المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 21 من كانون الثاني/2011

البشارة كما دوّنها متى الفصل 10/5-15/يسوع يرسل الاثني عشر
وأرسل يسوع هؤلاء التلاميذ الاثني عشر وأوصاهم قال: لا تقصدوا أرضا وثنـية ولا تدخلوا مدينة سامرية، بل اذهبوا إلى الخراف الضالة من بني إسرائيل، وبشروا في الطريق بأن ملكوت السماوات اقترب. واشفوا المرضى، وأقيموا الموتى، وطهروا البرص، واطردوا الشياطين. مجانا أخذتم، فمجانا أعطوا. لا تحملوا نقودا من ذهب ولا من فضة ولا من نحاس في جيوبكم، ولا كيسا للطريق ولا ثوبا آخر ولا حذاء ولا عصا، لأن العامل يستحق طعامه. وأية مدينة أو قرية دخلتم، فاستخبروا عن المستحق فيها، وأقيموا عنده إلى أن ترحلوا. وإذا دخلتم بيتا فسلموا عليه. فإن كان أهلا للسلام، حل سلامكم به، وإلا رجع سلامكم إليكم. وإذا امتنع بيت أو مدينة عن قبولكم أو سماع كلامكم، فاتركوا المكان وانفضوا الغبار عن أقدامكم. الحق أقول لكم: سيكون مصير سدوم وعمورة يوم الحساب أكثر احتمالا من مصير تلك المدينة.

 لبنان على مفترق طرق
بالصوت/تعليق الياس بجاني لليوم/قراءة في آخر التطورات الخطيرة في لبنان وسلاح الإيمان/20 كانون الثاني/11

http://www.eliasbejjani.com/elias%20audio11/elias.reading20.1.11.wma
ملخص التعليق/لقد وصل الصراع في لبنان بين الأحرار والسياديين والشرفاء من جهة، وبين جماعات الإرهاب والمرتزقة والأغنام التابعين مباشرة لدولتي محور الشر سوريا وإيران من جهة أخرى، وصل إلى مفترق طرق خطير، فإما ينتصر الحق ويبقى لبنان دولة حرة وسيدة ومستقلة، أو يسيطر حزب الله عسكرياً على البلد ويزول لبنان الرسالة والتعايش والمحبة والحضارة ليقام مكانه بالقوة والإجرام والبلطجة والتنظيف الديني والعرقي نظام إرهابي ومذهبي وشمولي ودكتاتوري تابع مباشرة لجمهورية إيران الخمينية أو مجرد محافظة من المحافظات السورية. الجميع مواطنين ومسؤولين وقياديين لبنانيين ومعهم العالمين العربي والحر وأيضا المنظمات الدولية أمام التحدي والمسؤولية والتاريخ لن يرحم. إلا أن النصر ومهما زاد فجور وعهر المأجورين والمارقين في النهاية لن يكون إلا للحق ولرافعي راياته لأن لبنان أرض قداسة وقديسين ولأنه خميرة الإيمان التي تُخمِّر العالم بكامله والرب لن يسمح للأبالسة من أمثال الساقط في التجربة والإسخريوتي ميشال عون الانتصار واقامة حكم الشياطين. يبقى إن الله يُمهل ولا يُهمِل. المطلوب من المواطن اللبناني التسلح بالإيمان والرجاء وعدم الرضوخ للإرهاب، أما مصير أعداء لبنان وحسابهم يوم الحساب فسيكون أبشع من مصير سدوم وعمورة وغداً لناظره قريب.

الصحافي السيادي علي حماده
بالصوت من اذاعة صوت لبنان الحر/مقابلة شيقة مع الصحافي علي حماده/20 كانون الثاني/11/اضغط هنا

http://www.clhrf.com/audio11/ali%20hmadilv20.1.11.wma
حمادة تناول في مقابلته مجمل الأوضاع الشاذة في لبنان وعلل أسبابها وقرأ في مجرياتها

الحريري: سنذهب الى الاستشارات النيابية ملتزماً بترشيحي لرئاسة الحكومة 
وجه الرئيس سعد الحريري عند السابعة من مساء اليوم كلمة إلى اللبنانيين من "بيت الوسط" في حضور رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة وأعضاء الكتلة وحشد من أعضاء المكتب السياسي وكوادر "تيار المستقبل" وحشد من الشخصيات ورجال الإعلام والصحافة.وفيما يلي نص الكلمة:
"أيها اللبنانيون،أيها الأخوة والأخوات، أيها الأصدقاء،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قبل حوالي ست سنوات، حملتني الأقدار الى الحياة السياسية اللبنانية. وما كان لهذا الأمر ان يحصل، وان اقف متحدثاً إليكم اليوم، والى كل الأشقاء والأصدقاء في العالم، لو لم تكن هناك، جريمة ارهابية اودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقة الأبرار.
لقد اتخذتُ مع العائلة، قراراً بخوض هذا المعترك، بهدف العمل على خطين: خط المحافظة على الإرث الوطني للرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنع الجهات التي خططت للجريمة، من تحقيق اهدافها بإقتلاع حالة رفيق الحريري من الحياة الوطنية اللبنانية. وخط الوصول الى الحقيقة وتحقيق العدالة في جريمة الإغتيال الارهابية، وسائر الجرائم السياسية، التي طاولت العديد من قيادات لبنان ورموزه الفكرية والإعلامية والعسكرية. المحافظة على الارث الوطني للرئيس الشهيد، لا يقل شأناً عن التزام قضية العدالة، بل هما عنوانان لقضية واحدة، اسمها حماية لبنان، وهي القضية التي نذرتُ نفسي للدفاع عنها، وأقسمت امام الله سبحانه وتعالى وأمام جميع اللبنانيين انني لن اتخلى عنها، مهما تبدلت الظروف وتعاظمت التحديات. اليوم، نحن امام منعطف مصيري جديد في تاريخ لبنان. وقد سبق لي ان اعلنت قبل عشرة ايام، ان كرامة اهلي وأبناء وطني، هي عندي اغلى من اي موقع وسلطة. وهذا ليس مجرد موقف للإستهلاك السياسي او العاطفي، لأنه في اساس قناعاتي الوطنية، وفي اساس التربية التي نشأت عليها والتي تدفعني الى تجديد هذا العهد امام جميع اللبنانيين.
إن نقطة دم واحدة تسقط من اي لبناني، هي عندي اغلى من كل مواقع السلطة. فلا سلطة يمكن ان تعلو بالنسبة لي، على التزامي عهود العيش المشترك بين اللبنانيين، وعلى تمسكي بالنظام الديموقراطي البرلماني، سبيلا لتنظيم العلاقات بين المجموعات اللبنانية.
فعندما نقول، ايها الاخوة والاخوات، ان لبنان، يقف امام منعطف مصيري، فهذا يعني ان علينا، ان نحدد الإختيار: في اي وجهة يجب ان نتحرك، وفي اي إتجاه نتحمل مسؤولية السير بلبنان. نحن قيادات لبنان، السياسية والروحية، نملك بأيدينا المصير الذي سيذهب اليه لبنان. وليس صحيحاً على الإطلاق، ان مخططات الخارج، هي التي ترسم لنا، خريطة الطريق الى الهاوية. اذا قررت قيادات لبنان، ان يتحرك الوطن نحو الهاوية، فإن الوطن سيقع حتماً في هذه الحفرة، وإذا قررت قيادات لبنان، ان تنأى بالوطن عن الهاوية، فإن لبنان سيبقى على بر الأمان. لعبة الشارع، واستخدام الشارع، والتهديد بالشارع، هذه لعبة لا تمت الى تربيتنا الوطنية بأي صلة.
نحن لن نذهب الى الشارع، لأننا في الأساس إخترنا الذهاب الى المؤسسات. ولن نلجأ الى سياسة الويل والثبور وعظائم الأمور، لأننا اخترنا في الأساس الإحتكام الى الدستور، ولا ضيم علينا، في ان نتقبل النتائج السياسية، لأي مسار ديموقراطي، حتى ولو كانت هذه النتائج، تحصل بفعل موجات متتالية من الضغوط.
لقد جاهدت، ايها الاخوة والاخوات، على مدى الشهور الماضية، والله على ما أقول شهيد، جاهدت في سبيل درء الفتنة عن لبنان، سواء بالكلمة الطيبة، او بالممارسة السياسية المسؤولة، واخترت سلوك الطريق، الذي إختاره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، منذ قمة الكويت قبل عامين، وقدمت المبادرة تلو المبادرة، والتضحية تلو التضحية، ووجدت في المساعي المشتركة للمملكة العربية السعودية وسوريا، سبيلاً لخروج لبنان من نفق التجاذبات السياسية والمذهبية، وجسراً للعبور نحو مرحلة جديدة في علاقاتنا الوطنية.
إنما، وللأسف الشديد، توقف العبور على هذا الجسر، وأنتقلنا الى مرحلة جديدة من المساعي الأخوية والصديقة المشكورة، ارتكزت الى جهود قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ثم الى التحرك المشترك، لكل من صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر، ودولة رئيس الحكومة التركية السيد رجب طيب اردوغان ومباركة خادم الحرمين الشريفين. ولقد اتيح لكل اللبنانين والأشقاء العرب، ان يكونوا على بينة من هذا التحرك، الذي بدأ في دمشق، وأعاد انتاج حركة دبلوماسية جديدة، على قاعدة الإلتزامات التي توصلت اليها المساعي السعودية - السورية، فكانت الزيارة المشتركة التي قام بها الى بيروت كل من دولة رئيس الحكومة القطري الأخ الشيخ حمد بن جاسم ومعالي وزير خارجية تركيا الأخ احمد داوود أوغلو. والأمانة، تفرض عليَ ان اصارح اللبنانيين جميعاً، وليس فئة واحدة او جهة سياسية واحدة من اللبنانيين فحسب. الأمانة، توجب عليَ، ان اتوجه الى الجميع من كل الأطياف والإتجاهات، لأقول، لقد إرتقينا في تعاملنا، مع كل المساعي، لا سيما المساعي السعودية - السورية، ثم مع الجهود التركية - القطرية، ارتقينا الى مستوى الشهادة الكبرى التي يمثلها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وهذا يعني، أنني قررت الدخول في التسوية الى أبعد مدى ممكن، وأنني تجاوبت مع توجهات خادم الحرمين الشريفين، والتزمت كامل البنود التي توصلت إليها الجهود القطرية - التركية المشتركة للحفاظ على العيش المشترك. ولكن، مرة جديدة يتوقف قطار الحل بفعل فاعل، ويعودون مع ساعات الفجر، لإبلاغ الموفدين القطري والتركي، بمطلب واحد لا ثاني له: غير مقبول عودة سعد الحريري الى رئاسة الحكومة. ركنوا بنود الحل جانباً، ولم يتقدموا بأي ملاحظة او اي تعليق، وطالبوا فقط بإقصاء سعد الحريري عن التكليف برئاسة الحكومة.  
ربما من حق اللبنانيين، ان يستعيدوا من خلال هذه التطورات، تجربة العام 1998. وان يتذكروا الحملة السوداء التي إستهدفت الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتلك الأبواق التي إندلعت لتنادي بإقتلاع رفيق الحريري من السلطة. المشهد يتكرر هذه الأيام، والأبواق التي كانت، عادت هي ذاتها، ومعها جهات أعماها الجموح الى السلطة، والهدف من كل ذلك واحد: محاكمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإخراج سعد الحريري من المعادلة الوطنية والإعلان عن إغتياله سياسياً.
أيها الاخوة والاخوات، أيها الأصدقاء، لا أشعر في هذه الساعات، اننا امام حائط مسدود. بل خلاف ذلك، اشعر ان المسؤولية الوطنية، توجب علي، العمل على إيجاد ثغرة كبيرة في هذا الحائط المسدود. إذا كان المطلوب، إبعاد سعد الحريري عن رئاسة الحكومة، فلا بأس. هناك مسار دستوري، نرتضي اي نتائج يمكن ان تنشأ عنه، وبغض النظر عن مناخات الترهيب التي تحيط بهذا المسار في الشارع وغير الشارع. نحن سنذهب الى الإستشارات النيابية، التي سيجريها فخامة رئيس الجمهورية يوم الإثنين المقبل، بإذن الله، وسندلي برأينا وفقاً للاصول، ملتزماً بترشيحي لرئاسة الحكومة من كتلة نواب المستقبل وسائر الحلفاء. المهم، بالنسبة لنا، ان يكون الإحتكام الى الدستور والمؤسسات الدستورية، قاعدة يعمل بموجبها الجميع، والا يكون هناك صيف وشتاء على سطح واحد، فتصبح العملية الديموقراطية رهينة لإرادة الشارع. لقد كنت، ايها الاخوة والاخوات، في الثالثة من العمر، عندما اندلعت الحرب الأهلية في لبنان، وأنا الآن في سن الأربعين. ما يعني، انني عشت 37 سنة من عمري، اي 90 في المائة من هذا العمر، في وطن يتأرجح بين الحرب والسلام، بين الإنقسام والوحدة، وبين الأمان والقلق.
اليوم استعيد هذه المسيرة وأرى نفسي في كل شباب وشابات لبنان، أتطلع للخلاص من هذه المحنة التاريخية، التي طاولت بيوت ومناطق وطوائف جميع اللبنانيين دون إستثناء، ورافقت في خلالها، أباً جاهد في سبيل تقدم وطنه وأمته، وواجهت من موقعي في العمل السياسي ظروفاً وتحديات ومتغيرات تشبه الى حد كبير، تلك التي واجهت والدي الرئيس الشهيد، وحملته في غير مناسبة وموقع، على إعلاء شأن العقل، وتحكيم المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة. إننا، ننتمي الى مدرسة وطنية وسياسية وأخلاقية، اسمها مدرسة رفيق الحريري، التي اختارت في احلك ساعات الغضب، ان تقفل طريق الثأر والإنتقام، وان تسلك طريق الحقيقة والعدالة. ورفيق الحريري، تعرفونه جيداً فتىً عربي الأحلام، تدرج في حقول النجاح الوطني والقومي والإنساني، ولمع في ميادين الإقتصاد والإعمار والسياسة، فترك أثراً طيباً في العمل العربي المشترك، وأطلق حيوية كبرى في الحياة الوطنية اللبنانية، الى ان اختاره الله سبحانه وتعالى، شهيداً في سبيل امته ووطنه وكرامة شعبه. لقد رفض لعبة الدم، في السلطة وخارج السلطة، ووهب عمره لقضية السلام في وطنه، فصارع الحرب الأهلية، حتى صرعها، بهمة الأشقاء، والشركاء في الوطن، من خلال إتفاق الطائف، ورسم بعد ذلك، خريطة الطريق لتجديد الثقة بلبنان وإعادته الى موقعه الطبيعي في العالم.
لقد إغتالوه، وأغتالوا معه، ومن بعده، نخبة من رجال لبنان، لكنهم لم يتمكنوا من إغتيال روح العيش المشترك بين اللبنانيين. لأن دماء رفيق الحريري، لم تكن ولن تكون، حقلا تشتعل فيه صيغة الوفاق الوطني، ولأن قضية رفيق الحريري لن تكون، عاصفة يغامرون من خلالها بمصير لبنان. والفتنة، ليست هي الثمن المطلوب للحقيقة والعدالة. لعن الله الفتنة ومن يوقظها ويتسبب بها. نحن، ايها الاخوة والأخوات، لم نقطع كل هذه المسافة، ولم نقدم كل هذه التضحيات ولم نتصدر واجهة العمل لإعمار البلد، وندعم اسس النمو الإقتصادي والإجتماعي، وصمود لبنان وشعبه في وجه العدو الإسرائيلي، كي نسلم كل هذه المكاسب الى الفتنة. إن نظامنا السياسي، القائم على تداول السلطة وصيغة العيش المشترك، لا يعني شيئاً، ولن يعني شيئاً إذا سلمنا مستقبل اولادنا لمزيد من النزاعات والحروب. نحن امناء على مسيرة وطنية، سنبقى بإذن الله، اوفياء لها ولشهدائها الأبرار. سنبقى اوفياء لوحدة لبنان وعروبته، وكرامة شعبه، وستبقى اولويات الناس الإجتماعية والإقتصادية والإنمائية في صدارة إهتمامنا، سواء كنا في السلطة او خارج السلطة. لن نتخلى عن مسؤولياتنا وواجباتنا،لا في المجلس النيابي، ولا في الحياة السياسية، ولا في تيار المستقبل، ولا في العمل مع كل الأصدقاء والحلفاء، في سبيل العبور نحو دولة متقدمة وحديثة، سيدة عربية حرة ومستقلة.
إن الظلم لن يمنعني عن مواصلة المسيرة، طالما اراد الله سبحانه وتعالى، لي ان اواصل العمل بها.
بسم الله الرحمن الرحيم
" ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ".
صدق الله العظيم. أستودعكم الله جميعاً، عشتم وعاش لبنان".

المر رداً على ما نشرته "الجديد": لن يستطيع البعض تحويلنا من ضحايا إلى متهمين 
وكالات/ردّ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال الياس المر على ما نشرته قناة "الجديد" من تسجيل صوتي له، فقال في بيان: "بعد التحية والتقدير للأستاذ تحسين خياط، المعروف بوقوفه الى جانب الحق، وهو الذي خبر الظلم يوماً، أسأل الله أن يُبعد عنه وعن عائلته الكريمة أي مكروه، ولا أراني في حاجة إلى التذكير بأني تعرضت للتفجير ومحاولة الإغتيال وليس لحادث سير، فإن البعض ومهما حاول أن يموّه ويشوّه الحقائق، لن يستطيع تحويلنا من ضحايا الى متهمين، وما نشهده اليوم يذكرنا بقول الشاعر: يرضى القتيل ولا يرضى القاتل".

أبو الغيط: من يريد العبث باستقرار لبنان عليه مواجهة خصوما محليين وعرب
نهارنت/شدد وزير الخارجية المصري أحمد وأبو الغيط على أنه لن يتسنى للبنان أن يطوي صفحة الاغتيالات السياسية إلى الأبد من دون أن تتحقق العدالة، لافتاً إلى أن الاستقرار اللبناني مطلب أساسي للجميع "والطرف الذي يريد أن يعبث به سيكون عليه أن يواجه خصوما كثيرين لبنانيين وعرباً وغيرهم." وأوضح أبو الغيط في حديث إلى صحيفة "الراي" الكويتية ينشر غدا، أن مصر لها اتصالاتها بالأطراف اللبنانية كما لها اتصالاتها العربية والدولية "ونحن نستخدم هذه الاتصالات للتأكيد على عناصر الموقف المصري والمساعدة في تحقيق المعادلة الصعبة التي تقوم على الحفاظ على الاستقرار في لبنان مع التمسك بتحقيق العدالة". ورداً على سؤال حول المطلوب من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في هذه المرحلة، قال: "نعتقد أن الشيخ سعد الحريري اتخذ مواقف بنّاءة وإيجابية من أجل مصلحة بلده على مدار الأشهر الماضية، وسيكون من الإجحاف أن يطلب منه تبني مواقف تذهب إلى أبعد مما ذهب إليه. وأضاف:"مصر تتفهم وضع سعد الحريري تماماً وتقدّر مواقفه، ونحن نعتقد أن رؤيته للبنان يمكن أن ينضوي فيها أكبر عدد ممكن من أبناء بلده، وهي رؤية تؤيدها مصر". وعن التفاعلات الممكنة للأزمة اللبنانية، قال: "صحيح أن هناك أزمة، وأن هناك مساع للمساعدة في تسويتها، ولكن لا أميل إلى أن اللبنانيين سيعرّضون استقرارهم للخطر بأيديهم. وربما يريد البعض من داخل لبنان وخارجه الدفع في هذا الاتجاه". وإذ أبدى ثقته بحكمة اللبنانيين ذكر أن "مصر كان رأيها أن الجامعة العربية لا بد أن تلعب دورها لمساعدة اللبنانيين كما فعلت في الماضي". ورداً على سؤال عما جرى في مشاوراته مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في شرم الشيخ وخصوصاً ما يتصل بتعليق الرياض للمبادرة "السعودية ـ السورية" قال:"بالفعل جرت مشاورات مفيدة مع الأمير سعود الفيصل أكدت على الرؤية المشتركة بينها وبين المملكة، وبالذات حيال أهمية الحفاظ على استقرار لبنان والعمل على ذلك" وختم وزير الخارجية المصرية موضحا أن "الجهد السعودي الذي توقف لا يعني انسحاب المملكة من الاهتمام بالشأن اللبناني بل على العكس من ذلك مصر والسعودية مستمرتان في لعب دور مهم مع أصدقائهما من اللبنانيين". 

جنبلاط سيدعم كرامي لرئاسة الحكومة: تسمية الحريري ستؤدي إلى نتائج "كارثية"
نهارنت/علمت "النهارنت" أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أبلغ المعنيين في تيار "المستقبل" بأنه يتعرض لضغوطات كثيرة وقوية تحول دون استمراره في الموقف الذي أبلغه لرئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري عن تأييده مع كتلة "اللقاء الديمقراطي" تسميته لرئاسة الحكومة المقبلة. وأوضحت المعلومات أن جنبلاط الذي لم يعط فريق الرئيس الحريري شروحات مفصلة عن خلفيات موقفه المستجد, أبلغ المحيطين به أن سياسة السعي الى التوافق على الحريري رئيساً للحكومة ستؤدي الى نتائج "كارثية لا تحمد عقباها" تنعكس أمنياً وميدانياً عليه شخصياً وعلى كوادر الحزب التقدمي الاشتراكي وعلى الدروز في الشوف وعاليه وحاصبيا والبقاع الغربي في شكل عام. وأوضح جنبلاط للمقربين منه ان الامور باتت اكبر منه وأكبر من قدرته على الوقوف في منطقة الوسط في مواجهة معركة قاسية لا يستخدم فيها داعمو الرئيس سعد الحريري الدوليون والاقليميون الا البيانات والتصريحات والوسائل الاعلامية، في وقت يستخدم خصومه كل اساليب الضغط الميداني والعسكري والشعبي. وخلص جنبلاط الى أنه بات مضطراً لتسمية الرئيس عمر كرامي لتشكيل الحكومة المقبلة، وهو سيضع نواب "اللقاء الديمقراطي" وكل النادي السياسي اللبناني أمام مسؤولياتهم في ضوء المستجدات وهم لم يترك لهم الخيار في تسمية رئيس الحكومة على أن يتحمل كل من لا يأخذ برأيه، تابعة نتائج موقفه عليه شخصياً وعلى الوضع العام بالبلد.

مصادر: الحريري اكّد للوسيطين التركي والقطري انه مستعد لوقف التعاون اللبناني مع المحكمة
نهارنت/اكّدت أوساط بارزة في تيار المستقبل لصحيفة "السفير" ان "الامور صعبة ولكنها لي مقفلة وإن رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري مستعد لتبادل التنازلات مع الفريق الآخر، من دون المساس بثوابته". فيما اكّد قيادي في التيار الوطني الحرّ لـ"السفير" ان "الحريري ما زال يمارس عملية تضييع الوقت واللعب على الكلام وتركيب الفخاخ في النصوص وطرح الامور بطريقة تتجاهل حقيقة ان القرار الاتهامي قد صدر عملياّ وأن ما كان يصحّ قبله لم يعدّ يصحّ بعده". وأشار القيادي الى ان "ما يطرحه الحريري هو بالنسبة الى "التيار الحرّ" قاصر جداً، موضحاً ان "الحريري يريد مكافآت على فبركته لشهود الزور وافلاس البلد ويريد تكريم وسلم الحسن وسعيد ميرزا". واكّد القيادي ان من "أهم دلالات ما طرحه الحريري في المفاوضات مع الوسيطين التركي والقطري انه أكد لهما قبوله بأن تتضمن التسوية وقف التعاون اللبناني مع المحكمة الدولية، ما يعني ان هناك شاهدين إضافيين على هذا الامر الذي يحاول المقربون من الحريري إنكاره". وذكر القيادي ان "الحريري أبدى استعداده للالتزام ببعض التعهدات على ان ينفذها بعد تكليفه تشكيل الحكومة، ولكن الثقة المعدومة فيه تجعل من الصعب الركون الى تعهداته."

وليامز من الرابية الى قريطم: حوار القيادات اللبنانية هو السبيل للخروج من الأزمة
نهارنت/أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز بعد زيارته رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون في الرابية، أنه "رغم الإنقسامات، فقد أكّدت لعون، أن الحوار بين القيادات هو السبيل الوحيد لمساعدة البلاد للخروج من الأزمة الراهنة". وأوضح وليامز أن "المجهود الذي يبذله أصدقاء لبنان في المنطقة والعالم هو مشجّع ولكنه بحاجة لأن يترافق مع مجهود لبناني للحفاظ على إستقرار الوطن وللوصول إلى حلّ ". وشدّد وليامز على أن "الشعب اللبناني يستحق الإستقرار والعدالة". واوضح انه "على القيادات اللبنانية أن تقوي العادات والثقافة المعتدلة والمتسامحة والمتعددة التي تتمتع فيها البلاد". ومن الرابية انتقل عون الى بيت الوسط حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري وتركزت المحادثات حول الوضع الداخلي في لبنان. وقال وليامز بعد اللقاء: "لقد ناقشنا المبادرات الدولية المختلفة، لا سيما الأخيرة منها التي قامت بها تركيا وقطر وإمكانيات تشكيل حكومة جديدة والاستقرار السياسي في لبنان. أعتقد أن هذا الأمر ممكن شرط وجود الإرادة الحسنة والتعاون بين جميع الافرقاء السياسيين للعمل من أجل العدالة كما الاستقرار. إننا في الأمم المتحدة لا نرى أي تناقض بين هذين الأمرين، بل على العكس إننا نراهما متلازمين". أضاف: "كذلك أود أن أغتنم الفرصة لأثني على الرئيس الحريري لما حاول القيام به خلال الأشهر الثلاثة عشر الماضية في عمله على رأس الحكومة في هذا البلد. أقل ما يمكن أن يقال أن لبنان ليس بالبلد السهل للحكم، ونحن نعلم أن الجوار يعاني من العديد من المشاكل"، معرباً عن اعتقاده "أن الرئيس الحريري قام بأقصى ما يمكن القيام به لتوجيه البلد إلى مسار حكيم خلال تلك الفترة".

تركيا استبعدت اقتراب اللبنانيين من الاتفاق لحل الأزمة
وطنية - 20/1/2011 - أعلنت تركيا إنها "لا تعتقد أن الأطراف اللبنانيين يقتربون من اتفاق لحل الأزمة السياسية"، وابدت "استعدادها للمساعدة إن اتخذ الأطراف توجها جديدا".

أوغلو: مستعدون لمساعدة اللبنانيين إذا اتخذوا إتجاهاً جديداً  الخميس 20 كانون الثاني 2011
أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أنه لا يعتقد أن الأطراف اللبنانية قريبة من التوصل لاتفاق لحل الأزمة السياسية. وأشار أوغلو في مؤتمر صحافي في اسطنبول بعد عودته من بيروت الى أن "بلاده مستعدة لتقديم المساعدة اذا أظهرت الأطراف المعنية اتجاهاً جديداً".

حزب الله يخطط لإعتقال من صدرت بحقهم إستنابات قضائية سورية وتسليمهم للسلطات السورية مع ضمان محاكمة عادلة
خاص – بيروت أوبزرفر/كشف مصدر أمني عربي مطلع على خفايا الخطة الإنقلابية التي أعدها حزب الله بدعم سوري، لبيروت أوبزرفر، أن الحزب تلقى أوامر مباشرة من النظام السوري بإستغلال الفوضى العارمة التي سيخلفها تنفيذ هذه الخطة، وإعتقال الأشخاص الذين صدرت بحقهم إستنابات قضائية سورية والمتواجدين في لبنان، كونهم بحسب حزب الله مسؤولون عن فبركة شهود الزور في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مما أدى إلى إتهامه، مشيراً إلى أن عناصر الحزب تتولى مراقبة هؤلاء الأشخاص وتحركاتهم وأضاف المصدر إلى أن كلام الوزير السابق وئام وهاب خلال مقابلة مع محطة الـ "أو.تي.في" ضمن برنامج "فكر مرتين" عن أنه يملك ورقة فيها عدد 47 شخص هم من زوروا القرار الظني وعليهم أن يخافوا من محاسبة القانون وعلناً أمام الناس وأن ليس هناك من ضغوط دولية يمكن أن تمنعنا من محاسبة هؤلاء ومن يتعاطى مع القرار الظني سنفك رقبته والجيش عاقل ولن يتحرك، ما هو إلا تلميح إلى الأشخاص الصادرة بحقهم الإستنابات القضائية السورية وقال المصدر إن حزب الله سيضمن محاكمة منصفة لهؤلاء الأشخاص لدى القضاء السوري "العادل" وذلك بخلاف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي يعتبرها حزب الله مسيسة وفاقدة للشرعية يذكر أن القضاء السوري أصدر إستنابات قضائية بحق 33 من الشخصيات السياسية والأمنية والإعلامية اللصيقة بفريق رئيس الحكومة سعد الحريري في أكتوبر 2010

الجيش قام مساء أمس بعمليات دهم لفندق الحبتور للإشتباه بمجموعات أمنية عربية بلغ عددها 253 فرداً
نقلت قناة "الجديد" عن معلومات صحافية تأكيدها أن الجيش كان قد قام مساء أمس بعمليات دهم لفندق الحبتور للإشتباه بمجموعات أمنية آتية من بلدين عربيين محددينوأوضحت مصادر الفندق للقناة عينها أن "الجيش له اعتباراته الخاصة لمداهمة الفندق والإدارة تحترم هذه الإعتبارات"، مشيرة إلى أن المجموعات حجزت الغرف في الفندق منذ 1 كانون الأول وكانت تنوي عقد مؤتمر طبي كان سيجمع أطباء عرب أكثرهم من السعودية وكشفت أن عدد الأفراد المشاركين في هذه المجموعات بلغ الـ 253 فرداً وأشار تلفزيون "الجديد" إلى أن هنالك سيطرة على الأوضاع والجيش يراقب المداخل والمخارج وجميع غرف الفندق أصبحت تحت السيطرة بطريقة هادئة لا يمكن لأي نزيل ملاحظتها

شبان قاموا باحراق إطارات في منطقة قصقص و فروا إلى الضاحية
أفادت إذاعة "صوت لبنان" 100.5" أن ثلاثة شبان أقدموا فجر اليوم يستقلون دراجات نارية على إحراق عدد من الإطارات في منطقة قصقص ولم تتمكن القوى الأمنية من إلقاء القبض عليهم بعد ملاحقتهم، وفرّوا باتجاه الضاحية، وقد عملت عناصر الدفاع المدني على إطفاء الإطارات

 صفير عرض مع زوار الصرح الاوضاع العامة
وطنية - 20/1/2011 إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الصرح البطريركي في بكركي اليوم النائب السابق بيار دكاش والسفير السابق سيمون كرم والمحامي فيليب طربيه.  وجرى عرض للاوضاع والتطورات الراهنة في البلاد.

سليمان استقبل فاضل وحبوس وبقرادوني وتلقى دعوة لحضور قداس عيد مار مارون في 9 شباط
وطنية - 20/1/2011 -عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع النائب روبير فاضل للأوضاع العامة.
بقرادوني
وتناول الرئيس سليمان مع الوزير السابق كريم بقرادوني التطورات السياسية الراهنة والاتصالات الرامية الى ايجاد حل سياسي ودستوري للازمة الراهنة.
حبوس
ومن زوار بعبدا النائب السابق أحمد حبوس.
عيد مار مارون وتلقى رئيس الجمهورية من راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن دعوة الى القداس الذي يقام في التاسع من شباط المقبل لمناسبة عيد القديس مارون في كنيسة مار مارون في بيروت.

جعجع عرض مع سفير بلجيكا الاوضاع العامة
وطنية - 20/1/2011 - عرض رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع سفير بلجيكا يوهان فيركامن الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات السياسية الأخيرة، إضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين وأوضاع الجالية اللبنانية في بلجيكا.

وورلد تريبيون": إيران تطمح للاستيلاء في شكل كامل علـــى لبنـــــان
المركزية_نقلت صحيفة "وورلد تريبيون" الأميركية عن إحد التقارير قوله إن إيران تطمح للاستيلاء في شكل كامل على لبنان عبر استخدام "حزب الله" كوسيلة للإقدام على ذلك. وذكر التقرير الصادر عن مركز القدس للعلاقات الخارجية أن استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري هي المؤشر الأول على عملية الاستيلاء والسيطرة هذه التي يتولاها حزب الله، وحذر التقرير من أن عدم وجود حكومة لبنانية سيساعد الحزب في استغلال حالة عدم الاستقرار السائدة في البلاد. وقال التقرير إن إيران عملت على دعم حزب الله بالسلاح والذخيرة لتحقيق هذا الهدف، فطهران تعتبر لبنان جزءا مهما من الخطة التوسعية للجمهورية.

"ا"لراي" الكويتية: مخاوف من تجدّد الاغتيالات
المركزية - نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر واسعة الاطلاع في بيروت خشيتها من عودة الاغتيالات السياسية الى لبنان، على غرار تلك التي شهدتها البلاد واستهدفت نوابا من فريق "14 آذار" بعد جريمة 14 شباط 2005. وقالت المصادر للصحيفة: "ان "غيوما سود تتجمع في الافق اللبناني تحمل على الخشية من عمليات أمنية على شكل اغتيالات خصوصا في ظل المأزق السياسي المقفل".

صحف السعودية تعتبر تصريحات الفيصل جرس انذار مرتفع الصوت
"الوطن": الاستمرار في الجهود غير ممكن في ظلّ التجمعات المنظمة
"الجزيرة": السعوديين لا يشعرون بتقديـر الآخرين رغم كل التقديمات
"الرياض": حانت الساعة للانسحاب فلدينا مــا هو أهم داخلياً وعربياً

المركزية- غداة اعلان وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل سحب يد بلاده من الوساطة مع سويا، اجمعت الصحف السعودية على اعتبار تصريحاته مثابة جرس انذار، وأكدت ان القرار السعودي نتيجةٌ بديهية لانعدام الجدوى الناجم عن تجاهل حزب الله للعمل الدبلوماسي، وانه الاستمرار في الجهود التوفيقية غير ممكن في ظلّ التجمعات المنظمة، واعلنت ان المملكة لم تقصّر مع لبنان في اي شيء.
"الوطن": وفي هذا الاطار قالت صحيفة "الوطن" ان تصريحات الفيصل تمثّل جرس إنذار مرتفع الصوت، مما يشي بالحجم الكبير للمشكلة اللبنانيّة، التي وصلت إلى حدود إعلان الفيصل أن المملكة رفعت يدها عن الوساطة التي أجرتها مع سوريا لحل الأزمة في لبنان". وقالت: إن القرار السعودي الحاسم نتيجةٌ بديهية لانعدام الجدوى، الناجم عن تجاهل حزب الله للعمل الدبلوماسي، وإشاحته عن المساعي السياسيّة للدول الحريصة على أمن لبنان واستقراره ووحدته؛ ذلك أنه من غير الممكن الاستمرار في الجهود التوفيقيّة في ظلّ التجمعات المنظمة، التي قامت بها عناصر حزب الله، تلك الممارسات التي أدت إلى تخويف المواطنين، واتضح من طريقتها أنّها محاولة لابتزاز المؤسسات السياسية والأمنية اللبنانية، فضلا عن الدول الشقيقة والصديقة للبنان، إن لم تكن هذه الفعلة خطوة أولى على طريق انقلاب مسلح يعصف بكل الاتفاقات، ويبدّد الجهود والآمال معا.
"الجزيرة": أما صحيفة "الجزيرة" فكتبت: حينما يفضل سياسيو البلد، أي بلد، مصالح دول أخرى إقليمية أو دولية على مصلحة بلادهم، لا يمكن أنْ يُنتظَر أنْ تواصل دول أخرى مساعيها مهما كانت العلاقة وثيقة وأنها دول شقيقة وحريصة على مصلحة ذلك البلد. هذا بالضبط وبصراحة متناهية الحالة في لبنان، فأهل السياسة هناك استمرأوا الأوضاع الشاذة التي يعيشها البلد أكثر من عقد من الزمن، وتركوا مهمة معالجة مشكلات بلادهم للدول الأخرى والتي وإن كان للبعض منهم نيات حسنة ويقوم بالسعي لمعالجة مشكلات لبنان كواجب للإخوة والأشقاء، إلا أن الدول الأخرى لا يمكن أن تقوم بذلك من أجل عيون اللبنانيين ومحبتهم، فالعالم المعاصر يعيش ثقافة المصالح وتوسيع النفوذ، ولهذا فلا يُنتظَر من الآخرين أن يقدموا جهودهم من دون أن يحققوا مصالحهم.
أما أصحاب االنيات الطيبة والذين يستهدفون مصلحة لبنان أولاً فلا بد وأن يأتي يوم يشعرون فيه بالإحباط والملل بعد أن يغلق المستفيدون من تدخل الآخرين الأبوابَ في وجه مساعيهم. وهذا ما وصلت إليه جهود المملكة العربية السعودية لمساعدة لبنان وانتشاله من الحالة الشاذة التي أوصلها إليه سياسيوه. فالمملكة التي كشفت قيادتها عن أنها رفعت يدها عن لبنان لتترك أهل السياسة يحلون مشكلاتهم والتفاهم فيما بينهم، لم تقصر مع لبنان في كل شيء ...
ومع هذا ظلَّ سياسيو لبنان يمارسون السياسة كأصحاب الدكاكين السياسية، وزعوا الولاءات، وارتبطت كل جهة وفئة وحزب بدولة تعمل على تنفيذ أجنداتها ومصالحها، ويتخذون مواقف ويصرحون ويعملون من دون خجل لصالح مشاريع تلك الدول، ما أوقع الدول الساعية بنيات طيبة وبدوافع الأخوة في حرج، وأربك جهودهم الساعية لخير لبنان فقط. ولهذا، ومن أجل دفع اللبنانيين أن يقدموا مصلحة بلادهم على غيرها، وأن يوقفوا الابتزاز والتكسب السياسي، جاء رفع اليد السعودية عن المسألة اللبنانية عملاً منتظراً ويتوافق مع رغبة السعوديين الذين يشعرون بأنهم ورغم كل ما يقدمون لا يشعرون بتقدير الآخرين ولا اهتمامهم.
"الرياض": بدورها، قالت صحيفة "الرياض": لبنان دكان لبيع الممنوعات السياسية، فكل شخص على سدة السلطة يتعامل بعقلية التاجر، ومن يدخل دهاليزه ومزالقه يغرق بألف شبر من الماء، فكل شيء في هذا البلد مرهون بصفقات ومزايدات داخلية وخارجية، ومن يقف عليه مثل من يقف على مستعمرة للعقارب السامة..
اضافت: "حاولت المملكة من أزمنة طويلة ربط لبنان بمحيطه العربي على مبدأ الاستقلال بالقرار وعدم التدخل في شؤونه، لكن ما يتم الاتفاق عليه يُنقض تبعاً لمصالح الأشخاص والأحزاب التي تتلاقى وتنفصل وفق الأهواء، ولم تكن الأهداف الوطنية حاضرة في السلوك السياسي، وظل الربط بين لبنان ككيان له أهليته الذاتية وحريته، وبين ما يجري في خفايا السياسيين متناقضات يستحيل ضبطها إلا بتصرف "ميكافيلي" مباشر.. فالصحافة رهن لمن يدفع، والمحطات الفضائية تنطق باسم من يوظفها لغايات وأهداف تستهدفان أغراضاً حزبية وقوى خارجية كناطقة، مؤهلاتها:
الدس، والكيد، وهذا المشهد جعل المملكة ترفع يدها عن لبنان؛ لأن إصلاح الفرقاء مستحيل، ومن عاداتنا عدم الاستعجال في اتخاذ المواقف، إلا أن اليأس من الحل كان الضاغط والواقع لتخلينا عن أي مبادرة؛ طالما الأبواب مغلقة..
لسنا طرفاً في قتل الحريري وملابسات ما جرى بعد ذلك، ولسنا حلفاء وأضداداً لفئة على أخرى، حتى أن خادم الحرمين الشريفين الذي رمى ثقله الشخصي في التعاون مع كل الأطراف لإخراج لبنان من صداعه التام، خُلق لديه يقين أن الخروج من مأزقه الوسيلة العملية، طالما كل شخص في السلطة هو رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والمتصرف الأوحد وصاحب القرار..
فلا شيء يعطي اليقين بأنك تتعامل مع أعضاء دولة مسؤولين عما ينطقون به ويتعاملون به، فصديقك بالأمس، عدوك اليوم، ولبنان لا يصلحه أو يدمره إلا وضعه الغريب عندما "يوجد في كل شيء نقيضه"..
أعطينا وقتنا وأموالنا، وسعينا عربياً وعالمياً في تعديل بوصلة هذا البلد ليتجه إلى إنقاذ نفسه من نفسه، لكننا صدمنا بوقائع يصعب التعامل معها بكفاءة الصادق وصاحب الحس العامر بالثقة، بل لقد تحملنا مسؤوليات ليست من واجبنا، عندما تعرضنا من داخل لبنان، إلى الاتهام والسب والتشكيك بأي مشروع نتقدم به كنتيجة طبيعية لإصلاح خلله، وقد حانت الساعة أن ننسحب ونقفل هذا الملف، لأن لدينا ما هـو أهم من ذلك داخليـاً وعـربياً..
قلنا الكثير، وضحينا وقد خسرنا مضاعفات ما كسبنا معنوياً وسياسياً، وليس لدينا ما نقدمه طالما كل الأبواب مغلقة مع الحلفاء والأصدقاء، ومن يقفون في الصف المضاد لنا. عملياً نشعر أن لبنان أقرب للانزلاق من خلق فرص تعايش، وهي مسؤوليتهم وعليهم تحملها.. لا توجد اعتبارات لغياب سياسي بسبب نقص الكفاءة الشخصية، لأن من يتعاركون على المناصب والمحسوبيات، هم أصحاب التجربة والتعليم العالي، لكن المشكل يتمحور في نقص المواطنة، وهي علّة لا تداوى بالدعوات، وإنما بالانتماء الحقيقي لوطن يستطيع أن يتعايش فيه الجميع..

باريس تكثف مسعاها لتفعيل "مجموعة الاتصال" ساركوزي يستقبل جعجع ثم الجميل فميقاتي وآخرين لاحقا والموفد القطري يطلع المسؤولين الفرنسيين علـى تحركه
المركزية - بعد اعلان السعودية رفع اليد عن وساطنها مع سوريا لـ "عدم التزام الاخيرة انهاء المشكلة اللبنانية برمتها"، كما صرّح وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل امس، وغداة مغادرة رئيس الحكومة، وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو بيروت فجر اليوم ووقف مساعيهما "بسبب بعض التحفظّات"، تتجه الانظار الى الدور الفرنسي في المرحلة المقبلة. وفي هذا الاطار، تكثف باريس مساعيها الهادفة الى إتفعيل "مجموعة الاتصال"، تمهيدا لعقد مؤتمر دولي يشارك فيه الى باريس، كل من تركيا والسعودية ومصر وقطر وسوريا. لكن دمشق لم تعلن بعد موقفها من الاقتراح الفرنسي ، ولم تبلّغ تاليا باريس مشاركتها او عدمها، في حين ذكرت مصادر ديبلوماسية غربية ان سوريا وضعت فيتوعلى مشاركة مصر مشترطة مشاركة ايران كي تحضرعلى رغم علمها اعتراض بعض المدعوين على مشاركة طهران في هذا المؤتمر. في هذا الوقت، توجه الى باريس الوزيرالقطري حمد بن جاسم بن جير آل ثاني، في حين عاد الوزير التركي احمد داوود أوغلوالى اسطنبول للمشاركة في اجتماع مجموعة الـ5 زائد 1 وايران للبحث في الملف النووي.
ويبحث الموفد القطري مع المسؤولين الفرنسيين في الاقتراح الفرنسي كما يطلعهم على نتائج المحادثات التي اجراها ونظيره التركي في كل من دمشق وبيروت. تجدر الاشارة الى ان الرئيس ساركوزي، كان اوفد الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان الى المنطقة في اطار الحراك الفرنسي المستمر، وقد اتصل غيان بوزير الخارجية السورية وليد المعلم. ساركوزي يلتقي قيادات لبنانية: على خط موازن، سيحضر الملف االلبناني بكل تشعباته مجددا على طاولة الاليزيه حيث سيستكمل الرئيس ساركوزي لقاءاته مع عدد من المسؤولين والقيادات اللبنانية . وفي هذا الاطار، يستقبل الاثنين المقبل رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، على ان يلتقي رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل في 26 الجاري فالرئيس نجيب ميقاتي في 29 منه. كما سيتوجه الى العاصمة الفرنسية عدد آخر من القيادات اللبنانية التي تنتظر تحديد مواعيد لها. وترتدي المشاورات الفرنسية - اللبنانية أهمية خاصة كونها تجري في ظل الواقع السياسي الذي يعيشه لبنان، في ضوء استقالة الحكومة وما تبعها من تطورات سياسية وميدانية، وحركة الوساطات الجارية.

نديم الجميل: الدولة بسكوتها عما جرى في اليومين الاخيرين تفقد موقعها على الارض
وطنية - 20/1/2011 قال النائب نديم الجميل في حديث الى "اخبار المستقبل":" لقد أوحى كثيرون في 8 آذار أن هناك تفاهم بين السعودية وسوريا على الغاء المحكمة كما أوحوا أن السعودية ستتخلى عن لبنان الدولة عبر التخلي عن المحكمة. ولكن نحن نعرف تماما كيف يتعامل السوريون مع الملف اللبناني: تعطيهم، فيطالبون باكثر. لقد قدم لهم الرئيس سعد الحريري تنازلات فطالبوه باكثر واكثر. مد لهم يده، فطالبوه بالكتف. والواضح منذ البداية أن سوريا لا تريد قيام محكمة دولية تكشف الحقيقة وتحاسب المجرمين.وعندما يقول الملك عبدالله بن عبد العزيز أن سوريا لم تلتزم، فهذا يعني هي وحلفائها، وانا مقتنع تماما بما قاله الملك". اضاف الجميل: "لقد انتخبنا عام 2009 على اساس المطالبة بالمحكمة والغاء السلاح غير الشرعي.المحكمة أقرت بعد أن طالت الاغتيالات السياسية رئيس حكومة وعدد من النواب والوزراء و شخصيات، في وقت لم يكن لدينا ثقة بالقضاء الذي كان مسيطر عليه من قبل النظام الامني آنذاك. وما جرى منذ الانتخابات النيابية الاخيرة حتى اليوم، فهو تعطيل لكل مرافق الدولة وهم مستمرون اليوم بتنفيذ انقلابهم الذي يعدون له العدة منذ فترة. ولكن ما يزعجنا وما يزعج المواطنين، هو أننا سمعنا مواقف من هنا وهناك، ولكن حتى الآن لم نسمع الموقف الرسمي،أي موقف الدولة عما جرى في اليومين الاخيرين.الدولة بسكوتها، تفقد موقعها على الارض، والمواطن يطالب بموقف رسمي ليطمئن". وختم الجميل:" نحن من الآن وصاعدا لسنا بوارد تقديم تنازلات جديدة، فكرامة الشعب اللبناني على المحك. وإذا قرر حزب الله و حلفاؤه النزول بالسلاح على الارض في مواجهة اللبنانيين العزل، فستتصدى له نساؤنا ويكون هو قد قضى على نفسه وعلى المقاومة".

الحريري استقبل ممثل الامم المتحدة وسفيرة الاتحاد الاوروبي
وليامز:الاستقرار وتشكيل حكومة أمر ممكن شرط وجود الإرادة وتعاون الافرقاء
الهدوء حاجة والرئيس الحريري قام بأقصى ما يمكن لتوجيه البلد إلى مسار حكيم

وطنية - 20/1/2011 - استقبل الرئيس سعد الحريري، ظهر اليوم في "بيت الوسط"،الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، الذي قال: "أنا ممتن للغاية للرئيس الحريري لاستقبالي اليوم، وقد كان لقاء ممتازا، حيث تركزت محادثاتنا حول الوضع الداخلي في لبنان. لقد ناقشنا المبادرات الدولية المختلفة، لا سيما الأخيرة منها التي قامت بها تركيا وقطر وإمكانيات تشكيل حكومة جديدة والاستقرار السياسي في لبنان. أعتقد أن هذا الأمر ممكن شرط وجود الإرادة الحسنة والتعاون بين جميع الافرقاء السياسيين للعمل من أجل العدالة كما الاستقرار. إننا في الأمم المتحدة لا نرى أي تناقض بين هذين الأمرين، بل على العكس إننا نراهما متلازمين". أضاف: "كذلك أود أن أغتنم الفرصة لأثني على الرئيس الحريري لما حاول القيام به خلال الأشهر الثلاثة عشر الماضية في عمله على رأس الحكومة في هذا البلد. أقل ما يمكن أن يقال أن لبنان ليس بالبلد السهل للحكم، ونحن نعلم أن الجوار يعاني من العديد من المشاكل. لكني أعتقد أن الرئيس الحريري قام بأقصى ما يمكن القيام به لتوجيه البلد إلى مسار حكيم خلال تلك الفترة. كما ناقشنا الوضع العام، وقد شددت على الحاجة إلى الهدوء والنظام في الوقت الراهن، رغم الانقسامات السياسية الواضحة، وقد تلقيت من الرئيس الحريري تأكيدات على أن هذا ما سيكون الوضع عليه".
سئل: هل تعتقد أن هناك أي تهديد لمنظمات الأمم المتحدة في لبنان؟
أجاب: "كلا، فالصعوبات هي بين الافرقاء السياسيين اللبنانيين أنفسهم، والأمم المتحدة تساهم إلى حد بعيد في لبنان، حيث توجد ثالث أكبر قوة حفظ سلام في العالم، وهي اليونيفل، في بلد صغير جدا. هذا يؤكد التزامنا بضمان الاستقرار في لبنان وعدم تكرار الصراعات، في مثل هذه المنطقة الصعبة. أستطيع التحدث كثيرا عما تساهم فيه الأمم المتحدة في مجالات عدة، سواء المجال الاجتماعي أو التعليمي أو الطبي أو غير ذلك. التزامنا تجاه لبنان متين وقوي، ويزعجني عندما تكون هناك انتقادات من هذا النوع".
سئل: وماذا في شأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان؟
أجاب:"لقد تم إنشاء المحكمة الدولية من قبل مجلس الأمن، ولكنها هيئة دولية مستقلة، وهذا ما يجب أن يبقى في الأذهان. هناك محاكم دولية أخرى مثل تلك التي أنشئت في يوغسلافيا والتي استمرت لأعوام عدة، والتي عملت شخصيا فيها، وهي بدورها أنشئت من قبل الأمم المتحدة ولكنها مستقلة تماما".
سفيرة الاتحاد الأوروبي
ثم استقبل الرئيس الحريري رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجيلينا إيكورست وعرض معها الأوضاع العامة والتطورات.
تجار الابنية
كما استقبل رئيس جمعية تجار الأبنية في لبنان إيلي صوما وبحث معه في المرحلة الصعبة وانعكاسها على الوضع الاقتصادي في البلاد.
وطالب صوما، في تصريح له بعد الزيارة، ب"عودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة، لأن المرحلة تتطلب وجود رئيس قادر على معالجة الأزمة الاقتصادية التي باتت تثقل كاهل المواطن والتي سببت هجرة الشباب والرساميل إلى الخارج وهبوط الإنتاج الوطني وجمودا على صعيد المبادرة الفردية، ويعمل على كسر الجمود الكبير وتحريك العجلة الاقتصادية وتحفيز الاستثمار وإصلاح الإدارة إصلاحا كاملا وجذريا، وتحديث القوانين، وتسهيل المعاملات الإدارية، وخفض الضرائب، واستكمال البنى التحتية للمناطق اللبنانية كافة".

الكتلة الوطنية:"بروفه" حزب الله إرهاب مقصود
رسالة ترهيب ومحاولة إنتصار لقوى 8 آذار على منطق السلطة

وطنية - 20/1/2011 - رأت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية في بيان بعد اجتماعها الدوري إن "البروفه" التي أجراها حزب الله هي إرهاب مقصود على غرار عمل عصابات الغرب الأميركي التي كانت تروع المدنيين العزل في غياب "الشريف"، وسألت هل سيظل "الشريف" غائبا؟ من غير المعقول والمقبول أن تمارس السياسة بالإرهاب والقوة، والأدهى من هذا كله ان هناك بعض السياسيين لا يرى حرجا في ما تم ولا حتى يستنكرون هذا العرض للقوة، بل يبررونه ويعتبرونه رسالة سياسية. وهذه الرسالة ما هي إلا رسالة ترهيب وهي محاولة إنتصار لقوى 8 آذار على منطق السلطة وسيادة الدولة، وإن الإنقلاب إذا تم لن يعمر طويلا فالشعب اللبناني على مختلف إنتماءاته لن يقبل أن يعيش في ظل ولاية الفقيه". واكدت إن "أي جردة لوعود قوى 8 آذار ولحزب الله تحديدا تظهر مدى عدم إلتزامهم بتلك الوعود وعدم إستطاعة أي طرف سياسي سيادي الركون اليهم. فهم لم يكونوا صادقين مع الشعب اللبناني عندما وعدوا لدى انعقاد طاولة الحوار الاولى عام 2006، بعدم تنفيذ أية عملية عسكرية في الجنوب وبعد أسبوع شنوا هجوما أدى الى حرب تموز المشؤومة. وهم لم يكونوا صادقين مع الشعب اللبناني كذلك عندما وقعوا ورقة التفاهم مع العماد عون ووعدوا بحل موضوع المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. كما أنهم وافقوا على المحكمة الخاصة بلبنان في هيئة الحوار الوطني وبوجود الأمين العام لحزب الله وتنصلوا منها فيما بعد. وهم وعدوا ايضا بعدم إستعمال السلاح في الداخل وأستعملوه مرات عدة في 7آيار ومعارك برج أبي حيدر". واشارت الى ان "أية تسوية يمكن أن تعقد مع تلك القوى مصيرها الفشل وهي تعتبر صك إستسلام،إذا لم تكن مبنية على إحترام القانون والدستور والعدالة لإن هذا الإحترام هو وحده الذي يضمن تنفيذ تلك التسوية، لا وعود قوى 8 آذار". ورأت إن "أمورا عدة حصلت في الآونة الأخيرة مست بهيبة المؤسسات وبالمسار الدستوري السليم وشكلت إنتقاصا للسيادة، فمن تأجيل الإستشارات النيابية من دون عذر مقنع الى إجتماع رؤساء دول في دمشق بخصوص القضية اللبنانية من دون وجود لبنان، وزيارات سفراء إيران وسوريا ودول اخرى لوزراء ونواب ومسؤولين، عدا أن مسؤوليين أمنيين وسياسيين كبارا عادوا ليأخذوا طريق دمشق طلبا للمشورة او النصائح او كلمات السر. في ظل هذا العرض الفاضح للانتقاص من السيادة لم ير وزير الخارجية اللبناني المستقيل إلا زيارة سفيرة الولايات المتحدة مورا كونيللي للنائب نقولا فتوش والتي زارت قبلها بيوم واحد العماد ميشال عون". وختمت:ان حزب الكتلة "لا يدافع عن زيارات سفيرة الولايات المتحدة بل يدافع عن حق النائب وصدقيته فهو الذي يحاسبه الشعب ومسؤوليته تجاه شعبه أكبر من مسؤولية أي وزير معين، والشعب يحاسب من إنتخبه إذا تنازل عن حرية وسيادة قراره".

حبيش: الامور عادت الى نقطة الصفر وتحفظات المعارضة أفشلت الحل
وطنية - 20/1/2011 أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش في مداخلة هاتفية خلال برنامج "على طاولة الحوار" عبر أثير اذاعة "صوت بيروت "، "ان الموفدين القطري والتركي لم يضيفا شيئاالى "س-س" وكان الهدف استكمال المسعى السوري - السعودي لكن للمعارضة تحفظاتها التي افشلت المبادرة"، مؤكدا ان "الامور حاليا عادت الى نقطة الصفر والنزول الى الشارع مدنيا ليس مطروحا حاليا والمواجهة العسكرية لا نقدر عليها وليس في استطاعتنا ذلك"، مؤكدا "دعم المملكة للبنان وان البلد سفينة اذا غرقت فسيغرق الجميع عليها". وعن مواقف النائب جنبلاط رأى حبيش انه "لا يجوز ان نطلق النار على جنبلاط اذا كان في فريق 14 آذار، وبالتالي هذه مواقفه وهي معروفة".

سفراء كندا وأوكرانيا وأوستراليا في الخارجية
وطنية - 20/1/2011 استقبل الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين بالوكالة السفير وليم حبيب، سفيرة كندا هيلاري شايلدز-آدمز، وسفير أوكرانيا كوفال فولوديمير، وسفير أوستراليا الكيس بارتليم، وبحث معهم في مواضيع ثنائية.

 منيمنة: موقف المؤسسة العسكرية غير واضح حتى الساعة
الإنتشار في بيروت رسالة مفادها أن المعارضة ماضية في التصعيد
المؤسسات قد تتعرض لتهديدات المسلحين إن لم تكثف الحماية حولها
وطنية - 20/1/2011 - رأى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال حسن منيمنة في حديث الى جريدة "الانباء" الكويتية ينشر غدا، أن "كلام وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل الذي أعلن فيه "رفع المملكة السعودية يدها عن الإتفاق السعودي ـ السوري"، عبر عن غضب المملكة حيال تدهور الأوضاع في لبنان جراء تنصل "حزب الله" وفريقه السياسي من تنفيذ بنود التفاهم بين خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبد العزيز والرئيس الأسد، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس سعد الحريري وفي أكثر من مناسبة بأنه قام بما عليه تجاه الإتفاق المذكور وبقي على الفريق الآخر مقابلته بالمثل للخروج من نفق الأزمة"، معتبرا أن المملكة العربية السعودية أرتأت والحال تلك عدم جدوى الإستمرار في المباحثات إنطلاقا من تيقنها بوجود مماطلة لدى حزب الله للتمنع عن تنفيذ الإتفاق، وأعلنت بالتالي رفع يدها عن الملف موضوع التفاهم" .
ولفت منيمنة الى أن السعودية وإنطلاقا من حرصها على ترسيخ الإستقرار في لبنان "غير راضية عما آلت اليه الأوضاع على الساحة اللبنانية لاسيما حيال التطورات الأمنية الأخيرة التي ظهرت فيها مجموعات ميليشيوية على الطرق العامة وداخل الأحياء السكنية لبيروت"، مشيرا الى أن "المملكة ضنينة بالإستقرار والسلم الأهلي في لبنان عملا بتاريخها الإيجابي تجاهه ومساعدتها المتواصلة له للخروج من أزماته، إلا أنه وعلى ما يبدو أن لغة السلاح طغت على لغة التوافق والمباحثات وأدت الى عرقلة كل إتفاق قد يبرد سخونة الأزمة ويكسر حدتها".
وعما ذكرته إحدى الصحف العربية نقلا عن مصادر قيادية في "حزب الله" بأن "لا عودة للرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة" وبأن "قوى المعارضة لن تشارك في الإستشارات النيابية"، لفت الوزير منيمنة الى وجوب أخذ هذه التصريحات على محمل الجد، لا سيما في ظل إصرار "حزب الله" على الإستمرار بالتصعيد السياسي والأمني"، مشيرا الى "أن ما شهدته شوارع بيروت من إنتشار لعناصر مليشيوية بلباس موحد خير دليل على جدية التصريحات المشار اليها، وذلك لإعتباره أن الإنتشار المذكور لم يكن سوى "بروفة" أمنية حقيقية لما ينتظر الساحتين البيروتية واللبنانية على حد سواء، ورسالة في الإتجاهين الداخلي والخارجي مفادها أن فريق المعارضة ماض في التصعيد إن لم تؤل الأمور الى تحقيق مصلحته الخاصة ولو على حساب مصلحة الدولة والأحكام الدستورية والقانونية".
وردا على سؤال عما يرمى في الوسطين الإعلامي والسياسي عن حتمية إستهداف قوى المعارضة لمقري الأمم المتحدة في وسط بيروت وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي كخطوة أولى من التحرك في الشارع، لفت الى أن"المؤسسات المشار إليها وغيرها من المؤسسات الرسمية والدولية قد تتعرض لتهديدات المسلحين إن لم تستدرك القوى الأمنية الأمر وتبادر مسبقا الى تكثيف الحماية حولها"، مستدركا بالقول في معرض رده على سؤال عما إذا كان لدى قوى "14 آذار" أية مخاوف من أن يتهاون الجيش في الموضوع الأمني، بأن موقف المؤسسة العسكرية وبغض النظر عن مضمون زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي لسوريا غير واضح حتى الساعة، لاسيما وأن هناك تجارب سابقة وقفت فيها المؤسسة العسكرية وقفة المتفرج تحت عنوان الحياد وتركت الأبواب مشرعة أمام من يملك السلاح لفرض إرادته في الشارع وعلى اللبنانيين".
وعما يثار من كلام عن تأجيل للاستشارات النيابية مجددا، لفت الى أنه "من المفترض أن تلتزم رئاسة الجمهورية بالأحكام الدستورية وتدعو الى إستشارات نيابية معجلة للخروج من الفراغ الدستوري، إلا إذا قرر الفريق الآخر مقاطعة الإستشارات لتفادي حتمية تسمية الرئيس الحريري وبالتالي تكليفه بتشكيل الحكومة بناء على قرار الأكثرية النيابية".
واعتبرا أن "فريق المعارضة يرغب في وضع البلاد أمام مزيد من الأزمات وفي وابل من التعقيدات من خلال تعمده نسف الإستشارات النيابية وإبقاء الوضع على حاله رازحا تحت الفراغ في سدة رئاسة الحكومة"، مؤكدا أن "الأوضاع صعبة للغاية في ظل رفض "حزب الله" وفريقه السياسي كل الحلول والإقتراحات، وفي ظل تمسكه بفرض رغباته وإرادته على اللبنانيين وعلى المؤسسات الدستورية".

الجميل استقبل وفد الرابطة السريانية
افرام: لمبادرة مسيحية تعيد ثوابت الجمهورية

وطنية - ‏20‏/01‏/20 11 استقبل الرئيس أمين الجميل عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في دارته في بكفيا وفدا من الرابطة السريانية برئاسة حبيب افرام ،ضم كلا من : جورج أسيو، يعقوب أسمر، سهام الزوقي، جبران كلي، ومارلين بشيري. وتم خلال اللقاء عرض للأوضاع في لبنان. بعد اللقاء صرح أفرام: "هل استسلم اللبنانيون لقدرهم، وهل أقروا بأنهم غير قادرين على حكم أنفسهم، وعلى أنهم بحاجة الى رعايات وقناصل وسفراء والى اتفاقات تفرض عليهم من الخارج؟ هل يعود الوطن الصغير ساحة نفوذ إقليمي ودولي ويعوداللبنانيون وقودا للحرب؟ هل ممنوع علينا أن نلتقي ونتحاور؟ هل عواصم العالم أقرب الينا من مدن وطننا؟" اضاف:"غير مسموح الا نخلق دينامية حركة داخلية رغم كل الفوارق ورغم كل خلافاتنا، رغم كل إنقساماتنا، من هنا تدعو الرابطة الى مبادرة مسيحية تعيد ثوابت الجمهورية". وسأل:" ما يمنع كل النخب المسيحية من لعب دور وصل وتفاهم بين كل المكونات، وإذا كان هناك ازمة نظام وتوازن وفساد فماذا نفعل؟ وإذا كان هناك خطر يتهددنا بالفتنة فماذا نفعل؟ هل نبقى ننتظر ما يخطط لنا؟" وختم: "عجيب امرنا يجتمع رؤساء الدول حول حلول لنا ونحن غائبون، كأننا لم نتعلم شيئا من عبر اعوام الحرب."

وهاب: سنمنع التقسيم ولو وقف كل العالم لتحقيقه
وطنية - 20/1/2011 - أعلن رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، في بيان اليوم، ان "موقف وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لم يفاجئنا"..لكن ما فاجأنا هو ان يتحول سعود الفيصل الى منظر للتقسيم في لبنان وهذا أمر نطمئن سموه بأنه لن يحصل". وقال: "كم كنا نتمنى لو ينشغل عنا سعود الفيصل وأمثاله بأوضاعهم الداخلية"، مضيفا: "نطمئنه بأننا أقوياء في لبنان الى حدود سنمنع فيها التقسيم حتى لو وقف كل العالم لتحقيقه".

زهرا: هدف حزب الله ليس التقسيم بل السيطرة على كل البلاد
وطنية - 20/1/2011 اعتبر عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا في حديث لمحطة"العربية"ان "هدف "حزب الله" ليس التقسيم وإقتطاع جزء من لبنان بل السيطرة على كل البلاد"، وقال:"هناك مناطق أمنية لا وجود لأجهزة الدولة فيها وهم يفرضون سيطرتهم وسطوتهم الفعلية عليها وبالتالي الهدف الذي يسعون إليه هو السيطرة على كل لبنان بالمؤسسات وعبر المؤسسات"، مستشهدا ب"محاولة الإنقلاب الدستورية المتمثلة في إستقالة الوزراء العشرة التي أتبعوها بخطوات غير دستورية تتمثل في الإنتشار الأمني العسكري الظاهر وذلك عندما تبين لهم أن الشعب مستمر في دعم الدولة ومؤسساتها". وأكد أن " لبنان الكيان بصدد الدفاع عن إستمراره فلا مبرر لوجود هذا الوطن إذا لم يكن بلدا للشراكة والتنوع والتفاهم". وقال :"رغم المواقف الايجابية للمملكة العربية السعودية والتي سعت الى ترسيخ الاستقرار في لبنان فقد قوبل الموقف السعودي بمزيد من التعنت ما دفع المملكة لرفع يدها عن المسعى العربي"، لافتا الى ان " المملكة سحبت يدها من الوساطة بسبب التقديمات غير المبررة لفرض إستسلام سياسي على رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري". ورأى "ان وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل ربما توجس استحالة استمرار التعايش السلمي بين اللبنانيين"، لكنه اشار الى ان هذه "الاستحالة قد تكون مرحلية لكن لبنان باق بكل كيانه". واكد "ان وزيري خارجية قطر وتركيا حضرا الى لبنان لوضع آلية لأفكار يمكن تطبيقها"، وقال :"مسعى مشكور من الوزيرين التركي والقطري وهما حضرا إنطلاقا من الأفكار التي تم تداولها بين سوريا والسعودية التي لم تصل إلى أن تكون حلا كاملا لأن الفريق الآخر تملص من تعهداته"، شارحا "أن الموفدين حاولا وضع آلية لإمكان تطبيق بنود المبادرة ولكنهما إصطدما بحائط ما بعد منطق حزب الله القائل بأن مرحلة ما بعد صدور القرار الإتهامي مختلفة عن مرحلة ما قبل صدوره". وختم :" تبين أن مسعى "8 آذار" كان منع صدور القرار الإتهامي ومنع تسليم المدعي العام في المحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار مسودة القرار الإتهامي لقاضي الإجراءات التمهيدية ما يعني وقف عمل المحكمة قبل الوصول الى الاتهام والدعوة الى المحاكمات وبالتالي عندما تجاوزنا تلك المرحلة بدأنا نسمع في كل يوم تهويلا وتصلنا في كل لحظة ألاخبار عن إستعدادات عن تحرك في الشارع".

نديم الجميل:الدولة بسكوتها عما جرى في اليومين الاخيرين تفقد موقعها على الارض
وطنية - 20/1/2011 قال النائب نديم الجميل في حديث الى "اخبار المستقبل":" لقد أوحى كثيرون في 8 آذار أن هناك تفاهم بين السعودية وسوريا على الغاء المحكمة كما أوحوا أن السعودية ستتخلى عن لبنان الدولة عبر التخلي عن المحكمة. ولكن نحن نعرف تماما كيف يتعامل السوريون مع الملف اللبناني: تعطيهم، فيطالبون باكثر. لقد قدم لهم الرئيس سعد الحريري تنازلات فطالبوه باكثر واكثر. مد لهم يده، فطالبوه بالكتف. والواضح منذ البداية أن سوريا لا تريد قيام محكمة دولية تكشف الحقيقة وتحاسب المجرمين.وعندما يقول الملك عبدالله بن عبد العزيز أن سوريا لم تلتزم، فهذا يعني هي وحلفائها، وانا مقتنع تماما بما قاله الملك". اضاف الجميل: "لقد انتخبنا عام 2009 على اساس المطالبة بالمحكمة والغاء السلاح غير الشرعي.المحكمة أقرت بعد أن طالت الاغتيالات السياسية رئيس حكومة وعدد من النواب والوزراء و شخصيات، في وقت لم يكن لدينا ثقة بالقضاء الذي كان مسيطر عليه من قبل النظام الامني آنذاك. وما جرى منذ الانتخابات النيابية الاخيرة حتى اليوم، فهو تعطيل لكل مرافق الدولة وهم مستمرون اليوم بتنفيذ انقلابهم الذي يعدون له العدة منذ فترة. ولكن ما يزعجنا وما يزعج المواطنين، هو أننا سمعنا مواقف من هنا وهناك، ولكن حتى الآن لم نسمع الموقف الرسمي،أي موقف الدولة عما جرى في اليومين الاخيرين.الدولة بسكوتها، تفقد موقعها على الارض، والمواطن يطالب بموقف رسمي ليطمئن". وختم الجميل:" نحن من الآن وصاعدا لسنا بوارد تقديم تنازلات جديدة، فكرامة الشعب اللبناني على المحك. وإذا قرر حزب الله و حلفاؤه النزول بالسلاح على الارض في مواجهة اللبنانيين العزل، فستتصدى له نساؤنا ويكون هو قد قضى على نفسه وعلى المقاومة".

السعودية سحبت بدها وقوات ردع تركية في بيروت!
مروان طاهر  /بيروت، "الشفاف"
أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اليوم أن المملكة "رفعت يدها" عن الوساطة التي أجرتها مع سوريا لحل الأزمة في لبنان، بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال الفيصل "إن خادم الحرمين الشريفين اتصل مباشرة بالرئيس السوري (بشار الأسد)، فكان الموضوع بين الرئيسين بالتزام إنهاء المشكلة اللبنانية برمتها، ولكن لم يحدث ذلك". وأكد أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال "إنه رفع يده بعد هذا الاتصال". وأشار الفيصل إلى أن "الوضع في لبنان خطير"، معتبراً أنه "إذا وصلت الأمور إلى الانفصال، وتقسيم لبنان، انتهى لبنان كدولة تحتوي على هذا النمط من التعايش السلمي بين الأديان والقوميات والفئات المختلفة". وتشير المعلومات أن المملكة باركت الجهود القطرية وتتابع عن كثب جهود الوسطاء سواء الفرنسيين أو الأتراك. وحيث لم يتم الالتزام بالتفاهمات السورية السعودية حول تهدئة الأوضاع في لبنان وفق المبادئ التي وضعت، سواء كان ذلك من جانب سوريا أو لبنان، بات من الواضح أن الاستقالات التي شهدتها الحكومة اللبنانية وعطلت عملها كانت مناهضة لجهود التسوية.
أما بالنسبة لمبادرة "س – س" فأوضحت المعلومات أن "الهدف منها كان العمل على التعاطي مع القرار الظني عقب إعلانه بشكل رسمي. وكان هناك اتفاق على الحفاظ على المؤسسات الدستورية اللبنانية الأربع الرئيسية وهي: الرئاسة الاولى ورئاسة الحكومة والجيش والبرلمان". وأضافت "أن المملكة كانت تسعى لتثبيت هذا الوضع، لكن بصورة أو بأخرى ومع انهيار رئاسة الحكومة تم نقض هذه الاتفاقات والمبادرات".
مراقبون اعتبروا ان وزير الخارجية السعودي قَلَبَ الطاولة في وجه دمشق، واضعا حدا للتنازلات التي تم فرضها على فريق قوى الرابع عشر من آذار والرئيس سعد الحريري لإرضاء نَهَم دمشق وحلفائها للسلطة.
وأضاف المراقبون ان استمرار الوضع كما كان اصبح من رابع المستحيلات. فلا احد يقبل بتسليم لبنان الى إيران مهما كانت التضحيات، والمساعي التي بذلتها المملكة لايجاد تسوية تحفظ للجميع كراماتهم لم يكن ابدا المراد منها إعلان هزيمة 14 آذار التي فازت بالانتخابات التشريعية والانتخابات البلدية وما زالت الاكثرية معقودة لصالحها. وان حزب الله يمكنه إستخدام سلاحه، وليتحمل مسؤولية هذا الامر تجاه اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي! وإذا كانت دمشق مصرة على الاستمرار في سياستها القائمة على مبدأ "خُذ وطالب"، فإن ما حصلت عليه دمشق كافٍ، وحان الوقت لتبدأ بتنفيذ الزاماتها.
القوة التركية ضمن قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان وأضاف المراقبون ان مبادرة "سين سين" لم تبحث في اي وقت من الاوقات مسألة إلغاء المحكمة الدولية ولا القرار الظني ولا القرار الاتهامي، بل كيفية تحصين الوضع الداخلي اللبناني من اجل احتواء تداعيات هذا القرار. وإذا كانت دمشق تبحث عن تبرئتها من دم الحريري فإن الحريري أعلن تراجعه عن الاتهام السياسي لها بالتورط في جريمة إغتيال والده، ولكن التبرئة القانونية لدمشق ستحصل في المحكمة إذا ما كان النظام السوري غير متورط في الجريمة. وتاليا لا أحد يمكنه أن إعطاء النظام السوري صك براءة مجانياً مقدماً من دم الحريري وسائر الشهداء.
وفي سياق متصل اشارت معلومات الى ان
كلام وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل يُراد منه قطع الطريق على الوساطات الاقليمية التي تقول انها تريد بعث مبادرة "سين سين". فاصبحت المبادرة "سين" واحدة عرجاء لن يفلح القطري ولا التركي في تسويقها، خصوصا ان القطري يسعى الى إيجاد مساحة وسطية بين الفرقاء اللبنانيين وسوريا، في حين ان التركي يسعى الى إعادة شريكه الاستراتيجي الى السلطة في لبنان.
من جهة ثانية كشف سياسي تركي قريب من قيادة "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا ، بان القيادتين السياسية والعسكرية باتتا شبه متفقتين على تدخل عسكري تركي حاسم في لبنان من اجل الحفاظ على الامن والاستقرار وحماية مؤسسات الدولة في العاصمة بيروت و عدم السماح بالاخلال بالتوازنات السياسية في لبنان
واضاف المصدر ان القوة التركية الموجودة ضمن قوة حفظ السلام في جنوب لبنان سوف تُحرك بطلب من مجلس الامن والجامعة العربية ، بحال قصّر الجيش اللبناني في حماية البلاد، وخصوصا العاصمة ، جراء اي خلل امني او تحرك ميداني تقوم فيه مليشيا قوى 8 آذار المدعومه من سوريا وايران.
و اكد المصدر، حسب ما ذكر موقع "مسار نيوز"، القدرة التركية االقيام بالمهمة الامنية، خصوصا انها من الصعب ان تتعرض لاي ابتزاز امني من اي جهة، حتى لو جوبهت بالرفض من قبل قوى 8 اذار. فالحسابات السورية الايرانية مع تركيا دقيقة و حساسة جدا، خصوصا اذا اخذنا بالاعتبار حجم المصالح السورية مع تركيا. اضافة الى حاجة إيران المتزايدة للجار التركي الذي بات المعبر الوحيد الاقتصادي لإيران لتخفيف وطأة العقوبات الاقتصادية عليها، و اعتبار الدبلوماسية التركية هي القناة الوحيدة و الجدية التي تستخدمها طهران من اجل الحوار مع الولايات المتحدة والغرب.
وختم المصدر ان الرئيس السوري تبلّغ، اثناء قمة دمشق التي جرت يوم الاثنين، الموقف التركي الذي يمكن اعتباره أقوى رسالة متشددة ترسلها القيادة التركية لسوريا في هذه الازمة، خصوصا بعد التسريبات التي اكدت قرار الحزب الحاكم في تركيا بأن الرئيس الحريري شريك استراتيجي لتركيا وان أمن لبنان جزء من الامن القومي التركي.

اوساط اللقاء الديمقراطي لموقعنا: خريطة اللقاء نيابياً لن تتغير وجنبلاط سيطلب تأجيل الاستشارات ثانية! 
تلفت اوساط اللقاء الديمقراطي الى ان الحوار السوري السعودي قد وصل الى حائط مسدود وهو ما عبر عنه الوزير سعود الفيصل بكل وضوح وما كان الكثيرون توقعوا حصوله من الاساس بما ان التجارب مع القيادة السورية اظهرت النتائج نفسها فهي لا تقدم اي شيء على رغم كل ما يبذل من محاولات ويحصل من اتصالات. وترى الاوساط لموقعنا ان تجربة الحوارالسوري السعودي تدفع الى التيقن من ان المساعي التركية القطرية ستبوء بالفشل لا محالة فقوى 8 آذار لم تعدل شيئا في اولوياتها وبما ان 14 آذار راسخة في سياستها ومواقفها وثوابتها على مختلف الصعد. ومن هذه الخلاصات ان اي انفتاح على 8 آذار يعني ان هذه الاخيرة ستعتبر ان الفرصة مؤاتية لقطف المزيد من المكتسبات والتنازلات مما يدفع بقوى 14 آذار الى وقف الايجابية من جانب واحد. وتشير الاوساط الى ان اللبنانيين يحظون بدعم خارجي يحميهم من اي مخطط كبير يهدف الى قلب الطاولة بوجه الجميع والى تغيير المعادلة القائمة وتبديل الخريطة وطمس الحقائق وضرب المحكمة الخاصة بلبنان وابعاد لحظة الحقيقة في سلسلة الاغتيالات مما يثبت ان رهانات 8 آذار لم تكن في محلها على الاطلاق.
وترجح الاوساط ان يصار الى تأجيل الاستشارات النيابية مطلع الاسبوع المقبل مع انها الزامية وملزمة معربة عن خشيتها من ان يعتمد هذا النمط اكثر من مرة فتقع الرئاسة الثالثة في شبه فراغ الامر الذي يعيد الى الاذهان تعطيل الاستحقاق الرئاسي عام 2007.
وتقول الاوساط ان النائب وليد جنبلاط ماشى سوريا وحزب الله الى ابعد الحدود على المستويين اللبناني والعربي من الناحية الاستراتيجية لكنه يدرك جيداً ان لا مجال لفك الروابط مع رئيس الحكومة سعد الحريري وانه لا يجوز الاساءة الى التمثيل الطائفي داخل الحكم والى التوازن المطلوب من هذا القبيل. وتقول الاوساط ان النائب جنبلاط كان واضحاً جداً من هذه الناحية فهو لا يقبل بتسمية مرشح لتشكيل الحكومة غير الحريري نسبة الى التمثيل الذي يحظى به سياسياً وطائفياً مؤكدة ان التجربة نفسها التي طبقت عند انتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً لمجلس النواب تنسحب على ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة. من هنا تضيف الاوساط فان جنبلاط محرج وهو يدرك مخاطر المرحلة الراهنة ويحرص على التوازن القائم بشكل او بآخر مما جعله يعمل على ابراز معالم المعادلة السائدة ويعمل لتأجيل الاستشارات مرة اضافية الامر الذي يفسر الهجمات التي تعرض لها من قبل حلفاء سوريا وحزب الله. وبرأي الاوساط فان الرئيس بري سيجد في الاقتراح الجنبلاطي اي فرصة ثمينة وهو سيلح على رئيس الجمهورية ان يستجيب لهذا الطلب بالتأجيل وهي تجربة قد تتكرر تبعاً لحاجيات 8 آذار في اي وقت كان وقد تفضي الى تكريس سابقة مؤذية للحياة السياسية وللنظام الديمقراطي البرلماني.
وتخلص الاوساط الى ان المحكمة ستصدر قرارها الاتهامي وهي ستقول الحقائق حيث يثبت ان التحقيقات الدولية مهنية صرفة وتبحث بالادلة وبموضوعية تامة مما يزيد من الاعتقاد بان سوريا ستدخل على خط المواجهة من الساحة اللبنانية في كل الاتجاهات وسيكون اللبنانيون عرضة لمخاطر متنوعة وفي كل الميادين من الآن فصاعداً وهو ما يجعلهم يخشون ويضعهم في حالة من الخوف على المستقبل من دون ان يملكوا اي تصور لما قد يحصل.  موقع 14 آذار

 ساعة تخلي!   
صلاح تقي الدين/ موقع 14 آذار
"ساعة التخلي" دفعت رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط للانضمام إلى ثورة الأرز التي حققت حلم "نصف" اللبنانيين أو أكثر قليلاً، بالحرية والسيادة والاستقلال. غير أن "ساعة تخلي" أخرى على ما يبدو يمر بها الزعيم الدرزي وتملي عليه "احترام خصوصيات الطوائف باختيار ممثليها" والتصويت لصالح زعيم تيار المستقبل سعد الحريري لتشكيل حكومة جديدة، بعد الاستقالة المتهورة لوزراء المعارضة منها، ما فتح ابواب المستقبل المجهول الذي لن يفلت منه لا "النصف السيادي" من اللبنانيين ولا النصف الآخر "المرتهن" لإرادات خارجية. وليد جنبلاط حائر اليوم في أمره وهو بحسب المقربين منه يتملكه هاجس عودة الفتنة التي لن يسلم منها لبناني، مهما كان مذهبه، لكنه مصمم على اتخاذ القرار الذي يجنب البلاد هذه الكأس المرة، وهو محق. لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟ فلا القيادة السورية التي قالت إن وليد جنبلاط عاد "كما كنا نعرفه" ولا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يريدان الاستماع إليه في هواجسه وموقفه الوطني الذي يحتم عليه الوقوف إلى جانب إرادة الأغلبية الساحقة من الشارع السني التي لا ترغب ببديل عن سعد الحريري رئيساً للحكومة العتيدة. هناك في الضاحية الجنوبية يقولون عن وليد جنبلاط "لا يفهم علينا" وعلى مسافة أبعد جغرافياً وأقرب سياسياً، أي في دمشق، يجهد موفد جنبلاط الوزير غازي العريضي للحصول على موعد جديد لزعيم المختارة لمقابلة المسؤولين السوريين وشرح القرار الذي يريد اتخاذه خلال الاستشارات النيابية، من دون جدوى. اقل ما يمكن قوله أن لا دمشق ولا حارة حريك ترغبان في الاستماع إلى صوت الحكمة والعقل وتجنيب لبنان ما لا تحمد عقباه، ويبدو أنهما واقعتان في "ساعة تخلي" نسأل الله العزيز الجبار أن ينجينا منها.
*صحافي

هول المقاصد
أيمن جزيني/لبنان الآن
قيل في خطاب أمين عام "حزب الله" الكثير، بعضهم قال إنه بدا مرتبكاً، وبعضهم رأى أنه ناقض نفسه مرات، وبعضهم اعتبره خطاباً تهدوياً وآخرون اعتبروا أن العبرة في ما أبطن لا في ما أعلن. إنما يجدر بنا ان نثبت في الخطاب واقعة لا لبس فيها، كررها وشدد عليها وأعادها مفوهو المعارضة من بعده بصيغ مختلفة وكل حسب اختصاصه. كان لافتاً في الخطاب أن الأمين العام لم يذكر ما الذي طلبته الموالاة مقابل تنفيذ شروط المعارضة. الأرجح أن الموالاة لم تطلب ما يمكن مساواته بمطالب المعارضة. ذلك أن الإحجام عن مهاجمة وتخوين جهاز أمني رسمي لا يعادل أبداً ولا في أي حال من الأحوال التنصل من قرارات حكومية سابقة، شكلت على مدى سنوات مشروع الطرف الآخر السياسي. ويعرف السيد أكثر من غيره، أن مطلب المحكمة الدولية كان مطلباً أساسياً من قبل أن يشك أي كان في مسؤولية "حزب الله" أو اي من المقربين منه عن الجرائم التي حصلت. وعليه فإن الأمين العام يريد أن يقنع قوى 14 آاذر بأن المحكمة الدولية تكون مطلباً ممكناً إذا لم تشتبه بـ"حزب الله" أو أي من حلفائه. وهو بذلك يقول للطرف الآخر، البلد لي، وأنا أحدد حدود اللعب والملعب، ومن يخالف الشروط يخرج من اللعبة كلياً. على أي حال، ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" بهدوء أعاده الوزير السابق وئام وهاب بفجور. المعنى نفسه والفارق يكمن فقط في اللهجة. مطلب "حزب الله" فرضته الظروف الطارئة. والأرجح أنه لم يكن بمثل هذه الحدة من قبل. ذلك أن أمين عام "حزب الله" يقول إن الإدارة الأميركية ضغطت ومنعت تحقيق التسوية السعودية – السورية. طيب ما هي التسوية التي تستطيع أميركا منعها؟ أكيد لا يتعلق الأمر بإقناع الرئيس سعد الحريري، إنما يتعلق اولاً وأساساً بإلغاء المحكمة الدولية او المماطلة في مسار عدالتها إلى أن يقضي الله امراً كان مفعولاً. لذلك ليس ثمة رابط منطقي بين انتظار رد أوباما على خادم الحرمين الشريفين وبين إقناع الرئيس الحريري بضرورة الاستجابة لشروط "حزب الله". والحال، فإن "حزب الله" كان ينتظر إلغاء دولياً للمحكمة ليبقي على شراكته مع الطرف الآخر في لبنان، وأما وأن الإلغاء لم يحصل فهو يقول: سنأخذ البلد برمته وسجلوا على سجلنا جريمة أخرى، لا فرق، ولا نهتم. والحق أنه بصرف النظر عن اللهجة التي تحدث بها الأمين العام إلا أن الفحوى غير ملتبسة على أحد: الإذعان الكامل أو الطرد. تحويل سعد الحريري إلى أسامة سعد أو إحلال أسامة سعد محل سعد الحريري. نعم الشراكة التي يتشدق بها بعض المتفقهين.

مذكرة وجاهية بتوقيف رومية بجرم التعامل مع العدو 
 استجوب قاضي التحقيق العسكري فادي صوان اليوم الموقوف عادل سمير روميه في جرم الاتصال بالعدو الاسرائيلي والتعامل معه واعطائه معلومات لمعاونته على فوز قواته، سندا الى المادة 278 عقوبات تنص على عقوبة الاشغال الشاقة الموقتة، واصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه. 

 هل تغيّر شيء في دمشق ؟
علي حماده/النهار
وضع وزير الخارجية السعودي النقاط على الحروف بقوله إن بلاده رفعت يدها عن المسعى المشترك مع سوريا لحل الازمة حول المحكمة الدولية في لبنان. ولعل في المواجهة التي حصلت بين وزيري خارجية السعودية ومصر من جهة وفيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري من جهة اخرى في شأن لبنان ما يشير الى ان السعودية ممتعضة من سوريا. وثمة معلومات متداولة في الوسط الديبلوماسي العربي تروي أن السعودية تعرضت مرة جديدة لخديعة سورية، إذ ان الرئيس بشار الاسد لم يفِ بالتزاماته لجهة التعامل الايجابي مع المسعى السعودي الذي قام على قاعدة "مقايضة تنازلات شخصية يقدمها سعد الحريري في قضية اغتيال والده مع مكاسب تقدم الى مشروع الدولة في لبنان من طرفي المعادلة المقابلة "حزب الله" وسوريا". ويشكل موقف الامير سعود الفيصل اتهاماً صريحاً ومباشراً للرئيس السوري بشار الاسد، الذي عادت الشكوى منه في الاوساط الاقليمية والدولية على انه لا يفي بالتزاماته، مما يعيده شيئا فشيئا الى المربع الذي كان يقف عنده عشية اتخاذ قرار التمديد الذي فتح الباب امام القرار 1559. ومن الطبيعي ان يكون غياب السعودية عن القمة الثلاثية التركية - القطرية - السورية في دمشق مؤشرا كبيرا الى ان العلاقات بين الرياض ودمشق تعاني وضعاً حرجاً جداً، وخصوصا ان عواصم المنطقة ترى ان الرئيس الاسد يقف خلف اسقاط الحكومة جنبا الى جنب مع الايرانيين، وان التلويح بالانقلاب على الارض بتنفيذ "بروفة" صباح يوم الثلثاء الفائت ما كان ليحصل من دون ضلوع دمشق في القرار!
اذاً نحن امام ازمة في العلاقات السعودية – السورية تضاف الى الازمة اللبنانية المستفحلة، والتي تكاد تصل الى الشارع. وقد بدأت معالم المشكلة بين الرياض ودمشق تتكشف لتبرز مجدداً ازمة ثقة بين العاصمتين. وكان سعد الحريري في كلام له قبل ايام من اسقاط حكومته قد اطلق اشارات حول المشكلة باتهامه "الفريق الآخر" بعدم الوفاء بالتزاماته. وقد عنى بالفريق الآخر كلا من "حزب الله" ومن وراءه، وسوريا بشار الاسد.
وتجدر الاشارة الى ان ازمة الثقة مع الحكم السوري تعزز الشكوك في النيات التي يبيّتها الاخير من خلال سلوكيات تذكّر بمرحلة ماضية، فتقوّي حجة القائلين بأن الحكم السوري ما غادره مرة حلم العودة الى لبنان بوصاية تعيد الامور الى مرحلة ما قبل 14 شباط 2005. ولكن الظروف الراهنة مختلفة تمام الاختلاف، مع غياب أي تفويض دولي او عربي او حتى اقليمي لسوريا، بما هو اكثر من الاهتمام بمصالحها المشروعة والمنطقية في لبنان.
لكن الخشية تبقى ان الثنائي سوريا – "حزب الله" يعمل اليوم بطاقة مضاعفة من اجل فرض واقع جديد على الارض يمكنهما من الانطلاق منه في اي مفاوضات جديدة مع المحيط الاقلميي او الوعاء الدولي. وعلى الرغم من كل الضجيج المفتعل حول المشروع الاسرائيلي، وخصوصاً عندما تتم "اسرلة" المحكمة، تبقى حقيقة مُرة راسخة في اذهان مراقبين مطلعين كثر في المنطقة، مفادها ان اولى الجهات المتضررة من خروج سوريا من لبنان وتنفيذ الشق المتعلق بها في القرار 1559 هو اسرائيل نفسها التي وقفت مع اللوبي الداعم لها في واشنطن في وجه ادارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش لثنيه عن المضي في اقرار القرار 1559 لأنها اعتبرت انه يمس امنها !
المفارقة الكبرى اليوم هي القول ان دمشق وسيط نزيه في قضية تخصها، من زاوية انها كانت ولا تزال راسخة في يقين معظم اللبنانيين كطرف مسؤول عن تلك المرحلة السوداء، وهذا بالتحديد ما لم ينجح الرئيس بشار الاسد واعوانه في تغييره بعد انطلاق ما سمى مرحلة الانفتاح والمصالحة بين لبنان الاستقلال والحكم السوري بمسعى سعودي – فرنسي!
فهل تغيّر شيء في دمشق؟

سليمان أمام تحدي تأجيل الاستشارات والجيش يضمن الأمن
الأكثرية متخوّفة من الاغتيالات والمعارضة توسّع تحركها

هيام القصيفي/النهار
في اللحظة التي قدم فيها وزراء المعارضة استقالتهم من الحكومة، سقط اتفاق الدوحة، ولم يعد قابلا للحياة منه سوى البند المتعلق بمنع استخدام السلاح. وفي اللحظة  التي انتشرت فيها مجموعات مدنية بلباس اسود، سقط الاتفاق برمته، على رغم الرعاية العربية التي حظي بها. وبعدما عانى اتفاق الطائف مدى اعوام خللاً في تطبيقه، ومحاولات غير مباشرة لتعديله واللعب به ظل حيا وقابلا للتنفيذ العملاني وصمد طوال عشرين عاما. في حين لم يستطع اتفاق الدوحة ان يصمد تحت وطأة المحكمة الدولية، وانهار كليا ليبدأ فصل جديد من مرحلة الانهيار اللبناني على دفعات. وسيتخذ تدحرج الوضع  في المرحلة المقبلة اشكالا مختلفة عما شهده لبنان، وهو تاليا سيكون موزعا قسمين: سياسي وامني. سياسياً، ذكرت معلومات موثوق بها لـ"النهار" ان رسالة واضحة وُجّهت الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان مفادها انه امام خيار تاريخي سيحفظه له لبنان، وهو اعلانه خلال فترة قصيرة إرجاء الاستشارات النيابية الى أجل غير محدد في انتظار بلورة المساعي العربية ووصول الاطراف اللبنانيين الى اتفاق على مستقبل الوضع وزوال الاسباب التي ادت الى الازمة الحالية. وهذا يعني عدم تسمية الرئيس سعد الحريري مجددا لرئاسة الحكومة، وابقاء حكومة تصريف الاعمال لادارة البلاد. اما الشق الآخر من الرسالة، فيؤكد ان اي استعجال في تثبيت موعد الاستشارات، وعدم ارجائها، سيرتب على الرئاسة الاولى والوضع العام موجبات اخرى، وسيكون على رئيس الجمهورية مواجهة المتغيرات التي صارت امرا واقعا بحكم الغاء اتفاق الدوحة الذي اتى به رئيسا. وتعتبر مصادر سياسية مطلعة ان هذه الرسالة تأتي في اعقاب شعور اطراف المعارضة بتسرعها الى حد كبير في خطوة الاستقالة من الحكومة، تماما كما حصل عشية الانتخابات النيابية عام 2009. ففيما كانت تعلن من الرابية البيان الانقلابي رقم  واحد، اذ بها تكتشف ما كان معروفا، وهو ان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ليس في وارد تجيير كتلته النيابية كاملة الى احضان المعارضة مما جعل عودة الحريري مضمونة، خلافاً لما أعلنه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله. مما جعل البيان رقم واحد كأنه لم يكن. وبالتالي انقلب الوضع برمته على ارض الواقع وبات حتمياً الانتقال الى خطة العصيان المدني لتأخذ مجراها التنفيذي، واول الغيث يبدأ بقضم تدريجي للمؤسسات الرسمية من طريق تعطيلها. وهنا تفهم الرسالة الى سليمان، والتي قابلتها الخطوة الامنية التي قام بها الحرس الجمهوري بتنفيذ تدابير امنية ملحوظة على بقعة واسعة في محيط القصر.
وبحسب المعلومات الامنية المتقاطعة فالانتقال من المسار السياسي الى العصيان المدني الذي سبق الحديث عنه منذ الصيف الفائت، اتخذ في المرحلة الاولى 15 نقطة شملت بيروت ووسطها ومحيط الضاحية وصولا الى طريق صيدا القديمة وطريق الشام. لكن الرسالة التي وجهت الى جنبلاط كانت واضحة، فالتجمع الميداني الاسود لم يصل الى الشويفات، اي نقطة التماس مع جنبلاط ساحلاً. لكن جنبلاط يدرك، بحسب اوساط سياسية مراقبة، ان الرسالة تعني ان عدم تأمينه الاكثرية سيضعه في خانة حرجة، تنعكس حكما على مناطق التماس بينه وبين المناطق المتاخمة سواء ساحلاً او جبلاً لجهة بعبدا – عاليه.
وسيكون السؤال الاساسي الى اي مدى يستطيع ان يحيّد نفسه ومناصريه عن طريق الجنوب الساحلي الذي تعهّد سابقاً عدم السماح بقطعه عند ساحل اقليم الخروب والشوف.
وتشير المعلومات الى ان الخطة التصاعدية التي تعتمدها المعارضة ستكون مدروسة الى حد يحول دون التصادم مع الجيش، بمعنى انها ستعتمد تكتيكا يجعل حركة تنقلها تحت الغطاء السلمي، مما يكفل عدم تعرض الجيش لها او دفعه الى اتخاذ خطوة تؤثر في مكانته الحالية. والتكتيك الذي قد يجعل من الممكن الاستيلاء "سلميا" على مؤسسة عامة او وزارة، او اي بقعة في وسط بيروت او ساحة ما، يرمي الى تحويل الاستيلاء امرا واقعا بأقل أضرار ممكنة. لكن هذه الخطوات يتوجب في حسابات المعارضة ان تسبق صدور تفاصيل القرار الاتهامي، والا فستكون الصورة مختلفة وستصبح السيناريوات مفتوحة على مختلف الاحتمالات.
الجيش ودمشق
ماذا سيكون عليه موقف الجيش تبعا لذلك؟
تفاعلت امس في اوساط قوى الاكثرية زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي لدمشق في غياب مجلس الوزراء، وبدت لافتة في توقيتها، لكن المعلومات التي توافرت لـ"النهار" اكدت ان الزيارة تمت بعلم القيادات الاولى المعنية، وان لا مجال للعب على هذا الوتر. في المقابل ذكرت مصادر مطلعة ان الزيارة لافتة بحضور قهوجي بعدما غاب لبنان والرئاسة الاولى عن قمة دمشق التي جمعت الرئيس السوري بشار الاسد مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم ووزير الخارجية التركي داود اوغلو. وفي المعلومات ان "القيادة السورية اكدت تمسكها بدور الجيش ضماناً في المرحلة الراهنة للوضع اللبناني". في المقابل اشارت الاوساط الى ان قهوجي استطلع موقف دمشق من انتهاء مفاعيل اتفاق الدوحة، وتقصى التحولات الاقليمية وانعكاساتها على لبنان. وذكرت ان قهوجي امام تحد كبير يكمن في الحفاظ على وحدة الجيش وبقائه ضماناً في ظل اي متغيرات مستقبلية تمكنه من العبور بلبنان الى وضع آمن في مرحلة حسّاسة. والجيش اكد امس لسائليه انه سيكون ملتزما الحفاظ على الامن وسيضمن حرية التعبير والتظاهر السلمي، وهو امر سبق ان قام به خلال تظاهرات العام 2005، وسيمنع الاعتداء على الامن واعمال الشغب.
وفي هذا الاطار قالت مصادر في المعارضة انه خلافا للاجواء التي راجت في الساعات الاخيرة فان بعض قوى الاكثرية تحركت ميدانياً، وتحدثت عن رصد تحرك مجموعة من نحو 40 شخصا في محلة الطريق الجديدة اعترضتها مجموعة من المعارضة السنية في المنطقة. اما بحسب مصادر المعارضة الاخطر فهو وصول مجموعات استخباراتية من 343 مواطناً مصرياً في ثلاث طائرات عبر مطار بيروت اول من امس، وتوزعت المجموعات على فندقين في الشطر الشرقي لبيروت، تحت حجة المشاركة في احد المؤتمرات.
في المقابل، تقاطعت مصادر معلومات امنية مع ما نقلته مصادر سياسية عن ان خشية الاكثرية تكمن تحديداً في انفلات الامور على غاربها، وتخوفت من اتجاه الأوضاع الى منحى امني غير سليم يتعدى عمليات السيطرة الميدانية على الارض الى الاغتيالات. ومن هذا المنطلق لم تستبعد مغادرة بعض الشخصيات لبنان على سبيل التحوّط. 

مصدر دبلوماسي يكشف خفايا موقف الفيصل: سوريا تعرف أن الأمور لا تسير كما تشتهي "8 آذار" 
السعودية علمت أهداف "8 آذار" الحقيقية ولن تساوم بعد الآن  
كشف مصدر دبلوماسي عربي إن المملكة العربية السعودية اتبعت الدبلوماسية السرية في تعاملها مع الأزمة اللبنانية، حتى الثلاثاء حيث أعلن الأمير سعود الفيصل موقفاً جديداً مختلفاً كلياً وخارجاً عن أساليب السياسة السعودية التي تميل غالباً إلى الدبلوماسية السرية، مصرحاً برفع المملكة يدها عن الوساطة التي أجرتها مع سورية لحل الأزمة في لبنان، واصفاً بـ"الخطير" الوضع اللبناني الراهن. وأضَاف المصدر ان كلام الوزير الفيصل يعني أن السعودية على خلاف مع الموقف السوري وموقف القوى اللبنانية المتحالفة معها تجاه حل القضية اللبنانية، وربما كان هذا التصريح رسالة واضحة إلى تركيا وقطر أيضاً. وعن الموقف السوري، قال المصدر انه "من الواضح أن سوريا تميل أو تعمل من أجل تمديد الاتفاق السوري السعودي، ورغم أن تفاصيل المبادرة غير معروفة تماماً من كل الأطراف إلا أنها ربما كانت بالنسبة لسوريا هي أفضل الحلول، باعتبار أن الأمور لا تسير كثيراً لصالحها ولا لصالح أنصارها وحلفائها في لبنان، باعتبار أن النواب اللبنانيين ومن خلال ما تسرّب من مواقفهم سيعيدون تكليف رئيس الوزراء السابق سعد الحريري على عكس ما طلبت المعارضة، ويبدوا أن هناك شكوك في أوساط المعارضة نفسها حول استمرار رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في تبني موقف المعارضة، ويُقال أن بري سيكون له موقف مختلف، كما أن نواب رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد صرحوا جميعاً بمن فيهم جنبلاط أنه سيكون لهم موقف موحد، ولن ينقسموا إلى قسمين كما قيل هنا وهناك"، وتابع "في هذه الحالة سيكون حزب الله وعون في موقف غير مناسب، وكلها مؤشرات تؤكد أن الحريري سيرشح من قبل النواب لتشكيل الحكومة الجديدة" على حد قوله وعن موقف السعودية من تأجيل الاستشارات النيابية لتسمية رئيس وزراء جديد في لبنان قال "تعرف السعودية أن التأجيل الذي حصل ليس من أجل الاتفاق على الحريري، وإنما من أجل الاتفاق على الحكومة المقبلة قبل أن يُكلف الحريري، هل هي حكومة وحدة وطنية أم حكومة أكثرية يشكلها الحريري، وهل سيكون لها بيان وزاري جديد أم سيعود لبيانها الوزاري السابق، وغيرها من الأسئلة الكثيرة التي تدور في الأروقة، وهذه ما ستُحسم خلال هذا الأسبوع الذي تأجلت الاستشارات إلى نهايته" حسب تعبيره وعن مصير المبادرة السورية السعودية المشتركة قال: "في كل الحالات اتخذت السعودية بشكل حازم موقفاً جديداً هو أقرب إلى تيار 14 آذار وموقف سعد الحريري وبالتالي لم تعد تقبل بالمساومة لأنها ربما اقتنعت بأن الآخرين يسعون لتحقيق أهداف تتجاوز الاتفاق السوري السعودية وتتجاوز التسوية الممكنة". المصدر : آكي

 هذا ما حصل بين فيصل المقداد وسعود الفيصل.. خلاف حول لبنان وتصارع حول الحلفاء 
روى وزير عربي خلاف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في شرم الشيخ.واشار الوزير العربي الى انه وخلال اجتماعات اليوم الاول لوزراء الخارجية العرب التي نوقش فيها الملف اللبناني، قدّم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مداخلة طالب فيها الامين العام لجامعة الدول العربية بأن يكون الحلّ في لبنان عربياً وليس دولياً، سائلاً عن اسباب عدم تفعيل المبادرة السعودية السورية. وهنا ردّ الوزير الفيصل على المقداد قائلاً: "وهل لا تزالون مؤمنين بالمبادرة في ظل التصرفات التي يقوم بها حلفاؤكم في لبنان؟"، فردّ المقداد بنبرة حادة قائلاً: "تتهمون حلفاءنا بتعطيل المبادرة بينما بعض حلفائكم يتلقون الاوامر من الولايات المتحدة الاميركية؟"، فأجابه الفيصل: "لن اردّ عليكم". وبحسب رواية الوزير العربي توتر الجو داخل الجلسة على اثر هذه المشادة الكلامية ما دفع بالامين العام للجامعة العربية الى رفعها. وفي اليوم التالي دخل الفيصل والمقداد الى الاجتماع دون القاء التحية على بعضهما البعض. وما ان بدأت الجلسة حتى طلب نائب وزير الخارجية السوري الكلام مكرراً موقف بلاده من المحكمة الدولية واتهامه لقوى "14 آذار" بانها تريد الفتنة بسبب تمسكها بالمحكمة. حينها ودائماً بحسب ما أكد الوزير العربي غادر الوزير الفيصل قاعة الاجتماعات ليعلن ان المملكة رفعت يدها عن لبنان. موقع الكتائب اللبنانية

تلبننوا ... حتى لا تتسودنوا
أحمد الجار الله/السياسة
وضع لبنان عنوة على مفترق طرق خطير جدا, لا يمكن فيه المهادنة او تسويف المزيد من الوقت لتحقيق أهداف شبه مستحيلة. فبعد الافشال المتعمد للمبادرة السعودية- السورية التي أملتها رغبة أخوية صادقة من المملكة في أبعاد كأس الفلتان الأمني عن فم اللبنانيين, عمدت بعض القوى الى ممارسة الخبث السياسي في تقطيع الوقت لتحين الفرصة من اجل إفشال تلك المساعي خدمة لرغبة الاستئثار بلبنان وإعادة عقارب الساعة الى الوراء, ومحاولة انتاج ظروف استباحته عسكريا ومخابراتيا كما كانت الحال قبل ابريل عام 2005 ما أدى الى نسف هذه المساعي, والدفع الى الوضع الحالي الذي يمكن القول إنه أخطر ما واجهه لبنان طوال الاربعين عاما الماضية. لم يعد بمقدور اللبنانيين احتمال أي قلاقل أمنية مهما كانت أسبابها, كما ان المجتمع الدولي لن يقبل هذه المرة ان ينزلق لبنان الى الفوضى مرة أخرى, ولذلك كانت المواقف الدولية واضحة جدا في سعيها الى إنهاء عصر الخروج على الدولة من جماعات رأت في نفسها قوة عظمى قادرة على تطويع الأمور لمصلحتها ومصالح حلفائها الاقليميين, ومارست المكر في اتفاق الدوحة, وقبلت بطي صفحة ما قبل مايو 2008 على زغل, بل إنها مارست المكر في كل شيء, ولم تكن بمستوى التزاماتها, وعملت على تعزيز قوتها العسكرية على الارض غير عابئة بكل الاصوات العاقلة والصادقة المنادية بتجنيب هذا البلد الصغير مرارات الحرب الاهلية, لكن فات هؤلاء ان ما كان ممكنا في العام 1975 لم يعد مقبولا الان, ولن يكون مقبولا أيضا ان تصفي بعض الدول المارقة على المجتمع الدولي حساباتها في لبنان, فالتسوية على الملف النووي الايراني, مثلا, لن تمر في شوارع وأزقة بيروت, ولا المفاوضات السورية - الاسرائيلية يمكن ان تعقد على جثث الأبرياء المرمية على خطوط التماس بين البيروتين.
والمؤسف في كل ذلك ان بعض الأفرقاء اللبنانيين لم يدرك بعد ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان, ليست نزهة او اداة سياسية أرادها المجتمع الدولي لخدمة أهداف بعض القوى, اقليمية كانت او دولية, وإنما هي أداة فرض العدالة, و بداية لعصر اجتثاث الارهاب الذي تمارسه جماعات خرجت على القوانين والاعراف والمواثيق الدولية والانسانية. يعرف كل تحالف "الثامن من اذار" ومن يحركه من خارج الحدود, أنه لن يستطيع المضي قدما في فرض ارادته على اللبنانيين, و لهذا أسقط في يده حين رأى التزاما عربيا واضحا في وضع حد للارهاب السياسي ومنع نشوب الحرب الاهلية, وإن الحوار بين اللبنانيين هو الطريق الوحيد لبناء الدولة, وأدرك متأخرا ان المحكمة الدولية لم تعد أداة مساومة لبنانية- لبنانية, فلن يقدم من يؤيدها ولن يؤخر من يعارضها في مسارها, بل ان الجميع بحاجة الى البحث في مرحلة ما بعد المحكمة والعمل على انتاج اتفاق لبناني خالص غير مرتبط بأي حسابات اقليمية, وهذا الأمر مرهون بمدى قدرة بعض القوى اللبنانية على قبول لبننة قضيتهم والالتفات الى قضايا شعبهم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية, حتى لا يذهبوا الى الحج فيما الناس راجعة منه, وحتى لا يتحول لبنان سودانا آخر. تيار الاستقلال وحفظ السيادة وتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية الذي تمثله قوى"14 اذار", مدعوم الان من المجتمع الدولي, ولن يكون فريسة سهلة للارهابيين الذين درجوا طوال الاشهر الماضية على استخدام لغة التهديد والعنف ضد شركائهم في الوطن, من غير ان يصلوا الى نتيجة, بل هم دفعوا ببلادهم الى طريق مسدود, لا يسعنا معه الا ان نقول :الله يستر على لبنان من بعض أبنائه المغامرين الرعناء الماكرين الذين يعيشون على الابتزاز في كل شيء, حتى بمصير موطنهم وشعبهم.

بيضون: اللعب على حافة الهاوية من ثوابت السياسة السورية خصوصاً في لبنان 
جزم الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون بأن "حزب الله" هو الحاسر الأكبر إن تجاوز الخط الأحمر الأمني، مؤكداً ان فريق "8 آذار" محكوم بالتفاهم مع الرئيس سعد الحريري. وإذ أشار بيضون، في حديث الى "أخبار المستقبل"، الى ان اللعب على حافة الهاوية "من ثوابت السياسة السورية خصوصاً في لبنان"، قال: "التقدم نحو الأمام، بمعنى خراب لبنان، سيكون ثمنه كبير على "حزب الله" وسوريا". كما لفت الى ان "الموقف الدولي والعربي خصوصاً الموقف السعودي والمصري يتبع تحقيق المطالب عبر الوسائل الديموقراطية"، مؤكداً ان "استعمال السلاح يعني عزلة للبنان وسوريا". بيضون أكد أن هناك "رسائل دولية الى "حزب الله" تجيز له التحركات السلمية والبعيدة عن العنف"، مستدركاً "استعمال الفتن والارهاب بواسطة السلاح ضد المدنيين سيحول "حزب الله" الى عزلة ومواجهة مع المجتمع الدولي". كذلك، رأى أن رفع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يده عن الملف المتعلق بلبنان مع سوريا "معناه اننا وصلنا الى حالة عدم الثقة بين الملك والرئيس السوري". أضاف: "ستعود دوائر الخارجية في السعودية لاستلام هذا الملف، وهذا معناه أن خادم الحرمين الشريفين يريد ايصال رسالة بأنه لم يستطع تجاوز مرحلة عدم الثقة مع الرئيس الأسد". وتابع: "الرئيس سعد الحريري كان واضحاً قبل ذهابه الى الولايات المتحدة إذ قال إنه يلتزم بالـ"س- س"، ولكن لن انفذ ما هو مطلوب مني قبل ان ينفذ الطرف الآخر ما هو مطلوب منه". وأكد بيضون أن "الموضوع ليس سحب السلاح من الشارع انما سحبه من السياسة الداخلية بحيث يصبح في خدمة الوطن وليس في خدمة سياسة فريق معين". وإذ لفت الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري "لم يكن على دراية بتحرك "حزب الله" الصباحي أمس"، ذكر أن "النائب ميشال عون كان يتحضر لإشعال الاطارات في ذلك الوقت". الى ذلك، اعتبر أن "إضطراب الوضع الأمني في لبنان سيعيد ملف هذا البلد الى مجلس الأمن"، مشيراً الى ان "هذا الأمر ليس فيه مصلحة لا لسوريا ولا لـ"حزب الله" ولا حتى لإيران". وتساءل بيضون "هل يستطيع حزب الله ان يدير البلد في حال اعلن سيطرته على لبنان"، مذكراً بأن "الحزب يتوسل الدولة اللبنانية لدخول الضاحية الجنوبية لأنه غير قادر على إدارتها".

الضاهر لموقعنا: بات الضحية مظلوماً والظالم متحكماً.. ومن يتوجه بالإهانة للحريري يتحدى بذلك الإرادة الوطنية 
باتريسيا متى
علق عضو كتلة "لبنان أولاً" النائب خالد الضاهر على الكلام الصادر عن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي حذر فيه الولايات المتحدة الأميريكية واسرائيل وبعض دول أوروبا من التدخل في لبنان والتفرقة، فاعتبر "أن التدخل في لبنان قائم على أكثر من محور سواء من المحور الصهيوني الاسرائيلي أو من المحور الايراني الفارسي الذي يهدف الى تحقيق أطماع في لبنان". الضاهر وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني لفت الى "ان اسرائيل عدو لكافة اللبنانيين من دون استثناء، ولكن الدور الايراني يعبث في الكثير من المناطق اللبنانية و يسعى الى تمديد سيطرته والى تحقيق موقع اقليمي على حساب دول المنطقة. ومن هنا، نتمنى أن يكف الايرانيون أيديهم عن لبنان كما نطالب بكف يد أي بلد آخر، أميركا أو سواها، خاصة وأن الدور الايراني يحاول ادخال لبنان في المشروع الايراني الفارسي واخضاع لبنان لهذا المنطق". وتابع: "فلنتذكر ما جرى في فترة تولي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الرئاسة الثالثة عندما زار رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان ايران فقال له مرشد الثورة الايرانية السيد علي خامنئي أننا نريد للطائفة الشيعية في لبنان دورا يتناسب مع حجمهم". وعن الجهود التركية القطرية التي تتناول بشكل أساسي الأزمة اللبنانية، اعتبر الضاهر أن "هذه الجهود أتت بعد أن وصلت الجهود السورية السعودية الى طريق مسدود مع تمسك فريق الثامن من آذار بشروطه التعجيزية التي يريد من خلالها اخضاع اللبنانيين بالسلاح وبفرض الآراء السياسية الخاصة به".
هذا وعلق الضاهر على كلام وزير الخارجية السعودي الذي اعتبر فيه أن السعودية قد رفعت يدها عن لبنان محذرا من التفرقة والفتنة، فقال: "السعودية هي أكثر بلد عربي حريص على لبنان وأكثر بلد دعمه ماليا من خلال اعمار ما دمرته اسرائيل أثناء حربها على لبنان. ولا يمكن انكار مدى الدعم المعنوي الذي تقدمه من خلال الدعم المستمر لتحقيق الحرية والسيادة والاستقلال الحقيقيين". وأضاف: "انطلاقا من هنا، يأتي هذا الكلام في اطار استشعار السعودية لخطورة الأوضاع في لبنان بعد كل الجهود المبذولة منها ومن سوريا التي اصطدمت باصرار المعارضة على اخضاع لبنان". وإعتبر "أن الرئيس الحريري كما فريق الرابع عشر من آذار قدموا تنازلات كبيرة من أجل بناء الوطن مفضلين المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية. فلا يمكن لأحد أن ينسى اليد التي مدها الرئيس الحريري يوم فاز في الانتخابات النيابية ولكن للأسف فإن كل ما كان يقدمه الرئيس الحريري من صبر وانفتاح وتنازلات ارضاءا لسوريا كان يجابه بالكلام السيء والتخويني وآخرها مذكرات التوقيف السورية التي أصدرت بحق شخصيات لبنانية".
وأردف:"لقد بات الضحية مظلوما والظالم متحكما بذمام الأمور، الا أننا أهل الحق لا نطالب سوى بأن يكون لبنان بلدا لكل أبنائه وبلدا تحترم فيه الاتفاقات التي توقع بين أبنائه، وليس كاتفاق الدوحة التي لم تحترم المعارضة أي بند من بنودها من خلال استخدامها للسلاح في الداخل والاستقالة من الحكومة والعودة الى لغة التخوين". أما عن التجمعات المدنية التي شهدتها بعض أحياء العاصمة منذ يومين، اعتبر الضاهر "أن المغزى منها كان رسالة داخلية وأخرى خارجية مفادها أن فريق حزب الله يجعل لبنان رهينة من خلال محاولة فرض معادلة اما أن يخضع لبنان واللبنانيين لإملاءاته التي لا تحترم الدستور واما يخنق البلد ويذهب إلى الاغتيال السياسي، المنطق المعادلة التي لا ترضي لا العالم ولا أي لبناني".
وأضاف: "ان الرسالة التي أرادوا ايصالها وصلت كذلك التهديد وصل الى كل لبناني والى كل منزل في كل لبنان وها ان الناس في حالة تقزز وغضب وهذا ما يزيد عزلة حزب الله على المستوى الداخلي والعربي". هذا وتوجه الى الشارع العربي والإسلامي مطالبا اياه بمعرفة حقيقة الأشخاص التي تدعي أنها مقاومة والمولجة حقيقة ايصال الرسائل الايرانية لتهجير اللبنانيين ليصبح لبنان قاعدة للمشروع الفارسي الايراني".
وعن أسلوب المعارضة في التعاطي، لفت الضاهر الى "أن ذلك الفريق يهدف الى دفع اللبنانيين للإذعان لإرادته من خلال ممارسته لغة الضغط والتهديد, الأمر الذي لم يعد مقبولا ولا بأي شكل على اعتبار أنه خاض معارك خاسرة على كافة المستويات انطلاقا من مستوى المحكمة الدولية التي لا يمكن لأحد ايقاف مسارها وصولا الى معركة القرار الاتهامي الذي يحاول مواجهته بنهج الاستعلاء والاستكبار ورفض الحوار".
وتابع:"لن نتنازل ونسلمهم البلد بل سنظل متمسكين بحقوقنا لأنه لا يموت حق ورائه مطالب وفي كل يوم يمر سنزداد تمسكا بعدم تفريطنا بكرامتنا وبحق أجيالنا في العيش ضمن حياة سياسية على قاعدة الالتزام بالدستور والموقف الموحد ضد العدو الأوحد بعيدا عن المسلسل الإرهابي على اعتبار أن حرياتنا وكرامتنا واستقلالنا ليست مواضيع للمساومة ولا حتى للحوار عليها". وتوجه الى قوى المعارضة معتبرا "أن اللبنانيين بحاجة الى تقارب وتعاون لبلوغ ممارسات سياسية منتعشة مطالبا تلك القوى بالتوقف عن توجيه الإهانات للرئيس الحريري صاحب الأكثرية النيابية والتي من خلال كلامهم يتحدون الإرادة الوطنية والإرادة المسيحية والإرادة السنية التي تؤيّد الرئيس الحريري بقوة سلاحهم وتهديدهم". وعن امكانية اتباع المعارضة للتصعيد الأمني، قال الضاهر: "هذا أمر منوط بهم وبمنهجهم وبأسلوبهم لكن علينا بالنصيحة أولا وبالتحذير ثانية لأن مثل هذا الأسلوب وهذا المسار الانحداري بحق أنفسهم وبحق لبنان لن يجدي نفعا ولن يجعلنا نتراجع قيد أنملة عن وضعنا وحقوقنا خاصة وأننا من قدّم الشهداء". ونصح الضاهر قوى المعارضة بـ"العودة الى لغة العقل والحوار على اعتبار أن المحكمة والقرار الاتهامي أمران ثابتان لا ثالث لهما، كذلك هو موقف اللبنانيين بالنسبة إليهما". وعن كلام الوزير السابق وئام وهاب الذي اعتبر أن الجيش لن يعترض أي شخص يلجأ للشارع، أشار الضاهر الى أن الجيش والقوى الأمنية أقسما اليمين للدفاع عن المواطنين ولحماية الأرواح وهم مكلفون بمنطق القانون منع الميليشيات من التعرض لأمن الناس، فمن هنا اما أن تدافع تلك المؤسسات عن حياة الناس والا فليعودوا الى بيوتهم ومراكزهم لأن أبناءنا سيدافعون عنا في هذه الحالة".
وحول موضوع الإستشارات النيابية لتكليف رئيس للحكومة المقبلة، أشار الضاهر الى أن "الاستشارات النيابية استحقاق دستوري أكدنا عليه واستغربنا تأجيله الذي أتى بناءا لطلب قوى الثامن من آذار التي أدركت أن الرئيس الحريري سينال الأكثرية في وقت كانت تمني نفسها بالحصول عليها، لتلجأ الى ممارسة أسلوبها المعهود المتمثل بالضغط والتهديد من خلال استعمال اللغة التي تزيد الشرخ وتعمق الانقسام بين اللبنانيين". وختم الضاهر حديثه متطرقا الى موضوع طويق وزير الاتصالات شربل نحاس لغرفة رئيس هيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف، فاعتبر "أن الوزير نحاس يمارس عمل ميليشوي بدفع وبتغطية من حزب الله لأنه بذلك خرج عن القوانين ليمرر صفقات بمئات الملايين من الدولارات على حساب الدولة".

 موقع 14 آذار

طعمة لموقعنا: بري يناور في السياسة و"حزب الله" على الأرض.. والكلام السعودي رسالة لسوريا واللبنانيين 
سلمان العنداري
اعتبر عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب نضال طعمة ان "المناورة الميدانية التي قام بها "حزب الله" يوم اول من امس في شوارع العاصمة بيروت محدودة في زمانها ومكانها، ولكنها تعتبر خطوة اولى قد يلحقها مناورات اخرى اكثر تصعيداً"، واصفاً اياها بأنها "رسالة واضحة تقول بأن الوضع الامني في لبنان بات على شفير الهاوية وان لا خطوط حمر امام اي تحرك يمكن ان تقوم به المعارضة في اي وقت تراه مناسباً، وان مرحلة ما بعد القرار الاتهامي ستكون مغايرة تماماً للمرحلة التي سبقتها". طعمة وفي حديث خاص الى موقع "14 آذار" الالكتروني عوّل على "دور الجيش اللبناني والقوى الامنية والاجهزة المختصة في حفظ امن واستقرار بيروت وكل المناطق اللبنانية فيما لو ارادت المعارضة الانزلاق الى المجهول بممارساتها وتحركاتها، وفيما لو تكررت هذه التجمعات الميداينة واستخدم السلاح بالداخل اللبناني على غرار احداث السابع من ايار عام 2008". واضاف: "كنا نتمنى على قيادة الجيش ان تصدر بياناً تشرح فيه ملابسات ما حصل صباح الاثنين في بيروت، على اعتبار انها المؤسسة الوحيدة المخولة حفظ الامن وحماية كل مواطن لبناني". وتابع: "إن فريقنا السياسي ليس في وارد النزول الى الشارع ومواجهة الفريق الاخر لاننا نعول على دور مؤسسة الجيش رغم كل التهديدات والعراقيل، فأمن لبنان خط احمر، وامن المواطن اللبناني لا يجب ان يهمّش تحت اي عنوان او حجة". وعن دور الرئيس ميشال سليمان وسط هذه الازمة، تفهّم طعمة "موقع الرئيس الصعب وعدم تعليقه على ما حصل من تحركات في بيروت، وذلك من منطلق حرصه على ابعاد اي فتنة شيعية سنية في هذا الوقت المتشنج والدقيق للغاية، كما تأتي هذه الاحداث على بعد ايام من الموعد الجديد للاستشارات النيابية الملزمة التي تأجلت اسبوعاً اضافياً"، مبدياً تخوفه الشديد من امكانية "تأجيلها الى اجل بعيد قد يضرب منطق الدستور والمؤسسات والحكومة".
وعلّق طعمة على ما نُقل عن الرئيس نبيه بري قوله "أن التسوية السعودية السورية قد ماتت بعد صدور القرار الاتهامي وبالتالي فيجب البحث عن عناصر تسوية جديدة"، معتبراً ان "دولة الرئيس بري يعتقد ان الموالاة فوتت فرصة ثمينة عندما لم يقبل الرئيس الحريري الشروط المفروضة عليه والمتمثلة باعلانه رفض المحكمة الدولية وعدم الاعتراف بها، وهي تسوية مستحيلة، الا انه (بري) يلمّح الى ان اي تسوية جديدة يمكن ان تبنى لحل الأزمة اللبنانية تفرض على الرئيس الحريري تقديم تنازلات جديدة ومؤلمة تجاه الطرف الاخر". واعتبر ان "الرئيس بري يناور سياسياً بالتوازي مع ما قام به "حزب الله" من مناورة شوارعية ميدانية، تهدف الى الضغط على قوى الرابع عشر من آذار والرئيس سعد الحريري، والقوى الاقليمية والعربية والدولية لمواجهة المحكمة والغائها، مع الاشارة الى ان بري وجنبلاط كانوا يحبّذون التسوية على استمرار الازمة مفتوحة على كل الاحتمالات". واضاف: "للاسف يريدون من الرئيس سعد الحريري ان يقدم التنازلات تلو التنازلات، وهو منطق مرفوض من قبلنا، لأن استمرار هذه السياسة التي تنتهجها قوى الثامن من آذار لن توصلنا الى اي حلّ والى اي ضفة أمان، خاصةً واننا اصبحنا امام امر واقع جديد وهو القرار الإتهامي، واقتراب بدء المحاكمات عن المحكمة الدولية".
وتعليقاً على كلام الرئيس الايراني احمدي نجاد الأخير، تمنى طعمة على ايران ان لا تتدخل بدورها بالشؤون اللبنانية وان ترفع يدها عن لبنان، "اذ ان الجمهورية الإسلامية تتدخل مباشرة ومنذ سنوات في الأزمة اللبنانية، وحزب الله مرتبط بها بشكل مباشر، وها هو يصعّد ويُشعل الأزمات ويشلّ البلاد بأسرها من جديد، ومن هنا دعوة الى كل دول العالم الى كف اياديها عن لبنان فنحن بحاجة ان يكون البلد ساحة سلام وليس ساحة حرب وصراعات وتدخلات وحسابات". وتعليقاً على الكلام السعودي الذي افاد بان المملكة رفعت يدها عن الوساطة السعودية السوري، قرأ طعمة في تصريح الامير فيصل "رسالة سعودية بالغة الأهمية الى كل دول المنطقة والى اللبنانيين، وبالأخص الى سوريا، تحديدا وان دمشق ساهمت في وصول المساعي الى الفشل بعد طرح الشروط التعجيزية على الرئيس الحريري". موقع 14 آذار 

آخر فضائح جبران باسيل قبيل إستقالته: تحويل أموال لمستشاريه المفضلين.. وإقالة مفوضي الحكومة المحسوبين على 14 آذار  
طارق نجم
جبران باسيل وضع يوم الأربعاء الماضي كواجهة مضحكة للانقلاب الذي بدأ بإستقالة وزراء ما يسمى "المعارضة الوطنية" حين تبرع بتلاوة نص الإستقالة الذي خطه محمد رعد ووقعه الوزراء. لكن صهر الجنرال ميشال عون و "غنوج" الرابية لم يهن عليه أن يغادر منصبه في وزارة الطاقة والكهرباء من دون أن يبدي كيدية اشتهر بها، وليواكب فيها ممارسات زميله شربل نحاس في وزارة الاتصالات. وللصهر – الوزير مسلسل من فضائح الفساد بدأت في حزيران من منشآت النفط في طرابلس والزهراني حين بدأت فضائح مناقصات شركة ب. ب انيرجي تظهر للعامة التي أمنت كميات من المازوت والمشتقات النفطية لا تطابق مع المواصفات الموضوعة بالإضافة إلى خسائر بملايين الدولارات. وتواصلت فضائح باسيل حين أدخل عدد من أقربائه واقرباء زوجته مناقصات للدعاية لصالح حملة توزيع اللمبات التي أبتدعها من دون أن يتيح له القانون ذلك ومن دون استدراج عروض حقيقي مما يحمل المواطنين والخزينة العامة عبء هي بغنى عنه. كما فضحت وزيرة المال السيدة ريا الحسن اقتراح استئجار البواخر، بشكل تلزيم رضائي من دون درس معمق لبقية الخيارات، لأن هذا الأمر يؤشر إلى استسهال للحلول وعلى خفة كبيرة في التعاطي مع المال العام.
آخر فضائح باسيل هو مخالفتين ارتكبهما بحق القانون والعرف قبيل مغادرته منصبه في الوزارة. فقد أفادت مصادر خاصة بموقع 14 آذار أن السيد عبدو طيار، وهو احد المستشارين المقربين من الوزير في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، يعتبر من المحظيين لدى طفل الجنرال المدلل، اي جبران باسيل. وإحساساً منه بضرورة أن يمدّ معاونيه ومستشاريه وحاشيته إلى ما وصلت أيديه من المال العام والذي أئتمنه الشعب عليه، فباسيل أراد أن "يرتب وضع" مستشاره (بحسب هذه المصادر) فقام بتحويل مبالغ مالية لصالحه خلال الفترة التي قضاها كوزير للطاقة بحيث بلغت هذه الدفعات ما يربو على 300 مليون ليرة لبنانية. وعن مصدر هذه الأموال التي صرفت لصالح المستشار عبدو طيار، فقد علمنا أنها جاءت عبر مؤسسة دولية تدعى
JDZ، من خلال اتفاقية تمّ توقيعها مع الوزارة لتأمين مساعدات لقطاع الكهرباء في لبنان إستفاد منها مستشارو الوزير وحاشيته.
ولم يكتف معاليه بالوقوف عند هذا الحدّ. فقبل يوم واحد من الإستقالة التي أمره بها سيده من حارة حريك، قام الوزير جبران باسيل، وفي نصف الساعة الأخيرة له كوزير بإقالة مدير عام الإستثمار في الوزارة ومفوض الحكومة في مؤسسة الكهرباء محمود بارود (وهو بالمناسبة مقرب من قوى 14 آذار) من منصبه. وقام باسيل بعد اقالة بارود بتعيين شخص بديل عنه يدعى أحمد الموسوي (محسوب على حزب الله) كمفوض الحكومة في مؤسسة الكهرباء. وكانت الحجة التي ساقها باسيل هي أنّ بارود قارب من سن التقاعد في حين أن مصادرنا أفادت أنّ السيد بارود ما زال لديه 6 سنوات من الخدمة على الأقل وهو قد شغل منصب مفوض الحكومة لدى مؤسسة كهرباء لبنان منذ 10 سنوات.
في الوقت عينه، قام باسيل بإقالة مفوض آخر للحكومة لدى مؤسسة كهرباء قاديشا إسمه حسين عبدالرحمن وألغى له هذا التفويض وعين مكانه شخص آخر من احد احزاب 8 آذار. ومن الجدير ذكره أن هناك 6 مفوضين للحكومة في مجال الكهرباء موزعين حسب الطوائف وفق النظام المعتمد في لبنان، مقسمين وفق العرف المتبع: إثنين شيعة، إثنين سنة ومسيحيين إثنين. وبإقالة هذين الشخصين (وهم من السنة) من منصبهما كمفوضين للحكومة، يكون باسيل قد أخلّ بالتوازن الطائفي في مؤسسة الكهرباء وفي وزارة الطاقة بطريقة تدّل على كيدية مبالغ فيها خصوصاً أنه عيّن مكانهما مفوضين شيعيين مقربين من حزب الله. وقد أعتمد باسيل أسلوب إرسال خطاب الإعفاء من خلال البريد الذي وصل في اليوم التالي لإستقالة معاليه، وذلك لتجنب أي إثارة للموضوع والهروب من المواجهة مع أصحاب الحقّ. موقع 14 آذار 

الجميل: ما رأيناه في شوارع بيروت بالأمس خطير جداً.. ولم نعد مستعدين لأي تضحية 
رأى عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل أن "كلام وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الأخير هو تكريس لكل ما صار"، قائلاً "اذا خُيّرت بين فريق 8 آذار وكلام الأمير الفيصل، أصدّق كلام المملكة العربية السعودية، عندما يقول الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز إن سوريا لم تحترم بالتزاماتها، فمن الواضح أنه هم من "فرَطوا" التسوية وليس أي أحد ثان". الجميل، وفي حديث الى "أخبار المستقبل"، قال: "على مدى أكثر من أربع سنوات، خاصة بد تعيين سعد الحريري رئيساً للحكومة، رأينا كما قام هذا الأخير بتقديم تنازلات، وكنّا دائماً ننتظر أن تمدّ سوريا يدها وتعطيه شيئاً بالمقابل، ولكنها كانت تطلب كل شيء"، معرباً عن اعتقاده أنه "في اتفاق ال س.س. وصلت سوريا الى مرحلة شعرت أنها اكستبت شيئاً ما، فأرادت الحصول على كل شيء". وتابع الجميل: "نحن نقول إننا نريد بناء دولة بدون سلاح، بتسوية مع بعضنا البعض، وأن نعيش بسلام في هذا البلد، وهم يريدوننا أن نطالب بالغاء المحكمة، وهذا أمر غير وارد عندنا". واعتبر الجميل أن "كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، عن أن مرحلة ما قبل القرار الظني ليست كما قبلها، هو تفسير واضح مفادُه أنه ما قبل القرار كنّا نهدّدكم وما بعد القرار سننفذ تهديدنا لكم"، لافتاً الى أن "هذا الوقت هو وقت تنفيذ الوعود والعمل عل الأرض، وهذا أهم من أي تصريح (قد يصدر عن مسؤولي في "حزب الله")"، مشدداً على أن "ما رأيناه في شوارع بيروت بالأمس خطير جداً، ونحن لم نعد مستعدين لأي تضحية ولأي تنازل". وفي سياق متصل، أعرب الجميل عن استغرابه "كيف تحصل عملية مثل هذه (التجمعات الشعبية بالأمس) ونسمع استنكارات عديدة، ولكن لا يصدر أي تصريح من القوى الأمنية الشرعية أو الدولة اللبنانية"، موضحاً أنه "عندما ينزل الجيش اللبناني عل الأرض ويحاول ضبط الوضع، فمن حق المواطن معرفة ماذا يحدث لأنه المواطن لديه ثقة فقط بهذه السلطة الشرعية"، معتبراً أنه "انتهى اليوم وقت المقاومة ووقت التحرير وتحوّل "حزب الله" من منطق المقاومة الى منطق الميليشيا والاحتلال".

"حزب الله" في زورق الإرهاب
 د. عبدالعظيم محمود حنفي

السياسة/سلم دانييل بلمار القرار الاتهامي في مظروف مختوم إلى دانييل فرانسين قاضي الإجراءات التمهيدية في  المحكمة الدولية الخاصة بلبنان . وسبق أن تسربت أنباء تفيد أن قاضي التحقيق سوف يتهم بعض أعضاء "حزب الله" اللبناني بالضلوع في التفجير الذي استخدم فيه 1000 كيلو غرام من مادة "تي. إن. تي", وأسفر عن مصرع رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري و22 آخرين كانوا يرافقونه في موكبه في 14 فبراير 2005. وفي قناعة المنصفين إن المحكمة مستقلة. وهي  أنشئت على الوجه الصحيح عن طريق الأمم المتحدة وبطلب من الحكومة اللبنانية. وعملها مهم, ويجب أن يستمر في منأى عن أي تدخل أو أي تسييس, وفي منأى من أي ترهيب لكن "حزب الله" الذي لم يكن يعارض المحكمة الدولية عندما تداولت الاقاويل عن قناعة ميليس ان الجريمة تمت بتخطيط وتواطؤ سوري فلما تقدمت التحقيقات واثبتت ان "حزب الله" وايران ضالعان في الامر غير وجهته نحو المعارضة العنيفة لاسقاط المحكمة وبدأ المسلسل بان المحكمة بنت فرضياتها وادلتها على الشهود الزور فلما تبين له قطعا انه لم يتم الاستناد الى الشهود الزور من قريب اوبعيد انتقل الى موضوع اختراق الاتصالات الهاتفية وثبت لهم قطعا انه لم يتم الاستناد الى اي اتصالات هاتفية اسقط في يدهم وتتابع المسلسل باسقاط الحكومة ثم شهدت العاصمة اللبنانية وبعض الأحياء المحيطة بها يوم 18 الجاري  تحركات شعبية غير اعتيادية لمجموعات ترتدي الزي الاسود الخاص ب¯ "حزب الله" شملت مناطق النويري, البسطة, بشارة الخوري, الطيونة, طريق المطار ووسط بيروت, وضمت كل مجموعة نحو خمسين عنصراً. وفيما نفت وسائل اعلام المعارضة بداية مثل هذه التحركات عادت ونقلت عن مصادر رفيعة المستوى في "حزب الله" ان التحرك بدأ فعلاً وأنها خطة لبداية التحركات', مشيرة الى 'ان ساعة الصفر انطلقت و 'ان التحرك تأجل لكنه لم يُلغَ, وأن الامور مفتوحة على كل الاحتمالات'. ما يحدث هو ابتزاز وارهاب وما يحدث ليس وليد اللحظة ولا بسبب القرار الاتهامي فهم نفذوا الاغتيال ومن بعدها اغتيالات اخرى ويريدون ان يغض اللبنانيون الطرف بل والمجتمع الدولي ايضا يتنازلوا عن المحكمة الدولية بل يريدون انتهاز الفرصة واتخاذها ذريعة للسطو على لبنان وتحويله مقاطعة فارسية  وسبق ان ذكرت بالادلة ان هذا بدأ بعيد انتهاء مغامرة حسن نصر الله في صيف عام 2006 فبعدها ونتيجة لحرارة التأييد العربي ل¯ "حزب الله" اداة ايران في المنطقة قرر ايات الله ان يضموا لبنان كمقاطعة فارسية في اقرب وقت ممكن وتم اعداد المخطط ومواعيد التنفيذ ومراحلها وبدأ المخطط عندما جند الحزب الفارسي (حزب الله) مقاتلين واعلانه ان ذلك استعداداً لمواجهة جديدة مع اسرائيل. والواقع انه لبسط الهيمنة الفارسية على لبنان العربي.
فالحزب بدأ في هدوء وبشكل منتظم توسيع قدراته القتالية بتكثيف عمليات التجنيد في صفوفه بهدف تعويض النقص الناجم عن الخسائر في صفوفه وبخاصة خلال الحرب مع اسرائيل في صيف عام 2006 . وكان الحزب يرسل الاف المجندين الشبان الى معسكرات تدريب مكثف في لبنان وسورية وايران في اطار استعداداته للسطو على بيروت وباقي المناطق اللبنانية . ويسعى "حزب الله" ان إلى ان يقلد الحرس الثوري الايراني وان تصبح لديه قواته الجوية والبحرية والبرية. وان يتحكم مثله مثل الحرس الثوري الايراني في الحياة السياسية اللبنانية وان يصبح بامكانه الاعتراض على اي سياسي او متنفذ يشك في انتمائه الى لبنان او المصالح اللبنانية فمصالح ايات الله هي المصلحة العليا لديهم. فمن يتعاطى السياسة في لبنان يجب ان يكون ولاؤه ظاهريا لسورية البعثية وباطنا وفعليا لايران الفارسية وان يكون الولاء التام لايات الله والا فعليه ان يعتزل السياسة او يهاجر او يصفى. وفي عملية السطو الفاشلة في 7 مايو عام 2008  اغلقوا صحيفة "المستقبل" ووسائل اعلامه علماً أنهم عاودوا قصف تليفزيون المستقبل بالمدافع والصواريخ. لاسكات الاعلام الحر  والمخطط مستمر في توسع الحزب اقتصاديا في لبنان بصورة مكثفة وخارج لبنان . اما العائدات المالية الضخمة التي تذهب لحساب "حزب الله" من تلك المشروعات فسوف تستثمر في تطوير تكنولوجيا الصواريخ والمدافع وادوات التعذيب لمعارضيهم في لبنان فالثابت ان النفوذ الاقتصادي ل¯ "حزب الله" قد ازداد في لبنان وفي بعض الدول الافريقية وفي تجارة الماس والممنوعات وكذلك في بعض الدول الاوروبية حتى اضحى شبكة عنكبوتية خلال الفترة الاخيرة واضحى الحزب احد المنافذ الفارسية وبخاصة للتعامل المالي نيابة عن الحكومة الفارسية في طهران بعد فرض حظر على نشاط البنوك الايرانية في اوروبا والاضطرار الى اغلاق عدد من فروعها.
ولذا لتحقيق الاهداف الخطيرة للمخطط الفارسي فان المخطط المقبل يتضمن  استهداف وسائل الاعلام. وعمليات الخطف. وتصفية المخطوفين. واطلاق النار على المعارضين واغتيالهم والتجمعات. واستهداف العابرين. واقتلاع المقرات الحزبية. وتطهير المناطق. وكسر الارادات.وبهدلة البيوتات البيروتية لاذلالها . ان الموضوع يمس الامن القومي العربي في مرتكزاته, القضية ليست كسر توازن بل انهاء توازن تمهيدا لان تعيث سنابك الفرس فساداً في ارض لبنان العربي ولكن ارض لبنان وبيروت لن تسقط تحت سنابك الفرس.
الخبير في الشؤون السياسية والستراتيجية

اتهمها بعدم الإيفاء بالتزاماتها واقتناص صفقة مع الأميركيين بدأت بوادرها مع اغتيال مغنية وتبلورت مع الاعتراف بالمحكمة الدولية
قيادي في "حزب الله": دمشق وجدت ضالتها بالقرار الاتهامي وابتزت المعارضة وفريق الحريري للمساومة على لبنان ككل
سورية تنتقل ببطء من التحالف مع إيران إلى حلف جديد مع قطر وتركيا
خطوة إسقاط حكومة الحريري خططت لها دمشق ونسقتها مع عواصم أخرى
نتائج المواجهة الداخلية محفوفة بالمخاطر والحرب ضد إسرائيل غير مستبعدة

"السياسة" - خاص: "أما وقد بات القرار الاتهامي في عهدة المحكمة الدولية, فإن لبنان دخل فترة سماح مدتها الوقت الذي سيستغرقه قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرنسين في دراسته, بحيث يكون الإعلان عنه قضائياً أو إعلامياً, شرارة التحول الدراماتيكي في الوضع اللبناني برمته". بهذه العبارات لخص أحد القياديين المتحفظين على سياسة دمشق في "حزب الله" الوضع الراهن, مكرراً موقف الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله, من أن حزبه سيفصل بين مساري تشكيل الحكومة الجديدة والمحكمة الدولية. ما يعني أن الحزب لن يتحرك ضد القرار الاتهامي حالياً, بل سيركز جهوده على معركة "إبقاء الرئيس سعد الحريري" خارج الحكومة. الجديد اللافت في موقف المسؤول البارز هو تبدل النظرة إلى الموقف السوري, إذ يعتبر "حزب الله" أن دمشق لم تلتزم ما وعدت به عندما قبلت التفاوض مع الرياض على حل ينطلق أساساً من تثبيت المحكمة وقرارها الاتهامي ضد الحزب تحديداً. إذ أن النظام السوري وجد في قرار دانيال بلمار الاتهامي, ضالته للتخلص من الاتهام الذي كان موجهاً إليه خلال سنوات, وسيشكل القرار عندما يفرج عنه فرانسين تبرئة نهائية لهذا النظام من جريمة الاغتيال, حسب تعبير المسؤول. وأضاف: لقد ساهمت العاصمة السورية في تمرير الوقت حتى تتحقق أمور ثلاثة: الأول, انجاز القرار الاتهامي, الثاني, وصول السفير الأميركي الجديد إلى دمشق, والثالث, اقتناع إيران بعدم تفجير الوضع في لبنان لأن وقت إلغاء المحكمة قد فات. وتابع المسؤول: على عكس الظاهر, فإن دمشق تعاملت مع الحريري وفريقه كما تعاملت معنا, فهي أقامت معه علاقة رسمية تحت سيف مذكرات التوقيف القضائية بحق أركان فريقه السياسي والأمني, وأقامت معنا علاقة تحالف تحت سيف القرار الاتهامي, وابتزت الطرفين للوصول إلى حيث تريد: المساومة على لبنان ككل.
وقال: كانت خطوة إقالة الحكومة مدروسة ومخططة في العاصمة السورية, وربما كانت منسقة مع عواصم أخرى, تلتقي معها دمشق على إخراجنا من الحكومة, وتختلف معها على رئيس الحكومة العتيدة, وهو ما سيكون موضوع مساومة جديدة سيجريها المسؤولون السوريون في الأيام المقبلة. وهنا يلتقي الحزب مع رغبة لدى بعض الأوساط السورية باستبعاد الحريري نهائياً. أضاف المسؤول: ثمة تحول في الموقف الستراتيجي لدمشق, التي تنتقل ببطء, ولكن بثبات, من التحالف التاريخي مع طهران, إلى حلف جديد مع تركيا وقطر, مدعوماً من الولايات المتحدة. وهذا التحول سببه أن دمشق نجحت في اقتناص صفقة ما مع الأميركيين, بدأت بوادرها باغتيال عماد مغنية في قلب العاصمة السورية, وتبلورت مع اعتراف دمشق بالمحكمة الدولية شرط "تقديم قرار اتهامي مبني على الأدلة", وهو نفسه موقف خصوم "حزب الله" في فريق "14 آذار". وختم القيادي في "حزب الله": لم تنفع تطمينات الأمين العام في طمأنة قواعد الحزب وجمهوره. والحقيقة أن الحزب يمر في مرحلة عصيبة, ستتطلب مواجهتها داخلياً الكثير من الجهود, وستكون نتائجها محفوفة بالمخاطر. أما خارجياً فلن تكون الحرب ضد إسرائيل مستبعدة بعد الآن بهدف إعادة خلط الأوراق إقليمياً, وإجهاض الحلف الثلاثي الجديد الذي يهدف إلى عزل السعودية وإيران على حد سواء.

أندراوس لـ"السياسة": "حزب الله" يعمل على الفتنة بين "القوات" و"التيار العوني"
بيروت - "السياسة": رأى نائب رئيس تيار "المستقبل" أنطوان أندراوس, أن الاتصالات التي يجريها الموفدان التركي والقطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وأحمد داود أوغلو لن توصل إلى شيء, لأن الفريق الآخر ما زال يضع الشروط والشروط المضادة, واصفاً التجمعات الصباحية أول من أمس بـ"الخطيرة جداً". اندراوس وفي تصريح ل¯"السياسة", أبدى أسفه لتأجيل رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة, وسأل: "لماذا وافق الرئيس ميشال سليمان على تأجيل الاستشارات إفساحاً في المجال للمساعي التركية-القطرية في وقت جرى تغييبه عن القمة الثلاثية التي عقدت في دمشق", واصفاً هذا الأمر بغير الطبيعي. واستغرب قبول الرئيس سليمان بذلك لما فيه من انتقاص للسيادة اللبنانية ولدوره كرئيس للجمهورية, وسأل: "لماذا لا يتم الفصل بين المحكمة والحكومة? وماذا يمنع أن تنطلق الاتصالات من هذه النقطة"? واعتبر أن ما قام به "حزب الله" كان إشارة بسيطة لما ينوي القيام به في المستقبل, وهذا ما أكد عليه أمينه العام السيد حسن نصر الله الذي أعلن بأنه بعد صدور القرار الظني, سيكون ل¯"حزب الله" موقف آخر, وما جرى من تجمعات كان بروفه صغيرة, لأن الآتي أعظم". وسأل عن سبب التحرشات التي تحصل في المناطق المسيحية وبالتحديد في كرم الزيتون وشارع الحمراء في الحدث من خلال دخول سيارات "جيب" تضم عناصر من "حزب الله" بثيابهم السوداء وأجهزتهم وعتادهم من أجل ترويع الناس وإخافتهم ودفعهم على التزام منازلهم أو مغادرتها. ورأى أن "حزب الله" يسعى لخلق مشاكل في المناطق المسيحية بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر", مؤكداً إصراره على تأجيج هذه الخلافات لتخويف الناس وترويعهم تماماً كما خوفوا السنة والدروز في بيروت والجبل في 7 مايو .2008وفي رده على سؤال يتعلق برهان "14 آذار" في ظل استمرار "حزب الله" بهذا الأسلوب, أوضح أندراوس أن رهانها كان ولا يزال على الصمود والتمسك بالحقيقة والمحكمة والدول الصديقة.وكشف أن فريق الرابع عشر من آذار يؤيد مبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, لكنه أكد أن الرئيس يشار الأسد سيرفضها, وختم: "إذا لم يكن عندنا سلاح, فهذا لا يعني أننا سنستسلم".

السعودية لم ترفع يدها عن لبنان
الحياة/داود الشريان
قامت مبادرة «س - س» لحل الأزمة اللبنانية على أساس أن المملكة ستتعاون وسورية في اتخاذ إجراءات بعد صدور القرار الاتهامي، تمنع انفجار الوضع. وهي مرت بمرحلة طويلة من الأخذ والرد. لكن «حزب الله» لم يكن في أجواء التفاصيل، وكان كل ما يردده نوابه حول مبادرة «س - س» في الفترة الماضية نوعاً من التمني، وإن شئت فإن الحزب كان يتوقع أن المسعى يهدف الى التدخل قبل صدور القرار ومحاولة التأثير. وكنت نقلت، في مقال سابق، عن الرئيس بشار الأسد حين التقيته في دمشق، غياب تفاصيل المبادرة عن اللبنانيين، فضلاً عن أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أكد هذه الحقيقة خلال نقاش ساخن مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب للتحضير للقمة الاقتصادية العربية في شرم الشيخ. قال الأمير للمقداد إن «التفاهمات كانت بين الملك عبدالله والرئيس بشار الأسد ولا أحد يعلم بها غيرهما، ولا حتى وزيري خارجية البلدين». «حزب الله» اكتشف بعد الحديث عن قرب صدور القرار الاتهامي حقيقة المسعى وأهدافه، وهو تراجع عن وعود والتزامات، وربما لم تلعب دمشق دورها المفترض مع «حزب الله»، أو واجهت ضغوطاً، فوجدت السعودية أن الالتزامات التي مضى وقت طويل لترتيبها جرى التنصل منها، فاتصل الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرئيس بشار الأسد، وأخبره أن التفاهم في هذه الحال وصل الى طريق مسدود. كان الممكن أن تعود الرياض لإكمال المسعى، لكنها وجدت أن الاستقالات التي أفضت الى انهيار رئاسة الحكومة اللبنانية مناهضة ومعطلة لأي جهد محتمل. ولهذا لجأت الى إعلان رفع يدها في شكل واضح، لئلا تُحسَب عليها تداعيات الموقف الخطير.
لا شك في أن المواطن اللبناني صُدِم بتصريح وزير الخارجية السعودي أمس بأن المملكة «رفعت يدها» عن الوساطة التي أجرتها مع سورية لحل الأزمة في لبنان، وبات يسأل هل يعني ذلك أن السعودية تخلت تماماً عن لبنان، فضلاً عن ان بعضهم يسأل لماذا لجأت الرياض الى هذه اللغة غير المعتادة في خطابها الديبلوماسي، وفي هذا الوقت الدقيق؟الأكيد أن تصريح الأمير سعود الفيصل لا يعني أن السعودية رفعت يدها عن مساعدة لبنان، والوقوف الى جانبه. لكنها تخلّت عن الوساطة، وتعمّدت استخدام تعبير «رفعت يدها» لتوضح للبنانيين والعرب أنها ليست مسؤولة عن أي إجراءات يتخذها الحزب بعد صدور القرار الاتهامي، ولا تريد أن تتحول الوساطة التي وُئِدت الى غطاء لأحداث خطيرة محتملة في الأيام المقبلة.

المواجهة في لبنان
زهير قصيباتي/الحياة
حين يلوِّح البعض بسلسلة إجراءات ستتخذها المعارضة في لبنان، تجعل الاستشارات النيابية الاثنين المقبل مستحيلة، لا تتحول الأنظار الى الهدف المطلوب من تعطيل هذه الاستشارات بمقدار ما تتعزز شكوك فريق 14 آذار في وجود خطة «انقلاب» تنفذها المعارضة تدريجاً، على مساري الحكومة والمحكمة الدولية. وإن كان الأمل ضعيفاً بقدرة التحرك القطري – التركي على إحياء مسار التفاهم السوري – السعودي لإنقاذ لبنان من الانفلات الأمني – السياسي الشامل في «مرحلة ما بعد القرار الظني» للمحكمة، يمكن تفهم التحذير الذي أطلقه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قبل مغادرة نظيريه القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والتركي أحمد داود أوغلو بيروت، بصفته دعماً للتحرك الجديد، قبل فوات الأوان. صحيح أن تحذير سعود الفيصل من انتهاء دولة التعايش في لبنان بين الأديان والفئات، اقترن بـ «إذا» بلغت الأزمة المستعصية حال «الانفصال وتقسيم» البلد، لكنه بدا ضغطاً لإعادة الأطراف المعنية الى سكة الحوار والتهدئة، على قاعدة الاعتراف بالوقائع، وفصل مساري الحكومة والمحكمة. وإذ تلغي المعارضة وعلى رأسها «حزب الله»، أي احتمال لهذا الفصل (بدليل إسقاطها حكومة سعد الحريري)، يبقى الجميع في انتظار المجهول، بعد عودتهم الى المربع الأول... ما قبل المسعى السعودي – السوري.
مغزى «الرسالة» السعودية هو تشجيع كل اللبنانيين، موالاةً ومعارضةً، على التفتيش عن أي بديل لكل مخارج التسوية التي طرحت وبقيت سرية شهوراً، إذا كان كفيلاً بإخراج لبنان من الانقسام المرير بين معسكريه، وهدم جدران القطيعة بين فئاته، ليتمكن من صدّ رياح الخارج. وليس مبالغةً أو نوعاً من التشاؤم تصور هبوط فرص الحل الى مستوى لم يعرفه اللبنانيون حتى خلال حروبهم الأهلية بعد عام 1975.
حتى الآن، وفيما أُحبِطت معادلة «س. س» بعوامل بعضها خارجي، كما يرى أيضاً موالون لقوى 14 آذار، يشككون في مدى تأثر توجهات «حزب الله» بمصالح طهران، أو تناغمه معها، لا تعطي القيادة الإيرانية مؤشراً الى تشجيع المحاولة الفرنسية لتشكيل «مجموعة الاتصال» من أجل لبنان. ومرة أخرى، لم يكن يسيراً تجاهل وتيرة التصعيد الإيراني أمس على جبهة مفاوضات الملف النووي، في حين استشاط الرئيس محمود أحمدي نجاد في حديثه عن الدور الأميركي – الإسرائيلي – الأوروبي في «التحريض على الفتنة» في لبنان، وتوعده الغرب بقطع «يد التآمر». وهو بدا موجِّهاً رسالة الى باريس المتشددة في الدفاع عن المحكمة الدولية، وفي الملف النووي!
غالبية اللبنانيين تتحسس الأيدي لأن ساحة المواجهة إذا حصلت، معروفة كما هوية الذين سيدفعون الثمن.
ويتجدد المأزق لأن المعادلة المستحيلة ما زالت هي هي: معارضة أسقطت حكومة سعد الحريري، تظن أن بإمكانها أيضاً إسقاط المحكمة الدولية في الداخل لتفادي عواقب «فتنة»... وموالاة لـ14 آذار وللمحكمة تصر على أن التخلي عنها تمديد لمشاريع الفتن الكبرى. الأولى مطمئنة الى تجربة ما بعد 7 أيار، والثانية متكئة على عدالة كشف القاتل. أولوية المعارضة والموالاة إذاً هي قضية المحكمة لا الحكومة، وما تبدل بعد القرار الاتهامي هو رفع شروط «حزب الله» وحلفائه، فأي تسوية؟
هي معركة مصير للطرفين، وبين سقف الطموحات وانهيار كل جدران الثقة، تعود لغة «التآمر» والتخوين الى عصرها الذهبي، كأن المواجهة آتية لا ريب فيها، ولا بديل.
البعض يتبرع بعضلات التحدي، وآخرون بسيناريوات ما خفي أعظم... لا مكان إلا للتشكيك بنيات الآخر، واغتيال الغد كل يوم. كابوس اللبنانيين بات التسوية «المستحيلة»، والأمل بتنازلات هجرت مفردات السياسة.
أما المطمئنون الى قدرة اللبنانيين على «التفاهم»، كحال نجاد، فلعلهم يتناسون وقائع تداعيات الزلزال الذي أطاح مفردات التسويات باغتيال رفيق الحريري عام 2005. واليوم، مع إقامة اللبنانيين بين جدران الرعب من ساعة المواجهة، ما زال واقعاً عجزهم عن اختراع معادلة تسوية، سقفها العدالة والأمن والدولة.هاجس «التآمر» ينتصر، لا أحد سيتنازل عن مصيره لإنقاذ البلد الصغير من الحريق الكبير.

رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان هرمان فون هابل.
ما تسرب من أشرطة عن التحقيق ليس مهماً ومن السابق لأوانه الحديث عن شهود الزور وسنثبت اننا غير منحازين

بيروت - وليد شقير/الحياة
قال رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان هرمان فون هابل ان ما تسرب وجرى بثه في محطات تلفزة عن التحقيقات التي أُجريت في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري «ليس مهماً ولا نعرف إن كان ما تسرب جزءاً مما جرى تقديمه لقاضي الإجراءات التمهيدية أو لا». وأضاف فون هابل في حديث مع «الحياة» بالهاتف من بيروت: «سنثبت للجميع أننا غير منحازين ونعمل بمعايير دولية رفيعة جداً». ورد هابل على أسئلة «الحياة» عن تأثير التسريبات في صدقية المحكمة وفي الإجراءات التي اتخذتها لوقف هذه التسريبات رافضاً الكشف عنها لأنها داخلية وسرية. وقال هابل إن «من السابق لأوانه الحديث عن شهود زور وحتى الآن لا نعرف من هم الشهود الذين ترغب المحكمة في سماعهم وهذه أسئلة يمكننا ان نتطرق إليها عندما نرى المحكمة تعقد جلساتها وأي شهود تستدعي». وهنا نص الأسئلة والأجوبة:
> ما هو أثر تسريب الأشرطة عن التحقيق على صدقية المحكمة والثقة بمجريات التحقيقات. هل يمكن إستعادة الثقة بالمحكمة وعملها بعد ما جرى؟
- هذا سؤال مهم جداً. لا شك أننا في المحكمة معنيون كثيراً بهذه التسريبات، لكننا في هذا الوقت ومع تقديم القرار الظني دخلنا مرحلة جديدة من عمل المحكمة. وكما تعلمون القرار الظني صار الآن بين يدي قاضي الاجراءات التمهيدية وهو يعمل عليه مع فريق عمله وهناك كل أنواع الضمانات لئلا يكون هناك مزيد من التسريبات. وعندما نتحدث عن الصدقية نتحدث أيضاً عن عمل القضاة بشكل عام، ونحن واثقون بأنهم يعملون بطريقة محايدة ومستقلة وأنا واثق بأننا سنتمكن من ان نظهر للجميع في لبنان أننا نعمل بمعايير دولية وأننا منظمة موثوق بها.
> ما هي الخطوات أو الاجراءات التي اتخذتموها بحق المسربين؟ هل عرفتم من هم؟ هل هم من فريق العمل؟ هل ستتم ملاحقتهم قضائياً؟
- من الخطأ الكشف عن طريقة تعاملنا مع هذه المسألة داخلياً والامر يتعلق بالحماية والاجراءات الامنية. من البديهي ان فعالية هذه الاجراءات ترتبط بشروط سرية، لذا لا يمككنا الحديث عنها. لكنني أؤكد أنه من خلال قاعات المحكمة لا يمكن أن يحدث تسريب وأننا سنتمكن من تقديم محاكمة قوية ومقنعة تحترم المعايير والشرعية الدولية، غير منحازة ويدعمها لبنان أيضاً.
> ألا ترى أن من الضروري لكم التعامل مع مسألة ما يسمى هنا بـ «شهود الزور» لاستعادة الثقة بالمحكمة؟
- هناك تفصيل مهم جداً يتعلق بهذا السؤال، وأرى أنه ربما كان الاهم, وهو أن من السابق جداً لأوانه الحديث عن شهود زور. فعندما نتحدث عن شهود بالمطلق نتحدث عن أشخاص يأتون إلى قاعة المحكمة ويدلون بشهاداتهم امام القاضي الذي يوجه إليهم الأسئلة ثم يحدد أهمية ما قالوه وصدقيته. أما الآن وكما تعلمون، ما زلنا في بداية الإجراءات القضائية، وبالكاد انتهى العمل من ملف القرار الظني وعلى المحكمة أن تبدأ عملها فعلياً. لم نتوصل بعد الى مرحلة نحدد فيها صدقية الإفادات التي بحوزتنا. هذه أسئلة يمكننا ان نتطرق اليها عندما نرى المحكمة تعقد جلساتها وأي شهود تستدعي. فحتى الآن لا نعلم من هم الشهود الذين ترغب المحكمة في سماع شهاداتهم وإفاداتهم. هذا إذاً سؤال سابق لأوانه طالما المحاكمات لم تبدأ بعد وهي محاكمات شفافة، وعادة مفتوحة امام الجمهور. عندها فقط يمكننا ان نحكم على نوعية الشهادات وصدقيتها.
> ما احتمال أن يكون هؤلاء الشهود غيروا مجرى التحقيقات وبالتالي توجه القرار الظني؟
- هذا تخوف فيه وجهة نظر، لكن المسألة أن المحقق قام بمقابلات كثيرة وتحدث مع اشخاص كثيرين في لبنان وخارج لبنان وقوّم المعلومات التي قدمت اليه وأضاف إليها أدلة أخرى مثل أدلة الطب الشرعي مثلاً وغيرها، لذا فإن خلاصة هذه المواد وما وقع عليه الاختيار بينها هي ما يقدم إلى القاضي وهي التي تحدد نوعية القضية. كل شيء يعتمد على ملف التحقيق وما اختاره المحقق، فهو قابل العديد من الاشخاص ومنهم من كان انتقائياً بإعطاء المعلومات ومنهم الآخر من لم يعط أي معلومات نهائياً، لكن بالطبع فإن خلاصة ذلك كله واختياره للمعلومات هي التي تشكل ملف القضية. إذا وجد القاضي أن المحقق لم يعط أدلة قاطعة على ما تقدم به في القرار الظني فسيطلبها قبل الجلسة الاولى من المحاكمة. لذا فإن اختيار المواد وتمييز ما يستعمل منها للملف وما لا يستعمل، عملية سارية وعلى القضاة أن يقوموا بها لتقويم براءة أو ذنب أي متهم.
> هل ليدك فكرة عن حجم التسريبات؟
- لا ليست لدينا مؤشرات على ذلك. لكن ما يمكنني قوله أن ما جمعه المحقق من معلومات أُرفق بملف القرار الظني وأُودع في عهدة قاضي الاجراءات التمهيدية وعليه أن يطلع عليه. ما تسرب ليس مهماً ولا نعرف ما إذا كانت هذه المواد المسربة أو غيرها هي جزء مما قدم لقاضي الإجراءات التمهيدية أو لا... لا نعرف ذلك بعد. فالمهم بالنسبة الينا ولصدقية المحكمة هو المواد النهائية التي رفعت الى القاضي وما سيستخدمه منها ليتخذ قراره النهائي. ومرة أخرى أشدد على أننا سنثبت للجميع أننا غير منحازين ونعمل بمعايير دولية رفيعة جداً.
> القرار الظني سري كما قال القاضي بلمار. متى سيتمكن الدفاع من الاطلاع عليه ليحضر مرافعته؟
- القاضي فرانسين لديه بين 6 و10 أسابيع لدرس كل المواد المقدمة اليه و ما سيستخدم منها كقاعدة لبناء اللائحة الإتهامية. وعادة هذه أمور حساسة ودقيقة تستغرق وقتاً لتنجز بطريقة صحيحة. وعند الانتهاء من هذه المرحلة فإن القاضي هو من يقرر إن كان سيعلن القرار الظني أو سيبقى سرياً لفترة اطول، ربما بهدف ضمان القاء القبض على متهم. وما إن يصبح لدينا دليل واضح على أن المتهم حاضر هنا، أو أنه سيحاكم غيابياً، يحدث ما نسميه «كشف المواد» الى مجلس الدفاع الذي يمثل عادة مصالح المتهم ليستطيع أن يبني دفاعه. وهو عادة بحاجة لوقت كاف للتحضير وعندما يصبح مستعداً، تعود المحكمة إلى الانعقاد.
> إذن، هل سيكون كشف القرار الظني محصوراً بالدفاع أم انه سيكشف عبر الإعلام أم عند بدء المحاكمة؟
- أعتقد أنه يجب أن نميّز بين القرار الظني والمواد الأخرى المرفقة. القرار نفسه يمكن أن يصبح علنياً عبر الإعلان عنه إذا لم نتمكن من انجاز التوقيفات بغير هذه الطريقة، أو بالتشاور، وهذا ما يقرره القاضي، وهناك محام معيّن للدفاع عن المتهم في حال لم يكن المتهم معنا، نعطيه المواد التي جمعناها ضد المتهم ليستعد للمحاكمة. هذه المواد قد لا تكون كلها علنية لكن يحق للمحامي الاطلاع عليها لتحضير دفاعه.
> هل تعني الدفاع المتعلق بمكتب السيد فرنسوا روو؟
- بحسب الوضع. لمكتب الدفاع لائحة بأسماء المحامين الذين قد يتم اختيارهم كمحامي دفاع للشخص المتهم، ويمكن للمتهم حينها، إذا كان موجوداً هنا، أن يختار بينهم. وفي حال لم يكن موجوداً ستتم المحاكمة غيابياً، ويختار حينها مكتب الدفاع من يمثل مصالح المتهم ويمكنه أيضاً الاطلاع على المواد المتعلقة بالقضية.
> إذا لم يظهر المتهمون ولم يعترفوا بالتهم الموجهة اليهم ستحوم الشكوك حول الإجراءات القضائية، فكيف ستتعاملون مع هذه الحال؟
- في الواقع، المحكمة الخاصة بلبنان سجلت سابقة في المحاكمات الدولية التي لا تتيح عادة المحاكمات الغيابية، لكن جرت العادة في عدة أنظمة عدالة محلية أن تشكل المحاكمة الغيابية وسيلة لإحقاق العدالة. هناك ضمانات كثيرة للمتهمين، حتى في غيابهم، والأهم أنه في حال غياب المتهم فستضمن المحكمة وجود محام يمثله ويدافع عنه. لكن في مرحلة لاحقة، إذا رفض المتهم، وفي هذه الحال يكون قد أصبح محكوماً عليه، الامتثال للمحكمة وقرار التوقيف، عندها يحق له طلب إعادة المحاكمة. هناك إذاً كل أنواع الضمانات للمتهم وهذه حقوق تندرج ضمن حقوق الانسان في حالات من هذا النوع.
> كونك مسؤولاً ايضاً عن اللوجستيات، هل استفاد بعض الشهود من برنامج حماية الشهود؟
- المشكلة أنه إن كان ثمة أشخاص من هذا النوع فهم بطبيعة الحال بحاجة للحماية ومن شروط هذه الحماية السرية، لذا لا يمكنني أن أؤكد أو أنفي ذلك.
> هناك تساؤلات حول النظام الذي سيدير جلسات المحاكمات. هل هو النظام القضائي اللبناني أم الدولي؟
- هذا ما نسميه محكمة مشتركة، وهي مزيج من القوانين اللبنانية والقوانين الدولية. في ما يتعلق بالجرائم، سنلجأ إلى القانون اللبناني، وفي ما يتعلق بالإجراءات القضائية سنتبع إجراءاتنا التي ينص عليها كتاب أصول المحاكمات الخاص بنا. وستطبق القرارات عبر قضاة لبنانيين ودوليين معاً.
> أنتم تعون أن الازمة السياسية في لبنان سببها المباشر هو الاختلافات حول المحكمة. ماذا لو قرر اللبنانيون الانسحاب؟ او سحب القضاة أو حتى وقف التمويل؟
- هذه المحكمة تشكلت بقرار مشترك بين لبنان والأمم المتحدة وصادق عليها مجلس الأمن. لذا فإن لبنان ملزم بتطبيق القرار الدولي وإشراك قضاته وتقديم دعمه ودفع 49 في المئة من تكاليف المحكمة. وهذه الالتزامات لا ترتبط بطبيعة الحكومة التي تأتي إلى السلطة وإنما هي التزامات لبنان وليست التزامات حكومة معينة. وبرفع القرار الظني إلى قاضي الإجراءات التمهيدية تكون المحكمة دخلت مرحلة جديدة من حياتها هي مرحلة السلطة القضائية وأنا واثق بأنها ستضمن محاكمات عادلة ونزيهة وغير منحازة.

مهمة حمد بن جاسم وأوغلو بلا نتائج... وجنبلاط «المتشائم»: الجو عاطل جداً
لبنان يتدحرج إلى الأسوأ... بلا كوابح

بيروت ـ من وسام حرفوش/الراي
من يتجول في شوارع بيروت، المصابة بـ «قلق استثنائي»، او يقرأ ما هو خلف كلامها المنشور على الاسطح، او يراقب وجوه ناسها المحبوسة الانفاس، يدرك ان البلاد التي تصارع المجهول سقطت في... المحظور. المساعي الديبلوماسية لكبح الانزلاق في «القعر المفتوح» تكاد ان تلفظ انفاسها، والازمة السياسية مرشحة لـ «اقتحام» الشارع، والايحاءات المتزايدة بـ «حرق المراكب» يعزز الانطباع بان الاتجاه هو لـ «الهروب الى... الهاوية». فلبنان بلا حكومة حتى اشعار «طويل» وبرلمانه «كأنه لم يكن» ورئاسة الجمهورية فيه «مغلولة اليدين» بالتوافق وجيشه بالكاد يحمي نفسه من الانهيار، والعالم يتنازع فيه وعليه ومن حوله، اما مصيره فمن غير المستبعد ان يذهب مع الريح. «حزب الله» الذي دشن فجر اول من امس مرحلة «ما بعد» القرار الاتهامي في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري بـ «مناورة» للسيطرة على الداخل، يلوح بواحد من خيارين: إما «انقلاب سلمي» وإما «قلب الطاولة» عبر الشارع. وهذا يعني ان الاستشارات النيابية الملزمة الاثنين المقبل لمعاودة تسمية رئيس حكومة «تصريف الاعمال» سعد الحريري رئيساً مكلفاً، بحسب التوازنات الحالية، لن تمر، بالتأجيل اذا امكن، وربما بـ «التفجير» بعدما قال الحزب «لا كبيرة» لعودة الحريري الى السرايا الحكومية.
هذا المشهد، الذي من المتوقع ان يتعامل معه المجتمع الدولي على انه «انقلاب موصوف» في وجه العدالة الدولية بعدما سلم المدعي العام الدولي دانيال بلمار قراره الاتهامي عصر الاثنين الماضي الى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين، سيجعل لبنان بين «فكي كماشة»، من المرجح ان تضيق عليه. ولم يكن ادل على هذا الانزلاق الدراماتيكي للوضع اللبناني من الموقف الحاد الذي اعلنه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي تحدث عن ان المملكة رفعت يدها عن الوساطة في لبنان، في اشارة الى حجم المأزق الذي ينتاب العلاقة السورية ـ السعودية، وهو الموقف الذي «باغت» رئيس الوزراء القطري الشيح حمد بن جاسم ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اللذين كانا وصلا الى بيروت في مهمة تحت سقف مبادرة «السين السين»، وسرعان ما اتضح ان افق تحركهما... مقفل. وفي موازاة حركة الموفديْن القطري والتركي في بيروت والدخول السعودي المفاجىء على خط اعلان رفع الرياض يدها عن الوساطة التي أجرتها مع سورية لحل الأزمة في لبنان، تلقفت بيروت باهتمام 3 تطورات اقليمية ودولية متصلة بالوضع اللبناني:
* «المحادثات الهاتفية» التي جرت بين الرئيسيْن باراك اوباما وحسني مبارك والتي تناولت الوضع في كل تونس ولبنان، حيث شكر اوباما نظيره المصري على دعم القاهرة للمحكمة الخاصة بلبنان «التي تحاول إنهاء عهد الإفلات من العقاب في الاغتيالات السياسية في لبنان وتحقيق العدالة للشعب اللبناني».
واكتسبت المحادثات بين اوباما ومبارك أهميتها في ما خص الوضع اللبناني لأنها جاءت وسط المعلومات عن تحفظ اميركي عن الاقتراح الفرنسي بتشكيل مجموعة اتصال عربية دولية تواكب الازمة اللبنانية، واعتراض سوري على مشاركة مصر فيها وسط استمرار القطيعة بين القاهرة ودمشق، واستياء مصري من تقدم الدور التركي على حساب الادوار العربية.
* تحذير الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الكيان الاسرائيلي والدول الغربية «من التدخل في الشأن اللبناني والتونسي»، مشدداً على «ان القوى اللبنانية قادرة على حلّ مشاكلها بالتفاهم والعدالة، وعليها الحذر من الايادي الشيطانية التي تريد تفرقتها»، ومؤكداً «أن الكيان الاسرائيلي يقوم بالاغتيالات وسيسعى لاتهام الابرياء لاثارة الخلافات والتمهيد للهجوم على لبنان».
وفي السياق نفسه، برز انتقاد رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني (اتصل امس برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري) في شدة «التدخل الاميركي - الاسرائيلي لعرقلة الوفاق اللبناني»، مؤكداً خلال استقباله الوفد اللبناني المشرك في المؤتمر الثاني لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي في ابو ظبي «ان بلاده تدعم التقارب والوفاق بين اللبنانيين بحيث لا يفسحون في المجال امام احد للدخول على خط الخلافات بينهم»، ولافتاً الى انه «رغم وجود تعقيدات جديدة، فان هناك من ينفخ في نار المحكمة الدولية ليس من اجل كشف المجرمين بل للنيل من لبنان ووحدة اللبنانيين».
ووسط هذا المشهد الاقليمي والدولي من حول لبنان، واصل حمد بن جاسم واوغلو لقاءاتهما «الصامتة» في بيروت والتي «اختفيا» فيها امس، عن «الصوت والصورة»، فيما رُجّح ان يكونا التقيا شخصيات في قوى 8 و14 مارس، علماً انهما زارا ليل اول من امس الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله حيث جرى، حسب بيان صادر عن العلاقات الاعلامية في حزب الله «التداول في الأزمة السياسية الراهنة في لبنان، وخصوصا موضوعي المحكمة الدولية والحكومة الجديدة، وتم عرض للأفكار والحلول المطروحة».

وتحدثت تقارير عن اصطدام جهود حمد بن جاسم واوغلو بجدار سميك من التعقيدات و«التمترسات» خلف «مقتضيات» مرحلة ما بعد القرار الاتهامي، علماً ان ما رافق محادثات الموفدين القطري والتركي أمكن اختصاره بالآتي:
* انهما لم يحملا مبادرة محددة، إنما بحثا مع المسؤولين اللبنانيين في ما ينبغي القيام به واستمعا إلى أفكار، في محاولة لتقريب وجهات النظر وإيجاد قواسم مشتركة يمكن البناء عليها تحت سقف «سين - سين»، مع تأكيد ضرورة الحفاظ على الأمن وتفادي الحوادث وإتاحة فترة من الوقت للمشاورات الناشطة داخلياً وخارجياً.
* ان قوى 8 مارس تعاطت بإزاء المسعى القطري - التركي على اساس ان دفتر الشروط لانجاز التسوية تبدل، وان قاعدة المقايضة التي كانت معتمدة بين مطالب المعارضة ومطالب الرئيس سعد الحريري، تحت سقف «السين سين»، قبل تسليم القرار الاتهامي الى دانيال فرانسين سقطت، وبالتالي فإن مبدأ المساومة على مطلب وقف التعاون مع المحكمة لم يعد مطروحا، كما نُقل عن مصدر بارز في 8 مارس أشار الى انه بدءا من يوم الثلاثاء بدأ التطبيق العملي لمعادلة مرحلة ما بعد صدور القرار الاتهامي.
* ان فريق الثامن من مارس رسم معادلة «أن لا عمليات إجرائية لمحكمة من دون حكومة لبنانية، ولا حكومة لبنانية من دون موقف واضح لرئيسها من التسييس الحاصل في المحكمة»، وهو تبعاً لذلك تعاطى مع ما قيل ان الموفدين القطري والتركي نقلاه اليه من الرئيس سعد الحريري (مطالب تفصيلية وكثيرة لقاء السير ببنود السين السين) على قاعدة «اننا بتنا في مرحلة جديدة بالكامل». علماً ان تقارير اشارت الى ان حمد بن جاسم واوغلو تأبطا نسخة تختلف عن تلك التي تملكها المعارضة عن التفاهم السوري - السعودي الذي كان قائماً، الأمر الذي فُسر انه انطلق من ان المبادرة السورية ـ السعودية بصيغتها السابقة فشلت، ولا بد من صيغة معدلة تنطلق من بعض نقاط المبادرة، على ان يكون المدخل توافق لبناني ـ لبناني «حول جدولة التقديمات والتنازلات المتبادلة والواجبة على الأفرقاء اللبنانيين في سبيل إدخال التسوية المستعصية حتى الساعة حيز التنفيذ» على ما نُقل عن مصادر مطلعة.
في هذه الأثناء، برز موقف لبري ردّ فيه عبر اوساطه على ما اعلنه وزير الخارجية السعودي، موضحاً أن رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية التركي «اكدا اثناء التشاور معهما في بيروت انهما لم يتحركا الى لبنان الا بعد ان تقرر ذلك في قمة دمشق وبعد اجراء اتصال مع الجانب السعودي الذي اكد على القرار بالتحرك الى لبنان بموافقة سعودية كاملة».

وبالتالي استغربت اوساط رئيس البرلمان «ان يكون هذا الكلام صادراً عن وزير الخارجية السعودي».

على ان اللافت للانتباه امس على المستوى السياسي اللبناني كان «حركة التصريحات» غير الاعتيادية لرئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي كان «ابتدع» كمخرج للإحراج الذي وجد نفسه فيه مع حلول «ساعة الاختيار» بين الحريري او 8 مارس ان تصوّت كتلته (11 نائباً) للحريري مع التعهّد بألا يشارك في اي «حكومة لون واحد»، علماً ان الزعيم الدرزي بدا تحت وطاة ضغوط كبيرة في الايام الفاصلة عن موعد الاستشارات النيابية الجديدة لتسمية رئيس الحكومة الاثنين المقبل، وسط تساؤلات عن مدى قدرته على «الصمود» بعد جعل المعارضة عدم عودة الحريري الى رئاسة الحكومة «معركتها الكبرى» في إطار «الهدف الأكبر» الرامي الى إسقاط المحكمة الدولية لبنانياً.

وبعد اعلانه إن «الجو عاطل جداً»، موضحاً أنه كان على تنسيق مع الرئيس السوري باشر الأسد «الذي أعطاني حرية الحركة (في تسمية رئيس الحكومة الجديدة) لكن الأمور تطوّرت سلبياً، فلا يحمّلني أحد المسؤولية»، اكد جنبلاط انه «مستعد لزيارة دمشق مرة جديدة بهدف بحث الازمة اللبنانية مع الرئيس الاسد»، مضيفاً: «لم اتوقف عن ارسال موفدين الى دمشق، وانا مستعد للعودة والاجتماع مع الرئيس الاسد».
واذ أمل «في إفساح المجال امام الجهود القطرية ـ التركية التي جاءت لتكمل المبادرة العربية التي اطلعنا على عناصرها هذا الاسبوع»، اشار الى أن الخيار الوحيد يبقى الحوار لمعالجة المشاكل القائمة والخروج من الازمة الراهنة، لافتاً الى «ان المرحلة الراهنة هي عالية الحساسية وتتطلب مواقف مسؤولة تتخطى حسابات الاصطفاف السياسي التقليدي لتصب في المصلحة الوطنية العليا وتساهم في اخراج البلاد من حالة التأزم العميق الذي تعيشه».
وتابع: «لكل المشككين الذي يريدون توزيع وتحميل المسؤوليات، قد يكون من المفيد التذكير بإننا كنا أول من حذر من الاستغلال السياسي للمحكمة الدولية، وأول من دق جرس الانذار عند نشر مقالة «دير شبيغل» وعندما توالت بعد ذلك سلسلة التسريبات الاعلامية المشبوهة، وحصل ذلك قبل المصالحة مع «حزب الله» من موقع الحرص على المقاومة ورفض ان يقحم لبنان في لعبة الامم بضرب وحدته واستقراره ومقاومته، لاسيما بعد الانتصار التاريخي للمقاومة في العام 2006 بعد العدوان الاسرائيلي».
وعلى خطّ متصل، وبعد «مناورة الفجر» لـ «حزب الله» التي سرعان ما تلقّفها فريق «14 مارس» على انها «الإنذار الاخير» قبل قلب الطاولة ميدانياً اذا لم تضمن المعارضة استبعاد الحريري عن رئاسة الحكومة، تسارعت وتيرة الاتصالات التي اجراها رئيس الجمهورية ميشال سليمان لضمان تمرير الاستشارات النيابية الاثنين هو العالق «بين مطرقة» صعوبة الموافقة على إرجائها مجدداً، وسندان عدم قدرته على تحمُّل تبعات إجرائها «قيصرياً».
وكان لافتاً ان سليمان استقبل امس قائد الجيش العماد جان قهوجي العائد من زيارة لدمشق حيث التقى الاسد، علماً ان قهوجي زار ايضاً الحريري.
كما برز لقاء الرئيس اللبناني، رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد حيث عرض معه التطورات الراهنة «واهمية التوصل الى حلول سياسية ودستورية للوضع القائم» بحسب ما جاء في بيان «القصر».
وترافقت اتصالات سليمان مع استمرار المخاوف الأمنية، وسط تقارير تخوّفت من ان تكون الغاية من «الرسالة» الميدانية فجر الثلاثاء التمهيد لخطوات «عملية» تحول دون إجراء الاستشارات النيابية اذا كانت ستعيد الحريري أو اجرائها في ظل دخان كثيف وضاغط.
وبرزت الاجراءات الأمنية «الاحتياطية» غير الاعتيادية التي اتخذت خصوصا في السرايا الحكومية ومحيطها، والقصر الجمهوري في بعبدا وبيت الأمم المتحدة «الاسكوا» في وسط بيروت ومحيط مقر سيار الدرك في الأشرفية ومراكز رسمية وحزبية عدة.
ولفتت ايضاً المعلومات عن أن مؤسسات تابعة لـ «حزب الله» أو تدور في فلكه، بادرت في شكل مفاجئ إلى الغاء أو إرجاء احتفالات أو نشاطات كانت مقررة هذا الأسبوع «لدواع خاصة، ونظراً الى الأوضاع الراهنة».
وكانت كتلة «المستقبل» البرلمانية (يترأسها الحريري) استنكرت «التجمعات المنظمة» التي قامت بها عناصر من «حزب الله» وحلفائه، واعتبرت ان «لجوء البعض الى القيام بتحرك في شكل مشبوه في الشارع، ليست بنظرنا إلا صيغة مغلقة وغير ناجحة لانقلاب مسلح لن يسكت عليه اللبنانيون او يخضعوا او يقبلوا به، وهو لن يغير من قناعاتنا وسيزيدنا تمسكاً بثوابتنا المحقة». بدورها، اكدت الامانة العامة لقوى 14 مارس بعد اجتماعها الاستثنائي امس، الذي ناقشت فيه «الفصل الجديد والخطير من فصول الأزمة اللبنانية، جراء إستقالة وزراء الثامن من مارس»، انها «ثابتة في الدفاع عن لبنان في وجه مشروع إنقلابي يرمي إلى تحويله قاعدة إيرانية على شاطئ المتوسط، والإلتزام بالمحكمة الدولية المحققة للعدالة والتمسك بالعيش المشترك».
«نقْزة» لبنانية من تحذير أميركي

أثارت التقارير عن ان السفارة الأميركية أصدرت تعليمات إلى رعاياها في لبنان بتوخي التزام الحذر في حركتهم وتجولهم في بيروت «بعدما توافرت معلومات أمنية ومخاوف من ان عناصر مسلحة يرصدون المصالح الأميركية في لبنان»، المزيد من البلبلة في العاصمة اللبنانية التي تحوّلت منذ «المناورة الميدانية» التي نفّذها «حزب الله» فجر اول من امس، «من زحلة الى بيروت»، الى «صندوقة قلق» تُرجم تراجُعاً كبيراً في حركة السير فيها نهاراً وليلاً خشية اي «مفاجأةٍ أمنية» باتت تقارير عدة تشير الى ان حصولها لم يعد الا... «مسألة وقت». على ان المدققين في الموقع الإلكتروني الخاص بالسفارة الأميركية في لبنان لاحظوا ان التحذيرات التي تمت الاضاءة عليها امس تأتي ضمن التحذيرات التي سبق ان تم تحديثها في اكتوبر الماضي وتالياً ليست مرتبطة بالمستجدات الأخيرة.
مخاوف من تجدّد الاغتيالات
أبدت مصادر واسعة الاطلاع في بيروت خشيتها من عودة الاغتيالات السياسية الى لبنان، على غرار تلك التي شهدتها البلاد واستهدفت نوابا من فريق «14 مارس» بعد جريمة 14 فبراير 2005. وقالت لـ «الراي» ان «غيوما سود تتجمع في الافق اللبناني تحمل على الخشية من عمليات أمنية على شكل اغتيالات خصوصا في ظل المأزق السياسي المقفل».
قنديل: مخطط لاغتيالي وبهاء الحريري والجوزو
اعلن النائب السابق ناصر قنديل (من فريق «8 مارس») ان ثمة معلومات وصلته من العراق عن مخطط لاغتياله شخصيا اضافة إلى اغتيال السيد بهاء الدين الحريري ومفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو.

أمر واقع على الأرض يجري على أساسه التفاوض ؟
الوساطة القطرية - التركية رهن الحسابات السورية

روزانا بومنصف/النهار  يرسم المتصلون بدمشق صورة غير مشرقة للوضع الداخلي في لبنان في قابل الايام بناء على مؤشرات تواجه بها العاصمة السورية الترحيب الاميركي وتاليا الدولي بصدور القرار الظني وتسليمه من المدعي العام دانيال بلمار الى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين على قاعدة الجزم بامرين، احدهما ان لا تكليف محتملا للرئيس سعد الحريري برئاسة الحكومة العتيدة في اي شكل من الاشكال وتاليا لا حكومة في المدى المنظور وان التخوف من الشارع ينبغي ان يكون واقعيا لانه عامل جدي وليس عنصراً واهيا في ظل صورة استقبال الرئيس السوري بشار الاسد لقائد الجيش العماد جان قهوجي بما يفتح الباب على اجتهادات غير مشجعة، اقلها اعطاء الانطباع ان دمشق تمسك اكثر من ورقة قوة مؤثرة في لبنان. في حين تقول مصادر ديبلوماسية ان الصورة ليس وفق ما يعكسها المتصلون بدمشق وخصوصا من حلفائها اذ ان الكثير من الضغوط تحصل سياسيا وعلى الارض من اجل تخويف اللبنانيين واجبارهم على التجاوب مع الوساطة القطرية التركية وفق شروط دمشق وقوى 8 آذار. اذ ان هناك انزعاجا كبيرا لم تخفه دمشق من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على خلفية فشلها في تأمين التغيير الدستوري الذي كانت تطمح اليه عبر الاستشارات النيابية من اجل تأليف حكومة جديدة بعد استقالة وزراء 8 آذار من الحكومة. ذلك ان الاستشارات التي كانت مقررة مطلع الاسبوع كانت مرجحة لاعادة الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة في حين ان المتصلين بها يقولون ان دمشق ليست متأكدة من ان جنبلاط كان جدياً وصادقاً في تأكيد عدم قدرته على المونة على جميع نواب "اللقاء الديموقراطي" في التصويت لمرشح 8 آذار المحتمل لرئاسة الحكومة. وهو ما حدا بها للطلب من اركان 8 آذار الطلب الى رئيس الجمهورية ارجاء الاستشارات النيابية وهو ما لم يكن مريحا لها باعتبارها لم تسجل مكسبا سريعا في هذا الاجراء. ثم ان الوساطة القطرية التركية مع انها انطلقت من قمة دمشق في اتجاه بيروت فان العاصمة السورية لم تشكل عنصرا ثالثا من هذه الوساطة بل كانت فريقا بناء على ضيق قطري وتركي سابق من سوريا وبناء على انزعاج سعودي ايضا منها لاحباطها التسوية التي كان يتم الاعداد لها ثم لانزعاج اضافي منها من دول عربية واخرى غربية لعدم وفائها بالمحافظة على المؤسسات الدستورية وفق وعود سابقة، لا بل الضلوع والمساهمة في اسقاطها كما حصل بالنسبة الى الحكومة.
وتاليا فان الاسئلة المطروحة هي هل ان سوريا ستتجاوب مع الوساطة القطرية التركية وتبيح للدولتين ما لم تبحه للسعودية ؟ وهل تتحمل دمشق ام لا مسؤولية اهتزاز الاستقرار، وفق ما فسرت رسالة انتشار عناصر من " حزب الله" في شوارع العاصمة في ظل كلام لسياسيين متصلين بالعاصمة السورية سمعه كثر من ان ما حصل هو اول الغيث وان ما سيحصل لاحقا سيشمل خطوات تتضمن سيطرة كاملة على الارض وما الى ذلك من خطوات يرتكز فيها هؤلاء الى اشارة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الى احداث تونس في خطابه الاخير؟ ولماذا لم تلتزم سوريا التسوية مع السعودية؟
تفيد المعلومات عن الوساطة التركية القطرية ان امالا كبيرة كانت تحدو رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ووزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو بالقدرة على انجاز خطوات معينة كبيرة بسرعة بعد اولى لقاءاتهما وان هذه الخطوات ستنجز قبل مغادرتهما العاصمة اللبنانية. وان هذه الوساطة تعمل على اطار للتسوية تستند الى ما اتفق عليه بين السوريين والسعوديين على ان يتم توضيح ما اتفق عليه وجدولته زمنيا والاعلان عن ذلك بسرعة من اجل الانطلاق بالاستشارات واعادة تكليف الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة. الا ان هذه الامال تراجعت بعد الاتصال ببعض الافرقاء على رغم ان الوسيطين القطري والتركي لم يسمعا، كما تفيد هذه المعلومات، اي كلام يتصل برفض المساعي التي يقومان بها. لكن يبدو ان شروط التفاوض تغيرت اقله وفق ما اعلن ركنان اساسيان في قوى 8 آذار اي الرئيس نبيه بري والسيد نصرالله من ان ما بعد صدور القرار الظني ليس كما قبله وان عنصرا جديدا ادخله هذا الفريق على جدول شروطه اي التنازل بقبول تكليف سعد الحريري وهو ما يمكن ان يعطيه للرئيس الحريري الى جانب التزام التهدئة والحفاظ على الاستقرار وتسهيل الاستشارات من اجل تأليف حكومة جديدة لقاء الشروط الاخرى المتعلقة بالغاء مفاعيل القرار الظني والمحكمة. وما يمكن ان تعطيه قوى 8 آذار في هذه التسوية هي عناصر امر واقع مستمر تفرضه على الارض وتفاوض عليه علما ان هناك اعتقادا لدى مصادر معنية ان هذه الوساطة قد تعطى فرصة جدية من جانب دمشق لعدم رغبتها في وضع كل من تركيا وقطر الى جانب المملكة السعودية في الاستياء منها وان كانت تعول على قدرتها على الغوص في تفاصيل الوضع اللبناني اكثر من اي طرف آخر عربي او غربي. فضلا عن ان هناك محاذير وفق ما تعتقد هذه المصادر لعرقلة هذه التسوية لان الوضع في لبنان قد يشهد انسداد افق فعلا لكن القرار الظني سيتم اعلانه من دون إمكان الحصول على مواقف قبل الاعلان عنه من اجل وقف تداعياته وضرب المحكمة ايضا وفقا لذلك. 

معلومات من بيروت : قهوجي زار دمشق بهدف " التوسط" بين الرئيس اللبناني ونظيره السوريقهوجي نجح في مهمته ، وسليمان قد يزور دمشق خلال الساعات القادمة لبحث التطورات المتسارعة في لبنان واحتمال تدهور الأوضاع الأمنية بشكل مفاجىء بعدما فشلت قطر وتركيا في مساعيهمابيروت
الحقيقة( خاص): تضاربت التحليلات والتكهنات بشأن الزيارة المفاجئة التي قام بها قائد الجيش اللبناني العماد قهوجي يوم أمس إلى دمشق ، ولقائه رأس النظام السوري بشار الأسد . وفيما عزاها البعض إلى " التنسيق العسكري الدائم " ، عزاها البعض الآخر إلى "التشاور بين الجيشين ( السوري واللبناني) بشأن التطورات السياسية في لبنان واحتمال أن تستغلها إسرائيل لشن عدوان جديد على لبنان. إلا أن مصادر"الحقيقة" في بيروت أكدت أن الموضوع يتعلق بـ" وساطة" يقوم بها قائد الجيش لصالح الرئيس ميشال سليمان الذي يبدو أنه " بات شخصا غير مرحب به " في العاصمة السورية . وكانت"الحقيقة" كشفت أول أمس عن أن رأس النظام السوري رفض طلبا من قادة ثلاث دول ( تركيا وقطر وفرنسا) لدعوة الرئيس سليمان إلى المشاركة في القمة الثلاثية التي عقدت في دمشق وشارك فيها ، إلى الأسد ، كل من أمير دولة قطر ورئيس الوزراء التركي. مصادر " الحقيقة" في بيروت أكدت أن قهوجي نجح على الأرجح في وساطته ، وليس مستبعدا أن يقوم الرئيس اللبناني بزيارة طارئة إلى سوريا خلال الساعات القادمة ، أو يوم غد ، لبحث التطورات المتسارعة في لبنان واحتمال تدهور الأوضاع الأمنية بشكل مفاجىء بعدما فشلت قطر وتركيا في مساعيهما وفق مصادر وتقديرات مختلفة بسبب الموقف السعودي الطارىء الذي أعلن "رفع اليد" عن المساعي الجارية لإبرام تسوية سياسية ودستورية في لبنان . وكان لوحظ أن الرئيس سليمان استقبل قائد الجيش اللبناني فور عودته من دمشق واستمع منه إلى نتئج مهمته في العاصمة السورية.

عون التقى ممثل الامين العام للامم المتحدة : لو جاءت قوى الارض كلها فلا يمكن أن تفرض علينا الحريري
لا يطلب مني أحد أن أقبل بحل أقل من محاكمة كل المخالفات
وليامز:حوار اللبنانيين هو السبيل الأوحد للخروج من الازمة

وطنية - 20/1/2011 التقى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، صباح اليوم في دارته في الرابية، ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، في حضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دو شادارفيان.
وليامز
بعد اللقاء، قال وليامز: "لقد التقيت العماد ميشال عون للتو وتحدثنا عن الوضع الراهن في لبنان. وقد عبرت للعماد عون ان الازمة الحالية يجب ان تحل بالطرق السلمية. وايضا عبرت عن أملي في ان تتألف الحكومة بحسب الدستور اللبناني على ان تستجيب لحاجات الشعب اللبناني ومتطلباته في هذا الوقت. في هذه المرحلة، اعتقد ان المسؤولين اللبنانيين يعملون على التشديد على العادات والثقافة اللبنانية لا سيما الحضارة التي تحمل الطابع المتوازن والمتنوع والمتسامح. بالرغم من الانشقاقات، شددت في حديثي مع العماد عون على ان الحوار بين القادة اللبنانيين هو السبيل الاوحد للخروج من الازمة الحالية". اضاف: "اما في ما خص الجهود الصديقة من عربية ودولية فهي مشجعة، ولكن تحتاج الى تضافر الجهود الداخلية للوصول الى الاستقرار والحلول. اللبنانيون لهم الحق في العيش باستقرار وبعدالة".
سئل: ما رأيكم بالحديث عن تقسيم لبنان الذي ورد امس من العربية السعودية؟
اجاب: "من دون تعليق".
عون
بدوره، قال العماد عون للصحافيين: "إستقبلت اليوم ممثل الأمم المتحدة في بيروت السفير مايكل وليامز، وبهذه الصفة طرح علي أسئلة عن الأزمة اللبنانية، وبدوري حملته رسالة الى جميع الأمم التي يمثلها، فسألته: ماذا يحصل في بلدانكم أو في أي بلد ديموقراطي مع رئيس حكومة إذا اكتشف أنه مرتكب خطأ؟ فأجابني: "بالطبع يكون هناك محكمة". سألته: "في أي دولة ديموقراطية من تلك الدول التي تمثلها، أو في أي دولة ديموقراطية في العالم ماذا يحصل مع رئيس حكومة إذا كان هناك هدر في أموال الدولة وسرقة؟، فأجاب: "تكون هناك محكمة". وسألته ايضا: هل يمكن أن يعاد تعيينه قبل مثوله أمام المحكمة؟ فأجاب: لا. فقلت له: لماذا إذن تريد كل تلك الدول إعادة تعيين شخص متهم وهناك قرائن تدل على إدارته شهود الزور في التحقيق الدولي؟ بالإضافة الى عشرات المليارات المفقودة على يده وعلى يد خطه السياسي وهو يغطي، من جهة، شهود الزور، ومن جهة أخرى، الأموال المفقودة والتي لا يريدون أن يقدموا أي حساب عنها". اضاف عون : "كان السفير صامتا معظم الوقت ولم تكن لديه أجوبة كثيرة، وانصرف متمنيا لنا الخروج من هذه الأزمة. وأنا أريد أن أطرح هذه الأسئلة على جميع الذين يتعاطون معنا في موضوع الحكومة. فنحن عندما قلنا إن الحريري يجب ألا يعود الى الحكم فقد عنينا ما نقوله، وذلك ليس لأننا مختلفون معه أو لأننا على خلاف مع السنة كما يشيع البعض، ففي الطائفة السنية أشرف الرجال وفيها أكفأ الرجال، أما من يعتبر منهم موقفنا التفافا عليهم أو إهانة لهم فهؤلاء هم من يهيننا، إذ لا يمكنهم أن يفرضوا علينا شخصا كهذا، ولو جاءت قوى الأرض كلها لا يمكننا أن نكون في دولة لها دستورها وقوانينها ولا نحترم هذا الدستور وتلك القوانين. فإذا جلسنا الى طاولة لنتحاور فوفقا لأي أسس سيكون حوارنا لنجد حلا للقضية؟ أليس وفقا للقوانين؟ أليس وفقا للدستور؟ أليس وفقا للتقاليد الإيجابية؟ فبأي منطق يطلبون منا ما يطلبونه. هذه هي الرسالة التي أوجهها الى كل لبناني، فلا يطلب مني أحد أن أويد أو أقبل بحل أقل من تحقيق ومحاكمة في كل المخالفات التي حصلت، ومن يقبل أقل من ذلك يكون مشاركا وليعرف كل الشعب اللبناني".
سئل: يبدو أن المسعى الذي قام به الوزيران القطري والتركي قد توقف، وأمس سمعنا وزير الخارجية السعودي يتحدث ربما، للمرة الأولى، عن تقسيم لبنان، فهل الوضع خطير الى هذه الدرجة إذا لم يعد الحريري الى رئاسة الحكومة؟
اجاب: "من لديه جيش ليفرض به التقسيم فليأت به ويقسم، لبنان لن يقسم. لبنان أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسم. هذا الشعار أطلقته عام 1978، وصار عمره 32 عاما، قلته يومها للاري بوب الذي كان مسؤولا عن "
Lebanon desk" في الخارجية الأميركية وكنت موفدا الى هناك في شأن تجهيزات الجيش، فقال لي أي جيش تريد أن تسلح؟ أين جيش لبنان وأين لبنان؟ لبنان قد يقسم، فأجبته في حينه "لبنان أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسم". وختم: "لبنان لن يقسم شاءت أميركا ذلك أو لم تشأ، شاءت إسرائيل ذلك أو لم تشأ. ونطلب من الولايات المتحدة أن تتذكر كيف تقوم بالتدقيق المالي في مصلحة الضرائب (Tax control) على بعض اللبنانيين الموجودين لديها، وكيف تعريهم وتبحث في كل قرش لديهم. فهل تسمح لنا أن نقوم ليس ب "Tax control" بل بخزينة "control" وأن نقوم بالحساب الرسمي للخزينة اللبنانية؟ هل يمكن أن "يحلوا عن ظهرنا؟". جريمتنا أننا نريد أن نبني بلدا حديثا فيه قوانين ونظافة، وهذا ممنوع علينا. يجب أن نكون فاسدين وأن يشتمونا وهكذا يمكنهم أن يجرونا. هم يدعموننا في السلطة إذا كان شعبنا يرفضنا ونصبح منفذين لهم (لسياستهم). لا، نحن نريد شعبا نظيفا وحكومة نظيفة تحترم القوانين الأخلاقية والنصوص القانونية، ونريد أن نكون أقوياء ومستقلين".

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:
ما يدعو للخجل في المشهد السياسي القائم في لبنان هو تشريع الأبواب على مصراعيها أمام هذا الكم الفائض من الدول القريبة والبعيدة، ودعوتها للإنخراط في تسوية الأزمة اللبنانية.
فبعد إخفاق المبادرة الثنائية السورية ـ السعودية، دخلت على الخط مبادرة ثلاثية سورية ـ تركية ـ قطرية، وعلى لائحة الإنتظار مبادرة سباعية برعايةٍ فرنسية إسمها "مجموعة الإتصال الدولية ـ الإقليمية لحماية لبنان" جاهزة للتحرّك فور إخفاق المبادرة الثلاثية... ولا ندري إذا كانت في الأفق مبادرات أخرى يجري الإعداد لها على نطاقٍ أوسع في حال تعثّرت المبادرة الفرنسية المرتقبة.
وما يدعو للسخرية ان كل دول العالم المتعاطفة مع لبنان تبدي رغبتها في معالجة الأزمة اللبنانية ما عدا زعماء السياسة عندنا، وكأن عملهم يقتصر فقط على افتعال الأزمات وتضخيمها والنفخ في نارها لإستجلاب المزيد من الوسطاء أياً تكن نوعيتهم أو جنسياتهم أو خلفياتهم السياسية، غافلين ان هذه التدخلات الخارجية هي الدليل الساطع على فشلهم وعجزهم في إدارة شؤون البلاد والعباد، وبالتالي فان كل المعالجات ستبقى عقيمة في ظل بقائهم في مركز القرار. كما وان ارتماءَهم المطلق في أحضان الخارج هو بُرهان صارخ على انهم لا يقيمون وزناً لا لكرامتهم ولا لكرامة شعبهم ووطنهم، إذ ان آخر دولة في مجاهل افريقيا تأبى على نفسها مثل هذا الإرتماء المعيب في أحضان الغير من منطلق الحرص على هيبتها وهيبة شعبها، أو من منطلق حفظ ماء الوجه على أقل تقدير.
والمستهجن، أو المضحك المبكي ان كل فريق يتهم الفريق الآخر بالعمالة للخارج، وعلى سبيل المثال، فان فريق ٨ آذار يدين التدخل الأميركي في الشأن اللبناني ويندّد به بقوّة، فيما هو غارق حتى أذنيه في تحالفه الستراتيجي الأمني ـ العسكري العلني مع المحور السوري ـ الإيراني، ويفاخر به من دون ان يرف له جفن عين!!! وهذا لا يعني ان اللبنانيين الشرفاء يفاضلون بين هذا الطرف الخارجي أو ذاك، بل يعني ان الدّجل في لبنان أصبح على المكشوف، والوقاحة السياسية بلغت ذروتها.
من غير المعقول أو المقبول ان تبقى الساحة اللبنانية مفتوحة على كل الصراعات الإقليمية والدولية، ويبقى لبنان دميةً في لعبة الأمم، والبلد على كف عفريت، والشعب يتخبّط منذ أربعة عهود في دوّامة الرُعب والقلق والخوف على المصير. ولا أحد من اللبنانيين الشرفاء يقبل بأن تبقى الأزمة على حالها، تنتقل من الآباء إلى الأبناء والأحفاد، بسبب رعونة هذه العصابات السياسية ذات الطبيعة الإبليسية، الباقية من جيل إلى جيل، بحيث يذهب الشبعان ويأتي الجوعان، ويذهب الغبي ويأتي الأغبى، ويذهب السارق ويأتي الأسرق، ويذهب الجبان ويأتي الأجبن، ويذهب الخائن ويأتي الأخون، ويذهب المجرم ويأتي السفّاح... وهكذا دواليك، والشعب مصلوب أبداً على الجلجلة ينتظر يوم القيامة ولا يأتي. وعبثاً يحاول وسطاء الخارج لأن العلة في الداخل ومن الداخل، والفساد من الداخل، والعفن من الداخل والعُهر من الداخل... ولا حل كما قلنا وسنبقى نقول إلا بثورةٍ على غرار ثورة الأرز أو ثورة الياسمين، تملأ الشوارع والساحات، ولا تغادرها حتى يرحل آخر زعيم على طريقة زين العابدين بن على.
لبَّـيك لبـنان
أبو أرز