزحلة: ما الغاية من معاودة الحديث عن الحوار في ضوء المواقف من المحكمة والسلاح؟

*النائب السابق مصباح الاحدب: التباس بين كلام ميقاتي وحزب الله حول المحكمة الدولية

*النائب بطرس حرب: موضوع واحد لبحثه في الحوار هو السلاح/اذا كان حزب الله يهمه الاستقرار فليسلم المتهمين

*القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش: عودة الحريري الى لبنان باتت قريبة

*اشكال موضعي في طلوسة بين دورية فرنسية وسكان المحلة

*الشباب اللبناني التقدمي باسل العود نجا بأعجوبة من الهجوم على مخيم أوسلو

*قائد الجيش جان قهوجي عاد الى بيروت شاكراً الدعم والاهتمام/القيادة العسكرية الفرنسية: تنفيذ الانفاقات والتزام قوي بالتسليح

*صحيفة الراي الكويتية: جنبلاط الى تركيا الاسبوع المقبل

*الياس الزغبي: شكيب قرطباوي يمثل وجهة نظر حزب الله في الحكومة وما يحصل عبارة عن كلام من فوق يناقضه الفعل من تحت  

*أفول المسيحيين/ملحم الرياشي/ الجمهورية

*نقاط حمر وصفر /عماد موسى/ لبنان الآن

*طرق بشار الأسد المسدودة/علي حماده /النهار

*جنبلاط في مواجهة الأنصار: كلٌّ يريد حصة

*البطريرك الراعي: البيئتان الطبيعية والبشرية تتكاملان

*النائب نواف الموسوي منوهاً بموقف البطريرك الراعي من هدف اميركا بصنع شرق أوسط يقوم على تفتيت مذهبي: من رعى شهود الزور لا يريد الحقيقة

*فرنسا تؤكد الدعم العسكري للبنان: تجميد اتفاق الصواريخ هو نتيجة للأوضاع الإقليمية

*وزير الداخلية والبلديات مروان شربل: قضية لاسا على سكة الحل

*مسح الأراضي في بلاد جبيل: الغابات والرويس تناشد الراعي الإهتمام

*نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان: الراعي مفوّض منّا حلّ قضية لاسا ولا نريد أن نستولي على أرض أحد

*فارس سعيد: لا لحوار يعطي الشرعية لسلطة الانقلاب.. ويجب النظر لسوريا بعيون ما بعد الأسد 

*14 آذار ترد على قبلان: كلامه استفزازي و"امهز" مارونية مئة في المئة

*قاسم: نحن مع الحوار و حاضرون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية وليس بند سلاح المقاومة

*شربل: دور الحسن السياسي لن يستمر وممنوع على "المستقبل" التدخل بالأمن الداخلي

*الثلثاء 26 تموز بريستول" جديد ل 14 آذار تحت عنوان "العدالة... للاستقرار"

*جبهة النضال الوطني": نرفض أن يضع أي طرف شروطاً تعقيدية على الحوار

*جنبلاط يسعى لتجدييد اتصال "المستقبل" بـ"امل" و"حزب الله"

*النائب جوزف المعلوف: لمُناقشة السلاح غير الشرعي

*لاسا: "الأهالي بالمرصاد لكلّ غاشم/يوسف يزبك"/الجمهورية

*الحوار "الآخر"/نصير الأسعد/لبنان الآن

*ميشال معوض: عون كان ضحية ثقافة "One Way Ticket" حين كان بمواجهة الوصاية ونأمل ألا يدفع الثمن

*الأمور عادت الى طبيعتها بين الحريري وجنبلاط

*أوساط "أمل" لموقع 14 آذار: منصب مدير عام الأمن العام من حق الشيعة.. نستبعد أن تُسند رئاسة جهاز أمن المطار لضابط مسيحي.. ولا شيء يبرر بقاء الحسن في منصبه!   

*النائب زياد أسود: فليقنعي أحد أن ما يجري بسوريا هو ثورة

*النائب جمال جرّاح/فليفسر لنا وزير العدل العوني احد ماذا حصل عندما اسقطت مروحية منذ سنتين واستشهد الطيار النقيب سامر حنا... فهل كانت تجري مناورات مشتركة بين *الجيش والمقاومة ام كان هناك اعتداء على الجيش؟ اي حوار لا يناقش السلاح غير مقبول  

*واشنطن تعتبر أن القرار 1701 فقد قيمته بعد انتقال السلطة إلى حكومة حزب الله/مجلس الأمن: إحياء القرار 1559 لمنع حرب طائفية في لبنان

*قوى المعارضة تنتظر دوراً لسليمان يعيد التوازن/اختبار قدرة الحكومة من شروط الحوار/روزانا بومنصف/النهار

*إسرائيل تهمل شكوى لبنان وتنفرد بحقول الغاز/بقلم سليم نصار/النهار

*قانون الانتخاب النسبي يواجه عقبتين: تقنية... وخلل في تحقيق تمثيل متوازن/محمد شقير/الحياة

*حيث القومية صياح والشرف قتل/سمير عطاالله /النهار    

*سباق بين التطورات في سوريا والتغيير في لبنان/هل تحقّق الحكومة الحالية ما لم تحقّقه غيره/اميل خوري/النهار

*الجمهورية «العربية» السورية/حازم صاغيّة/الحياة

*سوريا: النزف متواصل و"رمضان" على الأبواب/مروان المتني – نيويورك/الجمهورية

*الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من إحتمال وقوع جرائم ضد الإنسانية في سوريا

*سانا: مجموعة تخريبية تستهدف قطارا متجها من حلب إلى دمشق بتفكيك السكة

*الشيخ» وليد المعلم!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*التحالف مع الشيطان: سوريا/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

*تشديد التدابير الامنية  في اوسلو غداة الاعتداءين الداميين اللذين اوقعا 91 قتيلا 

 

تفاصيل النشرة

بشري والبطريركية المارونية ودعت طوق

موقع الكتائب/ودعت مدينة بشري والبطريركية المارونية الخوراسقف يوسف طوق امين سر البطريريكية المارونية، في جنازة رسمية وشعبية حاشدة اقيمت في كنيسة مار سابا بشري بحضور وزير البيئة ناظم الخوري ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والنائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري والوزير نقولا نحاس ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، النواب ستريدا جعجع، فريد حبيب وايلي كيروز، وحضر ايضا المونسينيور باولو بودجيا ممثلا السفير البابوي، رئيس اقليم الجبة بشري الكتائبي ادولف سكر ممثلا الرئيس امين الجميل، النائب خالد زهرمان ممثلا الرئيس سعد الحريري، الوزير السابق ابراهيم الضاهر، النائبين السابقين جبران طوق ونادر سكر، رئيس حركة الاستقلال المحامي ميشال معوض ممثلا النائب السابق نايلة معوض، الشيخ روي عيسى الخوري ممثلا المجلس الماروني العام، المحامي طلال الدويهي ممثلا الرابطة المارونية، رئيس بلدية بشري انطوان الخوري طوق، القنصل العام انطوان عقيقي، النقيب المهندس جوزاف اسحق ، رئيس حركة التغيير ايلي محفوض وممثلين عن القادة الأمنيين ورؤساء بلديات ومخاتير الجبة وفعاليات وحشد من ابناء المنطقة والشمال.

ترأس صلاة الجنازة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وعاونه عدد من الاساقفة الموارنة وكهنة نيابة جبة بشري البطريركية ولفيف من الكهنة ورجال الدين.

والقى البطريرك صفير عظة بالمناسبة بعنوان "كونوا مستعدين لأنكم لا تعلمون ذلك اليوم ولا تلك الساعة" (انجيل ربنا يسوع المسيح للقديس مرقس) نقل فيها تعازي البطريرك الراعي والاساقفة الموارنة الى افراد العائلة، وقال: لقد صحّ قول السيد المسيح في من نودّع اليوم الوداع الأخير - بالغصّة والدمعة، ولكن بالأمل والرجاء- الخوراسقف يوسف الزين طوق، امين سرّ البطريركية المارونية، طوال ما فوق الربع قرن. لقد فاجأته المنيّة وهو مستسلم للرقاد، وما كان يدري، ولا الذين عرفوه واحترموه وأحبّوه، ونحن في مقدّمهم، أنه سيغادرنا في مثل هذه السرعة الى بيت الآب السماوي. لقد صحّ فيه قول الرب" كونوا مستعدّين". وكان مستعدّا لتلك الساعة بحياته، وتقواه، وخدمته.

أبصر النور في بشري، في عائلة عُرف أبناؤها بتمسّكهم بايمان آبائهم وأجدادهم، وببأسهم وقوّة شكيمتهم. وترعرع الى جانب أشقاء وشقيقات على مباديء الدين والأخلاق المسيحية. وتلقّى دروسه الأولية في مدرسة بشرّي، وانتقل بعد ذلك الى المدرسة الأكليريكية في غزير، حيث تلقى الدروس العادية، والى جامعة القديس يوسف في بيروت حيث درس الفلسفة واللاهوت. واقتبل الدرجة الكهنوتية المقدسة، وانصرف الى خدمة النفوس في مدينة بشرّي، والى التعليم في مدرستها الرسمية، ومعاونا للخوري فيليب شبيعة، رحمة الله عليه، في خدمة رعية بشرّي، فكان سليل من أعطت بشرّي من كهنة وخوارنة اساقفة، ولا نذكر من بينهم الا المونسنيور كيروز، والمونسنيور يوسف رحمه، أمين سرّ البطريركية المارونية، ومطارنة وبطريرك، هو البطريرك أنطون عريضة. ثمّ، عندما دعانا الله الى تولّي مقدرات البطريركية المارونية، دعوناه ليكون امين سرّنا. فقام بالمهمة طوال ربع قرن، بما كان عليه من جلد على العمل، وذلك من وجه الدقة والضبط. فكان ساعدنا اليمنى في كل المراسلات والكتابات التي كان علينا أن نقوم بها، وكان ذا نفس طويل، وجلد على العمل، فنظُّمِ اضبارت أمانة السرّ البطريركية. ورافقنا في أحدى سفراتنا الى أفريقيا الجنوبية . وكان يتصّف بالانضباط، ودفء اللسان، والانكباب على العمل. وقد تميّز بتقواه، فكان ينفرد بنفسه كل مساء ليتلو السبحة، وغالبا ما كان يزور القربان الأقدس، ويقوم بالقراءات الروحية. وكان ضنينا بسمعته وبثوبه الكهنوتي لكيلا يعلق به غبار. وانتقل فجأة الى البيت السماوي ليكافئه الكاهن الأسمى، السيد المسيح، خير مكافأة على انضباطه وتفانيه وحرصه على سمعته الكهنوتية.

وختم : انا باسم صاحب الغبطة البطريرك بشاره الراعي الكلي الطوبى، وباسمنا، وباسم أصحاب السيادة السامي احترامهم، والكهنة الأجلاّء، نتقدّم بالتعزية القلبية من أشقّائه وشقيقاته وعمّه وابناء عمّيه، وعمته، وخاله وعائلات أخواله، وخالتيه، وسائر ذويه وأنسبائه، بالتعزية القلبية، سائلين الله أن يتغمّد روحه الطيبة بوافر العفو والرضوان، ويسكب على قلوب الذين فُجعوا بفقده بلسم العزاء.

وكان جثمان الراحل قد سجي في كنيسة مار سابا حيث تقبل افراد اسرته ونائبا بشري ستريدا جعجع وايلي كيروز والنائب السابق جبران طوق والوزير السابق ابراهيم الضاهر والمحاميين روي عيسى الخوري وبطرس سكر التعازي. وقد رفعت في بشري الرايات السوداء واليافطات التي تعزي بالراحل.

وكان البطريرك الراعي قد تراس صلاة وضع البخور عن نفس الراحل في كنيسة الكرسي البطريركي في الديمان خلال نقل الجثمان من بكركي الى مسقط رأسه في بشري.

 

الراعي استقبل طوق والصايغ واكد العمل لوضع مخطط عام للوادي المقدس لاحياء الحياة الروحية والوجود البشري فيه

 وطنية - الديمان - 23/7/2011 أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "أن العمل يتركز حاليا على استجماع مختلف الاوراق والدراسات المتعلقة بالوادي المقدس توصلا الى وضع مخطط عام للوادي، يلحظ بالأولوية انعاش الحياة الروحية فيه، وتنمية الوجود البشري وتعزيز مقومات الحياة الكريمة في الوادي، والمحافظة على تراث الحجر فيه".

كلام البطريرك جاء خلال استقباله وفد رعية وادي قنوبين، في حضورالمطرانين سمير مظلوم وبولس صياح، مختار القرية طوني خطار، رئيس جمعية وادي قنوبين في استراليا ريمون يونان وحشد من الاهالي، وقدم الوفد للبطريرك صورة تتويج سيدة قنوبين ثم مذكرة مطلبية تناولت "واقع الحرمان الذي تعانيه القرية وعدم قيام أية مبادرة انمائية ترسخ الاهالي في ارض الاباء والاجداد منذ ان صنفت القرية على لائحة التراث العالمي سنة 1998". وعرضت المذكرة ل"التطبيق الكيفي والتعسفي لتصنيف الوادي، وهو تطبيق قيد الحركة العمرانية ويهدد بافراغ الوادي كليا من سكانه"، وطالبت ب"توفير الحد الادنى من مرافق الخدمات لتعزيز مقومات الحياة والرسوخ في الارض، وذلك بما ينسجم مع خصوصية الوادي التراثية".

كما كانت رسالة من "ابناء وادي قنوبين المنتشرين" تلاها رئيس جمعيتهم، شددت على "التعلق بارض الاباء والاجداد والحرص على العودة اليها".

ورد الراعي بكلمة رحب فيها بابناء وادي قنوبين "الذين عاش آباؤهم واجدادهم مع البطاركة الموارنة منذ العام 1440 ولا يزالون حتى اليوم يكملون مسيرة الحياة المشتركة هذه". وقال: "ملف الوادي حيوي وهام ونحن نوليه كل الاهتمام، والعمل يتركز حاليا على استجماع مختلف الاوراق والدراسات المتعلقة بالوادي لكي نستخلص مخططا عاما له يضيء التوجه المستقبلي والرؤية التي سنعمل بموجبها، ومع هذا المخطط المنشود ننطلق بالوادي الى الاهتمام الحقيقي بمشاركة جميع المعنيين من الهيئات الكنسية والزمنية ومن القطاعين الرسمي والاهلي".

أضاف: "في اولويات المخطط المنشود اعادة احياء الحياة الروحية في الوادي التي طبعت كنيستنا المارونية واعطتها خصائصها الروحانية الفريدة، والى هذه الحياة يجب العمل على الانتقال بتراثنا التاريخي الموروث الى عالمنا المعاصر وتوظيفه في سياق حياتنا العصرية، وبالتالي تنمية مقومات رسوخ ابناء الوادي وتطوير ظروف عيشهم بصورة تنسجم وخصوصيات الوادي كإرث ثقافي باق للانسانية جمعاء".

وتابع البطريرك: "ان الكنيسة لا تريد بيوتا مهجورة بل عامرة، ولا تريد اراض بائدة بل مزدهرة بالخير، لذلك يجب العمل على تنمية الوجود البشري في الوادي كأحد الاوجه الاكثر غنى لهذا التراث الكبير الذي يختزنه هذا الموقع الفريد، وذلك على قاعدة التوفيق بين حقوق البشر في الحياة الكريمة ومقتضيات المحافظة على فرادة الموقع وخصوصيته".

واستقبل الراعي في الديمان المهتمين بملف الوادي، في حضور المطران سمير مظلوم، كما التقى خادم رعية زغرتا اهدن الخوري يوحنا مخلوف وعضو مجلس بلدية زغرتا انطونيو يمين، وقد عرض مخلوف للبطريرك كتابه السادس من سلسلة "منائر اهدنية" بعنوان "يوسف بك كرم ايقونة وقربان على مذبح الوطن"، ثم استقبل النائب السابق جبران طوق الذي عرض معه زيارتيه المرتقبتين الى كل من بشري والارز. وكان البطريرك ترأس اجتماعا خصص للبحث في شؤون المدارس الاكليريكية المارونية في غزير وكرم سدة وكفرا عين سعادة، في حضور المشرفين على هذه المدارس المطارنة انطوان نبيل العنداري وبولس مطر وجورج بو جودة ورؤسائها والمونسينيور مارون عمار والخوري نعمة الله حديد والخوري عصام ابي خليل". وظهرا استقبل الراعي مستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور داوود الصايغ الذي نقل اليه تحيات الحريري، ثم التقى القاضي جوزيف صفير.

 

الجميل استقبل وفدين من جبيل وزحلة: ما الغاية من معاودة الحديث عن الحوار في ضوء المواقف من المحكمة والسلاح؟

وطنية - 23/7/2011 سأل رئيس حزب "الكتائب" الرئيس امين الجميل امام وفد اغترابي يشارك في اعمال المؤتمر الاغترابي الكتائبي عن "الغاية المرتجاة من معاودة الحديث عن الحوار، في ظل تصنيف البعض اولا:المحكمة الدولية باداة تحكم وانتقام في يد الادارتين الاميركية والاسرائيلية، ما يدعو الى نسفها وادانتها بقوة. وثانيا:السلاح بالسرمدي والابدي والمقاومة بالاسلامية والاحادية الجانب ذات الاهداف المحددة، ما يجعل مسألة التداول بهما مرفوضة لا بل ممنوعة، ما يعني بصورة أو باخرى، الاستئثار بقرارات السلطة التنفيذية الحالية التي ولدت تحت ظروف فئوية جد معروفة وبالتالي الانقضاض على التفاهمات الوطنية والتقاليد المعمول بها ضمنا".

وذكر بمشاركة حزب "الكتائب" في مجمل المؤتمرات الحوارية الخاصة بلبنان وانفتاحه على الفئات السياسة كافة، سيما تلك التي هي راهنا في المقلب الاخر، ما من شانه بلورة قواسم مشتركة والوصول الى حد ادنى من التحصين الوطني والمسيحي في آن معا"، وراى أن "المطلوب عمليا هو ارساء مداميك التواصل البناء ذا النتيجة الاكيدة، بعيدا عن محدودية تبادل المواقف العقائدية الجامدة". وأضاف: "أن الكتائب اللبنانية، ليست على استعداد للدخول في جدل بيزنطي في ما خص طبيعة اجناس الملائكة، وما على رئيس الجمهورية ميشال سليمان سوى تشكيل فريق من الاخصائيين لبحث المواضيع الخلافية وجدولتها وايجاد سبل الحلول الناجزة لها، ما يؤكد ان "الكتائب اللبنانية" ليست بجماعة سلبية او عقيمة، كما انها لن تكون بالدرجة الاولى، مطية لامرار بعض الملفات البعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية العليا دون سواها" من جهة اخرى، عاد الرئيس الجميل بالذاكرة الى مرحلة ما اسماه ب"بدايات التحضير لثورة الارز" وتحديدا الى اولى اللقاءات الاغترابية في الخارج، سيما في الولايات الاميركية المتحدة، كندا، استراليا، اوروبا وافريقيا وحتى دول الخليج العربي، حيث سارعت الكتائب انذاك الى المبادرة والتحرك، على الرغم من تعرضها لشتى انواع الصلب والتقهقر والنسف المبرح، غير ان التحدي الاكبر، قد تجلى واضحا في ضرورة الابقاء على الشعلة مضاءة كما على القضية متقدة في القلوب".

ونفى "صفة العمل الانشائي عن ذكرى 14 اذار 2005، التي هدفت بالدرجة الاولى، الى التأكيد على استمرار مفاهيم واندفاعة وتصميم المدرسة الكتائبية وبالتالي تكريس الايمان بلبنان وطن الرسالة والانسان والحريات لجميع ابنائه، هذا دون اغفال الوفاء للتضحيات" مؤكدا "حاجة لبنان وحزب الكتائب الماسة الى عالم الاغتراب، الذي لا بد له هو الحامل الشارة الكتائبية من ترسيخ سلة تواصله مع حكومات الدول ذات الشأن المقيم فيها، ما يسمح بتشكيل لوبي لبناني واسع الصلاحيات والامكانات في سعي لإرساء سبل المساعدة في المجالات كافة، الحقوقية منها، الاجتماعية والانسانية".

وختم الجميل مشددا على "اهمية الحضور الاغترابي في الخارج وذلك اسكتمالا لما يسعى اليه حزب الكتائب راهنا من تأمين اكبر مروحة من الانتشار والانفتاح، ما يحتم على المغتربين والمتحدرين من اصل لبناني الاعداد المباشر لمخطط عمل واضح البنود والاهداف الواجب اتمامها لما فيه المصلحة الوطنية العليا".

وكان الوفد الاغترابي زار أضرحة الرئيس المؤسس الشيخ بيار الجميل والرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل والوزير الشهيد الشيخ بيار الجميل حيث تم وضع اكاليل من الزهر وفاء لذكراهم وذكرى شهداء حزب الكتائب.

استقبالات الجميل

وكان الرئيس الجميل قد استقبل في دارته في بكفيا قبل ظهر اليوم وفدا من منطقة جبيل وبلدة غابات الجبيلية برئاسة رئيس الاقليم روكز زغيب وطرحوا للرئيس الجميل موضوع التعدي على الاملاك في لاسا وفي افقا، الامر الذي بات يؤثر ايضا على عدد من القرى والبلدات المختلطة.

كما تمت اثارة موضوع التعدي على املاك وقف مار عبدا وبعض الاملاك الخاصة في بلدة أفقا والعائدة لآل كرم وآل الراعي، كما استنكر الحاضرون رفض البعض لتطبيق قرارات النيابة العامة بوقف التعدي على الاملاك كما طالبوا ايضا بضم ملف افقا الى ملف بلدة لاسا ليكون الحل شاملا.

كما استقبل الرئيس الجميل ظهر اليوم ايضا وفدا من فاعليات مدينة زحلة الدينية والاجتماعية برئاسة الاب عبدالله سكاف والسيد رولان خزاقة وبحضور النائب ايلي ماروني ورئيس اقليم زحلة الكتائبي بيار مطران والذي قدم لرئيس الكتائب دعوة لحضور احتفال التسليم والتسلم بين المطرانيين آندره حداد وعصام درويش.

وقد شكر الرئيس الجميل الوفد على حضوره مثمنا "العاطفة الكبيرة التي يكنها اهل المدينة له وللحزب ووضع امكانات الحزب في تصرف المدينة واهلها" منوها ب"عطاءات المطران حداد في مراحل كثيرة اجتازتها المدينة والوطن".

 

النائب السابق مصباح الاحدب الاحدب: التباس بين كلام ميقاتي وحزب الله حول المحكمة الدولية

وطنية - 23/7/2011 رأى النائب السابق مصباح الاحدب، خلال استقباله زوارا في منزله في بيروت، "ان الحكومة اللبنانية هي حكومة اللون الواحد، وقد تشكلت دون رضى مصدر السلطات وهو الشعب اللبناني، لذلك يجب اسقاطها، داعيا المعارضة الى تنظيم صفوفها وفتح الملفات الامنية والمعيشية ومتابعتها ووضع استراتيجية واضحة بنقاط محددة واشراك الهيئات السياسية والنقابية والاقتصادية والمدنية لمواجهة الحكومة. واعتبر ان هذه التركيبة الحكومية غير المتجانسة لا تملك مصداقية لمكافحة الفساد، متسائلا هل الوزير محمد الصفدي مخول الاصلاح، وهل ستقوم هذه الحكومة بالتعيينات بعيدا عن المحاصصة؟. واكد ان ثمة التباسا داخل الحكومة بين كلام الرئيس نجيب ميقاتي الذي يؤكد التزامه بالمحكمة الدولية، وبين كلام الفريق المقرر وهو "حزب الله" الذي يرفض المحكمة الدولية، مشددا على ان الكلام المعسول والمخارج اللفظية للرئيس ميقاتي لم تعد حلا فهو لا يستطيع ان يقول للشارع الداخلي انه لا يريد المحكمة، معتبرا ان الكلمة الفصل في هذا الموضوع يجب ان تكون لغالبية الشعب اللبناني المتمسك بالمحكمة والذي يرفض استغلالها لصالح طرف ضد اخر.

ورأى ان "لا فائدة من الحوار اذا كان الهدف منه فرض وجهة نظر حزب الله علينا"، مشيرا الى ان النقاط التي اتفق عليها بالاجماع على طاولة الحوار لم تنفذ، وان السلاح استخدم في الداخل لتغيير المعادلة السياسية، وان التسلح في البلد لا يزال قائما، متسائلا هل بامكان الرئيس ميقاتي ووزراء طرابلس ان يصنعوا توازنا لسحب السلاح من يد الجميع، وان يعطوا التوجيهات للمؤسسات العسكرية لحماية كل اللبنانيين، ام انهم سلموا بهيمنة فريق مسلح على الشعب باكمله.

ونوه الاحدب بجرأة الرئيس سعد الحريري واعتبر ما قاله نقطة انطلاق، "ولكننا بحاجة الى ان ينسحب هذا الامر على التحركات والقرارات التي يجب ان تتخذ للنهوض بطريقة جديدة نحو حلف سياسي مع الرئيس الحريري ".

 

النائب بطرس حرب: موضوع واحد لبحثه في الحوار هو السلاح

اذا كان حزب الله يهمه الاستقرار فليسلم المتهمين

 وطنية - 23/7/2011 أكد النائب بطرس حرب أن "لبنان لا يعيش من دون حوار" إلا أنه دعا الى "إعادة النظر في جدولته". وقال حرب في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" انه "من غير الممكن أن يستأنف رئيس الجمهورية الحوار على الأسس السابقة" مضيفا "لدينا موضوع واحد يجب بحثه هو سلاح حزب الله والإستراتيجية الدفاعية وتنفيذ ما تم الإتفاق عليه سابقا على طاولة الحوار لأن الأكثرية الحالية ضربت ما تم التوافق عليه سابقا كموضوع المحكمة الدولية". وأضاف حرب:"ان الحوار يجب ان يرسي على قواعد زمنية"، مؤكدا "رفضه الحوار لكسب الوقت". ودعا "رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبعض الوزراء "العاقلين"الى ضبط المسار في مجلس الوزراء للابتعاد عن الكيدية وإملاءات حزب الله". وطالب ب"عدم تحميل الرئيس سليمان قضية لاسا ومسؤولية إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري"، رافضا تصنيفه على أنه "مع قوى الثامن من آذار"، إلا أن حرب تمنى على رئيس الجمهورية أن "يكون أكثر وضوحا في مواقفه". وفي موضوع المحكمة شدد حرب على ان "من واجب الدولة أن تؤمن ظروف العدالة والمحاكمة العادلة والدفاع عن المتهمين" سائلا "إذا كان حزب الله يهمه إستقرار لبنان أليس من الأفضل ان يسلم المتهمين؟". وأشار الى ان "موقف حزب الله واضح من المحكمة الدولية بعد تأكيد أمينه العام السيد حسن نصر الله أنه لن يتم تسليم المتهمين أو محاكمتهم ولو بعد مرور ثلاثمئة عام". وقال: "إن بين ما يقوله الرئيس ميقاتي وما يقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فإنه ميال أن يصدق كلام نصر الله"، مضيفا "إن رئيس الحكومة يعبر عن تعاونه مع المحكمة إلا أنه عاجز أن يجسد هذا التعاون على صعيد الحكومة".

الوزير حرب الذي أكد ان "ما من مصلحة أحد أن يفرض قانونا للانتخابات"، دعا الى "عدم اللعب بهذا القانون"، مشددا على أنه "ضد ان يكون لبنان دائرة واحدة وعلى أساس النسبية والافضل الصوت الفردي ما يؤدي الى صحة وفاعلية التمثيل". وقال: "إن قانون الإنتخاب هو من القضايا الأساسية التي تحتاج الى ثلثي الأصوات داخل الحكومة".

وفي موضوع لاسا أكد حرب ان "الخلاف قديم"، مشيرا الى أن "الدولة وقفت عاجزة أيضا أمام الأراضي التي تمت السيطرة عليها في الضاحية"، وقال: "إن الناس تطرح السؤال عن أحقية فريق لديه سلاح أن يستعمله حجة ليتمادى ويعتدي على حقوق اللبنانيين الآخرين" لافتا الى "وجود قسم من اللبنانيين يحاولون القول إن الأنظمة مرفوضة ويعملون على تعديلها بالقوة"، كاشفا عن "فضائح سيعلن عنها في وقت لاحق منها محاولات غش في الإمتحانات ناتجة عن شعور طرف بالقوة".

 

القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش: عودة الحريري الى لبنان باتت قريبة

 وطنية - 23/7/2011 اكد القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش "ان وعود رئيس الحكومة بالقبض على المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لن تتحقق طالما ان القوى الحاكمة والنافذة في الحكومة اعلنت انها لن تسلم هؤلاء"، مشيرا الى "ان الامور تتجه الى المحاكمة الغيابية في الخريف المقبل". واشار في حديث ل"صوت لبنان" الى "ان اللقاء الحقوقي المزمع عقده يوم الثلاثاء في البريستول سيؤكد ان المحكمة والعدالة هما الأساس للوصول الى استقرار طويل الأمد"، وكشف "ان هناك لقاءات ستحصل قريبا على مستوى قيادات قوى الرابع عشر من آذار بعد عودة الدكتور جعجع لاطلاق حركة جديدة على مستوى المعارضة". كما اكد "ان عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان باتت قريبة وعلى ابواب شهر رمضان المبارك".

 

اشكال موضعي في طلوسة بين دورية فرنسية وسكان المحلة

المركزية – ابلغ مصدر امني في الجنوب "المركزية" ان اشكالا وقع في بلدية طلوسة الحدودية بين دورية للوحدة الفرنسية في اليونيفيل دخلت عن طريق الخطأ طريقا ترابية في البلدية وبين المواطن ح.خ.ت. واولاده الذين منعوا الدورية من اكمال طريقها بحجة ان آلياتها احدثت سحبا من الغبار دخلت الى بيوتهم المجاورة.

واكد المصدر ان الدورية عادت الى مركزها لافتا الى حضور الجيش وقوى الامن الداخلي الى المكان حيث فتحوا تحقيقا لمعرفة الدوافع والاسباب الا انه دعا الى عدم تضخيم ما جرى وحصره في اطار التلاسن البسيط الذي انتهى في وقته باعتبار ان لا خلفيات للاشكال في ما يرفض مصدر في اليونيفل التعليق واصفاً الامر في اطار الحادث العابر.

 

الشباب اللبناني التقدمي باسل العود نجا بأعجوبة من الهجوم على مخيم أوسلو

المركزية- طمأن وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الى ان الجالية اللبنانية في النروج بخير، وقال في حديث متلفز انه إتصل بسفير لبنان في استكهولم وعلم منه أن لا ضحايا لبنانيين جرّاء الإنفجار الذي استهدف مخيم الشبيبة قرب أوسلو. وذكرت لمؤسسة اللبنانية للإرسال، أن مسؤول قطاع الجامعات في منظمة الشباب التقدمي باسل العود كان مشاركًا في مخيم الشبيبة الذي تم الهجوم عليه قرب أوسلو أمس. ونقلت عن العود قوله إنه "عند لحظة الهجوم على المخيم من قبل أحد الاشخاص كنت موجودًا في إحدى الغرف، وعندما سمعت اطلاق النار نظرت من النافذة فرأيت شخصًا يرتدي بزة شرطة ويقوم بإطلاق النار من رشاشين على المشاركين في المخيم، فأسرعت بالخروج من غرفتي وهربت مع البعض عبر الغابات المحيطة بالمخيم إلى أن وصلنا إلى نهر قريب فرمينا بأنفسنا فيه إلى أن وصلنا سباحة إلى أحد القوارب السياحية وتمكنا من النجاة."

 

قائد الجيش جان قهوجي عاد الى بيروت شاكراً الدعم والاهتمام

القيادة العسكرية الفرنسية: تنفيذ الانفاقات والتزام قوي بالتسليح

المركزية- أعربت القيادة العسكرية الفرنسية عن ثقتها الكاملة بدور الجيش اللبناني وقيادته في حماية مصالح لبنان والحفاظ على الاستقرار المحلي والإقليمي، منوهة بأدائه المميز في عملية إجلاء المواطنين اللبنانيين خلال احداث ساحل العاج الأخيرة، ومؤكدة مواصلة تنفيذ الاتفاقات المعقودة مع الجيش اللبناني سابقاً، والتزامها القوي تقديم الدعم له في مجالات.

وشكر قائد الجيش العماد جان قهوجي للقيادة العسكرية الفرنسية اهتمامها اللافت بموضوع تعزيز قدرات الجيش اللبناني وتمسكها بالعلاقات التاريخية التي تجمع الجيشين اللبناني والفرنسي والارادة الصادقة بتطويرها على مختلف الصعد. عاد قهوجي والوفد المرافق مساء أمس الى بيروت، بعد زيارة لفرنسا استمرت اربعة أيام، عقد خلالها اجتماعات عمل عدة في الكلية العسكرية مع رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الأميرال ادواردو غوييو الذي قلده وسام جوقة الشرف من رتبة كومندور، اضافة الى لقاء مع رئيس الأركان الخاصة برئيس الجمهورية الفرنسية الجنرال بنوا بوغا في الاليزيه، ومسؤولين عسكريين رفيعي المستوى، كما شملت الزيارة جولات في عدد من الوحدات العسكرية الكبرى، من بينها القاعدة الجوية في Villacoublay، والقاعدة الجوية – البحريةفي Hyeres وكل من القاعدة البحرية ومدرسة الغطس في Toulon، بالاضافة الى مركز التدريب القتالي في منطقة Sissone.

وتخلل الزيارة حفل عشاء تكريمي اقامه سفير لبنان بطرس عساكر على شرف قائد الجيش، في حضور الاميرال غوييو وسفير الجامعة العربية في باريس الدكتور ناصيف حتي وعدد من كبار الضباط والمسؤولين. وشدد الجميع في كلماتهم على الروابط المتينة بين لبنان وفرنسا وجيشهما، وضرورة العمل على تعزيزها، بما يخدم المصالح المشتركة لكلا الشعبين الصديقين.

 

صحيفة الراي الكويتية: جنبلاط الى تركيا الاسبوع المقبل

المركزية- كشفت صحيفة "الراي" الكويتية ان رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط كان تلقى دعوة لزيارة تركيا تزامنت مع وجوده في روسيا، وهو يعتزم تلبية هذه الدعوة والتوجه الى انقرة مطلع الاسبوع المقبل، في اطار حركته الواسعة التي كانت حملته في اوقات مختلفة الى فرنسا وقطر.

 

الياس الزغبي: شكيب قرطباوي يمثل وجهة نظر حزب الله في الحكومة وما يحصل عبارة عن كلام من فوق يناقضه الفعل من تحت  

سلمان العنداري

علّق الكاتب السياسي الياس الزغبي على تصريح وزير العدل شكيب قرطباوي الذي أعلن فيه أن "مجلس الوزراء هو الذي يقرر في موضوع مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الدولية"، فاعتبر ان " تصريح وزير العدل جاء خارج اي عدل واي عدالة، والجدير ذكره انه صادر عن رجل قانون وعن نقيب سابق للمحامين كان يجب عليه ان يكون مدركاً لحقائق الارتباطات الدولية والبروتوكولات المعقودة بين لبنان والمحكمة الدولية من جهة، وبين لبنان ومجلس الامن من جهة اخرى من خلال القرار 1757".

الزغبي وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني، اعتبر ان " تصريح قرطباوي جاء مناقضاً لنص الإتفاقية المبرمة بين المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وبين الحكومة اللبنانية التي حصرت عملية البت بالمراسلات والمذكرات التي تصدر عن المحكمة بالنائب العام التمييزي في لبنان وذلك استناداً للبروتوكولات المعقودة، وبالتالي فلا دخل للحكومة بأي شكل من الاشكال في موضوع مذكرات التوقيف".

واضاف الزغبي: "وزير العدل الجديد أخطأ مرتين في تصريحه: مرة في قراءته للقانون وفي معرفته القانونية، ومرة اخرى بالتقدير السياسي. لانه دون ان يقصد، دفع الامور الى تسييس المشكلة وجعلها مادة سياسية داخل مجلس الوزراء، وهذه مسألة شديدة الخطورة". وتابع: "على وزير العدل ان يصغي الى الانتقادات القانونية والدستورية التي صدرت وستصدر تباعاً رداً على كلامه، وعليه ان يستدرك الخطأ الفادح والجسيم الذي ارتكبه من خلال تصريحه في تجيير مسألة القرار الاتهامي والمحكمة الدولية على طاولة مجلس الوزراء".

وعن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لاحظ الزغبي تناقضاً واضحاً بين مواقف الرئيس ميقاتي من جهة وبين ما يقوله "حزب الله" من جهة اخرى، وسأل: "لمن ستكون الغلبة والكلمة الاخيرة في الحكومة على وقع هذا التناقض الظاهر؟...

واضاف: "الجواب سهل اذا اخذنا بعين الاعتبار ان "حزب الله" يفرض اولوياته على الحكومة منذ التشكيل والتأليف وصولاً الى التعيينات الامنية الحساسة والتعاطي مع المحكمة، نجد انه يفرض على الحكومة الجديدة سياسته ونظرته ورؤيته على كل المستويات والصعد".

ورأى الزغبي ان "شكيب قرطباوي يمثل وجهة نظر "حزب الله" اكثر مما يمثل وجهة نظر الرئيس ميقاتي في الحكومة، على اعتبار انه ينتمي الى تحالف عميق بين التيار العوني والحزب، ومن اجل ذلك تجاهل علمه القانوني ومعرفته الحقوقية وذهب الى مقاربة موضوع المحكمة باجراءات ومواقف سياسية، وهو امر سيء وخطير بالنسبة لشخص ينتمي الى عالم الحقوق والقانون، ومن شأن هذه السياسة ان تؤدي الى تعميق هوة التناقض بين ميقاتي وحزب الله".

الزغبي وفي حديثه لم يستبعد ان يكون التباين الواضح في المواقف بين "حزب الله" والرئيس ميقاتي مدروساً ومتّفق عليه باعتباره تكتيكاً لتوزيع الادوار، "وكأن حزب الله المدرك لخطورة مواجهة المجتمع الدولي والامم المتحدة، ترك هامشاً من الحرية ومن الكلام الشكلي للرئيس ميقاتي الذي لا يلزم الحكومة التي يسيطر عليها، وبالتالي يمكن القول ان ما يحصل عبارة عن كلام من فوق (للرئيس ميقاتي) يناقضه الفعل من تحت (من قبل حزب الله) لا اكثر ولا اقل".

وشدد الزغبي على انه "ليس امام الرئيس ميقاتي الكثير من الوقت في ما يتعلق بالمحكمة الدولية ومصير مذكرات التوقيف، ولن يكفي الهروب الى الامام والقول بان الاجهزة المختصة لم تعثر على المتهمين ولن تتمكن من القبض عليهم، على اعتبار ان هذا النوع من التبرير لا تفهمه المحكمة التي تتعاطى في لغة عدلية وقانونية واضحة وصارمة".

واضاف: "يتعين على لبنان ان يقدم اثباتات حسية على جديته في التعاطي مع مذكرات التوقيف، وان يقوم بواجباته على اكمل وجه، وان يطبق قرارات مجلس الامن ذات الصلة بالمحكمة الدولية، وبالتالي فعلى الرئيس ميقاتي ان يثبت هذه الجدية والا سيكشف نفسه امام الرأي العام والعالم".

وعن تصريح المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز حول امكانية وقوع صدامات طائفية في لبنان على خلفية تطور الاوضاع في سوريا، قال الزغبي ان "ويليامز يسند تصريحه على معطيات، فهو يعرف من خلال حركته الدائمة في بيروت، واتصاله بجميع الفرقاء ان هناك مناخاً ما بدأ من سوريا ويمكن ان يتمدد الى الداخل اللبناني، خاصة وان النظام يشعر انه في مازق من خلال الثورة الشعبية، ومن الممكن ان يدفع باتجاه صدامات طائفية في الداخل السوري، تنتقل في ما بعد الى الداخل اللبناني عبر تأجيج الفتنة والتعصب والتقاتل".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

أفول المسيحيين 

ملحم الرياشي/ الجمهورية،

لم تكن صدفة ان يدخل الربيع العربي خلسةً الى لبنان، وبشكل خاص الى الواقع المسيحي المخصيّ فكرياً على وقع الاغتيالات المحبطة (بكسر الباء) والمدجّن روحياً، بعدما كانت شعلة نصرالله صفير تستنهضه وتحييه؛ هذا الواقع الذي انقلب يوماً على التتريك، وساهم في نهضة العرب يوم كان المسلمون العرب، يرتجفون من هاجس السلطنة، ويوم كان العرب قد نسوا معنى الربط بين العروبة القضية، وبين الارض التي انجبت حضاراتٍ متعددة ضاربة في عمر التاريخ، لتشيخ ما شاخ التاريخ.

لكن المفاجأة المحزنة، ان يسعى المسيحيون الى التقوقع على ذاتهم، بحثاً عن مسـحٍ لأرض وعبر "تمسيح الجوخ"، وحضورٍ كنسي رفيع بل كبير، في ازمـةٍ صغيرة... بل ضئيلة.

من قال ان على المسيحيين ان يسعوا الى التلجئة على أبواب الآخر، سعياً ذمياً الى حق؟ ومن قال ان على المسيحيين الذين واكبوا وفرضوا وأقاموا صرح الحرية في المشرق، انطلاقاً من لبنان، ان يتلبدوا مرتبكين امام ارتكابات الديكتاتوريين، من أبعدهم الى أعتى هؤلاء؟ كأن الذين سقطوا منهم، خسروا حياتهم، وخسروا كذلك غائية سقوطهم، فتحولوا من شهداء لاجل قضية، الى كمية من الاموات، على حافة قدرٍ غادر. لم يكن هذا يوماً دور المسيحيين، ولم يكن يوماً على هؤلاء ان يخافوا حركة الشعوب، وكأنها مؤامرة او عارٌ على دورهم، وما هي الا استكمالٌ لحضورهم، فلا يستحيلوا مجموعة بشرية بيولوجية مجاهدة لاجل بقاءٍ يتماهى مع سواه من الاقليات.. الجاهدة الى البقاء.

ليس المسيحيون أقلية، الا ذا اعتبروا انهم مختلفون. قد يكونون مميّزين، او مخالفين، او ساعين الى تغيير يشبه بعدهم الحضاري، لكنهم في أساس الحق وصلب الحقيقة، ولا يمكن الا ان يكونوا كذلك، وما نفعهم اذا قرروا ان يعتمروا قبعة الجذور في "براد" مثلاً، والسوس يغزو هذه الجذور، او ان يستغلّوا مياه الميرون، والروح طافحة لمصالحَ وغاياتٍ تشتدّ عليها الاهوال والانواء فتخضع وتستغيث وتلجأ خائفة حيث اللجوء هوانٌ وذلّ، او فلنكن اقل قساوة، حيث اللجوء.. لا يليق! قلبُ العالم المشرقي ينتفض ثورات على ذاته، ضد مثلث الطوق الخانق، من إسرائيل الى ايران والى تركيا، ولو احتاج الاخيرة، كما احتاج المسيحيون يوماً سوريا في حربهم ضد الفلسطينيين؛ هذا القلب المشتعل ثورةً فرضها تطور التكنولوجيا، وفرضها تراكم الحزن والكبت، وأحيتها قاعدة هرمية عريضة، لشبابٍ لم يتجاوز الثلاثين. شبابٌ يقولون "لاءهم" من دون ان يلجأوا الى عقيدةٍ رافضة، او الى فكرٍ مستورد، او الى معارضاتٍ متهالكة، ولو صادقة. شبابٌ يريدون فقط ان يقولوا لا للاستعباد، وعلى امتداد هذا العالم العبد. قد تكون البدائل صعبة، انما ليست معدومة، لكن هؤلاء يعرفون ماذا يفعلون. وما على المسيحيين، "المختمرين" في الديموقراطية، الا ان يعلّموا هؤلاء الحرية، ويستعيدوا منهم ما فقدوه هم، بحكم الخوف والتخاذل... ألإيمان والشجاعة!

 

نقاط حمر وصفر

عماد موسى/ لبنان الآن

في خطابه الأول على منبر مجلس النواب عقب الإنتخابات النيابية العام 2005، وتحديداً في 29 تموز وقبل "كتب كتاب" الحزب على التيار في 6 شباط من العام 2006، طالب رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون بتحديد المناطق والمربعات الخارجة عن سلطة الدولة وساد وقتها هرج ومرج واشتباك كلامي بين نواب من التيار الحر (آنذاك) والحزب الإلهي (في كل حين) لم يتطور إلى ملاسنة كالتي شهدناه بين شبل "البعث" النائب المهندس الجيولوجي عاصم قانصو وبين النائب خالد الضاهر، ولا قاربت أدب التخاطب كما جسّده رد النائب نواف الموسوي على الزميل البليغ نهاد المشنوق.

في تموز العام 2005 وفي مناقشة بيان حكومة الرئيس السنيورة الأولى تناول عون مسألة المخفيين قسراً في سورية، واللاجئين إلى إسرائيل وتطرّق الى استكمال تحرير الارض اللبنانية، فطالب "من الحكومة فورا وضمن جلسة المناقشة، ان تحدد لنا الحدود اللبنانية بالضبط وما هي بقع الارض غير المحررة، حتى نعرف حدودنا والاراضي التي علينا تحريرها مع الظروف الموضوعية التي تجعل المقاومة تسلم سلاحها الى القوى المسلحة اللبنانية. وهكذا تكون الدولة اللبنانية مسؤولة في صورة نهائية عن الامن والدفاع عن الوطن". ونظراً لأهمية الخطاب، الصالح للإستعمال أيضاً في تموز الـ2011 أمل جنرال العصور من وزير الداخلية أن يعطيه "خريطة أمنية ويضمنها النقاط الحمر المنتشرة على مختلف الاراضي اللبنانية والتي هي محرمة على قوى الامن الداخلي وعلى القوى العسكرية".

لم يلب وزير الداخلية حسن السبع طلب العماد ميشال عون لأسباب لم يوضحها. ولا بأس أن يكرر عون الطلب من الوزير مروان شربل فلا يضيع حق وراءه مطالب وقد باتت النقاط المحرّمة على الأمن الداخلي عملياً تغطي كل المناطق الواقعة سياسياً وأمنياً تحت سلطة "المقاومة الإسلامية"، أو تلك التي ترتفع فيها الأعلام الصفر دون سواها والتي يتوسطها كلاشينكوف روسي الصنع إيراني الهوى: قرى ودساكر وشوارع وشطآن ومدناً ومساحات نفوذ وغيتوات وأحياء. كل البيئات الممانعة سواء في رشكيدة (قضاء البترون) أو الزعيترية (قضاء المتن) أو لاسا (قضاء جبيل) إلى ثلاثة أرباع الجنوب، وجزء من الفيحاء ونصف البقاع وضاحية بيروت.  وكل المناطق والبيئات الحاضنة للمخالفات والإعتداءات والإستقواء والقدرة على شل مرافق حيوية التي يكون فيها الأمن بالتراضي أو لا يكون. وكل المراكز الفلسطينية خارج المخيمات التي تحظى برعاية سورية - إيرانية منها في تلال الناعمة المواجهة لعكا، وقوسايا المركز المتقدم لاستعادة فلسطين ما قبل حدود الـ1967 التي اعترفت بها سورية ويرفضها أبو موسى. وفي لاسا، إكتشف اللبنانيون مؤخراً أن القانون لا شيء. وبوقفة عنفوان تُمسح الأرض بالمسّاحين المتآمرين. الحق في لاسا إلى جانب القوة المستمدة من مرجعيات دينية وإيديولوجية ومقاوماتية، ومقابل تحرّك "حزب الله" للمعالجة على طريقته إنبرى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان محذراً من مؤامرة على لاسا سيتصدى لها شخصياً، متحدثاً عن وثائق وحجج يمتلكها الأهالي (الشيعة طبعاً) من دون أن يبرز وثيقة واحدة، واضعاً القضية في عهدة البطريرك الراعي... لا القضاء. لاسا اليوم منطقة جديدة عاصية على القانون ورجاله وتحتاج أن تُعلّم على الخريطة اللبنانية  بنقطة حمراء ونقطة صفراء. والجنرال عون، من موقعه، قادر على معالجة كل ما كان مستحيلاً من نقاط قبل ستة أعوام ونقطة على السطر.

 

طرق بشار الأسد المسدودة

علي حماده /النهار

مهما حاول النظام في سوريا المكابرة بتمترسه في حالة انكار سياسية تامة، فإن الحقائق على الارض راسخة، وتؤكد ان الثورة تتمدد في كل مكان، وانها تأخذ مظاهر العصيان الشامل في العديد من المدن. ففي حماة "المحررة" صار مشهد التظاهرات الهادرة مألوفا، وصار الناس هناك يعتبرون ان النظام سقط اقله في حماة. وفي دير الزور التي انضمت الى المشهد المليوني الاسبوعي علامات على تجاوز المد الجماهيري لآلة القمع الدموية. وفي حمص حيث القصف بالاسلحة الرشاشة الثقيلة، ومدفعية الدبابات للاحياء الثائرة اشارات عصيان واضح المعالم اضطر النظام الى محاولة افتعال "فتنة" ناقصة بين السنة والعلويين عله ينقل الصراع الى مكان آخر يعينه على مواصلة اخافة الاقليات في سوريا. وفي دمشق بزنارها الشعبي النابض، ثورة حقيقية لا تتوقف ولا تتراجع بل تصل في احيان كثيرة الى قلب العاصمة. وفي درعا وقرى محافظة حوران تحد دائم لحالة احتلال يمارسها النظام بواسطة المخابرات وقطعات الجيش المضمونة الولاء، واغلاق المسجد العمري لا يحول دون نزول الناس الى الشارع صبح مساء لتحدي.

وفي جبل العرب حيث الثقل الدرزي يعجز النظام عن اقناع ابناء سلطان باشا الاطرش بأن حماية اقلية عددية كالدروز يتولاها النظام في وجه غالبية ثائرة. وفي النتيجة يتحرك محامون من السويداء ومواطنون في قرى محيطة ليقولوا ان احفاد سلطان باشا لا يحميهم سوى الوطن، وان من حارب الفرنسيين سنين ردا على اقتحام مضافته، لا يقفون في صف قتلة الاطفال والنساء والشيوخ والشباب، ولا يحالفون من يوقع في شعب سوريا ظلما عظيما. ولعل في مواقف السيدة منتهى باشا الاطرش وهاني حسن باشا الاطرش ومئات الشبان الشجعان ما يلقن الكثيرين في سوريا ولبنان دروسا في كيفية الوقوف بجانب الحق ولو على حساب الحياة. ألم يكن اول شهداء النظام كمال جنبلاط لأنه قال قبل ثلاثة عقود انه لن يدخل "السجن العربي الكبير"؟. في حلب المتثائبة، والمحكومة بجملة عوامل اقتصادية ديموغرافية حراك قمة في الشجاعة انطلق في الجامعة.

هذا غيض من فيض الثورة السورية العظيمة التي تروي كل يوم شجرة الحرية والكرامة. وعلى الضفة الاخرى من "النهر"، الرئيس بشار الاسد الذي نجح في مرحلة معينة في اقناع الكثيرين في الداخل والخارج انه من طينة مختلفة عن والده، وانه شاب ساع الى اصلاح جدي وحقيقي، ها هو يتقوقع خلف تكتيكات قصيرة النظر، بين اعلانات عن اصلاحات لا تتم، وحوار مع نفسه في الفنادق، ومزاعم عن مؤامرات خارجية. وينكر على السوريين ثورتهم. والحق انه سيبقى ينكرها عليهم حتى يرحل، لأن جوهر الثورة ليس ضد حكم الاسد الابن بل ضد الاسد الاب الذي كان حتى الخامس عشر من آذار يحكم سوريا من قبره. واليوم كل طرق بشار الاسد مسدودة،اما طريق الثورة فمعبدة بتضحيات اهلها... وستنتصر.

 

جنبلاط في مواجهة الأنصار: كلٌّ يريد حصة

الجمهورية/لأن ولاء أي مجموعة لقائدها يضعف تلقائيا كلما ضعف إحساسها بالخطر، فإنّ المبايعة الدرزية لوليد بك، التي بلغت في الفترة ما بين العامين 2005 و2009 سقوفا لم تبلغها حتى في عز الحرب الأهلية، أخذت منذ السابع من أيار، وتحديدا منذ اتخاذ جنبلاط قرار تحييد نفسه عن المعركة "السياعسكرية" الدائرة بين السنّة والشيعة تنخفض تدريجا من مرتبة المبايعة العمياء إلى مرتبة "من حقنا أن نناقش". ومن هذا المنطلق، فإنّ كثيرا من القرارات التي كان في استطاعة البيك الاشتراكي أن يمررها من دون اعتراض، ذلك على قاعدة لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ستكون من الآن فصاعدا، أو لعلّها باتت بالفعل، محور اعتراض من مجموعات عائلية ومناطقية في البيئة الدرزية، لا يجمع بينها سوى شيء واحد: الشعور بالغبن. وإذا كان جنبلاط استفاد من الشلل الذي عانته الحكومة السابقة لتخفيف وتيرة "النق" عليه من قبل أنصاره، فإنّ انطلاق عجلة التعيينات مع تأليف الحكومة الجديدة، وضع الرجل في مواجهة الكثير من مناصريه، الذين باتوا يشعرون بأنّ صبرهم لامس الحدود، وخصوصا بعد أن تراكمت وعود زعيم الحزب الاشتراكي لهم طوال سنوات من دون أن يتحوّل أي من هذه الوعود إلى حقيقة. ولعلّ أدلّ مثال إلى هذا الشعور العام، هو التململ الحاصل في واحدة من أكثر العائلات الدرزية تأييدا لزعيم المختارة، "آل أبو الحسن".

فالعائلة التي يتركّز أفرادها في بلدة بتخنيه في قضاء بعبدا، ويصوّت أكثر من 97 بالمئة من أبنائها للوائح الاشتراكيين، فيما يتعرّض المخالفون لقرار الأكثرية العائلية لضغوط اجتماعية كبيرة قبل كل انتخابات وبعدها، هذه العائلة، طاردت وعد وليد جنبلاط لها بترشيح أحد أبنائها للندوة البرلمانية منذ العام 1992 وحتى العام 2009 من دون أي نتيجة، بل إن جنبلاط الذي تعهد بعد ترشيحه أيمن شقير في أوّل انتخابات بعد الطائف، أن يكون هذا الترشيح استثنائيا ولمرّة واحدة فقط، أبقى على النائب المذكور ممثلا للمتن الجنوبي طوال سبعة عشر عاما متتالية، علما أن شقير، وطوال تلك المدة، لم يزر يوما منبر المجلس، فحرم تاليا الناس من فرصة الاستماع إلى صوته، وحرم "ناسه" من حقهم في... إسماع أصواتهم.

أيا يكن، وبما أنّ المقعد الدرزي في بعبدا لم يعد تلك "الأكلة الطيّبة" في الانتخابات الماضية، بعد أن صار اسم الفائز به معتمدا على الكتلتين الشيعية المؤيدة لحزب الله والمسيحية المؤيدة للعماد عون أكثر بكثير من اعتماده على الكتلة الدرزية المؤيدة لجنبلاط، فإنّ مطلب آل أبو الحسن تحوّل من السياسة إلى العسكر، إذ أصرّت العائلة أكثر من أي وقت مضى على إسناد منصب رئيس الأركان في الجيش اللبناني، وهو أرفع منصب يمكن أن يصل إليه الدروز في المؤسسة العسكرية، إلى العميد بسّام أبو الحسن، علما أن الأخير من الشخصيات التي تتمتع بسمعة طيّبة داخل المؤسسة العسكرية، كما أنّه أدّى قبل اتفاق الطائف دورا بارزا إلى جانب الحزب التقدمي الاشتراكي، لكن جنبلاط خذل العائلة مجدّدا في أول جلسة لمجلس الوزراء، ودفع باتجاه تعيين قائد المدرسة الحربية العميد وليد سلمان في هذا المنصب، واعدا بأنّ يعوض لاحقا على العميد أبو الحسن بتزكية ترشيحه كرئيس لفرع الأمن القومي في مديرية المخابرات، إلا أنّ العائلة رفضت هذا الطرح على اعتبار أنها لن تقبل مجدّدا بالحصول على جوائز ترضية.

وفي الوقت الذي ما زالت العائلة تدرس إمكان عقد مؤتمر صحافي توجّه من خلاله رسالة واضحة من بتخنيه إلى المختارة، مفادها ضرورة تصحيح الأخطاء والتوقف عن الاستهتار بمن تعتبر أن تأييدهم لها بمثابة تحصيل الحاصل، بل وحتى التلويح بامكان مقاطعة التصويت في انتخابات العام 2013 في حال لم يرشح أحد أبناء العائلة على لوائح الحزب الاشتراكي، فإنّ الوضع لا يختلف في مناطق درزية أخرى لعلّ أبرزها بلدة بيصور، إذ على رغم الشعبية العالية التي يتمتع بها وزير النقل والأشغال العامة غازي العريضي، فإنّ اعتراضات متزايدة على استمرار بقائه في منصبه الوزاري والنيابي بدأت تخرج إلى العلن في بلدته بيصور، وتحديدا من عائلة "ملاعب"، وهي العائلة المعروفة بولائها التاريخي لآل جنبلاط، شأنها شأن عائلة أبو الحسن، والتي يؤمن وجهاؤها بأنها دفعت ثمن هذا الولاء استخفافا جنبلاطيا بها لمصلحة استرضاء عائلة العريضي الإرسلانية، ذلك من خلال حرص "وليد بك" على ترشيح "الرفيق غازي" في كل دورة انتخابية، ولو اقتضى الأمر البحث عن مقعد له في بيروت. سواء نجح جنبلاط في تجاوز هجمة المطالب الحالية – وهذا أمر مرجّح – أو لم ينجح، فإنّ المؤكد أن كثرا من الاشتراكيين الذين ردّدوا دائما أن درب النضال "طويل طويل"، باتوا يشعرون بأن هذا الدرب وصل إلى نهايته السعيدة. وقد حان وقت تقاسم المغانم. من قالب الحلوى، كل يريد حصة!

 

البطريرك الراعي: البيئتان الطبيعية والبشرية تتكاملان

الجمهورية/دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى "العناية بالبيئتين الطبيعية والبشرية في لبنان لأنهما تتكاملان"، مقدّرا الجهود التي يبذلها القطاع الأهلي في هذا المجال.

وشدّد على أنّ "المطلوب من الدولة مضاعفة الاهتمام به وإشاعة ثقافة العلاقات الاجتماعية الطيبة والحلوة الشبيهة ببيئة لبنان"، ذلك خلال استقباله وفدا من جمعية كشافة البيئة في لبنان الذي أطلعه على الأنشطة التي تقوم بها الجمعية ولا سيما في مجال الحفاظ على الحياة البحرية وعملية إعادة تشجير الغابات التي تعرضت للحريق. وشدد الراعي على أن "قيمة لبنان في بيئته التي تحتاج إلى الاعتناء بها"، مشيدا بمبادرة كشافة البيئة في لبنان "لأنه عندما نخسر البيئة الطبيعية نخسر البيئة البشرية". أضاف: "من المؤسف أن نرى اليوم المدن كوما من الباطون، والإنسان فقد حنانه ومعنى الطبيعة. فعملكم جبّار ليس فقط بتشجير الأرض، ولكنكم تساعدون أيضا البيئة الإنسانية، وأتمنى عليكم، أنتم الذين تعملون للبيئة، أن تعملوا أيضا للإنسان ولعلاقاته الاجتماعية، فهناك ضرورة لتزاوج البيئة الطبيعية الحلوة مع البيئة البشرية الحلوة". وعاهد الوفد "أنني سأحمل عملكم واهتمامكم إلى وزير البيئة حتى تدعمكم الدولة، فأنتم تعملون عملها". كما عرض الراعي مع قائمقام بشرّي بالتكليف رولا البايع لأوضاع القرى والبلدات في منطقة الجبة. ثم استقبل رئيس تكتل المحامين المستقلين في الشمال المحامي بدوي حنا والامين العام المحامي حسين الصياح اللذين اثنيا على الجهود التي يقوم بها من أجل وحدة الصف الداخلي لما فيه خير جميع اللبنانيين ومصلحتهم. كما زار الديمان وفد اغترابي أوسترالي من أصل لبناني.

 

النائب نواف الموسوي منوهاً بموقف البطريرك الراعي من هدف اميركا بصنع شرق أوسط يقوم على تفتيت مذهبي: من رعى شهود الزور لا يريد الحقيقة

الجمهورية/اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب نواف الموسوي، "أن المحكمة الدولية لم تقم من أجل الحقيقة ولا من أجل العدالة، إنما بهدف ضرب صورة المقاومة"، مذكرا بـ "اعتراف مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، أمام الكونغرس بأن إدارته أنفقت خمسمئة مليون دولار للتخفيف من جاذبية حزب الله لدى الشباب اللبناني". وأكد الموسوي، خلال لقاء سياسي في عيترون، "أن من رعى شهود الزور ولا يزال حتى الآن، لا يريد الحقيقة لأنه وضع الأهداف سلفا، ثم راح يصمم أدلة الاتهام بالاتجاه الذي يريده، وأن الاجهزة التي فبركت شهود الزور لتوجيه الاتهام الى سوريا هي نفسها تلك التي فبركت أدلة الزور وزودت بها المحكمة الدولية من أجل توجيه الاتهام إلى حزب الله، وذلك بهدف ضرب صورة المقاومة وتحويلها من حركة تحرر وطني إلى منظمة إرهابية".

وأوضح "أن هدف السياسة الأميركية والغربية في هذا الوقت هو إثارة الفتن المذهبية والطائفية من أجل صنع شرق أوسط جديد يقوم على التفتيت العرقي والمذهبي والطائفي والديني وما إلى ذلك من انقسامات"، منوها بـ "الموقف الذي صدر بهذا الخصوص عن البطريرك الماروني بشارة الراعي في محاضرة له أمام بعض الرهبان".

كما رأى الموسوي "أن البعض في لبنان لا يزال يحلم بالعودة إلى السلطة كما كان يحلم بالبقاء فيها عبر ممارسة الابتزاز ضد المقاومة من أجل دفعها إلى الاستسلام له بشكل مطلق"، مؤكدا "أن ابتزاز المقاومة بتوجيه الاتهام إليها بهدف دفعها لتقديم تنازلات هو وهم، وأنه لا محكمة دولية ولا اتهام ولا الشعارات التي تقال يمكن أن تخضع المقاومة للابتزاز".

ودعا الجميع إلى "وقفة وطنية وتاريخية مسؤولة في وجه السياسات الأميركية التي لا تقيم لأصدقائها وزنا إلا بقدر ما يشكلون من أدوات لتحقيق هدف هذه السياسات".

وتابع الموسوي "أنتم من كنتم في خدمة الولايات المتحدة لم تعودوا قادرين على تحقيق أهدافها إلا إذا كنتم عناصر إثارة للفتنة، ومن كان يظن أن بإمكانه أن يكون زعيما على قاعدة تنصيب نفسه كمدافع عن طائفته في مواجهة طائفة أخرى، فإنه بذلك يلعق المبرد، أي إن كان يظن أنه يمكن أن يحقق مكاسب سياسية من ذلك، فهو يمارس نوعا من الانتحار السياسي لأن حساسية الظروف تقتضي من الجميع الخروج من خطابات التناحر الطائفي والمذهبي التي تقوم على الضغائن والافتراءات". وختم الموسوي: "إن المسؤولية الوطنية تقتضي بأن نبعد الوحدة الوطنية عن مغامرات العودة إلى السلطة إذا كان هناك من يسمع، لكننا نحن تحملنا مسؤوليتنا حيث أخذنا مع فريقنا وحلفائنا في الوسطية السياسية خياراتنا بأن نفتح آفاقا سياسية جديدة في لبنان، عبر تشكيل هذه الحكومة التي يجب عليها أن تخفف أعباء الضائقة المعيشية والضغوط على الناس، وأمامها مهمة وطنية كبرى هي إنقاذ لبنان من أتون الفتن والمحافظة على الوحدة بين أبنائه وابعاده عن أن يكون ساحة تستغلها هذه الدولة أو تلك لتصفية حساباتها مع أحد في لبنان مهما قيل من افتراءات".

 

فرنسا تؤكد الدعم العسكري للبنان: تجميد اتفاق الصواريخ هو نتيجة للأوضاع الإقليمية

نهارنت/أكدت فرنسا استمرار التعاون والدعم العسكري الفرنسي للبنان، مشيرةً الى ان قرار تجميد اتفاق تقديم صواريخ للبنان هو نتيجة للأوضاع الإقليمية.

ونقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر فرنسية مسؤولة تأكيدها "استمرار التعاون والدعم العسكري الفرنسي للبنان، موضحةً أن "قرار تجميد اتفاق تقديم صواريخ للبنان هو نتيجة الأوضاع الإقليمية وعدم اليقين حول ما يجرى في سورية ونتائجه على الأوضاع في لبنان إضافة إلى متابعة أداء الحكومة اللبنانية بالنسبة إلى التزامات لبنان الدولية".

وأكدت المصادر حرص فرنسا على بقاء وحدتها العاملة في إطار قوات "يونيفيل" على أن يجري درس خفض عددها ومراجعة وضعها الذي لم تعد الحاجة إليه في الشكل الذي كان في ٢٠٠٦ لأن الأوضاع تحسنت في لبنان على الحدود ولأن الجيش اللبناني عليه الآن أن يقوم بالمزيد من الأعمال في منطقة انتشار قوات "يونيفيل".

وأفادت "الحياة" أن السلطات العسكرية الفرنسية رغبت بإقامة استقبال حار لقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي "لإظهار اهتمام فرنسا بدعم المؤسسات الوطنية والجيش اللبناني في طليعتها". وخص رئيس أركان الجيش الفرنسي الأميرال إدوار غيو خلال عشاء أقامه السفير اللبناني لدى باريس بطرس عساكر ليل أول من أمس، على شرف قهوجي، لبنان بكلمات شديدة الحرارة، معتبراً أنه "بالنسبة إلى فرنسا يمثل كنزاً". وأبدى غيو تعجبه لأنها "الزيارة الأولى لقائد جيش لبناني منذ ١٩٤٢ إلى فرنسا". وكان قهوجي أجرى محادثات مع غيو ودعي إلى تولون لحضور مناورات عسكرية فرنسية.

 

وزير الداخلية والبلديات مروان شربل: قضية لاسا على سكة الحل

النهار/رأس وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أمس في مكتبه في الوزارة اجتماعا للجنة المكلفة اعداد مشروع قانون للانتخابات النيابية، وذلك في اطار الورشة التي يشرف عليها مع اعضاء اللجنة اضافة الى ممثل عن برنامج الامم المتحدة الانمائي. وخصصت اللجنة الجلسة لدرس مواد القانون المتعلقة بهيئة الاشراف على الحملة الانتخابية.

على صعيد آخر، تعهد وزير الداخلية خلال مأدبة عشاء اقامها الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية جان الحواط  في دارته في جبيل، وحضرها حشد من والشخصيات والفاعليات الجبيلية، معالجة ازمة السير، موضحا ان ثمة دوريات على مدار الساعة على طول الخط الساحلي وكذلك دراجين يجوبون الاوتوستراد ذهابا وايابا لمراقبة تقيد الشاحنات بقانون السير، في خطوة للمساعدة على حل هذا الموضوع، مشددا على تطبيق القوانين المرعية ولا سيما تلك المتعلقة بقانون السير والسعي الى رفع غرامات المخالفات، نافيا ما تردد عن انه اوقف العمل بنظام رادارات مراقبة السرعة، مؤكدا استمرار العمل بهذا النظام والسعي الى تفعيله من خلال مضاعفة اعداد الكاميرات قريباً.

وأعلن شربل"ان الخلاف العقاري القائم في منطقة لاسا وضع على سكة الحل بفضل الاجراءات التي كان ينوي اتخاذها لمنع تكرار الحوادث التي رافقت اعمال المسح في البلدة"، وذكر انه تلقى سيلا من الاتصالات من مراجع ومرجعيات على اثر تجهيزه قوة الى المنطقة لتدارك حصول حوادث محتملة تبلغه انه اتفق على معالجة الامر بالحوار بعيدا عن التشجنات وسحب الملف من التداول الاعلامي والسياسي، واكد ان مخفر قوى الامن الداخلي في المنطقة عزز بالعناصر اللازمة مع توجيهات بنزع فتيل التشنج، اضافة الى تسيير دورية طوارئ بين حين وآخر.

 

مسح الأراضي في بلاد جبيل: الغابات والرويس تناشد الراعي الإهتمام

النهار/بعد لاسا، ظهرت مشكلة جديدة في موضوع مسح الاراضي في منطقة جبيل. ووجه امس رئيس بلدية الغابات والرويس بشارة فيليب قرقفي نداء الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لايلاء هذه البلدة "المعتدى عليها" الاهتمام. وجاء في النداء:"منذ عشرات السنين كانت بلدة الغابات تعاني عراقيل قانونية وعقارية بسبب اراضيها وعقاراتها المتداخلة مع القرى المجاورة ومنها لاسا وأفقا. ومنذ عام 2005 أصدر القاضي العقاري في بعبدا قراراً ببدء مسح اراضيها لاظهار ملكية هذه العقارات واعطاء كل ذي حق حقه. وما ان بوشر تنفيذ هذا القرار حتى توقف بفعل التدخلات والاشكالات، وبلغت ذروة هذه التعديات على املاك الطائفة المارونية في قرية لاسا حيث تملك هذه الطائفة نحو 800 ألف متر مربع من العقارات، واعتداءات متكررة على قرية الغابات وعقاراتها لمنع اصحابها من العمل فيها وهي مورد رزقهم الوحيد، والتعدي على اشجارها المعمرة وزرع لافتة باسم افقا في وسط الغابات وغيرها من التجاوزات والتعديات من اشخاص معروفين وقرى معروفة. صاحب الغبطة، ازاء كل هذه الحوادث المتكررة وحفاظاً على التعايش وحقوق كل من هذه القرى، تحركت بلدية الغابات في اتجاهات عدة ومع جميع السلطات لاحياء عملية مسح عقاراتها وتحديد حدودها المتوقفة قسراً منذ عام 2005، وتجسيداً لروح المحبة والتعايش بين ابناء القرى والوطن الواحد ولايصال الحق الى اصحابه، وحيث ان غبطتكم طلبتم من الجهات المعنية اعادة تحريك عملية مسح الاراضي وضبط كل تجاوز واخلال بالامن يحصل بسببها وتأليف لجنة خاصة لمتابعة هذه العملية وملاحقتها، يرفع رئيس مجلس بلدية الغابات والرويس هذا النداء الى غبطتكم باعتبار بلدة الغابات من القرى المعتدى عليها لايلائها الاهتمام الكلي لتنعم بالطمأنينة بين سكانها والجوار، ولانضمامها الى اللجنة المنوي انشاؤها لهذه الغاية".

 

نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان: الراعي مفوّض منّا حلّ قضية لاسا ولا نريد أن نستولي على أرض أحد

النهار/طالب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان في خطبة الجمعة امس بألا يتورّط احد في موضوع بلدة لاسا (جبيل) حيث وقع خلاف لدى محاولة مسح اراض، وقال "أحذّر من مؤامرة على البلدة وسأتصدى لأي مؤامرة ضدها، ونحن لا نريد ان نستولي على ارض احد ولا نقبل ان يستولي احد على ارض لاسا لذلك اضع هذه القضية في رعاية البطريرك بشارة الراعي فهو مفوّض منا حل هذه القضية، نحن لا نريد مشكلة مع احد ويكفينا مشاكل من اسرائيل التي تحتل الارض وتنتهك السيادة، وعلينا ان نحافظ على ارضنا ولنرجع الى الوثائق والحجج التركية التي تثبت من هم اصحاب الارض في لاسا الذين يسكنون هذه المنطقة منذ زمن طويل وهم يعيشون مع جيرانهم اخوة متحابين، فإذا كان هنالك من لا يملك ارضاً فإننا نعطيه الارض ومن يريد ان يتعاطى معنا بفوقية وظلم فنحن بالمرصاد لكل غاشم وظالم".

 

فارس سعيد: لا لحوار يعطي الشرعية لسلطة الانقلاب.. ويجب النظر لسوريا بعيون ما بعد الأسد 

استضاف اليوم الثالث للمخيم الشبابي الأول لقطاع الشباب في "تيار المستقبل" المنعقد في تكريت – عكار تحت عنوان "العدالة تحمي وطن"، منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد الذي تحدث عن "مستقبل حركة 14 آذار والتحديات التي تنتظرها". وتوقف سعيد عند استحقاق نشر القرار الاتهامي في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال: "إنه زلزال، ولا بد من أن نستقبله، مسلمون ومسيحيون، بوحدة وطنية كاملة، من دون أن نخاف من المطالبة بالعدالة، التي نريدها المدخل الحقيقي للاستقرار في لبنان، ولأنها المدخل الاساس لتحقيق مصالحة وطنية كبرى في لبنان". وأضاف سعيد: "نحن لا نريد العدالة على قاعدة تصفية الحسابات مع احد، لأننا لم نطالب بالعدالة من اجل قطع الرؤوس، فهذه الامور ليست من ادبياتنا، بل من ادبيات الغير، فالعدالة هي أساس الملك، وإذا ما تحققت هذه المرة، فستحقق في كل مرة، بما يحمي الحياة السياسية والديمقراطية في لبنان"، مشدداً على أن "قوى "14 آذار" ستكون موحدة في استقبال القرار الاتهامي، بكل مكوناتها". وتطرق سعيد إلى النقاش الدائر حول دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى معاودة الحوار الوطني، فقال: "لن نذهب إلى حوار يكرس السلاح غير الشرعي، ويطيح بالمحكمة الخاصة بلبنان، ويلتف على قرارات الشرعية الدولية، ويعطي الشرعية لسلطة تمت بفعل انقلاب مسلح".

وإذ توقف عند "الثورة" السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، شدد سعيد على أن "النظام السوري سيسقط عاجلاً ام آجلاً"، مؤكداً "ضرورة أن تنظر "14 آذار" إلى ما يحصل في سوريا بعيون ما بعد إنهيار نظام الأسد، لاسيما أن هذا النظام حال دون قيام علاقات طبيعية بين لبنان وبين سوريا، وهو الذي ابعد المسيحيين عن سوريا، ومن ثم المسلمين". كما اعتبر سعيد أن "ما يقوم به الشعب السوري من نضال لإسقاط نظام الأسد، يكمل ما كان بدأ في بيروت في العام 2005 حين أُسقط نظام الوصاية السورية". (تيار المستقبل)

 

14 آذار ترد على قبلان: كلامه استفزازي و"امهز" مارونية مئة في المئة

نهارنت/ندد منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد بـ"الخرق الاعلامي" الذي جاء على لسان نائب المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان "على رغم البيان الصادر عن بكركي بسحب موضوع لاسا من التداول الاعلامي"، واضعا تصريحه الاخير في دائرة التصريح المكشوف لاستفزاز مشاعر اهالي المنطقة. وكان قبلان قد قال في خطبة الجمعة ان "هناك حقائق ووثائق وبيانات وحججاً تثبت الى من تعود ملكية لاسا. ومعلوماتي ان لاسا وجوارها تعود في ملكيتها الى أهل لاسا وكذلك الامر بالنسبة الى قرقريا وأمهز حيث يملك الاهالي الوثائق والحجج التي تثبت ملكيتهم لها. لذلك نطالب ان لا يتورط احد في موضوع بلدة لاسا وان يتعاملوا بانصاف مع اهاليها دون ظلم. واحذر من مؤامرة على البلدة وانا سأتصدى لها (…) لذلك أضع هذه القضية في رعاية البطريرك بشارة الراعي فهو مفوّض من قبلنا لحلّها". ودعا سعيد في معرض رده على قبلان، البطريرك الراعي الى "التدخل مباشرة مع الشيخ قبلان ليضع حداً لهذا الاستفزاز الكلامي حفاظاً على العيش المشترك في جرد جبيل وجبة المنيطرة".

وأوضح سعيد في حديث صحافي أن تصريح قبلان يرتكز على ثلاث مغالطات:

اولا، يدعي الشيخ قبلان بأن ملكية لاسا وملكية إمهز التي هي قرية مارونية بامتياز، تعود وفقا للدفتر الشمسي العثماني الى العائلات الشيعية، متجاهلا قيام الجمهورية اللبنانية التي تقوم بأعمال مساحة منذ العام 1939، كما يتجاهل ملكية الكنيسة المارونية الواضحة في لاسا وملكية آل الخويري وآل خليل وآل سلامة وآل طراد وسائر العائلات في قرية امهز.

ثانيا، يدعي الشيخ قبلان أنه كلف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي باسترجاع قرية امهز ولاسا لصالح الطائفة الشيعية، وبهذا الكلام ينسب الى الكنيسة المارونية أدوارا هي بعيدة كل البعد عنها، فهذه الكنيسة برئاسة البطريرك الراعي الذي يستكمل طريق عمره 1400 سنة، ثابتة في الدفاع عن القانون وقيام الدولة والحرية وكرامة جميع اللبنانيين وبالتحديد كرامة الموارنة. ثالثا، نحن موارنة جرد جبيل ندعو البطريرك الراعي الى التدخل مباشرة مع الشيخ قبلان ليضع حدا لهذا الاستفزاز الكلامي حفاظا على العيش المشترك في جرد جبيل وجبة المنيطرة. وتوافقاً، أبلغ مختار قرية أمهز السابق شربل خليل صحيفة "النهار" ان القرية مارونية "مئة في المئة". واضاف: "ان القرية ممسوحة منذ العام 1964 كاملة ولا احد اعترض منذ ذلك التاريخ". وابدى اسفه ان يطرح الشيخ قبلان ما طرحه "من دون وثائق ولا معلومات". هذا واتصل الشيخ قبلان بالبطريرك الراعي معزيا بالمونسنيور يوسف طوق

 

قاسم: نحن مع الحوار و حاضرون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية وليس بند سلاح المقاومة

نهارنت/أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله مع " الحوار بين اللبنانيين لأننا محكومون بالعيش في بلد واحد"، مشددا أن الحزب حاضر لمناقشة الإستراتيجية الدفاعية وليس بند سلاح المقاومة". وقال: " إننا مع الحوارلأننا محكومون أن نعيش في بلد واحد، وحاضرون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية عن سبل حماية لبنان والدفاع عن أراضيه والاستفادة من المقاومة والجيش والشعب لمصلحة قوة لبنان ومنعته، وليس مناقشة بند سلاح المقاومة التي هي شرف للجميع وقوة وعز لبنان". وجزم قاسم خلال الاحتفال الحاشد الذي نظمه الحزب في الهرمل لمناسبة ولادة الإمام المهدي والذكرى السنوية لانتصار تموز، "ليس لدينا سلاح مقابل سلاح الدولة، وما عندنا هو سلاح المقاومة"، لافتا الى أن "حزب الله ليس من " يملك قرار الحرب والسلم بل إسرائيل التي تستعد دائما للحرب". وأوضح أن "ما نتخذه (حزب الله) هو قرار الدفاع عن بلدنا وشعبنا، وهذا لا تراجع عنه"، معتبرا أن "لا حرب إسرائيلية في الأفق لأن العدو يخاف قوة الردع لدى "حزب الله" وهو بالتالي ليس قادرا على تحقيق أهدافه، وهو يعلم أن قدرات المقاومة اختلفت كثيرا منذ تموز 2006 حتى اليوم".

وأضاف: "الفريق السياسي الذي يشكل الحكومة اليوم حقق مقابل إخفاقات الفريق الآخر مجموعة من الانجازات منها تشكيل الحكومة ، واستصدار بيانها الوزاري والبدء بجلسات فيها انتاج وتعيينات وخطوات إلى الأمام، كما عطل فريقنا السياسي هدف المحكمة التفجيري الذي كان يريد أن يفجر الوضع الداخلي". وعليه، أكد أن "لا نزول إلى الشارع ولا فتنة مذهبية كما كانت تتوقع إسرائيل"، معربا عن ارتياح الحزب " للتطورات السياسية التي تحصل". وأردف: " نعتبر أننا في المسار الصحيح، ولسنا متوترين أو مستعجلين ونضع الخطوات ونتعاون مع حلفائنا لما فيه المصلحة وأكثر من ذلك، لا أحد يملك خيار عدم التعامل مع هذه الحكومة، فالاتحاد الاروبي وأميركا سيتعاملون معها لأن مصالحهم ستتضرر، وإن لم يتعاونوا لن يكون لهم صلة وصل". وإذ رأى أن "المحكمة الدولية مسيسة من رأسها إلى أخمص قدميها وإنها لم تعد مرتبطة بلبنان، وأصبحت أداة سياسية بيد مجلس الأمن وخصوصا أميركا وإسرائيل"، التي كلما احتاجوا أن يحركوا شيئا ضد حزب الله سيستخدمون المحكمة"، أكد قاسم أن " جماعة الداخل لا قدرة لديهم أن يصنعوا شيئا في هذا الأمر".

 

شربل: دور الحسن السياسي لن يستمر وممنوع على "المستقبل" التدخل بالأمن الداخلي

نهارنت/شدد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أنه "ممنوع على تيار المستقبل أن يتدخل في شؤون الأمن الداخلي وممنوع على أي حزبي آخر التدخل" مؤكدا أن دور رئيس فرع المعلومات وسام الحسن "السياسي كان من الماضي الناقص". وجزم شربل في حديث لقناة "المنار" أنه لن يحصل خلاف بين رئيس الجمهورية والعماد ميشال عون ولا بين أي من القادة "حول أي مراكز إدارية في وزارتي" مشددا على أن المدير العام لقوى الأمن الداخلي "لن يصرح ريفي من دون إذن ولن ترفع لافتات له ولا حتي ليّ أنا". وأوضح أنه يرفض "أي مركز أمني لا أكون راضيا عنه ولو لم أقتنع باللواء عباس ابراهيم مديرا عاما للأمن العام لقلت لحزب الله وأمل لن أقبل به". وعن موضوع خطف الأستونيين شرح أن "الخطف يجري في كل الدول وليس فقط في لبنان فلننتظر القضاء لكي ينتهي من تحقيقاته وعيب أن يقال "شاهد ما شافش حاجة" كونه أوقف 9 أشخاص حتى الآن وسقط شهيد ولولا فرع المعلومات لما علمنا من خطف الرهائن".  وتابع:"طلبنا من السوريين مساعدتنا والفرنسيين لم يقوموا سوى بالمساعدة اللوجستية ولا دخل لهم بالمفاوضات وأستونيا هي التي لعبت الدور الأساسي في الإفراج" مشيرا إلى أنه لا يعرف "إذا كان الخاطفون أصوليين أو حتى إذا دفعوا فدية".

 

الثلثاء 26 تموز بريستول" جديد ل 14 آذار تحت عنوان "العدالة... للاستقرار"

نهارنت/تنظم قوى 14 آذار لقاء حقوقيا الخامسة من مساء الثلثاء 26 تموز في فندق "البريستول" تحت عنوان "العدالة... للاستقرار"، في حضور وزراء ونواب ونحو 300 شخصية من القضاة والمحامين وأساتذة الجامعات الحقوقيين، الى شخصيات مستقلة. وسيعرض اللقاء، كما أفادت مصادره، آليات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان واجراءاتها بشكل مبسط لكل اللبنانيين الذين يريدون العدالة مدخلا للاستقرار، كما يشدد على وجوب التزامها وتمويلها. وسيوجه المنظمون دعوة الى وزير العدل شكيب قرطباوي والنائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا لتنفيذ اتفاق التعاون الموقع مع المحكمة وتنفيذ مذكرات التوقيف في حق المتهمين، كما سيوجهون نداء الى نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس لاتخاذ "موقف تاريخي لصون العدالة وإحقاق الحق". وفي ختام اللقاء سيتلو أحد المنظمين رسالة موجهة الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون تتضمن دعوة الى تحصين المحكمة وحمايتها، وستركز الرسالة على عبارة "ان الاستقرار الامني لا يمكن أن يعمم في لبنان من دون العدالة وعدم وضع اللبنانيين امام واحد من خيارين: العدالة او الفوضى، لأن العدالة هي التي تؤمن الاستقرار".

 

جبهة النضال الوطني": نرفض أن يضع أي طرف شروطاً تعقيدية على الحوار

نهارنت/رأت أوساط قريبة من رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أن الحوار الداخلي ضروري اليوم اكثر من أي وقت مضى، لحماية لبنان، مشيرةً الى أنها ضد أن يرفض أي طرف مبدأ الحوار، أو أن يضع شروطاً تعقيدية وتعجيزية. وقالت الأوساط لصحيفة "السفير": إننا لطالما نادينا بالحوار الهادئ والعقلاني من اجل التخفيف من أجواء التشنج التي تعيشها البلاد، والحؤول دون تعميق الاصطفافات والانقسامات السياسية بين اللبنانيين وتهديد السلم الأهلي، علماً ان الحوار الداخلي ضروري اليوم اكثر من أي وقت مضى، حماية للبنان. وأضافت هذه الأوساط: نحن مع الحوار، ونحن نلتقي مع كل من يدفع في هذا الاتجاه، ولا سيما رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ، ونحن ضد ان يرفض أي طرف مبدأ الحوار، أو أن يضع شروطاً تعقيدية وتعجيزية، وخاصة أن طاولة الحوار هي المكان الأصلح لتناول كل الامور. وفي هذا السياق، أكد وزير بارز في الحكومة من "جبهة النضال الوطني" لصحيفة "اللواء" أن أهمية الحوار تنطلق من ضرورة تحصين الوضع الداخلي خشية تطوّر الأوضاع في سوريا، واخذها في الاعتبار في ما يتردد في دوائر دولية من خشية من تفاقم الوضع اللبناني واتخاذه شكل توترات طائفية على خلفية تطوّر الأحداث السورية، مستشهداً بما قاله الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز. وكان وليامز حذر في تصريح صحافي بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول لبنان الخميس من ان الازمة في سوريا تلقي بثقل كبير على لبنان وتهدد بحصول مواجهات طائفية في هذا البلد المتعدد الطوائف. وقال مصدر مطلع في بيروت ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي قد يزور الاسبوع المقبل تركيا بعدما أدى تضارب المواعيد، ولا سيما زيارة موسكو الى تأخير ذهابه الى هناك، وذلك بعد جولة يقوم بها غداً الاحد في راشيا والشوف

 

جنبلاط يسعى لتجدييد اتصال "المستقبل" بـ"امل" و"حزب الله"

نهارنت/يسعى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في الاتصالات التي يجريها، لبلورة "اطار اتصال" يسمح بإعادة وصل ما انقطع بين "المستقبل" وكل من حركة "امل" و"حزب الله". وكشف وزير من جبهة النضال الوطني في دردشة مع صحيفة "اللواء" ان جنبلاط يسعى في الاتصالات التي يجريها، سواء في لبنان او مع العواصم التي يزورها لبلورة "اطار اتصال" يسمح بإعادة وصل ما انقطع بين "المستقبل" كأبرز ممثل للسنّة في لبنان، وكل من حركة "امل" و"حزب الله" كممثلين للشيعة.

واكد الوزير ان جنبلاط خلال اتصاله الهاتفي برئيس الحكومة السابق سعد الحريري تناول هذه النقطة من دون ان يكشف هذا الوزير عما اذا كان الاتصال يمهد للقاء بين الرجلين، فور عودة الرئيس الحريري الى بيروت، او يؤكد معلومات جرى تداولها، من ان الاتصال الهاتفي جاء تعويضاً عن موعد ألغى في اللحظة الاخيرة عن لقاء بين الرجلين في احدى العواصم الاوروبية. الى ذلك، يتناول الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في الاطلالة المقبلة الثلاثاء المقبل في 26 الحالي، لمناسبة ذكرى الانتصار في حرب تموز، استئناف الاتصالات بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" المنقطعة منذ مدة. ومن المتوقع أن يتناول نصر الله أيضاً في اطلالته قبل اسبوع لاستئناف الحركة الحكومية والنيابية، وعشية رمضان المبارك، اجابة على جملة من اسئلة اهمها ما يتعلق بمسار المحكمة او محاولات اطلاق الحوار.

 

النائب جوزف المعلوف: لمُناقشة السلاح غير الشرعي

الجمهورية/شدّد النائب جوزف المعلوف على ضرورة حصر النقاش على طاولة الحوار بالاستراتيجية الدفاعية، والتعاطي مع السلاح غير الشرعي"، موضحا، تعليقا على تحذير ممثّل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز من حروب طائفية في سوريا، أنّ "تفاعل الأحداث في سوريا له تأثير في الوضع اللبناني، ولكن لا يجب أن يظهر هذا التأثير بالطريقة التي وصفها وليامز، وهذا لا يمنع من تحذير الجميع لتفادي الانزلاق إلى الفتنة". وتخوّف معلوف، خلال حديث صحافي، من "التعاطي بثأرية وكيدية في موضوع التعيينات"، مشيرا إلى "أن الآلية لم تحترم في موضوع التعيينات، وكذلك الأعراف المعروفة في البلد". ورأى في موضوع الشهود الزور، "أننا عُدنا إلى نقطة الصفر بهذا الملف"، معتبرا أن طريقة إثارته "تطرح علامات استفهام في شأن نيّات الحكومة".

 

لاسا: "الأهالي بالمرصاد لكلّ غاشم

يوسف يزبك"/الجمهورية

الأهالي"، عبارة جديدة أدخِلت قبل أعوام قليلة الى قاموس السياسة اللبنانية لإعطاء هويّة للمعتدين على قوات اليونيفل العاملة في الجنوب. فكان كلّ ما حدث إشكالا ما مع تلك القوات على خلفيّة تصويرها لمنطقة محدّدة، أو لدخولها بؤرة ما، قيل في الإعلام إنّ المعتدين هم من "الأهالي"... اليوم عادت تلك العبارة للتداول مجدّدا بغية إعطاء هوية للمعتدين (من نوع آخر هذه المرّة) ولكن ليس على قوات اليونيفل، وليس في الجنوب، بل على وفد إعلامي وفي لاسا قضاء جبيل... "الأهالي" اعتدوا على توبوغرافيي الرابطة المارونية وعلى الوفد الإعلامي (mtv ) "وورّطوا الحزب في مسألة لا ناقة له فيها ولا جمل"، فما كان على هذا الأخير إلّا أن يتدخّل ويقف على خاطر المسيحيّين مُحاولاً إيجاد المخرج الملائم لـ"ورطة الأهالي"... لكن، وقبل أن يتدخّل الحزب لحلّ المسألة، ثمّة مرجعيّة مسيحيّة ترى في وجودها ضمانة وحماية لمسيحيي لبنان (والمشرق أجمع) شكّلت لجنة لمتابعة القضية مع الحزب، والتنسيق مع الكنيسة المارونية (مالكة العقارات قيد الإشكال في لاسا)، فكان أن تبرّع كلّ من نائب بعلبك – الهرمل إميل رحمة (كاسر "ريكور الأصوات" في كتاب غينيس) وعضو تكتل التغيير والإصلاح النائب سيمون أبي رميا (لما له من رؤية صحيحة نظراً لبراعته في مجال تصحيح النظر "والرؤية" في باريس أيام "مقاومة الاحتلال") للقيام بالاتصالات اللازمة مع قيادتي "حزب الله" وحركة "أمل" والفاعليات في بلدة لاسا في جرود جبيل، من اجل الوصول الى تفاهم يقضي بإخلاء عقارات الكنيسة، ولا سيّما بعدما حصل تلاسن حادّ بين بعض أهالي لاسا واللجنة المكلّفة من أبرشية جونية المارونية استعادة هذه العقارات، والتي تقدَّر بـ 65 عقاراً لم يحدّد عقار واحد منها حتى اليوم.

11 مليون متر مربّع

وكشف مرجع مطّلع على قضيّة لاسا لـ"الجمهورية" أنّ المساحات قيد الإشكال تفوق الـ11 مليون متر مربّع (تعود للكنيسة) مسجّلاً أكثر من خمسين حالة مخالفة بناء على أراضي الكنيسة "تماماً كما هي الحال في بعض مناطق الضاحية الجنوبية، حيث المخالفات لا تُعدّ ولا تحصى على أراضي الوقف الماروني".

فشلَ أبي رميا ورحمة في استعادة حقوق المسيحيين فالتجأا إلى بكركي، حيث وضع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يده على الملفّ ودعا نواب المنطقة وممثلين عن "الأهالي" للاجتماع من أجل التوصّل الى حلّ "عبر الحوار قبل اللجوء الى القضاء، حيث الكلمة الفصل للقوانين المرعيّة الإجراء".

فكانت المفاجأة أن حضر مسؤول حزب الله غالب أبو زينب كممثّل عن "الأهالي"، كما حضر نوّاب المنطقة وليد خوري والحاج عباس الهاشم، وسيمون أبي رميا الذي فرح بطريقة مخاطبته من قبل زميله الحاج الذي اعتاد الصراخ في وجهه في اجتماعات التكتل.

وراح أبو زينب والحاج يرويان للبطريرك مدى حرصهما على العيش المشترك وضرورة حمايته واعدين بحلّ لتلك القضيّة المزمنة.

انتهى اجتماع بكركي وأعلن الـ opticien الثاقب البصر، أنّ قضيّة لاسا بالون هواء نفخوه في الإعلام من لا شيء، لافتا إلى أنّ هناك نزاعا قائما منذ الأربعينيات والعقارات ليست مارونيّة ولا شيعيّة، وهناك لجنة ستتابع الموضوع بشفافية ووضوح، وقد حدّدنا مهلة زمنية للانتهاء من موضوع المساحة، مؤكّدا أنّ الأمور عادت إلى طبيعتها.

هذا، وذكر أنّ المجتمعين شدّدوا وبالإجماع على ضرورة نزع الصبغة السياسية عن القضيّة، وحصرها بالمسار التفاوضي والقانوني، بعيداً عن أيّ تشنّج، والمتابعة في جوّ الحوار و"التعايش المعروف عن بلاد جبيل"، لأنّ النزاع ليس بين أحزاب أو تيّارات سياسية، بل يدور حول شؤون عقاريّة.

والسؤال المطروح هنا: "ما علاقة حزب الله كي يحضر هكذا اجتماع طالما الأمر عقاري بَحت ويتعلق بـ"الأهالي"؟

أبعد من قضيّة عقاريّة

وضع المجتمعون في بكركي آليّة تنفيذيّة للمقرّرات التي اتُخذت مع مهلة زمنية لإنهاء هذا الملفّ المتراكم منذ سنوات، وذلك بطريقة جذرية على يد لجنة مكلّفة، فيما القوى الأمنية في المنطقة تسهر على تنفيذ بنود الاتفاق. هنا، يكشف المصدر أنّ قصة لاسا أبعد من عقارات يعلم الجميع هويّة مالكيها الحقيقيين، بل هي كقضية "جرود بسكنتا" لمَن يتذكّر أو "اقتحام كنيسة مار يوسف في حارة حريك لتسجيل أغنية حزبيّة أدّتها فرقة الولاية قبل أشهر عديدة".

ويروي المصدر أنّه في بداية التسعينيات، فوجئ الجبيليّون بقرار استملاك عدد من العقارات تقع بين بوداي (في البقاع) وأفقا (جبيل)، وبدأت "جرّافات الانصهار الوطني" تشقّ طريقاً بين البقاع وجبيل بغية "ربط المناطق اللبنانية بعضها ببعض". وكان طريق من لاسا إلى قرية قرقريا، يمر في عقارات تملكها البطريركية المارونية. ويضيف المصدر أنّ نائبا معروفا أشرف شخصيّا على التخطيط لطريق لاسا - أفقا- قرقريا فقرية تدعى فراط يسكنها آل علام، متّصلة بـ"علمات" المتصلة هي الأخرى بقرية مشّان فطورزيا ورأس أسطا.

ويقول المصدر إنّ اللجنة المكلّفة متابعة "قضية لاسا" يصحّ عليها المثل القائل "اللجان مقبرة المشاريع" مستغربا دخول الحزب طرَفاً في المفاوضات "بعدما كان الحديث أنّ الإشكال مع الأهالي". استغراب المصدر لا ينسحب على طريقة تعامل نوّاب القضاء مع الملفّ "باعتبار أنّ أصوات "الأهالي" (تفوق الـ 10 آلاف صوت في دائرة جبيل) هي من أتت بهم الى الندوة النيابية في العامين 2005 و2009 ". ويكشف المصدر أنّ أهالي الطرف الآخر (الذين لا يشكّلون غطاءً لأيّ حزب أو جهة سياسيّة) بدأوا اتّصالاتهم بالمراجع السياسية والدينية والاجتماعية ناقلين خشيتهم من توسّع "حزب الله"، وبالتالي تصبح المنطقة هدفاً للعدوّ الإسرائيلي". قبل عامين دخل أحد المشايخ كنيسة السيّدة القديمة في لاسا وادّعى أنّها ملك لآل حمادة "ويجب استعادته"، تدخّل "حامي المسيحيين (إعلاميّا) وقيل إنه تمكّن من استعادة مفتاح الكنيسة وحلّ الإشكال. اليوم لم يستطع "حامي المسيحيين "المشغول أبداً بأوضاع مسيحيّي لبنان والمشرق"، من التدخّل المباشر فأوكَل المهمّة الى نائبين من تكتّله لم يجرؤا على إعلان فشلهما في حلّ القضية. قضيّة، علّقت إحدى المرجعيّات الدينية (أمس) عليها بالقول "يكفينا مشاكل من إسرائيل التي تحتلّ الأرض وتنتهك السيادة، وعلينا أن نحافظ على أرضنا، ولنرجع إلى الوثائق والحجج التركيّة التي تثبت من هم أصحاب الأرض في لاسا ... ومن يريد أن يتعاطى معنا بفوقيّة وظلم، فنحن بالمرصاد لكلّ غاشم وظالم"..

إكتمل المشهد: أهالي، إسرائيل، مرصاد وغاشم. وأبي رميا وهاشم... فهل من مجال للجنة وحوار؟

 

الحوار "الآخر" 

نصير الأسعد/لبنان الآن

في الرّد على نيّة رئيس الجمهوريّة الدعوة إلى إستئناف هيئة الحوار، إتخذت قوى 14 آذار موقفاً سياسياً، ينطلق من أنّ "سلاح حزب الله" كانَ لا يزال منذ ثلاث سنوات البند الوحيد على جدول أعمال الهيئة، وينطلقُ من أنّ بتّ هذا البند مسألة حاسمة بإتجاه إخضاع السلاح للدولة. وحيثيات قوى 14 آذار عديدة أهمّها على الإطلاق أن لا إمكان لإستعادة الحياة السياسية والوطنيّة إلى سياق طبيعيّ، دستوريّ وديموقراطيّ، في ظلّ إستمرار تفلّت السلاح غير الشرعي خارج سيادة الدولة، كما لا إمكانَ لإنسجام لبنان مع القرارات الدوليّة وإلتزامه بها، لا سيّما القرار 1701، ما دام "سلاح حزب الله" موازياً للدولة وغير خاضع لها.

تؤكّد 14 آذار في موقفها إذاً مسألةً بديهيّة.

غير أنّ ثمّة جانباً أساسياً في "مسألة الحوار" يجب أن يؤخذ في الإعتبار.

إنّ الحوار الذي في نيّة – أو كان في نيّة – رئيس الجمهوريّة الدعوة إلى إستئنافه، والذي سارع "فريق حزب الله" إلى إبداء الإستعداد لدعمه، هو حوارٌ لا يخفى أنّ هدفه هو "الصورة" فضلاً عن اللف والدوران لتكريس المعادلة الثلاثيّة حول "الشعب والجيش والمقاومة". وبهذا المعنى، فإنّ هكذا حوارًا إنّما هو حوارٌ "في" الماضي أو حوارٌ "من" الماضي.

والمعيار هنا، أنّ من يفكّر بهكذا حوار أو من يدعمه، مصابان – من يفكّر ومن يدعم – بعطب في وعي المتغيّرات حول لبنان وفي سوريّا تحديداً.. عطبٌ يمنعهما إلى الآن من الإنتقال إلى المرحلة الراهنة – المقبلة ومقتضياتها، فيُبقيان نفسيهما والبلد في أسر مرحلة باتت ماضية بالفعل، في حين أنّ ما يجري في سوريّا يؤشر إلى مرحلة سورية – عربيّة – لبنانيّة أخرى. وبكلام آخر، لو أنّ من يفكّر بحوار على النسق المشار إليه أنفاً، يستوعب حقيقة أنّ ثمّة ما يتغيّر حول لبنان وأنّ ثمّة ما يجب أن يتغيّر في لبنان نفسه، لربّما كان دعا إلى حوار متكامل آخر.

في سوريّا التي أخرجت وصايتُها ونظامها الأمنيّ من لبنان عام 2005 والتي حاربت بين 2005 و2011 سيادة لبنان، هناك نظامٌ ينهار الآن، وهناك تغيير سيتم.. ولو بعد حين.

إنّ إنهيار النظام السوريّ، أي التغيير الآتي هناك، قد يعني لكثرين في المباشر، أنّ لبنان قد لا يكون بمنأى عن التداعيات العنفيّة لقمع النظام لشعبه. وهذا ما ينبغي التحسّب له على أيّة حال. بيدَ أنّ التغيير الآتي في سوريّا حتىّ لو إستطاع نظام الأسد إبعاد الكأس المرّة عن نفسه أسابيع، سيكون بمثابة تحوّل إستراتيجيّ للبنان، أي فرصة تاريخيّة له للإنتقال إلى وضعيّة جديدة.

هي بالتأكيد فرصةٌ لطي صفحة الماضي اللبنانيّ في جوانبه المظلمة، فرصةٌ لطي صفحة التدخّل السوريّ وصفحة إدارة النظام السوريّ للحروب في لبنان، وصفحة الوصايتين المباشرة ومن خارج الحدود. إذاً هي فرصةٌ لسلام لبنان وإستقلاله وإستقرار حياته السياسيّة وتجديدها، ولإستعادة لبنان دوره وموقعه.

من هنا، فإنّ أيّ حوار مجدٍ اليوم، لا يمكن أن يكون إذا لم تتّم إزالة الغشاوة والعطب. لا يمكن أن يكون إذا إستمرّ ربطُ لبنان بالماضي، وإذا إستمرّ إستتباعُ البلد لنظام إقليميّ قيد الإنهيار، وإذا لم يجرِ التنفّس برئة المستقبل والذهاب إلى الجديد. وعلى هذا الأساس، فإنّ الحوار المجديّ سيكون حواراً حول تحصين لبنان من أيّة تداعيات، حولَ تحصين وتعزيز العقد الإجتماعي والشراكة الوطنيّة، وحول التحديث اللبنانيّ المطلوب.

إذ ذاك، أي عندما يعي الفرقاء السياسيّون أنّ ثمّة متغيّرات كبرى، وعندما يعون أنّ القطع مع الماضي للوصل مع المستقبل، يصبحُ ما تطرحُه 14 آذار بشأن "سلاح حزب الله" مفهوماً بعين مستقبليّة، بإعتبار أنّ ما تطرحُه يندرج في هذا الإطار "التاريخي" الجديد، والأهمّ على إعتبار أنّ المتغيرات الواجب أخذُها في الحسبان هي في مصلحة كلّ لبنان وكلّ اللبنانيين وليست لمصلحة طرف في ذاته. ويصبحُ ما تطرحه 14 آذار مفهوماً من زاوية أنّها تدعو إلى إنهاء الإنقسام في مواكبة المرحلة الجديدة. إنّ الحوار "الآخر"، مطروحاً من زاوية القطع مع الماضي ومحاكاة المرحلة الجديدة، يخاطبُ بفكرته اليوم ثلاث جهات بالدرجة الأولى. الجهة الأولى هي رئيس الجمهوريّة لأنّه رئيس الجمهوريّة، لكن الأهمّ لأنّه هو بحاجة إلى تجديد حضوره في الوضع اللبنانيّ العام، بل بحاجة إلى التخلّص من عبء القديم على تفكيره وعلى منهجيته السياسيّة. والجهة الثانية هي الرئيس نبيه برّي، لأنّ عليه مسؤوليةً في إخراج الطائفة الشيعيّة من الماضي لإدخالها في الزمن الجديد، بإعتبارها طائفة أساسيّة وكيانيّة وتزخر بالطاقات القادرة على بناء بلد تحاكي طموحاتُه العصر والحداثة. أمّا الجهة الثالثة فهي رئيس "الحزب التقدميّ الإشتراكيّ" وليد جنبلاط لأنّه من بين الفرقاء خارج 14 آذار، الأكثر إدراكاً لخطورة المراوحة في الماضي وقديمه والأكثر وعياً بالتحوّلات وبالمعاني العميقة للتحوّل الديموقراطيّ العربيّ، ولعلّه الآن يستطيع المبادرة في هذا الإتجاه.

هي جملةٌ واحدة فقط: كسرُ حلقة المراوحة في الماضي!.

 

ميشال معوض: عون كان ضحية ثقافة "One Way Ticket" حين كان بمواجهة الوصاية ونأمل ألا يدفع الثمن

توجّه رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض خلال رعايته حفل عشاء "جمعية المساعدات الاجتماعية" في مجمّع "إهدن كاونتري كلوب"، إلى المسيحيين بالقول: "إن وجودنا في هذه الارض مرتبط بالحرية، مرتبط بالنموذج اللبناني التعددي ومرتبط بالانفتاح والاعتدال والحداثة. من هنا علينا أن نكون سدّاً منيعاً في وجه اي مشروع يشكل خطرًا على هذه الثوابت التاريخية، وعلينا أن نكون سدًا منيعًا في وجه أي مشروع ايديولوجي شمولي مبني على التطرف وثقافة العنف ورفض الآخر، كما علينا ان نكون سدا منيعا في وجه اي نوع من انواع الوصاية وغلبة السلاح مهما كانت هوية هذا المشروع، أكان سنيًا أو شيعيًا أو درزيًا أو مسيحياً".

وِاشار معوض إلى أن "خيار الانضمام الى مشروع حزب الله – سوريا – ايران، مهما كانت الشعارات التي تغطي هذا المشروع برّاقة، من استرجاع الحقوق، إلى الاصلاح والتغيير، الى منطق حلف الاقليات، هو خيار الانتحار، فأي حلف أقليات يبشروننا به؟ إذا عتبرنا النظام السوري نظام أقلوي، علمًا انه يرفض هذه التهمة، فهل من حاجة للتذكير بكلفة الوصاية على لبنان وعلى المسيحيين بالذات؟ وإذا عدنا بالذاكرة الى ما حصل خلال 30 سنة الماضية، نقول وبكل ضمير مرتاح، إن كلفة هذا النظام على المسيحيين أكبر بكثير من 400 سنة من الحكم العثماني و300 سنة من عهد المماليك".

وأضاف معوض: "أما في موضوع استرجاع الحقوق والإصلاح فالحكومة الجديدة التي تشكلت وانحصر التمثيل المسيحي فيها، الذي كان موجود أصلا في الحكومة السابقة،  بفريق واحد (يعني ان الحقائب التي كانت من نصيب المسيحيين في هذه الحكومة هي نفسها في الحكومة الماضية مع فارق واحد: استبدلت وزارة الشؤون الاجتماعية بوزارة البيئة)، فأين التغيير وأين استرجاع الحقوق المسيحية؟ نحن لا نشك بالنوايا إنما نسأل هل الطريق التي تسلكونها استرجعت فعلا هذه الحقوق؟ وإذا كانت كذلك فأين هي مديرية الامن العام؟ وأين هو الاصلاح؟ ألا تشعرون ان هذه الشعارات تبهَت وتزول وأن الباقي هو السلاح المسلط علينا وعليكم وعلى كل اللبنانيين وأن ما بقي هو التعدي على اراضي البطريركية المارونية في لاسا وعلى اراضي الدولة في الضاحية وغير الضاحية، وأن ما بقي هو التعدي على الحريات، على الاعلام، على مدراء الجامعة اللبنانية، وأن ما بقي وصاية جديدة على لبنان؟ أما حان الوقت ان نفهم انه لا يمكننا المحافظة لا على حقوقنا ولا على وجودنا الحر بمنطق الذمية أو الخضوع لأي نوع من أنواع الوصاية؟". وتابع معوض قائلاً: "ندائي الى القيادات المسيحية، كل القيادات المسيحية: لم نعد نحتمل مزايدات او رهانات او ارتهانات او نكايات او احقاد او الغاء او صراع على الزعامة. اذا أخطأ أحد منّا علينا شجاعة القول إننا أخطأنا، تعالوا نتصارح ونتواصل لنرسم طريقا جديدة ومسارا جديدا وحلما جديدا، ولنسترجع لبنان الذي يشبهنا والذي هو كفيل باسترجاع حقوقنا".

ثم توجّه معوض إلى (رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب) "الزعيم وليد جنبلاط"، قائلاً: "نحن نتفهم هاجس الاستقرار خصوصا بعد 7 أيار، كما نتفهم هاجس الوجود خصوصاً بعد القمصان السود، لقد خيَّرتنا في الماضي بين هانوي وهونكونغ، ومِن حقنا أن نسأل هل أن خيار هانوي يحمي استراتيجيا الوجود؟ وهل تغييب العدالة أو تمييعها تحت شعار مبدئيا يولد استقرارا؟ نحن وبصدق نسأل لو تحققت العدالة بعد اغتيال الزعيم كمال جنبلاط كم كنّا وفرنا على الجبل دما ودموعا ومآسٍ وفتن وهجرة وتهجيرا وأحقادا ما زلنا الى اليوم نعالج وإياك آثارها؟". كما توجّه معوض إلى "إخواننا الشيعة"، بالقول: "نحن نعرف ونعترف ان النظام السياسي ما قبل الحرب ظلمكم وغبنكم، ونحن نعرف انه في اول الستينات ومن اصل 452 قرية وبلدة في الجنوب كان هناك 250 قرية دون ماء، و445 دون كهرباء، يعني ان 7 قرى وبلدات فقط تصلها كهرباء، وأن نصف اطفالكم كانوا دون مدارس ليتعلموا فيها، إننا نعترف ونعرف، لكن الغبن لا يصلح بالغبن، وإن مشروع ربط مصيركم بمحاور خارجية يشكل خطرا عليكم وعلينا وعلى لبنان، إن مشروع استعمال السلاح في وجه الشركاء في الوطن يشكل خطرا عليكم وعلينا وعلى لبنان. تذكروا ما كانت عليه ردة فعلكم حين رفع غيركم سلاحه "المقاوم"، إن مشروع تغطية متّهمين باغتيال قادتنا وشهدائنا خطيئة مميتة لا تدعوا أحداً يجركم اليها، فالطائفة الشيعية ولبنان دفعا ثمن التصفية السياسية بتغييب الامام موسى الصدر، ولو تشكلت محكمة في وقتها لكانت توضحت كثير من الحقائق وما كنا وصلنا الى هنا، إن واجبنا تجاهكم ان نكون كلنا موسى الصدر بالدفاع عن حقوقكم المشروعة، وإن واجبكم تجاه لبنان ان تكونوا كلكم موسى الصدر بالتمسك بالدولة والشرعية والصيغة والدستور".

وأضاف معوض: "أتوجه أيضًا إلى إخواننا السنّة لأقول أنتم تبنيتم وحملتم شعار لبنان اولا، وفي ظل التحولات التاريخية التي تطال لبنان والعالم العربي امامكم ثلاث تحديات: تحدي الحفاظ على خيار لبنان أولاً والاثبات لشركائكم في الوطن ان هذا الخيار هو خيار نهائي وغير مرتبط بشكل او هوية الانظمة العربية التي من حولنا، ثم تحدي الحفاظ على خيار الاعتدال في وجه اي نوع من انواع التطرف او التبعية، وتحدي عدم السماح بتحويل الصراع القائم في لبنان من صراع على هوية لبنان الى صراع مذهبي سني شيعي".

وفي الشأن الزغرتاوي، قال معوض: "بعد غياب وسكوت لأكثر من سنة، وبعد تقصير منّا مع كثيرين منكم، من حقكم عليّ مصارحتكم، كما عودتكم دائماً، ومن حقكم ان تعرفوا كل شيء. نحن ومعنا كل الحركة السيادية في زغرتا الزاوية دفعنا ثمن الاخطاء والمساومات التي حصلت تحت شعار السين – سين، نحن دفعنا ثمن مساومات تمت في المحافل الاقليمية على حسابنا وحساب نضالنا، نحن ما استُهدفنا لأننا ضعفاء نحن استهدفنا لانه كان هناك "سين" تريد رأسنا، كان هنا "سين" تريد خطف نضالنا، وكان هناك "سين" خائفة من التغيير وخائفة على حلفائها، كان هناك "سين" خائفة من تحرر زغرتا الزاوية من قبضتها ومن عودتها الى الجذور، إلى قلب لبنان، إلى المشروع السيادي الاستقلالي، إلى الدولة، إلى الصيغة وإلى الشراكة"، وتابع معوض: "في الماضي اغتالوا رينه معوض وما استطاعوا الغاءنا، واليوم طوقونا ولكننا بقينا واقفين، استفردونا لكننا بقينا صامدين، تعرقلت المسيرة وتأخرت ولكن بوحدتنا بصمودنا وبقضيتنا وبالحق سنخرج من هذه المحنة أقوى مما كنا عليه وبالنتيجة لا يصح الا الصحيح.

والصحيح ان المساومات كانت خطأ دفعنا جميعا ثمنه، ان لبنان بلد التسويات والمطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى تسوية تاريخية بين اللبنانيين تحت سقف السيادة اللبنانية، والدولة الجامعة، والصيغة والنظام الديمقراطي والحريات، الا ان السين – سين لم ترقَ ولا لحظة الى مشروع تسوية بل كانت مجموعة من التنازلات والمساومات ادت بالنتيجة الى خطف نضال وتضحيات الشعب اللبناني، الى الانقلاب على نتائج الانتخابات بتكوين اكثرية جديدة مسروقة بقوة السلاح، الى وصاية جديدة، وصاية الدويلة على الدولة ومفاصلها. الاخطاء والمساومات اوصلتنا الى غلبة ثقافة الالغاء، ثقافة الـ "وان واي تيكيت" التي كان ضحيتها العماد ميشال عون نفسه ايام كان خياره لبنان في مواجهة الوصاية، على امل ان لا يدفع الثمن من جديد لأن خلافا لاعتقاده فإن المشروع الذي يركب ليس مشروعه."

وأكمل معوض: "الأهم هل كان من ضرورة ان ننتظر ليحدث ما يحدث في سوريا لنمد يدنا ونتصالح مع الدكتور سمير جعجع؟ أما كنّا وفرنا على هذه المنطقة تشنجات ودماء مجانية لو كانت هذه الخطوة خيار زغرتاوي مسيحي مبني على ضرورة طي صفحة الماضي ومصالحة زغرتا الزاوية مع محيطها المسيحي كما دعينا له في الماضي وتم تخويننا آنذاك؟ وهل كان من داع ان ان نتتظر ليحصل ما يحصل في سوريا لنحاول ترقيع العلاقة مع محيطنا الاسلامي، في حين كنا ولا زلنا نعتبر أن قوة زغرتا الزاوية تكون بالتفاعل والشراكة مع هذا المحيط؟ من حقنا ان نسأل هل كان من ضرورة ليحصل ما يحصل في سوريا حتى نعود الى الكنيسة وإلى احترام بكركي وسيد بكركي؟ نعم من حقنا ان نسأل إلى متى سنبقى ننتقل من الاستقواء بالخط الى الاستقواء بالسلاح؟".

وتوجّه معوض الى الحضور بالقول: "السنة الماضية طلبت منكم من على هذا المنبر بالذات فترة سماح بل فترة صمود لأسافر وأؤمن مقتضيات النضال حفاظا على استقلاليتنا واستقلالية موقفنا وموقعنا، اليوم اقول لكم سافرت وغبت وأحياناً قصّرت، وأريد ان اعتذر من كل واحد قصّرت معه، أما اليوم فحان الوقت لنعود الى العمل ولأكن صريحاً الأفق اصبح مفتوحاً ولكن انتصار قضيتنا بعد الذي اصابها من خضات بحاجة الى  جهود ونضال كل واحد وواحدة منكم، وسنخوض سوياً معركة مستقبل لبنان ومستقبل هذه المنطقة، فنحن أبناء قضية ولسنا مشروع سلطة أو "كراسي"، بل نحمل شعار قضية اسمها لبنان وسيادة لبنان واستقلال لبنان، لبنان حر، ديمقراطي، تعددي في عالم عربي حر وديمقراطي وتعددي، قضية الدولة والصيغة والشراكة، قضية لا شرعية لأي سلاح الا سلاح الشرعية، قضية استعادة زغرتا الزاوية الى قلب لبنان، الى قلب الدولة، الى الشراكة، قضية مصالحة زغرتا الزاوية مع تاريخها ومع محيطها المسيحي والاسلامي، قضية تكريس الحرية السياسية في زغرتا الزاوية حتى كل واحد يرفع رايته بكل طمأنينة ويعبر عن رأيه بكل حرية، والزاوية ستكون شريكا في القرار كما في الترشيح سنة 2013". (المكتب الإعلامي)

 

الأمور عادت الى طبيعتها بين الحريري وجنبلاط

بيروت اوبزارفر/قرأ وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور "ايجابية كبرى" في الحديث التلفزيوني الأخير للرئيس سعد الحريري في أمرين أساسيين: "رفض الفتنة وتأكيده أنه لن يسمح بها، وتشديده على الحوار بعدم وضعه شروطاً عليه"، معتبراً أن "المبدأ هو المهم ويبقى جدول أعمال الحوار خاضعاً لمناقشة القوى السياسية". ورأى في حديث الى صحيفة "المستقبل"، غداة عودة رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من جولته الروسية واتصاله بالحريري في مكان إقامته في باريس، أن الدافع وراء موقف الحريري "مسؤوليته تجاه الوطن والوضع الداخلي وشعوره، وبقية الأطراف السياسية، باستحالة الاستمرار في القطيعة". ولم يربط اتصال جنبلاط بالحريري بالزيارة الى روسيا إنما بـ"عودة الأمور الى مسارها الطبيعي بينهما"، موضحاً "في لحظة ما، نشأ مناخ غير سليم لا يعبّر عن طبيعة العلاقة بينهما، لا تاريخاً ولا مستقبلاً". وذكر بأن جنبلاط "يتموضع اليوم كما الأمس مع السلم الأهلي". وفسر كلام المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز بأنه "تعبير عما يعتقده معظم اللبنانيين. وهذا دافع أساسي من دوافع جنبلاط لتخوفه من أن نتطوع نحن في لبنان، أو حتى أن نستدرج وضعنا السياسي الى أزمات المحيط"، معرباً عن خشيته من "ألا تتدارك سوريا إجراءات إصلاحية سريعة تحصد الاستقرار الداخلي". وأكد أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان "بروحيته التصالحية والوفاقية، سيبذل جهوداً من أجل ضمان موافقة كل القوى السياسية قبل أن يطلق أي دعوة لا تحظى بنصاب مكتمل منها

 

أوساط "أمل" لموقع 14 آذار: منصب مدير عام الأمن العام من حق الشيعة.. نستبعد أن تُسند رئاسة جهاز أمن المطار لضابط مسيحي.. ولا شيء يبرر بقاء الحسن في منصبه!   

ترى أوساط مطلعة في "حركة أمل" أن الأمور ستقلع أكثر فأكثر في لبنان على مستوى أداء الدولة والمؤسسات وفي سياق ترسيخ الأمن والاستقرار وإطلاق المشاريع المنتجة.

وتقول الأوساط المذكورة لموقع "14 آذار" الإلكتروني، أن "حكومة الرئيس ميقاتي لا تشكو من شيء وهي ستطلق العمل في مختلف القطاعات، فالتعيينات الأمنية بدأت ودراسة الأوضاع اللبنانية داخلياً وخارجياً بوشرت، والانفتاح الاوروبي على التعاون مع مختلف المؤسسات اللبنانية سيكمل حيث ستكون للاتحاد الاوروبي خطوات لافتة من هذا القبيل".

وتشير الأوساط الى أن "العناوين العريضة ستطرح على طاولة مجلس الوزراء والى ان القضايا التي تهم حياة الناس ستنال نصيبها الوافي والاهتمام الكافي". وحسب الأوساط فإن الدولة ستسرع في وضع مشروع قانون للإنتخابات سينطلق من النسبية ودوائر المحافظات وهو سيشكل نقلة نوعية في الحياة السياسية اللبنانية. وتؤكد أن لا طائفة ستأخذ من حصص الطوائف الأخرى وأن لا كيدية أو انتقاماً سيقعان في سياق التعيينات المرتقبة التي هي قيد الاستكمال تباعاً.

وتشير الأوساط الى أنه كان طبيعياً أن يُعيّن العميد عباس ابراهيم مديراً عاماً للأمن العام، فهذا الموقع للطائفة الشيعية وقد حصل العماد ميشال عون على المديرية العامة للدفاع المدني التي تخضع للمداورة وكانت هذه المرة ستسند الى شخصية شيعية لكنها بقيت مع المسيحيين". وتستبعد الأوساط أن تكون رئاسة جهاز أمن المطار ستسند إلى ضابط مسيحي، فلا شيء يمنع بقاءها مع الشيعة على غرار استمرار المناصب مع الطوائف التي اسندت اليها بموجب العرف والممارسة. وتستبعد ايضاً أن يكون هناك توجه لانشاء مجلس قيادة للمديرية العامة للأمن العام. وبتقدير الأوساط فإن لا شيء يبرر بقاء العقيد وسام الحسن في منصبه وأن لا شيء يمنع تعيين أي شخص كان في أي موقع كان بعيداً من الكيدية وانطلاقاً من معايير الكفاءة والجدارة ومن الأنظمة المرعية الإجراء. وتستغرب الأوساط أي كلام عن مكافأة الحسن بتعيينه سفيراً في السعودية.

وعن اللواء أشرف ريفي تقول الأوساط أن هذا الأمر يرتبط بما يشاء الرئيس ميقاتي بشكل أو بآخر إضافة الى أن تعيين مجلس قيادة للأمن الداخلي سيعيد الأمور الى نصابها وسيحد من التفرد بالقرارات.

وترى الأوساط أن المعارضة تعمل بكل ما أوتيت من قوة لإيقاع الخلاف بين عون و"حزب الله"، إلا أنها تؤكد أن "كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل". وتؤكد الأوساط أن عون و"حزب الله" سيبقيان على أعلى درجة من التحالف والتنسيق والانسجام إلى جانب أن كل طائفة ستحصل على ما لها من مواقع وإلى أن عون سيتعزز بأكثر من أسلوب وفي ميادين عدة.

وأشادت الأوساط بالدور الذي يلعبه الرئيس ميقاتي موضحة أن الأكثرية ستراعي وضع دولته من نواح عدة بما يخفف من إمكان إحراجه على الصعيدين السني واللبناني في الوقت نفسه. ولا تستبعد الأوساط ان يفتح ملف شهود الزور لكنها خطوة ستحصل في الوقت المناسب ووفق دما تراه الدولة مؤاتياً.

وتلفت الأوساط إلى أن الملفات المحرجة قد تفتح بوتيرة خفيفة في الأمد المنظور وفي ظل الظروف السائدة حتى إشعار آخر. وفي موضوعي المحكمة الخاصة بلبنان والقرار الاتهامي، تقول الأوساط أن موقفي "حزب الله" و"حركة أمل" واضحان تمام الوضوح.

وإذ تؤكد أن موقف ميقاتي سيراعى كثيراً بالنسبة إلى ما يعلنه حيال العلاقات الدولية والالتزامات الخارجية، تشير الأوساط إلى أن الرأي العام اللبناني قال كلمته في رفض تسييس المحكمة وقرارها الاتهامي وكانت لنصرالله مواقفه الواضحة ويقف وراءه لبنان واللبنانيون، بالتالي فلا اهمية لأي أمر آخر بعدما تحدد المسار الوطني في هذا الإطار.

وحسب الأوساط فلم يعد للتمويل أو لأي اتفاق من أهمية بمكان، فلبنان يسير في نهج واضح والأمور ستوضع يوماً بعد آخر في نصابها الصحيح والسليم. ولا تستبعد الأوساط أن تتضمن مذكرات التوقيف المرتقبة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري أسماء لشخصيات سياسية وأمنية وقيادية لبنانية وفي "حزب الله"، وأخرى سورية وإيرانية إذا لم تسفر الاتصالات بين النظام السوري والغرب عن نتيجة معينة ولم ينبثق منها أي صفقة. وإذا كانت الأمور عكسية، فإن الأوساط ترى خلاف ذلك في مسار المحكمة ومذكرات التوقيف العتيدة. وترى الأوساط أن الحوار مطروح أساساً لحل أي خلاف بين اللبنانيين أو للبحث في أي قضية طارئة. من هنا تشدّد الأوساط على أن لا مانع في طرح أي موضوع على طاولة الحوار بدل التشدد في حصرها بموضوع واحد واشتراط كذا وكذا قبل الموافقة على المشاركة، مشيدة بدور رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الاعداد مجدداً لاستئناف الحوار في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها لبنان. موقع 14 آذار

 

النائب زياد أسود: فليقنعي أحد أن ما يجري بسوريا هو ثورة

رأى عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب زياد أسود أن "كل السياسيين الذين يطلقون الخطابات من على المنابر يتقاضون أجراً لكل خطاب". وفي حديث لقناة "المنار"، قال أسود إن "التهويل بأن حزب الله سيسيطر على المنطقة وغيرها من الأمور باتت عناوين فضفاضة لا تؤثر بالمواطنين". ورداً على سؤال، أجاب أسود: "نحن لا نريد التدخل في الشأن السوري، وهؤلاء الذين يراهنون على سقوط النظام السوري مخطئون جداً، فالاستقرار السوري مهمّ للبنان، ونحن انتهت مشكلتنا مع السوري منذ خروجه من لبنان، ثم فليقنعني أحد كيف أن ما يجري في سوريا من قتل لعناصر الجيش والأمن هو ثورة".(رصد NOW Lebanon)

 

النائب جمال جرّاح/فليفسر لنا وزير العدل العوني احد ماذا حصل عندما اسقطت مروحية منذ سنتين واستشهد الطيار النقيب سامر حنا... فهل كانت تجري مناورات مشتركة بين الجيش والمقاومة ام كان هناك اعتداء على الجيش؟ اي حوار لا يناقش السلاح غير مقبول  

سلمان العنداري

علق عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال جرّاح على تصريح وزير العدل شكيب قرطباوي الذي أعلن فيه أن "مجلس الوزراء هو الذي يقرر في موضوع مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الدولية"، واعتبر ان "كلامه خارج السياق القضائي البحت في لبنان، ومعالي الوزير وغيره يعرف ان القضاء عبر النيابة العامة التمييزية يُعتبر الجهة الاساسية المسؤولة عن ايقاف اي متهم او مطلوب للعدالة، وبالتالي فلا صفة لمجلس الوزراء في هذا الموضوع، الا اذا ارادت الحكومة ان تحل مكان السلطة القضائية، حينها نكون امام منزلق خطير وجديد وغير مالوف في الحياة السياسية اللبنانية".

جرّاح وفي حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني، راى ان "الحكومة الحالية التي تم تشكيلها جاءت لمواجهة المحكمة الدولية والقرار الاتهامي، بعد ان حاولت تجميل نفسها بعض الشيء عبر مناقشات بيان الثقة وجلسات الثقة، ولكن مع الوقت القصير جداً انكشف المغزى الاساسي لتشكيلها، خاصة وان مكونها الاساسي المتمثل بحزب الله يصف المحكمة بالاسرائيلية والاميركية وبأنه وجب اسقاطها وعدم الاعتراف بها والتعامل معها".

ولفت جرّاح الى ان "حزب الله ترك هامشاً للرئيس ميقاتي كي يُظهر نفسه امام الراي العام بأنه رئيسا لا يأتمر لحزب الله ولا يرضخ للضغوط، الا ان "مهلة السماح" هذه قاربت على الانتهاء مع بدء الحرب العملية على القرار الاتهامي والمحكمة الدولية بشكل رسمي".

وعن عودة ملف شهود الزور قال جرّاح: "هذا الملف استحضر سياسياً لموامجهة المحكمة، وها هو الطرف الاخر يريد زجه مرة ثانية في التداول السياسي خارج نطاق المنطق والموضوعية، مع الاشارة الى انه عندما نتكلم عن شهود زور يجب ان نقارن شهادة هؤلاء الاشخاص مع المعطيات والادلة والبراهين والاثباتات الموجودة في القرار الاتهامي لدى المحكمة اولاً، مع الاشارة الى ان المحكمة هي الجهة الوحيدة التي تقرر في هذا الملف".

واضاف: "وسط هذه الصورة يمكن القول ان الرئيس ميقاتي بدأ ينخرط في المسار الاجهاز على المحكمة الدولية بالفعل عبر موافقته على تعويم ملف ما يسمى بشهود الزور على طاولة مجلس الوزراء".

جرّاح وفي حديثه، تطرق الى امكانية عودة طاولة الحوار الى الانعقاد من جديد، فقال: "ان دعوة فخامة رئيس الجمهورية للعودة الى طاولة الحوار تفترض استكمال البند العالق على جدول الاعمال والمتعلق بالاستراتيجية الدفاعية او سلاح"حزب الله"، لان اي نقاش خارج هذا الاطار غير مقبول ولن يؤدي الى حل المشكلة الاساسية في لبنان المتمثلة بالسلاح واستخدام القوة بوجه الشعب والدولة".

وانتقد جرّاح بشدة مقولة "الشعب الجيش المقاومة"، معتبراً ان "المقاومة اسقطت هذه المقولة بعد الاعتداء على الجيش اللبناني، وبعد ممارساتها المتكررة التي هدفت الى السيطرة على الجيش والشعب معاً والقول بانهما تحت سلطتها وتحت امرتها، فكيف بهم يتمسكون بهذا الشعار؟".

وسأل جرّاح: "فليفسر لنا احد ماذا حصل عندما اسقطت مروحية منذ سنتين واستشهد الطيار النقيب سامر حنا، فهل كانت تجري مناورات مشتركة بين الجيش والمقاومة ام كان هناك اعتداء على الجيش؟. وليفسر لنا احد ماذا حصل في 7 ايار وفي 23 كانون الاول وفي 27 كانون الثاني وفي عائشة بكار غيرها من المناطق، فهل كانت الاشتباكات الدامية مجرد تدريب مشترك بين المقاومة والشعب ام كان اعتداءاً على الشعب؟، وبالتالي فان هذه النظرية سقطت الى غير رجعة، ولا بد من استراتيجية تعيد الامور الى طبيعتها".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار
 

واشنطن تعتبر أن القرار 1701 فقد قيمته بعد انتقال السلطة إلى حكومة حزب الله  

مجلس الأمن: إحياء القرار 1559 لمنع حرب طائفية في لبنان

حميد غريافي/السياسة

استطاعت الفاعليات الاغترابية اللبنانية خلال الاسابيع القليلة التي اعقبت تشكيل "حزب الله" الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي احد الاصدقاء الشخصيين لبشار الاسد, كسب موافقة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والدول الاوروبية الاخرى المشاركة في القوات الدولية (يونيفيل) في جنوب لبنان ومياهه الاقليمية, على ان قرار مجلس الامن الدولي 1701 الصادر في اغسطس 2006 لوقف "العمليات العدائية" بين اسرائيل و"حزب الله" في الحرب بينهما, "لم تعد له قيمة تذكر بعدما سيطر حزب الله وايران وسورية على الحكم في لبنان, وبات في قبضات هذه الجهات الثلاث تختار منه ما يناسبها وترفض ما لا تريده منه, ضاربة بالامم المتحدة ومجلس الامن والمجتمع الدولي عرض الحائط", حسب اوساط في وزارة الخارجية الاميركية بواشنطن وجهات ديبلوماسية في الامم المتحدة بنيويورك تراقب عن كثب وصول المنسق الخاص للمنظمة الدولية في لبنان مايكل وليامز لحضور اجتماع حول تنفيذ هذا القرار في لبنان.

واكد ديبلوماسي في الوفد الفرنسي الى مجلس الامن لمسؤول اغترابي في اللوبي اللبناني بنيويورك امس ان وليامز الذي ابدى "مخاوف كبيرة وحقيقية" امام اعضاء المجلس اول من امس من ان "الازمة (الثورة) في سورية تلقي بثقل ضخم على لبنان حيث يسود قلق كبير من مواجهات طائفية محتملة" (...) لذلك "يتعين على اللبنانيين الآن التحدث في مسألة السلاح الموجود بين ايدي حزب الله وميليشيات اخرى" في اشارة الى طاولة الحوار التي اعاد الرئيس ميشال سليمان استحضارها مجددا في غياب اي دور له في الحياة السياسية اللبنانية راهنا - ان وليامز حض على العودة الى القرار 1559".

وقال المهندس طوم حرب الامين العام "للمجلس العالمي لثورة الارز": "انهم (الديبلوماسيين الغربيين في المجلس) باشروا احياء مندرجات البنود المتبقية من القرار الدولي الآخر 1559 الداعي الى تجريد "حزب الله" من سلاحه, والواردة مرات عدة في نقاط القرار ,1701 ومنها المقدمة التي دعت الى "بسط سلطة حكومة لبنان على كامل اراضيها من خلال قواتها المسلحة الشرعية, بحيث لا يكون هناك سلاح دون موافقة حكومة لبنان ولا سلطة غير سلطتها", وكذلك في الفقرة الثالثة من المقررات القائلة: "ان مجلس الامن يؤكد اهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الاراضي اللبنانية وفق احكام القرارين 1559 (عام 2004) و1680 (العام 2006), حتى لا تكون هناك اي اسلحة من دون موافقة حكومة لبنان ولا سلطة غير سلطة حكومة لبنان".

واكد حرب في اتصال ب¯"السياسة" في لندن امس ان مبعوث بان كي مون لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن, "سيستعيد نشاطه, ولا يستبعد ان يزور لبنان خلال الاسابيع القليلة المقبلة في محاولة مع حكومة ميقاتي ورئاسة الجمهورية والقادة السياسيين في البلاد, لإعادة وضع القرار 1559 على سكة تنفيذه السابقة رغم معارضة "حزب الله" وحلفاء دمشق الذين يعتبرون ان هذا القرار "مات ودفن" بعد تطبيق الجزء الاول منه وهو سحب سورية قواتها من لبنان الذي تم فعلا في ابريل العام 2005".

وذكر طوم حرب ان الكونغرس الاميركي الذي مازال متمسكا بتطبيق كامل للقرار 1559 لجهة تجريد "حزب الله" والميليشيات الفلسطينية من اسلحتها في لبنان, ينوي "دعم مهمة لارسن بإرسال وفد نيابي مهم الى بيروت للتعجيل في اعادة وضع تنفيذ القرار 1559 على نار حامية, خصوصا ان التوقعات الدولية, ومنها توقعات ومخاوف وليامز امام مجلس الامن اول من امس, تتحدث عن امكانية انتقال الحرب الطائفية او المذهبية من الشارع السوري الى الشارع اللبناني, وبالتالي فإن على المجتمع الدولي ألا يسمح لترسانة "حزب الله" العسكرية باحتلال لبنان وتحويله الى بؤرة ارهاب شبيهة بأفغانستان والصومال وبما يحدث حاليا في سورية وليبيا واليمن".

وكشف الامين العام ل¯"المجلس العالمي لثورة الارز" في واشنطن النقاب ل¯"السياسة" عن ان الكونغرس الاميركي تمكن من فرض رأيه على ادارة باراك اوباما لجهة تجميد اي مساعدات عسكرية او مالية للبنان وجيشه قبل ان يتقرر مصير "حزب الله" وسلاحه في لبنان, وان شحنات اسلحة ومعدات وذخائر كانت جاهزة للشحن الى الحكم اللبناني قد توقفت حتى اشعار آخر, فيما حذت فرنسا حذو الولايات المتحدة في تجميد مفعول قرار حكومة ساركوزي السابقة بتزويد الجيش اللبناني صواريخ ارض - ارض, ومضادة للدبابات والآليات كانت حكومة سعد الحريري السابقة توصلت اليه مع رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون, وكذلك فإن زيارة قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي الى باريس حاليا لن تغير في قرارات ساركوزي شيئا لجهة تجميد كل شيء الى لبنان حتى تظهر مفاعيل القرار الاتهامي للمحكمة الدولية على سلوكيات "حزب الله" وحكومته الراهنة, وحتى يتحدد مصير سلاحه الذي يسيطر به على الحياة السياسية الداخلية".

 

قوى المعارضة تنتظر دوراً لسليمان يعيد التوازن

اختبار قدرة الحكومة من شروط الحوار

روزانا بومنصف/النهار

لا تعتبر الشروط من هنا أو هناك بالنسبة الى الحوار الذي يقول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إنه سيدعو اليه رفضاً له، في رأي مصادر سياسية، باعتبار أن السقوف يمكن أن ترفع في الأساس من أجل التفاوض وبلوغ نقطة مشتركة يمكن ان تساهم في إنجاح الحوار في حال حصوله. ومع ان الظروف الاقليمية تحض على ذلك بقوة وتفترض القيام به من حيث ان الفرصة قد تتاح للبنانيين مجدداً لإعادة صوغ شراكة حقيقية لا عناوين خارجية لها تماماً مثلما كانت الحال عام 2005 بعد انسحاب القوات السورية من لبنان فإن الظروف السياسية الداخلية الموضوعية ليست متوافرة لذلك في الوقت الراهن على الاقل. وتأليف حكومة اللون الواحد لا يساهم في ذلك حتى لو كانت طاولة الحوار ستكون رديفاً موضوعياً بديلاً من غياب الوحدة الوطنية في السلطة. كما أن الظروف الخارجية ليست واضحة ولا تشكل ضمانا لنجاح الحوار في حال حصوله. فهل هو الشكل المطلوب مثلما كان يقال عن طاولة الحوار التي شكلت نوعاً من الحصانة للوضع في السابق ولو لم تنجز شيئاً لتأجيلها أم هو مضمون ما يتصل بضرورة نقل لبنان الى مرحلة أخرى وهو ما يقتضي مكونات سياسية مختلفة في هذه المرحلة لا تبدو متوافرة.

الواضح ان هناك حاجة ماسة قبل الحوار الى اظهار هذه الحكومة قدراتها على مواجهة ما تقول إنها أقدر على القيام به وحدها من دون سائر الشركاء في الوطن بلا ادعاء او مكابرة وخصوصا ان أفرقاء هذه الحكومة سبق ان أسقطوا بنوداً اتفق عليها في الحوار لأسباب يعتبرونها مبررة فيما لا يراها الآخرون كذلك كالتراجع عن التوافق الذي أقر حول المحكمة الدولية على طاولة الحوار. أضف الى ذلك ان الاتهامات بالعجز عن إتمام أي أمر، التي كان يوجهها فريق 8 آذار الى خصومه على رغم مشاركته في السلطة تدفع الآخرين الى امتحانهم في ما يمكن ان يقدموه من دون وجود تغطية من الشركاء الآخرين من خلال طاولة للحوار يراد لها ان تبحث في الأمور السياسية بما يتعدى موضوع سلاح "حزب الله" المدرج تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية. الامر الذي يعني تحويل مجلس الوزراء مجلس إدارة تكنوقراطيا وليس سياسيا، الامر الذي كان رفضه فريق 8 آذار للرئيس نجيب ميقاتي حين وردت هذه الفكرة لديه ابّان محاولته تأليف الحكومة من أجل المجيء بحكومة غير سياسية ومتوازنة يقبل بها جميع اللبنانيين على ما كان يقول.

وقد برز في الاشهر الاخيرة ما يفترض ان يعطي الحكومة ورقة من أجل إظهار عزمها وقدرتها على تحقيق ما عجزت عنه حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري نتيجة اعتبارات عدة وهو موضوع خطف الاستونيين الذي حصل بعد إسقاط الحكومة وفي مرحلة تصريف الأعمال واطلقوا مع بدء الحكومة الجديدة عملها. فما حصل في هذا الملف ليست الحكومة مسؤولة عنه، لكن لبنان غيب من جانب الأستونيين الذين أداروا التفاوض مع الفريق الخاطف في لبنان وأدخلوا الفرنسيين على الخط في اللحظات الأخيرة. لكن عملية الخطف تتصل بالسلاح الموجود خارج المخيمات اذ انه كان قادراً على الانتقال عبر لبنان الى سوريا ومنها الى لبنان مجدداً بصرف النظر عن مسؤولية جهات محددة في اتاحة ذلك. وقد اتفق الجميع على طاولة الحوار على نزع هذا السلاح في حين يفترض في الحكومة الراهنة بعلاقاتها مع دمشق ان تجد حلاً لموضوع أقلق النظام السوري أخيراً عبر اتهامات بنقل أسلحة الى سوريا. وهناك أسباب موضوعية تدفع الى الاعتقاد بعدم قدرة الحكومة على مقاربة هذا الملف على رغم الإحراج الذي تسبب به غياب الحكومة اللبنانية عن موضوع الأستونيين والصفقة التي عقدت في شأنهم نتيجة انشغال النظام السوري بأموره الداخلية وتطوراتها الخطرة فيما هو غير قادر وغير مستعد لمناقشة أي من الأوراق المفترضة التي كان أو لا يزال يمون عليها.

وكان مراقبون كثر يفضلون إعداد رئيس الجمهورية لموضوع استئناف الحوار بعيداً من الإعلام على رغم أن دوره يملي عليه القيام بمبادرات من أجل إعادة الحوار بين اللبنانيين. إذ ان فتوراً، لا بل استياء طرأ على العلاقة بين رئيس الجمهورية وأحد الافرقاء الأساسيين أي المعارضة نتيجة ما تأخذه عليه من انحياز وتخليه عن دوره الوفاقي حين ارجأ اسبوعا المشاورات النيابية التي كانت ستعيد الحريري الى رئاسة الحكومة مما أتاح المجال للضغوط من أجل تبديل الأكثرية في الاسبوع الذي تلاه. ومع ان التواصل مستمر مع رئيس الجمهورية فإن العلاقة تحتاج الى ترميم وخصوصاً ان فريق 14 آذار كان مدافعاً قوياً عن الرئاسة الاولى والرئيس سليمان في خضم حملات قوى 8 آذار عليه بقيادة العماد ميشال عون. وقد يحتاج هذا الفريق الى ان يظهر الرئيس سليمان قدرته على عدم انحياز الحكومة وتأمين التوازن فيها في غياب الخلل السياسي القائم من أجل استعادة الثقة قبل انطلاق الحوار. ولذلك هناك محاذير تتصل بإمكان ان تنعكس الدعوة الى الحوار في غير مكانها على موقع الرئاسة الاولى. أضف الى ذلك ما يراه كثر من ضرورة استيضاح الرئيس سليمان بعيداً من الإعلام ما يريده كل فريق من الحوار لأن الحوار حول قضايا وطنية في ظل الاصطفاف الحاد القائم بين تيارين سياسيين صعب ويقارب حوار الطرشان في حال لم تتأمن فيه مصلحة لكل فريق من حيث توازن المطالب والمصالح.

 

إسرائيل تهمل شكوى لبنان وتنفرد بحقول الغاز؟

بقلم سليم نصار/النهار

تؤكد مصادر موثوقة تعمل في شركة "نوبيل إنرجي" إن عمليات المسح الجيولوجي انتهت منذ أكثر من أربع سنوات، بينما بوشرت عملية الاستخراج من الحوض الذي يملكه لبنان واسرائيل وقبرص قبل ستة أشهر.

عندما كان ميدان التحرير في القاهرة يزدحم بآلاف المتظاهرين خلال شهر شباط الماضي، قامت عناصر مجهولة بنسف محطة الضخ التي تنقل الغاز الطبيعي المصري الى اسرائيل.

ومع أن ذلك الحادث حرم الدولة العبرية من كمية تشكل 43 في المئة من استهلاكها اليومي، إلا أن ردود فعلها لم تكن في مستوى التوقعات. والسبب أن شركات التنقيب اكتشفت حقولاً عدة للغاز الطبيعي قبالة شواطئ اسرائيل في البحر المتوسط.

وأعلن ناطق باسم شركة "هشارت انرجي" انه تم اكتشاف حقلين للغاز يقدر احتياطهما بـ184 مليار متر مكعب. وقد أطلقت الشركة على هذين الحقلين، اللذين يبعدان مسافة سبعين كيلومتراً قبالة ساحل الخضيرة، اسمي: سارة وميرا.

كذلك قال متحدث باسم شركة "نوبيل انرجي" ومركزها تكساس، أن حقلي ليفيثيان وتمار، اللذين اكتشفا على بعد 130 كيلومتراً قبالة الساحل الشمالي من اسرائيل، يقدر احتياطهما بـ238 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. ويتوقع المليونير الاسرائيلي اسحق تشوفا، أن شركته "نوبيل" ستساهم في عملية الاستخراج، الامر الذي يؤمن حاجات اسرائيل الاستهلاكية لمدة ربع قرن تقريباً. علماً أن هذين الحقلين يقعان في مناطق بحرية متنازع عليها مع لبنان، بخلاف حقلي سارة وميرا.

وزير الطاقة اللبناني جبران باسيل اعترض على عمليات التنقيب في منطقة بحرية لم تحدد فيها خطوط المياه الاقليمية. واعتمد في انتقاداته على تصريح مايكل وليامز، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، الذي أعلن أن المنظمة الدولية التي يمثلها تدعم حق لبنان في استخراج كل الثروات الطبيعية الموجودة ضمن مياهه الاقليمية.

وكان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قد زار نيقوسيا السنة الماضية، حيث التقى الرئيس القبرصي دميتريس كريستوفيس، وذلك بهدف توقيع اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

وفي المحاضرة التي ألقاها رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة في جامعة نيقوسيا بدعوة من مؤسسة "غالف انتلجنس" لمّح الى الأثر الايجابي الذي سيتركه إكتشاف النفط أو الغاز على ميزانية الدولة اللبنانية. وأكد أمام جمهور من الصناعيين ورجال الاعمال القبارصة أن إتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص مطلع عام 2007 عزز فرص التعاون في مختلف المجالات.

ويبدو أن الاتفاق الذي وقعه لبنان مع قبرص قبل أربع سنوات يحتاج الى مستندات اضافية، والى توضيح بعض الامور التقنية. وهذا ما شرحه رئيس لجنة الاشغال النيابية محمد قباني عندما قال إن الدولة اللبنانية أهملت موضوع التشريعات المتعلقة بالحدود البحرية. لذلك طالب بضرورة استعجال إعداد الوثائق القانونية والفنية المتعلقة بتحديد خط الاساس الذي يفصل البر اللبناني عن البحر.

وقال قباني "ان حماية حقوقنا وحدودنا تشمل الصراع الطويل مع العدو الاسرائيلي". وكان بهذا التلميح يشير الى أن اسرائيل رفضت التوقيع على قانون البحار، بخلاف ما فعل لبنان وقبرص ومصر. وغايتها من الرفض تكمن في نيتها المبيتة استغلال هذه الثغرة القانونية بغرض توسيع انتهاكاتها البحرية، مثلما تنتهك الحدود البرية والجوية. وهذا ما يفسر إمتناعها عن توقيع قانون حظر التجارب النووية أيضاً.

وتفادياً لهذا الإشكال المحتمل قام مندوب لبنان الدائم في الأمم المتحدة نواف سلام خلال الصيف الماضي بتسليم الدائرة القانونية في المنظمة الدولية خرائط رسمية تظهر الحدود البحرية للبنان. وتوخى سلام من وراء هذه الخطوة تثبيت حق الدولة وسيادتها على كامل حدودها البحرية. كذلك أبلغ أعضاء مجلس الأمن اعتراض لبنان على الخط الذي رسمته اسرائيل في المياه الاقليمية اللبنانية، واعتمدته خطاً نهائياً تعمل شركات التنقيب بموجبه.

وكان أول من اعترض على الترسيم اللبناني سكرتير الحكومة الاسرائيلية تسيفي هاوزر، الذي وصف مسار الحدود اللبنانية بأنه يتعارض مع الحسابات الاسرائيلية للمسار.

وعندما لمست واشنطن خطورة الوضع عينت الديبلوماسي فريدريك هوب وخبير الخرائط ريموند ميليفسكي من اجل متابعة هذه المشكلة والعمل على حلها. وبعد زيارة اسرائيل قام المبعوثان بزيارة لبنان للوقوف على وجهة نظر الدولة. وقد عقدا سلسلة لقاءات مع مسؤولين في قيادة الجيش اللبناني واعضاء الوفد اللبناني الى اجتماعات الناقورة. وتبين لهما في نهاية الامر ان امين عام الأمم المتحدة بان كي - مون كلف قيادة القوات الدولية "يونيفيل" مهمة تنفيذ عملية ترسيم الحدود، كونها تقع ضمن المهمات المنصوص عليها في القرار 1701.

وتنص هذه المهمات على التالي: اولا، مراقبة وقف القتال ومساندة الجيش اللبناني خلال انتشاره في الجنوب وتنسيق الانشطة المتصلة مع كل من الحكومة اللبنانية واسرائيل. ثانياً، المساعدة على تقديم المعونة الانسانية والعودة السالمة للنازحين ودعم الجيش اللبناني على انشاء منطقة مراقبة على الحدود بهدف منع تهريب الاسلحة.

وفي هذا السياق سمع مبعوثا ادارة اوباما كلاما منسجما مع الموقف الذي اطلع عليه اعضاء مجلس الامن، وخلاصته ان لبنان ملتزم اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وانه رسم حدوده البحرية بشكل لا يتعارض مع شروطها.

وادعى رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ان الخط اللبناني  يتعارض مع الخط الذي تم الاتفاق عليه مع قبرص.

وفجأة دخل على خط الجدل وزير البنى التحتية الاسرائيلي عوزي لانداو ليطالب باجراء مفاوضات مباشرة من اجل حسم الخلاف، الامر الذي رفضه لبنان واعتبره لغماً سياسياً مفتعلاً، خصوصا ان الوزير لانداو اتهم اللبنانيين بمحاولة تقويض كل مشروع تقوم به اسرائيل، لذلك اقترح القيام باجراء مفاوضات مباشرة مع لبنان بغرض اختصار الوقت واستكشاف النيات المبيتة!

وكان من الطبيعي ان يقابل هذا الاقتراح بالرفض القاطع من قبل جميع المسؤولين اللبنانيين الذين بادروا الى استهجانه وتجاهله. واكد وزير الطاقة والمياه جبران باسيل ان موضوع الحدود البحرية لن يجر لبنان الى اي مفاوضات مباشرة ام ثنائية مع اسرائيل لأن القانون الدولي هو الحكم.

عقب التحذير الذي اعلنه الموفد الاميركي فريدريك هوب، وتوقعه ان تتحول ازمة الحدود البحرية مشكلة امنية، علق وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان بالقول: "لن نسمح بأي استفزاز ضد منشآت الغاز، وسنرد بشدة بالغة ضد دولة لبنان".

تؤكد مصادر موثوقة تعمل في شركة "نوبيل انرجي" ان عمليات المسح الجيولوجي انتهت منذ اكثر من اربع سنوات. بينما بوشرت عملية الاستخراج من الحوض الذي يملكه لبنان واسرائيل وقبرص قبل ستة اشهر. وقد ضغطت اسرائيل على نيقوسيا من اجل اعتماد شركة "نوبيل انرجي" مع وعد بأن تكون قبرص محطة تصدير الغاز الاسرائيلي الى اوروبا وآسيا.

ويعترف وزير خارجية اسرائيل ليبرمان ان التفجيرات المتواصلة التي استهدفت محطات وانابيب الغاز المصري كانت السبب في اتخاذ قرار استخراج الغاز بصورة عاجلة. واللافت ان انابيب شبه جزيرة سيناء التي تستخدم لتصدير الغاز المصري الى الاردن واسرائيل تعرضت للتفجير ثلاث مرات منذ شباط الماضي. ومع ان المجلس العسكري المصري الاعلى قد اعلن التزامه تنفيذ كل الاتفاقات السياسية والاقتصادية الموقعة في العهد السابق... إلا ان ذلك لا يلغي الاحتمال بأن تصدير الغاز المصري الى اسرائيل قد يتوقف نهائيا. والشاهد على ذلك ان الحملة الاعلامية التي يتعرض لها عمرو موسى قد احرجته الى حد دفعه الى التردد في خوض معركة انتخابات الرئاسة. والمعروف ان صحيفة "اليوم السابع" قد دشنت حملتها باتهام موسى انه وافق على تصدير الغاز لاسرائيل يوم كان وزيراً للخارجية.

وقال في رده ان غايته الاولى كانت تنحصر في امداد قطاع غزة بالطاقة قبل اسرائيل، وان الضرورات الامنية فرضت ذلك القرار المزدوج.

ولكن دوافعه الوطنية لم ترحم سكان القطاع المحاصر الذين اشتكوا من هيمنة اسرائيل، ومن سرقة الغاز المستخرج عنوة من الحقل الشمالي. وقد اتهم رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في قطاع غزة كنعان عبيد سلطات الاحتلال بمنعه من استقدام شركات عالمية لاستثمار الحقل المشترك. كما وضعت عليه شروطا تعجيزية يستحيل تنفيذها.

نصحت سفيرة بريطانيا لدى لبنان فرانسيس غاي المسؤولين في بيروت بضرورة الاحتكام الى الأمم المتحدة في موضوع ترسيم الحدود البحرية.

وهذا ما فعله مايكل وليامز، المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان، عندما توجه الى نيويورك هذا الاسبوع للمشاركة في مناقشة تنفيذ القرار 1701.

ومن المتوقع الا تبدل شهادته المنصفة في طبيعة المواقف السلبية التي يطرحها نتنياهو وحكومته، اي المواقف التي تجرد اللبنانيين والعرب من اسلحتهم الاقتصادية والسياسية والامنية، خصوصا ان الثروة التي ستجنيها اسرائيل من وراء استثمار حقول النفط والغاز ستوظفها لدى واشنطن والرباعية من اجل كسب المزيد من استقلالية القرار بشأن الدولة الفلسطينية المزمع انشاؤها. والثابت في هذا السياق ان الرئيس اوباما لا يستطيع اغضاب نتنياهو قبل مرور سنة 2012 اي سنة الانتخابات الاميركية.

وعليه يرى المراقبون ان الشلل السياسي الذي تعانيه ادارة اوباما في فلسطين المحتلة ينسحب على مشكلة الخلاف اللبناني – الاسرائيلي بشأن الاعتداء على حقوق لبنان البحرية. وهذا يعني ان هذه المشكلة مرشحة للتحول الى مشكلة امنية – عسكرية اذا بقيت اسرائيل معاندة في رفض تحكيم الأمم المتحدة. وهذا ما يعنيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عندما أعلن، من الجنوب، أن استقرار هذه المنطقة يبقى مفتاح الاستقرار في الشرق الاوسط!

(صحافي وكاتب لبناني – لندن)      

 

قانون الانتخاب النسبي يواجه عقبتين: تقنية... وخلل في تحقيق تمثيل متوازن

بيروت – محمد شقير/الحياة

قالت مصادر وزارية لبنانية من المبكر الخوض في قانون الانتخاب الجديد وأي نظام انتخابي ستعتمده حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على رغم انها تعهدت في بيانها الوزاري ان يكون هذا القانون من أولوياتها وأن تحظى المشاريع الإصلاحية التي قدمت سابقاً، لا سيما نظام التمثيل النسبي، بدراسة معمقة. وعزت السبب الى جملة اعتبارات أبرزها التريث الى حين معرفة رد فعل المحكمة الدولية على عدم تسليم أربعة متهمين من «حزب الله» في اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري.

ولفتت المصادر الى أن من بين الاعتبارات الرأي القائل، داخل الحكومة، بضرورة عدم حرق المراحل ووجوب الانتظار لجلاء حقيقة ما تشهده سورية من تطورات، إذ من غير المنطقي عدم أخذها في الاعتبار، إضافة الى صعوبة توفير الإجماع الحكومي حول قانون، خصوصاً إذا ما تقرر اعتماد النظام النسبي أو نظام آخر يجمع بين النسبي والأكثري، كما ورد في المشروع الذي كانت أعدته لجنة برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس.

وأكدت المصادر لـ «الحياة» ان وزير الداخلية مروان شربل كان أبدى رغبة في انجاز مشروع القانون في مهلة زمنية تراوح بين شهرين وثلاثة شهور، وقالت إنه صادق في وعده، لكنها سألت: «هل سيكون بمقدوره ان يترجم ما وعد به الى خطوات ملموسة أم أنه يبقى غير قابل للتنفيذ؟».

وكشفت المصادر أن وزراء من حركة «أمل» و «حزب الله» سألوا في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، قبل أن يدخل في «إجازته» الصيفية، الوزير شربل عمّا يقصده باعتماد النظام النسبي في القانون وهل سيطبق على الدوائر الانتخابية الحالية أم سيصار الى إعادة النظر فيها؟ وتمنوا عليه التشاور قبل أن ينصرف الى إعداد المشروع بصيغته الأولية تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

واستبعدت المصادر احتمال تبني «أمل» و «حزب الله» قانون الانتخاب على أساس النظام النسبي على الأقل في ظل الإبقاء على الدوائر الانتخابية الحالية. وقالت إن التحالف الشيعي يميل الى اعتماد القانون الذي ينص على جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة مع الإقرار بالنظام النسبي.

واعتبرت ان التحالف الشيعي لا يعترض على تمديد العمل بقانون الانتخاب الحالي. وقالت إنه بذلك يقطع الطريق على تمثيل ما يسمى قوى المعارضة الشيعية على رغم أنه الأقوى. ورأت ان رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط يبقى «بيضة القبان» في ترجيح أي قانون جديد.

إضافة الى ذلك، فإن رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وإن كان يحبذ النظام النسبي في الانتخابات، يرى ان لا بد من التروي وانتظار ما سيصدر عن اللقاء الماروني الموسع الذي دعا اليه البطريرك بشارة الراعي في الديمان في آب (أغسطس) المقبل والمخصص للإعلان عن أي قانون انتخاب يريده الموارنة.

وفي هذا السياق لم تستبعد المصادر ان يكون لدى البطريرك الراعي رغبة في اعتماد مشروع فؤاد بطرس كأساس للبحث في قانون الانتخاب من دون المساس بالدوائر الانتخابية المعتمدة حالياً، معربة عن الاعتقاد بانه لا يستبعد المزاوجة بين الأكثري والنسبي، اذ من شأنها ان تحقق الحد الأدنى من التوازن في الشارع المسيحي بدلاً من إقحامه في تقسيمات انتخابية جديدة يمكن ان تقلل من تأثيره في مجريات النتائج.

ومع ان قوى المعارضة في «14 آذار» لم تحدد موقفها من أي قانون انتخاب تريد، فإن الحكومة بكل مكوناتها تبدو مرتبكة في التوافق على موقف واحد في ظل عقبتين أمام إنتاج قانون على أساس النظام النسبي. الأولى تقنية تتعلق بصعوبة استيعاب السواد الأعظم من الناخبين لمصلحة القانون ما لم تتم توعيتهم من خلال حملة تثقيفية - توجيهية على كيفية ممارسة الاقتراع، وهذا يحتاج الى وقت طويل. والثانية سياسية وتعود الى احتال حصول خلل في التمثيل المذهبي والطائفي خصوصاً في الدوائر حيث الغلبة لطائفة معينة وتتمثل فيها الأقليات بمقعد واحد، لما يترتب عليها من صعوبة في احتساب أصوات المقترعين، وتحديد الفائزين.

 

حيث القومية صياح والشرف قتل

سمير عطاالله /النهار    

علّقت "الجزيرة" منذ بداية الاحداث في سوريا، برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي يرفع شعار "الرأي والرأي الآخر". وعلى رغم جدية المحطة ومهنية مقدمه، فيصل القاسم، كان محكوما على البرنامج بالموت بإسا. فالرأي الآخر عند العرب، ليس رابع الغول والعنقاء والخل الوفي، بل اولها. وهكذا اعتاد المشاهدون ان تنتهي كل حلقة، بفصيل القاسم رافعا يديه وبانسحاب واحد من المتحاورين، فيما "الآخر" يكمل شتائمه وتهمه وسلسلة "الملفات" التي زُوّد اياها في بلاد المنشأ.

لم يكن وقف البرنامج خسارة لأحد. فقد علا الصراخ البديل في كل مكان، وارتفع الصياح على اعلى درجات "الديسابل" واستبدلت الجماهير "الغفورة"، كما سماها سبع الظرفاء فيلمون وهبي، اهزوجة "بالروح بالدم" بكلمات غريبة، لا مألوفة ولا متوقعة، من نوع "حرية" و"ارحل"، ترددها بالايقاع نفسه. المهم ملء الحناجر لئلا يفسدها الكسل.

لاحظ جنابك، الميادين، الشوارع، المؤتمرات، وخصوصا المقابلات التلفزيونية: صياح وصراخ. الخطباء يصرخون. السامعون يصرخون. ألم تدمّر ارم ذات العماد بصيحة واحدة من السماء بعدما استمر بناؤها خمسمئة عام، وبقيت خلاء لا يدخلها احد ولا انيس بها(1) عدا رجلا واحدا يقال له عبد الله بن قلابة؟

خرجت بقية الامم من عصر الصياح الى عصر القول. والقول هو الصلة بين الحاكم والاهالي، بين المرشد وطلبة المعارف، بين المعلم والمريدين. كانت اصواتهم خافتة اولئك الذين بقي قولهم الى الدهر: كونفوشيوس وافلاطون وارسطو وغاندي ونهرو. لا صياح. لا مقابلات تلفزيونية مثل ديوك المكسيك وقرود الفيليبين. صراخ في ميدان التحرير، صراخ في صنعاء. حجارة وصراخ في تونس. ما من احد يصغي الى احد. الناس لا تسمع الصياح لانها لا تفهمه. قد تصفق له وتهتف وتهزج، لكنها لا تصغي. كم مرة شاهدت الناس (الشعب، بالعربية) تهتف لصدام حسين. لا، ليس الذين ترسلهم المخابرات ولا المعيّنون متظاهري شرف، بل المتظاهرون الصادقون والحالمون، في الرباط وفي عمّان وفي صنعاء. وعندما مد يده يأخذ حبل المشنقة من الجلاد كي يلفه على عنقه بيد لا ترتجف، كانت الامة تلبس ثوب العيد. ولم تكن تصدق لا القاضي ولا المحكمة ولا الدفاع. كان الجميع يصيحون، من دون افادة مقنعة واحدة. وكان القانون كبير الغائبين. لقد وأده الرفاق منذ اللحظة التي استولوا فيها على السلطة. القانون العربي مطية يتبادلها الحاكم والمحكوم، مرة يظلم بها هذا ومرة ينكل بها ذاك.

لكن النكران والانكار، ليسا صفة عربية. ولا الجبن الجماعي. ولا الجنون الجماعي. ولا الضعضعة والبلبلة. لقد جرّ هتلر الالمان بمجموعة خطب نحو اوسع عملية قتل وانتحار في التاريخ. بلاد غوته وبيتهوفن وشيللر وهيغل وارض الفلسفة بعد اليونان، جرت خلفه وهي تصرخ بحياة القائد التي تحولت موت المانيا. وايطاليا التي ولدت تغني على المتوسط جرها تافه يدعى موسوليني الى جحيم دانتي من اذنيها قبل ان تستفيق وتعلقه من رجليه.

لا احد منا يعرف اسم رئيس وزراء اسوج او الدانمارك او نروج او كندا، لانهم يعملون. شعوبهم هي الاكثر كفاية في الارض. لا يهاجر احدهم الا طلبا للشمس. نحن امة منفيين ومهاجرين. وتأثير بعض اخواننا العراقيين في نروج اصبح واضحا. فالمعروف انها ارقى دول الارض في توفير وتشغيل الثروة للاجيال القادمة. الآن تتعرف الى نوع جديد من حماية الاجيال: العراقي الذي يذبح ابنته عند باب المنزل، لانها خرجت في موعد يدنس شرف العائلة.

في عمان ليس ضروريا السفر الى اسكندينافيا من اجل "جريمة الشرف". والمقصود بالشرف هنا، ذبح الابنة او الاخت او الزوجة. ويصدف احيانا ان تساعد الام ابنها في ذبح ابنتها، ذودا عن الشرف وانتصارا للامومة. افضّل في هذه الحال مشاهدة برامج "ناشونال جيوغرافيك" التي تسجل كيف ترعى الضبعة صغارها الى ان تكبر وتتفرق في الغاب.

كيف يمكن مجتمعا متقدما واخلاقيا مثل المجتمع الاردني ان يسمح بهذه النسبة من القتل المتعمد القبيح والشائن؟ وكيف لدولة مثل الاردن ان تشجع هذا السلوك الهمجي متسترا بمكارم الاخلاق، وذلك بالاحكام المخففة على القتلة؟

هذه هي مأساة النظرة الى الانسان العربي، وخصوصا الى المرأة فيه، المعروفة بالعورة. كتب الزميل جان دايه يوم الاحد الماضي عن مي زيادة في ذكرى ولادتها الـ125. وكنت انوي الكتابة في ذكرى موتها السبعين. اللبنانية التي سحرت مصر سحرها الذي لا يصدق، حتى الآن، وأعلت شأن المرأة العربية، وضم صالونها الادبي(2) في قاهرة العشرينات، جميع عمالقة مصر: الدكتور طه حسين، عميد الادب العربي وشيخ العروبة أحمد زكي، وشيخ القضاة عبد العزيز فهمي، وشيخ الشعراء اسماعيل صبري، وشيخ الصحافة داود بركات، وشيخ المفكرين الدكتور شبلي الشميل، والاستاذ الأكبر الشيخ مصطفى عبد الرازق، وامير الشعراء احمد شوقي، وشاعر الاقطار خليل مطران، وشاعر النيل حافظ ابرهيم، والشاعر ولي الدين يكن، والشيخ مصطفى صادق الرافعي، والشيخ انطون الجميل، واستاذ الجميل احمد لطفي السيد، والاستاذ عباس محمود العقاد.

"كان يوم الثلثاء يوما مقدسا، عند رواد صالون مي، كما يقول كامل الشناوي. تناقش ضيوفها في اللغة والثقافة والآداب والعلوم. ويهيم بها وبحضورها ذوو الوقار. ويبكي مصطفى عبد الرازق وهو يسمعها تحاضر طوال ساعتين في الجامعة الاميركية. واذ تعود ساحرة مصر الى لبنان، تتهم بالجنون وتوضع في العصفورية.

لم يبلغنا احد حقيقة المرض الذي اصيبت به ماري زيادة، التي اتخذت لنفسها الاسم العربي "مي". قيل انها ظلمت لكي يرثها اقرباء اردياء، وقيل انها عانت عقدة الخوف. ويخيّل الي ان اقرب النظريات ما حكي عن انها سافرت الى ايطاليا. وفي احد المجالس تحدث احدهم عن قيامة الامبراطورية الرومانية، فاعترضت قائلة، ولماذا تقوم الامبراطورية التي صلبت المسيح. بعدها ابلغت ان رجال موسوليني يريدون قتلها، فهربت عائدة الى مصر، ولم تعد تخرج من منزلها ولا تستقبل احدا. ولما طلب طه حسين ان يزورها قالت له: يجب ان تكون قسا لانني لا اسمح بزيارتي الا لرجال الدين! وكان عميد الادب العربي قد اشتاق الى سهرات ما بعد الصالون، حيث يبقى هو ومحمد حسن المرصفي ولطفي الزيات، فتغني لهم مي بصوتها الجميل اغنية "يا حنينة" التي تذوب فيها حنينا الى لبنان. فلما عادت دفعت الى العصفورية.

ألم يكن مثيرا ان تتصدر امرأتان من لبنان، اوائل القرن الماضي، مسيرة المرأة العربية المعاصرة؟ فاطمة اليوسف، (روز) التي اصبحت سيدة المسرح المصري ثم سيدة الصحافة، تدير المعارك السياسية ضد حزب "الوفد" الحاكم، وتقلق مصطفى النحاس باشا، ويعمل في مجلتها رجال امثال عباس محمود العقاد ومحمد التابعي، ثم ينطلق من هذه المجلة مصطفى وعلي امين وأحمد بهاء الدين واجيال من الصحافيين؟ لقد قيض لمجلس العقاد من يدونه على يد انيس منصور، ولكن ماذا لو كان قدر لصالون مي ان يدون لقاءات تلك الكوكبة الذهبية في ذلك العصر الذهبي؟

مؤلم مشهد الامة، بلدا بلدا او صورة عامة. لقد ازالت الصيحة ارم ذات العماد من الوجود، ولا نزال غارقين في الصراخ. لم نتعلم من العصور الفاصلة، عصور العمل والنهضة، يوم يلتقي في صالون واحد مصابيح امثال طه حسين وعباس محمود العقاد، ويكون مسرح مصر للعراقي نجيب الريحاني والطرابلسية فاطمة اليوسف، ويوم تلتقي مصر المحافظة، بعمائمها، في منزل مي، بما فيها عمامة اللبناني المتشدد مصطفى صادق الرافعي.

كانوا يعملون في تلك الايام، ويبنون نهضة لبلادهم، ويحبونها، ويطلبون لها الحرية، ويكتبون لمواطنيهم عن التقدم والتطور والمشاركة والتنور والمنافسة والعلم. وكان تسامح ورقي، حتى شبلي الشميل تقبله الآخرون، هو و"النشوء والتطور" ورثاه حافظ ابرهيم غير محرج به:

جزع العلم يوم مت ولكن

أمن الدين صولة الكفار

يضحك ويبكي وضع الآخر ومصيره اليوم. لقد حمل العرب حروبهم الى الاندلس، مضريين ويمانيين، وهم يستعيدونها اليوم، عرب شمال وعرب جنوب ومعهم عرب الاواسط. وفي ميدان التحرير صياح ليلي نهاري، ولا نعرف ماذا يريد الصياحون على وجه الضبط، والامة تنام وتقوم في الشوارع، اثنين اثنين. الرأي والرأي الآخر، كما كانت تقول "الجزيرة" قبل اقفال البرنامج. شكرا لكم. ثمة صياح كاف خارج الاستوديو.

1- "الميتولوجيا عند العرب" الدكتور محمود سليم الحوت، "دار النهار".

2- "الذين أحبوا مي"، كامل الشناوي، دار المعارف، مصر.

 

سباق بين التطورات في سوريا والتغيير في لبنان

هل تحقّق الحكومة الحالية ما لم تحقّقه غيرها؟

اميل خوري/النهار

توقفت أوساط رسمية وسياسية عند قول الرئيس السنيورة رئيس كتلة "المستقبل": "طالما ان هدف الجميع هو التقدم الى الامام في حل المشكلات العالقة والتي تعيق تقدم بلدنا، فلماذا لا تتم المباشرة بالعمل على تطبيق مقررات الحوار الوطني التي اتفق عليها ولم يجر تطبيقها حتى الآن، خصوصاً في موضوع تحديد وترسيم الحدود مع الشقيقة سوريا ومسألة السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات، وعلى ذلك ينبغي ان تباشر الحكومة، ونحن سنكون معها والى جانبها في سعيها الجدي نحو تنفيذ هذين البندين وهو الامر الذي يؤدي الى ترسيخ عوامل الثقة والتعاون بين اللبنانيين بكل اطيافهم، وبالتالي البناء على التقدم نحو ترسيخ سلطة الدولة"، لافتاً الى ان سلاح "حزب الله لا يزال الموضوع الخلافي الوحيد".

والسؤال الذي تطرحه الأوساط نفسها هو: هل ان حكومة الرئيس ميقاتي اذا نجحت في تحقيق ما لم تستطع حكومة الرئيس السنيورة وبعدها حكومة الرئيس سعد الحريري تحقيقه لاسباب شتى، ستحظى عندئذ بتأييد قوى 14 آذار؟

لقد بات واضحاً للجميع ان سوريا استطاعت عبر حلفائها في لبنان وتحديداً قوى 8 آذار سد الطريق على قوى 14 آذار لتحكم وحدها، بعد فوزها بالاكثرية النيابية في انتخابات 2005 وفي انتخابات 2009 بابتداعها نظاماً جديداً بديلاً من النظام الديموقراطي، وهو “النظام التوافقي” لتحول دون تشكيل حكومة من اكثرية ليست اكثريتها بل من أكثرية وأقلية معاً بحيث يشل جمع الاضداد في حكومة واحدة عملها ويعطل قراراتها المهمة بحجة ان هذه القرارات تتطلب التوافق... لبتها لذا تعذّر اصدارها بما فيها التعيينات الضرورية لملء الشواغر في وظائف الفئة الاولى، لان الخطة السورية ترمي عبر حلفائها في لبنان الى تعطيل عمل الاكثرية المؤلفة من قوى 14 آذار.

اما وقد نجحت خطة تحويل قوى 8 آذار أكثرية وتشكيل حكومة منها، فإن سوريا قد تقوم بدور المسهّل والمتعاون معها لتجعلها تكسب ثقة الشعب اللبناني وازالة الاسباب التي تقوي دور المعارضة الذي تقوم به قوى 14 آذار. فهل هذا يعني انها ستساعد حكومة 8 آذار على ازالة السلاح الفلسطيني الموجود خارج المخيمات ام انها لا تزال تعتبره سلاحاً مسانداً لسلاحها ووسيلة لتحقيق ما ترغب فيه على الساحة اللبنانية، وستساعد ايضاً على ترسيم الحدود بما فيها حدود مزارع شبعا، كي يصير في امكان لبنان في عهد حكومة اللون الواحد المطالبة بانسحاب القوات الاسرائيلية، وهذا ما رفضت القيام به زمن حكومات السنيورة والحريري بحجة ان ترسيم حدود مزارع شبعا غير ممكن في ظل الاحتلال الاسرائيلي لها، كما تساعد على بت ملف اللبنانيين المفقودين او المعتقلين في السجون السورية، وكانت سابقاً لا تعترف بوجود هؤلاء في سجونها بل بوجود معتقلين ينفّذون احكاماً صدرت في حقهم وقد لا يبقى المجلس الاعلى اللبناني – السوري موضوع خلاف، وذلك بالبحث عن حل له مع الحكومة الحالية، والعمل على بت مصير الاتفاقات الثنائية المعقودة بين لبنان وسوريا ولا سيما معاهدة “الاخوة والتعاون والتنسيق” التي استناداً اليها أنشئ المجلس الأعلى اللبناني – السوري وعقد اتفاق الامن والدفاع، فتثبت حكومة الرئيس ميقاتي التي تصفها قوى 14 آذار بحكومة اللون الواحد او بحكومة “حزب الله” انها حكومة سيادية بامتياز كونها استطاعت ان تحقق ما لم تستطع تحقيقه الحكومات السابقة.

وبانتقال الاكثرية من 14 آذار الى 8 آذار تكون سوريا قد عادت الى لبنان سياسياً بعدما خرجت منه عسكرياً قبل ان تتغير الاوضاع داخل سوريا ولا يعود في الامكان تحقيق ذلك.

وعندما تنجح حكومة قوى 8 آذار في اعادة تكوين سلطة هي سلطة هذه القوى وتكوين ادارات عامة للدولة يغلب عليها اللون السياسي الواحد، فإن هذه الحكومة قد تتوصل بدعم اكثريتها الى وضع قانون للانتخابات يكون على مقاس المرشحين المرغوب فيهم بحيث يضمن فوزهم قيام أكثرية نيابية صافية وغير مركبة كما هي حالياً، ويصبح حكم هذه الاكثرية مقبولاً تطبيقاً للنظام الديموقراطي ولا يعود عندئذ مرفوضاً ومفضّلاً عليه النظام التوافقي، خصوصاً ان حكم الاكثرية بدأ مع حكومة الرئيس ميقاتي وانتهى بذلك العمل باتفاق الدوحة...

وعندما تكتمل صورة هذه السلطة وتقوم الدولة التي تطمئن اليها سوريا وايران و”حزب الله” فلا يعود تسليم سلاح الحزب اليها مشكلة كما هي حالياً، لان الدولة تصبح دولة الحزب او يصبح الحزب حزب الدولة كما الحكومة صارت حكومته...

لكن هل حساب الحقل هذا سيطابق حساب البيدر، ام ان تطور الاحداث في سوريا سيقلب كل الحسابات، وصدور القرارات الاتهامية التي تتناول رؤس كبيرة لبنانية وغير لبنانية ستغير كل الرهانات والتوقعات، فلا يعود في استطاعة سوريا تحقيق الاهداف من خلال تحويل حلفائها في 8 آذار اكثرية، فمن يسبق من في احداث التغيير في لبنان من خلال ما يحدث في سوريا؟

 

الجمهورية «العربية» السورية

حازم صاغيّة/الحياة

كان مفاجئاً، وينبغي أن يكون محرجاً جدّاً للعربي المتباهي بعروبته، اكتشاف أن مئات آلاف الأكراد السوريين لم يحملوا لعقود جنسية سورية.

هذا الحرمان لم يبدأ مع البعث، بل قبل قيام سلطته بقرابة عام. إلاّ أنه حصل بموجب إجماع على العروبة، يلتقي عنده البعثي ونقيضه، والإسلامي ونقيضه. العروبة إذاً هي التي قضت بذلك. بيد أن النظام الذي أنشأ الحرمان، كان هو نفسه نتاج هدم الوحدة المصرية–السورية، وفصم عرى «الجمهورية العربية المتحدة»، بحيث سُمّي «نظام الانفصال». وما يعنيه هذا، بحسب «تقاليدنا»، أن خلافاتنا السياسية غالباً ما تواكبها إجماعات ثقافية وفكرية بين المختلفين. لا بل يتحوّل ذاك الإجماع مادةً للمزاودة فيه كلما احتدم الخلاف السياسي. هكذا لا نعود نعرف مَن الأكثر إسلاماً، صدّام أو الخميني، ومَن الأكثر عروبة، صدّام أم حافظ، ومن الأشد إصراراً على تحرير فلسطين، حافظ أم ياسر عرفات؟

من هذا القبيل، سمّى الانفصاليون سورية «الجمهورية العربية السورية»، وكانت قبلاً «جمهورية سورية» فحسب، مزايدين على عدوّهم الجديد «بطل القومية العربية»، جمال عبد الناصر. والحال، وبعيداً عن المزاودات وكذبها، تبقى «عروبة» سورية فضاء ثقافياً عريضاً وبديهياً، بالمعنى الذي تشكّل فيه «أوروبيّة» فرنسا فضاء ثقافياً عريضاً وبديهياً لها. فإذا قيل «جمهورية فرنسا الأوروبية» صار الشكّ واجباً بفرنسيتها وبأوروبيتها في آن معاً.

بلغة أخرى، يبدو إقحام النسبة في اسم الدولة-الأمة دليلاً على تخبّط في المعنى أكثر منه دليلاً على أي شيء آخر. وتخبّط كهذا وسم الولادة السورية الحديثة بوصفها انتقاصاً من كلٍّ «عربي» أكبر، انتقاصاً لا يُعوّض، رمزياً ولفظياً، إلاّ بالاستغراق المَرَضيّ في «العروبة». والأمر أحياناً بلغ حد الرغبة في إفناء الذات أو الخجل بها وباسمها. فلم يكن مصادفاً أن سورية، وعلى عكس بلدان الكون، ألقت نفسها في أحضان مصر في 1958، وغدت «إقليماً شمالياً»، قبل أن تغدو جمهورية «عربية» سورية، ثم «قطراً» على يد البعث.

والتخبّط لم يكن إلاّ أحد السلالم التي تسلقها البعثيون لبلوغ الحكم، ومن ثم لإدامته. ذاك أن الايديولوجيا الوطنية السورية، التي ربما كان خالد العظم أبرز رموزها، مكثت بكماء عاجزة أمام الإجماع اللفظي على «عروبة» لا تعني شيئاً. وفي صورة أعمّ، كان ما تُنجزه الوطنية السورية باليمنى، اقتصاداً وتعليماً ومواصلات، لا تلبث أن تلغيه باليسرى، إذ تقدم هذا الذي تبنيه كمجرد «خطوة» على طريق الوحدة العربية. حتى الانفصاليون الذين استقلوا بسورية في 1961 أشاعوا أنهم يحاولون إصلاح الوحدة، وهو ما عاد البعث وردّده بعدهم، ولأجل ذلك انعقدت المحادثات الثلاثية الشهيرة في القاهرة.

هكذا عاش الوطن في مكان والوطنية في مكان آخر. وتتمةً للخجل بالسورية، ما لبث أن تطوّر خجل بالوطنية، فدرجت عبارة سُكّت في دمشق البعثية عن «الوطني والقومي»، قبل أن تزداد تناسلاً فتغدو «الوطني والقومي والإسلامي»... فلم تكن تلك الصيغ والصياغات سوى إعلانات مداورة عن أن إملاءات الدولة–الأمة (حيث الوطن هو الأمة والوطنية هي القومية) لا تسري على سورية.

وقد آن الأوان لوقف هذا التخبّط، تمهيداً لمحو آثاره التي لم يُفد منها عملياً إلاّ البعث واستبداده، ومن ثم للعيش في عالم لا ينقسم إلاّ دولاً وسيادات وطنية. فالذي لا يستطيع توحيد سورية وتحويلها وطناً ناجحاً سيكون كلامه في العروبة مادة للتندر. أما إذا كان حاكماً، فلن تكون عروبته سوى ذريعة هيمنة على الجوار، لا سيما لبنان و»سورية الجنوبية» فلسطين.

والانتفاضة اليوم هي، بين أمور أخرى، فرصة للتخلص من هذا الهراء عن سايكس بيكو والمشاريع والمخططات وما إليها. وليس مصادفاً أن سائر الانتفاضات العربية راجعت، وتراجع، العقود الأخيرة، كلٌّ بطريقتها. فلمرة واحدة، آن لتاريخنا أن يبدأ إيجابياً مع الصيرورة الوطنية، لا سلبياً مع امتناع الصيرورة وإعاقتها. ولمرة واحدة، آن لنا أن نبرهن أن الديموقراطية طمأنة للجوار وضمانة للأقلية بقدر ما هي حكم الأكثرية.

وهذا جميعاً ما يوجب شكر الممثّلين الأكراد، في مؤتمر اسطنبول، لأنهم نبّهونا إلى المشكلة هذه. وسيكون الشكر أكبر في ما لو عرف الأكراد كيف يطرحون المسألة بلباقة، فلا يفضي الحزم المطلوب فيها إلى إضعاف الجهد المعارض في عمومه. أما إذا تمكنوا من ضبط موقفهم حيال تركيا بالمصلحة الإجمالية السوريّة وحدها، فعندها يؤكدون أنهم طليعة مستحقّي «الجمهوريّة السورية» واستعادتها، بل تخليصها من «الجمهورية العربية السورية».

 

سوريا: النزف متواصل و"رمضان" على الأبواب

مروان المتني – نيويورك/الجمهورية

دخلت الأزمة السورية في بداية شهرها الخامس منعطفا جديدا حافلا بالخطورة مع بروز مجموعة عوامل أهمّها:

- تطوّر الحملات العسكرية والأمنية التي تقوم بها السلطات، وتحوّل بعضها اشتباكات تتلاحم فيها آليات الجيش مع مجموعات مسلحة بقذائف صاروخية ورشّاشات ثقيلة ومتوسّطة، وتسفر عن سقوط أعداد متزايدة من القوى الأمنيّة، - إتّساع رقعة المناطق الخارجة عن سيطرة القيادة، والتي يتعرض فيها الجيش والقوى الأمنية لمقاومة مسلّحة.

- تزايُد التقارير عن جرائم وتوتّرات ذات أبعاد مذهبيّة، وفي أكثر من مدينة أساسيّة. - تظاهرات واحتجاجات متنامية الأعداد والوتيرة في حماه وحمص ودير الزور وصولا إلى ضواحي العاصمة دمشق وداخل بعض أحيائها.

- نزول عدد من المثقّفين والممثلين المعروفين إلى الشارع أسوة بشرائح جديدة من الطبقات الوسطى والميسورة، لا سيّما في ضواحي العاصمة.

ومع غياب أيّ مصادر مستقلة لاستقاء حقيقة ما يجري، لا سيّما في حمص والبوكمال وحماه، وإحصاء الأعداد الفعليّة للضحايا من المدنيّين والعسكريين، يبقى الثابت أنّ مسار التطوّرات ذاهب في اتّجاه المزيد من التصعيد والتدهور مع انتفاء وجود أيّ مؤشرات ملموسة إلى أمكانيّات التسوية أو الحسم، فلا الحوار يبدو منتجا، ولا محاولات الحسم العسكري تبدو مجدية، فيما شهر رمضان على الأبواب بخصوصيّاته وإيقاعه، لا سيّما مع دعوات المحتجّين إلى التجمّع يوميّا اعتبارا من بداية رمضان في ساحة الأمويين وسط دمشق ..!

وتبقى التداعيات الاقتصادية للاحتجاجات المتواصلة لأكثر من 19 أسبوعا" محطّ مراقبة، خصوصا مع الدعوات للامتناع عن دفع مستحقّات مؤسّسات الدولة من كهرباء وهاتف ورسوم مختلفة، إضافة إلى الإضرابات المتكرّرة وتضرّر مصالح صغار التجّار في المدن التي شهدت وتشهد اشتباكات، خصوصا أنّ تردّي الحال المعيشيّة يزيد من غضب المواطنين وسخطهم. وإذا كانت معظم الدراسات تشير إلى أنّ الفقر هو السبب الأساسي للثورات، وأنّ إسقاط نظام الرئيس المصري حسني مبارك أتى نتيجة مباشرة لارتفاع أسعار المنتجات الأساسية، يبدو أنّ هذا العامل بدأ يتحوّل إلى عنصر ضاغط على النظام السوري الذي سارع، ومنذ بداية الاحتجاجات، الى إقرار مجموعة خطوات تخفّض أسعار المحروقات والمواد الأساسية في دولة يتحكّم القطاع العام بمفاصل اقتصادها.

وفي ضوء ضبابيّة الصورة "الشاميّة" يبدو الوضع في لبنان مرشّحا للمزيد من الترقّب المشوب بالقلق، ففيما تحاول الأكثرية الجديدة امتصاص مفاعيل المحكمة الدوليّة على الشارع، وإطلاق عجلة العمل الحكومي لإعادة البلاد الى وضعية الحكم والمعارضة ضمن أصول اللعبة "الديمقرطية" المضبوطة والمدوزَنة بحسب تقاليد بلد الطوائف الـ 17، تتّجه الأنظار إلى مواقف واشنطن وبلدان أوروبية وعربية تجاه الملفّات الساخنة، كما تتّجه أيضا إلى حركة النائب وليد جنبلاط الذي خلط بتموضعه في الأشهر المنصرمة الأوراق وقلبَ موازين القوى، وتوقّفت دوائر معنية بلبنان عند مجموعة من المواقف لرئيس الحزب الاشتراكي بدءا بوصفه، من موسكو، الأزمة في سوريا بالثورة مع كلّ ما قد تحمله هذه التسمية من دلالات، وانتهاء بصورة عبوره "النهر" وانتظاره "القدَر" لجرفِ جثة عدوّه !!

إذا كانت الثورات في منطقتنا العربية لعبة قدر بامتياز وفاجأت الجميع بمن فيهم القوى الخارجية والداخلية، وإذا كان سيل المحتجّين يشبه جرف الأمطار الغزيرة وتغييرها ملامح وطبيعة الأرض التي تسلكها، فإنّ الجهد يُبذل لتأطير هذا الجَرف، كلّ حسب مصالحه، فهل تنفع السدود التي تحاول القيادة السورية إقامتها لحماية العاصمة؟ أم إنّ قوى إقليميّة وخارجية تحاول تأجيج الطوفان ودفعه لإحداث التغيير الكامل؟ وبحسب الميثولوجيا الأغريقية "ستيكس" هو نهر الخلود ويمثل الحدّ الفاصل بين الحياة والموت، فأيّ ضفة اليوم قد تنجو وأيّ طرف تموضع على ضفّة الهلاك؟ خصوصا أنّ هدير النهر يوحي بقرب فيضانه في زمن الأعاصير والزوابع المتواصلة؟ فِعلاً الوضع محيِّر، وما قالته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن تعقيداته هو الصورة الحقيقية التي تتحكّم بقرارات إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه بلاد الشام، فهل تنجح وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية بقيادة الجنرال بترايوس في رسم صورة قريبة للواقع في محاولة لاستشراف المستقبل، خصوصا بعد الاجتماعات التي عقدها في أنقرة مع قيادات في المعارضة السورية؟ أم أنّ الأوضاع مرشّحة للمزيد من التصعيد والصدامات مع استعار المشاعر الدينية والمذهبية، خصوصا في ظلّ غياب أيّ إرادة حقيقية للتفاوض، وعدم وجود أيّ إطار تنظيمي واضح يؤطّر صخب الشارع السوري الهادر؟

 

الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من إحتمال وقوع جرائم ضد الإنسانية في سوريا

أعلن المستشار الخاص للأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، فرنسيس دينغ، والمستشار الخاص لحقوق الإنسان ادوارد لاك، أنّه "بناء لمعلومات متوافرة لدى المنظمة الدولية (عمّا يجري في سوريا) فإن حجم الإنتهاكات وخطورتها يشير إلى وجود إمكانية كبيرة لإرتكاب جرائم ضد الإنسانية وإستمرارها"، وطالبا بإجراء "تحقيق مستقل ومعمق وموضوعي" حول الوضع في سوريا. وجدد مستشارا الأمم المتحدة أيضاً "دعوات الأمين العام إلى الحكومة السورية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق وتسهيل زيارة إلى سوريا لبعثة تحقيق منتدبة من مجلس الأمن حول حقوق الإنسان"، واعتبرا في هذا السياق أنّه "من دون هذه التدابير، سيكون من الصعب إزالة التوتر الراهن وتدارك تصعيد أعمال العنف"، ووجّها دعوة إلى جميع الأطراف حتى لا "يلجأوا إلى إستخدام القوة". (أ.ف.ب.)

 

سانا: مجموعة تخريبية تستهدف قطارا متجها من حلب إلى دمشق بتفكيك السكة

نهارنت/قتل سائق قطار متجه من حلب في الشمال الى دمشق السبت بعد اشتعال عربته وانقلابها جراء قيام "مجموعات تخريبية" بفك اجزاء من السكة، كما افادت وكالة الانباء السورية (سانا). وقالت الوكالة "استهدفت مجموعات تخريبية في منطقة السودة بحمص قطارا متوجها من حلب الى دمشق يقل 480 راكبا في الثالثة من فجر اليوم (السبت)، وقامت بفك اجزاء من السكة الحديدية ما أدى الى خروج القطار عن السكة واشتعال عربة الرأس واستشهاد السائق واصابة عدد من الركاب بجروح". وقالت الوكالة ان غالبية ركاب القطار كانوا من النساء والأطفال. وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف اذار. وادى قمع هذه الاحتجاجات الى مقتل اكثر من 1400 شخص بين المدنيين واعتقال اكثر من 12 الفا ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوق الانسان. وتتهم السلطات "مجموعات ارهابية مسلحة" بالعمل على زرع الفوضى في البلاد من خلال الاندساس في صفوف المحتجين واطلاق النار عليهم وارتكاب اعمال عنف اخرى

 

الشيخ» وليد المعلم!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية السورية والنظام في دمشق يحاول تصوير ما يحدث على أنه عمل تقف خلفه جماعات دينية، والأسبوع الماضي وحده شهد حالتين لافتتين تنبئان بأن النظام بات يحاول الآن تكريس الطائفية، كورقة من ضمن الأوراق التي يستخدمها لوأد الانتفاضة.

فالأسبوع الماضي حاول النظام - وكاد أن ينجح - ترسيخ فكرة أن ما يحدث في حمص هو عمل طائفي، وذلك لإخافة الأقليات، والمجتمع الدولي، من أن سوريا توشك أن تقع في حرب أهلية طائفية. كما حاول النظام، في الوقت نفسه، والمحسوبون عليه، حتى من بعض العرب في بعض الصحف الغربية، ترسيخ فكرة أن المعارضة التي ظهرت في مؤتمر إسطنبول ما هم إلا إسلاميون، وجلهم من «الإخوان». ودليلهم على ذلك هو الظهور المكثف لأصحاب اللحى، حتى إن أحد المثقفين العرب المرموقين، والحريص على الانتفاضة السورية، يقول لي «أتضايق من ظهور بعض المعارضين السوريين الملتحين على التلفاز، حيث باتوا يكرسون الصورة التي يريد النظام ترسيخها، وهي أن المعارضة (إخوانية)»!

لكن الأمر الذي لم يتنبه إليه الكثيرون هو أن النظام السوري نفسه اليوم بات ملتحيا، وبشكل يفوق بعض أفراد المعارضة، وقد يقول البعض كيف؟ فمن المفارقات أن نشرت صحيفتنا يوم الخميس الماضي صورتين تلخصان كل الحكاية؛ فالصورة في الصفحة الثانية من النسخة الورقية تظهر وزير الخارجية السوري وليد المعلم متصدرا المنصة في ندوة حوارية سياسية دينية حول الرؤية الإصلاحية، عقدت في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وجلس على يمينه وزير الشؤون الدينية محمد عبد الستار السيد، وعلى يساره الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، وكلاهما رجل دين ملتح، بينما في الصفحة الثالثة المقابلة لها صورة للمعارضين السوريين عماد الدين رشيد، وفداء المجذوب، في إسطنبول، وكلاهما كان ملتحيا أيضا.

والسؤال هنا: ما الفرق إذن بين النظام السوري المتلحف برجال الدين، والمعارضة الملتحية؟! فهل أصبح، مثلا، وزير الخارجية السوري فجأة «الشيخ» وليد المعلم ليقبل منه إلقاء محاضرة في ندوة حوارية سياسية دينية حول الرؤية الإصلاحية في كلية الشريعة بجامعة دمشق، بينما لا يقبل من المعارضين السوريين أن يكونوا ملتحين؟

وهذه ليست كل القصة بالطبع، حيث لم يتنبه كثير من متابعي الشأن السوري، بعد الانتفاضة الشعبية، أن النظام العلماني البعثي في دمشق لجأ إلى نفس أسلوب نظام صدام حسين العلماني البعثي عندما بات يواجه شعبه، والمجتمع الدولي، إذ شرع صدام وقتها في إضافة عبارة «الله أكبر» على العلم العراقي، وعمد إلى اتخاذ قرارات جعلت العراق يبدو وكأنه دولة إسلامية، مع أن النظام كان بعثيا علمانيا، وكل ذلك ليوجد صدام وقتها لنفسه شرعية دينية. والأمر نفسه يفعله النظام السوري اليوم، وخصوصا أن النظام قد عمد أوائل الانتفاضة السورية إلى رفع الحظر عن النقاب، وإغلاق كازينو قمار في سوريا!

لذا، فإن الحديث عن المعارضة «الإسلامية» السورية، والجماعات المسلحة، وغيرها من السيناريوهات التي يروجها النظام، ما هو إلا أوراق يتم استخدامها فقط لتبرير قمع الانتفاضة. فرموز المعارضة السورية معروفون ويمثلون جميع ألوان الطيف السوري، ومنهم علويون أيضا، وهذا ما يجب التنبه إليه اليوم.

 

التحالف مع الشيطان: سوريا!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط

لا يزال السؤال المعلق بخصوص الثورة السورية التي انطلقت في كل المدن السورية ضد بشار الأسد ونظامه هو لماذا هذا الصمت العربي والدولي على المجازر التي يقوم بها بحق شعبه؟ الصمت العربي مفهوم وغير مستغرب، فلم تتحرك الأنظمة العربية من قبل ضد أي حاكم أباد شعبه سواء أكان صدام حسين مع حلبجة في العراق أو حافظ الأسد مع حماه في سوريا أو عمر البشير مع دارفور في السودان وغيرهم بطبيعة الحال وبالتالي الصمت العربي غير مستغرب ولكن الصمت الدولي مريب جدا.

في الحرب العالمية الثانية كان من ضمن حلفاء الغرب في مواجهة ألمانيا هتلر النازية، رئيس الاتحاد السوفياتي جوزيف ستالين وهو الذي كان يبيد شعبه ويدفنهم في معسكرات تحت الأرض بسيبريا بشكل إجرامي ومع ذلك كان روزفلت الرئيس الأميركي وونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني يتصوران معه مبتسمين ويقولان عنه إنه حليفنا وهو نفس المبدأ الذي جعلهم يتعاونون مع صدام حسين جزار حلبجة ضد إيران في حربه ضدها ويقبلون بحافظ الأسد جزار حماه في ما عرف لاحقا بالتحالف لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي لها.

وطبعا كان هناك من يحاول تفسير «سر» العلاقة الغريبة الموجودة بين الولايات المتحدة ونظام الأسد في سوريا واللقاءات الخاصة جدا للرؤساء الأميركيين في دمشق وجنيف مع الرئيس السوري، علما بأن النظام في حالة عداء كبير مع أميركا ظاهريا وعليه عقوبات سياسية واقتصادية شتى ومع ذلك لم يتوقف التنسيق قط بين الإدارتين. فالنظام السوري كان دوره المساهمة في إحقاق الأمر الواقع في الساحة السياسية العربية وزيادة التفتيت في «الفرق» المتحدثة باسم المقاومة وخصوصا الفلسطينية منها، فهو دوما كان يدعم كل معارضة لأي خط يصل لما يشبه التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل لتزيد التنازلات المقدمة ويقل ما يمكن الحصول عليه وبالتالي تزداد وسائل التمكين لإسرائيل على أرض الواقع ولعل أبلغ دلالة هي ضم إسرائيل الفعلي للجولان وهو ما لم تفعله مع الضفة الغربية ولا مع قطاع غزة ناهيك طبعا عن ضمانة الهدوء التام لجبهة الجولان الكبرى دون أي مقاومة لمدة تزيد على الأربعين عاما.

التصريحات المتضاربة والغريبة بعد سقوط شرعية نظام الأسد (وهل كان لديه شرعية أصلا) الصادرة من البيت الأبيض ومن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تبدو ساذجة ومريبة لأن ما يحدث من إجرام من النظام السوري يفوق بمراحل ما حدث من النظام التونسي والنظام المصري بحق شعبيهما مشتركين ومع ذلك يبدو الموقف الأميركي خنوعا وضعيفا جدا. أوساط أوباما لا تريد الضغط على بشار الأسد للتنحي (وهو لن يفعل) فتصاب بالحرج السياسي كما هو الحال مع نظام معمر القذافي ولكنها أي الإدارة الأميركية تخطئ خطأ جسيما بأن تعتقد أن هذا النظام قادر على إصلاح نفسه أو مؤمن أساسا بفكرة الإصلاح، فمن دمر البلاد وأفسدها غير قادر على إصلاحها. في خضم أحداث الربيع العربي وهبات نسماته من غير الممكن الاعتقاد بأن نظاما يبيد شعبه قادر على الاستمرار في حكمه والتاريخ مليء بهذه بالشواهد، واليوم نحن نعيش في زمن مختلف عن الثمانينات الميلادية الماضية. الشرفاء والعقلاء لا بد أن يختاروا الشعب المسالم الذي خرج ثائرا لكرامته ولحريته هذا هو الاختيار السليم والجنوح لجانب الحق والأيام حبلى بما سيؤكد ذلك.

الغرب تحالف مع الشيطان في السابق وسكوته على مجازر النظام في سوريا هو تحالف من نفس النوع ولكن الثورة السورية ستكون بمثابة الرقية الشرعية التي ستخلص بلادها من هذا المس الشيطاني.

 

تشديد التدابير الامنية  في اوسلو غداة الاعتداءين الداميين اللذين اوقعا 91 قتيلا 

نهارنت/اعلنت الشرطة في اوسلو السبت ان الجيش والشرطة سيشددان التدابير الامنية حول المباني والمؤسسات الحساسة غداة الاعتداءين الداميين اللذين اسفرا عن مقتل 91 شخصا على الاقل في اوسلو وجزيرة قريبة منها. من جهة اخرى رفعت الشرطة التحذير من عدم التجول في وسط مدينة اوسلو. وقالت شرطة اوسلو في بيان "ان الحي حول مقر الحكومة سيبقى مطوقا حتى اشعار اخر. وستشدد الشرطة والجيش التدابير الامنية حول المباني والمؤسسات التي يمكن ان تكون مهددة". واوضحت الشرطة "ان الوضع في وسط اوسلو لم يعد فوضويا والتحذير لتجنب وسط المدينة قد رفع". وقال المسؤول في الشرطة النروجية روجر اندرسن ان 91 شخصاً على الاقل لاقوا مصرعهم خلال الهجوم ، بينهم 84 شخصا قتلوا في اطلاق النار الذي استهدف تجمعا للشبيبة العمالية في جزيرة اوتويا وسبعة اخرين في تفجير قنبلة قبيل ذلك قرب مقر الحكومة النروجية