المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 12 تموز/11

إشعيا الفصل 56/9-11/الرب لجميع الشعوب

تعالي يا جميع وحوش البر إلى الأكل، ويا جميع وحوش الغاب. فحراس هذا الشعب كلهم عميان، ولا علم لهم. كلهم كلاب بكم لا يقدرون أن ينبحوا، حالمون مضطجعون محبون للنوم.

كلاب شرهة لا تعرف الشبع، وهم رعاة يجهلون التمييز. كل واحد منهم مال إلى طريقه

 

عناوين الأخبار

*انصار الاسد اقتحموا السفارتين الاميركية والفرنسية في دمشق وسقوط قتلى وجرح 

*البطريرك الراعي: هل نتهم المحكمة لمجرد الاختلاف معها؟... علينا القبول بما يصدر عنها الى ان نثبت تسييسها 

*جعجع: ندعم الحكومة لتثبيت حدودنا البحرية بعيدا عن الاستغلال الإقليمي  

*مصدر في الانتربول: التعميم إجراء سري لا يحتمل التأويل 

*نائب المتحدث باسم "اليونيفيل" اندريا تيننتي: ليس لليونيفيـل اي تفويـض بترسيم الحدود

*دير شبيغل: حزب الله يعاني شحاً مالياً وقرر مع إيران الدخول في تجارة المخدرات لتأمين دخل مالي له

*صندي تليغراف/رحلة سرّيّة في دولة ثائرة: "قولوا للعالم نظام الأسد انتهى

*وكيليكس: نائب سوري: لسنا في حاجة إلى إيران لو أقمنا علاقة أفضل مع إسرائيل

*مع اقتراب لجنة التحقيق من الحلقة الضيّقة آصف شوكت لـ الأسد: جئنا معاً وسنغادر معاً

*12 مسؤولا لبنانيا قد ترد اسماؤهم في اللائحة الثانية من القرار الاتهامي/والاسماء هي سماحة وفرنجية وواب وقنديل ومراد وسبعة اخرون". 

*قزي: يجب مساءلة نصرالله بشأن المطلوبين في قضية إغتيال الحريري

* 11قتيلا بانفجارات ضخمة تهز القاعدة البحرية الرئيسية جنوب جزيرة قبرص 

*صعوبة بالسيطرة على حريق كبير شب ليلا بمصنع تابع للوزير عبود بمزرعة يشوع

*الصيغة الخاصة بالمحكمة سخيفة/بيضون لـ"اللواء": لعون 3 وزراء فقط وللوصاية السورية 8 وزراء من حصته فأين هي حقوق المسيحيين

*الدفعة الثانية من قرار بلمار تشمل 12 آخرين و6 من كبار مسؤولي النظام السوري/اثنان من متهمي "حزب الله" فرا إلى سورية والثالث في بعلبك

واشنطن وباريس تسلمتا من جهاز لبناني لائحة بأسماء عناصر جديدة وأحالتاها الى المحكمة الدولية/حميد غريافي/السياسة

*باريس تستدعي السفيرة السورية وتبلغها إحتجاجاً "شديد اللهجة"

*النائب محمد قباني: النزاع مع اسرائيل حول الحدود البحرية هو الأخطر.. ولا مجال للتفاوض معها

*رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد: كلما تحركتم من خلال القرار الاتهامي سنواصل الضغط لمحاكمة شهود الزور

*لبنان ردا على تحديد اسرائيل منطقتها البحرية: لتلتزم باتفاقية قانون البحار

*اطلالة الرئيس الحريري الثلاثاء ستضع النقاط على الحروف...ميقاتي مُحرج والرئاسة الأولى غائبة كلياً/موقع 14 آذار/ريتا فاضل 

*منظمة حقوق الإنسان: لا حوار مع القتلة وأيدي الأسد والمحيطين به ملطخة بالدماء

*المعارضة تحذر نظام الأسد من خطورة استدراج التدخل العسكري الأجنبي/آصف شوكت يهدد باجتياح حماة وأهلها يرفضون الرضوخ

*محللون: دول "الخليجي" بإمكانها الوقوف بوجه أي تحد/السعودية تبحث عن الأسلحة للاعتماد على قواها الذاتية في مواجهة إيران

*الحريري يرسم غداً معالم المواجهة مع حكومة"ميقاتي - حزب الله/شمعون لـ"السياسة": لاحوار مع "8 آذار" قبل رضوخها للعدالة وتسليم المتهمين

*أي أهمية تكتسبها زيارة جعجع للإمارات/ريتا صفير/النهار

*زيارة فورد لحماه تثير اهتماماً بالتحولات المتبادلة/التقارب الأميركي مع "الشعوب" دونه العقدة الإسرائيلية/روزانا بومنصف/النهار

*عن المُبعد قسراً/نبيل بومنصف/النهار

*بان حض على إجراء انتخابات شفافة والقاهرة أعربت عن استيائها لدعم واشنطن منظمات المجتمع المدني/اعتصامات في المدن المصرية لإلزام المجلس العسكري بإجراء إصلاحات

*طهران حاولت استغلال انشغال الغرب في الثورات العربية لكنها فشلت والثورات العربية ترتد نقمة على ملف إيران النووي/محمد عباس ناجي/السياسة

*نظام الأسد وحكمة معاوية/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*لماذا هزت عروشهم بعد الانفتاح/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*فقط في سورية/جميل الذيابي/الحياة

*مقابلة من جريدة السياسة مع عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" حسن منيمنة

 

تفاصيل النشرة

 

انصار الاسد اقتحموا السفارتين الاميركية والفرنسية في دمشق وسقوط قتلى وجرح 

وكالات/هاجم انصار الرئيس السوري بشار الاسد اليوم السفارة الاميركية في دمشق وحاولوا اقتحام السفارة الفرنسية، ما استدعى ردّا من حرس السفارة الفرنسية الذين اطلاقوا الذخيرة الحية لصدّ الهجوم. وتضاربت المعلومات حول وقوع ضحايا ففي وقت ذكرت وكالات انباء ان احد حراس السفارة الاميركية في دمشق قتل مع اثنين من المحتجين، اكد مسؤول اميركي رفض الكشف عن اسمه ان احدا لم يصب في الهجوم. ودان المسؤول الاميركي بطء الردّ السوري، متهما سوريا بالتقاعس عن القيام بمسؤوليتها بشأن حماية الدبلوماسيين الامريكيين. واعلن عن عزم وزارة الخارجية الامريكية استدعاء دبلوماسي سوري رفيع في واشنطن للشكوى بشأن الهجوم. وزارة الخارجية الفرنسية اكدت من جهتها ان مجهولين حاولوا اقتحام السفارة الفرنسية في سوريا اليوم الإثنين إلا أنهم فشلوا. وقال برنار فاليرو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ردا على سؤال إن الواقعة "انتهت الآن". ولم يقدم المزيد من التفاصيل على الفور.

 

البطريرك الراعي: هل نتهم المحكمة لمجرد الاختلاف معها؟... علينا القبول بما يصدر عنها الى ان نثبت تسييسها 

وكالات/اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان كل شيء في لبنان مسيس والسياسة تفسد كل شيء من هنا المواقف من المحكمة التي هي اساسا لاحقاق الحق فاذا بنا نتهمها بأمور عدة لكن المحكمة هي لاحقاق الحق والى أن نثبت انها مسيسة علينا القبول بما يصدر عنها.  كلام البطريرك الراعي جاء امام الاعلاميين المنتدبين في الصرح البطريركي في الديمان حيث اكد "ان الكنيسة لا تغلق ابوابها بوجه احد ولكننا ننبه ونقول الحقيقة ونطلب الى الجميع وقف السجالات الاعلامية وحول اللقاءات المسيحية". واشار غبطته الى"ان مسؤولية عيش المواطن بكرامة تقع على عاتق الدولة والمسؤولين ولا يجب تعطيل الامور" . وبالنسبة للوضع في المنطقة قال "ان هناك صراعا سنيا شيعيا اليوم ودور المسيحيين ان يكونوا صلة الوصل والوسطاء لمنع تفاقم الاحوال" . وعن المحكمة الدولية، ذكر البطريرك "نحن مع احقاق الحق والقضاء ولكن البعض يقول ان المحكمة مسيسة ومن منا يقبل ان تكون المحكمة مسيسة او مزورة ؟علينا فصل السياسة عن القضاء، هناك اناس ومسؤولين قتلوا وهناك فلتان فاذا لا توجد محكمة من يحمينا ومن يحمي الناس؟ نحن لانقبل بمحكمة مسيسة او مزورة ولكن هل لمجرد الاختلاف معها نتهمها ؟علينا اثبات انها مسيسة او مزورة والا تبقى المحكمة لتحفظ حقوق الناس".

 

جعجع: ندعم الحكومة لتثبيت حدودنا البحرية بعيدا عن الاستغلال الإقليمي   

وكالات/رأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع انه إذا كانت هناك نية للحوار، فليقدم حزب الله وهو المعني بالبند المتبقي على الطاولة اقتراحا عمليا بشأن سلاحه وفي ضوء ذلك يتم الحوار. وقال جعجع في دردشة مع الإعلاميين في معراب: "لدينا سلاح واحد في كل المواجهات التي نخوضها وهو الحوار والوسائل الديمقراطية ولا أسلحة أخرى لدينا ولذلك، فقد كنا دائماً طلاب حوار ولكن لن نتصرف بغباء بأن يُستعمل ميلنا الدائم الى الحوار لتغطية حكومة موجودة من غير المفترض ان نغطيها لأنها لا تُغطى بكافة المقاييس"، مشيراً الى أن الفرقاء الآخرين يحاولون استثمار وإضاعة الوقت الموجود ليصلوا الى نتائج أدهى من النتيجة التي وصلوا إليها.أضاف: "لا يطلبن أحد منا ان نتجاوب مع دعوة الى الحوار هي بالفعل للتمويه لا أكثر ولا أقل". وفي سياق آخر، قال جعجع: "إذا كانت الأسباب لعدم تثبيت المدير الحالي للأمن العام أخلاقية أو مناقبية أو ما شابه، فليتفضوا ويعلنوا عنها، أما إذا كانت الأسباب طائفية، فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق"، متوجهاً لمن أعلنوا انهم "رجعوا الحق لأصحابو" بالقول: "لا نريد ان نرجع الحق لأصحابه، بل ان يبقى الحق مع أصحابه". وأعلن جعجع ان لديه بداية مؤشرات الى ممارسات كيدية في وزارة المال تحديداً، فالحكومة لم تستلم عملها بعد، وقد نقلوا أناس من مكان الى مكان آخر وهذا حصل حتى قبل نيل الحكومة الثقة لأنهم منذ نيل الحكومة الثقة، ذهبوا وارتاحوا ولم يفعلوا شيئاً، مؤكدا انه سيطرح الموضوع وهناك أشخاص سيزورون وزير المال. وشدد جعجع على ان "القوات اللبنانية" تقف خلف الحكومة الحالية لتثبيت حدود لبنان البحرية وضمان حقوق لبنان لدى الامم المتحدة والمراجع الدولية، مشيراً الى أن المطالبة بالحقوق البحرية شيء وادخال هذه الحدود في اطار صراع اكبر خدمة لمصالح اقليمية شيء آخر تماماً. 

 

مصدر في الانتربول: التعميم إجراء سري لا يحتمل التأويل 

وكالات/بقيت قضية تعميم أسماء المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري على مراكز الانتربول الدولي تحت الضوء تفاصيل ونتائج. وقال مصدر في الأنتربول لـ"المركزية" ان المحكمة طلبت من الأنتربول، وفق الاتفاقية الموقعة بينهما توزيع المذكرات بحق المتهمين على بلدان العالم وأوضح ان الطلب، على رغم الإعلان عنه في وسائل الإعلام كافة، غير انه سري الطابع. وأكد انه في ضوء هذا الإجراء فإن المذكرات تعمم على المداخل الجوية البرية والبحرية لبلدان العالم ليصار في ضوئها الى إلقاء القبض على اي من المتهمين في حال استعمل جواز سفره للتنقل بين البلدان، لافتاً الى أن العبور بجوازات مزورة لا تقع مسؤوليته على عاتق منظمة الانتربول وإنما على أجهزة الدولة المولجة التدقيق بالجوازات.

وشدد المصدر على أن مفعول هذا الإجراء ذهب أبعد مما يحتمل على المستوى الإعلامي تحليلاً وأبعاداً، مؤكداص ان حدوده لا تتعدى الطلب بحد ذاته.

 

نائب المتحدث باسم "اليونيفيل" اندريا تيننتي: ليس لليونيفيـل اي تفويـض بترسيم الحدود البحريـة    

وكالات/اوضح نائب المتحدث باسم "اليونيفيل" اندريا تيننتي، ان اليونيفيل وبتفويض رسمي من الأمم المتحدة، وتبعاً للإتفاقيات الموقعة، تركّز على أهمية تجنب الإعتداءات الاسرائيلية او اي تحرّك لاسرائيل من أي نوع كان. قائلاً: في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، لذلك تمتد عناصر "اليونيفيل" وقواتها على طول الحدود مع اسرائيل بحسب الاتفاقية الموقّعة عام 2006 من أجل حفظ الأمن وخلق نوع من التوازن بين طرفي الحدود. ولكن ليس لليونيفيل اي تفويض بترسيم الحدود البحرية. فترسيم الحدود أمر عائد الى الأمم المتحدة، وعند حصول ذلك على قوات "اليونيفيل" أن تعمل على تطبيق قرار الترسيم. لذلك تقوم قوات "اليونيفيل" برعاية عدد من اللقاءات والاجتماعات بين الأطراف المعنية بخصوص ترسيم الحدود البحرية. وأضاف: كما اننا نقوم بحفظ الأمن على طول الحدود، لأن المهمة الأساسية لقوات اليونيفيل هي حفظ الأمن وتجنّب المشاكل بين الطرفين على طول الحدود.

ورداً على سؤال، حول ان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز كان قد أبدى استعداد الأمم المتحدة للمساعدة في هذا المجال. قال تيننتي: لكن التفويض المعطى لنا كقوات أمن بحرية على الأخص، هو مساندة البحرية اللبنانية الخاضعة للسلطات اللبنانية. فإن قواتنا البحرية والمنطقة التي نعمل فيها واقعة تحت سلطة الحكومة اللبنانية لذا نحن نعمل بالتعاون معها. واضاف: ليس لدينا اي تفويض بالقيام بأي عمل، ولكن يمكننا عرض أفكارنا ومناقشتها مع المعنيين.

وسئل: إذا كان لديكم تفويض بترسيم الحدود بما أنه لديكم كل المعدات والتقنيات المطلوبة، هل انتم مستعدون لهذه المهمة؟ فأجاب تيننتي: التفويض المعطى لنا واضح جداً، ولا يمكننا تحريفه او تغييره، وأوضح ان اي تفويض جديد يحتاج لقرار من مجلس الأمن يمنح لنا، وهذا يعني ان على دول كثيرة الموافقة عليه، بما أن 15 دولة تتمثّل في مجلس الأمن. كما ان على الدولة اللبنانية الموافقة على ذلك أولاً. ولكن بالطبع إذا حصلنا على تفويض جديد لترسيم الحدود البحرية للبنان فإننا ملزمون بتطبيقه وخصوصاً إذا كان بتفويض من مجلس الأمن وموقّعاً من كافة الدول فيه.

من جهة اخرى ورداً على سؤال حول التجديد للـ "يونيفيل"، قال تيننتي التجديد يتم في الأمم المتحدة في آب المقبل، والأمر لا يعتمد علينا أبداً، لكنه يعود الى مجلس الأمن بالإتفاق مع السلطات اللبنانية، وأوضح أن "اليونيفيل" تقوم الآن بتنفيذ القرار 1701 مع التأكيد على الإلتزام الكامل من قبل كل الأطراف المعنية.

وأضاف: إذا كان علينا التجديد لهذه الإتفاقية فعلينا أولاً ان نقيّم الوضع على الأرض وان ننقل الصورة الى مجلس الأمن من أجل ان يتخذ القرار المناسب.

اما فيما يتعلق بإمكانية تقليص عديد "اليونيفيل" في ضوء القرار الايطالي بخفض عدد بعثاتها قال تيننتي: بالنسبة لكل دولة، يمكنها ان تقرر زيادة او تخفيض عدد عناصرها في اليونيفيل، ولكننا لم نتسلّم حتى الآن، كقوات "اليونيفيل"، من مجلس الأمن اي قرار بتمديد بقائنا او عدمه في لبنان.

وذكّر بوصول قوات اضافية "ايرلندية"، إذ يصل عدد الفرق العسكرية العاملة في لبنان الى 35 فرقة عسكرية. وبالتالي عناصر اليونيفيل ازدادت عدداً في الأسابيع القليلة الأخيرة، الآن اصبح لدينا عدد اكبر من الفرق العاملة على الأراضي اللبنانية التي تعمل بحسب الإتفاقية المقررة في الأمم المتحدة ولكننا حتى الآن لم نتسلّم اي قرار جديد بزيادة او تخفيض عدد عناصر "اليونيفيل". وعما إذا كانت "اليونيفيل" تخشى من ردات فعل معينة في الجنوب بعد صدور القرار الإتهامي قال تننتي: بالنسبة الى الوضع الميداني فهو هادئ حتى الآن، أما بالنسبة الى المحكمة الخاصة بلبنان والقرارات الصادرة عنها، فليس "لليونيفيل" اي علاقة بها، لأن مجلس الأمن قد أوكل الينا مراقبة وحماية الحدود الجنوبية للبنان مع اسرائيل بالتعاون والتنسيق مع السلطات اللبنانية، وبالتالي فان تواجد "اليونيفيل" هو فقط في الجنوب لمؤازرة الجيش اللبناني في حالة الضرورة، وهي ليست معنية، ولا بأي شكل من الأشكال، بالمحكمة الدولية لأنها ليست من ضمن المهمات الموكلة الينا، وذكّر تيننتي ان الإتفاقية الموقعة في مجلس الأمن حددت لنا مهماتنا في الجنوب وعلى طول الحدود، وإذا كان هناك من يحاول ان يصوّر ان "لليونيفيل" دور في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فانه يعي صورة مغايرة للحقيقة، وكل ما يصدر في المحكمة الخاصة بلبنان امر يعود للسلطات اللبنانية فقط لا غير.

وعلى صعيد آخر، ورداً على سؤال حول نتائج التحقيقات في التفجير الذي استهدف القوات الايطالية في صيدا اواخر أيار الماضي أوضح تيننتي ان التحقيقات بخصوص الإعتداء على فرقة من "اليونيفيل" ما زالت جارية حتى الآن، ولكننا نفضّل الحفاظ على سرية الموضوع.

 

 دير شبيغل: حزب الله يعاني شحاً مالياً وقرر مع إيران الدخول في تجارة المخدرات لتأمين دخل مالي له

بيروت اوزارفر/تحت عنوان "حريري أم هاراكيري" ذكرت مجلة "دير شبيغل" الأسبوعية الألمانية الصادرة اليوم الاثنين أن "حزب الله" اللبناني وزعيمه السيد حسن نصر الله يهاجمان بعنف الغرب وإسرائيل، وكذلك المجلة الألمانية المتهمة بأنها وراء توجيه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تهمة إلى عناصر في الحزب باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري. وكاتب المقال في "دير شبيغل" هو إيريش فولات المختص بشؤون الشرق الأوسط الذي نشر فيها في أيار 2009 نقلاً عن مصادر قريبة من المحكمة الدولية معلومات مفصلة عن خلفيات الاغتيال كاشفاً فيها للمرة الأولى تورط عناصر قيادية في "حزب الله" في اغتيال الحريري وشخصيات أخرى على الأرجح. ومن بين الأسماء التي ذكرها التقرير في حينه القائد العسكري للحزب مصطفى بدر الدين (متهم من المحكمة بالتخطيط لعملية الاغتيال) وسليم عياش (متهم بتنفيذ الاغتيال). وردّ نصر الله حينها بعنف على التقرير الصادر متهماً الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بوضعه، كما اتهم المحكمة الدولية بفقدان الصدقية. ونشرت المجلة في عددها الجديد صورة نادرة للمتهم سليم عياش (47 سنة) المطلوب الآن دولياً سوية مع بدر الدين (50 سنة) واثنين آخرين قالت إنهما لا يحتلان مواقع مهمة في الحزب. وفيما رجّح فولات في تقريره أن يكون بدر الدين وعياش فرّا إلى إيران التي سبق وتدربا فيها وعملا لسنوات عدة مع "ضابط الاتصال" قاسم سليماني أحد جنرالات الحرس الثوري، لم يستبعد نقلاً عن "مصادر في لبنان" أن يكون الآخران "صفّيا داخلياً". وكتب أن بدر الدين كان عضواً في "الشورى" أعلى هيئة في "حزب الله"، وعياش المولود في النبطية رئيسا لـ"وحدة العمليات الخاصة" في الحزب.

ولفتت "دير شبيغل" إلى أن تطورات الوضع المضطرب في سوريا والتنديد الدولي بأعمال القمع الوحشية الجارية ضد المتظاهرين المسالمين زادت قلق "حزب الله" من حدوث تحوّل يقفل خطوط نقل الأسلحة الإيرانية إلى لبنان. وبعد أن أشارت إلى أن شعور الحزب ومناصريه هو أن إيران ستبقى البلد الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه، بخاصة لجهة التمويل، أضافت أنه على رغم التأييد الإيراني الكبير للحزب، إلا أن الأخير يواجه حالياً مشكلة مالية كبيرة على عكس ما تدعيه إسرائيل، وذلك بسبب وجود شحّ إيراني ناتج من نشاطات طهران النووية والعقوبات الدولية المفروضة عليها. وتابعت من دون ذكر أي مصدر أن "حزب الله" دخل في الأشهر الماضية في عمليات مالية استثمارية عدة وخسر نحو بليون يورو (نحو 1,4 بليون دولار)". ونقلت المجلة عن أجهزة استخبارات غربية وصولها إلى خيط يشير إلى أن الحزب قرر مع إيران الدخول في تجارة المخدرات لتأمين دخل مالي له يعينه على القيام بمهماته". ولحظ المقال أن نصر الله "قد يكون مهتاباً لهذا لأمر لأنه كافح باستمرار ضد المخدرات التي نعتها بالسمّ"، ودعم حكومة الحريري في هذه النقطة السنة الماضية لمكافحة زراعة المخدرات

 

صندي تليغراف/رحلة سرّيّة في دولة ثائرة: "قولوا للعالم نظام الأسد انتهى

"الاثنين 11 تموز 2011 /الجمهورية

أرسلت صحيفة الـ"Sunday Telegraph" البريطانية أحد الصحافيين في زيارة سرّية إلى داخل سوريا، حيث نقل من خلال مشاهداته أنّ الشعب السوري عاقد العزم على مواصلة الضغط لإطاحة الرئيس بشار الأسد.

وقد قصد هذا الصحافي مدنا عدّة في رحلته السرّية التي دامت أسبوعا، وأظهرت "مدى هشاشة سيطرة الحكومة على الوضع العام، على رغم الحملة التي أودت بحياة أكثر من 1400 شخص منذ آذار الفائت"، مستعينا بأسماء مستعارة ورحلات تضليلية. انسلّ الصحافي البريطاني عبر المدن المحاصَرة، مختبئا بين المتظاهرين. وقد شهد في تنقلّاته عبر البلاد، المدن المحرّرة والتظاهرات الواسعة المندّدة بالنظام الحاكم، وكذلك الاشتباكات المسلّحة والمعارك العنيفة.

وأضافت "أنّ هذه هي سوريا التي لا يريد بشار لأحد أن يراها، ولهذا السبب طلب توقيف الصحافيين الأجانب وفرض الرقابة والحظر عليهم". ونقل الصحافي أن حماه، رابع أكبر مدينة في سوريا، قد أصبحت ساحة معارك، مضيفا أنّ في غضون بضع دقائق من وجوده فيها، وبصفته شخصا أجنبيا، تهافت إليه الناس ليتباهوا بسقوط النظام الوشيك.

وخلال حواراته مع الأهالي، قال له أحد سكان المدينة: "عائلة الأسد هذه، مجموعة من المجرمين والقتلة"، مضيفا وقد امتلأ بالعاطفة لحصوله على فرصة سرد الوقائع إلى شخص أجنبي: "أبلغوا إلى العالم أجمع: سكّان حماه يقولون إنّ هذا النظام انتهى".

وفي مدينة دير الزور، حيث قُتل ستة أشخاص في آخر اشتباكات، نقل الصحافي مشاهدته تدمير مظاهر النظام، حيث تمّ تمزيق صور بشار وحافظ الأسد وإحراقها، وهدم تماثيلهم في الشوارع. وفي مقهى، حيث كان بعض الشبان يلعبون الورق، وصف أحدهم كيف فقدت الحكومة السيطرة على المدينة، قائلا: "حاول الجيش دخول المدينة قبل بضعة أسابيع، ولكن سرعان ما اضطّر إلى الانسحاب". أضاف: "الحكومة تعلم أنّ العشائر في المنطقة الشمالية مسلّحة وتتمتّع بدعم العراق، وإذا تمّ مهاجمتها ستقاتل"، لافتا إلى أنّ "دير الزور هي أكبر مدينة في المنطقة، وإذا كانت مناهضة للحكومة، فذلك يعني أن المنطقة الشرقية بأكملها كذلك".

وأشار الصحافي إلى أن القوات المسلّحة السورية قد تصدّت للمتظاهرين في شكل وحشي. وفي الواقع، يقول السكّان إن الجنود السوريين قُتلوا على أيدي الأجهزة العسكرية، بعدما رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين العزّل واختاروا عوضا من ذلك الانشقاق عن الجيش. ويضيف: "إن الفرقة الرابعة في الجيش السوري، هي في الواقع جيش ماهر الأسد الخاص، وجنودها هم الأكثر ولاء وتدريبا". وحسب ما سمعه الصحافي البريطاني، فقد دخل جنود الفرقة الرابعة إلى البنك المركزي السوري، وبعد فترة قصيرة، خرجوا وفي حوزتهم حقائب خضر منتفخة، من المفترض أنها "مملوءة بالعملة الصعبة لدفع تكاليف عمليات النهب التي نفذوها في أماكن أخرى".

وحين زار الصحافي منطقة اللاذقية، شاهد أنّ الطرق المؤدّية إلى المرفأ قد امتلأت بمعدّات النظام العسكرية وآلياته، إضافة إلى وجود عناصر من ميليشيا الشبّيحة، أخطر أشكال القوات السورية بسبب وحشية عناصرها. كما تم وضع حراسة مسلّحة قرب تمثال حافظ الأسد في المدينة خوفا من تدميره. ونقل الصحافي حواره مع أحد السكّان المحلييّن، أبو حمزة، الذي تحدّث عن العنف الذي أدّى إلى مقتل الكثير من الشبّان في المدينة، مشبّها "ما حصل في شهر آذار هنا بالمجزرة".

ووصف أبو حمزة تفاصيل الأحداث: "لمدة عشرة أيام، قتل الجيش كل من يمشي في الشارع. كنت أظّن أن إسرائيل هي عدوّتنا، ولكن حتى الإسرائيليين يستعملون الرصاص المطاطي، ويصوّبون على أرجل الناس، كما يسمحون لسيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى المستشفيات. وبتّ أعرف الآن أنّ النظام السوري هو عدوّنا الحقيقي".

كما شرح أبو حمزة أنّ المتظاهرين يرفضون الادّعاءات بأنهم متعصبّون دينيا ومتطرّفون، ويقولون إنهم أصبحوا راديكاليين بسبب ما شهدوا في الأشهر المنصرمة على أيدي عناصر النظام. ونقل الصحافي البريطاني أن أبو حمزة كغيره من السوريين يرفض التدخل الأجنبي، حتى لو كان لمصلحته، ولا يرفضون أيضا نظرية المؤامرة، ويقول أبو حمزة: "نعم، هناك مؤامرة، من إيران والصين وروسيا وحزب الله والرئيس السوري ضد الشعب السوري". مضيفا: "ولكن نحن السوريين، علينا المحاربة وحدنا".

وأكّد أبو حمزة أن النظام لن يستسلم بسهولة، كما أنّ مؤامرات الدفن الجماعي التي يسهر عليها هذا النظام لن تكون الأخيرة، وإنما هذا النظام لم يعد كلي القدرة والوجود، شارحا أن "على النظام المحاربة من أجل اللاذقية، ولكنه غير قادر على المحاربة في كل مكان في الوقت نفسه".

 

وكيليكس: نائب سوري: لسنا في حاجة إلى إيران لو أقمنا علاقة أفضل مع إسرائيل

الجمهورية/الاثنين 11 تموز 2011

 يبدو أن الثورة التي تشهدها سوريا اليوم، لم تكن وليدة ساعتها كما بقية الثورات في البلدان العربيّة، ولم تركب في الأمس القريب فقط موجة المطالبة بإسقاط النظام، إذ كشفت وثائق "ويكيليكس" أن إسقاط الرئيس بشار الأسد طُرح منذ العام 2005، إلى جانب إعلان رئيس جهاز المخابرات العسكرية آصف شوكت استعداده للتعاون المخابراتي مع واشنطن.

ففي مذكّرة سرّيّة تحمل الرقم 05DAMASCUS270 صادرة عن السفارة الأميركية في دمشق، تاريخ 24 كانون الثاني 2005، ورد أنّ اجتماعا عُقِد بين نائب ورجل أعمال سوري ومسؤولين من السفارة الأميركية، قال فيه الأول إنّ على رغم القرار الأميركي بتجميد موجودات رئيس جهاز المخابرات العسكرية آصف شوكت، فإن الأخير لا يزال يعتبر نفسه صديقا للولايات المتحدة الأميركية ويرغب في استئناف تبادل المعلومات الاستخبارية بين البلدين.

وأشار النائب السوري كذلك إلى ضرورة ترتيب اجتماع بين مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى مع آصف شوكت، إمّا في دمشق وإمّا في الولايات المتحدة، من أجل مناقشة استئناف التعاون المخابراتي، وكذلك حزمة مطالب الحكومة الأميركية من سوريا.

وفي سياق آخر، ذكر النائب السوري أنّ سوريا تستطيع تقديم تنازلات في العراق، ولكنّها لا تستطيع طرد مجموعات جبهة الرفض الفلسطينية، كما لا يمكنها دعم نزع سلاح حزب الله من دون مقايضة سياسية بارزة. مضيفا "لن نتخلّى عن أوراقنا في مقابل لا شيء"، مشدّدا على أن الشعب والقيادة السورية يريدان السلام مع إسرائيل.

وأكّد أنّ بشار الأسد أصدق من والده في هذا الملف... أما بالنسبة إلى أسلحة الدمار الشامل، فقال إن سوريا لن تطلب امتيازات في هذا المجال من دون التزام إسرائيل في ملفها النووي.

وأضاف: لا توجد دولة في المنطقة تدعم إبادة إسرائيل، كما أنّ سوريا لم تكن تحتاج إلى تحالفها مع إيران لو كانت تتمتع بعلاقة أفضل بإسرائيل والولايات المتحدة.

وفي نهاية الاجتماع، أعرب النائب في فظاظة عن كرهه الرئيس بشار الأسد، واصفا إياه بأنّه جشع وفاسد، على عكس وصفه لـ آصف شوكت الذي قال إنه "أحد أكثر الأشخاص شرفا ومناقبية بين الذين قابلتهم". كما عرض النائب خدماته كوسيط إذا قرّرت الولايات المتحدة تحقيق "هبوط سلس" في حال رحيل الأسد.

 

مع اقتراب لجنة التحقيق من الحلقة الضيّقة آصف شوكت لـ الأسد: جئنا معاً وسنغادر معاً

الجمهورية/الاثنين 11 تموز 2011

 توقّعت بعض المصادر السوريّة، على رغم الضغوط الدوليّة، أن يوفر النظام السوري تعاملا محدودا مع لجنة التحقيق التابعة للمحكمة الخاصة بلبنان. ونقل أحد المعارضين عن مدير المخابرات العامّة علي المملوك إنّ في حال لم يتّخذ بشّار الأسد إجراءات جذريّة، ومن ضمنها فصل مصيره عن مصير أفراد عائلته المرجّح ورود أسمائهم كمتّهمين، فإنّ النظام السوري سيأخذ الدولة برمّتها إلى مسار خطير جدّا.

ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 05DAMASCUS780 صادرة عن السفارة الأميركية في دمشق في 31 تشرين الأول 2005 جاء أنّ اجتماعا ضمّ القائم بأعمال السفارة الأميركية ومعارضين ومؤرّخين سوريين عُقد للبحث في ردّ فعل الحكومة السوريّة على قرار الأمم المتّحدة الرقم 1636. وأشار أحد المعارضين السوريّين إلى أنّ "نصف تعامل" أو "تعامل زائف" مع لجنة التحقيق الدوليّة في قضيّة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، هو أخطر حلّ بالنسبة إلى سوريا، لأنّ ذلك سيعرّض الدولة لعواقب كثيرة من دون تحقيق أيّ مكاسب، مشدّدا على ضرورة التعامل في شكل كامل مع لجنة التحقيق، وبطريقة من شأنها "تقسيم القيادة في الحكومة السورية" والفصل بين مصير الرئيس بشّار الأسد ومصير شقيقه ماهر ومصير صهره رئيس جهاز المخابرات العسكرية آصف شوكت.

وتحدّث المعارض عن انقسام داخل النظام، بين الذين يدعمون نظريّة مدير المخابرات العامّة علي مملوك، ومفاده أنّ على الرئيس الأسد اتّخاذ إجراءات جذريّة، وبين نظريّة هؤلاء الموالين لـ ماهر وشوكت، والذين يطالبون بتعامل محدود مع لجنة التحقيق وانتظار مترتّبات الانتظار. وشكا المصدر كذلك من وجود "أربع شخصيّات عسكرية وواحدة سياسيّة فقط"، في مقدورها مواجهة "المشبوهين ومناصريهم".

وأشار إلى انعقاد اجتماع بين القيادات السوريّة، واصفا إيّاه بـ"المحموم والمرتبك"، في ظلّ وجود أشخاص يركّزون على بقائهم الشخصي فقط، مضيفا: "وما لا يفهمه هؤلاء، متى تتمّ تسميتهم من قبل الأمم المتحدة، أنّه لن يبقى أمامهم أيّ مكان للهرب إليه، كما لن يمكنهم الوصول إلى الأموال التي جنوها عبر السنين". وأفصح المعارض أنّ مصدر معلوماته هو علي مملوك، والذي تحدّث عن جدال بين بشّار وآصف شوكت، حيث قال الأخير: "لقد اعتلينا السلطة معا، وسنغادر معا".

وفي السياق نفسه، وفي اجتماع آخر، قال معارض سوري ثان، إنّ في وقت يشدّد النظام علَنا على أنّه سيتعاون في شكّل كامل مع لجنة التحقيق، إلّا أنّه سيبقي الرأي العام إلى جانبه حتى في مواجهة تهديد العقوبات الدولية، مضيفا أنّه سيعزّز في الوقت ذاته من حملته المعادية لأميركا.

وتوقع هذا المعارض أن يخفض النظام أيّ انتقادات محلّية متبقّية، عبر استعمال الخط المناهض لأميركا وتُهم المؤامرة الدولية، مشيرا إلى أنّ الحكومة السورية تمتلك صورا عائدة إلى المحقّق الدولي ديتليف ميليس في اجتماع مع عملاء من الموسّاد الاسرائيلي، وسيتمّ نشر هذه الصور في الأيّام القليلة المقبلة، مضيفا أنّ الحكومة السوريّة ستعمّم نظريّة أنّ "سوريا مستهدفة، وليس النظام". وتابع المعارض، مؤكّدا أنّ بشّار الأسد يتمتّع بالسلطة اللازمة لتسليم أفراد من أسرته إلى ميليس من أجل التحقيق معهم وحتى محاكمتهم، وحتى من دون ظهور أدلّة قاطعة، ولكنه "لا يريد القيام بذلك". ولدى سؤاله عن سبب رفض بشّار الإقدام على هذه الخطوة، أجاب المعارض السوري أنّ بشّار "يعرف" أنّ ما لدى ماهر وشوكت من معلومات عن اغتيال الحريري، يشكّل خطرا أكبر على النظام من العقوبات الدولية.

وفي حديث مع مؤرّخ سوري، رجّح الأخير أنّ النظام سبق وقرّر فعل القليل وانتظار العقوبات في نوع أساسي. وفي شكل متطابق مع عدد كبير من المصادر، أشار المؤرّخ الى أنّ ماهر الأسد يساوي نفسه مع أخيه بشّار في "مؤسّسة العائلة"، ولذلك لا يبدو بشّار قادرا على تسليمه الى لجنة التحقيق الدوليّة، ولا حتى آصف شوكت.

 

12 مسؤولا لبنانيا قد ترد اسماؤهم في اللائحة الثانية من القرار الاتهامي

والاسماء هي "امثال ميشال سماحة وسليمان فرنجية ووئام وهاب وناصر قنديل وعبدالرحيم مراد وسبعة اخرون". 

نهارنت/منذ 21 دقيقةكشفت مصادر امنية بريطانية ان "اسماء عدد من اللبنانيين المحسوبين على سورية اضافة الى الضباط الاربعة الذين قضوا اربع سنوات في السجن بتهمة مساهمتهم في عمليات الاغتيال التي طالت عددا من القادة اللبنانيين منذ العام 2005، ستظهر اسماؤهم خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة في لائحة الدفعة الثانية من القرار الاتهامي".

والاسماء هي "امثال ميشال سماحة وسليمان فرنجية ووئام وهاب وناصر قنديل وعبدالرحيم مراد وسبعة اخرون".

ونقلت المصادر عن التقارير الاستخبارية الاوروبية الواردة من دمشق خلال الاشهر العشرة الماضية، تأكيدها ان "خمس اوست شخصيات امنية سورية عملت في الاستخبارات في لبنان خلال احتلالها اياه، اختفت كليا عن الساحة السورية منذ نهاية 2008 ، ويعتقد انها قتلت او ان بعضها عين في السفارات السورية في العالم العربي او ابعد الى بعض دول اميركا اللاتينية ذات الجاليات السورية الضخمة". وقالت المصادر بحسب صحيفة "السياسة" الكويتية ان لوائح القرار الاتهامي التالية "ستحدث هزة عنيفة في لبنان وسورية عندما ستميط اللثام عن شخصيات سورية حاكمة على ارفع مستوى في الحكم وشخصيات اخرى كانت مجهولة حتى الان".

واشارت المصادر الامنية البريطانية ان "ما لا يقل عن اثني عشر عنصرا من الدرجتين الثانية والثالثة من "حزب الله" كانوا خضعوا لاستجوابات لجان التحقيق الدولية بجرائم اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وشخصيات سياسية وامنية وعسكرية واعلامية وحزبية اخرى".

واذ اكدت ان صور واسماء عناصر "حزب الله " المتهمين باغتيال الحريري "باتت تتقدم المطلوبين الدوليين من الانتربول والاجهزة البريطانية الداخلية والخارجية في مراكز الحدود البرية الجوية والبحرية في المملكة المتحدة، كما في 186 دولة في العالم"، اعربت عن اعتقادها، استنادا الى تقارير استخبارية وديبلوماسية اوروبية، ان يكون اثنان على الاقل من هؤلاء المطلوبين الاربعة انتقلوا قبل فترة الى دمشق ويقيمان في احدى قواعد "حزب الله" العسكرية قرب الحدود مع لبنان".

واضافت "فيما الثالث مازال يقيم في منطقة بعلبك البقاعية اللبنانية، والرابع قد يكون قتل في ظروف غامضة تتعلق بدوره في جريمة اغتيال الحريري، بمعنى ان قيادة "حزب الله" تبلغت من جهازها الامني ان هذا المسؤول قد يكون قابلا للتعاون مع الانتربول مقابل تحييده فيما بعد عن الجريمة"

 

قزي: يجب مساءلة نصرالله بشأن المطلوبين في قضية إغتيال الحريري

لفت نائب رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سجعان قزي إلى أنَّه "لم يتم إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري لأنها لم تجد حلاً للكهرباء أو لأنها لم تنفذ طرقات، بل تم إسقاطها لأنها حائزة على ثقة المجتمع الدولي وقادرة على تطبيق إلتزامات لبنان، وأسقطت لمنع تنفيذ العدالة ولمواجهة المحكمة الدولية"، مضيفاً: "لذلك المعارضة مستمرة".

قزي، وفي حديث الى محطة "mtv"، إعتبر في شأن النزاع بين لبنان وإسرائيل على الحدود البحرية أنَّ "هذا النزاع على الحدود البحرية واقدام اسرائيل لترسيم الحدود اعتباطياً إعتداء على الحقوق اللبنانية ولا بد من مواجهته"، مشدداً على ضرورة أنَّ "تلجأ الحكومة الى الأمم المتحدة لحل هذا النزاع". وأضاف: "اذا كنا نريد حلاً للنزاع بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، فعلى لبنان ان يقرر اجراء مفاوضات عبر الامم المتحدة او عبر دولة ثالثة من اجل حل الموضوع"، وقال: أما أن نلجأ الى تقديم دعاوى فـ"مش راح يطلعلنا إلا ورقة المعلاق". وفي سياق آخر، وحول المطلوبين بمذكرات توقيف صادرة عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، إعتبر قزي أنَّه "يجب ان يكون هناك مساءلة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بهذا الشأن، لأنه رئيس هذا الحزب وهو المخول الإجابة عن هؤلاء".  إلى ذلك، رأى قزي أنَّ "الحكومة لا تحظى بثقة المجتمع الدولي"، لافتاً إلى أنَّ "الحكومة السابقة ولأنَّها كانت حكومة وحدة وطنية تضمن جميع الأفرقاء كانت قادرة على احتواء كل المشاكل، اما الحكومة الحالية ولأنها حكومة الفريق الواحد بما فيهم وزارء (رئيس الحكومة نجيب ميقاتي) الميقاتي ووزراء رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) فهي ليست قادرة على إحتواء المشاكل"، مشدداً من جهة ثانية "تنفيذ نزع السلاح ليس في متناول اليد، بل حل هذا السلاح لا يمكن أن يتم إلا عبر حل دستوري". وعلى صعيد التعيينات الإدارية، سأل قزي: "هل سيتساهل حزب الله بأن يستعيد المسيحيون موقع مدير الأمن العام كما وعد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون؟" وأَضاف: "اذا تجاوب حزب الله سنصفق له"، مؤكداً أنَّ معارضة الفريق الذي ينتمي إليه "ليست معارضة عنزة ولو طارت"، وأوضح أنَّه "لو كانت معارضة "عنزة ولو طارت" ولا تريد التمييز بين الصالح وغير الصالح لما كانت نزلت إلى مجلس النواب".   وحول الأحداث في سوريا، قال قزي: "لم نكن نريد لسوريا أن "تتلبنن"، أي الإنزلاق إلى مفهوم حرب استنزاف أهلية، لأنَّ الذي يجري الآن هو صراع أهلي"، متمنياً في المقابل أن "تعالج جميع الأمور بشكل سلمي، لأنَّ أي إنعكاس في سوريا سيرتد على لبنان". وأبدى خوفه من أنَّ "تكون سوريا لا تسير فقط نحو تغيير النظام بل نحو ما يحضر في العراق أي نحو فيدرالية كي لا نقول أكثر".  (رصد NOWLebanon)

 

11قتيلا بانفجارات ضخمة تهز القاعدة البحرية الرئيسية جنوب جزيرة قبرص 

نهارنت/قتل 11 شخصا على الاقل في انفجارات ضخمة هزت اكبر قاعدة بحرية قبرصية في زيغي جنوب الجزيرة في وقت مبكر الاثنين كما افادت وسائل الاعلام المحلية.

وتضررت محطة كهرباء مجاورة لموقع الانفجارات ما ادى الى انقطاع التيار الكهربائي في القسم الجنوبي من الجزيرة المقسومة منذ 1974. وقالت الاذاعة العامة ان هذه الانفجارات وقعت في شحنة اسلحة ايرانية تمت مصادرتها على متن سفينة ترفع العلم القبرصي في العام 2009 مضيفة انه اسوأ حادث عسكري يقع في قبرص في زمن السلم. وافادت وكالة الانباء القبرصية الرسمية ان بين القتلى ال11 خمسة رجال اطفاء واربعة جنود من الحرس الوطني القبرصي اليوناني واثنان من البحارة وذلك نقلا عن مصادر عسكرية. وكان التلفزيون الرسمي اشار من جهته الى سقوط 12 قتيلا. من جهتها اشارت الاذاعة العامة الى سقوط 30 جريحا على الاقل. والانفجارات التي وقعت عند الساعة 3,00 ت.غ. الحقت اضرارا فادحة بالمنازل المجاورة وادت الى حرائق كما افاد التلفزيون الرسمي. وقال شهود ان اضرارا جسيمة لحقت بسيارات ومنازل ومطاعم.

واظهرت الصور التي بثها التلفزيون سحب الدخان تتصاعد من فوق مكان الانفجارات وسيارات الاسعاف تهرع الى الموقع. واغلق الطريق السريع في تلك المنطقة الواقعة بين لارنكا وليماسول. وقال ناطق باسم المطارات القبرصية اليونانية ان انقطاع التيار الكهربائي ادى الى تعطيل نشاط مطاري لارنكا وبافوس لبعض الوقت قبل ان يعود التيار الكهربائي وتستانف العمليات مسارها الطبيعي. ونقلت الاذاعة العامة عن قائد الحرس الوطني بتروس تساليكليدس ان الانفجارات وقعت في حاويات ذخائر ايرانية تمت مصادرتها من سفينة مونغورسك التي ترفع العلم القبرصي. وكان تم اعتراض هذه السفينة في المتوسط فيما كانت في طريقها الى سوريا في كانون الثاني 2009، وبعد عدة عمليات تفتيش تم مصادرة الشحنة ثم تخزينها.

مصدر وكالة الصحافة

 

صعوبة بالسيطرة على حريق كبير شب ليلا بمصنع تابع للوزير عبود بمزرعة يشوع 

نهارنتLيستمر حريق اندلع مساء أمس في مصنع GPI للأدوات البلاسيتكيّة في مزرعة يشوع الذي يملكه الوزير فادي عبود، بعدما تعذرت فرق الإطفاء عن اخماد الحريق الذي قضى على كامل المصنع تقريباً. وقد تمكن العمال كافة من مغادرة المصنع الذي يعمل على مدار الـ 24 ساعة. ويعمل الدفاع المدني على محاصرة الحريق في المبنى ومنع امتداده إلى المصانع المجاورة التي تحتوي على مواد قابلة للإشتعال، وقد تمت الاستعانة بالصهاريج المدنية وبسيارات للدفاع المدني من البترون ومن قضاء كسروان وجبيل وأعالي المتن للمساعدة في عملية الاطفاء.وقد غطت النيران سماء كسروان ووصلت الى قضاء جبيل. وأفاد مسؤولو الدفاع المدني "LBC" ان اخماد هذا الحريق الذي يفوق بكثير الحريق الذي حصل في منطقة عين الرمانة السنة الفائتة، يحتاج الى أكثر من 24 ساعة لتبريده، وهناك خطورة من وقوع المبنى لعدم إمكانيته من تحمل قدرة النار القوية. وأوضح ان هناك مواد قابلة للاشتعال داخل المعمل وبالتالي هي بحاجة الى حرارة ما بين 200 الى 300 درجة لتبدأ بالذوبان وهي تحترق ابتداءً من 500 درجة، وقد تمكّن 4 شبان من الدفاع المدني قبل قليل من اختراق النيران والدخول الى المكاتب. ولفت مدير المصنع للمحطة عينها الى أن اسباب الحريق مجهولة حتى الآن، موضحا أن الخبراء هم من سيحددون الاسباب، واشار الى تم سرعة اشتعال النيران منعت الموظفين في فترة الليل من إخمادها، كما ان تأخر وصول سيارات الدفاع المدني أدى الى امتداد الحريق الى كل الطوابق. واعلن ان هناك أكثر من 20 ألف ليتر من المازوت في الداخل، وهناك مواد ملتهبة جداً. وكان الوزير عبود قد حضر مساء إلى المكان بعد ان كان يشارك في حفل انتخاب ملكة جمال لبنان في وسط بيروت، وقال عبر الـ "ال بي سي" :" جنى عمري راح" ثم شكر عناصر الدفاع المدني على جهودهم لكنه أكد أن هذه العناصر غير مدربة ومجهزة للتعامل مع هكذا حرائق

 

 

الصيغة الخاصة بالمحكمة سخيفة

بيضون لـ"اللواء": لعون 3 وزراء فقط وللوصاية السورية 8 وزراء من حصته فأين هي حقوق المسيحيين؟

اعتبر الوزير والنائب السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون ان الرئيس نجيب ميقاتي تراجع كثيراً بعد توزيره حزبيين إستفزازيين والصيغة الخاصة بالمحكمة سخيفة وإهانة له، واشار في تصريح لصحيفة "اللواء" الى ان حزب الله وعون قررا تهميش رئيس الجمهورية فحجبوا عنه الوزارات الأمنية وله وزيران فقط بدل خمسة.

ولفت الى ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري قدّم للضاحية الجنوبية بنية تحتية بـ525 مليون دولار وبري والحزب حوّلاها إلى مخيّم، وقال "لعون 3 وزراء فقط وللوصاية السورية 8 وزراء من حصته فأين هي حقوق المسيحيين؟" وشدد على ان على الحريري العودة إلى لبنان لِلَمّ شمل 14 آذار قبل أن تتفكّك وأخطأ بذهابه إلى دمشق على طريقة "الصلحة" العشائرية، ورأى ان حزب الله لا يستطيع مواجهة المحكمة بالسياسة بل بالقضاء كما فعلت سوريا وإلا سينعزل ويعزل لبنان معه.

 

الدفعة الثانية من قرار بلمار تشمل 12 آخرين و6 من كبار مسؤولي النظام السوري 

اثنان من متهمي "حزب الله" فرا إلى سورية والثالث في بعلبك

واشنطن وباريس تسلمتا من جهاز لبناني لائحة بأسماء عناصر جديدة وأحالتاها الى المحكمة الدولية

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

نشرت مكاتب مكافحة الارهاب ووكالات الاستخبارات الداخلية في لندن وباريس وبرلين وروما وكل موانئ دول القارة الاوروبية البرية والبحرية والجوية اول من امس صور المتهمين الاربعة في القرار الاتهامي لمدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار, مع اسمائهم ونص التهمة الجامعة الموجهة اليهم وهي "التآمر لتنفيذ عمل ارهابي عبر استخدام جهاز تفجير وقتل متعمد للرئيس (رفيق) الحريري ورفاقه عن سابق اصرار وتصميم واستخدام كمية كبيرة من المتفجرات".

وقالت مصادر أمنية بريطانية ان صور واسماء عناصر "حزب الله الارهابي" ومقره لبنان المتهمين باغتيال الحريري من المحكمة الدولية وهم مصطفى بدر الدين شقيق زوجة عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق العام 2008 وحسن العيسى وسليم العياش واسد صبرا باتت تتقدم المطلوبين الدوليين من الانتربول والاجهزة البريطانية الداخلية والخارجية في مراكز الحدود البرية الجوية والبحرية في المملكة المتحدة, كما في 186 دولة في العالم تخضع لاتفاقات مع الشرطة الدولية وهي ملزمة التعاون معها على تطبيق قراراتها بحق المجرمين الدوليين".

واعربت المصادر الامنية البريطانية ل¯ "السياسة" في لندن امس عن اعتقادها, استنادا الى تقارير استخبارية وديبلوماسية اوروبية من بيروت واسرائيل والاردن, ان يكون اثنان على الاقل من هؤلاء المطلوبين الاربعة انتقلوا قبل فترة الى دمشق ويقيمان في احدى قواعد "حزب الله" العسكرية قرب الحدود مع لبنان, فيما الثالث مازال يقيم في منطقة بعلبك البقاعية اللبنانية, والرابع قد يكون قتل في ظروف غامضة تتعلق بدوره في جريمة اغتيال الحريري, بمعنى ان قيادة "حزب الله" تبلغت من جهازها الامني ان هذا المسؤول قد يكون قابلا للتعاون مع الانتربول مقابل تحييده فيما بعد عن الجريمة".

وكشفت المصادر ان ما لا يقل عن اثني عشر عنصرا اخر من الدرجتين الثانية والثالثة من "حزب الله" كانوا خضعوا لاستجوابات لجان التحقيق الدولية بجرائم اغتيال الحريري وشخصيات سياسية وامنية وعسكرية واعلامية وحزبية اخرى, ستظهر اسماؤهم خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة في لائحة الدفعة الثانية من القرار الاتهامي الى جانب عدد من اللبنانيين المحسوبين على سورية امثال ميشال سماحة وسليمان فرنجية ووئام وهاب وناصر قنديل وعبدالرحيم مراد وسبعة اخرون اضافة الى الضباط الاربعة الذين قضوا اربع سنوات في السجن بتهمة مساهمتهم في عمليات الاغتيال".

ونقلت المصادر عن التقارير الاستخبارية الاوروبية الواردة من دمشق خلال الاشهر العشرة الماضية, تأكيدها ان "خمس اوست شخصيات امنية سورية عملت في الاستخبارات في لبنان خلال احتلالها اياه اختفت كليا عن الساحة السورية منذ نهاية ,2008 ويعتقد انها قتلت او ان بعضها عين في السفارات السورية في العالم العربي او ابعد الى بعض دول اميركا اللاتينية ذات الجاليات السورية الضخمة". وقالت المصادر ان لوائح القرار الاتهامي التالية "ستحدث هزة عنيفة في لبنان وسورية عندما ستميط اللثام عن شخصيات سورية حاكمة على ارفع مستوى في الحكم وشخصيات اخرى كانت مجهولة حتى الان".

وفي سياق متصل, اكد احد قادة اللوبي اللبناني في واشنطن ل¯ "السياسة" امس ان "اجهزة أمن لبنانية محايدة وفاعلة سلمت الحكومتين الاميركية والفرنسية بعد صدور القرار الاتهامي الاولي عن المحكمة الدولية الاسبوع الماضي لائحة اضافية بأسماء عدد جديد من عناصر "حزب الله" لم تشملهم اي تحقيقات سابقة ومعطيات جديدة عن مشاركة هؤلاء في التخطيط للجريمة وتنفيذها والادوات التي استخدمتها في ذلك, كما ان هذه اللائحة تتضمن اسماء عدد من سياسيي قوى "8 اذار" التابعة لحزب الله وايران وسورية وان واشنطن وباريس أحالتا هذه اللائحة الى مدعي عام المحكمة الدولية بواسطة الامانة العامة للام المتحدة في نيويورك".

ونقل القيادي اللبناني في "المجلس العالمي لثورة الارز" في واشنطن عن مصادر نيابية اميركية في الكونغرس قولها ان "الجزء الاخطر من القرار الاتهامي الدولي الذي سيصدر بحق السوريين الضالعين في جرائم لبنان سيجري توقيت الافراج عنه بحيث يشكل دفعا قويا لاتهام بشار الاسد وجماعته واقربائه بالجرائم ضد الانسانية امام المحكمة الجنائية الدولية وان كماشتي المحكمتين الجنائية الدولية ومحكمة الحريري ستطبقان على نظامه بحيث يصعب إفلاته من العقاب".

 

باريس تستدعي السفيرة السورية وتبلغها إحتجاجاً "شديد اللهجة"

أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أنَّه "تم إستدعاء السفيرة السورية في باريس للإحتجاج بشدة على إهانات استهدفت السفارة الفرنسية بالإضافة إلى القنصلية بعدما قام السفير الفرنسي بزيارة مدينة حماة السورية".وأعلن المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو في بيان أنَّه "تم هذا المساء استدعاء سفيرة سوريا إلى مقر الخارجية من جانب مدير مكتب وزير الخارجية ألان جوبيه، بهدف الإحتجاج بشدة على تظاهرات حصلت السبت الفائت أمام السفارة الفرنسية في دمشق والقنصلية الفرنسية في حلب تخللها توجيه إهانات عدة".وتحدث فاليرو عن "ارتكاب تجاوزات استهدفت رموزاً للجمهورية الفرنسية خلال هذه التظاهرات"، مشيرًا إلى "إحراق أعلام فرنسية ورمي مقذوفات في حرم السفارة وتدمير سيارات، من دون أن يتم استنفار قوات الأمن السورية ولو بالحد الأدنى لمنع هذه الأعمال التي لا يمكن وصفها".وشدد فاليرو على أنَّ "هذه الأعمال تشكل إنتهاكاً تامًا لإلتزامات الجمهورية العربية السورية بموجب إتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية"، وأضاف: "نحمل السلطات السورية مسؤولية أمن موظفينا وممثلياتنا الدبلوماسية".(أ.ف.ب.)

 

النائب محمد قباني: النزاع مع اسرائيل حول الحدود البحرية هو الأخطر.. ولا مجال للتفاوض معها

لفت عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب محمد قباني إلى "وجود نزاع مع قبرص حول الحدود البحرية، لكن النزاع الأخطر هو مع إسرائيل"، مشيراً إلى أنَّه "لا مجال للتفاوض مع اسرائيل"، وأوضح أنَّ "إسرائيل غير موقعه على قانون البحار، لذلك لا يمكن للمحاكم الدولية أن تفصل في النزاع بين دولة موقعة على القانون وأخرى غير موقع عليه".

قباني، وفي حديث لقناة "lbc"، أشار إلى "ضرورة السعى لتدعيم الموقف اللبناني بدراسات علمية من خلال التعاون مع خبراء دوليين"، لافتاً في هذا الإطار إلى "إماكنية التفاهم مع قبرص التي هي تطلب الحوار في هذا الشأن مع لبنان".(رصد NOW Lebanon)

 

رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد: كلما تحركتم من خلال القرار الاتهامي سنواصل الضغط لمحاكمة شهود الزور

نهارنت/شدد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد على انه "كلما تحركتم من خلال القرار الاتهامي أو من خلفه، سنواصل الضغط من جهتنا ايضا، وهذا حق من حقوقنا من اجل ان نحاكم كل شهود الزور الذين ظلموا الضباط الاربعة على مدى ثلاث سنوات وظلموا الرأي العام العالمي اللبناني والعربي واتهموا دولا شقيقة وكادوا ان يخلقوا حالة عدائية بين لبنان وسوريا من جراء التلفيق الكاذب للاتهامات السابقة. واعتبر رعد في حفل تأبيني أن "من لفق تلك الاتهامات هو من لفق القرار الاتهامي وهو يقصد تحقيق نفس الاهداف ولكن بأسلوب جديد، وسيفشل كما فشل في اسلوبه القديم". ودعا الى "ضرورة الالتفات الى ان القرار الاتهامي الذي صدر بحق عدد من الاشخاص يهدف الى استدراج المقاومة، وذلك عبر تحميلها مسؤولية جريمة ارتكبت في لبنان والمقاومة كانت اول واكثر المتضررين من نتائجها، هي ومن يحمل رايتها ومن يلتزم بنهجها وخطها، معتبراً أن "هذا الاتهام لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب فيه". ورأى "ان سبب استهداف المقاومة من خلال هذا القرار الاتهامي أمر لا يحتاج الى فلسفة وتنظير، فلقد جربوا كل الاوراق لاسقاط المقاومة فلم يفلحوا".

وقال: "لقد جربوا المناوشات والحرب وتشويه صورة المقاومة عبر الاشاعات، جربوا اغراءها بالسلطة والضغط عليها اقتصاديا وماليا، جربوا التهديد واختراقها واغراءها بالكثير من الوعود، وجاءت الاغراءات من اكثر من جهة دولية مرسلة من الادارة الامريكية، لكن كل هذه المعطيات والتهديدات والاوراق التي استخدمت من اجل ان تسقط المقاومة وسلاحها لم تفلح ولم تجد نفعا، وبقي ان تستخدم ورقة التجييش الدولي". ورأى رعد المقصود من القرار الاتهامي تجييش الرأي العام الدولي وتحريض الدول العربية والاسلامية واميركا اللاتينية والشمالية ضد المقاومة وشيء اسمه حزب الله في لبنان، علهم ينجحون في محاصرة المقاومة وتضييق الخناق عليها، نفسيا وسياسيا وماليا واجتماعيا". أضاف: "من تحمل حربكم العالمية في العام 2006 يهون عليه تحمل كذبتكم الاخيرة من خلال القرار الاتهامي، وكما سقطت اهدافكم في حرب ال2006، ستسقط مفاعيل هذه الكذبة وسترتد عليكم ايضا.

 

لبنان ردا على تحديد اسرائيل منطقتها البحرية: لتلتزم باتفاقية قانون البحار

نهارنت/رد وزير الطاقة والمياه اللبناني جبران باسيل الاحد على اعلان اسرائيل تحديد منطقتها البحرية، بالقول ان لبنان رسم حدوده البحرية بالاستناد الى اتفاقية الامم المتحدة لقانون البحار، وعلى اسرائيل "ان توقع هذه الاتفاقية قبل ان تتحدث عن القوانين الدولية". وقال باسيل لوكالة فرانس برس تعليقا على اعلان الحكومة الاسرائيلية انها ستعرض قريبا على الامم المتحدة ترسيم منطقتها الاقتصادية الواقعة على الحدود البحرية بين لبنان وقبرص، "ليس لدينا موقف مسبق. لنر ما الذي سترسله اسرائيل الى الامم المتحدة. فاذا احترمت القانون الدولي، لا مشكلة". الا انه رأى في الكلام الاسرائيلي الصادر اليوم "استباقا لتعد كما اعتدنا مع اسرائيل، في اعتداءاتها على بحرنا ومياهنا وسمائنا وبرنا، والآن على الحقوق النفطية"، مشيرا الى انه ليس "من عادات اسرائيل ان تلتزم بالمواثيق الدولية". واوضح باسيل ان لبنان "رسم حدوده على اساس اتفاقية الامم المتحدة لقانون البحار وارسل خارطة بها الى الامم المتحدة" العام الماضي. واضاف "هذا القانون ينص على كيفية رسم الحدود، ولبنان منضم الى هذه الاتفاقية، اما اسرائيل فانها لم توقع عليها بعد. وعلى اسرائيل احترام القانون الدولي ليس بالكلام انما بالانضمام الى الاتفاقية والتوقيع كما فعل لبنان، والا فلتصمت ولا تتكلم بالقوانين الدولية". واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال جلسة مجلس الوزراء الاحد ان حكومته "ستحدد ترسيم منطقتها الاقتصادية الحصرية في المتوسط" وتعرضها على الامم المتحدة، مؤكدا ان بلاده تريد "تطبيق مبادىء القانون البحري الدولي". واشار الى ان الحدود التي رسمها لبنان لمنطقته وقدمها الى الامم المتحدة "تتعدى على منطقة اسرائيل". وردا على قول وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان لبنان "يسعى بضغط من حزب الله الى اثارة توترات، لكننا لن نتنازل عن اي شبر مما هو ملكنا"، قال باسيل "اذا ارادت اسرائيل الاعتداء علينا، فليس حزب الله معنيا فقط، بل كل لبنان هو المعني. لا يوجد لبناني يقبل بالتخلي عن حقوق نفطية او حقوق بحرية". واعلنت اسرائيل خلال الاشهر الاخيرة اكتشاف حقول للغاز قبالة شواطئها الشمالية، بينما وضع لبنان العام 2010 قانونا للتنقيب عن المشتقات النفطية لا يزال ينتظر المراسيم التطبيقية. وطلب لبنان من الامم المتحدة في رسالة بعث بها في كانون الثاني الماضي "منع اسرائيل من استغلال ثروات لبنان البحرية والنفطية" الواقعة ضمن منطقته الاقتصادية الخالصة.  *وكالة الصحافة الفرنسية

 

اطلالة الرئيس الحريري الثلاثاء ستضع النقاط على الحروف...ميقاتي مُحرج والرئاسة الأولى غائبة كلياً! 

موقع 14 آذار/ ريتا فاضل 

قالت اوساط مطلعة في 14 آذار ان المعارضة كسبت الجولة الاولى من معركتها ضد النظام السوري وحزب الله وحكومة ميقاتي. واكدت الاوساط المذكورة لموقع "14 آذار" الألكتروني، ان المعارضة اثبتت في جلسات الثقة مقدرتها على تنفيذ خطتها مرحلة مرحلة مقابل خطاب خشبي يسيطر على حزب الله وافتقاد العماد ميشال عون الى اي مبادرة واحراج الرئيس ميقاتي الى ابعد الحدود. واشارت الاوساط الى ان المعارضة اطلقت الخطوة الاولى على طريق الالف ميل في عملية اسقاط الحكومة ومنع حزب الله من التحكم بلبنان ومؤسساته ومن ضرب مسار المحكمة والحقيقة لاحقاق الحق وتحقيق العدالة. وحسب هذه الاوساط فان الموالاة منقسمة على نفسها وتبدو الاكثرية موزعة على اكثر من اتجاه: حزب الله يتمسك بخطابه الخشبي ضد المحكمة ولعل النائب محمد رعد كان اشبه في جلسات الثقة بالناطقين باسم الانظمة الشمولية والدكتاتوريات. اما ميقاتي فهو محرج لدرجة انه يوافق على شيء يتناقض كلياَ مع ما يطلقه من مواقف في خطاباته لتبرير ما يقوم به او ما يفرض عليه. اما الرئاسة الاولى فهي غائبة كلياً عن الساحة والحدث السياسي ويقف العونيون ضائعين الى جانب انهم قد سكروا بالسلطة واعتبروا ان الفرصة التي اتيحت لهم لن تتكرر وانه عليهم ان يستفيدوا منها الى ابعد الحدود في مختلف المجالات.

واوضحت الاوساط ان المعارضة تتجه الى تفعيل التواصل بين مكوناتها ورسم الخطط اللازمة لكل المحطات والمناسبات والمواقف التي تستلزم التعاطي معها.

وفي هذا الاطار يتبين اكثر فاكثر ان المعارضة تتبنى تصاعدياً النفحة الوطنية العالية السقف التي تعبر عن المطالب بكل وضوح ونقاوة وحسم ودقة بعيداً من الانشاء والكلام المنمق.

وقد اشارت الاوساط الى ان النقاشات التي تدور في لقاءات المعارضة تشدد على عدم اضاعة اي فرصة وعلى الابتعاد عن اي تنازل مهما كانت غاياته سامية لصالح الوطن وقضاياه وعلى التمسك بالقضية الاولى والوحيدة القائمة على السلاح غير الشرعي والتمسك بالمحكمة التي تبقى الطريق الى العدالة. ولفتت الاوساط الى ان المعارضة ستستنفر كل مكوناتها وستستخدم كل الامكانيات الديمقراطية المتوافرة لها وهي ستبادر الى التحرك بدءاً من مطلع الاسبوع الجاري مما اتاح للرئيس ميقاتي ان يمضي عطلة خاصة وسرعان ما سيعود الى لبنان ليجد نفسه امام الحقيقة الواضحة التي لمسها جليا في جلسات الثقة والتي سترتفع وتيرة. وحسب الاوساط المذكورة فان المعارضة عقدت العزم على التحرك بسرعة ان من خلال الاعلام والمنابر ومجلس النواب وان من خلال الاكثار من لقاءات القيادات والمسؤولين والاطلالات المشتركة في المناسبات المختلفة او عند كل محطة او موقف او قضية. وستنظم المعارضة تحركات مكثفة في مختلف القطاعات والمجالات حيث سيقام اعتصام هنا او لقاء موسع هناك.

واشارت الاوساط الى ان المعارضة ستشكل الوفود المتنوعة من مكوناتها كلها لتجول على الجاليات وعواصم الدول الشقيقة والصديقة لتشرح الواقع اللبناني وما يقوم به حزب الله وما تمارسه نيابة عنه حكومة ميقاتي. وحسب الاوساط فان الدبلوماسية العربية والغربية تدرك جيداً ما يحصل في لبنان وما يقوم به حزب الله والغاية التي تكمن وراء تشكيل حكومة ميقاتي.

من هنا ترى الاوساط ان تحركات المعارضة في الخارج ستلقى اصداء ايجابية جدا وهي ستثمر بسرعة تحولات ملموسة في الدبلوماسية تجاه حكومة ميقاتي وحزب الله الامر الذي سيترافق مع انطلاقة مسار المحكمة وصدور مزيد من مذكرات التوقيف بحق لبنانيين وسوريين وايرانيين حسبما يتم التداول به هنا اوهناك.

ولفتت الاوساط الى ان اطلالة الرئيس سعد الحريري بعد غد الثلاثاء مباشرة من باريس عبر شاشة ام تي في ستضع النقاط على الحروف وستقدم مشهداً جديداً يعزز الموقف الذي رفعته المعارضة في البريستول وهو ما سيتفاعل بقوة مع المواقف التي يطلقها المعارضون ولا سيما الرئيس فؤاد السنيوره والنائب سامي الجميل.

وتشدد الاوساط على ان المعارضة ستذهب الى نهاية المطاف في رفع لواء قضيتها وعلى ان الحكومة ستحاول اقتناص الفرص للاقتصاص من الطرف الآخر الا انها ستصطدم باكثر من عائق وفي مقدمها انها لا تخدم قضية حق وانها ستختلف بين بعضها البعض على الجبنة وانها تسير عكس منطق التاريخ وارادة الشعوب لتخدم النظامين السوري والايراني ولتغطي على القتلة والمجرمين. وقد اوضت الاوساط ان المعارضة ستنظم صفوفها حيث من المتوقع على سبيل المثال ان يبادر حزب الكتائب الى تفعيل خطابه وصفوفه. ومن المرتقب ان يشكل المؤتمر الكتائبي العام في آب المقبل محطة ستسهم في اعداد ما يلزم لتخوض الكتائب مع حلفائها معركة المعارضة بكل ابعادها لتحقيق النصر الموعود وهو ما اظهر اولى بوادره وخطوطه العامة النائب الجميل في سلسلة اطلالات كان بينها خطابه في مجلس النواب.

 

منظمة حقوق الإنسان": لا حوار مع القتلة وأيدي الأسد والمحيطين به ملطخة بالدماء

السياسة/أكد رئيس "المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان" في سورية عمار قربي تلقيه دعوة من النظام للمشاركة في اجتماعات هيئة الحوار الوطني, أمس واليوم, برعاية نائب الرئيس فاروق الشرع. وأوضح قربي في بيان, تلقت "السياسة" نسخة منه, أن "الدعوة للحوار بحد ذاتها هي اعتراف بشرعية عمل المنظمات الحقوقية التي لطالما طالبت بترخيصها, تلك الشرعية التي استمدتها المنظمات من الشارع, والتي اضطرت السلطات للاعتراف بها, علماً ان النظام السوري هو من فقد الشرعية بعد أن أسقطتها الثورة". وأضاف "ان رفضي لدعوة الحوار ليس رفضاً لفكرة الحوار, حيث أن الرافض الحقيقي للحوار هو النظام السوري الذي لم يهيئ البيئة المناسبة له, فقد طالبته من اليوم الأول بسحب الجيش من المدن ووقت القتل والاعتقال, وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بمن فيهم 11 الفا اعتقلوا على خلفية التظاهرات, والسماح للمواطنين بالتعبير عن رأيهم والتظاهر السلمي بكل حرية, وتقديم الجناة والقتلة من عناصر الاجهزة الامنية والجيش و"الشبيحة" الى العدالة...وهو مالم يتحقق منه شيء". وسأل "إذا كانت السلطات السورية كما تدعي بأنها أصدرت الأوامر بعدم اطلاق النار على المتظاهرين, من دون أن ترى تلك الأوامر تنفيذا على الأرض, فما جدوى الحوار مع سلطة لا تمتلك القدرة على التحكم في مجريات المرحلة? أما ان كانت السلطة تمتلك فعلا زمام الامور وهي التي تصدر أوامر القتل والتعذيب, فلا حوار مع القتلة". واعتبر أن الأحداث الاخيرة "برهنت بما لا يدع مجالا للشك ان الرئيس السوري مسؤول مسؤولية مباشرة عن قتل الابرياء, وان ايدي من حوله ملطخة بدماء الشعب السوري, لذا فأي حوار يجب ان يكون على قاعدة التنحي او الخروج من السلطة". وأكد قربي "رفض التدخل العسكري الاجنبي بأي شكل من أشكاله في سورية, ونحن مع سلمية الثورة وعدم اللجوء للانتقام, ومع تقديري للمشاعر الغاضبة, الا أنني أهيب بالجميع عدم اللجوء لأية وسيلة عنفية والاستمرار برفع راية التظاهرات السلمية, وان المحاكم الأممية والوطنية هي الكفيلة باسترداد الحقوق ورد المظالم لاهلها". كما رفض "الشعارات الطائفية التي ينادي بها بعض الاشخاص من كل الجهات", مطالباً "رجال الدين بتوحيد خطابهم وان يكون حديثهم ذا جوهر مدني بعيدا عن أي تجييش طائفي, فالمعركة بين الاستبداد والحرية, وفي جانب الاستبداد نرى كل الطوائف وفي المقلب الآخر توجد كل الطوائف".

وشدد على أن "وحدة الأراضي السورية موضوع مقدس غير قابل للنقاش أو التطرق اليه", مضيفاً "بعد تجربة اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة وما تعرض له بعضهم من مهانة وعذاب, ومع التقدير لمعاناة أهلنا النازحين داخل وخارج سورية, ندعو الناس للبحث عن أمنهم الشخصي داخل سورية, إلا مَن اضطر منهم, لأنهم وقود الثورة واستمراريتها, ونهيب بباقي السوريين أن ُيقدموا يد العون والملاذ الآمن لمن يفر من القتل والدمار".

 

المعارضة تحذر نظام الأسد من خطورة استدراج التدخل العسكري الأجنبي  

آصف شوكت يهدد باجتياح حماة وأهلها يرفضون الرضوخ

دمشق - وكالات: كشفت مصادر متقاطعة, أمس, أن صهر الرئيس بشار الأسد نائب رئيس الأركان في الجيش السوري آصف شوكت هدد باجتياح مدينة حماة إذا لم يمتنع أهلها عن الخروج في تظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام. وجاء في بيان صادر عن أهالي حماة موجه إلى الشعب السوري, نشرته جريدة "ايلاف" الالكترونية: "نحيطكم علماً أننا تعرضنا اليوم (أمس) لتهديدات من المسؤول الأمني لعائلة الأسد المدعو آصف شوكت باجتياح المدينة واعتقال أهلها والفتك بأطفالها ونسائها, كل هذا مع الحشد الاعلامي الكبير من قبل إعلام النظام وكلام أبواقه على الشاشات والمنابر في عدائية سافرة للمدينة وأهلها, وتجاهل تام لكل مطالبهم العادلة من إطلاق المسجونين والحريات واطلاق حرية التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي".

وأضاف البيان "أمام هذا فإن أهالي مدينة حماة يضعون الشعب السوري والعالم أجمع أمام مسؤولياته", متسائلين "هل يا ترى ستنتظرون أن ترتكب مذبحة جديدة في المدينة الجريحة من جزار جديد من عائلة الأسد"? وشددوا على أن "حماة لن تركع ولن تخضع لتهديدات النظام, وسنستمر نحن أهل حماة الأبية في تظاهرنا السلمي بصدور عارية وسنستمر في ثورتنا حتى إسقاط النظام والانتصار لدماء شهدائنا". بدوره, أكد "المؤتمر السوري للتغيير" (انطاليا), في بيان تلقت "السياسة" نسخة منه, أن أهالي مدينة حماة تلقوا أمس, "إنذاراً نهائياً من قبل النظام السوري يقضي بحل الاعتصامات الاحتجاجية والتوقف عن التظاهر اليومي ضد النظام, تحت طائلة اقتحام المدينة بالدبابات والجيش واستباحتها على طريقة الثمانينيات", في إشارة إلى المجزرة التي راح ضحيتها حوالي 20 ألف شخص, عندما قمع الرئيس الراحل حافظ الأسد تمرداً لجماعة "الإخوان المسلمين" ضد نظامه. وحذر "المؤتمر السوري للتغيير" المعارض, في البيان, "السلطات التي استمرأت قتل الشعب السوري وسط صمت عربي ودولي مخز بأن تلك الخطوة ستعتبر استدراجاً للتدخل العسكري الاجنبي في الداخل السوري, تلك الخطوة التي طالما رفضها المؤتمر السوري للتغير". وطالب "الأمم المتحدة باتخاذ موقف حازم من ممارسات النظام الإجرامية بحق شعبنا السوري", مشيراً إلى أن "إشاعة هذه الأجواء وسط كوميديا الحوار السوداء التي دعا إليها النظام نفسه ليتحاور مع نفسه وتحت رعاية شبيحته ومن دون تقديم أية خطوة على الأرض, دليل دامغ على عدم جدية هذا النظام في أي حل إصلاحي". واعتبر البيان أن الأحداث الأخيرة "برهنت بما لا يدع مجالاً للشك ان الرئيس السوري (بشار الأسد) مسؤول بشكل مباشر عن قتل الأبرياء, وأن يديه وأيدي من حوله في سلم القيادة ملطخة بدماء الشعب السوري, لذا فإن أي حوار يجب أن يكون مبنياً على قاعدة تنحيه عن الحكم أو الخضوع للمساءلة القضائية الوطنية".

 

محللون: دول "الخليجي" بإمكانها الوقوف بوجه أي تحد

السعودية تبحث عن الأسلحة للاعتماد على قواها الذاتية في مواجهة إيران

الرياض - ا ف ب: أعرب عدد من المحللين عن اعتقادهم بأن سعي السعودية الى تكديس الأسلحة من مصادر متنوعة دوافعه الاعتماد على "قواها الذاتية" بمواجهة التهديدات الايرانية والانسحاب الأميركي المرتقب من العراق. وقال انور عشقي رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الستراتيجية والقانونية, ومقره جدة, ان "السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تمر بمرحلة بالغة الحساسية لأن الولايات المتحدة بصدد الانسحاب من العراق حالياً, وفي ضوء هذا التطور, يجب أن تعتمد دول المجلس على قواها الذاتية للدفاع عن نفسها".

وأضاف ان السعودية تسعى للحصول على السلاح من ألمانيا وروسيا, مشيراً إلى أن "الانسحاب الاميركي من العراق سيترك فراغاً يجب ملؤه خصوصا وان ايران لديها ستراتيجية منذ ما قبل ايام الشاه تقضي بالامتداد الى الهلال الخصيب ومنطقة الشام وصولا الى البحر الابيض المتوسط". وكانت الصحافة الالمانية أشارت الاسبوع الماضي الى اقتراب ابرام عقد بيع 200 دبابة قتالية من نوع "ليوبارد 2" الى الرياض, لكن الجانب الالماني لم يؤكد هذه المعلومات. وأكد عشقي ان "بإمكان دول مجلس التعاون الخليجي الآن الوقوف بوجه اي تحد, إيرانياً كان أم عراقياً", مشيراً إلى أن "طهران تسيطر على حوالي ثمانين في المئة من العراق كما أنها تبذل جهودا لئلا ينهار النظام في سورية".

وردا على سؤال بشأن الموقف من تركيا, اجاب عشقي "لا نشعر بالاغتراب حيال الستراتيجية التركية لانها تأخذ مصالحنا في الاعتبار وتحترمها, أما ايران فإنها تسعى الى الهيمنة, وما يحدث في سورية حاليا صدام بين تركيا وايران". من جهته, قال تيودور كاساريك مدير الابحاث والتطوير في مركز "انيغما" بدبي ان "السعودية تواجه تهديدات جديدة في اليمن الى جانب البرنامج النووي الايراني", مضيفاً "هذا البرنامج يثير المخاوف نظرا لطبيعته غير الواضحة. انه يمثل تهديداً للسعوديين خصوصا ضمن منظور الانسحاب الاميركي من العراق, والاحداث في سورية ولبنان". وأشار إلى أن "التمارين العسكرية الايرانية في الخليج غير مطمئنة للسعوديين, وإنها تشكل تهديدا حقيقيا لهم". وختم كاساريك قائلا ان "السياسة الخارجية للسعودية أصبحت أكثر وضوحاً وجرأة, لم تعد كما كانت في السابق, إنها تبدو أكثر حزماً". ورغم تعدد مصادر التسليح, تحافظ السعودية على علاقات متينة مع الاميركيين. وقال نيل بارتريك الخبير في شؤون الخليج, ومقره لندن, ان "واشنطن تبقى الشريك الابرز للسعودية في مسائل الامن والدفاع ومن غير المحتمل ان يتغير هذا الامر في المستقبل المنظور". وأشار إلى وجود "عقد دفاعي ضخم قيد الانجاز يتضمن طائرات هجومية وقدرات صاروخية بين وزارة الدفاع السعودية والولايات المتحدة حيث يلقى دعما مبدئيا في الكونغرس". ولم يعارض الكونغرس الاميركي في 19 نوفمبر من العام الماضي صفقة بيع الاسلحة للسعودية بقيمة 60 مليار دولار, وستكون في حال إبرامها نهائياً أهم صفقة سلاح في تاريخ الولايات المتحدة.

 

الحريري يرسم غداً معالم المواجهة مع حكومة "ميقاتي - حزب الله"  

شمعون لـ"السياسة": لاحوار مع "8 آذار" قبل رضوخها للعدالة وتسليم المتهمين

 بيروت - "السياسة": فيما تتأهب حكومة الرئيس نجيب ميقاتي للانطلاق في ورشة عمل سياسية وإدارية لمعالجة الملفات المتراكمة, تبقى تداعيات القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في واجهة المشهد الداخلي, حيث ان الحكومة تبدو في وضع لا تحسد عليه لأنها عاجزة عن اعتقال الكوادر الأربعة في "حزب الله" المتهمين بالجريمة.

وقالت أوساط بارزة في قوى "14 آذار" ل¯"السياسة", أمس, ان حكومة ميقاتي التي انقلبت على المحكمة واستهانت بدماء الشهداء ستجد نفسها عاجلاً أم آجلاً في مواجهة حتمية مع المجتمع الدولي المصر على كشف الحقيقة وإحقاق العدالة. وأكدت الأوساط أن زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري سيحدد, خلال إطلالته التلفزيونية غداً الثلاثاء, طبيعة المسار الذي ستسلكه قوى المعارضة في المرحلة المقبلة لتحقيق هدفها بإسقاط الحكومة الانقلابية ضمن الأطر الدستورية والقانونية المشروعة, وسيضيء على تفاصيل المواجهة التي ستخوضها قوى "14 آذار" مع هذه الحكومة. وأشارت إلى أن المواقف التي سيطلقها الحريري ستعبر بوضوح عن التصور الذي ستعتمده قوى "14 آذار" في طريقة تعاطيها مع الحكومة "الميقاتية" التي يديرها "حزب الله" في إطار سعيه لاستكمال الانقلاب بفرض هيمنته وسيطرته على مؤسسات الدولة. وأكدت الأوساط أنه سيكون للحريري الموقف المناسب من القرار الاتهامي وكيفية التعاطي معه في إطار المحافظة على استقرار لبنان وتجنب حصول أي فتنة بين أبنائه والتي لن تكون في مصلحة أي طرف. وشددت على أن قوى "14 آذار" ستقف بالمرصاد لكل محاولة انتقامية أو كيدية قد يقدم عليها الفريق الآخر, وسيكون لها الموقف المناسب, من دون استبعاد خيار الشارع الذي يأتي من ضمن الوسائل التي سيصار إلى اعتمادها لمواجهة الحكومة. وتعليقاً على إمكانية دعوة الرئيس ميشال سليمان أقطاب الحوار إلى الاجتماع مجدداً, قال رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" دوري شمعون ل¯"السياسة", أمس, "قبل أن يتحدثوا عن الحوار ويحددوا مواعيد له, عليهم أن يقولوا لنا على ماذا يريدون أن يتحاوروا, نحن لانريد أن نستخف بعقول اللبنانيين, ولذلك فإننا نرفض المشاركة". وشدد على ضرورة اعتراف الأكثرية الجديدة بالمحكمة الدولية وتقديم المتهمين إلى المحاكمة, وذلك "قبل أن يبشروننا باستئناف الحوار لأن الحوار معهم لايجدي نفعاً إذا استمروا بتجاهل العدالة والمكابرة وفرض إرادتهم بالقوة". من جهته, قال عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب زياد أسود ل¯"السياسة" ان المعارضة لن تفعل شيئاً وليس بمقدورها أي أمر بحوار أو من دون حوار, "على اعتبار أن الحوار معهم ليس له معنى ولن يوصل إلى شيء, وبصورة خاصة في ما يتعلق بالمقاومة وسلاحها, لأن الحقيقة تبدأ من هنا وليس من أي مكان آخر". ورأى أن حكومة ميقاتي ستكون أفضل من حكومات الوحدة الوطنية لأنها تصب كل اهتماماتها على العمل وإصلاح الخلل الذي أوقعت قوى "14 آذار" فيه لبنان, من خلال حكومتي الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري.

 

أي أهمية تكتسبها زيارة جعجع للإمارات؟

ريتا صفير/النهار

فيما كان مجلس النواب يشهد مبارزات بين نواب الاكثرية والاقلية على خلفية منح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة، وفي وقت كانت المعارضة تعد العدة لخطة عمل وفقا للعناوين التي وضعها "لقاء البريستول"، كان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع يقوم بزيارة رسمية للامارات العربية المتحدة، لم تعلن سابقا. زيارة سبقت جولة الرئيس فؤاد السنيورة في المملكة العربية السعودية وتميزت بمواقف قوية لجعجع من الحكومة الجديدة، قابلها ترقب حيال مستقبل النظام السوري.

معروف عن الاماراتيين "تأنيهم" في الدعوات الموجهة الى زوارهم، ولا سيما السياسيين منهم، لاعتبارات عدة، اولها ان يكون الزائر مسؤولا رسميا، الى بعض "الضوابط" التي غالبا ما تحكم الخطاب السياسي. الا ان جولة رئيس حزب "القوات اللبنانية" في الامارات شذت عن القاعدة. فقد حل جعجع ضيفا على الدولة الخليجية لايام عدة الاسبوع الماضي، بناء لدعوة رسمية وعقد لقاءات تعددت مغازيها.

لا يخفى على الاوساط "القواتية" بأن الزيارة اندرجت في توقيت محلي واقليمي دقيق، تكاد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتداعيات المرتقبة للقرار الاتهامي تشكل بوصلته. وقد طبعها اهتمام لافت لاقاه جعجع وفقا لاوساطه من القيادات الاماراتية الرسمية، لعل ابلغ تجلياته، برز في اللقاء الذي جمعه بولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، احدى اقوى شخصيات الدولة - علما ان وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان كان في اجازة - فضلا عن الجولة التي نظمتها القيادات الاماراتية لرئيس الحزب في مدينة دبي الاعلامية وتخللها لقاءات مع مسؤولين في محطات، ضمنها الـ"ام بي سي" والـ"سي ان ان".

في مناخ مختلف، كان يمكن اعتبار لقاء رئيس حزب "القوات اللبنانية" مع الجالية في ابو ظبي حدثا عابرا او لقاء "اهليا محليا"، غير ان العارفين بالميزان الذي يحكم المقاربة الاماراتية للاوضاع الداخلية وفي لبنان والمنطقة، يدركون ان مجرد حصول الاجتماع ومكملاته، والمقصود طبعا الكلمة المرتفعة السقف التي لجعجع اكسب المناسبة بعدا آخر.

في الشكل، لم تشذ عناوين المحادثات عن الخطوط العريضة المعروفة لجهة متابعة الاوضاع في الشرق الاوسط والخليج، الى المسألة اللبنانية. وقد ميزها تشديد اماراتي على ضرورة الحفاظ على استقرار الاوضاع في لبنان وحماية السلم الاهلي كما تنقل الاوساط "القواتية"، ولو ان تفاصيل المضمون استحضرت معطيات عدة، يؤثر الجانبان ابقاءها بعيدا من الاعلام.

ومعلوم ان جعجع كان واصل خلال محطته الخليجية وقبلها تصويبه على ضرورة اسقاط الحكومة بالوسائل السلمية، ملاحظا صمتا عربيا حيال تركيبتها. ولم يغب عن مواقفه الترقب لمآل الاوضاع في سوريا، ومستقبل الاقليات وضمنهم المسيحيون فيها، الى اثارته احتمال تحريك الجبهة جنوبا.

وفيما تعزو الاوساط "القواتية" الترقب هذا الى عدم اتضاح "مدى جدية" الحركة المطلبية التي يقوم بها الشعب السوري وسط تماسك متواصل في صفوف الجيش، تربط منسوب التخوف الذي اعرب عنه رئيس الحزب من تحريك الجبهة مع اسرائيل، بالتطور المحتمل في قضية القرار الاتهامي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهو منسوب يبقى على قولها رهنا االمواجهة المحتملة بين المحكمة ومتهميها، مع انتهاء المهلة المحددة نهاية ا لشهر الجاري لتسليم المطلوبين. وعليه، قد يبدو في رأيها كل شيء مباحا، بما في ذلك اعادة توجيه الانظار جنوبا.

    

زيارة فورد لحماه تثير اهتماماً بالتحولات المتبادلة

التقارب الأميركي مع "الشعوب" دونه العقدة الإسرائيلية

روزانا بومنصف/النهار

تابع المراقبون في الايام الاخيرة باهتمام استقبال اهالي مدينة حماه السورية السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد بنثر الزهر على موكبه في بادرة لا يمكن توقعها في بلد كسوريا يجعل من المواجهة مع الولايات الاميركية جوهر ايديولوجيته وسياسته. وعلى رغم ان المسألة يفسرها كثر بأنها تتصل في جزء اساسي منها بالحاجة الماسة لدى اهل المدينة الى خشبة خلاص مما يخشونه على نطاق واسع من ممارسات امنية في غياب اي امل او مساعدة بتجنيب المدينة ما عاشته في اوائل الثمانينات، في حين يدرجها البعض الآخر في اطار الحوار الذي تقول الديبلوماسية الاميركية ان سفيرها يجريه مع المعارضة كما مع المحيطين بالرئيس بشار الاسد. فان الاستقبال الذي لقيه فورد يشكل في ظاهره احراجا  للنظام من حيث ان الولايات المتحدة في حال كانت احد ابرز الاعداء  الذين يتربصون بالنظام السوري، الذي يشكل اساس محور "الممانعة" ضد المحور الاميركي "الاستعماري"، هي من يجعل اللجوء اليه للحماية من النظام نفسه. هذا التطلع الى الغرب وتحديدا الى الولايات المتحدة الاميركية رافق ثورات مصر وتونس وليبيا من اجل اعطاء هذه الثورات فرصة والحصول على الاعتراف الدولي، علما انه لم يكن هناك اي عدائية مميزة ضد الولايات المتحدة في هذه الدول التي تعتبر انظمتها قريبة من الاميركيين او ليست ضدها على الاقل. ولذلك ارتبك الغربيون وحاولوا التقاط الفرصة التي اتيحت لهم قبل ان تفرض الفوضى او الاوضاع الخطيرة ما لا يمكن معالجته وما يمكن ان يهدد مصالحهم في الشرق الاوسط. والمعارضة السورية لم تعلن حتى الان تطلعها الى موقف اميركي رسمي متطور من النظام في سوريا انما يقوم بذلك آخرون في اميركا وسواها، لكن في هذا المشهد الذي حصل مغزى  انه يكسر المنطق الذي اقامه النظام على مدى عقود في طريقة تصنيف الخارج وتحديد سبل التعامل معه من حيث ان لا عداء لدى الشعب مع الولايات المتحدة او الغرب، اكان هو من يكسره، بحيث ان زيارة فورد معروفة من النظام وممهد لها مسبقا او انها فاجأت هذا الاخير واثارت استياءه. لكن الاستقبال بالورود هو ما يعتقد المراقبون وجوب ان تأخذه الولايات المتحدة في الاعتبار من هذه التجربة بالذات منفردة او في اطار الانتفاضات العربية الاخرى في تونس ومصر وليبيا. فالاتصال بمدينة حماه واهلها الذين يصنفون على نطاق معمم  من جماعة "الاخوان المسلمين" او في جوهرها قد يسهل على الادارة الاميركية التفكير في مقاربات اخرى في شأن ما يجري في المنطقة اكانت تساعد النظام السوري على تخطي هذا الحاجز ام تضغط عليه بالتلويح بهذا الاحتمال. وقد واجهت الولايات المتحدة في الاشهر الاخيرة احتمالات لم تكن تتصورها تتصل بما ادخلته الانتفاضات العربية من تغيرات قسرية لا يمكن القفز فوقها، منها على سبيل المثال انفتاح واشنطن على احتمالات الحوار مع الاخوان المسلمين في مصر. هذه الخطوة يحض عليها افرقاء كثر حتى بين الدول العربية  لكن وفق معايير مزدوجة. اي انها يجب ان تسري على مصر وعلى حركة "حماس" فيما لا يزال يتخبط الموقف الاميركي في شأن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية حولها  ، لكن المقاربة حيال سوريا ظلت خجولة في ظل تمسك خارجي رسمي بالنظام والمخاوف من وصول "الاخوان" الى الحكم. ولذلك تثير زيارة فورد تساؤلات بهذا المعنى بعدما قوربت ميدانيا على نحو مباشر لما كان يعتبر معقل الاخوان من دون وساطة وسائل اعلامية اكانت من جهة النظام ام ضده داخلية او خارجية. وهذه المعاينة المباشرة تسمح بخلاصات من دون شوائب كثيرة يفترض ان تقلق النظام السوري  في الزيارة الاميركية. اذ في هذا البعد لخطوة فورد تكمن الضغوط الفعلية على النظام من اجل استعجال وضع الاجراءات الاصلاحية على خط التنفيذ تحت وطأة سقوط المخاوف من البدائل، التي كان يلوّح بها، حين يغدو غير متاح سوى الانتقال الى البدائل في حال لم تتغير الامور على ما باتت الحال بالنسبة الى "الاخوان المسلمين" في مصر على سبيل المثال.  

لقد خلطت الانتفاضات الشعبية العربية الاوراق وهناك احتمالات وأفق لعلاقات جديدة مختلفة  مع الغرب وفي مقدمه الولايات المتحدة، على رغم ان الامور في المنطقة غامضة ولن تتضح في المدى المنظور. لكن  المراقبين المعنيين يعتقدون ان واشنطن سرعان ما تطيح اي امر ايجابي حين يحين اوان استحقاق ما يتصل باسرائيل وخصوصاً اذا كان للامر علاقة مباشرة بالفلسطينيين ايضا. اذ تعمد الولايات المتحدة الى اخذ جانب اسرائيل من دون اي تردد على نحو تنسف بنفسها ما تكون قد كسبته في بعض الجولات السياسية. ويعتقد المراقبون ان الفرصة متاحة لردم الهوة مع الشباب العربي اكثر من اي وقت مضى مع التغيير الذي طرأ في النظرة الى الشعوب العربية ومن المهم الا تطيحها الادارة الاميركية في موقفها من الدولة الفلسطينية في ايلول المقبل.

 

عن المُبعد قسراً

نبيل بومنصف/النهار

قد يكون الطابع المكاني الذي سيواكب الاطلالة التلفزيونية الاولى للرئيس سعد الحريري غدا عبر شاشة الـ "ام تي في"، بعد اشهر الغياب الطويلة عن البلاد وعن المسرح الاعلامي، موازيا في اهميته او اكثر للمضامين السياسية لمواقفه المرتقبة. فالمسألة هنا سترتسم في أذهان الجمهور العريض الذي يؤيده ويدين بالولاء لقوى 14 آذار من زاوية مختلفة تماما حتى عن تلك التي اعتاد ان ينظر عبرها الى زعيمه سواء في محطاته الرسمية التي كان الحريري مقلا فيها طوال توليه رئاسة الحكومة السابقة او حتى في آخر اطلالاته الشعبية في الذكرى السادسة لانتفاضة 14 آذار.

غدا يتحدث الحريري "زعيما مبعدا قسرا"، بفعل قوة قاهرة، من شبه المنفى الباريسي. فمن ذا يصدق ان ينقلب دولاب الزمن ويعود الى هذه المتاهة؟ واي سخرية قدر هذه ان يرغم الابن على الابتعاد القسري في لحظة اطلالة القرار الاتهامي في قضية الاب المغتال بأبشع انماط التصفيات؟

لعل الرئيس الحريري وحده مع قلة من محيطه يمتلكون السر الامني الذي غيب رئيسا للحكومة عن البلاد كان لا يزال في طور ممارسة المسؤولية ولو في تصريف الاعمال. لكن استباق الاطلالة يغدو امرا نافلا من زاوية الفضول الكبير لمعرفة تأثير "هبوطها" على الجموع من الخارج هذه المرة، ومن موقع الابتعاد او الابعاد القسري. يعيد هذا التطور الى الاذهان واقعا مقيما اعتاده جمهور عريض آخر. فالسيد حسن نصرالله أبعد او ابتعد قسرا عن الاطلالات الشعبية المباشرة منذ حرب تموز 2006 وباتت اطلالاته محصورة بالشاشة الصغيرة. فأي مفارقة ثنائية هذه ان يتطابق الابعاد القسري على الزعيم السني الاقوى مهددا بالاغتيال مثله على الزعيم الشيعي الاقوى مهددا من اسرائيل؟

في لبنان زعماء آخرون لا تقل ظروفهم وحيثياتهم ومواقعهم خطورة من حيث الاستهدافات المحتملة او المحققة التي تتهددهم. ينسحب الامر خصوصا على زعماء واقطاب ورموز مسيحيين ودروز ولو ان "مشروع" الفتنة يسلط الضؤ على ثنائية الرموز السنية والشيعية كلما هبت موجة احتدام، ناهيك عن كوكبة محتملة اخرى من نواب وسياسيين ونخب في مواقع مختلفة. لكن الامر لا يتصل "بنجومية"حصرية اطلاقا، واي نجومية هذه تتأتى من تهديد لحياة أي زعيم واي سياسي واي مواطن؟

المفارقة المفجعة بمعاييرها هنا هي ان تستحضر اطلالة زعيم من الخارج مسألة شديدة القسوة والوطأة بواقعيتها وهي ان لبنان لم يصبح بعد ملاذا آمنا للحريات رغم كل ادعاء معاكس. والبعد الاشد قسوة هو ان يغدو الاقطاب والعباد اسرى هذا الواقع كلما توغل لبنان في درب الصراع المفتوح بين العدالة والاستقرار. وفي لبنان وحده سيسأل الناس طويلا ألم يحن وقت قيامة ما يتعارف على كونها دولة محققة المواصفات علها تبدأ من حيث يجب الآن وهو منع هذا الانهيار المريع في المعايير الذي يرغم اللبنانيين قسرا على المفاضلة بين العدالة والاستسلام؟

 

 بان حض على إجراء انتخابات شفافة والقاهرة أعربت عن استيائها لدعم واشنطن منظمات المجتمع المدني 

اعتصامات في المدن المصرية لإلزام المجلس العسكري بإجراء إصلاحات

وزير الداخلية يقيل مدير أمن السويس عقب احتجاجات عارمة طالبت بإنهاء خدماته

القاهرة - وكالات: تواصلت الاعتصامات في ميدان التحرير بوسط القاهرة والعديد من المدن المصرية, أمس, عقب يوم من "جمعة الثورة أولاً" للضغط على المجلس العسكري الذي يتولى زمام الحكم منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي, للوفاء بما وعد به من إصلاحات.

واحتشد في ميدان التحرير, رمز الثورة ضد النظام السابق, منذ ساعات الصباح الباكر نحو مئة ألف متظاهر من مختلف شرائح الشعب وأهالي شهداء ومصابي ثورة 25 يناير, وقد باتوا ليلتهم تحت خيام نصبوها بالميدان في اعتصام مفتوح حتى تتحقق باقي مطالب الثورة, وهي عقد محاكمات علنية للضالعين بقتل شهداء الثورة وتطهير وزارة الداخلية ومختلف أجهزة الدولة من الفساد ورموز النظام المصري السابق. وخلى الميدان والشوارع المحيطة من أي تواجد أمني لليوم الثاني على التوالي مع استمرار إغلاق الميدان أمام حركة المرور, فيما واصلت اللجان الشعبية من الشباب والفتيات ممارسة عملها بإجراء تفتيش ذاتي للراغبين بدخول الميدان والتدقيق في هوياتهم.

وكانت حركة "شباب 6 أبريل", أعلنت الدخول باعتصام مفتوح بالميدان حتى تتحقق باقي مطالب الثورة, فيما رفضت جماعة "الإخوان المسلمين" وعدد من القوى السياسية والحزبية فكرة الاعتصام. وحدَّدت الحركة تسعة مطالب يتمسك المعتصمون بميدان التحرير وباقي المحافظات المصرية بتحقيقها.

وأوضح الناطق باسم الحركة محمد عادل في تصريح لموقع صحيفة "الأهرام" المصرية, أن المطالب هي إجراء محاكمات علنية وعادلة وناجزة للرئيس السابق وكل رجاله, والقصاص من الضباط المتورطين بقتل المتظاهرين بمحاكمات عاجلة عادلة علنية, وتطهير وزارة الداخلية من رجال وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي والمتورطين بارتكاب جرائم التعذيب في مختلف أقسام الشرطة. وأضاف أن المعتصمين يطالبون بتطهير حكومة عصام شرف من الوزراء المنتمين ل¯"الحزب الوطني" المنحل, وتطهير كل مؤسسات الدولة من بقايا النظام السابق, وعلى رأسها مؤسسات القضاء والإعلام والصحة والتعليم, ووضع حد أدنى عادل للأجور, وإقرار قانون ربط الأجور بالأسعار, ووضع ميزانية عاجلة لرفع المعاشات للمتقاعدين, وإلغاء قانون منع التظاهر والإضراب, وإلغاء تحويل المدنيين إلى المحاكمات العسكرية. وفي موازاة ذلك, واصلت أعداد كبيرة من المتظاهرين في محافظات مصرية عدة تنفيذها اعتصاماً مفتوحاً, وقد بات بضعة آلاف من أهالي الأسكندرية ليلتهم تحت خيام نصبوها في محيط مسجد القائد إبراهيم وعلى شاطئ البحر, وكذلك أهالي شهداء ومصابي الثورة بمدينة السويس في شارع الأربعين الرئيسي والشوارع المحيطة به. ورفع المحتجون الاعلام المصرية واستمعوا الى من انشدوا الاغاني والاشعار من على منصات تم نصبها أول من أمس.

في غضون ذلك, قرر وزير الداخلية المصري اللواء منصور العيسوي, إقالة مدير أمن السويس اللواء أسامة الطويل من مهام منصبه, وتعيين اللواء عادل عبدالحميد محله.

وشهدت السويس اعتصامات كبيرة أول من أمس, وكانت إقالة مدير الأمن على رأس مطالب المعتصمين. كما اغتيل معاون مباحث قسم شرطة السويس السابق النقيب محمد زين, بعد أيام من صدور قرار بنقله لمديرية القاهرة. وفوجئ زين خلال قيامه بإحدى مهام عمله بالقاهرة بأحد الخارجين على القانون يطلق عليه وابلاً من الرصاص ليرديه قتيلاً.

على صعيد آخر, أكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون, خلال اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد العرابي, ان الانتخابات المقبلة في مصر لا بد وان تجرى بأسلوب موثوق به وشفاف. ودعا بان خلال اجتماعه مع العرابي الى "تعجيل الاجراءات القضائية" ضد المسؤولين عن قتل مدنيين في مصر, أثناء الثورة. من جهته, أكد العرابي قدرة مصر على تنظيم العملية الانتخابية المرتقبة "بشفافية ونزاهة", معتبرا أن الحركة الديمقراطية الحالية لا تسمح إلا بانتخابات نزيهة وحرة. إلى ذلك, أعرب العرابي خلال تصريح صحافي, عن استيائه لقيام الولايات المتحدة بدعم عدد من منظمات المجتمع المدني في مصر بمبلغ 40 مليون دولار. وقال العرابي, في تصريح لبرنامج "منتهى الصراحة" على قناة "الحياة 2" المصرية انه سيبحث تداعيات هذا الأمر مع السفيرة الأميركية الجديدة آن باترسون فور وصولها لتسلم مهام منصبها الجديد في مصر. وأضاف أن سياسة مصر الخارجية ستكون معبرة عن ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أعادت الثقة لكرامة المصريين في الخارج, واصفاً الثورة المصرية وكذلك الثورة التونسية بالنموذج للثورات في العالم, كما حذر العرابي من وجود محاولات تجري لتفتيت المنطقة.

 

طهران حاولت استغلال انشغال الغرب في الثورات العربية لكنها فشلت  

الثورات العربية ترتد نقمة على ملف إيران النووي

تطورات الشرق الأوسط دفعت الغرب إلى عدم التعجل في التفاوض مع إيران

طهران فهمت رسالة الغرب وأيقنت أن القوى الكبرى ستمنع طهران من الإفلات ببرنامجها النووي

القاهرة - محمد عباس ناجي: السياسة

بعد أن نجحت موجات "التسونامي الثوري" التي تجتاح المنطقة في الوقت الحالي في اسقاط حكمي الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك, بدا أن ثمة ارتياحا ايرانيا ملحوظا انعكس في تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية على خامنئي التي قال فيها إن "ما تشهده المنطقة هو أحد تجليات الثورة الاسلامية الايرانية", وفي دعوة وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي الى "اقامة شرق أوسط اسلامي" على أنقاض الأنظمة السياسية التي أسقطتها هذه الموجات الثورية.

منطق الارتياح الايراني هنا يكمن في أن هذه التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة يمكن أن تنتج تداعيات ايجابية عدة على مصالح ايران وطموحاتها في أن تصبح رقما مهما في معظم الملفات الاقليمية ان لم يكن مجملها. فالى جانب اسقاط النظامين المصري والتونسي اللذين تعتبرها طهران من حلفاء الغرب في المنطقة, فان ايران رأت أن الاهتمام الغربي الملحوظ بما يحدث في الشرق الأوسط يمكن أن يصب في صالحها لاسيما فيما يتعلق بتقوية موقفها في أزمة ملفها النووي. اذ ان الخلافات القائمة في الوقت الحالي بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من ناحية وكل من روسيا والصين من ناحية أخرى حول التعاطي مع الاحتجاجات والثورات التي تجتاح المنطقة, خصوصا في أزمتي ليبيا وسورية, تصرف الانتباه, بدرجة ما, عن برنامج ايران النووي بشكل يمكن أن يمنح ايران مزيدا من الوقت يساعدها على تحقيق هدفين:

 أولهما, التعامل بجدية مع المشكلات التكنولوجية التي يعاني منها البرنامج النووي في الوقت الحالي خصوصا بعد نجاح فيروس "ستوكس نت" في تدمير ما يقرب من ألف جهاز طرد مركزي والحيلولة دون توسيع منشأة "ناتانز" لتخصيب اليورانيوم, بشكل أدى, على ما يبدو, الى حدوث تأخير ملحوظ في البرنامج النووي. وثانيهما, انتاج أكبر كمية ممكنة من اليورانيوم المخصب, مع ضمان عدم التعرض لعقوبات دولية في الوقت الحالي نتيجة انشغال الغرب بأزمات المنطقة, بشكل يساعد على تدعيم موقف ايران التفاوضي في حالة اجراء مباحثات جديدة مع مجموعة "5+1".

 وقد نجحت ايران فعلا في زيادة مخزونها من اليورانيوم منخفص التخصيب (بنسبة 3.5 في المئة) بما يزيد على 500 كيلو غرام في الفترة من فبراير وحتى مايو 2011 أي في الوقت الذي وصلت فيه الموجات الثورية الحالية الى ذروتها, حيث ارتفع المخزون من حوالي 3600 كيلو غرام في فبراير الماضي الى 4105 كيلو غرامات بحلول مايو الفائت. كما تمكنت ايران من زيادة كمية اليورانيوم مرتفع التخصيب (بنسبة 20 في المئة) الى حوالي 57 كيلو غراما, وأكدت عزمها نقل انتاج هذه النوعية من موقع "ناتانز" الى موقع "فوردو" تحت الأرض تجنبا للتعرض لهجمات أميركية أو اسرائيلية محتملة, مع زياد طاقة انتاجها الى ثلاثة أضعاف.

فضلا عن ذلك, فان ايران تبدو مطمئنة الى أن الموجات الثورية التي تجتاح المنطقة يمكن أن تضيف مكاسب أخرى لها, لاسيما أنها تسببت في ارتفاع أسعار النفط بشكل ملحوظ بعد أن امتدت الى دول نفطية مثل ليبيا, ووفرت فرصة للنظام الايراني لصرف الانتباه عن سوء الادارة الاقتصادية لحكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد من خلال اتهام القوى الكبرى بالمسؤولية عن المشكلات التي يواجهها الاقتصاد الايراني في الوقت الحالي.

تحديات متعددة

 هذا الارتياح الايراني الملحوظ لا يتسامح مع المعطيات الموجودة على الأرض التي تؤكد حقائق عديدة أهمها أن الانشغال الدولي بالتداعيات المحتملة للموجات الثورية الحالية لا يقلص من الاهتمام بمتابعة تطورات الملف النووي الايراني, وهو ما عكسه البيان الأخير الذي أصدرته كل من الولايات المتحدة  وفرنسا وبريطانيا وألمانيا, في 9 يونيو الفائت, بعد يوم واحد من اعلان ايران مضاعفة مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة 20 في المئة, وأكد أن تقاعس ايران المستمر عن الالتزام بمطالب الأمم المتحدة يزيد القلق الدولي من وجود أبعاد عسكرية لبرنامجها النووي.

مكمن الخطورة هنا بالنسبة لطهران يتمثل في أن هذا البيان يوجه رسالة قوية مفادها أن القوى الكبرى عازمة على الحيلولة دون نجاح ايران في الافلات ببرنامجها النووي في ظل الانشغال الدولي بتداعيات الموجات الثورية في المنطقة, وأنها لن تتوانى عن المضي قدما في فرض عقوبات أكثر شدة على ايران في حال استمرار الأخيرة في اتخاذ خطوات تصعيدية على غرار مضاعفة مخزونها من اليورانيوم المرتفع التخصيب بنسبة 20 في المئة. وقد استثمرت الولايات المتحدة الأميركية تطورين مهمين لتدعيم هذا التوجه الجديد: أولهما, المعلومات التي كشفت عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية, في 6 يونيو الفائت, والتي تشير الى أن ايران تنحو, على ما يبدو, نحو أبعاد عسكرية ضمن برنامجها النووي, حيث مارست أنشطة "غير مقبولة" منذ عام 2003 وحتى وقت قريب. وثانيهما, نجاح بعض القوى المحسوبة على المعارضة الايرانية في الكشف عن مصنع "تابا" المخصص لقطع غيار أجهزة الطرد المركزي, الذي أخفته ايران عن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 هذه التطورات الجديدة لا تحرج ايران فحسب, بل انها تضفي وجاهة خاصة على التكهنات المثارة حول وجود جوانب خفية في برنامجها النووي, كما أنها تساهم في تضييق هامش المناورة وحرية الحركة المتاح أمام حلفائها الدوليين لاسيما موسكو وبكين, بشكل يدفعهما الى التجاوب مع السياسة التي تتبناها الولايات المتحدة الأميركية, وهو ما بدا جليا في تأييدهما للبيان الأخير الذي أصدرته القوى الغربية الكبرى.

هذا الموقف الجديد الذي تبنته موسكو وبكين, والذي شكل مفاجأة لطهران, يؤشر الى امكانية حدوث تغيير نسبي في موقفيهما ازاء أزمة الملف النووي الايراني باتجاه عدم عرقلة الخطوات التصعيدية التي يتخذها الغرب لمواجهة سياسة ايران المتشددة, خصوصا في ظل حرصهما على عدم الدخول في صراعات محمومة مع واشنطن في المنطقة بعد أن وصلت الخلافات بين الطرفين الى ذروتها على خلفية معارضة موسكو وبكين للجهود التي تتبناها بعض القوى الكبرى لفرض قرار ادانة للنظام السوري من داخل مجلس الأمن بسبب السياسة القمعية التي ينتهجها للتعامل مع الاحتجاجات الداخلية التي تجتاح سورية في الوقت الحالي, وبسبب الانتقادات الشديدة التي توجهها الدولتان للعمليات العسكرية التي يقوم بها حلف الناتو في ليبيا. وقد بدت أولى مؤشرات هذا التغيير في الدعوة التي وجهتها روسيا الى ايران, خلال اللقاء الذي جمع الرئيسين الروسي ديمترى ميدفيديف والايراني محمود أحمدي نجاد على هامش قمة منظمة شنغهاي التي عقدت في العاصمة الكازاخستانية أستانة في 14 يونيو الفائت, بأن تتعامل ايران بشكل أكثر ايجابية وجدية مع مطالب مجموعة "5+1", وأن تثبت سلمية برنامجها النووي.

ومن دون شك فان ذلك لا يعني تخلي روسيا والصين عن ايران, وانما يعني حرصهما على تبني سياسة حذرة تقوم على عدم السماح لايران بايصال الأزمة الى حافة الهاوية, لأن ذلك يفرض "بدائل ضيقة" يمكن أن تنتج تداعيات سلبية على مصالحهما الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة, وهو ما يؤشر الى امكان أن تتجه الدولتان في المستقبل الى تأييد فرض مزيد من الضغوط والعقوبات الدولية على ايران أملا في أن يدفع ذلك الأخيرة الى تبني سياسة أكثر مرونة في التعامل مع مطالب المجتمع الدولي.

الملف النووي الضحية الكبرى

فضلا عن ذلك, فان نجاح ايران في استغلال الانشغال الدولي في قراءة تداعيات الثورات العربية لزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب لا يعزز موقفها كثيرا في الأزمة النووية, لاسيما في ظل وجود اطمئنان غربي الى أن الصعوبات التي يواجهها البرنامج النووي الايراني في الفترة الحالية, فضلا عن التطورات التي تشهدها المنطقة قلصت من حالة الأهمية والزخم التي حظي بها في الفترة السابقة وجعلت الوصول الى تسوية سلمية له "أمرا غير ملح" في الوقت الحالي.

هذا الاطمئنان الغربي تجاه تطورات الملف النووي الايراني بدا جليا في رد وزيرة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون على الدعوة التي وجهتها ايران لمواصلة المفاوضات في 10 مايو الفائت, حيث اعتبرت أن "الرسالة الايرانية لم تتضمن أي جديد ولا يبدو أنها تبرر عقد اجتماع جديد", ما دفع طهران الى القاء الكرة في ملعب الطرف الآخر بتأكيدها على أن الحوار مع مجموعة "5+1" يعتمد على الطرف الآخر.

كما أن الارتفاع الحالي لأسعار النفط والذي استفادت منه ايران لا ينفي أن ثمة تداعيات سلبية عديدة طالت الاقتصاد الايراني جراء العقوبات الدولية المفروضة على ايران بسبب تشددها في ملفها النووي, خصوصا أن الاجراءات الاقتصادية التي بدأت تتخذها الحكومة, مثل مشروع "ترشيد الدعم", لم تثبت فعالية بعد, فضلا عن أن التزام المجتمع الدولي بتنفيذ العقوبات الدولية الجديدة الجماعية والفردية من شأنه تعريض ايران فعلا لأزمات حقيقية لتوفير بعض السلع لمواطنيها وعلى رأسها البنزين.

ورغم أنها وضعت برنامجا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه السلعة الحيوية خلال عامين, وتراهن في الوقت نفسه على أن يساهم تشغيل مفاعل بوشهر في زيادة قدرتها الانتاجية من الكهرباء ومن ثم تقليل الاعتماد على البنزين والحد من استيراده بنسبة 40 في المئة من احتياجاتها, الا أن هذه الجهود سوف تصطدم حتما بالعقوبات الدولية والمشكلات التقنية التي ستعرقل فرص نجاحها على نحو ما حدث بالنسبة لتعطيل تشغيل مفاعل بوشهر بهدف منع, أو على الأقل, تأجيل نجاح ايران في الاستفادة من تشغيل المفاعل في انتاج الطاقة الكهرونووية كي يبقى اعتمادها أساسيا على البنزين المستورد من الخارج, ومن ثم مضاعفة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي سوف تفرض نفسها في حال تعذر الحصول عليه بالكميات المطلوبة.

ومع أن بعض الاتجاهات بدأت تتحدث عن امكان نجاح ايران في استيعاب الضغوط الدولية التي تتعرض لها, فان خطط ايران الموضوعة لتحقيق هذا الهدف لن تنتج تداعيات ايجابية قبل عامين على الأقل, بشكل تبقى معه ايران مرشحة لمواجهة توترات داخلية على خلفية الاستياء الشعبي من السياسة الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة, والذي يجد مناخا اقليميا خصبا بعد هبوب رياح التغيير على منطقة الشرق الأوسط.

توازنات إقليمية جديدة

الى جانب ذلك, فان التطورات الحالية التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط يمكن أن تنتج تداعيات سلبية عديدة على طموحات ايران الاقليمية والنووية من جهات عدة: أولها, انتفاء الصورة التي رسمتها ايران لنفسها باعتبارها "الأمة الثائرة" في المنطقة, وتقلص حالة الأهمية والزخم الذي حظي به "النموذج السياسي" الذي سعت الى ترويجه في المنطقة لصالح "النموذج التركي" الذي يعتبر أقرب النماذج للتطبيق في الدول العربية التي تسعى الى اقامة نظم ديمقراطية بعد انهيار الأنظمة السابقة. وثانيها, حرمان ايران من المزايدة على دول الاعتدال العربي فيما يتعلق بالموقف من القضية الفلسطينية تحديدا, بعد التغييرات الملحوظة في السياسة الخارجية التي بدأت تتبناها بعض هذه الدول, مثل مصر, تجاه هذه القضية تحديدا. وثالثها, انتهاء عهد الاستقطاب العربي بين دول حليفة لايران ودول معادية لها. اذ ان وصول موجات "التسونامي الثوري" الى سورية يدعم من احتمال اختفاء أهم حلفاء ايران من المشهد الاقليمي, بشكل يمكن أن يوجه ضربة قاصمة لطهران لاسيما أن البدائل المطروحة للحلول محل نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا تبدي مواقف ايجابية تجاه طهران. وحتى في حال نجاح هذا النظام في الافلات من شبح السقوط, فان ذلك لا يضمن استمراره في الالتزام بالسقوف السياسية التي يفرضها التحالف مع ايران, خصوصا أن بقاءه سيرتبط في هذه الحالة بوجود قبول دولي, وهو ما لن يحدث الا من خلال اقدام النظام على اجراء تغييرات ملموسة في سياسته الخارجية باتجاه تقليص تحالفه مع ايران والابتعاد عن لعب دور "همزة الوصل" بين الأخيرة وكل من "حزب الله" اللبناني وحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" الفلسطينيتين.

كما أن السياسة المتشددة التي انتهجتها ايران ازاء بعض الأزمات التي شهدتها الدول العربية في الفترة الأخيرة أفرزت مواقف عربية أقل تناقضا تجاه ايران, وهو ما يبدو جليا في الأزمة البحرينية تحديدا, فقد دفع تدخل ايران في الأزمة دول مجلس التعاون الخليجي الى تجاوز خلافاتها فيما يتعلق بالتعامل مع طهران وتبني موقف موحد يقوم على رفض تدخل ايران في الشؤون الداخلية واعتبار "أمن البحرين" خطا أحمر لا يمكن تجاوزه.

صفوة القول هنا أن حالة الضعف التي تنتاب الدور الاقليمي الايراني بفعل موجات "التسونامي الثوري" التي تجتاح المنطقة في الوقت الحالي يمكن أن تنتج تداعيات سلبية قوية على طموحاتها النووية. فقد حرصت ايران في السابق على تبني ما يسمي ب¯"سياسة تشبيك الملفات" التي تقوم على استثمار وجودها القوي في بعض الملفات الاقليمية كالملف العراقي والأفغاني لخدمة ملفها النووي من جهتين: أولاهما, تقوية موقفها التفاوضي مع الغرب واضفاء صعوبات عديدة على خيار توجيه ضربة عسكرية لمنشآتها النووية. وثانيتهما, الحصول على أفضل مكاسب, أمنية واقليمية وتكنولوجية, ممكنة في حالة الوصول الى تسوية سلمية للأزمة.

 وبالطبع, فان التحديات القوية التي تفرضها الموجات الثورية الحالية على تلك السياسة تفقد ايران نقاط قوة عديدة كانت تمتلكها في السابق وتدفع الغرب الى التروي في دراسة مسألة الدخول في جولة مفاوضات جديدة معها, انتظارا لما يمكن أن تسفر عنه هذه التطورات المتسارعة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط, والتي سوف تفرض حتما تغييرات جذرية في توازنات القوى في منطقة الشرق الأوسط, بشكل سوف يدفع كل الأطراف بما فيها ايران الى اعادة ترتيب أوراقها وحساباتها من جديد, وهي كلها تطورات تؤشر الى أن أزمة الملف النووي الايراني لم تعد تحظى بنفس الأهمية والزخم اللذين حظيت بهما في فترة ما قبل هبوب رياح التغيير الديمقراطي على المنطقة.

 

نظام الأسد وحكمة معاوية!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

خرجت السيدة بثينة شعبان، مستشارة الرئيس بشار الأسد، على «بي بي سي»، مهاجمةً أميركا، وتحديدا سفيرها في دمشق، بعد زيارته الأخيرة لحماه. لكن شعبان استدركت قائلة: «إن سوريا لا تريد قطع شعرة معاوية مع الإدارة الأميركية»!

فيا سبحان الله.. الآن تذكر نظام دمشق، الحليف الوثيق لإيران، معاوية وحكمته؟ الآن أصبحت حكمة معاوية ضالة نظام الأسد الذي لم يترك فرصة إلا وطمس فيها معالم معاوية، وغيره، من تاريخ سوريا؟ فإذا كان النظام، ومستشارو الرئيس، يعون حكمة معاوية، خصوصا مقولته الشهيرة «لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها»، فكان من الأولى ألا يقطع النظام الشعرة التي بينه وبين شعبه الأعزل الذي لم يطالب إلا باحترام حقوقه وحمايتها، ولو كان النظام يعي حكمة شعرة معاوية لما قتل قرابة 72 طفلا سوريا!

ولو كان النظام يؤمن بحكمة معاوية لما تمتع أهل حماه بحماية السفير الأميركي، وليس الأمن السوري، وكم كان محقا، وذكيا، أحد قراء صحيفتنا عندما كتب مخاطبا النظام السوري على موقع الصحيفة معلقا على خبر إدانة النظام لزيارة السفير الأميركي لحماه: «أليس هذا السفير الذي بذلتم الغالي والنفيس لتعيدوه إلى دمشق؟ أليس هذا السفير الذي أرسله أوباما متجاوزا الكونغرس؟». ثم يضيف القارئ: «الظاهر أن السحر انقلب على الساحر!».

مشكلة نظام دمشق أنه يتعامل مع الداخل بالأسلوب نفسه الذي استخدمه طوال أربعة عقود تقريبا؛ أي: الحيل، والوعود. كما أن النظام يتعامل مع السوريين اليوم بالأسلوب نفسه الذي اتبعه، ويتبعه، في لبنان والمنطقة: وعود، وابتزاز، وتحايل، وخلط أوراق. فنظام دمشق لم يثبت مرة أنه وفَّى بوعد قطعه، إلا في حالة نادرة، وهي الهدوء على الحدود السورية – الإسرائيلية. وعندما أراد النظام نقض ذلك الوعد، حيث قام بإرسال الفلسطينيين إلى الحدود قبل أسابيع، فإنه قدم شبه إشعار للإسرائيليين، وذلك من خلال تصريحات رامي مخلوف، الذي قال إن إسرائيل لن تنعم بالأمن إن لم ينعم به النظام السوري. عدا عن هذا الأمر، لم يتقيد نظام دمشق، وتحديدا في السنوات العشر الأخيرة، بوعد قطعه داخليا أو خارجيا!

المؤسف أن دمشق، وبالطبع سوريا كلها، غنية بالتاريخ والتجارب، والعقول، التي بمقدورها أن تصنع سوريا حضارية، وأكثر إنسانية ورحمة بمواطنيها، بل وأكثر عقلانية سياسية، وعلى غرار شعرة معاوية بن أبي سفيان، وليس بثينة شعبان. لكن النظام قرر أن يجعل سوريا مجرد قصة أخرى من قصص التنكيل والقمع بتاريخنا الحديث! فكم هو لافت الفرق بين منظر، وهيئة، القلة التي تدافع عن نظام الأسد في الإعلام الغربي اليوم، ومن يتظاهرون ضده، وتلك قصة أخرى.. لكن المراد قوله إنه لو أدرك النظام حقا حكمة معاوية لما وصل حال سوريا والسوريين إلى ما هو عليه اليوم، ولما احتمى السوريون بالسفير الأميركي، خصوصا أن السوريين كانوا ضد أميركا قلبا وقالبا يوم احتلت العراق، لكنهم اليوم يلقون الورود على سفير واشنطن في بلادهم.. فيا سبحان مبدل الأحوال!

 

لماذا هزت عروشهم بعد الانفتاح؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

خلال السنوات القليلة الماضية غير القذافي مواقفه السياسية الخارجية، وأعلن نهاية دعم الإرهاب، وشارك في الحملة على تنظيم القاعدة، وفتح ليبيا للشركات الدولية، وخصخص أبرز ثمانين شركة حكومية باعها في السوق، وكان على وشك تخصيص شركتي الحديد والهاتف الحكوميتين. ومع هذا رُجم بالطوب والرصاص، وهو الآن مختبئ في قبو ما، يقال تحت أحد المستشفيات. الرئيس المخلوع زين العابدين حقق لتونس أرقاما اقتصادية أفضل من جارتيه النفطيتين ليبيا والجزائر، ومع هذا اضطر أن يفر تحت جنح الظلام. بشار الأسد سمح لمواطنيه السوريين، المحرومين منذ ثلاثين عاما، باقتناء الكومبيوتر والفاكس والهاتف الجوال، وسمح لهم بالإنترنت والـ«فيس بوك»، وكان جزاؤه هو الآخر مظاهرات عارمة تطالب بإسقاط نظامه. لماذا؟ أعتقد بوجود ثلاثة أسباب: أولا أنها إصلاحات جاءت متأخرة جدا، وثانيا جاءت ناقصة، الثالث والأهم أنها كانت إصلاحات اقتصادية لا سياسية. فالإصلاح السياسي ضرورة لاستيعاب الناس، أما الاقتصادي فضرورة لإرضائهم.

بالنسبة للأنظمة الشمولية يبدو أن الانفتاح الجزئي أخطر عليها من الانغلاق التام، وإن لم يكن ذلك صحيحا دائما. وإشكالية الإصلاح أنه حالة مستمرة، مثل ركوب الدراجة، ومتى توقف راكبها عن إدارة عجلة الإصلاح سيقع عاجلا أم آجلا.

وربما الحالة العصية على التغيير هو القذافي لأنه شخص يصعب تغييره، يملك تفكيرا مختلفا لا يمكن التنبؤ بما سيفعله في صباح اليوم التالي. ويراهن إلى اليوم على أن العالم سيغير رأيه وسينقلب ضد الثوار، مستمتعا بفتات الأخبار مثل أن رئيس الوزراء الإيطالي يعارض كلاميا تدخل قوات الناتو، ويرى بصيص أمل في انتقاد قاله أحد وزراء الدول الاسكندنافية، وربما يتابع بشغف الجدل في الكونغرس الأميركي ضد تسليح الثوار أو ضد إشراك القوات الأميركية في هجوم قوات التحالف على قوات القذافي. لكن مهما طال زمن العراك في ليبيا الممزقة لن تعود ولن يعود إلى ما كان عليه قبل الثورة، هذا أمر مستحيل إلا بصيغة مشوهة.

وحتى لو بقي القذافي حاكما على جزء من ليبيا، وهذا أفضل خياراته التي يتمناها اليوم، فإنه سيخسر معظم أمواله التي خزنها في البنوك الغربية، وسيفقد معظم مصادر البترول التي جعلت حكومات الغرب تسمح له وجماله وأولاده أن يعيثوا في عواصمها، أو كما قال ابنه سيف، مستنكرا الذين ينتقدونه الآن، بأنهم كانوا يلعقون أحذيتنا. عندما تنفد أمواله ينفد أصدقاؤه.

بالنسبة لسوريا فإن الرئيس بشار الأسد سبق له أن أثنى على التجربة الصينية وأوحى أنه يفضلها على الروسية، على اعتبار أن النظام الصيني نجا من الانهيارات التي شملت المعسكر الشيوعي. فتح الباب السوري جزئيا، لكن حتى الذين دخلوا للاستثمار والعمل انسجاما مع دعوته اشتكوا من الفساد والانغلاق الأمني. وقد قابلت أحدهم قبل أيام، قال إنهم دعوه للعودة وإكمال مشروعه، وحصل في يومين ما فشل في إنجازه في خمس سنين ماضية دون أن يدفع رشوة أو يستجدي ضابطا. فجأة استيقظ النظام السوري والآن يحاول الآن إصلاح ما وعد به منذ عشر سنين ولم يفلح، الإصلاح الاقتصادي الجزئي. هذا لن يكون كافيا بعد أن طالت قائمة مطالب ملايين السوريين يريدون كل شيء بما في ذلك تغيير النظام.

 

«فقط في سورية»!

جميل الذيابي/الحياة

مبارزة كلامية وعراك برلماني لبناني يورِّط فيه «حزب الله» نجيب ميقاتي برئاسة حكومة ستواجه مآزق كبيرة عند مواجهة قرارات المحكمة الدولية. بلد عربي ينشطر إلى سودانين (شمالي وجنوبي) وربما يزداد انفصالاً وانقساماً في القادم من الأيام بفعل سياسات حكومة البشير. الوضع اليمني لا يزال قابلاً للانفجار في أية لحظة في ظل تعنّت الرئيس علي عبدالله صالح في افتراش السلطة، ولو كان مقطّع الأوصال ومحروق الوجه واليدين. المبادرة الخليجية ميتة وهناك من لا يزال يسوّق لها بأنها ما زالت حية وهو يعرف سلفاً أن سبب وفاتها ممارسات صالح ونظامه. النظام الإيراني يتحرك بقوة في العراق مجدداً، للتمدد منها إلى قلب المنطقة بتسهيلات من حكومة المالكي وحلفائها، وهو ما دعاها إلى عرض الأمن على العراق بعد أن شاهد الصورة الشعبية المتحركة في سورية مضطربة والأصوات تصرخ ضد «الولي الفقيه» لا معه. ليبيا جريحة ونازفة بفعل تصرفات القذافي واستمراره في الجنون والمجون. مصر «الثورة» ليست مصر التي تشاهد اليوم. هناك مزايدات ومتاجرة علنية بالعلاقات المصرية على حساب الانتخابات و «هتّيفة» الشوارع. في سورية، آلة القتل لا تفرق بين الصغير والكبير. نزوح مدن. لجوء إلى دول مجاورة. تهديد ووعيد ولا اكتراث بمن يفنى ومن يبقى، فالأهم هو بقاء النظام لو مات كل الشعب.

يحتار المراقب للشأن العربي من أين يبدأ الأسئلة الشعبية، وكيف تكون الإجابات الحكومية؟ هل يوجّه السؤال لأنظمة قمعية قاتلة، أم يجهز الإجابات بالصلاة على أرواح الأبرياء؟ كيف لوطنٍ أن يستخدم جيش الشعب لقتل الشعب بدلاً من الدفاع عنه. إنها مرحلة شعبية «بيضاء» على وجوه الشعوب العربية و «سوداء» على وجوه أنظمة عربية «بوليسية» تحاول إرعاب الناس بأزيز الرصاص والدبابات، وبصفات «مسلحين» و «متمردين». يتمسرح المسؤولون السوريون بأن خيارهم المقاومة والممانعة، ثم تنقل لنا صحيفة «معاريف» الإسرائيلية الجمعة الماضي عن رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الميجر جنرال أفيف كوخافي قوله في جلسات مغلقة إن الجيش السوري أصبح في حالة مضنية وإن سورية تخوض حرباً دموية ضد مجموعات مسلحة. مقدماً شهادة «غير مطلوبة» بأن الرئيس السوري بشار الأسد «نفذ إصلاحات مهمة للغاية، لكنه لا ينجح في وقف الاحتجاجات التي تواصل المطالبة برحيله». ومن الملاحظ أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تعبر عن صداقة حميمة لنظام الأسد، ورغبة في عدم رحيله، لا كما يدّعي نظام الأسد (الممانع)، وهو ما يذكرنا بحوار رامي مخلوف مع «نيويورك تايمز»، وتحذيره بأنه «إذا لم يكن في سورية استقرار، فمن المستحيل أن يكون هناك استقرار في إسرائيل».

وفي المقابل، يجند النظام السوري جيشاً إلكترونياً مهمته التشكيك والطعن في أي خبر، ومهاجمة المؤيدين للثورة، سواءً أكانوا سوريين أو عرباً أو آخرين، ووصفهم بأقذع الصفات، لكن أحدهم اعترف أخيراً في أحد المواقع السورية بأنه كان يفعل ما يطلب منه من الجهات الرسمية، لكنه اكتشف الحقيقة المرة أخيراً فهو يريد مثل الآخرين المطالبة بالعدالة والديموقراطية، معرباً عن ألمه وحزنه بالمشاركة في الكذب على الناس وعلى من قتلوا وسجنوا وطردوا من بيوتهم بسبب المطالبة بحقوق مشروعة.

أخيراً، قرر مجموعة من الشباب السوري على موقع «تويتر»، كتابة سطر واحد يعبر عن شيء «غير موجود» إلا في سورية، بعنوان: «فقط في سورية»، واستطاع هؤلاء الشباب أن يشاركوا بمئات الأفكار «المضحكة - المبكية» على هذه الصفحة أُورد منها التالي:

فقط في سورية: لا يشعر المواطن بالأمن إلا عندما يغيب رجال الأمن.

فقط في سورية: يضحك الرئيس ودماء الشهداء تسيل بدبابات الجيش.

فقط في سورية: نصف الشعب في السجن.

فقط في سورية: تسلب من المواطن حقوقه بحجة الممانعة والمقاومة.

فقط في سورية: تسجن لمجرد اتصالك بمحطة تلفزيونية.

فقط في سورية: كل المسلسلات التلفزيونية تشكو من سوء الوضع المعيشي في سورية، ثم أثناء الثورة يخرج الممثلون ليقولوا إن الوضع في البلاد على خير ما يرام.

فقط في سورية: هناك خمس جامعات و13 جهازاً أمنياً.

فقط في سورية ينصح الرئيس بأن يرشح نفسه لقيادة العالم بجميع قاراته.

فقط في سورية: بعد أن تسجن من دون تهمة وتعذب 12 سنة، يطلب منك أن تكتب خطاب شكر وترحم للرئيس حتى تخرج من هذا الجحيم.

فقط في سورية: يذهب جارك إلى مدرسة ابنه صباحاً، ويعود منها بعد 11 عاماً.

فقط في سورية: ينتحر مسؤولون كبار بست رصاصات في الرأس.

فقط في سورية: تقوم العصابات المسلحة بقتل المتظاهرين، ولا تقوم بقتل المؤيدين.

فقط في سورية: هناك من ذهب لصلاة الفجر منذ عشرات السنين ولم يعد حتى الآن! ما أطول صلاته؟

فقط في سورية: يشعر المواطنون بالفخر إذا لقبوا بالمندسين.

فقط في سورية: لا يحضر عضو مجلس الشعب إلا إذا كان هناك خطاب.

فقط في سورية: ناس تهتف بالروح بالدم نفديك يا رئيس.. وما عندها دم.

لا أعرف لو قام الشباب في كل الدول العربية برصد ما يحدث في تلك البلدان فقط، هل ستتغير الصورة والمفردة عما يحدث في سورية أم أنها متطابقة؟! أعتقد أن هناك قواسم مشتركة بين طريقة الحكومات العربية في إدارة الشعوب، وسيخرج من يمثّل تلك الأنظمة ويقول إن الصورة تكذب، والشعب يكذب، ووسائل الإعلام تكذب، ووحده من يمثل النظام لا يكذب.

 

مقابلة من جريدة السياسة مع عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" حسن منيمنة

افتعال أحداث أمنية لن يعيق مسار المحكمة

القرار الاتهامي تاريخياً بالنسبة إلى لبنان 

المقولة التي كان يرددها "حزب الله" بأن اتهام أي من كوادره هو اتهام للحزب كله سقطت عندما أقر نصرالله بوجود شبكة متعاملين لصالح اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية

تورط أشخاص ينتمون لـ"حزب الله" بجريمة اغتيال الحريري يفرض علينا التعامل معه بحذر

أخشى من اضطرابات أمنية إذا وجد النظام السوري نفسه في وضعٍ صعب

معرفة الحقيقة لا نريدها أن تؤدي الى مزيد من الاضطراب في البلد

كل الأحزاب التي لديها أجنحة عسكرية تكون عرضة لارتباطات مع قوى خارجية متعددة

موقف "حزب الله" من المحكمة لا يساعد باطلاق حوار حقيقي بين اللبنانيين وعليه أن تكون له قراءة مغايرة

سنتصدى بكل الوسائل السلمية لكل من يعمل على تمييع مطالب المحكمة.. وتسريب المعلومات لا يلغي مسارها

أي مشروع لأخذ البلد الى أمور ذات طابع أمني لن يؤدي الى أي نتيجة

نطالب الحكومة اللبنانية أن تلبي كل مطالب المحكمة الدولية وهذا تحد كبير لميقاتي

على سليمان وميقاتي أن يدفعا لتنفيذ قرارات المحكمة والاتفاقات الدولية

بيروت - من عمر البردان:السياسة

اعتبر وزير التربية والتعليم العالي اللبناني السابق عضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" الدكتور حسن منيمنة, أن القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تاريخي بالنسبة الى بلد مثل لبنان عانى كثيراً من الاغتيالات لشخصيات سياسية منذ بداية الحرب الأهلية في العام 1975, مشيراً الى أنه بعد جريمة استشهاد الرئيس رفيق الحريري بدأنا في مسار كشف القتلة.

منيمنة وفي حوار مع "السياسة" رأى أن تورط أشخاص ينتمون ل¯"حزب الله" في جريمة اغتيال الحريري يفرض علينا التعامل معه بحذر شديد, وقال ان معرفة الحقيقة لا نريدها أن تؤدي الى مزيد من الاضطراب في البلد, مشيراً الى أن المقولة التي كان يرددها "حزب الله" حول اتهام أي من كوادره هو اتهام للحزب كله سقطت, عندما أقر أمينه العام السيد حسن نصر الله بوجود شبكة متعاملين داخل حزبه لصالح اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية, وهذا يؤكد بأن معظم الأحزاب التي لديها أجنحة عسكرية تكون عرضة لارتباطات مع قوى خارجية متعددة. واعتبر أن موقف "حزب الله" من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لن يساعد على اطلاق حوار حقيقي بين اللبنانيين وعليه أن تكون له قراءة مغايرة تماماً بعد صدور القرار الاتهامي, مطالباً رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي أن يدفعا إلى تنفيذ قرارات المحكمة والاتفاقيات الدولية, لأن أي مشروع لأخذ البلد الى أمور طابعها أمني لن يؤدي الا الى نتيجة واحدة وهي خراب البلد. وهذا نص الحوار:

كيف قرأت صدور القرار الاتهامي, وهل يلبي طموحات المطالبين بالعدالة?

أعتبره قراراً تاريخياً بالنسبة الى لبنان الذي عانى كثيراً من الاغتيالات لشخصيات سياسية منذ بداية الحرب الأهلية في العام 1975 ولم يتم الكشف عنها, بهدف تغيير المعادلات السياسية الداخلية. أخيراً ما حدث بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أننا بدأنا في مسار كشف القتلة الفعليين بهذه الجريمة, وأعتقد أن اقرار الحقيقة واقرار العدالة, خطوة مهمة للبنان ولمستقبله, بمعنى أن نمنع وأن نوقف عملية استعمال الاغتيال السياسي واستخدام العنف كوسيلة لتغيير معادلات سياسية والامساك بالبلد عن طريق القوة والاغتيال.

 برأيك هل جاء القرار الاتهامي مقنعاً?

 في الحقيقة لم أطلع على مضمونه بعد لأنه يترافق مع شيء من السرية الى أن يتم الاعلان عنه من قبل المحكمة على الأقل بعد مرور الفترة المقدرة لمثول المتهمين أمام المحكمة. الخطوة الأولى من دون شك مهمة وأساسية بمسار هذه المحكمة.

  كيف تصف لنا مشاعرك الشخصية حيال تورط قياديين في حزب لبناني بجريمة اغتيال رجل لبناني كبير من وزن رفيق الحريري?

  عملية الاغتيال, كما كل اغتيال مرفوضة كلياً وبخاصة اذا كان بعض الأشخاص المتهمين ينتمون لحزب سياسي كبير مثل "حزب الله". هذا الواقع يفرض علينا التعامل معه بكثير من الحذر والانتباه, لأن لبنان يمر بفترة صعبة, ولاسيما أن بعض القوى السياسية تحاول أن تأخذ الوطن الى مكان آخر, الى حالة من الاضطراب المستمر, والى حالة من الصراعات المستمرة. نحن بما يخص معرفتنا للحقيقة لا نريدها أن تؤدي الى مزيد من الاضطراب في البلد, نحن نطالب بمعرفة الحقيقة ونطلب من الدولة المساهمة بمطالب المحكمة الدولية. وعلى القوى السياسية كلها بما فيها "حزب الله" أن تساهم وتساعد بالوصول الى الحقيقة وبتلبية هذه المطالب المحقة, وباقرار الاتفاقيات الدولية, انطلاقاً من ذلك يجب البحث في كيفية اخراج لبنان من تداعيات هذا القرار الاتهامي الموجه الى بعض الأفراد الذين هم أعضاء في "حزب الله". وهنا أريد لفت النظر الى المقولة التي كان يرددها "حزب الله" في الفترة الأخيرة, وهي أن اتهام أي من كوادره هو اتهام للحزب كله, فهذه المقولة سقطت في الأسبوع الماضي, عندما أقر الحزب بوجود شبكة تجسس اسرائيلية - أميركية. وفي هذه الحالة, هل يجوز أن نتهم "حزب الله" اذا اتهم بعض أعضائه بالتجسس, وهل يعقل أن يتهم "حزب الله" كله بالتجسس? طبعاً لا.. انطلاقاً من ذلك لا يمكن أن نتهم حزباً بكامله بمسؤولية هؤلاء الأفراد الذين قاموا بهذه الجريمة, كل الأحزاب التي لديها أجنحة عسكرية تكون عرضة لارتباطات وعلاقات مع قوى خارجية متعددة لتلبية حاجاتها من السلاح وغير السلاح عبر هذه العلاقات مع الأجهزة الأمنية لهذه الأحزاب بأعمال غير مقبولة, لذلك فان اتهام هذه العناصر لا يعني اتهاماً ل¯"حزب الله" كاملاً, هذا الكلام لا قيمة له اذا تعامل "حزب الله" من هذه النظرة أن باتجاه هؤلاء المتهمين, أو باتجاه التعامل الايجابي مع قرارات المحكمة الدولية.

  لكن موقف "حزب الله" معروف وهو يتهم هذه المحكمة بأنها اسرائيلية - أميركية وأكد أكثر من مرة عدم استعداده للتعاون معها?

  أتوقع أن يستمر "حزب الله" بهذا الموقف, لكن ذلك لن يساعده ولا يساعد لبنان, ولا يساعد باطلاق حوار حقيقي بين الأطراف اللبنانية لاخراج البلد من كل هذه الأزمات. وهنا آمل أن يكون ل¯"حزب الله" قراءة سياسية هادئة في ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة وفي الداخل اللبناني وأن يتعاطى بنظرة سليمة في موضوع المحكمة الدولية ويقدم خطاباً مختلفاً عن الخطاب الذي يعتمده منذ فترة. الخطاب المتشدد والرافض بالمطلق للمحكمة كما جاء في موقف السيد نصرالله, وهناك واقع بأن المحكمة الدولية انطلقت بخطواتها العملية وانطلاقاً من هذا الواقع يجب أن يتم التعاطي معها من ناحية عملية وموضوعية حتى اذا كان يريد النفاذ من هذه الأزمة وأن يحفظ مسار عودة التلاقي بين كل اللبنانيين للخروج من أزمتهم.

  ماذا سيكون موقف تيار "المستقبل" بعد صدور القرار الاتهامي?

  سبق لتيار "المستقبل" أن أعلن أنه بعد صدور القرار الاتهامي سيتعامل مع هذا القرار من خلال توجيه التهمة لأفراد بغض النظر اذا كانوا يتعاطون مع هذا الحزب أو ذاك, خصوصاً أن المتهمين ينتمون كما أعلن الى "حزب الله", وبالتالي نحن نريد متابعة المحكمة لأعمالها وصولاً الى صدور القرار الاتهامي, وهناك مصطلح يقول: "كل متهم بريء حتى ثبوت ادانته".

  هل تتوقع أن يكون للقرار الاتهامي اي تداعيات?

  في تقديري أنه اذا ذهبت مجريات تلك الأحداث في سورية الى التصعيد, أو اذا ما شعر النظام في سورية أنه قد بدا واهناً أمام حركة الاحتجاجات, فليس مستبعداً أن يعيد استخدام الورقة اللبنانية.

  ماذا تتوقع من الحكومة اللبنانية بعد صدور القرار الاتهامي?

  نطلب من الحكومة اللبنانية أن تلبي كل مطالب المحكمة الدولية. وهذا تحدٍ كبير أمام الرئيس ميقاتي وكذلك الأمر بالنسبة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي كان واضحاً جداً في خطاب القسم, في ما يتعلق بموضوع المحكمة وتنفيذ القرارات الدولية.

  هل تتصور أن رئيسي الجمهورية والحكومة يستطيعان الدفاع عن المحكمة في مجلس الوزراء?

  هذا ما يجب فعله داخل مجلس الوزراء لأن هذا الموضوع مرتبط بقسم كبير من اللبنانيين, عبر الحوار وعبر البيانات الوزارية السابقة التي أقرت بالمحكمة وبالتعامل معها وبالتالي عدا القرارات الدولية الملزمة بلبنان وعلى رئيسي الجمهورية والحكومة أن يدفعا الى تنفيذ قرارات المحكمة والاتفاقات الدولية.

  في حال لم تتجاوب الحكومة مع مطالب المحكمة, كيف سيكون موقف "14 آذار"?

  نحن سنتصدى لاي محاولة لتمييع أو لعدم التعاطي الايجابي والتنفيذ الفعلي لمتطلبات المحكمة الدولية, بالوسائل السلمية والمشروعة بالضغط عبر الرأي العام على كل من يعمل على تمييع مطالب المحكمة الدولية.

  بحسب المعطيات المتوافرة لديك, هل تجد لبنان ذاهباً الى المواجهة مع المجتمع الدولي?

  نأمل من "حزب الله" أن ينظر الى الأمور بنظرة مختلفة عما كان عليه في الفترة السابقة, لكن نحن أمام أمر واقع حقيقي. الموضوع مرهون بموقف "حزب الله" حيث لا توجد اشارة تقول انه سيعمل لمنع المواجهة مع المجتمع الدولي, وبالتالي فان كل الاشارات التي تصدر اليوم عن مسؤولي "حزب الله" تقول انه غير متهم.

  كيف تقولون إن المحكمة غير مسيسة والقرار الاتهامي سرب الى الاعلام من سنتين?

  هذه المحكمة عمرها ست سنوات, ومر عليها ثلاثة محققين, ومن بدايات التحقيق في أيام ديتليف ميليس كانت هناك نتائج تم التوصل اليها وبالتالي, فان التسريب لا يلغي صحة مسار المحكمة وعملها, ومن هنا فان حصول التسريب لا ينفي ولا يلغي مجريات التحقيق ومجريات عمل المحكمة وبالتالي هذه الحجة ساقطة. ولذا فان اتهام المحكمة بالتسييس هو مجرد كلام سياسي, واذا استمر هذا الفريق بالسلوك نفسه أو النهج ذاته سننتقل الى الحديث عن الأدلة. والطرف الذي لا يريد قبولاً بالمحكمة مهما قدمت له من أدلة سيطعن بها. حتى لو حضر الشخص الذي ارتكب الجريمة سيقولون انه يُباع ويشترى. نظام المحكمة في كل العالم لا يدار بناء لرغبة المتهم أو أصحابه. وهناك جهات تقدر صحة هذه الأدلة أو عدم صحتها.

  هل تعتقد أن الفريق الآخر المتضرر من القرار الاتهامي قد يهرب الى الأمام لافتعال مشكلات أمنية والعودة الى لغة التنوين?

  أعتقد أنها لن تقدم شيئاً. وكل تجربة بعيداً عن سلطة المحكمة حتى في المسائل السياسية لا تعطي الناس مستقبلاً بأي اخضاع, ونحن من الأساس رفضنا منطق الاخضاع, كما رفضنا التهديد. واستعمال السلاح فكيف الحال بنا مع هذه الثورات العربية ضد الظلم والاستبداد? فنحن أيضاً قادرون أن نقف ضد الظلم وأن نغلب الظلم والظالمين مهما كانت قوة هذا الظالم, صحيح أننا سندفع أثماناً باهظة ولكننا في النهاية سننتصر. وأي مشروع لأخذ البلد الى أمور ذات طابع أمني أو في سبيل الضغط لوقف المحكمة لن يؤدي الى أي نتيجة سوى الى خراب البلد وهذا لا نتمنى أن تقوم به بعض القوى. هل تعتقد أن القرار الاتهامي سيطوي صفحات الاغتيالات? أعتقد أن القرار الاتهامي سيحد من هذه الاغتيالات بشكلٍ كبير جداً, خصوصاً اذا سلكت المحكمة طريقها القانوني وأصدرت الأحكام.