المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 17 تموز/11

*حديث شريف/آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان
*رحم الله امرئ عرف حده ووقف عنده

عناوين النشرة
*14 مذكرة توقيف عن المحكمة قبل نهاية تموز تشمل نوابا ووزراء حاليين وسابقين
*معلومات بريطانية عن تزود حزب الله صواريخ "سكود دي" من سوريا 
*صحيفة "البلاد" السعودية مجدداً: القومي السوري اغتال الجميل
*اسرائيل تروى تفاصيل اضاعتها فرصتين لاغتيال "نصر الله" أول يومين لحرب تموز  
*النظام السوري يسرع بإمداد "حزب الله" بصواريخ بعيدة المدى
*يقيم أحزمة أمنية غير مترابطة في المناطق المسيحية بغطاء من التيار العوني 
*شكوك لدى "حزب الله" بتعامل وفيق صفا وحسين الخليل مع إسرائيل/حميد غريافي/السياسة
*خلاف عون- حزب الله  
*وزير الدولة احمد كرامي: مركز الامن العام للشيعة 
*عشاء ماروني اليوم في عمشيت على شرف الراعي: فرصة للتلاقي بين كل الأفرقاء
*أبعد من خلاف على كنيسة صغيرة مهجورة كانت مصلّى/إهمال المساحة يزنّر جرود جبيل بالألغام الطائفية/إيلي الحاج/ النهار
*سعيد: نزاع لاسا سياسي نسأل عون كيف سيعيد الحق؟
*تعيين إبراهيم مديرا عاما للأمن العام وضع على جدول أعمال جلسة الحكومة الاثنين
*الحوار له ظروفه وهو اليوم غير ممكن/بقلم توفيق هندي/النهار
*الانكشاف الرسمي واكَبَ العودة المسيئة لمفهوم الساحة/مضاعفات قاسية لتجربة الأستونيين على لبنان/روزانا بومنصف/النهار     
*بعدما صارت الحكومة حكومته والدولة قريباً دولته هل بات "حزب الله" مع حل لسلاحه؟/اميل خوري/النهار    
*ميقاتي من الجنوب: سنواصل مطالبة الامم المتحدة بوضع حد لانتهاكات اسرائيل للبنان
*الأستونيون تنقلوا مرتين من سوريا إلى لبنان أثناء فترة احتجازهم
*الأجهزة الأمنية اللبنانية آخر من يعلم/مفاوضات إطلاق الأستونيين تولاها الفرنسيون مباشرة مع السوريين
*النائب بدر ونوس/حزب الله" يُهين رئيس الجمهورية بسياساته الفاضحة ووليد جنبلاط سيعود الى صفوفنا يوماً لنستكمل واياه عملية بناء الدولة
*إلى عون: هل تذكر تصفيتك ل600 عسكري مسيحي يوم أعلنت حرب الالغاء؟/فريد حبيب: ورقة التفاهم أضرت بالمسيحيين التعيينات ستكون حتما كيدية ان بقي عون في السلطة  
*"حزب الله" يسدد ضربة قاضية بحق عون...بينما المشهد الطرابلسي عاد ليتكوّن بكل وضوح!  
*سوريا: سقوط النظام لا إصلاحه؟ /علي حماده (النهار)
*عماد موسى/لبنان الآن
Merci maman   
*مساراتٌ ثلاثة/نصير الأسعد/لبنان الآن
*بدء أعمال مؤتمر الانقاذ الوطني للمعارضة السورية في اسطنبول
*كلينتون: ما يجري في سوريا غير واضح المعالم ومثير للحيرة
*كلينتون تدعو من اسطنبول إلى حل سريع لمشكلة جزيرة قبرص
*الفنانة السورية مي سكاف بعد الإفراج عنها: شبيحة يحاصروننا بمقهى في دمشق.. وأحمل حكومتي المسؤولية
*مقابلة من جريدة السياسة مع إقبال بركة: الحجاب بدعة... والسلفيون أشبه بالشياطين
*عمر سليمان: نصحت مبارك بعدم الترشح وتعديل الدستور

تفاصيل النشرة

14 مذكرة توقيف عن المحكمة قبل نهاية تموز تشمل نوابا ووزراء حاليين وسابقين

نهارنت/كشفت معلومات صحفية أن مذكرات التوقيف الجديدة التي ستصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تخص أربعة عشر لبنانيا وغير لبنانيين تشمل نائبا حاليا ونوابا ووزراء سابقين. ونقلت صحيفة "الأنباء الكويتية" عن أوساط ديبلوماسية على علاقة بالأمم المتحدة أن "المذكرات الجديدة تشمل نحو 14 لبنانيا، سياسيين وعسكريين، وغير لبنانيين من مختلف الفئات، ويفترض أن تظهر الى العلن قبل نهاية تموز، واللافت ان الاسماء المتداولة تشمل نائبا حاليا ونوابا ووزراء سابقين". وأفادت مصادر متابعة للوضع اللبناني العام للصحيفة عينها أن الارتياح الذي ترتب على الخطوتين الحكوميتين المتمثلتين بالتعيينات الادارية والأمنية من جهة، والافراج عن الاستونيين السبعة من جهة أخرى "قد لا يعمر طويلا في ضوء تزايد الاشارات الواردة من لاهاي عن قرب صدور مذكرات اتهام جديدة". ونشير إلى أنه قد سلمت المحكمة الدولية المكلفة النظر في جريمة اغتيال الحريري في 30 حزيران الماضي السلطات اللبنانية مذكرات توقيف في حق اربعة متهمين مرفقة بالقرار الاتهامي في "مغلفات مقفلة"، لكن السلطات اللبنانية اكدت الاسماء المشمولة بمذكرات التوقيف بعد تسربها الى وسائل الاعلام. والمتهمون الأربعة هم: قائد العمليات الخارجية في حزب الله مصطفى بدر الدين وسليم العياش واسد صبرا وحسن عنيسي المنتمون ايضا الى حزب الله. وأمام السلطات اللبنانية مهلة ثلاثين يوما منذ تسلمها مذكرات التوقيف لإبلاغ المحكمة بما فعلته في هذا الاطار. وأعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد صدور مذكرات التوقيف أن أي حكومة لن تتمكن من توقيف هؤلاء الاشخاص "لا في 30 يوما ولا في ستين يوما، او 30 سنة او 300 سنة".

 

معلومات بريطانية عن تزود حزب الله صواريخ "سكود دي" من سوريا 

نهارنت/ذكرت أنباء بريطانية أن سورية زادت شحنات الاسلحة، ومن ضمنها صواريخ بعيدة المدى، الى "حزب الله"، ما قد يزيد من حال عدم الاستقرار في المنطقة. وتحدثت معلومات عن تزود الحزب بثمانية صواريخ "سكود دي" اضافية، جمعت في سورية، ويبلغ مدى كل منها 700 كيلومتر. ونسبت صحيفة "ذي تايمز" الى مصادر استخبارات غربية وشرق أوسطية، لم تسمها، القول أن "الاضطرابات في سورية سرعت من وتيرة تسليم سورية شحنات الاسلحة الى الحزب في لبنان". كما نقلت الصحيفة عن ناطق باسم السفارة السورية في لندن قوله: "لا نعرف شيئا عن هذه المزاعم". وأضافت: "الا أن دمشق وبمساعدة خبراء ايرانيين وكوريين شماليين تواصل تطوير صواريخ متقدمة في منطقة جبل التقسيس قرب مدينة حماه، وفي منشأة أطلقت عليها اسم "المدينة الصاروخية". وذكرت الصحيفة عينها أن "أبحاث البرنامج الصاروخي تتم في مركز العلوم والابحاث في دمشق، الذي وضعته الولايات المتحدة بين المؤسسات السورية الخاضعة لعقوبات". وأوضحت أن صاروخ "سكود دي" فائق الدقة في إصاباته ويستطيع حمل طن متفجرات، وطور بتمويل ايراني وبمساعدة خبراء كوريين.  وقالت: "أصبح لدى حزب الله" كذلك صواريخ أرض أرض "ام 600" قادرة على إصابة أهداف على بعد 250 كيلومترا، وتستطيع حمل متفجرات وزنها 500 كلغ،

وبني هذا الصاروخ، بعد تطويره، وفق تصميم الصاروخ الايراني "فتح 110". ونقلت "ذي تايمز" عن مصدر مقرب من "حزب الله" قوله، أن الحزب "تسلم شحنات إضافية من الأسلحة عبر سورية منذ بداية الاضطرابات في سورية حتى أننا لا نعرف اين سنخزنهاط. ونسبت الى مصدر استخباري اسرائيلي قوله: "لم نشهد هدوءا مماثلا للوضع الحالي على الجبهة اللبنانية، لكن الاخطار لم تكن اكبر منها الآن"

 

صحيفة "البلاد" السعودية مجدداً: القومي السوري اغتال الجميل

الرياض, بيروت - وكالات: جددت صحيفة "البلاد" السعودية تأكيدها صحة المعلومات التي أوردتها عن تورط "الحزب السوري القومي الاجتماعي" في عملية اغتيال الوزير الراحل بيار الجميل, لافتة إلى أن تفاصيل أخرى سيجري الكشف عنها قريباً فور التحقق من صحتها, والتأكد من ضمان سلامة الشهود.وكان الحزب نفى أول من أمس المعلومات التي أوردتها الصحيفة نفسها بشأن تورطه في اغتيال الجميل ومحاولة اغتيال الإعلامية مي شدياق. وفي مقابلة متلفزة, أمس, قال وزير الدولة علي قانصوه, الذي ينتمي إلى الحزب, "ما تم نشره في الصحيفة السعودية "البلاد", هو شيء سخيف وعبارة عن فيلم مركب", متسائلاً: لماذا ركب هذا الفيلم على الحزب القومي? هل لأنه حزب مقاومة وحدوي يريدون الآن تشويه صورته?", مضيفًا: "ليست المرة الأولى الذي يتم فيها اتهام الحزب ولكن في كل مرة يتبين أنه افتراء وكذب".

 

اسرائيل تروى تفاصيل اضاعتها فرصتين لاغتيال "نصر الله" أول يومين لحرب تموز  

ذكر موقع "أزرائيل ديفنس" أن "إسرائيل" وبعد مرور5 سنوات على حرب لبنان الثانية ضيعت فرصة لاغتيال زعيم تنظيم "حزب الله" السيد حسن نصر الله في أول يومين من الحرب الثانية على لبنان وذلك باغتياله بواسطة طائرة "إسرائيلية". وحسب الموقع، فبعد أن قررت "إسرائيل" اغتياله كان نصر الله قد اختفى وفات الأوان لاغتياله، وكل الجهود التي بذلها سلاح الجو "الإسرائيلي" باءت بالفشل. وقال الموقع ان "الاعتقاد الذي ساد الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" نابع من تفنيد تحركات نصر الله".

 

النظام السوري يسرع بإمداد "حزب الله" بصواريخ بعيدة المدى

لندن - يو بي اي: كشفت مصادر استخباراتية أن سورية سرعت امداداتها من الأسلحة, بما في ذلك الصواريخ البالستية المتطورة من طراز "سكود", لمقاتلي "حزب الله" في لبنان, في خطوة من شأنها تأجيج زعزعة استقرار المنطقة. وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية الصادرة أمس, نقلاً عن مصادر استخباراتية في الغرب والشرق الأوسط, أن "الاضطرابات الحالية التي يواجهها نظام الرئيس بشار الأسد لم توقف مساعيه الرامية إلى تعزيز قدراته العسكرية, وتقوم دمشق بمساعدة خبراء من ايران وكوريا الشمالية بتطوير صواريخ متقدمة متطورة في موقع سري يُلقب ب¯"مدينة الصواريخ" بُني في جبل بالقرب من مدينة حماة". واشارت إلى أن برنامج الصواريخ "زُعم بأنه يُدار من قبل مركز الأبحاث والدراسات العلمية في دمشق, المدرج على لائحة العقوبات الاميركية, فيما صعد السوريون أيضاً, وبدعم مالي وسياسي من ايران, مساعداتهم العسكرية إلى حزب الله", مضيفة انه "تسلم العام الماضي دفعتين من صواريخ أرض ¯ أرض من طراز "سكود" المتطورة يصل مداها إلى نحو 700 كيلومتر, ومنذ ذلك الحين, سلم السوريون الحزب ثماني دفعات أخرى من الصواريخ البالستية, والتي تم تجميعها بمساعدة خبراء من كوريا الشمالية". وأضافت الصحيفة ان صواريخ "سكود" تحمل رؤوساً حربية زنتها 1.10 طن وهي دقيقة ويغطي مداها اسرائيل والأردن ومناطق واسعة من تركيا, كما حصل "حزب الله" أيضاً على صواريخ أرض ¯ أرض من طراز (إم 600) شبيهة بصواريخ "الفاتح" الايرانية, يصل مداها إلى 250 كيلومتراً وتحمل رؤوساً حربية زنتها 500 كيلوغراماً. وأفاد تقرير استخباراتي أنها "المرة الأولى التي تحصل فيها منظمة ارهابية على صواريخ من هذا النوع تُعتبر ستراتيجية, وهذا النوع من الصواريخ كانت تملكها من قبل الجيوش الوطنية فقط".من جهته, قال مصدر في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية "إن حزب الله منخرط على نحو خطير في بناء اسلحته, وقام بنقل بعض الأسلحة قبل اندلاع الانتفاضات في سورية واثناء انطلاق الاحتجاجات في مصر, لكننا بدأنا نرى حركة للكثير من الأسلحة إلى لبنان بعد أن رأى الحزب أن سورية غير مستقرة".

 

يقيم أحزمة أمنية غير مترابطة في المناطق المسيحية بغطاء من التيار العوني 

شكوك لدى "حزب الله" بتعامل وفيق صفا وحسين الخليل مع إسرائيل

حميد غريافي: السياسة

كشف ضابط امني كبير في احد الاحزاب اليمينية اللبنانية البارزة في باريس النقاب امس عن ان "حزب الله" "يشهد منذ مطلع هذا العام, وتحديدا منذ اندلاع الثورة ضد النظام السوري في منتصف مارس الماضي, فوضى داخلية ضربت هيكله التنظيمي من قمته الى قاعدته على اثر كشف شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي ومديرية الاستخبارات في قيادة الجيش اللبناني شبكات التجسس الاسرائيلية التي تجاوز عدد افرادها من عملاء اسرائيل في لبنان اكثر من 25 شخصا بينهم على الاقل خمسة عشر من الطائفة الشيعية ومعظمهم من "حزب الله" ويقيمون ويعملون في مناطق اما داخل مربعات نفوذه او في قلب كوادره".

وقال الامني الحزبي ل¯"السياسة" ان اعتراف "حسن نصرالله نفسه باعتقال ثلاثة من كوادره بتهم العمالة "للسي اي ايه" (الاستخبارات الاميركية) اخيرا لم يكن اعترافا كاملا وصريحا, بل اقدم عليه مضطرا لتغطية اكتشاف عدد اكبر من العملاء للأميركيين والاسرائيليين والاوروبيين وبعض الدول العربية, حيث اصيبت قيادات الحزب بهزة عنيفة تلو الاخرى, وبمخاوف واضحة من ان يكون الصفان الاول والثاني من القياديين مخترقين من اسرائيل والاجهزة الامنية اللبنانية والحزبية المعادية, وهو امر تسري حوله شائعات جدية في الضاحية الجنوبية من بيروت وفي البقاع والجنوب, تطول قادة بارزين جدا وقريبين جدا من نصرالله نفسه, وان آخر هذه الشائعات - حسب الحزبي اللبناني في باريس - يتحدث عن شكوك بلغت بعض مواقف المسؤول عن وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا الذي يقال انه رئيس جهاز امن الحزب و"غاسل دماغ" نصرالله ومعاونه السياسي حسين الخليل, الذي لم تستبعده ايضا تلك الشائعات التي لم تستثن من التشكيل الا الامين العام للحزب وحده".

ونقل الامني الحزبي عن معلومات امنية اوروبية ولبنانية في بيروت قولها ان "الصاعقة التي ضربت رأس "حزب الله" حتى اخمص قدميه من جراء اكتشافه كم هو مخترق حتى العظم من اسرائيل والاستخبارات الغربية سواء في مقر قياداته السياسية والامنية والعسكرية في الضاحية الجنوبية او في جنوب الليطاني التي بات فيها مكشوفا بشكل مخيف ما اجبره على اعادة توزيع قواعده المسلحة (الصاروخية والتقليدية) ما استطاع, ومن ثم الصاعقة الاخرى التي جعلته يترنح بعنف تحت وطأة انهيار النظام السوري الامني والقمعي الذي لم يكن نصرالله وطهران يتوقعان ان يكون هشا بهذا القدر من الضعف والتشتت والبلبلة في مواجهة التظاهرات رغم امتلاكه اكبر قوة عسكرية في المنطقة بعد اسرائيل ومصر, والتأكد اخيرا من ان الاسد وجماعته وحزبه باتوا على قاب قوسين او ادنى من السقوط ولم يعد هناك امل في انقاذهم مهما حصل - ان هاتين الصاعقتين جعلتا قيادة الحزب تلتف على" نفسها كالأفعى استعدادا للدفاع من خطر محدق, سواء من الجنوب مع اسرائيل او من الشرق مع نظام سوري جديد, بعدما كانت شعرت بأخطار سابقة حاول نصرالله ابعادها عنها بتوجيه تهديدات خلال السنوات الثلاث الماضية تارة بإرسال صواريخه الى "ابعد.. ابعد.. من تل ابيب", وتارة اخرى بإصدار اوامره "لاحتلال الجليل الاعلى" وما شابه من سخافات مضحكة كالانتقام لمقتل عماد مغنية الذي اكد السفير الايطالي السابق في لبنان غبريال كيكيا ان قراره لم يتخذ في اي وقت حسبما نشرت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية عن موقع ويكيليكس" اول من امس, وان الحزب مرتبك ولم يعد يتوصل الى اتخاذ قرارات مصيرية, وانه منذ 2008 لم يعد في امكانه اجراء تدريبات جنوب الليطاني لذلك يقوم بنقل معسكرات تدريبه الى البقاع حيث بدأ يتحرك الى خارج مناطقه التقليدية من ضمنها بيروت حيث يزيد تواجده في المناطق المسيحية عبر عناصر لا يمكن تفريقها عن مواطنين شيعة يقيمون في بعض تلك المناطق".

وكشف الضابط الامني الحزبين ل¯"السياسة" النقاب عن ان جهات ديبلوماسية غربية نصحت بعض الاحزاب الرئيسية في المناطق المسيحية وكذلك مسؤولين امنيين وعسكريين في الدولة منذ منتصف العام الماضي ب¯"محاصرة ميشال عون وجماعاته الهزيلة عسكريا في كسروان والمتن والساحل وجبيل, تمهيدا للتخلص منه ومنها, لأنه يساعد "حزب الله" على التغلغل في تلك المناطق لإنشاء احزمة امنية غير مترابطة حول قواعد النفوذ الحزبية المسيحية, وان جماعات نصرالله توزع السلاح والمال على سكان تلك الاحزمة بعدما ضمنت ولاء صهر عون جبران باسيل الاعمى لها مع عدد من بطانته الوزارية والنيابية والامنية, وانه ليس من الضروري قيام الاحزاب المسيحية اليمينية بحرب ضد جماعات التيار العوني لإخراجها من المناطق المسيحية الحساسة منعا لدخول "حزب الله" الى قلبها, كما انه ليس متوقعا من عناصر "حزب الله" المتغلغلة ان تشن هي الاخرى حربا طائفية على المسيحيين, بل ان المخاوف تتعاظم من عمليات تفجير وتخريب واغتيالات تلهي قوى "14 آذار" عن حملتها القوية لإسقاط حكومة نجيب ميقاتي, كما ان قيادة حسن نصرالله تتوقع هي الاخرى حدوث موجة تفجيرات واغتيالات في مناطقها في خضم ما يحدث داخل لبنان وفي سورية واسرائيل".

 

خلاف عون- حزب الله  

علمت "المركزية" ان موضوع المديرية العامة للامن العام سيثار في عشاء عمشيت الذي دعا اليه رئيس الجمهورية على شرف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وذلك بعدما اصر وزراء امل وحزب الله خلال الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء على ابقائه للطائفة الشيعية وتعيين العميد عباس ابراهيم في هذا المركز في جلسة الاثنين، الامر الذي اثار حفيظة بعض الوزراء والقيادات المسيحية التي اعتبرت ان المنصب كان منذ انشاء المديرية للموارنة كون مدير عام الامن العام يعينه رئيس الجمهورية من المقرّبين اليه، غير ان الرئيس اميل لحود أسنده فور انتخابه الى اللواء جميل السيد لقربه منه ومن خطه السياسي وليس لانه شيعياً. وتطالب الفاعليات المسيحية باعادة الحق الى اصحابه وتلتقي على اذا كان هنالك من تعديل او تغيير انما يجب ان يتم ضمن سلة بعدما تبين ان الموارنة خسروا اكثر من موقع ومديرية بعد اتفاق الطائف وتوزيع مواقع الفئة الاولى على الطوائف والمذاهب.

وتستغرب اوساط قيادية مسيحية عدم صدور اي موقف اليوم عن الرئيس اميل لحود بالنسبة لهذا الموضوع كونه مَن بادر الى اتخاذ الخطوة، علما ان البطريرك الراعي سبق وفاتح الرئيس بري بالموضوع، كما ان العماد ميشال عون تحرك للغاية نفسها.

وفي المعلومات ايضا ان العميد عباس ابراهيم زار وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل يوم الجمعة الماضي للتعارف. واعرب عن استعداده لوضع نفسه في تصرف وزير الداخلية. وكان شربل اثار الموضوع في مداخلة له في مجلس الوزراء، مؤكدا ان المهم لديه ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، اكثر من الاشخاص ونفى معرفته الشخصية بالعميد ابراهيم.وقال ان اضبارته العسكرية تؤكد انه من الضباط الممتازين. واشار الوزير شربل الى عدم وجود مشكلة بشأن شخص ابراهيم وان اللغط دار حول طائفة المركز.

وادراج تعيين العميد عباس ابراهيم مديرا للامن العام بندا وحيدا على جدول اعمال الجلسة لن ينهي بالطبع الخلاف الذي نشب بين وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله داخل الجلسة السابقة. فالكلام الصادر حتى الآن عن الفريقين لا يوحي بذلك ولا يؤشر الى امكان ضبضبة نهائية وقريبة لذيول هذا الخلاف الذي ما زال يستجر مواقف متباعدة من الجانبين وان لم يكن في العلن ففي الاندية والصالونات وبعيدا عن شاشات التلفزة ووسائل الاعلام. وتلفت المصادر المطلعة على تطور الامور بين اركان قوى الغالبية وتحديدا بين التيار الحر وحزب الله الى ان استمرار خلافهما هو ما حال ويحول دون التوسع في مجلس الوزراء في سلة التعيينات الادارية والامنية وجعل طرح الموضوع مقتصرا على بند تعيين العميد ابراهيم.

 

وزير الدولة احمد كرامي: مركز الامن العام للشيعة 

اكد وزير الدولة احمد كرامي ان "منصب الامن العام سيدرج على جدول اعمال جلسة الاثنين او الاربعاء على ابعد تقدير للبت فيه". وقال في حديث لـ "المركزية" "سيبقى هذا المركز مبدئيا للطائفة الشيعية"، مستبعداً "اي تغيير او تبديل في هذا الاطار". ولفت كرامي الى ان "جلسة مجلس الوزراء تخللتها مناقشات وآراء متنوعة، ممتازة اعطت النتائج المرجوة"، مشيرا الى ان "التعيينات التي اقرت مدروسة بعناية قبل الجلسة. وختم: "يعقد مجلس الوزراء جلستين الاثنين والاربعاء المقبلين، على ان تستكمل هذه الجلسات كل اربعاء الا في حال حدوث طارئ". المركزية

 

عشاء ماروني اليوم في عمشيت على شرف الراعي: فرصة للتلاقي بين كل الأفرقاء

نهارنت/ذكرت صحيفة النهار أن "العشاء الذي يقيمه "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مساء اليوم السبت في دارته في عمشيت، (على شرف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في مناسبة بدء زيارته الراعوية لقضاء جبيل)، " سيلبي دعوتها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ونائب رئيس الحكومة سمير مقبل، ووزراء ونواب ورؤساء الاحزاب المسيحية وقادتها ومطارنة والسفير البابوي غبريالي كاتشا". وأشارت الصحيفة الى أن العشاء سيتخلله كلمة لكل من سليمان والبطريرك الراعي.

وأفادت أوساط قصر بعبدا ان "هذا العشاء هو لقاء مسيحي يلاقي مبادرة البطريرك الراعي في جمع القيادات المسيحية".

ونقلت صحيفة "السفير" عن "أوساط الرئيس ميشال سليمان قولها أن " هناك صداقة متينة تجمعه مع البطريرك الراعي"، مشيرا الى أن هذه الصداقة "تلاقت اليوم مع سعيهما المشترك الى المساهمة في تعزيز التلاقي بين مختلف الأفرقاء على الساحتين الوطنية والمسيحية". كما أشارت الصحيفة عينها الى أن سليمان " قرر أن يكرّمه اليوم في جبيل في حضور جامع وعلى "لقمة بيت". ودائما بحسب أوساط سليمان فإنه "ليس في جدول أعمال عشاء التكريم أي خلوات أو لقاءات ثنائية ما خلا العفوي منها وابن اللحظة، على أن تقتصر الخطابات على كلمتين لكل من سليمان والراعي". هذا و أوضح مصدر رسمي لـ"السفير" ان سليمان "سيخصص في كلمته اليوم في جبيل حيزا للترحيب بالبطريرك بشارة الراعي في منزله، مؤكدا أن اللبنانيين يعولون الكثير من الآمال عليه في سدة البطريركية، لينتقل الى الشأن الوطني العام في ظل المرحلة الجديدة التي دخلتها البلاد، ليؤكد على الثوابت الوطنية حيث سيتقدم التركيز على موضوع الحوار الوطني سبيلا وحيدا لحل المشكلات والصعوبات".

وكشف المصدر أن سليمان سيشدد في كلمته اليوم السبت في عمشيت على ضرورة ، "الاستقرار العام والسلم الاهلي، والحفاظ على ميزة لبنان في مسألة الديموقراطية وتداول السلطة وفي ظل المتغيرات التي تحصل من حولنا"، مؤكدا على اهمية أن يثبت لبنان "تقدما على الآخرين في هذا المجال عبر الارتقاء بالممارسة الديموقراطية".

وأفاد المصدر للصحيفة عينها أن سليمان " سيشدد على وجوب إعادة رسم دور لبنان المتجدد دائما في محيطه وفي العالم باعتباره مختبرا تلقائيا لحوار الاديان والثقافات، اذ يعيش هذا الحوار في كل لحظة انطلاقا من تركيبته الفريدة التي نزداد يوما بعد آخر تمسكا بها لأنها ثروة لبنان وضمان وجوده وازدهاره".

وإذ سيؤكد "رئيس الجمهورية على ضرورة التفرغ على المستوى الرسمي لا سيما من خلال الحكومة لمعالجة القضايا الحياتية للناس، فانه سيشدد على "دور الشباب في النهوض بلبنان وحمايته والعمل على إشراك المغتربين بفاعلية كبرى في الهم الوطني الامر الذي يستدعي اشراكهم في الاستحقاقات الدستورية، وتحديدا الانتخابات النيابية وتسهيل استعادتهم للجنسية، لان الاغتراب اللبناني دعامة اساسية للبنان اقتصاديا وسياسيا اذا أحسنّا ادارة هذا الاغتراب وابعدناه عن تجاذباتنا السياسية الداخلية"، على ما أفاد المصدر عينه.

وفي هذا السياق، صرح المنسق العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، وهو أحد المدعوين الى العشاء لـ"النهار"، بأن هذا العشاء مقرر منذ أشهر، عنوانه تكريم البطريرك الراعي في زيارته الراعوية لجبيل"، لافتا الى أن سليمان أراده "مناسبة لجمع الشخصيات المارونية في دارته".

وعليه، قال سعيد : "أعتقد أننا يجب ألا نحمّل هذا الاجتماع أكثر مما يتحمل على المستوى السياسي، وسنلبي دعوة فخامة رئيس الجمهورية نظرا إلى كل ما يربطنا به اجتماعيا واخلاقيا".

من جهتها لفتت صحيفة الجمهورية الى أنه "من المتوقّع أن تكون مجمل التطورات الجارية داخليا وإقليميا ودوليا مدار الأحاديث خلال مأدبة العشاء التي سيقيمها سليمان في دارته مساء اليوم في عمشيت على شرف الراعي". ووأعلن المصدر أنه "سيقام للراعي "استقبال شعبي في ساحة البلدة عصرا قبل أن يترأس قدّاسا في جبيل ليلبي بعده الدعوة الى العشاء الذي سيشارك فيه أيضا الأقطاب المسيحيّون الثلاثة: رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل، رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، ورئيس تيّار"المردة" النائب سليمان فرنجيّة، فيما يغيب عنه رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الموجود في باريس، وذلك في غياب هو الثاني من نوعه بعد غيابه عن اجتماع قوى 14 آذار في "البريستول". كما سيتغيّب أيضا عضو كتلة "القوات" النائب جورج عدوان الذي اتصل معتذرا لارتباطه بمواعيد في زحلة، حسب ما أفاد المصدر.

وصرح المصدر الى " الجمهورية"، أن العشاء سيحضره أيضا وزير البيئة ناظم الخوري، ورئيس حزب الوطنيين الأحرارالنائب دوري شمعون ونوّاب قضاء جبيل الثلاثة سيمون أبي رميا، وليد خوري، وعبّاس هاشم، والنائب إيلي ماروني. وقالت مصادر مسيحية مدعوّة الى العشاء لـ"الجمهورية" إنّ سليمان "يحاول تعويض خسارته الوطنية من خلال جمع المسيحيّين، ويستعين بالبطريرك الماروني في هذا الاتجاه"، مؤكدة أن " جميع الأطراف المدعوّين سيشاركون في العشاء، كذلك سيكون الأطراف المسيحيّون في قوى 14آذار حاضرين في امتياز".

لكن مصادر مسيحية أخرى شدّدت على "الطابع الاجتماعي" للدعوة أكثر ممّا تحمل طابعا سياسيّا، ودعت إلى عدم تحميل المناسبة أكثر مما تتحمل.

من جهتها، ذكرت مصادر اطلعت على الترتيبات الخاصة بهذه العشاء اللقاء، أنّ "رئيس الجمهورية قصد منه أن يرحب على طريقته باللقاءات التي استضافتها بكركي على مستوى القادة الموارنة، الأمر الذي انعكس أجواء إيجابيّة على الساحتين المسيحية والوطنية". وسيكون هذا اللقاء المحصور بالقيادات المارونية مناسبة ليتناقش سليمان معهم في القضايا الوطنية الكبرى وسبل تطوير الخطوات الهادفة الى تعزيز الوحدة الوطنية.

 

أبعد من خلاف على كنيسة صغيرة مهجورة كانت مصلّى

إهمال المساحة يزنّر جرود جبيل بالألغام الطائفية

إيلي الحاج/ النهار

زنّرت الخلافات على الحدود ملكيات الطوائف والمذاهب والأقوام في لبنان، وكثيراً ما سال على أطرافها الدم قبل أن تهدأ الأرض والنفوس نسبياً بفعل الأمر الواقع وموازين قوى تفعل فعلها بمرور الزمن. المشهد الختامي يكون في أعمال المساحة وقد أنجزت في غالبية بلدات جبل لبنان وقراه منذ بدايات الستينات، إلا في جرد جبيل الجنوبي، جبة المنيطرة وصولاً إلى العاقورة. مناسبة العودة إلى هذه السيرة المفتوحة ما جرى أول من أمس في بلدة لاسا الجبيلية، حيث اعترض بعض الأهالي الشيعة بطريقتهم أعمال مسح أراضٍ للبطريركية المارونية. لكن الخلاف يبدأ من فوق من جرد العاقورة ويعمّقه دوماً تقاعس الدولة سياسياً وإدارياً، وعجزها خلال الحرب خصوصاً، لتفلت اعتداءات على عقارات من هنا وهناك ونزاعات حدودية أكبر، ليست مسألة لاسا إلا تفصيلاً فيها.

في تاريخ الكنيسة المارونية أن الرسالة بدأت في اعالي بلاد جبيل الوثنية مع ابرهيم القورشي، تلميذ القديس مارون، في اوائل القرن الخامس انطلاقاً من العاقورة وأفقا. سكن البطاركة الموارنة أعالي جبيل مدى 695 سنة ما بين سنة 750 و1445 قبل أن ينتقلوا إلى وادي قنوبين. والعاقورة مثل بشري وتنورين ومزرعة كفرذبيان وبسكنتا وبلدات السلسلة الغربية العالية والتي تطل على سهل البقاع وصولا إلى أرز الباروك، كان لها امتداد بقاعي بفعل انتقال رعاة الماشية والمزارعين إليها. على سبيل المثال عائلات بشري أقامت في البقاع عبر الجرد دير الاحمر وشليفا وبتدعي وبشوات وعيناتا والقدام وغيرها. موارنة بسكنتا ومزرعة كفرذبيان كان امتدادهم البقاعي زحلة مع رومها من الكاثوليك والأرثوذكس. اليمّونة في المقلب العاقوري من السهل كانت هي أيضاً لعائلات عاقورية أشادت فيها كنيسة سيدة اليمونة التي لا تزال قائمة على رغم غياب العائلات المسيحية منذ مشكلات أوقعت بداية الخمسينيات ضحايا بين آل شريف الشيعة وآل أبي يونس الموارنة. حتى اليوم لا تزال حدود العاقورة تصل إلى قناة اليمونة بموجب أحكام مبرمة ومثبتة منذ ما قبل الإستقلال عام 1943. عدم تثبيت الحدود نهائياً بين العاقورة واليمونة يبقي المسألة مفتوحة على نزاعات يمكن أن تتجدد في أي وقت. وآخر حادث بين أهالي البلدتين وقع عام 1968 عندما قتل شاب عاقوري في الجرد وحضر جنازته البطريرك الماروني الراحل بولس المعوشي شخصياً في كنيسة مار جرجس تعبيراً عن الأهمية التي توليها الكنيسة للموضوع. نزولاً إلى السفح الغربي من السلسلة، تذكر كتب التاريخ أن الكنيسة المارونية اشترت عام 1863 بلدات أفقا ولاسا ويانوح من "الحمادية"، والمقصودة بهذا التعبير ليست عائلة حمادة الشيعية حصراً بل مجموعة عائلات شيعية تتكنى بها بسبب من ولائها لآل حمادة. يضع الباحث سعدون حمادة في كتابه "الأمارة الحمادية في جبل لبنان" الإنتقال الديموغرافي والجغرافي للشيعة من الجبل إلى البقاع في إطار سياسة تهجير طائفي غفل عنها التاريخ فلم يتحدث إلا عما تعرض له المسيحيون في مجازر النصف الثاني من القرن التاسع عشر في الجزء الجنوبي من الجبل ومحيطه.

عندما اشترت الكنيسة أفقا حوّلتها إلى وقف مار عبده، وهي من أجمل قرى لبنان ينبع من مغارتها الهائلة نهر ابرهيم على اسم الراهب ابرهيم القورشي بعدما كان على اسم أدونيس، وفي الميتولوجيا الفينيقية أن مياهه تتكوّن من دمائه بعدما قتله الخنزير البري ومن دموع حبيبته عشتروت. وفي أفقا هيكل وثني حوّله الموارنة كنيسة على اسم السيدة العذراء، ومعبد وجسر رومانيان من الروائع ومعالم جمالية قلة رأتها في لبنان بسبب الوضع السائد. وبقي الأهالي الشيعة بعد انتقال الملكية إلى الكنيسة يعملون في أرضها بإدارة وكيل منهم. وعلى غرار العاقورة لم تتمتع أفقا باستكمال أعمال المساحة قبل الحرب، فأصبح المختار قاضياً للسجل العقاري عملياً. وبتضافر عوامل الإهمال من الكنيسة والسلاح خلال الحرب، واستحالة ضم أفقا أمنياً إلى ما كان يُعرف بـ "المنطقة الشرقية" أو "المارونستان" نظراً إلى انفتاحها من الخلف على البقاع، سادت تلك البقعة فوضى عارمة في تحديد الملكيات، ولا تزال.

أما لاسا فتنقسم أراضيها البالغة 5 ملايين متر 3 ملايين متر للكنيسة، تحديدا لمطرانية جونية التي يتولاها اليوم المطران أنطوان نبيل عنداري، و2 مليونين للأهالي الشيعة من عائلات سيف الدين والمقداد وعبيد والشامي. الكنيسة جاءت بشركاء من مسيحيي فتوح كسروان بعدما اشترت الأرض من "الحمادية" ومن ضمنها مبنى قديم كان مصلى لنساء بيت حمادة تحوّل كنيسة سيدة لاسا ولم يعترض أحد من الأهالي الشيعة. وعام 1973 مسحت الكنيسة نهائيا الأرض التي تملكها وظهرت الكنيسة على الصحيفة العقارية وعليها صليب ككل دور العبادة المسيحية. وخلال الحرب أجّرت الأرض للدكتور فؤاد الشمالي أحد أعضاء "الجبهة اللبنانية" فأقام فيها مزرعة ومعمل إنتاج واستثمر الأراضي واستصلحها، كما أقامت "القوات اللبنانية" مشروعا زراعياً في المنطقة أيام قيادة الوزير الراحل إيلي حبيقة.

بقي المليونا متر اللذان يملكهما الأهالي بلا مسح، وبقي المسيحيون منهم شركاء وكانت العلاقات ممتازة خلال الحرب بين أهل لاسا الشيعة ومحيطهم خلال الحرب، وكان أحد وجهائهم البارزين "أبو طعان" المقداد يتولى عند مراجعته إعادة من يتعرضون للخطف في "الغربية" بحسب تسمية الأيام السود.

لكن الوضع اختلف بعد الحرب، ففي 2001 دخل الشيخ محمد عيتاوي الكنيسة، وهو قريب من "حزب الله" ووضع فيها قرآنا وقال إن ثمة نزاعا عقاريا عليها وكانت مصلى لنساء بيت حمادة ويجب أن تعود للشيعة، وقرعت أجراس في قرى المنطقة وبلداتها. المسيحيون الذين يشكلون 10 في المئة من البلدة كانوا هجروا الكنيسة الصغيرة القديمة وبنوا كنيسة أكبر، وفي زمن "اللقاء اللبناني للحوار" اجتمع النائب السابق فارس سعيد والمسؤول في "حزب الله" غالب أبو زينب ورئيس بلدية لاسا محمد المقداد ومختارها محمود المقداد عند المطران عنداري، وكان اتفاق على أن يخرج الشيخ من الكنيسة وتستكمل الدولة أعمال المساحة، ويقفل المطران الكنيسة المشرعة بلا باب ونوافذ ويضع عليها صليبا. نُفذ الإتفاق لكن الدولة لم تستكمل المساحة.

الرزق السائب والإهمال تضافرا في لاسا، وفي 2008 تكررت المسألة مع الشيخ نفسه والكنيسة نفسها وكان الحل أن سلم "حزب الله" مفتاح الكنيسة إلى النائب العماد ميشال عون الذي سلمه بدوره إلى المطران. ثم أشيع أن النائب السابق سعيد سيشارك في قداس بكنيسة لاسا لاستغلال المسألة انتخابياً،  ليُعلَن على الأثر اكتشاف قنبلة في المكان.

واليوم مع إيلاء الكنيسة برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مسألة الأراضي أهمية قصوى وحماسة الرابطة المارونية للإنجاز لا يجدي- على ما يقول متابعون للملف- تصوير المسألة طائفية، ولا هي تقنية بحتة، فهناك تسيّب وشعور لدى البعض بأن اللحظة مناسبة للكسب وتثبيت ما أخذ بالقضم والتمدد المفتوح في حركة معاكسة من البقاع إلى الساحل، والحل يكون سياسياً بإشراف الدولة أو لا يكون، وخصوصا أن على رأسها رئيسا للجمهورية ابن المنطقة، وأن البطريرك كان مطرانها، ونوابها الثلاثة وصلوا إلى البرلمان بالتحالف مع "حزب الله". لا ينبغي أن تكون مشكلة.

 

سعيد: نزاع لاسا سياسي نسأل عون كيف سيعيد الحق؟

النهار/أوضح منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد ان النزاع في لاسا على الأراضي "قضية مزمنة لا تحل على مستوى جبيل والمستوى الطائفي، لأنها سياسية، و"حزب الله" الذي يضع يده على الجمهورية اللبنانية لن "يغصّ" ببلدات لاسا او العاقورة او مشمش". وقال لـ"وكالة الانباء المركزية": "نريد ان نسأل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، اين اصبحت مسألة كنيسة لاسا واستكمال المساحة في جرد جبيل، ما دام يدّعي تحصيل الحقوق واعادتها الى اصحابها؟". وأضاف: "الحقيقة في هذه القضية ان الاراضي التابعة للكنيسة المارونية ممسوحة منذ زمن والاراضي المتنازع عليها في البلدة هي تلك المتاخمة لأراضي الكنيسة، وقد ارتكبت اخطاء عدة لمعالجة الموضوع، واول خطأ هو من الرابطة المارونية، عندما اثيرت القضية قبل عامين، ولم نسمع ان الرابطة تحركت لمعرفة ما يجري، ودارت آنذاك حرب اعلامية قادها فريق النائب عون و"حزب الله" عندما اعتبرا ان اثارتي للموضوع هي مادة انتخابية. اما خطأ الرابطة الثاني، فانها على رغم جهودها، ظنت ان معالجة الموضوع تحصل على ارض لاسا فيما يجب ان تكون على مستوى اكبر وأوسع". واضاف ان "الدولة اللبنانية ارتكبت خطأ في عدم استكمال أعمال المساحة في جبيل ليس فقط في لاسا بل في بلدات أفقا، وجرد العاقورة المتاخم للبقاع وقرية مشمش الواقعة على حدود بلدة حجولا الشيعية، لان عدم استكمال الاعمال يؤدي الى خلافات عقارية تتيح لبعض الأطراف والعائلات المدعومة من القوة السياسية والأمنية التي يمثلها "حزب الله"، وضع يده على بعض الأملاك". وختم: ""حزب الله" لا يحترم القانون في لبنان ولن يحترمه في جرد جبيل، والحل سهل يتمثل بضرب الدولة بيد من حديد لاستكمال أعمال المساحة في هذه البلدات، وان العماد عون الذي يدّعي أنه عبر ورقة تفاهم سيعيد الحقوق الى أصحابها، نسأله أين أصبحت مسألة كنيسة لاسا وأين أصبحت استكمال المساحة في جرد جبيل الذي تصل حدوده الى اليمونة؟".

 

تعيين إبراهيم مديرا عاما للأمن العام وضع على جدول أعمال جلسة الحكومة الاثنين

نهارنت/وزع أمس الجمعة "جدول أعمال الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء الاثنين في السرايا، وفيه بند تعيين العميد عباس ابرهيم مديرا عاما للأمن العام"، حسب ما أفادت صحيفة "النهار". وأكدت مصادر وزارية لـ"السفير" أن خلال الجلسة الوزارية الاخيرة تم تأجيل البت بموضوع المدير العام للأمن العام الذي صار محسوما للعميد عباس ابراهيم، الى حين الانتهاء من توافقات على مواقع إدارية مسيحية شاغرة، ومارونية تحديدا، في اكثر من موقع مهم وحساس تهم كلا من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون، اللذين لم يمانعا في إبقاء مركز مدير الامن العام بيد الطائفة الشيعية". وأشارت المصادر الى أن كل من سليمان وعون "سيجريان اتصالات مع البطريرك الماروني بشارة الراعي ومع قيادات مسيحية اخرى لهذا الغرض على هامش عشاء عمشيت الليلة" ( الأحد). كما ذكرت مصادر نيابية في تكتل التغيير والاصلاح أن التكتل معني بكل مراكز الفئة الاولى للمسيحيين، لا سيما في الوزارات التي يتسلمها التكتل"، لافتا الى أن التكتل "سيعطي رأيه بكل الاسماء التي ستطرح وسيكون له موقفه الوازن في الاختيار بالتعاون والتنسيق مع رئيسي الجمهورية والحكومة، بناء للدراسات التي اعدها التكتل والتي شملت كل المواقع المسيحية الشاغرة، وأسماء الشخصيات المرشحة لها". وقالت المصادر النياببية:" بدأ تحضير السير الذاتية للكثير من المرشحين لمناصب الفئة الاولى سواء من داخل الادارة أو من خارجها، وفي كل الادارات العامة والمؤسسات المدنية والعسكرية، من دون ان ننسى تعيين مجلس قيادة قوى الامن الداخلي". وإلى ذلك، أكّدت مصادر وزارية للصحيفة عينها أنّ تعيين مساعد مدير المخابرات في الجيش عباس إبراهيم مديرا عاما للأمن العام، وضع على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقرّرة بعد غد الاثنين. وأوضحت هذه المصادر إن الدفعة الجديدة من التعيينات ستكون تعيين مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي خلال الأسبوعين المقبلين. الى ذلك، وأكّدت مصادر الأمن العام لصحيفة "الجمهورية" أمس الجمعة أن " أحد الأشخاص أجرى مساء الخميس اتصالا هاتفيا بالمقر المركزي للمديرية العامة للأمن العام في محلّة المتحف، وهدّد بقصف المبنى بعدد من الصواريخ، لافتا الى أنه قد " تبين من التحليلات الصوتية للاتصال أن المتصل كان خليجيا".

 

الحوار له ظروفه وهو اليوم غير ممكن

بقلم توفيق هندي/النهار

السؤال المطروح اليوم: بعدما حسمت 8 آذار مسألة السلاح بالثالوث المدمر للبنان (الشعب والجيش والمقاومة) وبعدما حسم السيد نصر الله موقف "حزب الله" من المحكمة، ماذا يمكن هيئة الحوار أن تبحث؟

لا شك في أن هيئة الحوار مطلوبة من حيث المبدأ كأداة في يد رئاسة الجمهورية وفي إطارها لكي تعطي للرئيس قدرة للاضطلاع بمهماته الدستورية بالسهر على إحترام الدستور وإنتظام الحياة السياسية والوطنية في لبنان، علماً أن مأسسة هيئة الحوار هذه لا تخرج عن روحية إتفاق الطائف من حيث دور الحكم الوازن المنوط برئيس الجمهورية والضرورة في أن يكون هو المرجع الصالح لحل المسائل الخلافية لكي لا تنتقل المرجعية هذه إلى خارج الحدود.

غير أن الدعوة الى إنعقاد هيئة الحوار في الظروف الراهنة وبعد تزوير إرادة الشعب بالترهيب، لا تستقيم إذا كانت صورة طبق الأصل عن جلساتها غير المجدية السابقة.

ولنتذكر أن تلك الجلسات كانت تعقد في ظل موازين مغايرة وأجواء عدم قطيعة ولم يكن التناقض القائم بين 8 و14 آذار قد وصل إلى حد التنافر والعدائية كما هو عليه اليوم. أما قرارات هيئة الحوار وسابقتها لجنة الحوار، فلم تطبق. ومن ثم ظل "المتحاورون" يلتقون في هيئة الحوار دون جدوى ونتيجة عملية، ليس إقتناعاً بجدوى الحوار، إنما لأن التحدث إلى الآخر أفضل من القطيعة كما لمراعاة رئيس البلاد بقصد إستمالته لهذا الفريق أو ذاك.

ولنتذكر أنه في آخر مرحلة حكومة الحريري، لم تستجب 8 آذار لطلبات الرئيس سليمان لعقد هيئة الحوار بغية بحث مسألة المحكمة ومتفرعاتها وإخراجها من مجلس الوزراء المعطل عمداً، أي فصل القضايا الإقتصادية والإجتماعية والإدارية التي يتوجب حلها في مجلس الوزراء عن المسائل الخلافية الوطنية الكبرى التي يجب تداولها في هيئة الحوار.

والمؤسف أن الرئيس لم يتمكن من دعوة هيئة الحوار خلال فترة ستة الاشهر التي إستغرقها تشكيل الحكومة. والمؤسف أيضاً أنه لم يبادر هو والرئيس ميقاتي، إلى تشكيل حكومة وسطيين أو أنهما لم يكونا بالأحرى مقدامين بمسعاهما هذا، حكومة تعنى بالقضايا الإقتصادية والإجتماعية والإدارية في مقابل أن ترحل المسائل الخلافية الوطنية الكبرى إلى هيئة الحوار. كان هذا الأمر ممكناً أقله في الأشهر الأربع الاولى من فترة تشكيل الحكومة.

غير أن السؤال اليوم المطروح اليوم: بعد أن "حسمت" 8 آذار مسألة السلاح عبر بت ما سمي بالاستراتيجية الدفاعية بالثالوث المدمر للبنان، أعني "الشعب والجيش والمقاومة" وبعد أن حسم السيد حسن نصر الله موقف "حزب الله" السلبي من المحكمة ضارباً عرض الحائط الموقف الملتبس والمفخخ أصلاً للحكومة في بيانها الوزاري، ماذا يمكن هيئة الحوار أن تبحث؟!

يا فخامة الرئيس، لا يمكنك بعد اليوم الدعوة إلى عقد جلسة لهيئة الحوار لعدد من الأسباب أهمها:

أولا، لأنهم ويا للأسف أفقدوك وأفقدوا الرئيس ميقاتي صفة الوسطية التي تميزتما بها أقله في نظر الشعب.

ثانيا، لأنكما أصبحتا أسيرين لـ 8 آذار. وكلامي هذا موضوعي لا يهدف إلى التجني عليكما. فـ"حزب الله" وأصدقاؤه يتمتعون

بـ 19 وزيراً في الحكومة. وإذا أضيف إليهم وزراء السيد جنبلاط الثلاثة، يصبح عددهم 22. فالقرارات الحكومية في يد "حزب الله" بشكل مطلق وليس بوسعكما إلا المعارضة الشكلية لحفظ ماء الوجه أو للمناورة على المجتمع الدولي، مكره أخاك لا بطل، إذا سمح بذلك من يمسك بالسلطة الفعلية داخل الدولة وخارجها ورأى في هذه المعارضة منفعة له.

ثالثا، لأن مبتغى التحالف الإستراتيجي إيران – سوريا - "حزب الله" من هذه الحكومة هو إدخال لبنان الدولة في فلك هذا التحالف بغية تحقيق ثلاثة أهداف أساسية متفاعلة مترابطة: حماية سلاح حزب الله، التصدي للمحكمة والدفاع عن النظام السوري، مع كل ما تعنيه هذه الأهداف من أخطار جمة سوف يتعرض لها لبنان وأثمان باهظة سوف يدفعها المواطن اللبناني. أما موقف "حزب الله" التكتي، فهو يقوم على تصديه وحلفاءه للمحكمة بصفتها محكمة أميركية - إسرائيلية تستهدف "المقاومة" من خارج إطار الحكومة. كما هو قائم على عدم إحراج هذه الحكومة بالسماح لها بعدم التصدي للمحكمة والتظاهر "بإحترام" القرار 1757 إلى حين يدفعها مسار العملية القضائية الى تعطيلها. بكلمة، يمكن القول ان الدويلة سيطرت على الدولة، تحصنت بها ووضعتها في خدمتها.

من هنا، يتبين أن قبول 14 آذار اليوم بالمشاركة في حوار من أجل الحوار يعني سياسياً أنها قبلت بإضفاء صبغة المشروعية اللبنانية الكاملة على الوضع الإنقلابي الذي خلقه التحالف إيران – سوريا – "حزب الله"  بواسطة سلاح الحزب ومن خلال "اللعبة الديموقراطية" الشكلية.

ولنكن صريحين. المشكلة هي بين نظرتين متعارضتين الى لبنان، لا بل متصادمتين. لا يمكن بعد كل ما حصل أن تلتقيا. وقد وصل التناقض بين 8 و14 آذار إلى حد اللاعودة في ظل الظروف والموازين القائمة. فـ"حزب الله" هو منظمة جهادية إسلامية (ذات قاعدة ومعتقد شيعيين) تهدف إستراتيجياً إلى أسلمة العالم وتنظر إلى لبنان كقاعدة إنطلاق لمشروعها الأممي وهي تتوسل "المقاومة المسلحة" سبيلا لمصادمة الإستكبار الأميركي ولتحرير كامل تراب فلسطين وتدمير الدولة الإسرائيلية كخطوة على طريق هدفها الإستراتيجي.

وهي لذلك ضد المجتمع الدولي وأي تسوية في المنطقة وأي سلام عربي مع إسرائيل. وهي تحدد موقفها من أي نظام أو دولة أو منظمة أو قوة حسب موقفها من "المقاومة". وهذا أمر واضح جداً في وثيقة "حزب الله" الأخيرة.

أما خطابها السياسي التكتي واليومي، فيسوده الإلتباس المقصود حيث غالباً ما تستخدم عبارة المقاومة، بحيث يمكن أن يعتبرها البعض مقاومة لبنانية (التيار الوطني الحر ومسيحيو 8 آذار) والبعض الآخر المقاومة الإسلامية في لبنان (وهي تسميتها الحقيقية، وهي تعني إنها جزء من مقاومة أممية مسرح عملياتها هو لبنان ولكن غالباً ما يتعدى حدوده). وهي تبتغي تحرير ما تبقى من أراض لبنانية تحت الإحتلال كما حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية... لضرورات تكتية لإضفاء طابع لبناني على مشروعها الإسلامي ولعدم إخافة قاعدتها الشيعية التي قد تستشعر الخطر من ضخامة  أهداف حزبها القائد.

أما القوى السيادية اللبنانية، فمشروعها لبناني ديموقراطي يهدف إلى سيادة وإستقلال لبنان وحرية قراره الوطني وكرامة الإنسان فيه وشعارها "لبنان أولاً" بمعنى إعطاء الأولوية للمصلحة اللبنانية على ما عداها من مصالح عربية أو إقليمية أو دولية دون تنكرها لإنتماء لبنان إلى عالمه العربي وإلتزامه القضايا العربية الكبرى ولا سيما القضية الفلسطينية كما لإلتزامه كل القرارات الدولية، كما مسيرة السلام في الشرق الأوسط.

وهي وإن كانت ضد تدخل لبنان بشؤون الدول العربية الأخرى، لا يمكنها إلا أن تتعاطف مع حركة الشعوب العربية ضد الإستبداد والظلم السياسي والإجتماعي ومع الحرية والعدالة.

لذلك، ومن أجل صون الحرية والكيان اللبناني، لا مجال إلا السعي الجدي لبناء الدولة اللبنانية الحقيقية وليس الشكلية أو الرهينة أو المارقة. وهذا لا يستقيم إلا من خلال حصرية السلاح وحصرية قرار إستخدامه في يد الدولة دون سواها وليس مقبولاً من أي طرف وتحت أية حجة كانت أن يمتلك السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف. فأي سلاح خارج المؤسسات العسكرية والأمنية الرسمية هو غير قانوني وغير دستوري. لذا، برأيي إذا أراد، الرئيس سليمان أن تتجاوب 14 آذار مع دعوته إلى عقد جلسة لهيئة الحوار لا بد أن تخصص هذه الجلسة حصراً لوضع خطة عملية لتحقيق حصرية السلاح وحصرية قرار إستخدامه في يد الدولة. وفي إنتظار نضوج الظروف لدعوة الرئيس لمثل هذه الجلسة، نتمنى له الصبر والسلوان في سلوكه طريق الجلجلة ولبنان معه. ولكن في النهاية يوم القيامة آت لا محالة وهو ليس بعيداً!

*(سياسي لبناني)     

 

الانكشاف الرسمي واكَبَ العودة المسيئة لمفهوم الساحة

مضاعفات قاسية لتجربة الأستونيين على لبنان

روزانا بومنصف/النهار     

ربطت مصادر ديبلوماسية غربية بين اطلاق الاستونيين السبعة في يوم الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي في 14 تموز ووعي كبير لاخطاء جسيمة ارتكبت بالاعتداء على سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في دمشق مطلع الاسبوع الماضي على اثر زيارتين قام بهما سفيرا البلدين لحماه واعلان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الرئيس السوري بشار الاسد "فقد شرعيته" وان "ليس صحيحا ان لا غنى عنه" في موقف يعد مفصليا في تصعيد الموقف الاميركي والتعبير عن تبدله في موضوع استمرار النظام. وضع الديبلوماسيون بذلك الموضوع في معطيات غير المعطيات اللبنانية ولو لم يقل احد علنا انها المعطيات السورية وحدها التي تحكمت بالمسألة، وهي كذلك في معرض ربط اطلاق الاستونيين بتقديم هدية الى فرنسا في عيدها الوطني. وهو امر التقى على تقويمه ايضا مسؤولون لبنانيون بلغت اليهم معلومات ان لبنان لم يكن معنيا في اي مرحلة من المراحل النهائية بعملية اطلاق الاستونيين وان المسألة تتصل باعتبارات خارجة عن ارادته على كل مستوياته وانه كان متفرجا ليس الا، لكنها لا توافق على ربط المسألة بالاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي تحديدا بل بالجوهر الذي يعني محاولة المقايضة مع اطراف خارجيين. وتاليا لم تر هذه المصادر اي هدية في عملية اطلاق الاستونيين للحكومة اللبنانية في اولى انطلاقتها في العمل الحكومي، بل على العكس من ذلك في الوقت الذي اعلن فيه وزير الخارجية الاستوني "ان المخطوفين اطلقوا في الاراضي اللبنانية" مما يعني عمليا انهم لم يكونوا في لبنان ولو انهم خطفوا على اراضيه.

ويثقل الموضوع على الحكومة اللبنانية من منطلقات عدة. اولا كونها لم تضطلع بـأي دور لا سياسيا ولا امنيا وان الصفقة عقدت من فوق رأسها بصرف النظر عن حصول مقايضة ام لا، في ظل اعتقاد ان عملية الاطلاق قد تكون دفعة على الحساب او محاولة تعويض وليس مقايضة ليست متاحة او متوافرة في اي حال من الاحوال. والمسألة محرجة ايضا للبنان بمقدار ما لا يزال يستخدم ساحة يمكن ان يعمد اطراف اقليميون ايا يكونوا مباشرة او عبر اطراف محليين الى تجميع اوراق على ارضه من اجل استخدامها في اوقات الحاجة، على غرار ما حصل في موضوع اطلاق الاستونيين، علما انه ترددت لدى خطفهم تكهنات عدة تتصل باوضاع اقليمية صعبة في عدد من الدول التي لا يزال في امكانها ان تستخدم اوراقا مماثلة. فلبنان الرسمي بدا متفرجا حتى في الحلقة اللوجستية بحيث يمكن اعتبار ما حدث هدية مفخخة الى الحكومة اللبنانية وفق رأي المراقبين الديبلوماسيين. ولذلك نأى المسؤولون عن الادلاء بدلوهم عوض محاولة توظيف هذا الموضوع او قطف ثماره سياسيا لان ذلك صعب وفي غير محله ايضا ما دام لبنان لم يحظ من كل هذه العملية سوى كونه الساحة لتبادل الرسائل.

ومع ان لا شيء جديدا ان تحصل الامور بهذه الطريقة في لبنان، لكنها تذكر بقوة بالوضع الذي لا يزال عليه لبنان بعد اعوام الحرب فيه، بصرف النظر عن اي حكومة موجودة او اي رئيس جمهورية في الحكم وانه لا يزال دولة منتقصة السيادة والصدقية وخصوصا ان عبارات الشكر للبنان لا تعدو كونها مجاملات شكلية تظهر اكثر انه ليس بلدا طبيعيا وان هناك استخبارات دول عدة تتحكم بارضه وتقوم بما تريده.

وفي حين ان مسألة مماثلة كان يمكن الا تثقل على هذا النحو في ايام الحرب والسيطرة الخارجية اي في غياب المؤسسات اللبنانية، فان الموضوع يبدو اشد وطأة من زوايا عدة في ظل تساؤلات كبيرة تتصل مثلا بعدم اطلاق المخطوفين الاستونيين في سوريا طالما ان هؤلاء كانوا على اراضيها في مرحلة من المراحل كما اعلنوا انفسهم بعد عودتهم الى بلادهم، كما حصل في حوادث مماثلة في السابق، اذ اخذت دمشق على عاتقها بيع الخارج اطلاق المخطوفين الاجانب في لبنان. اذ ظهر ان بروز المساعدة السورية في هذا الاطار بعد استعداد سبق ان ابداه وزير الخارجية السوري وليد المعلم بات صعبا استثماره في ظل التطورات الاخيرة على ما كان يؤمل منه بعدما اختلفت المواقف والنظرة الى سوريا من جهة واحتمال ان تبرز اسئلة محرجة حول طريقة انتقال المخطوفين الى اراضيها في حين ان اي موقف لم يصدر عن العاصمة السورية يتصل بالمسألة رغم ان الصمت مضر للسلطات السورية في ظل هذه المعطيات. كما يمكن ان تثار مجددا في ضوء ذلك مسألتان لا تقلان اهمية، احداهما هي وجود المخيمات والمراكز الخارجة على سلطة الدولة وسيطرتها في البقاع، علما انه كان اتفق على طاولة الحوار ان ينزع سلاحها وتبسط الدولة سيطرتها في هذه المنطقة وثانيتهما هي موضوع الحدود الفالتة بين لبنان وسوريا مما يبرز ضرورة ترسيمها وتحديدها في حال كانت الحكومة الجديدة من حيث نوعية تشكيلها ولونها السياسي اكثر قدرة من الحكومة السابقة على ذلك.

 

بعدما صارت الحكومة حكومته والدولة قريباً دولته هل بات "حزب الله" مع حل لسلاحه؟

اميل خوري/النهار    

هل لا يزال في الامكان جمع الزعماء اللبنانيين حول طاولة للحوار والتوصل الى اتفاق على مواضيع مثيرة للخلاف، أم يكفي جمعهم حول الطاولة وإن لم يتم التوصل الى اتفاق على اي موضوع، بحيث يكون ذلك مجرد ابقاء التواصل قائماً في ما بينهم، وحسن العلاقات الشخصية يحول دون توتير العلاقات السياسية؟

لقد نجح الرئيس نبيه بري عام 2006 في جعل اجتماعات هيئة الحوار تسفر عن قرارات اتخذت بالاجماع ولكنها ظلت بدون تنفيذ لأن "حزب الله" الذي كان قد وافق على انشاء المحكمة الخاصة بلبنان عاد وغيَّر رأيه بحجة أنه تبين له بعد وقت أنها مسيَّسة وتستهدف سلاحه، وقرار إزالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات لم تساعد سوريا السلطة اللبنانية على تنفيذه لانها تعتبر هذا السلاح ورقة ضاغطة في يدها عند اجراء مفاوضات مع اسرائيل أو عند مواجهة مشكلات مع لبنان. واذا كان مطلوباً من سوريا التدخل لمساعدة لبنان على ازالة هذا السلاح، فان على السلطة اللبنانية ان تطلب ذلك رسمياً كي يكون تدخلها شرعياً ولا اعتراض عليه، خصوصا اذا اضطرت الى ادخال قوة من الجيش السوري الى الاراضي اللبنانية للقيام بذلك، ولا ساعدت سوريا لبنان على تنفيذ قرار آخر اتخذ بالاجماع ايضا وهو تحديد الحدود بين البلدين، وقد وضعت عبارة "تحديد" بدل "ترسيم" علها تساعد على تحقيق ذلك. وهكذا ظلت قرارات هيئة الحوار التي انعقدت برئاسة الرئيس بري واتخذت بالاجماع من دون تنفيذ.

وعندما استؤنفت اجتماعات هيئة الحوار الوطني في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان ظلت تدور في حلقة مفرغة حول موضوع الاستراتيجية الدفاعية توصلا الى حل لمشكلة سلاح "حزب الله" في اطارها. وبعد توصل الاجتماعات الى تصور لهذه الاستراتيجية من خلال مشاريع اقتراحات تم التقدم بها وتشكلت لجنة للنظر فيها، امتنع "حزب الله" عن التقدم بأي اقتراح واتخذ وزراء 8 آذار في حكومة الرئيس سعد الحريري من ملف شهود الزور، ذريعة لتعطيل اجتماعات مجلس الوزراء وتالياً لتعطيل اجتماعات هيئة الحوار ايضا باعلان العماد ميشال عون انه لا يرى داعياً لهذه الاجتماعات اذا لم يبت مجلس الوزراء موضوع ملف شهود الزور، وتبنى "حزب الله" هذا الموقف في ما بعد.

واذا كانت قوى 8 آذار باتت ترى ان لها مصلحة في العودة الى اجتماعات هيئة الحوار بعدما انتقلت اليها الاكثرية وتمكنت من تشكيل حكومة منها، فإن قوى 14 آذار التي صارت أقلية، ولم تعد مشاركة في الحكومة، ترفض العودة الى اجتماعات هيئة الحوار الا اذا كان لهذه الاجتماعات جدول أعمال متفق عليه كي يكون للحوار نتائج، وان يكون سلاح "حزب الله" في رأس هذا الجدول لان هذا السلاح اذا ظل مشكلة لا حل لها فلن يتحقق العبور الى الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل اراضيها، ولا تكون سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها. دولة تستطيع التزام تنفيذ القرار 1701 الذي يؤدي تنفيذه ليس الى قيام هذه الدولة بل الى تحقق الامن والاستقرار الدائمين والثابتين في لبنان.

وترى قوى 14 آذار ايضا انه اذا لم يتم التوصل الى حل لمشكلة سلاح "حزب الله"، فإن الامن والاستقرار سيظلان معرضين للاهتزاز، وستظل الفئة اللبنانية التي تحمل هذا السلاح غالبة والفئة التي لا تحمله مغلوبة عند البحث في اي موضوع مهم سواء في مجلس الوزراء أم في مجلس النواب، حتى اذا صدر عن اي منهما موقف لا يرضي الفئة المسلحة هددت بالنزول الى الشارع اذا لم يتم الرجوع عنه.

والسؤال المطروح: هل بات "حزب الله" مستعدا لان يجعل سلاحه موضوع بحث في هيئة الحوار كي توافق قوى 14 آذار على حضورها، وبعد أن تضمن ان البحث في هذا الموضوع لن يعود الى الدوران في الحلقة المفرغة كما في السابق؟ وهل يوافق الحزب على وضع سلاحه في تصرف الدولة أو الجيش بعدما صارت الحكومة حكومته تمهيداً لان تصبح الدولة دولته من خلال اعادة تكوين السلطة والادارات فيها ولا سيما منها الامنية والعسكرية؟ علماً ان هذا الوضع لم يكن قائماً مع الحكومات السابقة والادارات السابقة... وعندها لا يعود بقاء السلاح في يد "حزب الله" ذريعة لقوى 14 آذار تجعلها تعترض على بقائه وتهدد بمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة سنة 2013 اذا ظل هذا السلاح خارج الدولة، ولا حتى المشاركة في أي حكومة يكون "حزب الله" مشاركاً فيها للإفادة من خدمات الدولة ويرفض أن يشاركه أحد في سلطته خارج الدولة.

لكن الرئيس سليمان يرى في العودة الى اجتماعات هيئة الحوار ضرورة تقتضيها دقة المرحلة التي تواجهها دول المنطقة، ووجوب الحرص على الوحدة الداخلية ورصّ الصفوف وتوحيد الكلمة من أجل مواجهة شتى الاحتمالات، وتجنيب لبنان الانزلاق نحو الاخطار التي نعرف كيف تبدأ ولا احد يعرف كيف تنتهي.

لقد كان الرئيس الراحل شارل حلو يقول عن الحوار: "إن عقل الانسان لا يمكن ان يعمل بكل طاقته إلا بالمشاركة مع عقل آخر".

 

 

ميقاتي من الجنوب: سنواصل مطالبة الامم المتحدة بوضع حد لانتهاكات اسرائيل للبنان

نهارنت/أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أن "الاستقرار في جنوب لبنان هو مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، التي لن يعود اليها الامن والامان الا من خلال سلام عادل ودائم وشامل".ولفت ميقاتي خلال جولة يقوم بها في جنوب لبنان لتفقد وحدات الجيش اللبناني المنتشرة هناك وزيارة مقر قيادة القوات الدولية، الى أن الإستقرار" لن يتحقق الا من خلال تطبيق القرارات الدولية التي تحفظ للشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره، والعودة الى ارضه واقامة دولته المستقلة". وشدد على أن "الحكومة التي أكدت التزامها تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، ستواصل مطالبة الامم المتحدة بوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية الدائمة لسيادة لبنان"، مؤكدا تطبيق القرار تطبيقا كاملا والانتقال من مرحلة وقف الاعمال العدائية الى وقف دائم لاطلاق النار". وقال ميقاتي الذي وصل على متن طوافة عسكرية، خلال المحطة الأولى من الجولة، يرافقه وزير الدفاع الوطني فايز غضن وقائد الجيش العماد جان قهوجي: "أردت أن تكون زيارتي الاولى، بعد نيل الحكومة الثقة، في الجنوب هذه المنطقة الغالية من لبنان على قلوبنا جميعا، من ضمن سلسلة زيارات الى المناطق اللبنانية".

ولفت الى أن زيارته "تتزامن مع حدثين: الاول الذكرى الخامسة لحرب تموز العام 2006، والحدث الثاني قرب التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب ، والحدثان متلازمان وان اختلفا في المضمون". وذكر أن " في مثل هذه الايام قبل أعوام كانت هذه المنطقة وغيرها من مناطق الجنوب تشهد عدوانا اسرائيليا واسعا، برزت في مواجهته ثلاث إرادات هي في الواقع إرادة واحدة: ارادة شعب قرر الصمود في أرضه مهما كانت التضحية، إرادة جيش قرر المواجهة رغم امكاناته الضعيفة التي تعوضها بسالة ضباطه ورتبائه وجنوده، وإرادة مقاومين قرروا الدفاع عن أرضهم وعائلاتهم وبيوتهم فوجهوا سلاحهم ضد العدو وغلبوه. وأضاف: "هذه الارادات الثلاث حققت مجتمعة النصر الذي سنحتفل بذكراه في منتصف آب المقبل".

كما أشار ميقاتي في كلمته الى أن " للنصر وجوها اخرى ايضا زادته بريقا، لعل أبرزها عودة الجيش اللبناني الى الجنوب وصولا الى الحدود بعد غياب قسري امتد سنوات".

وأردف: " أما الوجه الثاني للنصر فهو توسيع انتشار القوات الدولية وتبديل مهامها بموجب القرار 1701، الذي صدر عن مجلس الامن الدولي ليوفر الشراكة الدولية في حماية سيادة لبنان على أرضه ، بالتعاون مع الجيش وليكرس مسؤولية المجتمع الدولي في منع اسرائيل من انتهاك سيادتنا واستقلالنا وسلامة شعبنا".

وإذ أسف لعدم اكتمال الفرحة بعد " بسبب استمرار إحتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر"، أكد ميقاتي أن " الحكومة عازمة على العمل لانهاء الاحتلال الاسرائيلي لهذه الاراضي اللبنانية ووقف الممارسات العدوانية بكل الوسائل المشروعة والمتاحة".وأوضح أن " الحكومة التي أكدت التزامها تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، ستواصل مطالبة الامم المتحدة بوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية الدائمة لسيادة لبنان ، وتطبيق القرار تطبيقا كاملا والانتقال من مرحلة وقف الاعمال العدائية الى وقف دائم لاطلاق النار". كما توجه ميقاتي الى العسكريين بالقول: "هذه الارض أرضكم فاستحقوا شرف الدفاع عنها مهما كان الثمن .هذا الشعب هو اهلكم ، عليكم واجب حمايته والسهر على سلامته كما يحمي كل فرد افراد عائلته". وتابع: " دولتكم التي تقدر تضحياتكم تقر بأنها مقصرة في تلبية حاجاتكم، عديدا وعدة" متعهدا، بأن تسهر الحكومة على تلبية حاجاتكم وفق الخطة التي تضعها قيادتكم الحكيمة التي أثبتت أنها تتحمل مسؤولية كبيرة بكثير من الحرفية والانضباط والمناقبية".

وجزم " دولتكم ستحمي الجيش، كما كل المؤسسات الامنية ، من أي تدخل من أي جهة أتى لتبقى مؤسستكم الوطنية مصانة ومحصنة ومسيجة بمحبة جميع اللبنانيين لانها من كل لبنان ولكل لبنان". كما دعا ميقاتي العسكريين الى التعاون مع اليونيفل في الجنوب من أجل حفظ الامن والامان في الجنوب"، مؤكدا أن الحكومة ستهتم " بتحقيق الانماء المتوازن والسهر على توفير الرعاية الاجتماعية والصحية والتربوية في الجنوب ، وتشجيع توفير فرص العمل للجيل الشاب حتى لا ينزح من ارضه".

وفي المحطة الثانية له في الجنوب، نوه ميقاتي خلال زيارته مقر قيادو القوات الدولية العاملة في الناقورة، "بالتعاون والتنسيق الكاملين القائمين بين الجيش اللبناني قيادة وضباطا وافرادا وبين القوات الدولية"،مشيرا الى أن "الحكومة اللبنانية تتطلع الى مزيد من هذا التنسيق". وأكد أن لبنان " لن يتراجع عن دعمه تنفيذ القرارات الدولية ، الا ان ذلك لا يكفي من اجل تأمين الاستقرار والسلام"، مشددا على ضرورة أن "يقوم المجتمع الدولي بمواجهة اسرائيل ورغمها على التقيد بقراراته ومنعها من المضي في سياسة الاستعلاء والمكابرة وتجاهل الارادة الدولية"

 

الأستونيون تنقلوا مرتين من سوريا إلى لبنان أثناء فترة احتجازهم

نهارنت/أفادت مصادر مطلعة لصحيفة " النهار"، أن الأستونيين السبعة الذين أطلقوا أول من أمس بعدما خطفوا قبل أشهر، قد أمضوا فترة احتجازهم التي استمرت حوالى أربعة أشهر بين لبنان وسوريا. وقالت المصادر: إن الخاطفين عمدوا الى نقلهم مرتين الى سوريا، حيث كانوا يمضون فترة ليعودوا بهم الى لبنان من جديد الى أن اطلقوا".

وذكرت صحيفة "السفير" أن بعد وصول الأستونيين السبعة إلى العاصمة الإستونية تالين على متن طائرة أقلتهم من بيروت، ولقائهم القصير بذويهم على أرض المطار، تحدثوا عن ظروف اختطافهم لـ 114 يوما. وروت الصحيفة أن " بعد أقل من 24 ساعة على الإفراج عنهم، حطت الرحلة الخاصة التابعة لشركة طيران استونيا، في تالين وعلى متنها الإستونيون السبعة يرافقهم وزير خارجية بلادهم أورماس بايت. وأطل كل من كاليف كاوسار، واندريه بوك، وماديس بالوجا، وجان جاغوماجي، وبريت ريستيك، وأوغست تيللو، ومارتن متسبالو، بعد نحو أربعة أشهر على الصحافة الإستونية في مؤتمر صحافي، مشيرين إلى أنه فور عبورهم للحدود السورية اللبنانية في 23 آذار الماضي، أحسوا بأنهم كانوا مراقبين. وكانوا قد عبروا حاجزاً للجيش اللبناني، وقبل وصولهم إلى المدينة القريبة (زحلة) بنحو كيلومترين، صدمت سيارة الخاطفين اثنين منهم، بينما قام الخاطفون بضرب الثالث بباب تلك السيارة. ثم قفز الخاطفون من السيارة، وأمروا الجميع بالانبطاح أرضا. ويقول جاغوماجي أحد المخطوفين الذين تم الإفراج عنهم :"ثم أتى الخاطفون بفان، وأجبرونا على الانتقال إليه بسرعة. وبقيت دراجاتنا الهوائية على قارعة الطريق، ثم انطلق بنا الفان"، مشيرا الى أن عملية الخطف كانت منظمة بدقة. وأضاف: "ارتعبت عندما رأيت كيف صدمت رفيقي السيارة، فذلك المشهد لم يمر علي من قبل. كل ذلك جرى بسرعة كبيرة". ويقول تللو أحد المخطوفين المفرج عنهم أيضا: " لم يعر الخاطفون أي انتباه لحركة السير على الطريق، فكان الناس في سياراتهم يبتعدون مذعورين بسرعة كبيرة". وأثناء عملية الخطف، تم استعمال السلاح، فقد أطلق أحد الخاطفين النار بين قدمي تيللو، الذي لم يمتثل لأوامر الخاطف بالانبطاح على الأرض، وحاول أن يدخل في نقاش مع الخاطف". وأردف:"هل كانوا متأكدين من أنهم يريدون اختطافنا؟ تبين لي أن ذلك مدبّر". ولفتت "السفير" الى أن " في الفان، جرّد الخاطفون الإستونيين السبعة من هواتفهم الخليوية، لكن بقي هاتف بالوجا معه. فكر في أن يرسل لزوجته برسالة قصيرة عن عملية الخطف، لكنه عدل عن تلك الفكرة، لأنه فهم أن ذلك لن يصب في مصلحته".

وفي التفاصيل فإن " بعد خطفهم، كان الإستونيون السبعة ينقلون من مخبأ إلى آخر بين لبنان وسوريا"، كما يقدّر بالوجا أنها كانت ثلاثة أماكن مختلفة.

وقد أقام المخطوفون فيها مع الخــاطفين، معتبرا أن "لوجستيات الخاطفين كانت ممتازة، حيث لم تستطع لا السلطات السورية، أو اللبنانية أن تمارس الضغط عليهم".

وكان السبعة طيلة فترة اختطافهم مع بعضهم البعض، وقد احتجزوا من قبل ثمانية من الخاطفين. ويؤكد بالوجا على أنه لم يكن لدى الخاطفين أماكن محمية كافية، ليفرقوهم عن بعضهم البعض.  في المؤتمر الصحافي بدا الإستونيون السبعة مرتاحين يتبادلون النكات ويتمازحون، إلا أنه أثناء فترة الخطف حدثت مواقف أرعبتهم على حد تعبيرهم وأحسوا بخطر على حياتهم. ففي الأسبوع الثاني على اختطافهم، على حد تعبير جاغوماجي، "حدث أمر مخيف جدا. فقد دخل علينا الخاطفون ومعهم أسلحة آلية. وقالوا إن وسائل الإعلام تعمّم أن بيننا أربعة من اليهود. وطلب الخاطفون بمعرفة من هم هؤلاء من بيننا". على ما ذكر جاغوماجي. وأضاف: "فقد كانت لحظات مرعبة، لم يكن بين أيدينا ما يثبت بأننا لسنا من اليهود. فطلبنا منهم أن ينظروا إلى وجوهنا ويتبينوا من أسمائنا أننا لسنا كذلك. وقد صدّقونا". وكانت ظروف معيشة الإستونيين أثناء اختطافهم متواضعة، لكنهم لم يشعروا بالجوع. ففي الجبال تم احتجازهم في مخزن معدني له باب وشباك، مساحة أرضه 12 مترا مربعا. ولم يكن يصلهم ضوء الشمس إلا حين يسمح الخاطفون بفتح الشباك.

ويقول بالوجا: " تعمّدنا عدم التحدث مع بعضنا البعض أثناء أداء الخاطفين للصلاة، وألا نحدث أي صوت. هم لم يمنعونا من الكلام. لكننا آثرنا أن نتصرف بصفتنا ضيوفا".

ولفت جاغوماجي الى أن الخاطفين "كانوا جدّ متدينين، وكانوا يودون لو أننا اعتنقنا الإسلام، لكن ذلك لم يحدث".

وعما كان يحدث حولهم في العالم أثناء فترة اختطافهم، فهم بالكاد كانوا يعرفون الأخبار. والمعلومات الوحيدة التي وصلتهم هي عبر مقابلة إذاعية باللغة الإنكليزية لوزير خارجية بلادهم أورماس بايت مع محطة إذاعية لبنانية. فيما كان الخاطفون ينقلون إليهم بعض المعلومات. ولم يعرفوا بإمكانية إطلاقهم، إلا بعد اليوم الثمانين على اختطافهم، حيث كان الخاطفون يمنحونهم الأمل حينذاك عبر قولهم "كل شيء سينتهي خلال يوم، أو يومين أو ثلاثة. ودائما بحسب "السفير" فإن "المعلومة الأخيرة حول إطلاقهم، فقد عرفوا بها عند الأولى والنصف من ليل أمس الأول، أي قبل ساعات من العملية الأمنية التي تمت في سهل الطيبة، ووفق تعبيرهم، تم نقلهم "بواسطة سيارة من سوريا إلى لبنان" وتركوا في منطقة خالية. وصلوا إلى تلك المنطقة في الرابعة فجرا. أعطاهم الخاطفون هاتفا محمولا ورقما استونيا، أمروهم بالاتصال به عندما يحلّ الفجر. ثم غادر الخاطفون. وبالفعل، انتظر الإستونيون السبعة حلول الفجر، ليجروا الاتصال. هذا وأكدت مصادر لـ"النهار" أن أسباب الخطف هي اياها التي سبق أن ذكرت، موضحة أن "الخاطفين لدى إقدامهم على فعلتهم ظنوا أن غنيمتهم من الفرنسيين أو البريطانيين، مشيرة بتكتم الى أن الاسباب تتخطى معرفة المحررين السبعة الجهات التي تولت التفاوض للافراج عنهم.

وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية أبلغ السفارة الفرنسية رغبة القضاء اللبناني في الاستماع الى إفادات الاستونيين السبعة وفقا للاصول ومقتضيات التحقيق. فلبى الجانب الفرنسي الطلب وآزر الاستونيين عندما نقلوا الى مقر المحكمة العسكرية في منطقة المتحف أول من أمس(الخميس). ويشار الى ان هناك 14 شخصا مدعى عليهم في قضية الاستونيين حتى أمس (الجمعة)، بينهم خمسة فارين في عدادهم القيم على المجموعة التي يعتقد أنها نفذت عملية الخطف وسوري. وفي انتظار جلاء مزيد من ملابسات الحادث، وصل الأستونيون السبعة الى تالين العاصمة الاستونية فجر الجمعة. وقالوا اثر وصولهم، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية" انهم احتجزوا لفترة في سوريا أثناء خطفهم .

وقال أحدهم ماديس بالوجا "لقد احتجزنا ثمانية إرهابيين في ثلاثة مواقع سرية مختلفة، في لبنان وسوريا. وافضل شيء كان أننا كنا معا وان وحدتنا اعطتنا القوة لكي نؤمن باننا سنصل الى نهاية سعيدة". واضاف: "في احدى الفترات اقمنا جميعا في الغرفة نفسها مع الخاطفين الثمانية الذين كانوا يحملون رشاشات كلاشنيكوف".

وقال: وزير الخارجية الاستوني اورماس بايت الذي رافق المفرج عنهم لدى وصوله: "باتوا احرارا منذ 24 ساعة. التقيت في بيروت رئيس الوزراء ووزير الخارجية".

وأردف: "التحقيق لم ينته ونتعاون مع السلطات اللبنانية للعثور على جميع المجرمين الضالعين في عملية الخطف التي حصلت في 24 آذار الماضي بعد وقت قصير على وصولهم الى لبنان على دراجات هوائية آتين من سوريا، وفروا بهم الى جهة مجهولة". ولفت بايت أن "أعمار الرجال السبعة تتراوح بين ثلاثين عاما واربعين عاما"، وقد أ فرج عنهم في سهل بلدة الطيبة في البقاع جنوب مدينة بعلبك، مشيرا الى انهم "بصحة جيدة". وبقيت المفاوضات التي احاطت بعملية الافراج عنهم وهوية الخاطفين وكيفية تسليمهم غامضة.

وكانت مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "حركة النهضة والاصلاح" تبنت في رسالة بعثت بها الى موقع الكتروني لبناني عملية الخطف.  ثم أعلنت في رسالة ثانية في السادس من نيسان أنها ستطلب فدية مالية لإطلاق السبعة.مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

الأجهزة الأمنية اللبنانية آخر من يعلم 

مفاوضات إطلاق الأستونيين تولاها الفرنسيون مباشرة مع السوريين

بيروت - "السياسة": كشفت معلومات خاصة ل¯"السياسة" أن الأجهزة الأمنية اللبنانية كانت تملك معلومات مؤكدة عن وجود الأستونيين السبعة في سورية منذ الأيام الأولى لاختطافهم في 23 مارس الماضي, بعدما قادت التحقيقات التي أجريت إلى هذا الاستنتاج, وتحديداً مع الموقوفين ال¯9 الذين كشف عنهم وزير الداخلية والبلديات مروان شربل, لكن الاتصالات التي أجريت من جانب السلطات اللبنانية مع السوريين لم تؤد إلى أي نتيجة, في وقت كان الفرنسيون وبناءً على طلب من الحكومة الأستونية على اتصال دائم مع السلطات السورية بهدف الضغط على الخاطفين لإطلاق سراح المختطفين السبعة, سيما وأن المعلومات التي تكونت لدى الجهات الأمنية اللبنانية والفرنسية أشارت إلى أن الخاطفين قريبون من سورية ولديهم اتصالات مع جهات لبنانية حليفة لدمشق. وأفادت المعلومات أن فرنسا كانت تجري الاتصالات مع الأجهزة السورية بسرية تامة ومن دون أن تضع بيروت في كامل أجواء الاتصالات, الأمر الذي وضع الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية في وضع محرج للغاية, كونها لم تكن على علم بما يجري من مفاوضات على هذا الصعيد ولم يكن بإمكانها تعقب حركة الخاطفين داخل الأراضي السورية, خاصة وأن الأجهزة الأمنية السورية لم تكن تتعاطى بإيجابية مع السلطات اللبنانية ولم تزودها بالمعلومات التي تسهل لها معرفة الجهات الخاطفة وماذا تريد من عملية الاختطاف, وهذا ما سبب إرباكاً شديداً لدى المسؤولين اللبنانيين السياسيين والأمنيين تجاه هذا الملف, بحيث انطبق عليهم القول إنهم آخر من يعلم في هذه القضية.

وما يؤكد هذه المعلومات أن الاستونيين الذين كانوا خطفوا في منطقة البقاع بشرق لبنان, أكدوا اثر وصولهم الى تالين, فجر أمس, بعد اقل من 24 ساعة على الافراج عنهم, انهم احتجزوا لفترة في سورية خلال محنة خطفهم التي استمرت اربعة اشهر. وقال ماديس بالوجا للصحافيين في مطار تالين "لقد احتجزنا في ثلاثة مواقع سرية مختلفة من قبل ثمانية ارهابيين, في لبنان وسورية. وافضل شيء كان اننا كنا معا وان وحدتنا اعطتنا القوة الايمان باننا سنصل الى نهاية سعيدة", مضيفاً "في احدى الفترات اقمنا جميعا في نفس الغرفة مع الخاطفين الثمانية الذين كانوا يحملون رشاشات كلاشنيكوف". في سياق متصل, أوضح الوزير شربل أن "الأستونيين لم يكونوا في قرية الطيبة (في البقاع شرق لبنان) عندما كانوا مخطوفين وإنما سلموا هناك", معتبراً أن "اللبنانيين المطالبين بمعرفة تفاصيل عملية الخطف وإطلاق سراحهم, سوف يعرفون لاحقا تفاصيل العملية ولكن نترك كامل المعلومات طي الكتمان حالياً لسلامة التحقيق" القضائي.

 

عمر سليمان: نصحت مبارك بعدم الترشح وتعديل الدستور

القاهرة - يو بي آي: كشف نائب الرئيس المصري السابق اللواء عمر سليمان, أنه نصح الرئيس السابق حسني مبارك, خلال التظاهرات التي أدت إلى إسقاط النظام في فبراير الماضي, بعدم الترشح هو أو نجله جمال إلى الانتخابات الرئاسية. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" المصرية, أمس, عن تحقيقات النيابة العامة مع سليمان بقضية ضلوع كبار المسؤولين بالنظام السابق في قتل المتظاهرين, أن نائب الرئيس السابق قال "طلبت من مبارك الاستجابة لمطالب الثوار بعدم ترشحه أو نجله للانتخابات الرئاسية المقبلة, وضرورة تعديل الدستور".

ووفقاً لما نقلته الصحيفة عن نص التحقيقات, فإن سليمان ذكر "أن مبارك استجاب لنصائحه وأعد خطاباً بهذا المعنى في الثلاثين من يناير, ولكنه ألقاه في الأول من فبراير الماضي, ولقي الخطاب ارتياحاً لدى غالبية الشعب ولوحظ تناقص أعداد المتظاهرين في مختلف الميادين". وأشار سليمان الى أنه خلال عمله كمدير لجهاز الاستخبارات العامة, قبل أحداث الثورة المصرية وأوائل أيامها, جمع معلومات عن نشاط أميركي لتدريب الشباب المصري على فرض الأمر الواقع بالتظاهرات.

 

النائب بدر ونوس/حزب الله" يُهين رئيس الجمهورية بسياساته الفاضحةووليد جنبلاط سيعود الى صفوفنا يوماً لنستكمل واياه عملية بناء الدولة ...  

سلمان العنداري

شكرعضو كتلة "المستقبل" النائب بدر ونوس قوى الامن الداخلي "على الجهود التي بذلتها على مدى الاشهر الاربعة الماضية والتي ساهمت بشكل اساسي في اطلاق سراح المخطوفين الاستونيين السبعة". ونوس وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني اشاد بكلام وزير الداخلية والبلديات مروان شربل الذي اشار الى "دور فرع المعلومات في انجاح عملية الافراج"، معتبراً ان "كلامه يحمل اكثر من رسالة ايجابية على اكثر من صعيد، خاصة وان شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي كانت قد تعرضت لحملة عنيفة من قبل قوى الثامن من اذار ارادت الاقتصاص منها والغاءها كلياً من اجهزة الدولة اللبنانية". واضاف: "ان شعبة المعلومات لعبت الدور الابرز في الكشف عن الشبكات الاجرامية والارهابية وشبكات التجسس والعملاء لصالح العدو الاسرائيلي، والقت القبض على العشرات من المندسين والمجرمين، وبالتالي فان كل الانتقادات التي توجه الى هذا الجهاز باطلة ومرفوضة وفي غير محلها".

واعتبر ونوس "ان اشادة الوزير شربل قد تكون بادرة ايجابية من قبله، خاصة وانه كان قد صرح قبل ايام انه مع تعاون لبنان مع المحكمة الدولية وانه لن يسمح لاي سياسي بالتدخل في عمل وزارته". وبالعودة الى قوى الامن الداخلي وشعبة المعلومات قال ونوس: "في لبنان تعودنا على تدمير كل ناجح وعلى اطلاق الحملات الشعواء بوجه الابرياء والشرفاء، ولهذا نطالب كل القوى المعنية بتحييد فرع المعلومات عن صراعاتهم السياسية وترك القوى الامنية تعمل وتقوم بمهامها بعيداً عن الكيدية السياسية التي يريد البعض تنفيذها".

ورأى ونوس ان فرقاً كبيراً بين الدولة الغائبة والدولة المغيبة، "اذ ان الحكومة السابقة لم يترك لها المجال ان تقوم بواجباتها كما يجب، فغيبت عن اداء دورها المطلوب منها، وما هي مشاهد الاعتداء على الاملاك العامة وعدم احترام المؤسسات العسكرية والامنية والقفز فوق القانون والدستور واستخدام لغة التهديد والوعيد، الا وقائع تشهد على قتل الدولة ومنطقها وعلى تغييبها وارهاقها". واشار ونوس الى ان اصرار فريق حزب الله وحركة امل على اسناد منصب مدير عام الامن العام الى الطائفة الشيعية فيه نوع من الاهانة الكبيرة الموجهة ضد الرئيس ميشال سليمان والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذين تمنيا ان يعود هذا المنصب الى حصة الطائفة المارونية،في وقت يظهر فيه الجنرال ميشال عون صامتاً ومحرجاً من امكانية القفز فوق ارادة حليفه في ورقة التفاهم". وتمنى ونوس على فخامة الرئيس ميشال سليمان "لان يتصرف كما عهدناه وان لا يتراجع عن مواقعه وعن صلاحياته، وان لا يخاف وان لا يفقد وسطيته وحياده، فنحن نريد رئيساً صارماً وقوياً لا يستسلم لاي واقع ولاي سلاح ولاي سلطة خارج اطار الدولة". مطالباً "الرئيس بالعودة الى خطاب اقسم وتنفيذه بحذافيره قبل فوات الاوان". وشدد ونوس على ان "قوى الرابع عشر من اذار تحترم النائب وليد جنبلاط رغم كل مواقفه البعيدة عن السيادة والحرية ودعم الدولة، فهذا الرجل قدم الكثير في سبيل سيادة وحرية واستقرار لبنان وثورة الارز، ونحن على ثقة انه سيعود يوماً الى صفوفنا وسنبني معه مشروع الدولة الحقيقية يداً بيد".

واكد ونوس في ختام حديثه ان قوى الرابع عشر من اذار كمجموعة سيسية معارضة ستخوض معركتها السياسية بكل شراسة ضد حكومة "حزب الله" الجديدة، وستستعمل كل الاطر الديمقراطية والسلمية التي يسمح بها القانون والدستور لاسقاط من يحاول اسقاط الدولة والنظام وانهاء العدالة". واضاف: " لن نتجاوز الدستور ولن نحرق الاطارات، ولن نغلق مجلس النواب، ولن نحمل السلاح ونعتمد التخوين خطاباً، لان الحفاظ على لبنان وحمايته من اي مخاطر يبقى الاهم بالنسبة لنا". المصدر : خاص 14 آذار

 

إلى عون: هل تذكر تصفيتك ل600 عسكري مسيحي يوم أعلنت حرب الالغاء؟...

فريد حبيب: ورقة التفاهم أضرت بالمسيحيين التعيينات ستكون حتما كيدية ان بقي عون في السلطة  

::باتريسيا متّى::

رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" فريد حبيب أن رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون بات يتخلّى عن كل شيء من أجل مصلحته الشخصية متناسياً مصلحة الشعب لافتاً الى أن مهتمه باتت محصورة باللهث وراء الرئاسة الأولى وكرسيّ بعبدا". حبيب الذي اعتبر في تصريح خاص لموقع" 14 آذار "الالكتروني أن العماد ميشال عون مستعد لاتباع أية طريقة للوصول الى نيل منصب رئيس الجمهورية، لفت الى أن الجنرال يرى في حزب الله المخلص الذي قد يربعه على عرش بعبدا متوجها له بالقول:أنه حصرم رأيته في حلب".

وأضاف:" ما من مركز للعون في حلف 8 آذار فهو وراء حزب الله ومتلق لأوامر الآمر الناهي في الحكومة معتبراً أن ورقة التفاهم بينه ونصرالله أضرت بالمسيحيين ومصالحهم ولم تأت بالمنفعة الشخصية الا لعون وصهره جبران جرجي باسيل الذي باتت ثرواته لا تعد ولا تحصى ولكن المشكلة أنهم يسقطون صفاتهم السلبية على غيرهم".

هذا وأكدّ حبيب أنه اذا سمحنا ببقاء السطة في يد قوى 8 آذار والعماد ميشال عون، فالتعيينات ستكون كيدية بحق اللبنانيين لأنه انسان لا يعرف الى العدالة والحق طريقاً بل تفكيره قائم على الاستبداد الا أننا نلفت نظر الرئيس ميقاتي وفخامة رئيس الجمهورية للجم الكيد المتعشش في ذهنية عون مذكرا بقتل الأخير 600 عسكريّ مسيحيّ في حرب الالغاء التي أعلنها على القوات اللبنانية". وردا على سؤال، اعبتر حبيب أنه حتى لو كان عدد الوزراء المسيحيين في الحكومة الحالية كبيرا فهذا لا يمكن أن يعيد جزء من حقوق المسيحيين لأنهم بالاسم مسيحيين ومحسوبين على رئيسهم الذي فرط بالحقوق ولن يكون أداؤهم متميزا عنه".

الى ذلك، اعتبر حبيب أن توقيت الافراج عن الآستونيين االسبعة سوري بامتياز وهديّة لحزب الله تحديداً خصوصاً وأن التحقيقات والتعقبات والاتصالات أثبتت أنهم كانوا في سوريا طيلة الأربعة أشهر". وعن معارضة قوى 14 آذار، أكدّ حبيب أننا لن نحرق دواليب أو نمنع الناس من الوصول الى مراكز عملها لأن الوسائل السلمية أقوى من السلاح وسلاح حزب الله هو الذي سيسقط الحكومة مؤكدا أن مواجهتنا على مراحل ولن تكون سهلة بل تتطلب نفساً طويلاً ".

وختم حبيب معتبراً أن "من يسقط الحكومة هو ضغط الشعب اللبناني الذي بات جاهزا الآن أكثر من أي وقت مضى ورفض المجتمع الدولي لها ولانقلابها اضافة الى القلم الذي أسقط أنظمة بحدّ ذاتها وحكومة لن تصعب عليه لافتاً الى أن الاستحقاقات والاستفتاءات تظهر أن شعب 14 آذار كلّه يسعى لمصلحة لبنان من خلال تجريده من السلاح الغير شرعي بشكل أساسي". المصدر : خاص 14 آذار

 

"حزب الله" يسدد ضربة قاضية بحق عون...بينما المشهد الطرابلسي عاد ليتكوّن بكل وضوح!  

ريتا فاضل /14 آذار/ تلفت اوساط مطلعة الى ان كل المعلومات اكدت ان النظام السوري هو الذي يقف وراء خطف الاستونيين السبعة في آذار الماضي. وتوضح الاوساط المذكورة لموقع "14آذار" الألكتروني، ان اطلاق سراح الاستونيين يرتبط مباشرة باجندة النظام السوري الذي ومثلما يبدو انه يعمل للتخفيف من وطأة ما سيقع عليه من تداعيات الاعتداء على السفارتين الاميركية والفرنسية في دمشق. وتشير الاوساط الى ان الطريقة التي اطلق فيها سراح الاستونيين ترجح ان تكون اما الجبهة الشعبية القيادة العامة اما فتح الانتفاضة هي الطرف الاكثر تورطاً في خطفهم اضافة الى ان فرنسا هي التي اسهمت في انضاج تسوية الافراج عنهم. الا ان الاوساط تلفت الى ان المعلومات المتوافرة تؤكد ان الاستونيين كانوا على الاراضي السورية. وتعرب الاوساط عن اسفها لغياب الدولة اللبنانية غياباً تاماً ومعيباً عن كل مجريات الخطف ومفاوضات الافراج بادق مراحلها مع ان احد الوزراء المعنيين اكد ان السلطات اللبنانية كانت على علم بما حصل انما عن بعد. وتقول الاوساط ان هذه الصفقة لن تقدم ولن تؤخر في مجريات الامور في لبنان وسوريا وتعاطي المجتمعين العربي والدولي مع كل ذلك.

وحسب الاوساط فان الثورة السورية قد صفعت النظام السوري صفعات لا يحسد عليها باي شكل من الاشكال الامر الذي يدفع الى القول ان المسؤولين السوريين لن يتمكنوا من الاستمرار في الحكم في الامدين المتوسط والبعيد وان كان هذا النظام لا يزال متماسكاً في الحد الادنى اقله بالنسبة الى ارتكاب الجرائم والبطش.

وبتقدير هذه الاوساط فان كل ما يرتكبه النظام السوري لن يعود بالفائدة على حكام دمشق الذين يغرقون يوما بعد آخر في الدماء والعد العكسي للتنازلات.

غير ان النظام السوري قادر ان يجر شعبه الى حرب اهلية قد تدوم اشهراً وقد تاتي على سوريا بويلات ما بعدها ويلات.

ولا تستبعد الاوساط ان يشهد شهر رمضان المبارك ارتفاعاً لافتاً جداً في حدة المواجهة وتنامي الثورة الشعبية واتساع نطاقها على سائر الاراضي السورية مما سيدفع الى ترجيح تؤثر التجار والرأسماليين السوريين الى حد بعيد جداً فيعيدون حساباتهم لناحية الوقوف الى جانب النظام. وحسب الاوساط فان النظام السوري يستند على حزب الله لتنفيذ ما يريد في لبنان وحيث سيتكيء حلفاء دمشق على هذا السند لحفظ ادوارهم عند ولي الامس.

وتشير الاوساط الى ان حزب الله يزداد تمسكا بالنظام وان كان الاخير يهوي وهو يعمل بكل قواه للحفاظ على الانتصار الذي حققه برأيه من خلال اسقاط حكومة سعد الحريري وتشكيل حكومة ميقاتي الى جانب ما ادرج في بيانها الوزاري في موضوع المحكمة الخاصة بلبنان. واذا كان حزب الله سيراعي الحكومة قليلاً من خلال السماح لها بالقول للمحكمة انها سعت لالقاء القبض على المتهمين الاربعة الا انها لم تجدهم مما سيسهل على هذه الحكومة ان تطل على العالم بمظهر الساعي لاحترام القرارات الدولية الا انها عاجزة عن التحرك والاستجابة.

غير ان الاوساط تلاحظ ان حزب الله يتعامل بالاسلوب نفسه الذي تعامل به مع اخصام الامس لناحية الفرض والاملاء واعلان كل ذلك عبر الاعلام وصفحات الجرائد.

وتعتبر الاوساط ان المواقف المعلنة على السنة مسؤولين في حزب الله او تلك المسربة عنهم على صفحات الجرائد ما هي الا تكرار لاسلوب التهديد والوعيد والاصبع المرفوع بوجه الآخرين وهذه المرة ضد الحلفاء.

وترى الاوساط ان حزب الله عقد العزم على تعيين العميد عباس ابراهيم مديراً عاماً للامن العام منذ اكثر من عام ونقطة على السطر وها هو اليوم يشارف على تحقيق ذلك.

وتشير الاوساط الى ان حزب الله يسدد بذلك ضربة قاضية للعماد ميشال عون اذ كان باستطاعته ان يسند هذا المنصب الى مسيحي محسوب عليه لا بل فان هذا الاخير سيزايد في "الولاء للمقاومة وخط الممانعة والتصدي للمؤامرات الاميركية الاسرائيلية الغربية".

وفي المحصلة تصرف حزب الله بالخلفية نفسها الامر الذي يعكس استمرار النهج عينه بغض النطر عمن يتلقى المفاعيل وما ستكون تداعياته عليه من مختلف الجوانب.

وتقول الاوساط ان عون سقط كزعيم مسيحي اول مع انه كان يدعي انه الزعيم المسيحي الاوحد وصار اليوم كناية عن تجمع نيابي وزاري همه السلطة وحصد المراكز والمغانم وتنفيع المستزلمين تحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة وعينه على الاستحقاق الرئاسي عام 2014.

وتعتبر الاوساط ان الرئاسة الاولى في موقع ضعيف جدا لا تحسد عليه وان الرئيس نجيب ميقاتي على الدرب نفسه وان كان حزب الله قد يراعيه احياناً الا اذا اقتربت الامور من الخطوط الحمر فعندها لا يعود هناك مجال للمسايرة بل للفرض والاملاء وعندها سيرضخ ميقاتي لمشيئة السيد نصرالله.

اما النائب وليد جنبلاط دائماً حسب هذه الاوساط فهو كان واضحاً في تاكيده انه لم يحد عن توجهاته الاساسية لكنه يعتمد اليوم اسلوبه الخاص الذي لا يرضي احداً.

وتشير الاوساط الى ان مبدأ السلامة غنيمة هي المعيار الاول عند جنبلاط اليوم الى جانب الحرص الشديد على البقاء داخل السلطة وحصد مغانمها باي ثمن وان كانت لذلك تداعيات سلبية جداً من جوانبها كافة فالبيك يريد تعيين ناجي المصري قائداً للشرطة القضائية بعدما حصل مجدداً على مقرب له في رئاسة الاركان وغدأ سيأتي دور التعيينات الاخرى.

وعن التعامل مع اللواء اشرف ريفي ووسام الحسن قالت الاوساط ان حزب الله قادر ان يشلهما من خلال التدابير المتخذة سواء من قبل مجلس الوزراء ام وزارة الداخلية ام نوعية الذين سيعينون في مجلس قيادة قوى الامن الداخلي. وتلفت الاوساط الى ان الاكثرية قادرة ان تستفيد من فرع المعلومات الى ابعد الحدود بالتالي بامكانها عزل اللواء ريفي في اي وقت كان وتعيين مسؤول جديد لهذا الفرع يكون محسوباً عليها. غير ان الاوساط ترى ان ميقاتي هو الذي سيدفع الثمن باستمرار على المستويين اللبناني والدولي خصوصاً في طرابلس والشمال حيث سيتحول ريفي اكثر فاكثر رمزاً مما يسهل عليه خوض الانتخابات النيابية المقبلة في مسقط رأسه بكل ثقة وعزم.

وتوضح الاوساط ان المشهد الشمالي والطرابلسي عاد ليتكون بكل وضوح من الآن فصاعداً ولا سيما بعد مواقف الرئيس سعد الحريري واعتذاره من الشماليين والطرابلسيين تحديداً من النائبين السابقين مصطفى علوش ومصباح الاحدب. وعن الخطة التي ستعتمدها المعارضة قالت الاوساط ان المعارضين عبروا عن خوضهم لمعركتهم بكل وضوح وكان الحريري آخر من قام بذلك وقد صدرت باكورة توجهاتهم في البريستول وجلسات الثقة. وحسب الاوساط فان المعارضة لن تترك مناسبة او فرصة او حدثا او خطا من قبل الاكثرية او منبرا او تحركاً شعبياً الا وستعبر عما يجب التعبير عنه والا وستتحرك بالوسائل الديمقراطية من دون ان تلحق الاذية بالاقتصاد وواقع البلد. وتلفت الاوساط الى ان المعارضة ستكثف اتصالاتها الخارجية وكانت جولة الرئيس فؤاد السنيورة على عدد من الدول العربية والاتصالات التي يقوم بها الرئيس الحريري وسواه من قادة المعارضة وزيارة النائب نهاد المشنوق الى المغرب خير دليل على ذلك.

 

 سوريا: سقوط النظام لا إصلاحه؟ 

علي حماده (النهار)

وتمر ايام "الجمعة" الواحدة تلو الاخرى، وتتعاظم حركة الثورة في سوريا. انها ثورة حقيقية يغذيها القمع الدموي. ثورة حقيقية تدفع ثمن الحرية والكرامة دما غاليا، وتقدم الشهداء يوما بعد يوم في مشهد من اروع مشاهد النضال الانساني ضد الظلم والقهر والاستعباد. انها مكاسرة وجودية بين الخير الذي يمثله حلم ملايين السوريين بالعيش احرارا في وطنهم، وشر احدى آخر الستالينيات على وجه الارض. انها مكاسرة بين ارادة الشعب في بناء وطن الشعب لا وطن العائلة والقلة المتنفذة. مكاسرة بين من يريدون ارساء نظام ديموقراطي تعددي حديث ومن يريدون تأبيد جمهورية حافظ الاسد. وقد كان مشهد يوم امس معبرا عندما تحدى ملايين السوريين الرصاص الحي، والدبابات، والاعتقالات، وخرجوا يعلنون موقفهم الرافض للبقاء اسرى في "السجن الكبير" ليسقط منهم العشرات معبّدين بذلك الطريق نحو الحرية. وسيأتي يوم تقام فيه في كل مدينة من مدن سوريا، وكل قرية نصب يحمل اسماء شهداء الحرية الذين رووا بدمائهم شجرة الحرية.

وبالعودة الى واقع الحال، يمكن تسجيل الملاحظات الآتية:

1 - بدأت الثورة على شكل حركة اعتراضية على الاعتقالات والتعذيب. ثم تطورت الى حركة مطلبية لاصلاحات في النظام ولا تمس التركيبة الحاكمة ولا سيما الرئيس. والآن تحولت الحركة الاعتراضية المطلبية ثورة عارمة.

2 - في الاسابيع الاولى اقتصرت التظاهرات على ايام الجمعة، وكانت البؤرة الاولى في درعا وقراها وبعض مدن ريف دمشق. اليوم صارت حماة اشبه بمدينة محررة، والتظاهرات صباحية ومسائية في اكثر من 160 مدينة وقرية من اقصى البلاد الى اقصاها، وحجم التظاهرات يكبر بشكل مطرد: في حماه ودير الزور وحدهما خرج يوم امس ما يقارب المليون.

3 - قتل اكثر من 1500 مدني وجرح الآلاف، واعتقل ما يقارب 12000، وانتشر الامن والمخابرات في كل مكان، واستخدمت قطعات مضمونة الولاء من الجيش، ولم يمنع ذلك توسع الثورة.

4 - فشل النظام في تشتيت مثقفي الثورة. ففشلت المؤتمرات التي نظمها اما مباشرة وإما مداورة، وبدت خارج سياق المسار الثوري. وشكل اعتقال المثقفين في حي الميدان بدمشق يوم الخميس الفائت نهاية لاستمرار غالبية المثقفين في الموقف الرمادي.

5 - حتى الآن لم تنجح كل المحاولات لتطييف الثورة، وإخافة ما يسمى الاقليات. وبالتالي سوف تنضم تلك الاقليات في مرحلة قريبة الى الموجة.

6 - الاقتصاد الى انهيار مع استمرار النظام والثورة ضده. وسوف تنفضّ طبقة كبار التجار عن النظام سريعاً.

7 - ان الموقف الدولي والاقليمي ولا سيما التقاطع الاسرائيلي – الايراني - الروسي الحامي للنظام سيتلاشى مع اثبات الثورة انها الى تعاظم لا الى ضمور.

فهل يصير المطروح نهائيا، هو سقوط النظام لا اصلاحه؟

 

Merci maman

عماد موسى/لبنان الآن

 الجمعة 15 تموز 2011

إستعارت صحيفة "السفير" صباح الجمعة عنوان مسرحية قديمة للكوميدي المصري عادل إمام ومنشتت (مشتقة من مانشيت) على هذا الشكل: "العيد لفرنسا... والدولة شاهد ما شافش حاجة"، في إشارتين الأولى زمنية وتشير إلى عيد الرابع عشر من تموز أي يوم الباستيل الذي تحتفل فيه أمنا الحنون منذ 131 سنة، والإشارة الثانية تهكمية على سلطة تبلغت عملية إطلاق الإستونيين السبعة من خلال "متابعتها" الدقيقة لنشرات الأخبار والملاحق.

بدت الحكومة اللبنانية، كما الأجهزة الأمنية، تماماً كالزوج المخدوع. فعلى الرغم من القبض على المتورطين الأساسيين في عملية الخطف منذ الأساس، وامتلاك أحد الأجهزة لمعلومات قيمة، فإطلاق الإستونيين السبعة اعتُبر إنجازاً مخابراتياً فرنسياً بامتياز. جهد ديبلوماسي - مخابراتي مشترك. وتناهى إلى مسامع الإعلاميين، كما إلى آذان الوزراء أن المخطوفين كانوا خارج الأراضي اللبنانية. وتردد أنهم دخلوا وخرجوا إلى "سويسرا" مرات ومرات، ما يعني أن الحدود بين لبنان وسورية فالتة وهناك تداخل بين المناطق الأمنية الواقعة عملياً خارج نفوذ السلطة الرسمية.وتردد أيضاً أن فدية دُفعت لإطلاق الإستونيين السبعة وأن لبنان لم يساهم بفلس واحد. لبنان لا يفاوض الإرهابيين. لبنان مبدئي. فرنسا فاوضت. فرنسا دفعت. فرنسا حررت. Merci maman.سبعة إستونيين كبار، راحوا سوا مشوار. وخُطفوا. وصاروا يرسلون إلى المشاهدين الفيديو تلو الفيديو. فاكتشفت أجهزتنا أن الرسائل المتلفزة سُجلت في الأراضي "السويسرية". أهي نوعية التسجيل الرديئة التي أوصلت المحققين إلى هذه النتيجة؟ أو معطيات أخرى؟ مهما يكن ليس مناسباً الآن إتهام سورية بالضلوع في الخطف. سوريا دولة شقيقة ولا من يرغب بإضافة جنحة أو جناية إلى سجلها العدلي المتخم بالإنجازات.

قد تكون سورية متورطة أو براء من خطف الدرّاجين الأستونيين. وإذا كانت بريئة فملائكتها شياطين. المهم أن الأستونيين أطلقوا بمساعدة فرنسية معطوفة على جهود تركية وألمانية ومن دول أخرى على ما كشفه وزير الخارجية الأستوني أورماس بابيت في بيروت. شكراً لكل من تعاون دولة دولة. وشكراً قطر على سبيل الإحتياط.

لمّوهم فجر الخميس من حقل الطيبة في بقاعنا الممسوك أمنياً. سبعة ملتحين تُركوا فجر الخميس بعد  توصل الفرنسيين إلى اتفاق مع خاطفيهم. جاء إليهم من يقلّهم إلى السفارة الفرنسية في بيروت ليتدوشوا ويرتبوا هندامهم ويصلحوا قيافتهم. بعد هذا الإنجاز الفرنسي النوعي خطر لي هذا الإقتراح:

لماذا لا يتم تلزيم فرنسا بالتعاون مع ألمانيا وتركيا ودول أخرى قضية إطلاق جوزف صادر المخطوف منذ شباط من العام 2009 بشرط ألا يدفع لبنان أي قرش بدل أتعاب أو رشى لإطلاقه؟ولماذا لا تطلب وزارة الداخلية اللبنانية من معالي وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان – بالأملية - العمل لاستعادة بطرس خوند وسائر المخفيين قسراً في سجون سورية؟

وكما يقال تهذيباً بالأفرنسية: Merci d’avance

 

مساراتٌ ثلاثة

نصير الأسعد/لبنان الآن

عندما كتب الشهيد سمير قصير نظرّيته التي تفيد ما معناه أنّ ثمّة تكاملاً ضرورياً بين ربيع بيروت 2005 وربيع عربيّ يُفترض أن يقوم، أي عندما كتب داعياً إلى الترابط بين إستقلال لبنان من جهة والديموقراطيّة العربيّة عموماً والديموقراطيّة السوريّة خصوصاً من جهة ثانية، حرّكت تلك النظريّة آنذاك نقاشاً واسعاً بين أعداد من المثقفين، والمثقفين السياسيين تحديداً، بدوا في ذلك الوقت غير مقتنعين بإمتناع الإستقلال اللبنانيّ بسبب الديكتاتوريّات المجاورة، لا سيّما الديكتاتوريّة السوريّة، أو بأنّ الديموقراطيّة في سوريّا شرطٌ للإستقلال اللبناني.

المثقفون السياسيون الذين ناقشوا أطروحة الشهيد في حينها، إعتبروا أنّ إستقلال لبنان – الثاني – عن سوريّا ممكن التحقّق والرسوخ، بمعزل عن طبيعة النظام الحاكم في سوريّا، بموازين قوى مناسبة محلياً وعربياً ودولياً. إعتبروا أنّ ميزان القوى اللبنانيّ يتطوّر تدرّجاً في مصلحة إستقلال لبنان عن سوريّا، بل إنّ هذا التوازن يتطوّر تصاعداً على دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي أحدثت زلزالاً على أقوى الدرجات. كما إعتبروا أنّ التوازن الخارجيّ يتطوّر على قاعدة سحب التفويض العربيّ – الدوليّ من النظام السوريّ في لبنان.

بعد ستّ سنوات ونصف السنة، يتبيّن أنّ المثقفين السياسيين الذين ناقشوا سمير قصير كانوا محقّين لجهة إمكان إخراج الوصاية السوريّة من لبنان بصرف النظر عن طبيعة نظام الحكم في دمشق، لكن صيرورة الإستقلال اللبنانيّ معطى ناجزاً وراسخاً أمرٌ آخر، ويحتاج إلى "ضمانات" ممّا أشار إليه سمير قصير.

إذاً بعدَ ست سنوات ونصف السنة من النظريّة ومن النقاش فيها، يبدو واضحاً أنّ ثمّة ثلاثة مسارات لا بدّ من تزامنها و"تواصلها".

المسار الأوّل هو مسار الدولة اللبنانيّة المستقلّة السيّدة الديموقراطيّة.

والمسار الثاني هو مسارُ الدول العربيّة الديموقراطيّة – والدولة السوريّة الديموقراطيّة على نحو خاص – بما يتيح قيام النظام العربيّ الجديد القائم على علاقات عربيّة – عربيّة متكافئة وعلى مشروع عربيّ موحّد.

والمسارُ الثالث هو مسار الإستقلال الوطنيّ الفلسطيني المفضي إلى قيام الدولة الفلسطينيّة الديموقراطيّة المستقلّة.

ثلاثةُ مسارات، أي ما يُفيد أنّ الديموقراطيّة العربيّة ودولة الإستقلال الفلسطيني تشكّلان ضمانتين لإستقلال لبنان وقيام دولته وإستعادة موقعه ودوره.

فبالتجربة الملموسة، أنّ النظام الإستبداديّ في سوريّا ربط موقعه ومصيره بإستمرار الإعتداء على إستقلال لبنان وبإستمرار التحكّم به، وبإستتباعه إلى المحور الإقليميّ بين دمشق وطهران، المحور الذي حمّل لبنان ما لا تحتمله صيغته فضلاً عن عدوانه على الديموقراطيّة اللبنانيّة.

وبالتجربة الملموسة أيضاً، أنّ هذا كلّه إذ ألحق شتّى الأضرار بالشعب اللبنانيّ، ألحق أضراراً مماثلة أو ربّما أشنع بالشعب السوريّ الذي كان ولا يزال يبحث عن الكرامة والحريّة والديموقراطيّة لا عن أدوار لنظام الحكم حيثُما كان في الإقليم.

وبالتجربة الملموسة أيضاً وأيضاً، أنّ النظام الديكتاتوري في سوريّا – أي المحور الإقليميّ موضوع البحث – سعى إلى إكتساب الشرعيّة من خارج بلده وشعبه لكن أيضاً من خارج الشرعيّة العربيّة وبسرقة القضيّة الفلسطينيّة وإستخدامها ورقةً من أوراق "الممانعة"(!).

وبالتجربة الملموسة كذلك مُنعَ قيام نظام المصلحة العربيّة بمشروع موحّد وبدور فاعل.

بناءً على هذه التجربة "الملموسة جداً"، يتبيّن بوضوح أنّ جعل الإستقلال اللبنانيّ معطى ناجزاً وراسخاً ووقف الإعتداء على هذا الإستقلال وحياة لبنان واللبنانيين يستدعي تغييراً في سوريّا نحو الديموقراطيّة. والتغيير في سوريّا ينهضُ على عاتق الشعب السوريّ العظيم. لكن نضال اللبنانيين ضدّ محور النظام السوريّ – إيران – "حزب الله" في لبنان يساعد في حصول هذا التغيير. وكذلك فإنّ الديموقراطيّة العربيّة عامة – والسوريّة خاصة – تساهم في إستقلال الفلسطينيين بدولتهم كما أنّ دولة الإستقلال الفلسطيني تدعم الديموقراطيّة إذ تسقط من يد النظام السوريّ ومحور الإستبداد ورقة الإعتداء على الديموقراطيّة.

إنّ وعي اللبنانيين لا بدّ أن يرتفع إلى حقيقة أنّ المعركة في لبنان متواصلة مع معركتي الديموقراطيّة في سوريّا والمنطقة العربيّة، والإستقلال الوطني الفلسطيني. وعيُ أنّ الربيع العربيّ تاريخيّ ليسَ لأنّ الربيع "فصلٌ محبّب" بل لأنّه بإنتصار الديموقراطيّة يتحقّق فكّ أسر لبنان ويتحقّق إندفاعٌ لدولة فلسطين. ووعيُ أنّ تكامل المسارات الثلاثة يؤسس لقيام العلاقات العربيّة – العربيّة على قواعد معاصرة، ويُسقط إلى الأبد وصايات "الأشقاء الأكبر" على "الأشقاء الأصغر"، ويُسقط إلى الأبد مقولات أن مصالح الدول العربيّة لا تتحقّق إلاّ بمراكز نفوذ لهذه الدولة أو تلك داخل دول أخرى، في حين أنّ العلاقات العربيّة – العربيّة تقوم على خيارات حرّة وديموقراطيّة وعلى مصالح مشتركة في إطار من "التساوي".

لم يخطئ الشهيد سمير قصير.

إنّ مستقبل لبنان مرتبط بالتغيير الديموقراطيّ في سوريّا وفي مجمل العالم العربيّ.

وكذلك مستقبل لبنان مرتبط بإستقلال الدولة الفلسطينيّة. وفي الأصل أنّ لبنان عاش منذ إستقلاله الأوّل على خطّ العواصف بعدَ نكبة فلسطين.

ومستقبل لبنان تعمل 14 آذار على صناعته، ولا بدّ أن تدرك أنّ المدى العربيّ لمعركتها، مفتوحٌ اليوم كما لم يكن مرّةً منذ عقود.

المسارات الثلاثة متواصلةً الآن موضوعياً.. فقط، لكن زمن الإستبداد مهما كان المخاض عسيراً، إلى سقوط محتّم.

 

بدء أعمال مؤتمر الانقاذ الوطني للمعارضة السورية في اسطنبول

نهارنت/بدأ "مؤتمر للانقاذ الوطني" بمشاركة اكثر من 300 معارض سوري، أعماله اليوم السبت في اسطنبول، لدراسة وسائل اسقاط نظام بشار الاسد، لكن اجتماعا كان يفترض ان يعقد في الوقت نفسه في دمشق ألغي بسبب أعمال العنف التي جرت أمس. الجمعة. وقال المعارض هيثم المالح لوكالة "فرانس برس"، أن قوات الامن السورية "هاجمت امس (الجمعة) وقتلت 19 شخصا ومئات الاشخاص ارسلوا الى المستشفيات وآخرين اعتقلوا وما كانوا سيسمحون بتنظيم اي اجتماع". وجرت تظاهرات كبيرة ضد النظام في سوريا الجمعة، قمعت بعنف مما أسفر عن مقتل 28 متظاهرا، كما قال ناشطون. وافتتح المؤتمر الذي عقد بحضور حوالى 350 شخصا حسب المنظمين، جاؤوا من دول وتيارات مختلفة، بالنشيد الوطني السوري.

ويتوقع أن يتفق الحاضرون على "خارطة طريق"، ووضع هيكلية تنسيق دائمة للمعارضة. وقال المالح وهو محام في التاسعة والسبعين من العمر وينشط في مجال حقوق الانسان: "لدينا خطة تعبر عن وجهات نظرنا للمستقبل وللتغييرات في سوريا من أجل نظام حر وديموقراطي. سنرى ما اذا كان لدى احد ما اعتراضات وسنقوم بالتصحيحات المعقولة".

وأضاف: "ثم سنصوت (لتشكيل) مجموعة من 15 شخصا تقريبا سيواصلون التحرك خارج سوريا. سنتصل بمن هم في داخل وخارج سوريا". وبحسب بيان للمنظمين، فإن هذه "الهيئة للانقاذ الوطني" ، ستتألف من "ممثلين للمعارضة" ومن "شباب الثورة". وكان اجتماع غير مسبوق لمعارضين ومثقفين عقد في 27 حزيران في دمشق.  ودعا المشاركون فيه الى مواصلة "الانتفاضة السلمية" حتى إحلال الديموقراطية في سوريا، التي يحكمها حزب البعث منذ قرابة خمسين عاما. وفي 26 نيسان/ ، اجتمع معارضون سوريون في اسطنبول. وفي حزيران ، اجتمع عدد من ممثلي المعارضة السورية في انطاليا جنوب تركيا وطالبوا بتنحي الرئيس السوري فورا. وعلق المالح الذي خرج من السجن في اذار، بعد إدانته بـ"نشر أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الامة،" أن "الديموقراطية آتية ليست بعيدة"، مؤكدا أن " هذا النظام سيسقط من الان حتى بضعة أسابيع إن شاء الله". وكالة الصحافة الفرنسية

 

كلينتون: ما يجري في سوريا غير واضح المعالم ومثير للحيرة

إعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنَّه "لا يمكن التأثير على الوضع في سوريا من الخارج"، وقالت: "لا أحد منا لديه تأثير حقيقي باستثناء أن نقول ما نعتقده ونشجع على التغيير الذي نأمله". كلينتون، وفي حديث لقناة "سي.أن.أن ـ ترك" الإخبارية، أضافت أنَّ "ما يجري في سوريا غير واضح المعالم ومثير للحيرة، لأنَّ الكثيرين منا كان يحدوهم الأمل في أن ينجز الرئيس (السوري بشار) الأسد الإصلاحات الضرورية"، داعيةً إلى "جهد صادق مع المعارضة من أجل تحقيق تغييرات"، وتابعت: "لست أدري ما إذا كان ذلك سيتحقق أم لا".

(أ.ف.ب.)

 

كلينتون تدعو من اسطنبول إلى حل سريع لمشكلة جزيرة قبرص

دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى "سرعة إيجاد حل لمشكلة جزيرة قبرص" المقسمة منذ وقت طويل. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو في اسطنبول: "لا نعتقد أنَّ الوضع القائم في قبرص في مصلحة أحد"، مضيفة: "نريد رؤية إتحاد من منطقتين ومجموعتين، ونريد أن نراه في أسرع وقت ممكن".(أ.ف.ب.)

 

الفنانة السورية مي سكاف بعد الإفراج عنها: شبيحة يحاصروننا بمقهى في دمشق.. وأحمل حكومتي المسؤولية

أعلنت الفنانة السورية مي سكاف أنَّها محاصرة في هذه الأثناء في مقى قرب قصر العدل السوري بدمشق من قبل مجموعة وصفتها بأنَّها "مجموعة شبيحة من شبيبة الحكومة"، وقالت: "هناك الآن هجمة جماهيرية غير قانونية". سكاف، وفي حديث لقناة "العربية" مباشرة من المقهى عقب خروجها من السجن بعد إعتقالها لمدة ثلاثة أيام خلال مشاركتها في تظاهرة بدمشق، أضافت: "أحمل حكومتي المسؤولية عن أي شيء قد يحصل لي، فهناك هجمة جماهيرية عقائدية شرسة في هذه اللحظة"، مؤكدةً أنَّها لن تخرج "قبل الإفراج عن كافة معتقلي الرأي"، ولفتت إلى أنَّ "الهجمة التي تحصل قرب المقهى تجري من دون أي تدخل حقيقي من قبل القوات الأمنية السورية"، محذرة من أنَّ "إستمرار مثل هذه الأعمال والتصرفات ستؤدي إلى حالة مذهبية وطائفية في الشارع خطيرة جداً". ورداً على سؤال، أجابت سكاف: "هناك شبان إعتقلوا معنا تعرضوا للضرب والإهانة"، مشيرةً إلى انَّ إعتقالهم حصل "بحجة عدم وجود رخصة للتظاهرة التي خرجوا فيها"، وقالت: "أصبح معروفاً أنه حتى لو توفرت الرخصة فإنَّ عمليات الإعتقال ستتم"، (رصد NOW Lebanon)

 

كشفت عن أن مبارك عيّنها رئيسة لتحرير "حواء" حتى يتخلص منها 

إقبال بركة لـ"السياسة": الحجاب بدعة... والسلفيون أشبه بالشياطين

أسوأ عهود الخارجية المصرية التي تولى أبوالغيط مهمتها

معاملة مبارك بغوغائية تفقدنا تعاطف الغرب وتهدد عودة أموالنا

لست وحدي من انتقد شرف فأغلبية الشعب توافقني الرأي

"الإخوان" ظلموا المرأة... وحسن البنا احتقرها

 من لا يعجبه كلامي "يخبط دماغه في الحيط"

 سوزان متكبرة ولم تكن تتبادل الحديث سوى مع الطبقة الراقية

 أقول لجمال مبارك : "مسكين... أنت ضحية لطموح والدتك"

القاهرة -  محمود كمال: السياسة

اشتهرت بأنها من أكثر الكتاب والصحافيين معاداة ل¯ "الاخوان المسلمين" والسلفيين, وكثيرًا ما تناولت أفكارهم بحدة ولكن ليست الجماعات الاسلامية فقط هي من نالها ذلك النقد, فقد كانت كتاباتها ومقالاتها اللاذعة من الأسباب التي مهدت للثورة"وفقًا لكلامها".

انها الكاتبة  اقبال بركة التي رأت أن سوزان مبارك هي السبب في نكبة أسرة مبارك, وان الرئيس السابق حسني مبارك لم يكن مغيبًا وانما المحيطون به هم من أخفوا عنه الكثير من الحقائق, كما انتقدت حكومة د. عصام شرف, والتناول الاعلامي لأخبار الرئيس السابق... الكثير من الآراء الجريئة, والصادمة للبعض والتي يتناولها حوار أجرته "السياسة" معها, وفي ما يلي نص الحوار:

في البداية هل كنت تتوقعين قيام الثورة, أو الاطاحة بالنظام السابق?

صراحة لم أتنبأ, ولم أتوقع هذه الثورة, فقد وصلت الى مرحلة رهيبة من اليأس, ولكن استطيع أن أقول بأنني أحد الذين مهدوا للثورة من خلال مقالاتي, سواء في "روز اليوسف", أو بمجلة "حواء", وغيرهما, وهي مقالات منتشرة على مواقع الانترنت, ويمكن للجميع الرجوع اليها. ودائمًا ما كنت أهاجم فيها النظام, وسياساته الخطأ في ظل حكم الرئيس السابق, وقبل الثورة بأسبوع واحد كتبت سلسلة من المقالات تحت عنوان "فضفضة" وسأنشرها قريبًا. وكثيرًا ما كنت أوجه انتقادات لاذعة للنظام, وكان الرئيس يتعامل مع منتقديه انطلاقًا من مقولته "سيبهم يتسلوا", ولا أتصور حتى الآن كيف تركني, ولكنه لكي يتخلص مني قام بتعييني رئيسة لتحرير مجلة "حواء", حتى يبعدني عن "روز اليوسف".

ولكن "روزاليوسف" كانت تتبع خطا متوازيا مع النظام ورموزه وتروج لسياسات الحزب الوطني, وأنت تقولين أنك أحد الممهدين للثورة, كيف حدث هذا الانسجام ووافقوا على كتاباتك اخيراً?

عندما طلب مني عبدالله كمال رئيس تحرير المجلة, في ذلك الوقت, أن أكتب في "روزاليوسف" وافقت لأن هذه المؤسسة هي التي صنعتني, تربيت فيها, وكانت بدايتي من خلالها, ولكني اختلفت مع عبدالله كمال معه في فكره, واتجاهاته السياسية, فهو ابن النظام عكسي تمامًا, باعتباري من المعارضين. ولا يزال حتى الآن مؤمنًا بأفكاره السياسية, وهذا في حد ذاته أمر جيد, فالثبات على المبدأ أمر مهم, في وقت يحاول الكثيرون فيه ركوب الثورة.

هل سبق وتم منع مقالاتك من النشر في "روز اليوسف"?

نعم, وهناك مواقف كثيرة كان أقربها في نهاية العام 2010 عندما طلب مني عبدالله كمال أن أكتب أحلامي وتطلعاتي لعام 2011, فكتبت مقالة عبرت فيها عن أمنياتي بعدم ترشح الرئيس لفترة ولاية جديدة, وأن يجري انتخابات نزيهة, وأن يتعهد بعدم ترشح أيًا من أبنائه, وهنا أرسل لي رئيس التحرير يقول أن الكل يهاجم الرئيس, ويهاجم التوريث, واعتذر عن عدم نشر مقالتي, مراعاة للناحية الانسانية على الأقل, فقد رأى أن ما يكتبه الزملاء الآخرون  يكفي.

الصحافة والنظام

كيف للقارئ أن يستعيد الثقة في الصحف القومية, وقد كانت مفخخة بانجازات الرئيس وتحركاته, وبما تحققه الحكومة من تقدم, قبل أن تكشف الثورة عن حجم فسادها الهائل?

لا أتفق مع هذا الرأي بشكل كامل, فقد كانت هناك أعمدة ومقالات تهاجم النظام السابق, وتنشر بالصحف القومية, أما من كانوا يشيدون بالنظام, فهم أعضاء بالأمانة العامة للحزب الوطني أو بأمانة السياسات, وكانوا قلة, كما أن الرئيس مبارك خلال السنوات الخمس الأخيرة أطلق حرية التعبير, ومن الممكن أن تكون موافقته على ذلك جاءت رضوخًا لتعليمات من أميركا باطلاق حرية الرأي والتعبير.

ولكن هناك ثقة مفقودة من جانب القراء, هل من الممكن للقيادات الصحافية الحالية أن تستعيدها من جديد?

بالطبع الثقة عادت بشكل كبير, ورغم ذلك فأنا متحفظة على كل القيادات التي عينت كرؤساء تحرير اخيراً, حيث تم اختيارهم وفقًا للأقدمية, لا الكفاءة, وبالنسبة الى الثقة فأنا شخصياً بدأت أقرأ الصحف القومية, كما كنت من قبل, فالكثير من الكتاب كانوا يخشون التعبير عن مشاعرهم الحقيقية خلال الحكم السابق, أما الآن فبامكانهم أن ينشروا ويكتبوا رأيهم ومشاعرهم في حرية تامة.

سياسة بعد الثورة

كيف ترين الحياة الحزبية في الوقت الحالي وبخاصة مع ظهور الكثير من الأحزاب وخروجها الى النور?

كل ما يحدث الآن يعبر عن حالة من الفوران, ومع مرور الوقت سيهدأ الوضع.

في اعتقادك هل من الممكن أن يستمر مناخ الحرية الحالي طويلاً?

أعتقد أنها ستستمر, وان كنت أرى أن ما نعيشه الآن, هو عبارة عن حرية "ملخبطة", لأن هناك بعض القوى, والآراء التي عانت من القمع, ولم تمارس الحرية تقريبًا منذ ربع قرن, ومن الضروري ألا تستغل الحرية بشكل سيئ, فالسلفيون و"الاخوان" يعانون حاليًا من المراهقة الفكرية, ويعيشون حالة من التعجل للسيطرة على الشارع المصري, من أجل الوصول للحكم.

اذن فالثورة من وجهة نظرك هي التي مكنت تلك القوى والتيارات من الخروج والعمل في الشارع المصري?

لقد خرجوا بعدما أتيحت لهم الفرصة, وتم اطلاق سراحهم, وأنا أشبههم بالشياطين, ورغم ذلك أهلا ومرحبًا بهم, فخروج جميع التيارات للنور سيكشف عن حقيقتها, وتوجهاتها, ليسبوا ويكفروا من يشاءوا, فالسياسة عندهم قائمة على السباب والخطأ في الآخرين, وهذا "لعب عيال" يمارسه السلفيون. بعكس "الاخوان" فلديهم نوع من الكنترول على أنفسهم, وهم في بداية مرحلة النضج السياسي.

هل صحيح ما تردد عن تهديد "الاخوان" والسلفيين لك بالقتل لعدم اعتمادك الحجاب?

لم يتم تهديدي بالقتل, ولكني قرأت على "اليوتيوب" بوجود بلاغ مقدم ضدي من قبل السلفيين, يتهموني فيه بسب الشيخ أبو اسحاق الحويني بعدما قال في احدى خطبة بأن حل المشكلة الاقتصادية يكمن في عودة النساء للبيوت, ليتركن الفرصة للرجال, وتطرق الى موضوع غزو الدول, والرقيق, والسيطرة على الغنائم وما الى ذلك, وأنا أرى أن تلك الحلول التي اقترحها  الشيخ الحويني لحل مشكلات البطالة, والاقتصاد, تمثل سقطة كبرى, ورديت  عليه من منظور عملي وواقعي في احدى مقالاتي, فزمن العبيد والاسترقاق قد مضى.

الحكومة والجيش

ما موقفك من الحكومة الحالية وما تتخذه من قرارات وخطوات?

يجب أن نترك القوات المسلحة المصرية تعمل في هدوء لأنها بذلت مجهودًا كبيرًا, وتولت البلاد في ظل ظروف غاية في الصعوبة, وهم راحلون في النهاية. لكن هذا لا ينفي أنهم يقعون في أخطاء فادحة, وهذا أيضًا أمر طبيعي, لأنهم غير متمرسين في السياسة. والخطأ الأول, هو التعديلات الدستورية التي اجروها, أما الثاني فيتمثل في أن اللجنة التي وضعت الدستور ضمت اثنين من "الاخوان", في حين أنهم أهملوا أطرافًا أخرى, فلم يزد تمثيل القوى الأخرى بتلك اللجنة عن فرد واحد.وكان موقفي من هذا الاستفتاء متوافقًا مع الطبقة المثقفة التي صوتت ب¯"لا" للتعديلات الدستورية.

ما أسباب انتقادك وهجومك على الدكتور عصام الشرف رئيس الوزراء وحكومته?

لست وحدي من أنتقد رئيس الوزراء, فأغلبية الشعب المصري يوافقني الرأي, لأن هناك بطئاً شديداً للغاية في كل الاجراءات التي يتم اتخاذها, وهناك حالة من الانفلات الأمني لم يتم السيطرة عليها, رغم الاقتراحات الكثيرة التي قدمتها أنا بهذا الشأن. فمن الضروري أن تحال الرتب الكبيرة في الداخلية الى التقاعد بوصولهم الى  ال¯"45 عامًا" مثلما يحدث في الجيش, والا يتركوهم حتى يصلوا الى  "65 عامًا". ويمكن أن يتم تخريج طلبة الكلية الحربية بعد عامين من الدراسة بدلا من أربعة أعوام, ويمكن الاستعانة بالمجندين في القوات المسلحة من المدربين جيدًا بدلا من انضمامهم لصفوف العاطلين, ولا أعلم لماذا لم يؤخذ بتلك المقترحات, ربما يكون العجز المالي أو أن هناك عقبات أخرى لا نعرفها.

ضغوط خارجية

تحدث البعض عن وجود ضغوط خارجية على متخذي القرار في مصر في الكثير من القضايا كان من بينها ذلك البطء في اجراءات محاكمة الرئيس السابق?

بالطبع من الممكن أن تكون هناك بعض الضغوط الخارجية, ولم لا, فهناك بعض الدول الخليجية التي تشعر بالقلق الشديد, وتخشى أن تنتقل الثورة المصرية اليها عاجلا أو آجلا, فهم حتى الآن يكنون كل الحب للرئيس السابق مبارك وهذا يحسب لهم وليس ضدهم. ولكن أنا عموماً متفائلة رغم المناخ العام, لأن النظام السابق سقط بكامله, وتم قطع رؤوس الفساد, ومن الطبيعي أن نأخذ وقتًا حتى يتحقق الاصلاح, فالآتي مهما كان شكله أو وضعه سيكون أكثر نفعًا مما تم في الثلاثين عامًا الأخيرة من فساد وسرقة, خصوصاً وأن الشعب المصري يقبل بالتحدي, ويتغلب على كل المعوقات في النهاية بارادته القوية.

الأموال المهربة

هل طريقة محاكمة الرئيس السابق من الممكن أن تؤثر على فرصة استعادة مصر لأموالها في الخارج?

هناك الكثير من دهاليز السياسة لا يمكن لأحد أن يعرفها تمامًا, ولكن طريقة التعامل مع الرئيس السابق وأسرته وكذلك مع رموز النظام ومحاكمتهم, ستؤثر بشكل كبير في امكانية استعادة الأموال الموجودة في الخارج. فاذا  تم التعامل معهم بشكل غوغائي, وبأسلوب همجي, فسيرفض الغرب شكل المحاكمة, ولن يستمر في تعاطفه معنا, ولذلك فالضغط على المجلس العسكري, أو التشكيك في القضاة وجهات التحقيق ليس في صالحنا, علينا أن نتركهم يحاكموهم بمنتهي العدالة, وعلينا  كصحافيين واعلاميين ألا نبالغ في نشر الأخبار, عن ثروة الرئيس السابق, وأخباره من دون أن تكون هناك مستندات, وأدلة, أو تصريحات مؤكدة, في هذا الشأن.

هل تتوقعين استعادة مصر للأموال المهربة في الخارج?

أنا متفائلة للغاية, وستعود الأموال, فنحن كشعب مصري نستطيع أن نفعل أي شيء, فهي ليست المرة الأولى التي نمر فيها بتلك الأوضاع, هناك حروب وأزمات أكبر أثبت فيها الشعب صموده, كما أن بعض الدول الغربية متعاطفة معنا, ومعجبة بالثورة التي قادها الشباب, وخصوصاً "الدول الاسكندنافية" فهي دول مثقفة, وأنا أعرف الكثير من كتابهم بشكل شخصي بحكم رئاستي لنادي "القلم المصري" وقد أكدوا لي  تعاطفهم, وتعاونهم معنا من أجل استرداد أموالنا, وحقوقنا المسلوبة, رغم أننا أسأنا اليهم في السابق وحرقنا أعلامهم.

أليس من الغريب أن تتعاطفي معهم في حادثة حرق أعلامهم ومقاطعتهم على إثر سبهم للرسول والاستهزاء به?

اعتقد أن من فعل ذلك شخص, أو قلة, ومن الصعب أن تقطع علاقاتك, ومصالحك مع دولة بأكملها من أجل بعض الأفراد.

السياسات الخارجية

هذا ينقلنا الى الحديث عن السياسات الخارجية للنظام السابق, كيف ترينها?

أسوأ عهود وزارة الخارجية التي شهدتها مصر كانت خلال تولي أحمد أبوالغيط لها, وأي شخص سيتولى مسؤولية تلك الوزارة سيكون  مثقلاً بإرث كبير من المشكلات, فهناك مثلا الكثير من الغموض حول علاقتنا بافريقيا, وأسباب اهمالها, والتعامل معها بنوع من  التعالي الزائد عن الحد.فبمجرد أن سقط النظام السابق, بدأت علاقتنا في التحسن معها, وهناك الكثير من سبل التعاون المشترك يمكن أن توطد علاقتنا بافريقيا من خلال البعثات, أو الاستيراد والتصدير, والاتفاقيات الاقتصادية.

ما  رأيك في قضية منع الاختلاط بين الرجال والنساء التي أثارها البعض?

اعتقد أن من يطالب بهذا ليس متزناً لأن معنى هذا أنه سيكون على المرأة أن تغير طريقها اذا ما قابلت رجلاً يسير فيه, أو أن تنتقل الى الجانب الآخر, وأنا لا أعلم ماهية الحرمانية في أن تناقش زميلتك مثلا, اذا ما كنت طالبًا جامعيًا في محاضرة, في موضوع ما, ان الاختلاط أمر لابد منه وهو موجود في القرآن ومسجل في قصة سيدنا موسى مع ابنة عمران التي رأته وأعجبت به, وطلبت من أبيها أن يستأجره, وأنا أعتقد أن الاختلاط أمر صحي, وليس محرمًا طالما لم يكن سببا في الانحلال, ولم تنتج عنه علاقة غير شرعية.

هجومك الدائم على الحجاب جعل الكثير يرون أن فكرة اعتمارك به غير وارده فما تعليقك?

أولا مسالة الدين هي أمر بيني وبين الله - عز وجل -  والحجاب ما هو الا أمر من أمور المظهر وشكل الملابس, ومعروف عني أنني ضد الحجاب, وسأظل للأبد, فأنا أرى أنه بدعة اخترعها "الاخوان" المسلمون, ليروجوا بأنهم كثيرون في مصر, كما أعتقد أن الحجاب نابع من السياسة, وليس من الدين, وضعت كتاباً, وأثبت فيه من خلال القرآن والسنة أن الحجاب ليس فرضًا ومن لا يعجبه كلامي "يخبط راسه في أي حيط".

المرأة المصرية

هل حصلت المرأة المصرية على حقوقها بعد الثورة?

قبل الثورة لم يكن هناك أي فرق بين امرأة ورجل, أو بين مسلم وقبطي الى أن أتى هجوم "الاخوان" على النساء, والذي كان سببًا في خلو جلسات الحوار الوطني, أو جلسات الوفاق القومي من السيدات, سوى تهاني الجبالي, وقد كانت مشاركتها صورية, وتم تجاهلها, وأنا بالطبع أرى أن "الاخوان" هم السبب في ظلم المرأة, بدليل احتقار حسن البنا للمرأة, وقد أوضحت ذلك في سلسلة من المقالات بعنوان "أنصف الله المرأة, وظلمها "الاخوان".

هل كان المجلس القومي للمرأة يتعامل مع قضاياها باهتمام, وبشكل لائق?

المجلس تم انشاؤه للدفاع عن قضايا المرأة وهو حق أريد به باطل, خاصة عندما زرعت سوزان مبارك نفسها فوق رؤوس العاملين به, وهو ما وضع بداية لانهياره, وكان المجلس في بدايته يضم اما سفيرة أو سفير, أو مليونيرة, وعندما اختاروني ضمن أعضائه وشعرت بأنني لن اؤدي دورًا هامًا, في ظل العمل الروتيني, قررت الاستقالة. ورغم ذلك فمن الأشياء الجيدة التي فعلها المجلس استخراج شهادات الميلاد والرقم القومي للمرأة الريفية, كما أنه تبنى اصدار بعض القوانين المفيدة, مثل قانون الخلع وهو موجود في الشريعة الاسلامية ولم يكن معمولا به.

مبارك وأسرته

هل سبق وأن دار بينك وبين سوزان مبارك أي حديث قبل الثورة المصرية?

لم يحدث, فقد كان هناك ساتر حولها من بعض الشخصيات والسيدات اللاتي أحطن بها, كزوجة صفوت الشريف مثلا, بينما لم تكن "فرخندة", عائقًا في هذا الاتجاه يومًا, كما أن طبيعة سوزان تتسم بالتكبر, والعجرفة, فهي لم تكن تتبادل الحديث الا قليلاً جدًا ومع الطبقات العليا, ولم تكن الطبقة الفقيرة أو المتوسطة في منطقة اهتماماتها.

ألم يسبق لك أن طلبت اجراء حوار صحافي مع الرئيس السابق مبارك?

عندما كنت في "صباح الخير" طلبت أن أقابله وجاءتني الموافقة عن طريق مصطفى الفقي, الا أنني فوجئت بأن صفوت الشريف قد استدعى رئيس التحرير ليجري الحوار, وطرح أكثر الأسئلة ولم تتح لي الفرصة الا لطرح سؤالين حول قضايا المرأة في ذلك الوقت, وقبل أن يتم نشر الحوار بيوم واحد في مجلة "صباح الخير" كان هناك تنويه بأنني ساجري حواراً مع الرئيس, وفوجئت مرة أخرى بأن رئيس التحرير قد نشر الحوار دون كتابة اسمي معه, وتجاهلني تمامًا, وهنا اتصلت برئاسة الجمهورية, وأمر الرئيس بكتابة اسمي مع رئيس التحرير في الحوار, وتم ذلك بالفعل في العدد التالي.

هل دارت أي حوارات ودية, أو أحاديث سريعة بينك وبين الرئيس السابق, بخلاف الحوارات الصحافية?

بالطبع دارت حوارات كثيرة, ولكن أبرزها حوار أتذكره عندما طالبته بمنح الجنسية للمرأة الأجنبية المتزوجة من مصري, ووافق على الفور, وسأظل فخورة بذلك حتى موتي.

ما أفضل الفترات في عهد الرئيس السابق "من وجهة نظرك", ومتى بدأ الوضع يسوء?

السنوات العشر الأولى من حكمه بصفة خاصة كانت جيدة, ثم بدأ بريقه يقل بحلول العام 1992, عندما بدأت السيدة حرمه التدخل في السياسة, وأخذت تفكر في أن تجعل جمال وريثاً للحكم بتحريض من زكريا عزمي, وصفوت الشريف, ومفيد شهاب, فقد أيدوا عملية التوريث وظلوا يشجعونها على ذلك, مستخدمين كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة من دفع الرشاوى للبعض حتى يوافقوا على توريث الحكم, ومنذ ذلك العام وحتى قيام الثورة كان الفساد والسرقات والرشاوى قد انتشرت بشكل كبير. ولو أن الرئيس السابق اكتفى بفترتين من ولايته لأصبح واحدًا من أهم الزعماء والرؤساء الذين حكموا مصر, وأنا أرى أن السيدة حرمه, وصفوت الشريف, وزكريا عزمي قد كتبوا له تلك النهاية التي لم يتوقعها أكثر الناس تشاؤمًا من النظام السابق.

هل تقصدين أنه كان مغيبًا كما يقول البعض?

ليس مغيبًا, وانما بتعبير أدق كانت هناك الكثير من الحقائق المخفية عنه بفعل زكريا عزمي, وصفوت الشريف. ولكن ذلك لا يعني أننا نعفيه من الخطأ. لقد اعتقدوا أنهم أذكياء ولكن الانتخابات الأخيرة وما حدث فيها أكدت غير ذلك, وقد كانت تلك الانتخابات هي "القشة التي كتبت نهاية النظام", فلا توجد دولة في العالم يحصل الحاكم فيها وحزبه على 97 في المئة من مقاعد البرلمان سوى مصر, لقد استفحلوا في الفساد والظلم, ولكن "اِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ".

لو كان بامكانك مقابلة عدداً من الشخصيات بعد الثورة, وهم سوزان مبارك, وأحمد عز, وزكريا عزمي, وجمال مبارك, فما الكلمة السريعة التي ستقولينها لهم?

سأقول لسوزان:" ليه كدا, ربنا يسامحك ضيعتي العيلة كلها"... ولأحمد عز لقد تطاولت الى قامة أطول منك بكثير, ولزكريا عزمي صدقت في قولك أن الفساد وصل للركب, وفي الحقيقة أنه تجاوز الركب للأعناق, أما جمال مبارك فسأقول له "مسكين فأنت ضحية لطموح والدتك".