المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم06  تموز/11

المزامير مزمور 8/1-10/مجد الله وكرامة الإنسان

أيها الرب سيدنا، ما أعظم اسمك في كل الأرض. تغني جلالك في السماوات أفواه الأطفال والرضع. تعززت في وجه خصومك وأخرست العدو والمنتقم. أرى السماوات صنع أصابعك والقمر والنجوم التي كونتها، فأقول: ما الإنسان حتى تذكره؟ ابن آدم حتى تفتقده؟ ولو كنت نقصته عن الملائكة قليلا، وبالمجد والكرامة كللته. سلطته على أعمال يديك، وجعلت كل شيء تحت قدميه: الغنم والبقر جميعا، وبهائم البر أيضا، وطير السماء وسمك البحر وكل ما يسير في سبل المياه. أيها الرب سيدنا، ما أعظم اسمك في كل الأرض! الأَرْضِ!

 

عناوين النشرة

*رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية: نصيحتي إلى المتهمين ان يستشيروا محاميا بأسرع وقت

*-باراك: القرار الاتهامي يحدث هزة في لبنان

*مروان حماده يخاطب بري وميقاتي وجنبلاط ونصرالله: نحن لا نضمر شرا لأحد ولكننا لا نخاف أحدا مهما اشتدت ذراعه الا الله  

*ظلم القتلة وجبن الجبناء/علي حماده/النهار

*أكثر من بتراء/راشد فايد/الشرق الأوسط

*بلمار يرد على نصرالله ويطلب منه معطياته: العاملون بمكتبي مستقلون ونزيهون وأكفاء 

*نصرالله: لن تعيقنا مؤامرة المحكمة الدولية فقد أصبحت وراءنا ولن نعود إليها

*"الأوروبي" يستبعد السيناريو العسكري /معلومات عن نشر طائرات أميركية في قبرص استعداداً لضرب سورية

*المباحث الجنائية بدأت استقصاءاتها عن عناصر "حزب الله"

*نديم الجميّل: الجلسة العامة ستكون صاخبة.. وتهديدات عون "سخافة"

*فارس سعيد: قرار اسقاط حكومة ميقاتي قد اتخذ..ومرجلة/عون مستندة إلى سلاح "حزب الله"

*كاظم الخير: ميقاتي اليوم في مواجهة المجتمع الدوليّ وجلسات الثقة ستعكس الجوّ السياسي المسيطر على البلاد 

*محمد الحجار كيف سيبررّ ميقاتي لناخبيه ولمن اجتمع وايّاهم في دار الفتوى/نطالبه بالوضوح بدل التلطي وراء جلسة اليوم  

*نعيم قاسم: المحكمة أميركيّة-إسرائيلية.. والمقاومة ستستمرّ 

*النائب علي عمار : كلمة المقاومة خرجت من فم عيسى ومريم 

*الوزير مروان شربل استدعى اللواء الحاج الى مكتبه وطلب منه عدم التصريح تحت طائلة اتخاذ العقوبات بحقّه

*تهديد مباشر لا فتنة مؤجلة/موقع تيار المستقبل

*عون يقود المواجهة ضد "سلفية" رفيق الحريري/اسعد بشارة/الجمهورية

*الشاطر حسن ... بطولة هوليوودية مطلقة/أحمد الجارالله/السياسة

*البعث السني... البعث الشيعي... البعثيون في المعمعة 1 من 2 / داود البصري/السياسة

*بعد حماه.. لا إصلاح في سوريا/طارق الحيد/الشرق الأوسط

*المعارضة السورية: الفنادق ضد الخنادق/غسان الإمام/الشرق الأوسط

*نوف تتفوق على نصر الله!/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

*كيف يضمن النظام السوري اندحاره؟/بيتر هارلينغ وروبرت مالي/الشرق الأوسط

*الكونسرفاتوار ايضا في دائرة التجاذب السياسي

*لأن الانقسام بين اللبنانيين يحسمه دائماً الخارج/نتائج الأزمة السورية تنعكس على 8 و14 آذار/اميل خوري/النهار

*التصعيد الكلامي لم يُثِرْ مخاوف أمنية جدّية/استحقاق المحكمة خارجي أكثر منه داخلي/روزانا بومنصف/النهار

*العماد عون والتحدي الكبير/غسان حجار/النهار     

*الحقيقة/اوكتافيا نصر/الشرق     

*هاربون من العدالة في لبنان/خيرالله خيرالله /ايلاف

*"لايك" الحرية/زياد ماجد/لبنان الآن

*محامي الشيطان/محمد سلام/لبنان الآن

 

تفاصيل النسرة

رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية: نصيحتي إلى المتهمين ان يستشيروا محاميا بأسرع وقت

نهارنت/منذ 48 دقيقةحض رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فرانسوا رو الثلاثاء المتهمين في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذين صدرت في حقهم مذكرات توقيف على استشارة محام "في اسرع وقت" معتبرا أن "الحل الافضل" بالنسبة اليهم هو المثول امام المحكمة. وقال رو في مقابلة مع وكالة فرانس برس خلال زيارة له إلى بيروت "هناك مذكرات توقيف، هناك أسماء يتم التداول بها - لن اعلق عليها- انا اقول فقط (...) نصيحتي الى المتهمين ان يستشيروا محاميا في اسرع وقت ممكن ليقوم بتكوين ملف من اجل نقض التهم". واضاف "مذكرة توقيف صادرة عن محكمة دولية هي امر مهم جدا. (...) اعتبارا من الآن، اعتبارا من اللحظة التي تصدر فيها مذكرات التوقيف، المتهمون لا يعودون احرارا، بل يتحولون الى هاربين". وتابع "الشخص الوحيد الذي يمكنه ان يحرر الشخص من الاتهامات الموجهة اليه وان يعيده انسانا حرا، هو محام، لا عائلة، لا حزب سياسي، لا طائفة، انما محام" مشيرا إلى أن هذا الوقت هو للدفاع. واعلن رو انه في تصرف المتهمين الذين يمكنهم الاتصال به ساعة يشاؤون، "ان بابي مفتوح، هاتفي مفتوح، يمكنهم الاتصال بي مباشرة"، مشيرا الى ان لديه لائحة محامين يفوق عددهم المئة يمكن للمتهمين ان يختاروا منها من يدافع عنهم، كما يمكنهم الاختيار من خارجها. وقال ردا على سؤال عن تشكيك حزب الله بمصداقية المحكمة، "يمكن انتقاد المحكمة في الجامعات، في الاعلام، هذا جيد. انما النقاش يجب ان يتم بشكل اساسي امام المحكمة نفسها، لان المحكمة هي التي ستقرر في نهاية المطاف"، مشددا على اهمية ارفاق الانتقادات ب"حجج قانونية". وقال "امام المحكمة، يمكن نقض المحكمة وكل العناصر التي اوردها المدعي العام. (...) الحل الافضل بالنسبة الى متهم اذا اراد الانتقاد، ان يكون حاضرا خلال محاكمته، او ان يكون ممثلا". وتسلمت السلطات اللبنانية الخميس من المحكمة الدولية اربع مذكرات توقيف في حق عناصر من حزب الله. ولم تكشف بعد المحكمة نص القرار الاتهامي. وأمام السلطات اللبنانية مهلة ثلاثين يوما (من دون العطل) لتوقيف المتهمين او الرد على المحكمة حول الاجراءات التي قامت بها لذلك، اذا لم تتمكن من توقيفهم. وأعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله السبت رفضه المحكمة وكل ما ينتج عنها من قرارات واحكام، مؤكدا ان اي حكومة لن تتمكن من توقيف المتهمين "بعد ثلاثين يوما، او ستين يوما، او ثلاثين سنة، او ثلاثمئة سنة". مصدر وكالة الصحافة

 

باراك: القرار الاتهامي يحدث هزة في لبنان

وكالات/اعتبر وزير الدفاع إيهود باراك أن تقديم لوائح اتهام ضد مسؤولين في "حزب الله" يثير هزة غير بسيطة في لبنان وقال، في مستهل اجتماع لكتلة حزبه في الكنيست:" ليس واضحاً إذا كانت الآثار الأعمق خلف هذه التحقيقات واستمرار التحقيق، لن تقود إلى ما وراء الحدود، إلى داخل سوريا، إلى قلب دائرة الحكم هناك". وأضاف باراك: "هذا الأمر فعلاً يثبت لنا مع من نعمل، وأي جيران نحن نعيش في وسطهم وإلى أي حد "حزب الله"، الذي يدّعي أنه جزء من البنية الشرعية، فيما هو حالياً جزء من البنية شبه الشرعية في الحكومة اللبنانية، فإنه في كل ما يتعلق بهذا الحزب فإنه كل شيء عدا ترتيبات الحكم الرشيد

 

مروان حماده يخاطب بري وميقاتي وجنبلاط ونصرالله: نحن لا نضمر شرا لأحد ولكننا لا نخاف أحدا مهما اشتدت ذراعه الا الله  

قال النائب مروان حمادة في مداخلة له في مناقشة البيان، وكانت المداخلة الأولى:" أتوجه الى المواطنين الأعزاء آسفاً آسفاً آسفاً. آسف للمشهد، حيث في مقاعد الحكومة بعض الضمائر الحية التي تربطني بها أواصر الصداقة والوفاء ومشاعر المودة والإحترام. وأسألهم وأنا أثمن لكل واحد منهم اعتراضه على أكثر البنود دقة في البيان الوزاري، أليس للعدالة مكان اليوم حيال الشهداء الذين هم شهداؤهم رؤساء كانوا أو زملاء أم رفاق أم مواطنين؟.

وتابع:" ألا تسألون متى وكيف ولماذا؟ آلا تنتظرون من المحكمة التي يتنكر لها مبدئياً بيانكم الوزاري جواباً على أسئلتكم؟ آسف ثانياً للمنطق الذي يسود هنا في مناقشة حكومة وتمحيص بيان سبقتهما إطلالات جليلة كبلت الفريق الحكومة ورئيسه".

وأسف حمادة " لكوننا نأخذ لبنان الى حيث يعود منه العرب، الى حكم الحزب الواحد، حزب السلاح، ولنظام شمولي تناضل الشعوب العربية وعلى رأسه الشعب السوري البطل للتحرر منه." وأعلن "مآخذنا على الحكومة قد تنطلق من طريقة تشكيلها ولا تنتهي في البيان الوزاري. تحفظنا ليس على بعض أعضائها وما تقدمت به لمجلسنا، إنما قلقنا على لبنان واللبنانيين وصيغة لبنان الأساسية وصيغته التأسيسية وطبيعته التعددية."

وقال: نحن هنا اليوم بالكاد نقوم حكومة بل نواجه سيطرة تتسلل منها الى لبنان أنماط قوى تتهاوى عند أشقائنا.

وتابع: نحن لسنا هنا لمساءلة أحد سوى الحكومة، برؤسائها الظاهرين والفعليين. نحن لم نأت هنا لتحريك مقصلة القضاء الدولي الخاص.

وأضاف:" لنا مع الحكومة بظاهرها وخفيها حساب ثقيل وباهظ حول المبدئية وخفاياها.

وقال متوجها للرئيس ميقاتي: يا ميقاتي، صديقك الحريري لم يستشهد مبدئياً. لقد اغتيال فعليا بطنين من المتفجرات ومعه كوكبة من زملائك ومواطنيك. أبشع مسلسل لأبشع الجرائم في تاريخ لبنان يوشك بعد ثلاثين عاما ونيف من اللامبالاة واللاتحقيق واللاعقاب أن ينكشف بمنفذيه وبمقرريه.

وسأل " لماذا هذه الشراسة في معارضة المحكمة فهل هي فعلا فاسدة وأميركية وإسرائيلية أم تحت إبط أحد مسلة في لبنان ومحيطه؟ لماذا كل ما صدر عنها رواية بفضولية صحافية تقوم الدنيا ولا تقعد وتسقط حكومات ويحصل تماديا في التهديد والتخوين وصولا الى الضغط على رئيس الجمهورية ويتخلى عن موقعه الوسطي وخياره التوافقي.

نطالب ميقاتي بالتخلي فورا عن الصيغة المعتمدة في اليبان حول المحكمة والعودة الى تسوية الدولة والميثاق الوطني ويحل التعاون محل المتابعة وتحزف نهائيا عبارة "مبدئياً".

إن عبارة مبدئية هي للإذعان لغير المبدأ

المحكمة ليست عدوة أحد بل هي حليفتكم لإنقاذ لبنان من براثن القتل

أيها الرئيس بري هذه المحكمة قد تكون حمتك بالأسم وهي قد تكون تحميك اليوم

أيها الرئيس ميقاتي نرجو الا تكون حكومتك بحاجة الى جهاز مماثل

للعماد ميشال عون أقول إن المجتمع الدولي الذي يسخر عليه هو الذي حماه

أقول للصديق وليد جنبلاط إن المحكمة قد تكون حمتك يوم كنت على رأس القائمة المغضوب عليهم إقليميا

ويا أيها السيد نصرالله نأمل أن نصل يوما الى اقامة محكمة من أجل فلسطين

نحن لا نضمر شرا لأحد ،ولكننا لا نخاف أحدا مهما اشتدت ذراعه، الا الله

نحن لا نتهم أحدا، ولكننا نريد ونصر أن نعلم ، وبالتأكيد قبل مهلة 300 عام ، من قتل رفيق الحريري وسائر الشهداء، بمن فيهم، وبالاذن من مديرية التوجيه، فرانسوا الحاج

إتركوا شعب لبنان يعيش، وما حدا يفكر حالو أكبر منه

أيتها الحكومة لا تتحولي الى كلنا للعمل ضد الوطن

 

ظلم القتلة وجبن الجبناء

علي حماده/النهار

اليوم تمثل "حكومة المطلوبين" برئاسة نجيب ميقاتي امام مجلس النواب لمناقشة بيانها الوزاري، ونيل الثقة. وليس ثمة ما يشير الى انها ستتعثر في المجلس لكونها ستحصل على اصوات كافية لعبور هذا الاستحقاق لتنطلق في مهماتها التي حددت قيامها: محاربة القرار الاتهامي ومحاولة عرقلة المحكمة الخاصة بلبنان، وربط الساحة اللبنانية بالقرار السياسي للنظام في سوريا ولمحور طهران – دمشق. وكل كلام غير هذا يدخل في باب النفاق السياسي الذي اعتدناه، ولا يعكس حقيقة دامغة مفادها ان لبنان يدخل السجن العربي الكبير في الوقت الذي تتحرر فيه الشعوب العربية، وفي مقدمها الشعب السوري من الستالينيات العربية، وتقدم مئات الشهداء لا بل الآلاف على مذبح الحرية والكرامة. ولعل من المؤسف حقا ان يكون بعض حاملي ارث الحرية والكرامة والثورة على الظلم في لبنان اول رافضي الانعتاق واكثر مستطيبي العيش في السجن الذي واجهه اول الشهداء كمال جنبلاط فجرى قتله برصاصات "الغدر العربي".  تمثل "حكومة المطلوبين" برئاسة ميقاتي مسارا انحداريا نحو تسليم مقدرات البلاد لـ"حزب الله"، فالسلطة يمسك بها الحزب والنظام في سوريا، ودور ميقاتي والبعض معه لا يتعدى فعل التغطية وتأمين الواجهة لحكم "حزب الله" الفعلي للبلاد لقاء المنصب والشعور الزائف بالسلطة. لم يعد في زمن "حكومة المطلوبين" دفاعات في وجه الاندفاعة الكبيرة لـ"حزب الله" لاستكمال سيطرته على القرار السياسي بكل وجوهه في لبنان. فوزراء ما يسمّى بـ"الوسطية"، معظمهم، بمن فيهم ميقاتي نفسه، لا يمثل واقعا سياسيا او شعبيا صلبا. وحده تمثيل وليد جنبلاط يعتد به، لكن اذعان الاخير الذي لا قعر له يعطل وسيعطل كل امكان للحد من سياسة وضع "حزب الله" اليد على الدولة بكل مفاصلها. من هنا خطورة هذه الحكومة التي لا تكتفي ورئيسها بالتغطية على القتلة، بل تمارس حالة من التبعية السياسية لقتلة الاستقلاليين في لبنان، ولقتلة الاطفال والنساء في سوريا. فالى أين؟

لقد قلنا منذ البداية ان هذه الحكومة جاءت من اجل حماية القتلة في لبنان وسوريا. وقتلة الاستقلاليين في لبنان ليسوا مقاومين او ابطالاً. انهم قتلة لا اكثر ولا اقل، تماما مثل قتلة الاطفال والنساء في سوريا. ونجيب ميقاتي يتحمل مسؤولية سياسية، معنوية واخلاقية لكونه ارتضى هذا الدور. ولكن هذا خياره ووحده سيتحمل تبعات ونتائج قراراته. فهو لم يأت كما يزعم منقذا للبلاد من الفتنة بل اتى نتاجاً للفتنة نفسها التي بدأت عندما جرى قتل رفيق الحريري ورفاقه وسائر شهداء الاستقلال. ومن يرَ كيف يخاطب السيد حسن نصرالله اللبنانيين وكأنه فوق البشر يدرك تماما معنى ان تتطلب مرحلة الانحدار نحو سجن "حزب الله" شخصية مثل نجيب ميقاتي لا طعم لها ولا لون.  في الخلاصة، المعركة لانقاذ لبنان من زمن القتلة طويلة. وكما أن في سوريا شعباً عظيماً يواجه ببطولة نادرة اعتى آلة قتل في المنطقة ولا يتراجع، فإننا في لبنان مدعوون الى مواجهة ظلم القتلة وجبن الجبناء على حد سواء... ولا تراجع.

تعليق من صاحب الموقع/الياس بجاني: لا خوف على لبنان ولا خوف على الحريات فيه ما دام فيه اشراف ووطنيين وسياديين وشجعان من أمثال الصحافي علي حماده. تحية من القلب له فهو بالواقع يعبر عن كل ما يتمنى قوله الحر منا وتحية كبير لأخيه الشهيد الحي مروان حماده

 

أكثر من بتراء

راشد فايد/الشرق الأوسط

استقال وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" الخمسة من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، قبل يومين من جلسة مناقشة مشروع المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فصارت"فاقدة للشرعية الدستورية" و"بتراء"، حسبما استنبط الرئيس نبيه بري، وانبرت "فوهات" 8 آذار لترداد "لادستورية لما يناقض ميثاق العيش المشترك".

لكن الميثاق لا يٌحترم بعدد الوزراء، أو بأي عدد. فسنده الأساسي هو مساحة القيم المشتركة التي تجمع اللبنانيين والمفاهيم الكبرى التي يلتقون عليها. في المعنى الأول يصبح العيش المشترك إقتساما للسلطة وتقاسما للمكاسب والمصالح، بينما هو في الثاني بحث عن مساحة قيمية واحدة يبذل الجميع لأجلها كل الامكانات من دون انتظار مردود شخصي أو طائفي.

اليوم، تنقض حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أحد أسس ترميم العيش المشترك التي أجمعت عليها طاولة الحوار الوطني، ولا يرفّ جفن لوزير فيها، أو لأحد من أولياء أمرها. على العكس، يتواقح بيان الثقة بالتحايل على البند الاجماعي الأول على طاولة الحوار الوطني، وهو المحكمة الدولية.

تنقض هذه الحكومة الميثاق مرتين. أولى، في المبنى،حين تقلص عدد مقاعد وزراء الطائفة الشيعية، وثانية فى المعنى حين تقضم أحد أعمدة العيش المشترك، وهو العدالة لشهداء لبنان، كما أقرت طاولة الحوار.

لا يفيد تخفيف ذلك قول "الحاكم بأمر الولي الفقيه" إن حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري لن تفعل أكثر مما ستفعله الحكومة الجديدة، أو محاولته الإيحاء بتنازلات خفية تعهدها. والملاحظة التي تتبادر إلى الذهن، أن من يخطئ – أو يتعمد- نسب رسالة متخيلة من صحافي إلى وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية السابق هنري كيسنجر، ومن يُحل لجنة التحقيق الدولية محل جهة أخرى أممية في امتلاك أجهزة كومبيوتر نقلت عبر الكيان الصهيوني، يمكن أن ينسب – خطأ أو عمدا- الى الرئيس سعد الحريري التزاما لم يقدمه.

في أسوأ التصورات، إذا كان هناك من التزام، فإنه يستند إلى مفهوم مختلف لما يراد لهذه الحكومة أن تنفذه. فرعاية السين – سين كانت مظلة لمتواز يواجه المحكمة بمصارحة ومسامحة ومصالحة تؤدي إلى إرساء الدولة القوية التي لا يحكمها سلاح خارج الشرعية، ولا تتحكم مقاومة سابقة في حاضرها ومستقبلها بحجة خوف من اعتداء يمكن الجيش اللبناني القوي، أن يردعه. عندها يكون لاستخدام البعض اليوم عبارة الرئيس الشهيد "لا أحد أكبر من بلده "معنى،ويكون لدمائه ثمن عال هو الاستقلال والسيادة الفعليين.

حكومة السنيورة كانت بتراء في عرف من بترها بإرادته، فما القول في حكومة تبتر ميثاق العيش المشترك من قبل أن تولد ومن قبل أن تضع بيانها الوزاري؟

 

بلمار يرد على نصرالله ويطلب منه معطياته: العاملون بمكتبي مستقلون ونزيهون وأكفاء 

 نهارنت/رأى المدعي العام الدولي لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار أن "العاملين بمكتبه "عُيِّنوا بناءً على كفاءتهم المهنية، ونزاهتهم، وخبرتهم وأنا واثق تمام الثقة في التزامهم القوي بالتوصل إلى الحقيقة" وذلك ردا على الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. ورحب بلمار بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمحكمة "بعرض السيد نصر الله تقديم الملف الذي أشار إلى وجوده لديه بشأن بعض عناصر التحقيق ويطلب الحصول على ما عرض بالفيديو في أثناء الخطاب المتلفز، إضافةً إلى أي معلومات ومستندات أخرى قد تساعد المحكمة في سعيها الجاري للتوصل إلى العدالة". وأوضح ان التحقيق "يجري وفقًا لأعلى معايير العدالة الدولية ولا تعتمد نتائجه إلا على حقائق وأدلة ذات مصداقية".

وكرر بلمار أن العاملين في مكتبه "يتصرفون باستقلالية وحسن نية في بحثهم عن الحقيقة". وتابع:"إن قاضي الإجراءات التمهيدية (دانيال فرانسين) بتصديقه قرار الاتهام في 28 حزيران 2011 قد قرر أنه مقتنع بوجود دليلٍ كافٍ لمحاكمة المتهمين في الاعتداء الذي وقع في 14 شباط 2005". وأوضح البيان أنه "قد سبق للمدعي العام أن أثبت بسعيه إلى إطلاق سراح الضباط الأربعة في نيسان من العام 2009، أنه لن يتردّد في رفض الدليل إذا لم يقتنع بمصداقيته وموثوقيته". وأضاف أن المدعي العام "لن يدخل في نقاش عام في وسائل الإعلام بشأن مصداقية التحقيق الذي أجراه أو عملية التحقيق فهذه عملية قضائية وينبغي اعتبارها كذلك". وذكر أن "المكان المناسب للطعن في التحقيق أو في الأدلة التي جُمِعت نتيجة له هو محكمة مفتوحة تعقد محاكمة تلتزم التزاما كاملا بالمعايير الدولية". ونادى بلمار "باتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتقديم المتهمين إلى العدالة" جزم أن هذه "العدالة هي ضمان الاستقرار الدائم".

 

نصرالله: لن تعيقنا مؤامرة المحكمة الدولية فقد أصبحت وراءنا ولن نعود إليها

نهارنت/رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة ألقاها باسم الأمين العام السيد حسن نصر الله، أن التجرية أثبتت أن "قرارات مجلس الأمن تجاه إسرائيل هي لذر الرماد في العيون". وأكد قاسم في مناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن "المقاومة أدت إلى خروج إسرائيل ذليلة من لبنان"، قائلا: "من سطر التاريخ والحاضر بمقاومته لإسرائيل، لن تعيقه المؤامرة الأميركية الإسرائيلية المسماة محكمة دولية فقد أصبحت وراءنا ولن نعود إليها". وسأل نصر الله في كلمته التي ألقاها قاسم ، قوى الرابع عشر من آذار "هل أفجعكم الخروج من السلطة إلى هذه الدرجة ، وهل تعتقدون أن المسار الإسرائيلي الأميركي سينفعكم". وتوجه إليهم قائلا: "اتقوا الله ونحن لن ننجر إلى ما تريدون ، وسنئد الفتنة وستسمر المقاومة شامخة عزيزة وعلى الله الإتكال". هذا ورأى نصر الله أن "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تستهدف المقاومة بعد عجز إسرائيل في عدوان 2006"، معتبرا أنها "جزء من رسم كيان الشرق الأوسط الجديد

 

"الأوروبي" يستبعد السيناريو العسكري /معلومات عن نشر طائرات أميركية في قبرص استعداداً لضرب سورية

 أنقرة, بروكسل - أ ش أ: كشفت مصادر تركية, أمس, أن الولايات المتحدة تخطط لنشر طائرات مروحية مقاتلة في قبرص, مرجحة أن تكون في إطار الاستعدادات لضرب سورية.

وذكرت صحيفة "زمان" التركية أن واشنطن أجرت محادثات خلال الأيام القليلة الماضية مع الحكومة القبرصية للسماح بنشر طائرات مروحية مقاتلة على أراضي قبرص.

ونقلت الصحيفة عن وسائل الإعلام القبرصية أن الولايات المتحدة تستعد للقيام بعمليات عسكرية جديدة في المنطقة, من خلال طلبها السماح بنشر طائرات مروحية في قاعدتي لارناكا وباف القبرصيتين, مشيرة إلى أن فريقاً من قيادة القوة الجوية الأميركية يتابع تطورات الموضوع, وتساءلت عما إذا كان الطلب الأميركي سببه القيام بمناورة عسكرية في المنطقة أو شن حرب ضد دولة قد تكون سورية, بهدف منع وقوع حرب داخلية فيها مثلما يحدث في ليبيا. في سياق متصل, أكد مايكل مان المتحدث الرسمي باسم الممثلية العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي, أمس, أنه لا أحد تحدث الآن عن تدخل عسكري محتمل في سورية. وخلال ندوة عن العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي في بروكسل, قال المتحدث باسم أشتون انه لم يسمع بأي حديث عن تدخل عسكري في سورية, وأن الاتحاد الأوروبي ليس طرفاً في ذلك على الإطلاق. وعما إذا كان الاتحاد يطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي, قال مايكل مان ان "الأوروبي" اتخذ اجراءات تصعيدية وعقوبات ضد النظام السوري, سواء فيما يتعلق بحظر سفر بعض أفراد النظام أو تجميد أرصدة مالية. وأضاف "نحن نعتقد ان الوضع خطير للغاية في سورية وليس مقبولاً ان تستخدم الأنظمة القوة ضد مواطنيها, ولكن لا يمكن مقارنة الوضع في سورية بالوضع في ليبيا, فبالنسبة لليبيا الجميع يطالبون القذافي بالتنحي, ولكنني لا أعتقد أننا وصلنا إلى هذه النقطة مع سورية, ونأمل أن يتمكن السوريون من تحقيق الاصلاح".

 

المباحث الجنائية بدأت استقصاءاتها عن عناصر "حزب الله"

السياسة/توسعت دائرة التساؤلات عما إذا كان كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي اطلقه السبت الفائت يعكس الرؤية الحكومية ومقاربة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي للتعاطي مع المحكمة الدولية, وهو أمر اذا ما تبين انه واقعي, فهو سيدخل لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي غير محسومة نتائجها وفق ما اشارت اوساط نيابية في المعارضة, أبدت خشية من وضع لبنان برمته في مواجهة كهذه سيدفع ثمنها عقوبات على اكثر من مستوى? وسألت الأوساط عن الرد الغربي على مواقف حكومة ميقاتي الذي تنتظر كلامه في جلسات الثقة بدءاً من اليوم, لتبني في ضوئها مواقفها من التعاطي مع هذه الحكومة. أما على المستوى الاجرائي, فذكرت "وكالة الأنباء المركزية" نقلاً من مصادر موثوقة, أمس, ان المباحث الجنائية المكلفة تنفيذ مذكرات التبليغ الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري, بدأت مرحلة الاستقصاءات لمعرفة مكان وجود المطلوبين الاربعة الذين ينتمون إلى "حزب الله" ضمن مهلة 30 يوماً, ستبلغ بعدها المحكمة بالنتيجة, على ان يصار في ما بعد, وإذا لم يتمكن لبنان من جلب هؤلاء, الى التبليغ بالنشر مدة 30 يوما اضافية, توازيا مع مذكرات تبليغ الى دول اخرى. وتوقعت ان تبدأ جلسات المحاكمة الدولية اعتبارات من أكتوبر المقبل.

 

نديم الجميّل: الجلسة العامة ستكون صاخبة.. وتهديدات عون "سخافة"

أكّد عضو كتلة "الكتائب اللبنانيّة" النائب نديم الجميّل  أنّ "جلسة مجلس النواب اليوم ستكون صاخبة وحادة"، مشددًا في هذا السياق على أنّ قوى المعارضة ستخوض "مواجهة تهدف إلى وقف التدخل السوري والايراني في لبنان".  الجميل، وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" لفت إلى أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي "ليست آتية فقط من اجل وقف عمل المحكمة الخاصة بلبنان، بل من اجل تنفيذ سياسة ايران وسوريا ومشروعهما في لبنان".  وعن نيل الحكومة الثقة البرلمانية أجاب الجميل: "فلننتظر الى يوم الخميس ولا نستبق الامور"، قائلاً: "فلنتذكر أنّ رئيس الحكومة السابق عمر كرامي عندما دخل الى المجلس النيابي في شباط 2005 لم يكن احد يعرف انه سيخرج رئيس حكومة مستقيلاً"، وأضاف: "سنكون مستعدّين إلى أقصى حد من أجل مواجهة هذه الحكومة".  وفي معرض ردّه على اتهام رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون قوى"14 آذار" بتخريب لبنان، قال الجميل:"فليسمح لنا، هو (عون) من دخل القفص ووضع نفسه في سجن "حزب الله"، وتهديداته ما هي إلا سخافة بالتعاطي مع الآخر".  (رصد NOW Lebanon)

 

سعيد: قرار اسقاط حكومة ميقاتي قد اتخذ..ومرجلة

عون مستندة إلى سلاح "حزب الله"

اعتبر منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد أن "جلسة الثقة اليوم هي جلسة مهمة لأن نواب "14 آذار" الذين يمثلون شريحة واسعة من اللبنانيين، سيعترضون على ما يجري في لبنان من استخدام الشرعية اللبنانية لمواجهة الشرعية الدولية". سعيد وفي تريح لمحطة الـ"lbc" لفت إلى أن "هناك من يريد ان يسخف هذه الجلسة، ويقول إن ما ستشهده هو نوع من العروض، وإن الثقة ستأخذها هذه الحكومة، ولكن هناك مواقف ستؤخذ تحت قبة البرلمان"، مؤكداً أن "اسقاط حكومة الرئيس (نجيب) ميقاتي هو قرار اتخذته المعارضة، ولن يكون ذلك بضربة قاضية بل بتسجيل النقاط".  وإذ شدد على أن "قيمة هذه الجلسات هي قيمة سياسية بامتياز"، أوضح سعيد أن "ما يهدد لبنان اليوم هو أن هناك فريقاً تحت عنوان أمن المقاومة، وضع يده على البلد، وفرض ما يريده"، معرباً عن اعتقاده بـ"أن "المرجلة" التي يبديها (رئيس تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال) عون بإتكاله على سلاح حزب الله، لن تؤدي إلى أي نتائج". وختم سعيد قائلاً "ان المطلوب من (الرئيس نجيب) ميقاتي أن يلتزم بتنفيذ الخطوات العملية للمحكمة الدولية (الخاصة بلبنان) وليس أن يحترم ذلك فقط"، معرباً عن اعتقاده بأن "الرئيس ميقاتي مربك حالياً، لان ما قاله البارحة من خلال مكتبه الاعلامي هو مغاير تماماً لما أعلنه في بيانه الوزاري". (رصد NOW Lebanon )

 

كاظم الخير: ميقاتي اليوم في مواجهة المجتمع الدوليّ وجلسات الثقة ستعكس الجوّ السياسي المسيطر على البلاد 

موقع 14 آذار/:باتريسيا متّى: وصف عضو كتلة المستقبل النيابية كاظم الخير اجتماع البريستول الذي عقدته قوى الرابع عشر من آذار لمواكبة صدور القرار الاتهامي بنقطة انطلاق المعارضة وفق الشكل والمنطق الذي نؤمن به" معتبراً أن "الحكومة الحالية هي في مواجهة المجتمع الدوليّ الذي أصدر القرار الاتهامي".

الخير لفت في تصريح خاص أدلى به لموقع " 14 آذار "الالكتروني أنه "في حال قررّت الحكومة جرّ البلاد الى مواجهة المجتمع الدوليّ من خلال التنصل من المسؤولية الدولية والعدالة فستجدنا في صلب صفوف المعارضة الشرسة التي لا تتراجع قيد أنملة عن خوض المعارك للوصول الى الهدف المنشود" مؤكدّاً أن "معارضتنا هي معرضة بناءة وبرلمانية رافضة لكلّ ما يتصلّ بالفتنة أو الصراع الأمني". كما أشار الى أن "خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد احتوى على العديد من النقاط والأمور التي وصفها ( نصرالله) بالبراهين انّما التي لا تؤثر على مسار المحكمة الدولية" مفضلاًّ "انتظار صدور الأدلة والبراهين التي يحتويها القرار الاتهامي للتصرّف على أساسها ولا يمكن مواجهة نصرالله الا وفق مضمون القرار كاملاً وليس فقط مذكرات التوقيف".

هذا وتطرّق الخير الى مسألة توظيف القرار سياسيّاً التي أثيرت من قبل 8 آذار وحزب الله بلسان أمينه العام، فاعتبره "كلام فارغ لأن القاصي والداني يدرك جيّداً أن اسقاط الحكومة كان بسبب القرار الاتهامي وتمّ تشكيل أخرى بعد خمسة أشهر من التعطيل بعد استشعار مشكليها بقرب صدور القرار اضافة الى أنه قد تمّ صياغة البيان الوزاري بسبب صدور القرار الاتهامي" واصفاً "الكلام بالافتراء الغير مقبول لأن 8 آذار هو من يبني المواقف والتحركات وفق القرار والعدالة الدوليّة وليس الأخير من يدخل في متهات السياسة ليضرب الحكومة".

أما فيما خصّ جلسات الثقة، رأى الخير أن "جلسات الثقة ومناقشة البيان الوزاري ستعكس الجوّ السياسي العام المسيطر على لبنان انّما ضمن حقنا الديمقراطي في ابداء الرأي".

وردا على سؤال، قال:" نحن منذ الأساس متتمسكين بحقنا الديمقراطي البرلماني وقد رفضنا الحكومة من الأساس لأنها غير ديمقراطية ودستورية لأنها أتت بطريقة ملتوية ونطالب اليوم باسقاط الحكومة والاحتكام الى الشعب، مصدر السلطات لاجراء انتخابات نيابية مبكرة تعيد حسم الأمور من جديد".

وعن تخيير 14 آذار الرئيس ميقاتي بين الالتزام بالقرارات الدوليّة أو الرحيل، شددّ الخير على أنها "مسألة تخصّ دولة الرئيس لأنه من أكدّ الالتزام بالثوابت التي صدرت من دار الافتاء ويكفي مقارنة بيانَي دار الفتوى والبيان الوزاري ليعرف الجميع أننا لا نتجنى عليه ولا نظلمه في ظلّ التناقض المسيطر على كلامه بين بيان دار الفتوى حيث وافق عليه وشارك في صياغته والبيان الوزاري الحالي".

وفيما خصّ دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي للعودة الى الحوار كحلّ نهائي، ذكّر الخير بأننا "أول من طالب بالحوار قبل الاصطدام بحائط مسدود ولم نلق تجاوبا"، أما وقد وصلنا اليوم الى نقطة اللاعودة والى المرحلة التي تساهم الحكومة في تعميق الشرخ بين اللبنانيين عبر مواقفها كلّما كان الحوار أصعب فأصعب" متمنيّاً الا "نبلغ المرحلة التي لا ينفع فيها الحوار داخل لبنان حيث نحتاج الى حلّ شبيه باتفاق الطائف أو الدوحة ".

 

محمد الحجار كيف سيبررّ ميقاتي لناخبيه ولمن اجتمع وايّاهم في دار الفتوى؟...

نطالبه  بالوضوح بدل التلطي وراء الشعارات... ولن ننجرّ لأسلوب 8 آذار على قياس "طهّر نيعك" في جلسة اليوم  

موقع 14 آذا/باتريسيا متّى

أشار عضو كتلة المستقبل النيابية محمد الحجار الى أن "لقاء قوى 14 آذار الذي عقد أوّل من أمس في فندق البريستول قد أتى بعد سلسلة مواقف أدلى بها فرقاء الرابع عشر من آذار أثر صدور القرار الاتهامي" لافتاً الى أن "المقصود من الاجتماع كان خلق مشهدية جامعة لكل من جهد وعمل لبلوغ الحقيقة والعدالة بعيداً عن الحقد والثأر والانتقام ولاصدار موقف واحد يواكب القرار الاتهامي قبل عقد جلسات مناقشة البيان الوزاري".

الحجار الذي شددّ في حديث خاص أدلى به لموقع " 14 "آذار الالكتروني أن "هدف لقاء البريستول هو تحديد مسار سياسي للمرحلة القادمة"، اعتبر أن "المطلوب كان ترجمة الموقف الى خطوة سياسية باتجاه التأكيد على ضرورة انهاء حقبة الافلات من العقاب والدخول بأخرى بدأ العمل بها منذ 30 حزيران، تاريخ صدور القرار الاتهامي" مشددّاً على أن "حملتنا تعني وتشمل كلّ لبناني طالب ويطالب بالحرية والعدالة في هذا البلد للتأكيد على أن الحقيقة والعدالة هي وحدها ضمانة استقرار واستمرار لبنان بالقيم التي وجد من أجلها".

وردّاً على كلام الرئيس نجيب ميقاتي الأخير الصادر عن مكتبه الاعلامي الذي اتهم فيه قوى 14 آذار بالتضليل معتبراً ان الكلّ يعرف من عمل على تسوية على حساب دم الشهداء، قال الحجار:"كنت أنتظر من الرئيس نجيب ميقاتي أن يطلق موقف آخر يوّضح فيه موقفه من خارطة الطريق التي وضعها السيد نصرالله في اطلالته الأخيرة له ولحكومته" معتبراً أن أمين عام حزب الله قد حسم الأمر بأن الحكومة لن تسلّم المشتبه بهم وفلنذهب الى محاكمة غيابيّة ولكلّ حادث حديث" مشيراً الى أن "نصرالله أوضح أنه بوجود السلاح معه لا يمكن لأحد التحرك أو التوجه الى المتهمين" ولافتاً الى أنه يقصد "المقصود هو أنه سيتم العمل على وضع المزيد من العراقيل بوجه المحكمة بدءاً من وقف التمويل وصولاً الى سحب القضاة اللبنانيين وأمور أخرى احتفظ بها لنفسه".

كما توجه الحجار للرئيس ميقاتي قائلاً:"لا يجب التلطي وراء مواقف ضبابية بل يجب أن يتسّم الموقف بالوضوح وأن يكون بعيد عن الدوران حول المواقف الحاسمة المطلوبة والالتفاف حولها تحت شعارات ومقولات تصدر عنه أم عبر مصادر تابعة له تضرب بعرض الحائط المحكمة الدولية الدوليّة والعدالة والعقاب بحقّ القتلة والمجرمين اضافة الى أصوات اللبنانيين الذين أوصلوه الى المجلس النيابي"، فهو "ترشح ضمن لائحة من أولويات برنامجها الانتخابي المحكمة الدولية والعدالة".

كما تساءل الحجار:"ماذا سيقول دولته لناخبيه؟ ولمن اجتمع وايّاهم في دار الفتوى عند صدور وثيقة المسلمات الوطنية والاسلامية التي أعلنت الالتزام بالمحكمة والعدالة وعدم عرقلة مسارهما؟

وتابع في السياق نفسه مشيراً الى أن "المطلوب من الرئيس ميقاتي موقف واضح ينسجم مع ما أعلنه في الانتحابات ودار الفتوى ونحن بانتظار سماع اجابات منه على هذه التساؤلات اليوم بدل التلطي وراء مواقف وشعارات لا تفيد لأن الجميع يعلم أن البيان الوزاري تضمن موقفاً ملتبساً وغامضاً وحمّال أوجه".

واذ رأى الحجار أن "موقف رئيس الحكومة الأخير ينمّ عن انسجام كامل مع حزب الله في وقت كنا ننتظر منه موقف "يردّ فيه على السيّد حسن الذي وضعه وحكومته تحت عباءته آخذاً لبنان الى المواجهة مع المجتمع الدولي والشرعية العربية والدولية، لفت الى أن عدم تحديده موقفا واضحا اليوم يعبر فيه عن التزامه الكامل بالمحكمة الدولية يعني بدء مرحلة اسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عبر ممارسة للعمل اليدقرايط ".

أمّا حول جلسة مناقشة البيان الوزاري، قال الحجار:"انطلاقاً من تمسكّنا ببقاء لبنان على قيم الحريّة والديمقراطية التي وجد من أجلها، ستحكم كلمات نواب 14 آذار عنوانين أساسيين يتمثلان بالمحكمة والعدالة ورفض السلاح الميليشياوي مصرّين على الحديث بالسياسة بشكل مباشر وفق ما تسمح به الممارسة السياسية النظيفة بعيداً عن استعمال عبارات القبح والذم التي لا تمت الى ثقافتنا السياسية وشيمنا بصلة بل لطالما برع فيها الفريق الآخر ".

وختم الحجار:"البعض يتوقع أن تكون الجلسات ساخنة لأن هناك من يقول بأن الطرف الآخر يتحضّر لاستعمال عبارات على قياس " طهّر نيعك" التي سمعناها في جلسات المناقشة السابقة" مؤكداً أننا "لن ننجر الى مثل هذا الأسلوب بل نتأمل ونتمنى أن يشاركنا الآخرون في اقتناص الكلام السياسي المباشر والصريح انّما اللائق".

 

نعيم قاسم: المحكمة أميركيّة-إسرائيلية.. والمقاومة ستستمرّ 

وكالات/رأى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أنّ "مسار المحكمة (الدوليّة الخاصة بلبنان) أميركي- إسرائيلي عدواني وهي مخصّصة لطمس الحقيقة ومسيّسة بإجراءاتها واستهدفت سوريا والضباط الاربعة ظلماً لسنوات أربعة وهي تستهدف اليوم المقاومة". وأضاف: "انكشفت أهداف المحكمة بالكامل من خلال ما قدمناه خلال سنتين سابقتين وهي تهدف إلى رسم خارطة الشرق الاوسط وإراحة إسرائيل". قاسم، وفي كلمة له في الذكرى السنوية الأولى لرحيل العلاّمة السيد محمد حسين فضل الله، قال: "من سطّر التاريخ والحاضر بمقاومته وجهاده لطرد اسرائيل لن تعيقه المؤامرة الاميركية الاسرائيليّة التي اصبحت وراءنا ولا عودة لها"، معتبرًا أنّ "اللبنانيين اختاروا حكومتهم برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي وهي ستعمل لمصلحة لبنان، ولن ينفع الصراخ ضد المقاومة والحكومة"، وقال متوجهًا إلى قوى "14 آذار": "راجعوا سياستكم التي أخرجتكم من السلطة بالإرادة الشعبية، ولو دامت لغيركم لما آلت اليكم ومن ثم خسرتموها". وسأل قاسم: "هل أفجعكم الخروج من السلطة إلى هذه الدرجة وهل السلطة أهم من البلد، وهل المسار الاميركي الاسرائيلي ينفعكم؟"، خاتمًا بالقول: "نحن لن ننجر إلى ما تريدون وسوف نوئد الفتنة وستستمر المقاومة عزيزة". 

 

علي عمار يستخدم الله والأنبياء ويقبل حذاء "مقاوم" لم يسمه ولكن يعتقد بأنه مصطفى بدر الدين

بقال نت/بدأ النائب علي عمار كلامه بالدعاء، ومن ثم قال : إسمحوا لي أن أستحضر الله في كلامي، لأنه الأفضل لاستحضار المودة". ومن ثم قدم "درسا" دينياً لينتهي الى أن " السياسة من فروض الله". وبناء عليه، بدأ بتقييم الحكومة بدءا برئيسها وصولا الى الوزراء. فقال: هل أن نجيب ميقاتي قد انتسب الى حزب الله وليس عندي خبر بذلك، وأنا من شبيت وترعرعت في هذا الحزب ؟" تابع: هل أن سمير مقبل تقدم بطلب انتساب الى خلية من هذا الحزب؟ وأضاف: هل فعل ذلك آل صحناوي ونحاس وشربل؟ وتوجه الى أبناء المناطق اللبنانية متسائلا عما إذا كان هؤلاء وغابي ليون يرتدون اللون الأسود؟ وأشار الى أن اللون الأسود لو كان مزعجا الى هذا الحد، فإن قلنسوة كل الأنبياء كانت سوداء.

وبدأ الإستشهاد بـ"سيدي علي ". وقال: محمد كان مقاوما وعيسى كان مقاوما وموسى كان مقاوما وابراهيم كان مقاوما."

وأضاف:" حتى مريم البتول، عندما وضعت ابنها ، تكلم ابنها، وصدرت من فمه كلمة المقاومة." وأضاف: لو عدت الى الوراء، لوجدت أن الإمام موسى الصدر( ومه بحسب عمار بدأت المقاومة) جلد من الجميع." وقال: "هذه المقاومة ، من يومها الأول، وهي تتعرض للإعدام، من الإسرائيلي والأميركي. نحن لنا عدو واحد، وانتم يا أخوان لستم أعداء لنا. إن عدونا هو الأمريكي والإسرائيلي." في العام 1882 خرج فارسا من حركة أمل، فأربك العدو ، مما جعلهم يحتارون في التعامل معه، حتى أصيب في قدمه- وهو لا يزال يعاني من ذلك- ونقل  الى المستشفى. إن روحي فداء نعله(عددها مرات ومرات)- يعتقد بأنه يتحدث عن مصطفى بدر الدين، المتهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولكنه عندما دعي الى تسميته رفض قائلا بأنه "موصى بألا يفعل." وهنا رجع الى العام 1976 وطريقة استدعاء السوري. ومن ثم تحدث عن الحكومات التي تركزت في لبنان، من العام 1992 حتى 2005، ركبت بالتفاهم مع الوجود السوري، وركب يومها "كارتيل" مهم جدا، ولم نكن نستطيع أن نجاري بطرس حرب ونسيب لحود ونايلة معوض بالحملة على الرئيس رفيق الحريري، وهناك من احتج على نخيل طريق جونية. وقال: إن أكثر من تضرر من هذا الكارتيل ، هم اصحاب القمصان السود. وأضاف: ما كان يهدئ غازي كنعان. ما قاله هنا يحيى شمص عن غازي كنعان، يشيب الشعر، ولم يتحرك أحد. وتابع: هل التمديد للحود حرام والتمديد للهراوي حلال." وأشار الى أن علاقة مميزة عقدت بين الحريري ونصرالله. وقال: اغتيل الحريري، في جريمة نكراء، لا توازيها جريمة، من حيث التقنية والوحشية." واستدعى الى مراجعة الإعلام الإسرائيلي يومها وقال إنه لن يتحدث عن الصور التي رفعت وما قيل، لأنه "موصى بذلك". وتابع: هناك قتيلان في 14 شباط . القتيل الأول رفيق الحريري. هو ليس قتيلا عاديا، وهو ليس بحجم طائفة وبحجم وطن، بل بحجم أمة، ولم يقتل بصاعق كهربائي، ولا سيارة صدمته. ولكن الحلقة الثانية _ ولأنني موصى لن أتكلم( قال له بري: حاج تقول موصى، هلكتني بموسى) – فهل ما حصل في في حرب تموز من قتلى ومجازر ، يمكن أن يمر هكذا؟

وقال: إن أحكام المحكمة لم تعد نافذة لأن أحكام تل أبيب عليها." وتابع: أنا آسف يا صديقي مروان أن المقاومة لم تسقط في تموز. يومها كان قرار الإعدام. أنا أكيد لو سقطت المقاومة لم يعد هناك لا محكمة ولا قرارا اتهامي، لأن كل السيناريو للوصول الى هنا. وما سقطت المقاومة في افخاخ الفتن التي يتم تحريكها من طنجة الى عدن، الى العراق ، الى سورية ، الى فلسطين.

 

الوزير مروان شربل استدعى اللواء الحاج الى مكتبه وطلب منه عدم التصريح تحت طائلة اتخاذ العقوبات بحقّه

اشارت صحيفة "اللواء" الى أن "وزير الداخلية والبلديات مروان شربل استدعى أمس إلى مكتبه اللواء علي الحاج"، وطلب إليه "عدم الإدلاء بأي تصريح، عملاً بموجبات وضعه كضابط موضوع بالتصرُّف، تحت طائلة اتخاذ العقوبات المسلكية والقانونية بحقّه، وذلك على خلفية المواقف والتصريحات التي أدلى بها الحاج بعد صدور القرار الإتهامي

 

تهديد مباشر لا فتنة مؤجلة 

 موقع تيار المستقبل/ اغتيل رفيق الحريري في 14 شباط 2005. لم يخرج أهله ومن ينتسب إليه في السياسة الى الشارع شاهرين الدم والنار في وجه أحد، لا فرداً ولا طائفة.

في 16 آذار 1977، اغتيل كمال جنبلاط، وما كاد الخبر يذاع حتى ابتلي الجبل بفتنة طائفية درزية – مارونية، شقت درباً للتهجير لم تستكمل العودة منه الى اليوم. بين الإغتيالين، مرّ اغتيال بشير الجميّل في 14 أيلول 1982 فوقعت فتنة مسيحية – فلسطينية حفرت الى اليوم على جبين اللبنانيين جميعاً عار الاعتداء على عزّل. يصر البعض اليوم على أن قرار المحكمة الدولية مسيّساً وسيؤدي الى فتنة سنّية – شيعية، لأن الاتهام يطال عناصر من عديد حزب الله أو قيادته،كما أقر أمينه العام. نظرياً هناك احتمالان للفتنة: الأوّل أن يطلقها السّنة، لكونهم "أولياء الدم"، والثاني أن يتولى إشعالها "حزب الله" تمرداً على "مظلومية" تلحق به حسب زعمه، ويريد أن يعممها على كل الشيعة. لكن الوقائع تكذّب الاحتمال الأول. فليس لدى "أولياء الدم" سلاح مقاتل من جهة، ولمعرفتهم أن لا قوة محلية يمكن أن توازن وتوازي الـ40 ألف صاروخ اضافة الى ما يمكن ان توفره الجمهورية الاسلامية في ايران من إضافات لذراعها الاسلامي في لبنان. أما الاحتمال الثاني ففيه وجهان: واحد يقول إن المتهم يمكنه الرد عن طريق المحكمة، أو تجاهل اتهامها بحكم قوة الأمر الواقع التي يتمتع بها الحزب ويدير بها البلاد بالطول والعرض، ولا يهمه في ذلك أي رد فعل. والثاني يؤشر إلى أنه (المتهم)إقتنص لحظة القرارالاتهامي لإشهار وضع يده على مجريات الحياة في البلاد، "يعرف الإسرائيلي أن أي توتير داخلي (لبناني) هو خدمة له بمعزل عن مسؤولية أي طرف في هذا الأمر". هذا ما قاله الأمين العام بنفسه، وهو يريد أن يلغي المحكمة من أساسها جاعلاً منها منبرا اسرائيليا أميركيا لايمكن مناقشته، ومن المتهمين أبرياء لا يمكن محاكمتهم بعد 300 سنة ولو لم يثبت العكس . بمعنى آخر، ليس للمحكمة سوى أن تقفل أبوابها، من دون نقاش في هوية المتهمين أو في الأدلة، وإن كان الثمن فتنة مذهبية، يخيف اللبنانيين بها من يملك القدرة على إسقاط السلم الأهلي. للتذكير، فإن التلويح بالفتنة لم يرد إلا على ألسنة الامين العام ومؤيديه وحلفائه وهو اليوم يطمئننا إلى أنها لن تقع.إستنادا إلام توقعها واستنادا إلام يستبعدها اليوم؟لاأحد سواه يدري لان من جاء بالفتنة قادر على إخراجها ومن أشعل النيران يطفئها. شكر الله سعيكم ،على قول التونسي الذي سئم تمنين زين العابدين بن علي شعبه بأنه أمضى سنين عمره في خدمته المزعومة.

 

عون يقود المواجهة ضد "سلفية" رفيق الحريري

اسعد بشارة/الجمهورية

في وقت لا تزال حرب حزب الله على المحكمة الدولية في بدايتها، سارع العماد عون الى رفع شارة الانتصار مستبقاً مضمون القرار الاتهامي والمحاكمة والأحكام.

ويحق للعماد عون ان يعلن بنفسه الانتصار، وذلك لخبرته الرفيعة في خسارة المعارك الرابحة، وفي الفوز بالمعارك الخاسرة، ولأن طبائع الجنرال لا تحتمل الاعتراف بنتائج المعارك، حتى ولو كانت هذه النتائج تقارب الكوارث. وربما يعطى عون بعض الأسباب التخفيفية في مادة سوء القراءة، لانه لم يدفع يوما من رصيده الشخصي ثمن الهزائم، بل كان يدفعها الجمهور الطائع الذي مشى وراء القائد في أواخر الثمانينيات، من دون ان يسائل او يحاسب، فقرر تتويج الجنرال على هيئة نبي لا يخطئ، وسلّمه التأييد والثقة ضمن قناعة غيبية بأن الجنرال يدري ماذا يفعل، وبأن لديه وحده المعطيات التي لا تسمح للجمهور بإزعاجه بالأسئلة السخيفة، وإلهائه عن مهمته المقدسة في برج القيادة.

وهذا الجمهور الطيّب الذي يضع عون في موقع العصمة، يستعد اليوم للمشي خلف الجنرال في معركته الجديدة، معركة مواجهة المحكمة الدولية، وهي مواجهة تكتب أبعادا أكثر خطورة من المعارك السابقة، نظرا لأن هذه المحكمة لن تحاكم فقط المتهمين بقتل الزعيم السلفي الاول في العالم الاسلامي رفيق الحريري (اللي رَيّحونا مِنّو، حسب تعبير الأدبيات العونية الشعبية المستحدثة بعد العام 2005)، بل ستحاكم أيضاً المجموعة ذاتها التي اغتالت السلفي الأكبر وبعض السلفيين المسيحيين غير المأسوف على استشهادهم، وفي طليعتهم بيار الجميل وجبران التويني وجورج حاوي وانطوان غانم. انه زمن تسديد الحسابات المؤجلة، فحزب الله كما يعلم الجميع، لم يتحول الى جمعية خيرية هدفها رفد الجنرال بالدعم، وما ينتج عنه من تعزيز لحصته الوزارية والنيابية ومن وعود رئاسية، إلّا لكي يتم توظيف هذا الدعم في ما يحتاجه الحزب في الأوقات الصعبة، وقد آن الأوان لكي يخوض الجنرال المعركة جنبا الى جنب مع حزب الله، تماما كما لو كان لديه بعض المتهمين من التيار في الاغتيالات.

وتجاوزاً لبعض مؤشرات الارتباك لدى عون بعد صدور القرار الإتهامي، لمعرفته بخطورة اصطفافه الى جانب حزب الله في مواجهة المحكمة، فإن الجنرال على ما يبدو لن يستطيع الرجوع الى الوراء بعد كلّ ما قدمه حزب الله له منذ العام 2006 والى اليوم. وهو فضلا عن ذلك يعرف حجم كلفة هذا الرجوع، وما يرتّبه عليه من مسؤوليات، وهو أيضاً لا يستطيب الظهور أمام الرأي العام بمظهر من أخطأ في الحسابات، او من بالغ في ركوب المراكب المهددة بالغرق.

ولا يمكن بالتالي وضع ابتعاد عون عن السجال حول البيان الوزاري وتركه الأمر لحزب الله والرئيس ميقاتي كي يتدبر الأمر، سوى في خانة الاستراحة القصيرة التي عاد واختصرها بكلامه عبر المنار، عن كسب حزب الله المعركة مع المحكمة.

السلاح والمحكمة

ويدرك عون ان المطلوب منه ان يكون الى جانب الحزب من دون اجتهاد في قضيتين "هامشيتين"، أي المحكمة والسلاح، وهو يقوم بما عليه على اكمل وجه. لكن ما يعرفه الجنرال ان قضية المحكمة تختلف عن السلاح، ففي القضية الثانية يمكن له ان يدغدغ بعض الشرائح المسيحية بصوابية دعمه للسلاح وبأهمية تحييد المسيحيين عن خطر المواجهة مع حزب الله، لكن في قضية المحكمة سيكون عون في مواجهة مع مسيحيين آخرين يريدون عبر المحكمة كشف القتلة ومحاكمتهم، وهو في هذه القضية سيكون في مواجهة مع توجّه مسيحي يدعم المحكمة، سيكون في مواجهة مع الشهداء بما يمثلون، كما سيكون في مواجهة مع مسلمات الكنيسة التي لم تترك من خلال بطريركيها السابق والحالي، أيّ التباس حول موقفها من العدالة والحقيقة ؟ وليس من المصادفة بشيء ان تنتهي الهدنة الاعلامية التي رتّبها البطريرك الراعي بين عون ومسيحيي 14 آذار، في هذا التوقيت الذي شهد ولادة حكومة محاربة المحكمة، وولادة القرار الاتهامي لهذه المحكمة.

والعماد عون يدرك انه سيكون ايضا في مواجهة مع المجتمع الدولي، وليس سرّا أنّ آخر لقاء له مع السفيرة الاميركية في بيروت كان مناسبة لتحذيره مجددا من الاستمرار بتقديم الغطاء لحزب الله، خصوصا ان استهداف السفارة الأميركية او الرعايا الأميركيين، قد اصبح هاجساً، بعد اتهام حزب الله للسفارة بأنّها تحوّلت الى وكر من الجواسيس.قيم المقال     

 

الشاطر حسن ... بطولة هوليوودية مطلقة

 أحمد الجارالله/السياسة

بوقاحة نادرة يعترف حسن نصرالله بمشاركة كوادر من حزبه في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري, وبوقاحة اكثر ندرة يهدد ويتوعد الاسرة الدولية بعدم تسليم المتهمين الى العدالة, و بلغة القتلة المتمرسين الخارجين على القانون يقولها بالفم الملآن " لا الآن ولا بعد 300 سنة يمكن لاحد ان يلقي القبض على من سماهم القرار الاتهامي", لكأنما هذا"المقاوم" أسير الجحور والسراديب لم يدرك بعد انه اصبح عاريا حتى من ورقة توت"المقاومة" التي كان يستر فيها عورة إرهابه.

نعم, لم يعد يملك نصرالله غير التهديد والوعيد للدفاع عن نفسه وحزبه الفارسي في مواجهة الحقيقة الدامغة التي توصلت اليها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان, و لا يملك ايضا غير خزعبلات اعلامية يتوهم انه يستطيع من خلالها تضليل العدالة واخذها الى حيث يريد, بل انه كبر حجره كثيرا حين نصب من نفسه مخلصا للكون في مواجهة عالم متآمر كما يزعم, وإذا كنا نتفهم عدم اعترافه بالتحقيق الدولي والمحكمة, لان المجرم لا يعترف عادة بالعدالة التي تحاكمه, إلا ان جميع عقلاء هذا الكون باتوا يعرفون ألاعيب الشاطر حسن البهلوانية وسيناريوهاته الهوليوودية فلا يقعون فريسة تدليسه, بل ان المجتمع الدولي بات مصمما اكثر من اي وقت مضى على وضع حد لعصر إفلات هؤلاء الإرهابيين من العقاب ووقف جرائم الاغتيال والابتزاز السياسي.

لا شك أن الإحجام عن تسليم المتهمين ينطوي على مخاطر كبيرة لا يستطيع لبنان تحملها, وهو ما حذرت منه غالبية الشعب اللبناني التي لن تسمح لنصر الله ان يدفع بالبلاد الى الهاوية, وإيقاعها في قبضة حصار اقتصادي ومقاطعة سياسية عربية ودولية, بل اكثر من ذلك ان موقف نصرالله هذا يؤسس لفتنة بين اللبنانيين, لان تغطيته للمتهمين تعني ضوءا اخضر لمزيد من عمليات القتل والتفجير والتخريب واثارة القلاقل الامنية في مختلف المناطق اللبنانية, وبالتالي لن تقف القوى الوطنية مكتوفة الايدي في مواجهة التعدي عليها, وبذلك يعيد حزب الجريمة عقارب الساعة الى العام 1975 ويؤسس لحرب اهلية جديدة عواقبها ستكون اكثر ضررا من سابقتها.

من المفيد جدا ان يقرأ السيد المتعنتر التجربة الصربية مع المحكمة الدولية بتمعن ويتعلم ان لا مفر من العدالة الدولية التي تمهل ولا تهمل, فبعد 16 عاما من فرار القادة الصرب الارثوذكس والكروات الكاثوليك المتهمين بجرائم حرب ضد مسلمي البوسنة, والذين كانوا يعتبرون أبطالا وطنيين في بلادهم, اقتيدوا في النهاية الى المحكمة الدولية في لاهاي, وكان هؤلاء قالوا الكثير عن عجز المجتمع الدولي في مس شعرة من رأس احدهم إلا انهم خضعوا صاغرين, وهو ما سيكون عليه مصير نصرالله الذي لا يتمتع بالقوة الشعبية ذاتها التي كان يتمتع بها اولئك, وربما يجاورهم في احدى زنزانات سجون لاهاي.

الشاطر حسن الذي يقول عن نفسه انه قارئ جيد للتاريخ يبدو انه لم يقرأ تجارب سابقيه من الطواغيت الذين استكبروا وتعنتروا, كما لم يقرأ تجارب الطوائف والاحزاب في بلده, التي انتفخت وهما بالعظمة في لحظة ما, فنفشت ريشها لكنها اختنقت به, فتشرنقت وعزلت, وهكذا سيكون عليه مصير حزبه.

هذا الذي يطلق التهديدات من جحره عبر شاشة التلفزيون ما عاد اكثر من قط محشور في زاوية لا يسعه غير الخربشة الشفاهية, وعليه ان يعرف ان محازبيه الاربعة الذين وجهت إليهم الاتهامات ليسوا إلا رأس جبل الجليد, فهناك غيرهم كثير ممن ستكشف عن اسمائهم المحكمة, لبنانيين وغير لبنانيين.

لقد مل الناس عنتريات رجل الغرف السوداء واتهامه الدائم للبنانيين بالعمالة, بل عافوا غروره وتبجحه, الذي لا نملك معه إلا ان نقول قاتل الله الغرور ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله.

 

 البعث السني... البعث الشيعي... البعثيون في المعمعة 1 من 2

 داود البصري/السياسة

في تاريخ الأحزاب السياسية في العالم العربي لم يثر أي حزب جدلاً أو نقاشاً أو علامات استفهام أكثر مما أثار تاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي الذي بدأ و انطلق من الشام من بين صفوف الطلبة و الشباب ثم نما ليمتد إلى المؤسسة العسكرية ولم يقدر له الإنتشار الفعلي في العالم العربي إلا لمساحات محدودة تمركزت في المحيط الجغرافي المجاور للشام و أعني الأردن و العراق أو ما يعرف بالهلال الخصيب فيما فشل فشلا ذريعا في الإمتداد إلى العمق المصري أو الشمال إفريقي إلا بنسب بسيطة وينطبق الأمر على السودان أيضا , وقد هيأت الظروف السياسية و الإجتماعية والعلاقات الدولية و الإتصالات السرية الخفية لهذا الحزب أن يصل إلى السلطة في أهم بلدين عربيين من الناحية الستراتيجية وهما سورية و العراق , ففي سورية وحيث الحاضنة الآيديولوجية و الفكرية للحزب و القيادة التاريخية المؤسسة و النشاط الليبرالي الواسع في مرحلتي الأربعينيات و الخمسينيات من القرن الماضي تمكن الحزب من التغلغل في أوساط المؤسسة العسكرية رغم الإهانة التي تعرض لها مؤسس الحزب ميشال عفلق من القائد الانقلابي الأول حسني الزعيم الذي وضع عفلق عام 1949 في إناء للقاذورات البشرية وحيث تخلى عن النشاط الحزبي موقتاً قبل أن يعود إلى السياسة و يساهم في تشكيل الخلايا البعثية العسكرية التي تمكنت بعد فشل الوحدة مع مصر عام 1961 من القيام بأول إنقلاب عسكري بعثي في 8 مارس عام 1963 وهو الإنقلاب الذي أتبع بشهر إنقلاب البعثيين العراقيين على حكم عبد الكريم قاسم في 8 فبراير عام 1963 ليصل البعث في موقف تاريخي فريد إلى حكم البلدين سورية و العراق في وقت متقارب و لكنهم مع ذلك فشلوا فشلا ذريعا في توحيد المواقف و الرؤى و السياسات بسبب الخلافات الشخصية و الفكرية و الإرتباط مع المعسكرات الدولية و تلك قصة أخرى ومختلفة و طويلة ! , البعثيون في سورية إستطاعوا البقاء في السلطة رغم صراعاتهم الدموية بين تياراتهم المختلفة و المتخالفة , أما أهل البعث العراقي فقد ضربتهم المؤسسة العسكرية العراقية و التيار الناصري تحديدا في نوفمبر عام 1963 وطردوا من السلطة شر طردة قبل أن يعودوا في إنقلاب قصر رتبته المخابرات الدولية في 17 يوليو 1968 مدشنين دولتهم القمعية و مكرسين نموذجهم الشمولي ليظهر إلى العلن الخلاف الشديد بين بعث العراق ( اليميني ) و بعث الشام ( اليساري ) وهو الذي تطور لاحقا إلى قطيعة شاملة إستمرت لأكثر من عشرين عاما كاملة كانت حافلة بكل صور الحق و التآمر الدموي , فحكم الحزب في العراق قد إنطبع في النهاية بهيمنة عائلة أو عشيرة مقدسة هي عائلة وعشيرة الرئيس السابق صدام حسين و حزب الشام بعد أن تمكن من قطع كل الرؤوس المعارضة تحول مزرعة عائلية لخدمة العائلة الأسدية وحواشيها! , وطبعا كان للولاءات العشائرية و الطائفية دور مهم في توجيه سياسات حزب البعث بشقيه العراقي و السوري , وطبعا البعث العراقي طار مع الريح بفعل التطورات المعروفة وبأسلوب القوة الأميركية المفرطة بعد عقود من التخادم و الشد و الجذب و تحول ذكرى تاريخية بائسة , أما حزب البعث السوري فهو اليوم يواجه قدره و مصيره المحتوم بيد الجماهير السورية الحرة ذاتها التي قررت وضع حداً نهائياً لمسيرة ذلك الحزب السلطوي المشلول و الفاقد لأي معنى حقيقي , والعجيب أن الأحزاب العراقية الطائفية التي ناضلت ضد حزب البعث العراقي و تسلمت السلطة من الأميركيين تقف اليوم موقف المدافع الشرس عن حزب البعث السوري بل تتضامن معه في معركته المصيرية و تقلق أشد القلق من إحتمالات السقوط القريب لحكم ذلك الحزب و النظام العائلي الوراثي المعبر عنه لأنهم في حالة تورط كاملة في مشاريع ذلك النظام وفي ملفاته الإستخبارية الخاصة جدا وليس سرا أبدا القول ان أسرار و خفايا الجماعات الطائفية الحاكمة في العراق اليوم وأشد أمرها خصوصية هي سلاح بيد قادة المخابرات السورية وعلى رأسهم اللواء محمد ناصيف خير بيك ( أبو وائل ) الخبير الاستخباري السوري الأول في شؤون الجماعات الشيعية و العلاقات مع إيران و المتعهد الرئيسي للأحزاب الطائفية في العراق , وملفات أبو وائل فيما لو أتيح الاطلاع عليها تحمل مصائب و بلاوي الله وحده يعلم بتداعياتها و إشكالياتها و شموليتها, المهم أرى ان من الضروري إعادة قراءة بسيطة لتاريخ النشاط البعثي العراقي في الشام و الذي اتصف بصفات طائفية واضحة بسبب تركيبة النظام السوري الطائفية التي جعلت أهمية الأحزاب الطائفية العراقية عند النظام السوري أكثر من أهمية حزب البعث نفسه رغم الهوية البعثية المعلنة للنظام.

*كاتب عراقي

 

بعد حماه.. لا إصلاح في سوريا

طارق الحيد/الشرق الأوسط

إثر نزول قرابة 700 ألف سوري للتظاهر في حماه، أصدر الرئيس بشار الأسد مرسوما يقضي بإعفاء أحمد خالد عبد العزيز من مهمته كمحافظ لحماه، فما معنى ذلك؟

صحيح أن محافظ حماه هو ثالث محافظ سوري تتم إقالته منذ اندلاع الانتفاضة غير المسبوقة، إلا أن لهذا القرار الأخير مدلولات تستحق التوقف عندها، الأول: أن وعود النظام بدمشق لإنجاز الإصلاح بات من الصعب تصديقها، والمراهنة عليها؛ فمظاهرات حماه، بجمعة «ارحل»، كانت طاغية، وعدد المشاركين فيها غير مسبوق، لكن العلامة الفارقة فيها أيضا أنه لم يكن هناك قمع لأهل حماه، مثل باقي المناطق الأخرى، وذلك لسبب بسيط، هو أن الأمن والجيش لم يتدخلا لتفريق المتظاهرين وقمعهم، مما يعتقد أنه أدى إلى إعفاء محافظ المدينة من منصبه، أي أنه لم يُعفَ بسبب وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، بل إن كل ذنبه هو أنه سمح بمظاهرات سلمية.

وهذا ليس بسرٍّ؛ حيث رصدت تقارير إعلامية، بعد مظاهرات حماه، أن السوريين لم يفاجأوا بمرسوم إقالة محافظ حماه؛ إذ سبقته شائعات عن عدم رضا بعض الدوائر الرسمية، لا سيما الأجهزة الأمنية، عن طريقة إدارة المحافظ للأزمة بحماه. وبحسب التقارير، فقد اكتسب محافظ حماه، إلى حدٍّ بعيد، ثقة الأهالي؛ حيث منحهم وعودا بالسماح لهم بالتظاهر السلمي، والتعهد بألا تقترب منهم قوات الأمن مقابل عدم ترديد الأهالي لهتافات مسيئة لرأس النظام، أو تدعو لإسقاطه، ناهيك عن أن محافظ حماه قد قام بإزالة صور وتماثيل رموز النظام من المدينة كي لا يقوم المتظاهرون بتحطيمها.

لذا فمن السهل أن نستنتج هنا أمرين مهمين؛ الأول هو أنه بات من الصعب القول اليوم، بعد إقالة محافظ حماه، إن النظام بدمشق حريص على تلبية مطالب الشعب، وإنه سيقود عملية الإصلاح بنفسه، فكيف يمكن ذلك ما دام النظام يقوم بعزل رجل كل خطئه أنه لم يسمح للأمن بأن يفتك بالمتظاهرين السوريين في مدينة حماه يوم جمعة «ارحل»؟

الأمر الآخر المهم، الذي يتوجب على المعنيين بالشأن السوري تأمله جيدا، هو أن تصرف محافظ حماه مع أهالي المدينة، مما جعله يحظى بثقتهم، يوحي بأن بين المسؤولين السوريين اليوم من بات يعيد النظر جديا فيما يحدث بسوريا، إما بدافع صادق؛ حيث يتعاطف مع المطالب الشعبية الجامحة، وإما بدافع الحذر من عواقب الأمور التي قد تؤول إليها الأوضاع في سوريا في حال سقوط النظام، بأي طريقة كانت، خصوصا أن المسؤولين السوريين يرون اليوم بأم أعينهم ما يحدث للمحسوبين على نظام حسني مبارك في مصر، وكيف أن المحسوبين على القذافي باتوا يقفزون من سفينة العقيد الليبي واحدا تلو الآخر خوفا من عواقب الأمور.

وعليه، فإن هذه هي مدلولات عزل محافظ حماه التي يجب التنبه لها بدلا من الانشغال بوعود النظام بدمشق، خصوصا أنه لم ينفذ منها شيء إلى الآن، بل وقام بعزل محافظ حمى المتظاهرين العزل من البطش الأمني.

 

المعارضة السورية: الفنادق ضد الخنادق

غسان الإمام/الشرق الأوسط

في عام 1942، فاز حزب الوفد بأغلبية ساحقة في الانتخابات. فدعا الملك فاروق الزعماء المصريين، وبينهم مصطفى النحاس زعيم الوفد إلى لقاء في القصر، مقترحا تشكيل حكومة وحدة وطنية. رفض النحاس الاقتراح. أصر على حكومة وفدية، يؤيدها الإنجليز. فقد فرضوا حكومة قوية تضبط الشارع المتعاطف مع الألمان الذين باتوا في الحرب، على أبواب مصر.

عندما انفض اللقاء، سأل الصحافيون بلهفة شديدة زيور باشا أحد الحضور عن النتيجة، فقال بصراحة سياسي انتهت حياته السياسية: «نعمل إيه؟ الملك طلياني. والشعب ألماني. والحكومة إنجليزية». لو قدر لي أن أجيب عن سؤال عن الوضع في سوريا اليوم، لقلت ببديهة ذلك الباشا «المملوكي» البسيطة: «نعمل إيه؟! النظام همايوني. المعارضة تركمانية. والشعب أغلبية صامتة». هذه النظرة الافتراضية السريعة لا تلخص الانتفاضة. فجأة، اكتشف السوريون السياسة التي كانت حرفتهم المسلية قبل خمسين سنة. عادوا إلى الاندماج فيها، من دون أن يعرفوا شيئا عن ألغازها التي حكمتهم قسرا خمسين سنة. تحدثت بصراحة عن تاريخ النظام، بشيء من التفاصيل التي لا يعرفها الجيل الجديد. استكمالا للنزاهة، فلا بد من حديث عن المعارضة.

فرضت الانتفاضة، على معارضة هشة. خجولة، فرزا يختلف تماما عن تنظيماتها وتياراتها السابقة. المعارضة السورية، اليوم، قدم مترددة في الفنادق. وقدم أخرى أكثر تصميما في الخنادق. المعارضتان تختلفان، حتى في الملامح.. والملابس. والأصوات الخشنة والناعمة. لكن كلهم وكلهن ما زالوا هواة في السياسة.

هواة إلى درجة أن معارضي فندق أنطاليا منحوا النظام شرعية جديدة. فقد اقترحوا على بشار (ربما بنصيحة سيئة من تركيا) التنحي عن السلطة، وتسليم مفاتيحها إلى «شرعية» نائبه فاروق الشرع! فاروق الذي لم يجرؤ على ذرف دمعة واحدة على أطفال منطقته (حوران) الذين قلعت أجهزة الأمن أظافرهم. ثم قتلت آباءهم.

بل وصلت غشامة الهواية إلى ما يفرق. في أنطاليا، حدث فراق بين العلمانية والإخوانية. علمانية لا توجد لها أصالة في شخصية عربية مكونة من ازدواجية العروبة والدين، وإخوانية تنادي بمجتمع مدني ذي مرجعية دينية!

زبائن فندق سميراميس ليسوا بأكثر حرفة من هواة أنطاليا. التقوا. ثرثروا. بينهم يساريون. تروتسكيون تائبون. طائفيون أكثر وعيا من نظام طائفتهم. لكن يريدون إصلاحه. لا إسقاطه. بل بينهم وسطاء السفارة الأميركية بدمشق، فيما بقي «شبيحة» النظام يراقبون من الردهة. ولدت وثيقة سميراميس، بعملية قيصرية أميركية، على طريقة المداهنة السورية المألوفة: لا. ونعم! علنا، لا للحوار مع النظام. ضمنا، نعم، للحوار، إذا ضمنت الوساطة الأميركية تحييد الأجهزة الأمنية والعسكرية.

بين أهل الفنادق وأهل الخنادق، يجلس الإخوان المسلمون القرفصاء. هؤلاء لهم تاريخ عاصف، فيه من الخطايا أكثر مما فيه من أدب وفضيلة التقية: عنف طائفي. اغتيالات. حلف مع صدام. هجرة إلى الأردن. سياحة مقيمة في لندن. تحالف فوق الطبيعة مع المنشق خدام. ثم انقلبوا عليه. عادوا إلى مفاوضة أجهزة النظام الأمنية، على رجاء القيامة، والعودة إلى «الجنة» السورية. انتقم خدام منهم بذكاء. فقد فضح أسماء ضباط الأمن الذين فاوضوهم.

للمداراة، المراقب الإخواني الجديد رياض شقفة انسحب من «الممانعة». مد يدا إلى انتفاضة الفنادق، في الحوار مع أميركا والنظام. ويدا إلى انتفاضة الخنادق ترفع معها شعار «إسقاط النظام». ويدا ثالثة. ورابعة. وخامسة، ترفع شعار الإخوانية المصرية التكتيكي: تعددية ديمقراطية ذات مرجعية دينية!

في تردي أوضاعهم البائسة، لم يعد لأهل الخنادق ما يخسرونه. كسروا حاجز الخوف. يخرجون ليواجهوا الموت في الشارع بالرصاص. بطلقات القناصة. بقذائف الدبابات. والهليكوبتر.

لجان التنسيق التي تدير انتفاضة الخنادق تبدو أكثر جدية. وأسرع مبادرة. وأبعد اتساعا من انتفاضة الفنادق.

في الخنادق، رفض تام للتدخل الخارجي. لا وساطة حتى الآن مع النظام. لا حوار مع أميركا. الشعار المرفوع في وسط سوريا (حماه) وعشائرها في الشرق (دير الزور. الرقة. البوكمال) هو «إسقاط النظام». هناك حرق لأعلام إيران. روسيا. وتنديد بحسن حزب الله الذي دعا السوريين إلى التسامح مع تأخر نظام بشار.

في جمعة «ارحل» الأخيرة، حققت انتفاضة الخنادق نجاحا باهرا. جمعت مئات الألوف، على الطريقة المصرية والتونسية. وهكذا، دخلت المعارضة السورية مرحلة شعبية جديدة. انسحبت أمامها قوى النظام (عسكر. وشبيحة. وأمن). انتفاضة تنطلق من المساجد (نكاية برسالة أدونيس المواسية لبشار) لتتجمع في «ساحات الحرية».

أين نظام بشار من هذا وذاك؟ لا شك أن النظام ازداد ضعفا في الداخل. وعزلة في الخارج. بشار تحدث عن احتمال انهيار اقتصادي.

النجاح الوحيد لأجهزة الأمن تحقق في محافظة إدلب. استغلت فرقة ماهر المدرعة والشبيحة فرصة تسلل عناصر تكفيرية وجهادية، إلى صفوف الانتفاضة السلمية، للقيام بعمليات مسلحة ضد النظام. كان الرد إنزال خسائر كبيرة تحملها المدنيون، قتلا. وحرقا لمزروعاتهم. ونهبا وتدميرا لبيوتهم. ولعل سلمية أهل الفنادق تستفيد من الدرس، فتضع حدا لنشاط التكفيريين.

على ماذا يراهن النظام؟ نظام عائلي بلا مشروع سياسي. وبلا آيديولوجيا، يستطيع أن يراهن على التناقضات. سقط شعار «الممانعة» المتحالفة مع إيران وحزب الله، أمام إغراء الوساطة الأميركية. أميركا تفضل «أسدا» تمنحه قبلة الحياة، على «أسود» مجهولة في انتفاضة خنادق «فالتة».

في هذه المرحلة، أميركا وأوروبا مع بقاء نظام بشار (ربما إلى انتهاء ولايته الثانية في عام 2014)، شرط تنفيذ وعود إصلاحيته، وسحب وتحييد عساكره وأجهزته الأمنية. هل بشار قادر على إقناع الجناح الاستئصالي بذلك، بعد فشل الحل الأمني والقمعي؟

أعتقد أن إشكالية بشار الشخصية تكمن في عدم قدرته على تحديد المطلوب منه بتفصيل واضح. في خطابه الأخير أمام جمهوره الذي استدعاه إلى التصفيق له في جامعة دمشق. ظل يدور حول المطلوب منه. وردت كلمة واحدة عن الديمقراطية على لسانه. ولا كلمة عن الحرية. حريات التعبير. الانتخاب. الصحافة. الأحزاب...

هذا الشاب (دخل مرحلة الكهولة) في فمه ماء. ربما لأنه لا يريد الالتزام. ربما يلتقط الأنفاس لاستئناف حرب (عليَّ وعلى أعدائي). كان أبوه أصرح منه. وعد انتفاضة النقابات الليبرالية المستقلة (1980) بالحرية والديمقراطية. صدق المحامون. الصيادلة. الأطباء. المهندسون... الوعود. فكوا الإضراب. فالتقطتهم الأجهزة فردا. فردا. اعتقلوا. أممت نقاباتهم. باتت الأجهزة تختار النقابيين القياديين المزيفين. لم تبق هيئة شعبية ونقابية في العالم العربي، إلا وأتت متوسلة الأب الإفراج عن المعتقلين. بعضهم خرج من اعتقال بلا محاكمة بعد عشر سنين!

الصراع العربي والدولي على سوريا يتجدد. تعود سوريا إلى وضعها كأداة في اللعبة، بعدما فقدت دورها كلاعب مؤثر ونافذ. إذا أخل لاعب إقليمي. أو دولي بتوازنات اللعبة، التهب المشرق العربي بمواجهات مسلحة، قد تنتهي بتغيير خرائط الحدود الحالية، بـ«تكبير» دول. واستيعاب. و«تصغير». وربما تغييب دول.

 

نوف تتفوق على نصر الله!

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

تعلق الصغيرة نوف، ابنة أختي، حول رقبتها قلادة تحمل قطعة إلكترونية صغيرة تخزن فيها كل أغاني الأطفال والعديد من القصص المفضلة لديها، وهي على كل حال واسعة الذوق. تحملها حتى تستطيع الاستمتاع بذوقها الفني أينما ترحلت، سواء في بيروت أو لاهاي.

لم تعد هناك حاجة إلى حمل جهاز كومبيوتر في المجالس والشوارع والمطارات، التقنيات الحديثة تقمع الأحمال الثقيلة والأحجام الكبيرة. لذلك ربما كان من الأجدر بالمحققين المختصين بالمحكمة الدولية المتعلقة باغتيال رفيق الحريري أن ينقلوا معلومات التحقيق من بيروت إلى لاهاي عبر قطعة إلكترونية صغيرة كالتي تملكها نوف، بدلا من المخاطرة بنقل 97 جهاز كومبيوتر يحمل معلومات سرية عبر إسرائيل التي أثنى على تقدمها التقني أمين عام حزب الله ليعود ويطعن في نزاهتها بسبب هذه الشحنة.

أثبت حسن نصر الله، أمين عام الحزب، أنه يمتلك جهازا استخباراتيا مجتهدا، ولكنه غير متفوق، حيث سارع المراقبون بالطعن في وثائقه التي أشغل نفسه في تجميعها منذ تولى القضاء الدولي النظر في قضية الاغتيال الشهيرة تحوطا، إن تم توجيه التهمة إليه كما حصل قبل أيام، فاتضح من سوء حظه أن أهم مستنداته لا علاقة لها بالمحكمة. أما الذين يجملون القرار الاتهامي بأنه قرار ضد أشخاص وليس ضد جهة محددة للدفع به بعيدا عن حزب الله، فهم يحاولون الالتفاف على الحقيقة، ربما بنية حماية لبنان من تداعيات فضيحة الاتهام، ولكن شمس الحقيقة لا تغطى بغربال الدبلوماسية، ومساومة القصاص بالاستقرار انتهاك لقيم العدالة. الاتهام إدانة للحزب أمام اللبنانيين قبل غيرهم.

في عام 2009 حينما أصدرت المحكمة الدولية أمر إطلاق سراح ضباط الأمن اللبنانيين الأربعة من سجن رومية ببيروت على خلفية اتهام القضاء اللبناني لهم بالتورط في قضية اغتيال رفيق الحريري، كان حزب الله يعد احتفالية خارج أسوار السجن لاستقبال المتهمين المفرج عنهم، وأصدر الحزب بيانا يرحب فيه بقرار المحكمة الدولية ذكر فيه نصا: «إن منطق الثأر والعصبية والأداء الكيدي لا يجلب الحقيقة أو يحقق العدالة، والمطلوب دائما وفي أحلك الظروف التبصر والصدق والشفافية وتغليب منطق الحق وصولا إلى العدالة»، أي إن التبصر والصدق والشفافية وتغليب منطق الحق كانت سمات المحكمة التي أطلقت الضباط الأربعة.

ريمون عازار المدير السابق لمخابرات الجيش وأحد الضباط المفرج عنهم، صرح لقناة «المنار» التابعة لحزب الله فور خروجه من السجن، بأن «لولا القضاء الدولي وحكمته وعدالته لما أخلي سبيلنا اليوم»، والأمين السابق للأمن العام اللواء جميل السيد، صرخ في المايكروفون وقتها: «صح الصحيح لما طلعوا الضباط الأربعة بالمحكمة الدولية»، أما اللواء علي الحاج مدير قوى الأمن الداخلي السابق، فقال وهو يقف إلى جانب النائب عن حزب الله حسين الحاج حسن: «اليوم مثل ما نعتبر المحكمة الخاصة بلبنان اتخذت قرارا بنصرتنا وبإنصافنا وخروجنا، كنا نتمنى هذه العلامة الجيدة أن تكون على جبين القضاء اللبناني». استمرت العلاقة الطيبة بين حزب الله والمحكمة الدولية بتجاوب عناصره مع التحقيقات طوال فترة التحقيق، ولكن فجأة أصبحت المحكمة بعد اتهام الحزب ليست صحيحة ولا منصفة وليست علامة جيدة، فتحولت محكمة 2009 النزيهة إلى محكمة إسرائيلية في 2011.

كل المسرحيات الخطابية لنصر الله وحلفائه لا قيمة لها في النظام القضائي الدولي، ولا في أي قضاء، اليوم أمام نصر الله خيارات محدودة.. إما أن يتخذ الموقف الحضاري بتسليم المتهمين للقضاء الدولي وتوكيل فريق محاماة للدفاع عنهم، وإما أن يتبرأ منهم باتهامهم بالعمالة لإسرائيل، وهذا سيثبت تورط إسرائيل في اغتيال الحريري كما يدعي، وإما الخيار الثالث بأن يظل المتهمون فارين من العدالة، وهي ليست أول قضية يهربون منها، فهم أصحاب سوابق، كما هو حال عماد مغنية الذي عاش مطاردا من القضاء الدولي وتمت تصفيته على نمط المافيا في وضح النهار في عاصمة الدولة الحليفة.

 

كيف يضمن النظام السوري اندحاره؟

بيتر هارلينغ وروبرت مالي/الشرق الأوسط

في سعيه المحموم للبقاء مهما كلفه الأمر، يبدو أن نظام بشار الأسد - بدلا من ذلك – قد عقد العزم على حفر قبره بنفسه. ولم يكن هذا الطريق محتوما، فرغم أن حركة المظاهرات قوية وتزداد قوة، فإنها لم تصل بعد إلى الكتلة الحرجة التي تضع الأمر على طريق اللاعودة. ولا يزال الخوف يساور كثيرا من السوريين حيال إمكانية الانزلاق إلى الفوضى وتفكك البلاد، ومع ذلك يتصرف النظام كما لو أنه ألدّ أعداء نفسه، حيث يعزل نفسه عن أعمدة الدعم المحورية له: قاعدته الاجتماعية بين الفقراء، والغالبية السورية الصامتة، بل وربما قواته الأمنية أيضا. من جانبها تزعم السلطات السورية أنها تحارب عصابات إجرامية وحركة تمرد إسلامية ومؤامرة عالمية، وهي ادعاءات تحمل بعض الحقيقة، ذلك أن العصابات الإجرامية مستشرية بالفعل في البلاد، وتضم الثورة تيارات إسلامية، إلا أن هذه العناصر ليست نتاجا لأعداء النظام، وإنما هي وليدة عقود من سوء الإدارة الاجتماعية - الاقتصادية. والملاحظ أن غالبية الصدامات وقعت في مناطق حدودية، حيث ازدهرت شبكات الاتجار على علم وتواطؤ من قوات الأمن الفاسدة. في تلك الأثناء يعكس صعود الأصولية الدينية إهمال الدولة التدريجي لمسؤولياتها في مناطق كانت من قبل معاقل للحزب البعثي.

على امتداد الجزء الأكبر من الأحداث الأخيرة تورط النظام في حرب ضد الشريحة الاجتماعية المؤيدة له. جدير بالذكر أنه عندما تولى حافظ الأسد، والد بشار، السلطة طرح حزبه، الذي تهيمن عليه الطائفة العلوية، باعتباره ممثلا عن الريف المهمل وفلاحيه والطبقة الفقيرة المطحونة. واليوم نسيت النخبة الحاكمة جذورها، وقد ورثوا السلطة ولم يحاربوا من أجلها، ونشأوا داخل دمشق ليحاكوا أسلوب حياة الطبقة الحصرية الراقية التي اختلطوا بها، وقادوا عملية تحرير للاقتصاد على حساب الأقاليم.

الملاحظ أن بعض المتظاهرين يبدون سلوكا طائفيا عنيفا أقرب للسلوك البلطجية، إلا أنه عند النظر إلى بلطجية القوات الأمنية العلوية والعنف الذي تمارسه - في صورة اعتقالات واسعة وتعذيب وعقاب جماعي منذ اندلاع الثورة مطلع هذا الربيع - نجد أن رد الفعل الشعبي أبدى درجة مذهلة من ضبط النفس. ويسلط متظاهرون شباب الضوء على هذا الأمر عبر تداول صور لهم وهم يقفون مثل الإرهابيين المسلحين حاملين باذنجانا وقاذفات صواريخ مقلدة تطلق خيارا.

ويأمل النظام في الاعتماد على «الغالبية الصامتة»، وهم الأقليات، خصوصا العلويين والمسيحيين الذين يساورهم القلق إزاء إمكانية سيطرة الإسلاميين على السلطة، والطبقة الوسطى (المؤلفة من موظفي الدولة)، وطبقة رجال الأعمال التي تنبع ثرواتها من قربها من النظام. ولن تستفيد أي من هذه الفئات حال صعود طبقة فقيرة من الأقاليم، ويرون في العراق ولبنان ثمن الحرب الأهلية في مجتمع مقسم طائفيا، إلا أنه كلما طال أمد الاضطرابات تضاءلت صورة النظام كممثل للاستقرار، خصوصا وأن ادعاءه بأنه الضامن لهذا الاستقرار تدحضها أفعاله يوميا، وهي مزيج محير من الوعود بالإصلاح والمناشدة للحوار والقمع المتطرف المجنون. ومع استشراء القلاقل يتداعى الاقتصاد، مما يثير سخط طبقة رجال الأعمال.

ويعتقد كثير من المراقبين أن الأصل الجوهري الذي يتمتع به النظام هو أجهزته الأمنية، وليس الجيش، الذي لا يوليه النظام ثقته، ويعاني منذ أمد بعيد من تراجع الروح المعنوية في صفوفه. وتنصبّ ثقة النظام على وحدات بعينها مثل الحرس الجمهوري وفصائل من الشرطة السرية تعرف باسم المخابرات. وتتألف هذه الوحدات في معظمها من علويين. ويبدو أن النظام يؤمن بهذا الأمر أيضا، ويعتمد بالفعل على هذه الفئات لاحتواء الأزمة الراهنة، بيد أن هذا الأمر قد يأتي بنتائج عكسية، ذلك أن العنف فشل في وقف الطوفان المتصاعد من المظاهرات، وحتى بالنسبة لمن يرتكبون العنف لا يبدو أنه يخدم هدفا دفاعيا أو يترك تأثيرا ملموسا. إن شن الحملات القاسية ضد الجماعات الإسلامية المسلحة هي مهمة ربما بمقدور قوات الأمن تنفيذها إلى الأبد، لكن مطالبتهم بالتعامل مع إخوانهم المواطنين كأعداء أجانب أمر مختلف تماما وتبريره أصعب بكثير.

ولا يزال نظام الأسد يعول على غريزة البقاء الطائفية، مبديا ثقته في أن القوات العلوية - رغم ما يتعرضون له من أعباء كبيرة وما يتلقونه من رواتب ضئيلة - ستقاتل حتى النهاية المريرة. لكن الغالبية ستجابه صعوبة في تحقيق ذلك، فبعد ما يكفي من العنف الأخرق ربما تدفع هذه الغرائز القوات لاتجاه معاكس لما يأمله النظام. وبعد معاناتهم قرونا من التمييز والاضطهاد على أيدي الغالبية السنية، ينظر العلويون إلى قراهم الواقعة داخل مناطق قبلية يتعذر الوصول إليها نسبيا باعتبارها الملاذ الوحيد الحقيقي لهم. وتلك هي المناطق التي أرسل الضباط السوريون أسرهم إليها بالفعل. ومن غير المحتمل أن يرى هؤلاء أنهم في أمان داخل العاصمة (التي يشعرون فيها بأنهم ضيوف مؤقتون)، حيث تحميهم قوات نظام الأسد (الذي يعتبره شذوذا عن القاعدة التاريخية) أو مؤسسات الدول (التي لا يثقون بها). وعندما يشعرون أن النهاية اقتربت لن يحارب العلويون حتى آخر رجل فيهم داخل العاصمة، وإنما سيفضلون التوجه إلى مسقط رأسهم. إلا أن النظام لا يزال يحظى بتأييد المواطنين المذعورين من مستقبل يكتنفه الغموض وقوات الأمن التي تخشى من انهيار النظام، وإن ظلت هناك مخاطرة أن يؤيد ذلك لإقناع القيادة المعتدة بنفسها أنه يكفي للخروج من الأزمة الراهنة إقرار مزيد من الإصلاحات المتذبذبة وشن مزيد من الجهود لكسر حركة المظاهرات بلا هوادة. في الواقع، هذا لن يسفر سوى تقريب المسافة من نقطة الانهيار الأخير.

وحتى في هذه اللحظة من الصعب تقييم ما إذا كانت غالبية واضحة من السوريين تأمل في الإطاحة بالنظام، لكن الواضح أن غالبية داخل النظام تعمل بمرور الوقت على الإسراع من اندحاره.

* هارلينغ مقيم في دمشق كمدير مشروع العراق وسوريا ولبنان لدى مجموعة الأزمات الدولية، ومالي مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المجموعة.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

الكونسرفاتوار ايضا في دائرة التجاذب السياسي

النهار/مات وليد غلمية، عاشت السياسة لتعيين من سيخلفه. شغرت رئاسة المعهد الوطني العالي للموسيقى بوفاته، فمن سيملأ الكرسي؟

وسط تكتّم أعضاء مجلس ادارة المجلس الوطني العالي للموسيقى - الكونسرفاتوار عن كشف أسماء المرشحين أو حتى عددهم، وعدم الادلاء بأي معلومات في هذا الخصوص، في ما يشبه الاتفاق الضمني في ما بينهم على عدم إخراج ما في الداخل إلى العلن، يحلّ مكان غلمية موقّتاً نائب رئيس مجلس إدارة المعهد، رئيس مصلحة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة، حنا العميل، لتسيير الأمور ريثما يعيَّن رئيس أصيل.

ويقول مصدر مطّلع لـ"النهار" إن ثمة مرشحين من داخل المعهد متفاوتي الانتماءات السياسية. يختار وزير الثقافة اسماً ويعيّنه رئيساً للكونسرفاتوار، بعد ان يعرضه على مجلس الوزراء ليقرّه. ذلك أن الكونسرفاتوار مؤسسة عامة تخضع لوصاية وزير الثقافة.

ويكشف المصدر أن قوى 14 آذار و8 آذار تعمل على قدم المساواة كي يغنم مرشّحها بالكرسي: "السيدة رنده بري تسعى إلى تعيين قريب لها داخل الكونسرفاتوار. وكذلك يسعى الرئيس سعد الحريري إلى تعيين من يعنيه أمره خلفاً لغلمية". ويكمل المصدر: "كما كل شيء في لبنان للسياسة اليد الطولى، وليس المعهد في منأى عن التدخلات السياسية التي تفرض نفسها في كل قطاع".  ويوضح أن منصب رئيس المعهد العالي للموسيقى كان موقعاً مارونياً على الدوام، وشكّل غلمية استثناء في ذلك، إذ انه الأرثوذكسي الوحيد الذي شغل هذا الكرسي. ومنذ التسعينات، تاريخ ترؤسه المعهد، كان يجدَّد له مع العلم أنه تخطّى السن القانونية، و"يعود لكم تسمية هذا مخالفة قانونية أو غير ذلك". وعما إذا يمكن أن يؤول المركز إلى غير المسيحيين، يقول المصدر: "لا يفاجئنا هذا لأن مواقع مسيحية كثيرة ووزارات كانت مسيحية ولم تعد كذلك". وعما اذا كان المرشحون  يتحلّون بالكفاءات المطلوبة لملء المنصب يقول: "أتساءل إن كانوا حقاً مؤهلين، ومنهم من كان مسؤولاً إدارياً في عهد غلمية، ولم يكن يفقه في الشؤون الإدارية شيئاً، فكيف يترشّح الآن لرئاسة المعهد؟! على رئيس المعهد أن يكون موسيقياً بالطبع، ولكن في الوقت نفسه يجب ألا تغيب عنه الخبرة الإدارية، فهو موسيقي ومدير في الوقت نفسه... ولا ننسى أن المعهد في حاجة إلى عمل كثير، وإعادة هيكلة برامج وتحديثها، أي ما يُعرف بالـ updating". ويتساءل المصدر نفسه: "لماذا لا نفكّر في اللبنانيين العالميين ليتولّوا هذا المنصب؟ خبرة هؤلاء العالمية كفيلة أن ترتقي بالمعهد إلى العالمية وترفع مستواه".

ماريا الهاشم     

 

لأن الانقسام بين اللبنانيين يحسمه دائماً الخارج

نتائج الأزمة السورية تنعكس على 8 و14 آذار

اميل خوري/النهار

"إذا أردت أن تعرف ماذا في لبنان عليك أن تعرف ماذا في سوريا"... بهذه العبارة الموجزة اختصر سياسي عتيق المشهد السياسي، عائدا بالذاكرة الى العام 1943 وما بعده بالقول: عندما انقسم اللبنانيون وزعماؤهم بين من هم مع فرنسا ومن هم مع بريطانيا بحيث بلغ الصراع على النفوذ بين الدولتين حد إقدام سلطة الانتداب الفرنسي على اعتقال عدد من رجال الاستقلال اللبنانيين فردت عليها السلطة البريطانية بتحذيرها من مغبة استمرار اعتقالهم مطالِبة بالافراج عنهم سريعا والا اضطر الجيش البريطاني الموجود في المنطقة الى التدخل، فما كان من فرنسا سوى الاستجابة. وكان ذلك بداية انحسار النفوذ الفرنسي في لبنان امام النفوذ البريطاني، وشعرت فئة لبنانية بالهزيمة مع فرنسا وفئة شعرت بالفوز مع بريطانيا، فكان لها الحكم على مدى سنوات. وعندما اشتد التنافس على رئاسة الجمهورية بين الشيخ بشارة الخوري واميل اده، وسط التجاذب الفرنسي البريطاني، لوحظ ان الاكثرية النيابية تقف مع اميل اده، ولكن ما ان سرت شائعة تقول ان حكومة صاحبة الجلالة البريطانية لن تعترف بإميل اده رئيسا للجمهورية اذا انتخبته هذه الاكثرية، حتى اخذ النواب الذين كانوا مجتمعين في منزله في الصنائع يتسابقون على المغادرة، بحيث ان بعضهم لم ينتظر دوره في الخروج فقفز فوق "الدرابزين"، ما جعل العميد الراحل ريمون اده وهو يتذكر هذا المشهد المؤسف والمحزن يقول في مناسبات عدة امام بعض اصدقائه، إن هذا المنزل (منزل والده) اعتاد ان يمتلئ بالناس والزعماء وان يفرغ منهم بحسب الظروف... وهو يقصد ان معظم الناس وكذلك الزعماء هم مع الواقف، لانهم مع مصالحهم اولاً ...وعندما انقسم اللبنانيون بين من هم مع "حلف بغداد" ومن هم مع "التيار الناصري" دخلت الولايات المتحدة الاميركية على الخط عند سقوط ذاك الحلف لتفرض تسوية تقضي ببقاء الرئيس كميل شمعون في سدة الرئاسة حتى آخر يوم من ولايته واسقاط فكرة التجديد له، والاتفاق بينها وبين الرئيس عبد الناصر على ان يكون اللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية بحيث يشكل انتخابه تسوية تأخذ بمبدأ الـ"لا غالب ولا مغلوب" وقد اضطر الرئيس شمعون بفعل هذه التسوية الى الطلب من نوابه انتخاب خصمه السياسي اللواء شهاب، ولم يشذ عن ذلك علنا سوى النائب نعيم مغبغب.

وكانت محاولة الانقلاب الفاشلة على حكم الرئيس شهاب آخر محاولات الصراع على النفوذ في المنطقة بين بريطانيا والولايات المتحدة بعد سلسلة الانقلابات العسكرية التي شهدتها سوريا بفعل هذا الصراع.

ثم انقسم اللبنانيون وزعماؤهم بين من هم مع المسلحين الفلسطينيين في لبنان ومن هم ضدهم، فكانت الحروب الداخلية، التي جعلت سوريا تدخل اليه بجيشها بموافقة عربية ودولية ومن دون ممانعة اسرائيلية.

وها هم اللبنانيون وزعماؤهم ينقسمون اليوم بين من هم مع المحور الايراني – السوري ومن معه في الداخل والخارج، ومن هم ضد هذا المحور في الدخل والخارج ايضا، اي الولايات المتحدة الاميركية تحديدا.

والمعركة بين هذين المحورين لا تدور على الساحة اللبنانية وحدها بل على ساحات عربية ايضا، وإن نتائج المعركة سوف تنعكس سلبا او ايجابا ليس على الوضع في لبنان فحسب، بل على الوضع في اكثر من دولة عربية. فاذا انتصر المحور الايراني – السوري كان للبنان وللمنطقة وجه، واذا انهزم هذا المحور كان لهما وجه آخر، ولكلا الوجهين انعكاس على المواجهة القائمة في لبنان بين 8 و14 آذار وعلى الحكومة والمحكمة ايضا بعد انقسام اللبنانيين حولهما.

اما اذا انتهى الصراع بين المحاور بالتعادل، اي بـ"لا غالب ولا مغلوب"، فلا بد عندئذ من الاتفاق على تسوية قد تعيد احياء معادلة "السين – سين" او ما يشبهها عربيا او اقليميا او دوليا، بحيث تقوم حكومة وحدة وطنية في لبنان لا زغل فيها كما في السابق تكون قادرة على العمل والانتاج، ويقوم في سوريا نظام ديموقراطي يختار اهل الحكم بموجب انتخابات حرة ونزيهة، وذلك بعد اصلاح النظام الحالي وتطويره وليس اسقاطه، لئلا يكون لذلك تداعيات ليست في مصلحة احد.

لذلك فالمواجهة بين 8 و14 آذار حول الحكومة والمحكمة وحول غيرها من المواضيع المهمة لا تحسمها المناقشات للبيان الوزاري، بل نتائج الحوادث الجارية في سوريا، فإما تأتي لمصلحة هذا الطرف او ذاك، او لمصلحة الطرفين معا اذا انتهت بتسوية عادلة ومتوازنة، كما حسم الصراع على النفوذ بين فرنسا وبريطانيا المواجهة السياسية بين "الكتلة الدستورية" و"الكتلة الوطنية"، وكما حسم الصراع على النفوذ بين بريطانيا واميركا المواجهة بين التيار الناصري وخصوم هذا التيار بانتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية، وكما حسم الصراع ايضا المواجهة بين من كانوا مع المسلحين الفلسطينيين ومن كانوا ضدهم بفرض وصاية سوريا على الجميع في لبنان... فعلى اللبنانيين ان ينتظروا نتائج الازمة في سوريا ليروا اي لبنان سيكون لهم...

 

التصعيد الكلامي لم يُثِرْ مخاوف أمنية جدّية

استحقاق المحكمة خارجي أكثر منه داخلي

روزانا بومنصف/النهار

على رغم حدة الخطاب السياسي التي برزت على اثر صدور مذكرات التوقيف في حق متهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فان بقاء الوضع هادئا على المستوى الامني كان مدعاة ارتياح كبير وبدا مشجعا باعتبار ان القرار الاتهامي قطع قطوعه الاول من حيث المبدأ من دون تداعيات كبيرة، نسبة الى  ما جرى التهديد به على مدى أكثر من سنة ونصف السنة. وهذا الهدوء الامني كان موقع تقدير على المستويين السياسي والديبلوماسي في الايام الاولى ما بعد صدور مذكرات التوقيف على رغم ان ارتفاع منسوب التوتر السياسي يخشى منه كثر ان يتطور في مراحل لاحقة الى ترجمة عملية له في الشارع. الا ان مصادر رسمية طمأنت المهتمين المتابعين ان الاتصالات التي جرت في كل الاتجاهات ضمنت عدم حصول اي توترات يمكن ان تمس بالاستقرار وان الحرب الكلامية لن تتطور الى ابعد من ذلك ولو ان المخاوف تبقى من ان الخطاب السياسي يضمر الكثير من الاحقاد والضغائن بما لا يمكن التكهن بتبعاته على طول الخط خصوصا في ظل اعتقاد انه كلما تطور الوضع الاقليمي على النحو الذي يسير فيه يمكن ان ينعكس ذلك في الداخل اللبناني.

وتقر مصادر في الاكثرية النيابية ان الكثير من عوامل ارتفاع حدة الخطاب السياسي ارتبطت بما اعلنه رئيس كتلة "حزب الله" النيابية النائب محمد رعد وبالجانب الذي استهان به الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله بالعدالة على اساس انه لا يمكن لا خلال 30 يوما او 300 سنة النيل من المتهمين في الوقت الذي كان يشيد فيه رئيس مجلس النواب بردة فعل قوى 14 آذار على صدور مذكرات التوقيف عن المحكمة الدولية. وبحسب هذه المصادر فان ما حصل على هذا الصعيد كان اشد وطأة على الحكومة ورئيسها منها على قوى 14 آذار. اذ انه في ظل اتفاق مسبق على ان يترك لمجلس الوزراء هامش تقرير ما يجب القيام به ازاء المحكمة امام الخارج الذي كان ابلغ رئيس الحكومة مباشرة ضرورة التزام القرارات الدولية. واي موقف او رد فعل سيأتي بناء على ما كانت ابلغت به الحكومة على مدى اشهر. لكن جاء بيان قوى 14 آذار ليطغى على هذا الجانب، علما ان التحدي سينتقل فورا الى انتظار موقف الحكومة من الخطوة التالية المتعلقة بالمحكمة، اي موضوع التمويل. 

 

العماد عون والتحدي الكبير

غسان حجار/النهار     

تختلف الاعتبارات في النظرة الى الربح والخسارة تبعاً للظروف المحيطة. ففي عالم الأرقام يعتبر العماد ميشال عون و"تكتل التغيير والإصلاح" أول المنتصرين في الحكومة الجديدة، اذ حاز ثلث عدد الوزراء، زائداً نصف أو ربع وزير لا فرق، أي من دون بلوغ الثلث المعطل الذي لا قيمة له في حكومة من لون واحد.

لكن الرغبة في السلطة بعد طول اقصاء تحققت في غير الزمن الأنسب، لأن الحكومة، بثلثها التغييري والإصلاحي، ستواجه أعتى المعارك والحملات عليها، في مقابل التحديات الكبيرة التي تواجه عملها، ولا دخل لقوى 14 آذار في ذلك، بل هي تركيبة الإدارة اللبنانية، والفساد المستشري فيها، وقلة المال في الخزينة، والملفات المتراكمة منذ عهود... أضف الى كل ذلك المصالح الشخصية للوزراء، التي يمكن ضبطها أحياناً من دون القدرة على إلغائها. من هنا تصبح الوزارات العشر وبالاً على التكتل أكثر منها انتصاراً، وربما يعتبر فائزاً من حلفاء "التيار الوطني الحر" مَن قبل بحقائب وزارة الدولة، لأن لا مبرّر  للناس على محاسبته لاحقاً. واذا شئنا ان نعدد الوزارات التي حصل عليها التكتل لتوقفنا ملياً أمام "الدسمة"، ومنها مثالاً:

الطاقة: هل من الممكن توفير الكهرباء 24 ساعة، وتنظيم الجباية ومنع التعديات عن الشبكة؟ وهل من الممكن البدء بالتنقيب عن الغاز أو النفط في بحرنا؟ وهل من الممكن ضبط أسعار المشتقات النفطية بما يناسب قدرة اللبناني على الاستمرار؟

الاتصالات: صحيح ان الوزير السابق وعدنا بالانتقال الى الجيل الثالث، وإن متأخرين، لكن مراقبين يشككون في قدرة الشركتين المشغلتين لقطاع الخليوي على الانتقال حالياً إلا بطاقة محدودة جداً في بيروت. وماذا عن الـ500 دولار التي طالما تحدث عنها نواب في "التيار" واعتبروها سرقة للمواطن؟ هل يبادر وزير "التيار" الى طلب استعادتها ودفعها لكل لبناني سرقت منه؟ الثقافة: ومن ضمنها مديرية الآثار التي تقف عاجزة أمام سرقة الآثارات، وقد اقر الوزير السابق بأن نحو نصف المكتشفات الأثرية معروضة في قصور المسؤولين، ولا قدرة للمديرية إلا على اصدار تصاريح لتجديد عرضها حيث هي، اضافة الى محاولة منع سرقة آثار جديدة واقتنائها من أفراد وأحزاب بعد العثور عليها. وثمة في الكرك، قرب زحلة مسقط الوزير الجديد، مثال جديد بعد منع مديرية الآثار عن الاطلاع على المكتشفات قرب مقام النبي نوح!

العمل: وما أدراكم ما هو هذا الملف الشائك، خصوصاً في مجال ضبط العمالة الوافدة الينا من سوريا من دون مراقبة أو اجازات عمل، فيما يتم الاستقواء على عامل مصري (عربي أيضاً!) فيسجن ويرحَّل. نماذج تكفي للدلالة الى حجم التحدي الكبير الذي يواجه الحكومة الجديدة بمكوناتها الأساسية، ولا حجة لديها الآن بأن ثمة فريقاً يعطل عملها في الداخل.

 

الحقيقة

اوكتافيا نصر/الشرق     

من منا لا يحب الحقيقة؟ قبل ان تسارعوا الى الاجابة وكلنا نحب الحقيقة فكروا مليا. فكروا وأسألوا انفسكم "اي حقيقة؟" هل الحقيقة كونية؟ ابداً! فما هو "حقيقة" بالنسبة الى احدهم هو بروباغندا لشخص آخر وكذبة لثالث وتشويش للواقع في نظر آخرين.

الحقيقة هاربة تراود بعضنا كوابيس بسببها، فيما يتوق آخرون الى اكتشافها ويبدي سواهم استعدادا للتضحية بحياتهم من اجل بلوغها. انها سلاح يستخدمه بعضنا لاثبات وجهة نظر معينة، فيما يستعمله آخرون للمواربة والالهاء الى ان يلهينا التشويش عن مسائل فعلية مطروحة.

الحقيقة مفهوم جميل نتمسك به لأن الكائن البشري في حاجة الى تفسير ظواهر كثيرة في الحياة. يساعدنا هذا على التماهي مع المجتمع وتعلم درس من اجل المضي قدما في ضوء معرفتنا للنتائج التي قد تترتب على بعض مناحي الحياة عموماً، وفي حياتنا خصوصا. لهذا نعيش في غياب "الحقيقة"، حالا من الحيرة والالتباس، ونكون عاجزين عن التقدم لاننا غير واثقين مما اذا كانت افعالنا ستقودنا الى ما هو افضل أو أسوأ.

عندما غطيت التظاهرات الحاشدة في آذار 2005 عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، تحدثت عن رد فعل شعبي عفوي امام عملية قتل مثيرة للصدمة. بدا لي، كما لعدد كبير من الصحافيين، ان الناس لم يتقبلوا هول ما جرى فنزلوا بعفوية الى الشوارع حاملين العلم اللبناني، رمز بلادهم، ولافتات كبيرة تطالب بـ"الحقيقة" بعبارات واضحة جدا لم يهز هذا المطلب البلد الصغير او المنطقة فحسب، بل هز العالم بأسره. عبر الحدود وتصدر العناوين الرئيسية في انحاء العالم. واستقطب الدعم للبنان فهتف اللبنانيون بصوت أعلى وأكثر تصميما مطالبين بمعرفة الحقيقة. وقد اسقطوا الحكومة التي كانت تخضع للسيطرة السورية وارغموا القوات السورية على الخروج من لبنان في غضون اسابيع. وكانت لي فرصة مواكبة هذه النسخة المبكرة من الربيع العربي الذي نشهده حاليا، وحظيت بفرصة كتابة تقارير عنها من لبنان وسوريا. بعد ستة اعوام على حوادث 2005 التاريخية، نطقت المحكمة الدولية التي أنشأتها الامم المتحدة للتحقيق في اغتيال الحريري ومحاكمة من اصدروا الاوامر ومن نفذوا هذا العمل الشنيع بـ"حقيقتها". وحولت التأجيلات الكثيرة قبل بلوغ هذه المرحلة، الى التسريبات الكثيرة التي اتهمت اطرافاً مختلفين في مراحل عدة، والمشاحنات السياسية حول القرار الاتهامي – حولت اذا هذه الحقيقة اداة تستعملها المجموعات المختلفة لتحريك اوراقها السياسية بالطريقة التي تناسبها. فبين من صفقوا للقرار الاتهامي ومن نددوا به وصولا الى اعلان "حزب الله" انه لن يسمح بحصول التوقيفات، تبقى الحقيقة رهينة السياسة المحلية والاقليمية والدولية.

الحقيقة اليوم هي مثل لبنان، مقسمة اجزاء، وكل جزء يصارع الآخر من اجل البقاء. الحقيقة يتيم فقد أمه وأباه وهو ينتظر اقرباءه ليرسموا له مسار حياته. وكل قريب يشد في اتجاه كي يحقق مصالحه الخاصة. ولا احد يأبه لما تريده الحقيقة فعلا. ومع مرور الوقت، ربما نسيت الحقيقة هويتها والدور الذي كان يفترض ان تضطلع به.

في خضم كل هذا الالتباس والغموض، ثمة أمر أكيد. قالت المحكمة الخاصة بلبنان جزءا اول من الحقيقة. ولا شك في اننا سنكون على موعد مع المزيد. سوف تعرض العضلات في كل مرحلة. سوف يكون هناك رابحون وخاسرون. وفي مكان ما في وسط هذه المعركة، ستكمن دائما الحقيقة الفعلية... المسحوقة الى درجة التشويه بما يذكر بمشهد مسرح تلك الجريمة، كما بالاغتيالات التي سبقتها وتلك التي تلتها.

 

هاربون من العدالة في لبنان

خيرالله خيرالله /ايلاف

لماذا الهرب من العدالة في بلد ما؟ لماذا هناك هاربون من العدالة في لبنان؟ ليست المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي انشأها مجلس الامن التابع للامم المتحدة بموجب القرار الرقم 1757 وتحت البند السابع سوى محاولة لتحقيق العدالة. هل ينجح المجتمع الدولي في جعل منطق العدالة يشمل لبنان انطلاقا من تحديد الجهة التي نفذت اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، على راسهم النائب باسل فليحان، ومن يقف وراء تكليف هذه الجهة تنفيذ الجريمة في الرابع عشر من شباط- فبراير من العام 2005؟ ذلك هو السؤال الكبير. هل لبنان جزء من العالم المتحضر ام لا؟ هل هو بلد حرّ سيّد مستقل ام مجرد "ساحة"؟  في النهاية ان المحكمة الدولية، في حال تحقيق الهدف المرجو من قيامها، تقطع الطريق على كل هذه الاسئلة واي اسئلة اخرى من هذا النوع.

جاء القرار الظني الصادر عن المدعي العام في المحكمة الدولية ليؤكد ان هناك نية حقيقية لاخراج لبنان من دوامة الاغتيالات ووضع حدّ للظلم الذي يتعرض له الوطن الصغير منذ تلك الساعة التي حوله فيها العرب، جميع العرب للاسف الشديد، الوطن الصغير الى كبش فداء يعوض عن تقصيرهم في اتخاذ موقف واضح يتلخص بسؤال في غاية البساطة: هل في استطاعتهم خوض حرب مع اسرائيل لاستعادة الاراضي المحتلة في العام 1967 ام لا؟

 كانت نتيجة العجز العربي اجبار لبنان على توقيع اتفاق القاهرة في العام 1969 وهو اكبر جريمة ارتكبت في حق هذا البلد الذي امتلكت قيادته ما يكفي من الشجاعة لتفادي دخول الحرب في العام 1967. كانت النتيجة ان لبنان حافظ على اراضيه في حين خسرت الاردن، التي اجبرت على خوض الحرب، الضفة الغربية والقدس الشرقية فيما خسرت مصر سيناء وقطاع غزة وسوريا هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في ظروف لا تزال الى الآن غامضة...

اخيرا ثار اللبنانيون على الوضع القائم في بلدهم منذ العام 1969. ثاروا على السلاح غير الشرعي الذي كان فلسطينيا ثم صار ايرانيا ابتداء من العام 1982. ما يجمع بين السلاحين الفلسطيني والايراني في لبنان هو النظام السوري الذي اخذ على عاتقه اغراق الارض اللبنانية بالسلاح والفوضى منذ ما قبل توقيع اتفاق القاهرة. ما الهدف من الهجمة على لبنان؟ هل لبنان هدية يقدمها، هذه الايام، النظام السوري للنظام الايراني كي يضمن وجود نفوذ له خارج اراضيه وتاكيد انه لا يزال يمتلك اوراقا اقليمية على حساب الشعب اللبناني؟

تأتي المحكمة الدولية لتضع حدا للعبة قديمة تجاوزها الزمن. انها لعبة تقوم على غياب من يحاسب الانظمة التي تستند في كل ما تقوم به من اجل الحفاظ على نفسها على فكرة الغاء الآخر. الغى النظام السوري حماة في العام 1982. يكتشف هذا النظام في السنة 2011 انه الغى نفسه وان الغاء حماة، وقبل ذلك وبعده الشعب السوري، لم يكن حلا. لا تزال لعنة حماة تلاحق كل من قتل طفلا في المدينة. لا تزال لعنة لبنان تلاحق كل من ارتكب جريمة على ارض هذا البلد بدءا بجريمة اغراقه بالسلاح تحت شعار اسمه "المقاومة".

 لنفترض انه كان هناك ما يبرر "المقاومة" قبل العام 2000 تاريخ الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان تنفيذا للقرار الرقم 425 الصادر عن مجلس الامن. ماذا حصل بعد ذلك؟ كل ما في الامر ان السلاح استخدم ولا يزال يستخدم لاخضاع لبنان وقتل اللبنانيين من العرب الشرفاء الذين رفضوا بقاء بلدهم "ساحة" الى ما لا نهاية... وبضاعة تصلح لابتزاز العرب وغير العرب وسط تاييد اسرائيلي لا حدود له لمثل هذا الدور يلعبه الوطن الصغير!

من يقف حاليا ضد المحكمة الدولية، انما يمارس لعبة مكشوفة. ملخص اللعبة ان هناك من يريد تغطية جريمة اغتيال رفيق الحريري والجرائم الاخرى التي تلتها او سبقتها. المحكمة نهاية للعبة. كان رفيق الحريري على حق. اكد له احدهم له قبل 48 ساعة من تفجير موكبه ان النظام في بلد معين معروف جيدا سيلجأ الى الى اغتياله. كان جوابه هل النظام في هذا البلد "مجنون"؟ يبدو ان النظام الذي لعب دورا في توفير غطاء لعملية الاغتيال وشارك فيها بطريقة او باخرى مجنون الى حد كبير. من يفرض التمديد لاميل لحود رغم صدور القرار 1559 مجنون حتما. لم يفهم هذا النظام شيئا عن التغييرات التي طرأت على العلاقات الدولية والتي كانت لها انعكاساتها على الشرق الاوسط. ما نشهده حاليا تاكيد لكون رهان رفيق الحريري على لبنان في محلّه. لم يخذل اللبنانيون من اعاد بناء بيروت واعاد لبنان الى خريطة المنطقة ودفع من دمه ثمنا لذلك.

 يتبين كلّ يوم ان لبنان صيغة متقدمة وانه عصي على انظمة تصدر اليه السلاح من اجل تدمير مؤسساته وتعتقد ان في استطاعتها البقاء في منأى عن انعكاسات الغرائز المذهبية بعدما فعلت كل شيء من اجل اثارتها في هذا البلد الجار او ذاك!

باتت المحكمة الدولية امرا واقعا. اي كلام يشكك في المحكمة لا يصدقه غير السذج الذين لا يعرفون شيئا عما يدور في العالم. لن ينفع في الاساءة الى المحكمة اي كلام عن ارتباطها بالولايات المتحدة واسرائيل. الاهمّ من ذلك كلّه ان هناك من لا يريد استيعاب ان الشرق الاوسط دخل مرحلة جديدة فرضها صمود الشعب اللبناني ومقاومته للاغتيالات ولسياسة قائمة على الانتهاء من الآخر. لبنان يرفض السلاح ويرفض خصوصا الانقلابات. مثلما انتصر على كل المحاولات الانقلابية التي كان اغتيال رفيق الحريري احداها، سينتصر على المحاولة الانقلابية الاخيرة الهادفة الى جعله دولة منبوذة عن طريق فرض حكومة بواسطة السلاح المذهبي الذي تستخدمه ميليشيا تابعة مباشرة للنظام الايراني.

لو لم يصمد الشعب اللبناني ويقاوم لما كانت المحكمة الدولية. دفع لبنان غاليا من اجل الوصول الى القرار الاتهامي. انها الحقيقة التي بدأت تظهر... وهذا ما يفسر ظهور الهاربين من العدالة بالطريقة التي ظهروا بها!

 

"لايك" الحرية

زياد ماجد/لبنان الآن

لعل أبرز ما اخترعه الفايسبوك هو ذاك النقر على رابط "لايك" للتعبير عن إعجاب أو تقدير أو محبّة أو تعاطف أو أخذ علم أو لياقة أو كل ما ورد مجتمعاً. ورابط الــ"لايك" الصغير هذا يجوز استخدامه تجاه "صفحة" لشخص أو لقضية أو لكتاب أو مناسبة. كما يجوز اللجوء إليه عند الوقوع على صورة أو عقب قراءة تعليق أو نص أو حتى تعليق على التعليق أو النص. وهو يصير بعد أيام من كثرة استخدامه إدماناً، إذ يشعر الواحد برغبة ملحّة بوجوده في حوزته طول الوقت يضغط عليه سراً أو يستلّه فجأة إن أعجبه شيء أو شخص أو صوت أو كلمة أو أمر ما في الطريق أو البيت أو الجامعة أو المقهى أو أي مكان آخر. أكثر من ذلك، يمكن للفرد أن يتخيّل مجتمعاً بحاله مسلّحاً بروابط "اللايك" يضغط عليها يميناً ويسارا، ويطلقها في احتفالات تترجم "ميدانياً" المشتركَ في المشاعر والانفعالات.

على أن "اللايك" صارت منذ بدء الثورات العربية "إلتزاماً" سياسياً. فعلى الواحد الالتحاق بصفحات ودعمها، وعليه تشجيع كتابات وتحصينها. والأهم، عليه تكييف معاني "لايكاته" مع طبيعة المواد التي يرصدها. وهذا التكيّف تحوّل مع الثورة السورية الى أمر صعب أو شبه مستحيل. فأخبار تلك البلاد الشامخة الحاضرة يومياً على صفحات عامة وشخصية تثير شحنات من العواطف تحتاج الى رشقات كثيفة من "اللايكات" كي تشِي بمكنوناتها. فلا "لايك" تكفي مثلاً للتعبير عن حال الانبهار بشجاعة أهل درعا وبانياس ودوما ودير الزور والرقة وإدلب وهم يواجهون الدبابات بصرخات الحرية. ولا "لايك" تكفي لنقل الكمّ الحقيقي من مشاعر الاعتزاز والفخر بجيرة أهل حمص وحماة. ولا "لايك" تقدر على نقل الحب للأصدقاء والصديقات القاطنين في سوريا أو القاطنة هي في عقولهم وأجسادهم حيث هم في المنافي ينتظرون أهلهم ونصرهم. ولا "لايك" تقدر على نقل الإعجاب بروح السخرية وهي تنكّل بالطاغية وتُسقط عنه كل هيبة اصطنعها وفرضتها "مخابراته". وأيضاً لا "لايك" يمكن أن تحمل ما يكفي من فرح عند خروج معتقل كانت صورته قد صارت مألوفة لكثرة ما وضعها أصحاب على صفحاتهم أو "بروفايلاتهم"، حتى ليشعر الواحد أن له قسطاً من صداقة المحرّر أو حقاًّ في الاحتفال معه ومع ذويه...

هي "اللايك" إذن، وهي صارت منذ 3 أشهر أو أزيَد، شديدة الالتصاق بسوريا؛ بتلك البلاد المتمسّك أبناؤها وبناتها بإرادة الحياة، وبتلك الأسماء العلم التي تحوّلت في ذاتها الى مرادفات للحرية... الحرّية التي لا تستحق "لايكاً" فحسب، بل وملايين "اللايكات".

 

محامي الشيطان

محمد سلام/لبنان الآن

الرئيس نجيب ميقاتي، المكلف إدارة حكومة الأسد-أحمدي نجاد، ليس في وضع يحسد عليه.

ليس لأن قوى 14 آذار تتهمه بعدم احترام المحكمة الخاصة بلبنان ذات الطابع الدولي.

وليس لأن أمين عام حزب الفقيه الفارسي المسلح السيد حسن نصر الله لم يحترم حكومته التي قال إنها لن تتمكن من إيجاد أو توقيف المطلوبين للعدالة الدولية بتهمة قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وغيره.

بل لأن السيد نصر الله لم يرحمه لجهة إلتزاماته العائلية، ومنعه حتى من العمل على إيجاد أو اعتقال مجموعة كانت قد خطفت حماه، والد زوجته السيدة مي، وجدّ أولاده مالك وميرا وماهر، في 13 تموز/يوليو العام 1985 بغية تأمين الإفراج عن مسجون في الكويت بتهمتي تفجير السفارتين الفرنسية والأميركية قبل عامين من ذلك التاريخ.

نعم، السيد حسن لم يرحم الرئيس ميقاتي حتى في عواطفه الأسرية. فلم يسمح له حتى بهامش التعاطف مع حماه، السيد واجد أحمد دوماني، المستشار الصحافي لدى السفارة الكويتية في بيروت سابقا، والذي خطفه عماد مغنية من سيارته المزوّدة لوحة دبلوماسية في منطقة الروشة ببيروت لتأمين الإفراج عن مصطفى بدر الدين المسجون في الكويت بموجب حكم قضائي بعد إدانته بجريمتين إرهابيتين هما تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية في 12 كانون الأول/ ديسمبر من العام 1983.

مغنية، الذي كان يصدر بياناته باسم "حركة الجهاد الإسلامي"، أبقى السيد "أبو أحمد" الدوماني في مستوعب معدني تحت حرارة شمس تموز وآب على قارعة الطريق بمنطقة الأوزاعي شهراً كاملاً حتى أفرج عنه بعدما تسلّم شريط فيديو من الكويت يثبت أن شقيق زوجته مصطفى بدر الدين ما زال على قيد الحياة.

جميع الإعلاميين الذين عملوا في بيروت بين العامين 1969 و 1985 عرفوا "عمي أبو أحمد" الطيب، الذي لم يؤذ نملة، بل كان صاحب أفضال على الكثر من أهل القلم والرأي، كما على العلاقة الإعلامية بين دولتي الكويت ولبنان. ولكن مغنية اختار صاحب البسمة العريضة والوجه الصبوح ليبادل به إرهابياً ذهب من بيروت إلى الكويت لتنفيذ تفجيرات على أرض دولة عربية، لا لشيء إلاّ لأنها كانت كما بقية العرب –باستثناء سوريا وليبيا- تدعم العراق في حربه ضد إيران. فما دخل مقاومة إسرائيل بالحرب العراقية الإيرانية، وما ذنب لبنان كي يعادي دولة الكويت التي تستضيف آلاف اللبنانيين العاملين في مؤسساتها والمتنعمين بخيراتها؟

وكأن ما لحق بالسيد واجد دوماني من أذى غير كاف، أطل السيد حسن ليمنع صهر الضحية حتى من تعقّب من خطفوه، أو من خُطف بسببهم، لا فرق.

هي عدالة حزب يدّعي أن "الأخوة المجاهدين ... الذين لهم تاريخ في مقاومة إسرائيل ... اتهموا ظلما" بتنفيذ جريمة إرهابية بامتياز استهدفت الرئيس الشهيد، والنائب باسل فليحان، كما تورطوا في اغتيال أمين عام الحزب الشيوعي سابقا جورج حاوي ومحاولة اغتيال معالي الوزير الياس المر.

فإذا كان الرئيس ميقاتي غير عالم يوم التكليف بما قام به من كلّفه، أقلّه تجاه جد أولاده، فتلك مصيبة. وإن لم يكن عالما يوم تأليفه حكومة الأسد-الخامنئي، فالمصيبة أعظم، وإن بقي بعد القرار الاتهامي... غير عالم فالمصيبة كارثية الأبعاد.

الحد الأدنى المتوقع، منطقيا، هو أن يتعاطف الرئيس ميقاتي مع آلام أسرته، هذا إن لم يشأ أن يتعاطف مع آلام أسر الضحايا والشهداء من خارج إطاره العائلي.

فما هو الرئيس ميقاتي بفاعل يا ترى غير ما تعهد به بأن حكومته "ستتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان"؟

هل ستتابع حكومته مسار العدالة الدوليّة كما تابع هو مسار حق والد زوجته-جد أولاده؟

هل سيتابع مسار العدالة الدولية على طريقة تقرير السيد حسن الذي اتهم فيه لجنة التحقيق الدولية بتهريب حواسيبها عبر إسرائيل فيما أثبتت الوثيقة نفسها التي عرضها أن الحواسيب عائدة للجنة الأمم المتحدة لمراقبة خط الهدنة بين إسرائيل ولبنان، ومقرّها في إسرائيل، وليس في لبنان.

هي التلفيقة الثانية التي يمررها السيد حسن على "شعبه" بعد تلفيقة خطاب هنري كيسنجر للعميد ريمون إدة الشهير الذي تبين أن كاتبه هو الصحافي في مجلة "الحوادث" سليم نصار.

فماذا سيفعل الرئيس ميقاتي بمتابعة مسار "القرار الاتهامي" الذي ساقه السيد حسن للعدالة الدولية؟

بل ماذا سيفعل بالأمن والاستقرار في مطار رفيق الحريري الدولي، ومرفأ بيروت الدولي ومعبر المصنع الحدودي، وهي المعابر الحدودية الثلاث التي يسيطر عليها السيد حسن، على الرغم من أنها "نظريا" معابر رسمية خاضعة لسلطة أجهزة الدولة اللبنانية؟

وماذا سيفعل الرئيس ميقاتي باحتجاز حزب السيد حسن للطائفة اللبنانية الشيعية، وارتهانها، وممارسة الفتنة باسمها من دون رغبة منها، ومن ثم تهديد من يعترض على نشاطات حزبه المسلح بأنه يستثير فتنة مذهبية وحربا أهلية؟

وكيف سيطبق الرئيس ميقاتي المادة الأولى من مقدمة مسودة بيانه الوزاري التي تعتبر أن تعزيز السلم الأهلي هو "مهمة تتولاها القوى العسكرية والأمنية الشرعية، ولا يشاركها فيها أي سلاح آخر غير سلاحها الشرعي"؟

هل سيطبقها عبر الالتزام بأوامر السيد حسن بأن أحدا لن يوقف أو يجد المتهمين بقتل الرئيس الشهيد ورفاقه حتى بعد ... 300 سنة؟

أم ترى هو سيطبّقها كما طبّقها يوم عثر، بل يوم لم يعثر، على من قتل رجله المرحوم خضر المصري في طرابلس؟

بل كيف سيطبق الرئيس ميقاتي ثالوثه غير المقدس من شعب وجيش ومقاومة، بعدما حدد السيد حسن أن المتهمين بالقتل لهم "تاريخهم الجهادي المجيد".

أي تاريخ سيحترم الرئيس ميقاتي يا ترى: تاريخ مقارعة إسرائيل، أم تاريخ "العصابة الإرهابية" غير المجيد في قتل وخطف الأبرياء في الكويت ولبنان، ومنهم جد أولاده؟

بعد كل الأدوار التي أداها بامتياز قبل تكليفه الملتبس وتأليفه المنغمس، هل سيتوّج الرئيس ميقاتي حياته السياسية بدور "محامي الشيطان"؟

ميقاتي يعتبر ان قوى 14 آذار تصوّب على الحكومة بسبب خروجها من السلطة بعمل ديموقراطي فعن اي عمل ديمقراطي "بامتياز" يتكلّم؟ فهل يقصد "القمصان السود"؟

ديمقراطية 8 أذار لـ14 أذار: "من مصلحتكن ضبوا لساناتكن" في جلسات الثقةMon 04 Jul 2011 - 8:41:34 PM

ما كاد حبر بيان قوى الرابع عشر من آذار يجفّ حتى صدر الرد القوي عن رئيس حكومة كل لبنان الوسطي الذي اختار الوقوف بشكل واضح في الوسط وللتذكير انه جعل شعار حكومته "كلنا للوطن كلنا للعمل" فكان "العمل" صياغة بيان طويل قوي اللجهة ضد نصف الشعب اللبناني على الاقل فترسخت ايضا بذلك عبارة "كلنا للوطن".. فبات من الضروري على رئيس الحكومة تغيير الشعار قبل كل شيء ولاحقا تغيير "وسطيته" لتصبح حكومة" كلنا لنصف الشعب اللبناني وكلنا للتنكر لماضينا وللشهداء..".

 

نشرة أخبار موقع الكتائب ليوم الثلاثاء

ميقاتي الذي اعتبر ان قمة التضليل في بيان البريستول تكمن في الادعاء بأن الحكومة "تتنكر لدماء الشهداء وكراماتهم وتدفع الدولة اللبنانية خارج الشرعية الدولية" يبدو انه لم يسمع كلام السيّد حسن نصرالله الاخير الذي رفض فيه اي تعاون مع المحكمة الدولية لا بل التنكّر لقراراتها هذا اذا لا يعتبر ان حزب الله جزء من الحكومة.

رئيس حكومة كل لبنان اعتبر ان قوى 14 آذار تصوّب على الحكومة لعجزها الواضح عن مواجهة حقيقة خروجها من السلطة بعمل ديموقراطي بامتياز، فعن اي عمل ديمقراطي "بامتياز" يتكلّم؟ فهل قصد "القمصان السود" ام انقلاب النائب وليد جنبلاط المفاجئ تحت الضغط والذي حلّ معه اللقاء الديمقراطي؟؟ كلها اسئلة مشروعة..

وفي الوقت الفاصل عن الجولة الاولى من مبارزة ساحة النجمة ادارت الكتل النيابية محركاتها لتنسيق المواقف، كتلة الكتائب البرلمانية تداولت في المواضيع التي ستثار من قبل نواب الحزب في جلسات الثقة بينما حذر المكتب السياسي الكتائبي من تخيير اللبنانيين بين السلم الأهلي والاستقرار، كتلة التنمية والتحرير رفضت لغة التهديد والتهويل والإستقواء بالخارج في ما يتصل بعمل الحكومة، تكتل التغيير والاصلاح، النائب وليد جنبلاط دعا الى الخطاب الهادئ  متخوفا من ان تكون جلسات الثقة مبارزات إعلاميّة وتشويقا فولكلوريا في غير مكانه وزمانه، هذا كله فيما كان النائب العماد ميشال عون يتابع حملته التي باتت معتادة على الفريق الآخر فاعتبر ان المعارضة عبر بيان البريستول حملت شعار "كلنا ع الوطن" و طلب منها لمصلحتها "ان يضبّوا لساناتهم غدا ويبقوا ضمن الديمقراطية، فلو انفتقوا لن يستطيعوا القيام باي امر على الارض"

وحمّلهم مسؤولية اية مقاطعة دولية وقال:"ان البحر مفتوح أمام الخائف من الاغتيالات" .

ميقاتي يهاجم بعنف قوى 14 آذار

اذاَ، ردّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على قوى 14 آذار فاتّهمها بالتصويب على الحكومة لعجزها عن مواجهة حقيقة خروجها من السلطة "بعمل ديمقراطي بامتياز" معتبراً ان الطلب من الحكومات العربية والمجتمع الدولي عدم التعاون مع هذه الحكومة يعكس حال الاضطراب ونوبات الغضب الشديد التي يعيشها المجتمعون في "البريستول" .

واعتبر ميقاتي في بيان رداً على اجتماع 14 آذار ان قمة التضليل تكمن في الادعاء بأن الحكومة "تتنكر لدماء الشهداء وكراماتهم وتدفع الدولة اللبنانية خارج الشرعية الدولية"، مشيراً إلى ان القاصي والداني يعرف من عمل في وقت من الاوقات على "تسوية"على حساب دم الشهداء وقضيتهم للتمسك بموقعهم في السلطة.

وإذ رأى ان المعارضة حق مشروع، شدد ميقاتي على ان التخريب على الوطن جريمة لافتاً إلى ان المسؤولية الوطنية تتطلب من الجميع حماية السلم الأهلي والاستقرار وليس التخريب أو إفتعال بطولات وهمية توتر الأوضاع الداخلية . وامام مجلس نقابة الصحافة، اعاد ميقاتي تأكيده ان  لبنان لا يستطيع وقف عمل المحكمة قائلا:"سنستمر في كل الالتزامات الى حين حصول إجماع". وكان ميقاتي قد زار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبحثا  في التطورات العامة في البلاد. وعلِم ان الرئيسين لم يبتا في موضوع استقالة الوزير طلال ارسلان.

الكتائب: كلام نصرالله عصيان سياسي وامني على الدولة

المكتب السياسي الكتائبي اعتبر ان البيان الوزاري تضمن في أكثر من فقرة عبارات ملتبسة وضعتها الحكومة لايجاد مخرج لها للتنصل من التزامها العدالة تجاه اللبنانيين والعالم  وهي بمثابة تنكر واضح للمحكمة وتحايل عن سابق اصرار وتصميم على العدالة مشددا على ان دور الحكومة اللبنانية هو السهر على الالتزام بتعهداتها تجاه اللبنانيين والمجتمع الدولي .

واكد المكتب السياسي برئاسة رئيس الحزب الرئيس امين الجميّل ان المحكمة انشئت لتحقيق العدالة بشهادة الحكومات السابقة وموافقتها وان اعادة تقييمها مجدداً بأضافة كلمة "مبدئياً" امر مرفوض من قبل من يرفض عدالة القضاء اللبناني محذرا من تخيير اللبنانيين بين السلم الأهلي والاستقرار مشدداً على ان العدالة هي شرط الاستقرار وبناء الأوطان.

وتوقف المكتب السياسي عند الكلام الذي صدر عن السيد حسن نصرالله الذي يشكل حالة عصيان سياسية وامنية على الدولة اللبنانية ككيان ودستور ونظام ومؤسسات واجهزة فضلاً عن انه يتعمد حرمان الدولة اللبنانية شرعيتها الدولية التي هي ضمانة لاستقرار لبنان واستقلاله ويقفل الباب  ايضاً على اي حوار مسؤول .

تيار المستقبل لميقاتي: تنسخ ما يقوله حزب الله حرفياً

"تيار المستقبل" اعتبر ان الخطاب الاخير للسيد حسن نصرالله قدّم للرئيس نجيب ميقاتي سلاحاً مجيداً في كيفية مواجهة المحكمة الدولية والالتفاف على القرار الاتهامي يشبه تلك الأيام المجيدة التي مرت على بيروت واللبنانيين في السابع من ايار المشؤوم.

وأشار إلى أن اللبنانيين الذين اختبروا تفوق ميقاتي في تبديل الأثواب وإتقان فنون الاختباء وراء شعارات الاعتدال والوسطية لم يفاجأوا بالضربة القاضية التي وجهها ميقاتي الى هذه الوسطية اليوم وإعلانه الاندماج الكامل في المنطق والاسلوب الذي يتحدث فيه المرشد الاعلى للحكومة الميقاتية.

وأضاف البيان: "عجيب أمرك يا نجيب ـ وانت تحاول أن توحي بأن رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري كان سباقاً في المساومة على دم الشهداء وهو الأمر الذي سبقك اليه ولي امرك السياسي المرشد الأعلى للحكومة الجديدة، وجئت لتكرره في البيان الصادر عن مكتبك الاعلامي، عجيب أمرك وأنت تنقلب على نفسك وتاريخك وبيئتك والجمهور الذي أتى بك الى مقاعد المجلس النيابي لتنسخ ما يقوله حزب الله حرفياً وتجعله متراسك للهجوم على الحريري وقوى الرابع عشر من اذار."

بري يساند موقف الحكومة في التعاطي مع القرار الاتهامي

رئيس المجلس النيابي نبيه بري اعلن ان مصداقية اي تحقيق واي قرار اتهامي وطني او اقليمي او دولي يجب ان يسلك الطريق الطويل دستوريا لمنحه الشرعية، معتبرا ان هناك ابعادا سياسية واضحة من وراء القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي لم يشكل اداة من ادوات العدالة بل اداة من "الفوضى البناءة التي تهدف لزيادة التوترات الطائفية والمذهبية".

واكد بري، في الذكرى السنوية الاولى لرحيل العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، انه سيساند موقف الحكومة في التعاطي مع القرار الظني والمحكمة الدولية وفق بيانها الوزاري، مطالبا اياها بان تضع في مقدمة جدول اعمالها اعادة بناء الثقة في القضاء اللبناني.

ودعا بري الجميع الى الخروج من حالات المراوحة ووقف ممارسة الضغوط على الحكومة حتى قبل نيلها الثقة، معتبرا ان اللحظة السياسية تستدعي من الجميع تقديم تنازلات للوحدة والدخول في مشروع الدولة.

عون: من مصلحتهم ان "يضبوا لساناتهم"

النائب ميشال عون لفت الى ان المحكمة الدولية شيء ظرفي في حين ان حياة المواطنين تتصف بالديمومة وليس بالظرفية، وقال: "شعار الحكومة هو "كلنا للوطن" الذي تحول عند المعارضة الى "كلنا ع الوطن". عون وبعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح حمّل المعارضة الجديدة مسؤولية اي اجراء تتخذه اي دولة بحق لبنان، مؤكداً ان الحديث عن مقاطعة خارجية للبلد أمر خطر. وقال: من مصلحتهم ان "يضبوا لساناتهم" غدا ويبقوا ضمن الاصول الديمقراطية "لانهم لو انفتقوا" لن يستطيعوا القيام بمشكلة على الارض ولن يهزوا الاقتصاد اللبناني ولا القطاع المصرفي. واضاف مستهزئا: البحر مفتوح أمام الخائف من الاغتيالات وعندما قلنا لهم one way ticket  زعلوا، وتابع: "شو هالطق الحنك هيدا".

التنمية والتحرير: رفض الإستقواء بالخارج

كتلة التنمية والتحرير التي اجتمعت برئاسة الرئيس نبيه بري، قررت منح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة على أساس بيانها الوزاري واعلنت رفض لغة التهديد والتهويل والإستقواء بالخارج في القضايا الوطنية وفي ما يتصل بعمل الحكومة. ودعت الى العودة الى التعقل والتبصر والحكمة والإحتكام الى اللعبة الديموقراطية والحرص على الحوار ما بين جميع الأفرقاء، لأننا جميعا في مركب واحد.

جنبلاط: جلسات الثقة تشويق فلكلوري

رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط ضمّ صوته الى صوت مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي دعا لاخراج موضوع المحكمة الدوليّة من التداول السياسي الداخلي وشدد على ان الخطاب العقلاني والهادىء هو المطلوب للتعاطي مع حساسيّة المرحلة الراهنة، وهو مختلف عن الكلام المتشنج لفريق المعارضة الذي سيعيد إنتاج التوتر الذي لا يخلو من الاعتبارات الطائفية والمذهبية. واعتبر في موقفه الاسبوعي للانباء ان الذهاب بالبلاد الى أفق مسدود لا يخدم الاستقرار ولا يخدم العدالة لافتا الى ان الاتهام الذي عبّر عنه القرار الظني سياسي بإمتياز أيضاً وقال:"ان جميعنا مدعوون لإفساح المجال أمام المؤسسات الدستورية والحكومة الحالية لتلتقط أنفاسها على أن تُحاسب لاحقاً على أدائها وسلوكها وهذا من صميم عمل المعارضة وحقوقها بعيداً عن التشهير والتجريح" معتبرا ان جلسات الثقة يمكن أن تكون مناسبة لمبارزات إعلاميّة وتشويق فولكلوري في غير مكانه وزمانه.

سيارات مسلّحة بين لبنان وسوريا

أعلن عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي ان سيارات مسلحة تابعة لقوى 8 آذار دخلت الى سوريا ثم خرجت منها . وسأل المرعبي في بيان الجهات المعنية عن موجب دخول عدد من السيارات الى سوريا ثم خروجها وبداخلها مسلحين تابعين لفريق 8 آذار من معبر العريضة الحدودي من دون أن يعترضهم أي جهاز من الاجهزة الأمنية و العسكرية المناط بها حفظ الحدود شاجبا تلكؤ الأجهزة عن القيام بواجباتها ومنع أي كان من الدخول الى دولة أخرى بهذا الشكل غير الشرعي.

كابوس التخرّج

في المتفرقات الامنية، تحوّل حفل تخريج اقامه طلاب من جامعة بيروت العربية، في مسبح الأوراس في الجيّة، إلى كابوس، حيث تعرّض عدد كبير من الطلاّب إلى حالات تسمم، نتيجة تناولهم أطعمة فاسدة. وعُلم أنّ الشاب محمد علي طه (24 سنة)، الذي نقل إلى مستشفى المقاصد في بيروت، فارق الحياة بعد أقل من ساعتين، من نقله إلى المستشفى، حيث لم تفلح الاسعافات الأولية، في إخراج المواد السامة من جسمه، في حين لا يزال يتلقى عدد كبير من الشبّان العلاج في عدد من مستشفيات العاصمة، وتفيد المعلومات أنّ عددا منهم، حالتهم لا تزال حرجة.

سوريا: تظاهرات، اعتقالات وقتلى

نقلت وكالة "رويترز" عن شهود أن القوات السورية دهمت المنازل في حماة في الوقت الذي خرج فيه آلاف السكان إلى الشوارع . وكان ناشطون حقوقيون قد ذكروا لوكالة الصحافة الفرنسية أن مدنا سورية عدة شهدت الاحد تظاهرات ليلية ومنها حماة بعد انسحاب الاليات العسكرية التي كانت تتمركز على مداخلها الشرقية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط حقوقي أن متظاهرين اثنين قتلا وجرح 8 اثناء مشاركتهم في تظاهرة ليلية مساء الاحد في مدينة الحجر الاسود بريف دمشق. الى ذلك، ذكر ناشط للوكالة ان اليات عسكرية دخلت مدينة معرة النعمان صباح الاثنين في عدة اتجاهات حيث فرضت حظرا للتجول بعد قصف عشوائي بالرشاشات الثقيلة اوقع العديد من الاصابات.

وأشار ناشط اخر الى ان القوات السورية دخلت بلدة حاس ووصلت الى مشارف كفر نبل وجالت على مشارفها قبل ان تعود باتجاه حاس.

المجلس الانتقالي يرفض بقاء القذافي في ليبيا

شنّ حلف شمال الاطلسي غارات استهدفت ميناء زوارة ونقاط مراقبة "مدنية" غرب طرابلس ما ادى الى سقوط قتلى وجرحى.

وندد التلفزيون الليبي بما وصفه "بحرب الابادة" و"الجرائم ضد الانسانية" التي يرتكبها الحلف الاطلسي في ليبيا.

من جهته، رفض رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل بقاء العقيد معمر القذافي في ليبيا، مؤكدا ان ليس امامه سوى خيار التخلي عن السلطة والمثول امام العدالة.

في المقابل، كشف متحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم عن ان مسؤولين من حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي اجتمعوا في عواصم أجنبية مع شخصيات من المعارضة للتوصل لحل سلمي للازمة.

واوضح ابراهيم ، في بيان ، ان المفاوضات مع المعارضة تمت في ايطاليا ومصر والنرويج بحضور ممثلين لحكومات تلك الدول ، مؤكدا ان المفاوضات لا زالت تزال مستمرة.

السجن 15 عاما ونصف لزين العابدين بن علي

اعلن قاضي محكمة البداية في تونس انه حكم الاثنين على الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بالسجن 15 عاما ونصف غيابيا بتهمة حيازة اسلحة ومخدرات وقطع اثرية.

كذلك حكم على الرئيس المخلوع بغرامة قيمتها 108 الاف دينار (نحو 54 الف يورو) في هذه القضية.

وكان بن علي اعتبر ان محاكمته الثانية "منعدمة الوجود" وتندرج "في سياق حملة التشهير السياسي"، بحسب ما نقل عنه محاميه اللبناني اكرم عازوري.