المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 09 من كانون الثاني/2011

البشارة كما دوّنها متى الفصل 4/01-11/إبليس يجرب يسوع

وقاد الروح القدس يسوع إلى البرية ليجربه إبليس. فصام أربعين يوما وأربعين ليلة حتى جاع. فدنا منه المجرب وقال له: إن كنت ابن الله، فقل لهذه الحجارة أن تصير خبزا. فأجابه: يقول الكتاب: ما بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله. وأخذه إبليس إلى المدينة المقدسة، فأوقفه على شرفة الهيكل وقال له: إن كنت ابن الله فألق بنفسك إلى الأسفل، لأن الكتاب يقول: يوصي ملائكته بك، فيحملونك على أيديهم لئلا تصدم رجلك بحجر. فأجابه يسوع: يقول الكتاب أيضا: لا تجرب الرب إلهك. وأخذه إبليس إلى جبل عال جدا، فأراه جميع ممالك الدنيا ومجدها وقال له: أعطيك هذا كله، إن سجدت لي وعبدتني. فأجابه يسوع: إبتعد عني يا شيطان! لأن الكتاب يقول: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد. ثم تركه إبليس، فجاء بعض الملائكة يخدمونه.

 

كلينتون أكدت للحريري دعم بلادها استقلال لبنان وسيادته

وطنية - 8/1/2011 استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في مقره في فندق "ريتس كارلتون" في نيويورك مساء أمس بالتوقيت المحلي، وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يرافقها مساعدها لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي دان شابيرو، في حضور سفير لبنان في واشنطن أنطوني شديد وسفير لبنان في الامم المتحدة نواف سلام ومدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري ومستشارته للشؤون الأميركية آمال مدللي والمستشار الإعلامي هاني حمود.

وتناول اللقاء العلاقات الثنائية وتطورات عملية السلام في الشرق الأوسط. وأكدت كلينتون خلال اللقاء دعم بلادها استقلال لبنان وسيادته.

 

مُنتجو التطرّف 

الياس الزغبي

لا نقاش في أنّ التطرّف والغلو في التصرّف، صفة وطبع من صفات الانسان وطبائعه.

عبر الأجيال، كان هناك دائما متطرّفون يلجأون الى العنف الكلامي والمعنوي، ثمّ الجسدي، ضدّ خصومهم وأعدائهم، والتاريخ حافل بسجلاّت هؤلاء، وهم اليوم اكتسبوا، بلغة العصر، تسمية ارهابيّين. ليس هنا مجال البحث في الارهاب وأصوله ودوافعه النفسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة والدينيّة (المشوّهة)، بل للنظر في ظروف هذا العنف المتنامي وترجماته القاتلة في عمليّات التفجير بين منازل الأبرياء وعلى أبواب معابدهم وكنائسهم. لم يبلغ العنف الطائفي والمذهبي في الشرق الأوسط، عبر مئات السنين، ما بلغه منذ ثلاثين عاما، وما يبلغه اليوم. ليس لأنّ أصوله ودوافعه تغيّرت، وطرأت "صحوة" للأصوليّين والجهاديّين، وانفتح الوعي التاريخي على عالمي الخير والشرّ، والفسطاطين، وداري الحرب والاسلام، بل لأنّ "ثورة اسلاميّة" تحوّلت الى جمهوريّة، وعقيدة سياسيّة – مذهبيّة شاءت أن تُصدّر نفسها، فأيقظت كلّ ركام التاريخ، وحرّكت هواجس الأقليّات والأكثريّات، وأطلقت في الأذهان أحلام القوّة والغلبة والتفوّق، ودغدغت مكامن العنف لدى المذاهب الأُخرى. قبل هذه "الثورة"، لم تكن "القاعدة"، بانطلاقاتها الأفغانيّة والاخوانيّة، وظواهرها من باكستان الى المغرب، شديدة الخطورة كما هي الآن. ولم تكن أسماء، مثل بن لادن والظواهري والزرقاوي والعبسي والعولقي ... ومن شابههم، تسطع في فنون القتل والتدمير شرقا وغربا، وضدّ المسلمين قبل سواهم، وضدّ المسيحيّين استطرادا.  لقد استشرست "ثقافة" العنف تحت عنوان تصدير "ثورة الخميني"، وهي اليوم تزدهر تحت عنوان "الممانعة والمقاومة"، وتحت شعار "جبهة المواجهة العالميّة" و"جبهة مقاومة الشعوب". ولنأخذ نماذج سريعة من هذا الازدهار:

- في باكستان وأفغانستان، انتعش الارهاب بعد الهزيمة، ولايران "فضل" في الحضانة والرعاية، الماليّة والتدريبيّة على الأقلّ.

- في ايران نفسها، لم تكن ظاهرة التفجيرات معروفة وحركة "جند الله" مكشوفة، قبل "الثورة". وردّ الفعل يكون غالبا من طبيعة الفعل نفسه، والتطرّف يستولد التطرّف.

- في العراق، كان تزايد التدخّل الايراني سببا عضويّا في تصاعد التفجيرات الارهابيّة ضدّ الشيعة والسنّة على السواء، وليس خافيا أنّ المسيحيّين في الجنوب الشيعي لم يكونوا أقلّ استهدافا منهم في الوسط السنّي. ولعلّ أسوأ مآسيهم حصلت تحت الحكم العراقي المائل نحو ايران منذ بضع سنوات. ولا ينفع هنا التبرير بوجود جيش أميركي، ورفع المسؤوليّة عن كاهل السلطة ذات الهوى الايراني.

- في الخليج، من اليمن الى البحرين والامارات والكويت، لم يسبق أن خيّم شبح الصراع المذهبي كما هو الآن، مع ايقاظ حساسيّات الأقليّات الشيعيّة وتحريك أحلامهم وانجذابهم الى الميتروبول في طهران، والميل الى العنف المعلوم والمكتوم.

- في فلسطين، لم تنشطر القضيّة الى نصفين، في السياسة والجغرافيا، الاّ بعد الدخول الايراني القوي بالمال والسلاح والعقيدة الى غزّة، وفيها لا تُحسد الأقلّيّة المسيحيّة على وضعها. رام الله ، باعتدالها ، أنتجت أوسلو ورابين. غزّة، بتطرّفها، أنتجت حروبا وشارون ونتانياهو وليبرمان.

- في مصر، ليس سرّا دور ايران في استدراج العنف، سواء من بوّابة غزّة أو في الداخل، و"خليّة حزب الله" ماثلة. فمن يستطيع أن يؤكّد أو ينفي أنّ استهداف المسيحيّين الأقباط ليس في سياق الصراع الكبير بين قُطبي الاسلام على جناحي الشرق الأوسط، وفي اطار حرب الفتنة الكبرى؟

- وأخيرا في لبنان، بات واضحا أنّ الاعتدال السنّي لا يخدم المشروع الايراني، فهناك اصرار على اضعاف الأكثريّة المعتدلة والواعية. فهل يفعل "حزب الله" غير ذلك بالتطرّف في الخطاب، والوعيد بالعقاب؟ فهو لا يتحالف الاّ مع أبناء جنسه من المتطرّفين والسلفيّين الجهاديّين، يضع خطا أحمر على معسكر "فتح الاسلام" ويضغط لاخراج عمر بكري الفستق من السجن، ويغفو على عمالة حلفائه، ويعمد على اثارة الفعل وردّ الفعل، على طريقة رعد – كبّارة، ويكلّف أصواتا مسيحيّة ودرزيّة وسنّيّة في حربه على اعتدال الحريري وعقلانيّة 14 آذار وسلميّة العرب وعلميّة الغرب.

- وهل العنف و"الوعد" بالفتنة في لبنان صنيعة المعتدلين من سنّة ومسيحيّين وشيعة ودروز، أم من صنع أدوات المشروع؟

والمثير للأسف، أن يخرج الحليف المحلّي الأوّل لـ"حزب الله" بنظريّة مضحكة تقول انّ تفاهم 6 شباط 2006 أوقف عنف الخامس منه!

وصاحب النظريّة هذه يعرف قبل سواه أنّ وراء عنف 5 شباط في الأشرفيّة أيدي حلفائه، وأنّ من أطفأه هو وعي القيادات المسيحيّة والسنّيّة في 14 آذار، وادراكها خطورة الاختراق المخابراتي الذي حصل.

ولا بدّ أنّه يعرف أيضا من أشعل عنف الاوتوسترادات والدواليب والاعتصامات واغتيال العائدين من تجمّع سلمي ومواطن مؤيّد له في عين الرمّانة، وصولا الى 7 أيّار وسجد ودورس واثارة حساسيّات الجامعات وجرود جبيل وطرابلس والبقاع الأوسط واقليم الخرّوب وصيدا. ويعرف ويعرف أنّ تهجّمه على مصر والسعوديّة وزعامة الحريري ومواقع السنّة خدمة مدفوعة لـ"حزب الله" هنا، وسوريّا وايران هناك، ويشكّل حلقة في انتاج التطرّف، ويعرّض المسيحيّين تحت الشعار الخادع بانفتاحهم (على سوريّا وايران)، أي على 10% من البيئة الاسلاميّة فقط! في كلّ عنف وتطرّف، هناك فعل وردّ فعل، بادئ ومكمّل، سابق ولاحق. ومن السهل في لبنان، والشرق الأوسط، رصد مُطلقي العنف ومبرمجيّ أساليبه. 

"القاعدة" بيت بمنازل كثيرة، وعباءة يلطو تحتها كثيرون. ومنتجو التطرّف والارهاب متعدّدو العناوين، مموّهو الوجوه

 

ساركوزي يرفض تطهيراً دينياً يستهدف مسيحيي الشرق الأوسط

النهار/باريس – من سمير تويني: شددت باريس أمس لهجتها حيال ما يتعرض له المسيحيون في الشرق الاوسط بعد الاعتداءات التي استهدفت كنائس في العراق ومصر، وندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ"مخطط تطهير ديني شرير" يستهدف الاقليات المسيحية في المنطقة، مشيرا الى أن بلاده لن تقبل به. وحرص على القول إن "الاسلام ليست له بالتاكيد اية علاقة بالوجه البشع لهؤلاء المهووسين بالدين الذين يقتلون المسيحيين واليهود والسنة والشيعة". (راجع العرب والعالم) وقالت وزيرة الخارجية ميشيل أليو-ماري إن معاداة المسيحية "لا تطاق" مثلها مثل معاداة السامية ومعاداة الاسلام، مطالبة الدول الاوروبية والمسلمة بالتحرك من أجل مسيحيي الشرق الذين يهددهم تنظيم "القاعدة". ففي مقابلة تنشر اليوم في مجلة "الفيغارو ماغازين"، قالت إنها ستوجه خلال زيارتها للدوحة الاربعاء والخميس المقبلين في مناسبة "منتدى المستقبل" الذي يضم دول مجموعة الثماني والشرق الاوسط وشمال أفريقيا "نداء للتسامح والاحترام المتبادل بين الديانات السماوية الثلاث". وأضافت:"في الارض العربية، الغرباء ليسوا المسيحيين، انهم الارهابيون".(و ص ف)

 

شمعون: كل حديث عن تسوية هو سابق لأوانه 

لبنان الآن/اعتبر رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون أن كل حديث عن تسوية أو إتفاق لمعالجة الأزمة السياسية الراهنة هو سابق لأوانه. وقال: "لا يمكن الوصول الى اي اتفاق قبل صدور القرار الإتهامي، لأن لا أحد يعرف ما هو مضمونه وإذا كان "حزب الله" ضالعاً اين تذهب الإتفاقات. شمعون، وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، سأل: "لماذا الإستعجال على هذه العملية قبل صدور القرار الإتهامي، علماً أن الجميع يعرف مدى صعوبة السير بأية تسوية"، وأضاف: "إننا في حال انتظار منذ نحو سنتين، وبالتالي يمكن أن ننتظر لمدة أسبوعين كي تتضح الأمور". ورداً على سؤال حول ان التسوية قد أنجزت وهي أكثر من "دوحة" وأقل من "طائف"، قال: "لا أعرف عن أية حقوق يتكلّم أطراف المعارضة، علماً أنهم في اتفاق الدوحة نالوا ما لا يمكن أن يأخذوه عبر الديموقراطية، وحصلوا بطريقة او بأخرى على الثلث المعطّل. قوى 8 آذار تريد السيطرة على الحكم والسياسة في البلد كما هي تريد أو انها تمارس التعطيل ولا تفسح المجال أمام الحكومة كي تحكم". وحول كلام نائب أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بأن "حزب الله" أنجز ما طلب منه، أجاب شمعون: "نحن لم نطلب شيئاً، بينما المطالب تأتينا دائماً من طرف "حزب الله"، الذي لو فتح أمامه المجال لتغيير رئيس الحكومة لفعل ذلك، وهذا ما يجاريه فيه العماد ميشال عون، كما أن "حزب الله" يعتبر نفسه أنه يستطيع فعل أي أمر دون أن يقف أحد في وجهه". وعما إذا كان راضٍ عن أداء رئيس الحكومة، اعتبر أن "الرئيس سعد الحريري يدعو فريق المعارضة الى ترطيب الأجواء، وهو يرتدي القفازات في التعاطي مع هذا الموضوع، وهذا ما ينطبق ايضاً على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان"، مشيراً الى أن "الرئيسين سليمان والحريري يتمسكان بالصلاحيات التي حددها لهما إتفاق الطائف". ورداً على سؤال، قال شمعون: "قبل الحديث عن تسوية، يجب ان نعرف مع مَن ستتم هذه التسوية، فهل ستتم مع طرف مجرم او بريء. وأكد أنه لن يفرض شيء علينا، سائلاً: "ما الذي يستطيع ان يفعله "حزب الله"، هل سيحتل البلد؟"، وتابع: "كفى "هَوبرات وزكزكات" فلا أحد في لبنان يستطيع الخربطة، حين تدخل كل من دمشق والرياض على الخط، لأن الجميع يعلم جيداً أن أي سيناريو على شاكلة ما حصل في برج أبي حيدر، سيمتدّ من لبنان الى المنطقة الشرقية من السعودية، وسيمتد ايضاً الى تركيا وسوريا"، منبهاً من "تداعيات في كل منطقة يتواجد فيها شيعي او علوي وسنّي وبالتالي اي حادث من هذا النوع لا يستطيع أحد وقفه".  ورداً على سؤال حول الحديث عن تخلّي الحريري عن حلفائه، لفت شمعون الى ان "لا أحد يتحدّث في هذا الموضوع، بل كل ما يقال في هذا المجال "تطيير فيولة"، مؤكداً أن "كل الأطراف المنضوية تحت لواء قوى 14 آذار متفقة فيما بينها، ولم يتغيّر شيء بالنسبة إلينا".

 

خطف خمسة عمال مصريين في بلاط – جبيل وتحويل الاموال الى سوريا

نهارنت/اقدم مجهولون على خطف خمسة عمال من التابعية المصرية يعملون في منطقة بلاط - جبيل عرف منهم علي توكل علي راغب، هشام مبروك، حمدي حسن الصفطي وعلي توفيق. وطلب الخاطفون من اصدقاء المخطوفين مبلغ 4 آلاف دولار عن كل عامل وتم ارسال مبلغ عشرين الف دولار الى الشخص المتصل وهو السوري عامر علي رضا الذي طلب تحويل المبلغ الى سوريا عبر الـ" ويسترن يونيون".  وتقوم القوى الامنية بالتحقيقات لمعرفة هوية الخاطفين واسترداد المخطوفين.

 

الأسد أعطى أوامر بشن حملة عنيفة على الحريري والسنيورة والجميل وجعجع وكبارة

خاص – بيروت أوبزرفر/كشفت مصادر مطلعة لبيروت أوبزرفر أن الرئيس السوري بشار الأسد وخلال إجتماع ضم كل من المعاون السياسي لأمين عام حزب الله حسين خليل، والنائب في كتلة التنمية والتحرير علي حسن خليل والوزير السابق ميشال سماحة، أعطى أوامر صريحة ومباشرة بشن حملة عنيفة على بعض قيادات في قوى 14 آذار عبر وسائل إعلامية تابعة لقوى 8 آذار وذلك إستباقاً لصدور القرار الإتهامي عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقالت المصادر أن الأسد كان حازماً في الأوامر التي صدرت عنه، مضيفة إلى أن الأمر وصل به إلى حد طلب تلفيق أية أخبار أو شائعات من شأنها تشويه صورة هذه القيادات وأضافت المصادر أن الأسد طلب التركيز في الحملة على رئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة والرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع والنائب محمد كبارة وذلك عبر كل من تلفزيون أن بي أن وأو تي في والمنار والعالم وصحيفة الأخبار

 

مسؤول اميركي: متى سيقول اللبنانيون إن "حزب الله" يصوّب مسدساً نحو رؤوسنا؟

نهارنت/اشار مسؤول أميركي رفيع المستوى الى ان "كل من راقب لبنان عبر السنوات يعلم أن التوتر في لبنان سرعان ما يمكن أن يتحول إلى عنف، وبالطبع الناس قلقون، ولكن في الوقت نفسه لا أريد المبالغة في تلك المخاوف". وذكر المسؤول لصحيفة "الشرق الاوسط"، مشترطا عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع، الى انه "نرى التصريحات من بعض المسؤولين اللبنانيين من خلفية سياسية معينة وتبدو كأنها ابتزاز أكثر من أي شيء آخر، كأن يقال "إذا لم تنفذوا ما نطلبه سنحرق الدار". وحول تهديدات استخدام القوة لمنع عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، تساءل "متى سيقول اللبنانيون إن "حزب الله" يصوّب مسدساً نحو رؤوسنا؟ إلى متى سأمتنع عن التصرف بينما "حزب الله" يصوب مسدسا إلى رأسي؟". وشدّد المسؤول على انه "حتى "حزب الله" يفهم أن ليس من مصلحته أن يدفع القتال الطائفي الواسع أو العنف في لبنان، خصوصا أن القضية هي عملية قانونية جارية، فقرار الاتهام ليس حكم محكمة». واكّد المسؤول الأميركي على أن "لدى لبنان الكثير من الأصدقاء الدوليين، وكلنا نعلم هشاشة الديمقراطية اللبنانية، ولا أحد منا يتهور"، مضيفاً "ولكن في الوقت نفسه، نحن نرى العدالة أنها مبدأ يجب احترامه، واستخدام التهديدات لإحباط العدالة أمر لن يدعمه اللبنانيون أو أصدقاؤهم". ويثق المسؤول الاميركي أنه "بغض النظر عما يحدث في لبنان، فإن عمل المحكمة الدولية سيستمر، لأنه بموجب قرار مجلس أمن بموجب البند السابع.. كل تصريحات حزب الله غير مجدية"، موضحاً ان "حزب الله لن يعرقل المحكمة، ولا أفهم سبب الهستيريا حول العملية القضائية". واعتبر المسؤول الأميركي انه "كلنا قرأنا باهتمام النقاشات حول صفقة سعودية - سورية، وأظن من اللافت أن النقاش حول هذه الصفقة عادة ما يظهر في وسائل إعلام تدعمها سورية، مما يجعل هناك اتجاها سوري ـــ حزب الله في القصص المنشورة". وعن السوريين اوضح ان "ما نسمعه من السعوديين أن هدفهم هو رؤية لبنان مستقرا وآمنا، وهم يعملون من أجل ذلك، وهذه أهداف نشترك فيها، وعلاقتنا مع السعودية قوية إلى درجة تجعلنا على علم بما يحدث إذا كان هناك مثل ما يجري تصويره في وسائل الإعلام".

واكّد انه "وبغض النظر عما إذا كنا نحب كل القادة اللبنانيين أم لا، فإننا واثقون بأن اللبنانيين إذا عملوا معا ستكون لديهم الرؤية الأفضل من أجل مستقبلهم". واشار المسؤول الى حيرة واشنطن من بعض التصرفات السورية بما فيها توجيه الاتهام لـ33 شخصية لبنانية ودولية في تشرين الأول الماضي بتهمة تضليل التحقيق في اغتيال الحريري. وتعتبر واشنطن أن لائحة الاتهام التي طالت عددا من الموالين لرئيس الوزراء، سعد الحريري، غير منطقية وأسهمت في التوتر الذي يسود لبنان. وتمنى المسؤول الأميركي عدم المبالغة في الرد على الخطوة المقبلة من لجنة التحقيق الدولية، موضحاً انه "سيقدم مغلف مختوم إلى قاضي الإجراءات التمهيدية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، هذا ليس إعلان ذنب أي طرف، بل توصية لتقديم الاتهام ليحقق بها القاضي". واشار الى انه "ليس من مصلحة أحد أن يزعزع استقرار لبنان فقط بسبب عملية قضائية قدمت مغلفا مختوما إلى قاض".

 

داغان: 90 في المئة من دول العالم لاتملك قوة نيران «حزب الله»

 القدس - «الراي/حذر رئيس جهاز «الموساد» مائير داغان الذي أنهى ولايته، اول من أمس من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدا ان «90 في المئة من دول العالم لا توجد لديها قوة نيران كالتي لدى حزب الله وأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ليست مستعدة الآن لمواجهة هجوم صاروخي». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، امس، عن داغان حديثه في اجتماعات مغلقة، إن «الإيرانيين ما زالوا بعيدين جدا من القنبلة النووية وأن برنامجهم يتأخر مرة تلو الأخرى بسبب الوسائل التي يتم تنفيذها ضدهم»، في إشارة إلى عمليات سرية عسكرية والكترونية. وتابعت ان «داغان تحدث في الماضي عن أنه لا ينبغي على إسرائيل المسارعة إلى مهاجمة إيران في هذه المرحلة أو شن حرب إلا في حال تعرضت لهجوم» أو «عندما يكون السيف مصلتا على عنقها، وليس مصلتا فحسب وإنما يقطع اللحم الحي». وفي ما يتعلق بـ «حزب الله»، اكد داغان ان «90 في المئة من دول العالم لا تمتلك قوة نيران كالتي يمتلكها الحزب وأن ثمة احتمالا، في حال نشوب حرب، أن تشارك سورية في القتال وتوجيه ضربات شديدة الى الجبهة الداخلية الإسرائيلية»، محذرا من أن «هذه الجبهة الداخلية ليست جاهزة لهجوم صاروخي مشترك». وتطرق في المحادثات المغلقة إلى القيادي العسكري في «حزب الله» عماد مغنية، الذي اغتيل في فبراير 2007 في دمشق، ووصفه بأنه «كان رئيس أركان قوات حزب الله وحلقة الوصل بين الحزب وبين إيران وسورية وكان مسؤولا عن تفعيل القوة وبنائها».

وأضاف أن «اغتيال مغنية ألحق أضرارا كثيرة بحزب الله وحقيقة أن تطلب الأمر أن يرثه 4 أشخاص يدل على قوته وقدراته». وتابع، ان «حزب الله حاول الانتقام لمقتل مغنية من إسرائيل في مواقع عدة في العالم لكنه فشل في جميعها».وأضاف أنه «رغم أن ورثة مغنية الأربعة بينهم صهره، مصطفى بدر الدين، والأمين العام للحزب (السيد) حسن نصر الله نفسه وحسن لقيس وطلال حميّة يحتلون مكانه ببطء، إلا أن الاستخبارات الإسرائيلية ترى ان أداءهم يتحسن وأنه لا يوجد أحد في العالم ليس له بديل». واكد داغان أنه يؤيد التوصل إلى سلام بين إسرائيل وسورية «لكن شرط أن يتم الانسحاب من هضبة الجولان» مقابل نزع سلاح حزب الله وإلغاء اتفاقات الدفاع والتعاون الاستراتيجي بين سورية وإيران».

 

قاسم: أنجزنا المطلوب منا والحريري يعلم ما يجب عليه ان يفعله

نهارنت/اكّد نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "حزب الله" أنجز ما هو مطلوب منه بالكامل والمسؤولية تبقى على الطرف الآخر. واوضح قاسم لصحيفة "السفير" ان الحريري "يعلم ما يجب عليه ان يفعله، والكرة في ملعبه"، موضحاً انه "في قناعتنا توجد معطيات راجحة لمصلحة التسوية ونحن ندفع في اتجاه هذا الحل لأنه افضل للجميع، ولكن في الاتفاقات لا توجد نجاحات بنسبة 80 او 90 في المئة، بل اما ان تنجز واما لا تنجز، يعني اما ابيض واما اسود". واشار قاسم الى انه "إذا كنا نريد الحديث بصيغة التفاؤل وليس الانجاز نقول ان الاجواء معقولة، ولكن عندما نصل الى الانجاز نقول الله اعلم لأن القوى المؤثرة في القرار النهائي هي التي تملك خيار الانجاز". وذكر قاسم "أننا في انتظار الاعلان الرسمي السعودي السوري بأن التسوية قد انجزت، وهذا هو الطريق لمعرفة ما اذا كان هذا الامر قد تم ام لا، ولا يستطيع احد ان يحدد توقيتا لان بعض التفاصيل مرهونة بمتابعة الوسطاء وهي ليست للتداول المفتوح، وبالتالي ستبقى هناك خصوصيات غير معلنة الى ان يتم الاعلان الرسمي سلبا او ايجابا وان كنا نأمل ان يكون ايجاباً". وعن الفترة الزمنية لبلوغ التسوية النهائية، اوضح قاسم انه "من المفروض الا تكون الفترة الزمنية طويلة، وهي في الواقع متزاحمة نوعا ما مع توقيت القرار الاتهامي بحيث ان صدوره سيجعل مثل هذه المساعي في وضع آخر، وما قبل القرار يختلف عما بعده لذا من مصلحة الجميع الاسراع في بلورة نتيجة التسوية". وردّ قاسم على قدرة الاميركيين على التعطيل، بأنهم "مربكون فهم حائرون بين رغبتهم في ان يصدر القرار الاتهامي، ويرون تداعياته ويبنون عليها ضمن هدفهم المركزي اي تسديد ضربات لـ"حزب الله"، وبين التريث خشية العواقب غير المحسوبة".

وعن المحكمة الدولية، اكّد قاسم انه "ثبت بالدليل القطعي انها محكمة مخصصة لضرب قوى الممانعة والمقاومة من بوابة لبنان وعلى رأسها سوريا و"حزب الله"، وان فيها من المرونة ما يساعد على توجيهها في اي مسار وفي تغيير مسارها في اي لحظة، والدليل انها سارت بمسار متكامل لمدة اربع سنوات تجاه سوريا ثم بقدرة قادر اخذت مسارا آخر باتجاه "حزب الله" واقفلت مؤقتا مسار سوريا والضباط الاربعة، فلو كانت محكمة جنائية لكان يمكن ان تنكشف مساراتها في أوقات مبكرة بان يتم اكتشاف مثلا خطأ الدليل بعد شهر او شهرين او ثلاثة، ومن ثم يختارون ادلة اخرى تتبلور اكثر. معنى ذلك ان هناك مرونة داخل المحكمة لاختيار الهدف والتفتيش عن الادلة المفتعلة لهذا الهدف، وهذا هو التسييس بعينه".  ورأى ان "دانيال بيلمار نفسه عاتب السفيرة الاميركية كما كشفت وثائق ويكيليكس بان بلادها لا تساعده بالقدر الكافي في بعض الادلة ضد سوريا، ومحفزا بالقول هذا استثمار اميركي ولا يمكن ان أنجح من دون تعاونكم معي". واتهم قاسم فريق 14 آذار بتعطيل الحكومة "لانه لا يوجد ما يبرر عدم اتخاذ قرار حول موضوع شهود الزور، خاصة وان المعارضة اعطت الحلّين المحتملين في داخل مجلس الوزراء اي التحويل الى المجلس العدلي او التصويت مهما كانت النتيجة".

 

بيضون: "8 آذار" يتصرف كجالية أجنبية في لبنان  

  رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري نبّه الى أنه تم انجاز التسوية، إلاّ أن هناك طرفا غير راض بها ويريد ممارسة المزيد من الضغوطات لتحسين شروطه، معتبرا أن هذا الفريق يتصرف وكأنه جالية أجنبية في لبنان. وقال في حديث الى "اذاعة الشرق": "الهدف من المسعى السعودي - السوري تمرير مرحلة القرار الظني من دون أن يتعرض لبنان الى خضات أمنية أو إرهابية". وأوضح أنه "قبل ذهاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى نيويورك كان هناك كلام عن اتفاق منجز بين والسعودية – سوريا". الى ذلك، استغرب بيضون تعطيل فريق "8 آذار" للبلد، سائلا: "هل المواطن اللبناني من الصهاينة وفريق 8 آذار يأخذ حقوقه إذا تم تجميد شؤون المواطن الحياتية؟". وإذ لفت الى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري "يتحمل مسؤولية توريط "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" بالتعطيل". أكد أن "ما يريده الرئيس الحريري هو العودة الى الحوار وأن يعود العمل الحكومي". اذاعة الشرق 

 

 خلفية حملة جنبلاط على مشروع حرب تعود إلى رغبته بشراء عقارات من مسيحيين

أفاد سياسيون في ١٤ آذار لصحيفة الديار ان خلفية حملة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط على المشروع الذي تقدم به الوزير بطرس حرب تعود الى رغبة جنبلاط بشراء اراض من مسيحيين في الجبل بعد ان قام بشراء عقارات في البقاع الغربي اخيراً

 

كلينتون التقت عبدالله والحريري مؤكدةً "دعم لبنان ومحكمته"

أبصار "المعارضة" شاخصة باتجاه "نيويورك".. والعبدالله: مجلس وزراء لن ينعقد قبل 25 ك2 

جددت المحكمة الخاصة بلبنان خلال الساعات الأخيرة التذكير بأنها ماضية في مسارها القضائي بعيدًا عن أمواج المد والجزر الحاصل على ضفاف التسوية السياسية بين جبهتي مؤيديها ومناهضيها محليًا، عربيًا، إقليميًا ودوليًا، وذلك ما تبدى من خلال إعلان قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة دانيال فرانسين تحديد الرابع عشر من الجاري موعدًا لانعقا جلسة علنية بين المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار والمستدعي أمام المحكمة اللواء المتقاعد جميل السيد للنظر في طلبه الحصول على مستندات ذات صلة بالتحقيقيات الأولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بحيث منح فرانسين 20 دقيقة لكل من بلمار والسيد للإدلاء برأيه حيال موضوع إستدعاء الأخير، تمهيدًا لاتخاذ القرار النهائي بهذا الإستدعاء، مع الإشارة إلى أنّ فرانسين أبلغ الأمم المتحدة موعد انعقاد الجلسة لإبداء الرأي.

أما على المقلب السياسي من المشهد، حيث المساعي المبذولة في أكثر من اتجاه متفرع عن مركزية التواصل العربي بين الرياض ودمشق لإنجاز تفاهم داخلي على الساحة اللبنانية يحصّن إستقرارها الأهلي الهش عشية صدور القرار الإتهامي المرتقب عن المحكمة الخاصة بلنبان.. فقد إلتقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في نيويورك عشية لقائه العاهل السعودي، وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وتباحث معها في "العلاقات الثنائية وآخر تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط"، حسبما جاء في بيان المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّ كلينتون "أكدت خلال اللقاء دعم بلادها لاستقلال لبنان وسيادته"... في وقت نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر شارك في اللقاء، الذي عقد في مقر إقامة الحريري في نيويورك بحضور فريقيْ عمل الجانبين، أن وزيرة الخارجية الأميركية أعربت لرئيس الوزراء اللبناني "بوضوح تام عن دعم بلادها للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان".

كلينتون كانت قد التقت، قبيل اجتماعها والحريري، العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز واكتفت إثر انتهاء اللقاء بوصف محادثاتها مع الملك عبدالله بأنها كانت "ممتازة".

تزامنًا، جاء لافتًا إعلان الخارجية الأميركية أنّ "السفير الأميركي الجديد لدى سوريا روبرت فورد أقسم اليمين الدستورية أمام الوزيرة كلينتون في مبنى وزارة الخارجية"، حسبما أوضح المتحدث الرسمي فيليب كراولي، مشيرًا إلى أنّ فورد سيتسلم مهامه في دمشق "قبل نهاية الشهر الجاري".

وإلى الخطوات التقاربية على مستوى التواصل السوري – الأميركي، جاءت خطوة تقاربية لافتة على المستوى التواصل السوري المصري، تجلىت من خلال مبادرة الرئيس السوري بشار الاسد إلى الإبراق لنظيره المصري محمد حسني مبارك مستنكرًا  الهجوم "الارهابي الشنيع" الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة رأس السنة، ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاسد بعث أعرب لمبارك عن "وقوف سوريا الى جانب مصر الشقيقة في مواجهة كل أشكال التطرف". كما بعث الرئيس السوري برقية تعزية الى البابا شنودة الثالث "بضحايا هذا العمل المفجع" معربًا عن أمله "في أن يكون الرد على مرتكبيه هو التمسك بالارض والوطن والعيش المشترك لاسقاط مخططات المجرمين".

في غضون ذلك، كانت الساحة اللبنانية، حيث خرق رئيس الحكومة سعد الحريري، قبيل انطلاقه إلى نيويورك، جدار الجمود والمراوحة من خلال تصريحيه التقويمي لمسار الأمور على خط مسعى الـ"س.س"، كانت تشهد على مستوى تجاذباتها الداخلية "إنتفاضة إعلامية" لقوى المعارضة على إعلان الرئيس الحريري أن "الفريق الآخر" لم يف بعد بالتزاماته لإنجاز التسوية، وفي هذا السياق تولى رئيس مجلس النواب نبيه بري الإعراب عن أسف المعارضة "لمحاولات رمي المسؤولية على طرف آخر"، مشددًا على أنّ "الفريق المطلوب منه موقف بهذا الخصوص معلوم وبالتأكيد ليس المعارضة"... الأمر الذي أردفه "حزب الله" بتصريح للوزير محمد فنيش إستغرب فيه "عدم إفصاح رئيس الحكومة عن تفاصيل الإتفاق"، مشيرًا إلى أنّ "فئة قليلة من الناس مطلعة على هذا الموضوع وبينهم رئيس الحكومة الذي عليه أن ينوّر الناس"، إلا أن فنيش رفض في الوقت نفسه ردًا على سؤال "فرانس برس" تأكيد أو نفي ما إذا كانت المعارضة التزمت أم لا بشيء في سياق الإتفاق السعودي-السوري.

في المقابل، لاقى بيان بري ردًّا سريعًا على لسان الوزير محمد رحال أوضح فيه أنّ "كلام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لجريدة "الحياة" هو في جوهر حركة الإتصالات القائمة، وهو الكلام الصحيح، لكننا لا نعرف إذا كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري مطّلعاً على هذه التسوية وتفاصيلها حتى اليوم".

أما وزير الشباب والرياضة علي العبدالله فقد أوضح لـ”NOW Lebanon” أنّ "الاتفاق السوري السعودي باتت عناوينه كلها معروفة في أطرها العريضة" داعيًا في هذا السياق إلى "الإنتظار لمعرفة ما سترسو عليه الأمور في نهاية المطاف" وقال العبدالله : "كنا نتوقع أن يعلن الاتفاق السوري - السعودي منتصف الشهر الجاري إلا أن ذلك سيتأخر 10 أيام عن هذا الموعد في أقل تقدير"، موضحًا أنّ هناك "أمورًا مطروحة على بساط البحث وتحتاج إلى بعض الوقت لكي يتم التوصل الى تسوية بشأنها" ولفت في هذا المجال إلى أنّ "التسوية ستتضمن مجموعة حلول لكل الملفات الخلافية العالقة".

وإذ أكد أن "لا جلسة لمجلس الوزراء قبل 25 كانون الثاني أي قبل أن يتم التوصل إلى هذه التسوية"، شدد العبدالله في ما خصّ موضوع التئام الهيئة العامة لمجلس النواب على أنّ "العمل التشريعي مطلوب وهو مفصول عن مسار وموعد انضاج التسوية".

وردًا على سؤال، رفض العبدالله إيضاح طبيعة رد المعارضة فيما لو صدر القرار الإتهامي عن المحكمة الخاصة بلبنان قبل إبرام التسوية وإعلانها، واكتفى بالقول: "يجب ان ننتظر كيف يمكن ان تكون ردة فعل اللبنانيين في هذا الإطار"، معربًا في المقابل عن قناعته بأنّ "التسوية ستحصل والاوضاع اللبنانية لن تذهب الى الأسوأ في نهاية المطاف".

 

مصدر قضائي يشدّد على شفافية عمل المحكمة ومالك السيد يوضح: المستندات التي نطلبها لا تمس سرية التحقيق

نهارنت/أكدت مسؤولة مكتب التواصل في المحكمة الدولية وجد رمضان ان "القاضي فرانسين حدد بالفعل جلسة علنية في 14 الحالي، وهو قرر الاستماع إلى وجهة نظر الطرفين، قبل أن يتخذ قراره النهائي بما يخص طلب اللواء جميل السيد الذي تقدم به خريف العام الماضي، ولم يبت به لا بالموافقة ولا بالرفض حتى الآن".

واوضح مصدر قضائي لبناني لصحيفة "الشرق الأوسط" ان "مسارعة فرانسين إلى تخصيص جلسة علنية بين بلمار والسيد تؤكد بما لا يقبل الشك أن المحكمة الدولية تتبع في إجراءاتها أعلى معايير العدالة". واشار المصدر الى أن "هذا الإجراء دليل واضح على شفافية عمل المحكمة ومراعاتها لكل المراجعات المقدمة أمامها بغض النظر عما سيكون جوابها والذي يفترض أن يحظى بقبول طرفي القضية بلمار والسيد". ودعا المصدر أن "يحذو المعترضون على المحكمة حذو اللواء السيد في اتباع الأصول، ومخاطبة المحكمة وفق القواعد القانونية بدل شن الحملات السياسية عليها من دون مسوغ"، معتبراً أن "أي جواب سيصدر عن المحكمة بما خص طلب اللواء السيد يفترض أن يطوي الخلاف القائم في لبنان حول ما يسمى شهود الزور".

وأعلن المحامي مالك السيد، نجل جميل السيد، أن "هذه الجلسة حددت بناء لطلب والده اللواء السيد". وأكد للصحيفة أن "لهذه الجلسة أهمية كبرى، لأنها ستكون الأخيرة وسيليها حكم يحسم مسألة ما إذا كان سيسلم فرانسين المستندات المطلوبة أم لا يسلمها. وأشار مالك إلى أن "للمستندات المطلوبة أهمية بالنسبة لنا، لأنها تتعلق بالإفادات الرسمية التي أعطاها شهود الزور أمام القضاء وتحدثوا فيها عن اللواء جميل السيد، وهؤلاء معروفون بينهم محمد زهير الصديق وهسام هسام وإبراهيم جرجورة ونائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، بالإضافة إلى شهود آخرين لا نعرفهم ممن أعطوا شهادات ضد اللواء السيد".‏ واوضح "إننا نسعى للحصول على بعض الملفات لمحاسبة شهود الزور، إذ إن القضية لم تكتمل عناصرها بسبب وجود بعض هذه الملفات بحوزة المدعي العام". وشدّد مالك على ان "المستندات التي نطلبها لا تمس سرية التحقيق إطلاقا، فنحن لا نرغب في الحصول على إفادات لأشخاص وشهود آخرين لم يفتروا علينا، ولا حاجة لنا بهكذا إفادات على الإطلاق". وذكر أنه "في حال استجابت المحكمة الدولية لطلبنا وسلمتنا المستندات المذكورة، فإن هذه المستندات ستضم إلى الدعاوى التي أقمناها سواء في سورية أم فرنسا وذلك بحسب جنسية كل شخص ومكان الدعوى المقامة ضده. وأوضح مالك أن "اللجوء إلى القضاءين السوري والفرنسي لإقامة الدعاوى على شهود الزور، سببه امتناع القضاء اللبناني عن النظر في عدد من الدعاوى التي بدأنا بتقديمها أمام المحقق العدلي اللبناني بدءا من أواخر عام 2005، عندما اكتشفنا حقيقة هسام هسام، لكن القضاء اللبناني لم يتحرك وأبقى هذه الدعاوى في الأدراج، وعندما أرسلت الملفات إلى المحكمة الدولية لجأنا إلى القضاء السوري والفرنسي فتحركت الدعاوى هناك بشكل سريع".

وشدد على أهمية "الملفات الموجودة لدى النيابة العامة في المحكمة الدولية المكملة للملفات الموجودة لدينا، وضرورية لتعطي صورة أوضح حول الأدوار التي لعبها هؤلاء الأشخاص وحول أدوار بعض الشخصيات اللبنانية من خلال فبركة شهود الزور".

 

عشية قمة البيت الأبيض بين أوباما وساركوزي

لبنان: الحريري «كسر الصمت» وطار إلى نيويورك للقاء عبد الله وكلينتون

 |بيروت - من وسام أبو حرفوش/يستمر لبنان الـ «لا معلق ولا مطلق» بالمراوحة فوق الحبل السوري ـ السعودي المشدود، متأرجحاً بين تسوية غامضة يكثر الحديث عنها كـ «لغز» يخضع لتفسيرات متناقضة وبين المضي قدماً في العراء الذي يجعل البلاد مكشوفة على احتمالات خطرة في ملاقاة القرار الاتهامي في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وسط هذا الغبار السياسي الكثيف الذي يحوط المشهد اللبناني، كسر رئيس الحكومة سعد الحريري الصمت وغادر الى نيويورك في زيارة هي الثانية في نحو اسبوعين للقاء العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، فاعلن أن الاتفاق السعودي ـ السوري حول لبنان انجز منذ شهور وينتظر التنفيذ، ومؤكداً ان هذا الاتفاق يتطلب خطوات لم يقم بها الطرف الاخر.

الحريري الذي كان وصل من الرياض اول من امس التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس وهاتف رئيس البرلمان نبيه بري قبل ان يغادر الى الولايات المتحدة الاميركية للقاء الملك عبد الله عشية قمة البيت الابيض التي تجمع الاثنين المقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي حول طاولة، لبنان واحد من الملفات البالغة الحساسية عليها.

وكشفت مصادر حكومية لبنانية عن ان الحريري سيلتقي عشية قمة واشنطن بين اوباما وساركوزي وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي من المتوقع ان تكون اجرت محادثات امس مع العاهل السعودي الملك عبد الله في نيويورك، التي يمضي فيها نقاهة حية بعد خروجه من المستشفى وفترة العلاج من الانزلاق الغضروفي الذي الم به.

ورغم ان بيروت، التي تعاني «فقدان جاذبية» بسبب الشلل الحكومي والسياسي، ما زالت تلهو بـ «اجترار ممل» لكلام «تفسيري» للمسعى السوري ـ السعودي، فإن الانطباع السائد يوحي بأن لبنان «الوطن الهش» على محك تحديات خطرة في ضوء الحراك الاقليمي الـ «ما فوق عادي» مع الاتجاه الى انقسام السودان والقنوات السرية لتحريك المسار السوري ـ الاسرائيلي وجولة المفاوضات الجديدة الاميركية ـ الايرانية في اسطنبول.

وفي تقدير دوائر واسعة الاطلاع في بيروت ان وجود لبنان في عين العاصفة في الوقت الذي تزداد حمى المقايضات والمناورات في المنطقة، يجعله امام مفترقات صعبة، ربما يشكل المسعى السوري ـ السعودي في جوهره مظلة من شأنها الحد من المضاعفات المحتملة للقرار الاتهامي في جريمة اغتيال الحريري، ومن انعكاسات البازار الاقليمي المفتوح على مصراعيه حيال اكثر من ملف في المنطقة.

وربما لهذا السبب تحول المسعى السوري ـ السعودي «اسماً حركياً» لحركة متعددة الوجوه هدفها ضمان استمرار «بوليصة التأمين» الاقليمية ـ الدولية للاستقرار في لبنان، وهو ما اوحى به كلام الحريري الاخير، الذي استند في تظهيره لطبيعة المسعى السوري ـ السعودي، الى ما تأسس في قمة بيروت الثلاثية، التي ضمت الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والملك عبدالله، الرئيس السوري بشار الاسد.

ففي قمة بيروت التي انعقدت اواخر يوليو الماضي جرى التأكيد على مسألتين: حماية الاستقرار في لبنان وضمان عدم استخدام العنف لحل المشكلات السياسية من جهة، والسعي الى تجنيب لبنان تداعيات القرار الاتهامي في جريمة اغتيال رفيق الحريري من جهة ثانية، الامر الذي شكل ارضية لما عرف بالمسعى السوري ـ السعودي، الذي توالى الحديث عنه ليل نهار في بيروت على امتداد الاشهر الماضية.

في قمة بيروت تعهد العاهل السعودي القيام بمحاولة لـ «تأخير» موعد صدور القرار الاتهامي، افساحاً امام المساعي للتفاهم على سبل احتواء تداعياته، غير ان الاميركيين ابلغوا الى الملك عبدالله ان «الحصان خرج من الحظيرة»، في اشارة الى ان لا إمكان للتأثير على المسار القضائي للمحكمة الدولية، أما الفرنسيون فنصحوا المملكة بالوفاء بالتزاماتها المالية تجاه المحكمة الدولية، وهو ما حصل فعلاً.

وفي الوقت الذي لم يعرف اذا كان تأخير صدور القرار الاتهامي بعد تحديد مواعيد مفترضة عدة لصدوره كان نتيجة للمساعي السعودية ام لأسباب مهنية تتصل بمهمة المدعي العام الدولي دانيال بلمار، فإنه من المفيد التدقيق في أمرين هما: معنى قول الحريري انه قام بما عليه ولن يقدم على اي خطوة طالما ان الطرف الآخر لم ينفذ ما عليه، ومعنى ربط مصير المسعى السوري ـ السعودي بـ «صحة» الملك عبدالله.

ثمة من يعتقد في بيروت ان الحريري الذي دعم مسعى الملك عبدالله لارجاء القرار الاتهامي، عمل على تطبيع العلاقة مع الرئيس الاسد، بدليل اعلانه ما يشبه الاعتذار عن الاتهام السياسي الذي ساقه فريقه ضد سورية، واعترافه «السياسي» بوجود شهود الزور، وانفتاحه على امكان اتخاذ موقف يريح «حزب الله» بعد صدور القرار الاتهامي.

ويشير هؤلاء الى ان الحريري، الذي لم يقرأ اي حرف واحد في المسعى السوري ـ السعودي تشتم منه رائحة الاطاحة بالمحكمة الدولية، فوجئ بمذكرات التوقيف السورية وبـ «تكبير» ما يعرف بملف «شهود الزور» وبتعطيل عمل الحكومة وبإشاعة سيناريوات تارة عن تغيير حكومي وتارة اخرى عن «قلب الطاولة» وما شابه.

هذه المرافعة الحريرية لا تقنع «حزب الله» الذي كان اعلن ان تأخير القرار الاتهامي لا يبعد الخطر الناجم عن وجود محكمة دولية مسيسة، وان الاعتراف بوجود «شهود زور» يقتضي ترجمته باجراءات قضائية، وتالياً فإن المسعى السوري ـ السعودي ينطلق من الحاجة الى اتخاذ خطوات عملية لنزع الشرعية اللبنانية عن المحكمة الدولية ووأد مفاعيلها قبل صدور القرار الاتهامي. وفي حمأة ذلك يدور الكثير من الهمس حول المصير المجهول للمسعى السوري ـ السعودي في ضوء الابتعاد الاضطراري للملك عبدالله عن صوغ القرارات اللازمة، وتالياً محدودية الدور الذي كان يطلع به مستشاره، نجله الامير عبد العزيز، الذي غالباً ما يقال ان «عواصفه» سورية وغير ملم تماماً بتفاصيل الواقع اللبناني.

«حزب الله»، الذي يعترف للملك عبدالله بحرصه على تمكين لبنان من تجاوز المأزق الخطر عبر مؤازرته للجهد الذي يبذله في هذا السياق الرئيس الاسد، بدا غير مطمئن اخيراً، لتوجسه من «الغياب الطويل» للعاهل السعودي الذي من شأنه تعزيز دور الاطراف الاكثر تشدداً في المملكة في آليات اتخاذ القرار، على النحو الذي لن يخدم الاتجاه الى التوصل لـ «تسوية» في لبنان. وكان لافتاً في هذا السياق ان موقعاً الكترونياً نشر تقارير له من «محيط الملك عبدالله» في نيويورك، تحدثت عن ان الامير عبد العزيز سبق ان مارس ضغوطاً على الحريري لحمله على التخلي عن المحكمة الدولية مقابل ان يبقى القديم على قدمه في لبنان. وأشارت التقارير الى ان الحريري رد بالقول انه ليس «طالب سلطة» ولا تهمه رئاسة حكومة صورية، مؤكداً تمسكه بحلفائه ومعرفة الحقيقة. وكان الرئيس الحريري قال للزميلة «الحياة» ان التفاهم السوري - السعودي «ناجز وينتظر التنفيذ»، معلنا أن «الجهود السعودية - السورية وصلت الى نتائج محددة قبل أشهر عدة»، وأن هذا «الموضوع أنجز منذ فترة طويلة».  واذ اوضح أنه يزور نيويورك لمقابلة خادم الحرمين الشريفين «والبحث في دفع الجهود السعودية - السورية الى الأمام وحماية هذا المسار الذي يشكل ضمانة لاستقرار لبنان»، أكد أن «المسار السعودي - السوري يتطلب خطوات إيجابية عدة لم يقم الطرف الآخر بأي منها حتى الآن ... ولا يتذرعن أحد بأن خادم الحرمين الشريفين موجود في نيويورك، لأن ما تم الاتفاق عليه حصل قبل شهر من الوعكة الصحية التي ألمّت به».

اضاف: «ليكن مفهوماً بكل صراحة أن أي التزام من جانبي لن يوضع موضع التنفيذ قبل أن يقوم الطرف الآخر بتنفيذ ما التزم به. هذه هي القاعدة الأساس في الجهود السعودية - السورية». واوضح «ان المسار السوري - السعودي لن يتراجع. وأنا أقول هذا الكلام لحمايته لأنه يتعرض لحملة تشويش كبرى». وتابع: «التزمت الصمت طوال أشهر والآن كسرت حلقة الصمت فقط لأنني مسؤول ومعني بحماية هذا المسار لما فيه مصلحة البلد واستقراره».

وأوضح رئيس الحكومة أن الجهود السعودية - السورية «تتناول عدداً من النقاط لتثبيت الاستقرار في لبنان. وهي ثمرة لمسار أطلقته القمة في بيروت بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس بشار الأسد والرئيس سليمان ومن هنا لا يجوز لأحد أن يخطئ في تحديد هذا المسار الذي تم التوصل إليه بفضل حكمة خادم الحرمين الشريفين وبعد نظره وحرصه على لبنان». وفي شأن ما يقال عن خطوات مطلوبة منه، كرر استغرابه لهذا الكلام وقال: «الجهود السعودية - السورية وصلت الى نتائج محددة قبل أشهر عدة وهي سابقة لانتقال خادم الحرمين الشريفين للعلاج في نيويورك». وعن الخطوات المطلوبة من الفريق الآخر اكتفى بالقول: «يكفي أنها معروفة من الطرف الآخر... المطلوب خطوات محددة من الجهة الأخرى... ولو نفذوا ما التزموا به لما كنا نتحدث عن سباق مع الوقت». وعن الأنباء بأن البحث يتناول تغيير الحكومة وإعادة توزيع الحقائب فيها، قال: «هذا الموضوع خارج البحث كلياً في المسار السعودي - السوري. ومن يعتقد أن بإمكان أي حكومة غير حكومة الوحدة الوطنية أن تنهض بهذا البلد عليه أن يعيد التفكير ملياً بموقفه ... لا يعتقدن أحد أنني متمسك بالحكم أو بالسلطة أو بالكرسي. أما كل ما يستحضر لإقحام المسار السعودي - السوري في محاصصات حكومية وغير حكومية فإنه يسعى الى تحويله الى مسار ينتج مشاكل داخلية جديدة بينما هو في الواقع مسار لإنتاج الحلول وتثبيت الاستقرار». وجدد الإعلان بالنسبة الى حلفائه «أنني قلت قبل الانتخابات النيابية وبعدها إنني لن أتخلى عن أي حليف سواء نجح في الانتخابات أم لم ينجح».

في موازاة ذلك، وبعيْد الاتصال الذي أجراه به الحريري، اوضح رئيس البرلمان نبيه بري انه جرى خلال الاتصال النقاش بجديد المساعي العربية، موضحاً أنه لمَس «إيجابيةً» من رئيس الحكومة، ومشيرا إلى أن تفاؤله بمساعي السين - سين «مردّه الى معطيات لا مجرد تمنيات»، وعلى هذا الأساس جدد تأكيد أنّ «الشهر الجاري سيكون حاسماً»، لافتاً في هذا السياق إلى أن «دور السعودية محوري وأساسي في الفترة المقبلة». واذ أوضح بري أن المبادرة «عادت بقوة»، اشار الى أنه «قبل مرض الملك السعودي كنا قاب قوسين أو أدنى من التوصل الى الخواتيم المنشودة وبحثنا في الطريقة المثلى للإعلان عن نجاح المساعي والمكان والطريقة التي سيظهر من خلالها، لكن مرض الملك عبد الله بن عبد العزيز انعكس على المبادرة فمرضت هي أيضاً، ومع تماثُله للشفاء ودخوله النقاهة انتعشت المبادرة وعاد منسوب التفاؤل للارتفاع». وكان رئيس البرلمان أوضح في حديث صحافي أنّه من ضمن اتفاق السين سين «التفاهم على تنفيذ كامل مندرجات اتفاق الطائف»، مشيرا إلى أنّه في حال استقالة الحريري من رئاسة الحكومة سيكون «من أوائل الذين سيعيدون تسميته». وتعليقاً على كلام الحريري، اعلن بري «اننا نسجل ايجابية الاعتراف بنتائج المبادرة ومسعى السعوديين والسوريين، أما في التفاصيل ومحاولات رمي المسؤولية على طرف آخر فنأسف للقول انه لا يعكس حقيقة الأمر»، مضيفا: «الكل يعلم أن الأزمة قائمة نتيجة تحقيق يطوله التسييس وأن الفريق المطلوب منه موقفا بهذا الخصوص معلوم وبالتأكيد ليس المعارضة». وختم: «كفى بذلك ايضاحا للحقيقة ورحمة ببلدنا». وفي إضاءة على مواقف رئيس الحكومة، حدد مستشاره للشؤون الخارجية محمد شطح منطلقات المسعى السعودي - السوري «باستقرار الوضع اللبناني أولا، واتخاذ خطوات تعطي تطمينات وضمانات تخفض مستوى الخطاب السياسي والتشنج الذي حصل في الفترة الأخيرة ثانيا، والتواصل الضروري بين الفرقاء اللبنانيين الذي انتفى وانقطع ثالثا، ووجوب عودة المؤسسات الى العمل من أجل المواطن اللبناني رابعا، ومتابعة موضوع العلاقات اللبنانية السورية التي حصل فيها بعض الاتصالات المستجدة خامسا».

في المقابل، اعلن نائب «حزب الله» علي فياض «ان اجواء المعارضة تقول ان مرض الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز اثّر على المباحثات السعودية-السورية وعندما تعافى عادت الاتصالات لتنشط»، مشيرا الى «ان التأخر في المسعى السوري - السعودي رُبط بمرض الملك السعودي»، ولافتا الى «ضرورة أخذ فرضية ان هناك مستوى آخر من متابعة الموضوع متعلق بالتطورات كي لا يكون المسعى مستهدفا».

 

الإسلام ليس له أي علاقة بالوجه البشع لهؤلاء المهووسين بالدين»

ساركوزي يندد بمخطط «تطهير ديني شرير» يستهدف الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط

 باريس - ا ف ب - ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس، بوجود «مخطط تطهير ديني شرير» يستهدف الاقليات المسيحية في الشرق الاوسط، وذلك بعد الاعتداءات التي استهدفت كنائس في العراق ومصر. وقال: «لا يمكن ان نقر (...) ومن ثم ان نسهل ما يزداد شبها بمخطط تطهير شرير جدا في الشرق الاوسط، تطهير ديني»، في اشارة الى مسيحيي الشرق خصوصا ومن بينهم الاقباط. وجاء تصريح ساركوزي هذا في خطاب تمنيات وتهنئة للسلطات الدينية في البلاد شارك فيه هذه السنة بشكل استثنائي ممثل الجالية القبطية في فرنسا الانبا جرجس لوقا كاهن كنيسة شاتيناي مالابري القريبة من باريس. وحضره ايضا وزير الداخلية بريس اورتوفو (الملف الاديان ايضا) ووزيرة الخارجية ميشيل اليو ماري.

وقال الرئيس الفرنسي ان «التهديدات التي استهدفت منذ ايام الكنائس القبطية في فرنسا لا يمكن السكوت عنها وقد طلبت من الحكومة التعامل معها بجدية»، في اشارة الى الاجراءات الامنية التي اتخذت بمناسبة عيد الميلاد القبطي. واحتفلت الطوائف الارثوذكسية التي تتبع التقويم الشرقي، ومن بينها الاقباط، امس، بعيد ميلاد السيد المسيح (عليه السلام).

وكان الرئيس الفرنسي يعقب خاصة على الاعتداءين الداميين اللذين استهدفا بفارق شهرين كنيسة سيدة النجاة في بغداد (46 قتيلا في 31 اكتوبر) وكنيسة القديسين في الاسكندرية (21 قتيلا في 31 ديسمبر). واشار الرئيس ايضا الى حالة المسيحية الباكستانية آسيا بيبي المحكوم عليها بالموت بتهمة الاساءة الى الاسلام.

وقال ان «الجالية الاسلامية في فرنسا هي اول من روعت بهذه الجرائم التي ترتكب باسم الاسلام»، مشيدا برئيس مسجد باريس الكبير دليل بوبكر ورئيس المجلس الفرنسي للدين الاسلامي محمد موسوي اللذين دانا هذه الحوادث. وشدد ساركوزي على ان «الاسلام ليس له بالتأكيد اي علاقة بالوجه البشع لهؤلاء المهووسين بالدين الذين يقتلون المسيحيين واليهود والسنة والشيعة. ان الارهاب الاصولي يقتل ايضا المسلمين». وذكر الرئيس ايضا بالمبادئ العلمانية للجمهورية الفرنسية: «حق الايمان او عدم الايمان، ممارسة الديانة المختارة سواء ديانة السلف او تلك التي تعتنق اختيارا». لكنه قال ان «الجمهورية لا يمكن ان تقبل بان يستغل اي دين الاماكن العامة من دون تصريح، غير ان ذلك يتطلب بالتأكيد ان تفي الجمهورية ايضا بوعودها بتمكين كل فرد من الصلاة في اماكن لائقة»، في اشارة الى قانون حظر النقاب والبرقع في الاماكن العامة والصلاة في الشارع.

 

بري و«حزب الله» يردان على الحريري: الخطوات المطلوبة ليست من المعارضة

بيروت، واشنطن، باريس – «الحياة/: نبيه بري شعار س س.jpgفنيش: لا علم بأن «حزب الله» قدّم إلتزامات ثم أخلّ بها«المستقبل»: الحريري أوقف الاجتهادات حول مسعى الـ«س- س» وليس في وارد البيع والشراء على حساب حلفائه إنتقل الاهتمام بالوضع اللبناني الى نيويورك امس، مع انتقال رئيس الحكومة سعد الحريري اليها لمقابلة خادم الحرمين الشريفين الذي استقبل ايضا وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. ومن المقرر ان تلتقي الوزيرة ايضا رئيس الحكومة اللبناني لمناقشة الاوضاع في لبنان. ويتوقع ايضا ان يلتقي الرئيس نيكولا ساركوزي خادم الحرمين بعد القمة الفرنسية - الاميركية في واشنطن الاسبوع المقبل، في ظل توقع ان يكون لبنان بين المواضيع التي يتناولها اللقاء.

ورد قادة المعارضة في لبنان على قول الحريري لـ «الحياة» أمس أن التفاهم السعودي – السوري أنجز وأنه يتطلب خطوات إيجابية عدة لم يقم بها الطرف الآخر، فنفوا أن تكون هذه الخطوات مطلوبة من المعارضة. وأكدت الخارجية الأميركية أن الوزيرة كلينتون تلتقي مساء امس (بتوقيت نيويورك) خادم الحرمين الشريفين. وأشار مكتب الشرق الأدنى في الخارجية الأميركية أن زيارة كلينتون للملك عبدالله «هي لتمني له الصحة في وقت يتعافى فيه من عملية في الظهر»، مضيفا «أننا مسرورين بأن الملك وهو صديق وحليف ثمين يستقبل الزائرين. ونريد أن نتمنى له استعادة عافيته سريعا». كما أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى أن كلينتون ستلتقي ايضا الحريري لـ»اعادة تأكيد الدعم للبنان مستقر وسيد ومستقل سياسيا». وأشار المسؤول الى أن واشنطن «تراقب عن كثب ما يجري في لبنان وخصوصا في ما يتعلق بالمحكمة» الدولية. وعلمت «الحياة» في باريس من مصادر مطلعة ان الرئيس نيكولا ساركوزي سيزور الملك عبدالله في مقر اقامته في نيويورك، بعد ان يجتمع مع الرئيس باراك اوباما في واشنطن. وتوقعت المصادر ان يطلع الرئيس الفرنسي خادم الحرمين على حصيلة قمته مع باراك، والتي تتناول قضايا مرتبطة بمجموعة الـ 20 ومجموعة الدول الصناعية الثماني. وذكرت ان القمة الفرنسية - السعودية ستتناول ايضا الموضوع اللبناني ومسيرة السلام في الشرق الاوسط. وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية لـ «الحياة» ان الوضع اللبناني سيكون حاضراً خلال الغداء الذي سيجمع الرئيس ساركوزي مع نظيره الأميركي باراك أوباما الاثنين المقبل في واشنطن. وفيما غادر الحريري بيروت قبل ظهر أمس الى نيويورك لمقابلة خادم الحرمين الشريفين، بعدما اجتمع صباحاً مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، فإن أبرز الردود على كلامه جاء من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومن وزير التنمية الإدارية محمد فنيش («حزب الله») اللذين أشارا الى ايجابية اعلان الحريري أن التفاهم السعودي – السوري أنجز، لكنهما رفضا تحميل المعارضة مسؤولية عدم اتخاذ خطوات في سياق تنفيذ ما توصل اليه الجانبان السعودي والسوري. ورأى نواب من تيار «المستقبل» ان الحريري أوقف بكلامه الاجتهادات حول المسعى السعودي – السوري. وفتح كلام الحريري لـ «الحياة» الذي كان بمثابة حجر في المياه الراكدة، سجالاً مع المعارضة حول المسؤولية عن تنفيذ الاتفاق بين الرياض ودمشق.

وأصدر الرئيس بري رده في بيان عنه نص على الآتي: تعليقاً على حديث دولة الرئيس الحريري الى صحيفة «الحياة» نسجل ايجابية الاعتراف بنتائج المبادرة ومسعى الأخوة السعوديين والسوريين. أما في التفاصيل ومحاولات رمي المسؤولية على طرف آخر فنأسف للقول انه لا يعكس حقيقة الأمر، فالكل يعلم ان الأزمة قائمة نتيجة تحقيق يطاله التسييس وان الفريق المطلوب منه موقف بهذا الخصوص معلوم وبالتأكيد ليس المعارضة. كفى بذلك ايضاحاً للحقيقة ورحمة ببلدنا».

ورد وزير البيئة محمد رحال (تيار «المستقبل») مساء على رد بري على الحريري في بيان جاء فيه ان «كلام الرئيس الحريري لجريدة «الحياة» هو الكلام المفيد في هذا الظرف ويشكل حماية للتسوية وذلك للخروج من الأزمة الحالية». وأضاف: «ان كل الحملات السياسية التي شُنّت تستهدف التشويش على هذه التسوية وعلى المساعي السعودية السورية المبذولة بهذا الخصوص»، لافتاً الى «ان ما قاله الرئيس الحريري الذي هو في جوهر حركة الاتصالات القائمة هو الكلام الصحيح، ولكننا لا نعرف إذا كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري مطّلعاً على هذه التسوية وتفاصيلها حتى اليوم؟».

واعتبر وزير الأشغال والنقل غازي العريضي في تعليقه على تصريحات الحريري لـ «الحياة» ان هناك «بعض الأمور الاقليمية والدولية المرتبطة بوضعنا تؤخذ في الاعتبار وتعالج كما يجب، إنما الأساس يبقى المسؤولية الوطنية اللبنانية»، آملاً بأن يلقى كلام الحريري الصدى المطلوب. وإذ دعا الى التصرف على أساس ما أعلنه الحريري عن أن الاتفاق ناجز أكد أنه ليس مقتنعاً «بكل الأسباب الموجبة للمواقف التي أُعلنت وأدت الى تعطيل مجلس الوزراء»، في اشارة منه الى اشتراط المعارضة عدم بحث أي بند في مجلس الوزراء قبل البت ببند شهود الزور.

ورأى وزير الإعلام طارق متري ان الرئيس الحريري «قال في مقابلته كلاماً مقتضباً ربما ينضج في الأيام المقبلة أكثر لكن المهم في ما قاله ان المسعى السعودي – السوري لم يفشل وان الأمر يتطلب عملاً لبنانياً». وإذ رأت مصادر وزارية أن رد الرئيس بري على الحريري يبقى تحت سقف الانضباط في اطار المسعى السعودي – السوري، قالت ان كلام الرئيس الحريري أنشأ حالة توازن في الوضع السياسي الداخلي بعدما شهدت المرحلة الماضية تشكيكاً بالتفاهم السعودي – السوري من رموز من الجانبين، وبعد أن طالت عملية تعطيل المؤسسات وشلّها من قبل المعارضة.

وكان الوزير فنيش قال في تصريحات عدة متفرقة ان الحريري لم يوضح في حديثه الى «الحياة» المقصود من أنه لن ينفذ أي التزام قبل أن ينفذ الطرف الآخر التزاماته، معتبراً ان الحريري «هو المخوّل الوحيد توضيح التأخير الذي يحول دون البدء بتنفيذ المسعى السعودي – السوري كونه مطلعاً أكثر».

ورأى فنيش ان كلام الحريري عن التزامات لم ينفذها الفريق الآخر في اطار المسعى السعودي – السوري «هو اتهام قد يجر اتهامات في الطرف الآخر وهذا لا يندرج في اطار الحرص على انجاح هذا المسعى». لكنه اعتبر ان حديث الحريري عن أن «التسوية أنجزت منذ فترة طويلة وقبل توجه الملك عبدالله الى نيويورك للعلاج يخالف ما كان يروج له بعض الشخصيات في الطرف الآخر». ورفض فنيش توجيه الاتهام الى المعارضة أو «حزب الله» بعدم تنفيذ ما اتفق عليه.

وقال النائب في كتلة «المستقبل» سمير الجسر حول ما أعلنه الحريري عن التزامات على الفريق الآخر تنفيذها: «مسألة مذكرات التوقيف السورية مسألة قانونية لها حلها بالطريق القانوني وقد بعث وزير العدل ابراهيم نجار بطلب إحالة هذه المذكرات على القضاء اللبناني ونحن في انتظار الجواب السوري. أما مسألة شهود الزور فلنا مصلحة في محاكمتهم لكن نحن في انتظار أن تقول الهيئة التي أفادوا أمامها (التحقيق الدولي) بأنهم قالوا كلاماً زوراً».

وأكد النائب زياد القادري (من «المستقبل») ان كلام الحريري أوقف التكهنات ما يعني انه ليس في وارد البيع والشراء على حساب حلفائه ولا يمكن أن يتم أي حل على قاعدة الغاء أحد. ورأى النائب عاصم عراجي ان المفروض على الأقل تخفيف الدعم المادي والتسليحي من «حزب الله» لحلفائه في مختلف المناطق اللبنانية.

 

أبو جمرا : لهذه الأسباب زرت العماد عون..."أبو نعيم" لم يتوقّف عن مساعي الوفاق حتى في أيّام معاناته الصحيّة

ليبانون فايلز/خرقت زيارة نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام أبو جمرا الى الرابية وتقديمه واجب العزاء الى النائب العماد ميشال عون بوفاة شقيقه الياس عون قطيعة استمرّت أشهراً بين رفيقي الدرب في الجيش والحكومة العسكريّة والمنفى والعودة... صافح عصام أبو جمرا ميشال عون، وتبادلا القبل، فعزيا بعضهما بخسارة مشتركة هي "أبو نعيم"، واحد من القلّة التي ظلّت تجمعهما، في عزّ البعد والجفاء. عن هاتين الخسارة والزيارة، كان هذا الحوار المختصر لموقع "ليبانون فايلز" مع اللواء عصام أبو جمرا والذي عبّر فيه عن عمق الخسارة التي أصابت عارفي "أبو نعيم"، وهو من بينهم. بدايةً، ما هي الكلمة التي تقولها في رحيل "أبو نعيم"؟

"ابو نعيم" الياس عون، لبنانيّ صميم، خلوق، محبّ، هادىء الطبع، ناضل في حياته لتنشئة عائلته بالتقوى وبعرق الجبين، رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته.

 كان الراحل الياس عون أحد الساعين الى تحقيق المصالحة بينكم وبين العماد ميشال عون، فهل سينجح بأن يحقّق في مماته ما عجز عنه في حياته؟

كان مناضلاً جامعاً الشمل للقياديّين في التيّار، مدافعاً عنهم بمحبّته وغيرته. ولم يتوقّف عن مساعي الوفاق بينهم حتى في أيّام معاناته الصحيّة الأخيرة.

 بماذا شعرت وأنت تدخل منزل العماد عون في الرابية وتصافحه، بعد طول غياب؟

التعزية لعائلة "أبو نعيم" وأنسبائه واجب اجتماعيّ انطلاقاً من التقاليد اللبنانيّة التي لطالما تبادلناها.

 هل اقتصرت زيارتكم إلى الرابية على تقديم واجب العزاء أم أنّ اللقاء تخطّى هذا الإطار الى الكلام على الخلاف الحاصل بين العماد عون وبينكم؟

لقد كانت الزيارة للتعزية بالفقيد والتحدّث عن خسارته وافتقاد التيّار لأمثاله ولا مجال في هكذا مناسبة للتداول في مواضيع أخرى كالتي تسأل عنها ...

 هل من الممكن أن تكون هذه الزيارة ومشاركتكم في مراسم الدفن بداية لإعادة التواصل؟

مشاركتنا في مراسم الدفن هي، كما قلت، تقديراً لرجلٍ ناضل معنا وضحى فترك في نفوسنا وقلوب وأفكار الشباب الذين حملوا المشعل أطيب الأثر.

 

أبو نعيم" يدخل 14 آذار الى الضاحية

ملاك عقيل /"أبو نعيم" لم يرحل تماماً. الشقيق الأكبر للعماد ميشال عون مناضل كبير في حياته... كما في مماته. هذه المرة، وفي يوم الوداع الكبير لم يجمع الياس حوله العونيين فقط. كنيسة مار يوسف في حارة حريك غصّت برفاق الدرب، وايضاً بزوّار ومعزّين، لأبي نعيم وحده الفضل في جمعهم تحت سقفٍ واحد. هكذا كان على زائر "كنيسة الضاحية" أن يشهد على إنجازٍ آخر لشقيق "الجنرال". فالجسد الذي غلبه المرض كان قادراً، وهو ينتظر داخل الكنيسة أن تدقّ ساعة "المشوار الأخير" عند الساعة الثالثة من يوم الخميس، أن يفعل ما عجز عنه الآخرون.  المشهد بالغ التعبير خارج باحة كنيسة مار يوسف وفي داخلها: انتشار مكثّف لعناصر "انضباط" حزب الله  وفي أيديهم عشرات الأجهزة، محيط الكنيسة منطقة أمنيّة للمشاة فقط خاضعة للتفتيش. الإضافة "الطبيعيّة" على المشهد تبرز من خلال انتشار عناصر الجيش اللبناني وعناصر "التيّار الوطني الحر" في هيئة حارة حريك. حالة الاستنفار لا علاقة لها بأيّ إطلالة لأيّ مسؤول أو قيادي في "حزب الله". هؤلاء تحديداً، بدوا وكأنّهم ضيوف "المنطقة البرتقاليّة". فمن أجل "أبو نعيم" استعادت حارة حريك حراكاً مسيحيّاً افتقدته منذ سنوات طويلة. قسمٌ كبير من العائدين من أهل البيت تعرّفوا الى المعالم الجديدة للمنطقة وتفاجأوا بالترتيبات الاستثنائيّة التي أعدّت لهم على عجل، لكن بإتقان... والبقعة التي لا تعرف سوى شعارات المقاومة وصور قياداتها، فتحت ذراعيها ليافطة من نوعٍ آخر تودّع "البطل" الذي لم يتآلف يوماً مع الأضواء ولم يغره "نفوذ" الرابية ولا حلفاءها الأقوياء...

 ومن أجل "أبو نعيم" أيضاً، لم يتلّون "المربّع الأمني" باللون البرتقالي فقط. فـ "القوات اللبنانيّة" تناست لساعات هواجسها ممّا يختزنه "مربع المقاومة" وأسقطت الذرائع كافة التي تمنعها من التجوّل في أرجاء الضاحية. ستريدا جعجع تقدّم التعازي بأبي نعيم، تصافح "الجنرال عون" وقيادات "التيار الوطني الحر" كافة، بعد أن مرّ موكبها المموّه بأكثر من نقطة أمنيّة حسّاسة وبمنازل لقياديّين في المقاومة.

 النائب بهية الحريري وممثل رئيس الحكومة الوزير محمد رحال لا يجدان موانع تحول دون وصولهما الى عمق المنطقة "المحظورة" لتقديم التعازي ثمّ المشاركة في تقبّلها مع أصحاب العزاء، وممثّل "حزب الكتائب" والرئيس أمين الجميّل شاكر عون لا يجد أثراً لـ "ممثلي" ولاية الفقيه في الضاحية.

 أما النائب وليد جنبلاط، فيجد نفسه في محيطه الطبيعي، الذي ارتدّ إليه مؤخراً، من دون أن تستفزّه كابلات شبكة الهاتف الأرضيّة العائدة للمقاومة التي "شلّشت" تحت اسفلت الضاحية.

وتكريم أهل المقاومة ومودّعيه لأبي نعيم بلغ ذروته حين أبكر نواب "كتلة الوفاء للمقاومة" قبل غيرهم في الوصول الى الكنيسة حيث انتظروا وصول نعش الراحل ورافقوه الى صالونها. عضو المكتب السياسي في "حزب الله" الحاج غالب أبو زينب يقف الى جانب أهل الفقيد يتقبّل التعازي... كبير مناضلي "التيّار" ترجم في رحيله وجهاً آخر من وجوه "مذكّرة التفاهم"، وتحت سقف كنيسة مار يوسف تفاهم الجميع على أنّ الضاحية "مربع" أساس من مربّعات السيادة التي طالما حلم بها أبو نعيم...  

 

أجهزة أمن أميركية وأوروبية أبدت "حذراً شديداً" من تعيين خلفه باردو 

غياب داغان عن رئاسة "الموساد" قد يقرب الحرب على "حزب الله" إلى منتصف العام الحالي

 لندن - كتب  حميد غريافي: السياسة

أبدت أجهزة أمن أميركية وأوروبية خلال الاسابيع القليلة الماضية حذرا شديدا من تعيين تامير باردو خلفا لمائير داغان في رئاسة الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية "الموساد" بسبب ما تعتقد انه "فرق شاسع بين خبرتي الرجلين, خصوصا في الشأن النووي الايراني وترسانتي "حزب الله" وحركة "حماس" الصاروخيتين, وهما موضوعان يبدوان الآن الأكثر حساسية لدول اوروبا خصوصا لقربها من المجالات الصاروخية الايرانية التي يمكن ان تهدد القارة الاوروبية واسرائيل ومناطق اخرى في الشرق الاوسط باستمرار".

وقال احد قادة الامن الفرنسيين في باريس أمس ان "خبرة رئيس "الموساد" السابق الذي سلم مهام مركزه اول من امس الخميس لخلفه باردو في مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو, كانت عاملا مطمئنا للدولة العبرية ولحلفائها الاوروبيين والاميركيين بشأن مخاوفهم عن امكانية امتلاك ايران اسلحة نووية, اذ كان دائما يتعقب عن كثب هذه الامكانية ويبلغ الجميع بمعلوماته الموثوقة عن تأخر نظام خامنئي - نجاد في سعيه لامتلاك هذه الاسلحة, كما فعل منذ العام 2003 عندما اكد ان ايران لا يمكنها حيازة قنبلة الدمار الشامل قبل العام ,2007 وفي ذلك العام اعرب عن اعتقاده ان ذلك قد يحصل العام ,2009 وبعد عام اعرب عن اعتقاده مجددا ان ذلك قد يتم العام ,2011 الا ان داغان ابلغ حكومته وحلفاء اسرائيل في العالم قبل منتصف العام الفائت 2010 ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قد لا تستطيع بلوغ طموحها النووي النهائي قبل منتصف هذا العقد من الزمن أي عام .2015

وأكد المسؤول الأمني الفرنسي ل¯ »السياسة« ان توقعات مائيرداغان المبنية على معلومات حميمة من قلب البرنامج النووي الإيراني, لم تكن مخطئة مرات عدة, كما يتخيل البعض وان تصحيحاته لتواريخ امتلاك القنبلة الذرية جاءت مبنية على انتكاسات إيرانية جوهرية في عمليات التخصيب والحصول على مواد ومعدات جوهرية كان يعتقد أنها سهلة المنال.

واكد المسؤول ان سياسة مدير »الموساد« السابق داغان المتعلقة بمراقبة البرنامج النووي الايراني عن كثب »طمأنت دول أوروبا خصوصاً ومعظم دول الشرق الاوسط الاسلامية المعارضة للهيمنة الإيرانية منذ منتصف العقد الأول للألفية الثالثة الى ان الإيرانيين مازالوا بعيدين عن امتلاك القدرة النووية رغم أن بعض الاستخبارات الغربية كانت تتكهن بهذا الامتلاك قبل نهاية 2008 و 2009 و 2010«.  وكان داغان, ابلغ الاميركيين والأوروبيين ان »عقوبات اقتصادية قوية وفاعلة على إيران مثل تلك التي فرضت العام الماضي كفيلة بتشتيت جهود البرنامج النووي الإيراني وتأخير اندفاعه سنوات عدة, كما أن عمليات تخريب خطيرة حدثت داخل ذلك البرنامج طوال السنوات الخمس الماضية سواء في تسليم الإيرانيين معدات جوهرية للبرنامج تبين فيما بعد انها فاسدة أو غير فاعلة, وكذلك العبث بوسائل ومعدات التخصيب ما ادى الى  بطء كبير في تحويل معدلات اليورانيوم المطلوبة للسلاح, ومن ثم اصابة اجهزة الكمبيوتر المتطورة في البرنامج بأعطال أدخلت عليها خلال الأشهر الأربعة الماضية مع نهاية السنة الفائتة ادت الى اصابة بعض اجزاء البرنامج بنوع من العمى وبالتالي الى تأخير اندفاع عمليات التخصيب وغيرها«. وتقول مصادر اميركية في واشنطن داغان هو الذي اقترح على ادارة باراك اوباما منذ بدايتها التخلي حاليا عن توجيه ضربة عسكرية لايران لانها بعيدة جدا عن حيازة القنبلة النووية" كما اقترح تشديد العقوبات عليها بحيث تمنع اي سلع او معدات ذات الاستخدام المزدوج من الدخول الى اراضيها من اي مكان في العالم, وكل ذلك مع تشجيع اكبر للمعارضة الداخلية الايرانية للعمل على قلب نظام الحكم. وذكرت المصادر الاميركية ان داغان كان وراء الاصرار على رئيس الحكومة نتانياهو وكبار قادة الجيش الاسرائيلي منذ منتصف العام الاسبق 2009 لتأخير حرب محتومة على "حزب الله" في لبنان لانه كان يدرك ان تأخر ايران في برنامجها النووي واصابتها باحباط شديد من جراء العقوبات الدولية عليها وفشلها في بلوغ اهدافها في وقت قريب كما كانت تأمل, سيعطي اسرائيل واللبنانيين والعرب فسحة من الامل بانضباط حزب الله اكثر فأكثر وربما في نهاية المطاف ان تقوم طهران بالمساومة عليه في حال تيقنت من استحالة تنفيذ وعودها ضد اسرائيل والغرب". وقالت المصادر ان " تغيرا كبيرا قد يحصل في مواقف "الموساد" في عهد رئيسها الجديد باردو لناحية" رضوخه للقادة العسكريين والسير في ركابهم نحو حرب ضد لبنان في منتصف هذا العام او النصف الثاني منه قد يجري توسيعها باتجاه الشمال والشرق لتشمل قواعد نووية وصاروخية وبيولوجية في شمال سورية وشرقها قرب "الحدودين التركية والعراقية".

 

شارل عطا قائدا جديدا لمنطقة البقاع في قوى الامن الداخلي

وطنية - 8/1/2011 تسلم العميد شارل عطا مهام مركزه الجديد قائدا لمنطقة البقاع في قوى الامن الداخلي، من العميد نبيل مظلوم الذي شغل المركز بالوكالة لمدة ستة أشهر، وذلك في مقر القيادة في سراي زحلة، في حضور قادة السراي في زحلة وجب جنين وبعلبك وآمري الفصائل والمفارز في المنطقة.

 

لقاء ديني في أبرشية دير الاحمر للموارنة

يزبك: لملاقاة تباشير المساعي العربية بقلوب صافية

وطنية - 8/1/2011 عقد في مبنى أبرشية دير الأحمر للطائفة المارونية لقاء ديني شارك فيه رجال دين مسلمون ومسيحيون، منهم رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك، مفتي بعلبك- الهرمل الشيخ خالد صلح على رأس وفد، رافقهم عدد من العلماء السنة والشيعة، وكان في استقبالهم راعي الأبرشية المطران سمعان عطالله وعدد من الكهنة.

يزبك

والقى يزبك كلمة دعا فيها السياسيين إلى "النظر إلى هذا الوطن بعين المسؤولية ليرحموه، وأن ينظروا بدقة إلى المتآمرين عليه والمسؤولين عن التعطيل لأن هذا الشعب لم يعد بإمكانه أن ينتظر"، كما دعا الى "ملاقاة تباشير المساعي العربية بقلوب صافية".

كما طالب السياسيين ب"أخذ الإجراءات لاستغلال الثروات البحرية وغير البحرية واستثمارها لمصلحة هذا الوطن، لأنها حق لهذا الوطن ولا يمكن التفريط بها".

واذ استنكر جريمة الإسكندرية، مقدما العزاء لذوي الضحايا وداعيا بالشفاء للجرحى، دعا المسؤولين اللبنانيين الى "تحمل مسؤولياتهم والأخذ بما جرى في مصر كي لا تتفشى رياح الخبث والمؤامرات هنا وهناك، وأن يكون الجميع عينا ساهرة".

صلح

بدوره ناشد صلح "السياسيين كافة بلا تمييز بين الموالاة والمعارضة، الا يتركوا ثلاثة ملايين لبناني رهينة لمصالحهم"، مشيدا ب"هذا اللقاء الذي يغيظ الأعداء كونه يعبر عن اتحاد اللبنانيين ويفوت فرصة على المتعاملين"، مؤكدا "أن كل من يعمل على اغتيال الوطن وأبنائه هو عميل ضد الوطن".

عطالله

ورحب عطالله بالمجتمعين في مبنى الأبرشية وشكرهم على مبادرتهم "التي تعزز الإلتفاف حول بعضنا البعض وتنبذ كل الذين يرتكبون الجرائم"، مشيرا إلى "أن الجرائم تنال المسلمين والمسيحيين على حد سواء في العراق ومصر ويتساوون معا أمام الإرهاب والشر، فالإرهاب لا دين له ومن يبشر بالقتل لا يمثل دينا".

 

المجلس الشرعي الاعلى حذر من استغلال جرائم التفجير لاستدراج تدخل خارجي: على الجميع التعاون لانجاح التوافق السعودي- السوري للخروج من المأزق الخانق

وطنية - 8/1/2011 عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اجتماعه الدوري برئاسة رئيسه مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني وحضور الأعضاء، وأصدر بيانا تلاه عضو المجلس الشيخ محمد انيس اروادي، جاء فيه: "بعد بحث القضايا الواردة في جدول الأعمال واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، أطلع مفتي الجمهورية أعضاء المجلس على الاتصالات والمساعي التي يقوم بها مساهمة منه في الجهود المبذولة من أجل قطع دابر الفتنة الطائفية التي بدأت تأخذ أبعادا خطيرة للغاية من خلال جريمتي التفجير اللتين استهدفتا كنيستين رئيسيتين في بغداد والإسكندرية. وقد تبنى المجلس جهود صاحب السماحة، داعيا السلطات الرسمية في كل من الدولتين الشقيقتين العراق ومصر، إلى الكشف عن الجهات التي تقف وراء هذه الأعمال الإجرامية والجهات المنفذة وإنزال اشد العقاب بهم. وأعرب المجلس عن حزنه وألمه البالغين لسقوط الضحايا الأبرياء، مقدما أحر العزاء لذويهم ولإخواننا في العراق وفي مصر ولسائر الأمة. وحذر من استغلال هذه الجرائم لاستدراج أي شكل من أشكال التدخل الخارجي أو تبريره، وأكد على أن التصدي للفتنة واجب ديني ووطني على المسلمين والمسيحيين وتحصين الوحدة الوطنية المصرية، وأدان استهداف جمهورية مصر العربية والدول العربية الكبرى التي تعرف كيف تعالج قضاياها وتحرص على وحدة شعبها ووحدة الامة".

كما أعرب المجلس عن اطمئنانه إلى مضمون التصريح الذي أدلى به رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لجهة انجاز صيغة التوافق السعودي- السوري على أسس التسوية الداخلية في لبنان، وطالب الجميع بالتعاون لإنجاح الجهود المبذولة في هذا المجال دون عرقلتها وتفشيلها للخروج من المأزق الخانق".

وتوقف أمام استمرار تعطيل عمل مؤسسات الدولة وفي مقدمتها مؤسسة مجلس الوزراء مما يشوه صورة الدولة اللبنانية وسمعتها ويلحق الضرر بمصالح المواطنين ويصيب الاقتصاد الوطني بأفدح الخسائر". وناشد المسؤولين تحمل مسؤولياتهم الوطنية في معالجة القضايا المعيشية والحياتية التي يعاني منها المواطنون ووضع حد للمزايدات التي تصدر عن بعض الوزراء". وتوقف بقلق شديد أمام بعض القرارات التي تصدر عن بعض الوزراء والتي تسببت باستقالة بعض كبار الموظفين المشهود لهم بكفاءاتهم ونزاهتهم. كما توقف أمام مضي إسرائيل في تجاهل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني الشقيق وقرارات الشرعية الدولية، ومواصلة مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وبناء المزيد من المستوطنات الصهيونية عليها، وتعطيل أي مبادرة للتسوية السياسية. وأعرب المجلس عن استيائه الشديد من انكفاء المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته تجاه الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسيطينة المحتلة بما فيها جريمة اقتحام البيوت وقتل الأبرياء وهم في فراش النوم. ولمناسبة الاستفتاء على تقرير المصير في السودان المقرر إجراؤه مطلع الأسبوع المقبل، أبدى المجلس الرفض المبدئي لتقسيم السودان وقلقه على مصير الوحدة الوطنية في هذه الدولة العربية الشقيقة والانعكاسات السلبية لهذا الانفصال. ونبه من الفتن المتنقلة التي تستهدف الدول العربية وزعزعة أمنها وسلامتها واستقرارها بما يخدم العدو الإسرائيلي ومخططاته. وتوجه بالنداء إلى جامعة الدول العربية والى منظمة المؤتمر الإسلامي لاتخاذ مبادرات عملية تعزز التضامن العربي والإسلامي وتقطع الطريق أمام محاولات إثارة الفتنة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي".

 

عون واصل تقبل التعازي بشقيقه في كنيسة الصعود - ضبيه

وطنية - 8/1/2011 يواصل النائب العماد ميشال عون تقبل التعازي بشقيقه الياس نعيم عون في كنيسة الصعود - ضبيه، في حضور عائلة الفقيد، النائب الان عون ووزير الاتصالات جبران باسيل. ومن المعزين: الرئيسان عمر كرامي ونجيب ميقاتي، وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، النواب: نبيل دو فريج، نديم الجميل، نعمة الله ابي نصر، عاطف مجدلاني، تمام سلام، طلال ارسلان، مروان ابي فاضل، عاصم عراجي، نهاد المشنوق، حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة، سفير قطر سعد المهندي باسم امير قطر، سفيرا ايطاليا والدانمارك، مستشار رئيس الجمهورية السفير ناجي ابي عاصي، مستشار وزير الاعلام اندريه قصاص، مستشار الوزير محمد الصفدي انطوان قسطنطين، مستشارة النائب سليمان فرنجية فيرا يمين، وفد من مشايخ الدروز برئاسة النائب فادي الاعور، النائب السابق البير منصور، النائب السابق خليل الهراوي، مدير المخابرات العميد ادمون فاضل، قائد فوج المجوقل العميد الركن جورج نادر، نقيب المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي، رئيس المجلس الاقتصادي روجيه نسناس، رئيس مرفأ طرابلس السابق انطوان حبيب، النقيب السابق للاطباء انطوان قليموس، رئيس ديوان المحاسبة ومجلسه عوني رمضان، وفود من هيئة كهرباء لبنان، نقابة المحامين ونقابة الصيادلة.

 

زهرا: التسوية لا يمكن أن تطال العدالة

جنبلاط أكثر الحريصين على عدم بيع المسيحيين اراضيهم

وطنية - 8/1/2011 علق عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا على المسعى السعودي - السوري بالقول: "من الأساس اكدنا ان الهدف من المسعى هو تأمين الإستقرار في لبنان وليس التسوية على حساب العدالة او اي قرار دولي" . وقال زهرا في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" ان "الفريق الآخر متكّل على كثافة الأحداث، والمسعى السعودي - السوري يسعى الى منع العبث في لبنان ولعدم إستعمال القوة والى إحترام العدالة وعدم إستعمالها او توجيهها ضد اي طائفة او جماعة سياسية. وأكد "أن الفارق الذي قاله الرئيس سعد الحريري في كلامه الأخير لصحيفة "الحياة" عن موضوع التسوية هو أنه ذكر بأن هناك شيئا مطلوبا من قبل فريق 14 آذار"، مشيرا الى انه "سبق موقف الحريري خطة تهويل للحصول على تنازلات في التسوية السعودية - السورية". وقال: "التسوية لا يمكن أن تطال العدالة، وكل خطوة ايجابية قام بها الرئيس الحريري في اتجاه الحل كانت تواجه بمزيد من المطالب من الفريق الآخر" . وعما يحكى عن تغيير حكومي مرتقب مع استبعاد القوات اللبنانية والكتائب، رد زهرا: "كل طرف سياسي في لبنان يرتبط تمثيله في الدولة بأحقيته في هذا التمثيل بدءا من قاعدته الشعبية". وتابع: "المطلوب من هذه الحكومة أن تحل مشاكل المواطنين لا تكديسها". وعن الرد الأخير للرئيس نبيه بري على كلام الرئيس الحريري، قال: "لن أعلق على هذا الرد ولا أعتقد أن بري يريد أن يدخل على خط الضغوط التي تطاول الحريري"، مضيفا: "القوات البنانية تريد أن تنشئ علاقة صحيحة مع كل الأفرقاء اللبنانيين، وفي ما خص حتى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، فله كل المودة منا وللمسيرة الاستقلالية التي جمعتنا، ونؤكد العلاقة الممتازة مع الحزب التقدمي الاشتراكي ولو لم تكن تحالفية وانما تظل علاقة صداقة واحترام". وفي موضوع "حزب الله"، لفت زهرا الى ان "أجواء القلق على الأرض عند الحزب والخطابات المتشنجة تراجعت وهذا هو التصرف الحكيم من قبلهم والذي كنا نناشدهم به" . وعن القانون المقدم من النائب بطرس حرب عن ملكية الأراضي بين الطوائف اللبنانية، أجاب: " قانون حرب ظهر مشكلة كان يحكى عنها في الخفاء، وهناك محاولات فرز طائفي عبر بيع الأراضي بين الطوائف، دون أن ننسى السعي الى ربط أمني بين المناطق عبر شراء الأراضي". ولفت الى ان "جنبلاط من أكثر الحريصين ولو بشكل خفي على عدم بيع المسيحيين اراضيهم"، وتابع: "أعتقد أنه كان من الأفضل أن يطرح سياسي من طائفة أخرى هذا القانون كما فعل الإمام شمس الدين في العام 1984". وأكد كلام جعجع في نظرته بعدم الخوف على المسيحيين في الشرق "لأن الله هو من أوجد هذا الوجود، وهذا الوجود هو مصدر تنوع وحضارة، ولا خوف من امتداد الاعتداءات على المسيحيين الى لبنان" .

 

بين الصوت العالي والهمس

علي حماده/النهار

ليست ثمة مسألة شيعية في البلد. وليست ثمة ازمة شيعية مع بقية الطوائف. لكن في المقابل ثمة "مسألة" او مشكلة كبرى يمثلها "حزب الله"، وثمة ازمة بين الحزب كمشروع وسلوك وبقية مكونات البلد، الامر الذي يؤدي الى الخلط فيتوهم الناس ان الازمة مقيمة بين الشيعية وسائر اللبنانيين، وهذا خطأ.

لِمَ هذه المقدمات ؟ فقط للقول ان مشروع القانون الداعي الى تعليق البيع بين ابناء الطوائف من غير الدين الواحد الذي تقدم به الشيخ بطرس حرب وبصرف النظر عن الردود التي واجهته يعكس عمق الازمة التي يتسبب بها "حزب الله" كمشروع في البلد وعلى البلد، فيدفع متنورين مثل الشيخ بطرس حرب وآخرين الى التفكير بعكس ما يؤمنون به في الاصل، وهم مسكونون بالخوف والهواجس جراء معاينتهم لامور خطيرة تحصل على الارض.

نقول هذا ويقيننا ان بطرس حرب قال علنا ما يفكر فيه معظم الناس في البلد وما يقوله عشرات، بل مئات المسؤولين والاخيار همسا، وخصوصا في ضوء الهجوم العقاري الديموغرافي الامني المبرمج والمنظم الذي يقوم به "حزب الله" في كل اتجاه وفي كل مناطق لبنان، مخترقا مناطق عدة من لبنان، مبدلا وجهها العقاري - الديموغرافي وبالتالي الامني، وكأنه يسابق الوقت للسيطرة على الاراضي والمناطق الحساسة، ولا سيما انها مناطق مختلطة او تقع عند تماس ديموغرافي يعود الى عقود عدة.

بعض المغالين يذهبون الى ابعد في وصفهم مشروع "حزب الله" العقاري – الديموغرافي الامني معتبرين أنه طبعة لبنانية لمشروع بدل طبيعة الارض في فلسطين الى غير رجعة. ومعاذ الله ان يقارن المرء "حزب الله" اللبناني (بالرغم من كل شيء) ومن معه او بيئته بما تقدم. وانما لهذه المغالاة التي لا نقرها جذورا يغذيها مشروع بات مخيفا ليس للمسيحيين فحسب وانما لكل مكونات البلد. اما الردود التي انهالت على الشيخ بطرس فهي تمثل تتمة لتاريخ طويل من التكاذب اللبناني. ولن نخوض في التفاصيل.

إن الرد على مشروع بطرس حرب لا يكون بالادانة فيما يتذمر الكل من مشروع "حزب الله" التوسعي في البلد. فالبعض يطالب بإنشاء صناديق لوقف الهجمة بالمال، والبعض الآخر يطالب بالضغط الاجتماعي والديني والطائفي ضمن البيئات المختلفة على البائعين المحتملين لمنع انتقال الاراضي الى "حزب الله" مباشرة او مداورة. وحتى الآن لم يقدم احد من المتذمرين مشروعا قابلا للحياة للوقف في وجه اكبر واخطر مشروع يقف خلفه "حزب الله"، ومؤداه في حال استمراره تغيير وجه البلد نهائيا في غضون سنة 2020. من هنا كان رأينا ان مشروع الشيخ بطرس، وان تكن حظوظه في ان يرى النور شبه معدومة في القريب العاجل، فإنه كان بمثابة اول جرس انذار حقيقي تطلقه شخصية محترمة في البلاد، وبات يتعين على كل الجهات المتضررة علنا او سرا ان تفكر في طريقة جدية لوضع مشروع في مواجهة مشروع "حزب الله"، ولا اقول مشروع الشيعية لأن الشيعة ليسوا الحزب، كما ان الحزب اصغر من ان يختصر الشيعة في لبنان او خارجه. انه مشروع سياسي امني اقليمي يتلبس لبوس الدين ويتمترس خلف طائفة تحمل هواجس تاريخية مثل بقية الطوائف اللبنانية.

حان الوقت للخروج من حال التكاذب وقول الامور كما هي. وحان الوقت لادراك ابعاد المشروع العقاري الديموغرافي الامني لـ"حزب الله"، وذلك قبل فوات الاوان. وفي الانتظار وبدلا من الاكتفاء بادانة مشروع بطرس حرب فلنفكر معه في الطريقة المثلى لمنع نسف لبنان من اسسه. لأن هذا ما سيحصل ان بقينا على عهدنا في ممارسة سياسة دفن الرؤوس في الرمال.

 

التفجيرات ضد مسيحيي العراق ومصر: أين الصدق وأين النفاق في ردود الفعل؟

النهار/زياد عسلي وحسين أيبش – واشنطن     

كانت التفجيرات الدموية التي استهدفت المسيحيين في مصر والعراق موضع استنكار شديد من معظم القادة السياسيين والدينيين والمعلّقين ومن الرأي العام في العالم العربي. وجوبِهت أيضاً بسيل من الاستهجان الشديد من جانب الناس العاديين الذين نزلوا إلى الشارع للتعبير عن غضبهم والمطالبة بإحقاق العدالة. شعر الناس بأن هذه الفظائع تُعرِّض مجتمعهم بكامله للخطر. يمكن أن تشكّل مجزرة كنيسة الإسكندرية نداء للصحوة من أجل التخلّص من النزعات الخطرة، أو قد تكون بداية تفكّك الروابط التي تحافظ على اللحمة بين مواطنين من أديان وخلفيات مختلفة. لكن السعي إلى إلقاء اللوم فقط على أشخاص من الخارج أو متطرّفين في هذه الهجمات يحجب سياقاً أعمق وأشدّ إثارة للقلق بكثير. صحيح أنه ليس هناك تعاطف مع الجرائم المشينة للمتطرّفين المتعصّبين خارج صفوفهم، إلا أن هؤلاء الراديكاليين القتلة يقودون في الواقع بعض أنماط السلوك المجتمعية السائدة إلى خاتمة دموية ومنطقية، ولو متطرِّفة. لقد أدّت النزعات السياسية في العالم العربي التي تنبثق عن واقع العجز وعدم المساواة المتفشّي على نطاق واسع، إلى صعود حساسية شوفينية قتالية النزعة تثمِّن أكثر فأكثر الهوية الإسلامية وتنظر إلى باقي العالم، ولا سيما الغرب، بتشكيك وعداء شديدَين.

تُسوَّق أنماط السلوك هذه من أعلى الهرم إلى أسفله، من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية والدينية المدعومة من الحكومة، ومن أسفل الهرم إلى أعلاه، في المنزل إلى مائدة العشاء وعبر الإنترنت من خلال شبكات إعلامية اجتماعية تبث خطاباً بليغاً راديكالياً يستهدف الشبّان المتململين. تنبثق أسوأ الأفكار في شكل عام عن المؤسسات الدينية الإسلامية والقادة الإسلاميين ومجموعات المعارضة السياسية الإسلامية الذين يردّدون باستمرار أن المؤامرة ليست فقط ضد العرب لمنع تطوّرهم، بل هناك أيضاً حملة عالمية لتدمير الإسلام في ذاته. الأصوات المعتدلة التي تنظر إلى العالم من منظار سياسي لا ديني أقل عدداً، وتعمل خارج معايير الصوابية السياسية ورفاهيتها. تحاول بشجاعة الدفاع عن قيم كونية فيما تُضطرّ إلى مواجهة الترهيب المستمر بسبب معارضتها المتمسِّكة بالمبادئ للتطرّف.

تطغى الرواية التي تعتبر أن العرب هم ضحايا على أيدي غرب قوي جداً يُمعِن في إيذائهم، وغالباً ما تركّز على موضوع الازدواجية في المعايير التي لا شك في أن العرب يتعرّضون لها. لكن نادراً ما ينأى العرب أنفسهم عن هذه الازدواجية في المعايير ويطبّقون المعيار الواحد على مستوى الاستبطان أو انتقاد الذات. تُذكَر مساهمة العرب والمسلمين في إخفاقاتهم وعجزهم وعدم المساواة الاجتماعية-الاقتصادية التي يعانون منها ومنظوماتهم المختلّة وظيفياً من دون أي سعي جدّي إلى تطبيق إجراءات تصحيحية. إلا أن اللوم الحقيقي في الفشل يُلقى دائماً على عاتق غرب معادٍ ومناوِر تقوده أميركا وكذلك على عاتق النخبة التابعة غير المنظَّمة في المنطقة. مسألة الأقليات الدينية هي نقطة انطلاق مثالية للنظر في حجّة ازدواجية المعايير. إذا أتيحت للمسلمين الفرصة، يستمرّون في التدفق إلى الغرب حيث تنمو الجماعات المسلمة وتزدهر، على الرغم من أنها تواجه أيضاً خطراً متزايداً بالتمييز والعداء الثقافي.

بيد أن الأقليات المسيحية وسواها من الأقليات الدينية في العالم العربي تتقلّص وتذبل في شكل عام، وتواجه الآن حملة هجمات دموية يبدو أنها صُمِّمت عمداً من أجل محاولة طردها من المنطقة أو على الأقل من بعض بلدانها في شكل نهائي. وواقع أن الغالبية الكبرى من ضحايا الإرهاب الإسلامي تتألف من مسلمين لا يقلّل من شأن الهمجية الشديدة لهذه الهجمات على المسيحيين. قُتِل هؤلاء الأشخاص لمجرد أنهم مسيحيون، والهدف الواضح هو إخافتهم كي يغادروا البلاد وربما المنطقة. أما المسلمون فيُقتَلون عامة لأنهم يعترضون بالصدفة طريق من يستخدمون الإرهاب لتحقيق النفوذ وغايات سياسية، ويشمل ذلك العنف المذهبي بين المسلمين في العراق الذي هدف إلى إرغام الجماعات على النزوح إلى أماكن أخرى داخل البلاد.

ليس كافياً أن تدين الحكومات العربية والإسلامية، وبعض وسائل الإعلام والمنظمات، أعمالاً مشينة وغير مقبولة بكل وضوح مثل المجازر الأخيرة. ففي العديد من البلدان الإسلامية، تواجه الأقليات الدينية التمييز وتقييد الحقوق وقوانين ضد التجديف والارتداد و"إهانة الدين"، كما تخضع لقيود تمنعها من بناء دور عبادة أو إعادة إعمارها، وكذلك للتسويق العدواني المدعوم من الدولة ليس للإسلام وحسب إنما لبعض مدارسه الضيّقة الأفق. يجب أن تلقى كل هذه الوقائع معارضة مستمرّة من جانب من يدافعون بصدقية عن حقوق المسلمين في الغرب من دون أن يمارسوا هم أنفسهم الازدواجية في المعايير.

من دون الدخول في مجادلات عقيمة حول من يدافع عن نفسه ومن هو المعتدي، فإن العمل المتوجّب إنجازه للتصدّي لعدم التسامح والإقصاء في كل مكان يجب أن يتم بصورة رسمية وقانونية، وكذلك على المستويَين الاجتماعي والمتّحدي هنا وفي الشرق الأوسط على السواء. من شبه المستحيل الحصول على دعم واضح من الأميركيين العرب أو المسلمين لأعمال العنف الوحشية ضد المدنيين، لكن من السهل أن نجد في أوساطهم أصداء لمشاعر الضحية والصواب الذاتي التي تنبثق عنها أعمال العنف تلك. حتى في أوساط المسيحيين العرب والعرب-الأميركيين وأقليات أخرى، يمكن بسهولة الوقوع على مثل هذه الآراء.

لا شك في أنه لدى الآخرين الكثير من العمل ليقوموا به. يجب مواجهة مشكلات رهاب الإسلام الذي يتفشّى في الغرب، والعنصرية الفاضحة المتزايدة ضد العرب في إسرائيل، على مختلف المستويات، من دون خوف أو ممالقة. يجب مساءلة زمر المستوطنين الإسرائيليين المغيرين والخارجين عن القانون، والمتعصّبين الدينيين والأيديولوجيين الأميركيين الذين ينادون بالعنصرية. من الضروري أن تتحمّل الجماعات والهويات الجماعية والمجتمعات مسؤولية أكبر كي تُحدِّد مسبقاً حدود الخطاب أو السلوك "المحترم" الذي يحظى بالقبول، وما الذي يتجاوز الحدود بكل وضوح ويجب التحسّب له على اعتبار أنه خطر اجتماعياً وسياسياً، حتى ولو اقتضى ذلك تبديد التوقّعات بشأن التضامن الإتني أو الثقافي أو الديني.

سوف يشتكي النقّاد من أننا نخلط الأمور، ونوسِّع شبكة اللوم كثيراً أو أننا لا نتوخّى الإنصاف. ما نفعله في الواقع هو المهمة التي لا مفر منها المتمثّلة في إقامة روابط بين كلمات تبدأ بالرياء والوعيد الشوفيني، وتنتقل إلى ترويج اللاتسامح والخوف والكراهية، وفي الختام تتحوّل في أيدي الأكثر تطرّفاً أعمال عنف عديمة الضمير. يجب معالجة المصدر والنتيجة على السواء من أجل تغيير النزعة.

حفنة ضئيلة جداً من الأصوات والمنظّمات في المجتمعَين العربي والمسلم، وفي الجالية العربية-الأميركية، ترفض الخطاب الذي يؤدّي في نهاية المطاف إلى هذا النوع من العنف المروِّع عندما يستخلص منه القتلة الفاقدون لصوابهم خاتمته المنطقية. فموقفهم الافتراضي هو أنهم يذكرون أشكالاً عدّة من الظلم، ويطلبون من الآخرين تفهّم دوافع العنف عبر الإشارة إلى ازدواجية المعايير أو أسباب أخرى. تعني هذه المقاربة أن الغالبية في المجتمعات العربية، وكثراً في أوساط الجماعات الأميركية العربية والمسلمة يختارون في الواقع الصمت. لا يعني ذلك على الإطلاق أن هذه الغالبية الصامتة أو المتردّدة تتغاضى عن أعمال القتل التي يرتكبها متطرّفون متعصّبون. لكن المجازر في مصر والعراق تُظهِر أنه على الجميع أن يكونوا أكثر يقظة ويدركوا أن لغة الكراهية واللاتسامح يمكن أن تقود في نهاية المطاف إلى عنف لا يوصف، ويجب رفضها والتصدّي لها بخيارات مسؤولة.

في بلدنا، المدافعون الأشدّ عن الرواية التي تضع العرب والمسلمين في صورة الضحايا، من يلومون الغرب ولا سيما أميركا أو "الرجل الأبيض" على المصائب التي تحلّ بالعرب والمسلمين، ومن يشجبون بأعلى صوت المضايقات القانونية والمجتمعية التي يتعرّض لها العرب والمسلمون في الولايات المتحدة يُفيدون إلى أقصى حد، وهذا من حقّهم، من المنظومة الأميركية ويجدون ملاذاً في الراحة والأمن اللذين توفّرهما الحرّيات التي تؤمّنها هذه المنظومة. الضرر الذي تتسبّب به هذه الأصوات الأعلى والأكثر مناهضة لأميركا التي تصدر عن الجماعات العربية والمسلمة المهاجرة الهشّة التي تشعر أصلاً أنها محاصَرة هو أنها تؤمّن ذخيرة للديماغوجيين والانتهازيين الذين يستغلّون العنصرية ولمروِّجي الكراهية والخوف من المسلمين العرب والأميركيين، كما أنّها ترسّخ أسوأ النزعات العنصرية والشوفينية في البلاد وتشجّعها.

حقّقت الأقليات في هذا البلد أهدافها المتّحدية والجماعية عبر إعادة صوغ المنظومة، وكسب الدعم والنفوذ من خلال التصدّي الشجاع إنما السلمي للإجحافات، واستخدام القانون والمنظومة السياسية، وليس عبر رفض المنظومة واعتبار أنها فاسدة وغير قابلة للتصحيح في طبيعتها. ولم تلجأ بالتأكيد إلى قتل العسكريين أو المدنيين غير المسلّحين، أو التآمر لتفجير طائرات أو ساحات عامة.

ليس الصمت خياراً سليماً للأميركيين العرب والمسلمين. فهذه المجموعة هي الأكثر هشاشة أمام العواقب التي يمكن أن تترتّب عن هجوم إرهابي مقبل أو أمام السياسات المستندة إلى الخوف والإقصاء. ما يحدث وما لا يحدث في العالم العربي والإسلامي مهم هنا في الولايات المتحدة. وليست هذه المقولة بحاجة إلى تفسير بعد أحداث 11 أيلول 2001. الحروب الشعواء ضد الأقليات وليس فقط المسيحيين في الشرق الأوسط، سواء كانت حروباً رسمية أم مجتمعية أم إجرامية وحسب، والتي يشنّها أولئك الذين يسعون إلى تقسيم العالم إلى كتل دينية وإتنية كبيرة ومتحاربة وإقصائية – هذه الحروب ليست تهديداً لأميركا وقيمها وحسب. إنها تشكّل خطراً محدداً وفورياً على الأميركيين العرب والمسلمين الذين ينبغي عليهم، وهذه ضرورة ملحّة، معارضة هذه السياسة وهذا الخطاب. يجب أن يطوّروا درجة أعلى من الصدق في خطابهم ويطالبوا بأن تبدي نخبهم وقياداتهم إحساساً أكبر بالمسؤولية.

من شأن مسار الأحداث المأسوي في الوقت الراهن الذي يسوده سوء توزيع النفوذ والموارد في العالم العربي والإسلامي، وشعور الضحية المتعاظم والموجَّه أكثر فأكثر نحو الغرب، ولا سيما أميركا وأصدقائها وحلفائها، أن يخرق في نهاية المطاف الإجراءات القسرية التي أبقت حتى الآن على الاستاتيكو غير المستقرّ في جوهره. إذا لم يتحقّق تغيير جدّي في المدى القصير، فسوف ينهار هذا السدّ ويقع الطوفان. هناك حاجة ماسّة إلى أفكار وأفعال وبرامج والقليل من السلام في فلسطين لمنح قوى الاعتدال ورجاحة العقل فرصة للكفاح في كل مكان.

كي تصمد المجتمعات العربية والمسلمة وتتنافس عالمياً، يجب أن تحتضن فسيفساءاتها الثقافية والدينية والإتنية، وتعتبر تنوّعها مصدر قوة لا ضعف. وعليها أن تتبنّى ثقافة لا تُثمِّن الحقوق الفردية وتعطي الأولوية لدور المواطن في الحياة السياسية والاجتماعية وحسب، بل تهتم أيضاً بحقوق الأقليات. قيم التعدّدية والتسوية السلمية للنزاعات والشمول هي الترياق الفاعل الوحيد لمكافحة سمّ التطرّف والعنف المتطرّف. يقتضي تبنّي هذه القيم تغييراً في الثقافة الاجتماعية والسياسية، ولهذه الغاية، يتعيّن على كل عربي وكل أميركي عربي ومسلم أن يتحمّل حصّته من المسؤولية. يجب أن يدافعوا جهاراً وبشجاعة عن هذه القيم هنا وفي الشرق الأوسط. ثمن الصمت باهظ. يجب ألا نسمح بأن تسود قوى التعصّب والعنف والإقصاء.

زياد عسلي وحسين أيبش – واشنطن     

 

إذا لم تنجح المساعي السعودية والسورية قبل القرار الاتهامي

هل توسع 8 آذار حلقة التعطيل أم تنسحب من الحكومة ؟

اميل خوري/النهار

ينتظر الناس بفارغ صبر وبقلق شديد ظهور نتائج المساعي السعودية السورية وصدور القرار الاتهامي، وبالتالي معرفة نوع الحسم هذا الشهر الذي قال به الرئيس بري لاخراج البلاد من دائرة تعطيل عمل الحكومة الذي اخذ ينعكس سلباً على الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية. ويستعد كل من فريق 8 و14 آذار لمواجهة المرحلة المقبلة واتخاذ موقف من نتائج هذه المساعي عندما تعلَن، ومن القرار الاتهامي عند صدوره، فإما يكون اتفاق على موقف واحد وإما يكون خلاف ويأخذ كل من الفريقين طريقه. الواقع ان فريق 14 آذار يرى ان كل شيء قابل للبحث اذا كان يؤدي الى قيام دولة قوية قادرة ولا دولة سواها ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها، فيما فريق 8 آذار يرى ان لا تناقض بين وجود هذه الدولة ووجود سلاح المقاومة، لأن كلاًّ منهما هو قوة للآخر في مواجهة اي عدوان، وان احدهما مكمل للآخر.

والسؤال المطروح هو: ما العمل اذا لم تنجح المساعي العربية والدولية في التقريب بين هذين الموقفين، وما الذي ستفعله قوى 8 آذار اذا لم يتحقق التفاهم بينها وبين 14 آذار على اتخاذ موقف واحد من هذه المساعي، ولاسيما من القرار الاتهامي عند صدوره؟

ثمة معلومات تفيد ان قوى 8 آذار ستلجأ الى توسيع حلقة تعطيل عمل الحكومة وشلها، وذلك بالاعتصام حول كل مبنى من المباني الرسمية لمنع دخول الموظفين اليه، بما فيه مبنى مجلس النواب، توصلاً الى شل عمل الدولة بكل مؤسساتها، الأمر الذي يثير غضب الناس ونقمتهم فيقومون بالتظاهرات احتجاجاً على عدم الاهتمام بأولوياتهم وبشؤون معيشتهم لمواجهة ازمة الغلاء وارتفاع الاسعار ولاسيما المحروقات، فتضطر الحكومة عندئذ الى الاستقالة.

وثمة من يرى، تجنباً لحصول تداعيات ومضاعفات محتملة لمثل هذه الخطوات، سواء في حال تدخلت القوات المسلحة لمواجهتها او لم تتدخل، لجوء وزراء 8 آذار الى الاستقالة باعتبارها الخطوة الأسلم والاقل ضرراً، ما دامت الخطوات الأخرى المضرة والمكلفة ستؤدي الى ذلك، وعندها تستقيل الحكومة برمتها وتفتح ازمة وزارية قد تتحول ازمة حكم اذا لم تعالج لإخراج البلاد منها بالسرعة الممكنة.

وتعتقد اوساط قوى 8 آذار بأنها تستطيع التوصل الى تشكيل حكومة يكون تمثيلها فيها افضل من تمثيلها في الحكومة الحالية ولاسيما في ما يتعلق بحصتها من الحقائب الاساسية وبرئاسة الحريري. ومحاولة تشكيل حكومة جديدة تضع قوى 14 آذار بين خيارين: اما القبول بالتشكيلة المقترحة لتجنب الدخول في ازمة حكم، واما انقسام هذه القوى بين قابل لتجنب الاسوأ وبين رافض، فتكون عملية تشكيل حكومة جديدة قد حققت ما لم تستطع قوى 8 آذار ومن ورائها تحقيقه، الا وهو فرط قوى 14 آذار بحيث تنتقل الاكثرية عندئذ من هذه القوى الى قوى 8 آذار. لكن هل يطابق حساب الحقل حساب البيدر، ام ان الظروف المحلية والعربية والاقليمية والدولية لها حسابات مختلفة تجعل قوى 8 آذار غير قادرة على تحقيق اهدافها هذه ولا سيما ما يتعلق بتغيير موازين القوى في الداخل اللبناني لأن لها ارتباطا بالخارج؟ فاذا كان امكن في الماضي الخروج من ازمة "اتفاق القاهرة" بتشكيل حكومة برئاسة رشيد كرامي انضمت اليها "الكتائب" وحزب "الوطنيين الاحرار" وظلت "الكتلة الوطنية" خارجها لأن العميد ريمون اده رفض المشاركة فيها ما لم يطلع على مضمون ذاك الاتفاق، فإن تكرار هذه اللعبة قد لا ينجح هذه المرة للخروج من أزمة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والخلاف الحاد في شأنها ومن التداعيات التي قد يحدثها صدور القرار الاتهامي، اذ ان ما يتضمنه من اتهامات اذا ما كانت موثقة بالادلة القاطعة، سيزيد من تضامن قوى 14 آذار وتماسكها في اتخاذ موقف موحد من تشكيل اي حكومة اذا لم تكن ممثلة بنسبة عددها وبحجم ما تمثل. واذا كانت قوى 8 آذار استطاعت بعد احداث 7 أيار ان تفرض شروطها في مؤتمر الدوحة على قوى 14 آذار فلأن السلطة الفاعلة لم تكن موجودة، فلم يكن رئيس للجمهورية، وابواب مجلس النواب كانت مقفلة، والحكومة القائمة مشكوك بشرعيتها لأن الطائفة الشيعية غير ممثلة فيها بعد انسحاب وزراء الطائفة منها.

لذلك فإن مواجهة المرحلة التي تلي صدور القرار الاتهامي تتوقف على مدى صمود قوى 14 آذار في هذه المواجهة واستمرار تضامنها وتماسكها، سواء عمدت قوى 8 آذار الى توسيع حلقة تعطيل عمل المؤسسات لجعل الشارع يتحرك من تلقائه احتجاجاً على غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار، وهو ما بدأت طلائعه في الظهور، او عمدت الى الانسحاب من الحكومة لفتح ابواب أزمة وزارية على شتى الاحتمالات. ان المواجهة بين قوى 8 و14 آذار سوف تتجدد وعلى أشد مما كانت عليه عام 2005 اذا لم تنجح المساعي السعودية – السورية في التوصل الى تسوية او مخرج لأزمة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لا يموت فيها ذئب طرف ولا يفنى غنم طرف آخر. وان صمود قوى 14 آذار واستمرار تماسكها وتضامنها هو الذي يجعلها تحافظ على المكتسبات التي حققتها حتى الآن، في حين ان انقسامها وتفككها، وهو ما تراهن عليه قوى 8 آذار، هو الذي يجعلها تخسر هذه المكتسبات وتعود الى الوضع الذي كانت فيه قبل عام 2005 وتتحول بانقسامها اقلية تواجه اكثرية. وهذا يعطي مرحلة انتظار نتائج المساعي السعودية – السورية اهمية كبرى، فإما تكون المواجهة مجددا بين 8 و14 آذا وهي مواجهة حاسمة، او تكون المصالحة والصفح انقاذاً للبنان.

 

موقف الحريري أطلق أولاً من الإليزيه ولم يحظَ بتفاعلات

تحديد اتجاهات "التفاهم" بعد محطة نيويورك؟

النهار/روزانا بومنصف     

 يوم الخميس 2 كانون الاول الماضي وفي نهاية زيارة قام بها لباريس والتقى خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومسؤولين فرنسيين آخرين، رد على انتقادات وجهتها قوى 8 آذار الى رئيس الوزراء سعد الحريري الى تحركه الخارجي متهمة اياه بتضييع الوقت قائلا "انا لا اضيع الوقت ولا اتأخر بل ان الآخرين الذين يتهمونني بتضييع الوقت هم الذين يجب ان يقوموا ببعض الامور ولم يقوموا بها بعد وهم يعرفون انفسهم ". ولم يحظ هذا الكلام آنذاك بالاهمية المفترضة لا من جانب قوى 8 اذار التي اصرت على وجهة نظرها من التسوية التي ترغب فيها في موضوع المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري والاغتيالات المرتبطة بها ولا من جانب قوى 14 آذار التي تعاطت مع المسألة في اطار متابعة ما قاله الحريري لا اكثر. فمر هذا الموقف المهم من دون اي انعكاسات بفعل بدء تسريبات "ويكيليكس" او اكثر بفعل انتظار زيارة الرئيس السوري بشار الاسد للعاصمة الفرنسية بعد ايام معدودة على زيارة الحريري للاليزيه. وقد كرر الحريري في حديثه امس الى صحيفة "الحياة" مضمون ما قاله في باريس انما بوضوح اكبر وبتفاصيل اكثر نسبيا، فحظي بردود فعل مختلفة من الجانبين. غالبية من قوى الاكثرية بدت كأنها فوجئت بما اعلنه الحريري من تقدم للتفاهم باعتبار انها لم تطلع على الاجواء مسبقا من اجل المواكبة في ظل علامات استفهام كثيرة اثارها كلام الحريري. لكن هذه الغالبية امتنعت عن التعليق في انتظار عودة الحريري من زيارته الثانية لنيويورك واستيضاحه حقيقة الاجواء والتفاصيل علما ان بعض التساؤلات يتصل باجواء غير موحية في الاتجاه الذي تحدث فيه الحريري قبل ايام على الاقل. والبعض الآخر من هذه التساؤلات يتصل باسباب عدم مواكبة سوريا هذا التفاهم الذي هي جزء منه وشريكة فيه بخطوة معبرة تنزع فيها فتيلا من فتائل الازمة السياسية التى تصاعدت مع اصدار المذكرات القضائية السورية في حق شخصيات لبنانية فتسحب هذه المذكرات كدليل محفز لـ"حزب الله" من اجل السير قدما في هذا التفاهم علما ان الحريري اشار الى ان التفاهم انجز قبل توجه الملك السعودي الى نيويورك للعلاج. وقوى 8 آذار سارعت الى الرد رافضة رمي الكرة في ملعبها لجهة التزامات يتعين عليها القيام بها في مقابل الالتزامات التي تحدد الكثير منها للرئيس الحريري على انها من متطلبات التفاهم او التسوية وفق وجهة نظرها علما الى ان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد كان اشار الى التزامات يتعين على الحزب القيام بها بدوره مؤكدا انه سيتشاور مع الحلفاء في هذا الاطار. وبدا ان هذه القوى اعطت الموقف المكرر للحريري وليس الموقف السابق نفسه الذي اطلقه قبل خمسة اسابيع اهمية في ضوء عاملين، احدهما هو توجهه الى نيويورك بعد ساعات على الادلاء بحديثه وذلك تلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز للقائه وفق ما تكشف معلومات والآخر هو لقاؤه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، علما ان مساعدها لشؤون المنطقة جيفري فيلتمان سيشارك في هذا اللقاء مع ان هذا اللقاء ليس هو الهدف من التوجه الى نيويورك وقد رتب موعده على عجل. ولعل هذه القوى فهمت، كما تقول مصادر سياسية، ان الحريري حدد موقفه والعناوين التي يتمسك بها لاقفال الباب امام تأويلات وتفسيرات ستلجأ اليها قوى 8 آذار كما تعمد دوما فتعزو مضمونها ايا يكن طبيعته الى تدخل الاميركيين وتعطيلهم اي تسوية او تفاهم. وسبق ان عمد سياسيون في هذه القوى الى توجيه اتهامات الى الاميركيين بتعطيل التسوية السعودية السورية المفترضة. علما ان معلومات سياسية وديبلوماسية موثوق بها تتحدث عن عدم معرفة الاميركيين فعلا بما يعمل عليه على مستوى التفاهم السوري السعودي وصولا الى دخول الفرنسيين على الخط من دون ان يعني ذلك عدم انزعاجهم من السعوديين او من الفرنسيين ايضا لهذه الاسباب. او لعل هذه القوى فهمت ان الملك السعودي ربما يبلغ الحريري موقفا ما مما يحتم عليها الادلاء برد فعل استباقي على اي ضغوط محتملة على رغم ان لا معلومات عن اتصالات جرت في الايام العشرة الاخيرة الفاصلة بين زيارة الحريري لنيويورك للاطمئنان الى صحة الملك وزيارته الحالية. وتقول المصادر السياسية المعنية ان عودة الحريري من نيويورك ستكون الاكثر اهمية من بين كل جولاته او زياراته للخارج من حيث بلورة الاطار الصحيح لاطلاقه مواقفه الاخيرة ولمعرفة اين وصل التفاهم السعودي السوري وتاليا ما سيبلغه الملك عبدالله الى رئيس الحكومة اللبنانية اضافة الى الموقف الاميركي الذي ستعبر عنه كلينتون والذي يمكن ان يشتم منه اتجاهات رياح التفاهم نظرا الى اهتمام الولايات المتحدة بالمحكمة الخاصة بلبنان وتمسكها في الوقت نفسه باستقرار لبنان وعدم المساومة على اي منهما وفق المواقف الاميركية المعلنة اخيرا.

 

سوريا تستفيد من تأخّر القرار لتنقضّ على الداخل وواشنطن تراهن مجدّداً على فكّ تحالفها مع طهران

هيام القصيفي/النهار

في النصف الثاني من العام الفائت، انتشرت موجة من التكهنات الغربية والاحاديث المنقولة عن المدعي العام الدولي دانيال بلمار بان القرار الاتهامي سيصدر قبل آخر 2010. وتعززت هذه الموجة اذ نقل عن رئيس المحكمة انطونيو كاسيزي في تشرين الثاني انه يأمل في صدور القرار في شهر كانون الاول او في فترة قريبة جدا. وكانت قوى المعارضة تتوقع في الوقت نفسه ارجاء القرار الاتهامي الى ما بعد 2010، في ظل الحوار السعودي السوري، ورغبة الدول الغربية في استدراج سوريا الى تفاهم على استتباب الوضع اللبناني، قبل القرار وبعده.

وجاء اعلان بالتأجيل اولا في شكل غير متوقع على لسان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي تحدث في اعقاب عودته من لقاء ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن عن تأجيل القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولم يكد كلام الوزير العراقي يفعل فعله في الاوساط اللبنانية، حتى جاء اعلان الادارة الاميركية الديموقراطية عشية عودة الجمهوريين الى التحكم بالغالبية في مجلس النواب، تعيين سفير اميركي في دمشق. في وقت كانت السفيرة الاميركية مورا كونييللي تقول ان هذه التعيين لن يكون على حساب لبنان في حين برز امكان عودة الحياة الى المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل من دون تحديد هوية قناة التفاوض، والكلام عن لقاء الرئيس السوري موفدا من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.وقد دلت روزنامة الاحداث الاخيرة، الى ان ما كان يتوقع حصوله على خط الرياض – دمشق، تحول فجأة الى خط واشنطن – دمشق. الامر الذي اعاد رسم مشهد شبيه بمشاهد سبق للادارات الاميركية او الاسرائيلية ان قامت بها لانقاذ سوريا في اللحظات الحرجة، او على الاقل لفتح فجوة لها في الحائط المسدود. من دون ان تعرف بعد طبيعة هذا التطور الامني- الاستخباراتي او السياسي، وحجم الثمن الذي يمكن ان تكون دمشق قدمته، وفاعليته على المدى المتوسط.

وترسم مصادر سياسية مطلعة خريطة الوضع الاقليمي في الاسابيع القليلة الماضية التي رافقت هذا التحول على الشكل الآتي:

ففي ايران، انقلب الوضع الداخلي بين تغييرات يُحكم عليها لجهود الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد واهمها اقالة وزير الخارجية منوشهر متكي، والتفاعلات الاقتصادية نتيجة رفع الدعم عن اسعار المحروقات، وصولا الى تقديم ملف المفاوضات حول البرنامج النووي. والانشغال الايراني الداخلي سمح لسوريا، باستحداث هامش من الحركة، بدا لوقت انها فقدته.

فدمشق، منذ محادثات مدير المخابرات الكندية في الرياض في 20 ايلول الفائت، بدت مجددا في قفص الاتهام الدولي، بحسب ما رشح من تلك المحادثات. الامر الذي ردت عليه باصدارها مذكرات توقيف في حق شخصيات لبنانية والغاء زيارة رئيس الوزراء سعد الحريري لها ووقف الاتصالات معه. ومن ثم تلقت في الاشهر الاخيرة الماضية رسائل واضحة من باريس، اثناء زيارة الاسد واجتماعه بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وقبلها من واشنطن في اللقاء الذي جمع الاسد والسيناتور جون كيري، مفادها ان لبنان خط احمر امنيا، وان اي حديث عن صفقات انما يكون بعد القرار الاتهامي. في وقت اعادت الدوائر الغربية تسليط الضوء، ولو بصورة اقل مباشرة عن دور "حزب الله"، على احتمال ورود اسماء مسؤولين سوريين في القرار الاتهامي، وامكان تشعب المحاكمات لاحقا نحو فتح ملفات لها صلة بالحرب اللبنانية. وبدت سوريا في فترة حرجة، متريثة في الذهاب بعيدا نحو رسم استراتيجة مستقبلية، مما دفع الاسد الى تكرار اعلان تمسكه بالادلة الواضحة كاساس للقرار الاتهامي. وفيما توقف المسار السعودي السوري بسبب مرض الملك عبدالله وانتقاله الى الولايات المتحدة، حدث تطور مفاجئ على الخط الاميركي السوري، في غمرة غرق طهران في معالجة اوضاعها الداخلية، والبطء الجزئي في المفاوضات تحت الطاولة مع واشنطن.

ولاحظت السعودية بعض اشارات هذه الحلحلة التي تعبر عن غير طريقها. فردت بدعوة الحريري بعدة عودته الى بيروت من جولة خارجية ودعمه وفريقه الى رفع سقف المواجهة مع سوريا ورفض اي تنازلات. بدورها ردت ايران عبر كلام مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي، برفضها اي قرار يمكن ان يصدر عن المحكمة وهو رد يطاول واشنطن كما سوريا التي تعمل على عزل نفسها عن القرار، بتعمد خامنئي اظهار الموقف خلال وجود امير قطر الشيخ حمد بن خليفة في طهران.

وتشير المصادر السياسية الى ان واشنطن لا تكاد ترى بصيص امل ولو بسيطا لفك ارتباط سوريا بايران حتى تعمد الى تقديم خطوة الى الامام في اتجاه سوريا، مرفقة اياها باشتراط الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله. لكن التجربة السورية مع لبنان دلت على ان دمشق تلتقط دوما الفرصة، مهما كانت صغيرة، للانقضاض على الداخل اللبناني مستفيدة من الصورة الخارجية لها كداعم للاستتباب الامن فيه لتعود الى الاضطلاع بدور مؤثر في صناعة القرار اللبناني. كما تحاول الافادة من صورتها في الحفاظ على الوجود المسيحي لديها، بخلاف ما يحصل في دول المنطقة. وقد برز اخيرا دور لبعض المعارضة المسيحية في الترويج لدور سوريا كحاضن لحقوق المسيحيين حتى لدى بعض دوائر الفاتيكان وممثليه. في حين ان الحملة الدولية تركز على "حزب الله" تارة بوصفه داعما للارهاب وطورا باتهامه بالاتجار بالمخدرات او تبييض الاموال في عدد من دول اميركا اللاتينية وافريقيا.

لذا باتت سوريا تقف عند الحدود اللبنانية بالمعنيين الحقيقي والمجازي. فهي بدأت تروج لتغيير حكومي وهو امر قد لا يخدم في الضرورة مصلحة الطرف الشيعي، الذي لا ينظر بارتياح الى عودة القرار السوري الى بيروت. وباشرت حملة مركزة على التحضير لمرحلة ما بعد القرار الاتهامي ولاستعادة حلفائها الاقربين مقاليد الحكم في لبنان، وهم المرتاحون الى صدق توقعاتهم بتأجيل القرار الاتهامي، وبنجاح خريطة الطريق التي يتبعونها. في المقابل فان عدم صدور القرار الاتهامي الى الآن، اثار مخاوف جدية من حدوث اشارات تسييس، كالتي رافقت ايضا محكمة يوغوسلافيا السابقة، ليس في المسار القضائي للمدعية العامة كارلا دل بونتي، انما في سبل تنفيذ الاجراءات. ومنها على سبيل المثال ارجاء توقيف الرئيس سلوبودان ميلوسوفيتش مرات عدة الى حين نضوج الظروف الاميركية لذلك. من هنا يبدو التوقيت الذي اتخذت فيه الخطوة الاميركية في اتجاه سوريا مثيرا للتساؤلات فهل سيكون مقدمة لتسوية ما حول المحكمة، تشبه مع ما يحدث مع الرئيس السوداني عمر البشير الذي بدأ يلمح الى تأييده انفصال الجنوب قبل الاستفتاء، في ما يشبه المقايضة على عدم ملاحقته دوليا؟

وهل يمكن ايران في المقابل ان تترك سوريا تنفذ وحدها من مظلة المحكمة لتترك "حزب الله" وحيدا في مواجهة الحملة الدولية المتعددة الجانب ماليا وامنيا وسياسيا مع ان السؤال الاساسي المطروح هو الى اي مدى تكمن جدية سوريا في فك تحالفها مع ايران، كما ترغب واشنطن وباريس، ام ان ما يحدث هو جولة جديدة من رهان دمشق الدائم على الوقت؟

 

ما هي العلاقة بين ولادة دولة مسيحية في السودان وتفجير كنيسة الأقباط في الاسكندرية ؟

بقلم سليم نصار/النهاروالحياة

في كتابه "خريف الغضب" يشير محمد حسنين هيكل، الى خلاف الرئيس انور السادات مع البابا شنوده بسبب تطبيع العلاقات مع اسرائيل.

ورأى السادات في حينه، ان وثيقة الصلح مع اسرائيل، ستشجع جماهير الشعب المصري على زيارة الاماكن المقدسة. وتوقع من الاقباط ان يستأنفوا رحلاتهم للمواقع التاريخية المسيحية في فلسطين التي توقفت بعد حرب 1967. ولكنه فوجىء برفض اقتراحه من قبل البابا شنودة الذي شرح له موقفه بالقول: “انا لا ارى الوقت مناسبا لاستئناف سفر الحجاج الاقباط الى القدس. كما لا اريد ان يكون اقباط مصر هم خونة الامة العربية". وكان من الطبيعي ان يغضب السادات من الموقف السلبي الذي واجه به البابا شنودة اقتراحه. لذلك عاقبه بالمضايقة والمقاطعة والعزل. كذلك عاقبته الصحف باعتباره اتخذ موقفا مناقضا لنهج الدولة وتوجهاتها. وقد اضطرته ضغوط الحملات الاعلامية الى الاستعانة بالماضي لتبرير تصلبه حيال المعتقدات الدينية اليهودية. واعترض في الوقت ذاته، على محاولة تسييس موقفه لجني مكاسب داخلية تظهر السادات بمظهر الرئيس القادر على تنفيذ ما وعد به زعماء اسرائيل.

يوم السبت الماضي اعاد الاعلام الاجنبي وقائع تلك المرحلة الحرجة، مستغلا الهجوم الانتحاري الذي استهدف "كنيسة القديسين" في مدينة الاسكندرية، ليذكر العرب بالموقف الوطني المشرف الذي وقفه البابا شنودة خلال مرحلة التطبيع مع اسرائيل. واصدر الرئيس حسني مبارك بيانا استنكر فيه الجريمة المخيفة، ووعد بالاقتصاص من الجناة الذين اعتبرهم "عناصر خارجية غريبة عن طبيعة الشعب المصري". وكان بهذا الكلام يعبر عن اقتناعه بأن المواطن المصري الذي ألف مجتمع الانصهار الوطني يرفض النيل من وحدة الاقباط والمسلمين. وقد شاركه موقف الاستنكار والادانة جميع الوزراء الذين أعلنوا رفضهم تحويل مصر الى عراق آخر. وكانوا بهذه المقارنة يشيرون الى المذبحة التي ارتكبها رجال "القاعدة" في كنيسة "سيدة النجاة" في بغداد يوم 31 تشرين الاول الماضي حيث سقط 58 قتيلا من المصلين.

عقب حدوث تلك المجزرة هرب آلاف المسيحيين في اتجاه كردستان  وسوريا والاردن في انتظار الانتقال الى اي مكان آمن يستقبلهم كلاجئين. ومع ان موجة هجرة المسيحيين العراقيين لم تبدأ بعد هذه المجزرة بالذات، الا ان عجز الدولة عن تأمين حمايتهم اجبرهم هذه المرة، على النزوح بشكل جماعي. وتقدر وكالة اغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ان عدد النازحين وصل الى نصف مليون نسمة من اصل مليون مسيحي كانوا يقطنون بلاد الرافدين.

وذكرت صحيفة "صوت العراق" ان المسيحيين يتلقون رسائل تهديد عبر الهاتف او المخابرات الالكترونية تطالبهم بمغادرة البلاد. ونشرت ايضا اعترافات يروي مطلقوها ان جماعات ملثمة تدعوهم الى اعتناق الاسلام او مواجهة الموت. ومع ان رئيس الوزراء نوري المالكي طمأن المسيحيين الى وجود حراسة مشددة حول كنائس المدن، الا ان وزير الداخلية في الوقت ذاته، طلب منهم القيام باحتفالات متواضعة اثناء الاعياد، وملازمة منازلهم اذا امكن.

منذ شهرين عرض زعيم كلداني على السلطة في بغداد، فكرة اقامة "كانتون" آمن في سهل نينوى حيث يمكن المسيحيين ممارسة حرية العبادة والعيش بأمان.

ورفضت السلطة المركزية هذا الاقتراح لأنه في نظرها، يؤسس لعملية تفكيك وحدة الدولة. كذلك رفضت حكومة كردستان تأييد هذه الدعوة، لأنها تطالب بضم منطقة نينوى – ذات الغالبية المسيحية – الى دولة الاكراد مستقبلا. مدير "التحالف الاميركي – الاشوري" والمحاضر في جامعة شيكاغو المر آبو، يفسر اضطهاد الاقليات المسيحية من قبل مسلمين متطرفين، بأنه اعتداء على اصدقاء الغرب الذي شن حربا على العراق من دون ذنب. وصرح ناصر شرهوم لمراسل صحيفة "نيويورك تايمز"، ان فراره مع عائلته الى مدينة اربيل الكردية، ليس بأكثر من عملية لجوء موقت في انتظار خلو العراق من كل الاقليات مثل السريان والكلدان والارمن والارثوذكس والاشوريين والصابئة واليزيديين.

ومثل هذه التوقعات المتشائمة وجدت من يرددها في الصحف والقنوات الاجنبية التي ادعت ان نظام حسني مبارك لم يعد بمنأى عما حدث في العراق وما قد يحدث في السودان.

وحول هذا الموضوع، نشر عدد من المحللين مقالات ترجح توقيت عملية كنيسة الاسكندرية بالتزامن مع احتمال قيام دولة مسيحية في جنوب السودان.

ومع ولادة واقع جديد قرب مصر، كثرت التكهنات حول اهداف الازمة التي بدأت مطلع السنة الماضية في كنيسة مدينة نجع حمادي في الصعيد. يومها اطلقت النار من سيارة مسرعة على المصلين، الامر الذي ادى الى مقتل ستة مسيحيين واصابة تسعة. وعندما توعدت "القاعدة" بالانتقام من الاقباط في مصر، سارعت الدولة الى تشديد الاجراءات الامنية حول الكنائس واديرة الرهبان. وقبل نهاية السنة الماضية حصلت صدامات بين الشرطة والاقباط بسبب تحويل مبنى تابع للكنيسة الى كنيسة مستقلة دون الحصول على ترخيص رسمي. وأدى الخلاف الى مقتل بضعة متظاهرين واعتقال 160 متهماً باعمال شغب.

وادعى بعض مفسري الترابط الزمني بين موعد انفصال جنوب السودان وموعد تفجير كنيسة الاسكندرية، ان المخطط هو واحد. وبحسب تحليلهم فإن افتعال الحادث الدموي قد يحرض عشرة ملايين قبطي على احياء نزعة قديمة تتلخص بطلب انشاء دولة مستقلة في اسوان او اسيوط. وعلى الرغم من دحض البابا شنودة الثالث هذه المزاعم، الا ان المخططين المجهولين يتوقعون ظهور تيار الانفصال اذا عجزت الدولة عن تأمين الحماية للمواطنين الاقباط.

وخوفاً من تكرار هذا الحادث، اوصى البابا شنودة بضرورة تخفيف مظاهر احتفالات رأس السنة عند الاقباط، لان القاهرة ضبطت سلسلة اوامر مرسلة من منظمات ارهابية في العراق وافغانستان، تدعو الى ضرب الكنائس في مصر.

وتطالب هذه المنظمات باسم "شبكة شموخ الاسلام" و"دولة العراق الاسلامية" الى تحقيق طموحات "القاعدة" حول اهمية تنظيف المنطقة من المسيحيين والاقليات. ويبدو ان كنائس فرنسا والمانيا وبريطانيا كانت مستهدفة خلال هذه الفترة بدليل ان الحكومة الفرنسية حذرت الجالية القبطية (عددها 250 الف نسمة) من مخاطر عمليات ارهابية اعتقلت قوى الامن بعض عناصرها. في تعليقه  على حادث الكنيسة، قال جمال مبارك، ان هذه الجريمة البشعة لن تنال من وحدة المصريين. ومثل هذا الكلام المطمئن ردده مفتي مصر الدكتور علي جمعة، وشيخ الازهر الدكتور احمد الطيب الذي انتقد دعوة البابا لحماية مسيحيي الشرق، ووصفها بانها تدخل في الشؤون الداخلية!

بين الاسماء المرشحة للوقوف وراء عملية كنيسة الاسكندرية، اسم الدكتور ايمن الظواهري، الوكيل الحصري لاسامة بن لادن. وقد اتهمته بعض الصحف المصرية بانه يحرض الجيش على القيام بانقلاب عسكري يلغي استمرارية الناصرية التي توارثت الحكم منذ انقلاب 1952. ويعتقد الظواهري ان نظام مبارك لا يحتمل صدمة دموية اخرى كالتي حدثت في الاسكندرية دون ان يفسح المجال لعودة الجيش على ان يكون حكمه مباشراً وقاسياً. ومثل هذا التغيير يخلق شرخاً بين الرئيس مبارك والولايات المتحدة التي تطالبه بكثير من الديموقراطية مقابل قليل من المساعدات. وترى القاهرة ان ايمن الظواهري لا يختلف في طموحاته عن مرشده اسامة بن لادن الذي يحلم بالعودة الى موطنه الاصلي اليمن وينتزع الرئاسة من علي عبد الله صالح. تماماً مثلما كان يخطط حليفهما ابو مصعب الزرقاوي، الذي قتل في العراق عقب سلسلة تفجيرات في الاردن كان ابشعها التفجير الذي اودى بحياة عدد من الابرياء بينهم المخرج مصطفى العقاد (11 تشرين الثاني 2005). بقي التذكير بأن الاعلام الاجنبي تعامل مع حادثة كنيسة الاسكندرية بكثير من القسوة وحاول ان يرجعها الى خروق محلية تتعلق بقضايا التوريث والانتخابات والتمديد للرئيس مبارك. ومن اكثر  الصور  تاثيراً في الرأي العام، كانت الصورة التي وزعتها وكالات الانباء ونشرتها كل الصحف الاميركية ومعظم الصحف الاوروبية. وهي  تمثل المسيح على الصليب، وقد شوهت وجهه وثوبه الابيض بقع الدماء التي قذفتها شظايا القنبلة. واستخدمت نشرة كنسية هذه الصورة لتكتب تحتها طلبة يرددها الاقباط في صلواتهم: مثلما احتضنا يسوع في حال الخطر... نطلب من يسوع ان يحتضنا في ايام الخطر. ويعود تاريخ هذه الطلبة الى حكاية لجوء يوسف ومريم الى مصر لتهريب الطفل يسوع من قرار قتل الاطفال في عهد هيرودوس الروماني. وقد صدر ذلك القرار بعدما صلى المجوس في مزود البقر، وتنبأوا بظهور ملك مخلص من خارج روما. واليوم، يكثر اقباط مصر من ترديد هذه الطلبة، لعل البلاد التي انقذت يسوع من ظلم الامبراطور هيرودوس، تنقذهم من "الاباطرة" الجدد الذين يطالبون بحكم العالم من مغاور "تورا بورا"...

(كاتب وصحافي لبناني مقيم في لندن)      

 

 صفقة مافيوزية تلوح في سماء لبنان : تحالف 8 آذار اللبناني

موقع الحقيقة /تلقى معلومات من دمشق عن التوصل إلى اتفاق خلال أسبوعينشخصية فاعلة في " 8 آذار" لـ " الحقيقة " : جوهر الاتفاق يقوم على اتخاذ لبنان إجراءات قانونية ومالية من شأنها إخراج لبنان من التزاماته إزاء المحكمة الدولية ، وإحالة ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي ، مقابل مسامحة آل الحريري بالأحد عشر مليار دولار التي سرقوها وإبقاء الحريري على رأس الحكومة!؟بيروت ، الحقيقة ( خاص من إيلي نعمة) : أكدت شخصية فاعلة في تحالف " 8 آذار" اللبناني الموالي للنظام السوري أن هذا الأخير أبلغهم معلومات مؤكدة تفيد بأن المسعى السوري ـ السعودي سيصل خواتيمه الإيجابية خلال الأسبوعين القادمين . وبحسب ما ذكرته هذه الشخصية لـ " الحقيقة" في بيروت مساء اليوم الثلاثاء ، فإن رأس النظام السوري أبلغ الرئيس اللبناني ميشال سليمان بذلك هاتفيا يوم أمس ، وأحاطه بمضمون مكالمته مع الملك السعودي عبد الله في نيويورك بشأن موضوع المحكمة الخاصة بلبنان.

الأسد وعبد الله ـ أرشيفورغم تأكيد الشخصية على أن هناك خمسة أشخاص يعرفون تفاصيل " التسوية"المرتقبة ( الأسد ، عبد الله ، الحريري ونصر الله  وبري) ، فإنه  أكد  ، بالمقابل ، على أن جوهر التسوية الذي مرره النظام السوري إلى تحالف " 8 آذار" يقوم على " تعديل لبنان الرسمي موقفه من المحكمة الدولية ، واتخاذ إجراءات قانونية ـ دستورية ومالية للخروج من تحت وزر الالتزام بها وبمفاعيل قرارها الاتهامي العتيد ، وليس المطالبة بإلغائها ، بالنظر لأن إلغاءها ليس من صلاحيات الحكومة اللبنانية وإنما مجلس الأمن الدولي" . ولدى سؤالنا الشخصية اللبنانية عن موقع ملف " شهود الزور" في التسوية التي يبشر  بها ، قال " إن هذا الملف سيشكل الركيزة الثانية للتسوية ، حيث سيقوم رئيس الحكومة سعد الحريري بإحالة الملف ، بعد التوافق على ذلك في مجلس الوزراء، إلى المجلس العدلي " ، وهو ما يطالب به " تحالف 8 آذار" منذ بضعة أشهر . وأكدت الشخصية الموما إليها أن الحكومة الحالية " سيجري تعديلها على نحو جذري بما يسمح بتمرير الاتفاق/ التسوية وبما يأخذ بعين الاعتبار التطور الذي أصاب الاصطفافات السياسية و توازناتها الجديدة بعد خروج وليد جنبلاط من تحالف 14 آذار  الصيف الماضي" . وعن المقابل التي سيحصل عليه الحريري ، أكدت الشخصية المشار إليها على أنه " سيكافأ ببقائه على رأس الحكومة الجديدة ، وبسحب ملف الأحد عشر مليار دولار المسروقة أو المفقودة من النقاش البرلماني على قاعدة عفا الله عما مضى"!  يشار في هذا الخصوص إلى أن لجنة المال في المجلس النيابي اللبناني ، التي يترأسها النائب العوني ابراهيم كنعان ، كانت وضعت يدها بالوثائق على جريمة سرقة و / أو " ضياع" أحد عشر مليار دولار خلال حكومات رفيق الحريري بعد اتفاق الطائف ، فضلا عن حكومة فؤاد السنيورة السابقة وحكومة سعد الحريري الحالية . وتبين أنه لا توجد سجلات ووثائق تشرح الكيفية التي صرفت بها !؟ وإذا ما تأكدت قصة " المقايضة" بين السياسة والمال ، فإن الصفقة المافيوزية ستكون برهانا آخر على أن حزب الله وحلفاءه في 8 آذار ليسوا أكثر من مجموعة من النصابين والدجالين والمنافقين حين يتحدثون عن الشأن العام ومصالح المواطنين ، وأنهم مستعدون لأن يكونوا جزءا من أي صفقة مافيوزية قذرة وأي عصابة تشليح رسمية طالما ظل سيف العدالة بمنأى عن رقابهم! كما وستؤكد ، بالمقابل ، أن سعد الحريري يتعامل مع دم أبيه بمنطق تجاري شبيه بأي صفقة يقوم بها في السوق!!  

 

ماذا يقول أهالي شهداء 14 شباط عن القرار الظني؟  

الشراع /٨  وإن كانت الحقيقة هي المطلب الوحيد لأهالي الشهداء الذين سقطوا مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير من العام 2005، إلا ان هذا لا يعني عدم تخوفهم من انعكاسات القرار الظني على الشارع اللبناني. وإذا كان البعض منهم يريد الحقيقة مهما كانت النتيجة فإن الاغلبية العظمى تعتبر ان القرار الظني لن يعيد لهم الأحبة وهم يريدون الحفاظ على وحدة لبنان حتى لو كان أولادهم فداء له.. ومع ذلك فإنهم يضعون علامات استفهام حول نتيجة هذا القرار الذي بات على موعد غير مستقر خصوصاً بعد ان تعددت مواعيد صدوره وإن يرجح ان يكون شهر كانون الثاني/يناير الحالي هو أقرب موعد لصدوره. ماذا يقول أهالي وعائلات الشهداء حول القرار الظني وماذا ينتظرون منه.. وهل هم على استعداد للتنازل أو القبول بالتسوية لأجل لبنان وحفظ أمنه الداخلي؟ يقول الحاج زكريا العرب، شقيق الشهيد يحيى العرب بأنهم، كأهالي شهداء، يؤيدون كل ما تقوله المحكمة وبشكل عادل، ويضيف: لا نريد أن نظلم أحداً ولا نريد أن تكون المحكمة مسيسة، نريد فقط القاتل الحقيقي وكل الناس تريد ذلك ولسنا وحدنا فقط من يريد ذلك.

وعن التسوية التي قد يتم الاتفاق عليها على حساب الحقيقة خوفاً من تدهور الوضع الداخلي يقول، أنا أثق بالشيخ سعد الحريري الذي لن يقبل بالتسوية، لأنه في حال وافق عليها سوف يخسر، فلا يمكن أن تتم التسوية على حساب الدم الذي سقط، حتى ان الناس ممكن أن لا تقبل ذلك، كل ما يهمنا هو الوفاق وإذا كان هناك أناس متهمين يمكنهم أن يردوا إذا كانوا مظلومين، فما يهمنا هو القرار الصحيح دون حصول أية بلبلة. ويضيف: نحن لا نريد أن يتهموا سوريا أو حزب الله، نريد فقط الحقيقة ونريد أيضاً ان يحاكموا شهود الزور.. يهمنا ان لا تتهم المقاومة لأن المقاومة هي ابنة البلد وهي التي حاربت إسرائيل. أما السيدة إحسان ناصر، زوجة الشهيد طلال ناصر المرافق الشخصي للرئيس الشهيد الحريري، فتعتبر ان القرار الظني هو بمثابة البداية لأهالي الشهداء الذين لطالما انتظروه لمعرفة الاسباب الكامنة وراء عملية الاغتيال ومعرفة المتهمين على أمل أن تكون المحكمة قد أدت دورها الصحيح على حد قولها. وعن التسوية التي يتم الحديث عنها مقابل عدم صدور القرار الظني تقول: لا أريد هذه التسوية، يجب أن يصدر القرار ويفترض أن لا يكون له عواقب، فما من سبب يجعلنا نخربط الأمور فإذا كان هناك أشخاص لا يريدون الحقيقة فالسبب هو انهم يخافون منها. وهذا الموقف ليس موقفي فقط إنما موقف جميع الأهالي وكل من يهتم بعمل المحكمة.

وتتساءل السيدة احسان: هل يعقل ان يذهب دم رجالنا هكذا وبكل بساطة، وبعدها نقوم بتسوية لأجل وضع البلد.. افهم ان هناك لعبة سياسية، وبلداً وشعباً ولكن ما مررنا به ليس سهلاً كأهالي شهداء.. نحن نريد الحقيقة حتى لو خافوا من المحكمة فهذا حقنا.

كان رد السيدة يسرا الذهبي، والدة الشهيد مازن الذهبي الممرض الشخصي للرئيس الشهيد الحريري، بأنها لا تعرف شيئاً عن القرار الظني ولا تنتظر شيئاً، فتقول: ((بيحكوا وبعدن مطرحن، ما عارفين حالنا لوين واصلين، فنحن لا نتأمل شيئاً، عم يلعبوا فينا، الحقيقة بعيدة وان ظهرت فلن تظهر بهذه السهولة)).

وتضيف: الشيخ سعد الحريري لن يتنازل عن المحكمة فنحن نعرفه ولكنه عندما يشعر بأن أمراً ما قد يحصل ممكن ان يتنازل عن كل شيء لأجل لبنان، فما يراه مناسباً نحن مستعدون لقبوله ونحن معه في كل قرار يأخذه.. ((ومع ذلك فحتى لو ظهرت الحقيقة فإنهم لن يعيدوا لنا اولادنا)).. تختم السيدة يسرا.

وحين سألنا الحاجة أم رياض غلاييني والدة الشهيد محمد غلاييني عن القرار الظني قالت: ((انا لا اعرف ما هو القرار الظني اصلاً، اريد ان يشرح لي احد ما هو القرار الظني)).

وتعود بعدها للبكاء مجدداً على وحيدها محمد الذي تكفلت بتربيته بعد وفاة والده وهو في سن الرابعة.. وتقول: ((أنا أم ما الي غيرو بعدما توفي ابني رياض سميتو محمد رياض ورجعت خسرت محمد رياض)). حياتي كلها عشتها في معاناة، فقدت نظري بسبب كثرة البكاء.

ولذلك فإن الحاجة أم رياض ليست مع اي تسوية قد تحصل وهي تتساءل: ماذا اقول لإبني الشاب الذي خسرته ابن الـ 28 ربيعاً، وماذا اقول لإبنه وابنته، فإذا كان احد يرضى بذلك مستعدة ان ارضى أنا ايضاً. وتختم بالقول: في ليلة رأس السنة تذكرته كيف كان يعايدني بهذه المناسبة التي كانت الأحب على قلبه.

يسلِّم والد الشهيد محمد درويش أمره الى رب العالمين في الحادثة التي ألمت بإبنه ويقول: ((لا اعلم ماذا يحصل بهذه البلد، فالقرار الظني لن يعطينا اي نتيجة بعد ان فقدنا اولادنا.. فنحن لا نريد ان نخرب البلد لأجل القرار الظني.. الله يرحم اللي راح)). ويضيف: في حال قرروا القيام بتسوية انا أول شخص يوقع عليها لان كل ما يحصل ضحك على الذقون ولن نصل الى نتيجة.. فحتى الآن لم يظهر شيء والله يستر.

ويختم بالقول: الله يرحم الصغار واتمنى ان يتفاهم الكبار.