المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 07 من كانون الثاني/2011

إنجيل القديس مرقص 1/1-11

بشارة يسوع المسيح ابن الله، بدأت كما كتب النبـي إشعيا: ها أنا أرسل رسولي قدامك ليهيـئ طريقك صوت صارخ في البرية:هيئوا طريق الرب،واجعلو سبله مستقيمة. فظهر يوحنا المعمدان في البرية يدعو الناس إلى معمودية التوبة لتغفر خطاياهم. وكانوا يخرجون إليه من جميع بلاد اليهودية وأورشليم فيعمدهم في نهر الأردن، معترفين بخطاياهم. وكان يوحنا يلبس ثوبا من وبر الجمال، وعلى وسطه حزام من جلد، ويقتات من الجراد والعسل البري. وكان يبشر فيقول: يجيء بعدي من هو أقوى مني. من لا أحسب نفسي أهلا لأن أنحني وأحل رباط حذائه.أنا عمدتكم بالماء، وأما هو فيعمدكم بالروح القدس. وفي تلك الأيام جاء يسوع من النـاصرة التي في الجليل، وتعمد على يد يوحنا في نهر الأردن. ولما صعد يسوع من الماء رأى السماوات تنفتـح والروح القدس ينزل عليه كأنه حمامة. وقال صوت من السماء: أنت ابني الحبـيب، بك رضيت.

 

عيد الغطاس، دايم دايم

إعداد/الياس بجاني

تذكار اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن

المراجع التي أخذ منها محتوى التقرير هي: الإنجيل المقدس/كتاب معاني الأيام لفؤاد افرام البستاني/الجزء الأول/موقع الحكواتي الالكتروني

يقع في السادس من كانون الثاني تذكار اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن.  وقد جاء في إنجيل القدّيس لوقا3/15-22: "وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ المَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: «أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ المِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ». وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولمَّا ٱعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، وٱعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت».

يقع في السادس من كانون الثاني تذكار اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن. ويضع التقليد المسيحي المتواتر منذ القرن الثالث محل اعتماد المسيح قرب المخاضة السفلى على خمسة أميال من البحر الميت وعلى هذا بني هناك دير يوحنا المعمدان للروم الأرثوذكس، سمى السريان هذا العيد "دنحو" ومعناه بالعربية "الدنح" وعناه "الظهور" وترجمته باليونانية "ابيفانية" ثم بلغات أوروبية "ابيفاني" وهو اسم هذا العيد فيها جميعاً. أما اسم الغطاس" ففيه إشارة إلى غطاس المسيح في نهر الأردن لاعتماده على يد يوحنا.

موقع المغطس

تم الكشف مؤخراً عن معلومات مهمة جداً عن منطقة "بيت عنيا عبر الأردن" حيث كان يوحنا المعمدان يبشر ويعمد في الفترة الأولى من بشارته. وقد تم الكشف عن هذه المعلومات على اثر الحفريات التي تمت على امتداد "وادي الخرار" منذ عام 1996. قد أشارت الأدلة الواردة في النص الإنجيلي، وكتابات المؤرخين البيزنطيين ومؤرخي العصور الوسطى، وكذلك الحفريات الأثرية التي أجريت مؤخراً، أن الموقع الذي كان يوحنا المعمدان يبشر ويعمد فيه، بما في ذلك اعتماد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان، يقع شرقي نهر الأردن.

يتحدث إنجيل يوحنا عن "بيت عنيا عبر الأردن" حيث كان يوحنا المعمدان يعمد. ويشار هنا الى عبارة "عبر الأردن" الى الضفة الشرقية من النهر. وفي إشارة لاحقة الى الموقع نفسه، على الضفة الشرقية إذ يقول إنجيل يوحنا أن السيد قد ذهب ايضاً الى عبر الأردن حيث كان يوحنا المعمدان يعمد في البداية وذهب مرة أخرى الى المكان نفسه وأقام هناك. وخلال الحفريات الأخيرة التي جرت في الأردن في عام 1997، تم العثور على سلسلة من المواقع القديمة المرتبطة بالموقع الذي كان يعمد فيه يوحنا المعمدان. وتقع سلسلة المواقع هذه على امتداد وادي الخرار، شرقي نهر الأردن.

كذلك تم الكشف على دير بيزنطي في موقع تل الخرار الذي أشير اليه باسم "بيت عنيا عبر الأردن". ويقع هذا الموقع على بعد حوالي كيلومترين شرقي نهر الأردن في بداية وادي الخرار. وهناك عدد من الينابيع الطبيعية تشكل بركاً يبدأ منها تدفق الماء الى وادي الخرار وتصب في نهر الأردن. وكذلك واحة رعوية تقع في بداية وادي الخرار وموقع تل الخرار.

تلــة ايليــا

وادي الخرار هو الإسم الحديث لـ "صفصافص" والذي يظهر على خريطة الفسيفساء الموجودة في مادبا. ويقع الموقع شرقي نهر الأردن، غربي قرية الكفرين. وهو ليس بعيداً عن موقع أريحا. وفي بداية وادي الخرار وبالقرب من مجمع الدير، تله تعرف بجبل مار الياس في اللغة العربية وهي التلة التي صعد منها النبي ايليا الى السماء.

تدفق الحجاج على هذا المكان منذ زمن طويل وخاصة أيام الحملة الصليبية. وقد اثر هذا المكان تأثيراً بالغاً على الحاج الروسي، الأب دانيال، الذي كتب في عام 1106م يقول: "في مكان قريب من النهر ولا يبعد عنه اكثر من رمية سهمين، يوجد المكان الذي إختطف فيه النبي ايليا الى السماء في عربة من نار، وهناك ايضاً الكهف الذي كان قد عاش فيه القديس يوحنا المعمدان، حيث يتدفق سيل جميل من الماء فوق الحجارة ويصب في نهر الأردن". الماء بارد جداً وله مذاق طيب. وهو الماء الذي كان يشرب منه يوحنا المعمدان عندما كان يعيش في الكهف المقدس. ولم تفت المؤرخ "ثيودوسيوس" أن يذكر هذا المكان ايضاً. فقد كتب يقول: "في المكان الذي تعمد فيه الرب هناك على الطرف الأخر من نهر الأردن توجد التلة الصغيرة المسماة حرمون والتي أختطف منها النبي ايليا الى السماء". وقد كتب أحد الحجاج من "بياشينزا" قائلاً: "هذا هو المكان الذي إختطف منه النبي ايليا الى السماء". ففي هذا المكان تقع تلة حرمون الصغيرة الوارد ذكرها في سفر المزامير.

مغاطس العمودية

يوجد ثلاث برك في تل الخرار. وتقع البركة الأولى في المنحدر الغربي السفلي للتل، وهي تعود للعهد الروماني، أي ما بين القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد. أما البركتان الاخريتان، فتقعان على قمة الطرف الشمالي لتل الخرار. والبركة الجنوبية مستطيلة الشكل ولها درج داخلي على الجهة الشرقية وأربع درجات تمتد على امتداد عرض البركة. ويستطيع الحجاج النزول الى البركة من اجل أن يتعمدوا. وهنالك بركتان مربعتان تعودان الى الفترة الرومانية. وقد أضيفت الحجارة المربعة المنحوتة الى الزاوية الجنوبية الغربية للبركة الشمالية الغربية في فترات لاحقة. وربما كانت تستعمل كدرج للنزول الى البركة. ويصل الماء الى البرك بواسطة اقنية مغطاة بالقناطر. وقد دلت الحفريات اللاحقة تحت أرضية البركة التي أصابها التلف على وجود خزان ماء يعود الى ما بين العهد الروماني المبكر الى العهد البيزنطي المتأخر. والخزان في أعلاه على شكل مربع، وهو مبني من الحجارة المربعة المنحوتة .

كنيسة يوحنا المعمدان

اكتشف منقبو الآثار المعاصرون في منطقة نهر الأردن بقايا دير بيزنطي يوجد بداخله كنيسة بنيت في عهد الإمبراطور انسطاسيوس. ويعتقد انها بقايا بيتابارا كنيسة يوحنا المعمدان، التي تم اكتشافها على مسافة 300 متر شرق نهر الأردن في منطقة "زور" وتحيط  بها صخور "اللسان" على مسافة "300" متر الى الشرق. كانت هذه الكنيسة من أهم كنائس يوحنا المعمدان على الضفة الشرقية لنهر الأردن. وهي تقع في الموقع التقليدي الذي يعتقد انه تم تعميد السيد المسيح فيها. وقد دلت الحفريات على وجود القناطر والجدران. ويمكن مشاهدة الأرضية الرخامية والفسيفسائية التي تم ترميمها بشكل جزئي. كما تم العثور على مواد أخرى مثل الخزف والعملات المعدنية وبلاط الرخام المستعمل في تبليط الأرضية. وكل هذه الآثار تدل على أن الموقع يعود الى الفترة البيزنطية المتأخرة، ما بين القرنين الخامس والسادس بعد الميلاد .

دير روتوريوس، الكنيسة الغربية

يعود هذا الدير البيزنطي الى القرن الخامس- السادس بعد الميلاد. وهو يتبع اليوم الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. كما يوجد في الدير كنيستان وقاعة مربعة، ويوجد مدخل الدير في الحائط الشمالي. وهو يؤدي الى غرف معيشة الرهبان. وهناك نظام للماء الجاري في الدير. تتألف الكنيسة الغربية من قسمين: الأول هو بمثابة جزء ناتئ نصف دائري على شكل قوس أو قبة محفورة في الصخر الطبيعي، ويقع تحت البركة الشمالية الغربية. وقد جهز هذا الجزء الناتئ بأكثر من مشكاة أو محراب وضعت فيها القناديل. وهو محفور في الجزئيين الجنوبي والغربي من الكنيسة. وتوجد بقايا باب الهيكل أمام الجزء الناتئ من الكنيسة. أما الجزء الثاني من الكنيسة، فانه يتكون من أربع قواعد مبنية من الحجر الرملي. وقد قطعت هذه الحجارة في شكل مربعات كبيرة بحيث يظهر في داخلها صحن الكنيسة والممرين الاثنين في داخلها. وقد تم اكتشاف قطع مكسورة من الخزف في الموقع، وهي تدل على أن الموقع يعود الى العهد البيزنطي .

تدور أهم أسطورة بالنسبة لمنطقة وادي الخرار حول حياة القديسة مريم المصرية، والتي عاشت حياة تلفها الخطيئة في الإسكندرية، في شبابها. وقد تركت حياة الخطيئة خلال زيارة قامت بها للقدس وأصبحت نموذجاً للتوبة يحتذى به. وبعد السماع إلى نصيحة العذراء مريم في القدس، سمعت صوتاً يقول لها "اعبري نهر الأردن وستجدين الراحة"، فعبرت الى الضفة الشرقية من نهر الأردن وأمضت السبع وأربعين سنة المتبقية من عمرها تعيش لوحدها، تصلي وتصوم في الصحراء الأردنية حيث كان بامكانها أن تكون قريبة من الله. وقد تم العثور عليها من قبل الراهب "زوسيما" الذي كان يعيش في دير قريب من هناك والذي كان يصلي معها، وقد استمع الى قصتها. وقبل وفاتها، ناولها القربان المقدس وقام بدفنها. وتقول الأسطورة أن أسدا قد ساعد الراهب "زوسيما" في حفر قبرها بمخالبه.

للغطاس في عادات اللبنانيين وتقاليدهم وممارستهم الفولكلورية مركز مرموق، وذكر مستفيض (كتاب معاني الأيام لفؤاد افرام البستاني/الجزء الأول)

مرور المسيح: دايم دايم (أي ليكن سرورُكم واغتباطكم دائماً)

من أقدم الاعتقادات اللبنانية، في ما يتعلق بيوم الغطاس أن المسيح يمر في منتصف تلك الليلة فيبارك الأسر التي تكون في انتظاره أي ساهرة حتى منتصف الليل، في البهجة والسرور، فيقول: "دايم! دايم!" أي ليكن سرورُكم واغتباطكم دائماً. أما العيال التي تنام، وتُقفل أبوابها، وتطفيء مصابيحها، فلا تنال البركة.

من هنا كان بعض اللبنانيين يسمُّن ليلة الغطاس "ليلة القَدَّر" ويوالون فيها الابتهالات والطلبات. ويقولون في أسمارهم وحكاياتهم أن جميع الأشجار تسجد للمسيح في مروره تلك الليلة ما عدا شجرة التوت. ولهذا فهم ينسبونها للكبرياء والعتوّ، وينتقمون منها بتكسير حطبها وإشعاله في تلك الليلة بنوع خاص.

وتشمل بركة المسيح في مروره مُؤن العيلة ومدَّخراتها، فتجعل مخزوناتها مستفيضة "دايم دايم". فلا يدنو منتصف الليل حتى تسرع أمهات العيال إلى "بيوت المونة"، فيُقبلن على كوادر الحنطة، وسائر الحبوب، وخوابي الزيت، والزيتون، ودِنان الخّمر أو مُشتقات العرق، وبلاليص السمن، وبراني القّوّرْمة، وسلال الزبيب، فيُحرّكن ما فيها مردّدات: "دايم دايم" فتفيض البركة، وتدوم المؤونة.

 

تطهر الماء

وفي الغطاس تطهّر المياه، فتجدد. وفي التقاليد العريقة أن الكهنة كانوا يقيمون قداساً على عين القرية، فيتبارك مائها، ويقبل الأهلون على الاستقاء منه ونقله بالجرار لرش بيوتهم مؤمنين بأنه يطرد الحشرات والهوامّ والدوبيات المُؤذية ويجعل البركة في البيت. وقد استُعيض عن هذه العادة بالصلاة على الماء في الكنيسة. ثم بالطواف على البيوت ورشها بهذا الماء المبارك.

وكذلك كان اللبنانيون لمناسبة عيد الغطاس يستحمّون بمياه الأنهر والغدران إذا كان الطقس ملائماً، أو في البيوت، وقد يطيِّبون الماء بأن يضعوا فيه بعض النباتات العطرة كالغار.

حلويات الغطاس

ولعل أهم ما يميّز هذا العيد في نظر الصغار خاصةً، ما اصطُلح على صنعه من حلويات خاصة به يصنعها في بيته من يستطيع ذلك، وإلا فيشتريها من دكاكين الحلوانيين وتكون إذ ذاك أقل قيمة وأقل دلالة على اهتمام المشتري بشأن العيد. وأشهر هذه الحلويات الزلابية والعوَّمات، والمعكرون، ولاسيما المشبّك.

وكيف لا نذكر هنا وصف ابن الرومي لهذا النوع من الحلوى ذاك الوصف الشائق الشهي، الذي أدخل فيه في صورة رائعة ما كان يُتداول في عصره من خصائص الكيمياء بتحويلها المعادن إلى ذهب. وكم كان يردّ أن يصيبه شيء من هذه الفضائل الكيمياوية فيتحول بعض معادن بيته إلى ذهب. إلا أنه لم يشهد نتائج الكيمياء إلاّ في مقلاة الحلواني فقال:

رأيته سحراً يقلي زلابية

في رقّة القشر والتجويف كالقصبِ

كأنما زيته المقليّ، حين بدا،

كالكيمياء التي قالوا ولم تُصبِ

يُلقي العجين لجيناً في أنامله،

فيستحيل شبابيكاً من الذهبِ.!

وتجدر الإشارة هنا إلى أن اسم الزلابية لا يزال يطلق في بغداد حتى اليوم على ما نسميه في لبنان "المشبّك". وعليه وحده ينطبق هذا الوصف، ذلك أن الزلابية عندنا أشبه بأصابع ضخمة رخوة ليس فيها رقة قشر ولا تجويف. فلا يمكن أن نسميها مع ابن الرومي: شبابيكاً من الذهبِ".

ولنُشر أخيراً إلى أن ليلة الغطاس كانت تُسمى في بعض الأنحاء "ليلة القلاية"، والمقليّات فيها تُسمى "بركة العيد". وهي من العادات التي تحسن المحافظة عليها ذكراً وبركة.

كعكة الملوك

ومن العادات الموسميّة في عيد الغطاس ما يُسمى "بكعكة الملوك". وهي عادة اتخذناها عن الغرب بواسطة المُرسلين. وهو معروف أن أسماء الغطاس عند الغربيين "عيد الملوك"، يشيرون بذلك إلى وصول المجوس الثلاثة المعتّبرين ملوكاً، والمعتَّبرين تقليداً: بلتزار وكسبار ومليكور.

وقوام العادة أن تصنع كل عائلة كعكة كبيرة مستديرة من الحلوى تدس في عجينها حبة فول حتى إذا ما اجتمعت العائلة على مائدة العشاء قُسمت الكعكة قطعاً متساوية على جميع الأفراد ومن ظَهرت حبة الفول في نصيبه أُلن ملك الحفلة. وهي عادة لطيفة يجمل الإحتفال بها بالإضافة إلى العيال في المدارس الداخلية وثُكنات الجيش والنُزل والفنادق وديورة الرهبان والراهبات وسائر التجمعات.

 

نتانياهو: "حزب الله" و"حماس" يحاولان زعزعة الاستقرار وسيتم التصدي لهما

وكالات/اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بان لقاءه مع الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ اليوم يهدف الى دفع السلام قدما وتعزيز الامن.

ولفت الى ان "ثمة من يحاول زعزعة الهدوء" مشيرا الى "حزب الله" و"حماس" مشيرا الى انه "سيتم التصدي لهما من خلال رص الصفوف وتوحيد القوى

 

بطرس حرب: هناك عمليات شراء أرض منظمة هدفها تهجير المسيحيين

وكالات/رأى وزير العمل بطرس حرب في حديث خاص الى اخبار الـ LBC ان هناك عمليات شراء اراضٍ منظمة من قبل بعض الهيئات المحيرة والمشبوهة وكأن القصد منها شراء اراضي المسيحيين في مناطق معينة وبناء تجمعات سكنية بعد تفريغها من المسيحيين. واشار حرب الى ان اقتراحه اتى من اجل تجنب حصول فرز سكاني وطائفي وان تتفرغ المناطق التي فيها وجود مسيحي من المسيحيين لتصبح ذات لون طائفي واحد. لافتاً الى ان الدستور يؤكد على ضرورة الحفاظ على العيش المشترك معتبراً ان الفرز الطائفي والمذهبي امر مخالف للدستور الى جانب ان الدستور يعطي حق الملكية في حمى القانون ولا يجوز ان تنزع ملكية اي مواطن في لبنان إلا من اجل المصلحة العامة سائلاً: عندما تصبح الوحدة الوطنية والعيش المشترك في خطر ألا يعتبر الحفاظ عليه من المصلحة العامة.

 

مائة مليون مسيحي مضطهدون بسبب ديانتهم وإيران الثانية على لائحة الدول الأكثر اضطهادا لهم

وكالات/تصدرت كوريا الشمالية، للمرة التاسعة على التوالي، قائمة الدول الأكثر اضطهادا للمسيحيين في العالم، والتي تصدرها منظمة أوبن دورز (الأبواب المفتوحة) الدولية المعنية بالدفاع عن المسيحيين. واحتلت إيران مجددا المرتبة الثانية في قائمة عام 2011، التي نشرها فرع المنظمة في مدينة كيلكهايم الألمانية. وحلت أفغانستان في المرتبة الثالثة محل السعودية، التي تراجعت في القائمة الجديدة إلى المرتبة الرابعة. وإلى جانب العراق ضمت القائمة التي شملت 50 دولة أسماء 15 دولة عربية أخرى، حيث احتلت موريتانيا المرتبة رقم 13 ومصر 19 وجزر القمر 21 والجزائر 22 وليبيا 25 وعمان 26 والكويت 28 والمغرب 31 والإمارات 34 والسودان 35 وتونس 37 وسوريا 38 وجيبوتي 39 والأردن 40 والبحرين 45.

ووفقا لتقديرات المنظمة، يتعرض نحو 100 مليون مسيحي للاضطهاد في جميع أنحاء العالم بسبب ديانتهم.

 

الاب مبارك لموقع "القوات": على كل ضنين على العيش المشترك التصويت لمشروع "قانون حرب" وكما منعوا نقل النفوس فليفعلوا في شراء الاراضي

رأى عميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة "الحكمة" المونسنيور الأب كميل مبارك ان قضم الاراضي قائم بشكل ممنهج في لبنان ومنذ زمن، ما قد يشكل خطراً على بنية لبنان التعددية ويغير في المعادلات القائمة. واكد دعمه المطلق لمشروع القانون الذي تقدم به وزير العمل بطرس حرب إلى رئاسة مجلس الوزراء، والمتعلق بمنع بيع الأراضي بين أبناء الطوائف المختلفة، لمدة خمسة عشر سنة، معتبرا ان هذا القرار اتى متأخراً ولكن المثل الفرنسي يقول: "الافضل ان يأتي الامر متأخراً على ألا يأتي".

الاب مبارك اوضح في اتصال مع موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني ان كل مشروع قانون يقدم الى مجلس الوزراء ويحال الى مجلس النواب او اقتراح قانون يقدم الى مجلس النواب يصبح قانونياً متى وافق عليه المجلس لانه السلطة التشريعية في البلاد، واردف: "وإن كان الدستور ينص على ان لكل لبناني الحق بالسكن على كل الاراضي اللبنانية، لكنه لم يتطرق الى ملكية هذه الاراضي او الى مسألة نقل النفوس". واضاف مبارك: "لقد اخذوا قرارا في الماضي يقضي بمنع نقل النفوس من منطقة الى آخرى. إن نقلنا نفوسنا وتركنا ارضنا لمن تبقى، ليس لاحد. وان تركنا سجلات نفوسنا وبعنا ارضنا، فما معنى ابقاء نفوسنا على سجلات القيد في مناطق لا ملكية لنا للارض فيها؟! ان موضوعي سجلات النفوس وتملك الاراضي متشابهان، لذا انا مع مشروع القانون الذي اعده وزير العمل النائب بطرس حرب".

وتوقف الاب مبارك عند حقيقة العيش المشترك في لبنان، قائلاً: "المطلوب من المسيحيين والمسلمين إن كانوا فعلا مع العيش المشترك كما ينادون دعم هذا المشروع، فالعيش المشترك يقضي بعدم بيع الاراضي لأن بقاء الاراضي يترك امكان قيام عيش مشترك. على سبيل المثال اذا كانت ارضي في منطقة غير تابعة لخطي السياسي اليوم، قد يتم الاتفاق يوماً في السياسة واعود الى هذه الارض، اما اذا بيعت فهناك استحالة للعودة والى اين اعود اساساً؟! لهذا السبب اذا كان المسلم ينادي بالعيش المشترك عليه القبول بهذا المشروع قبل غيره، وكذلك المسيحي. في الحدت في المتن الجنوبي حيث اخدم ككاهن رعية اتخذنا قرارات سابقة تقضي بمنع بيع الاراضي من مسيحيين الى مسلمين بطريقة عمياء. بالطبع هناك امكان للاحتيال على هذا القانون كحق الشفعة او كالايجار الطويل الامد، ولكن هذه الخطوة تحدد من الهجمة على شراء الاراضي بشكل يغير من هوية المنطقة". وتابع مبارك: "اذا كانت ارضي في منطقة لا اسكنها يمكنني تأجيرها او استثمارها والرجوع اليها لاحقا، اما اذا بيعت باغراءات مالية او تهديدات عسكرية يعني انني حرمت كليا من العودة الى هذه الارض وبالتالي حرمت من العيش المشترك. اذا كل من لا يوافق على هذا القرار يعني انه يوافق على ان تتعرض اراضينا للبيع وان تقسم البلاد جغرافيا ثم نفسيا وبعدها سياسيا". وكان الاب مبارك اطلق مواقف مشابهة في مقابلة مع اذاعة "صوت المدى" كان يفترض أن تبثها في نشرة الظهيرة يوم الأربعاء 5 كانون الثاني، إلا انه حتى ظهر الخميس لم تبث ربما لعدم تناغم هذه المواقف مع سياسة الإذاعة، والاب مبارك كشف انه سيراجع بالامر لمعرفة السبب.

 

حنين: الغاء الطائفية السياسية يجب أن تمر أولا بالغاء الطائفية

وكالات/أوضح النائب الأسبق صلاح حنين أن "الدستور لا يلوى ولا يمكن أن يطيع على قياس بعضهم أو مصلحته، وإذا كان هناك من ثغرات فيمكن مناقشة الأمر. ولا يمكن خلق دولة من دون نظام. فالدستور والقانون هما غطاءان للجميع ولا يمكن الإستقواء عليه". ورأى في حديث الى قناة "MTV"، أنه "نحن اليوم نعيش في حالة فوضى ولدينا نظاما لا نطبقه، سيما وأن بعض الأفرقاء يشدون ناحية الخروج عن هذا النظام، وهي فئة تملك السلاح وتهمش باقي أفراد المجتمع اللبناني". وأوضح في موضوع خرق الدستور أنه "يناقض صورة العيش المشترك خصوصا وان الدستور هو الإسمنت الذي يجمع بين مختلف الأفرقاء". في سياق متصل، لفت حنين الى أن "الغاء الطائفية السياسية التي ينادي بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، يجب أن تمر أولا بالغاء الطائفية، حيث يُظهّر هذا الموضوع وكأنه قفز فوق الطائفية، فنبقى مجتمعا طائفيا له إنتماءاته الطائفية وولاؤه الطائفي وليس الوطني". ولفت الى ان "هذا الموضوع اي الغاء الطائفية ومن ثم الغاء الطائفية السياسية هو موضوع موجود في الدستور الجديد اي دستور الطائف". وعن الإنخراط في الحياة السياسية أوضح أنه "يعني الإنخراط بالمؤسسات الدستورية، فيصبح القرار شرعيا. أما نحن فلسنا مستعدين بعد للإنخراط الفعلي بالمؤسسات الدستورية اللبنانية". في موضوع "شهود الزور"، أوضح أن "الدعوى الأساس أصبحت في المحكمة الدولية ولم يتكون بعد ملفا قضائيا في "شهود الزور".اما حول المشروع الذي تقدم به وزير العمل بطرس حرب، أشار الى انه "لو كان الموضوع يتم ضمن التداول الإقتصادي والتجاري الطبيعي لبيع الأراضي لكان الأمر طبيعيا، ولكن عندما نعلم أن مصادر الأموال غير لبنانية فعندها تثار الإسئلة والشكوك حول هذا الأمر"، مطالبا بمعرفة مصدر الأموال حيث ان القانون يخرق بأسماء مستعارة". وإعتبر أن "بيع الأراضي نقطة صغيرة في مسألة واقع الأحزاب الممولة من تدفق الأموال الخارجية"، داعيا الى مراقبة الأحزاب وكيفية تمويلها".

 

يعانون التمييز السلبي ضدهم منذ زمن

الأقباط يشتكون: قيود على بناء الكنائس واستبعاد من المناصب

وكالات /تعد القيود المفروضة على بناء الكنائس وترميمها والإستبعاد من المناصب العليا أبرز مظاهر التمييز التي يشكو منها الاقباط المصريون منذ زمن طويل. وإثر تفجير كنيسة الإسكندرية ليلة رأس السنة إرتفعت الأصوات المطالبة بإلغاء هذا التمييز السلبي بحق الأقباط كونهم مواطنين مصريين بالدرجة الأولى.

القاهرة: يعاني الأقباط في مصر من التمييز منذ زمن طويل، ولعل القيود المفروضة على بناء الكنائس وترميمها والإستبعاد من المناصب العليا ابرز مظاهر التمييز التي يشكو منها الاقباط المصريون الذين يتظاهرون كل ليلة منذ تفجير كنيسة الاسكندرية ليلة رأس السنة تعبيرا عن الغضب واحتجاجا على ما يعتبرونه تجاهلا من اجهزة الدولة لمشاكلهم.

 ولا يزال بناء الكنائس أو ترميمها خاضعاً لقانون موروث من العهد العثماني يسمى "الخط الهمايوني"، ويقضي بضرورة الحصول مسبقاً على موافقة رئيس الدولة لترميم كنيسة قائمة أو تشييد واحدة جديدة. وقد فوض الرئيس حسني مبارك صلاحياته بهذا الشأن إلى المحافظين.  وفي اشارة ضمنية إلى هذا القانون، قال البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في مقابلة مع التلفزيون المصري الرسمي الإثنين إن "بعض الدول إذا وجدت قانوناً يسيء للبعض فإنها تصحح تلك القوانين أو تسن قوانين جديدة". مشدداً على أهمية قيام "المجالس التشريعية بسن القوانين أو تعديلها كي تتناسب مع راحة الشعب كله بلا إستثناء". وأوضح البابا شنودة أن "كلمة مواطنة تعني أن كل إنسان في مصر مواطن ويتمتع بكل حقوق المواطنة بلا نقص أو تمييز".

 مشكلة المسيحيين الاساسية

رغم الإجماع على أن هذه المشكلة تعد من الشكاوى الرئيسة للمسيحيين، إلا أن الحكومة المصرية أعلنت رفضها لأي ربط بينها وبين تفجير الإسكندرية الذي أوقع 21 قتيلا ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه بعد. من جهته قال وزير الشؤون البرلمانية والقانونية مفيد شهاب أمس الاول الإثنين خلال جلسة لمجلس الشورى أن القول إن مشكلة بناء الكنائس أحد الأسباب الرئيسة للإحتقان الطائفي "خلط للأوراق لأن ما حدث هو عملية إرهابية كان الهدف منها زعزعة الأمن والإستقرار في مصر من خلال أي ثغرة يمكن النفاذ منها، وهذه المرة كانت الثغرة هي الإعتداء على الكنيسة". مضيفاً "عندما نتحدث عن أي مشكلات للأقباط فلا يجب أن نربط بينها وبين ما حدث، ولا يصح أن نقول إن هذا القانون (الخاص ببناء الكنائس) هو السبب في التوتر لأنه يوجد بالفعل قانون نعتبره كافيا بالقدر المناسب".  وكان الوزير يرد على رئيس حزب التجمع المعارض اليساري رفعت السعيد الذي أكد في المقابل أن "عدم إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة سبب رئيس في الإحتقان الطائفي" في البلاد. كذلك قال سكرتير عام حزب الوفد منير فخري عبد النور في مقابلة مع قناة "أون تي في" الفضائية الخاصة إن المجلس القومي لحقوق الإنسان (شبه حكومي) "قدم منذ أكثر من خمس سنوات للحكومة مشروع قانون موحد لبناء دور العبادة "لكنه وضع في الأدراج". واعتبر استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية مصطفى كامل السيد ان "في مقدمة مظاهر التمييز التي يعانيها الأقباط الصعوبات في ترميم الكنائس وبناء كنائس جديدة". وأوضح أن "إجراءات الحصول على تصاريح لترميم أو بناء كنيسة تستغرق وقتاً طويلا للغاية، في حين أن المسلمين يقومون ببناء المساجد من دون ترخيص وتقبل الحكومة ما يقومون به". كما أشار السيد إلى أنه "لم يحدث أن تدخلت السلطات لمنع إنشاء مسجد مثلما فعلت في تشرين الثاني - نوفمبر الماضي عندما قامت الشرطة بوقف العمل في كنيسة في العمرانية".

وكانت صدامات وقعت بين الشرطة وآلاف المتظاهرين الأقباط في حي العمرانية في جنوب القاهرة في 24 تشرين الثاني- نوفمبر الماضي، أدت إلى مقتل متظاهرة وإصابة أكثر من 30 شخصاً. واعتبر السيد أن هناك نوعًا من "التمييز قد لا يكون مقنناً، لكنه سياسي يولد غضباً كبيراً إذ توجد قواعد غير مكتوبة تحول بين الأقباط وبين الأجهزة الأمنية الحساسة، كما أن عدداً محدوداً للغاية من الأقباط يتولى مناصب عليا في الجهاز الإداري، بما في ذلك السلك الدبلوماسي وهناك حظر كامل لتولي الأقباط مناصب مهمة في الجامعات الحكومية، فلا يوجد عميد كلية أو رئيس جامعة قبطي".

المركز المصري لحقوق الإنسان

في هذا الإطار أعلن المركز المصري لحقوق الإنسان عن استمرار حملته التي أطلقها مع 65 منظمة حقوقية للمطالبة بإصدار قانون دور العبادة الموحد، وقد انطلقت الحملة العام الماضي ووصل عدد الموقعين عليها إلى عشرة آلاف توقيع. وإنطلق المركز في حملته من القانون المصري الذي لا يوجد فيه مادة تمنع إقامة دار عبادة بل إن المادة 46 من الدستور المصري تنص على أن " تكفل الدولة حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية". واعتبر المركز في بيان له "أن الصمت لم يعد ممكنا بسبب انتهاك الحكومة  للدستور المصري بشأن حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية، والتي تقف هي ضده بدلا من أن تكفله كما نص الدستور، بل وتقوم الدولة بالتمييز بين مواطنيها على أساس الدين وتخالف بذلك المادة (40) من الدستور التي تنص على أن "المواطنين لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة".

واعتبر المركز أن هناك "تمييزا ضد الأقباط في الكثير من الأمور العامة مثل شغل وظائف بعينها، لأن هذا التمييز لم يقتصر على الأقباط وحدهم بل هناك التمييز ضد الفقراء المسلمين وضد كل من ليس له نفوذ أو قريب من أصحاب السلطة في مصر، وهو ما يخالف المادة (40) أيضا من الدستور". وهو يؤكد أن "التمييز على أساس الدين هو الأكثر ألماً لأنه يضع المواطن دائماً تحت ضغط أنه تحت مجهر التمييز دائماً، على عكس التمييز على أساس  الظروف الإقتصادية والإجتماعية لأن هؤلاء هم الغالبية من الشعب المصري الآن بحسب تقارير البنك الدولي والمنظمات العالمية". وختم المركز بالدعوة لإيقاف التمييز في بناء الكنائس للأقباط، مطالباً الرئيس مبارك أن يصدر قراره بضرورة إعداد قانون موحد لدور العبادة بما يرسخ مبادئ المساواة وتطبيق الدستور دون تمييز بين المواطنين كافة.

 إهمال تاريخ الأقباط

في مجال آخر، أقرت وزيرة الأسرة والسكان مشيرة خطاب ضمناً بصحة شكوى أخرى للأقباط تتعلق بالمناهج الدراسية، خصوصاً مناهج التاريخ التي تهمل الفترة القبطية في تاريخ مصر. وقالت خطاب في بيان نشرته الصحف المصرية الأربعاء إنها "تقدمت بتقرير مفصل لوزارة التربية والتعليم حول مراجعة مناهج المرحلة الإبتدائية لمادتي اللغة العربية والدراسات الإجتماعية (التاريخ والجغرافيا) وإمكانية دمج قيم المواطنة وقبول التعددية بشكل أكبر".  ويعتبر بعض المحللين أن الغضب والإحتقان القبطي يرجع في أسبابه الى أبعد من ذلك. وكتب أستاذ القانون في جامعة عين شمس حسام عيسى في صحيفة الشروق المستقلة الأربعاء، ملقياً مسؤولية الإحتقان الطائفي في مصر على الدولة "التي تولت وتتولى منذ اليوم الأول في عصر (الرئيس المصري السابق أنور) السادات وحتى اليوم عملية أسلمة المجتمع". مضيفاً "كانت الأسلمة ضرورة أساسية للنظام الجديد بالتحالف مع جماعات الإسلام السياسي للقضاء على اليسار".  وتابع عيسى "كما كانت الأسلمة ضرورية لمواجهة غضب الفقراء المتصاعد من السياسات الإقتصادية الجديدة (الليبرالية) التي تزيد الأثرياء ثراء والفقراء فقرا".

 

لماذا أغفل حزب الله تورط 3 من كوادره مع إسرائيل ؟! 

بيروت - القناة : 6/1/2011 

الجميع ينتظر من (حزب الله) أن يفتح الدائرة الأمنية المقفلة التي يحكم إغلاقها والتي لم يعد جائزًا أن تصبح كبئر الألغاز في وقت يتعرض الحزب لتحدٍ من نوع آخر لا تصلح معه نظرية الرد على الوقائع بالفرضيات البعيدة أي إثبات منطقي وعقلاني.  هذا ما تحاول أوساط أمنية مطلعة نقله بالمباشر وبالواسطة إلى (حزب الله) في مرحلة ما قبل وما بعد صدور القرار الظني الذي يفترض أن يطرح وقائع محددة لن يستطيع (حزب الله) تجاوزها (إذا ما اتهم عناصره باغتيال الحريري) إلا بمواجهتها بوقائع صلبة وهو أسلوب لم يفكر (حزب الله) حتى الآن باعتماده بل اتجه إلى أسلوب محاولة إلغاء المحكمة وإسقاط شرعيتها اللبنانية. أولى الوقائع حسب الأوساط ما يعود إلى العام 2006 أي إلى الاجتماع الشهير الذي كشف عن حصوله النائب سليمان فرنجية بين العقيد وسام الحسن والسيد حسن نصر الله وفي الاجتماع الذي لم يعلن عن حصوله إلا منذ أشهر قليلة بدأ عمليًا طرح لغز اسم عبدالمجيد غملوش، حيث وضع وسام الحسن أمام نصر الله حصيلة أولية لمسار التحقيق الذي رصد غملوش بعد اختراق في شبكة الاتصالات وتحديد الأرقام الستة التي راقبت الحريري من دون تحديد هويات حامليها باستثناء خرق أدى إلى الوصول إلى غملوش الذي امتنع (حزب الله) - في سياق عمل دائرته الأمنية المغلقة - عن إعطاء أية معلومة عنه، ماذا يعمل؟ ما هو ارتباطه بـ(حزب الله)؟، هل هو قيادي مسؤول عن شبكة اتصالات الحزب؟ أين هو الآن؟ لماذا لا يسلم إلى التحقيق لجلاء حقيقة ورود اتصالات بينه وبين المجموعة المنفذة؟ لماذا لا يسلمه (حزب الله)؟ وحسب الأوساط الأمنية فإن ما بعد اجتماع الحسن ونصر الله شهد نقاشًا مستمرًا بين فرع المعلومات والحزب تخللته الكثير من تكتيكات التمويه والإجابات غير المقنعة والتنصل من الوقائع التي بحوزة فرع المعلومات (التي أصبحت إحدى ركائز التحقيق الدولي)، وقام (حزب الله) بالامتناع عن التعاون في هذه القضية التي يفترض أن يطرح فيها أوراقه على الطاولة دون خوف وأن يحدد دور العناصر المشتبه بهم وموقعهم وخريطة اتصالاتهم لا أن يعطى وقائع غير مثبتة لمهمات بعض هؤلاء برصد هدف إسرائيلي هنا أو هناك في محاولة للقفز فوق الوقائع. وعبثًا - كما تقول الأوساط - حاولت الأجهزة الأمنية اقتفاء أثر غملوش في بلدته الجنوبية، كما في أماكن أخرى وغير صحيح أن فرع المعلومات اعتقله ليومين وأطلقه بناء على تهديد أحد مسئولي (حزب الله) فالرجل اختفى وامتنع الحزب عن التعاون لتسليمه إلى التحقيق وكل ما تبقى له من أثر هو اتصال أجراه بعائلته عبر الهاتف الثابت من إحدى الدول القريبة. الاشتباه بعناصر من (حزب الله)، كما تقوم الأوساط الأمنية بدأ قبل العام 2006 وتحديدًا عبر تحليل الاتصالات التي قام بها وسام عيد وما ورد في تقرير CBC هو التحليل الأول الصحيح لخريطة الاتصالات وهو يطابق وقائع التحقيق وهو كان السبب في اغتيال وسام عيد باعتماد لوجستية الاتصال اللاسلكي وهذا أمر منطقي لأن منفذي الاغتيال تجنبوا في الاغتيالات التالية استعمال الهاتف الخلوي الذي يؤدى تحليل الاتصالات فيه إلى كشف المنفذين.

في قضية الاتصالات تقول الأوساط الأمنية إن (حزب الله) بدا مربكًا لأن كل تطورات هذا الملف أثبتت أن القدرة على التلاعب بخريطة الاتصالات هي قدرة وهمية، فحتى إسرائيل التي تملك إمكانات تكنولوجية متطورة جدا والتي تستطيع من خلالها ممارسة التنصت ومعرفة نوعية الاتصالات لم تستطع حماية شبكات عملائها، ذلك على الرغم من أن فكفكة هذه الشبكات بدأ واستمر لفترة زمنية تقارب السنة، وطوال هذه المدة لم تتمكن المخابرات الإسرائيلية من زرع أي خط رديف في أجهزة عملائها ولم تقم بمحو خريطة اتصالاتهم سواء بالنسبة لخطوطهم الهاتفية الخليوية التي استعملوها لتنفيذ عملياتهم وأحرقوها فيما بعد أو لتلك الخطوط النمساوية أو الألمانية التي زودوا بها.

في ملف شبكات التعامل تعود الأوساط الأمنية بالذاكرة إلى مرحلة ما قبل البدء بالتنفيذ واللافت في هذه المرحلة أن فرع المعلومات أعلم (حزب الله) مسبقًا بأنه سيبدأ بضرب شبكات العملاء وطوال تلك الفترة كانت تحصل اجتماعات تنسيق بين أمن الطرفين وعند البدء باكتشاف الشبكات قبض على أديب العلم والذي اعترف بتعامله مع المخابرات الإسرائيلية.

كان أديب العلم حسب الأوساط متعاملا في درجة الفئات الأولى فقد كانت المخابرات الإسرائيلية تلتقيه في إسبانيا وليس كباقي العملاء في بلدان أوروبا الشرقية وكان يؤدى أدوارًا كبيرة نظرًا لموقعه الحساس في الأمن العام، لكن إحدى المهام كانت تختلف عن مهمات الاستخبار العادية فقد كان العلم يكلف بشراء خطوط خليوية Sim cards ويسلمها للمخابرات الإسرائيلية وهذه الخطوط تستعمل في مقر المخابرات الإسرائيلية في إحدى المستوطنات الملاصقة للحدود لتوزيع العمليات والمهمات على العملاء الآخرين وأبرزهم هؤلاء الذين اكتشفهم فرع المعلومات العميل ناصر نادر الذي جهز كل تفاصيل اغتيال القيادي غالب عوالي في الضاحية الجنوبية، وكل ذلك كان يتم عبر خطوط لبنانية يسلمها الإسرائيليون لعملائهم الذين كانوا بعد تنفيذ عمليات يحرقون الخطوط ولا يعودون لاستعمالها، واستطاع فرع المعلومات من خلال تحليل خريطة اتصالاته أن يعتقله، حيث اعترف بتنفيذ عملية الاغتيال.

وفي رصد الخطوط اللبنانية التي اشتراها العلم وزود المخابرات الإسرائيلية بها تبين لفرع المعلومات حسب الأوساط الأمنية أن ثلاثة من هذه الخطوط استعملها كوادر في (حزب الله) ورصدت اتصالات منها بين هؤلاء الكوادر وقياديين في الحزب وما يجهله الكثيرون أن فرع المعلومات الذي قرر إعطاء هذه المعطيات لـ(حزب الله) لم يكن يعرف هوية حاملي الخطوط الثلاثة إنما كان يعرف أن هذه الخطوط يستعملها كوادر فى الحزب نظرًا لترابط اتصالاتها مع باقي القياديين وحين أعلم فرع المعلومات الحزب بما لديه من معلومات قام (حزب الله) بإجراء تحقيقه الداخلي دون أن يطلع المعلومات على نتائج التحقيق، وخرج (حزب الله) فيما بعد بفرضية زرع الخطوط الموازية في هواتف الكوادر من قبل المخابرات الإسرائيلية عبر رسائل SMS وهى فرضية من الصعب جدًا إثباتها، ولأن عوامل كثيرة تنقضها منطقيًا، فعلى سبيل المثال لا الحصر لماذا تحتاج المخابرات الإسرائيلية إلى تكليف عملائها شراء خطوط لبنانية مادامت قادرة على زرع خطوط موازية لهم أو لغيرهم على الشبكة اللبنانية؟ وإذا كانت قادرة فعلاً على زرع هذه الخطوط أو التحكم عن بعد فى زرع خريطة اتصالات مفبركة أي خلق اتصالات وهمية أو إلغاء أخرى حقيقية، فلماذا تعرض عملاءها لخطر الانكشاف عبر شراء الخطوط واستعمالها في مركز تحكم محاذٍ للأراضي اللبنانية؟

الأسئلة كثيرة، كما تقول الأوساط، لكن الواضح أن (حزب الله) إذا أراد أن يواجه الوقائع بالوقائع في قضية الاتصالات وفي موضوع الاشتباه بعناصره باغتيال الحريري وأبرزهم غملوش، فما عليه إلا أن يميط اللثام عن الغموض وأن يعطى أجوبة للأسئلة المطروحة وكلها أسئلة ووقائع لا يمكن الرد عليها بمجرد إطلاق تحليلات وفرضيات خارج سياق الملفات المطروحة.

بلمار والأدلة

ولعل المواقف الأخيرة التي أعلنها المدعى العام دانيال بلمار خلال مقابلة حصرية مع الموقع الإلكتروني للمحكمة الدولية تشكل ردًا مباشرا على الآلية الدعائية لـ(حزب الله) التي تتهم المحكمة بالتسييس، وقد رأت مراجع سياسية في كلام بلمار عن موثوقية الأدلة التي سيطرحها في القرار الظني إيذانا ببدء المرحلة الصعبة بالنسبة لـ(حزب الله) في هذه المرحلة التي تختلف عما عداها لأن مضمون القرار الظني لن يكون إلا بالاستناد للأدلة القاطعة وتلفت المراجع إلى أن إعلان بلمار عن أنه لن يقدم قرارًا ظنيًا ما لم يكن راضيًا كليا عن مضمونه سواء من الزاوية الضميرية أو المهنية، إنما يعكس مدى وحجم الأدلة التي ستتوافر في الملف وهى أدلة لن تستند فقط إلى تحليل شبكة الاتصالات بل قرائن وإثباتات قاطعة ظرفية وغير ظرفية، ومن هنا فإن القرار الظني برأي المراجع سيجبر (حزب الله) على الانتقال من مرحلة مواجهة القرار الظني بالفرضيات إلى مرحلة جديدة حيث لا يمكن الاستمرار بسياسة دفن الرؤوس فى الرمال بهدف عدم رؤية الحقيقة. وتقول المراجع إن مضمون القرار سيطرح على (حزب الله) تحدى الإجابة عن كل الوقائع التي سترد فيه والتي تعمد تجاوزها لأنه لا يملك إجابات مقنعة عنها، وبالتالي فإن المحاكمة التي ستبدأ بعد أشهر قليلة أمام مرأى الرأي العام العربي والدولي ستضع (حزب الله) في زاوية ضيقة جدًا إلا إذا قرر اعتماد سياسة الدفاع القانوني المشروع، ولكن يبقى هذا أمرًا مستبعدًا. 

 

جدار الجهل والرغبات

أيمن جزيني/لبنان الآن

السفير السعودي في بيروت يردد باسم قيادته في الرياض أن اللبنانيين هم الذين سيقررون التسوية في ما بينهم. الرئيس الأسد، حين يعلن بنفسه ولا ينقل عنه أسرى محررون، يقول إنّ الدور السوري – السعودي لا يتجاوز حدود إعادة تظهير أفكار لبنانية في الأصل. قوى 8 آذار، بعد أن انتقلت من خانة الذي لا يهاب شيئاً، والذي يهدد ويتوعد ولسان حاله يقول: إما الإذعان وإما نهزمكم ونطردكم، باتت متمسكة بالتسوية وتلهج بذكرها ليل نهار. رغم بعض التهديدات التي تصدر من حين لآخر، كمثل القول إما تسوية قبل القرار الظني وإما لكل حادث حديث. مع ذلك، ورغم أن مطلبهم يتلخص باستعجال التسوية والعمل بسرعة على إنضاجها، وغالباً ما يكون التصريح في هذه الحال منطلقاً من التمنيات، إلا أن قوى 8 آذار لا تكف عن ابداء الرغبة بشطب قوى 14 آذار من التسوية المرغوبة. فمرات تلهج الألسنة والأقلام بأن أحدا في لبنان لا يعرف مضمون المناقشات بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأسد غير الأمين العام لحزب الله، ومرات أخرى يمنّون على الرئيس سعد الدين الحريري بفضل معرفة فيما يجري ويطبخ في المطبخ السعودي – السوري، لكنهم يؤكدون أن مسيحيي 14 آذار لا ناقة لهم ولا جمل فيما يجري وأن التسوية ستتم على حسابهم. لا تخفي الرغبة في هذه الحال جدار الجهل. الأرجح أنها تصطدم به مراراً لأن الراغب والجاهل في هذه الحال ممتلئ بانتصاراته حتى الثمالة، ولا يستطيع ان يصدق أنه محشور في زاوية تهديد اللبنانيين ووعيدهم بالويل والثبور وعظائم الأمور. والأرجح أيضاً ان الراغب يصطدم مراراً بجدار الخيبة، ذلك أن الجهد واضح وجلي في ما يخص شيطنة قوى 14 آذار، المسيحية منها خصوصاً، ونسبتها إلى مشاريع خارجية صرف لا علاقة للبنان بها من قريب أو بعيد. حزب الله يقود المعركتين ولا يكف عن إعلان الانتصارات فيهما معاً. مع ذلك لا أحد يسأل نفسه سؤالاً: إذا كانت قوى 14 آذار على علاقة بقوى خارجية فعلاً، فما الذي نقوله عن حزب الله؟ هل ثمة من يشك، في حزب الله نفسه، بأنه تابع لإيران؟ على الأغلب، هذه التبعية نفسها هي التي تقود حزب الله إلى الإعلان مراراً أن قوى 14 آذار لا تعرف ما الذي يجري في المطبخ السعودي – السوري. ذلك أن غاية حزب الله ومرامه يتلخصان في تحويل كل القوى السياسية في لبنان إلى أشباه له يتبعون خارجاً ما من دون أي انتباه لأي معطى داخلي.

في هذا المقام قد يكون لبعض الكلام مفعول شاف: شرط التسوية، أي تسوية، أن يملك اللبنانيون بمختلف اتجاهاتهم وقواهم ما يفاوضون عليه. شرط التسوية أن يكون الداخل اللبناني مقرراً في التنازلات التي يقدمها الأطراف المعنيون بالتسوية. هذا سؤال يجدر بالجميع أن يوجهوه إلى حزب الله: هل ثمة اي اعتبار للوضع اللبناني الداخلي في سياساته منذ تأسيسه وحتى اليوم؟

 

ألمانيا وفرنسا: المسلمون "لا يندمجون" و"خطر على الهوية الوطنية"

الشفاف /أفاد إستطلاع رأي أجرته مؤسسة "إيفوب" في ألمانيا وفرنسا في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر الماضي أن 42 بالمئة من الفرنسيين و40 بالمئة من الألمان يعتبرون وحود جالية إسلامية بمثابة "تهديد" لهوية بلادهم، في حين اعتبر 68 بالمئة من الفرنسيين و72 بالمئة من الألمان أن المسلمين "ليسوا مندمجين في المجتمع". ويعتقد 61 بالمئة من الفرنسيين (و67 بالمئة من الألمان) الذين يقولون أن المسلمين غير مندمجين أن الأسباب تعود أولاً إلى رفض المسلمين لفكرة الإندماج، ثم إلى "الفوارق الثقافية الكبيرة جداً" (40 بالمئة في فرنسا، و34 بالمئة في ألمانيا)، ثم ظاهرة "الغيتوات" (37 بالمئة مقابل 32 بالمئة)، والمصاعب الإقتصادية (20 بالمئة مقابل 10 بالمئة). بالمقابل، اعتبر 18 بالمئة من الفرنسين و15 بالمئة من الألمان أن مسؤولية عدم الإندماج تعود إلى "عدم الإنفتاح الكافي من جانب بعض الفرنسيين أو الألمان".

من رفض الهجرة إلى النظرة السلبية للإسلام

ولاحظ محلل "إيفوب"، "آلان فوركيه، أنه "رغم الفوارق في التاريخ الإستعماري بين فرنسا وألمانيا، والفوارق في الهجرة وفي أنماط الإندماج بين البلدين، فإن الحصيلة "القاسية والكبيرة جداً" للإستطلاع كانت هي نفسها في البلدين. وأضاف أن الرأي العام انتقل "من الربط بين الهجرة وفقدان الأمن أو بين الهجرة والبطالة إلى الربط بين الإسلام والخطر على الهوية الوطنية". إن رسوخ الإسلام في البلدان الأوروبية وتزايد مظاهره يستتبع زيادة تشنّج الرأي العام، مع أن نسبة التشنّج تتفاوت بين الشبّان والأكبر سنّاً، وبين ناخبي اليمين وناخبي اليسار.

وبصورة إجمالية، ففي العام 2010 كان 31 بالمئة من الفرنسيين يربطون الإسلام بـ"رفض القِيَم الغربية" (مقابل 12 بالمئة فقط في 1994، و17 بالمئة في 2001). وفي فترات سابقة، كان تعبيرا "التعصّب" و"الخضوع" هما التعبيران الأكثر إرتباطاً بالإسلام في نظر الرأي العام.

الحجاب الإسلامي

ويدلّ السؤال المتعلق بالحجاب الإسلامي عن مدى أهمية "ظهور" الإسلام في النقاش العام. إن 59 بالمئة من الفرنسيين يعارضون إرتداء المسلمات للحجاب في الشارع، في حين يقول 32 بالمئة أنهم "لا يبالون" بهذا الموضوع. وقد انخفضت نسبة "اللامبالين" الأخيرة هذه من 55 بالمئة خلال العشرين سنة الماضية.

بناء المساجد

وحصل تطوّر مشابه في ما يتعلق ببناء المساجد. إن 39 بالمئة من الفرنسيين ضد بناء المساجد في العام 2010، مقابل 22 بالمئة فقط في 2001. والأهم أنه في حين كان حوالي نصف الفرنسيين (46 بالمئة) من الفرنسيين "غير مبالين" إزاء موضوع المساجد قي 2001، فإن نسبة "غير المبالين" انخفضت إلى 34 بالمئة.

(هنا ينبغي ملاحظة أنه، في ألمانيا، اعتبر 45 بالمئة أنهم "غير مبالين" بارتداء الحجاب في الشارع),

نعم لانتخاب رؤساء بلديات مسلمين!

مقابل الأرقام السابقة، فقد تزايدت نسبة المستَطلعين الذين "ليسوا ضد" إنتخاب "رئيس بلدية من أصل مسلم". فقد أيّد هذا الإحتمال 52 بالمئة من الفرنسيين و49 بالمئة من الألمان.

النظرة للإسلام: الأكثر سلبية هم الألمان

واستطراداً، خلصت دراسة أعدّتها جامعة مونستر في ديسمبر 2010 وشملت 5 دول أوروبية (هي ألمانيا وفرنسا وهولندا والبرتغال والدانمارك) إلى أن الألمان هم الأكثر سلبية في نظرتهم إلى الإسلام. إن ثلث الألمان فقط ينظرون نظرة "إيجابية" إلى الإسلام مقابل 56 بالمئة من الفرنسيين و62 بالمئة من الهولنديين. ويعتبر أكثر من نصف الألمان أن في الإسلام تمييزاً ضد المرأة، وأنه متعصّب وغير متسامح. ونتائج الدراسة أكثر سلبية في ألمانيا الشرقية منها في ألمانيا الغربية.

 

على خلاف ما نشرته الصحافة المصرية

«شوكوماكو»: المتهم السوري بالتجسس لم يعدم ولايزال قيد المحاكمة

دمشق - من جانبلات شكاي/الراي

كشفت تقارير صحافية محلية، أن المتهم السوري بالتجسس لمصلحة إسرائيل صالح النجم، «لايزال قيد المحاكمة بتهمة التعامل مع دولة معادية، ولم يتم إعدامه كما ذكرت الصحافة المصرية». وفي ظاهرة لم يعتد عليها الإعلام السوري المحلي، نشر موقع «شوكوماكو» الإلكتروني أمس، خبرا تناول قضية الجاسوس الإسرائيلي في سورية، موضحا أن «النجم كان يعمل مشرفا على الصالة الرياضية في هيئة البحوث العلمية وليس مسؤولا أمنيا أو خبيرا كيماويا أو ضابطا في الجيش السوري كما كتبت الصحافة المصرية».

الموقع السوري الذي لم يكشف تاريخ اعتقال النجم ذكر إنه «علم من مصادر مقربة من عائلة صالح النجم، أنه قيد المحاكمة بتهمة التعامل مع دولة معادية»، ونفت المصادر أن يكون النجم «على إطلاع أو احتكاك مباشر بمعلومات ذات قيمة ممكن أن يوفرها للموساد الإسرائيلي نظراً لعمله كمشرف في الصالة الرياضية في هيئة البحوث العلمية».

وأوضح «شوكوماكو» أن «النجم من منطقة مصياف التابعة لمحافظة حماة، وفي حال إيصاله لأي معلومة الى الموساد، فهي معلومات سمعها ممن يحتك بهم، ما يعني أن هذه المعلومات قد تكون مغلوطة ولا تحمل أي مصداقية». وعلى خلاف الرواية التي نشرتها الصحافة المصرية بأن دمشق اعتقلت النجم ثم أعدمته بعد أن زودتها القاهرة بمعلومات حصلت عليها من اعترافات المتهم المصري بالتجسس لإسرائيل طارق عبد الرزاق، كشف الموقع السوري أن صالح النجم «كان يتلقى علاجاً من السرطان في فرنسا على نفقة الحكومة السورية عندما تعرف على أحد عملاء الموساد في المستشفى الفرنسي الذي كان يتلقى فيه العلاج لفترة ثلاثة أشهر».

 

مراوحة في «الوقت الميت» مع العد التنازلي للقرار الاتهامي في بيروت

حكاية الـ «سين - سين» ... من الألف إلى الياء

بيروت - من وسام أبو حرفوش/الشفاف

يعيش لبنان، المصاب ب ـ «فيروس» الانتظار الثقيل، على وقع «نشرة طبية» يومية عن «صحة» المسعى السوري - السعودي «غير المستقرة»، تبعاً لما يشاع في بيروت من روايات متناقضة عن حال هذا المسعى الغامض ومحاولات التعمية على حظوظ نجاحه او تقهقره من خلال اسباغ هالة من «السرية» على طبيعته وبنوده والمستوى الذي بلغه.

فمن الكلام عن انجاز المسعى السوري - السعودي «تسوية» تحتاج لـ «لمسات اخيرة» في ملاقاة القرار الاتهامي في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، تضمن نزع الغطاء اللبناني عن المحكمة الدولية بموافقة رئيس الحكومة سعد الحريري، الى الكلام عن ان هذا المسعى الذي يدور حول «افكار تجريبية» لم يفض الى ما هو اكثر من اظهار الحاجة الى حفظ الاستقرار في لبنان.

بين هذين الحدين المتناقضين من معادلة الـ «سين - سين» (اي سورية - السعودية) تلهو بيروت بـ «طوفان» يومي عن التقارير المتناقضة عن سيناريوات «التسوية» ... الشاملة والجزئية، المنجزة والمستحيلة، الامر الذي اصاب المراقبين في العاصمة المسكونة بـ «هبات باردة وهبات ساخنة» بما هو اشبه بـ «عمى الألوان» في لحظة خطرة.

والثابت مع تزايد احتمال اطلالة القرار الاتهامي في دفعته الاولى، في اي لحظة من هذا الشهر، ان طرفي الصراع رسما سقوفاً لمواقفهما على النحو الآتي:

* «حزب الله» وفريقه يريد تسوية و«قبل» صدور القرار الاتهامي، الذي يشاع عن انه يتجه الى تحميل عناصر منه مسؤولية اغتيال رفيق الحريري. و«دفتر شروطه» يتمثل باعلان الحكومة ورئيسها سعد الحريري المسبق بنزع الشرعية اللبنانية عن المحكمة الدولية من خلال استرداد الاتفاقية المعقودة في شأنها مع الامم المتحدة وسحب القضاة اللبنانيين منها ووقف لبنان تمويل الـ 49 في المئة من موازنتها، وتالياً رفض القرار الاتهامي «المسيّس» قبل صدوره و... الا.

* الحريري وفريقه يريد تفاهماً «بعد» القرار الاتهامي وفي ضوئه، من دون ان يكون على حساب الالتزام بالمحكمة الدولية، فهو غير راغب وغير قادر على التبرؤ من المحكمة، لكنه مستعد لاتفاق سقفه التفاهم على كيفية التعامل مع تداعيات القرار الاتهامي ومنع الفتنة وحماية الاستقرار وخفض التوترات على قاعدة الحوار لا الاذعان لشروط الطرف الآخر، مع الاخذ في الاعتبار الى حاجة الجميع لتطمينات متبادلة لا تمس التوازنات السياسية التي ارساها الطائف.

تحت وطأة هذه السقوف «المتنافرة» يراوح المسعى السوري - السعودي، اما فوقها فتتراقص مجموعة من الملفات الاقليمية والدولية التي يشكل المأزق اللبناني واحداً من حجارة الشطرنج على طاولتها، ومنها: توقف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، القنوات السرية لتحريك المسار السوري - الاسرائيلي، قمة باراك اوباما ونيكولا ساركوزي المرتقبة، ومفاوضات اسطنبول المقررة بين الاميركيين والايرانيين.

وفي انتظار انعكاسات هذه «الأوعية المتصلة» على لبنان، المصاب بالشلل السياسي، يرمي كل طرف الكرة في ملعب سواه، في سياق الاتهامات المتبادلة عن الجهة التي تعوق التوصل الى تفاهمات من شأنها تشكيل «مانعة صواعق» لامتصاص الهزة التي قد تنجم عن القرار الاتهامي.

مصادر قريبة من «حزب الله» تحدثت الى «الراي» عن أفق غير مريح في ملاقاة التحديات الخطرة، راسمة ظلالاً من الشك حول ايقاع المسعى السوري - السعودي، فالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز لم يعد بعد الى الرياض بعد فترة العلاج التي امضاها في الولايات المتحدة، ومن الصعب التكهن بطبيعة الموقف السعودي قبل مزاولة الملك نشاطه وفي ضوء وجود دوائر غير متحمسة للتسوية من المملكة والمنزعجة من سياسة الانفتاح التي يتبناها الملك.

وأشارت هذه المصادر الى ان الرئيس الحريري يفيد من «الازدواجية» في المناخ السعودي لعدم اتخاذ قرار حاسم في شأن التسوية المفترضة، وتالياً فانه يمضي في شراء الوقت، مستجيباً لضغوط تمارس عليه من فريقه، وتحضه على عدم الاستجابة لمقتضيات الحل الذي من شأنه انقاذ البلاد من كابوس المحكمة الدولية.

ولفتت هذه المصادر الى انه في الوقت الذي يحاذر الرئيس الاميركي باراك اوباما التورط في المزيد من الازمات في الخارج انسجاماً مع اولوياته الداخلية، تتولى الخارجية الاميركية، لا سيما جيفري فيلتمان الاكثر معرفة بالتفاصيل اللبنانية ادارة المعركة ضد التسوية المفترضة، بمؤازرة الفريق المستاء من انفتاح الملك عبدالله.

وكشفت هذه المصادر عن شروط اميركية، وصلت الى «حزب الله» بالتواتر وعبر قنوات اوروبية، لدعم جهود التسوية في لبنان، من بينها تخلي الحزب عن سلاحه انفاذاً للقرار 1559 او الامتناع عن اقتناء السلاح الثقيل واستخدامه، الامر الذي لم يقبل الحزب حتى بمناقشته.

وما لم تقله المصادر القريبة من «حزب الله» عن مرحلة ما بعد القرار الاتهامي، كشفت عنه اوساط حليفة للحزب لـ «الراي»، فأشارت الى انه اذا لم تسارع الحكومة اللبنانية الى مجموعة من الاجراءات الكفيلة برفع الغطاء عن المحكمة الدولية وقرارها الاتهامي عبر سحب القضاة ووقف التمويل فان وزراء المعارضة سيستقيلون من الحكومة التي سيصار الى اسقاطها بنزع الثقة منها في البرلمان.

غير ان مصادر بارزة في تحالف «14 مارس» الذي يتزعمه الحريري، اشارت الى ان رئيس الحكومة الذي مارس ومبكراً سياسة مد اليد في اتجاه الجميع ابدى انفتاحاً على المسعى السوري - السعودي، الذي لم يكن من الوارد الذهاب الى تسوية على حساب المحكمة الدولية. والحريري ما فتئ يردد استعداده لأي تفاهم يقوم على قاعدة العدالة والاستقرار معاً.

ولفتت هذه المصادر الى ان «حزب الله» ليس في الموقع الذي يتيح له فرض «اتفاق اذعان» على الآخرين المطالبين بالاستجابة لشروطه، فهو لم يعد طليق اليدين بدليل اضطراره الى خفض المستوى التهويلي الذي سبق ان اطل به على اللبنانيين، بعدما اكتشف ان الاستقرار خط احمر لا يمكنه تجاوزه لاعتبارات اقليمية ودولية، لا سورية ولا ايران في منأى عنها.

ورأت هذه المصادر ان الواقعية كانت تملي على «حزب الله» فتح قنوات الحوار الداخلي لا قفلها، بحثاً عن تفاهمات تضمن قيام شبكة امان في ملاقاة القرار الاتهامي، تكون قادرة على احتواء ما امكان من تداعياته، لا تحميل الآخرين مسؤولية شطب وقائع لا يمكن شطبها او التعاطي معها على طريقة دفن الرؤوس في الرمل.

هذه اللوحة اللبنانية المنقسمة على نفسها وازاء كل ما هو حولها، تقود الى استنتاج وحيد هو ان الصراع الممسوك يتجه نحو المزيد من الانفلات ... المضبوط.

على وقع المؤشرات المتزايدة الى ان مجلس الوزراء اللبناني سيبقى في وضعية «سجين ملف شهود الزور» وسط الصعوبات الحقيقية التي تعترض المساعي لتأمين «فك ارتباط» بين هذا الملف وبين العناوين المعيشية وللسماح بعقد جلسة «حياتية» تتيح تسيير شؤون الناس، برز في بيروت تطوران لافتان هما:

* استئناف رئيس البرلمان نبيه بري لقاء الاربعاء النيابي بعد انقطاع لأكثر من 4 - اشهر، ولكن هذه المرة من مقره في عين التينة بسبب الورشة الاصلاحية التي يشهدها مقر مجلس النواب في ساحة النجمة.

وقد عبّرت مواقف بري امام النواب من مختلف الكتل الذين زاروه عن مجمل المشهد السياسي من دون ان تغيب مجزرة كنيسة القديسين في الاسكندرية عن المداولات، اذ اكد رئيس البرلمان «على حماية دور مسيحيي الشرق، ودور لبنان في حمل هذه المسؤولية لأن تعزيز وضع المسيحيين في الشرق هو حماية للتنوع الذي تمثله المنطقة والذي يشكل النقيض لمشروع اسرائيل العنصري».

وفي الشأن السياسي، نقل النواب عن بري أمله في ان يكون يناير الجاري شهر التحول الى الامام، داعياً الى «التقاط الفرصة اليوم لأن الفرص لا تتوافر ولا تتكرر دائماً»، وأضاف: «علينا ان نستثمر على النفط السياسي المتمثل بالمبادرة السعودية - السورية المستمرة وكذلك على النفط الطبيعي من خلال المبادرة الى استكمال الخطوات المماثلة في هذا المجال بعدما جرى اقرار القانون في مجلس النواب منذ اشهر وبسرعة قياسية».

وشدد على «زيادة تفعيل عمل البرلمان واللجان النيابية في كل المجالات»، مؤكداً عزمه الدعوة الى عقد جلسة تشريعية قبل نهاية الشهر الجاري «اذا تأمنت المشاريع الكافية لجدول الاعمال والا ستكون هناك جلسة اجوبة واسئلة».

وفيما اعتُبر احياء لقاء الاربعاء النيابي رسالة من بري بأن دورة العمل البرلماني لن يشملها التعطيل، نُقل عن مصادر سياسية ان خطوة رئيس مجلس النواب «شكلية ولا تأثير لها على صعيد كسر حلقة المراوحة والتعطيل المفروضة على مؤسسات الدولة، سواءً على المستوى التنفيذي أو التشريعي»، موضحةً أنّ «بري يحاول اضفاء حراك معين على صعيد المشهد النيابي يوحي بأنّ الدورة البرلمانية غير معطلة، الا أنّ ذلك لا يعكس حقيقة الصورة وجوهرها حيث قوى المعارضة السابقة تفرض طوقًا شاملاً على عنق الحياة السياسية في لبنان يمتد من مجلس الوزراء الى مجلس النواب ربطًا بصراعها مع المحكمة الدولية وقرارها الاتهامي المرتقب».

وكان بري لمّح امام زواره اول من امس الى انه اذا نجحت التسوية السورية - السعودية، فان ملف شهود الزور قد يطوى ضمن السلة المتفق عليها. واذ لم يشأ التطرق طويلا الى الكلام الرائج عن اتجاه الحكومة الى الاستقالة، اكد «التمسك بالحريري اولا وثانيا وعاشرا». وأشار الى انه «لن يقرأ الفاتحة» على الحكومة الحالية اذا رحلت.

* مبادرة رئيسيْ الجمهورية والحكومة ميشال سليمان وسعد الحريري، وفي اطار حرصهما على كسر حلقة التعطيل التي تجمّد مصالح الناس وتؤثر في لقمة عيشهم وتدارُكاً لاستحقاق انتهاء عقود العاملين بموجب عقود في القطاع العام في 2010/12/31 (يشكلون نحو 60 في المئة من العاملين في هذا القطاع)، الى اعتماد قاعدة «الموافقة الاستثنائية» على تمديد هذه العقود ابتداء من 2011/1/1 ريثما يعرض الموضوع لاحقا على مجلس الوزراء. وقد تولت الامانة العامة للمجلس ابلاغ قرار تمديد العقود الى مجلس الخدمة المدنية والادارات المعنية.

ونُقل عن مصادر مواكبة ان شلل مجلس الوزراء يستدعي اللجوء الى قاعدة «الموافقة الاستثنائية» في حالات عدة نظرا الى عدم القدرة على تجاوز الاستحقاقات في حينها، موضحة ان «هذا امر متبع منذ عشرات السنين في لبنان».

وسط هذا المناخ، تمنى السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي «أن تكون الأيام المقبلة حاملة للتوافق اللبناني - اللبناني، وتظهر منه النتائج الطيبة للجهود التي بذلت سواء بين الفرقاء في لبنان أو من خلال المسعى السوري - السعودي».

وقال علي بعد زيارته امس رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية: «نرجو أن يقوم المعنيون بتظهير الوفاق الذي ينعكس أمنا وتفويتا للفرصة لأي استهداف اسرائيلي راهنت عليه اسرائيل طويلا». وأضاف: «نحن متفائلون ان شاء الله بوعي المواطنين والمسؤولين اللبنانيين في حفاظهم على النسيج الوطني وعلى بنية المؤسسة العسكرية وعلى بنية التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة، وهذا يشكل حصانة وضمانة للأمن اللبناني وللعلاقة الأخوية السورية - اللبنانية».

في موازاة ذلك، عاد الى الواجهة ملف مذكرات التوقيف الغيابية التي أصدرها القضاء السوري قبل نحو ثلاثة أشهر بحق 33 شخصية سياسية وقضائية واعلامية وأمنية لبنانية غالبيتهم من فريق رئيس الحكومة سعد الحريري، كان المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء جميل السيد ادعى عليهم أمام القضاء السوري قبل عام ونيّف في قضية «مؤامرة شهود الزور وشركائهم» - والتسبّب بتوقيفه مع 3 ضبّاط آخرين لمدة 44 شهراً بين نهاية اغسطس 2005 - ونهاية ابريل 2009 في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري.

ففي تطور لافت، اعلن نائب رئيس الهيئة التنفيذية لحزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان ان وزير العدل اللبناني ابراهيم نجار طلب من نظيره السوري أحمد حمود يونس في 17 ديسمبر الماضي احالة ملف مذكرات التوقيف الصادرة عن القضاء السوري على قاضي التحقيق الاول في بيروت، لكن ردا لم يأت حتى الآن من الوزير السوري.

وذكرت تقارير صحافية ان تحرك نجار في اتجاه نظيره السوري جاء بعد يومين من آخر جلسة عقدها مجلس الوزراء عندما تبين ان لا حل توافقيا لملف «شهود الزور»، موضحة ان «حيثيات» خطوة وزير العدل اللبناني انطلقت من تكليف سابق له من مجلس الوزراء في 12 اكتوبر 2010 استنادا الى مطالعته (وزير العدل) عن «شهود الزور» في 9 من الشهر نفسه والتي ارتكزت على ان المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار أعلن عدم صلاحية المحكمة لمتابعة الملف، وتالياً كان لا بد من قيام نجار بخطوته في اتجاه وزير العدل السوري لتأكيد صلاحية القضاء اللبناني على هذا الصعيد.

وافادت صحيفة «النهار» ان خطوة نجار جاءت عبر الامانة العامة للمجلس الاعلى اللبناني - السوري وتطبيقا للاتفاق القضائي بين البلدين المبرم عام 1951 والذي ينص في مادتيه الثانية والثالثة على ان الجرم الذي يحصل على الارض اللبنانية يكون من صلاحية القضاء اللبناني. كما انه عندما يكون المدعى عليه لبنانيا فمن حق لبنان نقل الملف الى القضاء اللبناني. ونُقل عن مصادر قضائية ان القضاء السوري حر في ان يستجيب أو لا يستجيب للطلب اللبناني، معتبرة ان الدعوى التي أقامها اللواء السيد امام القضاء السوري لا علاقة لها بما يطرحه «حزب الله» عن «شهود الزور» وصلة الامر باغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، ولافتة الى ان رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب العماد ميشال عون وفي موقف سابق له قال انه لو وضع القضاء اللبناني يده على ملف «شهود الزور» لما تحرك القضاء السوري.

 

الفرزلي للنشرة: إقتراح حرب غير موفق ويشكل تمهيدا لعمليات فرز حقيقية

وكالات/5 كانون الثاني/وصف نائب رئيس المجلس النيابي الأسبق إيلي الفرزلي مشروع القانون الذي تقدم به وزير العمل بطرس حرب لجهة منع بيع الأراضي بين الطوائف المختلفة بـ"غير الموفق رغم النوايا الإيجابية"، معرباً عن اعتقاده بأهمية عدم حل المشكلة بمشكلة أكبر منها، لافتاً إلى أنّ "الأخطر في هذا الموضوع هو ان هذا المشروع يشكل تمهيداً، ومن دون قصد الوزير حرب، إلى عمليات فرز حقيقية في المجتمع، ويفتح المجال للسؤال: إذا كان القانون صالحا في منطقة ما، فما هو مصير مسيحيي المناطق المختلطة؟". كلام الفرزلي أتى في سياق حديث خاص لـ"النشرة" ضمن تقرير خاص ضمن خانة "خاص النشرة".

 

بين استهداف مسيحيي الشرق ومشروع بطرس حرب: هل تجد الطائفية ملاذاً لها في لبنان؟

06 كانون الثاني 2011 أجرت المقابلات مارسيل عيراني - النشرة

هو داء الطائفية والعنصرية يهدّد لبنان والمنطقة برمتها مجدداً..

المسيحيون في الشرق مستهدَفون، والحفاظ عليهم مسؤولية الجميع.. شعارات باتت تتردّد على لسان جميع المسؤولين دون أن توحي بوجود أي "تدابير" ستتّخذ للحفاظ على هذا الوجود المسيحي الأساسي..

وبعيداً عن التهديد الذي يتعرّض له مسيحيو الشرق، تصدّر الاهتمام مشروع قانون طرحه وزير العمل بطرس حرب اعتبر المراقبون أنه ينطلق من هذا الشعور بالتهديد. المشروع يسعى، بكلّ بساطة، لمنع بيع الاراضي بين الطوائف المختلفة بمعنى أنّ المسلم "سيُمنع"، بموجب هذا القانون، من بيع أرضه لـ"أخيه" المسلم في لبنان، الوطن الذي تنصّ مقدّمة دستوره على "العيش المشترك".

فكيف يقرأ مختلف الأفرقاء هذا المشروع؟ وهل يمكن تطبيقه في لبنان؟ هل دخل بازار السياسة الضيّق؟ ومن يتحمّل مسؤولية تشريع التباعد بين أبناء البلد الواحد عبر القانون؟ وما هو المشروع الذي يُدبّر ضدّ مسيحيي الشرق؟ ومن يقف وراءه؟ وهل من خشية أن يطال العنف الطائفي لبنان؟ وهل تجد الطائفية ملاذاً لها في لبنان؟

إقتراح حرب غير موفق ويشكل تمهيدا لعمليات فرز حقيقية للمجتمع اللبناني

يرى نائب رئيس المجلس النيابي الأسبق إيلي الفرزلي ان "وزير العمل بطرس حرب ما كان ليقارب موضوع تملك الأراضي في إطار مشروع القانون الذي طرحه لو لم يكن هنالك قلق حقيقي في لبنان يتمثل بالشعور بوجود رأس المال ذات الهوية، وهي هوية خارجية بصورة رئيسية، يجتاح بعض المواقع التي بدأت تشعر بالإستضعاف"، معتبراً أنه لذلك "سعى حرب لإيجاد حل إلا أن هذا الحل - المشكل الذي اقترحه لا يعالج المشكلة الأساسية، مع الأخذ بالإعتبار بأن لهذا الإقتراح إنعكاسات سلبية إلى جانب إبراز ثقافة الفرز الطائفي التي يرفضها بالطبع الوزير حرب".

وفي حديث إلى "النشرة"، يلفت الفرزلي إلى أن "لهذا المشروع أيضاً إنعكاسات سلبية خصوصاً على الفقراء من المسيحيين لأن عقاراتهم إما ستصاب بالكساد أو ان تتدنى قيمتها لأن العرض والطلب، هو القانون الذي يحكم السوق، سيحول بين عقاراتهم من جهة والأسعار المرتجاة من جهة أخرى". ويشدد على ان "الأخطر في هذا الموضوع هو ان هذا المشروع يشكل تمهيداً، ومن دون قصد الوزير حرب، إلى عمليات فرز حقيقية في المجتمع، ويفتح المجال للسؤال: إذا كان القانون صالح في منطقة ما، فما هو مصير مسيحيي المناطق المختلطة؟".

وإذ يصف الإقتراح بـ"غير الموفق رغم النوايا الإيجابية"، يعبّر عن اعتقاده بأهمية عدم حل المشكلة بمشكلة أكبر منها.

وفي ما يتعلق أعمال العنف التي يتعرض لها المسيحيون في العراق ومصر، يذكّر الفرزلي بانه كان قد حذّر مراراً من هذا الأمر، وفي أحاديث سابقة إلى موقعنا أيضاً، مشيراً إلى وجود "عملية استهداف استراتيجية للحضور المسيحي في الشرق والمستفيد منها هو إسرائيل إذ إن هؤلاء المسيحيين لا يشكلون خطراً أو منافسة للمحيط الإسلامي".

ويوضح الفرزلي في هذا الإطار أن "إسرائيل تريد نقل صورة النزعة الإنفصالية على أقباط مصر الذين يصل عددهم إلى 12 مليون لوضعهم في مكان استهداف ولتعزز الإسلاموفوبيا في الغرب ولتدفع العالم باتجاه صراع بين الغربي ذات الغالبية المسيحية والشرق ذات الغالبية الإسلامية".

وعن إمكانية إنعكاس هذا الأمر على لبنان، يحذّر الفرزلي من أن هنالك مسعى لـ"تدمير الحضور المسيحي في لبنان عبر الإحباطات الإقتصادية والإجتماعية التي يتعرض لها المجتمع المسيحي نتيجة فشل المشاريع السياسية المتعاقبة منذ عام 1969 حتى يومنا هذا، معتبراً أن "الخطأ الأكبر الذي اقترفه القادة المسيحيون هو اختيارهم الفوضى على حساب انتخابهم ميخائيل الضاهر"، وبالتالي، بحسب الفرزلي، فإنه "من المهم جداً إبراز المسيحيين في لبنان أمام العالم الإسلامي على انهم ليسوا جالية غربية وليسوا بقايا صليبية، وتأكيد انتمائهم لهذا الشرق وإلى كنيستهم الإنطاكية وأن يؤكدوا على حث المسلمين على ضرورة القيام بدورهم التاريخي لحماية الحضور المسيحي وان يصوغوا علاقات استراتيجية مع النظام في سوريا الذي يحمي التنوع والتعدد". وأكد في هذا الإطار أن "هذا هو المطلوب من النخبة المسيحية اللبنانية التي قصّرت حتى يومنا هذا بصناعة المستقبل المسيحي بما يتوافق مع المصالح الإستراتيجية".

مشروع حرب غير دستوري ويهدف لتخويف اللبنانيين من بعضهم البعض

من جهته، يرى عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا أن مشروع القانون الذي تقدم به وزير العمل بطرس حرب المتعلق بعدم بيع الأراضي بين اللبنانيين من طوائف مختلفة، "هو غير دستوري وغير قانوني بحيث أنه يتناقض مع ما ورد في مقدمة الدستور حق التملك تحت حماية القانون"، مستغرباً ان يقوم "شخص قانوني مثل النائب حرب بخطوة من هذا النوع". ويرى نقولا في هذا المشروع "محاولة فرز طائفي وهو غير مثاقي وللأسف لا نعرف ما هو المقصود من خلاله".

وفي حديث إلى "النشرة"، يرى نقولا أنه كان يجدر بحرب أن يتساءل أولا: "من أكل السوليدير، وأين ذهبت أراضي مسيحيي العاصمة؟" وأيضاً: "ماذا عن الغرباء الذين يشترون الأراضي اللبنانية؟، فعلى الأقل اللبنانيين يبقون لبنانيين أما الغرباء فيجب البحث عن مصالحهم التي تدفعهم إلى عملية الشراء التي يقومون بها، وبعضهم يشتري الأراضي لأسباب وهمية".

ويعتبر ان اقتراح هذا المشروع بهذا الظرف يدخل في إطار "تخويف اللبنانيين من بعضهم البعض، وكأن المشكلة لبنانية وبين مسلم ومسيحي وليست من الخارج".

وفي ما يتعلق بما يتعرض له مسيحيو العراق ومصر، ومدى انعكاسه على الوضع في لبنان، يشير نقولا الى أن ما يجري في جوارنا "مخطط له أميركياً وإسرائيلياً"، مستبعداً التأثر المباشر للبنان بهذا الأمر.

ويؤكد أنه "إذا لم يتقوقع المسيحيون في لبنان وإذا استمروا في مقاومتهم لهذا المشروع الأميركي والإسرائيلي، فلن يتأثروا سلبياً".

وحول اتهام البعض للأصولية الإسلامية بهذه الأعمال، يتساءل نقولا: "من الذي يمولها؟، فإذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تعرف أدق التفاصيل المالية في العالم كيف لا يمكنها معرفة مصدر تمويل هذه الأصوليات؟".

مشروع حرب لا يساهم ببقاء المسيحيين في لبنان لأنهم باقون أصلاً

ويذهب زميل نقولا في تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ناجي غاريوس لحدّ القول انه "ما كان يجب طرح مشروع القانون حول التملك الذي تقدم به النائب بطرس حرب"، واصفاً إياه بـ"المشروع المتسرع وفي غير وقته".

ويوضح، في حديث لـ"النشرة"، أنه "وفقاً للدستور، فإن للبناني الحق في التملك وبالتالي لا يمكن التصويت على هذا النوع من مشاريع القوانين"، مشيراً إلى أن "الجو العام يؤشر إلى عدم رضى مسيحي ومسلم على ما ورد فيه".

ويعتبر غاريوس أن "على المسيحي أن يدرك أنه أصبح شبه أقلية في لبنان وبالتالي يجدر به ألا يبيع أرضه، وهو أصبح على يقين من هذا الأمر"، مشدداً على أن "المسيحيين أبناء الأرض ولن يتركوا لبنان وعلى كل حال فإن مشروع القانون هذا لا يساعد ببقائهم لأنهم باقون أصلاً".

وحول اعتبار البعض هذا الإقتراح بمثابة الفشل السياسي للمسيحيين، ينفي غاريوس بشدة هذا الأمر، لافتاً إلى أنه "إذا قام بعض الزعماء المسيحيين باتخاذ خطوات خاطئة فهذا لا يعني أن المسيحيين أخطأوا بشكل عام، فهذا الأمر لم يحصل أبداً".

ويذكّر بأن "التكتل كان قد أرسل إلى المجلس النيابي مشروع قانون حول تملك الأجانب ما زال في الجوارير ولم يطرح حتى الساعة، واليوم لا يتم تطبيق القانون الذي صوت عليه البرلمان منذ 40 عاماً ولا يتم عرض مشروعنا على الطاولة".

وفي ما يتعلق بما يتعرض له المسيحيون في مصر، يرى غاريوس أن ما يحدث ينعكس بشكل كبير على كل المصريين لأنهم كلهم أقباط، البعض منهم مسلم والبعض الآخر مسيحي، مؤكداً رفضه للتمييز العنصري في هذا الإطار.

ويدعو إلى "عدم الإستخفاف بعقول المسيحيين وإلى عدم تمنينهم لأن الأمن لا يُستجدى بل إنه واجب على الدولة"، لافتاً في هذا الإطار إلى تقصير الحكومة المصرية في القيام بواجباتها.

وإذ يأمل ألا يتعرض مسيحيو لبنان لهذا النوع من أعمال العنف، يرى أن "هذه الأمور لا تتم هنا إلا إذا كانت هنالك أياد أجنبية تحرك الأمور كما كان الوضع في العراق إذ بعد السينودس فجروا كنيسة سيدة النجاة، وبعد ذلك أيضاً وضعوا متفجرات بين منازل المسيحيين العراقيين"، معتبراً ان "على الحكومات أن تكون صارمة في اتخاذ المواقف".

انتهاء الحرب اللبنانية أبعد الصراع الطائفي عن البلاد إلى غير رجعة

وتبقى الخلاصة مع عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري الذي يجزم أنه "مع انتهاء الحرب اللبنانية انتهى الصراع الطائفي في لبنان إلى غير رجعة"، معتبراً أن "هنالك مسؤولية مشتركة بين مسيحيي ومسلمي المنطقة بمنع أي نوع من أنواع التوتر بين الطوائف لأنها مهد للأديان وإذا تغير وجهها إلى لون واحد تفقد صفتها كممثل لصورة التعددية".

وفي حديث إلى "النشرة"، يعتبر حوري أن "واجبنا مشترك ويقضي بمنع أي توتر وبتأكيد صيغة العيش المشترك التي قدمناها نحن في لبنان من خلال اتفاق الطائف وبتعميم هذه الصيغة على كل البلدان المحيطة".

ويرى أن "مجرد فشل تجربة العيش المشترك في أي دولة من دول المنطقة فهذا يعطي ذريعة على طبق من ذهب لإسرائيل لتقول أن التعددية لا تصلح في المنطقة وبالتالي تتمسك بدولة عنصرية تقوم على اليهودية حصراً"، مشيراً إلى أن "القضية المتعلقة بالعنف الذي يتعرض له مسيحيي المنطقة أخطر من أن ننظر إليها كإشكال عابر". وشدد في هذا الإطار على أن "المسؤولية كبيرة وكبيرة جداً وعلى الجميع أن يعي هذه الأمور".

ورداً على سؤال حول إمكانية اتخاذ خطوات عملية تحول دون ظهور هذا النوع من أعمال العنف في لبنان ولعدم تكرار الصورة في سائر البلدان، يكشف أن رئيس الحكومة سعد الحريري سيعقد مؤتمراً صحافياً حول هذا الموضوع، وأن هنالك نقاشا يدور بين رؤساء الطوائف الروحية في لبنان بادر إليه مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني، بالإضافة إلى نشاطات المجتمع المدني اللبناني والعربي وإلى الجهود المبذولة لعقد مؤتمر عربي في هذا السياق.

نقطة مشتركة يتفق عليها جميع الأفرقاء في لبنان..

العنف الطائفي لن يجد ملاذا له في لبنان، واللبنانيون محصّنون ضدّ الفتنة، والوعي لمخاطرها مشترك..

قد يكون مجرّد إطلاق هذه الشعارات مؤشراً إيجابياً، لكنّ اقترانها بالأفعال والتدابير يبقى الأساس لدرء كل المخاطر التي قد يسعى "أعداء" لبنان لايقاع البلد بها..

 

آخر معالم زمن بيروت الجميل "قهوة القزاز" - الجميزة... وداعاً

أقفلت "قهوة القزاز" أبوابها أمس لتطوي معها ذكريات من تاريخ بيروت بعدما عاصرت الحروب والاحداث عند زاوية مبنى رائع في حي الجميزة التراثي.  وبعد نزاعات قضائية بين المالك والمستأجرين رضخ أصحاب المقهى للأمر الواقع لينتقلوا الى منطقة انطلياس على بعد حوالى 10 كيلومترات شمال بيروت.  وتجدر الاشارة الى أن من أشهر رواد هذا المقهى الذي افتتح عام 1951، المرحومون كميل شمعون وصائب سلام وبيار الجميّل، ويعود اسم قهوة "القزاز" (الزجاج)، أساساً الى مقهى تاريخي معروف كان يقع في ساحة البرج في وسط العاصمة ودُمّر خلال الحرب. وقد سجلت احتجاجات واعتصامات من قبل اهالي الجميزة الذين اعترضوا على إزالة هذا المعلم الجميل، بل لعلّه آخر معالم زمن بيروت الجميل... هذه المعالم التي اندثرت!    

 

لا تظلموا بطرس حرب

عوني الكعكي /الشرق

أثير جدل واسع حول مشروع القانون الذي أعدّه الوزير بطرس حرب، والذي ينص استثنائياً على منع اللبنانيين من طوائف مختلفة من تبادل بيع وشراء العقارات في ما بينهم.

 من حيث المبدأ، فإن العقار هو سلعة يستطيع أن يشتريها أي كان، وهذه مسألة نص عليها القانون اللبناني الخاص بحقوق الملكية الفردية.

 وأذكر في هذا الإطار حاكم دبي الراحل الشيخ راشد آل مكتوم، عندما اندفع المستثمرون الكويتيون الى شراء العقارات في إمارة دبي، فاعترض أهالي الامارة أمام الشيخ راشد، فما كان منه إلا أن أجابهم: اذهبوا الى المطار، ودققوا في ما يحمله الكويتيون معهم وهم مسافرون الى بلدهم، فإذا وجدتم أحداً منهم أخذ معه عمارة أو قطعة أرض فأخبروني، وحينها يكون لكم حق الاعتراض.

 هذا في المبدأ، أما ما اقترحه الشيخ بطرس حرب فهو لا يحمل أهدافاً ملتبسة، لأنه، أي حرب، يرفع الصوت عالياً حتى لا يندفع المسيحيون الى بيع أراضيهم وأملاكهم، ومن ثم لا يبقى لهم أي شيء في هذا الوطن، إضافة الى أن بيع المسيحيين أراضيهم ينطوي على كثير من السلبيات، خصوصاً على التعدّدية، حيث يصبح كثير من المناطق ذا لون واحد.

 إن هدف الوزير حرب هو حماية الوجود المسيحي، ومنع الفرز الطائفي، وكذلك منع الهجرة الداخلية أيضاً، وما يجوز للمسلمين يجوز للمسيحيين أيضاً، إذ أن هناك فتوى صدرت عن الإمام الراحل محمد مهدي شمس الدين عام 1984 تحرّم بيع المسلمين أراضي الى غير المسلمين، ومن هنا، من غير الجائز شن هذه الحملة الظالمة.

 إن الوزير حرب مشهود له بنظافة الكف، والوطنية، والمواقف الايجابية التي يتخذها على غير صعيد، فهو رجل واضح يتميّز بشفافية ووضوح في الموقف والعمل، علماً أنه كان قد تقدّم في العام 1983 باقتراح قانون مماثل اثناء الأحداث التي حصلت في جبل لبنان لمنع بيع الأراضي في منطقة الشوف وعاليه والمتن من قبل المسيحيين الى غير المسيحيين نتيجة عملية التفجير التي حصلت لتهجير المسيحيين، ولم تقم القيامة آنذاك كما حصل في اليومين الماضيين.

 لسنا هنا في معرض شرح مشروع القانون وما له وما عليه، ولكن من غير الجائز، كما أشرنا، هذا الهجوم على رجل نحترم ونجل، وله تاريخه الوطني المعروف، وليخضع هذا المشروع الى الدراسة والتمحيص بالشكل القانوني بعيداً عن المهاترات التي تطلق من هنا وهناك، والاتهامات بالانعزالية وما شابه.

 إن الملاحظ في هذا الصدد أن أكثر الذين أثاروا الضجيج في وجه هذا المشروع هم جماعة عون المنضوون تحت ما يُسمّى "التيار الوطني الحر"، حتى لكأن الوزير حرب قدّم مشروع خراب لهذا الوطن حتى يجابه بكل هذه الاعتراضات والردود؟!   ولا يسعنا في هذا العجالة إلا أن نطلب من أصحاب الاتهامات والمتوجسين والمشككين ألا يظلموا الشيخ بطرس حرب، فقد كان عليهم ألا يوجهوا إليه ما وجهوا، لأن ما قاله وما فعله لا يمكن وضعه في الإطار الطائفي، بل في الإطار الوطني حماية للعيش المشترك وللتعدّدية في المدن والقرى اللبنانية.

 

الجامعة العربية ومسيحيو المشرق العربي

الشرق/ميرفت سيوفي

لم تلقَ دعوة الرئيس سليم الحص إلى عقد جلسة عاجلة لجامعة الدول العربية بعد تفجير كنيسة القدّيسين في الاسكندرية الصدى المطلوب، والعيب ليس في الدعوة بل في الجامعة "الميتة سريرياً" منذ عقود، بل منذ "ولادتها" وتزامنها المريب مع تضييع فلسطين، ومنذ القرارات الأولى التي اتخذتها وأعلنت لجمهور العالم العربي الساذج أن "القرارات سرية".

 بالتأكيد كل الدعوات المنطلقة عبر أرجاء العالم العربي للحفاظ والدفاع عن الوجود المسيحي في الشرق هي دعوات صادقة ومهتمة وتتوجّس خيفة مما يُحاك من مخططات تقسيمية للمنطقة العربية، وحتى نكون موضوعيين خريطة العالم العربي هذه عمرها لا يتجاوز الستون عاماً وقد نفذت مع انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهي رسمت في الأساس لإيجاد كيان "إسرائيل" على هذه الخريطة!!

 هذه الدعوات الصادقة لا تكفي لمواجهة التهجير المنظم لمسيحيي المشرق العربي، لأنها لا تتجاوز حدود كونها "كلاماً" أو حبراً على ورق، فتهجير المواطنين المسيحيين الأصيلين في وجودهم على هذه الأرض والتي كانوا روّاد وأعلام نهضتها وحماية هويتها العربية، هو دائماً إشارة انطلاق مخطط جديد لزعزعة الخريطة  العربية وتقسيمها، سواء عبر إفراغ العراق من مسيحييه وفلسطين من مسيحييها وزعزعة أمن مسيحيي مصر وانفراط عقد السودان كدولة، والتهجير المنظم الذي تعرّض له مسيحيو لبنان - ومازالوا - هو جزء من هذه الخارطة التقسيمية العرقية أو الطائفية أو المذهبية، وهو رسم لدائرة مغلقة من الدويلات المتذابحة لإنقاذ استمرار كيان إسرائيل بعدما بات "ذوبانها" وتلاشيها من الداخل يلوح في أفق العقدين المقبلين.  لم نسمع صوتاً لعمرو موسى يهب لعقد دعوة تشاور على الأقل مع أنه لا يملك بضاعة سوى الكلام، هو مشغول هذه الأيام بالتفكير هل يصدق شعبان عبد الرحيم ويغامر بمنصب رئاسة الجامعة ليترشح لمنصب رئاسة الجمهورية؟! عندما لا تنعقد جامعة الدول العربية من أجل مواجهة الاعتداء على جزء من نسيج أوطانها ليس علينا أن نتوقع سوى بلوغها انفراط عقدها.  استوقفني بالأمس كلام وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط، والرجل عادة صارم وحازم في ردوده عندما يتعلق الأمر بمصر وشؤونها، ولكن لا يحمي الدول أن تكون قديمة وعريقة وعمر حضارتها آلاف السنين حتى، فالعراق أيضاً ضارب بحضارة بابل والآشوريين في أعماق التاريخ ولم يحمِه هذا مما يتعرض له، وفلسطين ليست أقل حضارة أو تاريخية أو عراقة من مصر والعراق ومشروع إقامة دولة "يهودية" على أرضها في مطلع الألفية الثالثة أمر في نفس درجة سوء السعي إلى إعادة تجميع إمبراطورية كسرى!! أما لبنان فحضارته أيضاً تعود إلى ستة آلاف سنة لم تحمِه هي أيضاً من الجنون الذي يضربه منذ عام 1860، فلا هو يتوحّد ولا هو يتشرذم!!

 وانعقاد اجتماع عاجل للجامعة العربية يجب أن تخرج الدعوة إليه من مصر أولاً ومن العراق ثانياً لوضع أرضية سياسية مشتركة بين دول العالم العربي لحماية الوجود المسيحي في هذا الشرق البائس لا لتزكزك الدول بعضها بعضاً ولا لتتدخل في شؤون بعضها البعض، فهناك مواطنون هم  جزء أصيل وأساسي وسابق في وجوده على وجود المسلمين في حضارات بلاد العرب يتعرض للاستهداف وحمايته واجب وضرورة من استهدافه بمخطط تهجيري مدروس، وكل الخوف ألاّ يتنبه المسلمون حكاماً وأفراداً إلى أن استهداف الوجود المسيحي في المشرق يعني أن وجودهم هو التالي على لائحة الخراب التي تتّسع رقعتها بسرعة دراماتيكية!!  كمواطنة لبنانية، مسلمة، عربية، يُحزنني أن يتمكن أكثر من خمسة آلاف من اليهود من إقامة الاحتفال بحاخامهم "أبو حصيرة" وعلى امتداد أيام في 28 كانون الأول 2010 على أرض مصر في قرية "ميتوه" وتحت حماية مشددة وفي حال طوارئ أمنية، فيما يُستهدف أقباط مصر في كنائسهم ليلة 31 كانون الأول 2011، إنها رسالة "يهودية - قاعدية" بامتياز للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، وأصدق ما قاله الأنبا شنودة ذات يوم: "ماذا نفعل إذا كان العرب لا يقرأون"!! حمى الله مصر بمسلميها ومسيحييها عندما ينتصف ليل كنائسها اليوم على ترانيم الاحتفال بعيد الميلاد.

 

مجلة الحقيقة/مصرفي فرنسي يكشف تفاصيل تقرير السنيورة للمخابرات المصرية عن مصرف الجمّال" اللبناني وعلاقته بحزب الله والمخابرات السورية/06 كانون الثاني/11

مشروع حرب

اللواء/د· عامر مشموشي

منذ أعلن الوزير بطرس حرب عزمه التقدم بإقتراح قانون بمنع بيع الأراضي بين الطوائف لمدة زمنية محددة، حرصاً على العيش المشترك وعدم الفرز الطائفي، كما جاء في الاسباب الموجبة للاقتراح القانون، والحملات لم تتوقف على الشيخ بطرس ممن يدعون الحرص على العيش المشترك في هذا البلد المتميز بتعدديته الدينية، وكأنه ارتكب جريمة بحق هذا الوطن وبحق الوحدة الوطنية والعيش المشترك، إذ انه يرمي من وراء هذا الاقتراح إحياء مشاريع التقسيم التي راجت عملتها في زمن الحرب الاهلية التي ضربت لبنان بدءاً من العام 1975، وخربته على مدى اكثر من خمس عشرة سنة، وكاد أن تطيح به كدولة واحدة تقوم على التعددية·فهل صحيح ان الوزير بطرس حرب يهدف من وراء إقتراحه الى الفرز الطائفي، وصولاً الى تهيئة الارضية لتقسيم لبنان الى دويلات، وكانتونات طائفية، كما يروج المعترضون على اقتراحه، ام ان العكس هو الصحيح، وان الشيخ الميثاقي حتى العظم وأحد رواد هذا البلد في مناهضة كل مشاريع التقسيم والعاملين على تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية العيش المشترك في ظل دولة واحدة موحدة، اراد من وراء اقتراحه قطع الطريق على الفرز الطائفي الذي يجري تحت ابصار الجميع وعلى قدم وساق في العديد من المناطق، من خلال شراء العقارات والاراضي من طوائف معينة، لمصلحة طوائف من لون آخر وبالتالي وقف هذه المؤامرة التقسيمية التي يعرف حتى الذين هاجموا الوزير حرب انها موجودة فعلاً ويتم تنفيذها بشكل هادئ بعيداً عن الضوضاء· كل من يعرف الشيخ بطرس يعرف انه ميثاقي ووحدوي وغير طائفي، وهو حريص على بقاء هذا النموذج الفريد الذي اسمه لبنان، وأحرص من كل الذين إنتقدوا اقتراحه، وتسابقوا في طرح علامات الاستفهام حول الأسباب التي دعته الى التقدم به، ومن واقع هذا الحرص، كان السباق في التقدم بهذا الاقتراح للإضاءة الى ما يحصل على صعيد الفرز الطائفي وكشف المؤامرة التقسيمية التي تدبر للبنان· وكان الحري بالمنتقدين والحاملين ان يباركوا خطوته، ويلاقونه في منتصف الطريق لوضع حد لما يدبر في الخفاء·

 

أبو نعيم: غياب الوجه الحلو للعونيّين

الأخبار/توفي أمس الوجه الحلو للعونيين. عرف أبو نعيم كيف يكون الشقيق الأكبر للعماد ميشال عون، لكن الأهم معرفته كيف يكون أبو نعيم الرجل الذي بنى لنفسه، بيديه لا بصفته «خي الجنرال»، مكانة استثنائية عند معظم عارفيه

غسان سعود

لا يتعب قارع الجرس حتى يصبح الخبر المنتظر يقيناً حاضراً. فعل السرطان فعله مع أبو نعيم، تردد جارته أم ربيع بصوت عالٍ كأنها تود إسماع نفسها الخبر في ظل تصنّم زوجها الذي يخرج من المنزل إلى غرفة صغيرة هي أقرب إلى المستودع المهجور. يلحق به ربيع، يتكئ الاثنان على كرسيين قديمين في هذا المكان المثالي لاسترجاع كل صور الياس عون، أبو نعيم، في ذاكرتهما. شقيقه قائد جيش ورئيس حكومة وهو يقود سيارة فولز ـــــ صنعت عام 1954، يرفض الاستفادة من بونات البنزين التي توزع للعسكريين، ويقف مع أبو ربيع بسيارته في الصف الطويل قبالة محطة الوقود أيام الحرب، لملء الفولز بعشرين ليتراً من البنزين. يتجنب أبو ربيع استخدام فعل «كان». أما ربيع فيسمع ما حفظه عن ذلك الرجل الذي هجر الملحمة الصغيرة التي كان يديرها في حارة حريك ونزح مع شقيقيه إلى منزل صغير في جل الديب، ليعمل لاحقاً في مصنع أدوات كهربائية ثم خلف براد اللحم في سوبرماركت.

في الغرفة ـــــ المستودع، بدأ أبو نعيم تنظيم صفوف العونيين إثر 13 تشرين 1990. فالعونيون الخائفون من الاضطهاد في تلك المرحلة لم يخشوا الإفصاح له عمّا في قلوبهم، فتحول إلى صلة وصل بين كثيرين لا يعرف بعضهم بعضاً. تحرك أبو ربيع عن كرسيه، أبعد بعض الأغراض، وسحب طاولة خشبية عتيقة. كنّا صغاراً حوله، يقول ربيع، أنا وريشا وطانيوس وطاشجيان والآخرون، أبو نعيم يخترع شعاراً وبضع عبارات ونحن ننسخها عبر المطبعة اليدوية ليحملها هو إلى مجموعات عونية في مختلف المناطق. يتذكر الأب وابنه قصة الراهبة ويضحكان. مرة قبل انتخابات 1992 النيابية، نجحت إحدى راهبات دير الصليب بتهريب شريط في ثوبها، يحث فيه الجنرال اللبنانيين على مقاطعة الانتخابات، نسخه أبو نعيم ووزعه. وهكذا دواليك، حتى انتقلت النواة التأسيسية من المستودع إلى منزل أبو نعيم.

يقع هذا المنزل على الحد الفاصل تقريباً بين جل الديب وبقنايا. البناية قديمة والشقة صغيرة. في الداخل بيانو لجانين ابنة الياس، صالون لنعيم وكل العونيين، وشرفة ملأها أبو نعيم وثالث أبنائه، جوزف، بشتل الصنوبر لإبقاء «البلد أخضر»، كان يقول أبو نعيم. والمنزل، للمناسبة، مستأجر. منزل الياس عون، يقول رمزي كنج، هو بيتي. كيف؟ لماذا؟ يغرق رمزي في صمت ثقيل. «لا نحوله إلى بطل، يقول زياد عبس، بل نكشف الستار اليوم عن سر شجاعتنا واندفاعنا»، ويتذكر أول مرة سمع فيها صوت أبو نعيم حين كانوا محتجزين لدى استخبارات الجيش ووصل أبو نعيم إلى المكان وراح بملء صوته يطالب برؤية الموقوفين ليتأكد من سلامتهم. وفي النهاية رضي بالحصول على أسماء الموقوفين فقط. فبحسب جورج طاشجيان كان وصول أبو نعيم إلى منزل الموقوف لإبلاغ أهله يريح هؤلاء الذين يرون في شقيق الجنرال بعضاً منه فترتفع معنوياتهم. وتكر الذكريات من إطلاقه مع غسان أبي نادر وآخرين بالونات تحمل صور الجنرال في الذكرى الأولى لـ13 تشرين، إلى تنقله مع الطلاب عشية كل انتخابات طالبية لإقناع الأهالي المترددين بإرسال أبنائهم للتصويت للعونيين «على كفالته». قبل أن يختتم طوني الخوري حرب أمثلة التأكيد لحضور أبو نعيم مع الشباب بالعودة إلى عام ألفين حين هرع أبو نعيم من مستشفى الكرنتينا إلى المتحف للمشاركة باعتصام طالبي حصل فجأة ودون معرفته، حاملاً المصل بجيبه. ولا تغيب عن الشباب تلك القدرة الاستثنائية لدى الياس عون التي يتحدث عنها بحماسة رولان خوري، على تقريب وجهات نظر الشباب واستعداده دائماً للوقوف مع صاحب الحق ولو على حساب أبنائه، ولا سيما نعيم. وهو حتى أعجزه المرض ظل يحاول إصلاح ما انكسر بين العماد عون وزميله في احتضان الحالة العونية الشبابية خمسة عشر عاماً، الجنرال نديم لطيف.

هذه إحدى صور الياس عون، ابن المكنونية أصلاً وابن حارة حريك مسكناً ونشأة، الذي يكبر العماد بخمس سنوات. هناك أيضاً صفات أخرى، نادراً ما يتمتع بها أقرباء المسؤولين. حين غيّر أبو نعيم الفولز، اشترى رينو 12. وحين تعطل محرك سيارته عام 1999، بقي ثلاثة أشهر بلا سيارة. «سمّه فقير الثورة البرتقالية»، يقول أحد الشباب. فقد توفي فقيراً. لا يملك أرضاً باسمه ولا منزلاً ولا حساباً مصرفياً ولولا تسجله في الضمان الصحي والاجتماعي على حساب ابنته أستاذة المدرسة لكان توفي من دون ضمان: رفض اللحام السابق منذ بات شقيقه «العماد ميشال عون» تلقي أية مساعدة «مشبوهة». كان قادراً بحكم حماسته للقضية أن يستأجر مكتباً للعونيين في أنطلياس بثلث الكلفة العادية، وحين انقطعت مرة الكهرباء عن هذا المكتب، اختفى أبو نعيم ساعتين ليعود حاملاً غالوني مازوت ورواية عن كيفية إقناعه صاحب محطة الوقود التي قصدها سيراً بتقديم الوقود تشجيعاً للشباب في نضالهم، هؤلاء الشباب الذين كانوا يعلمون أنهم سيجدون الحل عند أبو نعيم مهما كان مطلبهم. ورغم الحزن الذي حل أمس عنيفاً في منزل أبو نعيم، فإن الشباب هربوا أكثر من مرة بذكرى لطيفة إلى الضحك: مرة أبلغ أبو نعيم عائلات المعتقلين الذين تقرر الإفراج عنهم بكفالة مالية أنه لن يخرج نعيم قبل تدبر جميع الأهالي الأموال لإخراج أبنائهم، فيما كان أصدقاء العائلة يعلمون أن أبو نعيم لا يملك المبلغ الضروري لإخراج ابنه.

مارك شقير، الذي كاد يضرب رفيقه مرة لتدفيعه أبو نعيم ثمن بطاقة الدخول إلى سهرة عونية، لن يكون اليوم مع رفاقه في وداع أبو نعيم. لا هو ولا جو شلهوب وزياد نجار وطوني عتيق وكميل حرب وجانو شلالا وسامر بشعلاني وآخرون من أهل بيت أبو نعيم اضطروا إلى الهجرة، لكنهم أمس، أمس فقط انتبهوا إلى ما تركوه خلفهم.

دائماً كانت العلاقة بين الشباب وأبو نعيم تبدأ باعتبارها علاقة مع أبو نعيم شقيق الجنرال وتتحول بسرعة غريبة إلى علاقة مع أبو نعيم أبو نعيم. ويعترف الشباب المؤسسون للتيار الوطني الحر بأن معرفتهم بالجنرال كانت ثانوية جداً حتى عام 2005، فكانوا يرونه من خلال أبو نعيم. وقد فوجئوا مراراً حين تلمسوا الفرق بين الجنرال من جهة والانطباع الذي كونوه عنه نتيجة إسقاطهم صفات أبو نعيم عليه من جهة أخرى. وكانوا يزدادون إعجاباً بأنفسهم حين يرون شقيق زعيمهم لا يسعى خلف الزعامة. شقيق زعيم يقصد مركز الضمان بنفسه ويرفض واسطة نائب لتوفير الدواء ويترك سيارته يوم 14 آذار 2005 عند نهر الموت ليسير مع المواطنين حاملاً طول الطريق علماً ولافتة. هؤلاء الشباب تنبهوا أمس إلى أن الأخ الأكبر توفي بعد خمس سنوات على عودة الجنرال من المنفى بات لتيار أبو نعيم خلالها أكثر من 25 نائباً في المجلس النيابي، ولم يُكرم.

اليوم، حين سيجتمع العونيون عند الساعة الثالثة في كنيسة مار يوسف ـــــ حارة حريك لوداع وجههم الحلو، سيكون معهم رفيق مسيرة أبو نعيم والعونيين، الجنرال نديم لطيف. يمكن مَن اشتاق البكاء على كتف أبو نعيم إيجاد مكان لدموعه على إحدى كتفي الوجه الذي لا يقلّ جمالاً عن وجه أبو نعيم. وفرص تكريمه لا تزال سانحة.

بيت النخوة مستمرّ

قبل بضعة أسابيع راح نعيم عون يبدو مشتتاً. كانت غالبية الأصدقاء تعلم أن عمر أبو نعيم لا يساعده في مقاومة السرطان، ويلاحظون أن صديقهم يعود غالباً من تشتته ليذكر شيئاً عن حالة أبيه، لكنهم لم يعتقدوا البتّة أن حالة نعيم سببها والده.

أمس فقط، تنبهوا. كان نعيم الواقف أمامهم يدقق في تفاصيل اليومين المقبلين ويردّ على الاتصالات، هو غيره نعيم الذي عرفوه منذ أكثر من عقدين. هو اليوم نعيم من دون أبو نعيم. وهذا ليس بالأمر السهل: سيفتقد عطف الأب طبعاً لكنه سيفتقد أيضاً وأكثر لمن يناقشه بذكاء، يقنعه بالتروي، يساعده في جمع الشباب في منزله، يرطب الأجواء بينه وبين آخرين كثر من بينهم الجنرال ميشال عون نفسه.

ابن أبو نعيم الذي تعلم من والده أن الإعلام لا يصنع زعيماً، اختار مثله عدم الانبهار بالمال، كما اختار الوضوح في العلاقات السياسية. وعلى طريقة أبو نعيم، حاول الابن أكثر من مرة جمع رفاقه المتخاصمين لتقريب وجهات نظرهم والبناء على ما يجمعهم. وحين شاهد كثيرين يهرعون لتقاسم فتات السلطة، فضل النأي بنفسه فابتعد نحو ثلاث سنوات ريثما يهدأ التسونامي. وفي وقت حساس بالنسبة إلى التيار الوطني الحر، كان نعيم يدرس مع أبو نعيم الخيارات المتاحة أمام التيار والوسائل الفضلى لإقناع العماد عون بمأسسة الحالة العونية. ونتيجة شعوره بمسؤوليته تجاه جيل نما بين يديه، كان أبو نعيم أكثر الملحين على الجنرال من جهة وعلى شبابه من جهة أخرى لتوطيد علاقتهم بعضهم ببعض في سبيل بناء حزب قادر على الاستمرار. اليوم ازدادت المسؤوليات الملقاة على عاتق نعيم. فالمنزل الصغير حيث تعزف شقيقته جانين على البيانو، سيبقى المقصد الرئيسي لكل عوني حقيقي غاضب وكل عوني منتفض وكل عوني حردان و... كل عوني مبتهج. وسينبغي لنعيم ملء الفراغ، على الأقل حتى بروز أبو نعيم آخر.

العدد ١٣٠٨ الخميس ٦ كانون الثاني ٢٠١٠

 

عرقلة عمل المؤسسات

خيرالله خيرالله/المستقبل

عرقلة عمل المؤسسات يعرقل قدرة لبنان على استغلال ثرواته البحرية يفترض في الكلام الرسمي الصادر عن مسؤولين اسرائيليين وعن شركات نفطية عالمية معنية في شأن اكتشاف حقل كبير للغاز في البحر قبالة حيفا ان ينبه اللبنانيين الى الحال المأساوية التي يمر فيها بلدهم. اكثر من ذلك، يشير تأكيد وجود غاز في منطقة معينة من البحر الى ضرورة العمل على استفادة لبنان من الثروات المقابلة لشاطئه على غرار ما تفعل اسرائيل التي يمكن للحقل الجديد تحويلها الى دولة مصدرة للغاز من جهة كما سيمكنها من ان تضمن مصدرا للطاقة يجعلها في غنى عن استيراد الغاز وربما النفط طوال مئة سنة من جهة اخرى.

ماذا يعني ذلك من الناحية العملية؟

انه يعني اول ما يعني ان الدولة العبرية ستكون مستعدة لخوض حروب من اجل ضمان استغلال الغاز الموجود في الحقل البحري. وتقدر كمية الغاز الموجودة في الحقل بنحو اربعمئة وخمسين مليار متر مكعب. وهذا يشير، في طبيعة الحال، الى انه سيكون هناك اهتمام اوروبي بالحقل لسببين على الاقل. اولهما ان اوروبا في حاجة الى الغاز والآخر انها ستفضل استيراد الغاز من منطقة المتوسط على البقاء تحت رحمة الغاز الروسي. فدول اوروبا مثلها مثل الدول الاخرى تعمل على تنويع مصادر الطاقة بما يجعلها تتمتع بحد ادنى من الاستقلالية في هذا المجال...

لا شك ان السؤال المطروح لبنانيا هو كيف سيتصرف المسؤولون في الوطن الصغير؟ هل يسعون الى الدخول في لعبة المزايدات التي لا تفيد احدا... او يلجأون الى القانون الدولي لتحديد الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين، موفّرين بالتالي على بلدهم الكثير من المتاعب بما يجعل الشعب اللبناني اكثر ثقة بالحاضر والمستقبل في آن؟

لا شك ان موضوع تحديد الحدود البحرية شائك ويحتاج إلى وقت طويل. هناك ايضا تعقيدات كثيرة مرتبطة بترسيم الحدود البحرية بين دول المنطقة ككل. والدول المعنية هي اضافة الى لبنان، كل من سوريا ومصر وقبرص وتركيا وحتى السلطة الوطنية الفلسطينية. ما يزيد الوضع تعقيدا الاعتراضات التركية على الخطوات التي اقدمت عليها قبرص عندما سعت الى ترسيم حدودها البحرية. ترى تركيا ان الحكومة القبرصية لم تأخذ في الاعتبار مصالح قبرص التركية لدى ترسيم الحدود البحرية للجزيرة. وقبرص التركية "دولة مستقلة" تنفرد تركيا بالاعتراف بها منذ تقسيم الجزيرة في العام 1974.

المهم ان لا يضيع لبنان في متاهات المزايدات التي لا تقدّم ولا تؤخر باستثناء الحؤول دون استغلال الثروات الطبيعة الواقعة قبالة شاطئه. فالميل في لبنان هو الى تفادي البحث عن وسائل قانونية مشروعة تؤمن للبلد مصالحه والاستعاضة عن ذلك بكلام فارغ عن اهمية "المقاومة" ودورها في حماية الوطن الصغير في مواجهة الاطماع الاسرائيلية. لا يختلف اثنان على وجود سياسة اسرائيلية عدوانية. لكن الواضح حتى الآن ان الاهتمام الاسرائيلي منصب على كيفية تفادي اي تسوية من اي نوع كان مع الجانب الفلسطيني. اسرائيل تريد ضم جزء من الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية. هذا ما تريده الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتانياهو. اما بالنسبة الى لبنان، فان كل شيء قابل للتسويات، بما في ذلك قضية مزارع شبعا التي احتلت في العام 1967 عندما كانت تحت السيطرة السورية وليس اللبنانية.

ان الثروات الموجودة داخل المياه اللبنانية امر في غاية الجدّية. ومن الضروري ان يتعامل المسؤولون مع هذه القضية بالجدية اللازمة بعيدا عن الكلام الذي لا معنى له. يفترض، ابتداء من يوم غد، ان يكون هناك فريق قانوني لبناني يضم افضل الخبراء في حقل ترسيم الحدود وذلك كي تجري مفاوضات جدية تحت اشراف الامم المتحدة والهيئات الدولية المختصة كي يحافظ لبنان على حقوقه. كل ما عدا ذلك سقوط في لعبة لا افق لها باستثناء دعوة مزيد من اللبنانيين الى الهجرة.

في استطاعة المسؤولين اللبنانيين، في حال اعتمادهم المنطق، تشكيل هيئة محايدة تضم شخصيات مشهودا لها بالحياد تتولى قضية ترسيم الحدود البحرية للوطن الصغير اكان ذلك مع اسرائيل او مع سوريا او مع قبرص.

ليس مطلوبا توقيع اي اتفاقات مع اسرائيل او اي مفاوضات مباشرة معها. بل المطلوب اكثر من اي وقت حماية المصالح اللبنانية عن طريق الشرعية الدولية. الم يحْم القرار الرقم 1701 الجنوب اللبناني الذي ينعم بأطول فترة هدوء منذ ما يزيد على اربعين عاما؟

بدل التلهي بالمحكمة الدولية وبالعمل على نسفها، على الرغم من ان من يمتلك ذرة من المنطق يعرف ان ذلك من رابع المستحيلات. وبدل التهديد بتدمير لبنان على رؤوس ابنائه اذا بقيت المحكمة، يبدو مفيدا التفكير في كيفية تحسين الوضع المعيشي للمواطن العادي بعيدا عن المهاترات التي لن تؤدي في ختام المطاف سوى الى السماح لاسرائيل باستغلال الغاز في الحقل الجديد، فيما اللبنانيون غارقون في خلافاتهم. لينصرف المسؤولون اللبنانيون الآن الى ما هو مفيد للناس وليدعوا جانبا المحكمة الدولية. في حال ستكون هناك تسوية في شان المحكمة، فان هذه التسوية ستكون ممكنة بعد صدور القرار الظني ومن منطلقات لا علاقة لمجلس الامن التابع للامم المتحدة بها...

 

استقبل وفداً من نواب زحلة والبقاع الغربي وراشيا

حداد: جريمة الاسكندرية نتيجة ثقافة التطرف

زحلة - "النهار"     

التقى وفد من نواب زحلة والبقاع الغربي وراشيا أمس، راعي أبرشية زحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران اندره حداد في كاتدرائية سيدة النجاة بزحلة، وأطلقوا معاً صرخة ادانة للجرائم التي ترتكب بحق المسيحيين في أكثر من دولة عربية.

وتحدث حداد معتبراً أن "جريمة الاسكندرية وما سبقها من جرائم في العراق وسائر بلدان الشرق من قتل للمسيحيين، هي نتيجة الثقافة الارهابية المتطرّفة التي تعتبر قتل الآخر من غير دين أو ممن يسمى كافراً، عملاً عظيماً يرضي الله ويعطي صاحبه لقب البطولة. يضاف اليها الشحن الديني ضد الأديان الأخرى مما يسهل عملية ابادتهم، مع الوعد بسعادة كبيرة في الجنة في الحياة الأخرى". ورأى حداد في هذه الجرائم "ردة فعل على الظلامات الكبيرة التي ترتكبها الدول الكبرى بسلطانها وجبروتها على الدول الصغيرة والشعوب المستضعفة (…). والواقع هو ان ما من دين يسمح بقتل الانسان ارضاء لله الذي خلق الانسان واعطاه الحياة لينعم بها (...)".

وختم: "لنكن في لبنان واعين وحذرين، فان انقساماتنا وخصوامتنا ومهاتراتنا على شاشات التلفزيون تشيع مناخاً مؤاتياً لمثل هذه الجرائم".

ثم تلا النائب طوني أبو خاطر بياناً باسم كتلتي نواب زحلة والبقاع الغربي وراشيا، اللتين حضر منهما النواب: أمين وهبي، ايلي ماروني، عاصم عراجي، جوزف معلوف، جمال الجراح وشانت جنجيان. ودان ابو خاطر "العمل الجبان الاجرامي الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية"، معتبراً انه "سلسلة متواصلة لضرب الدور الريا]ي للمسيحيين العرب في المنطقة العربية، والعمل على تهجيرهم من المهد الذي ولدت فيه البشارة المسيحية في بيت لحم، فلسطين المحتلة، في العراق وفي مصر".

وحذر النواب في بيانهم من ان "ما جرى سيطول الجميع في الدول العربية ولن يكون أحد بمنأى عنه"، مطالبين: "القيادات المسؤولة في الدول العربية والمحافل الدولية العمل بجهد وفاعلية لتحصين هذا الالتقاء والعيش الواحد الاسلامي – المسيحي التاريخي في هذا الشرق العربي، والسعي مع أهل الرأي والفكر والسياسة وكل القوى الرافضة للارهاب والتعصب والتطرف، الى عمل مشترك والوقوف ضد هذه الظاهرة التي هي الأخطر على أمن دولنا ومنطقتنا وأهلنا".

وطالبوا "بوقف الحملات والدوافع المادية والمعنوية التي تؤدي الى احداث التحريض والنعرات بين الأديان والمذاهب والطوائف الذين هم جميعاً أهل هذه الأرض ولا منّة لفريق على الآخر بالحماية أو الوجود لاننا ننتمي أولاً وأخيراً إلى حضارة واحدة". وسئل المطران حداد هل هو راض عن اجراءات الدولة المصرية في حماية المسيحيين، فأجاب: "ما يظهر لا يحمل على الرضى، ليست الدولة المصرية ضعيفة الى هذا الحد حتى لا تتمكن من حماية الكنائس".

 

ديب: اقتراح حرب غير دستوري ويضرب أبسط قواعد حقوق الانسان

وكالات/ أكد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب حكمت ديب أنه "ضد أن يهجُر المسيحي أرضَه"، مشددًا على أنه "لا يجوز للمواطن التعامل مع أرضه كسلعة". وحول الحملة التي قامت بها بلدية الحدث لوقف بيع أبناء البلدة لأراضيهم، قال ديب: "قمنا بحملة توعية بالتفاهم مع أصدقائنا في "حزب الله" بعيداً عمّا يقال عن خرائط موجودة للربط والضم والفرز".

ديب، وفي حديث للمؤسسة اللبنانية للإرسال، رأى أن إقتراح القانون الذي تقدّم به النائب بطرس حرب لمنع بيع الأراضي بين ابناء الطوائف اللبنانية المختلفة "غير دستوري، وهو يضرب أبسط قواعد حقوق الانسان"، معتبرًا أن "حرب نفسه أكثر العارفين بأن اقتراحه لن يرى النور".

 

حرب يشدد على "دستورية" اقتراحه قانون منع بيع الأراضي

وكالات/ شدد وزير العمل بطرس حرب على أن مشروع القانون الذي تقدّم به حول منع بيع الأراضي بين اللبنانيين من طوائف مختلفة "هو قانوني ودستوري"، مشيرًا إلى أن "الدستور أكّد على حماية الملكية بالإضافة إلى أنه يؤكد أيضاً على العيش المشترك"، ورأى أن اقتراحه "يصب في هذا الإطار ذلك لأن عمليات الشراء للأراضي تتم بشكل منظّم ومشبوه وكأن المقصود شراء أراضي المسيحيين وبناء تجمّعات سكنية فيها بعد تفريغها من مسيحييها". وفي حديث إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال، أضاف حرب: "من هنا، فإن التخوّف هو أن تؤدي هذه الأمور إلى فرز طائفي، وأن تفرغ بعض المناطق من المسيحيين وأن يتقوقعوا في مناطق محددة".

 

علي رضا أصغري... ما زال حياً...وإنشقاقه جزء من الحرب السرية مع إيران ... وتركيا تملك الأجوبة 

طارق نجم

كما تميزت الحرب الباردة بين الإتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة بظهور منشقين يتركون معسكر الأول ليلتحقوا بالثاني أو العكس، فالحرب الباردة السرية التي تخوضها الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الأمريكيين هي صراع مستعر على مستوى المخابرات منذ فترة لا بأس بها. وكما هو الحال في الحرب الباردة التي أنتهت عام 1990، فالحرب الحالية ستشمل على الأرجح استخدام تكتيكات بدءاً من الاغتيالات (كما حصل مع إغتيال العلماء الإيرانيين) والعمليات السرية للدعاية والتضليل (عبر التقارير والوثائق السرية) واستخدام وكلاء يقاتلون بالنيابة عن الطرف الرئيسي (كما يفعل حزب الله). ومن هنا لا تبدو قضية علي رضا أصغري إلا حلقة ضمن سلسلة تأتي في سياق الصراع المحتدم بين الطرفين الأميركي والإيراني، والتي تتقاطع فيها المصالح الأقليمية على أنواعها وابرزها في هذه الحالة تركيا.

الجنرال في الحرس الثوري الإيراني ... هل توفي حقاً رجل المهمات الصعبة في سجن إسرائيلي؟

إرتبط إسم علي رضا أصغري (أو عسكري بحسب اللفظة الفارسية) بمجموعة ملفات غاية في التعقيد والسرية، وحتى هذه اللحظة مايزال مصير هذا الجنرال الإيراني السابق، يكتنفه الغموض الشديد والتكتم البالغ. وهذا يعتبر مرتقباً لأنه في صراع كالحرب المخابراتية التي تخاض حالياً، يشكل هروب شخصية مثل أصغري مسالة مفيدة للغاية للمعسكر الآخر. وعلى رأس ما يملك أصغري من معلومات في سلته، تأتي تفاصيل ترسانة إيران من الصواريخ البالستية وتقدمها على المستوى النووي. ثانياً، تمتع أصغري بشبكة علاقات مهمة مع تنظيمات ممولة من إيران كحزب الله في لبنان، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، ومنظمتي بدر وجيش المهدي في العراق، وهذا ما مكنه من تسليم معلومات حساسة عن عماد مغنية أدت إلى إغتياله. ثالثاً، وربما ليس أخيراً، ما تمّ نشره مؤخراً عن أن أصغري قد يتحول الى الشاهد الملك في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

بعد 3 سنوات على إختفائه، عاد إسم علي رضا أصغري للظهور بقوة ولكن هذه المرة بخبر يحمل نبأ وفاته. فقد نشر الصحافي ريتشارد سيلفرشتاين في منتصف كانون الأول 2010 تقريراً على موقعه الالكتروني (www.richardsilverstein.com) يفيد أنّ نائب وزير الدفاع الإيراني السابق علي رضا أصغري الذي اختفى في تركيا عام 2007، قد لقي حتفه في أحد السجون الإسرائيلية.

وبحسب سيلفرشتاين (وهو يهودي أمريكي يكتب دورياً في صحيفتي الغارديان ولوس أنجلس تايمز) فإن أصغري توفي في شجن آيالون بالإستناد إلى مصادر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك. وفي التفاصيل، أنّ باراك تبلّغ خبر أن السجين 'X' (أي الجنرال المتقاعد في الحرس الثوري الإيراني علي أصغري) توفي منتحراً.

هكذا تحول علي رضا أصغري إلى الغرب....وحمل معه معلومات عن إيران وحزب الله الذي شارك بتأسيسه

الغارديان اللندنية كانت ذكرت بتاريخ 12 آب 2007، ونقلاً عن العميل في وكالة الإستخبارات المركزية CIA، فنسنت كانيسترو، أن أصغري كان عميلاً للمخابرات الغربية منذ فترة طويلة، وقدم معلومات قيمة عن إيران. كما أنه منح هوية جديدة على أن يبقى مكانه إقامته مكتوماً. وما يعزز الشكوك أكثر هو أنه ظهر مع عائلته أمام السفارة التركية في طهران قبل وقت قليل من سفره ومن ثم إختفائه.

في 6 شباط من عام 2007، قيل أن أصغري اختطف خلال زيارة غير معروفة الأسباب إلى تركيا سبقتها كذلك زيارة مجهولة الدوافع إلى سوريا، بحسب مصادر الشرطة الإيرانية. في حينه، ذكرت صحيفة حريات التركية أن شخصين وصلا إلى الفندق الذي أختفى منه أصغري، ودفعا نقداً أجرة الغرفة التي قضى فيها ثلاثة أيام. بعدها نشرت مراسلة الواشنطن بوست، دافنا لينزر، بتاريخ 8 آذار أنّ أصغري الذي شغل منصبه في وزارة الدفاع الإيرانية مدة 8 سنوات منذ العام 1997 حتى العام 2005، كان يمد المخابرات الأمريكية بجميع ما تطلبه من معلومات خلال كل تلك الفترة.

رامي إيغرا، وهو عميل سابق للموساد الإسرائيلي، رأى أنّ من المعلومات التي قد يحملها أصغري هي معرفته بمكان تواجد رون آراد، الأسير الإسرائيلي الذي أسقطت طائرته فوق لبنان عام 1986. وفي حديث إلى الجيروزاليم بوست، وصف إيغرا كيف كان أصغري مسؤولاً عن الحرس الثوري الإيراني في لبنان في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. وكان الجنرال الإيراني يعدّ من الأشخاص الذين ساهموا بفعالية في بناء هيكيلية حزب الله وتمويله وتأسيسه. وهو بالتالي قادر على منح الغرب معلومات قيّمة عن شبكة الحزب في لبنان.

وتحت عنوان "الحرب السرية مع إيران"، أشار الدكتور رونان بارغمان، محلل صحيفة اليديعوت أحرونوت، خلال محاضرة نشرتها جامعة كولومبيا الأمريكية في ايلول 2008، إلى أن أصغري قد أنشق بالفعل عن النظام الإيراني. وحدد سبب تحول أصغري إلى الغرب بأن علاقته سيئة مع محمود احمدي نجاد وهي تعود الى فترة الحرب مع العراق في الثمانينات.

دور تركيا كان تأمين الغطاء اللازم، وربما التجنيد المباشر والمخابرات التركية كانت تعلم قيمة أصغري

أما عن السبب الأساسي الذي مكّن الغرب من تجنيد أصغري فهو المال. وعلى غرار العديد من قادة الحرس الثوري (الباسدران) والملالي الإيرانيين، فإن أصغري كان مهتماً بالأعمال والتجارة. فكان يملك شركة أسمها زيتون، والتي شكلت غطاءً لتلقي الدفعات من وكالات الإستخبارات الغربية خصوصاً الأمريكية والبريطانية، وفق ما نقل مركز Defense & Foreign Affairs Special Analysis في آذار 2007. وبحسب نفس المصدر، فإن تركيا قد شكلت ممراً لإنشقاق إيراني آخر في العام 1995 مع عائلته وزوجته ومساعديه، هو حجة الإسلام علي فلحيان، الذي كان يشغل منصباً مهماً في وزارة الإستخبارات الإيرانية. وهنا تكبر علامات الإستفهام التي تحوم حول الدور التركي المحتمل الذي تكون قد لعبته المخابرات التركية في هذه المسألة.

منذ البداية كانت وزارة الداخلية التركية قد قالت انها تحقق في مسألة أصغري بناء على طلب من السفارة الايرانية لكنها لم تؤكد او تنفي اختفاءه في حينه على أراضيها. ومع ذلك، نقلت صحيفة تركية أخرى هي ميليات، نقلا عن مسؤول لم تذكر اسمه قوله ان الشرطة والاستخبارات اكتشفت أن الضابط الايراني المتقاعد هو معارض لحكومة محمود أحمدي نجاد، وكان لديه معلومات يريد توصيلها حول برنامجها النووي. وهذا يدلّ على أن المخابرات وأجهزة الأمن التركية هي على معرفة تامة بمدى أهمية أصغري وقيمته الإستخبارية.

بالإضافة لذلك، فقد صرّح عميل وكالة الإٍستخبارات المركزية الأسبق فيليب جيرالدي لوكالة خدمة إنتر برس IPS بتاريخ 17 كانون الأول 2007، أنّه قد تمّ تجنيد أصغري من قبل المخابرات التركية في عام 2003 ، وقد لجأ الى تركيا بعد أن كان قد التقطت دلائل تشير إلى أن المخابرات الإيرانية قد أصبحت تشك بتحركاته. وقال جيرالدي مصادره تؤكد أن أصغري خرج بكميات هائلة من الوثائق السرية.

وقد كشف مركز سراتفور للدراسات الأمنية Stratfor، فإنّ تركيا قد سهلت من حيث تدري أو لا تدري عملية أصغري وإنتقاله إلى الغرب. ويشير التقرير الذي نشره المركز أنّ تركيا هي من الدول المتعاونة بشدة مع الإستخبارات الأمريكية خصوصاً في ظلّ الوجود المكثّف لهذه الإستخبارات حول قواعد الطيران الأمريكي العاملة في بلاد الأناضول.

أصغري: حي أم ميت؟... المعلومات الأحدث تثبت وجوده على قيد الحياة والإيرانيون يحصون الخسائر

ويبدو أن المعلومات تتزايد عن أصغري وتؤكد أكثر أنه مازال حياً و قد التجأ إلى الغرب. فقد نشر الصحافي الإسرائيلي يوسي ميلمان في الهآرتز مقالاً في نهاية الشهر الماضي إنتقد فيه الموساد بشكل عام معتبراً أنه من المستبعد تماماً وجود شخص مثل اصغري في إسرائيل وما هي إلا أسطورة وخبر لا اساس له من الصحة.

ومن بين الأشخاص اللذين إتصل بهم أصغري لطلب اللجوء إلى الغرب كان صديقه وزميله السابق في الحرس الثوري، أمير فرشد إبراهيمي، الذي سبق له طلب اللجوء إلى المانيا. إبراهيمي نشر على موقعه الألكتروني الذي يصدره باللغة الفارسية أنّ أصغري بخير وهو يعيش في بلد غربي. وقد أرسل أبراهيمي رسالة ألكترونية الى صحيفة Politico بتاريخ 31 كانون الأول 2010 مفادها أن "علي رضا بخير وقد تحدثت معه الأسبوع الماضي". وكانت مجلة دير شبيغل الألمانية قد نقلت السنة الماضية عن فرشد إبراهيمي أنّ أصغري قد انشق عن النظام الإيراني وفر من البلاد وسلم معلومات للموساد ووكالة الاستخبارات الأميركية المركزية تتعلق بموقع الكبر السوري الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية.

والسلطات الإيرانية تتقدم الآن بطلبات رسمية للأمم المتحدة للتدخل ومعرفة حقيقة مصير أصغري بحسب المعلومات التي تقول أنه أنتحر بل حتى قتل في سجن إسرائيلي مع العلم أن الكثير من الأجوبة قد توجد لدى الطرف التركي. وعلى أثر إختفاء أصغري، قال رئيس قوة الشرطة الايرانية الجنرال اسماعيل احمدي مقدم لوكالة الأنباء الإيرانية، ان الجنرال أصغري اختطف موقعه السابق كنائب لوزير الدفاع من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية. ولكن بالمناسبة يجب الإشارة إلى أنّ السلطات الايرانية لم تبلغ عن اختفاء أصغري للحكومة التركية إلا بعد عدة أسابيع من إختفائه. فبحسب زوجته وعائلته التي تكلمت لوسائل الإعلام الإيرانية، فقد قالت أن أصغري انقطعت اخباره منذ 9 كانون الثاني، وليس منذ 6 شباط. وخلال هذه الفترة لم تحرك طهران ساكناً مما يرجح ان الإيرانيين كانوا يعملون للحفاظ على رد فعل عادية ولا يظهروا أي إنفعال بسبب ما حصل ريثما يحصلوا على معلومات أكثر حول ما حصل.

وبحسب مركز ستراتفور Stratfor، فإنّه في حال ثبت قيام أصغري لفترة طويلة من الوقت (على الأقل منذ العام 2003) بالعمل لدى الأمريكيين فإن الضرر على الأمن القومي الإيراني لا بدّ أن يكون هائلاً وعلى إستخبارات طهران ان تبذل الكثير من الجهد لملاحقة جميع الأسرار التي قد يكون أفشى بها الجنرال المنشق.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

ثلاث عقبات تمنع انقلاب "حزب الله"

فريق عمل أميركي لمواجهة الدور السوري في لبنان

بقلم عبد الكريم أبو النصر /النهار

"المعركة على المحكمة الخاصة بلبنان ابرزت الفارق الكبير الجوهري بين الفريقين الرئيسيين المتصارعين في البلد. فقد اثبت الاستقلاليون انهم يحرصون فعلا على مصير لبنان والسلم الاهلي فيه والوحدة الوطنية بين ابنائه ويدعمون الدولة ومؤسساتها الشرعية ويتمسكون بالنظام الديموقراطي، ولذلك يستخدمون الوسائل السلمية المشروعة في التعامل مع التحديات والتهديدات التي تواجههم. وفي المقابل يستسهل "حزب الله" وحلفاؤه استخدام العنف او التلويح به والتهديد باللجوء الى السلاح عندما يواجهون مصاعب جدية او يفشلون في تحقيق مطالبهم واهدافهم. فالاستقلاليون ردوا سلمياً وبطريقة مشروعة على عمل اجرامي – ارهابي ضخم استهدفهم في الصميم وهو اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، فلم يلجأوا الى العنف والسلاح بل فجروا انتفاضة سلمية شعبية هائلة في 14 آذار 2005 وطالبوا بالعدالة ثم استعانوا بمحكمة خاصة ذات طابع دولي يرعي عملها مجلس الامن للنظر في هذه الجريمة وفي جرائم اخرى شملت شخصيات وطنية عدة. اما "حزب الله" وحلفاؤه فانهم يهددون باستخدام العنف والقوة المسلحة وقلب الاوضاع في البلد اذا وجه القرار الظني اتهاماً الى عناصر من الحزب بالتورط في جريمة اغتيال الحريري، كما انهم يريدون "معاقبة" الاستقلاليين لأنهم يتمسكون بالعدالة بوضع حد لنهج الاغتيالات والافلات من العقاب حرصا على مصير لبنان ومستقبل اللبنانيين. والفارق واضح وكبير بين الفريقين". هذا هو تقويم مسؤول اوروبي بارز لجوهر الصراع على المحكمة بين الفريقين الرئيسيين في لبنان، وهو صراع مرشح لأن يشهد في 2011 تطورات كبيرة بعد صدور القرار الظني وبدء المحكمة اجراءاتها القانونية لمحاسبة المتورطين في جريمة اغتيال الحريري وفي جرائم اخرى مرتبطة بها. والسؤال الاكثر اثارة للجدل والنقاش هو الآتي: هل ينفذ "حزب الله" انقلاباً مسلحاً ويتسلم بواسطته الحكم مع حلفائه بعد صدور القرار الظني؟ وهل هو قادر على انجاز عمل كبير كهذا؟ مصادر ديبلوماسية اوروبية في باريس معنية مباشرة بالملف اللبناني قالت لنا، استنادا الى معلوماتها وتقويمها لمسار الاوضاع: إن "حزب الله" يتصرف بمنطق انقلابي وبذهنية انقلابية لكنه ليس قادرا على الذهاب ابعد من ذلك وتنفيذ انقلاب مسلح واسع النطاق يتيح له ولحلفائه تسلم الحكم واقصاء الاستقلاليين عن السلطة". واوضحت هذه المصادر الاوروبية ان "المنطق" الانقلابي لـ"حزب الله" تعكسه مواقفه واعماله الاساسية الآتية:

اولاً: نفذ "حزب الله" انقلابا صامتا على صيغة المشاركة الوطنية في الحكم بين الغالبية والاقلية التي كرسها تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري خريف 2009 اذ انه يستغل هذه الصيغة لاطاحة المشاركة ولمحاولة فرض مطالبه وشروطه على الحريري والاستقلاليين عوض ان يتوصل معهم الى تفاهمات وحلول متوازنة وعادلة ودستورية وقانونية تأخذ في الحساب مواقف الغالبية النيابية وتكون مقبولة لدى سائر الشركاء في الحكم. وقد اعتمد "حزب الله" هذا المنطق الانقلابي في تعامله مع قضية المحكمة وكل ما يرتبط بها، وفي تعامله مع القضايا المعيشية والاجتماعية والاقتصادية وهواجس المواطنين وهمومهم الاساسية ومع قضايا عدة اخرى. وذهب الحزب في نهجه هذا الى حد تعطيل عمل الحكومة من اجل محاولة فرض وجهة نظره في ما يتعلق بقضية شهود الزور، مما يتناقض ومتطلبات المشاركة الوطنية في الحكم.

ثانياً: اراد "حزب الله" ان يفرض على سائر الافرقاء اللبنانيين مفهومه الذاتي الخاص للاستقرار الامني والسياسي المنسجم مع مصالحه ومع مصالح حلفائه المحليين والاقليميين. فبالنسبة الى "حزب الله"، يتحقق الاستقرار في لبنان حين يرضخ الاستقلاليون والافرقاء الآخرون لمطالبه وشروطه فيرفضون القرار الظني ويطالبون بوقف عمل المحكمة ويقبلون تصوراته لطريقة ادارة شؤون البلد ويتخذون القرارات الداخلية والخارجية وفقا لما يريده الحزب. وفي رأي ديبلوماسي اوروبي مطلع "ان الاستقرار الامني والسياسي الحقيقي يتم تحديده والتفاهم بشأن مضمونه ومقوماته بالتعاون والتنسيق بين كل الافرقاء المشاركين في السلطة. واذا حاول فريق ما ان يفرض على الآخرين مفهومه الخاص للاستقرار وشروطه الذاتية لتحقيقه فهذا يعني انه ينقلب على شركائه في الحكم ويريد ثمناً لضمان الاستقرار هو رضوخ الافرقاء الآخرين لارادته".

ثالثا: الطريقة التي يتعامل بها "حزب الله" مع قضية المحكمة تشكل انقلاباً على صيغة العيش المشترك وعلى متطلبات السلم الاهلي، اذ ان الحزب يريد ان تكون مصالحه هي الاساس عوض ان يكون الاساس ضمان مصالح اللبنانيين الحيوية وحماية لبنان كدولة ومؤسسات ومجتمع تعددي وكصيغة فريدة للتعايش السلمي بين الطوائف. فالحزب يطلق التهديدات والتحذيرات المتنوعة لوقف عمل المحكمة ويلوّح باستخدام السلاح وبقلب الاوضاع اذا اتهم القرار الظني عناصر منه، من غير ان يبدي اهتماماً بالحقوق المشروعة لأهالي الضحايا وبالمتمسكين بتحقيق العدالة وبمشاعر اللبنانيين ومخاوفهم وقلقهم من مواقفه المتشددة، وبالانعكاسات السلبية لتوجهاته على الاوضاع العامة في البلد.

الجيش ومواجهة الانقلاب

هل ينتقل "حزب الله" من "المنطق" الانقلابي الى العمل الانقلابي المسلح؟ الحزب يعطي الانطباع انه يستطيع "في أي وقت" ان يحكم لبنان مع حلفائه بالقوة وان يتجاوز العقبات والمصاعب التي يمكن ان تمنعه من تحقيق خطته هذه. لكن مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع في باريس اكدت لنا ان المسؤولين الاميركيين والفرنسيين والبريطانيين المعنيين بمصير لبنان درسوا احتمال قيام "حزب الله" بانقلاب مسلح على خلفية عمل المحكمة وتوصلوا الى اقتناع، في ضوء معلوماتهم، بأن الحزب يستطيع القيام بأعمال عسكرية متنوعة، لكنه لن يتمكن من السيطرة على البلد وتسلم السلطة مع حلفائه وذلك لأسباب داخلية واقليمية ودولية. وقالت هذه المصادر ان العقبة الاساسية الكبرى الاولى التي سيصطدم بها "حزب الله"، اذا قرر تنفيذ انقلاب، هي القوى العسكرية والامنية الشرعية التي يتجنب الحزب وحلفاؤه عمداً التحدث عن موقفها من مشروعه الانقلابي المحتمل وكأن هذه القوى ليس لها وجود أو كأنها تدعم ضمنا خططه. وهذا يتناقض كلياً مع الحقيقة.

الواقع ان اي حركة انقلابية مسلحة يمكن ان يقوم بها "حزب الله" ستشكل، وفقاً للمصادر الاوروبية المطلعة، تحدياً تاريخياً حقيقياً للجيش وللقوى العسكرية والامنية الشرعية عموماً بل تهديداً جدياً لها، ذلك ان اي حركة انقلابية ستضع هذه القوى الشرعية امام خيارين:

الخيار الأول، هو ان تضطلع هذه القوى بدورها الوطني وتؤدي واجبها وتنفذ مهمتها القاضية بالحفاظ على امن البلد والمواطنين والسلم الأهلي وعلى الدولة ومؤسساتها الشرعية، مما يجعلها تواجه بحزم وبمسؤولية كاملة اي حركة انقلابية او اعمال عسكرية يقوم بها هذا الفريق أو ذاك، مما يؤدي الى صدامات يسقط خلالها ضحايا من العسكريين والعناصر الامنية ومن المواطنين ويتحمل مسؤوليتها الانقلابيون والراغبون في التعامل مع المحكمة والقرار الظني ومع خصومهم السياسيين بالعنف والقوة المسلحة. الخيار الثاني، هو ان تقف القوى العسكرية والامنية الشرعية "على الحياد" بذريعة الحفاظ على وحدتها وتماسكها وتمتنع تالياً عن التدخل وترفض الاستجابة لنداءات اللبنانيين الذين يطلبون حمايتها من هجمات المسلحين ومن اعمال الانقلابيين، فتتخلى حينذاك عن دورها الوطني وواجباتها ومسؤولياتها وتصير طرفاً في الصراع منحازاً الى الانقلابيين وحملة السلاح. ومثل هذا التطور السلبي، في حال حصوله، ستكون له تداعيات بالغة الخطورة في الداخل والخارج اذ انه قد يؤدي الى تفكك القوى العسكرية والامنية والى زرع بذور حرب أهلية، كما انه سيدفع الحكومة الاسرائيلية الى الادعاء ان الجيش و"حزب الله" يشكلان فريقاً واحداً الامر الذي يوفر ذريعة للاسرائيليين لشن حرب واسعة على لبنان. ولكن يبدو واضحاً من المعلومات التي تملكها الدول العربية والاجنبية المعنية بمصير لبنان ان القوى العسكرية والامنية الشرعية ستتبنى الخيار الأول وستمارس تماما دورها في حماية المواطنين والسلم الاهلي ومنع انهيار البلد. وعكست هذا التوجه بوضوح تصريحات علنية ادلى بها في الفترة الاخيرة قائد الجيش العماد جان قهوجي وأكد فيها ان الجيش وضع خططاً لمواجهة التوترات الامنية وانه "جاهز لمواجهتها وسيكون حاسماً في كل المناطق"، مشدداً على "ان الجيش لن ينقسم وانه اكثر وحدة وتماسكاً من ذي قبل" ومحذراً من ان الذين يروجون سيناريوات عن وقوع فتنة بعد صدور القرار الظني "يخدمون اولاً واخيراً العدو الاسرائيلي". كما ان الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري سيتحملان مسؤولياتهما كاملة وسيتخذان كل القرارات والاجراءات السياسية والعسكرية والامنية اللازمة لاحباط أي محاولة انقلابية أو أي اعمال عنف.

وكما قال لنا ديبلوماسي اوروبي مطلع ومعني بالملف اللبناني: "لن يستطيع "حزب الله" ان ينتصر ويحسم الموقف لمصلحته ومصلحة حلفائه اذا نفذ انقلاباً مسلحاً الا في حال انهائه دور القوى العسكرية والامنية الشرعية، إما من خلال تحييدها ودفعها الى الامتناع عن التدخل كي يتصرف كما يريد في البلد، وإما من خلال الحاق الهزيمة بهذه القوى. والواضح ان قيادات الجيش والقوى الامنية مصممة على التدخل ومواجهة أي اعمال مسلحة واحباط أي انقلاب أو فتنة في البلد مما يعني استبعاد احتمال وقوفها على الحياد.

وتفيد المعلومات الدقيقة التي تملكها جهات عسكرية وديبلوماسية غربية عن موازين القوى في لبنان ان "حزب الله" لن يتمكن من الانتصار في أي مواجهة عسكرية مع الجيش والقوى الأمنية بل انه سيخسر المعركة مع هذه القوى الشرعية، خلافاً للانطباع السائد. كما ان الحزب لن يتحمل مسؤولية محاولة الحاق الهزيمة بالقوى العسكرية والامنية الشرعية أو العمل على انهاكها في مواجهات داخلية واسعة النطاق لأن ذلك يضعف موقف لبنان وموقف الحزب ذاته في التعامل مع اسرائيل، اضافة الى ان قيادات هذه القوى الشرعية لن تقبل الاستسلام للمسلحين الذين يحاولون فرض ارادتهم على الغالبية من اللبنانيين لأن ذلك يهدد مصير لبنان".

فريق عمل أميركي ثلاثي

العقبة الاساسية الثانية، وفقاً للمصادر الاوروبية المطلعة، هي ان "حزب الله" ليس حزباً لبنانياً مستقلاً مكتفياً بذاته وبقدراته وامكاناته بل انه جزء عضوي من المحور السوري – الايراني، مما يعني ان اي قرار يتخذه الحزب لتنفيذ انقلاب مسلح سيكون في الدرجة الأولى قراراً سورياً - ايرانياً وستتعامل معه الدول العربية والاجنبية البارزة والمؤثرة على هذا الاساس وسترى فيه تصعيداً للمواجهة معها في الساحة اللبنانية وفي ساحات اقليمية اخرى. ولذلك سترد هذه الدول البارزة على أي محاولة انقلابية بحزم وبوسائل متنوعة. وأي انقلاب مسلح يقوم به "حزب الله" سيكون انقلاباً سورياً - ايرانياً مما سيؤدي الى انهيار التفاهم السعودي – السوري في العلاقات الاميركية – الاوروبية – السورية والى تحركات في مجلس الامن لاتخاذ اجراءات جديدة ضد نظام الرئيس بشار الاسد مما يحبط جهود سوريا لتحسين علاقاتها مع الدول الغربية. واذا تدهورت الاوضاع الامنية في لبنان على نطاق واسع فليس مستبعدا ان تدرس الدول البارزة فكرة ارسال قوة عربية – دولية من دون مشاركة السوريين فيها الى هذا البلد لدعم الدولة ومؤسساتها الشرعية ولمنع سقوطه. وضمن هذا السياق قال ديبلوماسي اوروبي مطلع: "ان موقف المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي الذي وصف فيه المحكمة الخاصة بأنها "صورية" وقال ان اي حكم يصدر عنها سيكون "لاغياً وباطلاً"، هذا الموقف ناتج من فشل الجهود السورية لتعطيل عمل المحكمة ومن القلق الايراني من مضمون القرار الظني. وهذا الموقف الايراني يعني ان المعركة على المحكمة صارت جزءا من الصراع الايراني – الدولي. والدول البارزة لن تقبل ان تخسر المعركة مع ايران سواء في لبنان او في اي ساحة اخرى مما يجعلها تتصدى بحزم وبوسائل عدة لأي محاولة انقلابية سورية – ايرانية يمكن ان ينفذها "حزب الله".

العقبة الاساسية الثالثة هي ان حكومة بنيامين نتنياهو ستتعامل مع اي انقلاب مسلح ينفذه "حزب الله" على اساس انه يؤمن لها "فرصة تاريخية" لشن حرب واسعة النطاق على لبنان وعلى مواقع الحزب ومناطقه وكذلك على مواقع ومنشآت عسكرية وحيوية في سوريا، اذ ان الحزب سيكون حينذاك في حال مواجهة مع مجلس الامن ومع دول بارزة ومع الغالبية من اللبنانيين، كما ان ايران لن تتدخل عسكريا لمناصرة حلفائها لأنها تخشى حربا اسرائيلية او اميركية – اسرائيلية عليها.

ولخص مسؤول اوروبي مطّلع الوضع بقوله: "ان اي انقلاب مسلح ينفذه "حزب الله" سينقلب عليه داخلياً واقليمياً ودولياً ويزيد تصميم المجتمع الدولي على تحقيق العدالة". ورأى المسؤول الاوروبي "ان السفير الاميركي الجديد في دمشق روبرت فورد سيشكل مع السفيرة الاميركية في بيروت مورا كونيللي ومع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان فريق عمل ثلاثياً يركز اهتمامه في اشراف فيلتمان على متابعة تطورات الاوضاع في لبنان والموقف السوري منها متمسكاً بثلاثة مواقف واضحة وحازمة هي:

تقديم الدعم الكامل لعمل المحكمة ورفض اي تدخلات في شؤونها، تأمين الحماية للبنان المستقل السيد ومنع اي هيمنة سورية عليه، مطالبة النظام السوري بضبط حلفائه ومنعهم من تفجير الاوضاع ردا على صدور القرار الظني، محملاً هذا النظام المسؤولية المباشرة عن اي اعمال عنف او تحركات عسكرية يقوم بها "حزب الله" وحلفاؤه ضد المواطنين او ضد القوى العسكرية والامنية الشرعية".

 

محقق في مكتب بلمار : قادة "14 آذار" جميعهم باستثناء واحد اتهموا حزب الله في إفاداتهم ، وجنبلاط سيستدعى للشهادة في المحكمة

جون كومو : شهادة وليد جنبلاط عن عماد مغنية تتمتع بأهمية خاصة لنا ، و هو سيستدعى إلى الشهادة ، خصوصا وأنه لم يسحب شهادته حتى الآن ولم يطلب منا تعديلها ، وإذا امتنع سنلاحقه بتهمة الخداع والتضليل!؟ لاهاي ، الحقيقة ( خاص): أكد المحقق الكندي جون كومو John Comeau ، العامل في مكتب المدعي العامل للمحكمة الخاصة بلبنان ، أن جميع قادة تحالف "14 آذار" في لبنان الذين استمع إلى إفاداتهم محققو " لجنة التحقيق الدولية" ، ثم محققو مكتب بلمار في المحكمة ، باستثناء واحد منهم ، اتهموا حزب الله في إفاداتهم ـ مباشرة أو مداورة ـ  بالضلوع في اغتيال رفيق الحريري . كلام كومو كان ورد في حديث خاص مع أحد الصحفيين العرب المتعاونين مع المحكمة بصفة " استشاري للشؤون السورية" قبل بضعة أشهر ، ولم يكشف عنه الصحفي الموما إليه إلا اليوم .

هل يكرر جنبلاط إ‘فادته عن مغنية أمام المحكمة؟كومو ، وفي "دردشة " غير رسمية مع الصحفي على شرفة أوتيل Green Park Hotel خلال " استراحة التدخين" ، أكد أن السبع عشرة إفادة التي اطلع عليها لقادة و / أو مثقفين و رموز محسوبين على " تحالف 14 آذار" ، وعلى رأسهم النائب وليد جنبلاط ، اتهموا حزب الله باغتيال الحريري، كاشفا عن أن الإفادات تعود إلى الفترة نفسها التي كانوا يتهمون فيها سوريا بالجريمة ، وتحديدا الفترة 2005 ـ 2008 ، مستخلصا من ذلك أنهم "يكذبون حين يقولون إنه لم يتهموا الحزب إلا بعد نشر بعض التسريبات الإعلامية عن علاقة حزب الله بالجريمة". وقال كومو "باستثناء  شهادة جبران التويني ، وفي حدود ما اطلعت عليه ، لم يبق أحد منهم ( قادة التحالف) إلا واتهم حزب الله مباشرة أو مداورة " . وكشف في هذا السياق عن أن المحققين استمعوا أيضا إلى إفادات "ضباط كبار في الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبنانيين " . وإذا ما وضعنا جانبا إفادات وشهادات الضباط العسكريين والأمنيين الذين تولوا إدارة موقع الجريمة وإجراء التحقيقات الأولية ، وهو أمر معروف وليس سرا ، فإنها المرة الأولى التي يكشف فيهاالنقاب عن إدلاء عسكريين لبنانيين بإفادات تتعلق بالجريمة . وفيما يتعلق بهذه النقطة ، كشف كومو عن أن المدعي العام دانيال بلمار سيستدعي ثلاثة ضباط بصفة " شهود حق عام ، أو شهود الادعاء" ، وهم اللواء أشرف ريفي ، رئيس جهاز قوى الأمن الداخلي ، والعقيد وسام الحسن ، رئيس "فرع المعلومات" في هذا الجهاز ، و المقدم  سمير شحادة رئيس  القسم التقني في الفرع المذكور ، والذي كان تعرض لمحاولة اغتيال أوائل أيلول / سبتمبر 2006  قبل أن يتقل للعلاج في كندا ويبقى هناك. وبحسب كومو ، فإن إفادة شحادة " في غاية الأهمية على الصعيد التقني إلى حد يمكن معه القول إنها شبه حاسمة" .  شهادة جنبلاط في سياق " الدردشة" الجانبية ، أكد كومو للصحفي الموما إليه أن شهادة النائب وليد جنبلاط " تتمتع بأهمية كبيرة لجهة ما يتصل بعلاقة قيادة حزب الله في الجريمة ، وليس عناصر غير منضبطة في الحزب كما يتردد" ، مشيرا إلى أن " إفادة جنبلاط بهذا الخصوص أصبحت أكثر أهمية  بعد مصالحته السياسية مع حزب الله " . وهنا عقب الصحفي على كلام كومو مذكـّرا إياه بأن وليد جنبلاط " أكد علنا أنه لم يلتق أحدا من المحققين سوى ديتلف ميلس ولمرة واحدة " ، وأن إفادته في هذا اللقاء " تضمنت بندا معلوماتيا واحدا تمحور حول التهديد الذي وجهه الرئيس السوري بشار الأسد لرفيق الحريري بأنه سيكسر لبنان فوق رأسه " ، وهي التي ضمنها ميليس في تقريره الأول جنبا إلى جنب إفادات المغدور جبران التويني والنائب السابق باسم السبع والنائب مروان حمادة حول هذه القضية . وعندها كشف كومو عن معلومات لم تكن معروفة مسبقا. فبعد أن أن أشار إلى عدم صحة ادعاء جنبلاط  المشار إليه ،أكد أن هذا الأخير "التقى المحققين أكثر من ثلاث مرات بشكل رسمي ( دونت خلالها أقواله ووقع عليها) وليس مرة واحدة كما يقول، فضلا عن اللقاءات غير الرسمية  معهم . وإحدى إفاداته كانت على خلفية تصريحاته في كانون الثاني / يناير 2008 حين اتهم عماد مغنية صراحة بأنه هو من يقف وراء الاغتيالات ، وأنه كان يفخخ السيارات المعدة للتفجير في الضاحية الجنوبية ". ومن المعلوم أن مغنية اغتيال بعد أسبوعين فقط على تصريح جنبلاط !  في هذا السياق ، كشف كومو عن أن "بلمار سيستدعي جنبلاط إلى المحكمة للإدلاء بشهادته نفسها أمام القضاة " ، مشيرا ، عند تذكيره بمصالحة جنبلاط ـ حزب الله ،  إلى أن جنبلاط " لم يسحب شهادته ضد مغنية حتى الآن، ولم يطلب منا تعديلها ، رغم المصالحة المذكورة " . وكشف كومو عن أن جنبلاط " أرسل إشارات إلى بلمار عبر شخصيات ديبلوماسية فحواها أنه لم يزل عند شهادته بشأن مغنية فقط ، لكن شهادته ضد الرئيس السوري لا يتحمل مسؤوليتها ، على اعتبار أنه سمعها من رفيق الحريري كما سمعها الثلاثة الآخرون ( السبع ، حمادة ، التويني) ، ولا تعني بالضرورة أن ما قاله الأسد للحريري ، في حال تأكدت صحته ، يعني القتل . أما ما يتصل بإفادته عن مغنية فلا يزال كما هو ، بالنظر لأنه يستند إلى معلومات موثقة " ! وأكد كومو للصحفي الموما إليه أن عدم استجابة جنبلاط للمثول أمام المحكمة عند دعوته للشهادة  ستعرضه للملاحقة القضائية بتهمة الخداع وتضليل العدالة" . وعندها وجه الصحفي إلى المحقق كومو السؤال التالي " كيف يمكن المحكمة أن تلاحق جنبلاط بتهمة من هذا النوع ، في حال عدم استجابته لدعوة المثول أمام المحكمة ، ولا تلاحق شهود الزور الذين تعتبر أمرهم خارج صلاحيتها"؟ وكانت إجابة كوم هي أن " الذين يسمون شهود الزور أدلوا بإفاداتهم إلى لجنة التحقيق قبل تأسيس المحكمة . واللجنة كانت هيئة مستقلة بذاتها إداريا واعتباريا، رغم أن المحكمة تشكل امتدادا وظيفيا لها . أما جنبلاط فقد أدلى بإفادته عن مغنية إلى كل من لجنة التحقيق و مكتب الادعاء العام في المحكمة بعد تأسيسها ، وهو أمر له يعرفه إلا عدد محدود جدا من الناس"!

يشار إلى أن كومو ، وهو أحد مساعدي بلمار ، سبق له أن كان قاضي تحقيق في مذابح سيراليون ، وهو مسؤول اليوم في مكتب دانيال بلمار عن التواصل مع شخصيات تتعاون مع المحكمة في قضايا خاصة ذات طبيعة "استشارية" ، وقضايا تتصل بتدقيق إفادات بعض الشهود قبل تقديمها إلى بلمار ليتخذ بشأنها القرار النهائي من حيث أخذها بيعن الاعتبار أو إهمالها.

 

معلومات عن اجتماع "سري" لنائب رئيس المخابرات العسكرية اللبنانية برأس النظام في سوريا العميد ابراهيم عباس

http://www.syriatruth.info/content/view/1130/36/

زار دمشق سرا قبل يومين و " قدم" ملفات حساسة تتصل ببعض التحقيقات مع شبكة الجواسيس في لبنان واستطالاتها في سوريا، وحصل على " تعهد" بتعيينه مديرا عاما للأمن العام خلفا لجزيني قريبا دمشق ، بيروت ـ الحقيقة ( خاص): كشفت مصادر متطابقة في دمشق وبيروت لـ"الحقيقة" عن أن نائب مدير جهاز المخابرات في الجيش اللبناني ، العميد عباس ابراهيم ، زار دمشق سرا خلال اليومين الماضيين والتقى رأس النظام السوري على انفراد . وبحسب مصادر" الحقيقة" ، فإن العميد ابراهيم حمل معه ملفات حساسة تتصل بالتحقيقات الجارية في لبنان مع شبكة الجواسيس و"امتداداتهم الرسمية" داخل سوريا ، لاسيما شبكة الاتصالات السورية التي باتت " الحقيقة" تملك معطيات حاسمة بشأن اختراقها إسرائيليا منذ العام 2006 على الأقل ( ستنشرها في وقد لاحق بعد انتهاء التحقيقات بشأنها في سوريا) .

عباس ابراهيم ـ أرشيفوقالت هذه المصادر إن من بين الملفات التي قدمها ابراهيم " وثائق تتعلق بعدد من الخبراء اللبنانيين الذين سبق لهم أن عملوا في مفاصل حساسة في وزارة الاتصالات السورية وبعض أقسامها التقنية ، فضلا عن خبراء آخرين عملوا في شركتي الهاتف الخليوي الخاصتين ( اللتين يملك إحداها المافيوزي رامي مخلوف ، فيما يملك الثانية رئيس الوزراء اللبناني الأسبق نجيب مقياتي وأفراد من أسرته). على صعيد متصل ، كشفت مصادر "الحقيقة" عن أن العميد ابراهيم حصل على "تعهد" من رأس النظام السوري بالضغط من أجل عقد جلسة "استثنائية" لمجلس الوزراء اللبناني بهدف إصدار قرار بتعيينه مديرا للأمن العام ، خلفا للواء وفيق جزيني الذي أحيل على التقاعد مؤخرا.  وكان كل من حزب الله وحركة أمل ، وفي سياق التوزيع الطائفي لمناصب الدرجة الأولى في لبنان ، اتفقا على أن يكون عباس ابراهيم " مرشح الشيعة" لتولي منصب مدير عام الأمن العام ، إلا أن الشلل الحكومي في لبنان ، وعجز مجلس الوزراء عن عقد اجتماع له بسبب إصرار "المعارضة" على أن يكون ملف "شهود الزور" البند الأول على جدول أعماله، حال دون إقرار التعيينات الأمنية الجديدة ، ومن بينها منصب مدير الأمن العام .

 

تقرير السنيورة للمخابرات المصرية عن بنك جمّال اللبناني   

01:55:22 / 2011-01-05 

الحقيقة/مصرفي فرنسي يكشف لـ"الحقيقة" تفاصيل تقرير السنيورة للمخابرات المصرية عن مصرف "الجمّال" اللبناني وعلاقته بحزب الله والمخابرات السورية

المصرفي الفرنسي: رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة اتهم "بنك جمّال" بتبييض الأموال لصالح حزب الله وتمويل قناة"أو تي في" وصحيفة "الأخبار" 

باريس ، الحقيقة ـ خاص : قال إداري مصرفي فرنسي في بنك "سوسيتتيه جنرال" إن رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة قدم للمخابرات المصرية في نيسان / أبريل من العام الماضي تقريرا مفصلا عن "شركة الجمّال المصرفية" اللبنانية ( " بنك الجمّال") استغرق إعداده أكثر من عام ، وشمل معلومات ووثائق استخبارية  لبنانية حول نشاط  المصرف في لبنان وعدد من الدول الأفريقية والأوربية لصالح حزب الله والمخابرات السورية والحرس الثوري الإيراني. وبحسب المصرفي الفرنسي ، الذي أكد أنه اطلع على "تقرير السنيورة" في نسخة حصلت عليها وحدة الاستخبارات الفرنسية في السفارة الفرنسية بالقاهرة ، فإن رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سلّم التقرير إلى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط خلال اجتماعه به في القاهرة في 7 نيسان / أبريل من العام الماضي . هذا  ولو أن معلومات فرنسية أخرى تشير إلى أن السنيورة قدم تقريره إلى مدير المخابرات المصرية عمر سليمان ، مباشرة ، في اجتماع سري ضمهما خلال الزيارة نفسها. وطبقا للمصدر الفرنسي ، الذي دون ملاحظات خاصة به بعد قراءته التقرير ، فإن هذا الأخير تضمن معطيات ووثائق جمعها "فرع المعلومات" في وزارة الداخلية اللبنانية وأحد الخبراء العاملين في وحدة مكافحة غسيل الأموال بمصرف لبنان المركزي . وقد خلص التقرير إلى تأكيد المعطيات التالية:

أولا ـ إن البنك يشكل في جوانب عديدة من أنشطته "واجهة" للحرس الثوري الإيراني ومجموعة "بهمن" التجارية ـ الصناعية الإيرانية التي يملك الحرس الثوري 49 بالمئة من رأسمالها. و قد سمحت هذه العلاقة للبنك بأن يتحول إلى قناة لتحويل قسم كبير من الأموال الإيرانية إلى حزب الله . كما أن قسما كبيرا من المدنيين والعسكريين في حزب الله يتلقون رواتبهم عبر المصرف المذكور . ( أبرز التقرير صورا لوثائق تؤكد عمليات مالية من هذا النوع).

ثانيا ـ يقوم البنك بتمويل أنشطة خاصة لحزب الله في غرب أفريقيا في المعادن الثمينة ، وبشكل خاص الـماس ومعدن آخر نادر يستخدم في صناعة عناصر إلكترونية دقيقة تدخل في تركيب دارات الهواتف الخليوية وأجهزة الكومبيوتر وبعض الصناعات الفضائية والجوية.

ثالثاـ استخدمت إيران وقطر البنك لتحويل مبالغ مالية لصالح قناة " أو . تي . في" التابعة للتيار الوطني الحر برئاسة الجنرال ميشال عون.

رابعاـ يمول البنك دراسة المئات من الطلاب التابعين لحزب الله في مجالات العلوم التطبيقية التي يحتاجها الحزب في مؤسساته وأجهزته الأمنية والعسكرية ، بما في ذلك تمويل وإدارة "جامعة الجنوب للعلوم والتكنولوجيا " و " معهد المهن" التطبيقية في بلدة جوايا بجنوب لبنان ، حيث يحصل الطلاب على معارف يجري استثمارها عسكريا من قبل حزب الله في مراحل لاحقة.

خامسا ـ  استخدم العديد من ضباط المخابرات السوريين ( قبل انسحاب الجيش السوري) البنك لغسيل أموال ناتجة عن اتجارهم بالممنوعات ، لاسيما المخدرات .

سادسا ـ إن ناشر صحيفة "الأخبار" اللبنانية ، المصرفي الدكتور حسن خليل ، يشرف من خلال إقامته في لندن على أنشطة غير مشروعة في أوربا يقوم بها البنك المذكور من خلال مكتبه التمثيلي بالقرب من ساحة " هانوفر سكوير" وسط العاصمة البريطانية. حيث يقوم المكتب بجمع الأموال والتبرعات لصالح حزب الله من خلال شبكة من التجار ورجال الأعمال الشيعة ، اللبنانيين وغير اللبنانيين ، المقيمين في بريطانيا وأوربا بوجه عام.

سابعا ـ إن حزب الله والإيرانيين استخدما البنك ، مرة واحدة على الأقل ، لتأمين نقل حوالات مالية إلى بنوك في القاهرة لصالح عناصر من حركة "حماس" ، مستفيدين من واقع أن للبنك فروعا في عدد من المدن المصرية ، لاسيما القاهرة والإسكندرية. 

ثامناـ إن رئيس مجلس إدارة البنك ، أنور علي الجمّال ، المنحدر من الطائفة الشيعية في بعلبك ، على وثيقة بقيادات حزب الله وضباط الحرس الثوري الإيراني العاملين في لبنان . كما أنه كان على علاقة وثيقة  بضباط المخابرات السوريين قبل انسحاب الجيش السوري من لبنان ، ولا يزال يتردد عليهم في زيارات خاصة إلى دمشق . وليس مستبعدا أن يكون البنك قد استخدم لتمويل عدد من الاغتيالات في لبنان ، بما في ذلك اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. 

 وبحسب المصدر الفرنسي الموما إليه ، فإن رئيس الوزراء البناني الأسبق  أعرب خلال لقائه المسؤولين المصريين عن "دهشته " كيف إن الإدارة الأميركية وضعت مؤسسة "وعد" التابعة لحزب الله على قائمة العقوبات و" داعمي الإرهاب" ، رغم أن أنشطتها ذات طابع إنمائي حقيقي ، حيث اضطلعت بمعظم عملية إعادة إعمار ما دمرته الغارات الإسرائيلية في حرب تموز / يوليو 2006 . هذا في الوقت الذي لم تلتفت فيه هذه الإدارة إلى مصرف الجمّال الذي يقوم ـ حسب ما نقله المصدر عن تقرير السنيورة ـ بعمليات "ذات طابع إجرامي ، سواء لجهة غسيل الأموال أو جمعها لصالح منظمة موضوعة على قائمة الإرهاب ( حزب الله) في وزارة الخزانة الأميركية " . وقال المصدر " إن أوساط السفارة الفرنسية في القاهرة لا تزال في حيرة من أمرها إزاء خطوة رئيس الوزراء اللبناني السابق لجهة قيامه بتسليم التقرير إلى المصريين وليس إلى الفرنسيين أو الأميركيين مباشرة ، رغم أنه على على علاقة وثيقة بمسؤولين كبار في الدولتين المذكورتين"!؟ وبحسب المصدر المصرفي الفرنسي ، فإن البنك ، ومنذ أن تلقت الجهات المصرية الرسمية "تقرير السنيورة" ، جرى وضعه تحت الرقابة الاستخبارية والمالية اللصيقة من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ، فضلا عن المخابرات المصرية نفسها . ولن يكون مستغربا ـ بالتالي ـ أن نقرأ قريبا بيانا من دائرة مكافحة غسيل الأموال ودعم الإرهاب في وزارة الخزانة الأميركية يعلن عن وضع البنك والشركات العقارية وشركات التأمين التابعة له على قائمة " المنظمات الإرهابية" ، ويحرم التعامل معها!؟

 

مصدر ديبلوماسي فرنسي

 فرع المعلومات اللبناني هرّب الدكتور وليد فارس من قبضة مخابرات الجيش

العقيد وسام الحسن أرسل تحذيرا للدكتور فارس عبر الرئيس أمين الجميل ، وعمل على إخراجه من لبنان من غير طريق مطار بيروت قبل ساعات من اعتقاله على أيدي مخابرات الجيش اللبناني!؟

  باريس ، الحقيقة ( خاص من إلين / سوزان بورجوا): قال مصدر ديبلوماسي فرنسي يعمل في مكتب سوريا ولبنان بوزارة الخارجية الفرنسية إن " فرع المعلومات" في وزارة الداخلية اللبنانية أقدم على تهريب الدكتور وليد فارس ، الأمين العام لحزب الكتائب اللبناني ، قبيل ساعات من اعتقاله على أيدي مخابرات الجيش اللبناني. وكان فارس غادر لبنان في تشرين الأول / أكتوبر الماضي بشكل مفاجىء إلى فرنسا ، قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة حيث يعمل مستشارا للمجموعة البرلمانية لشؤون المنظمات " الإرهابية"،لاسيما حزب الله وحركة حماس. ويسجل للدكتور فارس أنه الأكاديمي والمثقف اللبناني الوحيد الذي يصف حزب الله على شاشات التلفزة الغربية ، وبشكل خاص "فوكس نيوز " التي يعمل محللا أمنيا لديها ، بأنه "عصابة إرهابية".

وبحسب الديبلوماسي الفرنسي الذي تحدث إلى"الحقيقة" ليلة رأس السنة بشكل غير رسمي ، على هامش  حفل اجتماعي في ضاحية "سان كلو" الباريسية ، فإن رئيس فرع المعلومات ، العقيد وسام الحسن ، أبلغ الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل بضرورة أن يغادر فارس لبنان فورا قبل اعتقاله من قبل مخابرات الجيش اللبناني في إطار تحقيقات تتعلق بقضية العميد السابق فايز كرم ، أحد أبرز كوادر تيار الجنرال ميشال عون . وأكد المصدر أن الدكتور فارس غادر لبنان عن طريق غير معروف حتى الآن ، ولكنه " ليس مطار بيروت الدولي" الذي يخضع لرقابة شديدة من قبل جهاز أمن حزب الله ومخابرات الجيش، وهو ما يوحي بأنه غادر على متن عبارة من ميناء جونية إلى قبرص ، قبل أن يتوجه إلى باريس.  وطبقا لما قاله المصدر ، فإن مخابرات الجيش اللبناني حصلت عل معلومات أمنية تفيد بـ " تورط الدكتور فارس في مرحلة من مراحل عملية تجنيد العميد كرم وإيقاعه في الفخ الإسرائيلي ثم في قبضة فرع المعلومات". ومن المعلوم أن الدكتور فارس هو أحد الأصدقاء الشخصيين القدامى لرئيس جهاز الموساد الإسرائيلي مئير داغان . وكانت علاقتهما نشأت منذ أن كان هذا الأخير مسؤول الارتباط الأمني الإسرائيلي بلبنان العام 1982 . وبعدها أصبح فارس ضابط الارتباط بين حزب الكتائب والموساد ، قبل أن يغادر إلى إسرائيل ، ومنها إلى فرنسا والولايات المتحدة  ، بعد انحسار الاحتلال الإسرائيلي إلى الشريط الحدودي في العام 1985.  وكان المصدر نفسه كشف لـ"الحقيقة" أواسط تشرين الثاني / نوفمبر الماضي عن أن الدكتور فارس لعب ، إلى جانب المخابرات الفرنسية ، دورا مهما في الإيقاع بفايز كرم من قبل "فرع المعلومات " في سياق " مخطط هدف منه إيصال نار العمالة إلى ثياب الجنرال عون بهدف ابتزازه وتحطيمه سياسيا على خلفية تحالفه مع حزب الله و مواجهته المفتوحة ضد تيار المستقبل الحريري والفرع المذكور". 

 

صفير استقبل وفودا وشخصيات مهنئة بالاعياد: نسأل الله ان يهون علينا كل الصعوبات التي نشكو منها

وطنية - 6/1/2011 امل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ان يكون العام الجديد عام خير وبركة وسلام، سائلا الله ان "يهون علينا وعلى اللبنانيين كل الصعوبات التي نشكو منها". كلام البطريرك صفير جاء لدى استقباله وفدا من اتحاد النقابات في المصارف برئاسة جورج الحاج الذي عرض له الواقع الاجتماعي للمواطن، ومن بينهم القطاع المصرفي، داعيا الى "حركة نقابية حرة بعيدة عن السياسة لان الوضع الاقتصادي والاجتماعي مهمول ومتروك حيث الحكومة مغيبة والمجلس النيابي ايضا والمواطن يحترق غلاء". ورد البطريرك قائلا: "الاوضاع نعرفها وتعرفونها، والناس يظنون ان الذين يعملون في المصارف هم اصحاب جيوب ممتلئة، سنخاطب من يجب ان نخاطبهم في هذا الامر، ولكن العجب انكم تعملون في المصارف والناس يشكون منها. نسأل الله ان يهون علينا وعلى اللبنانيين كل هذه الصعوبات التي نشكو منها، ونرجو ان يكون العام الجديد عام خير وبركة وازدهار وخيرا من العام الذي مضى" .

ومن الزوار ايضا: رئيس "الحركة اللبنانية الحرة" بسام خضر آغا الذي قال بعد اللقاء: "زيارتنا لتهنئة صاحب الغبطة بالاعياد، وتداولنا الاوضاع الخطيرة على الساحتين اللبنانية والاقليمية، ونقلنا لصفير قلقنا العميق عما يدور من احداث وخوفنا من ارتدادات ما حصل للاخوة في الكنيسة القبطية، وقد ابدينا له الخوف من خطر حقيقي قد يستهدفنا في لبنان على غرار ما حصل في مصر" . اضاف: "نعتبر ان المسيحيين هم اساس في تكوين هذا الشرق، ووجودهم ليس منة من احد بل على العكس هو ربح انساني وحضاري وثقافي للطوائف كافة وخصوصا للمسلمين" . ورأى آغا ان "الذين اعترضوا على دعوة قداسة البابا لحماية المسيحيين يجب تذكيرهم بانهم لم يعترضوا على تحرك الغرب لنجدة مسلمي كوسوفو حينها".

وتمنى على قادة الدول العربية "ان يعطوا المسيحيين حقوقهم السياسية المشروعة داخل انظمتهم وتكريمهم وتحصين مواقعهم لتسير الامور بشكل افضل وتكون ردا على بعض الانظمة التي تحمي وتغذي الارهاب في المنطقة". وعن مشروع الوزير بطرس حرب، رأى آغا "ان الرفض لهذا الموضوع عشوائي وغير مسؤول وينم عن جهل في التعاطي بالشأن العام، ولو انهم عادوا الى ما كان قاله العميد ريمون اده للسيد الامام موسى الصدر عام 1978 عندما زاره الاخير في فرنسا، فطلب اده من الامام الصدر نقل رسالة لرئيس الجمهورية تدعو الى اصدار مشروع قانون يحظر بيع الاراضي بين طائفة واخرى من اجل الحؤول دون تقسيم البلد بين مذاهبه واحداث فرز سكاني وهذا الطرح حينها لاقى استحسانا لدى السيد موسى الصدر".

والتقى صفير ايضا الوزير السابق سليمان طرابلسي، النائب فؤاد السعد، وفدا من اهالي الموقوفين في سجن روميه الذي شكا لغبطته المعاناة التي يعيشها الموقوفون من دون محاكمة، ومن دون الحد الادنى لحقوق الانسان.

كما التقى وفدا من "انصار المقاومة العربية" برئاسة المحامي محمد كرنيب جاء معايدا ومستنكرا الاعتداء على الاقباط في الاسكندرية وكذلك الاعتداءات المتكررة على مسيحيي العراق. وحذر السلطات المصرية من التقاعس في حماية المسيحيين في مصر وطالبها بالاسراع في كشف القتلة ومعاقبتهم. وطالب كرنيب كل الدول العربية "بتأمين الحماية الكافية للمسيحيين ولكنائسهم المقدسة".

كما التقى وفدا من المجلس البلدي لمدينة بيروت برئاسة الدكتور بلال حمد الذي عرض له الواقع البلدي والمشاريع التي يعمل عليها، وقال حمد بعد اللقاء:" تشرفنا بزيارة غبطته اليوم لمعايدته، وهو المرجعية الوطنية الدينية العظيمة للمعايدة اولا ولوضعه في اجواء عمل المجلس البلدي الجديد والخطوط العريضة لعملنا في المستقبل، وطلبنا منه تزويدنا الدائم في رشده ونصحه، وهو المعروف عنه انه من يعطي النصائح السديدة في الوقت المناسب والمكان المناسب" .

اضاف حمد: "علاقتنا مع البطريرك صفير تنطلق من علاقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع هذا المركز وهذا الصرح الوطني الكبير، وقد عرفته من خلال اشادات الرئيس الشهيد الحريري بهذا الصرح وسيده ومركزه في ضمائر اللبنانيين" .

وتمنى حمد الصحة والعافية لصفير "وان يكون دائما حاضرا في الانعطافات السياسية في البلد ليقدم للمسؤولين السياسيين رشده ونصحه ليزدادوا حكمة ورشدا لمصلحة هذا البلد خصوصا في مناسبة الاعياد".

وظهرا، استقبل صفير الوزير السابق يوسف تقلا واستبقاه الى مائدة الغداء.

بعد اللقاء، اشار تقلا الى ان الزيارة للمعايدة، آملا ان يحمل العام الجديد الخير والسلام والامان للبنان ولجميع اللبنانيين، مشددا على "ضرورة ان يعمل جميع المخلصين من ابناء هذا الوطن لانقاذ بلدهم من الصعاب التي يتخبط بها" .

وكان البطريرك صفير ترأس صباحا رتبة تبريك الزيت والميرون في كنيسة الصرح في بكركي.

 

آرام الأول ترأس قداس الميلاد في كاتدرائية انطلياس: لمواجهة الحساسيات السياسية بالاحترام المتبادل والتفاهم

سيبقى التعايش الاسلامي -المسيحي المبني على العدالة أولوية

وطنية - 6/1/2011 ترأس كاثوليكوس الأرمن الارثوذكس آرام الاول قداس عيد الميلاد لدى الطائفة في كاتدرائية انطلياس، في حضور الوزير جان أوغاسابيان ممثلا رئيسي الجمهورية والحكومة، النائب هاغوب بقرادونيان ممثلا رئيس مجلس النواب، الوزير ابراهام دده يان، الوزراء السابقين أرتيور نظريان وسيبوه هوفنانيان وشاهيه برصوميان وآلان طابوريان، النائبين السابقين جورج قصارجي وهاغوب قصارجيان، قنصل أرمينيا أشود كوتشاريان، الأمين العام لحزب الطاشناق هوفيك مختاريان وممثلين للأحزاب والهيئات والجمعيات الأرمنية وحشد من المؤمنين.

وألقى آرام الاول عظة بعنوان "بمجيئه على الارض جاء يسوع المسيح بالمحبة والعدالة والوئام"، قال فيها: "ولادة يسوع المسيح في بيت لحم ليست الا ولادة للمحبة والعدالة والوئام، وهي القيم التي اراد يسوع ترسيخها ونشرها من خلال رسالته على الارض".

أضاف: "المهمة الموكلة اليوم الى الكنيسة هي نشر المحبة والعدالة والوئام بين الناس. يجب ألا ننسى أن يسوع المسيح دعا تلاميذه في رسالته الاخيرة الى نشر تعاليمه في كل أصقاع الارض، وأن إنجيل المسيح هو إنجيل المحبة والعدالة والوئام".

وتابع: "ان اول شعب تجاوب مع خطبة المسيح وحول هذا النداء الى فعل واعتنق المسيحية كدين رسمي هو الشعب الارمني عام 301، وعلى مدى العصور وعلى الرغم من المجازر والاضطهادات التي واجهناها في تاريخنا، بقينا أمناء للرسالة السماوية الموكلة الينا وحتى دفعنا دمنا من اجل هذه الرسالة وسنبقى اوفياء لها لانها رسالة المحبة والعدالة والوئام. هذا هو الدرب الذي اخترناه في حياة شعبنا وهو كذلك في حياة محيطنا".

وعن الاوضاع في لبنان قال: "لبنان هو بلد التعايش مما يعني حياة مشتركة مبنية على القيم والمبادىء المشتركة ولا سيما المحبة المتبادلة والاحترام والمساواة والعدالة. هكذا كان لبنان ولا يمكن ان يكون غير ذلك. نشكر ربنا العلي لأننا لا نواجه في لبنان، ولن نواجه ان شاء الله، مشاكل ذات طابع ديني. اما في ما يخص الحساسيات السياسية فيجب علينا ان نواجهها ونتخطاها بالاحترام المتبادل والتفاهم متشبثين بخصوصيات بعضنا البعض وبمصالح لبنان العليا. لبنان هو وطن لجميع ابنائه، واللبنانيون كافة الى اي طائفة او تيار سياسي انتموا هم لبنانيون اصيلون ومتساوون ولا يحق لأي كان ان يشكك بلبنانية الآخر. ولنا ملء الثقة بان الجميع من دون استثناء يطمح الى لبنان الحر السيد المستقل المتمتع بالسلام والازدهار. لذا، على الجميع ان يعمل معا لتحقيق هذا الطموح. يجب ان تتفوق لبنانيتنا على صداقتنا مع الآخرين الذين يبقون غرباء مهما بدوا اصدقاء، وواجب علينا ان نعتبر مصالح لبنان العليا فوق كل الاعتبارات او الصداقات او المصالح الخاصة".

وبالنسبة إلى التواجد المسيحي والشهادة المسيحية في الشرق الاوسط قال: "ان الشرق الاوسط هو مهد المسيحية. يسوع ولد في فلسطين وهناك انجز رسالته ومن القدس اشع نور رسالته وانتشر الى مختلف أنحاء العالم، وأضحى الايمان المسيحي وشهادات المؤمنين المسيحيين من اهم ركائز تاريخ الشرق وحضارته وثقافته. لقد استنكرنا ومرة اخرى نستنكر اشد الاستنكار الاعمال الارهابية التي ترتكب في الآونة الاخيرة ضد المسيحيين في مصر كما في العراق او سواه واستهدفت الكنائس المسيحية ومؤمنيها".

وختم آرام الأول: "المسيحية نشأت في هذه المنطقة، وعلى الرغم من كل الصعاب والتحديات ستبقى متجذرة في هذا الشرق وسيبقى التعايش الاسلامي - المسيحي المبني على المحبة والعدالة اولوية ملحة ليس فقط لمسيحيي الشرق إنما للمسلمين ايضا، ولنا ملء الثقة بان اخواننا من الطوائف الاسلامية يشاطروننا القناعة اياها، فمنذ قرون والتعايش الاسلامي - المسيحي في الشرق يشكل نموذجا فريدا وسيبقى كذلك ضمانا للسلام والتقدم والازدهار في المنطقة".

وبعد القداس استقبل آرام الاول المهنئين في صرح الكاثوليكوسية.

 

هزيم ترأس قداس عيد الظهور في دير البلمند - الكورة: قطع الرؤوس مرفوض دينيا ومسيحيو مصر أوفياء لبلدهم

متري:أي تسوية تتجاوز الاستقرار لن تكون موضع اتفاق من دون اللبنانيين

وطنية - 6/1/2011 ترأس بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق لطائفة الروم الأرثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم قداسا احتفاليا في دير سيدة البلمند - الكورة، لمناسبة عيد الظهور الالهي"الغطاس"، في حضور وزير الاعلام الدكتور طارق متري، الدكتور وليد داغر ممثلا نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس ورئيس جامعة البلمند الوزير السابق إيلي سالم وحشد من المؤمنين. بعد القداس، تقبل البطريرك هزيم التهاني بالعيد من المشاركين، ثم عقد اجتماعا مع متري في مقر البطريركية وبحث معه في المستجدات المحلية والإقليمية.

بعد اللقاء، قال هزيم: "لا أتصور ان أحدا في العالم يختلف في الرأي مع أحد عما حصل في مصر من اعتداء على الابرياء في الكنيسة، فالمسيحيون في مصر يعيشون منذ أكثر من ألفي سنة ولا يعتدون على أحد ولا يمكن ان يعاملوا وكأنهم ملحقون ودخلاء، وهذا أمر عجيب جدا. ألم يعلم مرتكبو هذه الجرائم ان هؤلاء الناس هم أوفياء لبلدهم مصر ومتمسكون بالعيش في وطنهم، وقد برعوا في شتى المجالات ولا سيما العلمية منها؟" وردا على سؤال قال: "أيعقل ان ترخص روح الانسان الى هذه الدرجة بسبب الجهل والحقد؟ لماذا كل ذلك؟"

أضاف: "أتمنى ألا تؤدي هذه الأحداث الى أي فتنة ولا سيما ان كل المسلمين ليسوا مثل بعضهم البعض كما كل المسيحيين ليسوا مثل بعضهم ايضا، وانا اصبح عمري أكثر من تسعين عاما ولم أشاهد في حياتي مثل هذه الاعتداءات، فقطع رؤوس الناس أمر مرفوض دينيا، ولو اراد الله ان يخلق الإنسان من دون رأس لكان فعل ذلك، وهؤلاء يتحدثون باسم الدين ولكن اقول كرجل دين بان الاديان لا تسمح ولا تقبل بارتكاب مثل هذه الجرائم". وعن الوضع في لبنان قال: "أشعر ان ثمة خطة للمماطلة بالأمور، لربما يمل أحدهم وييأس ويقوم بانتحار سالم لنفسه ويقول دعونا نموت افضل من ان نعيش بهذه الطريقة في بيوتنا وبين اهلنا والذين عرفناهم من أعوام". وتابع: "من يستطيع ان يقيس الانحرافات الموجودة في لبنان الى هذا الحد؟ هذا أمر مؤسف، ولكن يمكن ان يكون ايجابيا، فهؤلاء الناس يكشفون عن حالهم، وأتمنى ألا يكون ثمة أمور مخفية لان الانسان باستطاعته ان يعالجها اذا كانت ظاهرة". وختم هزيم:" في لبنان لا احد يأكل خبز احد وكل فرد ياكل في بيته مستورا، ويذكروننا في الادعاءات الكبيرة التي تقال باشياء كثيرة كثيرة، وكل الكلام الكبير الذي يتم التداول فيه والذي يحكى في اتجاه او بآخر، سيجعلوننا نصدقه، ولكن نحن نقول أن كل حجر من احجار لبنان له قيمة كبيرة عندنا، ونحن لا نعرف طائفة واحدة بل نعرف كل الطوائف ونعيش مع بعضنا منذ زمن طويل، واليوم نسأل لماذا يحصل ما يحصل عندنا، وهل يمكن لمن لديه السلاح ان يتحدث مع الناس بطريقة مغايرة؟".

متري

بدوره، ألقى متري كلمة قال فيها: "استعيد بعض ما قاله البطريرك أغناطيوس عن الحدث المفجع في مصر ولا سيما إشارته إلى أننا نعيش في عالم فيه مهووسون يقتلون باسم الدين، وإلى أن ما جرى هو اختبار للشهادة المسيحية وأيضا اختبار للمواطنة، فالأقباط مواطنون مصريون أصحاب حق في الأمان والحرية الدينية وقد أظهر تضامن المسلمين التلقائي والواسع معهم أن ما نسميه في لبنان عيشا مشتركا، ليس تجاورا واختلاطا فحسب بل أولا وقبل كل شيء مساواة في المواطنة. ويبين هذا التضامن أن ما أصاب المسيحيين أصاب المسلمين أيضا وأن الأذى الذي لحق بهم لحق بالمجتمع كله. هذا هو الأساس الذي تقوم عليه دعوة قداسة البابا شنودة إلى الحكمة والتعقل، أيا كان من أمر الحزن والغضب. يبقى أنه، بالإضافة إلى التشديد على حقوق المواطنة، هناك حاجة لا تحتمل الانتظار، إلى اعلان موقف قوي وجامع، مبدئي وعملي في مواجهة الإجرام الإرهابي والعنف الطائفي ورفضا لتوسل الدين في تسويغهما".

وعن الحكومة قال: "نسمع ونقرأ كلاما في التسوية أو الحل تختلط فيه الاقتراحات والتكهنات والتمنيات والأقاويل. بالطبع هناك مسعى سوري - سعودي يحظى بدعم واسع في لبنان وخارجه وهو يقوم أولا على حفظ الاستقرار، لكن يبدو أن الأفكار التفصيلية لم تصبح مشروعا مقترحا لتسوية سياسية، ولو كانت كذلك لما بقيت طي الكتمان، ذلك أن كل تسوية سياسية تتجاوز مسألة الاستقرار لا يمكن أن تصبح موضع اتفاق من دون اللبنانيين". وعن الوضع الحكومي قال: "يؤسفني، كما يؤسف الكثيرين، ألا نستطيع الفصل بين الخلاف في مسألة محددة والعمل الحكومي العادي والضروري، بل الملح. وفي ما يتعدى تفاصيل هذه المسألة، هناك مشكلة تكمن في ميل البعض المستمر إلى تغيير قواعد نظامنا السياسي، بقوة الأمر الواقع. فعلى سبيل المثال، نذكر كلنا الإصرار على تأليف حكومة واسعة التمثيل وبالصيغة التي تعرفها، وهو ما أخر تأليفها. كما نذكر تعثر عمل الحكومة بفعل النقض، الفيتو، الذي يمارس داخلها، ثم ظهر بقوة في مسألة الشهود الزور إذ جرى تجميد عمل الحكومة بفعل إصرار عشرة وزراء على التصويت مقابل عشرين لم يستحسنوه. واليوم، نسمع أحيانا من بعض أصر بالأمس على الصيغة الحكومية الحاضرة رغبة في الإطاحة بها، ومن فئة منه شكوى من حالة جمود ليس بريئا من التسبب بها".

 

سعادة ترأس قداس عيد الغطاس ودعا الى التمسك بالقيم المسيحية

وطنية - البترون - 6/1/2011 احتفلت البترون بعيد الغطاس، فأقيمت القداديس والصلوات في الأديرة والكنائس، وسهر المؤمنون عشية العيد ليتباركوا من مرور المسيح في منتصف الليل. وللمناسبة، ترأس راعي ابرشية البترون المطران بولس اميل سعادة قداسا في الصرح الاول للبطاركة الموارنة في لبنان دير مار يوحنا مارون كفرحي حيث ذخيرة القديس مارون في حضور جمع من المؤمنين. وبعد مراسم تبريك المياه وتلاوة الانجيل المقدس، ألقى المطران سعادة عظة ركز فيها على "مهمات الكنيسة في نشر المحبة بين الناس وقبول الآخر"، داعيا الى "التمسك بالقيم المسيحية والوطنية". واذ اكد "ان لبنان وطن لجميع ابنائه"، استنكر "الاعمال الارهابية التي تحصد المسيحيين في مصر والعراق وغيرها من الدول"، داعيا الى "ان نعيش كل على معتقده، وان تحكم شريعة الدولة لبناء السلام".

 

 كلاس: الظهور الالهي قلب مسار التاريخ وأدخل بين الناس مزيدا من العدالة والرحمة والتضامن

وطنية - 6/1/2011 - ترأس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران يوسف كلاس قداس عيد الغطاس او الدنح في كنيسة يوحنا فم الذهب في المطرانية - طريق الشام، عاونه فيه النائب الاسقفي الارشمندريت سليمان سمور والأبوان آلان القاضي وأندره فرح بمشاركة الارشمندريت الياس رحال والاب ايلي قنبر وحشد من المؤمنين. وألقى المطران كلاس بعد الانجيل المقدس عظة قال فيها:"لقد تكفل قداسة البابا بالتذكير بالقيم التي بشر بها السيد المسيح في رسالة بدء السنة الميلادية ونبه الى حق اعتماد الديانة التي ترضي ضمير معتنقها وسمى ذلك الحرية الدينية واسمح لنفسي بالاشارة ولو الى فقرة من فقرات هذه الرسالة تحذر من توظيف الديانة في خدمة المطامع السياسية او الاقتصادية، وذلك من اجل تثبيت السلطان القائم فلا يعقل ان يفرض الدين عنوة ولا ان يوظف بأن تثار الغرائز العصبية الدينية، من أجل إضعاف فريق او تدعيم فريق على اناس اختاروا الحرية الدينية وقدسوها. فنظرا الى تنامي حركة العولمة في العالم ولئلا تسود مصالح العولمة المادية على القيم والاخلاق الدينية، يحرض قداسة البابا جميع المؤمنين بالمسيح على التزام المؤسسات المدنية، سياسيا واقتصاديا من اجل الشهادة، بمحبتهم وايمانهم، ان الدين يسهم في احلال العدالة والانماء المتكامل وفي تنظيم الواقع الحياتي البشري في الاوطان".

أضاف:"وإن كان حدث الظهور في الاردن قد قلب مسار التاريخ رأسا على عقب، وأدخل في العالم مزيدا من العدالة والرحمة والتضامن بين الناس، ومزيدا من الرجاء بخلاص أعطي لنا وضمن لنا العبور الى الله، بعد أن أصبحنا بين مولودين، لا من مشيئة رجل، بل من محبة الله، فلنتقبل هذا الظهور في قلوبنا، لكي نتحول بنعمة هذا الظهور الالهي من سلام الى سلام أكبر ومن فرح الى فرح أعظم". تابع:"إن الماء الذي هو عنصر أساسي للحياة، والذي سنباركه، كما في كل سنة يرمز أسراريا لمعموديتنا ويذكرنا بأنه يجب علينا أن نفتح قلبنا للسيد المسيح الذي ينتظر فقط موافقتنا لكي يتبنانا وإن كنا على هذه الحال من الثقة بالمسيح والفرح الداخلي، ينزل حينئذ الروح القدس ويستقر علينا كما استقر على يسوع، بذلك نولد من جديد".

وختم:"كلما تواضع الرب كلما اعطانا من ذاته ونحن كلما تواضعنا، كلما تقبلناه في ذواتنا. فلنتوجه بفرح الى الروح القدس، طالبين ان يشركنا في وداعة يسوع التي يستقصى عمقها هو الذي ينحدر الى قلوبنا ليملأها محبة، آمين". وفي نهاية القداس، أقيمت صلاة تبريك الماء.

 

جعجع عرض مع معوض أوضاع المسيحيين في مصر والعراق: اذا لم نحصل على دولة فعبثا يتعب البناؤون

وطنية - 6/1/2011 - عرض رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة ولا سيما ما حصل من أحداث مؤسفةاستهدفت المسيحيين في مصر والعراق ونيجيريا. وأكد معوض بعد اللقاء أن "هذه المجازر لن تزيدنا الا تشبثا بأرضنا وبالشراكة مع الاسلام المعتدل في وجه أي تطرف يهدف الى انقسام مسيحي - اسلامي، ونحن كمسيحيين لبنانيين يجب أن يزيدنا ذلك تشبثا بالدولة وبنظامنا الديمقراطي"، مشيرا الى انه "خارج منطق الصيغة اللبنانية والدولة والشراكة مع المسلمين المعتدلين يصبح وضع المسيحيين في خطر". وأكد "التمسك بالحق والحقيقة والعدالة في ظل ترقب صدور القرار الاتهامي ليس لمحاسبة أي فريق من اللبنانيين - كما يتهموننا - بل نحن مصرون على الشراكة مع كل الأفرقاء واساس هذه الشراكة لا يتحقق الا بكشف الحقيقة من خلال المحكمة الدولية"، مشددا على انه "لا يمكن التأسيس لوطن الا على أساس هذه الحقيقة، فاذا كانت الحقيقة تجرح في بعض الأحيان فإن تغييبها يقتل". من جهة أخرى، أكد جعجع في حديث خاص الى مجلة "مرايا الجبة" في عددها الاول والتي تصدر في منطقة بشري، أن "الوضع اللبناني لم يستقر بعد، واذا لم يحصل هذا الاستقرار ولم نحصل على دولة واضحة المعالم، فعبثا يتعب البناؤون، اي من العبث ان نعمل على بناء طريق قد تدمرها القذائف غدا، ومن العبث التخطيط لمشروع انمائي في اجواء لا تسمح بالاستثمار في البلاد لانه لن ينجح". وشدد على أنه "من هذا المنطلق تنصب اهتماماتي الكبرى على المستوى الذي يحتاج الى ترتيب والذي اذا لم ينتظم لا يمكن ان تسوى الامور الحياتية ولا يمكن لحكومة ان تجتمع ولا لمجلس نواب ان يحاسب ولا لحزب ان يقوم".