المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 10 من كانون الثاني/2011

البشارة كما دوّنها متى الفصل 4/01-11/إبليس يجرب يسوع

 

 

البابا جدد التعبير عن تعاطفه مع الأقباط   

  أبدى البابا بنديكتوس السادس عشر "تعاطفه" مع الأقباط المصريين الذين تعرضوا لاعتداء قبل نحو عشرة أيام في مدينة الاسكندرية المصرية، وأشاد بـ"تظاهرة للنواب الإيطاليين لمصلحة الحرية الدينية في العالم". البابا، قال إثر قداس الأحد أمام الاف احتشدوا في ساحة القديس بطرس: "احيي مجموعة النواب الإيطاليين الحاضرين هنا وأشكر لهم التزامهم معاً مع زملاء آخرين لمصلحة الحرية الدينية. أحيي في الوقت نفسه المؤمنين الأقباط الحاضرين هنا والذين أعبر لهم مجدداً عن تعاطفي معهم".  المصدر : أ.ف.ب.

 

صفير استقبل علي عباس زكي ووفودا حزبية وكشفية مهنئة وتابع في قداس الأحد تلاوة عظة البابا بنديكتوس في عيد الميلاد:

على قادة الديانات والأمم حماية الحرية الدينية لأنها سلاح للسلام يجب وضع حد لسوء معاملة المسيحيين في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط

عدوان: طرح الوزير حرب ينطلق من الحرص على العيش المشترك والتنوع مستقبل اللبناني تضمنه الدولة فقط ولا أتصور وجود أي تفاهم يحكى عنه

وطنية - 9/1/2011 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه القيم البطريركي الخوري جوزف البواري، في حضور قائد الدرك العميد الركن أنطوان شكور ووفود كتائبية وقواتية وفاعليات سياسية وحزبية واجتماعية ونقابية وكشفية وعدد من المؤمنين.

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى عظة تابع فيها تتمة عظة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في مناسبة عيد الميلاد سنة 2010، وقال: "في سنة 2011 سيكون عيد مرور خمس وعشرين سنة على تأسيس اليوم العالمي للصلاة من أجل السلام الذي أقامه في أسيزي البابا يوحنا بولس الثاني الطيب الذكر والأثر. في هذه المناسبة ، أظهر المسؤولون عن الديانات الكبرى في العالم كم أن الدين هو عامل سلام وتوحيد وعدم انقسام وخصومات. وان ذكر هذا الاختبار هو مصدر أمل في مستقبل يشعر فيه جميع المؤمنين بأنهم عمال لعدالة وسلام ويكونون ذلك في الواقع".

وعن "الحقيقة الأدبية في السياسة والديبلوماسية" قال: "يجب أن تأخذ السياسة والديبلوماسية في الاعتبار التراث الأدبي والروحي الذي تقدمه ديانات العالم الكبرى لمعرفة حقائق ومبادىء وقيم عامة لا يمكن إنكارها دون أن ننكر في الوقت عينه كرامة الشخص البشري. غير أنه في الواقع، ما معنى التقدم بالحقيقة الأدبية في عالم السياسة والديبلوماسية؟ هذا يعني العمل بطريقة مسؤولة انطلاقا من معرفة الوقائع بطريقة موضوعية وكاملة، وهذا يعني تهديم عقائديات سياسية تنتهي بالقيام مقام الانسانية وهي تريد ان تقدم قيما مزعومة تحت غطاء السلام، والتقدم وحقوق الانسان. وهذا يعني إيثار التزام ثابت لتأسيس الشريعة الوضعية على مبادىء الشريعة الأدبية. وكل هذا لا بد منه، وينسجم مع احترام كرامة الانسان البشري وما له من قيمة. وهو احترام تضمنه شعوب الارض في شرعة منظمة الأمم المتحدة سنة 1945 التي تمثل قيما ومبادىء أدبية عامة يرجع إليها في القواعد والمؤسسات ونظم العيش المشترك على المستوى الوطني والدولي".

وعن "أبعد من البغضاء والأحكام المسبقة"، قال: "على الرغم من تعاليم التاريخ ، والتزام الدول، والمنظمات الدولية على المستوى الدولي والمحلي، وعلى الرغم من جهود المنظمات غير الحكومية وجميع الرجال والنساء من ذوي الإرادة الصالحة، كل يوم ، الذين يبذلون ما بوسعهم لحماية الحقوق والحريات الأساسية، نتبين اليوم أيضا أن في العالم اضطهادات، وتفرقة، وأعمال عنف مرتبطة بالدين. في آسيا وافريقيا خاصة . ان معظم الضحايا هي من أعضاء الأقليات الدينية التي هي محظور عليها ان تجاهر بإيمانها بحرية أو أن تغيره، وذلك بالتخويف، وبانتهاك الحقوق والحريات الاساسية، وهي تذهب حتى إلى حرمان الحرية الشخصية أو حتى حرمان الحياة. وهناك ما عدا ذلك - كما قلت سابقا - أنواع من العداوة تجاه الدين أكثر تطورا التي تظهر أحيانا في البلدان الغربية بالتنكر للتاريخ والشعائر الدينية، التي تنعكس فيها هوية معظم المواطنين وثقافتهم. وهذه المواقف تغذي غالبا الحقد والأحكام المسبقة ولا تتجانس ورؤية صافية ومتوازنة للتعددية وعلمانية المؤسسات دون أن نذكر أن باستطاعتها منع الأجيال الطالعة من الدخول في تماس مع تراث بلدانهم الديني الثمين".

وتابع: "إن الدفاع عن الدين يمر بالدفاع عن حقوق الجماعات الدينية وحرياتها. فعلى قادة ديانات العالم الكبرى اذن ، والمسؤولين عن الأمم ، أن يجددوا التزامهم تطوير الحرية الدينية وحمايتها، وبخاصة حماية الأقليات الدينية التي لا تشكل تهديدا لهوية الأكثرية، ولكنها تمثل، على خلاف ذلك، فرصة حوار وغنى ثقافيا متبادلا. وان الدفاع عنها هو خير وسيلة لتقوية روح التسامح، والانفتاح والمبادلة التي تعنى حماية الحقوق والحريات الأساسية في كل الميادين وكل ديانات العالم".

وعن "الحرية الدينية في العالم"، قال: "إني أتوجه الآن الى الجماعات المسيحية التي تعاني من الاضطهاد، والتفرقة ، والعنف وعدم السماح خاصة في آسيا، وأفريقيا، والشرق الأوسط ، وعلى وجه الخصوص في الأراضي المقدسة، وهو المكان الذي اختاره الله وباركه. وإني، اذ أجدد لهم تأكيد مودتي الأبوية، وصلاتي ، أسأل جميع المسؤولين ان يعملوا بسرعة لوضع حد لكل سوء معاملة للمسيحيين الذين يقطنون تلك الأصقاع. نتمنى على تلامذة المسيح الذين يواجهون مصاعب الساعة ألا يفقدوا الشجاعة ، لأن الشهادة التي نؤديها للانجيل ستكون علامة تضاد".

وتابع: "لنتأمل في قلبنا بعبارات السيد المسيح :"طوبى للحزانى فإنهم يعزون، طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يشبعون... طوبى لكم اذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة كاذبة من أجلي، حينئذ سروا وافرحوا لأن أجركم عظيم في السماء" (متى5:5-12). فلنجدد اذن الالتزام الذي أخذناه للسماح والغفران الذي نطلبه من الله في الأبانا ، بأن نضع نحن الشرط والقدرة على الرأفة المرغوب فيها . وفي الواقع ، إنا نصلي هكذا :"اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن نغفر لمن خطئ إلينا (متى 6: 12). العنف لا يغلبه العنف. ليصحب دائما صرخة الألم لدينا الإيمان والرجاء وشهادة محبة الله، وإني أعرب عن أماني بأن يكف الغرب، وبخاصة اوروبا ، عن العداوة والأفكار المسبقة بالنسبة إلى المسيحيين الذين يريدون ان يعطوا لحياتهم اتجاها ينسجم والقيم والمبادىء التي أعرب عنها الإنجيل. ولتتعلم اوروبا بالاحرى ان تتصالح وجذورها المسيحية : فهي جوهرية لتفهم الدور الذي قامت به ، وتقوم به ، والتي تريد أن يكون لها في التاريخ. وستعرف كيف تختبر العدالة ، والوفاق ، والسلام، بتعهدها حوارا صادقا مع جميع الشعوب".

وعن "الحرية الدينية، طريق إلى السلام"، قال: "العالم في حاجة إلى الله . وهو في حاجة إلى القيم الأخلاقية والروحية، العامة والمتقاسمة. وبإمكان الدين أن يقدم مساهمة ثمينة في بحثه عن بناء نظام اجتماعي عادل ومسالم على الصعيد الوطني والدولي. السلام هو هبة من الله. وفي الوقت عينه هو مشروع يجب إنجازه. وهو دائما لا ينتهي. إن مجتمعا مصالحا مع الله هو أقرب الى السلام الذي ليس هو غياب الحرب. وليس هو ثمرة تغلب عسكري واقتصادي، وليس هو ثمرة حيل كاذبة وتغلب فيه ذكاء. السلام في الحقيقة هو حصيلة عملية تطهير وارتفاع كل من الناس والشعوب ثقافيا، وأخلاقيا وروحيا. هذه مسيرة تكون فيها كرامة الانسان محترمة كل الاحترام. وإني أدعو جميع الذين يريدون أن يكونوا فاعلي سلام، وعلى وجه الخصوص الشبان، أن يصغوا إلى الصوت الداخلي الذي هو فيهم، ليجدوا في الله، نقطة العودة الثابتة من أجل حيازة حرية داخلية صحيحة، والقوة التي لا تفنى لتوجيه العالم بروح جديدة تبتعد عن أخطاء الماضي".

وختم: "كما علم خادم الله البابا بولس السادس الذي، بما كان له من نظر ثاقب وحكمة، أعطانا تأسيس اليوم العالمي للسلام: "يجب قبل كل شيء إعطاء السلام غير أسلحة بعيدة عن تلك المعدّة للقتل وإفناء البشرية. يجب أن يكون هناك خاصة أسلحة أدبية تمنح قوة ونفوذا للحق العالمي ابتداء من المحافظة على المعاهدات. والحرية الدينية هي سلاح حقيقي للسلام، ولها رسالة تاريخية ونبوية. وهي في الواقع تعطي الصفات الخاصة وقدرات الشخص البشري الحميمة التي تستطيع أن تغير وتجعل العالم أحسن مما هو. وهي تسمح بتغذية الأمل بمستقبل عدالة وسلام، حتى أمام ظلم خطير وشقاء مادي وأخلاقي. فليختبر كل الناس والمجتمعات، على جميع المستويات وفي كل بقاع الارض، الحرية الدينية التي هي الطريق نحو السلام".

معلمو "القوات"

بعد القداس التقى صفير الوفود المشاركة في الصلاة، ثم استقبل وفدا من مصلحة المعلمين في "القوات اللبنانية" برئاسة شربل بصيبص الذي قال باسم الوفد: "جئناكم يا صاحب الغبطة لنستمد منكم بعضا من العزيمة وبعضا من الصبر والحب والصدق، فانتم الارزة السامية بأغصانها فوق الغيوم، والمتجذرة بوطنيتها طبقات الارض. جئناكم يا حامل هم الوطن والمدافع عن الحقيقة بهمة الشباب ورسوخ الجبال لنقدم لكم تهانينا بالاعياد المجيدة، آملين ان تحمل السنة الجديدة الخير والبركة".

ورد صفير قائلا: "نشكر لكم زيارتكم في هذا اليوم، يوم الأحد، وحضوركم القداس الالهي، ونشكر لمن تكلم باسمكم ما قاله فينا وهذا لا نستحقه، لكننا نسأل الله ان يهدينا جميعا سواء السبيل وان يقدرنا على التغلب على جميع الصعوبات التي تعتور بلدنا في هذه الأيام وهي معروفة ولا سبيل الى تعدادها، ولكن الله معنا لا يتركنا إذا عرفنا ان نلجأ اليه، واننا نتمنى لكم سنة جديدة ملؤها الخير والبركة".

حكيم

ومن الزوار، رئيس لجنة التجار في غرفة بيروت وجبل لبنان القنصل جاك حكيم الذي عرض معه للاوضاع الاقتصادية والتجارية في هذه الايام ومعاناة المواطن.

طلاب الكتائب

بعد ذالك استقبل صفير وفدا من مكتب الطلاب والشباب في اقليم كسروان - الفتوح الكتائبي برئاسة انطونيو القزي جاء لتهنئته بالاعياد وأخذ بركته والاطلاع على توجيهاته بالنسبة إلى احتفال 75 سنة جديدة الذي يحضر له الحزب. وأبدى الوفد قلقه من بيع الاراضي لغير المسيحيين، وتطرق الى مقررات السينودس والاخطار التي تفتك بمسيحيي الشرق بالإضافة الى شؤون سياسية محلية كالمحكمة الدولية وهجرة الشباب والارهاب الذي يطاول المسيحيين في الشرق. ونقل القزي تحيات الرئيس امين الجميل وتمنياته بالسنة الجديدة.

بدوره رحب صفير بالوفد، وقال: "ليس لي الكثير ما أقوله لكم، إنما أريد ان أشكر لكم ما تفضلتم به، والإرشادات تتلقونها من الحزب الذي يرعاكم وانتم جزء منه. ان أيامنا وان كانت فيها صعوبات، فقد مر آباؤنا وأجدادنا بالصعوبات وربما كانت أكثر، وظلوا في هذا البلد وترسخوا فيه لذلك ان الصعوبات يجب ألا تحبطنا وتعمل بإرادتنا ويجب ان نتمثل بما تركه لنا آباؤنا وأجدادنا من تراث وأرض. والله ينصرنا على كل ما يحبط مساعينا في سبيل الخير وسبيل ضمان المسيحيين واللبنانيين على الاجمال مع بعضنا البعض لنكون يدا واحدة واتجاها واحدا في سبيل الخير". وختم: "نطلب لكم أعواما عديدة ملؤها الخير والبركة".

سركيس

ومن الزوار والمهنئين بالاعياد الوزير السابق للسياحة جو سركيس الذي أشار الى ان "الزيارة هي للمعايدة، ونسأل الله ان يعطي صاحب الغبطة الصحة الكاملة وطول الحياة ليبقى في مواقفه وموقعه السد المنيع لوجود لبنان وصموده أمام كل التحديات التي يمر بها".

وقال: "المرحلة اليوم دقيقة جدا، واننا نقترب من مرحلة قد تكون أشد من المرحلة السابقة والحالية، لذلك نأمل ان تمر بسلام ويتخطى لبنان محنته وخصوصا في وجود دولة نعول جميعا عليها بان تكون ممسكة بكل الامور السياسية والامنية في البلد، واتكالنا كما كل اللبنانيين على السلطات والقوى الامنية اللبنانية لكي تمنع حصول اي فتنة او خلل بالأمن خلال المرحلة المقبلة. وأتوقع ان تحصل خلال الفترة القريبة تطورات بالنسبة إلى الموضوع الاساسي الذي ينتظره الجميع".

مهنئين بالأعياد

وزار بكركي أيضا، وفد من القيادة العامة للكشاف الماروني برئاسة القائد جوزف خليل الذي قدم له درع الجمعية لمناسبة الذكرى 25 لتأسيسها، تقديرا لعطاءات صفير ومواقفه الوطنية التي تدعو الى المحبة والتعاون والسلام. وتوالى إلى الصرح كل من: وفد من بلدة قرنة شهوان برئاسة رئيس البلدية جان بيار جبارة، الدكتور غسان شلوق وعقيلته اللذين هنآه بالاعياد والتمسا بركته الأبوية، رئيس دائرة الريبورتاج في وزارة الاعلام كميل جوزف عبدالله الذي قدم له نسخة من كتابه "ذاكرة للغد"، فنوه صفير بالجهود التي بذلها المؤلف وتمنى ان يكون الكتاب يقظة ضمير لكل اللبنانيين. واستقبل صفير وفدا من أبرشية جبيل المارونية وألقى الطفل بيار دريان كلمة هنأه فيها بالاعياد وتمنى له طول العمر والصحة ليقود لبنان الى شاطىء الامان، طالبا من غبطته البركة الأبوية.

زكي

والتقى البطريرك الماروني بعد ذلك علي عباس زكي يرافقه رئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان، نقل له تحيات والده الوزير عباس زكي، وكانت مناسبة قدم فيها التهاني بالأعياد باسمه الشخصي وباسم والده ومن يمثل، وتطرقا الى الوضع العام في لبنان والمنطقة.

عدوان

وظهرا، استقبل صفير النائب جورج عدوان الذي تمنى له الصحة في بداية العام الجديد "لاننا جميعا نعرف ان صحة لبنان وقوته واطمئنان اللبنانيين مبني بشكل كبير على صحة سيدنا البطريرك، فالجميع يعرف وطنيته ومواقفه وتطلعاته لكل اللبنانيين".

وقال: "الحديث مع صاحب الغبطة تناول ثلاث نقاط، الاولى تناولت القضية التي أثارها الوزير بطرس حرب عن شراء الاراضي. قبل التعليق على الحلول كالقانون الذي طرحه حرب، لنتوقف عند المشكلة. هل هناك مشكلة حقيقية حول هذا الموضوع؟ نعم وخصوصا عندما يرتدي البيع طابعا مؤسساتيا تقف وراءها مجموعات او دول وليس طابعا فرديا، وانطلاق هذا الطرح هو من الحرص على العيش المشترك والتنوع وليس من إرادة خلق مناطق ذات لون معين او واحد، وهنا تمنيت على صاحب الغبطة ان يكون هذا الموضوع في اولويات جدول عمل مجلس المطارنة الموارنة في الجلسة المقبلة لبحثه بكل موضوعية انطلاقا من الحفاظ على العيش المشترك".

أضاف: "تحدثت مع صاحب الغبطة ايضا عما يحكى عن تسويات وحلول، وهنا في الشكل، أرى ان اللبنانيين يشعرون اليوم بنوع من المرارة على اساس ان الاربعة ملايين لبناني، مستقبلهم ومستقبل بلادهم وأولادهم معلق بما يبحث في الخارج بعيدا عنهم، فهل هذا الشيء يدل على اننا كشعب ومسؤولين نستحق ان نتولى المسؤولية او ان ننظر الى المستقبل؟ بالتأكيد كلا، لانه لا يوجد شعب يستطيع ان يحترم نفسه ان لم يكن هو الذي يبحث عن الحلول. أنا أفهم ان يكون الخارج مواكبا ومحيطا ولديه نوع من الرعاية لان هناك تدخلات خارجية في لبنان بعد ان تحول الى ساحة، ولكن لا أفهم ألا تبدأ الحلول وتكون من خلال حوار بين اللبنانيين".

وتابع: "أتمنى ان نتحدث عن تفاهم وليس تسويات لان لبنان في حاجة اليوم الى تفاهم في العمق حول مستقبله. نحن لسنا في حاجة الى تسويات تحفظ هذا الموضوع او ذاك. لا نبحث عن تسوية لمعرفة من ستحفظ او لمن ستؤمن امور معينة بل نحن في حاجة الى تفاهم من اجل اللبنانيين الذين يسألون عن مصير مستقبلهم واستقرارهم ودولتهم. بالنسبة إلى "القوات لبنانية"، معيار اي تفاهم هو قيام الدولة اللبنانية، بمعنى أن اي تفاهم يطرح علينا سؤالا عن مكان الدولة فيه. من هنا يجب ان يكون الحوار برعاية رئيس الجمهورية، والتفاهم يجب ان يكون على مستقبل اللبنانيين من دون استثناء احد وعلى سبل بناء المؤسسات والثواب والعقاب وكيف يمكن ان تكون الدولة مسيطرة على كل قراراتها وعلى مستقبل السلاح في الداخل والذي إن لم يحل فلن يكون هناك مستقبل واستقرار للبنانيين، وان لم يصبح هذا السلاح في عهدة الدولة في الداخل وان لم يعد هناك سلاح غير سلاحها فلا مستقبل للبنانيين، وهذا هو التفاهم الذي يجب الحديث عنه. اما الحديث عن تسويات لمراعاة هذا الوضع او ذاك، فعندئذ لن يكون لنا اي مكان في هذا التفاهم".

سئل: هل المشكلة الاساسية بعدم الوصول الى تفاهم حتى اليوم هو موضوع السلاح؟ أجاب: "المشكلة الاساسية هي عدم جلوس اللبنانيين والتحدث مع بعضهم، وأي تفاهم يجب ان يبدأ من هنا".

سئل: منذ عام 43 حتى اليوم لم يجلسوا مع بعضهم؟ أجاب: "جلسوا مرات عدة وكل مرة توصلوا الى تفاهم او الى طرح معين جاءت الظروف ونقضته، اما اليوم فنحن في مرحلة صعبة في المنطقة، نشهد تفتتا كبيرا وانقسامات وحروبا مذهبية، وإذا أردنا تجنيب بلدنا كل هذه الصعوبات علينا ان نتفاهم بين المكونات اللبنانية وليس بين أفرقاء سياسيين، فاليوم هناك مكونات في لبنان متعددة وهذه المكونات عليها البحث عن مساحة مشتركة في الوطن، والخارج ليس ضمانة هذه المساحة بل الدولة اللبنانية برعاية خارجية".

وردا على سؤال آخر قال عدوان: "عندما نجلس كلبنانيين ونطرح الأمور من زاوية المستقبل والتفاهم عليه ونقول ان لبنان بلد تعددي ومتنوع فيه مكونات، فهل تريد تسليم مصيرها ومستقبلها لدولة لبنان او الذي سيضمنها سيضمن كل مكونة دولة في الخارج؟ طالما كل مكونة مضمونة من دولة في الخارج لا مستقبل للبنانيين، فمستقبلهم تضمنه الدولة اللبنانية فقط، وحتى اليوم لم نتوصل الى هذه القناعة ولا أتصور ان التفاهم الذي يحكى عنه موجود".

 

لقاء ساركوزي-أوباما: تسابق على دعم المحكمة الدولية والتهدئة في لبنان

نهارنت/سيكون الموضوع اللبناني على طاولة المحادثات في قمة الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي غداً الاثنين، حيث يتسابق الطرفان على تأكيد دعمهما للتهدئة وللمحكمة الدولية الخاصة بالبحث في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري. وكشفت مصادر في حديث الى صحيفة "الوطن" السورية"، أن ساركوزي سيتطرق مع اوباما إلى الملف اللبناني انطلاقاً من روحية البحث عن حل لتهدئة التوترات الناجمة بسبب المحكمة الخاصة بلبنان. واكدت هذه المصادر، ان باريس ترى ان لبنان في مرحلة توتر ومن المهم الإقرار بذلك، وأن تعبر كل الدول الصديقة للبنان عن القلق والرغبة في المساعدة على التهدئة، لافتة الى ان هناك واقع أن المحكمة الخاصة أنشئت بطلب من لبنان ومباركة من مجلس الأمن وينبغي أن تواصل عملها وهي تعمل حاليا، وانطلاقا من هذا يبقى السؤال هو كيف نساعد اللبنانيين على تلمس طريق التهدئة؟.. وهذا يعود إلى اللبنانيين أنفسهم". واعتبرت أن دور الحوار السعودي السوري مهم جداً في الإطار الإقليمي، وأن هناك دولاً بعيدة كفرنسا يمكنها المساعدة. كشفت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت في حديث الى صحيفة "الانباء" الكويتية، ان تداعيات المحكمة الدولية على الوضع في لبنان وتأثير إيران على "حزب الله" وحماس، ستكون بين المواضيع التي سيثيرها الرئيسان باراك أوباما ونيكولا ساركوزي لدى تطرقهما الى موضوع الشرق الأوسط. واشارت المصادر الى ان ساركوزي سيحاول انتزاع تفويض أميركي في ملفي المحكمة وتحريك المفاوضات السلمية على المسار السوري – الاسرائيلي متكئا على الصعوبات التي تواجه الادارة الأوبامية في سياستها الشرق أوسطية لانتزاع هذا التفويض. ورأت انه لا مصلحة أميركية بتفويض الدولة الفرنسية، انما مصلحة واشنطن تكمن في اقناع باريس بمؤازرتها في سياستها على مستوى المنطقة. واشارت هذه المصادر الى ان الأفكار الفرنسية السرية، تتمثل في بلورة صيغة مخرج مزدوجة، بحيث انها "لا تعري" رئيس الحكومة سعد الحريري المتمسك بالمحكة والقرار الاتهامي من جهة، ولا تهدد "حزب الله" لا في بقائه ولا في سلاحه وتبعد عنه تجرّع كأس الاتهام الجماعي، وفيما سمي بـ"الخطوة مقابل خطوة"، أي مقابل تسويف المحكمة يصار الى تطبيق أحد بنود القرار 1559 والقاضي بنزع السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات. ولفتت الى ان الادارة الأميركية غير راضية عن نهج الرئيس ساركوزي في استقبال المعارضة اللبنانية مثلما حدث مع العماد ميشال عون، كما انها تختلف معه حول نهج الانخراط مع سوريا.

 

ويكيليكس: حزب الله بعتقد أن سوريا خلف اغتبال مغنية

نهارنت/كشفت وثائق دبلوماسية أميركية سرية نشرها موقع ويكيليكس أن "حزب الله يعتقد أن السوريين هم المسؤولون عن اغتيال عماد مغنية في العاصمة السورية دمشق قبل عامين". ونقلت صحيفة الغارديان عن الوثائق أن "اغتيال مغنية القيادي في حزب الله اللبناني صدم المسؤولين في سوريا وفجّر لعبة لوم بين أجهزتها الأمنية المتنافسة، وأثار تكهنات محمومة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط حول الجهة المسؤولة". وذكرت أن "نظام الرئيس السوري بشار الأسد صعق حين إغتيل مغنية في انفجار قنبلة متطورة زُرعت في سيارته، فيما انخرط مسؤولو الاستخبارات العسكرية ومديرية المخابرات العامة في صراع داخلي لإلقاء اللوم على بعضهم البعض عن الاختراق الأمني الذي أدى إلى مقتل مغنية".

وأضافت أن "السفير السعودي في لبنان وقتها عبد العزيز الخوجة أبلغ دبلوماسيين أمريكيين في بيروت أن حزب الله يعتقد أن السوريين هم المسؤولون عن إغتيال مغنية، والذي لم يحضر أي مسؤول سوري جنازته في الضاحية الجنوبية لبيروت في اليوم التالي، فيما مثّل إيران وزير خارجيتها والذي جاء إلى لبنان، حسب الخوجة، لتهدئة حزب الله ومنعه من اتخاذ إجراءات ضد سوريا". وأشارت الصحيفة إلى أن برقية دبلوماسية أمريكية نسبت إلى الخوجة قوله "إن سوريا واسرائيل أبرمتا صفقة سمحت بتصفية مغنية"، مع أن أية جهة لم تعلن مسؤوليتها عن الاغتيال رغم أن أصابع الاتهام وُجهت وعلى نطاق واسع نحو اسرائيل. وصرّحت بأن "الدبلوماسيين الامريكيين كتبوا في مذكرات دبلوماسية "إن اغتيال مغنية تسبب في توتير العلاقات بين سوريا وإيران، ربما لأن طهران شاطرت شكوك الخوجة من التواطؤ السوري في القضية، واستغرق الأمر أكثر من عام قبل تحسن العلاقات بينهما في اعقاب زيارات منخفضة التمثيل قام بها إلى دمشق أواخر العام 2009 الجنرال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الايراني، والذي وصفه مصدر لبناني بأنه المسؤول عن الأنشطة العسكرية لحزب الله". 

 

سليمان زار كنيسة مار شربل في عنايا

زار رئيس الجمهورية ميشال سليمان منذ بعض الوقت كنيسة القديس شربل في عنايا. وسيحل ضيفاً على مأدبة غداء يقيمها رهبان الدير على شرف رئيس الجمهورية

 

مصادر مطلعة لـ Kataeb.org تؤكد أن لقاء نيويورك هو الفرصة الاخيرة لولادة "تسوية" او لانهيارها وحراك سياسي مرتقب بعد اللقاء الثلاثي والتجاذب الثنائي

هل يغادر سليمان ام يبقى لاعلان التسوية؟

المشهد السياسي على نار حامية، وليست التسوية! على الأقل من وجهة نظر المواطن اللبناني الذي يجهل مضمونها، او أكثر، فهو السائل دوما: "تسوية على ماذا"؟! الا ان " طبخة" السينين انجزت، وفق ما اعلن الرئيس سعد الحريري الذي ينتظر من الفريق الآخر تنفيذ التزاماته، فيما يرمي هذا الأخير الكرة مجددا في ملعب رئيس الحكومة ويدعوه الى انجاز المطلوب منه. وان كان لبنان بالأمس في قلب نيويورك، عقب اللقاء الذي جمع الحريري بالعاهل السعودي ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي اكدّت دعمها للمحكمة الدولية، فالسودان سودانان غدا، ومقتدى الصدر العائد من ايران الى العراق يدعو المواطنين الى مقاتلة الاميركيين...

هكذا، يبدو الاسبوع المقبل مثقلا بالسياسة وما ستحمله من تطورات على الصعيدين المحلي والعالمي، خصوصا على الساحة اللبنانية عقب اللقاء الذي جمع الحريري بالعاهل السعودي وكلينتون، كما في ظلّ التجاذب الثنائي بين فريقي الرافض للمحكمة والمدافع عنها، ولعلّ ابرز مؤشرات الحراك فهي  المعلومات المتداولة حول قرار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الغاء مشاركته في القمة الإقتصادية التي ستعقد في التاسع عشر من الجاري في القاهرة، بهدف التفرغ الى الملفات الداخلية...ومنها المتعلق بالتسوية المرتقبة!

الفرصة الأخيرة...وفي هذا السياق، اعتبرت مصادر واسعة الإطلاع في حديث ل Kataeb.org ان لقاء الحريري – العاهل السعودي في نيويورك الاخير هو الفرصة الاخيرة لايجاد " تسوية" او لانهيارها. وسألت:" ما هي التسوية التي يحكى عنها؟ أهي امنية، سياسية ام قضائية؟"، معتبرة انها اذا كانت تسوية امنية فالواضح ان الامن في حال من الاستقرار والهدوء منذ القمة اللبنانية – السعودية – السورية  التي حصلت في آخر تموز،والتي انضمت اليها تركيا وايران تحت ضمانة اميركا وفرنسا.

اما اذا كانت التسوية سياسية، فتساءلت المصادر" هل هي اعادة نظر في الطائف، ام في اتفاق الدوحة ام في الميثاق الوطني ام هي لجمع السلاح غير الشرعي، وما علاقتها بمسار المحكمة الدولية؟" وأضافت:" اما اذا كانت التسوية قضائية وتتعلق بالمحكمة فهي غير قابلة للتطبيق في الوقت الراهن ، اذ ان اي تسوية قضائية تعني اما العفو وهو غير وارد في قانون المحكمة الدولية، واما المصالحة بين أهالي الشهداء والقتلة، وفي هذه الحال لا يمكن الحديث عن هذا النوع من التسويات لأن القاتل ما زال مجهولا."

واشارت الى ان "زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى الولايات المتحدة الاميركية للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما ليست مرتبطة بالوضع اللبناني رغم توقع حضوره على مائدة المباحثات الى جانب الملفات الشرق الاوسطية، بل تأتي في اطار ترؤس فرنسا لمجموعة الدول ال 20 الصناعية، " لافتة الى"ان زيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الملك السعودي الموجود في نيويورك للاطمئنان الى صحته ولسببين آخرين، اولا هي ستقوم بجولة على دول الخليج ومن الطبيعي ان تجتمع بأكبر رئيس دولة خليجية، اما الثاني فهو للبحث في موضوع المحكمة الدولية، وعزمها ابلاغ العاهل السعودي بشكل حازم وواضح الموقف الاميركي الرافض لأي تعطيل لعمل المحكمة ومسارها."

الفريق المسيحي ليس الرافض الوحيد

من جهتها، اعتبرت اوساط مسيحية في حديث ل Kataeb.org ان ما تمّ تداوله في الفترة الماضية حول تأجيل اعلان التسوية بسبب مرض العاهل السعودي كان ذريعة لعدم القول بأنها لم تنجز بعد، مشيرة الى انه" في ظلّ الشروط التي يفرضها حزب الله والتي تقضي برفض الرئيس سعد الحريري للمحكمة الدولية مقابل استمرار الامن وعمل المؤسسات الدستورية، يقابله موقف الحريري الرافض لأي تسوية على المحكمة الدولية وسعيه الى الوصول لتفاهمات لاستيعاب انعكاسات صدور القرار الظنيّ، فان التسوية الوحيدة الممكنة هي ان يصدر قرار عن الحكومة مجتمعة يقضي برفضها، الا ان هذا الامر مرفوض من قبل الشرعية الدولية ويؤدي الى سقوط النظام اللبناني في المجتمع الدولي."

واعربت المصادر عن رفضها تعمد اظهار الفريق المسيحي على انه الرافض الوحيد للتسوية، في وقت يشكل نواب كتلة المستقبل تحديدا رأس الحربة في رفضهم اي تسوية على حساب المحكمة والتنازل عن الحقيقة التي ستظهرها."

مواقف على اطلال الصمت

وبالعودة الى المواقف السياسية التي سجلت فوق اطلال الصمت الذي كسره الحريري، فقد اعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان حزب الله أنجز ما هو مطلوب منه بالكامل والمسؤولية تبقى على الطرف الآخر، لافتا الى ان رئيس الحكومة يعلم ما يجب عليه ان يفعله، والكرة في ملعبه.

من جهته، دعا النائب ابراهيم كنعان الرئيس الحريري الى إعلان المطلوب من المعارضة ، مشيراً الى "ان ما نطالب به هو تطبيق الدستور في ما يخص ملف شهود الزور في حال لم يتم التوافق داخل مجلس الوزراء". اما النائب عمار حوري  فاعتبر في المقابل أن الكرة باتت الآن في ملعب الفريق الاخر المطالب بالتنازلات، مشددا على ان الرئيس سعد الحريري وضع في مقابلته الأخيرة لصحيفة الحياة النقاط على الحروف.

 

العلاقات السريّة بين إسرائيل و إيران والولايات المتّحدة: حزب الله ألعوبة طهران– الحلقة الأولى 

طارق نجم

عام 2007، صدر كتاب Treacherous Alliance: The Secret Dealings of Israel, Iran, and the United States عن دار جامعة يال الأمريكية الشهيرة في 361 صفحة. وقد أحدث هذا الكتاب ضجة واسعة في الأوساط السياسية العالمية. سنورد أهم ما جاء في هذا الكتاب ضمن حلقتين منفصلتين. الحلقة الأولى تظهر مصادر الكتاب وأهم خلاصاته وبداية العلاقة بين اسرائيل وجمهورية ايران الإسلامية منذ مطلع الثمانينات من خلال صفقات الأسلحة السرية والتجارة غير المعلنة. وكذلك، اعتبار حزب الله الأداة المثالية في يد الإيرانيين لتخريب عملية السلام حين لم تواتيهم نتائجها واضرت بمصالحهم الإستراتيجية.

الكتاب يكشف البراغماتية الإيرانية وخطابها الإستهلاكي وتقاطع مصالحها مع اسرائيل

الكاتب هو أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"، "تريتا بارسي"، الإيراني المولد ورئيس المجلس الإيراني - الأمريكي. وكتابه هذا هو نسخة معدلة عن شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية التي حصل عليها من جامعة "جون هوبكينز" عن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية. المصادر التي أعتمد عليها الكاتب هي مقابلات مع ما يربو على 130 من المسؤولين الرسميين الإسرائيليين، الإيرانيين والأمريكيين الرفيعي المستوى والذي يعتبر انجازاً بحدّ ذاته. أضف الى ذلك، أن بارسي قام بتحليل مئات من الوثائق والكتابات المختلفة والتصريحات.

وما يميز هذا الكتاب هو التحليل الموضوعي العلمي لطبيعة العلاقة الثلاثية التي تربط كل من اسرائيل، الولايات المتحدة، واسرائيل، بعيداً عن جميع المقولات الايديولوجية العقائدية.

وأهم ما خلص اليه الكاتب هو التأكيد على الاختلاف بين الخطاب الشعبوي المعد للإستهلاك المحلي و بين المحادثات والاتفاقات السريّة التي يجريها الأطراف الثلاث خلف الستارة ومن خلال القنوات السرية.

وبعيداً عن القشور السطحية، فإن المصالح الإستراتيجية بين اميركا وبين إيران وبين إسرائيل تتقاطع في أكثر من مفصل: فحالة اللاّحرب واللاسلم هي مفيدة لطهران وتل أبيب معاً. وكذلك فإن امدادات النفط في الخليج ومواجهة تنظيم القاعدة هي مطلب أمريكي-ايراني مشترك. كما أن نظرة اسرائيل وايران للعرب تبدو مشتركة لأن كلي الدولتين تحتقران الدول العربية وتعتبر ان حضارتيهما تتفوقان على الحضارة العربية وكذلك على القدرة القتالية العربية. وبطريقة أو بأخرى، يفضح الكاتب طهران التي يصفها بأنها تقلد الخطاب اللاعقلاني لصدام حسين و طالبان في حين تتبع دبلوماسية سرية براغماتية.

إسرائيل تمدّ الجمهورية الإسلامية بالأسلحة والذخائر...وطهران تبحث عن قناة مع واشنطن

في أيار 1982، وقبل شهر من بدء اجتياح لبنان، قال وزير الدفاع الإسرائيلي لشبكة NBC أن تل ابيب أمدت إيران بالأسلحة والذخائر لأنه رأى بالعراق خطراً على السلام في الشرق الأوسط وكان على إسرائيل أن تترك مجالاً لعلاقات جيدة مع إيران في المستقبل. وفي حين حافظت إيران على تجارتها بطريقة سرية مع إسرائيل قدر المستطاع، كان الإسرائيليون من جهتهم يحاولون أن يظهروا جزء من هذه العلاقة إعلامياً بهدف تخريب علاقات طهران بالدول العربية. وقد علق شاموئيل بار المحلل السياسي الإسرائيلي "أنه يمكنك أن ان تتعامل مع الشيطان لكن هذا الشيطان سيبقى شيطاناً". (راجع ص 108)

ومن المفارقات التي يرويها الكاتب أنه وفي الثمانينات، لعبت إسرائيل دور المدافع الأول عن إيران في واشنطن والضاغط الأكبر وربما الوحيد على إدارة الرئيس رونالد ريغان لفتح قنوات إتصال مع طهران. ووفق ما ورد في الصفحة 181 من الكتاب، فقد تحول هذا الدور الإسرائيلي بدءا من العام 1993 عندما طرح شمعون بيريس عقيدة الإحتواء المزدوج (اي العراق وإيران) بدلاً من سياسة التقرب من إيران. وقد علق الجنرال عاموس جلعاد على هذا التحول أن الإيرانيين كانوا يريدون من خلال علاقتهم بإسرائيل تخفيف الضغط عنهم من قبل واشنطن، "فمحادثاتهم معنا كانت تجري فقط من أجل التوصل إلى تفاهم أو اتفاقية معينة مع الأمريكيين... وحينما سيخف الضغط الأمريكي عن الجمهورية الإسلامية، فستقوم إيران بخيانة الدولة العبرية."

ويورد الكاتب (ص 115) أنه وفي عام 1986، اختطف عناصر من حزب الله طائرة TWA الأمريكية. وفي هذا الوقت، أعترضت المخابرات الإسرائيلية مكالمة بين هاشمي رفسنجاني وبين علي أكبر محتشميبور (سفير ايران في دمشق) يدعوه فيها للضغط على حزب الله للإفراج عن الرهائن. وكذلك فعل وزير الخارجية علي أكبر ولايتي الذي طلب بشكل مباشر من سفيره ممارسة ضغوط كافية لاطلاق الرهائن. وبالرغم من اطلاق سراح المختطفين، فإن واشنطن رفضت التقرب من طهران وادارت ظهرها للعرض الإيراني.

حزب الله الأداة الأمثل لتخريب السلام وتوسيع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط

في بداية التسعينات، تأزمت العلاقات بين حزب الله والنظام الإيراني بعد فتح قناة للإتصال بين طهران وواشنطن وشعر الكثيرون من قادة الحزب بأنّ ايران تخلت عنهم خصوصاً في ظلّ سياسة هاشمي رفسنجاني الخارجية. ولكن مؤتمر مدريد للسلام قد انقذ حزب الله من هذه الورطة. واستنادا إلى"بارسي"، فقد رأى صناع السياسة الخارجية الإيرانية أنّ نجاح العملية السلمية بين الدول العربية واسرائيل سيمهد الى عزل حتمي لايران وتقويض لنفوذها الأقليمي وابعاد سوريا عنها. وبالتالي فإن السلام سيؤدي الى ضرب مصالحها الاستراتيجية في العمق. فاستعانت طهران بحسب الكاتب الأمريكي بارسي(ص 210) عند ذلك بحليفها اللبناني، اي حزب الله، من خلال وجوده على الحدود مع الاراضي المحتلة ومن خلال تدريبه ودعمه لعناصر المنظمات الفلسطينية المناهضة لاسرائيل اي حماس والجهاد وغيرها.

وخلال حملة عناقيد الغضب الإسرائيلية على لبنان عام 1996، قاد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر ولايتي حملة دبلوماسية لمدة 8 أيام للتوصل الى وقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل. فقد أقترحت طهران على تل أبيب تخفيض الدعم المقدم لحزب الله مقابل وقف الضغط الإسرائيلي على موسكو في دعمها المشروع النووي الإيراني. كما عرض نائب وزير الخارجية الإيراني المساعدة على البحث عن الطيار الإسرائيلي المفقود رون آراد الذي اسقطت طائرته فوق لبنان عام 1986. وفي حركة إعلامية غير متوقعة، مدحت تل ابيب جهود طهران للإفراج عن الأسرى والجثث التابعة للإسرائيليين، وهذا ما جاء على لسان وزير الدفاع آنذاك إسحاق موردخاي. ومع هذا كانت إيران تسعى من وراء ذلك الى علاقات جيدة مع واشنطن بالدرجة الأولى من وراء تقربها من اسرائيل. وهنا يشير الكاتب أنّ ايران كانت تفضل الأجندة السياسية لحزب الليكود الإسرائيلي اليميني بزعامة بنيامين نتانياهو لأن وجود الليكود في الحكم لن يقدم عرضاً للسلام يحرج ايران كما قد يفعل حزب العمل. ( راجع ص 201)

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

علوش: لا تسوية على "المحكمة" إنما مسعى للإتفاق على كيفية استقبال قرارها.. والجهد العربي ضمانة وحيدة لعدم انفجار الوضع

كريستسنا شطح، الاحد 9 كانون الثاني 2011 /أوضح عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أنّ "لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري بالعاهل السعودي الملك عبالله بن عبدالعزيز يأتي في سياق مسار التباحث في كل الأجواء والمستجدات فيما يتعلق بأداء الفريق الآخر تجاه ملف المحكمة الخاصة بلبنان وكيفية تعاطي هذا الفريق مع مسألة صدور القرار الإتهامي عن المحكمة في ظلّ تهديدات حزب الله في هذا الخصوص". علوش، وفي حديث لموقع “nowlebanon.com” دعا إلى "عدم استعمال مصطلح "تسوية" لعدم وجودها في ما خصّ المحكمة الخاصة بلبنان"، موضحًا في المقابل أنّ "هناك سعيًا باتجاه الاتفاق على كيفية استقبال القرار الاتهامي في لبنان، وهناك محاولة لتجنيب العمل الحكومي أي شلل أو تعطيل". وإذ أعرب عن أسفه "لعدم تجاوب الفريق الاخر مع قضية التفاهمات المنشودة"، ثمّن علوش في الوقت عينه "الجهود السعودية –السورية التي أدت الى لجم حدّة التشنج السياسي وجعلت الاستقرار الأمني في لبنان بمنأى عن أي اهتزاز سياسي"، مؤكدًا أنّ هذه الجهود العربية تشكل "الضمانة الوحيدة لعدم انفجار الوضع الداخلي السياسي المتأزم". وردًا على سؤال، لفت علوش إلى أنّ "ما نشهده في مطلع العام 2011 من استمرار للجمود السياسي والتعطيل الحكومي والحروب الإعلامية ليس سوى نتيجة ما انتهى إليه العام 2010"، ولم يستبعد في هذا السياق "إمكانية ارتفاع وتيرة التهديدات ضد المحكمة الدولية عشية إصدار قرارها الإتهامي"، مشددًا في المقابل على أن "لا خطر على وضع الإستقرار العام اللبناني لجهة إمكانية استعمال السلاح على الساحة الداخلية، نظرًا لوجود ضمانة سعودية –سورية تمنع نشوب أي فتنة داخلية في لبنان".

 

كيف خدع نحاس مليوني مشترك عشية الأعياد؟ 

موقع 14 آذار/تابع اللبنانيون الأسبوع الماضي المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الاتصالات شربل نحاس حول إطلاق خدمتين جديدتين للمشتركين في الشبكة الخلوية من طريقة البطاقة المسبقة الدفع، الأولى هي خدمة الأصدقاء والعائلة Friend and Family والثانية خدمة Call Collect، وأوضح أن من شأن هاتين الخدمتين خفض تكلفة التخابر للمشتركين وخصوصاً ذوي الدخل المحدود من أصحاب البطاقات المسبقة الدفع على حد قوله.

ها هو وزير الإصلاح لا هم له سوى المشترك من ذوي الدخل المحدود ليطرح له خدمات تخفف عن كاهله الكلفة الباهظة في سبيل إراحة اللبنانيين وتواصلهم مع بعضهم بسهولة وطمأنينة. إلا أن المفاجأة وقعت كالصاعقة على المشتركين لدى طرح شركتي الخلوي بطلب من الوزير نفسه خدمة "الأصدقاء والعائلة" في الأسبوع الأول من السنة الجديدة، إذ تبين أن لهذه الخدمة كلفة شهرية بقيمة ثلاثة دولارات أميركية وفي حال قيام المشترك بإبدال رقم من الرقمين المختارين فالكلفة هي دولار أميركي، إضافة الى أن الخدمة تُجدد تلقائياً عند نهاية كل شهر، وذلك كله بهدف تخفيض 30% على المخابرات الصادرة على رقمين محددين سلفاً. إن إجراء عملية حسابية بسيطة للقيمة التي توفرها هذه الخدمة للمشترك من ذوي الدخل المحدود تظهر ما يلي: كون "خمسين في المئة من التخابر الذي يقوم به المشترك يتم مع رقمين خلويين" وفقاً لإحصاءات الوزير، وكون سعر بطاقة التعبئة الشهرية هو 22.73 دولاراً، فيتم حسم 3 دولارات لقاء هذه الخدمة، يبقى للمشترك مبلغ 19.73 دولاراً للتخابر، وكون نصف هذا التخابر أي 9.86 دولارات سوف يتم مع الرقمين المحددين، فهذا المبلغ هو الذي يخضع للحسم بقيمة 30% وفقاً للخدمة المطروحة، بذلك يكون المبلغ المحسوم هو 2.95 دولارين.

بالتالي يكون المشترك قد دفع 3 دولارات شهرياً بهدف تخفيض الكلفة 30% بينما يوفر في أحسن الحالات فقط 2.95 دولارين، أي أقل مما دفعه. هذا إذا افترضنا أن 50% من التخابر قد تم الى الرقمين المحددين، في حال انخفض هذا التخابر زادت الخسارة على المشترك، أما في حال أراد المشترك تغيير رقم من الرقمين المحددين فالخسارة أكبر (دولار واحد إضافي)، والأنكى أن الخدمة تجدد شهرياً، أي تقوم الشركة بحسم 3 دولارات تلقائياً في نهاية كل شهر من حساب المشترك. هذا المشترك الذي يضطر في نهاية كل شهر لشراء بعض الوحدات بانتظار الشهر الجديد، فتأتي الشركة وتسلبه 3 دولارات تلقائياً من جراء اشتراكه في هذه الخدمة الفضيحة.

تجدر الإشارة الى ما قاله الوزير المهندس في مهرجانه الصحافي لطرح هذه الخدمة عشية ليلة الميلاد المجيد، إذ قال إن الخدمة: "تلبي واقعاً قائماً على أن التكافل الاجتماعي والتكافل ضمن العائلة يمثل روابط قوية ونشطة... نحن على ثقة بأن هذه الخدمة الإضافية تلبي حاجات فعلية، وتخفف فاتورة التخابر بنسبة لا يُستهان بها... وأمل أن تكون هذه الخطوة التي أعلنا عنها اليوم مساهمة بسيطة من وزارة الاتصالات والشركتين في سبيل إراحة اللبنانيين وتسهيل تواصلهم. والجميع يدركون حاجة اللبنانيين الى الراحة والى أن يتواصلوا مع بعضهم بسهولة وطمأنينة".

إن مقارنة أقوال نحاس مع أفعاله تمثِل عملية خداع موصوف للمشتركين في البطاقات المسبقة الدفع الذين يفوق عددهم المليونين ومئتي ألف مشترك، وبالتالي خداع المواطنين والرأي العام وتستوجب المحاسبة. النتيجة واضحة وهي لمصلحة شركتي الخلوي التي تتقاضى، بفضل الوزير نحاس، 8.5% من الايرادات الاجمالية، إذ يبدو أن الهدف الأساسي هو عدم المساس بايرادات شركتي الخليوي، لا بل حتى زيادة هذه الايرادات من خلال استخدام ذوي الدخل المحدود كواجهة لإطلاق شعارات وهمية. فهل هنالك اتفاق ما تحت الطاولة بين الوزير والشركتين؟ فعملية الاحتيال لسلب المشتركين شهرياً دولارات تقدر بعشرات الآلاف من خلال طرح خدمة يدعّي الوزير أنها "لتخفيف الفاتورة عليهم" لا يجب أن تمر من دون محاسبة. آخذين في الاعتبار أن الرأي العام هو خير محاسب. فتطبيق مقولة "الإصلاح والتغيير" جاء بعيداً كل البعد عن الإصلاح، أما التغيير فيحصل حقاً، لكنه للأسف تغيير حاصل نحو الأسواء. المواطن لم يعد يصدق بعض المسؤولين حين يطلّون على الشاشات ويخطبون ويصدحون بصوت عالٍ وحازم وكأنهم هم وحدهم الشرفاء.

 

 

الاتصالات الأميركية لضبط إيقاع مرحلة ما بعد صدور القرار الاتهامي ؟

خيار اللبنانيين يجب ألا يكون المفاضلة بين نفوذ سوريا ونفوذ إيران

روزانا بومنصف/النهار

لا تكتم مصادر في قوى 8 اذار انزعاجها من الاجتماعات التي عقدت في نيويورك في الايام القليلة الاخيرة انطلاقا من ان اي دخول اميركي مباشر على الخط  هو مصدر قلق بالنسبة الى هذه القوى لاعتبارها اياه محاولة لـ"تصويب" ميزان القوى السياسي في لبنان في وقت ترى ان الارجحية هي لها من حيث ادارة الدفة وصيغ التسوية التي يسعى اليها "حزب الله". وتذكر هذه المصادر بدخول اميركي مماثل على خط الازمة اللبنانية بعد زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لبنان اعادت بعض الروح وفق قول هذه المصادر الى قوى 14 اذار فيما كانت الكفة تميل لمصلحة هذه القوى وتنبىء بقرب تسجيلها مكاسب سياسية مهمة وفق ما تقول. فالاجتماع بين رئيس الوزراء سعد الحريري ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون يكتسب اهمية في الشكل والمضمون من حيث الرسالة التي يشكلها والتي تدور حول محورين الاول تأكيد  استمرار الولايات المتحدة دعمها لسيادة لبنان واستقلاله والثاني هو  دعمها للمحكمة الخاصة بلبنان بازاء ما يحكى عن تسوية تهدف الى التنازل عنها وفق تسريبات القريبين من "حزب الله".

 اضف ان هذه الاجتماعات لم تقتصر على سعد الحريري بل شملت ايضا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ونجله الذي يتولى ملف التفاوض مع سوريا في الوضع اللبناني وكذلك امير قطر في وقت يستعد الرئيس الاميركي باراك اوباما لاستقبال نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي بما قد يستعيد الى حد كبير بالنسبة الى هذه المصادر التنسيق الاميركي الفرنسي الذي ادى الى صدور القرار 1559 كما ان من شأنه ان يضبط تحركات الفرنسيين نسبيا التي تعتبر اكثر تساهلا في التعاطي مع دمشق وما يتصل بها. وقد صدر رسميا عن الطرفين الاميركي والفرنسي ان لبنان هو احد المواضيع على جدول اعمال البحث بين الرئيسين مما يعطي لنتائج هذه القمة اهمية مضاعفة ويثير مخاوف اضافية بالنسبة الى هذه المصادر ان القوى المؤثرة ستكون مواقفها منسقة بالنسبة الى سبل معالجة تداعيات القرار الاتهامي في المرحلة المقبلة وهي تستعد لمواكبة صدوره باقفال الابواب على اي زعزعة للاستقرار وتجنيد كل من له تأثير او مونة في الشأن اللبناني من اجل المساهمة في هذا المسعى. اضف الى ذلك ان ما تعتبره هذه القوى تسوية اقليمية بين سوريا والسعودية بصرف النظر عن وجودها في اي صيغة كانت، خرجت عن الاطار الاقليمي الى الاطار الدولي  فيكسبها ذلك اما شرعية اضافية او عرقلة اضافية  اقله للصيغة التي تستمر قوى 8 اذار في الاشارة اليها.

 وعلى رغم تبلغ هذه القوى ومعها سوريا على نحو مباشر او عبر اطراف ثالثين في الشهرين الاخيرين من تركيا الى قطر وصولا الى روسيا وفرنسا انه لا يمكن تجاوز موضوع المحكمة في اي تفاهم موضوع صدور القرار الاتهامي، وهو ما عبر عنه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير علما ان تصريحات مسؤولين في الحزب او لحلفائه كانت تتجاوز ما قاله السيد نصرالله، فان هذه المصادر تعتبر ان الدخول الاميركي مثيرجدا للقلق لاسباب عدة بينها توقيت ارسال سفير اميركي الى دمشق والذي كانت ترغب الاخيرة في حصوله في اطار اعادة تطبيع علاقتها مع واشنطن. وقد ادرجت العاصمة الاميركية هذا التعيين الذي حصل بمرسوم في اطار التاثير على سوريا في شكل افضل وايصال المواقف الاميركية بوضوح بما يتناسب مع مرحلة صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الخاصة بلبنان.

وتقول مصادر مطلعة على موقف الاميركيين ان واشنطن تدعم استقلال لبنان وسيادته الامر الذي يعني انها تحترم هذين الاستقلال والسيادة على انها لا تخوض حروبا او معارك بالنيابة عن اللبنانيين وهي ايضا لن تظهر تورطا في لبنان. الا انها لن تسمح في الوقت نفسه ان يوضع اللبنانيون امام خيارين: عودة النفوذ السوري الى لبنان كما كان في السابق في سياق لم تظهر فيه سوريا اي خجل او مراعاة في سعيها علنا وصراحة لان تستعيد نفوذها السياسي والامني في مقابل ضبط "حزب الله" او الخضوع لنفوذ ايران عبر سيطرة "حزب الله" على السلطة وممارسته سياسة التأثير والتعطيل لمؤسسات الدولة. وتنقل هذه المصادر المطلعة على موقف واشنطن ان السياسة الاميركية ازاء لبنان قد تغيرت عما كانت عليه في السابق وان لا عودة عن السياسة الجديدة في اشارة الى عدم استعداد للموافقة على مقايضة سيادة لبنان واستقلاله بالاستقرار الذي تقول سوريا انها مستعدة لضمانه بما لها من تأثير على حلفائها وقدرة على ضبط حركتهم التي لا تنفصل عن سياق السياسة السورية وطموحاتها في لبنان.

 

شمس الدين يوصي: مشروع الدولة يتقدم

النهار/احمد عياش     

الإمام محمد مهدي شمس الدين الذي تحل غداً في العاشر من كانون الثاني ذكرى غيابه العاشرة لا يزال حاضراً عند من يشاء ان يعود الى الارث الكبير الذي تركه في لبنان والعالم الاسلامي. ولأن المشيئة تبدو عند من تسلم زمام قيادة الطائفة الشيعية بعد غيابه متراخية سواء بضغط من الظروف الداخلية والاقليمية او برغبة دفينة تستند الى نموذج نقيض لما مثّله الراحل الكبير في اعماله وافكاره، فإن الشيخ يقتحم المشهد فجأة من دون استئذان عندما تهب العواصف الهوجاء على وطن اعتبره "منارة ونموذجاً لكل المجتمعات الاخرى التي تتميز بالتنوع الشديد".

ربما تسبب اكتشاف فتوى للإمام شمس الدين قبل 27 عاماً تحرّم بيع أراضي المسلمين لغير المسلمين، والتي اعادت "النهار" التذكير بها قبل ايام، بإحراج من هاجم مشروع الوزير بطرس حرب الذي يدعو الى منع بيع اراضي المسيحيين هذه الايام لغير المسيحيين. لكن هذا الاكتشاف المحرج هو جزء يسير من فتاوى شديدة الاحراج لكل من اصبحت دفة قيادة الطائفة الشيعية بيدهم، وتحديداً "حزب الله" الذي أخذ الطائفة ولا يزال منذ نحو ثلاثة عقود الى مشروع نقيض لمشروع الدولة الذي كافح شمس الدين من اجله حتى رحيله.

كاتب هذه السطور الذي حظي بفرصة متابعة لنشاط الشيخ أعواماً على صفحات "النهار" عندما اصبح الإمام متولياً لرئاسة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بعد اختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا عام 1978 نقل في مناسبات عدة حرص شمس الدين على مشروع الدولة. ففي النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي، وتحديداً بعد انجاز الرئيس الراحل رفيق الحريري "تفاهم نيسان" الشهير الذي اعطى المقاومة غطاء دولياً لا يقدّر بثمن قال شمس الدين: "لا مشروع للشيعة خارج اطار الدولة (...) ومن يريد العمل من خارجه واسقاطه سيكون اول ضحايا اضمحلال مشروع الدولة". وفي عز الاشتباك بين مشروعي الدولة والمقاومة التي اصبحت حكراً على "حزب الله" انعقد اللقاء الذي اصبح في ذاكرة التاريخ، وذلك في السادس من حزيران 1996. فعلى مدى اربع ساعات دار حوار بين المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ممثلاً برئيسه الشيخ شمس الدين ونائبه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الامير قبلان، وبين "حزب الله" ممثلاً بأمينه العام السيد حسن نصرالله ونائبه الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد ابرهيم امين السيد. تبادل الافكار جرى حول مشروع الدولة ومشروع المقاومة. لكنه لم يصل يومذاك الى جواب عن السؤال الذي انتهى اليه الاجتماع: "كيف نحفظ مشروع الدولة ونحن ندعم المقاومة في زمن العواصف بما يحفظ بقاءنا ووجودنا فوق رقعة الوطن؟".

في مرحلة، يمكن المجازفة بوصفها "ذهبية" كان "التناغم الفكري والفقهي إلى حد الذروة" بين الرئيس الايراني محمد خاتمي عندما وصل الى سدة رئاسة الجمهورية الاسلامية في التسعينات وبين رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ شمس الدين وفق ما صرّح به لـ"النهار" السيد هاني فحص رجل الدين الشيعي البارز في مقابلة اجريتها معه عند انتخاب خاتمي. يضيف فحص في تلك المقابلة قائلاً: "تيار السيد خاتمي يشكو من الاستنفار الايديولوجي خلال فترة الحروب في ايران التي كوّنت جماعات عصبية تعمل على الايديولوجيا بمعناها المتفاقم. وبعدما انتهت الحروب وجدت هذه الجماعات نفسها في حال فراغ ثقافي وعدم القدرة على التكيّف والتعاطي مع الواقع، فأصيبت بإحباط واكتئاب ووصلت الى حالات مازوشية وخلقت إشكالاً موجوداً في ايران. جو السيد خاتمي يتخوف على الشيعة اللبنانيين من مآل كهذا".

بالتأكيد تبقى "الوصايا" التي تركها الإمام الراحل كنزاً ثميناً لن تفيد العودة اليه في المناسبات فقط. فهو في مقدمة هذه "الوصايا" يبدأ "بوصيتي إلى عموم الشيعة (...) أن لا يخترعوا لأنفسهم مشروعاً خاصاً يميزهم عن غيرهم". وفي المقدمة التي كتبها غسان تويني لكتاب "الوصايا" يقول: "من خلف الموت، كلامك لا يحتاج الى تفسير ومكابرة مني ان أحاول التقديم لوصاياك بغير الدعوة الى الفرح بشمس يشرق ضياؤها، من خلف آفاق الزوال".

أفضل ما يمكن ان يوصي به المرء ان يعود عشاق الـ"س.س" المتجادلين اليوم الى شمس الدين اذا كانوا يريدون خيراً للبنان.

 

عن ديبلوماسية التعازي !

النهار/سمير منصور 

تحدث الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل ذات يوم عما سماه "ديبلوماسية الجنازات" تعليقاً على مصافحة عابرة خلال لقاء مصادفة بين مسؤول عربي وآخر اسرائيلي على هامش المشاركة في جنازة مسؤول كبير. وإقتباساً، يمكن الحديث في لبنان عن "ديبلوماسية التعازي"، وهي ليست مدعاة للسخرية بل تنم عن تقليد اجتماعي أخلاقي ينبغي التمسك به والمحافظة عليه، وهو أن اللبنانيين عامة وعلى كل المستويات يتناسون خلافاتهم أمام الموت وعندما يجدون انفسهم أمام الحاح واجب تقديم العزاء. وثمة امثلة لا تعد ولا تحصى لعل أبرزها كان قبل 38 عاماً عندما توجه العميد ريمون اده في 25 نيسان 1973 الى منزل الرئيس فؤاد شهاب في جونية معزياً بوفاة خصمه السياسي اللدود، ويومها فاجأ الجميع.

وقبل يومين حصل امر مشابه عندما وصل رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع الى كنيسة الصعود في ضبية معزياً خصمه السياسي اللدود ومنافسه الأول في "الساحة المسيحية" (ويصح العكس أيضاً) رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بوفاة شقيقه الأكبر. ليس المقصود قطعاً إجراء مقارنة بين هذا وذاك، أو بين هذه المناسبة وتلك، فلا عون هو فؤاد شهاب، ولا جعجع هو ريمون اده، ولا الظروف والمعطيات هي نفسها. فلكل زمان دولة ورجال، ولكل مرحلة أوصافها، في زمن يدعي بعضهم الكمال او يحاول التصرف كزعيم "كامل الأوصاف" وما أكثر هذا البعض!

وثمة محطة بارزة أيضاً في هذا السياق كانت قبل 17 عاماً عندما توجه سمير جعجع الى القرداحة في سوريا حيث قدم التعازي الى الرئيس الراحل حافظ الاسد بوفاة نجله الأكبر باسل بحادث سير على طريق مطار دمشق في 21 كانون الاول من العام 1994، مع الاشارة هنا أيضاً الى اختلاف الظروف والمعطيات.

هناك إذاَ "سوابق" كثيرة في هذا المضمار وقد "فعلها" جعجع قبل يومين مع عون في لحظة سياسية دقيقة، وكان قال فيه قبل أيام قليلة ما لم يقله مالك في الخمر. وكلاهما على كل حال "لم يقصّر" يوماً في حق الاخر، ومن غير الجائز نكء الجراح.

ولعل من المفيد أن توظف "ديبلوماسية الجنازات" وتقديم التعازي، سياسياً، بالمعنى الإيجابي. فبعد أيام سيجول عون على رئيس الجمهورية وبعض من آسوه بوفاة شقيقه. وقد يخطر في باله يوماً أن "يرد الزيارة" لآخرين بينهم سمير جعجع في معراب تحت عنوان "شكر على تعزية". وقد تشكل "المبادرة" في حال حصولها الخطوة الأولى على طريق "المصالحة المسيحية". بالطبع المسألة ليست بهذه البساطة. ولكن في كل مبادرة لا بد من خطوة أولى!

واذا كانت وفاة الياس عون "ابو نعيم"، الرجل المحب الودود الذي يوحي هذه الصفة لمن يلتقيه، من اللحظة الأولى، قد وفرت على شقيقه "الجنرال" بعض الانتقادات لمواقفه الأخيرة ومنها دعوته المحتجين على ارتفاع اسعار المحروقات الى "التحول" من وزارة الطاقة الى امام السرايا الحكومية، دفاعاً عن صهره الوزير جبران باسيل وحماية له، فإنها لا تحول دون التعبير عن الاستهجان الشديد لموقف الوزير نفسه، ليس بسبب اعلان تعاطفه مع المحتجين – وكل الناس يدفعون ثمن ارتفاع اسعار المحروقات – بل لتحريضهم على الحكومة وابداء استعداده للمشاركة في التظاهر ضدها! ليس دفاعاً عن حكومة لا تبعث على الاعجاب اطلاقاً، لا "تركيبة" ولا انجازات... بل احتراماً للمنطق ولعقول الناس: عجباً لزمن يحرض فيه وزير على حكومة وقع على التزام بيانها الوزاري! عجباً لزمن يطلق فيه وزراء على أنفسهم صفة موالين تارة، ومعارضين طوراً في حكومة ينتمون إليها!

في عصر فؤاد شهاب وريمون اده والكبار في كل زمان، كان المسؤول يعبر عن احترامه لإرادة الناس أياً تكن نتائج الانتخابات النيابية، وكان الوزير يعبر عن احتجاجه ببيان تفصيلي يختمه بإعلان استقالته، وبعد ذلك يصبح في حل من أي ارتباط بالحكومة، ويحق له المشاركة في التظاهر ضدها وحتى التحريض عليها إذا أراد!

رحم الله فؤاد شهاب ورشيد كرامي ورفيق الحريري وتقي الدين الصلح واميل بيطار ونصري المعلوف والبر مخيبر وبيار حلو، وأطال بعمر سليم الحص وغسان تويني وحسين الحسيني وعمر كرامي، فلكل من هؤلاء تجربة مشرفة، وقبلهم ومثلهم كثر... في الأزمنة العابرة!

 

كتاب مفتوح الى دولة الرئيس العماد ميشال عون

المحامي سمير لمع/النهار

بعد تقديم واجب الاحترام، دولة الرئيس

ان الذي يوجه اليكم هذا الكتاب هو من أبناء الشياح الصامدة رغم المتاعب التي تعرفون، وهو من عائلة لمع التي تعرفون ايضاً من سيرتها ولاسيما حبها للصدق ونظافة الكف.

وليس أدل على ذلك من الكتاب المفتوح الذي وجهته الى دولة الرئيس سليم الحص منذ نحو خمسة عشر عاماً أو أكثر لا أذكر، يوم كان رئيساً للحكومة وذلك في مناسبة عودته من احدى رحلاته الرسمية حيث نشرت الصحف وقتئذ انه أعاد الى خزينة الدولة ما كان قد تبقى معه من سلفة نفقات الرحلة. وعلى ما اذكر إني ختمت كتابي بان تمنيت له طول العمر وترحمت على الاستاذ وديع نعيم الذي رأس وفد لبنان الى مؤتمر سان فرنسيسكو الذي أنشا الأمم المتحدة وقد اعاد هو أيضاً ما كان قد تبقى لديه من النفقات المخصصة للرحلة. عرضت لدولتكم ما تقدم لأنتهي الى خلاصة اني كمواطن صالح أؤيد بكل تأكيد وإعجاب حملتكم على سوء التصرف الحاصل بالمال العام ومطالبتكم بمحاسبة ومعاقبة المرتكبين الناهبين أموال الدولة متمنياً لكم النجاح في سعيكم. ولكن إسمحوا لي، يا دولة الرئيس، وانتم إبن المؤسسة التي شعارها تضحية ووفاء وشرف أن أسألكم لماذا تؤيدون وبحماسة مستغربة من أمثالكم المشوشين على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الذين يحاولون منعها من إحقاق الحق؟ ولماذا لا تنتظرون يا دولة الرئيس صدور القرار الاتهامي حتى إذا جاء مبنياً على أدلة وإثباتات مقنعة أيدتموه وإلا رفضتموه ونحن معكم بكل تأكيد؟ وهل يعقل أن يكون هذا موقفكم في الوقت الذي نرى الرئيس السوري بشار الاسد يقول لا بل يؤكد أنه سيؤيد القرار الاتهامي إذا جاء مبنياً على وقائع مقنعة؟

دولة الرئيس، آمل أن يتسع صدركم لقبول كلمتي هذه وأن تفكروا فيها وتتخذوا الموقف المناسب بما عرف عنكم من شجاعة ونصرة للحق وللمظلومين.

ذلك أنه لا يجوز أن يهدر دم شهدائنا دون معاقبة المجرمين. وختاماً تفضلوا بقبول تحياتي الصادقة ودعائي لكم بالتوفيق في الرسالة التي نذرتم نفسكم لها.

 

اقترح إضافة بند على قمة شرم الشيخ يمنع الغرب من التدخل بحجة حماية مسيحيي الشرق

أبوالغيط: الاتحاد الأوروبي ليس جهة تقييم للأداء المصري في التعامل مع الأقباط

القاهرة - «الراي»/وجه النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود، تحذيرا الى جميع وسائل الإعلام، مطالبا بتوخي الدقة والمحافظة على سرية التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في حادث التفجير الإرهابي الذي شهدته كنيسة القديسين في الإسكندرية أول أيام العام الجديد.

يأتي ذلك على خلفية نشر إحدى الصحف القومية الكبرى لتقرير أشارت فيه إلى أن الأجهزة الأمنية تبحث عن خلية إرهابية مكونة من 5 أشخاص يشتبه في ضلوعهم في الحادث. ونسبت الصحيفة إلى النائب العام تصريحات في شأن المشتبه فيهم بالجريمة، قبل أن تعود في طبعتها الثانية والثالثة وتنسب تلك التصريحات إلى «مصدر قضائي» في النيابة العامة.

ووصل إلى الإسكندرية أمس، فريق من الأطباء الشرعيين وخبراء الأدلة الجنائية إلى مقر كنيسة القديسين في الإسكندرية، لتنفيذ قرار النائب العام بمعاينة موقع الحادث للمرة الثانية.

وفي سياق متصل، أكد محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب، أن «مشروع كاميرات المراقبة دخل الخدمة مع بداية العام الجديد»، موضحا «أننا نراقب كل صغيرة وكبيرة في المدينة من خلال عشرات الكاميرات التي تعمل بأحدث طراز على مستوى العالم». وأضاف: «أتابع المشروع شخصيا وليس أي جهة أخرى، وبلغت تكلفته أكثر من 100 مليون جنيه بتمويل ذاتي من محافظة الإسكندرية»، منوها إلى أن «المشروع سيتم تطويره في شكل مستمر، وهو مشروع ليس أمنيا فقط، بل سيساهم في رصد المشاكل اليومية التي يتعرض لها المواطن في الإسكندرية مثل أزمات المرور أو أعطال المياه أو الصرف الصحي، كما تتم مراقبة السواحل والشواطئ أيضا وحركة القطارات داخل محطات القطارات في الإسكندرية».

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، أن «الاتحاد الأوروبي ليس جهة تقييم للأداء المصري في ما يتعلق بموضوع يقع في صميم الشأن الداخلي المصري مثل تعامل الدولة مع الأقباط والعلاقة بين الأقباط والمسلمين».

ونفى في تصريحات صحافية أمس، أن تكون مصر قدمت تعهدات الى دول أوروبية بأنها ستكثف من إجراءاتها لحماية الأقباط في مصر، وقال: «هذا غير صحيح على الإطلاق. مصر لا يمكن أن تتعهد لأطراف خارجية مهما بلغت العلاقة معها بمثل هذا الكلام»، مضيفا: «إنما الحقيقة هي أن مصر أعلنت على الملأ وعلى لسان السيد رئيس الجمهورية التزامها الصارم بحماية أمنها وأمن مواطنيها ومكافحة الإرهاب والقضاء عليه وتعقب الجناة في هذه الجريمة البشعة وتقديمهم للعدالة (...) هذا موقف مصري واضح لا يتزعزع ولا يصح أن يقال إنه تعهد من مصر لهذه الدولة أو تلك».

وقال: «مع الأسف، بدأنا نرصد مواقف غير مريحة من البعض في أوروبا... وتحديدا من الذين ينتمون إلي التيارات اليمينية... وكلها مواقف تهدف في الأساس كما نراها لخدمة أوضاع سياسية داخلية لديهم».

وأضاف: «لن نسمح بأن يكون، ما وقع في مصر من أحداث، مطية يستخدمها أي سياسي في الغرب لخدمة مواقفه، هذا أمر مرفوض كلية، ولن نمكنهم من ذلك».

يشار الى ان 23 شخصا قتلوا فجر السبت الماضي في تفجير بالقرب من كنيسة في الإسكندرية.

وقال أبو الغيط ان «منهج تبني البعض في الغرب وبالذات في الاتحاد الأوروبي للمسيحيين في الشرق من شأنه أن يؤزم الأمور في شكل كبير، ويلقي بعلامات استفهام كبيرة حول طبيعة الاتحاد الأوروبي ذاتها». وأضاف ان «منهج الاتحاد الأوروبي يكرس في تقديرنا الانطباع السائد والذي يقول به رجال دين غربيون من أن الاتحاد الأوروبي هو ناد مسيحي ويجب أن يظل كذلك». وقال الوزير المصري: «هذه المنطلقات في التعامل خاطئة وتؤجج الفتنة وتنسف المنطلقات الصحيحة للتعايش..أرجو أن يراجع الساسة الأوروبيون الذين يتبنون هذا المنهج موقفهم». وكان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني طالب اول من أمس، بدعم من فرنسا وبولندا والمجر، ببحث موضوع «اضطهاد المسيحيين» ضمن أعمال الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بهدف اتخاذ إجراءات لحماية مسيحي الشرق الأوسط.

وفي سياق متصل، دانت اللجنة الوزارية العربية المصغرة التي عقدت اجتماعا مساء أول من أمس في مدينة طرابلس الليبية، الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له كنيسة القديسين في الإسكندرية. وصرح أمس الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية حسام زكي، بأن «اللجنة الوزارية المصغرة التي عقدت في طرابلس لمناقشة وصيانة مقترحات تطوير العمل العربي المشترك، تطرقت في مداولاتها إلى العمل الإرهابي الذي تم ضد كنيسة القديسين في الإسكندرية، حيث أعرب جميع الوزراء ورؤساء الوفود المشاركون عن خالص تعازيهم لمصر حكومة وشعبا ولأسر الضحايا، وعن ادانتهم الكاملة لهذا العمل الذي اعتبر الحاضرون أنه يهدف إلى إحداث فتنة في مصر، معربين عن دعمهم الكامل وثقتهم التامة في تلاحم النسيج المصري في وجه مثل هذه الأعمال الإرهابية». وقال: «وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط اقترح على أمانة الجامعة العربية، إضافة بند في القمة العربية المقبلة في شرم الشيخ حول رفض التدخل الخارجي والغربي تحديدا في الشأن العربي من خلال ما يتم الترويج له من مساعدة مسيحيي الشرق او حمايتهم، وشدد على أن مثل هذه الدعاوى مرفوضة شكلا وموضوعا وان مصر ستتصدى لها بكل قوة لأنها تزيد الفتنة وتوسعها وتؤججها». 

 

لبنان: حراك خارجي غير عادي فوق صفيح ... القرار الاتهامي

 |بيروت - من وسام أبو حرفوش/الراي

انتقلت بيروت الى نيويورك، وهي تستعد للحلول ضيفة على واشنطن قبل ان تعرج على اسطنبول، في طريقها الى عواصم اخرى متعددة الجنسية. فبيروت «شوهدت» في نيويورك في جناح العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في فندق «بلازا»، الذي استقبل اول من امس وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، قبل ان تلتقي في الفندق عينه رئيس الحكومة سعد الحريري. وبيروت، التي ابرمت «إتفاق توأمة» مع لاهاي منذ اعوام ويحكمها وهج طهران، حضرت على الطاولة مع «مهندس» العلاقات اللبنانية ـ الاميركية جيفري فيلتمان ومستشار العاهل السعودي لـ «شؤون العلاقات اللبنانية ـ السورية» نجله الامير عبد العزيز.

وظهرت بيروت اخيراً برفقة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم في نيويورك وكواليسها، فـ «عراب» إتفاق الدوحة اللبناني ـ العربي ـ الدولي، إلتقى فيلتمان وآخرين، ومن غير المستبعد ان يكون حمل «رسائل متبادلة» من الجهات المتواجهة.

وتتأهب بيروت «المالئة الدنيا وشاغلة الناس» للدخول الى البيت الأبيض مع جدول اعمال قمة الرئيسين، الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي من المرتقب ان يقل بيروت معه في زيارة اطمئنان للملك عبدالله بن عبد العزيز.

وبيروت جارة «الجار ولو جار» مع دمشق حضرت «حفل تنصيب» السفير الاميركي الجديد في دمشق روبرت فورد في واشنطن، المقرر وصوله الى سورية قبل نهاية الشهر الحالي وبـ «تأخير» اشهر مديدة، كانت اسبابه المعلنة «لبنانية».

هذه الـ «بيروت»، الموجودة في كل مكان إلا في بيروت، ستعرِّج على اسطنبول في واحد من ملفات الحوار الشائك بين الاميركيين والايرانيين، وهي في طريقها الى المزيد من العواصم الاقليمية والأممية «ذات الصلة».

وتوحي هذه «البيروتيات» الصاخبة الحركة ان شيئاً ما يقترب من «الساعة صفر» ... البعض يقول انه القرار الاتهامي في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري المرتقب تسليمه يوم السبت المقبل. البعض الآخر في بيروت يقول انه «الدخان الأبيض» المتوقع تصاعده قبل الـ 25 الجاري من المسعى السوري ـ السعودي في شأن التفاهم على تسوية تحمي لبنان في ملاقاة القرار الاتهامي وتداعياته، كان قيل الكثير عن «سريتها» في الأشهر الماضية.

وكانت أنظار بيروت شخصت امس الى نيويورك التي شهدت مجموعة لقاءات وتحركات عكست انتقال الملف اللبناني الى «غرفة الطوارىء» الاقليمية - الدولية علّ «الترياق» يأتي ليجنّب لبنان «المحظور». وهذه التحركات هي:

* لقاء الرئيس الحريري امس مع خادم الحرمين الشريفيْن حيث يفترض ان يكون ناقش آخر المعطيات المتعلّقة بالتفاهم السوري - السعودي وآليات إخراجه.

* لقاء وزيرة الخارجية الاميركية مع العاهل السعودي. ورغم وصف الزيارة بأنها «للمجاملة» والاطمئنان الى صحة الملك عبد الله، الا ان السياسة حضرت فيه، ولا سيما الملف اللبناني بكل تشعباته ومساعي «السين - سين» لاحتواء تداعيات القرار الاتهامي المرتقب صدوره. وقد وصفت رئيسة الديبلوماسية الاميركية محادثاتها مع خادم الحرمين الشريفين بأنها كانت «ممتازة».

* لقاء كلينتون، بعيد اجتماعها بالعاهل السعودي، رئيس الوزراء اللبناني في مقره في فندق «ريتس كارلتون» حيث جرى البحث في «العلاقات الثنائية وآخر تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط»، حسبما جاء في بيان المكتب الإعلامي للحريري، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ كلينتون التي رافقها مساعدها لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي دان شابيرو، «أكدت خلال اللقاء دعم بلادها لاستقلال لبنان وسيادته».

كما نُقل عن مصدر شارك في اللقاء ان وزيرة الخارجية الأميركية اعربت «بوضوح تام» عن دعمها للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وعندما سئل المصدر اذا كان رئيس الوزراء اللبناني ايد المحكمة ايضا، قال: «هذا امر بديهي». مع الاشارة الى ان كلينتون اكتفت بعد لقائها الحريري بوصف الاجتماع بأنه «ممتاز».

وتجدر الإشارة الى ان رئيسة الديبلوماسية الأميركية التقت كلاً من الملك السعودي ورئيس الوزراء اللبناني عشية جولتها الخليجية في دولة الإمارات وسلطنة عمان وقطر، وبعد لقاء صباحي مع المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس في وزارة الخارجية في واشنطن، وايضاً عقب تادية السفير الأميركي الجديد لدى سورية روبرت فورد اليمين الدستورية أمامها في مبنى وزارة الخارجية، وسط معلومات عن ان فورد سيتسلم مهماته في دمشق قبل نهاية الشهر الجاري.

* التحركات البعيدة عن الأضواء التي يقوم بها رئيس الوزراء القطري في نيويورك حيث التقى جيفري فيلتمان، علماً ان الأخير كان اجتمع بالامير عبد العزيز بن عبدالله لترتيب لقاء الملك السعودي والوزيرة كلينتون.

وفيما كانت اللقاءات تتكثّف في نيويورك، لفت ما نُقل عن مسؤول اميركي بارز من ان واشنطن قلقة «من محاولات الابتزاز السياسي التي يقوم بها حزب الله الذي يقول للحكومة وسائر اللبنانيين: اذا لم تفعلوا ما نريده في شأن المحكمة الخاصة فاننا سنحرق البيت بمن فيه».

واذ تفادى المسؤول الاميركي الحديث تفصيلاً عما يسمى الاتفاق السوري - السعودي في شأن لبنان، قال: «بالتأكيد نحن ندعم الجهود الهادفة الى حماية أمن لبنان واستقراره، وأن جزءا من ذلك يجب ان يشمل تحقيق العدالة ومعاقبة المسؤولين عن جرائم الاغتيالات».

وعما قيل عن وجود اتفاق سعودي ـ سوري غير معلن، تساءل: «اذا كان هناك اتفاق سعودي ـ سوري، لماذا يبقى سريا؟». وقال: «نحن مقتنعون بجدية الجهود السعودية وصدقيتها، والمملكة تلعب دورا ايجابيا في لبنان». وبعدما لفت الى ان التقارير الاعلامية تتحدث دوما عن أدوار وجهود مختلفة لمختلف الاطراف الاقليميين والدوليين حول لبنان ومستقبله، خلص الى «اننا نتساءل دائما أين اللبنانيون أنفسهم؟».

واذا كات نيويورك خطفت الأضواء في اليومين الماضييْن فان واشنطن ستكون تحت المعاينة في اليومين المقبلين مع القمة التي يعقدها الرئيسان الأميركي والفرنسي والتي سيكون لبنان «ضيفاً» رئيسياً عليها.

وستسبق هذه القمة استئناف ساركوزي في قصر الاليزيه، لقاءاته مع القادة اللبنانيين، حيث سيستقبل تباعاً كلاً من رئيس حزب الكتائب امين الجميل، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس «للقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ، وذلك في 14 و18 و24 و25 الجاري.

في موازاة ذلك، وفيما استوقف الدوائر المراقبة عودة الحرارة الى «العلاقة الباردة» بين دمشق والقاهرة من خلال مبادرة الرئيس السوري بشار الاسد إلى الإبراق لنظيره المصري محمد حسني مبارك مستنكراً الهجوم «الارهابي الشنيع» الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة رأس السنة، لفت ما نقلته «كونا» عن مصدر سياسي واسع الاطلاع من «ان الملف اللبناني يتحرك بين العواصم العربية والعالمية تمهيدا لايجاد مخارج للتسوية «المنجزة» بين السعودية وسورية للازمة السياسية القائمة على خلفية المحكمة الدولية».

وذكر المصدر ان الزيارة الحالية التي يقوم بها الحريري لنيويورك «تاتي في اطار تسريع آليات تنفيذ الحل»، موضحاً ان «الحل الذي تم انجازه» واعلن عنه الحريري في حديثه الصحافي وفق المسعى السوري ـ السعودي بدأ يتحرك نحو التنفيذ، لافتا الى ان هذا الحل هو نتاج القمة الثلاثية التي عقدت في القصر الجمهوري اللبناني وجمعت الملك عبدالله والرئيس السوري والرئيس اللبناني ميشال سليمان وشارك في جانب منها رئيس البرلمان نبيه بري والحريري في 30 يوليو من العام الماضي.

واشار المصدر الى ان من نتائج المشاورات القائمة «عودة التواصل بين الحريري والقيادة السورية وبينه وبين «حزب الله» بشخص امينه العام السيد حسن نصرالله بحيث سيكون ذلك مؤشرا قويا الى ولوج الحل باعتبار ان عودة التواصل من شأنها ان تزيل الحواجز والهواجس وتؤسس لاعادة بناء الثقة».

في هذه الأثناء، وبعدما اعتُبر اعلان الرئيس الحريري في حديثه الصحافي ان «الفريق الآخر» لم يف بعد بالتزاماته لإنجاز التسوية بمثابة إعادة الكرة الى ملعب قوى 8 مارس ومَن وراءها، برز «هجوم مضاد» من قوى المعارضة السابقة في ما يشبه مبارزة على طريقة «التنس» (tennis).

وغداة اعراب الرئيس بري عن أسف المعارضة السابقة «لمحاولات رمي المسؤولية على طرف آخر»، مشددا على أنّ «الفريق المطلوب منه موقف بهذا الخصوص معلوم وبالتأكيد ليس المعارضة»، دخل «حزب الله» على خط الردّ على الحريري بلسان نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم الذي اعلن ان «حزب الله» أنجز ما هو مطلوب منه بالكامل والمسؤولية تبقى على الطرف الآخر».

وردا على سؤال عما هو مطلوب من الحريري قال قاسم: «هو يعلم ما يجب عليه ان يفعله، والكرة في ملعبه». واضاف: «في اقتناعنا توجد معطيات راجحة لمصلحة التسوية ونحن ندفع في اتجاه هذا الحل لأنه افضل للجميع، ولكن في الاتفاقات لا توجد نجاحات بنسبة 80 او 90 في المئة، بل إما ان تنجز واما لا تنجز، يعني اما ابيض واما اسود. وإذا كنا نريد الحديث بصيغة التفاؤل وليس الانجاز، نقول ان الاجواء معقولة، ولكن عندما نصل الى الانجاز نقول الله اعلم لأن القوى المؤثرة في القرار النهائي هي التي تملك خيار الانجاز.

واشار الى «أننا في انتظار الاعلان الرسمي السعودي ـ السوري بان التسوية قد انجزت، وهذا هو الطريق لمعرفة اذا كان هذا الامر قد تم ام لا، ولا يستطيع احد ان يحدد توقيتا لان بعض التفاصيل مرهونة بمتابعة الوسطاء وهي ليست للتداول المفتوح، وبالتالي ستبقى هناك خصوصيات غير معلنة الى ان يتم الاعلان الرسمي سلبا او ايجابا وان كنا نأمل ان يكون ايجابا».

وردا على سؤال عن الفترة الزمنية لبلوغ التسوية النهائية، قال: «من المفروض الا تكون الفترة الزمنية طويلة، وهي في الواقع متزاحمة نوعا ما مع توقيت القرار الاتهامي بحيث ان صدوره سيجعل مثل هذه المساعي في وضع آخر، وما قبل القرار يختلف عما بعده لذا من مصلحة الجميع الاسراع في بلورة نتيجة التسوية».

وفي هذا السياق لم تستبعد تقارير اعلامية ان يرفع المدعي العام الدولي دانيال بلمار بحلول السبت المقبل قراره الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري قاضي الاجراءات التمهيدية دانييل فرانسين الذي كان حدّد اول من امس

الرابع عشر من الجاري موعدا لانعقا جلسة علنية بين بلمار والمستدعي أمام المحكمة اللواء المتقاعد جميل السيد للنظر في طلب الأخير الحصول على مستندات ذات صلة بالتحقيقات الأولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري لامحقة من يعتبرهم «شهود الزور» ساهموا في توقيفه مع 3 ضباط آخرين لمدة 44 شهراً. وقد منح فرانسين 20 دقيقة لكل من بلمار والسيد للإدلاء برأيه حيال موضوع إستدعاء الأخير، تمهيدا لاتخاذ القرار النهائي بهذا الإستدعاء، مع الإشارة إلى أنّ قاضي الاجراءات التمهيدية أبلغ الأمم المتحدة موعد انعقاد الجلسة لإبداء الرأي.

 

وفاة الملازم الأول في حرس رئاسة الحكومة طارق دحروج

صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة البلاغ الآتي:

" تنعي المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي الملازم اول طارق دحروج، الذي توفي بتاريخ اليوم 9/1/2011 اثناء توجهه من منزله الى مركز عمله في سرية حرس رئاسة الحكومة على متن سيارته نوع BMW حيث تعرض لحادث سير على اوتوستراد السعديات، نقل على الفور الى المستشفى للمعالجة، ولكنه ما لبث ان فارق الحياة.

وفي ما يلي نبذة عن حياته ومراحل خدمته العسكرية في سلك قوى الأمن:

ـ الاسم والشهرة: طارق عصام دحروج.

ـ تاريخ الولادة ومكانها:23/10/1979 ـ شحيم.

ـ الوضع العائلي: متأهل ولديه ولد واحد.

ـ انخرط في سلك قوى الأمن بتاريخ 2/5/2003

ـ تخرج برتبة ملازم بتاريخ 9/6/2004 ورقي الى ملازم اول بتاريخ 1/7/2007

ـ المراكز التي شغلها خلال سنوات خدمته:المعهد – قسم المحكومين في سجن رومية – مفرزة طوارىء بيت الدين – مفرزة سير صيدا – فصيلة عدلون – فصيلة بعبدا – فصيلة مغدوشة – المجموعة الأمنية المشتركة في الجنوب – سرية وزارة الداخلية والبلديات – سرية حرس رئاسة الحكومة.

ـ تابع عدة دورات في الخارج: بموضوع حماية كبار الشخصيات وبموضوع التدخل السريع .

ـ حائز على عدة تناويه: تهنئة خطية من وزير الداخلية والبلديات عدد ( 2 ) وتهنئة خطية من قائد سرية حرس رئاسة الحكومة عدد ( 2 )".

 

عون واصل تقبل التعازي بوفاة شقيقه

وطنية - 9/1/2011 واصل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون تقبل التعازي بوفاة شقيقه الياس عون "ابو نعيم" في كنيسة الصعود في ضبيه، ومن المعزين: الوزير غازي العريضي، الوزراء السابقون الياس سابا، جورج قرم ودميانوس قطار، النائب محمد قباني، النائبان السابقان ايلي الفرزلي وسعود روفايل، المدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد، وفد من الحزب الشيوعي برئاسة خالد حدادة، وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة علي حيدر، وفد من نقابة محامي بيروت برئاسة النقيبة أمل حداد، وفد من جمعية الصناعيين، كميل دوري شمعون، الاباتي بولس نعمان، الاب منصور لبكي، رئيس الطائفة القبطية في لبنان الاب رويس الاورشليمي ووفود شعبية من المناطق كافة

 

الراعي في تكريم المعمر طانيوس ابي خليل في جبيل: الضحايا البريئة تشكل سقوطا لكل ايديولوجيات العنف باسم الله

وطنية - جبيل - 9/1/2011 اقيم حفل تكريم المعمر طانيوس اسعد ابي خليل من مدينة جبيل والبالغ من العمر السنة الاولى بعد المئة، برعاية راعي ابرشية جبيل رئيس اللجنة الاسقفية للاعلام المطران بشارة الراعي الذي ترأس قداسا بالمناسبة في كنيسة مار جرجس في جبيل، حضره النائب عباس هاشم، رئيس البلدية زياد الحواط، الامين العام السابق للكتلة الوطنية المحامي جان الحواط، رؤساء بلديات جبيل السابقون، مخاتير مدينة جبيل والفيدار وحشد من المدعوين، علما ان المحتفى به لديه 10 اولاد و105 احفاد.

الراعي

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة هنأ في مستهلها المحتفى به على "هذا الامتياز من العمر الطويل بخاصة وانه عاش فرح عظمة رحمة الله في خلال حربين كونيتين وثالثة لبنانية"، مشيرا الى ان "مسيرة المعمر ابي خليل تستحثنا على غسل قلوبنا من كل حقد وبغض حتى تصبح غفورة ومحبة ومسالمة، وعلى غسيل عقولنا من الكذب والنفاق والضلال والازدواجية حتى نعيش الحقيقة المنورة والمحررة والجامعة، وعلى غسيل ضميرنا حتى نتمكن من سماع صوت الله في اعماقنا ودعوته للقيام باعمال الخير وتجنب الشر".

وامل في ان تكون هذه السنة "سنة نعمة وسلام وان كنا بدأناها بالدم والحزن الكبير بسبب ما حصل امام بوابة كنيسة القديسين في مدينة الاسكندرية وفي العراق من اعتداءات على الله والحياة البشرية، وهي اعتداءات زلزلت قلوب غالبيتهم الساحقة مع اطلالة السنة الميلادية الجديدة وهذا ما جعلنا نستذكر انه مع يوم ميلاد الرب يسوع قد ادى اطفال بيت لحم شهادة الدم". وقال: "لا يمكننا فهم كل هذه الاسرار، لكن ندرك ان شهادة الابرياء هي زرع للحياة الاحلى، وهي زرع للمسيرة الجديدة، وليس لدينا ادنى شك ان المسيح الذي مات وقام قد ولدت منه الكنيسة والبشرية الجديدتان، وليس لدينا ايضا ادنى شك ان جميع الضحايا البريئة التي تقع في العراق والتي وقعت في الاسكندرية وغيرها من المناطق لسبب او لاخر تشارك مع حمل الله حامل خطايا العالم، فهؤلاء الابرياء وجميع الابرياء يكفرون عن خطايانا من اجل ان نعيش حياة افضل، ويشكلون بالتاكيد زرعا للسلام وسقوطا لكل ايديولوجيات العنف باسم الله". واكد ان "المسيحيين سيستمرون في حمل رسالتهم في لبنان وفي الشرق، رسالة يسوع المسيح التي تقتضي ان يحمل الانسان صورة بهاء الله وان يشهد بالرجاء لانجيل انسان الكرامة وانجيل الاخوة البشرية لتكون حياتنا اجمل وعائلتنا افضل ووطننا احلى".

بعد قداس الشكر، اقيم احتفال في قاعة الكنيسة تحدث في خلاله نجل المحتفى به ميلاد عن ابرز محطات حياة والده والقيم التي تحلى بها، والقى الشاعر جورج عواد قصيدة من وحي المناسبة، وقدم له كل من الحواط باسم البلدية ونجله فؤاد باسم العائلة درعين تكريميين.