المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 04 من كانون الثاني/2011

البشارة كما دوّنها متى الفصل 5/21-26/الغضب

سمعتم أنه قيل لآبائكم: لا تقتل، فمن يقتل يستوجب حكم القاضي. أما أنا فأقول لكم: من غضب على أخيه استوجب حكم القاضي، ومن قال لأخيه: يا جاهل استوجب حكم المجلس، ومن قال له: يا أحمق استوجب نار جهنم. وإذا كنت تقدم قربانك إلى المذبح وتذكرت هناك أن لأخيك شيئا عليك، فاترك قربانك عند المذبح هناك، واذهب أولا وصالـح أخاك، ثم تعال وقدم قربانك. وإذا خاصمك أحد، فسارع إلى إرضائه ما دمت معه في الطريق، لئلا يسلمك الخصم إلى القاضي، والقاضي إلى الشرطي، فتلقى في السجن. الحق أقول لك: لن تخرج من هناك حتى توفي آخر درهم.

 

اتهامات مصرية لـ "حزب الله وإيران" بتفجير كنيسة الإسكندرية

لندن: كتب حميد غريافي/جريدة السياسة الكويتية

في 3 كانون الثاني 2011/العدد 15155

توقعت أوساط برلمانية مصرية أمس أن تكون هناك ردود عقابية على عملية تفجير كنيسة القديسين مار جرجس والأنبا بطرس في الإسكندرية ليلة راس السنة. إذا ما صحت المعلومات التي تتداولها جهات أمنية وسياسية مصرية في القاهرة حول إمكانية أن يكون حزب الله وراء هذا التفجير الإجرامي ضد جماعة مسيحية لإشعال نار الطائفية في مصر على نطاق واسع كرد على الأحكام القضائية التي صدرت بحق بعض عناصره في قضية "خلية مصر" التي حوكمت العام الفائت بتهم الإخلال بالاستقرار ومحاولات المس بالأمن القومي لمصر وتهريب أسلحة عبر الحدود (قطاع غزة) إلى جهات خارجية.

وقالت الأوساط المصرية لوفد نيابي خليجي يزور مصر حالياً إن هناك معلومات أوسع عن أن نظام محمود أحمدي نجاد هو وراء هذا التفجير كما فعل ويفعل في العراق واليمن في خضم فوضى الإتهامات المتطايرة ضد نظام القاعدة والبعثيين الصداميين السابقين في العراق والحوثيين الثائرين على النظام اليمني والمدعومين مادياً وتسليحياً من إيران علناً إذ يتهم علي خامنئي وجماعاته المتشددة مصر بدعم دول الخليج العربي وفي طليعتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والكويت في وجه مطامع إيران في تلك المنطقة.

وأكدت الأوساط البرلمانية المصرية أن تحذيرات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عشية وقوع انفجار الكنيسة في الإسكندرية هذا الأسبوع إلى طهران بوجوب الابتعاد عن التدخل في العراق ولبنان وفلسطين واليمن ودول الخليج والشؤون الداخلية العربية، قد تكون استجلبت الإرهاب الإيراني إلى مصر مباشرة وبشكل خطير هذه المرة في محاولة لتفجير الشارع الطائفي المصري الهش مع العلم أن اتهامات الحكومة المصرية الفورية "لجهات أجنبية بالضلوع في تفجير الكنيسة وجدت فيها جهات برلمانية وشعبية وحكومية مصرية إشارة واضحة إلى إيران وليس إلى أي جهة أخرى كما بدأت أبواق نجاد-خامنئي في طهران وبيروت تسرب".

ونقلت الأوساط عن مسؤولين أمنيين مصريين كبار تأكيدهم "أنها ليست المرة الأولى التي يثبت فيها ضلوع إيران واستخباراتها وجماعات حزب الله الدائرة في فلكها في أعمال إرهابية في مصر ودول عربية وأجنبية أخرى كان من بينها اعتراف حسن نصرالله علناً في خطابه العام الفائت الذي دافع فيه عن رئيس خلية حزب الله وعناصر أخرى اكتُشفت في مصر للقيام بأعمال ارهابية ومحاولة قلب نظام الحكم فيها".

وأعربت الأوساط البرلمانية عن قناعة الأجهزة الأمنية المصرية أن هناك ما لا يقل عن 20 خلية إرهابية تابعة لحزب الله والحرس الثوري الإيراني في مصر، من بين مهماتها تهريب الصواريخ والسلاح والمال إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة والقيام بأعمال تفجيرية كلما تعرضت مصر لسياسة إيران ومطامعها في الشرق الأوسط، أو كلما هبت للدفاع عن منطقة الخليج العربي لدى تعرضها لحملات إعلامية أو تحرشات إيرانية.

وتوقع مشاركون في الوفد النيابي الخليجي إلى القاهرة أن يكون هناك "عقاب" على عمليات الاستخبارات الإيرانية وأجهزة حزب الله الخارجية في مصر وأماكن أخرى من العالم العربي سواء تكون هذه الردود منظمة من جهات حكومية عربية لوقف أعمال إيران وحزب الله الإرهابية عند حدود معينة أو من قبل جهات إسلامية سلفية قد تحاول الانتقام لرئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في حال تضمن القرار الإتهامي للمحكمة الدولية أسماء قياديين من حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

وقال أحد أعضاء الوفد الخليجي إن اتهامات قناة المنار التابعة لحزب الله الأولية الموجهة لإسرائيل بقيامها بتفجير كنيسة الإسكندرية "تذكرنا" بإتهامات حسن نصرالله إسرائيل بإغتيال رفيق الحريري، وما إصدار حزب الله وطهران بيانين منددين بعملية الإسكندرية هذه بعد وقوعها ما أدى إلى مقتل 21 شخصاً وجرح نحو 90 جلهم من الطائفة القبطية المسيحية إلا محاولة مشتركة ومنسقة لإبعاد التهم عنهما.

 

صفير: نمر في مرحلة صعبة تستوجب تحصين الوطن شــــطح: الحريري ثابت على مبادئه لحماية البلد

المركزية- أسف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لما حصل في مصر وما يحصل في العراق مشيرا الى اننا نمر في مرحلة صعبة وعلى كل واحد منا ان يسعى الى تحصين وطنه. واصل البطريرك صفير استقبال المهنئين في عيدي الميلاد ورأس السنة، فالتقى مستشار رئيس الحكومة للشؤون الخارجية الوزير السابق محمد شطح الذي وصف الزيارة بأنها للمعايدة، وقال: "نقلت تمنيات الرئيس الحريري لغبطته بأن تكون السنة الجديدة أفضل من سابقتها، ونقلت اليه أيضا ثبات الرئيس الحريري على الأسس والمبادىء التي أوصلته الى العمل العام والسياسي، وهذا ما يدركه صاحب الغبطة لان هذه المبادىء الاساسية تتلاقى مع مبادىء غبطته وهو الذي يرددها دائما ولا سيما اننا في أشد الحاجة الى الثبات على المبادىء الوطنية الاساسية التي نؤمن بها وهي التي ستحمي البلد باذن الله".

وردا على سؤال عن انطلاقة العام الجديد خصوصا ان الرئيس بري وصف شهر كانون الثاني بانه شهر الحسم، قال: "نتمنى جميعا ان يكون شهر كانون الثاني مفصليا بالمعنى الجيد، فالمراوحة مكلفة وطنيا ومعنويا واجتماعيا، واعتقد ان الناس يفكرون ان عدم التحدث لمدة اسبوع في موضوع المحكمة الدولية والقرار الاتهامي يريح اعصابهم ووضع البلد ويتحسن الاقتصاد، وفترة المراوحة المصطنعة التي نعيشها منذ فترة طويلة نأمل الخروج منها في هذا الشهر، ولكن ليس لدي معطيات خاصة للتكهن. نأمل ان يعود الجميع الى التواصل مع بعضهم البعض جديا ولفترة طويلة، لان غياب الكلام الجدي بين المسؤولين السياسيين مكلف ونتمنى من الجهود كافة اكانت خارجية ام داخلية ان تركز على مصلحة الناس وانهاء المراوحة، فاذا استطعنا نقل الحوار من الخارج الى الداخل نكون حققنا انجازا كبيرا على الصعيد الوطني والمؤسسات والنظام، ونأمل ان يحصل هذا الحوار والنقاش اكثر من اي شيء اخر".

مهنئون: ومن المهنئين على التوالي: المحامي يوسف الدويهي، وفد من قطاع رجال الاعمال في "القوات اللبنانية" برئاسة جورج مفرج، اتحاد تجار جبل لبنان برئاسة رئيس الاتحاد الشيخ نسيب الجميل، جمعية اوكسيليا برئاسة الدكتور اسعد نصر، ووفود شعبية من مختلف المناطق. واستقبل البطريرك النائب فريد حبيب الذي اشار الى ان الزيارة للمعايدة، واصفا البطريرك صفير بـ "ضمير لبنان" والصرح البطريركي بانه "مرجعية لجميع اللبنانيين".

وعن الكلام بأن اي حكومة جديدة لن يكون للقوات اللبنانية وزراء فيها، قال حبيب: "هذا كلام مرفوض ولا صحة له على الاطلاق، لانه لا يمكن لأحد ان يشكل حكومة من دون القوات والكتائب. فالقوات اللبنانية هي في صلب الموضوع اللبناني وهي ايضا ضمير اللبنانيين". وتلقى البطريرك صفير اتصال تهنئة بالأعياد من الوزير السابق فؤاد بطرس.

 

 

الدار" الكويتية: اتصال مصري مع قيادات لبنانية للدخول على خـــــط التسوية

المركزية - نقلت صحيفة "الدار" الكويتية عن مصادر سياسية مصرية رضاها وارتياحها الى عدد من مواقف بعض الدول والشخصيات السياسية العربية التي وقفت إلى جانب مصر وساندتها ببيانات ومواقف مشددة، في شأن إدانة وتجريم الحادث الإرهابي التفجيري الذي ضرب كنيسة القديسين في الاسكندرية. وكشفت المصادر المصرية أن من تلك المواقف الإيجابية البرقيات ورسائل التعزية التي بعث بها كل من الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، وبيانات الإدانة والشجب من قبل "حزب الله" بعد ساعات معدودة من وقوع حادث التفجير. واعتبرت المصادر المصرية أن مجمل هذه المواقف لاشك ستؤثر بالإيجاب على مجمل العلاقات بين القاهرة وعدد من الشخصيات اللبنانية التي كانت تشهد علاقاتها بمصر العديد من التحفظات وعدم التوافق طيلة الفترة الماضية بسبب خلافات شديدة على خلفية تباينات سياسية عدة.

وأشارت مصادر قريبة الصلة بالملف اللبناني في الحكومة المصرية، الى أن القاهرة كانت على اتصالات مباشرة مع عدد من القيادات اللبنانية منذ عدة أسابيع فقط، وحتى الآن بهدف فتح قناة اتصال مباشرة ودخول القاهرة بجانب سوريا والسعودية على خط الوساطة في شأن تسوية الوضع في لبنان، في حالة صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.

 

تشرين" السورية: الوقت أمام الحريري بدأ يتقلص

المركزية - اعلنت صحيفة "تشرين" السوريّة اليوم إن الآمال معلقة على الرئيس سعد الحريري "لاتخاذ موقف جريء وشجاع يرفض اتهام "حزب الله" ويسقط مفاعيل التسييس للمحكمة وخصوصاً أن مثل هذا الموقف كما أكد الرئيس بشار الأسد يوازي إسقاط اتفاق "17 أيار"، مشيرة الى أن "الفرصة ما زالت متاحة لاتخاذ مثل هذا الموقف علماً أن مساحة الوقت بدأت تتقلص". وقالت: "في الوقت الذي كان فيه المسعى السعودي - السوري يتلقى دعماً من الحريصين على وحدة لبنان وأمنه واستقراره، بدأت حملة تصريحات خارجية وداخلية تقلل من أهمية ذلك المسعى وتؤكد دعم المحكمة وضرورة صدور القرار الاتهامي مهما كانت التداعيات السلبية لهذا التوجه. ‏ومن الواضح أن هؤلاء يريدون أن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء لأنهم لا يؤمنون بالشراكة الوطنية ويفضلون عليها الوصاية الأجنبية لأنهم ما زالوا أسرى عقلية وصاية القناصل.

 

حوري: عون يحلم برئاسة وصل إليها ضابطان كانا تحت إمرته 

موقع 14 آذار/اتهم نائب بيروت في كتلة المستقبل عمار حوري، في تصريح لـ"الأنباء الكويتية"، فريق 8 آذار بأنه من خلال مواقفه يستهدف ميثاق الطائف، موجها انتقاده الى رئيس كتلة التغيير والاصلاح النائب ميشال عون النيابية "الذي يعتبر أن رئاسة الجمهورية من حقه وقد فاتته أكثر من مرة وهناك ضابطان كانا تحت امرته قد وصلا الى رئاسة الجمهورية وهو حتى الآن مازال يحلم بها ليلا ونهارا من دون ان يتمكن من الوصول إليها، وربما يعتبر البعض ان محاولة تخريب الهيكل اللبناني واعادة بناء الامور مجددا ربما تجعله يستفيد من توازنات جديدة علها توصله الى رئاسة الجمهورية". ورأى حوري أن "المحكمة من وجهة نظري ليست القضية قضية محكمة وعدالة ربما هي ابعد من ذلك، هي قضية الكيان وقضية نظرة الفريق الآخر الى اعادة تكوين النظام اللبناني من جديد بمعنى آخر، ربما الفريق الآخر يريد ان يستبدل اتفاق الطائف ويستهدف الميثاق الذي توافقنا عليه وتفاهمنا عليه، لذلك اذا استعرضنا ما حصل منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري نجد ان هذا الشريط يتضمن مواقف واضحة صوبت بشكل دائم على المؤسسات والصلاحيات والرموز الوطنية". 

 

الأنباء" الكويتيّة: لماذا تستبعد "14 آذار" "7 أيار" جديداً؟!

في تقديرات سياسية لموقف "حزب الله" بعد صدور القرار الاتهامي الذي لا يكون مسبوقا بتسوية، تبدي أوساط في قوى "14 آذار" اطمئنانا الى ان ردة فعل الحزب لن تكون عنفية وعسكرية، والأزمة لن تنتقل الى الشارع على نحو ما حدث في 7 أيار 2008.

وهذا التقدير الذي يدفع الى التمسك بالمواقف والى خوض مفاوضات التسوية من موقع تفاوضي صلب، ينطلق أولا من قراءة داخلية تقول ان "حزب الله" ليس بحاجة الى تكرار تجربة "7 أيار" لأنه يمتلك هذه المرة وسائل سياسية للتأثير وممارسة نفوذه، والأهم انه ليس من مصلحته استخدام القوة لأن الظروف الداخلية تغيرت، وأي "7 أيار" جديد لن يكون "نزهة"، ولأن الموقف الدولي والعربي لا يسمح بقيام وضع انقلابي في لبنان واحداث تغيير بالقوة.

بإمكان "حزب الله" السيطرة على الأرض ولكن المسألة ليست هنا، وانما في اليوم التالي وفي الوضع الذي سينشأ بعد ذلك، حيث سيكون الحزب في مواجهة مع المجتمع الدولي وفي مواجهة قرار دولي جديد أين منه القرار 1559، وسيدخل في نفق ومستنقع فتنة مذهبية لا يمكن التكهن بمداها الزمني والجغرافي، بحيث يمكن ان تجر الى توتر في المنطقة والى حرب اسرائيلية تنفذ من ثغرة الانقسام الداخلي والوضع اللبناني المكشوف أمنيا وسياسيا، اضافة الى انه سيعرض للخطر مكاسبه الداخلية التي راكمها لسنوات على الصعيد السياسي والمؤسساتي ومشاركته الفاعلة في قرار الحكم، وعلى صعيد الغطاء الشرعي الرسمي لـ"المقاومة" الذي يتيح لها هامشا واسعا من التحرك. الى هذه القراءة الداخلية المتصلة بوضعية وموقف ومصلحة "حزب الله"، تضاف في الأوساط القريبة من "14 آذار" قراءتان تتعلقان بالموقفين السوري والايراني:

1- بالنسبة للقيادة السورية، فإنها تدرك جيدا، استنادا الى الرسائل المتعددة التي تلقتها، ان الدول البارزة، وفي مقدمتها أميركا وفرنسا والدول العربية المعنية بالأمر، تريد وتتوقع منها أن تلجم حلفاءها وتضبطهم وتمنع تنفيذ أي خطة لتفجير الأوضاع في لبنان على نطاق واسع ردا على صدور القرار الإتهامي، كما تدرك تماما ان هذه الدول ستحملها مسؤولية تصرفات حلفائها الخطرة مما ستكون له عواقب وانعكاسات سلبية تلحق أضرارا بسوريا.

وتعلم دمشق ان أي تفجير للأوضاع سيؤدي الى سقوط صيغة "المشاركة الوطنية" في الحكم بين الأفرقاء اللبنانيين ويعرض البلد لأخطار كبيرة وسيشكل انتهاكا للتفاهم السعودي – السوري القائم على ركيزتين أساسيتين هما ضرورة الحفاظ على التهدئة الأمنية والاستقرار وعلى وجود حكومة "وحدة وطنية".

وتوتر العلاقات مع السعودية ومع دول بارزة عدة مجددا لن يخدم مصلحة سورية ولن يعزز مواقعها، كما ان تفجير الأوضاع في لبنان على نطاق واسع قد يؤدي الى تدخل عسكري اسرائيلي وتعرض مواقع وأهداف ومنشآت لبنانية وسورية لهجمات اسرائيلية مدمرة.

2- بالنسبة الى الموقف الايراني، يعد لبنان البلد الوحيد في العالم الذي تملك فيه ايران تنظيما سياسيا شعبيا عسكريا قويا هو "حزب الله" يقود الطائفة الشيعية وله حلفاء من طوائف أخرى ويتمتع بنفوذ سياسي وشعبي مهم.

وتريد ايران من خلال مساندتها "حزب الله" تقوية دورها في الساحة اللبنانية وتعزيز نفوذ الطائفة الشيعية وسلطاتها والحفاظ على القدرات العسكرية الكبيرة للحزب للاستعانة بها في أي نزاع مع اسرائيل وخصوصا للرد على هجمات اسرائيلية محتملة على المنشآت النووية والحيوية الايرانية. وتدرك القيادة الايرانية، في ضوء معلوماتها وتقويمها لمسار الأوضاع، أن "حزب الله" ليس قادرا على أن يحكم لبنان بالقوة المسلحة ويتصرف به كما يريد، ولذلك فإن المصلحة الايرانية تقضي بمنع تورط الحزب في عملية عسكرية أو انقلابية واسعة النطاق ردا على صدور القرار الإتهامي لأن ذلك يعرضه لمخاطر كبيرة ويضعف قدرته على مساعدة الايرانيين في صراعهم مع اسرائيل ومع الدول الكبرى الرافضة امتلاك الجمهورية الاسلامية السلاح النووي.

 

 سعيد: التسوية هي كيف نحمي لبنان من مشكلة أمنية بعد صدور القرار الاتهامي 

موقع 14 آذار/أكّد منسق الأمانة العامة لـ 14 آذار النائب السابق فارس سعيد أن "ليس هناك فرج إلاّ من بعد أزمة"، مشيراً الى أن "الأزمة تطلّ علينا في مشهد مثلث الرؤوس، لقد أطلّ علينا أحدها، وهو ما حصل في مصر، وأزمة ثانية هي صدور القرار الاتهامي، وأزمة ثالثة هي الأزمة المعيشية"، معتبراً أن "الشيعة يعيشون أزمة القرار الاتهامي والسنّة يعيشون أزمة انهيار الدولة في لبنان والمسيحيون يعيشون القلق". سعيد، وفي حديث الى إذاعة "لبنان الحرّ"، أوضح أن "القرار الاتهامي أصبح أمراً واقعاً ومحاولة إلغاء المحكمة الدولية لم تنجح ومحاولة الانقلاب على الأوضاع من خلال التصويت على ملف شهود الزور لم تنجح، واذا كنّا نتكلّم عن تسوية فهي كيف نحمي لبنان من أي مشكلة أمنية بعد صدور القرار الاتهامي، وهناك مساع لذلك"، مشدداً على أن "ما من طرف في لبنان، لا المظلوم ولا الظالم، لديه مصلحة بأن نعيش في فترة عدم استقرار، وهذا يتطلّب قراءة سياسية معمّقة من قبل الأطراف كافة". وإذ رأى سعيد أن "حزب الله" يحاول فرض شروطه علينا، لكن نحن نقول إن على الجميع الذهاب نحو خيار الدولة"، أكّد أن "الجيش والدولة هما اللذان يحميان الجميع".

وحول الخطوة الأميركية بتعيين سفير جديد لها في دمشق، قال سعيد: "أراها جيّدة جداً، لأنّ هناك مصلحة غربية بأن يكون هناك حوار مع طرف اقليمي كسوريا معنيّ بالاستقرار في المنطقة، والضغوط التي تمارس على سوريا لن تساهم في استقرار في المنطقة".

 

«ايكونوميست»:2011 قد تشهد حرباً مدمرة بين إسرائيل و«حزب الله»

بيروت - «الراي»/حذرت مجلة «ايكونوميست» البريطانية من خطر نشوب حرب مدمرة في الشرق الاوسط خلال الـ 2011 ما لم يضطلع الرئيس الاميركي باراك اوباما بدور فعال في عملية السلام في المنطقة. وأوضحت المجلة في مقال نشرته امس «أن مثل هذه الحرب قد تندلع بسبب رغبة ايران في امتلاك اسلحة نووية واستعداد اسرائيل للحيلولة دون ذلك بأي ثمن أو بسبب نشوب جولة جديدة من القتال بين اسرائيل وحزب الله». ورأت انه «حان الوقت ليتفق العالم على ملامح التسوية بين اسرائيل والفلسطينيين ويفرضها على الفريقين».

 

الفاتيكان ردأ على شيخ الأزهر: قلقنا إزاء الأقليات المسيحية لا يعني التقليل من شأن العنف الذي يستهدف ديانات أخرى

(أ.ف.ب)/رفض الفاتيكان إتهامات شيخ الأزهر للبابا بنديكتوس السادس عشر بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية، بسبب دعوته العالم إلى حماية المسيحيين بعد الاعتداء على كنيسة في الاسكندرية ليلة الجمعة ـ السبت الماضي، أدى إلى مقتل 21 شخصاً. وقال المتحدث باسم الفاتيكان الأب فديريكو لومباردي بحسب ما نقلت عنه وكالة "انسا" الإيطالية إنَّ "البابا تكلم عن التضامن مع المجموعة القبطية التي تعرضت لضربة قاسية، ثم عبر بعدها عن القلق من تداعيات العنف على كل السكان اكانوا مسيحيين ام مسلمين"، مضيفاً: "لذلك لا نرى كيف يمكن أن يعتبر هذا الموقف من البابا الراغب ببث روحية اللاعنف امام الجميع تدخلاً".وأعرب عن اعتقاده أنَّ "هناك سوء تفاهم في التواصل"، مضيفاً: "أشرنا إلى تعرض كنيسة مسيحية للهجوم وهذا يعني أننا أعربنا عن القلق إزاء الأقليات المسيحية التي يضربها العنف، وهذا لا يعني اننا نريد تبرير او التقليل من شأن العنف الذي يستهدف مؤمنين من ديانات أخرى".

 

الطيب: دعوة البابا تدخل "غير مقبول"

 القاهرة - د ب أ: رفض شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب, دعوة بابا الفاتيكان ينديكتوس السادس عشر, التي طالب فيها بحماية الأقباط في مصر, واصفا هذه الدعوة بأنها تدخل "غير مقبول" فى شؤون مصر. وقال, في مؤتمر صحافي بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة امس, "إنني أختلف مع البابا في هذا الرأي, وتساءل لماذا لم يطالب البابا بحماية المسلمين عندما تعرضوا لأعمال قتل في العراق", منتقدا التعامل بنظرة غير متساوية للمسلمين والمسيحيين جراء مايحدث في العالم من أعمال قتل لهم. أعلن الطيب عن إطلاق مشروع بيت العائلة المصرية (لجنة من الأزهر والكنيسة في مصر) وتضم علماء الدين الإسلامي والمسيحي والعقلاء من الجانبين لتكون صوتا واحدا للأزهر والكنيسة وتركز على سماحة الإسلام والمسيحية وتعمل على إزالة أي أسباب مفتعلة للاحتقان والتوتر من الطرفين. وأضاف أن هذه اللجنة, التي من المقرر بدء العمل بإجراءاتها التنفيذية خلال أسبوعين ستناقش كل ما يتعلق بالمسلمين والمسيحيين وأي أسباب للتوتر وتقترح الحلول المناسبة لها وترفعها إلى أولي الأمر للتعامل معها ووضع الحلول المناسبة لها. وأوضح أن هذه اللجنة ستزيل أي أسباب للاحتقان والتوتر التي يتلقفها المتربصون بمصر لإثارة الفتنة الطائفية الغريبة على المجتمع المصري منذ قديم الزمن, حيث لم تشهد مصر منذ زمن بعيد أية فتنة طائفية.

 

إيطاليا تطالب بتدخل الإتحاد الأوروبي لحماية المسيحيين

(أ.ف.ب.)طالبت إيطاليا بإدراج أعمال العنف والتمييز التي يتعرض لها المسيحيون في العالم في جدول أعمال مجلس وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي الذي سيجتمع في 31 كانون الثاني. وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أن "حلقات العنف الأخيرة أكدت بصورة مفجعة أن ظاهرة التعصب الديني لاسيما ضد المسيحيين اتخذت حجماً وأبعاداً شديدة الخطورة وهذا أمر يدعو للقلق ومرفوض كليا". وأوضحت الخارجية الإيطالية أن "الوقت حان لتوجيه رد سياسي قوي وواضح من كل الحكومات الحريصة على حقوق الانسان التي تعدّ حرية العقيدة من عناصرها الأساسية".

 

التفجير"القاعدة" أصدرت أمراً قبل أسبوعين باستهداف كنيسة الإسكندرية في رأس السنةالأحد 27 محرم 1432هـ - 02 يناير2011

دبي – العربية.نت /أصدر تنظيم القاعدة من خلال ما يسمى "دولة العراق الإسلامية" أمراً قبل أسبوعين باستهداف عدد من الكنائس القبطية في مصر وأوروبا خلال عيد "الكريسماس"، كما يظهر من خلال أحد المواقع المتطرفة الذي يعتقد أنه تابع لذلك التنظيم. وكان التنظيم قد وجّه تهديداً للكنائس والمسيحيين في مصر قبل شهرين باستهدافهم عقب إنذار حدده بثمانية وأربعين ساعة إذا لم يتم إطلاق سيدتين هما كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين اللتين يقول أصوليون مصريون إن الكنيسة تحتجزهما بعد اعتناقهما الإسلام، وهو ما نفته الكنيسة الأرثوذكسية مراراً. ويحمل الموقع اسم "شبكة شموخ الإسلام" ويبدأ بإحصاء زمني يومي عن إعلان دولة العراق الإسلامية. واليوم الأحد 2-1-2011 جاء الإحصاء كالتالي: "مضى 1542 يوماً منذ إعلان دولة الإسلام وأمل الأمة القادم.. وستظل البقية بإذن الله".  بعض اسماء الكنائس وبينها كنيسة القديسين وبخط بارز نقرأ "دولة العراق الإسلامية: بيان عن غزوتي الرمادي والموصل المباركتين". وتحته على خلفية صفراء داكنة نقرأ "حركة الشباب المجاهدين.. فتح باب التواصل مع مؤسسة الكتائب للإنتاج الإعلامي".. ثم على خلفية سوداء كتب الموقع "شبكة شموخ الإسلام الآن (أجوبة اللقاء المفتوح) مع الشيخ المجاهد أبوالوليد المقدسي". أما الأمر المباشر بتنفيذ تهديد استهداف الكنائس فقد جاء تحت عنوان جانبي يقول: "قم ودع عنك الرقاد مهم بخصوص تفجير الكنائس أثناء الاحتفال بعيد الكريسماس" وكتبه شخص يسمى "أيمن" وصف نفسه بأنه طالب بكلية شموخ الإسلام للإعلام.

 اسماء لكنائس اخرى مستهدفة يخاطب الأمر ما يسميه "الغرب الصليبي" قائلاً: "السلام على من اتبع الهدى.. أما بعد فإننا لم ننس فعلكم الشنيع في الكنانة مصر وخطفكم للمسلمات اللاتي أبين إلا أن يتخلصن من وهم ما تسمونه نصرانية، وعليه أتوجه بندائي هذا إلى نفسي وإلى كل مسلم غيور على عرض أخواته بتفجير دور الكنائس أثناء الاحتفال بعيد الكريسماس، أي في الوقت الذي تكون فيه الكنائس مكتظة". ثم يورد بالتفصيل أسماء وعناوين بعض الكنائس في مصر، بالإضافة إلى بعض الكنائس القبطية في أوروبا.. ومن ضمن هذه الكنائس كنيسة القديسين في الإسكندرية التي استهدفها التفجير الأخير.

 نماذج لعبوات ناسفة وردت في الموقع وبالضغط على أيقونة كل كنيسة تظهر تفاصيل كاملة عنها.. ثم يقول: "هذا ما استطعت جمعه أيها الإخوة الأكارم". وبعد ذلك يقدم تفاصيل تصنيع عبوة ناسفة قائلاً: "الآن نذهب إلى الإعداد وحتى يكون الهجوم مباغتاً وفتاكاً يحصيهم ويأخذهم اخترنا العبوة اليدوية الناسفة من إنتاج دولة العراق الإسلامية". ويعرض الموقع صوراً لعبوات يدوية مختلفة منها ما هو على شكل قنينة ومنها على شكل علب بيبسي كولا يتم إدخال المواد المتفجرة داخلها. وفي الموقع نفسه نقرأ رسالة مضى عليها يوم واحد فقط كتبها الكاتب نفسه "أيمن" يقول فيها: "اللهم لك الحمد والمنة سيأتيكم ما يسوؤكم بإذن الله". وتحته رسالة كتبها شخص يلقب نفسه بـ"أبوالقعقاع مجاهد" وصف نفسه بأنه طالب أيضاً في كلية شموخ الإسلام للإعلام.. وفيها أسماء أربع كنائس في مدينة الإسكندرية بينها بخط عريض وبارز اسم كنيسة القديسين، بما يوحي أن هذه الكنائس كانت مستهدفة في ذلك التوقيت وأن التنفيذ تم فقط في تلك الكنيسة وتحتها عبارة "الله أكبر ولله الحمد". ثم رسالة كتبت قبل يوم واحد أيضاً باسم "أبوحمزة طالب في كلية شموخ الإسلام للإعلام" جاء فيها: "القادم أمرّ فلتتعظوا وإلا فوالله لن يردكم إلا جز الرقاب".  رسالة حديثة في الموقع بعد تفجير الكنيسة يُذكر أنه منذ قيام "القاعدة" باحتجاز رهائن في كنيسة سيدة النجاة بحي الكرادة العراقي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أثناء تجمع نحو 100 شخص في قداس مسائي، وتجتاح مواقع الانترنت التابعة للقاعدة موجة من التحريض ضد المسيحيين واستهدافهم.

وآخر هذه التهديدات، وجهته للمسيحيين العراقيين تطالبهم بتحقيق ثلاثة مطالب للتنظيم هي "التبرؤ مما فعلته الكنيسة المصرية بالنسبة لما يقول التنظيم إنه احتجازها لنساء نتيجة اعتناقهن الإسلام، والسعي الجدي للضغط على الكنيسة لإطلاق سراحهن، وأن يلزموا أماكنهم ويبعدوا عما سمّاه الانغماس في مشروع الاحتلال". وأسفرت عملية كنيسة سيدة النجاة عن مصرع 52 شخصاً على الأقل، من بينهم 25 رهينة وسبعة من رجال الأمن العراقيين وخمسة من الانتحاريين.

 

دفن غالبية ضحايا كنيسة القديسين في دير ماري مينا في برج العرب... وتظاهرات شعبية غاضبة رفعت «الهلال والصليب»

مصر تخشى تفاقم التوتر الطائفي إثر اعتداء الإسكندرية ... جهود مكثفة لضبط الجناة وإجراءات مشددة حول الكنائس

القاهرة - «الراي» |في اليوم الثاني بعد مجزرة كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية، وفي وقت تخشى مصر تفاقم التوتر الطائفي بعد الاعتداء الذي اسفر عن سقوط 21 قتيلا امام كنيسة في الاسكندرية وترجح السلطات المصرية فرضية تورط الارهاب الدولي وتنظيم «القاعدة» فيه، كثفت أجهزة الأمن جهودها بالتعاون مع جميع الجهات والأجهزة المختصة للبحث عن الجناة مرتكبي حادث التفجير، وتواصلت طوال يوم أمس التحقيقات مع المشتبه فيهم وتحديد أصحاب السيارات التي كانت تتواجد أمام الكنيسة وقت وقوع الاعتداء الارهابي، فيما تم اتخاذ إجراءات مشددة أمام مختلف الكنائس في المدن المصرية، وعدد من المنشآت الحيوية للحيلولة دون تكرار أي عمل مماثل.

خبراء أمنيون مصريون رجحوا في تصريحات لـ «الراي»، أن يكون وراء الاعتداء «جهة خارجية»، مشيرين إلى أن «تنظيم القاعدة يمكن أن يكون وراء الاعتداء في ضوء ما أعلنه منذ شهرين من استهدافه لكنائس مصرية على غرار ما سبق له ارتكابه ضد كنيسة سيدة النجاة في العراق».

قضائيا، طالبت النيابة العامة المصرية، بالإسراع في إعداد التقارير الفنية في شأن الاعتداء، وفي مقدمتها تقرير المعمل الجنائي وخبراء مصلحة الأدلة الجنائية في ضوء انتهائهما من معاينة مكان الانفجار، وكذلك معاينة 12 سيارة أصابها التلف والتحطيم نتيجة الانفجار وتساقط الحجارة جراء شدة الانفجار، لتحديد نوع المواد المتفجرة في إعداد العبوة الناسفة التي تسببت في الحادث، وتحديد المكان الرئيسي لانطلاقها.

وشهدت أماكن متفرقة أمام العديد من الكنائس أمس تظاهرات ووقفات احتجاجية شارك فيها المئات من المسلمين للتنديد بالحادث والتأكيد على رفض الإرهاب والمحافظة على الوحدة الوطنية، والتي كان أكبرها حجما التظاهرة التي اندلعت داخل المقر البابوي للكنيسة الأرثوذكسية في العباسية أثناء دخول شيخ الأزهر أحمد الطيب لتقديم واجب العزاء للبابا شنودة الثالث رأس الكنيسة الأرثوذكسية، حيث هتف المتظاهرون تنديدا بالإرهاب.

وشهد موقع الانفجار أمام الكنيسة في الإسكندرية زيارات ميدانية لمختلف الأحزاب والمنظمات للوقوف على الاعتداء وأسبابه وزيارة المصابين في المستشفيات ومواساتهم وتقديم واجب العزاء لأسر الضحايا.

وتلقى الرئيس المصري أمس، عشرات الاتصالات من رؤساء وملوك وقادة الدول العربية والأجنبية لتعزيته ومواساته لما خلفه الاعتداء الإرهابي من مقتل العديد من الأشخاص وإصابة الآخرين، مؤكدين تضامنهم مع مصر في مواجهة التطرف والإرهاب.

وعقد رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف اجتماعا وزاريا صباحا حضره وزراء الداخلية والدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية والصحة والتضامن الاجتماعي والتنمية المحلية، حيث تم استعراض متابعة تداعيات الاعتداء والجهود المبذولة للقبض على من يقفون وراءه، وكذلك عمليات علاج المصابين وتقديم الإعانات المالية العاجلة لأسر الضحايا والمصابين.

وفي الإسكندرية، قام أكثر من 5 آلاف قبطي مساء أول من أمس، بدفن جثامين ضحايا الاعتداء، في دير ماري مينا في برج العرب، حيث تم دفن 12 ضحية هناك، وعددا آخر في مقابر الشاطئ، وجثة تم دفنها في المنوفية، و 2 في البحيرة وأخرى في الإسماعيلة، وهناك 3 أكياس أشلاء بشرية لم يتم التعرف عليها حتى الآن، لكن كما قالت مصادر أمنية وقضائية، إنه سيتم استخدام «DNA» من أجل كشف هوية أصحاب هذه الأشلاء.

وشهدت مراسم دفن الضحايا حالة من الغضب من قبل الشباب المسيحي، حيث هتفوا ضد الحكومة، وحملوها مسؤولية القصور الأمني. وشارك في الجنازة وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب ووزير الإسكان أحمد المغربي ووزير التنمية المحلية محمد عبدالسلام المحجوب، ومحافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب، وقام الكهنة في الدير بتهدئة الشباب الثائر وتمت مراسم الدفن.

وفرضت أجهزة الأمن إجراءات مشددة حول الكنائس في الإسكندرية، مثل الكنيسة المرقسية في شارع النبي دانيال، وهي الكنيسة الأم، حيث وضعت المتاريس أمام الكنائس.

وتقوم أجهزة الأمن حاليا بتمشيط المنطقة التي وقع فيها الحادث، خصوصا أن المنطقة فيها عدد كبير من الشقق المفروشة التي يتم تأجيرها في العمارات الكثيرة، حيث يتم سؤال السماسرة والبوابين حول شخصية من يستأجرون الشقق في العمارات حتى يصلوا الى خيط في القضية.

كما يقوم ضباط الأدلة الجنائية بفحص البقايا الموجودة في الحادث، ويقوم فريق النيابة العامة بسؤال كل المصابين لمعرفة أي أوصاف للجاني، خصوصا بعد أن تأكد أنه عمل انتحاري وليس سيارة مفخخة.

من جهة أخرى، قام رجال الأمن صباح أمس، بالمرور على أصحاب المتاجر في منطقة الاعتداء، وطالبوهم بغلق متاجرهم وعدم فتحها تحسبا لأي تطورات، خصوصا أن المنطقة شهدت مناوشات بين الشباب المسيحي وقوات الأمن، حيث قام الشباب بإلقاء حجارة على قوات الأمن، ما اضطرهم الى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.

في المقابل، قام عدد كبير من الشباب المسلم مساء أول من أمس بتظاهرة رددوا فيها هتاف «يحيا الهلال مع الصليب... ونحن أمة واحدة»، وشارك معهم عدد من الشباب المسيحي ورفعوا لافتات تقول إن الضحايا «شهداء».

وكيل وزارة الصحة في الإسكندرية الدكتور سلامة عبدالمنعم، قال إن «العدد الأخير للمصابين في اعتداء الكنيسة بلغ 97 مصابا.

وتواصلت التنديدات وبيانات الاستنكار لحادث الكنيسة.

وامس، حضت الصحافة المصرية بكافة اتجاهاتها المسيحيين والمسلمين على الوقوف صفا واحدا.

وحذر «حزب شباب مصر» من الابتعاد عن الهدف الحقيقي لانفجار الإسكندرية، موضحا أن دقة وطريقة الانفجار الذي أودى وأصاب أرواح الكثير من المصريين يؤكد أن الهدف الحقيقي لهذه العملية الإرهابية الآثمة لم يستهدف إحداث فتنة طائفية فقط بين قطبي الأمة المسلمين والأقباط بل كان له أهداف أبعد من ذلك بكثير.

وأعلن «الاتحاد العام لنقابات عمال مصر»، تنديده الشديد بحادثة الكنيسة.

وفي السياق نفسه، أصدر «الاتحاد المحلي لعمال حلوان» برئاسة أحمد أحمد عاطف، بيانا استنكر فيه بشدة الحادث الإجرامي الذي يستهدف زعزعة الاستقرار.

وفي الإسكندرية عقد «الاتحاد المحلي لعمال الإسكندرية» اجتماعا، تم خلاله الاتفاق على تشكيل فريق عمل من القيادات العمالية في المحافظات لمتابعة مجريات الأحداث وتقديم الرعاية الطبية للمصابين وأسر الضحايا.

وأعرب «المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة»، عن استنكاره واستيائه الشديدين، للأفعال الإجرامية التي وقعت في الإسكندرية.

وأعربت «المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان»، عن إدانتها البالغة للتفجير الإجرامي ونددت «جامعة المنيا» بالحادث.

وأصدر اتحاد كتّاب مصر بيانا دان فيه التفجير الذي تعرضت له كنيسة القديسين، وذكر في البيان، أن «العيد تحول إلى مأتم»

حركة السياحة في الأقصر لم تتأثر

الأقصر- د ب أ - أكد رئيس غرفة الشركات السياحية في المدينة، ثروت عجمي، أن حركة السياحة طبيعية في الاقصر ولم تتأثر بتفجير كنيسة الاسكندرية.

وقال عجمي إن «الأقصر مزدحمة وتعاني من مشكلة عدم وجود اماكن للسياح بعدما تجاوزت نسبة الاشغال 100 في المئة، واثار الحادث لم تظهر بعد على الأقصر».

وأضاف: «لا اعتقد انها ستظهر، لان الارهاب والحوادث من هذا النوع أصبحت سمة العالم وليست بالجديدة ولا اعتقد انها ستؤثر كما اثر حادث الدير البحري من قبل في تسعينات القرن الماضي، حيث عانت الأقصر من اثار جسيمة وتوقفت السياحة لسنوات وباع معظم العاملين بالسياحة أمتعتهم المنزلية».

قائمة بأسماء المصابين

الاسكندرية - من علي بدر

سجلت محاضر الشرطة ومستشفيات وزارة الصحة المصرية قائمة بأسماء المصابين في حادث كنيسة القديسين في الاسكندرية.

وتتضمن القائمة: ريهام رشيد شحاتة، ومجدي علي ابراهيم، ومحمد عبدالله البدري، واسلام عادل مبروك، ونبيل عطا الله يوسف، وسامي زكريا صبري، وقطب حسين قطب، وعبير مرقص حنا، وصموئيل جرجس داود، وفيكتور ابراهيم فهمي، وباسم فوزي سعد، وأمل فهمي ناشد، ومصطفى محمد عيد، وهاني كمال عزيز، وجوزيف سعد، ومجدي بولس، ومارلين ميشيل جبرائيل، ومينا كرم حليم، وميشال فاضل حبيب، ونادر أحمد محمد، ومارينا (25 سنة)، وجينا منير، وانجي منير، وسامية جبرائيل، ورامي جمال، وفادي فارس، ومينا نادي، ورامينة ابراهيم، وجولينا فوزي، وماجد ناجي، وماجد عدل، ومينا اسحاق، ورمزي بشارة، وكمارلين ميشال، وبشرى جرجس، وماري أنور توفيق، وروزان ماهر فوزي، وميرنا هاني، وأميرة نبيه نسيم، وندرين صموئيل، وأيمن فوزي جاد، وبيتر عادل فليب، وأبانوب سعد عبدالشهيد، ومحب سيد، وثروت عزمي مقار، وعماد سمير فايز، وسامح الأمير عبدالمسيح، ومينا فوزي فهيم، وباسم عجابين عبدالله، ومارينا سامي مسعود، ومينا حنا، وتريزا بهاء كمال، وفؤاد توفيق، وأبانوب روماني عبدالشهيد، وفادي وماركو هاني عزمي، وهاني وجيه عبد الله، وعماد سمير أنطوان، وأوليفيا سمير وايناس سامي، وهبة ومايكل فيكتور، وانجي ملاك، وبشاي رزيق، ورزيق لمعي، وفيوليت بطرس، ومارتين موسى، وانجي ماهر، ونرمين نبيل، ودريما سامي، ودير جورج، ونديم لبيب، وماركو هاني هاني، وأمجد وجورج ثابت، وكلارا هاني، وأمجد وكارين هاني، وموسى وكارين ونجوى.

 

تزويد المجندين السريين بالأسلحة

القاهرة - د ب ا - فرضت أجهزة الأمن في القاهرة ومحافظات أخرى إجراءات مشددة لتأمين الكنائس، وأعدت مئات الأكمنة على مداخل ومخارج المحافظات.

وأفادت مصادر أمنية، ان وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي، أصدر تعليمات بفرض حراسات إضافية من مجندين سريين خارج الكنائس وتزويدهم بالأسلحة للتصدي لأي هجوم، حسبما ذكر موقع «إيجي نيوز» الإلكتروني.

 

هل تنظيم "القاعدة" منفذ تفجيرات كنيسة القديسين؟

الشفاف/القاهرة ـ خاص:

كتب الباحث في الحركات الإسلامية ضياء رشوان دراسة صغيرة يحاول فيها فك لغز تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، قائلا:" طريقة التنفيذ، سواء كانت شخصا انتحاريا أم سيارة مفخخة، تقترب كثيرا من الأساليب التي باتت معروفة لفروع تنظيم القاعدة على مستوى العالم فى تنفيذ عملياته الإرهابية، وهو ما يضاف إليه العدد الكبير من الضحايا من قتلى وجرحى والذي يرجح أن نوعية المتفجرات المستخدمة أو طريقة تخليطها بمواد أخرى صلبة تنم عن خبرة احترافية فى هذا المجال، هي بدورها معروفة عن تنظيم القاعدة فى مختلف البلدان التى ينشط فيها. فهل تكفي هذه العناصر جميعها للجزم بأن تنظيم القاعدة هو الذى يقف وراء هذا التفجير الإرهابى؟"

 

وأضاف رشوان، أنه للحقيقة أن الأرجح من سجل العمليات الإرهابية السابقة في مصر خلال الأعوام العشرة الماضية منذ تفجيرات سبتمبر 2001 بما فى ذلك عمليات سيناء الثلاث المشار إليها أن القاعدة لم تستطع خلالها أن تنفذ إلى مصر وتقيم فيها فرعا لها على الرغم من محاولاتها المتواصلة والتى بدا أنها قد فشلت جميعا. فتجاهل قيادات القاعدة لمجرد ذكر تفجيرات سيناء وعلى رأسهم أيمن الظواهري، الذي اعتاد خلال خطاباته الموجهة للمصريين السعي لتحريض فئاتهم المختلفة على التمرد على النظام المصري، يؤكد أن القاعدة ليس لها فروع في مصر أو صلة بأية جماعات إرهابية بداخلها الأمر الذى دفعها إلى تجاهل تفجيرات سيناء التى رأت أنها غير متصلة بها على الرغم من أنها بطريقتها وأهدافها تبدو منخرطة في إستراتيجيتها ودفع قائدها الثانى الظواهرى إلى تحريض المصريين على التمرد، وهو الأمر الذي لم يكن ليلجأ إليه لو كان لديه فرع لتنظيمه بداخل مصر.

إلا أن عدم وجود دلائل-حسبما ذكر رشوان- على وجود فرع لتنظيم القاعدة في مصر لا يعني القول بأن تفجير الإسكندرية الإرهابى الأخير بعيد عن بصمات القاعدة. فملامح التنفيذ الفنية والعدد الكبير من الضحايا والتهديد الذى سبق للقاعدة فى العراق توجيهه ضد الكنيسة القبطية، كلها تشير إلى بصمات ما للقاعدة يصعب نفيها. ويبقى التساؤل حول طبيعة هذه البصمات ونوعيه المجموعة التى قامت بالتفجير، وهو ما يبدو مرجحا أنها تضم عددا لن يقل عن العشرة أفراد لبعضهم خبرة كبيرة فى تركيب المواد المتفجرة والحصول عليها يصعب الجزم الآن بطريقة اكتسابها، وهل تم بالاتصال المباشر ببعض فروع وعناصر القاعدة خارج مصر أم عن طريق شبكة الإنترنت والتواصل عبرها مع بعض هذه الفروع والعناصر لاكتساب تلك الخبرة. وما يكمل الصورة هو أن المرجح أن من قاموا بهذه العملية هم من غير المسجلين لدى السلطات الأمنية من العناصر الإسلامية المتطرفة بما جعل من تحركهم أكثر سهولة وبعيدا عن الرصد الأمنى المكثف الذى يتركز تحديدا فى الإسكندرية المتخمة بالتيارات السلفية خلال السنوات الأخيرة، والتي من غير المستبعد أن يكون منفذو الحادث من بعض المنتمين إليها.

في حين أكدت دراسة كتبها متخصصون في الإسلام السياسي أنه يكاد يجمع الباحثون وعدد من الجهاديين السابقين ومسؤلون أمنيون على نفي أي وجود تنظيمي للقاعدة في مصر، لكن لم يستبعدوا إمكانية وجود خلايا أو بعض عناصر يمكن أن تستقبل رسائل القاعدة وتوجهاتها وتتفاعل معها في وقت من الأوقات أو في ظل أحداث ما. وقد كان للقاعدة عدد من المحاولات التي سعت من خلالها إلى إيجاد موطيء قدم لها في مصر إلا أنها لم تنجح حتى الآن، وظل التنظيم يعول على الخلايا المجهولة والعناصر ذات الاستعداد.

وتقول الدراسة إنه "منذ تأسيس التنظيم الجهادي العالمي "الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والنصارى" في أفغانستان عام 1998 ومصر في عيون القاعديين، وذلك لعدد من الأسباب: فهي من أولى بلدان العالم التي نشأت فيها جماعات العمل الإسلامي، وفي عقود لاحقة ظهر فيها الفكر الجهادي، والعمل المسلح، والخروج على النظام السياسي الحاكم فيها. وكانت ومازالت مصر إحدى أهم البلاد المنتجة للجهاديين، وقد خرج منها عدد كبير من القيادات الجهادية، فهي تحظى بنصيب الأسد من بين جنسيات قادة القاعدة في العالم وربما عناصرها أيضًا. فضلا عن موقعها في قلب صراعات العالم العربي والإسلامي.

ولقد اعتمدت القاعدة في تأسيسها وانطلاقتها الأولى على نتاج الحالة الجهادية المصرية التي برزت أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وخرج قادتها من البلاد عقب الصدام مع نظام الرئيس حسني مبارك. فقد شارك في عملية التأسيس الأولى للقاعدة عدد كبير من المصريين على رأسهم زعيم تنظيم "الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري، الرجل الثاني في القاعدة، منظّر التنظيم وعقله الإستراتيجي، والرجل الأكثر تأثيرًا حتى في شخص زعيمها (أسامة بن لادن) وأفكاره. ورغم خروجه من مصر بما يزيد عن عقدين إلا أن الظواهري (وهو طبيب جراح) يعد متابعًا دقيقا لكل ما يجري في البلاد، أصدر ـ وما يزال ـ عددا كبيرا من التسجيلات التي تناقش أدق القضايا المصرية، الداخلية والخارجية، وتواترت خطاباته في نقد الحكومة وسياساتها، ساعيًا لأن يكون حاضرًا في كل الأحداث والمجريات.

ومن بين من شهد الإنطلاقة الأولى للقاعدة من المصريين: رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق (رفاعي أحمد طه) ومسؤل جناحها العسكري، الموجود حاليًا في السجون المصرية. و(محمد إبراهيم مكاوي) الشهير باسم "سيف العدل" الذي تعتقد المصادر الإعلامية وأجهزة استخبارات غربية أنه مسؤول عن جهاز الأمن في التنظيم، وأنه تولى معظم مهام القيادي الراحل في القاعدة (محمد عاطف) وهو مصري أيضا قتل مع عائلته في غارة جوية قرب العاصمة الأفغانية كابل، ويعتقد أن عاطف الذي عرف باسم "أبو حفص المصري" كان القائد العسكري للتنظيم. و(مصطفى أبواليزيد) عضو مجلس شورى القاعدة، ورجل الاقتصاد الأول فيها، وهو الرجل الثالث بعد بن لادن والظواهري، وكان يمثل همزة الوصل بين الأول وحركة طالبان في أفغانستان، كما كانت له يد في كل شئ من الشؤون المالية إلى تخطيط العمليات".

 

نتنياهو يزور مصر الخميس المقبل و يلتقي مبارك 

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتزامه القيام بزيارة لمصر يوم الخميس المقبل للقاء الرئيس المصري حسني مبارك. وقال أمام مسؤولين من حزبه، الليكود: "سوف اتوجه الى مصر يوم الخميس، لدينا هدف واحد هو تعزيز الامن والمضي قدماً في عملية السلام".(أ. ف. ب.)

 

من كنيسة سيدة النجاة الى كنيسة القديسين حمام الدمّ مستمر: من يحمي مسيحيي الشرق من التمييز والتطرف؟  

سلمان العنداري

لا شك ان الاعتداء الارهابي الذي استهدف كنيسة القديسين في منطقة الاسكندرية في مصر منذ يومين، والذي ادى الى مقتل 21 شخصاً والى جرح اكثر من مئة آخرين من المسيحيين هو عمل مشين ومُقلق لا يجوز السكوت عنه او تجاهله، خاصةً وان مشاهد الانقضاض على مسيحيي الشرق تكاد تكون يومية، بين العراق الذي تتعرض فيه الاقليات لحملة مركّزة تهدف الى تخويفهم وترهيبهم ودفعهم الى ترك بلدهم الام، وبين مصر حيث تستمر فيها سياسة التمييز التي تمارس ضد الاقباط من قبل السلطة السياسية وبعض فئات المجتمع على السواء.

وكما قال البابا بندكتوس السادس عشر تعليقاً على الاعتداء الذي وصفه بأنه "يسيء الى الله والانسانية مثله مثل استهداف المسيحيين في العراق لدفعهم الى مغادرة وطنهم"، فان تعهد الرئيس المصري حسني مبارك بتعقب الجهات التي خططت للتفجير، وبتأكيده على "الحرص البالغ" على حماية الاقباط "من قوى الارهاب" لا يكفي، لأنه يجب معالجة هذا الواقع من جذوره بدل التلهي ببعض الخطابات والشعارات ووالوعود التي تّطلق من هنا وهناك، ولأن حماية مسيحيي الشرق تكون باحتضانهم واحترام معتقداتهم وشعائرهم وثقافاتهم، لا بتمييزهم عن غيرهم من المواطنين، واعتبارهم اهل ذمة ومواطنين درجة ثانية او حتى ثالثة. فالى متى استمرار المأساة وبحر الدم الطائفي والمذهبي في منطقتنا المهتزة التي ترقص على وقع التطرف والخزي والعار؟.

المسيحيون هم اساس هذا الشرق. ومنهم خرج القوميون والمترجمون والادباء الذين نهضوا باللغة العربية والفكر العربي وترجموا عن الحضارات الرومانية والبيزنطية وغيرها. فهم من خاضوا المعارك الدامية والقاتلة من اجل وطنهم وارضهم وشعبهم ومستقبل منطقتهم، ها هم اليوم ضحايا للارهاب الحاقد اللامسؤول.

ومن خلال متابعتي للاعتداءات التي يتعرض لها المسيحيون في المنطقة، لفتني ما قاله الخبير في شؤون تنظيم القاعدة ناظم الجبوري لقناة السومرية العراقية، الذي اشار الى ان "هناك صلة بين حادث تفجير الكنيسة في مصر وعملية استهداف المسيحيين في العراق، وان هناك أغراضا وأهدافا ومشاكل سياسية وغير سياسية وراء عملية استهداف المسيحيين"، معتبراً ان "القاعدة تقود هناك معركة دينية ضد المسيحيين في العراق ومصر"، موضحا أن "العراقيين، سواء من السنة أو الشيعة، لا يمكن أن يؤيدوا مثل هذا التوجه في أي حال من الأحوال".

وبينما كان ما تبقى من المسيحيين في العراق يحتفلون بالعام الجديد في كنيسة سيدة النجاة التي كانت تعرضت قبل ما يقرب من شهرين الى هجوم ارهابي اودى بحياة العديد من المصلين. كانت الدموع تحرق قلوب النسوة في احياء الاسكندرية، وكانت قوى الامن والشرطة الجنائية تعمل جاهدةً الى "لملمة" اشلاء الجثث والبقايا البشرية المتطايرة من كنيسة القديسين... مشاهد تتكرر واحداث تتسارع بامضاء من قوى التطرف التي لا تعرف الرحمة او الغفران.

على كل حال اذا استمرت سياسة التمييز واللامساواة من قبل الانظمة والمجتمعات، وسياسة التطرف والارهاب من قبل الجماعات الارهابية، فلن يكون هناك مستقبل زاهر لمنطقتنا، وسيصبح التنوع الطائفي والمذهبي والثقافي في خبر كان، وستتحول بلادنا الى صحراء قاحلة موحشة ومقلقة تحكمها مجموعة دينية حاقدة ومتخلّفة.

وانطلاقاً من هنا ، على كل شعوب المنطقة ان تعي حجم الخطر القادم، وحجم المؤامرة التي تريدها القاعدة واخواتها (من طهران الى تل ابيب وصولاً الى مكاتب الجماعات التكفيرية). ومن هنا دعوة عاجلة لكل مواطن عربي ان يكون اكثر انفتاحاً وتقبّلاً للاخر، وان لا يستمر في تشرّب "فواحش" التطرف وخطاياه التي لا ترحم.

ختاماً، يجب القول انه بالاعتدال وحده يمكننا بناء منطقة متسامحة وقوية، لان التطرف اذا ما استمر سيؤدي بنا الى قعر الهاوية. ولهذا على الجميع تحمّل مسؤولياتهم وعدم الاكتفاء ببيانات الاستنكار والشجب والرفض، والكف عن تسويق سياسة خنق الحرية والتمييز والاستخفاف بالتنوع والخوف من تداعياته، والايمان بان العيش المشترك الاسلامي المسيحي هو السبيل الوحيد لمحاربة وتجفيف الارهاب في المنطقة... فهل من يتّعظ؟...

تحياتي الى كل مسيحي في هذا الشرق ...

 

العقد اللبنانيّ المنصرم

حازم صاغيّة،لبنان الآن

في العام 2000، قبل عشر سنوات، تطابق الزمن والحدث السياسيّ. يومها ابتدأ السياق الذي لا زلنا نعيش تداعياته: انسحب الاسرائيليّون من الأراضي المحتلّة في الجنوب والبقاع الغربيّ، فظهر صوتان:

صوت يقول إنّ الانسحاب هذا يلغي مبرّر البقاء العسكريّ السوريّ في لبنان، وانه إذا ما استُكمل بخروج الجيش السوريّ، توافرت لنا الفرصة التاريخيّة لبداية وطنيّة جديدة،

وصوت آخر يتحدّث عن "مؤامرة الانسحاب"، وينفخ في موضوع مزارع شبعا المكتشَفَة حديثاً، بهدف إبقاء لبنان في قلب الصراع الإقليميّ (الذي لا يُخاض إلاّ فيه)، ومن ثمّ بقاء سلاح المقاومة ومعه الجيش السوريّ على أرضه.

الصوت الأوّل كسب مزيداً من القوى والأنصار، وكان أهمّهم الرئيس رفيق الحريري الذي اغتيل، بأبشع ما يكون الاغتيال، في 2005. وللتوّ نشأت حركة 14 آذار التي، رغم نواقصها الهائلة والفادحة، نجحت في أن تقيم تحالفاً عابراً للطوائف. التحالف كان هشّاً بالتأكيد إلاّ أنّه كان الأوّل من نوعه في التاريخ اللبنانيّ الحديث.

بجهد 14 آذار وزخمها يومذاك، وبالدعم السياسيّ الخارجيّ، خرج الجيش السوريّ من لبنان. لكنّ هذه الوجهة كان ينبغي لها أن تُعكس وتُحوّل عنها الأضواء، وأن يعاد الاعتبار والأولويّة للأجندة القديمة التي ترمز إليها كلمة "الساحة": هكذا خيضت حرب تمّوز (يوليو) 2006 التي نجحت في تحويل الأنظار عن مهمّة الصراع السياسيّ على السلطة في البلد، سيّما وأنّ الانتخابات النيابيّة العامّة في 2005 كانت منحت أصحاب الخيار الوطنيّ اللبنانيّ الأكثريّة والتفويض الشعبيّ.

وكان التعطيل الحكوميّ الشهير المكمّل لتعطيل السياسة بالحرب "المصيريّة". وهو ما وجد تتويجه العنفيّ في السيطرة العسكريّة على بيروت في أيّار (مايو) 2008. ولئن جاء ترقيع الدوحة لينهي النزاع المفتوح فإنّه لم يستطع أن يوقف تعفّن العلاقات الطائفيّة، خصوصاً منها السنّيّة – الشيعيّة.

 في هذه الغضون كانت انتخابات أخرى قد أجريت في 2009 وأثبتت ما أثبتته الانتخابات السابقة عليها، وهو أنّه لا قيمة لرأي الأكثريّة الشعبيّة في ظلّ السلاح. وكانت صعوبات التوصّل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، وإلى تشكيل حكومة جديدة، تشير إلى أنّ البلد قد فرغ تماماً من السياسة.

هكذا، مع تحوّل موضوع المحكمة الدوليّة إلى الشغل الشاغل للبنانيّين، لم يبق ما يُعوَّل عليه لتجنّب فرانكشتاين العنف إلاّ الوساطة السوريّة – السعوديّة.

 انتهى العقد على هذا النحو، وانتهينا وطناً معلّقاً على حبل هواء هزيل!

 

سليمان يطلق دينامية لتحريك عجلة العمل الحكومي وإخراج طرفي الصراع من «سجن شروطهما»

لبنان: «الخطوط الحمر» و«الضمانات المتبادلة» قاعدة «بوليصة التأمين» لمرور «آمن» للقرار الاتهامي

|بيروت - «الراي/فيما يفترض ان تستعيد الحياة السياسية حركتها في لبنان اعتباراً من اليوم بعد اجازة طويلة بدأت واقعياً قبل عطلة الميلاد ورأس السنة بفعل الجمود الذي يشل مختلف نواحي المؤسسات الدستورية والسياسية، بدا واضحاً ان لا شيء يوحي بأن الاسابيع المقبلة ستحمل اجوبة قاطعة على كثير من الهواجس والتساؤلات والمخاوف التي تسود الداخل اللبناني. ذلك ان نهاية العام 2010 زادت اللبنانيين قلقاً وغموضاً في ضوء ما انطوت عليه آخر موجات التسريبات والسجالات السياسية التي تمحورت حول «تقدم» قيل انه حصل في المسار السوري ـ السعودي المتصل بمعالجة الازمة الناشئة عن ملف المحكمة الدولية وقرارها الاتهامي المرتقب وعبر زيارة الرئيس سعد الحريري للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في نيويورك، قبل ان تصدر في المقابل موجة توضيحات من جانب نواب ومستشارين ووزراء في فريق رئيس الحكومة نفت كل ما سرّب من مشروع تسوية تعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان. كما ان آخر المواقف البارزة التي سجلت في هذا السياق كانت تصريح السفير السعودي علي عواض العسيري الذي شدد على ان بلاده لا تتدخل في ملف المحكمة الدولية.

وتقول اوساط وزارية في فريق 14 مارس لـ «الراي» ان الاسبوع الاول من السنة الجديدة سيشهد محاولات جديدة لإعادة تحريك الوضع الحكومي الجامد والمشلول على خلفية ملف ما يسمى بـ «شهود الزور» وخصوصاً في ضوء شعور جميع القوى بأن ترك الوضع على هذا النحو لم يعد يشكل اي مكسب سياسي لأي فريق، وهو ما يعلنه الجميع بصراحة في مواقفهم المعلنة. ولكن المشكلة تكمن في رأي الاوساط نفسها في ان الشروط التي وضعت لاعادة تحريك هذا الوضع اضحت بمثابة قيود لواضعيها كما للذين وضعت في مواجهتهم، وبات يصعب تالياً على قوى 8 مارس تحديداً ان تخرج من اسر هذه الشروط مع انها ايقنت ان ملف «شهود الزور» الذي ربطت مناقشة اي ملف آخر بـ «بته اولاً» لن يطرح على التصويت.

وعلقت الاوساط نفسها اهمية على دور رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي رأت ان من الممكن ان يبادر الى تحريك الاتصالات بغية التفاهم على عقد مجلس الوزراء في وقت قريب تحت عنوان تحييد شؤون الناس والمواطنين عن الصراع السياسي. وقالت ان هذا المسعى قد تكون حظوظه هذه المرة افضل من السابق اذا تبين ان المساعي السعودية والسورية لم تتوقف عند حدود مسألة التحوط لتداعيات القرار الاتهامي للمحكمة الدولية علماً ان ثمة معطيات تشير الى ذلك، بمعنى ان هذه الجهود تتناول ايضاً موضوع الخروج من مأزق «شهود الزور» وعدم ترك الوضع الحكومي يتخبط في دائرة المراوحة الى اجل غير مسمى.

وتضيف هذه الاوساط ان تراجعاً ملحوظاً طرأ في الآونة الاخيرة على نبرة التلويح والتهديد بالاحتمالات السلبية الكبيرة حيال ملف المحكمة. ومع ان كل فريق ينظر الى المرحلة الآتية بمنظار يناقض الآخر، فإن الواضح تماماً ان القوى السياسية تقبل على استحقاق القرار الاتهامي الذي بدأ العد العكسي الحاسم له مع السنة الجديدة بمنطق وجود «خطوط حمر» مثبتة ولا سيما في مجال الامن، بمعزل عما يطرح من سيناريوات حول «تسوية» تسبق صدوره او تعقبه. كما ان هناك مرونة كبيرة لدى كل من الفريقين في الانفتاح على ما يسمى «الضمانات» المتبادلة لمنع الانزلاق نحو خطر الزعزعة الامنية، وهو عامل مهم يجب ان يحسب له تماماً. ولكن النقطة الاساسية العالقة لا تزال تتمحور حول توقيت بلورة كل الافكار المطروحة لتحويل الضمانات نوعاً من شبكة امان سياسية وأمنية وهذا البعد لم يتبلور بعد تماماً وثمة غموض كبير حياله ينتظر ان تحمل الاسابيع الاولى من الشهر الجاري اجوبة عنه بموازاة المساعي الجارية لاعادة تفعيل عمل الحكومة بالحد الأدنى الممكن.

في موازاة ذلك، نُقل عن مصدر رسمي في دمشق «تفاؤل وارتياح القيادة السورية جراء تعافي العاهل السعودي»، متوقعا «عودة الملك عبدالله بن عبد العزيز من رحلته الاستشفائية في فترة لا تتجاوز مطلع الشهر المقبل وأن يؤدي ذلك إلى تفعيل آلية التواصل القائم بين دمشق والرياض لتثبيت مفاصل صيغة الحل المنشودة للأزمة اللبنانية»، ومؤكداً أن «خطوات هذه الصيغة تسير قدما وسط تنسيق «بالواسطة» بين الأفرقاء اللبنانيين المعنيين، بحيث تتولى دمشق التنسيق مع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وتتولى الرياض التنسيق مع رئيس الحكومة سعد الحريري حول تفاصيل الأفكار المتداولة تمهيدًا للوصول إلى أرضية مشتركة بين الجانبين تتيح إلتقاءهما على صيغة حل شاملة لكافة مفاصل التأزم الداخلي اللبناني». وفي حين لفت المصدر لموقع «ناو ليبانون» الالكتروني إلى أنّ «دمشق تترقب زيارة مستشار العاهل السعودي، نجله الأمير عبد العزيز، لوضع اللمسات الأخيرة على مسألة الضمانات التي يطلبها فريقا الحكم في لبنان حيال صيغة الحل المنشودة»، شدد على أنّ «الجانبين السوري والسعودي معنيّان بتقريب وجهات النظر اللبنانية، على أنّ مسألة إيجاد الآلية التنفيذية للتوافق اللبناني تقع على عاتق الأفرقاء اللبنانيين أنفسهم»، موضحا في هذا السياق أنّ «مؤشرات نضوج التسوية يجب رصدها وترقبها على الساحة اللبنانية وليس خارجها، وفي طليعة هذه المؤشرات تواصل الرئيس الحريري مع قيادة حزب الله بما يمهد لسلسلة خطوات تقاربية لاحقة تبلور التفاهم اللبناني ـ اللبناني، وفق مسار إيجابي تصاعدي من المحتمل تتويجه باجتماع يعقده الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا لإطلاق الآلية التنفيذية لهذا التفاهم»، مختصراً المشهد في المرحلة المقبلة بالقول «عاصفة التسوية آتية وهي ستكون شاملة، وسيحصل كباش حول جدول أولوياتها التطبيقية (...) ومن سيكون خارجها سيعرّض نفسه لأن يكون كبش فدائها».

وفي المواقف، اعلن النائب عمّار حوري (من كتلة الحريري) أنَّ «هناك مصلحة سورية، سعودية وعربية بالاستقرار في لبنان»، مشدداً على أنَّ «هذا الأمر ليس في بورصة المفاوضات بين الطرفين، بالإضافة إلى أنَّ الأمر ليس كما يحاول البعض تصويره من وجود مسودات إتفاق لا تفيد تحسن الأوضاع ولا تصلح إلا للأفلام البوليسية، وخصوصاً أن البعض من الطرف الآخر يتحدث عن تفاصيل دقيقة عن الاتفاق ويحاول أن يخبرنا بأنه ثالث اثنين اضافة الى العاهل السعودي الملك والرئيس السوري وأنه مطلع على التفاصيل».

وقال حوري في حديث اذاعي: «المحكمة أصبحت واقعاً لا قدرة لأحد ولا إرادة للتأثير عليها»، موضحاً أنَّ «الجهد السوري - السعودي موجّه لمرحلة ما بعد القرار الاتهامي»، وجازماً بأن «الاستقرار آتٍ إلى لبنان، والفتنة الباردة كما يسميها البعض لن تتحول ساخنة لأنَّ هناك استخلاصاً للعبر».

في المقابل، أعلن نائب «حزب الله» حسن فضل الله «أن المسعى السوري - السعودي لا يتم بمعزل عن الافرقاء الأساسيين المعنيين في لبنان الذين يقدمون المقترحات والأفكار ويبدون الملاحظات ويناقشون البنود التي سيفضي إليها التفاهم اللبناني برعاية عربية، وهو تفاهم يوجد إطارا للحل على أسس ومبادئ يتوافق عليها المعنيون من خلال خطوات عملية تعيد تصويب المسار الداخلي، بما يحصن لبنان في مواجهة ما كان يخطط له ويطلق دينامية داخلية تسهم في النهوض بالبلد».

وأوضح فضل الله «أن هذا المسعى لا يفترض أن ينظر إليه وكأنه يفرض على احد أو على حسابه، إنما يأتي لمساعدة اللبنانيين ولمصلحتهم للاتفاق في ما بينهم على كيفية إخراج بلدهم من أزمة خطيرة تتهدده نتيجة محاولة استرهانه لمحكمة مسيسة ولقرار اتهامي فبركته الدوائر الأميركية والإسرائيلية».

وقال: «إن الجهد سيتكثف في المرحلة المقبلة للاسراع في إنجاح المسعى العربي، وقد نشهد محاولات جديدة للعرقلة الخارجية، لكن الجدية عالية والآمال كبيرة في الوصول الى حل بعدما توافرت المظلة الإقليمية الراعية، وهو ما يشكل فرصة حقيقية للبنان كي ينعم بالاستقرار ولمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي ترهق كاهل المواطنين».

ورأى «أن تحقيق العدالة وحفظ الاستقرار والأمن باتا يحتاجان إلى مقاربة مختلفة عما ساد في المرحلة الماضية، وبالتالي فإن أي تفاهم لبناني سيكون من منطلق الحرص على الحقيقة والعدالة بعيدا عن محاولات التوظيف السياسي».

 

اتصل بمبارك وشنوده مستنكراً ومعزياً

سليمان: إرهاب لضرب العيش بين الأديان

النهار/افاد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعث برئاسة الى الرئيس المصري حسني مبارك دان فيها الجريمة الارهابية التي استهدفت مصلين أبرياء في كنيسة في الاسكندرية وجاء فيها: "انني اذ ادين هذا الاعتداء الدموي الآثم الذي يتناقض مع الشرائع السموية وابسط القيم الدينية والانسانية، والذي يسعى مرتكبوه الى اشعال نار الفتنة الطائفية في مصر، لا يسعني إلا ان اؤكد لكم وقوف لبنان الى جانبكم لتجاوز اثاره والتصدي للارهاب بكل اشكاله، ومساندته لجهودكم الرامية الى تعميق روح التوافق والاخاء في بلادكم". واعتبر الرئيس سليمان في اتصال مع الرئيس مبارك "ان هذه الجريمة تندرج في اطار سياسة الارهاب التي ترفض الآخر وتصب في اطار ضرب العيش بين الاديان الذي يميز العالم العربي". وقدم الرئيس سليمان تعازيه الى ذوي الضحايا والى الرئيس مبارك الذي اكد التصميم على مواجهة الارهاب والارهابيين. كذلك، اتصل الرئيس سليمان ببابا الاقباط الإنبا شنودة مستنكراً الجريمة، ومعزيا بالشهداء الذين سقطوا نتيجة هذا العمل الارهابي المدان.

 

 "النيويورك تايمس" عن تعيين فورد:لبنان والمحكمة أولوية

النهار/"سفير جديد في سوريا مع امل ضئيل في التغيير"، تحت هذا العنوان كتب روبرت وورث مقالا في الـ"نيويورك تايمس" علق فيه على قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما تعيين سفراء جدد، بينهم روبرت فورد في دمشق وفرنسيس ريتشاردوني في انقرة. وفيما اعتبر وورث ان "قلة تعقد املا كبيرا على ان وصول فورد الى سوريا من شأنه ان يغير الكثير"، رأى ان لهذا التعيين في ظل الاتهامات المتبادلة التي تغرق فيها العلاقات السورية - الاميركية، اهدافاً اكثر تواضعا، "بينها توفير نافذة افضل على سوريا، في لحظة يزداد فيها التشنج على الحدود، في لبنان".

وفي استعادة لتاريخ السفيرين، فان فورد عين سفيرا للجزائر بين 2006 و2008، كما عمل مستشارا سياسيا ونائبا لرئيس البعثة في بغداد، الى احتلاله مراكز عدة في الشرق الاوسط، فيما شغل ريتشاردوني مركز سفير في القاهرة، وكان قائما بالاعمال ونائبا للسفير في السفارة الاميركية في كابول.

وتتضمن اولويات فورد، كما اوردت الصحيفة، "الوضع في لبنان إذ يتوقع ان تتهم المحكمة الدولية التي تدعمها الامم المتحدة اعضاء من "حزب الله" في اغتيال الرئيس رفيق الحريري" مشيرة الى ان "حزب الله وحلفاءه، وبينهم مسؤولون سوريون رفيعون، كانوا حذروا من ان القرار الاتهامي من شأنه التسبب بنزاع مدني (...)".

وتنقل الصحيفة عن محللين ان "تعيين فورد من شأنه ان يمنح الولايات المتحدة نفوذا ديبلوماسيا اضافيا ونظرة افضل الى النزاع الذي يحوط بالمحكمة"، عارضة في هذا الاطار شهادات لمدير معهد كارنغي الشرق الأوسط بول سالم والخبير في جامعة اوكلاهوما جوشوا لانديس.

وفي الاطار عينه، تذكر بزيارة الديبلوماسيين الاميركيين لدمشق حيث كرروا الاولويات نفسها التي كانت حددتها ادارة الرئيس السابق جورج بوش، وهي اعتراضهم على الدعم العسكري السوري لـ"حزب الله" و"حماس" والعلاقات القوية مع ايران وأبرزت تأكيد فورد ان هذه الاولويات لن تتبدل.

 

إني أعتذر... إني ارفض

النهار/نجوى رؤوف

وجهت المهندسة المعمارية في القاهرة نجوى رؤوف، السبت الاول من كانون الثاني 2011، رسالة عبر الانترنت الى أصدقاء وصديقات مسيحيين لها في مصر ولبنان، بينهم المحامي رامز سلامة، تعليقا على حادث التفجير أمام الكنيسة القبطية في الاسكندرية هنا نصها:

إني أعتذر

كإنسانة مصرية مسلمة تعرف وتفهم دين الاسلام الحق

إني أعتذر

لكل أم وكل أب وكل ابن وكل ابنة وكل أخ وكل أخت

وكل جار وكل صديق مات له انسان يحبه

في هذه المذبحة

إني أعتذر

منكم يا أخواتي وإخواني مسيحيي مصر

وأدعو الله لموتاكم، وهم موتانا، بالرحمة والمغفرة

إني أعتذر

لعدم قيامنا بواجباتنا تجاهكم وهو حقكم علينا

إني أعتذر

لضعفي وقلة حيلتي إلا الكلمة

أستطيع أن أعبر بها عما يجول في صدري وعقلي

إني أعتذر

لعدم قيامي بأقصى ما أستطيع

ولا أدري ما الذي أستطيعه لأرفع عنكم معاناة صعبة ورهيبة

إني أعتذر

لإخواني المسلمين الذين قتلوا بغير ذنب سوى أنهم قاموا بواجبهم لحراسة بيت من بيوت الله تقام فيه الصلاة

إني أرفض

إني أرفض كل ما يحدث على أرض مصر، إني أرفض كل ما يحدث لمسيحيي مصر، إني أرفض قتل أي مسيحي بحجة الدفاع عن الدين، إني أرفض هذه الفتنة التي يريدونها،

إني أرفض إسالة دم أي مسيحي بحجة الدفاع

عن وفاء او كاميليا

وإنني أتبرأ أمام الله مما يقومون به باسم الاسلام وهو بريء منهم ليوم الدين، إني ارفض إسالة دم أي انسان لمجرد الاختلاف معه في الدين او الرأي او الجنس او اللون

أو أي اختلاف آخر

"إنّا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"

إني أرفض المسميات مثل

كلمة الوحدة الوطنية

هذه الكلمة التي صنفت المصريين الى فريقين او عدة فرق

كلنا مصر وكلنا انسان

إني أرفض الظلم والقهر، إني أرفض التمييز والعنصرية،

إني أرفض القهر بكل أنواعه

نعم

نعم للعدل، نعم للحق، نعم لحرية العقيدة،

نعم لمكارم الاخلاق، نعم لوحدة شعب مصر تحت راية المحبة، نعم للبناء، نعم لمساندة كل مظلوم ومقهور،

نعم لقانون موحد لبناء المساجد والكنائس،

نعم لكل ما يجعل بلدنا مصر آمنة ويعود اسمها عاليا

يحمل كل المعاني الجميلة

نعم لمصر موحِّدة العرب

نعم لمصر الآمنة

إرفعوا أيديكم بالدعاء

اللهم اهدنا في من هديت وتولّنا في من توليت

واعف عنا وارحمنا وانصرنا أنت مولانا،

فانصرنا على أعدائنا يا رب العالمين

 

رفض لمشروع حرب عن بيع الأراضي

الحص: قيد طائفي جديد

سلام: ينافي مقوّمات الميثاق

النهار/أثار مشروع الوزير بطرس حرب لمنع عمليات بيع الاراضي بين المسيحيين والمسلمين لمدة خمسة عشر عاما ردود فعل رافضة من شخصيات أبرزها  الرئيس الدكتور سليم الحص والنائب تمام سلام ورئيس "التنظيم الشعبي الناصري" النائب السابق مصطفى سعد.

وقال  الحص باسم "منبر الوحدة الوطنية" ان هذا المشروع "غير مقبول على الاطلاق. انه قيد غير مشروع وغير مبرر على حرية تصرف المالكين بالاملاك، وينطوي على قيد طائفي جديد في حياتنا في لبنان نحن في غنى عنه، فضلا عن انه يعمق دور التمايز الطائفي في التعامل بين اللبنانيين في حين يتطلع المواطنون الى يوم يتجاوزون فيه كل ألوان التمايز الفئوي. نحن نرى ان الفكرة تنطوي على هرطقة وطنية. ونتطلع الى وضع تلغى فيه كل اشكال التمايز الفئوي بين اللبنانيين، وهذا المشروع من شأنه تعميق قواعد الممارسة الفئوية المقيتة، لذلك نرجو صرف النظر عنه وعدم  النظر فيه او الاخذ به. ومعرفتنا بالشيخ بطرس حرب تجعلنا نعقد الآمال عليه للاتيان بمشروع او مشاريع ترمي الى تجاوز الحالة الطائفية والمذهبية اطلاقا في حياتنا العامة، وليس الى تعميق الممارسة الفئوية".

أضاف: "يتذرع صاحب المشروع بالمحافظة على العيش المشترك في وضع مشروعه. ونحن نرى ان المشروع على نقيض ذلك، من شأنه تعميق الفرز الفئوي في البلاد على حساب وحدة الشعب والوطن، كما انه يتعارض صراحة مع مقدمة الدستور وبخاصة حيث النص: "ارض لبنان ارض واحدة لكل اللبنانيين. فلكل لبناني الحق في الاقامة على اي جزء منها والتمتع به في ظل سيادة القانون، فلا فرز للشعب على اساس اي انتماء كان، ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين".

وقال النائب سلام: "إنني أتفهم الهدف السامي الذي حدا الوزير حرب الى التحرك للحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان (...). وهذا  الموقف يشمل في ما يشمل التأكيد على مناوأة ومعارضة كل ما يساهم في فرز اللبنانيين وتقسيمهم على مختلف القواعد وأشدها ضرراً وايذاءً والمتمثلة بالفرز والتقسيم الطائفي".

اضاف: "لا يمكنني تصور ان معالي الصديق حرب لجأ إلى اعتماد خطوة تقسيمية تفرز اللبنانيين وتصنفهم من خلال اقامة حواجز وربما لاحقا جدران للفصل بينهم وتحقيق ما عجزت كل اعوام الحرب عن تحقيقه في تقسيم لبنان. انني اربأ بحرب هذا التفكير وهذا التوجه الذي صاغه في مشروع قانون لا يتفق، بل يعارض وينافي كل مقومات الميثاق الوطني واتفاق الطائف وعناصر الوحدة الوطنية المرتجاة. لذلك بكل محبة ادعوه الى سحب هذا المشروع وإخراجه من التداول وطيه مع ما نطويه من صفحة سنة 2010".

اما النائب السابق سعد فاعتبر أن المشروع "ستكون له نتائج خطيرة على المستوى الوطني في حال إقراره وتطبيقه وهو يتعارض مع الدستور. والأسباب الموجبة المذكورة في مقدمة المشروع تتجاهل العوامل الأساسية التي تقف وراء تخلي الناس ولا سيما الفلاحين وصغار المالكين عن أرضهم وبيعها للشركات العقارية والمضاربين العقاريين".

 

هل لتداعيات القرار الاتهامي علاقة بتعيين السفير الأميركي؟

دور مؤثر لسوريا وإيران في استقرار لبنان

اميل خوري/النهار

رغم صدور بيان عن السفارة الاميركية في بيروت تبديدا للهواجس حول تعيين سفير لأميركا في دمشق، فان الآراء ظلت متضاربة في تفسير أسباب التعيين وفي هذا الوقت بالذات، بحيث تجاوز فيه الرئيس أوباما الكونغرس الذي كان له اعتراضات وتحفظات على هذا التعيين. ويذكر أنه سبق قرار التعيين خلال الاشهر الماضية من العام المنصرم تصريحات شديدة اللهجة تبادلها الرئيس الاسد ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، التي أعلنت ان واشنطن طلبت من سوريا البدء في الابتعاد عن ايران والمزيد من التعاون في العراق ووقف التدخلات في لبنان وعدم نقل او تسليم سلاح الى "حزب الله" لأن ايران "راعية ايديولوجية الرفض والعنف في الشرق الاوسط. وردّ عليها الاسد مؤكدا "نحن أدرى بمصالحنا، ونحن نحدد أين ستذهب الامور". وقد أدلى بهذا التصريح عند توقيعه مع نظيره الايراني محمود أحمدي نجاد اتفاقا يقضي بالغاء تأشيرات الدخول بين البلدين مشددين على تعزيزها في كل المجالات "كطريق وحيد للوصول الى القرار المستقل". وعلق الرئيس الايراني بدوره على كلام كلينتون التي تريد "مسافة بين دمشق وطهران" بالقول "لا توجد أي مسافة بيننا وليموتوا بغيظهم".

وكان الرئيس الاسد استقبل وفدا من الكونغرس الاميركي برئاسة السيناتور بنيامين كاردن، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وتركز اللقاء على بحث العلاقات الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة الاميركية وأهمية تطويرها من خلال الحوار الجاد والايجابي القائم على أساس من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة في ايجاد حلول عادلة للمشكلات في المنطقة. كما تناول اللقاء بحث مستجدات الاوضاع في المنطقة وما يمكن فعله لتعزيز جهود احلال السلام في الشرق الاوسط بالاضافة الى مكافحة الارهاب، فأكد الرئيس الاسد على ان تحقيق السلام هو مفتاح تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وفي مؤتمر صحافي عقده السيناتور كاردن تحدث عن صعوبات كانت تمر بها العلاقات بين البلدين خلال السنوات القليلة الماضية لأن سوريا "عزلت نفسها عن طريق دعمها للمنظمات الارهابية مثل "حماس" و"الجهاد الاسلامي" والعلاقات المزعجة مع ايران"، وأضاف: "إن الحوار الذي جرى مع الرئيس الأسد كان صريحا واذا كان الحوار مهما فان الافعال هي التي تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، وعليه سنراقب عن كثب أفعال وتصرفات سوريا خلال الاسابيع والاشهر المقبلة". واعتبر ان تحقيق السلام بين سوريا واسرائيل سيكون انجازا مهما جدا من أجل تحقيق السلام في المنطقة ككل. وفي ما يتعلق بارسال سفير أميركي الى دمشق قال: "ان القرارات في ما يخص العلاقات الخارجية للولايات المتحدة تتخذ من قبل السلطة التنفيذية". وفي رده على سؤال عن قانون محاسبة سوريا قال: "هناك فرصة لتقويم الامور عبر الافعال مع الادارة الاميركية". وأضاف: "ان الرئيس السوري كان حاسما عندما تحدث في موضوع محاربة الارهاب وأعتقد ان اميركا مهتمة في ان تبادر سوريا بالتوقف عن دعم المنظمات الارهابية"، وعبّر عن قلق بلاده من علاقات سوريا بايران إذ ينبغي على سوريا ان تقوم بأفعال من أجل التخلص من الاسباب التي أدت الى اتخاذ قرار محاسبتها.

وعندما زار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي السيناتور جون كيري لبنان وسوريا (تشرين الثاني 2010) أعلن بعد مباحثات أجراها مع الرئيس سليمان والرئيس الحريري "ان الولايات المتحدة ملتزمة دعم لبنان سيدا مستقلا ودعم المحكمة الدولية واستقلاليتها لوقف الاغتيال كأداة سياسية"، مؤكدا أن لبنان "لا يملك السلطة لتغيير المحكمة"، ولفت الى ان النتائج لن تكون موجهة ضد مجموعة محددة من الناس ولا ضد طائفة معينة بل ستحدد أشخاصا معينين، مشددا على أن أي اتفاق مع سوريا لن يأتي على حساب لبنان واللبنانيين، وأوضح أن عودة السفير الاميركي الى سوريا مرتبطة بالتعاطي السوري نفسه، مشددا على "أننا نأمل في ان تلعب سوريا دورا بناء في اتجاه لبنان في الايام المقبلة".

وفي برقية سربها موقع "ويكيليكس" ونشرتها وسائل اعلام في 2/12/2010 جاء فيها: "ان الرئيس الاسد قال لوفد من الكونغرس الاميركي زار دمشق في شباط العام 2009: "لقد أنقذت أرواحا اميركية"، مشيرا الى معلومات نقلها لملك البحرين عن هجوم وشيك على مواطنين أميركيين (توجد في البحرين قاعدة بحرية أميركية). وذكرت البرقية ان الاسد قال للوفد: "اذا رغبت الولايات المتحدة الاميركية في تعاون مماثل في المستقبل، لا يمكن ان تبادر سوريا بتعاون أمني بدون تعاون سياسي متلازم، وكرر الرئيس الاسد ذلك في اجتماع قال فيه: لا أقدم أي تعاون في مجال المخابرات مجانا وأنه ينبغي على البلدين اعادة بناء العلاقات من نقطة "انعدام الثقة"، وأكد أن برنامج ايران النووي أغراضه سلمية وأنه لا يمكنها استخدام أسلحة نووية ضد اسرائيل لانها ستؤدي الى سقوط ضحايا بين الفلسطينيين وهو ما لا تخاطر به ايران". ويذكر ان ادارة الرئيس أوباما عينت سفيرا لدى دمشق في شباط الماضي لكن الكونغرس لم يقر تعيينه، متهما سوريا بتزويد "حزب الله" بالاسلحة.

وعندما زار وزير خارجية فرنسا السابق برنار كوشنير لبنان قالت مصادر فرنسية رسمية ان باريس "تعاود علاقاتها مع سوريا من غير توهمات او سذاجة وبعينين مفتوحتين"، وأنها تتشاور مع المملكة العربية السعودية ومع مصر في كل ما تقوم به ازاء سوريا، وأن مستقبل العلاقات مع سوريا مرهون بسياستها في لبنان والملفات الاقليمية.

ولا بد من التذكير ايضا بموقف الادارة الاميركية السابقة التي اتهمت غير مرة دمشق وطهران بزعزعة استقرار لبنان والمنطقة، وأن أميركا لن تدفع لهما أي ثمن مقابل التوقف عن لعب هذا الدور.

ان التذكير بكل هذه المواقف يطرح عددا من الاسئلة بعد ان قرر الرئيس أوباما تعيين سفير لأميركا في دمشق متجاوزا الكونغرس المعترض على استعجال التعيين، وهل يرمي بتعيين السفير وفي هذا الوقت بالذات، وهو دقيق في لبنان والمنطقة، الى تشجيع سوريا على لعب دور ايجابي وبناء خصوصا في لبنان يكون لاجما أي محاولة لتعكير الامن وزعزعة الاستقرار فيه عند صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري؟ وهل تم هذا التعيين لأن سوريا تنتظر منذ مدة ذلك ليكون بداية بناء الثقة بين الدولتين ويقيم تعاونا ايجابيا بينهما في شتى المجالات ولا سيما في مجال مكافحة الارهاب خصوصا بعد ان اعلن الرئيس الاسد "أن لا تعاون أمنيا بالمجان"؟ وهل يمكن القول إن شهر العسل بدأ بين سوريا وأميركا مع هذا التعيين أم أنه قد ينتهي اذا لم تترجم سوريا أقوالها أفعالا ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة ايضا، خصوصا بعد سيطرة الجمهوريين على الكونغرس وعدم معرفة سوريا كيف تستفيد من تحقيق نتائج مع ادارة الرئيس أوباما قبل ذلك، فلا تظل تخاطب المسؤولين فيها كما تخاطب مسؤولين في دولة صغيرة؟ وهل تم تعيين السفير الاميركي بعد ان بدأت سوريا تغير سلوكها حيال لبنان ومواقفها من الملفات الشائكة في المنطقة، أم بناء على وعد بذلك، ولم تعد دمشق متهمة بلسان غير مسؤول أميركي بأنها تساهم بزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة، ولم يعد مطلوبا منها الابتعاد عن ايران بل المساهمة في تحقيق التفاهم معها حول برنامجها النووي بحيث لا تبقى الورقة الايرانية قوة ضغط سلبية في يد سوريا بل قوة ضغط ايجابية لتحقيق سلام شامل في المنطقة، قبل انتهاء مدة السنة التي حددها الرئيس أوباما بدءا بقيام دولة فلسطينية الى جانب الدولة الاسرائيلية؟

 

حال الملك حرّكت الايحاءات باقتراب الاتفاق

عناصر "التفاهم" لا تبلغ حدود "تسوية"

روزانا بومنصف/النهار

تعتقد مصادر سياسية في بيروت ان المواعيد التي ضربت الاسبوع الماضي لظهور التسوية او التفاهم بين المملكة العربية السعودية وسوريا حول وسائل معالجة تداعيات القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري واطلاق شائعات عن قرب انتهاء هذا الاتفاق ارتبطت كلها بالمخاوف التي شعر بها البعض في الآونة الاخيرة نتيجة بعض التطورات. اذ ان بث وسائل الاعلام صورة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز خارجا من المستشفى في نيويورك الى مرحلة نقاهة وعلامات الاعياء بادية عليه قد اثار هلع هؤلاء من مرحلة سياسية في المملكة السعودية قد لا يسهل فيها تسيير الامور، وهي مرحلة قد تطول او تقصر تبعا للتطورات كما ان طبيعة الامور قد لا تبقى على حالها او قد تخضع لمراجعة ما. فسعى هؤلاء الى الايحاء بان الامور باتت قاب قوسين او ادنى من الاتفاق في محاولة الاسراع في هذا المسعى بأفضل ما يراه هؤلاء مناسبا لمصلحتهم نظراً الى الانشغالات السعودية بأمور داخلية اخرى او خوفا من هذه الانشغالات، وخصوصا في ضوء اعلان مسؤولين لبنانيين ان توعك الملك السعودي هو الذي ادى الى تباطؤ المسعى السعودي السوري التوافقي. وتاليا فان المخاوف تزايدت من ان استمرار الحال الصحية للملك لفترة أطول يمكن ان يتسبب بالمزيد من التأجيل في حين ان هناك مهلة ليست كبيرة امام صدور القرار الاتهامي. والبعض تخوف ايضا من احتمال ان تطرأ تعديلات في ميزان القوى السياسي تبعا لذلك فيتغير بعض المضمون او الطموح الى تحقيقه. ولذلك بدا هذا التفاهم في خلاصته وفق التسريبات بمثابة تمنيات او "اتفاق اذعان" مطلوب من رئيس الوزراء سعد الحريري في غياب اي تقديمات في المقابل على افتراض ان ثمة تسوية حول المرحلة المقبلة علما ان "حزب الله" قال على لسان رئيس كتلته النيابية محمد رعد ان اي تسوية تفترض تنازلات من الجميع وان الحزب سيتشاور مع حلفائه في هذا الاطار. ولم يستكمل الموضوع على هذا الصعيد من اجل ان يوضح الحزب ماذا سيقدم من جهته في هذا التفاهم مقابل ما سيقدمه الحريري في موضوع حماية الحزب من تداعيات القرار الاتهامي غير التسليم ببقاء الحريري رئيسا للحكومة كما يشاع او السماح له بالحكم، باعتبار ان رئاسته تعود الى فوزه باكثرية نيابية وترك الحكومة برئاسته تعمل هي منة ليست في مكانها لاعتبارات متعددة وفق ما تقول مصادر سياسية، بينها ان الحزب تسبب في انشاء مجموعة مشكلات من اجل ان يتنازل عنها في اي تفاهم كمن يبيع المرء من كيسه وفق التعبير الشعبي. ومن بين هذه المسائل تعطيل جلسات الحكومة وجلسات الحوار والتذرع بملف "شهود الزور". علما ان هذه العناصر بالذات هي ما سيتناوله اي تفاهم حول المرحلة المقبلة اذ ان هذا التفاهم لن يكون تسوية كبيرة كما يعتقد البعض بل هو تفاهم لتجنيب لبنان اي خسائر كبيرة بعد صدور القرار الاتهامي.

وترى هذه المصادر ان اي تسوية كبيرة لن تكون ممكنة بصرف النظر عن تفاصيلها لان تسوية مماثلة تحتاج الى موافقة دولية وليس فقط الى توافق اقليمي ثنائي سعودي سوري علما ان هذا ما قد يكون يسعى اليه البعض من خلال اعادة تفويض سوريا بالوضع اللبناني الداخلي وادارة الحياة السياسية اللبنانية الى سوريا كما حصل في السابق. وتذكر هذه المصادر بان اتفاق الدوحة الذي شهد جلوس الافرقاء اللبنانيين الى طاولة حوار دعت اليها قطر على اثر العملية العسكرية التي قام بها "حزب الله" في بيروت والجبل لم يكن يعكس جهدا اقليميا فحسب بل كان خلاصة اتصالات ومساعٍ دولية ايضا. واي تسوية بحجم اتفاق الدوحة او اتساعه تحتاج ايضا الى موافقة اميركية على الاقل، وهذه غير متوافرة اذ تكرر الولايات المتحدة عند كل مناسبة ان أي أمر لن يحصل على حساب لبنان مجددا كما ان اي توافق او اتفاق ثنائي اقليمي لن يلغي المحكمة الخاصة بلبنان. علما ايضا ان اي تسوية على غرار اتفاق الدوحة انما تحصل تبعا لتطورين : اما نتيجة حوار داخلي طويل وعميق يحصل ابان فترة استقرار يحصل فيها نقاش جدي ومدروس، وهو الامر الذي لا يحصل لا من قريب ولا من بعيد والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يرفض الحوار المباشر مع رئيس الحكومة منذ اشهر فضلا عن تعطيل مؤسسات الدولة. او انه يحصل نتيجة تحرك ميداني ما كما حصل في 7 ايار. واي تسوية على هذا الاساس الاخير لن تنجح علما انها وردت كاحتمال في بداية حملة الحزب على المحكمة الدولية وكان الرد عليه ان احدا لن يوقع اي ورقة اضافية وفقا لذلك، في اشارة الى التنازل الذي حصل في الدوحة حول حكومة بثلث معطل اظهرت التجربة ان لا طائل منها وانها صيغة فاشلة للحكم.

 

بغداد فالإسكندرية.. كيف يتقدّم التاريخ في منطقتنا؟

المستقبل - الاثنين 3 كانون الثاني 2011 - وسام سعادة

يأتي التفجير "الإستنحاريّ" الإرهابيّ الدمويّ الذي تعرّضت له كنيسة القديسين في الإسكندرية، من بعد مذبحة كنيسة النجاة في بغداد، ليطرح وبقوّة المسألة المسيحية في عموم الشرق الأوسط كمسألة جوهرية بإمتياز لا بالنسبة إلى أبناء هذه الكنيسة المسيحية أو تلك، ولا بالنسبة إلى مجمل المسيحيين فقط، ولا بالنسبة إلى العلاقة الواجبة بين المسلمين والمسيحيين، إنّما، وقبل كلّ شيء آخر، بالنسبة إلى أساس الوجود الحضاريّ في هذه المنطقة، وما إذا كانت كلّ الجهود التي بذلت في القرنين الماضيين لجعل هذه المنطقة تكتسب بعضاً من مقدّمات وشروط الحداثة، أي بعضاً من مقدّمات وشروط إستئناف العطاء الحضاريّ، قد تمخّضت حصيلتها في خاتمة المطاف عن فشل تاريخيّ، ونضوب عام يتكشّف إرهاباً له أكثر من لون، وحقداً له إسم واحد.

وإنّه لكبير دلالة أن يأتي "11 أيلول" الشرق أوسطيّ على هذا النحو، مستهدفاً كنيسة في بغداد وأخرى في الإسكندرية.. والإسكندرية تعني ما تعنيه على صعيد التاريخ الحضاريّ كمنارة للتمازج بين الحضارات والفلسفات والعقائد في العصر الهلنستيّ مثلما هي بغداد في العصر العباسيّ.. ومجرّد الإلتفات إلى هاتين الدلالتين الأكثر من رمزيتين إنّما يذكرّنا بحقيقة يكابر عليها خطاب الممانعة والمقاومة والمجاهدة والمغالبة والحقيقة أنّ التاريخ في هذه المنطقة ما عاد يتقدّم.. بل أنّ المحاولات الرائدة في الأجيال الماضية.. سواء منها الأصيلة أو الوافدة.. لجعله يتقدّم لم تفلح في خاتمة المطاف.

ماذا يعنيه كلّ ذلك؟ أنّ "المسألة المسيحية في الشرق الأوسط" بالشكل الذي باتت فيه حالياً لم تعد مسألة كيفية حماية الوجود "الفيزيائيّ" للمسيحيين ولا حتى كيفية إطلاق "الحواريّات" بين أتباع الديانات "السماوية".. وإنّما هي وقبل كل شيء مسألة التقدّم أو عدم التقدّم في هذه المنطقة من العالم.. وهذا يعني أنّ وعي المسيحيين للمسألة الوجودية الحضارية التي باتت تعنيهم لا يمكن أن يكون وعياً تاريخياً يرتفع إلى مستوى التحدّي والمسؤولية الجماعية إلا إذا كان وعياً يتّصل بطرح مسألة "لاهوت التقدّم" وليس أبداً الإلتفات إلى أنواع بالية من "لاهوت التحرير" التي يراد بها ان تنساق الجموع المسيحية وراء خطاب الممانعة والمقاومة والمجاهدة والمغالبة الذي لا يختلف إلا بالدرجة، لا بالنوع، عن ذاك الخطاب الذي يبيح بل يحرّض على سفك الدماء من بغداد إلى الإسكندرية.

و"لاهوت التقدّم" يتمحور في هذا المجال هو مفهوم التقدّم والكيفية التي استثنت هذه المنطقة من العالم نفسها منها، والكيفية التي قامت فيها جهود وجهود لكبح هذا الإستثناء وإعادة الوصل مع التقدّم العالميّ، والدور الذي سطّره المسيحيّون، كإكليركيين أحياناً وكعلمانيين أحياناً أخرى، لأجل هذا الوصل. كما يتمحور "لاهوت التقدّم" حول إذا كان بعدُ ثمّة من رجاء اليوم، في إستئناف حركة إعادة وصل هذه المنطقة من العالم بمسارات التقدّم على الصعيد العالميّ، وما هو دور المسيحيين، من كل بلدان المنطقة، في هذا الإطار.

في كلّ الحالات، هذا يعني أنّه وجب أن تكون للمسيحيين في الشرق الأوسط إستراتيجية تاريخية شاملة تجمع شملهم، وهذه الإستراتيجية ما عاد ممكناً أن يضعها الإكليركيون وحدهم ولا العلمانيون وحدهم، وهي لا يمكن أن تكون إستراتيجية إذا ما اقتصرت على سياسة من "سياسات الهوية" أو من "سياسات التظلّم"..

والمسألة المسيحية في الشرق الأوسط تكشف بل تعرّي الخطاب الذي بإسم حقده على الإستشراق حيناً وإصراره على رؤية الإستعمار في كلّ مكان حيناً آخر، صارَ يفتتن بكل حكايا "السكان الأصليين" في كافة المستعمرات السابقة وأشباه المستعمرات، إلا مسيحيي الشرق، يتعامل معهم كجاليات أجنبية. لقد آن أوان القطع الشامل مع هذا الخطاب، مثلما آن أوان القطع مع ملحقاته التي ترى أنّ على المسيحيين في الشرق أن يظهروا دائماً أنّهم ليسوا جالية أجنبية من خلال تبنيهم لخطابيات الممانعة وكيل المدائح للممانعين بمن فيهم أولئك الذين يتوعدوهم بـ"النحر" حيناً، وينفّذون، أو الذين يخافون عليهم من "الإستنحار"، وعلى هذا الأساس يعملون.

 

إده: التنازلات لن تنتهي لأن هناك فئة تحتكر السلاح وتستطيع أن تلغي الانتخابات والقرار الشعبي والعدالة

المستقبل - الاثنين 3 كانون الثاني 2011 - شدد عميد "الكتلة الوطنية" كارلوس إده أن "في لبنان من عطل البلد ليشارك في الحكومة والآن هو يشارك في الحكومة ليعطل البلد"، منبهاً من أنه "إذ تنازل أحد عن حقوقه نتيجة الضغط عليه سيستمر في التنازل حتى آخر يوم في حياته ولذلك يجب ان يصمد الفريق الذي يملك الحق حتى النهاية". وعبر عن تشاؤمه لأنه "على ما يبدو أن التنازلات لن تنتهي لأن هناك فئة تحتكر السلاح وتستطيع عبره أن تلغي نتائج الانتخابات والقرار الشعبي والعدالة في البلد".

ورأى في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" أمس، أن "من يتكلم عن تسييس المحكمة وعدم مصداقية ما يصدر عنها من قرار إتهامي ينطلقون من ثقافة قانونية تقول إنَّ المقرّب من نظام الحكم لا يذهب إلى المحاكمة أما البعيد عن نظام الحكم فعندما يذهب للمحاكمة يكون الحكم صادراً عليه سلفاً ولهذا هم يحاربون هذا القرار سلفاً".

وقال: "في كل الأحوال إذا كانت الأدلة مفبركة والوقائع التي يستند إليها التحقيق والقرار الإتهامي غير صحيحة سيكون هناك محامون من الدرجة الأولى سيلفتون النظر إلى هذه الفبركات وسنكون في "الكتلة" أول المدافعين عن أي مظلوم". وسأل: "لماذا يريد "حزب الله" أن يحمّل الطائفة السنية والطائفة الشيعية تبعات إتهامه اذا كان هناك مسؤولية معينة تقع على "حزب الله" في هذه الجريمة؟" مستشهداً بمقولة لأحد الرؤساء المؤسسين للولايات المتحدة الأميركية بنجامين فرانكلين يعتبر فيها أن "من يريد مقايضة حقوقه بالأمن سيجد أنه لن يملك لا الحقوق ولا الأمن".ولفت إلى أن "تسييس المحكمة يتم في لبنان وليس في لاهاي أو في أي من عواصم العالم"، معتبراً أنها "لو كانت مسيسة لأطلقت سراح الضباط الأربعة بعد الإنتخابات النيابية عام 2009 وليس قبلها". اضاف: "هناك من قال لي خلال إجتماعات ما قبل إبرام إتفاق "الدوحة" إنه "الآن لقد إتفقنا وستتوقف الاغتيالات" فلو كانت إسرائيل من قامت بتلك الإغتيالات وتستفيد من الفتنة في لبنان لماذا أوقفتها بعد الدوحة بدلاً من أن تستمر بها لتخريب الوضع اللبناني ولماذا لم تقتل من الطرفين لتأجيجه أكثر بدلاً من استهدافها فريقاً واحداً بعينه؟". واعتبر أن "السلاح ليس موجوداً لحماية المقاومة بل للدفاع عن مصالح فئة معينة من اللبنانيين ومصالح مرجعيتهم الأجنبية في لبنان وحماية نهجها وهم وفي النهاية يريدون تغيير تركيبة لبنان وميزان القوى فيه وقد فعلوا"، موضحاً أن "هذا الفريق اليوم المتمثل في "حزب الله" إذا لم يستطع أن يفرض وجهة نظره في لبنان فهم قادرون على التعطيل وعلى المدى الطويل سينجحون في ما يريدون، خصوصاً أن لبنان يستخدم كنقطة إنطلاق لإضعاف أنظمة عربية مثل مصر واليمن وغيرها". وشدد على "وجوب البدء في الدفاع عن مصالح لبنان قبل الدفاع عن مصالح الحلفاء والأصدقاء في الخارج".

وأكد ان "المظلة السعودية ـ السورية تساعد على وقف التدهور لفترة قصيرة ولكن على المدى الطويل يجب العودة إلى مفهوم الدولة وإستقلالية القضاء خصوصاً أن محاسبة المسؤولين هي وحدها التي تحافظ على الأمن الداخلي، لأن أي فئة مستهدفة بطريقة غير عادلة سيكون لها رد فعل"، داعياً إلى "إنتظار صدور القرار الإتهامي وتسهيل عمل المحكمة وتنفيذ أحكامها بكل حرية". ورحب بـ"أي حوار نظرياً ولكن عمليا نعرف انه لا احد يستطيع ان يغير عقيدة "حزب الله" في الحفاظ على سلاحه إلا في حال فرض حل شامل من الخارج او ووجه بموقف صلب حازم رافض لهذا السلاح من عدد كبير من اللبنانيين".

وحذر من أن "الوضع اليوم هو شبيه لما حدث في عام 1975 عندما وجد الناس أن الدولة غير قادرة على أن تحميهم وبدأوا بالتسلح وهذه أول شرارة في الحرب الأهلية"، معتبراً أن "الدولة أثبتت أنها غير قادرة على الدفاع عن الناس لأننا رأينا الجيش ماذا فعل في أحداث 7 أيار". وتابع: "لكن في النهاية يجب ان يدرك "حزب الله" أن السلاح والقوة ليسا ضمانة له، لأن التاريخ يظهر ان موقع القوة لا يستمر وعندما ينقلب ميزان القوى سيتحمّل هو مسؤولية استخدام القوة والسلاح لفرض رأيه"، مؤكداً أن "الضمانة هي نظام عادل يجمع الجميع ويطمئن الناس إلى وجود حماية أهم من السلاح وهي القانون والدولة العادلة".

وحول التفجير الذي استهدف الكنيسة القبطية في الاسكندرية، أجاب: "التفجير هو نتيجة للإنتخابات غير العادلة والنظام غير العادل ولهذا تتجّه مجموعات من الشعب إلى الإعتداء على فئات غيرها من المجتمع لأنها لا تستطيع أن تطال الغرب والنظام".

 

لماذا حملة عون و"تياره"على شخص رئيس الجمهورية؟!

المستقبل - الاثنين 3 كانون الثاني 2011 - محمد مشموشي

الحملة التي يشنها اعلام ما يسمى "المعارضة السابقة"، وبخاصة "التيار الوطني الحر"، على الرئيس العماد ميشال سليمان لمجرد أنه قال انه يعلم متى يطرح بندا ما على التصويت في مجلس الوزراء ومتى لا يطرحه، تعيد المراقب الى عامين ونصف العام من الشد والجذب، من قبل المعارضة اياها، حول ما ينبغي على "الرئيس التوافقي" أن يقوم به، أو لا يقوم به، ولكن دائما في ضوء سياستها القائمة على تخييره بين حدين: " أن تكون معنا... والا فأنت عدو"!.

للمناسبة، هي سياسة "المعارضة" نفسها ازاء رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري: " اعتماد التوافق على ما نريد، عندما نريد، والا فتعطيل الحكومة" سواء في جلساتها الرسمية أو من داخل الوزارات نفسها!.

فلم يعدم اعلام فريق 8 آذار، ولا قادته من أرفع المناصب، فرصة الا وذكروا الرئيس فيها بأنه "رئيس توافقي" على قاعدة أن "التوافق" يعني فقط تقرير ما يقبل به وزراء هذا الفريق والا فلا توافق ولا من يوافقون. وفي المسألة المثارة حاليا، مسألة ما يسمى "شهود الزور"، جاء هؤلاء الى مجلس الوزراء بموقف بالغ الوضوح في السياق اياه، يقول بالحرف: احالة المسألة الى المجلس العدلي، والا فلا جلسات لمجلس الوزراء بعد الآن.

لكنهم في ما يتعلق برئيس الجمهورية، الذي حاول على مدى جلسات ثلاث لمجلس الوزراء أن يصل الى توافق حول هذا البند، لم يقفوا عند حد رفض المحاولة والاصرار على القرار الذي يريدونه، بل تعدوه الى التهجم الشخصي على الرئيس بلسان العماد ميشال عون وأحد وزيريه في الحكومة، وزير الطاقة والموارد المائية جبران باسيل، فضلا عن بعض أجهزة الاعلام الناطقة باسم الفريق كله.

لماذا؟!، يميل البعض الى احالة الموقف على طموح عون القديم/الدائم بالوصول الى رئاسة الجمهورية، والظن بأنه انما يستغل الفرصة المتاحة حاليا لاعادة تظهير وضعه، أمام حلفائه بالذات، قبل فوات الأوان. الا أن ما ينبغي قوله هو أن ظن هذا البعض ليس سوى جزء من الحقيقة، لأن هناك أجزاء أخرى أكثر أهمية من ذلك وراء حملة عون على الرئيس سليمان وعهده في هذه المرحلة.

هناك، أولا، سؤال عون المباشر للحلفاء عن دوره ووزنه في "التسوية" التي يقال يوميا أنها آتية من خلال المسعى السعودي السوري، خصوصا وأن تسريبات الحلفاء أنفسهم تتحدث عن اتفاقات على مستقبل البلد والحكم فيه وليس على المسألة الراهنة، مسألة ما يسمى "شهود الزور" فقط.

وعندما يتوهم عون، كما قال علنا في مناسبة سابقة، أنه "بطريرك الطائفة المارونية" المتوج في السياسة، فمن غير المحتمل بالنسبة اليه أن تتم هذه التسوية بينما على رأس الدولة رئيس قوي من جهة، ومتفق عليه محليا وعربيا ودوليا من جهة ثانية، من الطائفة المارونية نفسها.

يشير الى ذلك، بين أمور أخرى، قراره المنفرد مقاطعة جلسات "هيئة الحوار الوطني" تحت شعار أنها لم تعد ذات قيمة، واضطرار الحلفاء الى مسايرته في خطوته، حتى قبل أن تطرح مسألة "شهود الزور" على طاولة مجلس الوزراء أو أن يعلن الرئيس سليمان تمسكه بحل هذه المسألة من خلال التوافق وليس من خلال التصويت.

وهناك، ثانيا، سعي عون لتعزيز تحالفاته الشخصية والخاصة، ليس على الصعيد المحلي مع "حزب الله" فقط، وانما أيضا على المستوى الاقليمي الواسع بما في ذلك أساسا ايران بعد أن أعلنت بوضوح في الفترة الأخيرة أنها تريد أن تلعب دورا خاصا بها، وان لم يكن متصادما مع سوريا، في السياسات اللبنانية.

وفي هذا السياق، يمكن تفسير حملة عون ليس على الرئيس سليمان فقط وانما أيضا وتحديدا على البطريرك الماروني نصرالله صفير فضلا عن الزعماء الموارنة الآخرين، لأن ما لدى ايران من طموحات في لبنان يختلف الى حد كبيرعما لدى سوريا أو لدى أي بلد عربي آخر فيه.

هو "حلف الأقليات" في العالمين العربي والاسلامي، ما همس به عون سرا وتحدث عنه علنا أكثر من مرة في السابق، وما لم يعد شك في أنه أحد أهداف التمدد الايراني هنا وهناك في المنطقة.

وهناك، ثالثا وربما في المقام الأول بالنسبة الى عون، أنه لم يعد يملك أية فرصة للعودة من النفق الذي توغل فيه في سياساته المحلية والاقليمية، فضلا عن أن أحدا في لبنان أو الخارج لم يعد يثق بامكان استعادته منه، وأنه ليس أمامه سوى فعل الشيء نفسه اذا كان له أن يبقى حيثية ما(بغض النظر عن مدى تمثيليتها) في الحياة السياسية اللبنانية.

وفي هذا السياق، تبدو جلية مبادرات عون الى لعب دور "الملك أكثر من الملك"، ان في ما يتعلق بسلاح "حزب الله" وما يقوله عن حاجة لبنان اليه، أو ما يتعلق بالتحامل على الطائفة السنية عموما، أو ما يتعلق قبل ذلك وبعده بانتقاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسياساته المالية والانمائية في لبنان، وصولا في المرحلة الأخيرة الى التهجم الشخصي على الرئيس سليمان في الوقت الذي يلتزم فيه حلفاؤه في "حزب الله" وغيره من قوى 8 آذار، أقله حاليا، الصمت تجاهه.

ما يبقى أن الحملة الشخصية على الرئيس ميشال سليمان، مثلها مثل الحملة المستمرة بدورها على الرئيس سعد الحريري وحلفائه من أحزاب وقوى 14 آذار، انما تصب في النهاية في الجدول اياه الذي تعمل قوى 8 آذار منذ العام 2005 على ابقاء مياهه الملوثة على حالها: تعطيل الدولة ومؤسساتها وأجهزتها عن العمل من ناحية، والحيلولة دون أي مسعى جدي لاعادة بنائها من ناحية ثانية.

ولا تفعل الحملات الشخصية، وفيها ما فيها من الكلام غير السياسي في جانب واللاأخلاقي في جانب آخر، الا أنها تثير سحبا من الغبار للتغطية على أهداف لا تخدم البلد في المقام الأول... حتى ولا تهدم أصحابها في نهاية المطاف.

 

مهزلة قوة «قدس» الإرهابية ومخابرات حكام إيران ضد أشرف يوم 7 كانون الثاني بأمر من خامنئي

المدعوان «ناصري» و«نويدي» من سفارة النظام الإيراني في بغداد يوجهان هذه الحملة القذرة

تزامنًا مع الحملات العالمية والإيرانية الواسعة لدعم مجاهدي أشرف وبموازاة إصدار أحكام الإعدام في داخل البلاد، كلف «الولي الفقيه» المذعور في النظام الرجعي الحاكم في إيران كلاً من قوة «قدس» الإرهابية وسفارة النظام في بغداد بإيذاء وإزعاج سكان مخيم أشرف بتنفيذ مهازل ومؤامرات جديدة بواسطة العناصر العراقية لمخابرات حكام إيران وعملائها لكي لا يفقد النظام سيطرته على الأوضاع.

وفي الإطار ذاته، تنوي لجنة قمع أشرف إقامة مهزلة متكررة ومثيرة للسخرية يوم الجمعة القادم (7 كانون الثاني – يناير 2011) تقوم ضمنها بنقل مجموعة من المرتزقة العراقيين من بغداد والمحافظات العراقية الجنوبية والشمالية إلى مدخل مخيم أشرف ليدّعوا بأنهم «عوائل ضحايا إرهاب وجرائم المنافقين»!

إذًا فلكون الخطة المشتركة للنظام الإيراني ولجنة القمع التابعة لرئاسة الوزراء العراقية في مدخل أشرف والتي تستمر منذ 11 شهرًا وبواسطة 140 مكبرة صوت تحت يافطة عوائل المجاهدين للتعذيب النفسي للمجاهدين لم تكن مجدية فحاليًا جاء دور «عوائل ضحايا إرهاب المجاهدين في العراق»!!

أما توجيه هذه المهزلة التي من المزمع إجراؤها يوم الجمعة المقبلة فيتولاه المدعو «نويدي» ممثل وزارة المخابرات في سفارة النظام ببغداد والمدعو «ناصري» ممثل عن قوة «قدس» في السفارة ذاتها بشكل مشترك. ويعمل هذان العنصران في السفارة تحت غطاء الملحق التجاري.

وسيكون «نافع العيسى» والملا «جبار المعموري» عميلان مكشوفان للنظام الإيراني هما المخرجين العراقيين ميدانيًا لهذه المهزلة.

-إن لجنة قمع أشرف ستقدّم «نافع العيسي» ممثلاً عن رئاسة الوزراء إلى فوج قمع أشرف ليزوده الأخير بكل الإمكانيات لإجراء المهزلة. يذكر أن نافع العيسى هو الذي تم فضحه وإماطة اللثام عن وجهه الشرير خلال مهزلة 11 كانون الأول (ديسمبر) 2010 في الجناح الجنوبي لمخيم أشرف.

- إن لجنة القمع وعبر مجلس الإسناد العشائري التابع لرئاسة الوزراء العراقية تفرض الضغوط على أهالي القرى والمناطق المحيطة بأشرف للمشاركة في هذه المهزلة، ومن المفترض إفهامهم بأن عدم المشاركة في هذا البرنامج سيجلب عليهم ما لا يحمد عقباه.

-من المقرر أن يتجمع المرتزقة المجندين في الساعة السابعة من صباح يوم الجمعة 7 كانون الثاني (يناير) 2011 في شارع «كراده خارج» ببغداد ثم ينطلقوا من هناك نحو مخيم أشرف على متن وسائط نقل هيأتها لهم سفارة النظام في بغداد.

-من المقرر أن تحشد سفارة النظام ومكتب المالكي وسائل الإعلام التابعة لهما للمشاركة في مهزلة يوم الجمعة. ولهذا الغرض سيدفع لكل مراسل 150 دولارًا ولكل فريق تلفزيوني يضم أربعة أشخاص 600 دولار. يذكر أنه وفي المهازل السابقة التي أقيمت يومي 11 و30 كانون الأول (ديسمبر) 2010في مدخل مخيم أشرف والجناح الجنوبي للمخيم كانوا قد دفعوا لكل من المرتزقة العاملين تحت غطاء المراسل 50 دولارًا فقط ولهذا السبب لم يتقنوا إنجاز مهامهم.

-  تم تجنيد العميل نافع العيسى منذ عام 2006 من قبل قوة «قدس» ويزور إيران عدة مرات في كل عام لتلقي التوجيهات والمال. وقد عيّنت لجنة قمع أشرف في رئاسة الوزراء العراقية هذا العميل رئيسًا لمؤسسة غطاء تسمى بـ «لجنة رعاية المعتصمين في أشرف» ليقوم عبر ذلك بتزويد العملاء الآخرين بالإمكانيات الحكومية، ويقوم بتوزيع المال الذي يتلقاه من سفارة النظام على العملاء بحجة «مساعدات المنظمات الإنسانية» أو «إغاثة عوائل الضحايا» أو «المساعدة من رئاسة الوزراء».

وقد كلف نافع العيسى بتجنيد دائم لعدد من المرتزقة في محافظة صلاح الدين لممارسة النشاط باستمرار ضد أشرف. ومن المقرر أن يتردد هؤلاء إلى إيران بحجة المتاجرة والعلاقات التجارية لرئاسة الوزراء العراقية ليمكن لهم إجراء أوامر النظام بسهولة.

- أما العميل الآخر فهو ملا يد‌عى «جبار المعموري» المدعو أيضًا باسمي «أبو إبراهيم» و«عبد الجبار» الذي هو من  متقاضي الرواتب من قوة «قدس» برقم 11784 وقد تم تجنيده من قبل فيلق حرس النظام الإيراني منذ عام 1987 وكان لمدة ما ممثل «الولي الفقيه» في فيلق «9 بدر». ومهمته هي تجنيد العملاء في محافظة ديالى ونقل المجندين العراقيين من كل ربوع محافظة ديالى إلى أشرف. يذكر أن المعموري كان من المشرفين على معرض الصور المقام في أيلول (سبتمبر) 2010 في قضاء الخالص ضد مجاهدي خلق.

إن المقاومة الإيرانية إذ تؤكد أنه لا غموض إطلاقًا في النوايا الشريرة للفاشية الدينية الحاكمة في إيران والقوات المؤتمرة بإمرة لجنة قمع أشرف التابعة لرئاسة الوزراء العراقية، تدعو القوات الأمريكية وفريق المراقبة التابع للأمم المتحدة إلى التواجد والتمركز الدائمين في مخيم أشرف خاصة في الأيام المقبلة لمنع افتعال الأزمة والابتزاز ضد مجاهدي خلق.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية –  باريس

2 كانون الثاني (يناير) 2011

 

 

فخور ان احمل ابعاد قنوبين والارز في شخصيتي... جعجع "الثائر": إن لم نحصل على دولة واضحة المعالم فعبثا يتعب البناؤون  

٣ كانون الثاني ٢٠١١

أكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان الوضع اللبناني لم يستقر بعد، واذا لم يحصل هذا الاستقرار ولم نحصل على دولة واضحة المعالم، فعبثا يتعب البناؤون. اي من العبث ان نعمل على بناء طريق قد تدمرها القذائف غدا، ومن العبث التخطيط لمشروع انمائي في اجواء لا تسمح بالاستثمار في البلاد لانه لن ينجح.

جعجع، في حديث خاص الى مجلة "مرايا الجبة" في عددها الاول والتي تصدر في منطقة بشري وتعنى بشؤون القضاء انمائيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، شدد على انه من هذا المنطلق تنصبّ اهتماماتي الكبرى على المستوى الذي يحتاج الى ترتيب والذي اذا لم ينتظم لا يمكن ان تُسوى الامور الحياتية ولا يمكن لحكومة ان تجتمع ولا لمجلس نواب ان يحاسب ولا لحزب ان يقوم.

نص المقابلة الحرفي:

مزيج من الحنين والصفاء يرتسم على وجهه وفي اصداء كلماته كلما تحدث عنها، هي حبه الاول، ومكمن قوته وضعفه. وبكثير من التقدير والوفاء يتطلع اليها، الى اهلها: انها بشري والجبة، في موقع القلب وحنايا الفكر، هي العلامة على الجبين.

بعيدا عن صخب القضايا الكبرى ويوميات السياسة الساخنة، كان الحوار فسحة للّقاء مع الذات. لقاؤه هو مع ذاته المتجذرة فوق، ولقاؤنا نحن مع ذاتنا المتجسدة فيه.

سمير جعجع يحل ضيفا ومضيفا..

هو الذي اختصر تاريخنا وامانينا، هو الذي طبع انتماءنا وبصم هويتنا، فكيف لا يكون وجهه اول انعكاس يضيء مرايانا؟

"وداعة ورجاء" عنوانان يختارهما سمير جعجع لاختصار اجواء طفولته التي عاشها بين حارة المجادلة في قضاء بعبدا شتاء وبشري صيفا.

هو الذي توسط شقيقه جوزف وشقيقته نهاد، ولد في الخامس والعشرين من تشرين الثاني عام 1952،كان يفتح عينيه تماما كما يغفو على تمتمة صلاة والده فريد ومشهد الوردية بين يدي والدته ماري.

في طفولته مزيج من الفقر الذي لا يلامس البؤس، والقناعة التي جاورت الالم. وفي محدودية مساحات اللهو في كل من حارة المجادلة في فسحة مظللة باشجار الكينا والزنزلخت امام البيت، او في بيت جده حبيب عند اطراف الحازمية ، او في البيت الصيفي في ساحة مار سابا في بشري، كان سمير جعجع مغامرا صغيرا كما يصف نفسه، يرافق بائع الثلج في رحلته من اول الشارع الى آخره، يلعب الكلة وينتصر، ويعتدي على حيوانات البطُ عند الجيران .

تنقل في اكثر من مدرسة بينها مدرسة مأوى العجزة الماروني ومدرسة الفرير.

اما في البيت فكان الوالد المنضبط جراء انتظامه في موسيقى الجيش، يتابع دروس اولاده ويعلمهم النظام والقانون والوالدة كانت كاتمة الاسرار، والملجا الدافئ بعد التأنيب.

يقول عن تلك الايام:"انها ايام العجين والخمير والحب والصلاة".

في مرحلة لاحقة اتسع المدى الجغرافي ليلاقي المراهق في نموه، من حارة المجادلة الى عين الرمانة والبيت الاوسع، من بيت الجد في ساحة مار سابا الى البيت الوالدي المبني حديثا في شحيا في بشري.ومن مدرسة الفرير الى تكميلية مخايل داغر.

ولا عجب في انه كان يتفاعل بشكل استثنائي مع مادتي الجغرافيا والتاريخ، ويتوقف عند سير كبار القادة ويغيب المقاطع التي تتحدث عنهم.

ومن بشري لا يزال سمير جعجع يحفظ رائحة الزوباع والسماق وخبز الصاج، ويذكر من شحيا وبنحلة والخانوق كيف يصنع المربى وكيف تصنع القورما التي كان يشتري مكوناتها" من حي الفوقاني، لانه ارخص من حي التحتاني".. يتحدث عن ذاك المناخ قائلا:" انه مناخ الارض والبركة والخير".

يومها بدأت تتشكل عنده الاسئلة الكبرى وتقوده الى نقاشات عميقة مع شقيقه جوزيف لا سيما خلال مشاويرهما الليلية في دروب بشري، او خلال اعتنائهما ببستان التفاح في غياب الوالد. هناك كانا يتحدثان عن الله والموت والماورائيات وغيرها..

في المرحلة عينها تأثر كيانه، كما يقول، بمسألتين، الاولى منحاها ديني ومحورها اسبوع الالام الذي شكل بالنسبة له عمق المشكلة البشرية، والثانية منحاها تاريخي فكري كانت تمثله بشري، فكان التقاطع عنده واضحا بين بشري والمسيحية.

طالما اعتبرت ان صلابة المواقف القواتية تعود الى البعد التاريخي والوجداني المسيحي، وبشري كمنطقة هي في جوهر هذا الوجدان ، فإلى اي مدى سمير جعجع هو ابن بيئته البشراوية بهذا المعنى؟ والى اي مدى ساهمت هذه البيئة في تكوين قناعاتك؟

في الحقيقة نعم، فالتاريخ بالنسبة لي هو بشري، انطباعي الشخصي وكأن التاريخ من هناك، حيث الصلابة والعزم وارادة المواجهة كلما دعت الحاجة.

ولان الانسان ابن بيئته فان البعد التاريخي بمستواه الاولي كان بشري ، فكل الاجواء التي طبعت طفولتي ، من وادي القديسين مرورا باخبار الابطال السابقين عندما كان البشراويون يهبون للدفاع عن الناس في المقلب الآخر عند اي اعتداء على دير الاحمر ومنطقتها وغيرها من المناطق، بلورت هذا البعد بشكله العاطفي الأول الذي عززته قراءاتي الكثيرة لتاريخ لبنان ومن خلال الكثير من المؤلفين فاصبح لاحقا اوسع واشمل، الا ان نقطة الارتكاز الأولى بقيت في بشري، ف "ما الحب الا للحبيب الاول".

بعض اخصامك يتناولون انتمائك هذا بقصد التجريح والاساءة الى البيئة الاجتماعية التي ترعرعت فيها (يقاطع بتهكم: "بيلبقلن")، ويعتبرون انك متقوقع في ذاك التاريخ او في ذاك الموقع الجغرافي ، هل يشكل ذلك مدعاة فخر لك ام سببا مسيئا؟

ابداً، ان احدى ابرز النقاط التي تعطيني نوعا من الرضى على الذات هي عندما ارى انني استطعت ان احمل بشري والمنطقة، الى رحاب الوطن كله لتشكل علامة فارقة. فالمنطقة التي اعطت رجالات كبار ومنهم جبران خليل جبران كانت في السنوات الخمسين الاخيرة شبه منسية ومهملة.

لماذا هذه الحساسية لدى البعض على بشري؟ وهل يمكن ان يكون جزء منها انسحب عليك ؟

اتذكر اول اجتماع بيني وبين الأب سمعان الدويهي رحمه الله ، في دير في أدما بعد احداث الشمال، في ختام الاجتماع وقبل مغادرتي نبهني قائلاً: "انتبه يا سمير الى امر مهم :ان ًمسيحيي جبل لبنان ينظرون تقليديا الى مسيحيي الشمال على انهم مسيحيين درجة ثانية." وحتى اليوم لم انسى كلماته.

ماذا تحمل في شخصيتك من بشري ووادي قنوبين ومعانيهما؟

استطيع ان اقول انني فخور بأن احمل في شخصيتي الكثير من منطقتي، لا يمكن ان يتربى المرء هناك دون ان يحمل شيئاً من وادي قنوبين ومحيطه، هذا الوادي بمفهوميه التاريخي والجغرافي الذي يعني لي العمق والبعد الروحي والوضوح، لا احد يمكن ان يتلافى تأثير الطبيعة عليه هناك من وادي قنوبين الى الأرز ، وانا عملياً احمل في اعماقي هذا البعد.

في اي حال، لم يكن بالامكان ان احصل على نسبة التاييد العالية في منطقة بشري، لو لم يلمس الناس فوق( اي في بشري) بطبيعتهم وعلى بديهيتهم انني اجسد القيم التي يؤمنون بها والابعاد التي يعيشونها،هذا التأييد لا يمكن الحصول عليه بالمنطق لقد حصلت عليه من الواقع المعيوش للناس.

أي صورة تتبادر الى ذهنك عن بشري عندما تغمض عينيك؟

العديد من الصور، اولها ساحة مارسابا حيث كنا نلعب عند العين لأن بيت جدي الذي نعيش فيه صيفا، كان قريبا من تلك الساحة حيث مرتع لهونا، الكاتدرائية الحالية لم تكن قد انشأت بعد، صورة كنيسة مار مخائيل تحت مارسابا حيث كنا نحضر القداس، والدرج "اللي بيطلع على حارة الفوقا".. وغيرها.

هناك الكثير من اوجه الحياة الاجتماعية البشراوية لا تزال عالقة في ذهني ، أتذكر جيداً مشهد الرجال عندما يواجهون فاجعة موت، كانت يلفتني تصرفهم المطبوع بالهيبة والثبات. كانوا طبعاً يبدون بغاية الحزن والتأثر ،ولكن وجوهم تصبح برونزية لشدة الصبر والتعالي.

واتذكر المآتم، وكانت احدى العادات السيئة اطلاق النار خلالها، حيث كان يغطي صوت الرصاص على حجم المأساة .

واينما جلست في السهرات وبين الناس كانت تحيطنا اخبار المراجل والابطال المحليين ،وفيها العصب المميز و اسلوب المواجهة وردود الفعل المتشابهة على اكثر من مستوى.

من هم الأشخاص الذين أثروا فيك في مرحلة الطفولة والشباب في بشري؟

الكثير من الاشخاص اثروا فيّ، ومنهم من افترقت عنهم على المستوى الفكري والسياسي في مراحل لاحقة.. فقد تأثرت جداً بالاستاذ وهيب كيروز، الاستاذ انطوان بركات، جوزيف سليم بو قبلان، المرحوم الاستاذ مالك طوق وعدد من اعضاء حركة الشبيبة الذين كنا نلتقي بهم.

هناك وجوه واسماء كثيرة من بشري طبعت في ذاكرتي على اكثر من مستوى، الدكتور فهد الذي كان يملك دائماً روحاً مرحة وطيبة ، وشفيق جرمانوس الذي اثر فيي التزامه الكبير وهو ليس دكتورا او صاحب مركز اجتماعي بل رجل فقير بقي ملتزما الى اقصى الحدود حتى اللحظات الاخيرة من حياته ، جوزف اسعد الذي اثر فيّ دأبُه على العمل، بركات رزق الذي كان مثال الفلاح النشيط يقود بقراته كل صباح الى بنحلة، كل انسان مهم بحد ذاته و ممكن ان نأخذ منه عبرة وليس بالضرورة ان يكون شخصا مشهورا.

كيف خرجت وأخرجت اجيالا معك من منطق العائلات الذي كان سائدا؟

يمكننا ان نأخذ العناصر والجوانب الايجابية من حياة العائلات، ونطبقها على مستوى بعيد عن حروب هذه العائلات. على سبيل المثال مسألة التعاضد، فليس صحيحاً ان تتعاضد العائلة في ما بينها على مبدأ الانتماء لهذه العائلة او تلك في مواجهة العائلات الاخرى، ولكن اذا أخذنا التعاضد بمفهومه وجوهره وعملنا على عيشه وارسائه على المستوى الأكبر يكون نافعا جدا.

كذلك الأمر في ما يتعلق بالصلابة، فأنا ضدها بين عائلات الضيعة الواحدة او المنطقة الواحدة. هذه الصفة الى جانب الرجولة وغيرها من القيم والانماط اذا اخرجناها من اطارها الضيق اي العائلي او القروي او المناطقي اوالطائفي و طبقناها على مستوى لبنان تعطي نتائج مفيدة.

الم تكن في اي مرحلة تفرق بين العائلات والقرى والبلدات؟

كلا ليس في أي وقت من الاوقات، اذكر اننا في الانتخابات النيابية عام 1972 التي ترشح فيها عن حزب الكتائب في منطقة بشري الاستاذ انطوان معربس من حصرون، خضنا معركة داحس والغبراء سعيا لفوزه، وكانت تلك تهمة كبيرة لنا . واذكر مرة وكنا طلابا نوزع مناشير باسم حزب الكتائب في المنطقة، صودف مرور مسلحين ينتمون الى الحزب القومي السوري من تنورين ، طلبوا منا المغادرة فرفضنا فسحبوا سلاحهم في وجوهنا وضربونا، وضربني احدهم بمسدسه على رأسي ما تسبب لي بمشاكل في النظر لمدة شهر.

الواقع العائلي العشائري بالنسبة لي كان ضيقا ، ولم يكن يعني لي شيئاً ، وعندما كنت اذهب الى اجتماع العائلة كنت اسأل نفسي عما يتحدث هؤلاء المجتمعون.

هل هناك محطة معينة حملتك على الخروج من تلك الاجواء؟

لم اعرف نفسي مختلفا لهذه الناحية، اي لم اكن عائليا ثم تحولت الى العكس، بالرغم من اني كنت اتفاعل مع العائلة بصدق وقناعة اذا حدث لها اي طارىء، لكني لم استطع تحمل مقولة "ناصر أخاك ظالماً كان أم مظلوماً"، كان مستحيلا ان اقف مثلا الى جانب شخص من آل جعجع اذا اعتدى على شخص آخر فقط لان المعتدي من عائلتي. لم أكن أطيق الشواذ، منذ البداية كان لدي دائما حس النقد ولم اكن احكم على الامور بشكل سريع دون التأكد من الوقائع.

وسط انشغالاتك ومتابعاتك اليومية على المستوى السياسي الوطني، هل يبقى لبشري مساحة في همومك؟

قد يكون السؤال صعبا ومحرجا، فبالتاكيد ان اهتماماتي استراتيجية وكبيرة، اذ ان الوضع اللبناني لم يستقر بعد، واذا لم يحصل هذا الاستقرار ولم نحصل على دولة واضحة المعالم، فعبثا يتعب البناؤون. اي من العبث ان نعمل على بناء طريق قد تدمرها القذائف غدا، ومن العبث التخطيط لمشروع انمائي في اجواء لا تسمح بالاستثمار في البلاد لانه لن ينجح.

من هذا المنطلق تنصبّ اهتماماتي الكبرى على المستوى الذي يحتاج الى ترتيب والذي اذا لم ينتظم لا يمكن ان تُسوى الامور الحياتية ولا يمكن لحكومة ان تجتمع ولا لمجلس نواب ان يحاسب ولا لحزب ان يقوم.

اما المفارقة، فان لكل منا نقاط ضعفه، ومكامن أحاسيسه، وانا مهما كانت انشغالاتي، حتى لو كنت في اميركا او في فرنسا او في مصر او في السعودية تبقى بشري بلدتي والجبة منطقتي، في عقلي وفي وجداني.

وازاء اي امكانية انمائية كبيرة اعمل عليها من اجل لبنان و كل المناطق ، تبقى بشري في الطليعة. وخصوصا انها اعطت القوات اللبنانية كثيراً ، وشكلت وتشكل مثالا في هذا المعنى.

اذاَ بموازاة ارتباطي العاطفي ببشري ، انا أثمن عطاءاتها على المستوى القواتي العملي، وكل ذلك يُبقي لها حيزاً مهما جداً في تفكيري ، بالرغم من كل اهتماماتي.

في بعض الاحيان تترك انطباعاً انك بعيد عن اللقاء مع الناس، هل هذا صحيح؟ وهل تعتبر ان اللقاء مع الناس مجرد واجب متعب ام هو ضرورة لملامسة الواقع؟

بالعكس، انا احب جداً العلاقة مع الناس واتحين الفرص للقائهم وخصوصاً عندما يكون هناك محتوى في اللقاءات وعندما تسمح الظروف.

مثلا عندما كنا بشري في الانتخابات الاخيرة، اصريت على الانتقال مشيا بين قلم انتخابي وآخر، كي ألتقي الناس واصافحهم.

المشكلة الوحيدة التي تعيق لقاءاتي المباشرة المتكررة مع الناس هي حاجتي الكبيرة الى الوقت، علي ان اقرأ كثيراُ واتابع كثيراً لتكوين المعطيات الكافية على مستوى الاحداث ومعالجتها وعلى مستوى الشخصيات التي اقابلها من لبنان ومن خارجه. فلولا هذه القيمة المضافة لما زارنا احد.

اضافة الى الجانب التنظيمي الذي يحتاج الى الوقت الكثير، فالمعروف اليوم ان القوات هي الحزب الاكثر تنظيما الى جانب حزب الله، وهذا التنظيم لم يات من فراغ. من السهولة فتح صالون للقاءات العامة لكن ذلك يستنزفني ، ان ميلي ان اصرف وقتي في جهود اخرى اذا لم تدعو الحاجة للقاءات العامة.

كيف كانت تصلك اخبار بشري داخل السجن؟

كانت تصلني بعض الاخبار عن بشري اكثر من غيرها لان والدي ووالدتي وزوجتي كانوا الوحيدين الذين يزورونني وكانوا على احتكاك دائم مع اجواء بشري والمنطقة.

وأذكر غداة صدور الحكم في قضية داني شمعون، "حتى يحطولي على عيني" اعطوني جريدة النهار كي اقرأ الخبر الذي شكل عنوانا رئيسيا، فقرأت الصحيفة كاملة، ومن ضمنها ما كتب عن كيفية تلقي ابناء بشري القرار بحكم المؤبد. تأثرت جداً عندما قرأت كيف انتظروا صدور القرار وكيف كانوا يُجرون الاتصالات ، وكيف كانت ردة فعلهم عليه ،فنزلوا الى الشارع تعبيرا عن غضبهم،ونزل الجيش في مواجهتهم، وكيف عمد شاب الى ضرب رأسه بحائط الكنيسة... اخبار تؤثر في حتى اليوم وتحفر عميقا في نفسي. كان يمسني في العمق تعاطف الناس معي الى هذا الحد، فيما انا موجود تحت سابع ارض، وبالتالي لا يمكن ان ينتظروا مني اي شيء بعد. فكيف تغيب بشري من بالي؟

ولاحقا علمت ان ردود فعل شبيهة حصلت في اكثر من منطقة وفي خارج لبنان حتى عند صدور الاحكام الجائرة، وعلمت فيما بعد ان ماحصل في بشري بعد صدور حكم البراءة في جريمة تفجير الكنيسة، بحق الناس كان اضطهادا كبيرا.

اي الاخبار كانت الاكثر تأثيرا عليك داخل السجن ؟

الاخبار التي كانت تبرز لي تفاعل الناس معي في الخارج كانت تفرحني جداً، مثلا الفوز في انتخابات بلدية او انتخابات طلابية..... فغداة اول فوز حققته القوات في الانتخابات البلدية عام 98 ذهبت الى المحكمة مرفوع الرأس منتصرا، اقول في قلبي للقضاة "احكامكم لامعنى لها، فباسم اي شعب تحكمون علي؟ فانا الذي امثل الناس حتى من داخل السجن ..

هل كنت تعلم في حينه كيف كان مؤيدوك لا سيما من ابناء بشري يتجمهرون امام قصر العدل قبيل وخلال انعقاد اولى جلسات محاكمتك؟ هل تمكنت ولو لمرة من رؤيتهم؟

كلا من المستحيل، لأن السيارة التي كانوا ينقلونني فيها كانت مصفحة و فيها طاقتان عاليتان من حديد، وعندما كانوا يأخذوني في سيارة عادية كان يجلس جنديان على جانبي و لا اتمكن من رؤية اي شيئ من الزجاج الداكن الحاجب للرؤية، كما كانوا يسلكون طرقات خالية من التجمعات او الزحمة.

ولكن ما اتذكره من اول جلسة هو ان قاعة المحكمة امتلأت بالحضور،كذلك قاعتان خلفيتان فتحتا لاستيعاب الحشود، وعندما دخلت الى القوس،بدأوا بالتصفيق بالرغم من التدابير الصارمة التي كانت تتخذ.

من تذكر من الوجوه البشراوية التي كانت تحضر محاكمتك؟ هل كنت تتأثر بحضورهم ؟

اكيد ،طبعاً، اتذكر ابو صبحي و يوسف العبد ومطانيوس لدس وفايز كيروز ، هؤلاء الاشخاص كان لحضورهم معنى خاص ، لان الحضور الكثيف للناس تركز في الجلسات الأولى، اما هم فلم ينقطعواعن الحضور لسنوات عدة.

رافق اعتقالك رفع الصلوات واضاءة الشموع على نيتك في بشري، كيف تقرأ هذه الظاهرة؟

في الاساس هذه هي طريقتهم الايمانية في التصرف لمواجهة الشدائد والصعوبات ، اضف الى انهم كانوا يعلمون ان المسألة تمس شخصا مؤمنا مثلهم ايضاً.

بشكل عام ما الذي يؤثر بك، وكيف تعبر عن حزنك؟

اعبر عن حزني بالعمل على ازالة سببه، ولا اتوقف عند الحزن بحد ذاته.

امام الخسارة السياسية الانتخابية مثلا ، اجمع المسؤولين احلل معهم الاسباب ثم اقوم بكل الترتيبات لمنع الخسارة في المرة المقبلة.

ان القلق والحزن لا يفيدان وخصوصا القلق الذي يضاعف ثمن الخسارة اذا وقعت.

بشكل عام انا ابكي عند التأثر ايجاباً اكثر من التأثر سلباً، واصعب اللحظات عندي كانت حضور مراسم دفن احد رفاقنا وخصوصا مشهد الوالدة المفجوعة والاهل.

تأثرت مثلا وبكيت عندما توفي انطوان الشويري، وعندما سمعت شهادات الرفاق الذين عانوا في الزنزانة. وفي داخل السجن كنت اتأثر جداً بالاخبار المفرحة والمحزنة، لأني اتلقاها من بعد.

اخصامك ومؤيدوك يتفقون على انك لا تخاف، هل هذا صحيح؟

"ما في حدا ما بيخاف" ، انما الامور التي تخيف معظم الناس لا تخيفني،مثل الظروف الصعبة والتهديدات وغيرها، كما لا اتأثر بالتهويل.

هل صحيح ايضا ان قوتك وقدراتك تتضاعف في الشدائد ؟

صحيح ، في الازمات اصبح أوعى، ولا اقع تحت سطوة الخوف بل اواصل التفكير والعمل، وهذه طبيعتي منذ بداياتي ، ولكن قد اتخوف في مناسبات لها علاقة بالناس وبسلامتهم ، فأجري الكثير من الحسابات كي لا اعرضهم للخطر، ولكن المسألة تكون اسهل بكثير اذا كانت تتعلق بي انا.

هل تصف نفسك بالثائر؟

أكيد، ولو كنت افضل ان اسميها روح التخطي اكثر من روح الثورة، ولو لم تكن لدي هذه الروح لكنت التزمت بالواقع البشراوي كما كان في البداية، او حتى بالواقع الحزبي كما كان. ما حصل هو اني تخطيت واقعاً الى واقع اوسع.

وحتى على صعيد القوات اللبنانية حالياً ، كان يمكن ان ابقى في الواقع القواتي الذي ساد ما قبل العام 1994، لكني رفضت، واذا وجدت واقعاً اوسع بعد سأذهب بالقوات اللبنانية اليه، لانها حركة لا تنتهي.. الثورة الحقيقية هي عملية تخط مستمرة لأي واقع يعيشه الانسان.

ما هي نظرتك للمرأة بشكل عام؟

كل امرأة تستطيع ان تعطي، عليها حكماً ان تعمل وتعطي .انا مع ايجاد تكافؤ فرص وافساح المجالات للمرأة كي تعطي، ولست مع التمييز بكل اشكاله.

شهدنا معك انتقال المجتمع البشراوي من الانتماء التقليدي الى الفكر الحزبي، كيف جرى هذا التطور؟

الخلفية الاولى لهذا الانتقال كانت برأيي ان جيل الشباب وجد نفسه كذات تاريخية في حركتنا نحن اكثر مما وجدها في الزعامات التقليدية. قبل ان تلعب النقمة دورها، كان البعد البطولي الذي وجدوه في القوات اللبنانية قد اوجد تأثيرا، ان هذه الحركة هي على قدر او مقياس ذاتنا التاريخية.

فهم كانوا اصلا متأثرين بحكايات البطولات التي سادت في بشري، وكيف شكل اهلنا درعاً دائماً للمجتمع، حتى الشخص التقليدي وجد مكاناً له في حركتنا الحزبية انطلاقاً من هذا البعد ، وليس لانه اصبح شخصا آخر بتفكير مختلف، ان بُعد البطولة ساعد كثيراً لأنه ليس مفهوما غريباً عن اولاد الجبة بل جزءاً من تراثهم.

ولكنكم لم تطرحوا أنفسكم كزعامة بديلة؟

لم نكن ننافس الزعامات لاسيما في المراحل الأولى فلم نتدخل بألامور المحلية الداخلية، بل كنا منشغلين بهموم اكبر وبقينا على علاقة جيدة مع الجميع. انا شخصياً اعطي المسالة بعدها التاريخي لدى المجتمع، مثلاً مقولة "بشري مدينة المقدمين"، تجسدت في حركتنا فلاقت اقبالا. وهذا انسحب على ابناء الجبة ايضا في البداية،ومن اصبح معنا شهد على التزامنا القيم الكبرى، فلم يتركنا، وبات عليه ان يلتزم بنتائج عملنا ومن بينها النظرة الى الاخر، والخروج من العائلية ومن التمييز بين ابناء البلدات الكبيرة والقرى الصغيرة.

اين كانت بشري والمنطقة لولا القوات اللبنانية ؟

لولا القوات اللبنانية لكانت بشري كما كانت عليه منذ 30 عاماً ، فالقوات اللبنانية تؤثر اليوم في تصحيح المفاهيم حيثما وجدت. الكثير من الامور تغيرت، اولاً في المنحى العائلي ، الذي لم يبق منه الا الرواسب داخل بشري ،اما في ما يتعلق ببشري والمنطقة فقد اصبحت كل القرى والبلدات متساوية ، والفروقات بينها كمية وليست نوعية. ان مقياس أحقية كل انسان على انسان آخر هو العمل الذي يقوم به وليس على اساس انه من هذه البلدة او تلك. اضافة الى ان انتماء الفرد الى القوات اللبنانية الموجودة في كل المناطق والتي تقيم علاقات مع الاطراف اللبنانية كافة، سيشعر حكماً انه متقارب مع ابناء هذه المناطق. وبمجرد ان ينتمي الى حركة بهذا الاتساع تمتد من البقاع الغربي الى زحلة ،والقاع ورميش وعين ابل القبيات وعندقت ، فحكماً ستصبح اهتماماته اوسع وآفاقه ابعد، بدل ان ينتمي الى زعيم يؤثر فقط على عائلته .

هل تميز داخل مؤسسة القوات اللبنانية بين البشراوي او ابن الجبة وبين ابناء المناطق الاخرى؟

اذ نظرتم الى الاشخاص المحيطين بي تحصلون على الجواب ، لن تجدوا الا اصحاب الكفاءة والقدرة على العطاء المستمر كل حسب امكاناته وموقعه.

هل هناك اشخاص من المنطقة شكلوا لك خيبة امل؟

نعم من المنطقة ومن غير المنطقة.

البعض يرد نجاح نائبي بشري ونشاطهما الانمائي الى قربهما من موقعك، خصوصا زوجتك، هل توافق؟

ان ما ادى الى انجاز الكثير على مستوى قضاء بشري اساسا هو وجود نسبة سبعين في المئة من الرأي العام المؤيد لنا في بشري، ووجود حاجات ومطالب انمائية مطروحة منذ سنوات بعد حرمان طويل ، اضافة الى كفاءات النائبين الحاليين وحجم رغبتهما بالعمل من اجل هذه المنطقة .ان اهم ما قام به نوابنا في بشري هو انهم وضعوا المنطقة خلال خمس سنوات في مكان مختلف تماماً عن المكان الذي كانت فيه في السابق.

اذا انطلاقاً من وصول القوات في بشري الى السلطة عبر النواب ، تعتقد ان تغييرا قد حصل؟

أعتبرها ثورة كاملة، ثورة بالمفاهيم وبالنظرة للانماء والخدمات وبسرعة تنفيذ المشاريع.

ففي الوقت نفسه تم الانتهاء من العمل في تحويرة حدث الجبة ضمن دورة قاديشا ، ويجري العمل على تنفيذ تحويرتي حصرون وعبدين ، كما ان مدخل بشري وتحويرتي بشري والأرز قيد التنفيذ حالياً ، ويتم التحضير الآن بشكل كامل لمشروع الصرف الصحي على مستوى المنطقة ، ومشروع المياه الكبير لبلدات العرقوب ، كما ينشط النواب اليوم لايجاد حل لمشكلة النفايات اضافة الى مجموعة مشاريع اخرى لا تعد ولا تحصى.

يبدو وكأن كل ملفات المنطقة الانمائية أُخرجت من الجوارير وجرى نفض الغبار عنها، وترتيبها وادخال التعديلات عليها لتنفيذها ملفا تلو آخر. وانا على هذا الصعيد اشعر وكاننا كقوات لبنانية أدّينا قسطنا للعلى تجاه منطقة اعطتنا الكثير. كما ان ستريدا وايلي كيروز يبذلان جهداً كبيراً لتشجيع استثمارات لمشاريع كبرى في الأرز.

ولا بد في سياق التقدم النوعي من التوقف عند نمط العمل الحالي لبلديات المنطقة وسرعة تحركها . انا سعيد وضميري مرتاح جدا لحجم العمل والنشاط الحاصل على صعيد منطقة بشري. البدايات تكون دائما احلاما، وان ما يجري اليوم هو تحقيق لجزء كبير من احلامنا القديمة لبشري. الاهم برأيي ان تترسخ المفاهيم التي نعيشها في الوقت الحاضر والمتعلقة بنظرة الانسان فينا للاخر و بنظرة المسؤولين والمواطنين للانماء لتصبح مفاهيم ثابتة وراسخة، ، يجري التصرف على اساسها بوجود القوات او بغيابها ، فبذلك نعتبر ان الحلم تحقق.

ماذا تقول ختاما لبشري واهلها؟

ادعو ابن بشري والمنطقة الى المحافظة على تاريخه وتاريخ هذه المنطقة، والاّ يعيش تاريخا غريبا عنه ومفاهيم لا علاقة لنا بها، هذا يكون اكثر من كاف لكي يكون انسانا طليعيا، متحضرا، مثقفا، فاعلا، قادرا على خدمة المجتمع ، كما يكفي للانسان في بشري ان يعيش روح جبران خليل جبران كي يكون انسانا ناجحاً.

في اي حال عندما يتعلق الامر بأي شأن، خصوصا اذا كان له طابع وجداني، فان ما نعجز عن قوله، والتعبيرعنه يبقى اعمق واهم مما نقوله . وكل ما قلته عن بشري في هذا اللقاء يبقى قليلا امام ما ارغب في قوله عنها ،والباقي وان لم يكن سرا فهو دفين في عمق اعماقي.