المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 20 من كانون الثاني/2011

إشعيا الفصل 46/04/الرب والشيخوخة
إلى شيخوختكم أنا هو، وإلى شيبكم سأتحملكم. أنا صنعتكم ورفعت شأنكم، وأنا أتحملكم وأنجيكم.

الفيصل: الوضع في لبنان "خطير" ونحذر من تقسيم البلاد 
اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان الوضع في لبنان "خطير" مشيرا الى ان المملكة "رفعت يدها" عن الوساطة التي اجرتها مع سوريا لحل الازمة في لبنان. وقال الامير سعود في مقابلة مع قناة "العربية": "ان خادم الحرمين الشريفين اتصل مباشرة، "راس براس"، بالرئيس السوري بشار الاسد، فكان الموضوع بين الرئيسين بالتزام انهاء المشكلة اللبنانية برمتها ولكن لم يحدث ذلك". واكد ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال "انه رفع يده عن هذا الاتصال". واشار الفيصل الى ان "الوضع في لبنان خطير". واعتبر انه "اذا وصلت الامور الى الانفصال، وتقسيم لبنان، انتهى لبنان كدولة تحتوي على هذا النمط من التعايش السلمي بين الاديان والقوميات والفئات المختلفة".

اوباما يبحث التطورات في لبنان مع مبارك: ممتنون لدعمكم المحكمة الدولية
نهارنت/اجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك تناولت الاضطرابات التي تعصف بتونس والتوترات التي يشهدها لبنان، حسب ما اعلن البيت الابيض. واوضحت الرئاسة الاميركية المصدر ان أوباما اعرب ايضا عن امتنانه للرئيس مبارك للدعم الذي قدمه للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة التحقيق في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري.  واضاف المصدر ان الرئيس الاميركي قال لنظيره المصري انه يدعو الى الهدوء والى انهاء اعمال العنف وانه مع انتخابات عادلة وحرة في تونس. واشار البيت الابيض اخيرا الى ان الرئيس الاميركي قدم تعازيه لحسني مبارك وللشعب المصري بعد مقتل 21 شخصا سقطوا في اعتداء "مشين" امام كنيسة قبطية في الاسكندرية ليلة رأس السنة.

بريطانيا تدعو لتمكين المحكمة من تأدية عملها بكل حرية
نهارنت/دعت بريطانيا إلى تمكين المحكمة الخاصة بلبنان من تأدية عملها بكل حرية. واشار وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ألستير بيرت الى "إن هذه الإجراءات القضائية تعمل على وضع حدّ للحصانة ضد الاغتيالات السياسية في لبنان، ومن الضروري السماح للمحكمة الخاصة أن تؤدي عملها بكل حرية". وأهاب بيرت بكل الأطراف في لبنان "إبداء عاون بناء وعدم التدخل في الأصول القانونية". وأكد بيرت أن المملكة المتحدة "ستستمر بكل عزم في دعمها لتحقيق العدالة الدولية إلى جانب الكثير من الدول الأخرى". 

مكتب الدفاع في المحكمة الدولية:لتجنب أي تخمين بشأن هوية المشتبه بهم
نهارنت/ذكّر رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فرانسوا رو أنه " في حال تصديق قاضي الإجراءات التمهيدية قرار الاتهام، فإن مكتب الدفاع نظم، منذ نشأته، الإجراءات اللازمة لتمكين المتهمين من تعيين محامين من اختيارهم لتمثيلهم، مع احترام قواعد المحكمة". ولفت رو في بيان له أنه "في إطار الإجراءات القضائية القادمة، سيبذل مكتب الدفاع قصارى جهده لكي تتمتع جميع أفرقة الدفاع بالوسائل الضرورية، ضمانًا لمبدأ تكافؤ وسائل الدفاع مع مكتب المدعي العام. ويشمل ذلك التمتع بالوقت اللازم لتحضير دفاع فعلي". وعليه، دها مكتب الدفاع، وهو هيئة مستقلة في المحكمة، إلى "تجنب في هذه المرحلة أي تخمين بشأن هوية المشتبه بهم وإدانتهم المحتملة وتاريخ افتتاح المحاكمة".

مصر طالبت الجامعة العربية بتشكيل لجنة لمتابعة الاوضاع في لبنان وسورية اعترضت
نهارنت/علمت صحيفة "الحياة" ان "مصر طلبت خلال الاجتماع التشاوري المغلق لوزراء الخارجية تشكيل الجامعة العربية لجنة لمتابعة تطورات الاوضاع في لبنان لكن سورية اعترضت"، وذلك في شرم الشيخ حيث تعقد الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة العربية الاقتصادية. واكّد مصدر عربي شارك في أعمال الاجتماع للصحيفة إن "وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط طلب خلال الاجتماع مواصلة الجامعة العربية دورها في لبنان باعتبارها اضطلعت بدور أساسي في الشأن اللبناني". واوضح المصدر أنه لا يصح أن "يرى العرب مبادرات من هنا وهناك والجامعة غائبة، ولذلك يجب تشكيل لجنة من الجامعة العربية". وذكر أن "ممثل سورية في الاجتماع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد اعترض على هذا الطرح وطلب الاكتفاء بتأييد المبادرة السورية - السعودية وتحدث عن القمة الثلاثية بين زعماء سورية وقطر وتركيا". وأشار المصدر الى أنه "إزاء تباعد وجهتّي نظر مصر وسورية ترك الموضوع للقادة للبحث فيه".

احمدي نجاد يدعو الغرب الى "وقف التحريض على الفتنة" في لبنان
نهارنت/وجه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاربعاء تحذيرا الى اسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية داعيا اياها الى "وقف التحريض على الفتنة" في لبنان اذا كانت لا تريد ان ينقلب الشعب ضدها.وقال الرئيس الايراني في خطاب في يزد "انتم على منحدر خطر يقودكم نحو الهاوية وطريقتكم في التصرف تظهر ان تداعيكم يتسارع" في اشارة الى الولايات المتحدة واسرائيل وبعض الدول الاوروبية. واضاف في الخطاب الذي بثه التلفزيون مباشرة "عبر تصرفاتكم هذه، تسيئون لسمعتكم. اوقفوا تدخلكم واذا لم توقفوا تحريضكم على الفتنة في لبنان فان الامة اللبنانية ودول المنطقة سيقطعون يدكم القذرة المتآمرة".

حمد وأوغلو زارا نصر الله بعد الرؤساء الثلاث وبحثا معه "الحلول المطروحة": لتفعيل ال"س-س"
نهارنت/بدأ المسعى القطري – التركي أمس الثلاثاء، تحركه في الاتصالات الواسعة التي اجراها في لبنان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، ولقائهما الرؤساء الثلاث، والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، بالاضافة الى شخصيات سياسية في 14 و8 آذار، وقد اعتصم الرجلان بصمت لافت خلال كل تحركاتهما اللبنانية. واعلن "حزب الله" ان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله استقبل الوزيرين بحضور المعاون السياسي للامين العام حسين الخليل، من دون تحدد تاريخ اللقاء، الذي يرجح ان يكون قد عقد مساء الثلاثاء. واضاف البيان "جرى التداول في الازمة السياسية الراهنة في لبنان وخصوصا موضوعي المحكمة الدولية والحكومة الجديدة، وتم استعراض للافكار والحلول المطروحة"..ونقلت صحيفة "النهار" عن أوساط بارزة في اللقاءات التي عقدها المسؤولان القطري والتركي ان ثمة تركيزاً على امرين رئيسيين: المحافظة على الاستقرار والاعداد للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المقبل للحكومة والمقرر اجراؤها الاثنين والثلثاء المقبلين، على قاعدة احياء المسعى السعودي – السوري. لكنهما اصطدما بشروط اكثر من المعارضة نتيجة انجاز القرار الاتهامي.
وتحرك المسؤولان القطري والتركي في ترجمة للقمة الثلاثية السورية – التركية – القطرية التي انعقدت الاثنين في دمشق، ابتداء من ظهر الثلاثاء في اتجاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان والذي وصفت اوساطه المحادثات التي اجراها معهما بانها كانت "معمقة ومفيدة"، وفي اتجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال "ان الاوضاع لا تزال قيد البحث وفق مبادرة س – س ودائما س – س"، كما في اتجاه رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري الذي تابع مجريات قمة دمشق.
ونقلت صحيفة "السفير" عن مصدر مطلع قوله "إن الوزيرين حمد وأوغلو سمعا من رئيس الجمهورية تأكيداً على ما كرسته قمة بعبدا الثلاثية في 30 تموز 2010 لجهة مقاربة ضمان الاستقرار والحؤول دون الوقوع في شرك الفتنة المطلة على لبنان بأوجه وطرق مختلفة، وبالتالي لمعالجة المشاكل عن طريق الحوار والاحتكام إلى المؤسسات الشرعية الحاضنة والناظمة للعمل السياسي، كما أكد ان الفرصة ما زالت متاحة بالرغم من التجاذب القائم، مشدداً على أن الصيغة المميزة للبنان تتمثل تحدياً يتوجب ليس فقط على اللبنانيين إنجاحه إنما على العرب والدول الصديقة الحفاظ عليه". كما زار الضيفان الحريري في منزله في وادي ابو جميل، في حضور مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشار محمد شطح، وجرى خلال اللقاء البحث في كيفية تنفيذ نتائج القمة الثلاثية القطرية ـ التركية ـ السورية في دمشق. كما استمر اجتماع الضيفين القطري والتركي مع الرئيس بري في عين التينة، 45 دقيقة، في حضور النائب علي حسن خليل والمستشار الاعلامي علي حمدان. ثم غادر بن جاسم واوغلو من دون الادلاء باي تصريح. واكتفى بري بالقول: ان شاء الله خيرا، والامور مازالت تحت البحث. دائما الس - س هي الاساس. اضاف ردا على سؤال: مازال هناك بعض العقد. وقال لصحيفة "النهار" انه في ختام لقائه الموفدين القطري والتركي ابلغهما "ان الفريق الاخر فوت فرصة ذهبية كانت كفيلة بالخروج من هذه الازمة ووصلنا الى الاستشارات النيابية في مناخ افضل".
وتشمل المحادثات ايضا في مقر اقامة موفدي القمة الثلاثية في فندق "فينيسيا انتركونتيننتال" وبعيدا من الاضواء، شخصيات سياسية في 14 و8 آذار. والتقى الرجلان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ووفدا من قيادة "حزب الله". واوضحت مصادر سياسية متابعة للاتصالات التي يجريها وزيرا الخارجية لـ"لنهار" ان لا مبادرة محددة يحملانها، انما هما يبحثان مع المسؤولين اللبنانيين في ما ينبغي القيام به ويستمعون الى افكار، في محاولة لتقريب وجهات النظر وايجاد قواسم مشتركة يمكن البناء عليها. وقالت ان هدف هذا التحرك هو البحث عن مخرج تحت سقف "س – س"، مع تأكيد ضرورة الحفاظ على الامن وتفادي الحوادث واتاحة فترة من الوقت للمشاورات الناشطة داخليا وخارجيا. وأوضح مصدر دبلوماسي لبناني مواكب لمحادثات الشيخ حمد وأوغلو لصحيفة "السفير" انه "ليس صحيحاً ما سُرِّب بأن المسعى الأساسي للوزيرين هو مزيد من تأجيل الاستشارات النيابية لأن هذا الأمر ليس أساسيا، إنما المسعى هو الوصول إلى حل الأسبوع الحالي". أضاف ان "الأساس هو ما توصلت إليه القمة الثلاثية التي سبق أن انعقدت في بعبدا بين قادة لبنان وسوريا والسعودية، والحل السعودي السوري الذي توقف، على قاعدة إعادة إحياء هذا الحل أو تطويره، وأنهم خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان كانوا مهتمين جداً بمعرفة رأيه لكي يأخذوا التوجه المناسب قبل انطلاقهم إلى بقية اللقاءات".
وأوضح المصدر "ان بحث الوزيرين كان حول الأسباب التي أدت إلى وصول الـ س ـ س إلى طريق مسدود فإذا كان الخلل في المضمون يتم السعي لمعالجة هذا الأمر إلا انه برز بأن الانطباع لديهم بأن سبب الفشل هو تنفيذ الحل السعودي ـ السوري وفهم آلية التنفيذ وعناصر الحل". وأشار إلى أنهم "إذا نجحوا في الوصول إلى إعادة إحياء الحل السعودي ـ السوري أو انقاذه فإن ذلك يكون بمثابة الوصول إلى ذات النتيجة التي سبق أن وصلت إليها معادلة س ـ س". ولفت المصدر الانتباه إلى ان "الوزيرين سيتوجهان بعد إتمام لقاءاتهما إلى شرم الشيخ حيث ستنعقد القمة الاقتصادية، على ان تستمر المتابعة، ومن غير المستبعد جمع الأفرقاء الأساسيين في بعبدا إذا تم التوصل إلى نتيجة". وقال "إن الوزيرين اعتبرا بأن دور رئيس الجمهورية بالنسبة إليهما أساسي في الحل، وأكدا أن لا قيمة لكل المساعي إذا لم يكن هناك استقرار، وحتى يتم إنجاز الحل أو إعادة إحيائه فنحن بحاجة إلى الاستقرار". أضاف المصدر "انه أثناء اللقاء مع سليمان، تم الاتفاق على عدم الإفصاح عن مضمون المبادرة العربية لإحياء الحل قبل الوصول إلى نتيجة، إلا أن المقترح يقوم على تثبيت المتفق عليه وتطوير البنود موضع الخلاف بما يؤدي إلى تأمين الاتفاق

مكتب الدفاع في المحكمة الدولية: لتجنب أي تخمين بشأن هوية المشتبه بهم
نهارنت/ذكّر رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فرانسوا رو أنه " في حال تصديق قاضي الإجراءات التمهيدية قرار الاتهام، فإن مكتب الدفاع نظم، منذ نشأته، الإجراءات اللازمة لتمكين المتهمين من تعيين محامين من اختيارهم لتمثيلهم، مع احترام قواعد المحكمة". ولفت رو في بيان له أنه "في إطار الإجراءات القضائية القادمة، سيبذل مكتب الدفاع قصارى جهده لكي تتمتع جميع أفرقة الدفاع بالوسائل الضرورية، ضمانًا لمبدأ تكافؤ وسائل الدفاع مع مكتب المدعي العام. ويشمل ذلك التمتع بالوقت اللازم لتحضير دفاع فعلي". وعليه، دها مكتب الدفاع، وهو هيئة مستقلة في المحكمة، إلى "تجنب في هذه المرحلة أي تخمين بشأن هوية المشتبه بهم وإدانتهم المحتملة وتاريخ افتتاح المحاكمة".

مسؤول سوري: لا حكومة لبنانية من دون موقف واضح لرئيسها من التسييس الحاصل في المحكمة
نهارنت/اكّد احد المسؤولين السوريين انه "في غياب حكومة لبنانية، كاملة الأوصاف الشرعية، ترحّب بالقرار الاتهامي الصادر عن المحكمة الدولية، سيفقد هذا القرار الكثير من قيمته المعنوية ولن يكون باستطاعة المحكمة الاستمرار في عملها بالزخم نفسه أو بصيغة المحكمة الحالية".وذكر المسؤول السوري لصحيفة "الاخبار" ان "هذه المحكمة قائمة على مبدأ التعاون مع السلطات الإجرائية في لبنان وبالتالي فإن دور المحكمة سيتراجع ريثما تنشأ السلطة الإجرائية التي يجب عليها التعاون مع المحكمة". ويوضح المسؤول "أن التلويح بالفصل السابع بحجة عدم وجود سلطة إجرائية في لبنان أو اندثار النظام اللبناني، سيكون مضحكاً، فدمشق التي حمت نفسها وحلفاءها اللبنانيين من استخدام الفصل السابع عند إنشاء المحكمة برغم الحملة الاستثنائية على سوريا في تلك المرحلة، تعرف كيف تحمي نفسها وحلفاءها في لبنان من الفصل السابع اليوم". وذكر المسؤول بالاضافة الى ما سبق، "عاملين أساسيين: الأول صعوبة اعتبار السلطات اللبنانية مندثرة في ظل المهل الزمنية المخصصة للأخذ والرد بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تأليف الحكومة". والثاني، "عدم قدرة الرئيس سعد الحريري على تحمّل مسؤوليته عن استخدام هذا الفصل، لبنانياً، فضلاً عن أن رئيس الجمهورية الذي سيأخذ وقته في الاستشارات قبل التكليف، واضح في عدم نيته التوقيع على مرسوم التأليف إذا لم تراع التشكيلة الحكومية شروط الوحدة الوطنية." واكّد المسؤول السوري ان "دمشق – ربما للمرة الأولى منذ خمس سنوات – لا تجد نفسها محشورة بمهل زمنية أو غيرها". وحاول المسؤول السوري إيجاز الوضع بالمعادلة الآتية: "لا عمليات إجرائية لمحكمة من دون حكومة لبنانية، ولا حكومة لبنانية من دون موقف واضح لرئيسها من التسييس الحاصل في المحكمة". وعن كيف ولدت هذه المعادلة، يذكر المسؤول لـ"الاخبار" أن "المعارضة اللبنانية والمسؤولين في دمشق وطهران وجدوا أنفسهم الأسبوع الماضي أمام هجمة أميركية تمثّلت بإسقاط المبادرة السورية – السعودية والطلب الى المدعي العام دانيال بلمار تسليم القرار الاتهامي إلى دانيال فرانسين، فكان الردّ بإسقاط حكومة الحريري مقابل إسقاط المبادرة السورية – السعودية وظهور بوادر تسجيلات صوتية تُسخّف القرار الاتهامي، ما يعيد الأمور إلى ما قبل نقطة الصفر".
وبحسب المسؤول السوري، كان لدى رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون رغبة جدية في تأليف حكومة جديدة تترأسها شخصية من الطائفة السنية تسكن بعيداً عن ضريح الرئيس رفيق الحريري في وسط بيروت. واوضح انه "سرعان ما تنبهت دمشق إلى أن الولايات المتحدة التي ترغب طبعاً في وجود حكومة لبنانية مؤيدة لها وتتفاعل بحسب التعليمات الأميركية مع القرار الاتهامي، ترغب أكثر في حكومة معادية لها تتفاعل بسلبية من وجهة نظر أميركية مع القرار الاتهامي، لأن حكومة يترأسها عمر كرامي توفر للأميركيين مبرّرين لتفجير الأوضاع في لبنان وإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل حرب تموز، نحو خمس سنوات إلى الوراء". ويكمل المسؤول انه "ينفجر بعض المتوترين مذهبياً بحجة إقصاء زعيم السنّة عن رئاسة الحكومة، ويغدو سهلاً لقوى 14 آذار تحريك الشارع بحجة أن الرجل الذي كان رئيساً للحكومة في 14 شباط 2005 هو رئيس حكومة نزع الشرعية اللبنانية عن المحكمة الدولية، وبين حدي هاتين الحكومتين اللتين يمكن الولايات المتحدة الاستفادة منهما، لجأت دمشق بالتنسيق مع حلفائها اللبنانيين إلى تجميد كل شيء."
وعن كلام جنبلاط، اكّد المسؤول "ان كلامه عن تحكمه في أصوات ثلاثة فقط من كتلته النيابية هو مجرد مزحة، وخصوصاً أن جنبلاط يعلم أن دمشق تتعامل مع من يترأس كتلة من أربعة نواب بطريقة ومن يترأس كتلة من أحد عشر نائباً بطريقة أخرى". ويشدّد المسؤول على ان "جنبلاط يؤدّي وسيؤدّي دوراً محورياً وأساسياً في تشريع المماطلة في تأليف الحكومة". وذكرت "الاخبار"، بحسب المعلومات القليلة المتوافرة في الشام إثر الاجتماع السوري – التركي – القطري الأخير، "فإن الحريري هو الذي طلب من القيادة التركية التدخل عند القيادة السورية إثر تصاعد ضغط المعارضة اللبنانية عليه. أما مطلب الضيفين الأساسي فكان الحصول على التزام سوري بأن يترأس النائب الحريري، لا غيره، الحكومة التي يفترض أن تؤلف. مع ما يشمله ذلك من حفاظ الحريري على مكتسباته في السلطة، الأمر الذي وافقت عليه القيادة السورية شرط التزام الحريري في بيان ترشّحه لرئاسة الحكومة الجديدة رفض التسييس الذي تعرّضت له المحكمة الدولية والقرار الاتهامي، وموافقته على تأليف لجنة تركية – قطرية تنظر في مصداقية القرار الاتهامي". 

صفير عرض الاوضاع مع وفد كتائبي وشخصيات سياسية ودينية: لم نتلق جوابا على استقالتنا ونسأل الله ان يبقي لبنان وطن المحبة
سامي الجميل: نتمنى ان تعود عن الاستقالة وتقود الحملة والمسيرة
يوسف سلامة: لحكومة قادرة على رعاية حوار وطني يشمل مختلف الشرائح
المرعبي: نناشد الملك عبد الله أن يستمر في مساعدته للبنان
وطنية - 19/1/2011 - أعلن البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، خلال لقائه وفدا من حزب "الكتائب اللبنانية"، "اننا عملنا ما في استطاعتنا ولكن كل شيء وله نهاية، وصلنا الى سن التسعين وبعدها يجب ان نفكر في أبديتنا قبل كل شيء، ولذلك رأينا انه من المناسب ان نقدم استقالتنا لقداسة الحبر الاعظم، وحتى الآن لم نتلق جوابا، ولكن على كل حال نحن باقون معكم واننا نتحمل ما تتحملون، واذا كان هناك من ايام سعيدة سنسعد معكم كما تسعدون به ونسأل الله ان يوفقنا جميعا وان يبقي لبنان وطن المحبة والتعاون والاخلاص لجميع ابنائه". وضم الوفد الكتائبي الوزير في حكومة تصريف الاعمال سليم الصايغ، النائبين سامي الجميل وسامر سعادة وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية ورؤساء الأقاليم والمصالح.
الجميل
وألقى النائب الجميل كلمة أعرب فيها عن "محبة حزب "الكتائب" الكاملة ودعمه الكامل لمسيرتكم يا صاحب الغبطة وكل ما تمثلونه لجميع اللبنانيين والمسيحيين من دون استثناء، لأن جميع الطوائف المسيحية تقف الى جانبك. وبالنسبة لنا فأنتم يا صاحب الغبطة الرمز للمسيرة التي حافظت على هذا البلد في العشر سنوات الأخيرة، إنطلاقا من نداء المطارنة الذي كنت على رأسه وكان بالنسبة لنا الشرارة الأولى لتحقيق استقلال لبنان وسيادته". وقال: "مواقفكم الوطنية التي تتخذها هي الأساس بالنسبة لنا، لذلك نتمنى أن تبقى على رأس الكنيسة، وأنت يا صاحب الغبطة لست في حاجة الى شهادة لأحد لأنك تعطي الشهادات للجميع، ولكن أردنا أن نقول لك يا صاحب الغبطة اننا كحزب كتائب نقف الى جانبك ولا ولن نتركك أبدا، وكل الأحاديث التي نسمعها هي في غير مكانها، ونأمل أن تبقى على رأسنا وتقود الحملة والمسيرة لأننا جميعا الى جانبك".
ورد البطريرك شاكرا وسائلا الله "أن يوفقكم في خدمة لبنان". واعتبر النائب الجميل "ان العمر لا يعد بعدد السنين"، وقال: "يمكن أن تكون في التسعين من العمر، ولكنك داخليا شاب، ونحن أكيدون من هذا الأمر، لأن هناك الكثير من الناس أصغر منك في العمر يا سيدنا ولكنهم لا يتخذون المواقف الجريئة التي تتخذها وليس لديهم القدرة على قيادة المسيرة مثلما فعلت خلال كل هذه المرحلة، ونتمنى عليك يا سيدنا ان تعود عن هذه الإستقالة، وان تستمر في هذا الموقع، لأن هذا الموقع بالنسبة لنا هو الرمز وشخصكم الكريم فوق كل التجاذبات وليس لدينا أحد لديه القدرة لقيادة هذه المسيرة في المستقبل غيرك يا سيدنا، لذلك نتمنى عليك العودة عن هذه الإستقالة".
صفير
وكرر البطريرك صفير شكره للوفد، وقال: "نسأل الله أن يوفقكم الى كل خير، وقد شاء الله أن أكون بطريركا لهذه الطائفة العزيزة على قلبنا، ولكن كل شيء له نهاية، وقد بلغنا من العمر ما سمح الله لنا به، ونحن على استعداد لكي نترك الأمر لغيرنا ربما يكون أقدر منا على إدارة شؤون البطريركية التي لها موقع خاص في لبنان وفي قلوب أبنائه الذين انتشروا في لبنان وفي العالم".
زوار بعدها استقبل الوزير السابق ابراهيم الضاهر، ثم الأب كميل مبارك يرافقه بيار اسطفان، وقدم الأب مبارك للبطريرك نسخة عن كتابه الجديد "حقا والأمان لجميعكم".
ثم استقبل خادم رعية سيدة اللاذقية المارونية المونسنيور جهاد ناصيف الذي قدم له نسخة عن كتاب "يوبيل مار مارون"، وزاره رئيس جمعية فرسان مالطا في لبنان مروان صحناوي.
المرعبي
وظهرا، استقبل البطريرك صفير النائب السابق طلال المرعبي الذي شكره على مواقفه الوطنية، وقال: "استعرضت مع غبطته الأوضاع العامة المتردية في البلاد لا سيما بعد استقالة الحكومة وتأجيل المشاورات لتشكيل حكومة جديدة، فلبنان في حاجة الى تضافر جهود الجميع لتكوين اللحمة، لأننا نتعرض لمؤامرة كبيرة ولأن الظروف الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، ونرى ما يحصل في بعض الأنظمة وما حصل في تونس، فكل ذلك هو نذير بأن على اللبنانيين أن يتفقوا في ما بينهم لصون بلادهم وللمحافظة على وحدتهم واستقلالهم وأمنهم واستقرارهم". وأضاف: "هناك مفاجأة بأن المملكة العربية السعودية تخلت في الوقت الحاضر عن المساعدة، فنحن نناشد الملك عبدالله بن عبد العزيز أن يستمر في مساعدته للبنان وفي بلورة الإتفاق الذي كان يجري الحديث عنه، فهناك لجنة عربية - تركية تتابع الآن، ولكننا نحن نريد أن تكون السعودية أيضا من ضمن إطار هذا التفاهم وهذا العمل العربي المشترك، نعول كثيرا على المساعي العربية ولكن على اللبنانيين أنفسهم أن يحسوا بأن الخطر الداهم يجب تفاديه بوحدتهم وبتضامنهم وبالعودة الى الحوار الإيجابي البناء، فلا يمكن لأي فريق أن يسيطر على فريق آخر بالقوة. فالحوار والتفاعل والعمل الصحيح هو بالتفاهم على كل القضايا الخلافية إن كان القرار الظني أو غيره، فلا بد من الوصول الى اتفاق لخلاص لبنان من هذه المحنة".
سلامة
وكان البطريرك صفير استقبل الوزير السابق يوسف سلامه الذي قال بعد اللقاء: "دخل لبنان فصلا جديدا في مساره التاريخي عنوانه "نظام يحتضر وكيان بدأ يفقد وظيفته، فمن علامات ازمة النظام عجز اللبنانيين عن انتاج تسويتهم الداخلية واستدراجهم التدخلات الاقليمية والدولية لرعاية مصالحهم، وعندما تنجز التسوية تسقط بسبب عجزهم على التوافق عليها او عجزهم عن خلق الية التنفيذ في غياب القوة القادرة على الزامهم بتنفيذها". اضاف: "لهذه الاسباب الموجبة، نناشد فخامة رئيس الجمهورية المؤتمن على وحدة البلاد وعلى خميرة الوفاق الوطني، ان يمتشق سلاح الموقف، ويعمل بما تبقى له من صلاحيات من الداخل والخارج لتأليف حكومة يكون لها "الصفة التأسيسية"، تكون قادرة على رعاية حوار وطني، يشمل مختلف شرائح المجتمع اللبناني، يلامس نية المتحاورون عمق وجدانهم الوطني، ليتفقوا من جهة على وظيفة الكيان القادرة على حماية ديمومة الوطن في زمن يشهد الشرق تقلبات جذرية تطال الجغرافيا فيه والهوية، ومن جهة اخرى على تنظيم العقد الوطني وتطبيقه تطبيقا سليما ومتوازنا، بحيث يتمكن اللبنانيون عن ان يصبحوا معه اسياد انفسهم، بعيدا عن التدخلات باشكالها المختلفة بعد ان يتفقوا على طبيعة نظامهم المطلوب". واستقبل بعد ذلك الشيخ غسان الخازن وعرض معه الاوضاع العامة .

وزيرا خارجية قطر وتركيا يلتقيان القيادات
المركزية- واصل رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو لقاءاتهما مع القيادات اللبنانية من مقر اقامتهما في فندق فينيسيا – بيروت بعيداً من الأضواء بهدف اعادة احياء التفاهم السعودي – السوري وصولاً الى تسوية يمكن أن تنهي الوضع المأزوم. وفيما تحدثت بعض المعلومات عن أن الوزير التركي قد يغادر بيروت لارتباطات مسبقة في الخارج تردد ان مساعي الوزيرين قد تفضي الى نتيجة إيجابية في خلال الايام المقبلة بعكس ما يتوقع كثيرون.

الحريري عرض مع قائد الجيش الاوضاع الامنية
وطنية - 19/1/2011 - استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، قائد الجيش العماد جان قهوجي وعرض معه الاوضاع الامنية في البلاد.

سامي الجميل عرض مع السفيرة السويسرية التطورات
وطنية - 19/1/2011 التقى منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في دراته في بكفيا، السفيرة السويسرية روث فلنث لادرجيربر، وتم عرض لآخر التطورات على الساحة المحلية، والتباحث في التعددية الثقافية في سويسرا. واستبقى النائب الجميل السفيرة فلنت الى مائدة الغداء.

السفيرة الأميركية ورئيس "الوفاء للمقاومة" في بعبدا وسليمان عرض للوضع الأمني مع بارود وقائد الجيش
المركزية- عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا اليوم مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد للتطورات الراهنة وأهمية التوصل الى حلول سياسية ودستورية للوضع القائم. وتابع الوضعين السياسي والأمني مع كل من وزيري الداخلية والبلديات زياد بارود والدولة منى عفيش إضافة الى عمل وزارة الداخلية في هذه المرحلة للمحافظة على الوضع الأمني. واطلع الرئيس سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الأوضاع الأمنية في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية واحتياجاتها، ومن المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد ريمون خطار على عمل المؤسسة في هذه المرحلة.
السفيرة الأميركية: كما بحث مع السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيللي العلاقات الثنائية.
وتلقى دعوة من رئيس حزب الوعد جوزف حبيقة الى الجناز السنوي الذي يقام للوزير الراحل الياس حبيقة الاثنين المقبل في 24 الجاري.

السعودية ترفع يدها عن وساطتها وايران تحذر المحادثات القطرية ـ التركية تتمحور حول نقطة واحدة انتشار امني في مناطق التجمعات وجبل لبنان تحسبا
المركزية- فيما السباق على اشدّه بين التهدئة والتصعيد، ، جاء الاعلان السعودي عن رفع يد المملكة عن وساطتها مع سوريا، ليظهر حجم الخلاف الحقيقي مع دمشق حيال الملف اللبناني. فوزير الخارجية السعودية سعود الفيصل الذي حذّر من خطورة الوضع في لبنان اكد ان الملك السعودي اتصل بالرئيس السوري بشار الاسد، وكان الموضوع بينهما التزام انهاء المشكلة اللبنانية برمتها ولكن لم يحدث ذلك".واعتبر انه "اذا وصلت الامور الى الانفصال، وتقسيم لبنان، انتهى لبنان كدولة تحتوي على هذا النمط من التعايش السلمي بين الاديان والقوميات والفئات المختلفة". التصريح السعودي صدر فيما كانت الجهود التركية ـ القطرية متواصلة في بيروت استكمالا لمفاعيل قمة دمشق الثلاثية في محاولة لاعادة احياء التفاهم السعودي ـ السوري وان بقالب مختلف.
التحرك التركي ـ القطري: وقد بات الوزيران الشيخ حمد بن جاسم واحمد داوود اوغلو، اللذين لا يحملان معهما اي مبادرة او اقتراح، ليلتهما في بيروت محاولين تدوير الزوايا ومستمعين الى كافة الاطراف اللبنانيين الذين التقوهم بمن فيهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله . واكدت مصادر مطلعة ان الوفد لم يطرح في خلال لقاءاته م اي خطوة تتصل بالاستشارات النيابية الملزمة والمقررة الاثنين المقبل.
وفي معلومات لـ"المركزية" ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان شرح للوفد حقيقة الوضع مركزا على ضرورة ضمان اي اتفاق يمكن التوصل اليه ومتابعة تنفيذه ومحاسبة من يمكن ان يخلّ به.
بدوره ادلى رئيس مجلس النواب نبيه بري امام الوفد بدلوه، شارحا اسباب فشل الـ"سين ـ سين" ومعلنا التمسك بها واعتبر ان الرئيس الحريري قد تراجع عن التزاماته بضغط اميركي.واضعا ما يشبه دفتر شروط كشرط لاعادة تسميته من المعارضة.
واليوم، ردت أوساط الرئيس بري على ما نقلته وسائل الاعلام عن لسان وزير الخارجية السعودية واوضحت أن رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية التركي أثناء التشاور معهما أكدا أنهما لم يتحركا الى لبنان الا بعد أن تقرّر في قمة دمشق وبعد اجراء اتصال بالجانب السعودي الذي أكد أن التحرك الى لبنان اتى بموافقة سعودية كاملة. وبالتالي استغربت أوساط بري أن يكون هذا الكلام صادرا عن وزير الخارجية السعودية.
وذكرت اوساط في الغالبية ان الرئيس الحريري كاشف الوفد بما جرى معلنا عدم مسؤوليته في فشل التفاهم السعودي ـ السوري، واكد ان الجانب السوري وحلفاءه في لبنان هم من اخلواّ بكل التزاماتهم ، وطالب بالعودة الى اتفاق الطائف، رافضا تكرار تجربة الثلث المعطل مع المعارضة ، كما رفض معادلة "الجيش ـ الشعب ـ المقاومة" والا يجب ان تتحول الى "الجيش ـ الشعب ـ المقاومة ـ المحكمة".
وكشفت مصادر سياسية ان الاجتماع بين الرئيس الحريري والوفد دام لأربع ساعات ونصف الساعة وكان متشعبا ورافقته سلسلة اتصالات اجراها الوزيران مع خارج لبنان من دون الكشف عن هوية الاتصالات. الرئيس الحريري .
وفهم من مصادر الوزيرين القطري والتركي ان هناك جانبا من القلق على مهمتهما وان وزير خارجية قطر كان افصح عن رغبته في انضمام وزير خارجية سوريا الى لقاءاتهما في لبنان لكن الاخير اعتذر لاضطراره الى المشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب تمهيدا للقمة الاقتصادية في شرم الشيخ.
وفي معلومات لـ"المركزية" ان المحادثات القطرية ـ التركية المسؤولين اللبنانيين ما زالت تتمحور حول نقطة واحدة وهي: من يبدأ التنفيذ ؟ فالمعارضة تصر ان يكون الطرف الآخر هو البادىء فيما يصر الاخير على ان تبدأ المعارضة بالتنفيذ اذا ان التجارب السابقة غير مشجعة ونقض اتفاق الدوحة ليس بتاريخ بعيد. وتطالب الغالبية بضمانات.
وقد سبق للنائب وليد جنبلاط ان اقترح التزامن في التنفيذ وفق اجندة مفصلة ومحددة بالتواريخ والايام.
نجاد: مرحلة تاريخية: في غضون ذلك، اعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان الشعب اللبناني يمر في مرحلة تاريخية، وأنه أمس الحاجة الى الوحدة "حيث يسعى الاستكبار لتكريس انقساماته". مؤكدا "أن اللبنانيين قادرون على حل مشاكلهم بإلتفافهم وعليهم الحذر من الايادي الشيطانية التي تريد فرقتهم".
من جهته، اعتبر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني "ان هناك من ينفخ في نار المحكمة الدولية للنيل من ثبات ووحدة اللبنانيين، وأكد أن طهران تدعم التقارب والوفاق بين اللبنانيين بحيث لا يفسح المجال أمام أحد للدخول على خط الخلافات بينهم".
جنبلاط مستعد للقاء الأسد : وفي المواقف أكد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط إستعداده لـ"زيارة دمشق مرة جديدة، بهدف بحث الأزمة اللبنانية مع الرئيس السوري بشار الأسد"، معلناً "عدم التوقف عن إرسال موفدين إلى دمشق". وعن لقاءاته السابقة مع الأسد والرئيس سعد الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، قال جنبلاط :"سأصبر قليلاً ثم سأتحدث بصراحة، وفي الوقت المناسب، عمّا جرى معي بين 10 و15 كانون الثاني، وهي الفترة التي قابلت خلالها نصر الله والحريري والرئيس الأسد"، موضحاً أنّ "هناك مزايدات من هنا ومن هناك، وسأقول في الوقت المناسب للرأي العام العربي والدولي ما حدث معي".
وإذ كشف عن وعد قطعه للرئيس الأسد عشية الاستشارات بـ"الابقاء على سرية المحادثات"، قال جنبلاط: "الآن وفي الوقت المناسب سيكون علي أن أُعلن عمّا جرى"، رافضاً التعليق على الجهود التي تقودها قطر وتركيا حالياً لحل الأزمة في لبنان.
الوضع الميداني: اما ميدانيا، فعادت الحركة الطبيعية الى الشوارع وسط اجواء من الترقب والحذر، بعدما سجل ليل امس انتشار امني محدود في عدد من المناطق التي شهدت تجمعات ، واثر سريان شائعات ليلا عن ظهور مجموعات منظمة في محيط السراي ووسط بيروت ، انتشر الجيش اللبناني بكثافة حول المقرات الرسمية ولا سيما السراي الحكومي وساحة النجمة وفنادق بيروت خصوصا محيط فينيسيا والمفارق المؤدية الى بيت الوسط. كما لوحظ ان انتشارا امنيا قد نفذ في مناطق جبل لبنان بعد ورود معلومات الى المسؤولين عن تحركات يقوم بها البعض في بعض المناطق المسيحية في جبل لبنان بالتزامن مع التجمعات التي حصلت امس والمتوقع ان تستكمل قبل يوم الاحد المقبل عشية موعد اجراء الاستشارات النيابية الملزمة بهدف الضغط لارجائها. في هذا الوقت تابع قائد الجيش العماد جان قهوجي العائد من دمشق، مع الرئيسين سليمان والحريري الاوضاع الامنية من كل جوانبها.

حنين: الحديث عن فاعلية الحكومة المستقيلة "بدعة" وحدود صلاحياتها الشؤون اليومية
المركزية - أكّد النائب السابق والخبير القانوني صلاح حنين أنّ من غير الممكن الاتكال على حكومة فقدت الثقة والتكليف اللذين يسمحان لها بالقيام بمهمات كبيرة وأساسية"، مشددا على ضرورة "تشكيل حكومة جديدة قادرة على تحمل المسؤولية امام الشعب والمجلس". ووصف الكلام عن "فاعلية للحكومة في ظلّ استقالتها" بـ "البدعة". ولفت في حديث لـ"المركزية" الى ان "يحدد الدستور اللبناني صلاحيات حكومة تصريف الأعمال بالمعنى الضيق أو بالأمور العادية، حيث لا يحق للوزراء في هذه المرحلة اتخاذ أي قرار جديد يتعلّق بسياسات وزاراتهم من جهة، أو بادارتها من جهة أخرى، وبما أنّ الاستقالة تجردها من ثقة المجلس فتصبح الحكومة عاجزة عن القيام بأي أعمال سياسية كانت أم ادارية، وهي قادرة على الاجتماع الا انّها تفتقر الى عناصر الحكم ولا تستطيع الاعلان عن أي مواقف أو اصدار مراسيم وقرارات". وتابع: "مرحلة تصريف الأعمال تشمل كل ما له علاقة بعجلة العمل الوزاري، أي الأعمال التي تحول دون توقف نشاطها وتأمينها لحاجات الموظفين والمواطنين، كادارة شؤون الوزارة ومعاملات الناس اليومية والاهتمام بالرواتب والبريد اليومي، أمّا الأعمال التي تتضمن ارادة سياسية أو ادارية وتحتاج الى قرار ومرسوم وموقف سياسي، فيمنع عليها ممارستها لأنها تصنّف خارج نطاق صلاحياتها". وعما اذا كان يحق للوزير في حكومة تصريف الأعمال اتخاذ بعض القرارات السياسية الاستثنائية في بعض الحالات العاجلة التي قد تهدد امن واستقرار الدولة قال: "في المبدأ لا يحق لحكومة مستقيلة اتخاذ أي خطوات لمواجهة الظروف والأزمات التي قد تمس باستقرار البلاد، ولا يجب أن يتكلوا على حكومة تصريف أعمال فقدت الثقة والتكليف اللذين يسمحان لها بالقيام بمهمات كبيرة وأساسية. ولا ننسى أنّ الأمور الطارئة تواجهنا يوميا، فلا يجب أن نسأل عن كيفية التعاطي مع هذه الظروف في ظلّ الاستقالة بل علينا العمل على تشكيل حكومة جديدة قادرة على تحمل المسؤولية امام الشعب والمجلس تفاديا لهذه الظروف"، واصفا الكلام عن فاعلية للحكومة في ظلّ استقالتها بـ "البدعة".

كارلوس اده يخشى التطرف: خط 14 آذار لن يفشـــل
المركزية- رأى عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده أننا وصلنا الى نقطة أساسية من تاريخ لبنان، كنا في انتظارها، مشيرا الى وجود خطين في البلد، الاوّل يريد بناء الدولة والعدالة والديمقراطية، والثاني يعتبر أنّ القرار يأتي من فوق (الذي يقرر) وتحت (الذي ينفذ). وأبدى في حديث تلفزيوني خشيته من تسلّح أطراف اخرى تحت حجة مقاومة اسرائيل، وقال: "أخشى ان يحصل ذلك عندما يفشل الخط المعتدل، فيظهر تطرف في وجه التطرف الموجود حالياً"، مؤكداً ان "الخط الذي تسعى اليه 14 أذار لن يفشل". وأوضح أنه لا يزال في خط 14 أذار "على رغم انه ترك الاجتماعات لأنه غير موافق على الشكل الاداري لها، لاسيما بعد نتائج اتفاق الدوحة الذي نرى كيف يفشل الآن". واسف ان الاحداث التي تحصل في لبنان لها اسباب خارجية، لان معظم الاحزاب تحتاج الى التمويل الذي يأتيها من بعض الدول التي بدورها تتدخل في السياسة اللبنانية. واعتبر ان المحكمة الدولية قد لا تكون مثالية، ولكن لدينا فرلاصة تجربتها، لان البديل عنها هو عدم وجود مساءلة حول الاغتيالات وبالتالي الافلات من العقاب. وأكد ان الكتلة الوطنية دائما مع العدالة واذا كان هناك تناقض في القرار الاتهامي ستدافع عن الحق ولن تستعمل المحكمة كأداة للضغط السياسي. واعتبر اده ان النائب العماد ميشال عون عندما يكون على خلاف من الحريري يفتح ملفات الفساد، ولا يعود الى متابعتها في مراحل اخرى حيث يقول انه متفاهم على 95% من المواقف معه. ووصف البطريرك الماروني نصرالله صفير بأنه من أهم البطاركة الذين مروا على الكنيسة المارونية وفي أصعب الظروف، مبديا ثقته بالكنيسة والبطريركية. وعن حركة النائب وليد جنبلاط، قال اده: منذ ان عاد من الدوحة لم اجلس معه لنتحدث عن التطورات، ولكن اعرف قناعات جنبلاط وبماذا يفكر، وهو كي ينتقل من خط الى اخر، فربما مورس عليه ضغط كبير. ونبه الى خطورة الوضع السياسي لناحية ظهور متطرفين من طوائف أخرى. وعن الوضع المسيحي في لبنان قال: لا يوجد اي طرف مسيحي مستعد للعودة الى حمل السلاح بوجه طرف مسيحي اخر.

جنبلاط: المرحلة تتطلب مواقف مسـؤولــة لإفساح المجال أمام الجهود القطرية - التركية
المركزية- أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في تصريح اليوم: "لكل المشككين الذين يريدون توزيع وتحميل المسؤوليات، قد يكون من المفيد التذكير بأننا كنا أول من حذّر من الاستغلال السياسي للمحكمة الدولية وأول من دقّ جرس الإنذار عند نشر مقالة "دير شبيغل" وعندما توالت بعد ذلك سلسلة التسريبات الاعلامية المشبوهة، وحصل ذلك قبل المصالحة مع "حزب الله" من موقع الحرص على المقاومة ورفض أن يقحم لبنان في لعبة الأمم بضرب وحدته واستقراره ومقاومته، لا سيما بعد الانتصار التاريخي للمقاومة في العام 2006 بعد العدوان الاسرائيلي. كما أننا نجدّد التساؤل اليوم حول صدقية هذه المحكمة بعد نشر التسجيلات والتحقيقات، بحيث أن قول المدعي العام دانيال بلمار بفتح تحقيق حول هذا الأمر لا يكفي، وفي ذلك استخفاف بعقول الناس". أضاف: "على المستوى السياسي الداخلي، ورداً على كل التحليلات الاعلامية التي ضاقت بها بعض الصحف صباح اليوم، فإن المرحلة الراهنة عالية الحساسية وتتطلب مواقف مسؤولة تتخطى حسابات الاصطفاف السياسي التقليدي لتصب في المصلحة الوطنية العليا وتساهم في إخراج البلاد من حالة التأزم العميق الذي تعيشه. ونحن أدرى بطبيعة هذه المواقف التي ننسقها مع الأطراف كلها التي تملك الحرص على استقرار لبنان وفي طليعتها سوريا والمملكة العربية السعودية. لذلك، نأمل في إفساح المجال أمام الجهود القطرية - التركية التي جاءت لتكمل المبادرة العربية التي اطلعنا على عناصرها هذا الأسبوع، ويبقى الحوار هو الخيار الوحيد لمعالجة المشاكل القائمة والخروج من الأزمة الراهنة.

"التجدد الديموقراطي": القرار يضع حدا لشريعة الغاب و"بروفة" الدم البــارد لا تليــق الا بالعـــدو
المركزية - رأت حركة التجدد الديموقراطي ان "تسليم القرار الاتهامي يشكل خطوة مهمة في مسيرة المحكمة التي يعلق عليها اللبنانيون آمالا كبيرة من أجل المساهمة في وضع حد لحقبة طويلة من شريعة الغاب والافلات من العقاب"، مجددة دعوتها "حزب الله" الى "إعادة النظر في الحرب الخاطئة التي يشنها ضد المحكمة والتي لم يجن منها أي مكسب سوى تعطيل الدولة وتدمير المؤسسات وارهاق الاقتصاد". واعتبرت أن "البروفة" التي نفذها الحزب كانت بدم بارد وغموض تكتيكي لا يليق اشهار مثله الا في وجه العدو". عقدت اللجنة التنفيذية لحركة التجدد الديموقراطي اجتماعها الدوري برئاسة نائب رئيس الحركة كميل زيادة وحضور الاعضاء، وأصدرت البيان الآتي:
"اولا- توقفت اللجنة التنفيذية لحركة التجدد امام تسليم المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان مسودة القرار الاتهامي الى قاضي الاجراءات التمهيدية ورأت انه يشكل خطوة مهمة في مسيرة هذه المحكمة التي يعلق عليها اللبنانيون آمالا كبيرة من اجل المساهمة في وضع حد لحقبة طويلة من شريعة الغاب والافلات من العقاب وطغيان ممارسة العنف السياسي الذي لم يوفر فريقا من اللبنانيين، تلك الحقبة التي ادمت لبنان طوال العقود الماضية وشوهت الحياة الدستورية والسياسية والنظام الديموقراطي وشرعت البلاد امام التدخلات والمطامع الخارجية واعاقت نمو الاقتصاد وقلصت موارد الرزق امام اللبنانيين.
ثانيا- ترى حركة التجدد في هذه اللحظة مناسبة لتكرار الدعوة الصادقة الى الاخوة في "حزب الله" من اجل اعادة النظر في الحرب الخاطئة التي يشنها "الحزب" ضد المحكمة الدولية والتي لم يجن منها أي مكسب سوى الامعان في تعطيل الدولة وتدمير مؤسسات الحكم والادارة وارهاق الاقتصاد. والاخطر من ذلك كله هو جدار الانقسام المذهبي والطائفي وانعدام الثقة الذي يرتفع يوما بعد يوم على وقع استعراض القوة المتواصل منذ أشهر وبأساليب عدة سياسية واعلامية وميدانية، كان آخرها "البروفة" التي نفذت بدم بارد وغموض تكتيكي متعمد لا يليق اشهار مثله الا في وجه العدو. فهل هذا هو المقصود بالفعل؟
ثالثا- ان باب الحلول لا يجب اطلاقا ان يقفل، والفرصة ما زالت سانحة لمراجعة الاخطاء ولتسوية وطنية تحفظ حقوق الجميع ومصالحهم، انطلاقا من معادلة "رفض ادانة اي بريء ورفض تبرئة اي مرتكب". هذه المعادلة هي حجر الزاوية بالنسبة الى اي تفاهم حول ادارة المرحلة المقبلة، سواء كان هذا التفاهم يتم داخل المؤسسات الدستورية، وهو السبيل الامثل، ام عبر جهود عربية واقليمية مشكورة. ان أي تسوية تهدف الى التنكر لهذه المعادلة او الى حمل اللبنانيين الى المفاضلة بين الاستقرار والعدالة كما شهدنا في محاولات سابقة لن يكتب لها النجاح.
رابعا- يواكب اللبنانيون مجريات الانتفاضة الشعبية السلمية في تونس ويرى العديد منهم فيها جوهرا مشتركا مع انتفاضة الشعب اللبناني في 14 آذار 2005 ضد القمع والاستبداد وطغيان النظام الامني. ويشكل التجمع الشبابي الذي اقيم في ساحة الشهيد سمير قصير في وسط بيروت تضامنا مع "ثورة الياسمين" احد اشكال التعبير عن هذه الشراكة. ان حركة التجدد الديموقراطي تتوجه بالتحية الى الشعب التونسي الشقيق وتؤكد تضامنها معه في توقه المشروع الى الحرية والديموقراطية والانعتاق من الفساد والاستبداد.

جعجع التقى طورسركيسيان ومعوض وسفيرة بريطانيا فرعون: رسائل 8 آذار الامنية تهدّد مصالح النــاس
المركزية- عرض رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع مع وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون والنائب سيرج طورسركيسيان للأوضاع العامة في حضور منسق منطقة بيروت في القوات عماد واكيم. فرعون: واعتبر فرعون بعد اللقاء ان "فريق 8 آذار الذي أعلن أنه يرفض الفتنة هو عملياً يهدّد المؤسسات ومصالح الناس ومعيشتهم كما يهدّد عبر رسائل أمنية كما حصل في الأمس وكل ذلك بسب قرار ظني مرتقب ومسيرة قضائية مستقلة من قبل جميع الافرقاء في لبنان وكأنه يريد الانتقام من الشعب اللبناني الذي جلَّ ما يطلبه هو الدولة من جهة والعدالة غير المسيّسة ووقف الاغتيالات من دون محاسبة والعيش بكرامة من دون العودة الى الوراء ضمن الوفاق من جهة ثانية". وشدّد فرعون على التمسك بالمؤسسات والدولة والحوار لمنع تحويل لبنان من أرض حوار الى ساحة مواجهة من أجل مصالح خارجية. وعما اذا كان لتحرك "حزب الله" الأمني أي تأثير على الاستشارات النيابية، قال" هذا التحرّك هو نوع من الرسالة واستكمال لمسيرة تهديد الثوابت الوطنية والوفاق وتسوية الدوحة ومحاولة ضغط على الجميع، وسنتمسك في الوفاق والثوابت ونؤمن بالدولة والمؤسسات والجيش اللبناني ولن نقبل بما يحصل او بالعودة الى الوراء، فلدى الجميع هواجس لا تُعالج الا بالحوار".
معوض: والتقى جعجع الوزيرة السابقة نايلة معوض، التي اعتبرت ان "المرحلة المقبلة مفصلية ودقيقة جداً"، مشيرةً الى "أننا نطالب بالحقيقة لأن دونها لا مستقبل للبنان وللحرية والديمقراطية وللمصالحة الوطني". وعن التحرك الأمني لحزب الله في شوارع العاصمة، قالت: هذا الامر "لا يمت بأي صلة للمقاومة ضد اسرائيل خصوصاً أن حوادث 7 أيار لا تزال حاضرة في ذاكرتنا"، منتقدةً الاستقواء بالسلاح ضد الشعب اللبناني. لافتة الى ان ما حصل هو "مثابة تهديد اضافي الى بعض التصاريح التي سمعناها وبشّرتنا بعودة الاغتيالات"، مؤكدةً على "مواجهتها بالصمود والعزم والتمسك بالحقيقة". وفي شأن اعلان المملكة العربية السعودية سحب يدها من الأزمة اللبنانية، قالت "لا شك ان هذا الاعلان من قبل المملكة التي بذلت كل الجهود لمساعدة لبنان هو غير مطمئن على أمل ألا تكون السعودية قد يئست من الوضع وبالطبع هي مشكورة، ولكن لن يُبدل ذلك موقفنا وعزيمتنا ولا تمسكنا بالحقيقة والمحكمة الدولية". وحول امكانية نعي المسعى القطري- التركي، اعتبرت معوض "ان كلمة "نعي" ليست دقيقة في ظل الوضع اللبناني الراهن وليس من مصلحة أحد الا العودة الى حكومة متفاهمة ومتجانسة من دون اقصاء أي طرف، ونحن نؤيد عودة سعد الحريري رئيساً للحكومة لأنها ارادة الاكثرية النيابية والشعبية". وأثنت على مزايا البطريرك صفير الذي هو ضمير لبنان والذي قاد اللبنانيين ولاسيما المسيحيين من قرنة شهوان حتى اليوم للتمسك والحفاظ على لبنان الحريات والسيادة والعيش المشترك والمبني على قناعات مشتركة وليس على الاستقواء بالسلاح من فئة على أخرى. سفيرة بريطانيا: كذلك عرض جعجع مع سفيرة بريطانيا في لبنان فرانسيس غاي في حضور مستشار العلاقات الخارجية في القوات ايلي خوري، الأوضاع في لبنان والمنطقة بحيث أكدت له السفيرة دعم بلادها للمحكمة الدولية وسعي لندن مع الدول الأوروبية للحفاظ على الامن والاستقرار في لبنان.

زهرا : انتشار "حزب الله" رسالة تؤكد العودة الى الشارع الأزمة مفتوحة ولا حكومـــة في ظـلّ شـــروطهم
المركزية- علق عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في حديث اذاعي على ما حصل من إنتشار في بيروت امس، مشيراالى أن "حزب الله سرب ان هذه "بروفة" ناجحة لما يمكن ان يحصل مستقبلا، وهم إعتبروا انهم أتموا السيطرة على وسط بيروت ببساطة وبسرعة مع عنصر المفاجأة". ورأى في حديث اذاعي، أنّ "الحزب كان واضخا، في كل المقدمات التي أعلنها خلال مسيرة منازلته للمحكمة الدولية وسعيه الى عدم صدور القرار الإتهامي في خلفية تصرفه، انه سيستعمل كل ما لديه من إمكانات لمنع تحول المحكمة الى محاكمة فعلية، وكان يأمل ان يتمكن في الضغوط التي مارسها والتهديدات التي أطلقها من إقناع المجتمع الدولي انه حرصا على الأمن في لبنان، يجب الا يستمر عمل المحكمة الدولية، وهو حاول تأخير إستحقاق القرار الإتهامي وعندما صدر في موعده المحدد تحول الحزب الى إظهار ما أعلنه ان "ما بعد القرار الظني ليس كما قبله" وما حصل من إنتشار امس في بيروت مجرد رسالة وإيحاء للقول اننا عائدون الى الشارع وشل البلاد". وقال: "حزب الله وفريقه لم يعرضوا علينا إلا الذمية السياسية". وعن تأخير الإستشارات النيابية، اكد ان "فريق "8 آذار" عول على غالبية نيابية إكتشف انها غير متوفرة له لتحقيق الوعد بحكومة من طرفهم تسير بالقانون كما هو بالنسبة لهم عكس كل المنطق القانوني، وصار واضحا ان كل من ليس معهم صار مدانا ولو ثبت العكس". وعن ما حصل امس في وزارة الإتصالات، لفت الى أنّ "بعد كشفنا ممارسات الوزير نحاس، بادر هذا الأخير الى محاولة تطبيق قراراته بالعنف وإستعمال جهازه الأمني الذي لا يمكن وصف تدخله بأعمال الوزارات والإدارة إلا بـ "الميليشيا المسلحة"، ومن يعرف الوزير نحاس يعرف انه مناضل محترف لا مشكلة لديه في إستعمال كل الأساليب بما فيها التضليل للوصول الى أهدافه"، معتبرا أنّ "تصرف الجيش بالامس كان تصرفا حكيما، فلو تدخل في وقت ابكر ربما كان ليؤدي ذلك الى اشكالات". وعن زيارة قائد الجيش لدمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، رأى أنّ "من الواضح ان سوريا إلتزمت حتى الآن مع كل المجتمع الدولي بحفاظها على الإستقرار في لبنان، ولا أستطيع بالتالي ان أضع هذه الزيارة الا في هذا الإطار".ولفت الى ان "القوات اللبنانية" وبمراقبتها للوضع في المناطق المسيحية تعرف ان "حزب الله" وحلفاءه حضّروا لعملية اختراق امنية ومحاولة للسيطرة على بعض المناطق ذات الغالبية المسيحية مثل جبيل والكورة والبترون، والشواهد واضحة من عمليات التجمع والاستنفار والتسلح الدائم كما حصلت امس عملية نقل دواليب معدة للاحراق".وختم "الازمة الحالية مفتوحة وليس بالامكان تشكيل حكومة في ظل الشروط المقدمة من الفريق الآخر"، معربا عن خوفه من "تحويلها الى ازمة عنفية لفرض شروطه".

انتشار مجموعات «مدنية» في 12 نقطة من العاصمة في «عملية الفجر»
«حزب الله» نفّذ «محاكاة» ميدانية في «أول الرد» على القرار الاتهامي

 بيروت ـ «الراي/«بروفة»، «تمرين»، «رسالة إنذار أخيرة». هذا غيض من فيض «الألقاب» التي أُطلقت على ساعتين من «عملية الفجر» الشعبية المنضبطة التي نفّذها «حزب الله» بـ «شبابه غير المسلّحين» امس في 12 نقطة في بيروت واعتُبرت «عرض قوة» وإن «على البارد» و«مناورة ميدانية» و«محاكاة» لخيار اللجوء الى الشارع الذي سبق ان لوّحت به قوى 8 مارس كـ «احتياطي» في محاولة للضغط على فريق 14 مارس والمجتمع الدولي في إطار لعبة «عض الأصابع» المتصلة بملف المحكمة الدولية. فبعد ساعات قليلة من اعلان تسليم المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار قراره الاتهامي في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين، وقبيل وصول الموفدين القطري والتركي الى بيروت في محاولة لتطويق الأزمة اللبنانية، وعلى وقع «الإعلان الصريح» من الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير يوم الأحد الفصل بين «مساريْ» تكليف رئيس جديد للحكومة والقرار الاتهامي الذي ستدافع فيه «المقاومة عن كرامتها ووجودها وسمعتها»، جاء خبر الانتشار الميداني لمجموعات من «حزب الله» وحلفائه في عدد من احياء العاصمة اللبنانية ليقرع «جرس الإنذار» بان ساعة «مواجهة» القرار الاتهامي والمحكمة الدولية «على الأرض» قد بدأت بالتزامن مع انطلاق مرحلة ما بعد القرار الاتهامي التي كان «السيّد» اعلن انها لن تكون كما قبلها.
وقد قرأت قوى 14 مارس هذه الخطوة من فريق 8 مارس، الذي «اعترف» بعملية «الانتشار والانسحاب» التي تحوّلت معها بيروت «مستودع خوف» انفجر احتجاباً عن زيارة بيروت إلا «اضطرارياً» وعملية «إخلاء لبعض المدارس» نتيجة تدافُع الأهالي لاصطحاب أولادهم وإقفال مؤسسات تربوية أخرى، على انها «رسالة تهديد» بان «حزب الله» مستعدّ «للذهاب الى أبعد من كلّ المحرّمات التي كان أعلن عنها»، معتبرة ان «هذه التهديدات هي في إطار رفع نسوب الضغوط على الرئيس سعد الحريري للقبول بما سبق ان رفضه كما انها رسالة للتحرك العربي والاقليمي بأن الوقت «بدأ ينفد»، في حين ذهب النائب احمد فتفت (من كتلة الحريري) الى قول ان ما جرى امس «يزيد ازمة الثقة». في المقابل نُقل عن مصادر مطلعة على أجواء «حزب الله» أنّ «الانتشار الذي لم يعلن الحزب تبنيه وقصد إحاطته بالغموض، جاء بمثابة رسالة مباشرة للداخل والخارج بأنّ «حزب الله» يملك زمام المبادرة في لبنان بغض النظر عن نظريات «الضرب بيد من حديد»، معتبرة «ان ما حصل فجر الثلاثاء هو تأكيد دخول لبنان مرحلة جديدة تماشياً مع ما كان السيد حسن نصرالله قد أعلنه».
وإذ أكدت المصادر أنّ «عنصر المباغتة كان مركزياً ومقصوداً في تحرك مجموعات (حزب الله) فجر امس، وهو عنصر سيطبع كافة تحركات الحزب وخطواته في مرحلة ما بعد إعلان تسليم القرار الاتهامي»، لفتت إلى أنّ «حزب الله» يتجه في هذه المرحلة لتظهير سلسلة خطوات تصعيدية بمواجهة القرار الاتهامي، وليس ما جرى فجر الثلاثاء سوى جرس إنذار انطلاقها، متوقعة في هذا المجال «أن يكون مقر الأمم المتحدة في وسط العاصمة هدفًا لتحركات حزب الله الميدانية كردّ مبدئي مباشر على إعلان تسليم القرار الإتهامي»، ومشددة في الوقت نفسه على «ان حزب الله لا يزال يؤكد حرصه على الابتعاد في خطواته المستقبلية عن أي نشاطات تؤدي للفتنة المذهبية».
وفي حين اكدت مصادر أمنية ان ما جرى هو «تحرك منظّم» والمرحلة الاولى من «سيناريو تصدٍّ» على الارض سيبدأ بعد ايام ويشمل مطار بيروت، اعتبرت مصادر قريبة من 8 مارس ان ما حصل امس «سيكون الرسالة الأخيرة قبل التحرك الفعلي». علماً ان مصدراً قريباً من رئيس البرلمان نبيه بري كان اعلن انه اثر اعلان صدور القرار الاتهامي اول من امس حصلت تحركات شعبية عفوية في بعض المناطق منذ ليل الاثنين - الثلاثاء «الامر الذي استدعى تدخل الرئيس بري للعمل حتى ساعات الصباح الأولى لاستيعاب هذه التحركات واحتواء الوضع وذلك عبر الاتصال بقيادات عديدة».
وكانت بيروت «فركت عينيْها» فجر امس، وتحديداً قرابة الساعة الخامسة على انتشار لمجموعات منفصلة، كل منها ضمت 50 شاباً يرتدون الاسود ومزودين أجهزة لاسلكية وبعضهم مجهّز بعصي، تمركزت في مناطق النويري، البسطا التحتا، بشارة الخوري، الطيونة، الخندق العميق، رأس النبع، زقاق البلاط، طريق المطار ووسط بيروت. ونُقل عن شهود عيان ان تحركات عناصر «حزب الله» بدأت من الضاحية الجنوبية للعاصمة اعتباراً من الخامسة فجراً حيث عملت سيارات وفانات على نقل مجموعات من العناصر الحزبية ونشرها امام بعض الحسينيات وعدد من التقاطعات الاساسية في العاصمة بيروت. وفور تناقُل وسائل الإعلام هذه المعلومات، ساد الذعر بين المواطنين، «المذعورين أصلاً» منذ إسقاط الحكومة والذين يضعون عيونهم على الاتصالات المكوكية لايجاد «حل سحري» و«أيديهم على قلوبهم» خشية ان ينقلب عنوان الاستقرار «خط أحمر» الى مجردّ شعار «يمحى بالأحمر» (الدم). وقد سارع عدد من الاهالي الى اخذ اولادهم من المدارس في حين اعلنت ان مدارس «ليسيه الحريري» في قريطم، «ثانوية الروضة» و«ليسيه المهدي» في الضاحية و«مدرسة السيدة الأرثوذكسية» في رأس بيروت الحمرا اقفال ابوابها. كذلك توقفت الدروس في شكل كبير في «الجامعة اللبنانية» في محلّة «الأونيسكو» فيما تغيّب عدد كبير من الموظفين عن الحضور الى مقرات عملهم الموجودة في المناطق التي شهدت انتشاراً لـ«حزب الله». ووسط هذا المشهد، سرت شائعات عن إخلاء بيت الامم المتحدة في وسط بيروت سرعان ما تم نفيها، من دون ان ينجح انتشار الجيش «اللاحق» لعملية انسحاب مجموعات «حزب الله» في المناطق التي ظهرت فيها مجموعات مدنيّة بطريقة غير اعتياديّة في طمأنة المواطنين.
وقد أكد الوزير السابق وئام وهاب حصول التجمعات، معلناً أنّ «المحكمة الدوليّة لن تدخل إلى لبنان، ومن يعتقد أنّه سيُدخِلَها إليه سيصبح هو في لاهاي». وعن إمكان تدخل الجيش والقوى الأمنيّة لوقف الاحتجاجات اذا وقعت، أشار إلى أنّ «الجيش لا يتدخّل ضد الناس وهو يعرف أنّ لا إمكان للتحرّك ضد الناس، والقوى الأمنيّة مثل «الدرك» تعرف أنّه في حال سقوط أي جريح أو قتيل لن تكون بعده مراكزها بمأمن، ورأينا ما جرى في تونس»، محذّراً القوى الأمنيّة «من قمع أي تحرّك شعبي»، ومؤكداً أنّ «الجيش لن يتحرك»، ومضيفاً: «هذه العصابة ستنتهي إن لم يكن اليوم فبعد ستة أشهر».

مسؤول أمني إسرائيلي رفيع لـ "ها آرتس": مهاجمتنا حزب الله هذه المرة ستنتهي بمواجهة مع سورياجيروزاليم بوست
الجيش الإسرائيلي وضع خطة لإغلاق جميع القواعد العسكرية المفتوحة ونقلها إلى أنفاق في بطون الجبال على امتداد إسرائيل تفاديا لصواريخ حزب الله التي ازدادت دقة وقدرة على التدمير تل أبيب

الحقيقة ( خاص): إذا كانت العيون الأمنية والإسرائيلية مفتوحة دائما نحو الشمال ، وتحديدا الجبة مع لبنان وليس الجبهة السورية الصامتة صمت القبور والموتي منذ 1974 رغم وجود أراض محتلة منذ أربعين عاما ، فإن هذه العيون ازدادت تحديقا في هذا الاتجاه خلال الأسابيع الأخيرة ، لاسيما بعد سقوط الحكومة / إسقاط الحكومة اللبنانية وتقديم القرار الظني إلى قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان. وكانت إسرائيل ، عبر القناة التلفيزيونية العاشرة ، شجعت سعد الحريري يوم أمس على أن " يضع إصبعه في عين نصر الله ويقول له : لا "، فإن مسؤولا أمنيا رفيعا في إسرائيل ، حسب توصيف صحيفة " ها آرتس" ، أكد للصحيفة أن إقدام إسرائيل هذه المرة على مهاجمة حزب الله " لن تنتهي دون مواجهة مع سوريا" . المصدر الأمني ، وفيما يتصل باهتمامات إسرائيل الأمنية الآن ، أبلغ الصحيفة بأن عيني رئيس الوزراء بنيامين نتياهو ووزير دفاعه إيهود باراك ، شاخصة نحو الساحة اللبنانية ، معربا عن " قلق عميق" يساوره إزاء الوضع القائم في لبنان. وحذر المسؤول من أن القائد الجديد للجيش الإسرائيلي ، يوآف غالاند، الذي سيتسلم منصبه  الشهر القادم ، هو " هاو ي حروب " ، لكن هذا "لن يردع رجالا كهؤلاء" ، في إشارة منه إلى حزب الله.
قال معلق الشؤون العربية في القناة الإسرائيلية الأولى عوديت غرانوت إن على إسرائيل أن تأخذ بعين الاعتبار تقديم القرار الاتهامي ضد حزب الله إلى المحكمة الخاصة بلبنان و" عدم الاستخفاف بالحدث" وبتداعياته ، لافتا إلى أنه " امتداد لما واجهه حزب الله في حرب تموز / يوليو 2006 وبعد اغتيال قائده العسكري عماد مغنية " وبأنه ، إلى القرار الاتهامي " كارثة كبرى تواجه حزب الله". أما تسفيا بحزكيلي ، زميله في القناة العاشرة، فأكد أن أصابع الاتهام ستوجه إلى حزب الله وسوريا وإيران ، مشيرا إلى أن الاتهام " طلقة أطلقت من لاهاي نحو لبنان ولن تتوقف قبل أن تصل إلى هدفها".إلا أن الأكثر لفتا للانتباه ما كشفت عنه صحيفة جيروزاليم بوست لجهة أن الجيش الإسرائيلي قرر استبدال جميع قواعده العسكرية المفتوحة بأخرى في أنفاق داخل بطون الجبال. وأشارت الصحيفة إلى تطور قدرات حزب الله الصاروخية والتدميرية ، وبشكل خاص على مستوى دقة الإصابة ومداها البعيد، جعل قيادة الجيش تتخذ قرارا بحفر أنفاق وملاجىء كبيرة داخل الجبال في جميع أنحاء إسرائيل لإخفاء العتاد العسكري الحساس ، والذخائر المتطورة من أجل حمايتها من الهجمات الصاروخية. وتقضي الخطة التي وضعها الجيش لتنفيذ هذا المشروع الكبير ، بحسب الصحيفة ، إطلاق المشروع العام القادم من خلال حفر ملجأ صغير نسبيا تبلغ مساحته بضعة آلاف من الأمتار المربعة داخل جبل سيبقى موقعه سريا . وإذا ما نجح المشروع ، سيجري الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتضمن بناء العديد من الملاجىء المشابهة في السنوات اللاحقة. وأشارت الصحيفة إلى أن التفكير بهذه الخطة بدأ بعد حرب تموز / يوليو 2006  تحت عنوان " تأمين الاستمرارية الميدانية" ، أي نشر العتاد العسكري الهام  في ملاجئ تحفر في عدة جبال على امتداد إسرائيل . وقد أرسلت إسرائيل وفدا عسكريا مؤخرا إلى عدد من الدولة التي لديها ملاجىء من هذا النوع وخبرات متميزة في هذا المجال ، ولاسيما كوريا الجنوبية.

الأمانة العامة لـ"14 آذار": حقيقة الأزمة هي تنصل "8 آذار" من التزاماتها حيال الدولة لأنها تغلّب مصلحتَها الخاصة ومصلحةَ ارتباطاتها الإقليمية على مصلحة لبنان  
رأت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" في استقالة الفريق الآخر من الحكومة، في هذا الوقت بالذات، هروباً إلى الأمام وابتعاداً عن روح المسؤولية الوطنية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة زادت من انكشاف الوضع اللبناني أمام استحقاق القرار الاتهامي الداهم، مثلما زادت من انكشافه أمام تربُّص العدو الاسرائيلي الدائم. وأضافت: " كذلك شكلت الإستقالة تصعيداً في عملية ابتزاز الدولة، بعد فترة طويلة من انتهاج سياسة التعطيل التي أضرّت بمصالح الناس، فضلاً عن اعتماد لغة التهديد والتهويل والتخوين في وجه الدولة والمجتمع على حدٍّ سواء".الأمانة العامة، وبعد اجتماعها الدوري، صارحت المجتمع اللبناني باقول: "إن حقيقة الأزمة الراهنة لا تكمن في الصراع على السلطة، ولا في قصور النظام السياسي اللبناني، بل تكمن تحديداً في تنصُّل فريقٍ سياسي، شريكٍ في الحكم، من التزاماته حيال الدولة وحيال الإجماعات التي بلورها الحوار الوطني خلال السنوات الأربع الأخيرة"، مشيرة إلى أن لا تفسير لهذا التنصّل سوى أن فريق "8 آذار" يغلّب مصلحتَه الخاصة ومصلحةَ ارتباطاته الإقليمية على مصلحة لبنان".وفي ما يلي البيان الحرفي الصادر عن الأمانة العامة لقوى "14 آذار":
عقدت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" إجتماعاً إستثنائياً ناقشت فيه الفصل الجديد والخطير من فصول الأزمة اللبنانية، جراء إستقالة وزراء الثامن من آذار من حكومة المشاركة الوطنية، في خطوة منافية لتعهدات القوى السياسية في إجتماع الدوحـة – أيـار 2008، ومعاكسة لوجهة المعالجة الإستيعابية التي أقرتها قمّـة بعبدا الثلاثية 30-7-2010.
إن قوى "14 آذار" ترى في خطوة الفريق الآخر، في هذا الوقت بالذات، هروباً إلى الأمام وابتعاداً عن روح المسؤولية الوطنية. إذ زادت هذه الخطوة من انكشاف الوضع اللبناني أمام استحقاق القرار الاتهامي الداهم، مثلما زادت من انكشافه أمام تربُّص العدو الاسرائيلي الدائم. هذا فيما كان اللبنانيون يتطلعون إلى خطوات تحصينية، بروحية الحرص على الوحدة الوطنية والعيش المشترك. كذلك شكلت الإستقالة تصعيداً في عملية ابتزاز الدولة، بعد فترة طويلة من انتهاج سياسة التعطيل التي أضرّت بمصالح الناس، فضلاً عن اعتماد لغة التهديد والتهويل والتخوين في وجه الدولة والمجتمع على حدٍّ سواء. وفي هذه اللحظات الصعبة، المفتوحة على احتمالات شتّى، لا يسع قوى "14 آذار" إلا أن تصارح الرأي العام، اللبناني والعربي والدولي، بالحقائق والوقائع التالية:
أولاً: إن حقيقة الأزمة الراهنة لا تكمن في الصراع على السلطة، ولا في قصور النظام السياسي اللبناني، بل تكمن تحديداً في تنصُّل فريقٍ سياسي، شريكٍ في الحكم، من التزاماته حيال الدولة وحيال الإجماعات التي بلورها الحوار الوطني خلال السنوات الأربع الأخيرة. ولا تفسير لهذا التنصّل سوى أن فريق "8 آذار" يغلّب مصلحتَه الخاصة ومصلحةَ ارتباطاته الإقليمية على مصلحة لبنان. أما إسقاط الحكومة عشية صدور القرار الاتهامي فيقدّم دليلاً إضافياً على أن هذا الفريق لم يكن يريد من المسعى السعودي - السوري مساعدةَ لبنان على استيعاب تداعيات القرار الاتهامي والمحافظة على الاستقرار، بمقدار ما كان يريد الحصول على كل شيء، مقابل لا شيء، حتى لو أدى ذلك إلى تنكُّر الدولة اللبنانية لالتزاماتها العربية والدولية، فضلاً عن تنكُّرها لمطلب الحقيقة والعدالة الذي بادرت إليه، فألزمت نفسها به حيال مواطنيها والشهداء قبل أي جهة أخرى.
ثانياً: إن قوى "14 آذار" قدّمت كل التضحيات الممكنة، لا بل تنازلت عن بعض حقوقها الديمقراطية، من أجل دعم الدولة والمحافظة على الوحدة الوطنية:
- فهي ارتضت، منذ البداية، تغليبَ منطق المشاركة والتوافق على حقها الأكثري الذي منحتها إياه دورتان إنتخابيتان على التوالي بعد انسحاب قوات الوصاية السورية من لبنان في ربيع 2005.
- وهي ارتضت إحالة المسائل الخلافية مع الفريق الآخر المشارك في الحكم – وبعضُ تلك المسائل من بديهيات حقوق الدولة – إلى حوار داخلي يحدّ من التدخلات الخارجية. وقد أفضى هذا الحوار، بعد مخاض عسير، إلى توافقات مبدئية حول خمس قضايا أساسية: المطالبة بالمحكمة الدولية، إلتزام القرار 1701، ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، إلغاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، والسعي لوضع إستراتيجية دفاعية على قاعدة "وحدة الدولة وسلطتها ومرجعيتها الحصرية في كل القضايا المتصلة بالسياسة العامة للبلاد" ( البند 3 من البيان الوزاري الأخير).
- وهي أخيراً وقفت إلى جانب رئيسي الجمهورية والحكومة في إنفتاحهما على سوريا وإيران، رغم كلّ التحفّظات المشروعة، أملاً في توفير كلّ دعم لمنطق الدولة ومؤسساتها الشرعية.
وقد فعلت قوى "14 آذار" ذلك كلّه إنطلاقاً من قناعتها بوجوب عبور الجميع إلى كنف الدولة وإقدارها، بشروط الدولة نفسها، لا بشروط أيّ جماعة أو حزب سياسي. كما فعلت ذلك عن إحساس بالمسؤولية، وعن ثقة بقوة وكالتها الشعبية، مع إلتزام نهج العمل السلمي الديمقراطي في كلّ الظروف وأحرج الأوقات.
ثالثاً: قبل ان يُسقط الفريق الآخر حكومة المشاركة الوطنية، باستخدامه نصابَ الثلث زائداً واحداً – وهو النصابُ الذي كان تدبيرُ الدوحة قد وضعه في يده، بشرط عدم إستخدامه – كان قد أسقط كل التوافقات السابقة تباعاً، على نحوٍ أقفل أبواب الحوار الوطني، وبحيث صار وجوده في الحكم قوة تعطيل صافية. فقد أعلن صراحةً المواقف والأحكام التالية بصورة قطعية:
- المحكمة الدولية مؤامرة أميركية – إسرائيلية ضد لبنان والمقاومة، وكل من يتعامل معها عميلٌ وخائن!
- القرار 1701 مؤامرة دولية شاركت فيها الحكومة اللبنانية في حينه!
- ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا لا يتم إلا بعد تحرير مزارع شبعا!
- السلاح الفلسطيني حاجة دفاعية في إطار تحالف المقاومات!
- الإستراتيجية الدفاعية لا تقوم إلا على أساس ثنائية الدولة – المقاومة، مع الحفاظ على إستقلالية قرار المقاومة!
رابعاً: إن خلافنا مع الفريق الآخر ليس على إدارة الدولة، بل هو على طبيعة الدولة وعلى معنى لبنان، بذاته وفي محيطه العربي والدولي. وإن قوى "14 آذار"، التي كان لها شرف الإنتماء العضوي إلى أعظم إنتفاضة شعبية ديمقراطية في تاريخ لبنان والمنطقة، لتعاهد اللبنانيين وكلَّ القوى المحبة للعدالة والحرية والديمقراطية والسلام في العالم – تعاهدهم على المضيّ بعزيمة وثبات في:
1- الدفاع عن لبنان في وجه مشروع إنقلابي يرمي إلى تحويله قاعدة إيرانية على شاطئ المتوسط.
2- الإلتزام بالمحكمة الدولية المحققة للعدالة التي هي ، مع الحرية والقانون، الضمانة الأساسية لعدم إرتداد لبنان إلى زمن الميليشيات ومنطق القوة الغاشمة والإغتيال السياسي.
3- التمسّك بالعيش المشترك، وبالتنوع في الوحدة، رافضين إستيراد نماذج فاشلة تنتمي إلى أصوليات مغلقة وإستبدادية.
4- التمسّك بانفتاح لبنان على العالم وشراكته في قضاياه الأساسية والتزامه القانون الدولي، في وجه من يعمل على دفعه إلى وضعية الدولة المارقة.
5- التمسّك بالشراكة والتضامن مع العالم العربي، ورفض إبتزازه والإضرار بمصالحه الحيوية إنطلاقاً من لبنان.

"القرار الاتهامي مدخل لحماية الاستقرار والوحدة"
14 آذار: تأجيل الاستشارات والانتشار المسلح مخالفان للقوانين والتعبير الديموقراطي

النهار/اعتبرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار ان صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس شهيد رفيق الحريري يمثل "خطوة جديدة في اتجاه تحقيق العدالة وكشف الحقيقة".وحيّت في بيان امس "شهداء "ثورة الأرز" الراحلين والأحياء الذين قضوا أو أصيبوا على درب صراعٍ مضنٍ ومكلفٍ خاضوه من أجل انشاء المحكمة وانطلاقها في مهمتها" متوجهة الى اللبنانيين بـ"نداء تعاون في سبيل جعل هذه المناسبة مدخلاً حقيقياً لحماية الاستقرار والوحدة الوطنية، وتجنيب البلاد اي ردود فعل من شأنها تعريض هذه الوحدة للخطر". ونوهت بـ"المستوى الرفيع الذي تجلّى في البيان الاعلامي للمدعي العام (دانيال) بلمار لدى تسليمه قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية دانيال فرانسين القرار الاتهامي"، معتبرة ان" الشفافية والمضمون الراقي والحريص على حقوق المتهمين اللذين ظهرا في هذا البيان يدفعاننا الى تجديد الثقة بالمحكمة واجراءاتها والتمسك أكثر بالتزامات لبنان حيالها وحيال المجتمع الدولي".
وتوقفت عند "الحرص الذي أبداه فريق 8 آذار في مواقفه المعلنة واعلامه باعتباره ان الاستقالة من الحكومة جاءت دستورية ووفقا للقوانين والاعراف" موضحة ان هذا الفريق "سرعان ما نقض هذا الحرص من خلال خطوتين، الأولى عبر الضغط لارجاء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة، بعدما كان فريق 8 آذار ضغط لاجراء هذه الاستشارات في أقرب وقت زاعماً الحرص على العملية الدستورية. وجاء تراجعه بعدما تبيّن له أن الرئيس سعد الحريري هو الذي سيفوز بالتكليف. أما الخطوة الثانية التي أقدم عليها ذلك الفريق خلافاً للقوانين وقواعد التعبير الديموقراطي، فتمثّلت في تنفيذ انتشار أمني واسع لعناصر "حزب الله" في عدد من المناطق الحساسة في بيروت ومحيط الضاحية الجنوبية. وقد أدى هذا السلوك المستغرب والمفاجئ فجر اليوم (امس) الى بثّ الذعر والقلق في نفوس الأهالي الذين هرعوا الى المدارس لاعادة أولادهم الى منازلهم. كما أثر الى حدّ كبير على الحركة التجارية وأنزل مزيدا من الخسائر في الاقتصاد اللبناني".
وبعدما اشادت بـ"التصرف السريع والحازم للجيش اللبناني وقوى الأمن والأجهزة الأمنية لإشاعة الاستقرار ووضع حد لحال القلق في نفوس المواطنين،" دعت "حزب الله" وقوى 8 آذار "الى التزام أساليب التعبير الديموقراطي سواء في ما يتعلّق بالموقف من الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة، أو من صدور القرار الاتهامي". كما دعت جمهور 14 آذار "الى مواكبة المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان بأقصى درجات الالتزام والوعي، ومتابعة بياناتها" معلنة إبقاء اجتماعاتها مفتوحة.

محاولة مبهمة لقطع الطرق في كسروان ؟
النهار/يشبه الانتشار الذي نفذته "المجموعات الشبابية" صباح امس في بعض احياء بيروت وعلى الطريق المؤدية الى المطار، حركة الاحتجاجات التي ينفذها "الاهالي" في الجنوب لدى تصديهم لدوريات القوات الدولية، اذ يتكفلون بمطاردتها ورشقها بالحجار في حين تتولى القوى السياسية الشيعية توجيه الرسائل يميناً ويساراً. لكن "الانتشار الشبابي" امس لم يقتصر على المناطق ذات الكثافة الشيعية، فالمعلومات التي تداولتها الاوساط المتابعة اشارت الى احباط محاولة لإشعال الاطارات في منطقة جونية وتحديداً عند احد التقاطعات الرئيسية، ما كان سيتسبب بقطع طريق طرابلس – بيروت ونقل التوتر او تعميمه على سائر المناطق، ولا سيما المسيحية منها، الامر الذي خالف كل الاجواء التي شاعت عن شبه اتفاق على عدم نقل التوتر الى المناطق ذات الكثافة المسيحية والاكتفاء بالاشتباك السياسي وعدم الدخول في دوامة الخلل والفوضى الامنية مع ما يرتبه ذلك من انعكاسات سلبية جداً على الوضع المسيحي القلق، وتالياً يعقد اوجه الازمة. وما تسرب عن محاولة قطع احد الجسور الرئيسية على اوتوستراد طرابلس – بيروت، ان المواطنين اشتبهوا صباح امس بكمية من الاطارات الموجودة في غير مكان قرب احد الجسور، وتحديداً عند المسلك الغربي قرب مركز "سيتي هوم" في ما يشبه التحضير لقطع الطريق، فما كان من السلطات والقوى الامنية المحلية الا ان عملت على نقلها ووضعت نقاط حراسة امنية قرب المكان. 
المعلومات المتوافرة لدى الفاعليات المحلية في ساحل كسروان ومن مصادر موثوق بها، تشير وبالاسماء (تتمنى عدم نشرها) الى تورط احدى المجموعات التابعة لاحد التيارات المسيحية الفاعلة في "8 آذار" في عملية جمع الاطارات وتوزيعها على اماكن استراتيجية عدة ووضعها في المكان المذكور واماكن اخرى تمهيداً لملاقاة تحركات "المجموعات الشبابية" التي كانت تستعد للقيام بـ"رحلة سياحية" على ما ذكرت وسائل الاعلام. وتقدم الفاعليات الكسروانية فرضيتان لما جرى، الاولى: ان من وزع الاطارات انما كان ينتظر ما ستتطور اليه حركة "الشباب" في بيروت والضاحية الجنوبية قبل الاقدام على قطع الطرق واشعال الاطارات، على ان يتزامن ذلك مع محاولة قطع الطرق في مناطق اخرى وخصوصاً في جبيل وضواحيها. اما الفرضية الثانية، فتعني ان من وضع الدواليب انما اراد توجيه رسالة انه قادر على قطع الطرق ساعة يشاء وانه اكتفى هذه المرة بوضع الاطارات دون اشعالها.  
واذا صحت هذه المعلومات، فمعنى ذلك ان كل ما قيل عن ميثاق شرف بين القوى المسيحية وان الامن ممسوك وخط احمر هو مجرد امنيات وكلام مخادع. كما ان هذه المحاولة تشكل لعباً بالنار ونفخاً في بوق الفتنة بين المسيحيين وفي قلب مناطقهم الآمنة، وخصوصاً ان احداً لن يقبل قطع طريق طرابلس – بيروت واستعادة تجربتي "الدنكورة" و"حاجزي البربارة والمدفون" لا على المستوى الوطني ولا على المستوى المسيحي. وهذا ما يستدعي في رأي الفاعليات الكسروانية رفع درجة الاحتياط والاحتراز لدى القوى الامنية الشرعية من جيش وقوى امن لما يمكن ان تتطور اليه الامور، وخصوصاً ان وسائل الاعلام تحدثت كثيراً عن عمليات تسلح نفذتها قوى "8 آذار" المسيحية، مما يمكنها اذا صح ذلك من ممارسة دور ميداني في اي انتشار "انقلابي" مسلح يمكن حركة 8 آذار ان تنفذه والرسائل اكثر من واضحة في هذا الاطار، ان مرحلة ما بعد القرار الظني تختلف عما قبله، مما قد يعني الاخلال بالخط الاحمر الذي يحفظ الاستقرار الامني.

هاجرت عائلاتهم قبل 100 عام/3 أعضاء من أصل لبناني ضمن الوفد الأوروغواياني الرسمي
النهار/بابلو عبد الله، ودانيال بيانكي سلمون، وكارينا غالفاليسي كميد. ثلاثة اعضاء متحدرين من اصل لبناني، هم ضمن الوفد النيابي الاوروغواياني الذي يزور بيروت اليوم، برئاسة رئيسة مجلس النواب الاوروغوياني ايفون باسادا. لقد هجروا لبنان مع اسرهم قبل نحو مئة عام، اذ من المعلوم ان هجرة اللبنانيين الى الاوروغواي بدأت جماعية الى هذا البلد من اميركا الجنوبية في أواخر القرن التاسع عشر. وكشفت سفارة الاوروغواي في بيروت لـ "النهار" امس ان عبد الله من بلدة قلحات في قضاء الكورة، وكميد من طبرجا، في حين ان لا معلومات عن البلدة التي ينتمي اليها سلمون. واذا كان الوفد يصل اليوم وتستمر زيارته الى 22 كانون الثاني الجاري، فإن هذه هي الزيارة الرسمية الاولى من نوعها لوفد نيابي اوروغوياني لبيروت، يتخللها نشاط رسمي مكثف يلتقي خلاله الوفد الرؤساء الثلاثة  ميشال سليمان ونبيه بري وسعد الحريري، ويعقد ايضا لقاءين مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب النائب عبد اللطيف الزين ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية مع الاوروغواي النائب علاء الدين ترو.  اما عبد الله فستكون له زيارة مع الوفد لبلدته قلحات. وأفاد مراسل "النهار" في الكورة ان عبد الله لم يزر لبنان قبلاً، وان آخر من زار بلدته قلحات هو ابن عمه، قبل 25 عاما، واقيم  له يومها استقبال شعبي. واللافت أن لا املاك لعائلة عبد الله في قلحات ولا اهل او اقرباء، حتى ان الجيل الجديد منها غير مسجل في دوائر النفوس في لبنان. ولا في لوائح الشطب، ومنهم عبد الله. ووفق السفارة، فان عبد الله  عضو في البرلمان الاوروغوياني  منذ 2005، واعيد انتخابه في آذار 2010 ، وتستمر ولايته حتى 2015، وينتمي الى "الحزب الوطني"، وهو من احزاب المعارضة. اما سلمون فهو ايضا عضو في البرلمان وينتمي الى "حزب كولورادو"، وهو من احزاب المعارضة، فيما تعمل كميد في قسم العلاقات الدولية في برلمان الأوروغواي.

السيد أرسله إلى الأسد والأسد أعاده إلى اللبنانيين !
النهار/سركيس نعوم     
لم يكن زعيم "التيار الوطني الحر" ميشال عون عدائياً حيال الزعيم الدرزي الأبرز وليد جنبلاط، رغم انه وجّه اليه، في مؤتمره الصحافي بعد انتهاء اجتماع كتلته النيابية، دعوة الى البقاء في "الموقع الصح" بعد تخليه عن "الموقع الخطأ"، أي الى تبني موقف المعارضة بكليتها في الاستشارات وإن كان رفض إعادة زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري الى رئاسة الحكومة. علماً انه ارفق دعوته بنصيحة اعتبرها البعض تحذيراً تفيد ان تجنب "الاصطدام" الذي نجح فيه بانقلابه على ذاته بعد 7 أيار 2008 لا يستمر الا في حال استمر الانقلاب.
هل كان يعكس "الجنرال" ميشال عون، وقبل اقل من 24 ساعة من الاستشارات النيابية (قبل ارجائها)، قلقه وحده من أن يقدم جنبلاط على "قسمة" نوابه الحزبيين وغير الحزبيين على 8 و14 آذار فيتسبب بتساوي الرئيس الحريري ومرشح المعارضة في عدد الاصوات المسمَّية كلاً منها لتأليف الحكومة الجديدة؟ ام كان يعكس قلق اطراف المعارضة كلهم وفي مقدمهم قائدها "حزب الله"؟ طبعاً لا جواب جازماً عن هذين السؤالين، لكن الحركة الجنبلاطية، حتى قبل اندلاع الازمة الحكومية الراهنة، لم تكن توحي الثقة التامة للمعارضين. وللإنصاف لا بد من القول ان الحركة الجنبلاطية لم توح سواء قبل اسقاط الحكومة او بعده الثقة أيضاً لفريق الموالاة الذي يتزعمه الرئيس سعد الحريري، رغم انها كانت توحي على ما تناهى الى الاخير معلومات تؤكد ان جنبلاط يسعى بكل قوة لإحياء "السين – سين"، ولاعادة الحريري على رأس الحكومة الجديدة، ولإرضاء المعارضة بل قائدها "حزب الله" بالمواقف من المحكمة الدولية وكل تفرعاتها. ولعل السبب الأبرز لعدم ايحاء الحركة الجنبلاطية بالثقة لحلفاء الامس معرفة هؤلاء بأنه يتصرّف وفي اوقات الشدة والحشرة انطلاقاً من "غريزة البقاء". وهذه الغريزة تفرض عليه تحالفاً نهائياً مع الحزب وحلفائه ومع ايران ومع سوريا رغم ان مكنونات قلبه والسرائر قد تكون من طبيعة مختلفة. إلا ان حلفاء الأمس هؤلاء كانوا يمنّون النفس باستمرار الزعيم الدرزي الابرز في صفوفهم، او على الاقل بعدم التسبب بهزيمة زعيمهم سعد الحريري. اولاً، احتراماً منه لذكرى والده الشهيد رفيق الحريري ولذكرى الشهداء الآخرين. وثانياً، احتراماً منه لعلاقته الجيدة وربما المميزة مع المملكة العربية السعودية. وهي علاقة "مُجزية" على كل الصعد. علماً ان اخفاقها (أي المملكة) في مسعاها مع سوريا "لفرض" تسوية اعتبرت أنها "لا تميت الذئب ولا تفني الغنم"، في حين اعتبرها آخرون استسلاماً لسوريا وحليفها "حزب الله" ومؤسسته ايران الاسلامية، علماً ان هذا الاخفاق ربما يدفعها الى نفض يدها من لبنان كما فعلت اكثر من مرة في السابق. ومن شأن هذا الامر دفع وليد بك الى احضان دمشق وطهران نهائياً.
في اي حال واياً تكن التعليقات على حركة الزعيم الدرزي الأبرز وليد جنبلاط فان الإنصاف يقتضي الاشارة الى انه يحاول، ومن موقع وسطي مائل الى 8 آذار، المساعدة في حل ازمة يمكن ان يولع استمرارُها حرباً اهلية. ويقتضي الاشارة ايضاً الى انه يحاول المحافظة على صديقه او ابن صديقه الشهيد. علماً انه يحاول ايضاً، وهذا امر يجب ان لا ينكره احد عليه، حقن الدماء. فهذا الرجل الدموي والصلب الذي لا يتورع عن شيء بغية الفوز او البقاء لا تزال شجاعته فيه. لكنه ادرك وبعد تقلّباته وانقلاباته الكثيرة، كما تقلبات من سبقوه داخل طائفته او خارجها، ان الدم كان دائماً لبنانياً، وان ثمنه كان يقبضه دائماً الخارج عدواً كان او صديقاً او شقيقاً او حليفاً. اذ بدلاً من ان يُرسِّخ هذا الدم لبنان المستقل والسيد والديموقراطي والعيش المشترك والمساواة كان يُقوِّض كل المسلمات الوطنية. كما كان يُعبِّد الطريق امام كل انواع الاحتلالات والوصايات والارتهانات والارتكابات.
تكلمنا عن "الحركة الجنبلاطية" الاخيرة كثيراً. لكن ما هي هذه الحركة تفصيلاً؟
المعلومات المتوافرة عند عدد من متابعي وليد بك بل من متابعي لبنان بأجنحته وانقساماته وتبعياته ومداخلات الخارج فيه، تشير الى انه عندما التقى السيد حسن نصر الله اخيراً تخوّف امامه صراحة من احتمالات الفتنة المذهبية، ودعاه الى مساعدته في وأدها في مهدها. واقترح عليه امرين. الاول، قبول المعارضة اعادة تكليف الحريري تأليف الحكومة الجديدة. والثاني، الحصول من الحريري واثناء التأليف الذي قد يستغرق اشهراً مواقف ثابتة، ومع ضمانات متنوعة اكيدة، من المحكمة الدولية والقرار الاتهامي وشهود الزور وكل ما يتعلق بها. والحصول منه ايضاً ومن خلال حكومة تصريف الاعمال على ضمانات ثابتة مثل وجود حلفاء له او افراد من حزبه على رأس عدد من المواقع المهمة الاساسية بل والاستراتيجية. طبعاً طالت المناقشة حول هذا الموضوع. وبدا لوليد بك ان ازمة الثقة بالحريري عند "السيد" عميقة. لكنه في النهاية لم يقل نعم لاقتراحه ولا كلا، بل دعاه الى التشاور مع "الاخوة السوريين" في هذا الموضوع. وفي ضوء النتائج يمكن اتخاذ المواقف النهائية.
طبعاً زار جنبلاط، كما هو معروف، العاصمة السورية وتحدث في الموضوع طويلاً مع مساعد نائب رئيس الجمهورية محمد ناصيف، وبعمق مع الرئيس بشار الاسد. استمع اليه الاخير بعناية وانتباه، علماً انه كان اطلع من ناصيف على جوهر حديثه. لكنه لم يقطع بأي موقف. وعلّق في النهاية بالقول ان الازمة الحكومية شأن لبناني، ودعا جنبلاط واللبنانيين الى العمل لحلها وسوريا على استعداد للمساعدة. اي لم "يتورط" "الثعلب" السوري الشاب مع زعيم لبناني كبير. مثلما لم يتورط في الأشهر السابقة مع الفصيل اللبناني الاكبر والاقوى عندما كان يبحث قياديوه معه في "الحسم" الذي تأخر كثيراً في رأيه. ويعرف عارفوه انه لن يتورط مع اي لبناني في موقف مباشر. لكن ذلك لا يعني انه لن يعمل. وعمله كان اللقاء في قمة ثلاثية مع رئيس وزراء تركيا وامير قطر الاثنين. فلننتظر لنرى ماذا ستكون حصيلتها، وماذا ستكون حصيلة مجموعة الاتصال الاقليمية التي اقترحها رئيس وزراء تركيا او بالأحرى مصيرها باعتبار ان موافقة سوريا عليها تسمح بولادتها، وعدمها ينهيها قبل ان تولد. ولننتظر ماذا يحصل ايضاً لاقتراح ساركوزي رئيس فرنسا تشكيل مجموعة اتصال دولية سباعية لمساعدة لبنان.

أولها... صبحيّة أشباح ؟
النهار/نبيل بومنصف     
فتح إرجاء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديدة بعد أيام من سابقة إسقاط الحكومة مسلكا جديدا  لتداعيات أزمة المحكمة الدولية من شأنه ان يرسم خطا بيانيا اجماليا لنوعية احتمالات التصعيد التي يقبل عليها لبنان في أطرها العريضة. ويمكن الاستخلاص اولا أن الازمة الحكومية ربطت ربطا محكما لا فكاك منه بالقرار الاتهامي للمحكمة، وليس بأي تفاوض اقليمي او عربي او دولي، بحيث أن الموجات الباردة او الساخنة في سلم التصعيد ستصبح رهينة للمسار القضائي، وليس للمسار السياسي. وغني عن البيان ان مفاعيل هذا الربط، من أي جهة أتى، تضع لبنان امام مزالق تصعيد أمني على رغم كل التنميق الكلامي الصعب التصديق عن "ضمانات" و"التزامات" و"عهود" بعدم الوقوع في هذه المتاهة. ولم تكن "الرسالة الطيارة" فجر أمس في ظاهرة تجمعات "الاشباح النظامية" في بعض أحياء بيروت سوى البداية. يقود هذا الربط حكما الى توقع أزمة حكم مفتوحة وأكثر من جدية. اذ يكفي ان تخضع الاستشارات النيابية لإرجاء ثان الاسبوع المقبل، وتحويل هذه العملية الدستورية الى "جولات" إرجاء متعاقبة لأحداث سابقة جديدة هي تعطيل الاستشارات بعد اسقاط الحكومة. وبذلك سيضرب موقعان دستوريان هما رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة سواء بسواء مع ما يستتبعه ذلك من مضاعفات وتداعيات دستورية وسياسية وطائفية ومذهبية في هذا المناخ العابق بالتعبئة والعصبية والتمترس.
وقد لا يكون من المبالغة في شيء أن تؤدي هذه الحالة الى "تعليق الدولة" برمتها على الحبل المشدود مع تعطيل كل رموزها ومؤسساتها. أما في المقلب الآخر، مقلب المفاوضات بين الدول وبين الافرقاء الداخليين، فلا شيء يقيم ضمانا أفضل أقله حتى الآن ما دامت طلائع المفاوضات والوساطات الجديدة – القديمة تراوح عند تجريب المجرب. فلو أمكن تجاوز الشكل والمضمون مع تغييب لبنان عن القمة الثلاثية السورية – القطرية – التركية في دمشق، يستحيل القفز فوق عامل غريب آخر هو اعادة القمة وضع الازمة اللبنانية على سكة الوساطة السورية – السعودية فيما السعودية بدورها غائبة عن القمة. ومن يضمن ألا تصطدم سوريا والسعودية تحديدا ومرة جديدة بالمعطيات نفسها التي أدت الى إخفاق مبادرتهما الاولى عند استحالة ايجاد "تسوية" لتحلل لبنان من التزاماته في شأن المحكمة؟ ثم ان التحرك القطري – التركي نحو لبنان يبدو كأنه بداية مسار "لأقلمة" الازمة وإبعادها عن "التدويل"، خصوصا بعدما نجحت سوريا في اقصاء فرنسا تحديدا عن مبادرتها المتمثلة في انشاء لجنة اتصال دولية – اقليمية لمعالجة الازمة اللبنانية. وعلى افتراض ان امكانات نجاح "الأقلمة" متوافرة في حدودها الدنيا، فمن يضمن وقف أو عرقلة او لجم قدرات العمالقة الدوليين وفي مقدمهم أميركا، التي قال الرئيس نبيه بري ان زيارة سفيرتها لزحلة أثبتت ان "المعركة مع أميركا"؟ بذلك نكون تماما امام استعادة حرفية مقرونة باضافة عنوانها ملف المحكمة، لمرحلة صدور القرار 1559 حين اندفعت سوريا في التمديد للرئيس اميل لحود وصدر القرار الشهير ثم انفجرت التداعيات السياسية وصولا الى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتفجر فصول حرب الاغتيالات تباعا. وما دام الشيء بالشيء يذكر، لماذا لا تكون ايران في الجانب الآخر من القمة الثلاثية مباشرة لاستكمال عامل "الأقلمة"؟ ولماذا تغييبها عن مشاركة حليفها الاستراتيجي سوريا؟ أم تراها الصفحة الأخرى من انزلاق لبنان الى متاهة "المفاوضات الكبرى" الحقيقية في الملف النووي، عشية الجولة الثانية بين الغرب وايران في اسطنبول؟ ومع كل هذا كيف لا يهلع اللبنانيون عند نسائم "صبحية" البارحة مع "إخبارية" عن أشباح طاب لهم تنسم الهواء العليل وسط هذا العبق الفواح؟

المسعى السعودي خُذِل فكيف يستعاد ؟
النهار/عبد الوهاب بدرخان     
في الوقت الضائع، قبيل تسليم القرار الاتهامي وتسلمه بين المدعي العام دانيال بيلمار وقاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين، خرجت القمة الثلاثية في دمشق لتعلن حرص قادتها على ايجادحل للازمة اللبنانية على اساس المساعي السعودية – السورية. كان الامير حمد بن خليفة آل ثاني والسيد رجب طيب اردوغان كثفا الاتصالات لاقناع الرئيس بشار الاسد بحكمة انعاش المساعي بين الاصدقاء الاقليميين، قبل اتخاذ موقف نهائي من فكرة "مجموعة الاتصال" الدولية التي اقترحها الرئيس الفرنسي. كان الوجود في هذه "المجموعة"، ولا يزال، مغريا لسوريا، لكنه يرتب عليها التزامات وقيودا قد تمنعها من تحريك حلفائها في لبنان، بل يحتم عليها الا تكون طرفاً في التصعيد والتأزيم بل  دولة مساهمة في معالجة ايجابية للازمة.
اهون الشرين، اذا، العودة الى العمل مع السعودية. لم تكن دمشق بحاجة الى قمة ثلاثية لتدرك جدوى متابعة السعي مع السعودية. ولعل فضيلة هذه القمة انها افهمتها انها قرأت خطأ الابلاغ السعودي عن تعذر الاستمرار في المسعى وفقاً للسيناريو الذي وضع منذ آب الماضي. وبالتالي تصرفت دمشق خطأ عندما اعطت حلفاءها الضوء الاخضر لتنفيذ الخطة المرسومة بدءا باستدراج استقالة "قيصرية" للحكومة وتعمد احراج رئيس الحكومة قبيل لقائه الرئيس الاميركي. لم يعترض احد على استخدام الحق الدستوري، لكن هذه ليست المرة الاولى التي تعمد فيها "المعارضة" الى لعبة سياسية بتكتيكات عسكرية متهورة.
كانت المساعي تهدف الى ثني "حزب الله" عن تهديد الاستقرار الداخلي لمجرد الرد على قرار اتهامي لا يعرف مضمونه. فجأة، اصبح على الاطراف الاقليمية (تركيا وقطر) ان تسارع الى لجم سوريا عن انفاذ ذلك التهديد. وفي اي حال، فان المسعى السعودي خذل اكثر من مرة سوريا. اذ بات اكثر وضوحاً الآن ما عناه رئيس الحكومة بقوله ان الطرف الآخر لم يف بالتزاماته. خذلت الرياض اولا برد الفعل السوري الفاتر على المواقف التي ابداها سعد الحريري في حديثه الى "الشرق الاوسط"، وخذلت ثانيا بالطريقة التي فجرت بها قضية "شهود الزور"، وخذلت ثالثا بتضخيم هذه القضية واعتبارها ذات اولوية على معرفة حقيقة الاغتيالات، وخذلت رابعا بصدور مذكرات التوقيف عن القضاء السوري، وخذلت خامسا باعطاء الامر الى الطرف السياسي الذي طرح قضية "شهود الزور" في مجلس الوزراء ثم بتعطيل عمل الحكومة بسبب هذا الملف،وخذلت طوال الوقت بالحملة الشخصية على رئيس الحكومة وبعضها يستند الى "مصادر سورية" ولا يصار الى نفيها او النأي عنها، وخذلت اخيرا بسرعة الانتقال الى التصعيد السياسي رداً على الاخفاق في تأمين تفويض دولي لسوريا كي تضمن الاستقرار في لبنان، والا فهي لن تضمنه بل ستكون عاملا مساهما في زعزعته. ومنذ البداية، لم يكن مضمونا ان السعودية ستتمكن من الحصول على هذا التفويض.
من هنا ان العودة الى المساعي السعودية – السورية تقتضي مراجعة كل ما حصل في الشهور الستة الاخيرة. وطالما ان القرار الاتهامي انجز فلا بد من اعادة النظر في بعض بنود التسوية. فالقول ان هذا القرار كان يستحسن تأجيله، او الغاءه، لانه خلاصة تسييس اميركي – اسرائيلي لعمل المحكمة وللتحقيق، كان ليكون مقنعا لو ان مناوئيه استخدموا اسلوبا مختلفاً لاستمالة الطرف الآخر الى وجهة نظرهم. اما التهديد والوعيد والتخويف والترهيب فجاءت برد فعل عكسي، وفي الاساس لم يكن هناك اقتناع عام بأن تحقيق بيلمار موجه ومنحاز مثل تحقيق ديتليف ميليس. وكل الاوراق والاشرطة والمعلومات التي استخرجت لضرب التحقيق والتشنيع عليه، جاءت من فترة ميليس التي جهد المحققان التاليان لتنظيف آثارها، بما فيها تضليلات "شهود الزور".
بعد كل ما شهد اللبنانيون خلال الفترة الاخيرة، يأتي الامين العام لـ"حزب الله" ليكيل المديح للسعودية ومليكها، مستخلصا ان الفشل او الافشال جاء من الجانب الاميركي ومن الفريق اللبناني المتآمر معه ضد "الحل السعودي – السوري". عدا ان في ذلك استغباء للبنانيين، فانه ينطوي على تناقض في حجج السيد حسن نصرالله، اذ اراد اقناع سامعيه ببساطة بأن المطالبة بالغاء المحكمة الدولية شيء وان فك الارتباط اللبناني بها شيء آخر. وعليه، فهو عرض روايته لاسباب الفشل معتبراً ان الفريق الآخر المتمسك بالمحكمة رفض "تحييد لبنان" عنها عبر ثلاثة اجراءات حددتها الورقة السعودية السورية: "سحب القضاة اللبنانيين من المحكمة، وقف اي تمويل لبناني للمحكمة، والغاء مذكرة التفاهم بين الحكومة اللبنانية والمحكمة الدولية".
مع افتراض ان التسوية كانت تتطلب هذه التنازلات من فريق رئيس الحكومة، الا ان اي عاقل لا يمكن ان يعتقد ان اي تسوية يمكن ان تنجح بتنازل فريق واحد. ومع افتراض ان هذا الفريق ساذج ومضغوط عليه الا ان الهجوم الكاسح الذي تعرض له تحت راية "شهود الزور" ايقظه الى ما ينتظره في حال اقدم على التنازل من دون أي مقابل، بل من دون اي ضمان للاستقرار في الحكومة وفي الشارع. ومن شأن الرأي العام المؤيد للتحقيق الدولي ولعمل المحكمة ان يشكر السيد نصرالله لانه ساهم، من دون ان يقصد، في توعيته بل تحريضه ضد هذه التنازلات التي كاد قادته ان يرتكبوها. لكن، في المقابل، من شأن الرأي العام الآخر الرافض للمحكمة ان يسأل السيد نصرالله لماذا لم يكشف البنود والتنازلات المطلوبة من فريقه ليكون هناك توازن وليكون حل. يبقى انه، بمعزل عن السعودية وسوريا وايران، عن اميركا واسرائيل، مع الادراك العميق لدور كل منها، كان ولا يزال متوقعاً ومطلوباً من "حزب الله" ان يفصل بين المسارات المختلفة ليقدم للبنانيين اولا تحديداً واضحاً لما هي المصلحة الوطنية في هذه الحقبة الصعبة. فليس هناك لبناني عنده ضمير  وحد ادنى من الوطنية يريد استهداف المقاومة وتعريضها للمؤامرات الاميركية والاسرائيلية، ولا هو يريد طمس الحقيقة والعدالة في قضية الاغتيالات. هذا هو واقع اللبناني اليوم، انه يريد حماية المقاومة وتحقيق العدالة، وهذا هو جوهر الانقسام حتى لو اراد البعض تطييفه او مذهبته. الاكيد ان "حزب الله" يدرك هذا الواقع، اما كيف يتصرف وماذا يقول فتلك مسألة اخرى.

 الانتعال... معكوسًا 
محمد سلام/لبنان الآن
واضحا كان السيد حسن نصر الله في إطلالته الأخيرة. اعترف بهزيمته في استشارات التكليف، فوضع شروطه للتأليف، وهددنا بتجربة تونس المستندة إلى شخص أحرق نفسه ... فطار بن علي. السيد، على الرغم من المكابرة، اعتمد مبدأ الانتعال بالمقلوب. من اختاره ليكون ممسكا بأعلى منصب سني في الدولة اللبنانية لم يحالفه حظ إعلان اسمه رسميا، فعاد السيد حسن وانتعل الحقيقة، حقيقة شخص أحرق نفسه فطار بن علي. غريب فعلا هذا الإصرار على مبدأ الانتعال، وبالمقلوب أيضا. السيد حسن، على ما يبدو، نسي أو تناسى أن الأشقاء التونسيين تأخروا عنا في مسألة الحرق هذه قرابة ست سنوات. السيد حسن نسي، أو على ما يبدو، تناسى، أنه في 14 شباط العام 2005 "أُحرق" عندنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصحبه، فطار من عندنا نظام أمني تسلطي إرهابي كان يجثم على صدورنا. ومع ذلك، يصر السيد حسن على انتعال التاريخ بالمقلوب، يريد أن يعيدنا إلى ما قبل 28 شباط العام 2005 يوم استقالت حكومة الرئيس عمر كرامي على وقع ذلك الإحراق المدوي، وتبعها انسحاب القوات السورية بعد قرابة شهرين، تخللها فقط تظاهرة 8 آذار التي "شكرت" تلك السلطة التي كانت قد حكمتنا، وتم الإحراق تحت نظرها، ثم هتفت "الله ونصر الله والضاحية كلها". السيد حسن إنتعل التاريخ بالمقلوب، وكانه يريد منا أيضا أن نصدق أن الرئيس الشهيد "حرق نفسه" ولم يحرقوه، كما يريدنا أن نعيد السلطة التي شهدت زورا على تلك الجريمة البشعة، كي نعتذر منها لأننا أسقطناها، ثم طردناها.  بل أكثر من ذلك، السيد حسن يريد أيضا انتعال الحقيقة وصولا إلى أن يعلن الرئيس سعد الحريري في بيان رسمي أن والده "انفجر تلقائيا بسبب فشل كلوي ناتج عن ارتفاع نسبة السكر في الدم".
قصة الانتعال هذه، وإن بالمقلوب، أثارت حتى حس التنافس لدى دولة الرئيس نبيه بري، فلم يشأ أن يترك الإمرة لأمين عام "حزب السلاح" وحده، فأعلن هو، على مسؤوليته، أن حقبة التهديد بأن ما بعد القرار الظني لا يشبه ما قبله ... قد "بدأت". وبدأ التنفيذ أيضا بالانتعال المعكوس. خرجوا بسوادهم مجموعات صغيرة بين الخامسة صباحا والسابعة والنصف. لم يفعلوا شيئا. أظهروا علمهم-زيهم. توزعوا مجموعات لا تفعل شيئا، لا تهدد أحدا، فأقفلت المدارس أبوابها، وساد التوتر في البلد، ونفذت القوى الأمنية انتشارا لم يعالج شيئا، لأنه لا يوجد شيء يستدعي المعالجة. فعلا لم يكن هناك شيء يستدعي المعالجة. المواطن حر أن يرتدي اللون الذي يريد، والزي الذي يختاره، حر في أن يقف في الشارع حيث يريد، يتواصل كما يريد ... بأجهزة اللاسلكي، وبالمناسبة هي نظام التواصل الذي اعتمد لدى اغتيال الشهيد الرائد وسام عيد بعد انكشاف رصد داتا الخلوي. هنا يبرز سؤال: اللاسلكي هو أداة تواصل مدنية مرخص بها لكل الناس؟ هل سألت القوى الأمنية أحدا من هؤلاء "المتنزهين" عن الترخيص الذي يسمح له باستخدام اللاسلكي؟
لم يتسرب أي نبأ يشير إلى أن القوى الأمنية، التي نفذت انتشارا وصفته بعض الوسائل الإعلامية بالوهمي، قد سألت أحدا عن تراخيص التواصل بأجهزة اللاسلكي. طبعا، المتنزهون لم يكن بحوزتهم سلاح "ظاهر". وهذا جزء من خطة "المحاكاة بالمقلوب" يبدأون من دون سلاح، يكررون عرض المحاكاة عدة مرات من دون سلاح، يضللون، كي يصبح وجودهم في الشارع مخيفا ومألوفا في آن. ثم ينفذون حيث لم يعرضوا متنزهيهم. المسألة تبدو، حتى الآن تدريجية. تضليل الرأي العام من جهة، و"تسطيل" القوى الأمنية من جهة أخرى. وبعدها، يصدق وعد الرئيس بري: ما بعد القرار الاتهامي ليس كما قبله. هؤلاء الناس اعتمدوا فعلا خيار الانتعال. إنتعال التاريخ، إنتعال الأشخاص، إنتعال المنطق، إنتعال الحقيقة ... ووصلوا حتى إلى مرحلة انتعال الخجل، وإذا واجهتهم يتهمونك بقلة التهذيب لاستخدامك مفردة إنتعال.
غريب فعلا أمر هؤلاء الناس. نسوا، أو تناسوا، أنه بعد اغتيال الرئيس الشهيد وصحبه استدعي وزراء (وليس كل الوزراء) في حكومة الرئيس عمر كرامي إلى اجتماع خاطبهم في خلاله مسؤول أمني رفيع بأن المسألة "قصة إيام وكل شي بيرجع متل ما كان. بيخلّصوا الجنازة والحداد وكل واحد بيرجع على شغله. هودي السّنة آخر مرة تظاهروا كانوا بجنازة عبد الناصر". ذلك الآينشتاين الأمني، الذي ما زال موجودا وناشطا كلاميا، وإن من موقع غير رسمي، اختصر الحقيقة الأولى للمشهد السياسي بأنه "جنازة سنية".
*-الحقيقة الأولى: هو، آينشتاين، من تحدث عن السنة وجنازتهم، وما زال شهود الحقيقة على ذلك الاجتماع على قيد الحياة، والأقوال موثقة. لذلك، عندما أكتب أو أتحدث عن السنة أتمنى ألا يتنطح بعض الفارغين، أو المفرغين، أو متعمدي الكذب لاتهامي بالتحريض المذهبي على الفتنة، لأن الفتنة مورست، ولم يحرض عليها فقط، من قبل صاحب وأتباع نظرية "الجنازة السنية". ذلك الآينشتاين، ومن ذلك الوقت، اعتنق عقيدة الانتعال. إنتعل، هكذا بسفالة ذهنية مطلقة، كل الطائفة السنية واختصرها في جنازة، أو هكذا ظن. ويلومونك إذا تحدثت عن الانتعال.
 *-الحقيقة الثانية: الجنازة السنية إياها لم تنته في غضون أيام أو أسابيع. بل استمرت وأضيفت إليها جنازات مسيحية وسنية ودرزية عديدة مع الأيام، ما كشف عورة أينشتاين ... الذهنية.
*-الحقيقة الثالثة: واكب تزايد عدد الجنازات وتعددها الطائفي مظهر احتفالي موحد، مارسته شريحة سياسية مسلحة ودار في فلكها المباشر، وصولا إلى ارتكاب خطأ بث التشفي مسموعا عبر الأثير فيما المواكب الجنائزية التعددية تتحرك، والدماء على الأرض، والجراح نازفة كما القلوب، فتعزز انتعال الواقع، واختصار طائفة بجنازة، فتعززت الجنازة بجنازات وطنية تعددية، على وقع وقاحة انتعال ... الخجل. ويحدثك السيد حسن عن شخص أحرق نفسه في تونس ... وطار بن علي.
 *-الحقيقة الرابعة: أفرجت المحكمة الخاصة بلبنان ذات الطابع الدولي عن أربعة جنرالات رهن التحقيق والمحاكمة. فانفرجت أسارير المبتهجين بالمواكب الجنائزية وانتعلوا القضاء فأعلنوا براءة لم يصدر حكم بها عن أي جهة قضائية، وتحولوا بها إلى قضية تهدف إلى القضاء على القضية، ولكن الجنازات الأم ... بقيت وصمدت ولم تترنح تحت ضربات احتفالات الرقص على جثث الضحايا. 
*-الحقيثقة الخامسة: هددوا، توعدوا، رعدوا، برقوا، حاكوا، إلكترونيا، واقعيا، وجدانيا، إيحائيا، دجليا، ... وبقيت الجنازات التعددية الوطنية متماسكة، بل ازدادت تماسكا. فما العمل؟
*_الحقيقة السادسة: تفتقت عبقرية آينشتاين عن أن أساس المشكلة يكمن في الأساس. وهذا منطق علمي، من دون أدنى شك. وبما أن الأساس هو الجنازة السنية التي لم تنته في وقتها، رأى العبقري إياه أنه لا بد من إنهائها الآن، فإذا توقفت، تنتهي بعدها سائر الجنازات، تلقائيا. ولكن كيف السبيل إلى إنهاء الجنازة السنية التي لم تنته، وتستمر بعناد بانتظار الحقيقة والعدالة؟ ارتأى آينشتاين استبدال المشاركين فيها. فبدلا من "المحزونين" يجب الاستعانة بفرحين "يبلسمون" الجرح المفتوح الذي يديم الجنازة، فتتحول عرسا، وهكذا تنتهي وتموت القضية.  فعلا وقاحة. يريدون حتى .... انتعال الحزن. فعلا عبقري المايسترو آينشتاين. تحليلاته كلها تستند إلى علم الحساب ومنطق الرقم. لذلك صدر الأمر لـ11 وزيرا بالاستقالة من الحكومة. ولذلك أيضا، بدأ البحث في سيرة أعضاء سيرك الأتراح عن أفضل المهرجين القادرين على سحب الدمعة من العين، وزرع ابتسامة على الشفة، ثم إحلال ضحكة ... على الذات المعذبة.  يحاول آينشتاين الآن استيلاد "العرس السني" للابتهاج بالتخلص من "زمن الأحزان" الذي لم يورث الوطن إلا تعطيلا، وجوعا، وعطشا، وظلمة، وبردا قارسا ... وتهديدا. كي يشبع الجائع، عليه أن "يفرح" لأن الذين اغتيلوا ... قد اغتيلوا.
وكي يتدني سعر المحروقات ويتمتع بنعمة الدفء من يعاني من البرد عليه أن يفرح بالتخلص من الحزن. فالحزن صقيع والفرح يبعث الحرارة في الأجساد. كي ننعم بالاستقرار يجب أن ننظم مسيرات رقص ودبكة ومهرجانات وصلاة استغفار نطلب فيها من الجلاد أن يسامحنا لأننا حزنّا على من قضوا. إذا عاندنا، قد يذهب آينشتاين إلى إجراء جذري بتري إجتثاثي: خذوا قبور موتاكم وارحلوا عن ... نريد أن نفرح بهزيمة "أميركا وإسرائيل". كل هذه الحبكة الانتعالية تحتاج إلى ... مهرج سني واحد من سيرك الأتراح. ولكن آينشتاين مربك. فعلا هو مربك. فقَدَ نعل التكليف، لذلك عمد إلى انتعال التأليف. 
يخاطب نفسه قائلا: صحيح هودي السنة مشكلة. إذا حزنوا مشكلة، وإذا بدي فرّحهم بيختلفوا مع بعض حتى على الفرح.   لم يدرك آينشتاين بأن المحزونين، من سنة وغير سنة، قرب فرحهم الحقيقي خارج مسرح السيرك الذي يعده. القرار الاتهامي آت، لذلك لن يعثر على مهرجه، أقله بسهوله، مع أن كل المهرجين كانوا قد وعدوا أنفسهم ... وبدأ التنافس في ما بينهم.

 الفرح الآتي سيقترن بحقائق جديدة تلغي ما قام على باطل:
لا شراكة تعطيلية مع من ابتهج وعطّل.
لا ذكر "للثالوث الإبليسي" في أي بيان وزاري يخلو من أي إشارة إلى احترام مسار المحكمة ... وأحكامها أيضا.
الفرح الساطع آت ونحن كلنا إيمان بالحقيقة، والعدالة ولبنان أولا. ومن اختار الغضب، فليغضب ما شاء. فليرعد، وليبرق، وليهدد، وليزعق، وليأت بكل الناعقين بأسماء أسيادهم، بل فليقتل وليضرب أيضا فليحرق وليدمر، فليزلزل إذا شاء واستطاع، فليحرك السحب ويفجر البراكين، ليجفف البحار وليحول مجاري الأنهار، ليركب أعلى ما في خيله، أو أعلى ما يركب، ليفعل ما يعتقد أنه قادر على فعله ... الفرح الساطع آت ... وبلا حكومة تعطيل، وبلا قرف.  الحق الساطع آت. هو أتى بالنسبة لكثر استنادا إلى حكمة "يكاد المريب أن يقول خذوني". لكنه آت استنادا إلى أدلة، ووثائق، وإثباتات. عندها، وعندها فقط، ستسقط ثقافة الانتعال، وتتحول المواكب الجنائزية إلى أفراح ورقصات دبكة من خارج سيرك الأتراح ... أقله لن نرقص على جثث أحد.

آخر انقلاباته..
إيلي فواز/لبنان الآن
لم يتفاجأ كثر من اللبنانيين بانقلاب "حزب الله" على تعهداته "القطرية" بعدم اسقاط حكومة الوحدة الوطنية، عندما دفع وزراء المعارضة تقديم استقالتهم من الرابية، عرين المعارضين. ولمن تفاجأ من انقلاب الحزب على وعده او خانته الذاكرة في هذا المجال، نحيله الى طاولة حوار الاقطاب عام 2006 حين وعد امين عام "حزب الله" المتحاورين بصيف هادئ بينما كان هو يحضر لاختطاف جنديين اسرائليين أو نحيله الى احدى اطلالات السيد قبل الانتخابات النيابية الاخيرة حين وعد اللبنانيون بالالتزام بارادة الناخب مهما كانت، ولكنه سرعان ما التف على نتائجها وتنصل من وعوده عندما اتت رياحها بما لا تشتيهه سفن بلاد فارس، وخلصنا بانه وحلفاؤه ربحوا في التصويت الشعبي.  آخر انقلابات الحزب جاءت باعلان امينه العام الامتناع عن تسمية سعد الحريري لترؤس الحكومة الجديدة، مع ان الحزب قد كان اقر في وثيقته السياسية انه يتبنى الديمقراطية التوافقية اساسا للحكم في لبنان حتى تلغى الطائفية. فأين التوافق في عدم تسمية من يحوز ثقة ناسه اولا وقسمًا كبيرًا من اللبنانيين ثانيا وعنده غطاء دولي واسع لا مثيل له ثالثا؟ واستطرادا هل كان من الممكن مثلا على سعد الحريري وحلفائه النواب الفائزين بالاكثرية النيابية عدم تسمية نبيه بري رئيسا لمجلس النواب؟
حتى خيار "حزب الله" اعلان انقلابه على الاعراف والاتفاقات والمواثيق من دارة العماد عون بالذات لم تفاجئ أحدًا، فالحزب سعى لازالة النكهة المذهبية عن هذا الانقلاب. عيبهم انهم اوكلوا مهمة الكلام الى وزير يفتقد الى كريزما المواقف الحساسة وموهبة الحضور الطاغي. فالبكاد تابع اللبنانييون تمتماته المنمقة بتلاوين شعبوية التي بشرتهم ببداية عام متشنجة وصعبة. الاهم انه لاحت للعماد عون فرصة جديدة لممارسة هوايته المفضلة في الكيدية والانتقام لن يوفرها، فاستنفر اجهزته لجولة جديدة من "الدراما العونية" ولكنه سهى عن باله ان حليفه الذي يخشى على البلد من فتنة سنية شيعية لا يبدو منزعجا من امكانية حصول اخرى مسيحية سنية.
على ضوء تلك التطورات ماذا ينتظر اللبنانيون في الايام المقبلة؟
يجب ان يتوقعوا اولا تصعيدا تدريجيا من قبل المعارضة وادواتها، يمكنها في وقت لاحق من استعمال الشارع وصولا الى عمل عسكري ما يأملون به دفع الدول المعنية بالازمة اللبنانية (وما اكثرها) التدخل لدى الرئيس سعد الحريري وإجباره الرضوخ لمشيئة وشروط كل من "حزب الله", إيران وسوريا.
ثانيا، لن نكون نخاطر كثيرا اذا ما تنبأنا بهجوم عوني عنيف على عهد الرئيس الراحل رفيق الحريري، وسياساته الاقتصادية، وعلى شخص الرئيس سعد الحريري نفسه من أجل تصويره على انه شخص غير راشد وغير مؤهل للحكم. طبعا تقسيم الادوار سيشمل حلفاء سوريا كوهاب واخواته الذين سيذكرون الشعب بـ"عمالة وتصهين" قوى 14 آذار. بموزاة كل ذالك "حزب الله" يفاوض الحريري بشرطيين اساسيين: وزارة المال ووزارة العدل ظنا منه انه يستطيع اسقاط المحكمة داخليا على الاقل بعدما عجز هو وحلفائه الاقليميين من اسقاطها دوليا وبعدما بات القرار الظني في عهدة قاضي الإجراءات التمهدية دانيال فرانسين. ولكن لا العنف ولا الانقلاب ولا التهديد قد ينتشلون "حزب الله" من الورطة الكبيرة الذي اوجد نفسه فيها، خاصة وان اغتيال الرئيس الحريري نقل الصراع الداخلي الى مستوى دولي. ختاما من المؤسف ان نسمع السيد حسن يدعو اللبنانيين الاتعاظ من ثورة الياسمين في تونس، وهو الذي ما يزال يتجاهل تداعيات ثورة الارز على لبنان. وللبقية تتمة.

حكومة تصريف الأعمال تستطيع الاستجابة لطلبات المحكمة الدولية
خطوات قانونية ما بعد تسليم القرار الاتهامي الى القاضي المختص

ايلاف/ريما زهار من بيروت
ما هي ابرز الخطوات التالية بعد تسليم القرار الاتهامي المختص بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى قاضي الاجراءات التمهيدية؟ كيف يمكن تثبيت صحة ادعاءات القرار الإتهامي، وهل يمكن لحكومة تصريف اعمال ان تصدر اوامر باحضار المتهمين؟
بيروت: يشير الخبير في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري في حديثه لإيلاف إلى ابرز الخطوات التالية بعد تسليم القرار الإتهامي إلى قاي الاجراءات التمهيدية فيقول:" نحن الآن في مرحلة الإدعاء بعد ان استكمل التحقيق وأغلق، مرحلة الإدعاء تقع مسؤوليتها على المدعي العام وقاضي ما قبل المحاكمة، وبالتالي المدعي العام رفع هذه اللائحة الإتهامية الى قاضي ما قبل المحاكمة، ولهذا القاضي الوقت الكافي، لانه لا يوجد مهلة زمنية، لبحث هذه اللائحة، وهو الذي يحيلها إلى المحكمة إذا اقتنع بكفاية الأدلة المادية حول جميع المتهمين، وإذا لم يقتنع يمكن له ان يرد هذه اللائحة جزئيًا ام كلياً الى المدعي العام من اجل استكمال الأدلة المادية، اذًا هذه اللائحة الإتهامية الآن أصبحت بين يديه وهو الذي يقرر اذا ما كان يرفعها إلى المحكمة ام لا، إذا اقتنع بها يمكن ان يرفعها إلى المحكمة وهذه الاخيرة تتألف من درجتين البداية وهي المحكمة ذاتها كمؤسسة، من غرفة البداية وغرفة الإستئناف حيث تكون المحاكمة علنية، لذلك يمكن تلخيص الوضع بالنقاط التالية: أولاً ان هذه اللائحة تبقى سرية الى ان يصار الى رفعها الى المحكمة والمحاكمة علنيًا، ثانيًا ان هذه اللائحة إذا لم تكن بالفعل قد استندت إلى أدلة مادية واساسية فانها طبعًا لا تصبح نهائية، ويمكن ان يعاد سواء التحقيق ببعض الاسماء او بجميعها. ثالثًا هذه اللائحة باسماء متهمين والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، والمحكمة تثبت هذه الإدانة او البراءة، رابعًا هناك مكتب اساسي للدفاع في هذه المحكمة وهو الاول في المحاكم الدولية وهو الذي يضمن حقوق المتهمين بالكامل، او بكافة الوسائل، واخيرًا هذه المحكمة شأنها شأن كل المحاكمات الدولية تفتح مجالاً للإستئناف وللدفاع، ولكن من جهة أخرى هذه المحكمة، لأنها محدودة بوقتها ومن اجل تسيير عملها، أجازت المحاكمة الغيابية، وبالتالي بالنسبة لاحتمال ان يمتنع المتهمون اذا طلب اليهم القاضي المسؤول امام المحكمة، تجري المحاكمة غيابيًا اذا توفرت أسباب هذه المحاكمة الغيابية، وتسير عملية المحاكمة وفقًا لنظامها.
 أما كيف يمكن وباي طرق تثبيت صحة ادعاءات القرار الإتهامي؟ يجيب المصري:" ان القاضي المذكور يدرس الملف ويتأكد اذا ما كانت الإثباتات المطلوبة متوفرة، ويتأكد من كفاية وسائل الإثبات وادواتها.
في حال اتهام بعض اللبنانيين في القرار من يحق له جلبهم في حال رفضوا الانصياع؟ يجيب:" القاضي يطلب جلبهم، وبالسلطات اللبنانية تتجاوب مع الطلب ولكنها قد تنجح ام لا في توفير مثول المتهمين اذا كان الموضوع يتعلق بالسلطات اللبنانية، وهذا ربما يكون سببًا من اسباب المحاكمة الغيابية.
هل يمكن لحكومة تصريف الاعمال ان تصدر اوامر باحضار المتهمين؟ يقول:"من الممكن ان تتظهر الحكومة قبل قرار القاضي، ولكن يبقى الامر مجرد احتمال، ولكن اذا لم تتظهر، هناك اتفاق بين لبنان كدولة وبين الامم المتحدة وفي هذا الاتفاق يقتضي على الحكومة ان تلبي كل طلبات المحكمة وبالتالي وجود حكومة تصريف اعمال لا يعيق هذا الامر استجابة حكومة تصريف اعمال طلبات المحكمة لان هذا الموضوع اجرائي، والاتفاق اصلا موجود.
ماذا عن دور الانتربول في جلب المدانين؟ يقول ان دور الانتربول يظهر بعد الإدانة لان في هذه المرحلة لا لزوم للانتربول لا سيما ان هناك احتمال للبراءة، ولكن بعد صدور الحكم بالإدانة وإذا تعذر تنفيذ هذا الحكم يمكن للمحكمة، لانها عقدت اتفاقًا مع الانتربول، تبليغه، لانه لا يملك قوة عسكرية، لذلك الانتربول يصدر مذكرات للدول المشاركة فيه عن اسماء المدانين ، وعلى الدول ان تستجيب الى طلب الانتربول، يعني شخص وصل الى اي دولة من هذه الدول يمكن ان يعتقل في هذه الدولة.

التشاؤم يسود الموقف في لبنان والسعودية «سحبت يدها»
سعود الفيصل: الوضع في لبنان "خطير" والمملكة "رفعت يدها" عن الوساطة
إيلي الحاج/ايلاف
تقاطعت معلومات لدى "إيلاف" فحواها أن الوساطة التي يقودها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ووزير الخارجية التركي داود أوغلو لا تحمل أي جديد يُضاف إلى الوساطة السعودية لدى سورية وحلفائها والتي أعلن رسميا انتهاءها اليوم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في شرم الشيخ مؤكدا أن الرياض رفعت يدها عن بذل الجهود من أجل لبنان وأنها تؤيد الوساطة القطرية- التركية، ملقيا باللوم على الفريق المتحالف مع سورية في إسقاط مسعى الوساطة من خلال استقالته من حكومة الرئيس سعد الحريري.
بيروت: يتوقع متابعو التطورات في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن يأخذ قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين كل الوقت المتاح له في درس القرار الإتهامي الذي سلمه إياه المدعي العام القاضي دانيال بلمار لإضفاء المزيد من الصدقيَّة على منهجية عملها، فلا يسمح بنشر القرار الإتهامي قبل مرور شهر ونصف الشهر في حال اقتنع بصلابة الأدلة الواردة فيه، وإلا رده إلى بلمار للعمل عليه مجددا.
ولكن ماذا إذا تسرّب مضمون هذا القرار إلى وسائل الإعلام كما حصل لأجزاء من محاضر التحقيق؟ يستبعد متابعو عمل المحكمة في لاهاي هذه الفرضية، لكنهم يضيفون أن حصول تسريب لمضمون القرار سيدفع فرانسين على الأرجح إلى التعجيل في إصداره. كما لا ينفون كلياً تأثير ضغوط دولية محتملة من أجل التعجيل في نشر القرار يكون مصدرها مقر الأمم المتحدة في نيويورك الذي تتقاطع عنده إتصالات الدولية المهتم بوضع لبنان، خصوصا بعد ما ظهر من استحالة تأليف حكومة فيه على المدى المنظور وتهديد "حزب الله" بالتحرك في الشارع مما يعني اضطراب الأمن احتجاجا على اتهامه باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
ويلفت هؤلاء إلى أن نص القرار الإتهامي بات محصورا في مقر المحكمة بضاحية لاهاي بين بلمار وفرانسين خلافا لمحاضر التحقيقات التي كان الوصول إليها متاحاً لمجموعة من الموظفين بينها عدد من اللبنانيين الذين لا يخفي بعضهم تعاطفه مع "حزب الله" لأسباب مذهبيَّة أو سياسيَّة، من دون أن يعني ذلك أنهم هم مسربو المحاضر، بدليل ما كشفه الأمين العام للحزب المذكور السيد حسن نصرالله خلال أحد خطبه في كانون الثاني (ديسمبر) الماضي عن بيع مساعد الرئيس السابق للجنة التحقيق ديتليف ميليس ضابط الإستخبارات الألمانية غيرهارد ليمان وثائق من التحقيقات لجهات لبنانية عرضت على الحزب بيعه محاضر إفادات مسؤولين وسياسيين لبنانيين لقاء مبلغ مليون دولار لكن الحزب رفض شراءها بحسب ما قال نصرالله. وتبين لاحقا أن هذه الوثائق هي التي عرضها تلفزيون "الجديد" بعد إخضاعها لمونتاج معيّن واقتطاع بعض أجزائها نظراً إلى طول مدتها، ساعات طويلة يستغرق عرضها أياماً، كما نظراً إلى محتوى بعضها الشديد الحساسية، والأذية أيضاً.
ويؤكد متابعو تطورات المحكمة الدولية إن التسريب هو عمل إستخبارات دولة مهمة، مشيرين إلى إيران التي تولت استخباراتها الخارجية بحسب معلوماتهم في كانون الأول (ديسمبر) العام 2000، وخلافا للمعلومات التي أعلنها "حزب الله" آنذاك، اختطاف العقيد الإسرائيلي حنان تننباوم من دولة في أوروبا الشرقية وأرسلته مخدراً في نعش نقلته طائرة إلى بيروت حيث تسلمه "حزب الله" الذي تبنى تلك العملية لاحقاً وبادل تننباوم بعدد من المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين لاحقاً.
جديرة بالذكر هنا معلومات تقاطعت لدى "إيلاف" فحواها أن الوساطة التي يقودها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ووزير الخارجية التركي داود أوغلو لا تحمل أي جديد يُضاف إلى الوساطة السعودية لدى سورية وحلفائها والتي أعلن رسميا انتهاءها اليوم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في شرم الشيخ مؤكدا أن الرياض رفعت يدها عن بذل الجهود من أجل لبنان وأنها تؤيد الوساطة القطرية- التركية، ملقيا باللوم على الفريق المتحالف مع سورية في إسقاط مسعى الوساطة من خلال استقالته من حكومة الرئيس سعد الحريري. وينظر الفريق المتحلق حول الرئيس سعد الحريري في بيروت بتشاؤم إلى قابل الأيام، غير مستبعد إشعال دواليب مجددا وقطع طرق وتسيير تظاهرات وربما اعتصامات وعمليات هجومية محددة يقودها عناصر "حزب الله" ضد مواقع وشخصيات، مما استلزم إقامة تحصينات وتدابير أمن لا سابق لها في مقر رئاسة الحكومة ومقر قيادة قوى الأمن الداخلي ، ولكن أيضا - وللمفارقة - حول مقر رئاسة الجمهورية في بعبدا حيث لاحظ السكان إجراءات واستعدادات وتحركات للحرس الجمهوري لم يعهدوها يوما من قبل. وقال مسؤول في "تيار المستقبل" لـ "إيلاف": "لا يزال الموقف يراوح مكانه. هم يريدون من الرئيس سعد الحريري مواقف مسبقة ترفض المحكمة والقرار والإتهامي وتعتبرهما من فعل إسرائيل وأميركا، وهو يعتبر أنه قدم كل ما هو يستطيع وما هو مطلوب منه في حين أن الفريق الآخر لم يقم بما عليه، ويرى أن عملية الإستيعاب تكون بعد صدور القرار الإتهامي".

إنتشار حزب الله: القصر الجمهوري عزّز حراساته و"الأخبار" تهدّد.. المطلوبين للقضاء السوري!
الشفاف/نقلت جريدة "النهار" في عددها الصادر اليوم الأربعاء عن مصادر في قوى 14 آذار لـ"النهار" ان الانتشار الذي بدأ عند الخامسة والربع فجرا وانتهى قبل انتشار قوى الجيش والامن بدءا من السابعة والنصف، امتد من محيط زحلة الى بيروت. واكدت ان ايا من العابرين لم يلحظ وجود اسلحة مع الشبان الذين كانوا يرتدون البسة موحدة كاكية وسترات سوداء ويحملون اجهزة اتصال لاسلكية. وتخوفت هذه المصادر من معلومات عن تحضير لعمليات حرق دواليب وقطع طرق في اطار "تصعيد لهجة" الرسالة السياسية التي يريد "حزب الله" وحلفاؤه ايصالها الى من يعنيهم الامر في الداخل والخارج. ولفتت امس اجراءات امنية غير اعتيادية اتخذت خصوصا في السرايا الحكومية ومحيطها، والتي طلب من عدد من الموظفين فيها عدم التوجه الى مكاتبهم موقتا. وشملت الاجراءات القصر الجمهوري في بعبدا ومحيطه وبيت الأمم المتحدة "الاسكوا" في وسط بيروت ومحيط مقر سيار الدرك في الأشرفية ومراكز رسمية وحزبية عدة.كما تخوفت من ان تكون الغاية من التصعيد الميداني، إذا حصل، محاولة الحؤول دون إجراء الاستشارات النيابية، أو اجراءها في ظل دخان كثيف وضاغط.
النهار

أما جريدة "الأخبار"، في مقال بقلم فداء عيتاني، فلم تتورّع عن تهديد اللبنانيين المطلوبين من "القضاء السوري! حزب الله "اللبناني"، و"بكل فخر"، "ضابطة قضائية" لأجهزة رستم غزالة. برافو!
جاء في مقال "الأخبار": " تحميل الأطراف المحليين والدوليين والإقليميين مسؤولياتهم، وداخلياً توجيه رسالة قاسية إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، أن الأسوأ هو ما لم يحصل بعد.
ثم:
على الشخصيات المطلوبة إلى القضاء السوري، التي يرفض القضاء اللبناني استدعاءها الشعور بقلق عميق، فهم مرتكبون" ومسؤولون عن السعار الطائفي الحالي، ولا ينفعهم كل ما صرف على فرع المعلومات في إبلاغهم مسبقاً بنيّات حزب الله ليستطيعوا الفرار من البلاد.

الثلاثاء الأسود: العونيون حاولوا قطع أوتوستراد جونية وعمشيت والحزب تحرّك في جرد جبيل
الشفاف/بالتزامن مع إنتشار عناصر "حزب الله" بلباسهم الاسود وأجهزتهم اللاسلكية والعصي في العاصمة بيروت تحركت فجر يوم امس 3 مجموعات عونية في منطقة جونية قرب محلات "الهوم سيتي" على الاوتوستراد باتجاه العاصمة بيروت. فاستقدمت "بيك آب" دواليب مستعملة وأفرغته تحت الجسر. كذلك، قامت مجموعة أخرى بإفراغ حملة مشابهة من الدواليب عند جسر "عمشيت" ايضا على الاوتستراد المتجه نحو بيروت من اجل قطع التواصل بين طرابلس والعاصمة. مصادر مطلعة ابلفت "الشفاف" أن المجموعات العونية تعمل بإمرة المدعو "ماجد الحاج" المقيم في "كفرساله"، الحي الشيعي في مدينة عمشيت. وأشارت المصادر ان الجماعت العونية أعجز من ان تكون قادرة على القيام بأي تحرك امني او ميداني، لكن حزب الله في جبيل يريد ان يستخدم شراذم العونيين كواجهة لتحركه هو. وأضافت المصادر ان مسؤول حزب الله في جرد جبيل، "حسين زعيتر"، الممسك بخط الاتصال البري بين قضائي بعلبك وجبيل، ينسق تحركات مجموعات من حزب الله في البلدات الشيعية الجردية. وكان لافتا ان يتم فتح طريق "أفقا - حدث بعلبك" بشكل سريع وإزالة الثلوج عنها باعتبارها خط الامداد اللوجستي والحيوي لعناصر حزب الله في جبيل. وتضيف المصادر ان التحرك السريع لاستخبارات الجيش في منطقتي جبيل وكسروان، وإستداعاء المجموعات العونية وإبلاغها رسالة شديدة اللهجة، وإبلاغ من يقف وراءها أنه ممنوع العبث بأمن هذا المناطق، وممنوع قطع الطرقات الدولية تحديداً، لان ذلك ستترتب عليه ذيول امنية خطرة نعرف من اين تبدأ ولا أحد يعرف أين تنتهي. العناصر العونية قامت أيضا خلال الليل الماضي بتمزيق لافتات رُفعت في مدينة جبيل تأييدا لموقف الرئيس سعد الحريري الذي أعلن فيه أنه لا يفاضل بين الكرامة الوطنية والسلطة. مراقبون في العاصمة اللبنانية بيروت إعتبروا ان التيار العوني يظهر "حماسة إنقلابية" تفوق تلك التي لدى حزب الله! بالاشارة الى النشاط المفرط للوزراء العونيين المستقيلين، فضلا عن الإشاعات التي يبثها انصار عون من ان "الانقلاب" اصبح قاب قوسين او ادنى وانه لن يتوقف عند حدود رئاسة مجلس الوزراء بل سيطال موقع رئاسة الجمهورية، حيث سيكون العماد عون الرئيس اللبناني قريبا حسب زعمهم!
وفي سياق متصل إستغربت أوساط مسيحية إنقلاب العونيين على ميثاق الشرف المسيحي الذي أُقر في الصرح البطريركي في بكركي برعاية البطريرك صفير والذي تعهد بموجبه فرقاء الصراع المسيحي بعدم الاحتكام الى السلاح تحت اي ظرف كان. وأضافت الاوساط ان العونيين يتبادلون توزيع الاسلحة في ما بينهم، وهم لن يتورعوا عن رفد حزب الله بالدعم المطلوب لجهة زعزعة الاستقرار في المناطق المسيحيةـ ما يضع سائر المعنيين وفي مقدمهم الاجهزة الامنية الرسمية امام مسؤولياتهم. وهذا ما تجلى أمس في الاستدعاءات التي حصلت للمسؤولين العونيين. في جميع الأحوال، يمكن تفسير تحرّكات العونيين في ساحل كسروان، وتحرّكات حزب الله في منطقة "جرد جبيل"، كـ"تجربة" لمخططات يمكن أن يتم تنفيذها مستقبلاً.

الإتحاد السرياني يدين ممارسات عصابات "حزب الله"
دان حزب الاتحاد السرياني ممارسات عصابات "حزب الله" في شوارع بيروت وضواحيها التي حاولت بث الرعب والذعر في قلوب بعض المواطنين ولاسيما العجزة واطفال المدارس، معتبراً خلال اجتماع لمكتبه السياسي ان هذه الممارسات الشيطانية جاءت كرسائل للداخل والخارج بعد فشل قوى "8 آذار" بفرض سيطرتها السياسية والامنية على البلاد من خلال الغاء المحكمة الدولية وتقويض مؤسسات الدولة واجهزتها الامنية ومصادرة قرارات رئيسي الجمهورية والحكومة وفك ارتباط لبنان بالمجتمع الدولي والعربي وربطه فقط ونهائياً بالمحور السوري - الايراني. ومن جهته أكد رئيس الحزب ابراهيم مراد ان هذه "البروفا" التي نفذتها عصابات "حزب الله" فجر الثلاثاء كنا نتوقعها ولم تفاجئنا ولم ترعبنا ولم تحبط من عزيمتنا كما كانوا يتوقعون، لاننا كأحزاب وقوى سيادية استقلالية نعرف تاريخهم الطويل المجبول بالاجرام والتخريب، ويعرفون جيداً تاريخنا المجبول بالبطولة والشهادة للوطن وحب الحياة والعيش بكرامة. مراد اعلن ان الحزب يقف الى جانب الرئيس سعد الحريري ويؤيده دون سواه لتشكيل الحكومة الجديدة التي نطالب وباصرار بأن تكون متجانسة سياسياً هذه المرة لتستطيع خدمة الوطن والمواطن، ولأن الرئيس الحريري هو الممثل الاقوى لطائفته واستغيابه يعني استغياباً للطائفة السنية باكملها. كذلك طالب مراد الجيش اللبناني "الذي ندعمه ونقف خلفه ولنا ملء الثقة به" بضرب كل مخل بالامن وكل من يحاول النيل من هيبته امام الشعب بيد من حديد. وتوجه مراد ختاماً الى كل من يحاول ان يطمئن ان التحركات العسكرية لن تطال المناطق المسيحية بالقول: "من ثقافتنا وتاريخنا ان لا نميّز بين منطقة واخرى او بين مذهب وآخر، وكرامة كل لبناني محب وداعم لوطنه هي من كرامتنا، ومن يتجرأ على افتعال فتنة في المناطق المسيحية فليقدم على ذلك ويتحمّل نتيجة افعاله". المصدر فريق موقع ليبانون ديبايت

شقيق الوزير حسين «شهيد مقاوم»
نقل عن الوزير المستقيل عدنان السيد حسين انزعاجه الشديد من الحملة التي تعرض لها خصوصا تلك التي وصفته بالوزير الخديعة لا الوزير الوديعة وتحاول زرع الشقاق بينه وبين الرئيس ميشال سليمان. ويقول مقربون من الوزير المستقيل ان ما لا يعلمه كثيرون ان للسيد حسين «شقيقا مقاوما شهيدا». الأنباء

الخطة الانقلابية الميدانية قرّرت عدم استثناء الجغرافيا المسيحية
وسام سعادة/ المستقبل
إذا ما أرادَت الميليشيا بثّ الذعر بين المدنيين في المرحلة الراهنة فحريّ بها قبل كل شيء التستّر عمّا ينتابها من نوبات ذعر ورعب، خصوصاً في مرحلة ما بعد إنجاز وتسليم قرار اتهاميّ دوليّ بات يدرك القاصي والداني أنّه سيكون فاصلاً وحاسماً لجهة تثبيت الزاوية التي سيصارُ، انطلاقاً منها، إلى تأريخ سنوات الأزمة الأهلية الست، كما تكريس الزاوية التي سيصارُ إبتداء منها إلى التفكير في السبل الآيلة إلى إعادة إنتاج ميثاق العيش المشترك بين اللبنانيين تأسيساً على العدالة، وعلى الحقيقة في شأن سلسلة الاغتيالات التي استهدفت نخبة من الزعماء الوطنيين اللبنانيين وفي طليعتهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
بيد أن البارز إلى الآن تباشير "خطّة ميدانية" تنطلق من أساسين: فمن ناحية أولى هناك من يريد أن يُرعب الآخرين برعبه، وأن يصدّر بالغزو إلى غيره ذاك الذعر الذي يلمّ به عشية إذاعة الحقيقة. ومن ناحية ثانية هناك من يريد أن يشعر الدائرة الأهلية التي ينتسب إليها أنّ مصيرها الوجوديّ الجماعيّ مهدّد وأنّ إنقاذها يكون باصطدامها التناحريّ مع الدوائر أو الجماعات الأهليّة الأخرى.
طبعاً، وبعدَ أن كان الجهاز الانقلابيّ يعوّل، حتى أيام قليلة، على دور فاعل لمجموعات متعاملة معه إنّما من غير نسيجه، صارَ مقتنعاً بشكل تام اليوم أن خطّته لا يمكن أن تتهرّب كثيراً من منطق "غزو مناطق الغير" وهو بات يعدّ العدّة على هذا الأساس، علماً أنّ "الميدانيين" يدركون تماماً أن العوائق الموضوعيّة والذاتية التي تجابه منطق "غزو مناطق الغير من على تخومها" باتت من نوع أكثر تعقيداً مما كانت عليه الحال أثناء غزو بيروت الغربية وبعض الجبل في 7 أيّار.
لا يعني ذلك أنّ خطّة التدخّل واضحة تماماً للجهاز الانقلابيّ الميدانيّ، وإن كانت "الإسهامات" المبلورة في هذا الإطار تميل كلّها إلى محاكاة ذلك الحلم المزمن بانتشار مسلّح كثيف يصل حتى نهر الموت أو نهر الكلب ويفرض أمراً واقعاً بهذا الحجم على مؤسسات الدولة وأجهزتها وعلى الطوائف الأخرى وزعاماتها وعلى الدول المعنية بالملفّ اللبنانيّ.
باختصار شديد وجد الجهاز الانقلابيّ الميدانيّ أنّه لا يمكنه التحرّك هذه المرّة، ولن يكون عنده بنك أهداف واضح هذه المرّة إن هو استثنى الجغرافيا المسيحية من تدخّله، خصوصاً في ظلّ الوضعية الراهنة للجغرافيا الدرزية التي استطاعت استثناء نفسها، في ظلّ سياسة إشكالية لا سبيل إلى الحكم الشامل عليها إلا بعدَ حين.
وما يهمّ في هذا الإطار عند استجماع المعلومات وترتيب التحليلات المعنية بالخطّة الميدانيّة لتدخّل "حزب الله" في المناطق المختلفة عنه طائفياً هو بالدرجة الأولى هذا "المدى الجغرافيّ" الذي يجري التخطيط للهيمنة عليه.
فالجهاز الانقلابيّ الميدانيّ بات يقول لنفسه إنّه إن لم يستطع إثبات قدرته على السيطرة السريعة نسبياً على هكذا مدى في ليلة حالكة السواد فإنّ أحداً لن يأخذ على محمل الجدّ بعد الآن القدرات التي يزعمها هذا الجهاز لنفسه، الأمر الذي سيؤدّي إلى انتفاء شعور المجموعات والمناطق الثانية بالخوف بادئاً ذي بدء، ثم إلى نشأة تيار "استفساريّ" عريض داخل الطائفة الشيعية، بل داخل "حزب الله" نفسه، على طريقة استحضار السؤال المصيريّ لكل طائفة: إلى أين؟
وكل هذا يعني أن ما حصل في الحدث ثم من الطيونة إلى رأس النبع لم يكن فقط بقصد الترهيب، سواء ترهيب المواطنين أم الأجهزة الشرعية أم القيادات أم الديبلوماسيات الأجنبية، وإنّما كان الأمر على الصعيد الميدانيّ "استطلاعاً من دون نيران"، هذا بالدرجة الأولى، وشدّاً لأزر الجهاز الانقلابيّ الميدانيّ مع بدء العدّ العكسيّ لإذاعة لائحة الاتهام الدوليّة، هذا ثانياً. وقصد المسلّحون من هذين الاستطلاعين تقدير أسلوب تعاطي البيئة المسيحية من ناحية، والجيش اللبنانيّ والقوى الأمنية من ناحية أخرى، تمهيداً للعملية الميدانية.
وهنا يجب الالتفات إلى أمر ليس بتفصيليّ: بخلاف ما حصل مع "اليونيفيل" جنوباً فإنّ الجهاز الانقلابيّ الميدانيّ لا يقيم حالياً حساباً لـ"سلاح الأهالي" وهو يعدّ الخطّة حالياً بشكل انقلابيّ كلاسيكيّ تاركاً للإعلام الحربيّ وحده مهمّة الحديث عن أهالي.
أما الأمر الثاني الذي يُمكن قوله فيبقى على خطورته "تفصيلياً" وهو أنّ الانقلابيين عندنا يريدون أن يروّجوا أن ما سيقومون به هو انتفاضة على الطريقة التونسية، هذا بقصد التستّر على الهوية المذهبية والأيديولوجية لمساعيهم العنفية. هنا، ليسَ كافياً القول بأنّ انتفاضتي الأرز والياسمين من جوهر واحد، إنّما يمكن الإضافة بأنّ زين العابدين بن عليّ يبقى ديموقراطياً ليبرالياً وجمهورياً دستورياً وحضارياً حداثياً إذا ما قورن بالظلاميين القتلة الذين يبدو أنّهم لا يرغبون في أن تكون محاكماتهم غيابية ويريدون تسريع الخطى إلى لاهاي.. بقوّة!

عراضات حزب الهية في بيروت لساعتين فجر الثلاثاء
الشفاف/إستفاق اللبنانيون فجر  الثلاثاء على أنباء تجمعات ينفذها عناصر مدنية من حزب الله باللباس الاسود يحملون العصي والاجهوة اللاسلكية. شهود عيان ذكروا ان تحركات عناصر حزب الله بدأت من الضاحية الجنوبية للعاصمة اعتبارا من الخامسة فجرا حيث عملت سيارات وفانات على نقل مجموعات من العناصر الحزبية ونشرها امام بعض الحسينيات وعدد من التقاطعات الاساسية في العاصمة بيروت. معلومات ميدانية أشارت الى ان عناصر الحزب الالهي تجمعوا في مناطق النويري الخندق الغميق البسطا التحتا بشارة الخوري. وفي وقت لاحق أعلن نائب حزب الله علي خريس نفيه لحصول تجمعات حزبية في بيروت مشيرا الى استغرابه لهذا الامر كما اعلنت حركة امل أن لا علاقة بالتجمعات مشيرة الى عزمها على إصدار بيان نفي في هذا الصدد. التجمعات الحزبية انسحبت من الطرقات بعد اقل من ساعتين على تنفيذ الانتشار من دون ان تعرف الاسباب التي دفعت بحزب الله الى الزج بعناصره في الشارع، إلا أن هذا الانتشار أثار بلبلة في العاصمة ما ادى الى إقفال العديد من المدارس ابوابها في حين يتدارس موظفو الامم المتحدة في بيروت ما إذا كانوا سيقفلون مراكزهم اليوم ويعودون الى منازلهم ام انهم سيزاولون اعمالهم كالمعتاد. مراقبون في العاصمة اللبنانية اعتبروا ان حزب الله اراد من هذه التجمعات توجيه رسالة الى من يعنيهم الامر من وسطاء عرب ودوليين والى القيادات اللبنانية خصوصا الرئيس سعد الحريري من أنه جاهز لتنفيذ السيناريوهات التي ما انفكت وسائل إعلامه ترددها من أشهر بهدف تنفيذ إنقلاب كامل على السلطة والدولة. وأضافت ان هذه العراضات تهدف الى الضغط على قوى الاغلبية النيابية من اجل تركيعها قبل يوم الاثنين المقبل موعد بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس تشكيل الحكومة، مرجحة ان تتصاعد هذه العراضات خصوصا في مناطق الجبل ذات الغالبية الدرزية للتأثير على رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط لكي يتراجع عن تسمية الرئيس الحريري.

حزب الله: غداً تطويق "الإسكوا" وتحرّش بقوات "اليونيفيل"
الشفاف/تتباين المعلومات التي يعمل حزب الله على بثها طوال اليوم في بيروت، خصوصا بشأن الإنتشار الذي نفذه عناصر من الحزب في بعض أحياء العاصمة فجر اليوم مدة ساعتين. وتشير المعلومات ان المرحلة الأولى التي ستلي ما سماه حزب الله "إنذاراً" اليوم ستكون تنفيذ اعتصام ليلي امام مقر "الإسكوا" وسائر المقرات التابعة للامم المتحدة في بيروت، ومنع الموظفين من الوصول إلى مراكز عملهم. وأضافت المعلومات ان يوم غد سيشهد ايضا احتجاجات في انحاء الجنوب كافة، تزامناً مع تحرّشات واستفزازات لقوات "اليونيفيل" تحت مسميات درج حزب الله على التخفي وراءها من نوع "غضب الاهالي" او ما شابه. وفي المقابل تشدد قوى 14 آذار على استعدادها للمواجهة السياسية في المرحلة المقبلة، ما يشير الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه وصلوا الى المرحلة التي كانوا يحذّرون منها سابقا. وتضيف ان الحريري ما زال مصرا على الجلوس الى طاولة الحوار لاستيعاب القرار الاتهامي بعد صدوره وان فريق 14 آذار، بعد تسليم المدعي العام دانيال بلمار القرار الظني لقاضي الاجراءات التمهيدية فرانسين، أصبحت تعيش واقعا مختلفاً، وهي قررت اعتماد سياسة الهجوم بدلا من الدفاع. وأضافت ان هجوم هذه القوى سيتركز على عناوين رئيسية في مقدمها دعم المحكمة الدولية والتمسك بها، حتى ولو إقتضى الامر الخروج الى الشارع بتحركات شعبية، والتوجه الى الامم المتحدة لمواكبة ومتابعة تنفيذ جميع القرارات الدولية المتعلقة بلبنان. وتضيف المعلومات ان قوى 14 آذار لن تتهاون في شأن إستمرار المحكمة وعملها طالما سلاح حزب الله موجود، وان هذه القوى لن ترضى باقل من تسليم حزب الله لسلاحه من اجل الانخراط في مصالحة وطنية قائمة على أساس العدالة. وتضيف المصادر ان موقف قوى 14 آذار بالنسبة لسوريا يتلخص بأن على دمشق ان تعي ان عودتها الى لبنان مستحيلة: فلا تلزيم للبنان من جديد. فهذا الزمن ولّى الى غير رجعة، وان على سوريا ان تعيد النظر بسلوكها تجاه لبنان والذي اعتمدته منذ العام 2008 حتى اليوم. وتضيف ان لا تراجع عن العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا ، من خلال السفارات بين البلدين وحل المجلس الاعلى السوري اللبناني، وفي حال استمرت دمشق في مماطلتها في ترسيم الحدود مع لبنان فإن قوى الرابع عشر من آذار سوف تلجأ الى مجلس الامن للضغط على سوريا من اجل تنفيذ الترسيم وحل سائر الاشكالات العالقة بين البلدين.

«حزب الله» يتحدى رئيس وزراء لبنان الحريري وأوباما
ديفيد شينكر وماثيو ليفيت 
الثلثاء 18 كانون الثاني (يناير) 2011
الشفاف
 في 12 كانون الثاني/يناير، وبينما كان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يستعد للقاء الرئيس الأمريكي أوباما في البيت الأبيض، سحبت المعارضة اللبنانية التي يتزعمها «حزب الله» دعمها من حكومة بيروت مما أدى بها إلى الانهيار. ومن المقرر أن تعقد «المحكمة الخاصة بلبنان» في الساعة الثامنة بتوقيت شرق الولايات المتحدة من صباح يوم الجمعة الرابع عشر من كانون الثاني/يناير مؤتمراً صحفياً في لاهاي بشأن تحقيقها في الاغتيال الذي وقع في شباط/فبراير 2005 لوالد سعد الحريري رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. ومن المتوقع على نطاق واسع أن تعلن «المحكمة الخاصة بلبنان» عن إدانتين إلى ست إدانات لشيعة لبنانيين منتسبين إلى «حزب الله». وكان فرض الأزمة السياسية بالقوة آخر بطاقة للمليشيا الشيعية في حملتها للحد من دعم الحكومة اللبنانية للتحقيق والملاحقة القضائية اللذين يجري اتخاذهما بتفويض من الأمم المتحدة. وسوف يكون للطريقة التي تنتهي بها هذه المسرحية السياسية تداعيات خطيرة على مكانة واشنطن في الشرق الأوسط، فضلاً عن حلفاء «حزب الله»، سوريا وإيران.
تاريخ غير مستقر في مجلس الوزراء
في أعقاب الاغتيال الذي وقع عام 2005، تم انتخاب «تحالف 14 آذار» الموالي للغرب لتولي السلطة في لبنان متغلباً بذلك على «قوى 8 آذار» بزعامة «حزب الله». وفي وقت مبكر، أصبح تأسيس محكمة دولية لمحاكمة قتلة الحريري النقطة المحورية في الخلاف. فبينما عارضت «قوى 8 آذار» هذا التحرك، كان تأسيس المحكمة أولوية عليا لسعد الحريري وائتلاف «تحالف 14 آذار» الذي يترأسه.
وهناك نقطة أخرى ذات صلة كانت محل خلاف وهي عدد المقاعد في مجلس الوزراء التي ستوزع على المعارضة. فقد طالب «حزب الله» بثلث المقاعد على الأقل بالإضافة إلى أحد المقاعد الإجمالية. ومن شأن هذا "الثلث المُعطل" أن يمنح المعارضة سلطة نقض المبادرات الحكومية المستقبلية — بما في ذلك الأمور ذات الصلة بالمحكمة — ومن ناحية أهم، يتيح للميليشيا الشيعية إسقاط الحكومة وفقاً لرغبتها.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2006، عندما رفضت الحكومة التي كان يترأسها في ذلك الحين فؤاد السنيورة تلبية الطلب، انسحب — بصفة مؤقتة — ستة وزراء من المعارضة من مجلس الوزراء، مما أصاب الحكومة بالشلل. وقد واصل «حزب الله» الضغط للحصول على الثلث المُعطل لكنه لم يحصل عليه حتى أيار/مايو 2008، بعد أن قامت الميليشيا الشيعية بغزو بيروت لإسقاط مرسومين حكوميين غير مواتيين. وتحت تهديد السلاح، رضخ «تحالف 14 آذار» لمطالب «حزب الله» أثناء المفاوضات التي جرت في قطر في أعقاب الهجوم، مما منح المعارضة أحد عشر مقعداً من مقاعد مجلس الوزراء الثلاثين. وقد استمرت هذه الصيغة لـ "المشاركة في السلطة" حتى بعد عودة «تحالف 14 آذار» إلى الحكم في أعقاب انتخابات عام 2009.
هلع «حزب الله»
على الرغم من الموقف داخل مجلس الوزراء — وتنفيذ نحو إثنا عشر عملية اغتيال لسياسيين ولشخصيات متحيزين مع «تحالف 14 آذار» — استمر دعم الحكومة للمحكمة الدولية. وقد حاول «حزب الله» مؤخراً — مدعوماً بالثلث المُعطل الذي حصل عليه — أن يقلص من دعم الحكومة المالي لـ «المحكمة الخاصة بلبنان» في خريف عام 2010، من خلال معركة مطولة على الميزانية الوطنية لعام 2011، لكن دون جدوى.
ولا يصعب على المرء أن يقف على سبب هذه المعارضة الصاخبة من جانب الميليشيا لـ «المحكمة الخاصة بلبنان». فلو حاكت الإدانات — حتى عن بُعد — ما ورد في مجلة "دير شبيجل" الألمانية في إحدى نشراتها في أيار/مايو 2009، فسيكون الشيعة هم المشتبه فيهم الرئيسيون وراء اغتيال زعيم الطائفة السنية المسلمة في لبنان. ولن يُضر هذا بسمعة «حزب الله» داخلياً وخارجياً فحسب، بل قد يترتب عليه قيام أعمال انتقامية داخلية أيضاً.
وفي أعقاب تقرير في صحيفة "لوموند" الباريسية من شباط/فبراير 2010، الذي أكد على زاوية «حزب الله» والطلبات اللاحقة من قبل محققي المحكمة الدولية لاستجواب عدد من أعضاء المنظمة، ظهر زعيم الحركة حسن نصر الله من على موجات الأثير في محاولة للسيطرة على الضرر الناجم عن ذلك التقرير. ففي 28 تشرين الثاني/نوفمبر، وعبر دائرة تلفزيونية مغلقة مطولة تم بثها في جميع أنحاء المنطقة، حاول توريط إسرائيل في عملية الاغتيال. كما أدان المحكمة كأداة سياسية أمريكية حيث افترض أن جواسيس إسرائيليين قاموا بتلفيق أدلة الاتصالات المقنعة التي تدعم القضية.
الوساطة السعودية – السورية
بالإضافة
إلى تقويض شرعية المحكمة، يقوم «حزب الله» وحلفاؤه بممارسة الضغط على سعد الحريري لإضعاف الثقة في «المحكمة الخاصة بلبنان». وقد تم القيام بهذه الخطوة وراء أبواب مغلقة عن طريق جهود وساطة قامت بها السعودية وسوريا.
إن عملية اغتيال رفيق الحريري، المواطن الذي يحمل الجنسيتين اللبنانية والسعودية، عام 2005 — والذي يسود اعتقاد واسع النطاق بأنها قد أًرتكبت بالتواطؤ مع دمشق — أدى إلى حدوث صدع في العلاقات السعودية – السورية. ومع ذلك، بدأت الرياض عام 2009 باستطلاع سبل للتقارب مع دمشق، بهدف حشد الدعم لحكومة سعد الحريري الجديدة في بيروت، بما يعزز سيادة لبنان ويضمن استقراره الداخلي. وقد قام عاهل السعودية الملك عبد الله بزيارة إلى دمشق في تشرين الأول/أكتوبر من ذلك العام في محاولة للوصول إلى تفاهم بشأن لبنان، وذكرت التقارير أنه حمل معه حزمة مساعدات ضخمة.
وبعد شهرين — فيما بدا أنه إشارة حسن نية أخرى من جانب السعودية تجاه سوريا — ضغطت الرياض على رئيس الوزراء الحريري للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وهو رجل يسود اعتقاد واسع النطاق بأنه لعب دوراً في عملية الاغتيال. وفي أيلول/سبتمبر 2010، واصل الحريري نهجه التصالحي بإعفائه الظاهري لسوريا من مسؤولية اغتيال والده، واصفاً اتهاماته السابقة ضد دمشق بأنها كانت "مُسيّسة".
لكن تملّق الحريري وجهود الرياض لم تفعل كثيراً للحد من التوترات الطائفية المتنامية على أرض الواقع. ومع اقتراب توجيه لوائح الاتهام، أصبحت المناقشات السعودية السورية خبراً يومياً ثابتاً في الصحافة العربية. ورغم أنه لم تظهر سوى القليل من التفاصيل الموثوقة بشأن موضوع الوساطة، ركزت معظم التقارير على محاولات الرياض ودمشق صياغة "اتفاق" بشأن «المحكمة الخاصة بلبنان» من أجل التخفيف من حدة التعرض لـ «حزب الله» والحيلولة دون انزلاق لبنان في حرب أهلية في أعقاب تقديم لوائح الاتهام.
وفي وقت مُبكر من الأسبوع الثاني من كانون الثاني/يناير الحالي، وبعد الإعلان عن فشل الوساطة السعودية – السورية، ألقى «حزب الله» وحلفاؤه اللوم على الحريري حول هذا المأزق. بيد، لم يكن أمام جهود الوساطة سوى فرصة نجاح ضئيلة جداً منذ البداية. فلقد كان أمام الحريري (والسعودية) تنازلات قليلة متبقية [يستطيعون] تقديمها بعد إصلاح العلاقات مع دمشق و— إذا كان لنا أن نصدق نصر الله — قيامهم بتقديم العرض غير المتبادل للتشهير بالأعضاء المتهمين من «حزب الله» وتسميتهم أفراد خارجين عن النظام أو عناصر "مارقة" لا تمثل المنظمة ككل. وعلى أية حال، فإن إضعاف الثقة في «المحكمة الخاصة بلبنان» وإعفاء الميليشيا الشيعية كلية من المسؤولية سوف يشكل انتحاراً سياسياً للحريري. وفي غضون ذلك، من المرجح ألا تتمكن دمشق، حتى إن كانت تميل إلى ذلك إلى حد كبير، من إقناع نصر الله — الذي رفض بالفعل التسوية الداعية للإعلان عن "العناصر المارقة" — بقبول سيناريو آخر لا ينأي الحريري فيه بنفسه كلية عن المحكمة.
التداعيات
هناك توقعات على نطاق واسع بأن يعلن المدعون العامون [الدوليون] في «المحكمة الخاصة بلبنان» أثناء المؤتمر الصحفي الذي سيُعقد في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير عن تقديمهم لائحة اتهام إلى قاضي ما قبل المحاكمة [قاضي الإجراءات التمهيدية]. وسوف تؤدي لائحة الاتهام — التي ربما تبقى طي الكتمان — إلى عملية يقوم فيها قاضي ما قبل المحاكمة، بمراجعة المسودة وإقرار ما إذا كان سيؤكد لوائح الاتهام ويصدر مذكرات توقيف أم لا. وفي حالة إصدار مذكرات توقيف، سوف تبدأ فترة الإعداد للمحاكمة تستغرق بين أربعة إلى ستة أشهر. ومن المرجح أن يُحاكم المشتبه بهم — سواء كانوا حاضرين في المحكمة أم غيابياً — في لاهاي في موعد لا يتجاوز أيلول/سبتمبر أو تشرين الأول/أكتوبر 2011.
لقد كان «حزب الله» وسوريا يشيرون على مدى شهور، في محاولة لتقديم خيار بين "العدالة والاستقرار"، بأنه ستنشب أعمال عنف إذا استهدفت لوائح الاتهام الميليشيا الشيعية. وفي أيار/مايو 2008، أصبح واضحاً أن «حزب الله» لا يشعر بأي تأنيب للضمير بشأن تحويل "أسلحة المقاومة" ضد شعب لبنان. ويبدو أيضاً أن الحركة قد قامت ببعض التخطيط العملياتي — إذ أجرت عمليات مراقبة لمقار المحكمة في لاهاي ومحققيها على الأرض في لبنان — فيما إذا قررت استهداف متهمِيها.
وعلى المدى القريب، بينما قد يحاول «حزب الله» شن هجمات وغلق طرق وإغلاق وسط بيروت وتطويق مباني الحكومة في "السراي الكبير"، إلا أنه من غير المرجح أن تلجأ المليشيا هذه المرة إلى العنف الشامل ضد «تحالف 14 آذار» والدولة، الخاضعة لحكومة انتقالية حالياً. ونظراً للبيئة السياسية، لن تكون أي قوة لبنانية مستعدة للقيام بعمليات اعتقال وتسليم المجرمين، حتى إذا أُدين أعضاء «حزب الله» في النهاية. كما أن إعادة غزو بيروت لن يلحق سوى المزيد من الدمار بصورة «حزب الله» في العالم الإسلامي السني. ومع ذلك، فقد تتغير حسابات الميليشيا الشيعية بمرور الوقت.
خيارات للسياسة الأمريكية
بينما تنكشف الإدانات خلال الأشهر القادمة، سيكون العامل الرئيسي بالنسبة لواشنطن هو الإبقاء على الدعم الدولي للمحكمة إزاء الضغوط المتزايدة وربما العنف المتقطع. وأثناء لقائهما الموجز في 12 كانون الثاني/يناير، ذكرت التقارير أن الرئيس أوباما أكد لرئيس الوزراء الحريري "أهمية عمل «المحكمة الخاصة بلبنان» كوسيلة للمساعدة في إنهاء عهد الاغتيالات السياسية بدون عقاب في لبنان". كما أشارت الإدارة الأمريكية بأنها تأمل في توسيع دائرة الجهات الفاعلة الإقليمية الضالعة [في حل المشكلة]. إن المخاطر المنطوية على ذلك هي أنه من خلال تضمين الشركاء الخطأ — على سبيل المثال دول كقطر، التي تتفق مع وجهات نظر «حزب الله» أكثر من توافقها مع «تحالف 14 آذار» — فإن واشنطن قد تحدث ضرراً أكبر مما تحدثه من نفع. وبدلاً من انتزاع تنازلات إضافية من حلفاء الولايات المتحدة، يجب على الإدارة الأمريكية أن تواصل التأكيد على أهمية قيام «المحكمة الخاصة بلبنان» بإنهاء عملها.
ديفيد شينكر هو زميل أوفزين ومدير برنامج السياسات العربية في معهد واشنطن. ماثيو ليفيت هو مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات.