المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 01 من كانون الثاني/2011

البشارة كما دوّنها متى الفصل 5/1-12/الموعظة على الجبل

فلما رأى يسوع الجموع صعد إلى الجبل وجلس. فدنا إليه تلاميذه، فأخذ يعلمهم قال: هنيئا للمساكين في الروح، لأن لهم ملكوت السماوات. هنيئا للمحزونين، لأنهم يعزون. هنيئا للودعاء، لأنهم يرثون الأرض. هنيئا للجياع والعطاش إلى الحق، لأنهم يشبعون. هنيئا للرحماء، لأنهم يرحمون. هنيئا لأنقياء القلوب، لأنهم يشاهدون الله. هنيئا لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون. هنيئا للمضطهدين من أجل الحق، لأن لهم ملكوت السماوات. هنيئا لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كذبا كل كلمة سوء من أجلي. إفرحوا وابتهجوا، لأن أجركم في السماوات عظيم. هكذا اضطهدوا الأنبياء قبلكم.

 

اختراق مفاجئ على المسار السلمي السوري - الإسرائيلي

واشنطن من حسين عبد الحسين |الراي

ماذا يحدث وراء الكواليس، ولماذا زار المبعوث السابق لعملية السلام دينيس روس دمشق الاسبوع الماضي والتقى كبار المسؤولين فيها؟ وهل تتوصل سورية واسرائيل الى توقيع اتفاقية سلام «في المستقبل القريب جدا» على حد تعبير احد المسؤولين الاميركيين؟ علمت «الراي» من مصادر واسعة الاطلاع، ان الاسابيع القليلة الماضية شهدت «تجاوبا سوريا غير مسبوق» في عملية السلام، ما دفع واشنطن الى فتح قناة خلفية سرية مع المسؤولين السوريين من اجل التوصل الى ابرام اتفاقية سلام شامل بين سورية واسرائيل.

وقالت المصادر ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي تربطه صداقة بروس منذ ان عمل المعلم سفيرا لبلاده في واشنطن في التسعينات، ارسل اشارات ايجابية الى الاميركيين قبل اسبوعين مفادها ان «السوريين مستعدون لاعادة مباشرة الحوار مع الاسرائيليين والتوصل الى سلام». واضافت المصادر ان ادارة الرئيس باراك اوباما، التي تواجه مصاعب في دفع العملية السلمية قدما بين الفلسطينيين والاسرائيليين، تعتقد ان سلاما بين سورية واسرائيل من شأنه ان «يحدث اختراقا في العملية السلمية ككل، ويمكن البناء عليه للتوصل الى سلام في الاراضي الفلسطينية». المصادر ذكرت الى انه في الوقت الذي لم ترشح تفاصيل حول فحوى مفاوضات روس مع السوريين، الا ان روس ابلغ الادارة انه «لمس استعدادا سوريا غير مسبوق للابتعاد عن ايران وتخفيف العلاقات مع حزب الله وحماس، والتعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب». وفي المقابل، ابدت اسرائيل «استعداداً تاما لاعادة الجولان كاملا الى السوريين، والتوصل الى اتفاقات حول تقاسم المياه، والمباشرة بتطبيع العلاقات فورا».

على الجانب الاسرائيلي، حيث زار روس تل ابيب كذلك للحصول على الضوء الاخضر لمباشرة المفاوضات حسب الطلب السوري، تقول المصادر الاميركية ان واشنطن مارست ضغطا هائلا على الاسرائيليين من اجل «تقديم تنازلات في مكان ما، اما على المسار الفلسطيني او على المسار السوري اللبناني»، ما «دفع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى الاشارة الى وزير دفاعه ايهود باراك، اكبر المؤيدين للتوصل الى سلام اسرائيلي مع سورية، الى متابعة الامر مع روس».

وتقول المصادر الاميركية ان نتنياهو يعتبر انه في حال توصلت المفاوضات الى اختراق، فيمكن تبنيه علنا، اما ان لم تتوصل الى جديد، فبامكانه الابتعاد عنه والقاء اللوم على باراك والاميركيين. هذا «الاختراق المفاجئ» هو الذي دفع الادارة الى ادراجها اسم السفير روبرت فورد في المرسوم الذي اصدره البيت الابيض، الاربعاء الماضي، متجاوزا مجلس الشيوخ لارسال فورد الى دمشق لمدة عام تأمل الادارة التوصل الى سلام بين اسرائيل وسورية قبل ان تنتهي ولاية فورد.

ختاما، اعتبرت اطراف «يمينية» في العاصمة الاميركية ان «الخناق يشتد حول عنق ايران اقتصاديا، ما يدفع (الرئيس السوري بشار) الاسد الى الالقاء بنفسه عن السفينة في تحالفه مع طهران، يضاف الى ذلك اعتقاد الاسد بان السلام مع اسرائيل يحمي نظامه من تداعيات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي ادرك الاسد بعد زيارته الاخيرة لباريس انه لا توجد وسيلة لايقافها». هذا، حسب الاطراف الاميركية اليمينية، يعني ان «الاسد كالعادة ليس جادا في التوصل الى سلام مع اسرائيل بل يستخدم هذه الورقة في محاولة للخروج من ورطاته الحالية».

 

العراقية» تدعو لدراسة قرار نشر نقاط السيطرة الأمنية المدنية

موجة جديدة تستهدف المسيحيين عشية رأس السنة: مقتل 2 وجرح 12 بتفجير 14 منزلاً في بغداد

 الراي/| بغداد - من حيدر الحاج |

ادت موجة جديدة من الهجمات ضد المسيحيين العراقيين عشية رأس السنة الى سقوط قتيلين و16 جريحا مساء الخميس، باستهداف 14 منزلا في بغداد حيث قتل العشرات منذ شهرين.

وأفاد مصدر في وزارة الداخلية امس ( ا ف ب، د ب ا) ، ان عبوات ناسفة استهدفت منازل 14 عائلة مسيحية في بغداد، موضحا ان عشرات منها انفجرت ما ادى الى مقتل شخصين وجرح 16 آخرين. واكد ان «قوات الامن تمكنت من تفجير العبوات الاربع الاخرى تحت السيطرة». ووقعت الهجمات في مناطق متفرقة في وسط وجنوب وغرب بغداد، وفقا لمصادر في الشرطة.

واوضحت ان «الاعتداءات وقعت في غضون اقل من ساعتين اعتبارا من الساعة 19،30 (16،30 تغ مساء الخميس) في ستة من احياء في بغداد، استهدفت جميعها ابناء الطائفة المسيحية» الذين سبق ان تعرضوا مرارا خلال السنتين الماضيتين لهجمات.

ووقع الاعتداء الاكثر دموية في حي الغدير حيث انفجرت عبوة ناسفة قرابة الساعة 20،00 (17،00 تغ) ما اسفر عن مقتل مسيحيين اثنين واصابة ثلاثة اشخاص، احدهم مسيحي.

اما الاعتداءات الخمسة الباقية، وجميعها بواسطة عبوات ناسفة، فلم تخلف قتلى الا انها اسفرت عن اصابة تسعة مسيحيين. وكانت غالبية مسيحية تسكن حي الغدير (جنوب شرق)، ولا يزال هناك البعض منهم وخصوصا كبار السن رغم فرار العيد منه بسبب تهديدات تنظيم «القاعدة»، وممارسة اعمال الخطف والابتزاز بحقهم من قبل العصابات في مناطق مجاورة.

يذكر ان عجوزا وامرأته قتلا بتفجير مماثل في حي الغدير قبل نحو الشهر.

ومساء الخميس ايضا، انفجرت قنبلتان في غرب بغداد استهدفت الاولى حديقة منزل اسرة مسيحية في حي اليرموك (غرب)، ما اسفر عن سقوط جريح، بينما استهدفت الثانية مسيحيين في حي الخضراء (غرب) ما اسفر عن جرح اثنين منهم. وفي جنوب بغداد، اصيب ثلاثة مسيحيين في هجوم استهدفهم في حي الدورة (جنوب) بينما جرح مسيحيان آخران في انفجار قنبلة استهدفت منزلهما في السيدية (جنوب). كما اصيب مسيحي آخر من جراء انفجار قنبلة في شارع الصناعة في الكرادة (وسط). ولم تتبن اي جهة الهجمات، لكن بعضها يحمل بصمات «فرع القاعدة في العراق» الذي استهدف في الاشهر الماضية المسيحيين في مناطق متفرقة. وحمل ممثلون عن المسيحيين الجهات الامنية ومسؤولين حكوميين مسؤولية الهجمات.

وقال كبير الاباء الدومينيكان في بغداد يوسف توماس مارك، ان «هذه فوضى ودليل على عدم قدرة الحكومة على بسط الامن». واضاف: «من الصعب معرفة دوافع الهجمات ضد المسيحيين الذين لا يشكلون اي تهديد وليس لديهم اي نفوذ سياسي». وحول تزامن الهجمات مع اعياد الميلاد، قال «انها دعاية يستغلونها للقول ان بامكانهم الوصول لاي كان».

من جهته، قال سعد سرياب حنا، احد كهنة «كنيسة القديس يوسف» في الكرادة ان «الغرض من هذه الهجمات تهديد المسيحيين وارغامهم على الهرب من العراق لاخلاء البلاد منهم لتكون من طائفة واحدة». وتابع: «هذه حملة يقودها سياسيون عراقيون في الحكومة يستغلون الجماعات الضعيفة لتحقيق اهدافهم (...) فالهجمات استهدفت المسيحيين الذين يختبئون في منازلهم خائفين لايعرفون ماذا سيحل بهم». بدوره، قال النائب يونادم كنا، ان «هدف هذه الهجمات النيل من مصداقية الدولة وقدرتها على فرض الامن وطمأنة المسيحيين، وتهجيرهم واقتلاعهم من البلاد لتفكيك وحدة المجتمع». وتابع: «تحوم شكوك حول جماعات متشددة استطاعت اختراق اجهزة الدولة لارتكاب هذه الهجمات (...) هناك اجندات داخلية متناغمة مع اخرى خارجية تقف وراءها». واكد كنا: «مهما فعلوا، سنقاوم وسنبقى ولن نغادر بلدنا».

وبعد مجزرة سيدة النجاة قامت السلطات بفرض اجراءات مشددة لحماية الكنائس عبر وضع جدران اسمنتية عالية حولها بينما الغت الكنائس الاحتفالات بعيد الميلاد في جميع انحاء البلاد واختصارها بقداس حزنا على ضحايا المجزرة.

ومنذ 2004، تعرضت حوالي 52 كنيسة وديرا لهجمات بالمتفجرات كما لقي حوالي الف مسيحي مصرعهم فضلا عن اعمال خطف طالت المئات لطلب فدية.

سياسيا، دعت قائمة «العراقية» التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق أياد علاوي امس، إلى دراسة قرار نشر نقاط السيطرة الأمنية المتحركة بالزي المدني في بغداد والمحافظات قبل البت به. وكان مصدر في الداخلية كشف أن القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، أوعز إلى وزارتي الدفاع والداخلية بنشر نقاط سيطرة أمنية متحركة بالزي المدني في بغداد والمحافظات للحد من نشاط مسلحي تنظيم «القاعدة».

وقال الناطق باسم «العراقية» شاكر كتاب، إن «الجميع مع القرارات التي تعمل على بسط الامن والاستقرار والحد من نشاط الجماعات المسلحة في البلاد لكن يجب أن يتم دراستها». وأضاف: «من الناحية العملية يجب أن تدرس آلية نشر نقاط السيطرة الأمنية المتحركة التي ترتدي الزي المدني قبل البدء بتطبيقها خوفا من استغلالها من الجماعات المسلحة».

وكانت بغداد وبعض من المحافظات العراقية شهدت أعوام 2006-2007-2008 قيام جهات مسلحة منتمية إلى تنظيم القاعدة بنشر نقاط سيطرة أمنية وهمية قتلت من خلالها عديدا من المدنيين. وكان المالكي أوعز إلى وزارتي الدفاع والداخلية الاثنين الماضي بكتاب رسمي برفع نقاط السيطرة غير الضرورية المنتشرة في عموم البلاد.

ويشكو مئات المدنيين من تأخير تسببه نقاط السيطرة الأمنية المنتشرة في مداخل ومخارج المناطق نتيجة إجراءات التفتيش التي تخضع لها جميع المركبات في وقت أكد فيه مسؤولون أمنيون عراقيون أن آلية التفتيش المتبعة من قبل هذه النقاط غير مجدية. وتعرضت عشرات من نقاط السيطرة الأمنية في بغداد إلى هجمات مباشرة من قبل جماعات مسلحة خلال السنوات الماضية أبرزها هجوم الاعظمية في يوليو الماضي الذي قتل فيه ثمانية عناصر من نقطة التفتيش ثم أحرقت جثثهم.

 

 14 مارس» تعلن أن «لا تسوية على المحكمة» و«8 مارس» تؤكد أن «السنة الجديدة لدفنها»

لبنان في «الساعة صفر» كأنه «يرقص مذبوحاً من الألم» والـ 2011 أطلّت على تحديات ... التركة الملغومة

بيروت - من وسام ابو حرفوش|الراي

... في الساعة صفر بين الـ 2010 غير المؤسف على رحيله والـ 2011، المطلة وكأنها «الكابوس» كانت بيروت كمن «يرقص مذبوحاً من الألم». فالعاصمة الاكثر شهرة في «حب الحياة» والباهرة في وجهتها السياحية، سهرت حتى الفجر بعدما تحوّل ليلها «كرنفالاً» للأسهم النارية، رقصت على مقربة من البرلمان المقفل بسبب «التصليحات»، وعلى مرمى العين من السرايا الحكومية التي هجرتها جلسات مجلس الوزراء، غنت في الشوارع وعلب الليل وإحتفلت بمواكب سيارة ومفرقعات، ثم نامت لتصحو على سنة جديدة، جديدها قديم.

فبيروت التي طوت الورقة الاخيرة من عام الازمات العاصفة التي جعلت البلاد على فوهة «حرب باردة» نتيجة المنازعات الصاخبة بسبب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقرارها الاتهامي، رسمت على الورقة الاولى من السنة الجديدة علامة استفهام كبيرة تحوط المستقبل القريب، في ضوء الخشية من تمادي الحرب السياسية التي شلّت الدولة وجعلتها في «إقامة إجبارية»، وبلوغها مستويات اخطر مع الموعد الافتراضي للقرار الاتهامي في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري المحتمل صدوره منتصف هذا الشهر، والذي يشاع عن اتهامه عناصر من «حزب الله» باغتيال الحريري.

فسنة الـ 2011 ورثت عن عام 2010 تركة ملغومة، يشكل القرار الاتهامي فتيلها المتفجر، وسط سباق لا هوادة فيه بين المساعي العربية ـ الدولية لإقامة «شبكة أمان» قادرة على ملاقاة القرار الاتهامي لإحتواء تداعياته، وبين الصعوبات «الصعبة» التي يمكن ان تعترض التوصل الى تفاهمات مسبقة قبل صدور القرار الاتهامي وعلى كيفية اطفاء انعكاساته على الاستقرار السياسي والامني في البلاد، الامر الذي يجعل الاشهر الاولى من السنة الجديدة ميداناً لصراع صاخب غير واضح الأفق، خصوصاً في ضوء الترويج لـ «سيناريوات منجزة للتسوية» جنباً الى جنب مع «سيناريوات لقلب الطاولة»، أقله عبر خطوات سياسية غير تقليدية.

والأكثر اثارة ان لبنان دخل سنة المنعطفات الحاسمة في ظل انعدام وزن ناجم عن تعطيل ادوات الحكم (الحكومة) وشل طاولة الحوار وتمدد الشغور الى المراكز الادارية والامنية والقضائية، وهو الامر المرشح لمزيد من التفاقم مع استمرار المأزق السياسي المتمادي، الذي اخذ اخيراً إسماً حركياً عرف بـ «شهود الزور»، المتفرع عن الصراع الشرس حول المحكمة الدولية وقرارها الاتهامي.

وثمة تقديرات تشير الى ان الاسبوع الاول من السنة الجديدة، سيشهد بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من اجازة في اسبانيا، ورئيس الحكومة سعد الحريري من اجازة عائلية في الرياض، محاولة لـ «كسر الجمود» من خلال استطلاع امكان انعقاد جلسة لمجلس الوزراء تتيح «تحييد» بند ما يعرف بـ «شهود الزور» والانكباب على معالجة ما امكن من جدول اعمال مؤجلة تجاوز الـ 350 بنداً، معظمها يرتبط بمسائل على صلة بتسيير شؤون الدولة ومعالجة قضايا تعنى في شؤون الناس.

ورغم صعوبة احداث مثل هذا الاختراق، فإن اوساطاً سياسية لا تستبعد امكان توظيف بعض المناخات المستجدة لإمرار جلسة لمجلس الوزراء، المعطل منذ نحو ثلاثة اشهر، ومن بين تلك المناخات ما يتصل بالكلام عن تقدم المسعى السوري ـ السعودي، وبالمفاعيل المحتملة لقرار الرئيس الاميركي باراك اوباما بايفاد السفير روبرت فورد الى دمشق، وهي الخطوة التي جرى القول ان «أسبابها الموجبة» لبنانية لأن ادارة اوباما تحتاج لنافذة ديبلوماسية على سورية مع العد التنازلي لصدور القرار الاتهامي.

في موازاة ذلك، عكست المواقف التي لم تسترح قبيل حلول السنة الجديدة استمرار جولات «الحرب النفسية» بين طرفيْ الصراع، وسط تأكيد مصادر فريق 14 مارس ان لا امكان او «قابلية للحياة» لاي تسوية لا تنطلق من استمرارية المحكمة الدولية، في موازاة كلام أطراف في 8 مارس عن ان 2011 هي سنة «دفن المحكمة»، وتراجُع لغة «الجزم» بإنجاز التسوية «التي قد تنجح ويمكن ألا تنجح» على ما قال الوزير السابق وئام وهاب.

وكانت لافتة مواقف لسفراء السعودية علي عواض العسيري وسورية علي عبد الكريم علي ومصر احمد البديوي تطرقت الى الجهود التي تبذلها دمشق والرياض لمعالجة الازمة اللبنانية.

فقد اعلن العسيري «أن المساعي السورية السعودية مستمرة، وهناك إرادة مخلصة لمساعدة اللبنانيين، لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق اللبنانيين أنفسهم، والرسالة الإيجابية وصلت».

ورأى العسيري أن أي مبادرة يجب أن تكون «صناعة وطنية، والأفكار السعودية والسورية ستساعد على تقريب وجهات النظر».

وعن التخوّف من تداعياتٍ للقرار الإتهامي ومشاكل أمنية، رد بأن جميع المسؤولين حريصون على السلم الأهلي ولن يمسوا به»، داعياً اللبنانيين إلى «اختيار العدالة والإستقرار معاً»، ولافتاً الى «أن المملكة العربية السعودية لا تتدخل بالمحكمة التي هي شأنٌ دولي ولبناني»، ورافضاً التعليق على من يتهم المحكمة بالتسيس.

وأكد «أن المطلوب من حزب الله وكل اللبنانيين هو أرضية مشتركة للتفاهم على خدمة لبنان، بالاضافة الى المرونة والمصارحة والمصالحة والتنازلات».

وفي السياق نفسه عبّر السفير السوري عن تفاؤله وقال: «نأمل في أن تحمل السنة الجديدة الخير للبنان وللبنانيين، وأن يستبشروا بها لعلها تشكل مجالا لمراجعة مسؤولة تعمل على تحصين لبنان وتحميه وتلغي محاولات استهدافه، وذلك بالتأكيد على تلازم معادلة الشعب والجيش والمقاومة حماية للبنان وصونا لسلمه الأهلي وحصانة لسيادته الوطنية». وكرر «الدعوة إلى ضرورة اقتران المسعى العربي بجهد الفرقاء اللبنانيين أنفسهم وتلاقيهم وتحصين وحدتهم».

اما السفير المصري فأبدى ثقته «بأن التسوية السعودية - السورية ستأتي بالحل للوضع في لبنان»، معتبراً «أن أهم شيء أن اللبنانيين تحاوروا بروح المسؤولية وتجاوبوا مع الجهود المبذولة سعيا للحفاظ على الاستقرار»، ولافتا الى «أن العام الماضي شهد العديد من المصالحات والحوار والانتخابات البلدية».

وأشار الى أنه «يجب أن يتوصل الطرفان في لبنان الى حل وسط يحقق الاستقرار في بلدهم».

في هذه الأثناء، برز كلام لعقيلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري السيدة نازك في بيان وزعته في مناسبة حلول السنة الجديدة وتمنّت فيه «ان تحمل بشرى الحقيقة واحقاق العدالة حتى يخرج الوطن من الازمة التي سعى الذين اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى زرعها في ارضه». واذ حذرت من «خطورة ان تضيع الحقيقة في خضم التكهنات وان يضيع معها لبنان»، ذكرت باجماع اللبنانيين قبل خمسة اعوام «على قيام المحكمة العادلة»، معلنة ان «عائلة الرئيس الشهيد ما زالت متمسكة اكثر من أي وقت بانجاز قيام المحكمة وهي تجدد تمسكها بمطلب الحقيقة والعدالة (...) وستبقى حريصة على ألا تحيد المحكمة عن اهدافها وتتحوّل لا سمح الله اداة تستهدف فريقا او مجموعة من الاخوان في الوطن».

وفي إطار متصل، لفت رئيس كتلة «المستقبل» البرلمانية الرئيس فؤاد السنيورة الى انه «رغم الاختلافات والتباينات، فما زلنا نصر على صيغة التلاقي والحوار واعتماد التواصل وسيلة لحل المشكلات»، وقال: «من المؤكد أننا لن نحل مشكلاتنا ولن نزيل تبايناتنا بين ليلة وضحاها بل ما يجب أن نؤكد عليه هو التمسك باتفاق الطائف وبالأسس التي قام عليها بلدنا وهي العيش المشترك الإسلامي المسيحي القائم على المناصفة في ظل النظام الديمقراطي البرلماني وفي ظل احترام حقيقي وكامل لمبدأ تداول السلطة سلمياً، والإيمان الكامل بلبنان الملتزم باحترام مبادئ العدالة وحقوق الإنسان التي هي من الأسس التي تؤكد وتعزز الاستقرار والأمن والأمان، لبنان الحريص على دولته وجيشه ومؤسساته الأمنية وشعبه ومجتمعه وعيشه، والحريص على أن يحافظ على مقاومته في وجه أي عدوان إسرائيلي».

وكان لافتاً دعوة رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل بعد زيارته البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير «لعقد لقاء وطني سريع لمواجهة كل الاستحقاقات»، لافتا الى «ان هذا الامر ضروري كي يكون هناك موقف وطني لجهة ما يُحكى عن تداعيات المحكمة ولمتابعة اي قرار (اتهامي) يصدر عنها».

ورأى الجميّل ان «ما يجري اليوم فتنة باردة تتظهر من خلال تعطيل المؤسسات اللبنانية»، مشيرا الى ان «الفتنة الباردة خطيرة جدا على مستقبل البلد واذا سقط الهيكل لن يوفر احدا»، ومعتبراً ان هناك «توجّهاً من فريق 8 مارس ولا سيما من حزب الله لفرض بعض الشروط على المساعي العربية او الدولية، وهؤلاء يحاولون وضع دفتر شروط كي تكون التسوية على اساس هذا الدفتر ويقومون بنوع من «بروباغندا» لفرض رأيهم كما حصل في السابق»، معربا عن خشيته من «ان المعارضة من خلال ترويج اجواء تفاؤلية تعتبر ان شروطها ستطبَّّق»، ومشددا على «رفض التراجع عن مطلب معرفة من قتل الشهداء».

في المقابل، كشف الوزير السابق وئام وهاب أن «الرئيس سعد الحريري قد تبلغ جزءاً من الاتفاق السعودي ـ السوري في الساعات الأخيرة»، مشيرا إلى أن «الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز ابلغ الى الحريري بضرورة السير في الاتفاق»، ولافتا إلى أن «الحريري سيناقش بعض التفاصيل في الاتفاق مع السعوديين».

وأعلن أن «الاتفاق السوري - السعودي ينص على وقف تمويل المحكمة وسحب القضاة وإعلان موقف من الحريري أو الحكومة يفضي إلى عدم التعاون مع المحكمة ثم ندخل في اتفاق ترعاه سورية»، كاشفا أن «هناك تغييرا حكومياً، وسيبقى الحريري رئيساً للحكومة ولكن بحصة اقل من حصته الحالية، وحصة رئيس الجمهورية اقل مما هي عليه اليوم وستكون الوزارات الأمنية المقبلة ضمن ترتيب مختلف، وسلاح «حزب الله» خارج النقاش في هذا الاتفاق». ولفت إلى أن «القرار الظني لن يصدر، ففرنسا والسعودية تعملان على تأجيله كما أن قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين غير مقتنع به».

وعن سرية الاتفاق قال: «الرئيس الحريري لا يخبر مَن حوله بالاتفاق أو بتفاصيله، وهناك حرص على سرية هذه التسوية حتى تنجح»، محذراً من انه «عبر التسوية يحاول الرئيس الحريري أن يأخذ الكهرباء والتلفون و500 مليار ليرة لسوكلين وخصخصة القطاعات وباريس -3? من اجل الخصخصة، وهنا أقول للمعارضة لن يرحمكم التاريخ إذا وافقتم على هذا الأمر». واضاف: «نحن متجهون نحو التسوية قد تنجح و قد لا تنجح ، ويمكن ألا ترضي فرقاء من كلا الطرفين وأنا منهم، وإذا لم تتم التسوية فإننا مقبلون على مرحلة صعبة، ويبدو أن التسوية قوية بما يكفي لمنع جهود التخريب. وأنصح سعد الحريري أن يقدم على التسوية بجرأة لإنقاذ البلد. أنا لست موافقا على التسوية لأنها لا تنهي الصراع بل تعطي طرفاً أكثر مما يستحق، ولكن عام 2010 كان عام موت المحكمة بينما 2011 هي سنة دفن المحكمة».

«فورين بوليسي»: لبنان على شفير الحرب

بيروت - «الراي»:

اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» الاميركية ان لبنان على شفير الحرب أكثر من أي وقت.

واوضحت المجلة التي اعدّت لائحة لـ16 نزاعاً قد يشهدها العالم سنة 2011 بالتعاون مع «مجموعة الازمات الدولية»، انه في الاشهر المقبلة يتوقع أن توجه المحكمة الدولية اتهامات الى أعضاء في «حزب الله» باغتيال رئيس الورزاء السابق رفيق الحريري «في خطوة يمكن أن تؤدي الى نزاع مذهبي في البلاد كلها»، مضيفة: «والاخطر أن الاتهامات يمكن أن تفكك اتفاقاً هشاً لتقاسم السلطة أمكن التوصل اليه في الدوحة عام 2008». واذ رأت «أن لبنان قد يشهد عودة الاغتيالات السياسية، والنزاع المذهبي أو محاولات من «حزب الله» لممارسة نفوذ سياسي أو عسكري أكبر»، قالت «إن لبنان قد ينزلق مجدداً الى حرب مع اسرائيل».

 

 أطلبُ وأتمنى

عـــمـــاد مـــوســـى

 الجمعة 31 كانون الأول 2010

أتمنى أن يتوصّل القاضي دانيال بيلمار في الأيام المقبلة إلى القناعة الراسخة إياها التي توصل إليها الشيخ نعيم قاسم بما يتعلّق بالقرار الإتهامي الظالم، كي نتمكن، كفئة ضالة في القطر اللبناني الشقيق، من تكملة حياتنا على الأرض وفق ما يراه الشيخ نعيم مناسباً لنا.

أتمنى للغضب الساطع أن يتقبّل هبة من منظمة الصحة العالمية وهي كناية عن كميات من الـ Lexotanil 1,5 mg تكفيه لآخر الـ2011، مرفقة بصورة موقعة من الراحلة ماري لين مونرو.

أتمنى ألا يقسو الرئيس فؤاد السنيورة كثيراً على سعادة السفير جون بولتون هذه السنة. ألا يكفي جون ما يلاقيه من النائبين الهاشميين قاسم وعباس كلما خرجت كلمة من تحت شاربيه كلمة حق بحق سورية و"حزب الله".

أتمنى للنائب نديم الجميل أن يتخذ من كتاب "عقود الكلام" لصف الرابع إبتدائي نديماً له.

أتمنى أن تنجح جهود رئيس حزب التوحيد العربي الزميل السابق وئام وهاب في توحيد أجنحة الحزب السوري القومي الإجتماعي وجناحي البعث العربي الإشتراكي وأجنحة الأحزاب الناصرية وتوحيد السودان تحت عصا المطلوب عمر حسن البشير وتوحيد القسم العربي من الصومال وتوحيد أفغانستان وقبائلها وتوحيد حكومتي فلسطين وتوحيد ليبيا مع من يرغب بالوحدة الأفريقية وتوحيد موريتانيا مع الجزائر وتوحيد العراق تحت حكم آخر العمالقة عزت الدوري إن وُجِد في حفرة ما وتوحيد الصحاري والسهوب والحركات التصحيحية العربية  وتدعيم وحدة اليمن... وإن سمح وقت زعيم تيار التوحيد العربي هذه السنة عسى يوفق بتوحيد مشيختي عقل الموحدين الدروز.

أتمنى للمغفور له رياض الصلح أن يهاتف بشارة الخوري وأن يصدرا قراراً يمنع التخييم في ساحتيهما. حبيب أبو شهلا وصبري حمادة لن يعترضا.

أتمنى أن يجد جونيور جونيوراً بعمره وبمستواه الإيديولوجي كي يحاجج بسماه مرة في الأسبوع.

أتمنى أن يصدر في السنة الجديدة مرسوم رئاسي بتعيين الوزير السابق ميشال سماحة بديلاً للدكتورة بثينة شعبان.

أتمنى لقطط شارع الحمراء وفردان ومنطقة الفنادق أياماً أجمل من أيامنا.

أتمنى لوليد جنبلاط ألا يحمّل ضميره الحيّ المزيد من "الشنشطة" في زياراته الخارجية. تعب ضميره وما عاد يحتمل مشاوير بعيدة طالع نازل من كليمنصو على الشام ذهاباً وإياباً.

أتمنى أن يبدأ لبنان قريباً باستثمار حقول الغاز البحرية لتأمين نفقات أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية والذكية والغبية وكل ما تحتاجه استرتيجية الرئيس بري الدفاعية واستراتيجية محمد رعد الهجومية واستراتيجية العماد عون النووية.

أتمنى أن يصبح السومو طبق الفقراء اليومي.

أتمنى لبراد بيت وأنجيلينا جولي طلاقاً ميموناً في أقرب وقت.

أتمنى أن يمنح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد جوليان أسانج اللجوء السياسي. تحوّلت حياة أسانج في بريطانيا العظمى جحيماً.

أتمنى لغصن الإتحاد العمالي أن يزهر ويعقد ويثمر تلاقحه الطبيعي مع  حركة أمل تحقيق مطالب لا حفل  حرق وتكسير وتخريب وغيره.

أتمنى لفخامة الرئيس نيكولا ساركوزي وللسيدة عقيلته شي "بيبي".

أتمنى الحب للمحرومين من قبلة. وأطلب المعذرة ممن أحب.

 

حملة تنظيف

محمد سلام، لبنان

 في 16 آب العام 2002 ضج الإعلام العراقي بخبر انتحار الإرهابي صبري البنا، المعروف بإسمه الحركي "أبو نضال" بإطلاق النار على نفسه في الفم، وخروج المقذوف من جمجمته. وتم العثور على جثته في شقة سكنية ببغداد. إحتل الخبر صدارة الإعلام الدولي، مركزا على تحديد مكان اختباء "أبو نضال" ومن ثم انتحاره المزعوم في عاصمة عراق صدام حسين.

يومها كتبت تحليلا نشرته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) وما زال متوفرا في أرشيفات الصحف التي كانت مشتركة بخدمتها، ذكرت فيه أن نظام صدام ينظف غرفه القذرة، ما يفيد بأنه مدرك أن قرار إسقاطه قد صدر، والتغيير آت، لذلك لا يريد أن يترك وراءه "أدلة وشهود" تؤكد دوره في سيل من العمليات الإرهابية القذرة التي كان تنظيم "فتح-المجلس الثوري" ينفذها بقيادة ذلك الإرهابي، ومن بينها تصفية المسؤول الرفيع في حركة فتح صلاح خلف (أبو أياد) والمسؤول الأمني الرفيع في الحركة ذاتها هايل عبد الحميد (أبو الهول). للتذكير، ذلك الإرهابي "أبو نضال" قتل في حياته من الرموز الفلسطينية المناضلة أكثر مما قتلته إسرائيل بكثير.

الآن، وبعد ثماني سنوات من ذلك الحدث الذي أشّر إلى زوال عراق-صدام، نشهد حالة مماثلة في لبنان، مفادها أن جهة ما أدركت أن التغيير قد بدأ، وهي تسابق الزمن لتنظيف غرفها القذرة ... قبل اكتمال السقوط كي لا تخلّف شهودا وأدلة.

شحادة جوهر. عبد الرحمن عوض. محمود عجاج. غاندي السحمراني.

أربعة أسماء لأشخاص-غرف تم "تنظيفهم" في غضون خمسة أشهر وليس هناك ما يوحي بأن التنظيف قد شمل كل الغرف القذرة ... حتى الآن، ما يعني أرجحية توقع مزيد من التنظيف.

رسميا-جنائيا، جوهر قتل في اشتباك ملتبس الظروف مع حركة فتح بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا في تموز الماضي. قبل ذلك بفترة قصيرة نجا جوهر من انفجار عبوة في دكان لتصليح الإطارات المطاطية بالمخيم. مقتل جوهر في "الاشتباك" شبه مماثل لظروف مقتل محمد فواز، المسؤول في حزب السيد حسن، في اشتباك ملتبس أيضا مع عناصر من الأحباش بمنطقة برج أبي حيدر في بيروت بتاريخ 21 آب الماضي. يوم مقتله، ذكرت وسائل الإعلام أن جوهر هو "قائد تنظيم جند الشام". ولكنه، فعليا، كان أحد أبرز القياديين الذي نشطوا في عراق-أبو مصعب الزرقاوي قبل ذلك، وقد دخل العراق من سوريا ضمن حافلة صغيرة أقلت "19 أخا" وفق حرفية ما كان ذكره بنفسه في مقابلة إعلامية نادرة مع فضائية عربية.

غرفة شحادة جوهر كانت "قذرة جدا"، وأبخس أقذارها ثمنا، على سبيل المثال لا الحصر، قوله إن حافلة صغيرة نقلت "19 أخا" معا من سوريا إلى العراق.

لم يُعرف قاتل شحادة جوهر في ذلك "الاشتباك" الملتبس مع أنصار حركة فتح، كما لم يُعرف بعد، أقله علنا، قاتل محمد فواز في ذلك "الاشتباك" الملتبس أيضا مع أحباش برج أبي حيدر.

عبد الرحمن عوض، الذي اشتهر بأنه "أمير فتح الإسلام" قتل في "اشتباك" مع الجيش اللبناني في مدينة شتورة بسهل البقاع في 14 آب الماضي، ولم يعرف مصير مرافقه أبو بكر مبارك، الذي كان معه عند خروجه من مخيم عين الحلوة، في طريقه إلى العراق عبر سوريا، وفق ما ذكر.

بغض النظر عن ظروف ذلك "الاشتباك" كانت فرضية توقيف عوض وإحالته إلى التحقيق والمحاكمة العلنية ستؤدي إلى تفجير سقف غرفته القذرة وفضح أسرارها.

فهل أدى مقتل عوض، بنتيجته، وظيفة تنظيف تلك الغرفة القذرة؟

الضخ الإعلامي الذي أعقب مقتل عوض نسب إليه مشاركته في ما يرقى إلى مستوى الأساطير من الأعمال الإرهابية، كما أضاء على إسم خليفته المحتمل: عبد الغني جوهر.

ذلك يعني، أو قد يعني، بقاء "غرفتين قذرتين" على الأقل على لائحة التنظيف: غرفة عبد الغني جوهر الذي ذكر الإعلام أنه في عين الحلوة، وغرفة أبو بكر مبارك المتواري.

محمود محمد عجاج، 30 عاما، أحد المتهمين بقتل الرائد في مخابرات الجيش اللبناني عبدو روكز جاسر والرقيب في نفس المديرية زياد الميس في بلدة مجدل عنجر البقاعية، عثر على جثتة في 14 كانون الأول ملقاة على طريق زراعي قرب قرية الدكوة وقد أصيبت بـ 4 رصاصات في الرأس وتحت الذقن والصدر الأيمن.

عجاج تمت تصفيته. هذا واضح من ظروف قتله غير الملتبسة. تم تنظيف غرفته القذرة، وانتهى الموضوع.

غاندي السحمراني، أو (أبو رامز) اللبناني-العكاري الذي كان لاجئا إلى مخيم عين الحلوة، ومن ثم إلى جواره، أي مخيم الطوارئ، عثر على جثته في 25 كانون الأول وقد قتل خنقا، وتم التعريف عنه على أنه "أمير" تنظيم جند الشام الإرهابي.

أبو رامز هذا قصة في ذاته. اعتقله التنظيم الشعبي الناصري في صيدا في زمن المرحوم مصطفى سعد، وأثناء اقتياده لتسليمه لمكتب المخابرات السورية في الرميلة، فر، أو ربما فُرّر، بعدما سرق من أحد حراسه زجاجة مرطبات، كسرها وطعنه بها، واستولى على بندقيته، ضرب بها سائق الآلية، قفز وركض مسافة خيالية والتجأ إلى عين الحلوة.

كان ذلك قبل أكثر من عشر سنوات أمضاها "أبو رومز" في سباق مع مستوى طول لحيته، حتى اكتمل إطلاقها، إلى مستوى "أصولي الهوية شكلا" فقضى بها، دافنا تحتها أقذار غرفته التي يديرها ربما من لا علاقة له بالإسلام، أو بالله، أو بأي دين أو سلّم قيم.

الملفت في الموضوع هو أن الوضع الأمني في عين الحلوة لم يهتز بعد التنظيفين العوضي والسحمراني. كما أن الوضع الأمني لم يهتز في مجدل عنجر، مسقط العجاج.

يبدو أن حملة التنظيف تتقدم بثقة، ما يعكس إدراك أصحابها لحجم التغيير الآتي، وضرورة إتمام المهمة قبل ظهور التغيير الذي سيطيح بقوى ويأتي بغيرها.

الملفت هو أن الضخ الإعلامي الذي واكب أو تبع التنظيفات الأربعة، صب في اتجاه تحويل الأنظار عن عمقها، وركز على التخويف من ارتدادات محتملة لها ... لم تحصل حتى الآن.

الخلاصة الاستنتاجية هي أن "المنظف" –بكسر الـ"ظ"- يسيطر أيضا على أدوات التضليل الإعلامي.

إنه زمن "التنظيف" ... لاستقبال التغيير.

رحبوا. كل عام وأنتم بخير. نتمنى للجميع عاما سعيدا، هانئا، مستقرا، في ظل تغيير لن تكون له علاقة بتكتل ميشال عون، لأنه، أي عون وتكتله معا، أعجز من القدرة على تنظيف غرفة واحدة.

 

لبنان على شفير الحرب أكثر من أي وقت مضى

رغم مرارة الحرب مع اسرائيل في العام 2006 التي خلّفت توازنا هشا للقوى بين المسيحيين والأصوليين اللإسلاميين، يمكن القول ان لبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى على حافة الهاوية. وفي الأشهر المقبلة، يتوقع أن تصدر المحكمة الدوليّة قرارا إتهاميا يتّهم عناصر من "حزب الله" في اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري، وهذه الخطوة قد تثير الفتنة الطائفية في جميع أنحاء البلاد. والأخطر أن هذا القرار يمكن أن يكشف هشاشة إتفاق تقاسم السلطة الذي عقده اللبنانيون في الدوحة 2008. ووفق هذا السيناريو، قد يشهد لبنان عودة للاغتيالات السياسية، وصراعات طائفية شاملة، أو محاولات من جانب "حزب الله" لتأكيد مزيد من السيطرة السياسية أو العسكرية. أيٌ من هذه السيناريوات ليس مستبعدا في السنة المقبلة؛ في الواقع حدثت كلها في ماضي لبنان القريب جدا. وفي الحقيقة من الصعب جدا أن نتخيّل في الوقت نفسه كيف يمكن للوضع الراهن أن ينجو ويستمر، وكيف يمكن أن ينهار في ظل ما يقوله كثيرون عن حال عدم اليقين والأهتزاز التي تصيب البلاد.

يضاف إلى انكشاف لبنان سياسيا على الصعيد الداخلي، ان البلاد في خطر العودة للانزلاق الى حرب مع اسرائيل. وبعد ما يقارب الخمس سنوات على حرب الـ2006، العلاقات بين البلدين تتسم بالهدوء والخطر على حد سواء، وللسبب عينه ثمة تراكم للقوات العسكريّة والتهديدات من نشوب حرب شاملة، لن توفر لا المدنيين ولا البنية التحتية المدنية، على كلا الجانبين من الحدود الشماليّة لإسرائيل، جنبا إلى جنب مع احتمال مقلق لأقلمتها. هذان السببان كان لهما أثرا رادعا على الجميع.

اليوم، يمكن لأي طرف من الأطراف التفكير بوعي في احتمال نشوب صراع من شأنه أن يأتي على قدر أكبر من التكلفة على أنفسهم، ويكون أكثر صعوبة في الإحتواء، ويكون أقل قابلية لتنبؤ نتائجه، من أي شيء شاهدوه في الماضي.

ولكن هذا ليس سوى النصف الأفضل من الرواية. تحت الطاولة، التوترات تتصاعد مع عدم وجود صمام أمان واضح. وقد ساعد نظام الردع على حفاظ السلام، ولكن هذه العملية في ظل تحضيرات التسلح العسكري المتبادلة، تزايد وتطور ترسانة "حزب الله" وتصاعد التهديدات الإسرائيليّة، تسحب في الاتجاه المعاكس، ويمكن أن تؤدي إلى النتيجة التي تجنبناها حتى الآن

Source: foreignpolicy

 

هدف حزب الله اقتلاع الدولة لانه يريد ان يصبح هو الدولة

.الامين: كيف تريد 14 اذار بناء دولة مع من لا يريد الدولة؟

رأى سماحة العلامة السيد علي الامين في حديث عبر MTV انه تبيّن في احداث 7 ايار ان الميليشيات لا تزال موجودة وهناك قيادات كبرى داخل الدولة هي التي تأمرها، لافتاً الى اننا ظننا ان عهد الميليشيات قد ولى مع انتهاء الحرب. وقال: "ما يعيق وجود الدولة هو عدم انخراط بعض المجموعات فيها"، معتبراً ان مشكلة الدولة هي في ضعفها وفي ان الذين يقولون انهم يريدون الدولة يحاولون عرقلة عملها من الداخل. واضاف: "بعض الميليشيات ظهرت انها اقوى من الدولة التي هي غير قادرة على حماية اللبنانيين المؤمنين بمشروعها".

وسأل "ما علاقة سلاح المقاومة بما جرى في شوارع بيروت والجبل وفي عائشة بكار او في صور؟" داعياً الدولة الى مصادرة كل سلاح خارج عن سلطتها، ومشدداً على ان سلاح المقاومة يٌستعمل على الحدود وليس في الداخل. ورأى ان ما جرى في 7 ايار هو ادخال السلاح الى اللعبة الداخلية لتسيير شؤون الدولة من خلال الامر الواقع.

وتابع: "رضينا ان يكون السلاح على الحدود، لكن يجب ايجاد صيغة لربط هذا السلاح بالدولة اللبنانية الى حين ايجاد صيغة مناسبة له. الا ان حزب الله يريد دولة تخدمه  لكي يبقى مهيمناً، وليس دولة تحكم". واشار الى ان الهدف من ذلك هو اقتلاع الدولة لانهم يريدون ان يصبحوا هم الدولة، وقال: "الدولة و14 اذار يقومان بمساعدة حزب الله على تحقيق مشروعه لانهما يكرسان احادية الرأي داخل الطائفة الشيعية، فكل خدمات الدولة في الجنوب مثل بناء البيوت تتم من خلال قوى الامر الواقع".

ورداً على كلام البطريرك صفير الذي قال فيه ان "في لبنان 18 طائفة واذا اخذت كل واحدة لنفسها موقعا فلا يعود لبنان"، اشار الامين ان هذا الكلام فيه الكثير من الموضوعية والواقعية، لافتاً الى انه من الواضح ان كثرة الطوائف تزيد على عدد المواقع والمناصب في لبنان لذلك لا بد من الدعوة الى قيام دولة المؤسسات والقانون لكي لا يكون هناك نزاع على المواقع. واوضح انه عندما تم التنكر في الماضي لموضوع الامتيازات فكان السبب من وراء ذلك عدم استحواذ اي طائفة على موقع معين، معرباً عن تأييده للبطريرك في الدعوة الى بناء دولة المؤسسات والقانون.

واكد الامين انه ليس لدينا خيار غير خيار الدولة ولا رهان سوى على مشروع الدولة اللبنانية. وسأل: "كيف تريد 14 اذار بناء دولة مع من لا يريد الدولة؟"

 

صفير استقبل ابو فاعور ووفدا من "المستقبل" ومهنئين

الجميل:ما نشهده اليوم فتنة باردة ونكرر الدعوة الى عقد مؤتمر وطني

وطنية - 31/12/2010 - تواصل توافد الشخصيات السياسية والاجتماعية والحزبية والنقابية والروحية الى الصرح البطريركي في بكركي لتهنئة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بعيدي الميلاد ورأس السنة.

واستقبل البطريرك صفير رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس امين الجميل الذي دعا بعد اللقاء الى عقد مؤتمر وطني، معتبرا "ان ما نشهده اليوم هو فتنة باردة".

وقال: "زيارة اليوم هي لتهنئة غبطة البطريرك لمناسبة الاعياد ونتمنى من خلال صاحب الغبطة ان تكون السنة الجديدة سنة خير وسلام واستقرار، ومن اجل ذلك نكرر الدعوة الى عقد لقاء وطني سريع لكي يكون هناك وقفة وجدانية من قبل كل القادة اللبنانيين لمواجهة كل الاستحقاقات".

وتابع: "هذا اللقاء ضروري لجهة ما يحكى عن تداعيات المحكمة الدولية والقرار الظني لان الكلام الذي نسمعه غير مطمئن، لذلك علينا التداول جميعا حول هذا الموضوع ليكون هناك موقف وطني ايا كانت النتيجة، لانه لا يمكن ان يستقر البلد وان تحصل المصالحة الحقيقية الا على اساس الحقيقة وعلينا ان نتعاون جميعا لانجاز هذه المحكمة لكي تعطي النتيجة المرجوة، وعلى اساس ذلك تحصل المصالحة التي نتوق اليها جميعا ونتمناها ونعمل من اجلها، فاللقاء الوطني ضروري في هذه المرحلة بالذات لمعالجة ومتابعة اي قرار يصدر في هذا الموضوع". واضاف: "ما نعيشه اليوم هو نوع من فتنة باردة، فكما كان يحكى في الماضي عن حرب باردة نعيش اليوم فتنة باردة تظهر كل يوم من خلال كل هذا التعطيل لمجمل المؤسسات اللبنانية المجمدة في الوقت الحاضر، وهذه الفتنة الباردة خطيرة جدا على مستقبل البلد وان لم ننتبه لها ينقلب بعدها السحر على الساحر واذا سقط الهيكل لن يوفر احدا. من هنا ايضا اهمية اللقاء الوطني لدرء مخاطر الفتنة الباردة التي يعيشها البلد والتي لا نعرف الى اين يمكن ان توصلنا". وتطرق الرئيس الجميل الى "ما يعانيه مسيحيو العراق من اضطهاد واغتيالات"، واصفا ما يحصل ب"الخطير"، مبديا تخوفه من ان تنتشر هذه المظاهر خارج العراق، وقال: "لا يكفي شجب ما يحصل ومواجهته بتصريحات ومواقف طوباوية بل يجب معالجته في العمق". ودعا المسؤولين العراقيين والمجتمع المدني والسياسي العراقي الى "اتخاذ موقف صارم ووطني شامل لمواجهة الجرائم التي تحصل، متمنيا على كل السلطات العراقية وغيرها التنبه لهذه الظاهرة لان الشرق الاوسط لا يستفيد اطلاقا منها فيما لو انتشرت".

سئل: لماذا يحاول فريق 8 اذار ان يظهر وكأن التسوية حاصلة وستظهر بعد الاعياد؟

اجاب: "هذا تنبيه للمثل الذي يقول:"ان الانسان يأخذ تمنياته وقائع وكأنها ستحصل". رغبات 8 اذار معروفة وسبق لنا ان نبهنا منها، هناك توجه من قبل 8 اذار ولا سيما لدى "حزب الله" وحلفائه بفرض بعض الشروط على المساعي العربية والدولية الجارية ويحاولون وضع الاجندة ودفتر الشروط وان تكون التسوية استنادا الى هذا الدفتر، وكل واحد لا يقبله يكون خائنا او يعمل ضد مصلحة بلده وما يقومون به هو حملة نفسية "بروباغندا" لكي يفرضوا رأيهم كما حصل في السابق، وتجربتنا معهم مرة من هذه الناحية والجميع يتذكر كيف كان بعض الاطراف يفرضون شروطا على التسويات وبالتالي لا تكون لمصلحة البد، فنحن نخشى ان يكون الجو التفاؤلي الذي تضعنا فيه المعارضة ولانها تعتبر ان شروطها ستطبق، ولكن نحن لا يمكن ان نقبل الا بالحقيقة الكاملة ومعرفة من قتل شهداءنا ولا يمكن ان نتراجع عن هذا المنطق، فاذا كان الفريق الذي سيتتبع هذه الامور صادقا فليتفضل لكي نتحاور مع بعضنا البعض كلبنانيين من اجل مصلحة البلد وان نشخص المرض بدقة وامانة وعلى ضوء ذلك نجد العلاج اللازم. اما وضع شروط على الطاولة، وهذه الشروط التي هي اساس المصارحة والمصالحة فهذا لا يمكن ان يحصل".

والتقى البطريرك صفير بعد ذلك وفد الامانة العامة ل"تيار المستقبل" برئاسة امين عام التيار احمد الحريري وضم نائب رئيس التيار النقيب سمير ضومط والامينين العامين المساعدين صالح فروخ وبسام عبد الملك وامين السر مختار حيدر ومنسق التيار في البترون وجبيل الزميل جورج بكاسيني الذين جاؤوا لتقديم التهاني بالاعياد وكانت مناسبة تداولوا فيها بالاوضاع العامة.

كما استقبل البطريرك صفير وزير الدولة وائل ابو فاعور مهنئا بالاعياد، وفي هذا الاطار استقبل النائب السابق حبيب الحكيم يرافقه شقيقه جورج، الوزير السابق عصام خوري، نقيب المحامين في بيروت امل حداد، رئيس تكتل المحامين المستقلين في الشمال المحامي بدوي حنا، الامين العام للتكتل المحامي حسين الصياح، البروفسور فيليب سالم والدكتور نقولا بيراق ثم رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير.

والتقى رئيس كاريتاس لبنان الخوري سيمون فضول يرافقه رئيس كاريتاس الشرق الاوسط وشمال افريقيا المحامي جوزف فرح ومدير كاريتاس جورج خوري.

بعد اللقاء، قال فضول: "أتيت اليوم لشكر صاحب الغبطة البطريرك على رعايته لي، ولتقديم نسخة من الرسالة التي تلقيتها من قداسة الحبر الاعظم البابا بنيديكتوس السادس عشر والتي منحني فيها شرف عضوية المجلس البابوي لاعمال المحبة في العالم. ومن الطبيعي ان يكون المجلس أخذ رأي غبطته في الموضوع، وكان رده ايجابيا. وفي المناسبة أريد شكر راعي ابرشيتي المطران يوسف بشارة وسعادة السفير البابوي المونسنيور غابريال كاتشيا، وهذا شرف كبير جدا لي اعطاني اياه قداسة البابا للمساهمة في تخفيف الالام من خلال عملي عبر فريق العمل في corunum عن الكثيرين من فقراء العالم في مختلف الانحاء والاعراف والاديان".

أضاف: "هذه مناسبة كانت لتجديد طاعتي لغبطته كونه رأس الكنيسة المارونية ورئيس مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك التي تتبع لها كاريتاس لبنان مباشرة. ووجودي في المجلس الجديد تمثيل لهذا الشرق. وعشية السنة الجديدة، اتمنى ان يعم السلام والمحبة والاخاء في العالم كله وخصوصا في شرقنا".

ووجه الخوري فضول "تحية محبة صادقة لكل اخوتنا في العراق ممن يسقطون ضحايا ويعيشون في الخوف. وأدعو الرب ان يقويهم ويشجعهم ويحثهم على الايمان الصادق والصالح. والى الاخوة المسلمين المعتدلين ندعوهم الى يكونوا بنائي جسور المحبة والمصالحة لكي تعم رسالة السلام في العالم اجمع".

 

طهران توجّه (حزب الله) لتعزيـز دوره في العـراق 

نيقوسيا - وكالات : 31/12/2010 

كشف تقرير أمنى غربي عن اجتماعات سرية عقدت بين مسؤولين من الحرس الثورى الإيراني و(حزب الله) لتعزيز دور الحزب اللبناني في العراق.

ففي نطاق اللقاءات الدورية التي تعقد بين قيادة قوة القدس في الحرس الثوري و(حزب الله) اللبناني ، انتهت قبل أسبوعين سلسلة اجتماعات تمحورت حول الدورات التدريبية والتأهيلية وميزانية (حزب الله) للسنة الفارسية المقبلة -21 مارس (آذار)-.

وقد ترأس الاجتماع الافتتاحي عن الجانب الإيراني ممثل قائد الحرس الثوري الإيراني سردار مير حسين إيماني وممثل المرشد الأعلى وعن الجانب اللبناني على بدر الدين من مقربى حسن نصر الله، وضمن سلسلة الاجتماعات التي جرت بين قوة القدس و(حزب الله) استعرض الجانبان رؤيتهما المستقبلية للتعاون الإستراتيجي بين الطرفين للعامين المقبلين وقدم وفد (حزب الله) تقريراً عن تطلعاته للسنة الجديدة والميزانية التى يطمح بالحصول عليها من إيران.

ومن جانبه أكد الجانب الإيراني على أهمية الساحة العراقية كبلد يرى فى (حزب الله) اللبنانى لاعباً أساسياً يرفد المساعي الإيرانية للسيطرة على مفاصل كثيرة فى العراق، منها ضخ عناصر من وحدات مختلفة لـ (حزب الله) لتؤسس لمصالح وشركات تكون رهن إشارة من الحرس الثوري.

وتطرق على بدر الدين للعديد من الشكاوى والتذمرات ، كانت قد وصلت إلى أمانة (حزب الله)، من أهالي وعوائل عناصر (حزب الله) المتواجدين حالياً فى العراق، على أساس أن أولادهم مستعدون للشهادة فى كربلاء والنجف، وغير مستعدين للاستشهاد فى غيرها من بقاع العراق.

وأعرب بدر الدين عن أن هذه الظاهرة تثير قلق قيادة الحزب، خاصة أنها آخذة بالتوسع وتزداد وتتزامن مع الإعلان عن سلسلة فضائح سببت حرجاً لقيادة الحزب ولاسيما فضيحة الرشاوى فى مؤسسة بيت المال وقضية بيع أسلحة، كانت قد سرقت من مخازن (حزب الله) لعناصر من تنظيم (القاعدة) ومقاتلين من (فتح الإسلام) وغيرهما. ولم يخف على بدر الدين تخوفات الحزب. الذي أفل نجمه، بعد أن كان من غير منافس فى الطائفة الشيعية اللبنانية.

وخصصت إحدى الجلسات من أجل تعزيز ودعم وحدة العمليات الخاصة التابعة لـ (حزب الله) فى العراق، والتي عرض خلالها ممثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، تطلعات القيادة الإيرانية لتحويل العراق ولبنان لدول شيعية كجزء من المخطط الإيراني للهلال الشيعي. ووصف إيماني (حزب الله) برأس الحربة الشيعي ليس فى لبنان فحسب بل فى عموم الدول العربية. وأكد الممثل بأن انسحاب القوات الأميركية من الأراضي العراقية فرصة ذهبية لأجل تحقيق الخطة الإيرانية.

ويذكر أن الحرس الثوري خصص دورات تدريبية لوحدات كوماندوس حزب الله اللبنانى أبرزها دورة -دورية خراب كارى- (دورة تخريب) المكثفة والتي تؤهل خريجيها بالقدرة والخبرة والمهارة من أجل تنفيذ أعمال تخريبية فى العراق.

وتطرق على بدر الدين للقرار الظني المرتقب إصداره، فى قضية اغتيال رفيق الحريرى، وإبعاده عن الساحة الداخلية اللبنانية، حيث أكد أن أولويات السيد حسن نصر الله، فى هذه المرحلة بالذات، واضحة وجلية وهى اجتياز الفترة الحرجة بسلام مما يستدعى منه تركيزاً مكثفاً على الساحة الداخلية، ما يجعل ملف مجهود (حزب الله) الحربي في العراق ملفاً ثانوياً، ومما يدفعه حالياً ليكتفي بعمليات معينة ومحددة فى الأراضي العراقية.

كما أكدت مصادر مقربة من (حزب الله) أن ممثل المرشد الأعلى الإيرانى، وإدراكاً منه للظروف الخاصة التي يمر بها (حزب الله) أعلن تخصيص طهران مبلغ 27 مليون دولار وعلى مدى العامين لـ (حزب الله) وحصة الأسد من هذه الميزانية سيحول لرواتب المقاتلين في العراق.

وعاد سردار مير حسين إيمانى ، ممثل المرشد الأعلى وطالب قيادة (حزب الله) بتنفيذ المخطط الإيراني في العراق حسب الخطة الاستراتيجية الإيرانية. من جهته نقل بدر الدين تأكيدات السيد حسن نصر الله بالتزام (حزب الله) أمام الساحة العراقية.

وكان مسؤولون أميركيون قد أعربوا عن اعتقادهم بأن (حزب الله) يدرب جماعات مسلحة عراقية مختلفة في معسكرات بالقرب من طهران ، وبإشراف قوات القدس الإيرانية، طبقاً لتقارير أميركية سلمت إلى الحكومة الحالية. ونقلت المصادر عن مسؤولين أميركيين قولهم (إن مقاتلين من حزب الله اللبنانى قد دربوا مقاتلين من ميليشيات شيعية في معسكر قريب من طهران، طبقاً لتقارير سلمت إلى الحكومة الحالية من قبل الأميركان). وكشف مسؤول أميركي أن المعلومات عن دور (حزب الله) أعطاها أربعة أعضاء فى ميليشيا شيعية ألقى القبض عليهم في العراق أواخر العام الماضي ، وجرى استجوابهم كل على انفراد. وتتهم الولايات المتحدة الحكومة الإيرانية باستمرار، بأنها تدرب ميليشيات عراقية في إيران، وهو ما تنكره إيران، كما أن تقارير سابقة صدرت عن نشاط لـ (حزب الله) اللبناني في العراق. ويقول الأميركيون إن التقارير عن دور (حزب الله) فى المعسكر الإيراني (تقدم تفاصيل مهمة عن المساعدة الإيرانية للميليشيات، ومن بينها أن جهود إيران تتمثل فى تدريب مقاتلين بطرق خفية).

وتقول الصحيفة (إن معلومات التحقيقات قد أعطيت إلى الحكومة الحالية، إلى جانب بيانات عن الأسلحة الإيرانية التي ضبطت، قبل إرسالها وفداً إلى طهران في أواخر الأسبوع الماضي لمناقشة مزاعم عن مساعدة إيرانية لجماعات من ميليشيات عراقية).

وقال مسؤولون أميركيون إن جهد إيران (يتركز على التقليل من ظهور ذلك التدخل، لذا فهي تعمد الآن إلى نقل جماعات صغيرة من مقاتلين شيعة إلى معسكرات في إيران، حيث يجرى إعدادهم لتدريب آخرين، ثم يعود أولئك المقاتلون إلى العراق ليدربوا زملاءهم على كيفية إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، والقتال كقناصين، أو تجميع عبوات ناسفة خارقة للدروع تصنع أجزاؤها في إيران).

ووصف المسؤولون الأميركيون هذه المقاربة بـ(تدريب المدربين). ويقول الأميركيون إن التدريب ينفذ في معسكرات بالقرب من طهران تشرف عليها قوة القدس التابعة لقيادة حرس الثورة الإيراني ، ويتولى التنفيذ مقاتلون من حزب الله اللبناني ، الذي طالما لقي دعماً من قوة القدس، مشيرين إلى أن مقاتلي (حزب الله) يؤدون أدواراً عدة مهمة للإيرانيين.

 

حضت الأحزاب المسيحية على طرد "العونيين" و"القوميين" من مناطقها في غياب تدخل الجيش 

قوى الاغتراب تدعو إلى إقامة حمايات ذاتية لمواجهة "حزب الله"

كتب حميد غريافي:السياسة

دعت مؤسسات لبنانية اغترابية في الولايات المتحدة والبرازيل واستراليا وكندا ودول "الأوروبي" امس, الحكومة اللبنانية خصوصا قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي وشعبة الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع باليرزة الى "اتخاذ كل الاجراءات الامنية المشدة لحماية مناطق "14 اذار" من اختراقات ترسانة "حزب الله" لها على ايدي حلفاء ايران وسورية مثل تيار ميشال عون "والحزب السوري القومي الاجتماعي" ومجموعات اخرى تدور في الفلكين السوري والايراني يقومون بتخزين السلاح سرا وعلنا في تلك المناطق كمقدمة لاشعالها عندما تصدر اوامر الولي الفقيه من طهران".

وقال رئيس الاتحاد الماروني العالمي الشيخ سامي الخوري من مقره في ميامي الاميركية في بيان مشترك مع "المجلس العالمي لثورة الارز" برئاسة جو بعيني و"اللجنة اللبنانية - الدولية لمتابعة تنفيذ القرار 1559" التي يشغل رئاسة امانتها العامة المهندس طوم حرب, و" المنسقية الكندية اللبنانية" برئاسة الياس بجاني ان "الاعلان اول من امس عن اقدام صهر ميشال عون جبران باسيل على توزيع الاسلحة على انصار التيار العوني في البترون قام "حزب الله" بتهريبها الى منزله ومنازل بعض محازبيه في البلدة, يكشف هشاشة الاجهزة الامنية اللبنانية وضعفها او يكشف تواطئها مع حلفاء ايران وسورية على حساب الدولة اللبنانية اذا صدقنا ان تلك الاجهزة اكتشفت كل شبكات التجسس الاسرائيلية التي اعلنت عنها في الوقت الذي قصرت فيه في كشف شحنات شبه علنية لاسلحة من "حزب الله" الى المناطق المسيحية والسنية والتمهيد لاشعال الحرب الاهلية الطائفية والمذهبية كما تشير كل الدلائل استنادا الى تهديدات حسن نصر الله وقادة حزبه السياسيين والعسكريين".

ودعا رئيس "الاتحاد الماروني العالمي" من اسماهم "حماة المجتمع المسيحي الحقيقيين امثال البطريرك نصر الله صفير وسمير جعجع قائد "القوات اللبنانية" وامين الجميل رئيس "حزب الكتائب" وقادة الاحزاب المسيحية الاخرى مثل دوري شمعون (الاحرار) كارلوس اده (الكتلة الوطنية) والحركات الاصلاحية والتصحيحية المنشقة عن احزاب وتيارات مسيحية ضلت طريق لبنان باتجاه سورية وايران, الى تشكيل حمايات امنية ذاتية فاعلة للمجتمع المسيحي في غياب وتقاعس الاجهزة الامنية والجيش عن القيام بواجبها في حماية اللبنانيين ومنع انتشار الاسلحة المهربة من "حزب الله" والاستخبارات السورية الى مناطقهم".

ودعا رئيس المجلس العالمي لثورة الارز جو بعيني من مقره في سيدني الاسترالية "القيادات المسيحية والسنية والدرزية التي اكتوت باجتياحات "حزب الله" الى نشر مئات العناصر المسيحية والاسلامية حول مناطقها للدفاع عنها في مواجهة محتملة مع "حزب الله".

وحض المهندس طوم حرب من واشنطن "القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" على "ممارسة دوريهما الطبيعيين في "ثورة الارز" لحماية المناطق المسيحيية ومنع اختراقها", معتبرا ان "ميشال عون "والحزب السوري القومي" حصانا طروادة داخل مناطقنا المسيحية وامثال عبدالرحيم مراد داخل المناطق السنية ووئام وهاب داخل المناطق الدرزية لم يعد وجودهم وانفلاشهم مقبولين في تلك المناطق وعلى القوى المسيحيية والسنية والدرزية اتخاذ جميع الاجراءات لاخراجها من تلك المناطق قبل استفحال شرورها وتفجير الاوضاع من الداخل باوامر من دمشق وطهران بواسطة حزب الله".

وقال الامين العام "للجنة متابعة تنفيذ القرار 1559" في البيان المشترك الذي ارسل الى "السياسة" في لندن ان "استمرار وجود عون و"الحزب القومي السوري" في المناطق المسيحية والسنية بات يشكل خطرا على مئات الاف المدنيين العزل بعدما انكشفت مؤامراتهما لتهريب السلاح وتكديسه استجابة لاوامر "حزب الله" تمهيدا لتفجير الاوضاع الامنية في تلك المناطق, وبالتالي فإن على البطريرك الماروني نصر الله صفير راعي "ثورة الارز" والمجتمع المسيحي بصورة خاصة وعلى جعجع والجميل والقادة المسيحيين والسنة والدروز الاخرين ان يجدوا السبيل الصحيح الكفيل باخراج هذه الطفيليات العميلة لحزب الله وايران ودمشق من مناطقهم قبل وقوع الواقعة وتعريض مئات المدنيين من نساء واطفال وشيوخ وممتلكات لاضرار بالغة كما فعل عون في حربيه "التحريرية" و"الالغائية" في اواخر الثمانينات ضد المناطق المسيحية التي لم يترك فيها منزلا الا واصابه بمدافعه وراجماته تحت ذريعة الغاء سمير جعجع وقواته".

ومن مقره في تورونتو الكندية دعا الياس بجاني رئيس المنسقية اللبنانية - الكندية" في البيان المشترك الصادر عن المرجعيات اللبنانية الاغترابية من واشنطن الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري وقائد الجيش العماد جان قهوجي الى استباق ما يطبخه "حزب الله" وطهران ودمشق للبنان مع اقتراب صدور القرار الاتهامي للمحكمة الدولية, من مؤامرات لتفتيت البلد بغرض السيطرة عليه وتحويله الى "دولة ممانعة" اخرى تقف ضد المجتمع الدولي برمته وتعرض شعبها المسالم الحضاري الى مختلف صروف القهر والذل والقمع كما حدث خلال الاحتلال السوري الطويل للبنان (منذ العام 1976 الى الاعام 2005) والضرب بيد من حديد لمنع تهريب اسلحة "حزب الله" الى المناطق المسيحية والاسلامية والا فعلى المجتمع المسيحي ان يبني حمايته الامنية الذاتية قبل ان يكرر حسن نصر الله ما فعله في 7 مايو 2008 في بيروت السنية في المناطق المسيحية هذه المرة".

ودعا بجاني القيادات المسيحية والسنية والدرزية الى "تحصين مناطقها فورا في غياب اي حمايات امنية رسمية فاعلة على الاقل كما يفعل "حزب الله" في مربعاته الامنية ومناطقه علنا ودون مراعاة للدولة ورموزها".

 

ستة تفجيرات تستهدف مسيحيي العراق وتوقع قتيلين و14 جريحاً/حراسة مشددة على إحدى كنائس بغداد

بغداد - وكالات /قتل مسيحيان عراقيان على الأقل وأصيب 14 آخرون بجروح، بينهم 10 مسيحيين، في ستة اعتداءات وقعت مساء الخميس 30-12-2010 في غضون أقل من ساعتين، واستهدفت منازل في بغداد يقطنها مسيحيون، كما أعلن مسؤول في وزارة الداخلية العراقية. جاء ذلك تزامناً مع بدء عطلة نهاية الأسبوع الأخير من عام 2010، و الاستعداد للاحتفال بالعام الجديد. وقال المصدر إن الاعتدءات وقعت اعتباراً من الساعة (06:30 ت غ) في ستة أحياء من العاصمة العراقية، واستهدفت جميعها أبناء الطائفة المسيحية، الذين سبق وأن تعرضوا مراراً خلال السنتين الماضيتين لهجمات. ووقع الاعتداء الأكثر دموية في حي الغدير في وسط العاصمة، حيث انفجرت عبوة ناسفة يدوية الصنع قرابة الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي أي (17:00 ت غ)، مما أسفر عن مقتل مسيحيين اثنين وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح، أحدهم مسيحي، كما أوضح المسؤول لوكالة الأنباء الفرنسية طالباً عدم الكشف عن اسمه. أما الاعتداءات الخمسة الباقية والتي وقعت جميعها بواسطة عبوات ناسفة يدوية الصنع، فلم تخلف قتلى، إلا أنها أسفرت عن إصابة تسعة مسيحيين بجروح، بحسب المصدر نفسه.

 

الاحرار": نجدد رهاننا على العدالة والمحكمة الدولية وننتظر قرارا اتهاميا متماسكا صلبا لا يمكن الشك في صدقيته

وطنية - 31/12/2010 رأى حزب الوطنيين الاحرار، في بيان أصدره بعد إجتماعه برئاسة دوري شمعون، "ان رئيس الجمهورية، الذي يتعرض لحملة مغرضة على خلفية رفضه إحالة ما يسمى موضوع شهود الزور على التصويت، قد أصاب في ادائه، بتناغم موقفه مع موقعه وفقا للدستور والأعراف، ومع صفته التوافقية، وهذا ما يقر له الجميع به".

وقال: "نسوق في هذا الإطار بعض الملاحظات تتعلق بالخطأ التاريخي الذي دفعت قوى 14 آذار إلى الوقوع فيه تحت وطأة العنف والإرهاب الفكري اللذين مارسهما أصحاب السلاح وأديا إلى ما أديا إليه في الدوحة، مما جعلهم يتحكمون بمجلس الوزراء وتعطيله عندما يحلو لهم كما يحصل اليوم، والملاحظة الثانية تتصل مباشرة بخطأ آخر يتجسد بقبول مناقشة مسألة قانونية بحت في مجلس الوزراء، مما يسيء إلى مبدأ فصل السلطات ويسهل المنحى الشمولي الذي يعمل دعاته على ترسيخه بمنهجية ومثابرة، والثالثة تعني ممارسة المستقوين بالسلاح الذين استطيبوا خطف انتصار قوى 14 آذار في الانتخابات بعدما كان مرجعهم الإيراني يقول أنها ستغير وجه المنطقة، ومرجعهم السوري يراهن على انتصارهم فيها لأنهم برأيه الأقوى، وهم كانوا يرددون أنهم يريدونها استفتاء على المقاومة والسلاح، وكان لهم أيضا ما أرادوا من تضمين البيان الوزاري ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة التي لا يكفون عن الاستشهاد بها والإصرار عليها فيما ينسون تعهدهم دعم المحكمة الدولية الوارد في متن البيان نفسه".

أضاف: "هؤلاء تعودوا انتزاع التنازلات بالضغوط والتخوين والتخويف فغدا الابتزاز اسلوبهم، وضرب القوانين والأصول عرض الحائط، على ما يتبين من مطالبتهم إحالة ما يصفونه بملف شهود الزور المهم على المجلس العدلي، رغم المطالعة القانونية التي تولتها وزارة العدل بناء على تكليف مجلس الوزراء، ناهيك باستسهالهم توجيه الاتهامات في الاتجاهات التي لا تعجبهم مواقفها والتطاول الوقح على المقامات الدستورية والروحية والسياسية، اننا نهيب باللبنانيين، المدعوين إلى إجراء جردة حساب في ختام هذه السنة وبدء السنة الجديدة، التأمل مليا بهذه الملاحظات التي تشكل عينة من الممارسات التي تتم استقواء بالسلاح الذي أصبح مبرر بقائه الدفاع عن استمراره".

وإستغرب الحزب التصريحات على هامش مواكبة المساعي السعودية ـ السورية والتي تصدر حصرا عن فريق 8 آذار وحلفائه الإقليميين، فبعد التصريح ـ الفتوى الذي أدلى به المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي في موضوع المحكمة الذي سبق وتناولناه والذي لم تخفف من مفاعيله أقوال سفيره في لبنان، وبعد الكلام الذي جاء على لسان الوزيرة بثينة شعبان، جاء التصريح المنسوب إلى الرئيس بشار الأسد يبدد آمال الذين راهنوا على تغيير إيجابي بعد تصريحه الموضوعي في باريس، والذي اعتبرناه جامعا مشتركا يصلح أرضية لأي تسوية تستوفي الشروط وتكون مقبولة".

وقال: "الأغرب الانقضاض المتواصل على المحكمة، وعلى قضية الشهداء، وعلى العدالة والحقيقة والذي يتم إلباسه زيفا ثوب ما يسوقون من تسوية هي في الحقيقة استسلام للحق أمام الباطل وخضوع الضحية للجلاد، وهذا في حد ذاته يعد مثابة تفخيخ الوطن وتفجير أركانه وكيانه لصالح منطق القوة وعلى حساب قوة المنطق".

وأكد "إننا ننظر إلى أية خلاصة للجهود السعودية ـ السورية من زاوية المبادئ والقيم والحقائق التي لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها، بالغا ما بلغ استكبار أصحاب السلاح وأتباعهم، ونجدد رهاننا على العدالة وعلى المحكمة الدولية وننتظر قرارا اتهاميا متماسكا، صلبا لا يمكن الشك في صدقيته".

 

منتقدًا مواقف عون "الغوغائية": تجسد إنحدار الواقع السياسي بلبنان

شمعون لــ"NOW Lebanon": تسريبات "8 آذار" حول المساعي السعودية – السورية تعبّر عن تمنياتهم... ولا خوف من التصعيد في المرحلة المقبلة

جمال العيط، الجمعة 31 كانون الأول 2010

وصف رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون أجواء المساعي السعودية – السورية بأنها "ما زالت حتى اليوم ضبابية"، ورأى أنّ "ما تصدره قوى 8 آذار من تسريبات حول هذه المساعي هي تسريبات غير دقيقة إطلاقا، إنما هي تأتي في سياق تمنيات هذه القوى، فضلاّ عن أنها تشكّل برأيهم عامل ضغط على هذه المساعي لتحقيق أمالهم بإلغاء المحكمة الدولية أو تعطيل صدور قرارها الاتهامي".

شمعون، وفي حديث لموقع  nowlebanon.com”شدد على كون المحكمة الخاصة بلبنان أنشئت بقرار من مجلس الأمن الدولي وتحت الفصل السابع، وبالتالي من المستحيل أن يتمكن أحد أو جهة أو دولة أن تلغي هذه المحكمة أو أن تعطّل إصدار قرارها الإتهامي"، مستغرباً في هذا المجال "أمنيات البعض في لبنان بإلغاء المحكمة أو القرار الاتهامي من خلال فبركة ملف ما يسمى شهود الزور".

وحول رؤيته للمساعي السعودية - السورية، أجاب شمعون: "المؤكّد أنّ هذه المساعي تقوم بالمبدأ على مسألة الحفاظ على استقرار لبنان وسلمه الأهلي، لأنهم متخوّفون من اندلاع هذه الفتنة التي سوف تنعكس، في حال وقوعها لا سمح الله، على بلادهم بحيث ستخلّ بالأمن والاستقرار في العديد من الدول العربية"، متوقعًا في هذا السياق "أن تعطي هذه المساعي المشكورة نتائج إيجابية على الداخل اللبناني".

وإذ أعرب عن اعتقاده بأن "لا خوف من التصعيد كما يهول البعض في المرحلة المقبلة"، شجب شمعون "ممارسة قوى 8 آذار كل وسائل الضغط والتهويل والتهديد والتعطيل سواء لمجلس الوزراء، أو مجلس النواب أو طاولة الحوار الوطني بسبب ملف ما يسمى شهود الزور"، وتساءل في المقابل عن "سبب رفض هذه القوى المطالعة القانونية القيّمة لوزير العدل ابراهيم نجّار حول هذا الموضوع"، مشددًا على أن "الاستجابة لمطالبة فريق 8 آذار بإحالة هذا الملف الى المجلس العدلي، ستشكّل سابقة سلبية جداً في تاريخ القضاء اللبناني، لكونها ستكون إحالة غير قانونية وغير دستورية على عكس آراء ومطالعات الجهابذة القانونيين الذين أحضرهم  فريق 8 آذار ليقدّموا مطالعات قانونية غريبة عجيبة حول هذا الموضوع"، ولفت شمعون في هذا الإطار إلى أنّ "قوى 8 آذار إعتادت التصلّب والتشدّد والتعنّت في العديد من الأمور السياسية المفصلية خلال السنوات الماضية، واعتادت التجاوز الدائم والمستمر للقانون والدستور والقضاء من منطلق كون هذه القوى لا تعير الدولة أية أهمية، وتنتهج الضغط المتواصل على النظام والمؤسسات في سبيل الرضوخ إلى مطالبها".

وفي معرض تعليقه على "الحملة المبرمجة والشعواء التي يشنّها النائب ميشال عون وتياره على فريق 14 آذار وبالأخص على رئيس الحكومة سعد الحريري وتياره السياسي"، قال شمعون: "نحن نهنئ العماد عون على دفاعه المستميت عن حلفائه، لكنّ مواقفه أقل ما يقال فيها إنها غير واقعية وغير منطقية، وتجسد الإنحدار الهائل في الواقع السياسي اللبناني، وهي مواقف تسيء له قبل أن تسيء إلى أي طرف آخر"، ولفت شمعون إلى أنّ "الهدف من الامعان في هذه الحملات الفارغة، شكلاً ومضمونًا، هو استمرار تقويض الدولة والمؤسسات الشرعية"، واضعًا في هذا السياق "المواقف الغوغائية التي يطلقها عون وكتلته النيابية برسم عموم الشعب اللبناني الذي بات يعلم من هي الجهة التي تعطّل الدولة وتأخذ مصالح المواطنين رهينة إلى حين التجاوب مع مطالبها السياسية".

 

نجار تحدث عن المسعى السوري - السعودي وآفاق التسوية والمحكمة: لبنان ذاهب في ال2011 الى الاستقرار وثمن ذلك تقديم بعض الأفرقاء تنازلات

متجهون نحو رزمة من الحلول والمهم الا يبقى لبنان دمية للاعبين الاقليميين

التغيير الحكومي قد يكون مطروحا لكنه لن يكون شرطا لأي تسوية مقترحة

وطنية - 31/12/2010 - أكد وزير العدل البروفسور ابراهيم نجار، في لقاء مع قناة "أورينت" ضمن برنامج "الرأي الثالث" بث مساء أمس أن "لبنان ذاهب الى الاستقرار في العام 2011 وأن ثمن هذا الاستقرار سيكون تقديم الكثير من التنازلات من بعض الافرقاء اللبنانيين". وقال: إن الوضع "ينذر" بأن الاستقرار آت، وهنا استخدم كلمة ينذر عن عمد، لأن هذا الاستقرار قد يكون ثمنه تنازلات من بعض الأفرقاء في لبنان".

وأضاف: "ان السعي الى التوافق على الصعيدين الأقليمي والداخلي سيكون في خطين متوازيين وأنه يبقى على الأفرقاء اللبنانيين أن يزنوا كل منهم وزنته، والنتيجة ستكون الحكمة والتسامح".

وتابع: "لقد شبع اللبنانيون من حروب الاخرين على أرضهم، حروب التناقضات الشرق أوسطية بين الأفرقاء اللبنانيين لسبب أو من دون سبب". وأكد ان "المهم هو ألا يبقى لبنان دمية في يد اللاعبين الاقليميين، وانه للخروج من المستنقع الأقليمي عليهم أن يفهموا، مرة نهائية، أن مصلحتهم تكمن في السعي والتوصل الى وفاق داخلي".

رزمة حلول

وعما يدور من أحاديث عن وجود مسودة تسوية سورية - سعودية تتضمن استرداد لبنان لاتفاقية المحكمة وسحب القضاة اللبنانين وحسم ملف شهود الزور باحالته على المجلس العدلي، أكد أن "هناك أحاديث وهمسا وكتابات صحافية لم أستطع التأكد منها"، لكنه أشار الى "ان هناك جوا في البلد يوحي أننا مقبلون على تنازلات كي يستطيع اللبنانيون الوثوق ببعضهم البعض"، مشيرا، الى أن "ما يتم تداوله عن تنازلات في خصوص المحكمة نفسها ليس مؤكدا"، وقال: "إن الشيء الاكيد هو أن الكل متجه على قدم وساق نحو رزمة من الحلول التي توحي أننا دخلنا في مرحلة جديدة من الثقة المتبادلة"، معتبرا أنه "يمكن تفسير حركة رئيس الحكومة(سعد الحريري) في اتجاه نيويورك والرياض في هذا الاطار".

وقال: "يبدو أن سوريا قبضت ثمنا حتى الان في مسعاها مع السعودية وبشكل غير مباشر في علاقتها مع الولايات المتحدة على اعتبار أن السفير الأميركي الجديد في دمشق قد يباشر مهماته في الايام المقبلة"، في أشارة الى مرسوم الرئيس باراك اوباما تعيين رويرت فورد سفيرا في العاصمة السورية من دون الرجوع الى الكونغرس.

الحكومة لن تكون محرقة للتسوية

هل هناك تغيير حكومي في لبنان يكون بمثابة جزء من التسوية، قال: "انها مجرد أخبار لا أستطيع تأكيدها ولا نفيها"، لكنه اشار الى أن "اي تغيير حكومي قد يكون مطروحا، لكن ليس شرطا لأي حلحلة أو تسوية. إن هذه التسوية، إن صحت على أرض الواقع، قد تؤدي الى منح الرئيس سعد الحريري المتسع من الوقت ومن الوفاق والدعم لكي يستطيع أن يحكم ويتقدم بالمشاريع الانمائية في لبنان التي يسعى الى تنفيذها"، منوها بأن الحكومة "لن تكون محرقة لهذه التسوية بل أن تفعيل عملها يمكن أن يكون احد اثمان هذه التسوية".

القرار الأتهامي قد لا يكون الأخير

وعن موعد صدور القرار الاتهامي أكد نجار أنه "لا يعرف موعد صدور هذا القرار"، وقال: "لا أحد في العالم يعرف ماذا يتضمن هذا القرار لانه قد لا يكون القرار الاخير بل قد يكون القرار الاول الذي لن يفصح عن كل الأدلة لكنه سيفصح عن أدلة يجب ان تكون كافية لصدوره"، مشيرا الى ان "كل ما يشاع عن الاسماء التي سيتضمنها القرار هي مجرد تكهنات".

وردا على سؤال عن اتهامات "حزب الله" والمعارضة للمحكمة بالتسيس جراء التسريبات المتعلقة بالقرار الظني، قال: "من الطبيعي أن تكون هذه التسريبات مدعاة خشية من التحامل على فريق معين فهي تعتبر مدخلا لتعطيل شفافية أي محكمة وصدقيتها في العالم. لذلك فانني لا استطيع الجزم بهذا الموضوع قبل صدور القرار الظني الأول على الأقل. انني اتفهم تأكيد قياديي "حزب الله" ان لا ضلع للحزب كحزب بهذه الجريمة الشنعاء وأتفهم أن يستفظعوا مثل هذه التسريبات لكن كل ما علينا هو ان نسمع وأن نتفهم وأن ننتظر صدور القرار الظني لان ما عدا ذلك قد يكون من قبيل التحامل أو مجرد روايات استخباراتية".

ملف شهود الزور

وعن رفض قوى 14 آذار احالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي، أكد أن "قانوني العقوبات والمحكامات الجزائية يجعلان احالته على المجلس العدلي أمرا غير مقبول حتى شكلا".

واعتبر ان "حجة المعارضة في هذا الملف ليست قانونية بقدر ما هي سياسية"، وقال: "ما يردده الفريق الآخر من ان ملف شهود الزور قد أدى الى توترات عطلت العلاقات اللبنانية - اللبنانية والعلاقات مع سوريا سيؤدي الى زرع الفتنة في لبنان، هذا الكلام هو كلام سياسي بكل معنى الكلمة".

 

السنيورة تحدث بمناسبة انقضاء عام وحلول العام الجديد: لسنا في أوضاع مأسوية كما يحاول البعض تصويره لكننا أمام امتحان هام

يمكن لنا أن نتجاوزه كلبنانيين وننجح في العبور بوطننا إلى ضفة الأمان

خلافاتنا لن تنتهي غدا لكن يجب أن نحافظ على بلدنا بإبعاده عن الازمات

لبنان حافظ على دولته ومؤسساته ويحافظ على مقاومته في وجه إسرائيل

وطنية - 31/12/2010 أدلى رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة بتصريح لمناسبة حلول العام الجديد جاء فيه: "مع انقضاء العام الحالي وحلول العام الجديد الذي يصادف مع انتهاء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لا بد لنا من وقفة تأمل في حالنا و أحوالنا والمحيط، وما طرأ علينا وما يمكن أن تحمله الأيام القادمة من تطورات وتحديات.فرغم القلق ومظاهر الارتباك الظاهرة في لبنان، على أكثر من صعيد، والمتمثلة بالأزمة السياسية الراهنة التي تكاد تشل الدولة وتعطل أعمال المواطنين، فإنه يمكن القول رغم كل ذلك، أننا لسنا في أوضاع مأساوية كما قد يحلو للبعض أن يصور. ولكن نحن أمام امتحان هام وكبير يمكن لنا أن نتجاوزه كلبنانيين وننجح في العبور بوطننا إلى ضفة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار".

وقال:"مما لا شك فيه،أنه ومن جهة أولى، فإن العالم مازال يمر بمرحلة انتقالية لم يخرج بعد فيها من تداعيات الأزمة المالية العالمية التي تحولت إلى أزمة اقتصادية.وليس هناك حتى الآن من مؤشرات مؤكدة تدل على تعاف اقتصادي ومالي أكيد وسريع على المستوى العالمي. من جهة ثانية، فإن لبنان بحكم انتمائه إلى العالم العربي، محاط بمنطقة تشتعل بقوس أزمات. فالقضية الفلسطينية مازالت تراوح ما بين مأزق وآخر وتنتقل من مأساة إلى أخرى أشد منها، وسط انسداد في أفاق الحل العادل والشامل. وما يجري في العراق يدمي القلوب ويشغل البال حاله وحال ما حوله، وما قد يواجهه السودان يشكل هاجسا يقض مضاجعنا لمدى عمق خطورته وتداعياته، وما يعيشه كل من اليمن والصومال يحرك فينا الإحساس بالخطر والهول ، مما هو حاصل وما هو آت، ناهيك بالقلق العربي العام في أكثر من منطقة ولأكثر من مسألة. لهذه الأسباب كلها ولغيرها، فإن علينا في لبنان واجب أن نهدأ وأن نتبصر في حالنا وأحوالنا وفي محيطنا لكي ننأى ببلدنا عن الوقوع في المنزلقات الخطرة الداهمة".

أضاف: "أن هناك مصلحة لنا في أن ننظر إلى الأيام القادمة رغم كل المؤشرات المقلقة بأمل وبتصميم ونواكبه بعمل جدي مستندين إلى ما نجحنا في تحقيقه من إنجازات خلال العقد الماضي بالرغم من عظم الأحداث والملمات والمآزق التي واجهناها.فلقد نجحنا في أن نحافظ على حد أدنى من الاستقرار وفي أن نبعد بلدنا عن تداعيات الأزمة المالية العالمية وحمينا اقتصادنا ومستوى ونوعية عيشنا.صحيح أننا مازلنا نعاني من مشكلات كبيرة على أكثر من صعيد سياسي وأمني ومؤسساتي واجتماعي واقتصادي، لكن صيغتنا قوية ومتماسكة وثقتنا ببلدنا صلبة، وإيماننا بضرورة العمل على تعزيز مؤسساتنا متينة ولا تتزعزع.أما على المستوى السياسي فإنه ورغم الاختلافات والتباينات، فما نزال نصر على صيغة التلاقي والحوار وعلى اعتماد التواصل وسيلة لحل المشكلات.لهذه الأسباب جميعا يجب أن ننظر إلى الأيام القادمة بأمل وثقة مؤكدين وعاملين على أهمية عدم الانزلاق إلى ما يؤدي إلى الإطاحة بما أنجزناه من تقدم وما حافظنا عليه، نتيجة الاستقرار الذي حرصنا على أن يسود بالرغم من كل الملمات التي حلت بنا".

وتابع الرئيس السنيورة: "الأكيد أننا لن نحل مشكلاتنا ولن نزيل تبايناتنا بين ليلة وضحاها بل أن الذي يجب أن نؤكد عليه هو التمسك باتفاق الطائف وبالأسس التي قام عليها بلدنا وهي العيش المشترك الإسلامي المسيحي القائم على المناصفة في ظل النظام الديمقراطي البرلماني وفي ظل احترام حقيقي وكامل لمبدأ تداول السلطة سلميا، والإيمان الكامل بلبنان، البلد العربي الانتماء والهوية والرائد في الحوار والتسامح والتنوع في المنطقة. لبنان البلد الحريص على و حدة اللبنانيين والملتزم باحترام مبادئ العدالة وحقوق الإنسان التي هي من الأسس التي تؤكد وتعزز الاستقرار والأمن والأمان على المديين المتوسط والطويل. لبنان الحريص على دولته وجيشه ومؤسساته الأمنية وشعبه ومجتمعه وعيشه والحريص على أن يحافظ على مقاومته في وجه أي عدوان إسرائيلي. لبنان هذا، حريص على أن لا يسمح لنفسه بالوقوع في شرك أفخاخ قد تنصب له و حريص على الالتزام باحترامه للقرارات الدولية رغم انتهاك إسرائيل لها" .

أضاف "الأكيد أننا نقبل على السنة الجديدة مع إدراكنا العميق أن مشكلاتنا مازال معظمها دون حل، لكن الأكيد إننا مع إقبالنا على العام الجديد بالأمل والعزيمة اللازمين يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن مصلحتنا الوطنية تكمن في أن نبتعد ببلدنا عن الأزمات التي تزداد توترا في المنطقة من حولنا. وهذا لا يكون ولا يتحقق إلا عبر التسلح من جهة بالإرادة الواعية وفي استيعاب هواجس جميع الأطراف اللبنانية من جهة ثانية، بعيدا عن منطق الغلبة والفرض والتهديد والتهويل والتخوين أو التعطيل أو التمسك بالمواقف الجامدة أو إقفال أبواب الحوار".

وختم الرئيس السنيورة : "صحيح أن لبنان محاط بالأزمات،لكن اللبنانيين سيثبتون أنهم قادرون بإرادتهم وبتضحياتهم على إنقاذ بلدهم والحفاظ على الاستقرار والتطلع إلى تحقيق الإصلاح والنهوض والازدهار والنمو و الإصلاح".

 

الحص: مشروع حرب غير مقبول وينطوي على هرطقة وطنية

نعقد الآمال عليه للاتيان بمشاريع لتجاوز الحالة الطائفية والمذهبية

وطنية - 31/12/2010 - أدلى الرئيس الدكتور سليم الحص، باسم "منبر الوحدة الوطنية"، بالتصريح الاتي: "اطلعنا عبر وسائل الاعلام على مشروع الصديق الاخ الشيخ بطرس حرب باصدار تشريع يمنع عمليات البيع والشراء بين افراد من طوائف او مذاهب مختلفة. هذا المشروع غير مقبول على الاطلاق. انه قيد غير مشروع وغير مبرر على حرية التصرف بالاملاك من جانب مالكيها، ثم انه ينطوي على قيد طائفي جديد في حياتنا في لبنان نحن في غنى عنه، فضلا عن ان من شأنه تعميق دور التمايز الطائفي في التعامل بين اللبنانيين في حين يتطلع المواطنون الى وقت يتجاوزون فيه كل ألوان التمايز الفئوي. نحن نرى ان الفكرة تنطوي على هرطقة وطنية. اننا نتطلع الى وضع تلغى فيه كل اشكال التمايز الفئوي بين اللبنانيين، وهذا المشروع من شأنه تعميق قواعد الممارسة الفئوية المقيتة. لذلك نرجو صرف النظر عن هذا المشروع وعدم النظر فيه او الاخذ به. ان معرفتنا بالشيخ بطرس حرب تجعلنا نعقد الآمال عليه للاتيان بمشروع او مشاريع ترمي الى تجاوز الحالة الطائفية والمذهبية اطلاقا في حياتنا العامة، لا الى تعميق الممارسة الفئوية".

أضاف: "يتذرع صاحب المشروع بالمحافظة على العيش المشترك في وضع مشروعه. ونحن نرى ان المشروع من شأنه على نقيض ذلك، تعميق الفرز الفئوي في البلاد على حساب وحدة الشعب والوطن. الى ذلك فان المشروع يتعارض صراحة مع مقدمة الدستور وبخاصة حيث النص "ارض لبنان ارض واحدة لكل اللبنانيين. فلكل لبناني الحق في الاقامة على اي جزء منها والتمتع به في ظل سيادة القانون، فلا فرز للشعب على اساس اي انتماء كان، ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين".

استقبالات واستقبل الرئيس الحص قبل ظهر اليوم في دارته في عائشة بكار وفد "اللقاء الشبابي اللبناني الفلسطيني" برئاسة احمد الشاويش الذي قال "قمنا بزيارة الرئيس الدكتور سليم الحص للاطمئنان الى صحته. واكدنا حق العودة للشعب الفلسطيني والتضامن مع الشعب اللبناني في كل الظروف الصعبة التي يمر بها والتي لا ينتهي منها الشعب اللبناني الا بالوحدة والمحبة بين كل الاطراف، واكدنا ايضا رفض التوطين في لبنان، وحتى حين عودة الشعب الفلسطيني يجب ان يعيش بكرامته معززا".

وقدم الوفد الى الرئيس الحص هدية عبارة عن نسخة من القرآن الكريم.

المرابطون ثم استقبل الحص وفد الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين - المرابطون برئاسة رئيس الهيئة العميد مصطفى حمدان الذي قال "زيارة الرئيس الحص هي للاطمئنان الى صحته، ولاخذ البركة من الشخص الانسان الرئيس الذي كان ثابتا على مبادئه طوال فترة عمله السياسي والتي نعتبرها نبراسا ونهجا والتي تؤكد ان من يثبت على سياسة ومبادئه هو الذي ينال كل عطف الجماهير والسياسيين ، لذلك نرى هذا الدفق من السياسيين وجماهيرنا باتجاه منزل الرئيس الحص".

اضاف:" نسمع في هذه الايام حديثا عن تسوية ولا تسوية، وحديث عن بوادر حلول او لا حلول، نسمع من جهة ان الرئيس سعد الحريري ذهب الى نيويورك للاطمئنان الى صحة الملك عبدالله او للاطلاع على افاق التسوية او غير التسوية، ونسمع بالتالي بعض الاصوات النشاز، نحب ان نؤكد انه لا يوجد شيء اسمه تسويات او حلول ، هناك حرص عربي سوري - سعودي على الساحة اللبنانية، هناك مساع خيرة من قبل بعض الدول كتركيا وايران وقطر وفرنسا، كلها تسعى الى حماية الداخل اللبناني من بعض النشاز وبعض وسائل التخريب التي سيقوم بها فيلتمان، باستغلال القرار الاتهامي".

وناشد حمدان الرئيس الحريري "ان يتجاوب مع الحرص العربي على الواقع اللبناني، ويعيد النظر بالمحكمة الدولية وقبل صدور القرار الاتهامي، واتخاذ القرار الصائب والتجاوب مع المساعي الخيرة، ومن ثم يتخذ اي قرار لمعرفة من قتل الرئيس رفيق الحريري، سواء بانشاء لجنة عربية لبنانية، استخدام كل الوسائل التقنية الجنائية الحديثة".

 

سلام: مشروع حرب خطوة تقسيمية وعليه سحبه من التداول

وطنية - 31/12/2010 - رأى النائب تمام سلام في تصريح اليوم أنه "بعدما اطلعت في الصحف صبيحة هذا اليوم الأخير من السنة على مشروع قانون مقدم من وزير العمل الصديق بطرس حرب يحظر بيع الأراضي بين اللبنانيين من ابناء الطوائف المختلفة لمدة خمس عشرة سنة بعنوان حماية العيش المشترك ومنعا للفرز ، يهمني ألا أتاخر في التعليق على تلك الخطوة بالتالي: إنني أتفهم الهدف السامي الذي حدا بالوزير حرب ان يتحرك للحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان والذي عملت وما زلت بكل ما لدي من إمكانات لتثبيت وتعزيز هذا الوجود إلى جانب الوجود الإسلامي وبالتساوي، وحتى إنني في وقت ما اتخذت موقفا واضحا وعمليا تجلى في اعتكافي عن خوض الانتخابات النيابية عندما شعرت أن التمثيل الوطني لذلك الاستحقاق غير متوفر، وكلفني ذلك وبموجب المقاييس السياسية السائدة في حينه، إبعادي عن الساحة السياسية وعن مراكز القرار ضمن الحلبة الديموقراطية المتمثلة بالسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية لبضع سنوات. وان ذلك الموقف يشمل في ما يشمل التأكيد على مناوءة ومعارضة كل ما يساهم في فرز وتقسيم اللبنانين على مختلف القواعد وأشدها ضررا وايذاء والمتمثلة بالفرز والتقسيم الطائفي". وقال:"لا يمكن لي أن أتصور ان معالي الصديق بطرس حرب قد لجأ إلى اعتماد خطوة تقسيمية تفرز اللبنانيين وتصنفهم من خلال اقامة حواجز وربما لاحقا جدران لفصلهم وتحقيق ما عجزت كل سنوات الحرب عن تحقيقه في تقسيم لبنان .انني اربأ بالوزير حرب هذا التفكير وهذا التوجه الذي صاغه بمشروع قانون لا يتفق بل يعارض وينافي كل مقومات الميثاق الوطني واتفاق الطائف وعناصر الوحدة الوطنية المرتجاة. لذلك بكل محبة ادعوه الى سحب هذا المشروع وإخراجه من التداول وطيه مع ما نطويه من صفحة سنة2010". وختم:"ليس المطلوب أن تأخذ كل طائفة حصتها من لبنان بل المطلوب أن يأخذ لبنان حصته من كل طائفة".

 

الجميل دعا من بكركي إلى عقد "مؤتمر وطني": ما نشهده هو فتنة باردة تشكّل خطرًا حقيقيًا

لبنان الآن/حذّر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل من أن "هناك توجّهاً لدى فريق 8 آذار ولا سيما لدى "حزب الله" لفرض بعض الشروط على المساعي العربية أو الدولية الجارية"، وأضاف: "إن رغبات 8 آذار معروفة وسبق لنا أن نبّهنا منها وهذا شبيه للمثل الذي يقول "إن الإنسان يأخذ تمنياته وقائع وكأنها ستحصل"، فهم يحاولون وضع أجندة ودفتر شروط ويسعون لتكون التسوية إستناداً لهذا الدفتر، وكل من لا يقبله يكون خائناً أو يعمل ضد مصلحة بلده".

الجميل، وفي حديث للصحافيين بعد زيارته البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير في بكركي، قال: "ما يقوم به فريق 8 آذار هو حملة نفسية (propaganda) لفرض رأيهم كما حصل في السابق، وتجربتنا معهم مرّة من هذه الناحية، فالجميع يتذكر كيف أن بعض الأطراف يفرضون شروطاً على التسويات وبالتالي لا تكون هذه التسويات لمصلحة البلد"، معرباً عن خشيته من "الجو التفاؤلي الذي تضعنا فيه المعارضة والذي يوحي بأن شروطها ستطبّق"، لكنه تابع يقول: "نحن لا يمكن ان نقبل إلا بالحقيقة الكاملة ومعرفة من قتل شهداءنا ولا يمكن ان نتراجع عن هذا المنطق".

وأردف الجميل: "إذا كان الفريق الآخر صادقاً في إرادته للحل، فليتفضل لكي نتحاور مع بعضنا البعض كلبنانيين من اجل مصلحة البلد فنشخّص المرض بدقة وأمانة، وعلى ضوء ذلك نجد العلاج اللازم، أمّا وضع شروط على الطاولة والقول إن هذه الشروط هي أساس المصارحة والمصالحة فهذا لا يمكن أن يحصل". هذا وأكّد الجميل على أهمية "الدعوة إلى عقد لقاء وطني سريع لكي يكون هناك وقفة وجدانية من قبل كل القادة اللبنانيين لمواجهة كل الاستحقاقات"، لافتاً إلى أن "هذا اللقاء ضروري لجهة ما يحكى عن تداعيات المحكمة الدولية والقرار الظني لأن الكلام الذي نسمعه غير مطمئن، لذلك علينا التداول جميعاً حول هذا الموضوع ليكون هناك موقف وطني أياً كانت النتيجة"، منبّهاً من أنه "لا يمكن أن يستقر البلد ما لم تحصل مصالحة حقيقية إلا على أساس الحقيقة".

وفي هذا الإطار، حثّ الجميل جميع الأطراف على "التعاون لإنجاز المحكمة لعملها لكي تعطي النتيجة المرجوّة وعلى أساس ذلك تحصل المصالحة التي نتوق إليها جميعاً ونتمناها ونعمل من أجلها، فاللقاء الوطني ضروري في هذه المرحلة بالذات لمعالجة ومتابعة أي قرار يصدر في هذا الموضوع". هذا ووصف الرئيس الجميّل ما يجري اليوم بـ"الفتنة الباردة التي تتظهّر من خلال كل هذا التعطيل لمجمل المؤسسات اللبنانية المجمدة في الوقت الحاضر"، مشيراً الى أن هذه "الفتنة الباردة خطيرة جداً على مستقبل البلد"، وحذّر من أنّ "عدم التنبّه لها سيقلب السحر على الساحر، وإذا سقط الهيكل فلن يوفّر أحداً، ومن هنا أيضًا أهمية اللقاء الوطني لدرء مخاطر الفتنة الباردة التي يعيشها البلد والتي لا نعرف إلى أين يمكن أن توصلنا".

على الصعيد الإقليمي، تطرّق الجميّل إلى ما يعانيه مسيحيو العراق من إضطهاد واغتيالات، واصفاً ما يحصل بـ"الشيء الخطير"، وأبدى تخوّفه من أن تنتشر هذه المظاهر إلى خارج العراق. كما شدد الجميل على أنه "لا يكفي شجب ما يحصل ومواجهته بتصريحات ومواقف طوباوية بل يجب معالجته بالعمق"، داعياً المسؤولين العراقيين والمجتمع المدني والسياسيين العراقيين "لإتخاذ موقف صارم في هذا الموضوع وإلى وقفة وطنية شاملة لمواجهة الجرائم التي تحصل".

 

المحكمة موجودة ولا رفض أو طلاقاً استباقياً معها"

شطح: لا ضغط على الحريري لصفقة وهمية

المستقبل - الجمعة 31 كانون الأول 2010 - أكد مستشار رئيس الحكومة الوزير السابق محمد شطح أنه من خلال المعطيات والمعلومات المتوفرة لديه فان الاجتماع بين رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز لم يكن لتبليغ الرئيس الحريري باتفاق ما حدث بين المملكة العربية السعودية وطرف آخر ولم يكن بهدف الضغط على الرئيس الحريري بقبول أمر ما".

وقال في حديث الى "صوت لبنان 3.93" أمس: "كان الاجتماع مفيدا وجيدا وكان بالدرجة الأولى للاطمئنان الى صحة الملك". ورأى أن "البعض يتحدث عن التقدم في المسعى السعودي ـ السوري ويضعه في مرحلة متقدمة جدا والبعض الآخر ويا للأسف يضعه في إطار رضوخ الرئيس الحريري لمطالب الفريق الآخر. وإذا كنا نتحدث عن صفقة ما وهمية أو غير وهمية لقبول الرئيس الحريري بطلاق أو انفصال أو رفض للمحكمة فليس هذا تقدما لأن هذا ليس ما يحدث حاليا وليس هناك من ضغط على الرئيس الحريري في هذا الاتجاه. لكن التقدم الذي نطمح إليه والذي نأمل أن يكون أكبر وأسرع يتمثل بجهود وخطوات جميع الأطراف لتأمين أمور عدة خلال صدور القرار الاتهامي وما بعده".

أضاف: "هذه الخطوات تهدف بصورة تبسيطية الى أمور عدة أولا تأمين استمرار التعايش والاستقرار والاطمئنان بين الطوائف اللبنانية ثانيا العمل الطبيعي بين الفرقاء السياسيين وثالثا استمرار مؤسسات الدولة في العمل. وأخيرا تأمين العلاقات اللبنانية ـ السورية على طريق جيد وليس على طريق تراجعي".

وتابع: "هذه هي أهداف الخطوات التي نتحدث عنها والتي تعمل عليها المملكة العربية السعودية ونوقشت مع آخرين والمسعى السعودي ـ السوري يتناول بشكل عام جميع هذه الأهداف".

ورأى شطح أن "المحكمة الدولية والقرار الاتهامي عند البعض يؤثر وأثر على هذه الأهداف التي ذكرت". وقال: "شهدنا تعطل عمل الحكومة وشهدنا على ان تعاطي السياسة بين الفرقاء السياسيين داخل الحكومة وخارجها وصل الى مستوى منخفض لم يشهد له مثيل في السابق وعمليا الأمور أصبحت مجمدة في الدولة كما ان هناك البعض الذي يثير موضوع الفتنة ونحن لم نعتبر يوما أن الأمر قد يصل الى الفتنة". ولاحظ "إيجابية في الاهتمام بأي عمل يزيل أي مخاطر عن التعايش". وقال: "هذا الأمر يتم العمل عليه من أجل التقدم في هذه الاهداف".

اضاف: "ان المحكمة موجودة وكل هذه الامور لن تؤدي الى رفض او طلاق استباقي مع المحكمة كما روج في الأيام الاخيرة. وهذا لا يعني أن هذه الامور غير مهمة بل مهمة جدا لأن البلد سيستمر قبل وما بعد القرار الاتهامي بوجود أو بعدم وجود المحكمة".

وعما إذا كان الرئيس الحريري قد وافق على بنود التسوية، قال شطح: "هناك جهد مشترك ومتبادل ليست الكرة عند الرئيس الحريري لكن بالطبع لديه الاستعداد للعمل بهذه الخطوات التي توصلنا الى الأهداف والجميع الآن بانتظار الردود والخطوات الايجابية والعمل مع الرئيس الحريري على اتخاذ الخطوات التي تحمي الأهداف وتعززها".

وعن التوقعات حول صدور القرار الاتهامي قبل التسوية أو بعدها، رأى "ضرورة العمل على المستوى اللبناني السوري وعلى المستوى العربي. وحتى اذا كان هناك من جهود خارج المنطقة تؤدي الى أهداف قابلة للتحقيق وهي تحمي لبنان بطريقة جدية ومنطقية ولا ترتكز الى المقولة الشهيرة والمرفوضة كليا والتي تتمثل بالصفقة بين العدالة والاستقرار والصفقة بين المحكمة وبين استمرار الدولة فلا يمكن لبلد أو لدولة الا أن تستمر لكن ليس على حساب مبدأ اساسي وموجود أكان بالمنطق أو في الشرع أو في جميع الأديان. ولا يمكن التخلي تحت أي عنوان عن هذا المسار". وختم بالقول: "استباقيا لا يمكن للتعايش أن يكون جيدا وقابلا للاستمرار اذا تم الغاء المسار".

 

حزب الله": السعوديّة ستفرض الحل على "14 آذار

نهارنت/أمل عضو كتلة "التحرير والتنمية" النيابية ميشال موسى "أن نشهد اتفاقاً بأسرع ما يمكن"، لافتاً الى "أن المساعي تسير في كل الاتجاهات، وهناك حديث في الخارج حول مظلة تقي لبنان". وقال لـ "اذاعة الشرق" أمس الخميس: "الأمور الجارية بين السعودية وسورية تحافظ على سريتها الكبيرة، وقلائل جداً المطلعون على موضوع المسعى ومن يعرفه يتكتم عليه". وعما إذا كانت مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لا تزال قائمة، قال: "لقد جرى تطوير هذا الطرح من أجل تسهيل الأمور، بمعنى أن مجلس الوزراء عليه أن يأخذ المبادرة، خصوصاً أن ملف شهود الزور يجب بته". واعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية علي فياض أن "فريق 14 آذار يعاني من مشكلتين، الأولى ربما هم خارج ما يجري. والثانية، لا يريد هذا الفريق الحلّ، لأنه يفترض أن الوصول إلى حل يجوِّف كل ما أطلقته 14 آذار في الفترة السابقة". وطالب فياض بـ"انتظار عودة رئيس الحكومة سعد الحريري لنرى كيف سينعكس ذلك على خطاب 14 آذار، لا سيما أن المواقف السلبيّة التي يصدرها هؤلاء تشير إلى أنهم لا يريدون الحل، والتسوية ستفرض عليهم من قبل السعوديّة"، لافتاً الى ان "المعطيات لدى المعارضة هي أن المطروح نوع من الحل الشامل الذي يتجاوز القرار الظني الى قضايا أخرى".

 

السفير السوري متفائل: لضرورة اقتران المسعى العربي بجهد الفرقاء اللبنانيين

نهارنت/عبر السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي عن تفاؤله وقال لصحيفة "السفير" اننا نأمل أن تحمل السنة الجديدة الخير للبنان وللبنانيين، وأن يستبشروا بها لعلها تشكل مجالا لمراجعة مسؤولة تعمل على تحصين لبنان وتحميه وتلغي محاولات استهدافه، وذلك بالتأكيد على تلازم معادلة الشعب والجيش والمقاومة حماية للبنان وصونا لسلمه الأهلي وحصانة لسيادته الوطنية. وكرر السفير السوري الدعوة إلى ضرورة اقتران المسعى العربي بجهد الفرقاء اللبنانيين أنفسهم وتلاقيهم وتحصين وحدتهم. 

 

اليونيفيل" تنفي ووهاب يؤكد ترحيل فرنسيين لتعاملهم مع "الموساد"

إبراهيم عوض من بيروت /ايلاف

في الوقت الذي يتمسّك فيه الوزير اللبنانيّ الأسبق وئام وهاب بتصريحاته التي أكد فيها ترحيل ثلاثة عشر عسكرياً فرنسياً من قوات "اليونيفيل" جنوب لبنان على خلفية عمالتهم لـ(الموساد) الإسرائيليّ، نفى المتحدث الرسمي باسم (يونيفيل) اندريا تيننتي لـ "إيلاف" تلك المعلومات.

 وحدات من قوّات (يونيفيل) على الحدود اللبنانيّة الإسرائيليّة

بيروت: نفى المتحدث الرسمي باسم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) اندريا تيننتي لـ "إيلاف" ما ذكره الوزير السابق وئام وهاب عن ترحيل 13 جندياً فرنسياً من هذه القوات بعدما تبين ارتباطهم بجهاز "الموساد" الإسرائيلي.

وقال تيننتي "إن ما ذكره وهاب لا أساس له من الصحة لكننا لن نصدر توضيحاً أو تكذيباً من قبلنا بل نكتفي بالرد وإبلاغ موقفنا هذا لكل من يسألنا عنه".

وكان وهاب قد تحدث في مقابلة خاصة إلى موقع "bintjbeil.org" أول من أمس عن قيام قيادة الجيش الفرنسي بترحيل ثلاثة عشر عسكرياً فرنسياً من قوات "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني وذلك على خلفية اكتشافها عمالة هؤلاء الجنود لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية المعروف بـ "الموساد".

ولفت وهاب إلى أنّ الفرنسيين الذين رحلوا على عجل إلى بلادهم قبيل افتضاح أمرهم وفي سرية تامة كان من بينهم ثلاثة ضباط بالإضافة إلى عشرة جنود  تمكن "الموساد" من تجنيدهم خلال زيارة ترفيهية لهم إلى فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أن اخطر ما في الموضوع أن هؤلاء الجنود تعاملوا مع "الموساد" على خلفيات عقائدية وليست مالية معتبراً بأن الأمر يكشف حقيقة ونوعية الجنود الذين يتجولون بيننا.

وأعلن وئام وهاب الذي حوّل "تيار التوحيد" الذي يرأسه إلى حزب أخيراً انه يخالف القول بان "اليونيفيل" ضرورة لابد منهم في الجنوب مؤكداً عدم ثقته بهذه القوات.

بدوره نفى "حزب الله" علمه بالمعلومات التي أوردها وهاب وقال احد نوابه لـ "إيلاف" انه قرأ الخبر منشوراً في جريدة "السفير" أمس ولم يكن قد سمع به من قبل.

من جهته تمسك وهاب بصحة الخبر المنشور على لسانه وكشف لـ "إيلاف" أن مسؤولاً بارزاً في إحدى السفارات الأوروبية في لبنان ابلغه به وقال إن بإمكانه الحصول على بعض أسماء الجنود الفرنسيين الذين شملهم الترحيل، لافتاً إلى أن قيادة القوات الفرنسية العاملة في الجنوب هي التي اكتشفت أمرهم وقامت بترحيلهم على عجل ومن دون ضجيج.

وفيما أكد وهاب حرصه على سلامة قوات "اليونيفيل" وعلى الدور الذي عليها أن تقوم به في الجنوب لمصلحة لبنان وأبنائه في هذه المنطقة بصورة خاصة، قال انه يرفض ويحذر من أن تتحول هذه القوات أو بعض من فيها إلى أداة تعمل لخدمة إسرائيل.

 

جنبلاط: مشروع حرب "جنون" ويمثل نهاية الأفق المسدود للمارونية السياسية

نهارنت/رأى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أن مشروع القانون الذي تقدّم به وزير العمل بطرس حرب والذي ينصّ على منع بيع الأراضي بين أبناء الطوائف المختلفة، يمثل نهاية الأفق المسدود للمارونيّة السياسيّة، واصفاً الخطوة بـ"الجنون". وقال جنبلاط في حديث لصحيفة "الأخبار" بعدما فشلت في السياسة، وحققت بعض النجاحات في الاقتصاد على حساب التقاليد والتراث، وصلنا إلى ما طمح له البعض وهو الفينقة الاجتماعيّة". ولفت الى انه "بعدما وصلت المارونيّة السياسيّة إلى أفق مسدود بالتحالفات من 1958 إلى 17 أيّار، حولوا فكرة الوزير ميشال إده الرامية إلى إنشاء صندوق لشراء الأراضي إلى مشروع القانون هذا، وخصوصاً بعدما جاء كارلوس سليم وأبلغهم أنه لا يملك الأموال، بل يُدير 50 مليار دولار، وانتهت إقامته بأن دفعت رئاسة الجمهوريّة فاتورة إقامته في فندق الحبتور".

 

اتفاق «س. س» والهجوم على سليمان

وليد شقير/الحياة

يقفل العام 2010 بالنسبة الى لبنان على تراجع نسبي في التوترات التي شهدها، والتي أنتجت شللاً وانكماشاً اقتصاديين وخللاً في عمل مؤسسات الدولة، بفعل التجاذب السياسي الذي عطّل عجلتها الخاضعة أصلاً لمنطق الحصص الطائفية، والمصالح الضيقة، تحت عناوين الشعارات السياسية الكبرى التي تُستغل من أجل الكسب الرخيص وصغائر الأمور.

والأمل الوحيد للبنانيين هو في تظهير الاتفاق الناجز بين السعودية وسورية، حول سبل معالجة الأزمة اللبنانية الناجمة عن الخلاف على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتداعيات المستمرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل أكثر من 5 سنوات.

والواقع انه على رغم ان تظهير هذه التسوية المنتظر مع مطلع العام 2011، سيسمح بانتقال لبنان الى مرحلة جديدة تتيح استئناف نشاط مؤسساته ولو نسبياً، بدلاً من شللها الحالي، فإن هذا لا يعني بالضرورة اختفاء هذه التوترات في شكل كامل، لا سيما ان صدور القرار الاتهامي عن الادعاء العام الدولي في المحكمة الخاصة بلبنان سيدفع بالمتهمين الى خطوات في سياق الدفاع عن أنفسهم، تبقي البلد عرضة للتجاذب الداخلي والإقليمي. إلا ان اتفاق «س. س» الذي يتغنى القادة اللبنانيون بأهميته، وينشدونه منذ سنوات، سيكون ضابطاً لردود الفعل ووسيلة احتواء للتوترات المحتملة التي يمكن ان يفرزها في سياق رفض فريق المعارضة للاتهامات التي سيتضمنها.

وإذا كان اتفاق «س. س» المنتظر يقوم على الفصل بين مسار المحكمة وبين مسار العلاقات الداخلية اللبنانية، وأدوار القوى الإقليمية والدولية المعنية بالداخل اللبناني كساحة نفوذ كانت ميداناً للصراعات الخارجية خلال السنوات الخمس الماضية، فإنه يقود الى تموضع جديد للقوى المحلية والقوى الخارجية على هذه الساحة.

ومع ان الاتفاق الموعود، الذي يقول القادة العارفون انه منجز، لم يعلن بعد، فإن القوى المحلية والخارجية أخذت تتهيأ لما بعده، من زاوية التنافس على الأوزان والأحجام والنفوذ والأدوار في المعادلة الجديدة التي ستنتج منه. ويسود الاقتناع الضمني لدى فرقاء لبنانيين كثر، بأن التموضع الجديد يقضي بتكريس حجم قوى عدة، في مقدمها رئيس الحكومة سعد الحريري، وبتقليص نفوذ قوى أخرى اقتضت المرحلة السابقة تقدمها على المسرح السياسي. بل ان مواقف بعض القوى المحلية الراهنة، هي من باب التحسب للمرحلة المقبلة لاستشعارها بوجوب حماية موقعها، أو بحاجتها الى الإفادة من الفرصة للتقدم على منافسيها.

وليس بعيداً من ذلك، الهجوم الذي تعرض له موقع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وموقفه من الصراع الدائر خلال المرحلة السابقة على التوصل الى الاتفاق، الذي سيترافق تطبيقه، إذا أُعلن، مع صراع الأحجام والأوزان. وتشكل الساحة المسيحية حلبة أساسية لهذا الصراع، ورئاسة الجمهورية منها، ما يجعل هجوم زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون على سليمان في هذا الإطار، من دون ان يلغي ذلك مخاوف قوى وطموحات أخرى على الساحة الإسلامية.

فقوى المعارضة تعتبر ان اتفاق «س. س» سيكرّس لسورية دوراً ونفوذاً معترفاً بهما من الفريق الثاني في الاتفاق، أي السعودية، ومن الدول الأخرى التي ساندته، وبأن لا بد لحلفاء دمشق من ان يقطفوا ثمار هذا التكريس، في مقابل اعتقاد قوى الأكثرية و14 آذار ان التسوية لا تعني تفويضاً جديداً لسورية لإدارة التوازنات الداخلية كما في السابق، أي قبل العام 2000. تلغط الدائرة الضيقة من الوسط السياسي اللبناني بالكثير من التوقعات والمراهنات، لمرحلة ما بعد الاتفاق، ومقابل الاعتقاد بأنه يؤدي الى احتواء الصراع السني – الشيعي في لبنان في شكل مريح لدمشق، فإن صراع المواقع على الصعيد المسيحي قد يكون عنوان المرحلة. ويذهب البعض الى حد الحديث عن التغيير الحكومي وتعديل الحصص فيه مسيحياً، فمقابل اعتقاد الرئيس سليمان ان لبنان «يدير شؤونه بنفسه منذ عام 2008 امنياً وإدارياً»، يعتبر بعض القادة المسيحيين من حلفاء دمشق، أنه حان وقت قطاف ثمار وقوفهم الى جانبها، الى درجة عودة بعضهم الى النغمة القائلة بأن سليمان لن يكمل ولايته، وإلى توقع تغيير جذري على الصعيد المسيحي، تفسره مقاطعة الدعوات الرئاسية الى إحياء هيئة الحوار الوطني، وهذا يعيد لبنان الى صراع شبيه بالعقد الذي سبق عام 2005 والذي كان عنوانه تهميش قوى مسيحية لها حجمها ووزنها.

 

خبير امني فرنسي: "حزب الله" سيتهم بالمخدرات بدل المحكمة

نهارنت/اكّد خبير امني فرنسي متقاعد عمل لفترة طويلة على مختلف الملفات الامنية ذات صفة دولية، "ان الزاوية الجديدة التي يمكن أن يُستهدف عبرها "حزب الله" هي: تهمة الإتجار بالمخدرات". واوضح الخبير الذي اشترط كتم هويته، لصحيفة "الاخبار"، "ان كلمة مخدرات ستحلّ محل كلمة المحكمة في الخطاب الرسمي والخاص لمناوىء لـ"حزب الله".

وشدّد الخبير على ان "تردادها سيأتي عرضاً في المرّات الأولى قبل أن يتوسع الشرح بتشعب علاقات "حزب الله" المزعومة بشبكات التهريب العالمية".

وذكر الخبير أن ذلك يأتي بهدف "تجريم الحزب في اللاشعور العربي في المرحلة الأولى، مما يقود إلى نزع هذه الهالة المحيطة بعمله المقاوم"، مشيراً الى ان الحملة الحملة الإعلامية تمتد عبر ريبورتاجات تطاول المافيا وكارتيلات أميركا اللاتينية مع التلويح بتعاون لصيق مع منظمات إرهابية قبل أن يعود اسم "حزب الله" إلى التقديم بوصفه إحد أبرز هذه المنظمات التي تستفيد من تجارة الموت". ونقلت "الاخبار" عن أكثر من مراقب أوروبي، موافقتهم على ما يقوله الخبير، ورؤيتهم ان "لصق تهمة الإتجار بالمخدرات" هي السبيل الوحيد لوضع "حزب الله" على لائحة الإرهاب، إذ إنه بات شبه مؤكد أن القرار الاتهامي أياً كان مضمونه، وما يمكن أن يستتبعه من ردود فعل لن يسمح بوضع "حزب الله" على لائحة الإرهاب لأسباب شتى، منها أن ذلك سيؤكد الأهداف السياسية التي تقف وراء المحكمة. ورأى المسؤولين الأوروبيين ان "الدور السياسي لحزب الله ورفضهم مطالب واشنطن إدراج اسمه على لائحة الإرهاب، يجعل من الصعب تغيير مواقفهم رأساً على عقب إلا إذا تأزم الوضع في لبنان ولجأ الحزب إلى استعمال سلاحه في الداخل، وهو ما باتت تستبعده دوائر القرار حتى في ظلّ تفاقم تلك الأزمة".

واضاف المسؤولين انه "بات ثابتاً أن السيناريوات الاسرائيلية التي تتحدث عن هجوم "حزب الله" لاحتلال لبنان تثير الابتسام أكثر مما تؤخذ على محمل الجد في الدوائر المتابعة في أوروبا"، مشيرة، الى ان "هذه الدوائر تصبح متقبلة لوضع "حزب الله" على لائحة الإرهاب، إذا ترسخت قناعة ما بأنه منغمس في تمويل عمله عبر الإتجار بالمخدرات والتعامل مع كارتيلات الجريمة المنظمة". ويؤكّد الخبير الفرنسي في هذا الصدد، إنه "يكفي شكوك حول تواطؤ (soupçons de collusion) الحزب لكي يوضع على لائحة الإرهاب وتمويل الإرهاب ويكون عليه برهنة براءته لسحب اسمه من هذه اللائحة الدولية، في لعبة شبيهة بمسألة أسلحة الدمار الشامل". 

 

 

الأخبار وجنبلاط يهاجمان حرب : يمثل نهاية الأفق المسدود للمارونيّة السياسيّة بعدما فشلت في السياسة، وحققت بعض النجاحات في الاقتصاد على حساب التقاليد والتراث، وصلنا إلى ما طمح له البعض وهو الفينقة الاجتماعيّة»

«إنها بداية الفصل العنصري، وقريباً قد يبدأ إنشاء الجدران العازلة بين الطوائف». بهذه الكلمات، علّق قانوني بارز على مشروع القانون الذي تقدّم به وزير العمل بطرس حرب أمس، والذي ينصّ على منع بيع الأراضي بين أبناء الطوائف المختلفة (منع مسيحي من بيع أرضه لمسلمين ومنع مسلم من بيع أرضه لمسيحيين). أما رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، فلم يجد كلمة سوى «الجنون» لوصف المشروع. وبرأي جنبلاط، فإن «مشروع حرب يمثل نهاية الأفق المسدود للمارونيّة السياسيّة. وبعدما فشلت في السياسة، وحققت بعض النجاحات في الاقتصاد على حساب التقاليد والتراث، وصلنا إلى ما طمح له البعض وهو الفينقة الاجتماعيّة».

أضاف جنبلاط في اتصال مع «الأخبار»: «بعدما وصلت المارونيّة السياسيّة إلى أفق مسدود بالتحالفات من 1958 إلى 17 أيّار، حولوا فكرة الوزير ميشال إده الرامية إلى إنشاء صندوق لشراء الأراضي إلى مشروع القانون هذا، وخصوصاً بعدما جاء كارلوس سليم وأبلغهم أنه لا يملك الأموال، بل يُدير 50 مليار دولار، وانتهت إقامته بأن دفعت رئاسة الجمهوريّة فاتورة إقامته في فندق الحبتور».

بدوره، رأى أحد نواب تكتل التغيير والإصلاح أن مشروعاً مماثلاً يناقض روح الدستور اللبناني. وإذا كان ثمة مشكلات جدية في مناطق تعرضت للتهجير خلال الحرب الأهلية، فما هكذا تكون معالجتها.

مشروع حرب غير مسبوق في لبنان، لناحية السعي إلى قوننة الفصل الطائفي. فما هو متّبع عرفاً منذ ما قبل عام 1943، لجهة تخصيص طوائف ومذاهب بمناصب ومواقع رسمية محددة، بقي في إطار «التقاليد»، من دون أن يجرؤ أحد على تثبيته في نصوص قانونية أو دستورية، باستثناء الحديث عن المناصفة في وظائف الفئة الأولى وتوزيع المقاعد النيابية. ورغم أن أحد الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية وضع مشروع حرب في إطار المزايدة السياسية ومحاولة الحصول على بضعة أصوات إضافية في الانتخابات النيابية، فإن ذلك لا يلغي خطورة الخطوة التي أقدم عليها وزير العمل، والتي تضع حدوداً مخالفة للدستور والقوانين على المواطنين اللبنانيين، بذريعة مخاوف ديموغرافية وطائفية. وفي الأسباب «الموجبة» لمشروعه، يرى حرب أن إصدار القانون يسعى إلى الحفاظ على العيش المشترك القائم على اختلاط اللبنانيين الجغرافي والثقافي! ولم يوضح نائب البترون كيف يتمكن اللبنانيون من الاختلاط جغرافياً، فيما لو قرر أبناء كل طائفة أن «يتقوقعوا» في الـ«غيتو» الخاص بهم، وأن يبدأوا بوضع القيود على أبسط حقوق المواطنين، أي المعاملات التجارية الحرة. ورأى قانونيون اطلعوا على مشروع القانون أنه «بداية لمشاريع خطيرة، قد تصل إلى دعوة المواطنين لمقاطعة التجار الذين لا ينتمون إلى طوائفهم، بذريعة تحسين الأوضاع الاقتصادية في «مناطقنا»».

وزير العمل وضع سقفاً زمنياً لمشروعه، وهو 15 عاماً، وضمّنه عقوبة تصل إلى السجن مدة 10 سنوات للمخالف، مع غرامة مالية قدرها ضعفا ثمن العقار المبيع. والغريب فيه أن أسبابه الموجبة تتضمن صراحة المواد القانونية والدستورية التي يخالفها هذا المشروع، كالمادة 15 من الدستور التي تصون حق الملكية الفردية، «باعتبار أن النظام اللبناني مبني على مبادئ الاقتصاد الحر وحتى التملك والتصرف بالملك». كذلك أدرج النائب المحامي عدداً من فقرات مقدمة الدستور، وخاصة منها تلك التي تنص على أن «لبنان جمهورية ديموقراطية تقوم على احترام الحريات» (فقرة ج)، «وأن أرض لبنان أرض واحدة لكل اللبنانيين، فلكل لبناني الحق في الإقامة على أي جزء منها والتمتع به في ظل سيادة القانون، فلا فرز للشعب على أساس أي انتماء كان» (فقرة ط).

رغم ذللك، فإن حرب يقدّم على الدستور مخاوفه الناتجة من كون «عمليات بيع العقارات وشرائها الحاصلة هذه الفترة، والتي تنقل ملكية عقارات كبيرة من أفراد ذوي لون طائفي، إلى أفراد من لون طائفي آخر». وبرأي المشرّع المخضرم، فإن هذا الأمر «يستدعي التدخل السريع من المشترع للحؤول دون ضرب صيغة العيش المشترك والوحدة الوطنية، أو تسهيل هجرة اليد العاملة اللبنانية، ولا سيما المنتجة منها، نتيجة فك ارتباط قسم من اللبنانيين بأرضهم وجذورهم. كذلك تستدعي اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمراعاة المبادئ الدستورية أعلاه، والمحافظة على حق جميع اللبنانيين بالإقامة في ظل سيادة القانون، وفي مناخ عيش مشترك، ومنع التهجير والهجرة».

لم يكن ينقص مشروع القائد السابق لـ«لواء تنورين» سوى منع تجوّل اللبنانيين في مناطق «الطوائف الأخرى». تجاهل المادة السابعة من الدستور التي تنص على أن «كل اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية ويتحمّلون الفرائض والواجبات العامة دونما فرق بينهم». واللافت فيه هو منع البيع بين أبناء الأديان المختلفة، لا بين أبناء المذاهب. وعندما حاولت «الأخبار» الاتصال به للاستفسار منه عن مشروعه، لم يتسنّ لها ذلك بسبب وجوده خارج البلاد. لكن أحد المقربين منه يتولّى توضيح الأمر وفق الآتي: بإمكان شخص ماروني أن يبيع أرضه للبناني أرثوذوكسي أو كاثوليكي، لكن المحظّر هو أن يبيع أملاكه لشخص مسلم! يكمل المقرّب من حرب «دردشته غير الرسمية»: إذا باع المسيحي أرضه إلى مسلم، ثم اكتشف بعد فوات الأوان خطأه وأراد التراجع عنه، فإن بإمكان المسلم أن يقول له: ليس لك عندي شيء. أما إذا باع أرضه لمسيحي وأراد التراجع، يصبح بإمكانه اللجوء إلى مطرانيته أو ما شابه! هل تصل الطائفية السياسية بهذه البلاد إلى وضع أكثر سوءاً مما هي عليه الآن؟ من يدري؟ ثمة من قد يفاجئنا بلافتة كُتِب عليها: ممنوع دخول أبناء الطوائف الأخرى... والكلاب.

 

حرب تقدم بمشروع قانون يمنع بيع العقارات مؤقتا بين المسلمين والمسيحيين

تقدم وزير العمل بطرس حرب بمشروع قانون يمنع بيع الأراضي عمليا بين المسلمين والمسيحيين مؤقتاً (لمدة 15 سنة)، بما فيها العقارات المبنية وغير المبنية في لبنان.

وينص مشروع القانون على أن هذا المنع يشمل أشخاص الطوائف المعنوية والأشخاص المعنويين التابعين لهذه الطوائف والشركات العقارية التي تكون أسهمها اسمية بحيث لا يجوز التفرغ عن أكثرية الأسهم لمالكين من غير طائفة مالكيها. ويعاقب القانون المشارك بالبيع لطائفة أخرى، أكان بائعا أو شاريا أو متدخلا، بالسجن من 5 إلى 10 سنوات ولا يجوز للقاضي أن يخفضها إلى أكثر من النصف ويغرم المخالف بمبلغ يساوي ضعفي ثمن المبيع للخزينة. وفي الأسباب الموجبة لمشروع القانون هذا، فقد أوضح أن "عمليات بيع وشراء أراض شبه منظمة تجري اليوم في لبنان وهذا الأمر أثار المخاوف من ضرب صيغة العيش المشترك القائم ومن تشجيع لهجرة طوائف معينة بالإضافة إلى الفرز الإجتماعي والطائفي والسياسي والإقتصادي الخطير التي قد ينجم عنها وهو ما يناقض ميثاق العيش المشترك".

 

بسبب تراجع هيبة الدولة وانتشار السلاح 30 اشتباكاً مسلحاً في 2010 معظمها في الضاحية وبعلبك ـ الهرمل و"عين الحلوة"

المستقبل - الجمعة 31 كانون الأول 2010 - فادي شامية

سجل العام 2010 عدداً كبيراً جداً من الاشتباكات المسلحة بلغ ثلاثين اشتباكاً (على الأقل)، فضلاً عن أحداث أمنية مختلفة أخرى غير الاشتباكات المسلحة (تفجير، قتل، اعتداء).

ولعل من أسباب هذا العدد "المخيف" من الاشتباكات المسلحة التراجع الواضح لهيبة الدولة، والاستقواء المستمر عليها وعلى أجهزتها الأمنية، وانتشار السلاح بين الناس لا سيما لدى جمهور الأحزاب المسلحة، وعمليات التسليح الممنهج في عدد من المناطق، وغياب عامل الردع القانوني؛ إذ أن الأعم الأغلب من الاشتباكات تنتهي بمصالحات على الطريقة القبلية (بعضها في "مكاتب شرعية")، من دون أن تحصل توقيفات أو محاكمات على خلفية امتلاك السلاح أو استعماله (اللهم إلا ادعاء أهل الضحية على الفاعلين، فيكون الموضوع هو فعل القتل، لا استعمال السلاح).

ومن دراسة أماكن وقوع الاشتباكات يظهر بوضوح أنها تتركز في المناطق حيث تغيب أو تضعف سلطة الدولة لمصلحة نفوذ الأحزاب المسلحة. وعليه، فقد تركزت الاشتباكات المسلحة ـ في غالبيتها ـ في ضاحية بيروت الجنوبية، ومنطقة بعلبك ـ الهرمل، وفي المخيمات الفلسطينية لا سيما مخيم عين الحلوة، ما يؤشّر بالدليل الملموس إلى المناطق التي تعاني من غياب أو ضعف الدولة، ويجعل الناس تدفع ضريبة هذا الواقع من أمنها، في تلك المناطق.

وفي الاشتباكات الأربعة التي وقعت في مخيم عين الحلوة كان أفراد ما كان يعرف سابقاً باسم "جند الشام" متورطين، ما يدل على الدور السلبي لهؤلاء على أمن المخيم. أما في الاشتباكات حيث منطقة نفوذ "حزب الله" فقد غلب الطابع العائلي، لا سيما آل جعفر وآل زعيتر وآل المقداد (خمسة اشتباكات لكل منهم). كما لفت حصول اشتباكات بين أفراد من آل جعفر ومن آل زعيتر (كل على حدة) والجيش اللبناني.

التقرير الآتي يلقي الضوء:

- في 3 كانون الثاني: وقع اشتباك مسلح بين عناصر تنتمي الى ما كان يعرف باسم "جند الشام" وعناصر تنتمي الى حركة "فتح" في مخيم عين الحلوة، نتيجة تلاسن أعقبه إطلاق نار، وانتشار كثيف للمسلحين وحركة نزوح محدودة إلى مدينة صيدا، لكن المساعي نجحت سريعاً في احتواء الموقف.

- في 13 و14 كانون الثاني: وقعت اشتباكات مسلحة في مخيم برج البراجنة، بين مسلحين تابعين لحركة "الجهاد"، اتخذت طابعاً عائلياً بين آل الأشوح وآخرين، بسبب الخلاف على تابعية مسجد في المخيم المذكور، وقد أدت الاشتباكات إلى سقوط جريحين أحدهما من آل الأشوح.

- في 8 شباط: وقع اشتباك مسلح بين أفراد من آل جعفر وآخرين من آل زعيتر في مدينة بعلبك، لأسباب شخصية، ولم تقع إصابات، رغم استعمال قذائف B-7 خلال الاشتباكات.

- في 13 شباط: وقع اشتباك مسلح في مخيم عين الحلوة بين عناصر من حركة "فتح"، أدى إلى إصابة الفلسطينيين علي ناصر كريم وإبراهيم الراعي. ووصف بيان صادر عن القوى الفلسطينية الحادث بأنه "لا يعدو كونه إشكالاً فردياً محدوداً جداً".

- في 15 شباط: وقع اشتباك مسلح كبير في مخيم عين الحلوة بين عناصر ما كان يعرف باسم "جند الشام"، ومسلحين من حركة "فتح"، ما لبث أن تحوّل إلى اشتباك بين "عصبة الأنصار" وحركة "فتح"، وقد أدت غزارة النيران إلى سقوط قتيلة وأربعة جرحى، وتضرر عدد من السيارات والمنازل، فضلاً عن نزوح كثيف باتجاه مدينة صيدا.

- في 6 نيسان: وقع اشتباك مسلح في منطقة الصفير في الضاحية الجنوبية لبيروت، لأسباب "عائلية"، ما أدى إلى وقوع إصابات.

- في 7 نيسان: أيضاً وقعت اشتباكات في مراكز "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة" في خراج بلدة كفرزبد، وفي مخيم الجبهة في قوسايا، نتيجة تمرد داخل صفوف الجبهة.

- في 8 نيسان: وقع اشتباك مسلح بين أفراد من آل الغرباوي وآخرين من آل علوّ في منطقة الهرمل، لأسباب شخصية، أدى إلى إصابة المواطنة مفيدة الحاج حسين بجروح طفيفة.

- في 15 نيسان: وقع اشتباكان مسلحان في حي السلم في ضاحية بيروت الجنوبية؛ الاشتباك الأول بين أفراد من آل المصري وآخرين من آل إبراهيم. أما الاشتباك الثاني فوقع بين أفراد من آل حيدر وآخرين من آل درة، على خلفية تمديد "كابلات ستلايت"، ولم تقع إصابات في الأرواح.

- في 16 نيسان: وقع اشتباك عنيف بين الجيش اللبناني ومسلحين من آل جعفر، في حي الشراونة في بعلبك، على خلفية مداهمة منزل المطلوب بجريمة الاعتداء على الجيش حسن عباس جعفر، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص بينهم الملازم أول مروان الصايغ وثلاثة عسكريين آخرين، والمواطنين مصطفى الجمال وحسن رشيد جعفر. كما تعرضت آليتان عسكريتان (ملالة) و(جيب ريو) إلى الاحتراق نتيجة الاشتباكات.

- في 4 حزيران: داهمت دورية من مكتب مكافحة المخدرات في منطقة البقاع، منازل مطلوبين من آل زعيتر في حي الشراونة في مدينة بعلبك، حيث قام بعض المطلوبين بإطلاق النار على الدورية، ما دفع عناصرها الى الانسحاب من الحي بعد توقيفهم شخصين من آل زعيتر. وبعد انسحاب الدورية مباشرة، حصل اشتباك آخر مع أشخاص من آل جعفر، استعملت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية، وقد عمد الجيش فوراً الى محاصرة المنطقة وإغلاقها عسكرياً.

- في 18 حزيران: وقع اشتباك مسلح بين أفراد من آل جعفر وآخرين من آل صلح، بعد اعتراض متنزهين من آل صلح قادمين من اليمونة، لأسباب "عائلية"، فاندلعت الاشتباكات التي شهدت إطلاق أكثر من 25 قذيفة B-7. (بعد الاشتباك بيومين حصلت مصالحة بين العائلتين برعاية مفتي بعلبك ـ الهرمل الشيح خالد الصلح، كما شهد اليوم نفسه مصالحة بين آل علّو وآل رعد في مكتب الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في بعلبك).

- في 23 حزيران: اندلع اشتباك مسلح بين أفراد من آل زعيتر، في حي الزعيترية في الفنار، استخدمت فيه القذائف الصاروخية والرشاشات، وتخلله احراق سيارات، وذلك على خلفية اتهام فرد من آل زعيتر أقاربه بالوشاية به، ما أدى إلى توقيفه لمدة.

- في 22 تموز: انفجر الوضع في محلة الأوزاعي بين آل عساف وآل السبلاني، على خلفية تشجيع أحد المنتخبات الرياضية، فطعن شباب من آل السبلاني الشاب محمد عساف بالسكاكين، فما كان من أفراد عائلته، إلا أن هاجموا آل السبلاني، وادى ذلك الى سقوط قتيل وأربعة جرحى من آل عساف بالرصاص. (قيل وقتها إن رصاصة طائشة نتيجة الاشتباك المسلّح في الأوزاعي أصابت الغرفة الأمامية للقيادة في طائرة بحرينية أدت إلى هبوطها اضطرارياً في مطار بيروت الدولي، لكن إدارة الطيران المدني نفت ذلك وعزت سبب هبوط الطائرة إلى كسر ناتج عن عطل فني في زجاج الطائرة).

- في 24 تموز: وقع اشتباك مسلح في حي السلم في الضاحية الجنوبية لبيروت بين أفراد من آل شقير وآخرين من آل المقداد، أدى إلى مقتل المواطن وائل عبد الحسين رباح (مواليد 1990) الذي كان يمر صدفة في بقعة الاشتباك.

- في 11 آب: انفجرت الخلافات بين آل جعفر وآل زعيتر في حي الشراونة في بعلبك، على شكل اشتباك مسلح لأكثر من ساعة، ما أدى إلى إصابة عشرات المنازل بالرصاص، وإصابة منزل المواطن شوقي فضل الله زعيتر بقذيفتين، لكن العناية الإلهية أنقذت أفراد العائلة.

- في 15 آب: وقع اشتباك مسلح في منطقة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، بين أفراد من آل المقداد وآخرين من آل ضاهر، الذين أصيب شخص منهم.

- في 24 آب: وقع اشتباك مسلح في مخيم البص ـ صور بين عناصر مؤيدة لـ"فتح" وأخرى مؤيدة لـ"حماس"، أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى.

- في 24 آب: وقع الاشتباك المسلح الأكبر، إذ سيطرت أجواء حرب على القسم الغربي من العاصمة اللبنانية، بعدما اشتبك مسلحون تابعون لـ"حزب الله" وآخرون تابعون لـ"جمعية المشاريع الخيرية" (الأحباش)، بالرصاص والقذائف الصاروخية، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وعشرة جرحى، وحصلت عمليات خطف لمسؤولين في "الأحباش"، ونزوح للأهالي، واحتراق سيارات، ومبان، ومساجد. (وُصف الاشتباك لاحقاً بـ"الأخوي"، إذ أن ثمة علاقة سياسية قوية تربط الأحباش بـ"حزب الله").

- في 13 أيلول: وقع إشكال أمني بين عناصر ما كان يعرف باسم "جند الشام"، وعناصر من حركة "فتح"، أدى الى مقتل الناشط في "الجماعة الإسلامية" صلاح نضر، خلال محاولته ضبط الوضع ميدانياً.

- في 17 أيلول: دارت اشتباكات مسلحة في منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، على خلفية "عائلية"، بين آل المقداد وآل الكركي، استعملت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أدى إلى سقوط جريح واحد.

- في 23 أيلول: وقع اشتباك مسلح بين أفراد من آل العزير وآخرين من آل حرب، في منطقة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، أدى الى إصابة مصطفى حسين طاهر الذي صودف وجوده في المكان.

- في 29 أيلول: تطور خلاف بين مواطنين من آل عطوي ومحمود ودبوق وبرو، إلى إطلاق نار في محلة تحويطة الغدير في ضاحية بيروت الجنوبية، وقتل خلال الاشتباك المسؤول في حركة "أمل" عباس المستراح خلال محاولته تهدئة الوضع ميدانياً.

- في 5 تشرين الأول: حصل اشتباك مسلح في محلة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، بين أفراد من آل عواد وآل المقداد، ما أدى إلى مقتل الشاب علي المقداد. وفي المساء أحرق أفراد من آل المقداد منزلين لآل عواد في المنطقة، ما أعاد أجواء التوتر.

- في 8 تشرين الأول: حصل تبادل لإطلاق النار بين عناصر من "حزب الله" وآخرين من آل شمص، عند مستديرة روضة الشهيدين، على خلفية إزالة البلدية (يسيطر عليها "حزب الله") خزّان سبيل عن روح الشاب حسن شمص، الذي قضى بعدما دهسته سيارة للدفاع المدني في محلّة المريجة.

- في 26 تشرين الأول: وقع اشتباك مسلح في حي الشراونة في بعلبك بين أفراد من آل جعفر وآخرين من آل زعيتر، ولم تقع إصابات.

- في 10 تشرين الثاني: وقع اشتباك مسلح بين أفراد من آل أمهز وآخرين من آل المقداد، إثر خلاف شخصي وقع في "مطعم الهادي" على طريق السيد هادي نصر الله في الضاحية الجنوبية، ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى.

- في 24 تشرين الثاني: وقع اشتباك مسلح "محدود"، في محلة بربور في بيروت، بين عنصرين من حركة "أمل"، أحدهما يدعى الإيراني (راج اسمه كثيراً في الاحتكاكات التي سبقت السابع من أيار 2008)، لكن حركة "أمل" نفت في بيان أي علاقة لها بالحادث.

- في 2 كانون الأول: وقع اشتباك مسلح "محدود" في سوق الخضار في مخيم عين الحلوة بين عنصر كان ينتمي إلى "جند الشام" وآخر من حركة "فتح"، اذ أدى التلاسن إلى تبادل إطلاق النار، ما أسفر عن إصابة أحد الأشخاص الذي صودف مروره في مكان الحادث.

- في 8 كانون الأول: وقع اشتباك مسلح في شارع أسعد الأسعد في منطقة الشياح، بين عناصر من حركة "أمل" وأخرى من "حزب الله"، عالجته "لجنة الارتباط بين الحركة والحزب قبل أن يتطور"، بحسب "وكالة الأنباء المركزية".

- في 14 كانون الأول: وقع اشتباك مسلح "محدود"، سبقه عراك بين أفراد من عائلتين، في بئر حسن في ضاحية بيروت الجنوبية، ما أدى إلى مقتل يوسف محمد عثمان. وبعد شيوع نبأ وفاته أحرق أفراد من عائلته سيارة في المحلة.

وبالانتقال إلى الشمال فقد سُجلت محاولات عديدة لإشعال الفتنة بين منطقة جبل محسن والمناطق الطرابلسية المجاورة، لكن الوضع لم يتطور إلى حد وقوع اشتباكات مسلحة على غرار ما جرى في العام 2008. أما أبرز محاولات التوتير فقد كانت في:

- 25 آب: انفجرت عبوة ناسفة في جبل محسن أدت إلى جرح مواطنة.

- 5 تشرين الأول: سقطت قذيفة "اينيرغا" في منطقة طلعة الشمال بين باب التبانة وجبل محسن، ما أدى الى اصابة شخصين بجروح.

- 20 تشرين الأول: سقطت قذيفة "اينيرغا" على طلعة الشمال بين باب التبانة وجبل محسن، ما أدى إلى سقوط ثلاث جريحات من آل الدوكة.

- 27 و28 تشرين الأول: سقطت قذائف "اينيرغا" على منطقة الكواع في جبل محسن، من دون وقوع إصابات. كما ألقيت قنبلة يدوية قرب مسجد الناصري في باب التبانة، من دون وقوع إصابات أيضاً.

كما استمر في هذا العام مسلسل إطلاق النار في الهواء ابتهاجاً باطلالات المسؤولين، لا سيما اطلالات الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، لكن مع تطور إيجابي تمثل في التراجع الملحوظ في غزارة النيران وحجم الأضرار.

 

دراسة اسرائيلية: حزب الله يستعد لحرب جديدة مليئة بالمفاجــآت

المركزية - في دراسة جديدة صادرة عن مركز دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، ذكر الباحث الإسرائيلي غاي أبيعاد، "أن منذ وضعت حرب لبنان الثانية أوزارها في آب، أجرى حزب الله دراسة معمقة ومركزة لمجريات الحرب الثانية على لبنان، بهدف الاستعداد للمواجهة المقبلة مع اسرائيل".

ولفت إلى أنّ الحزب "درس في جدية شديدة التغييرات التي طرأت على استعدادات الجيش الإسرائيلي وعلى التغيير الذي أدخله الجيش استعداداً للمعركة المقبلة، وقال "إنّ خلافاً للجيوش التقليدية علّق حزب الله على الاستعداد للجولة المقبلة، لأنّ الحديث يدور عن تنظيم ديناميكي يفهم ويتفهم المتغيرات التي دخلت على الساحة ويستطيع أن يلائم قوته العسكرية وفقا لها. واكد الباحث أيضاً أنّ قوة حزب الله من كل النواحي تحسنت وتطورت في شكل مقلق جدا وهي تختلف تدريجاً عن الحزب الذي حارب الجيش الإسرائيلي في العام 2006، وبالتالي يقول الباحث، فإنّ الجيش الإسرائيلي يقف الآن أمام عدو صلب وعنيد وفقط وضع الخطط العسكرية الحديثة والمتطورة ستمكنه من إلحاق ضربة قاسية بحزب الله.

واضاف إنّ الهدف من البحث الذي عكف على إعداده هو تسليط الأضواء على الجهود التي يقوم بها حزب الله لتعزيز قوته المتجددة منذ نهاية الحرب، على رغم القيود التي فرضها عليه قرار مجلس الأمن 1701، محاولاً فهم الأسس التي تقوم عليها عملية إعادة التسلح التي شرع بها حزب الله على مدى السنوات الماضية، بعد تحليلها، لاستنتاج الاتجاهات المستقبلية للعقيدة التنفيذية لحزب الله، فضلا عن محاولته اكتشاف المنطق العملاني خلف هذه الاتجاهات.

وتحلل هذه الدراسة أيضا عددا من الجوانب التي يعمل الحزب على تعزيزها كإحدى العبر المستخلصة من الحرب، كالقوة البشرية، التسلح، التدريب، والانتشار في الميدان. كما تتناول هذه الدراسة مدى تطابق الاستنتاجات مع الخطة التي أعدها حزب الله لمواجهة الجيش الإسرائيلي في الجولة المقبلة للحرب.

وقال الباحث الإسرائيلي أنّ ظاهر الأمور شيء، والواقع القائم على الأرض شيء آخر، ففي نهاية القتال عام 2006، لم يفوت الحزب أي فرصة للتكيف مع الواقع الجديد، وهو يقوم بإدخال التعديلات المطلوبة لزرع بذور المواجهة الجديدة مع إسرائيل، علاوة على ذلك، يؤكد في الدراسة على أنّ عملية الوزن النوعي التي نفذتها القاذفات الإسرائيلية في الليلة الأولى لحرب تموز أحدثت ثقباً بارزاً في الجدار السري للحزب، حيث أدت إلى إخراج صواريخ فجر 3 و5 المتوسطة المدى من الحرب. هذا التغلغل المخابراتي إلى داخل حرم الحزب وتدميره لأكثر من أربعين راجمة صواريخ مخبأة سراً في بيوت نشطائه، صدم قيادة حزب الله. ويستعرض الباحث إنجازات الجيش الإسرائيلي خلال المعركة، بالإشارة إلى تدمير آلاف بيوت المدنيين الشيعة، والمراكز الرئيسية لحزب الله في الضاحية الجنوبية والتحصينات على الخطوط الأمامية على طول الحدود والأهداف اللوجستية وتحطيم الأنظمة المدنية له، إلا انه يقر في المقابل بالعجز عن النيل من القيادة الرئيسية للحزب ويصفها بالرشيدة، لأنها قدمت صورة على أنها على مستوى الحدث.

ويتطرق الى استخدام هذه القيادة لشبكة تلفزيون المنار، التي يقول إنها أظهرت قدرات عجائبية على البقاء ومواصلة بثها وتغطيتها لمجريات الحرب. ويقول افيعاد إنه في ساحة الحرب تمكن الحزب من الحفاظ على قدرات إطلاق الصواريخ ومفاجأة إسرائيل تكتيكياً، سواء من حيث هجومه على السفينة حانيت (ساعر 5) بصاروخ بحر من طراز C-82 أو من خلال شبكة الأنفاق والمخابئ التي جهزها قبل الحرب واستخدمها خلال المعارك حيث قتل 199 جنديا إسرائيليا، ودمر 45 دبابة (ميركافا 4) التي تعد من أقوى الدبابات في العالم، باستخدام صواريخ متطورة مضادة للدبابات، لكنه في كل الأحوال، لم ينجح في الحرب الثانية على لبنان، إنّما الجيش الإسرائيلي هو الذي فشل من تلقاء نفسه.

وفي رأي الباحث الإسرائيلي فإنّ قادة الحزب يعرفون أنّ ليست لديهم القدرة العسكرية على مواجهة الجيش الإسرائيلي في حال اجتياحه الجنوب اللبناني، وبالتالي فإنّهم قاموا بتركيز القوات والمنشآت داخل القرى لاستدراج الجيش الإسرائيلي إلى داخل القرى لمعرفة القيادة بأنّ ضرب القرى سيحصد أرواح المدنيين، وأنّ القضاء على القوة العسكرية يُحتم على الجيش الإسرائيلي محو القرى عن الخريطة، كما أنّ خطة حزب الله الجديدة تعتمد في أحد أركانها الأساسية على قتل أكبر عدد من الجنود الإسرائيليين، لأنّ الحزب يعلم أنّ المجتمع اليهودي حساس جدا في هذه القضية، وكلّما ازداد عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، فإنّ الضغط الشعبي على المؤسستين الأمنية والسياسية في الدولة العبرية سيزداد. وبحسب الباحث الإسرائيلي فإنّ التغيير الأخطر بالنسبة الى اسرائيل في خطة حزب الله للمواجهة المقبلة تكمن في مواصلته التهديد بقصف عمق اسرائيل، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، نشر الحزب آلاف الصواريخ في مناطق مختلفة من الجنوب اللبناني، أولاً لمنع سلاح الجو الإسرائيلي من توجيه ضربة قاصمة له في بداية المعركة، الأمر الذي سيُفقده ورقة إستراتيجية مهمة، وعملية توزيع الصواريخ ونشر منصات الإطلاق، يقول الباحث، يُحبط خطة سلاح الجو الإسرائيلي بتوجيه الضربة القاضية للحزب من ناحية، ومن الناحية الأخرى، فإنّها ستُبقي التهديد بقصف العمق الإسرائيلي قائماً وخطيراً. بالإضافة إلى ذلك، يرى الباحث أنّ حزب الله وصل إلى قناعة أنّه لا يستطيع أن يمنع الجيش الإسرائيلي من احتلال جنوب لبنان، وبالتالي فإنّ خطته الجديدة تشمل أيضاً عنصراً مهماً للغاية وهو مواصلة قصف الدولة العبرية حتى بعد احتلال الجنوب بهدف تحطيم النظرية القائلة إنّ احتلال الأرضي اللبنانية سيكون بمثابة سور واق للعمق الإسرائيلي، وهذا الأمر، يضيف الباحث، سيؤدي بالجمهور الإسرائيلي إلى التشكيك بقدرة الجيش على حمايته من صواريخ حزب الله.

 

2010 يقفل على زغل لبناني وتركة ثقيلة لخلفه المعارضة تنفي عدم التزامها التسوية والتغيير الحكومي وارد قرار بلمار الى فرانسين بين 6 و15 كانون الثاني ومواقف سليمان وقائية

المركزية- مع سقوط آخر ورقة من روزنامة العام 2010 غدا، تبدو ملامح المشهد اللبناني في بدايات العام المقبل مثقلة بالعقد والاستحقاقات البعيدة عن الروزنامة الزمنية في ضوء الشلل المحيط بعمل المؤسسات بعدما فرمل ملف شهود الزور دورة النشاط المؤسساتي من مجلس الوزراء الى هيئة الحوار الوطني وما رافقه من تجاذبات وموجات سجال عقيمة وفي غياب أي معطيات ملموسة وعملية عن مصير التسوية السعودية –السورية على رغم ارتفاع منسوب التفاؤل المشوب بالحذر بامكان نضوجها في وقت غير بعيد.

وفي ظل التكتم المحيط بحركة الاتصالات بين العواصم ذات الصلة، لا سيما دمشق والرياض، وانتظار ما سترسو عليه التسوية، استوقفت المراقبين السياسيين الخطوة الاميركية في اتجاه دمشق القاضية بتعيين سفير لها هو روبرت فورد بما يمكن ان تخفي في طياتها من مؤشرات ايجابية قد تكون طرأت على خط دمشق واشنطن لم يستبعد هؤلاء ان تكون في جانب منها على صلة بالوضع اللبناني.

خلفيات الخطوة: وتوقفت مصادر دبلوماسية غربية عند الاسباب المحتملة التي دفعت ادارة الرئيس باراك اوباما الى تجاوز عقدة الجمهوريين في الكونغرس وتعيين سفير لدى دمشق، واكدت لـ"المركزية" ان الامر يرتبط بواحد من عاملين:

اما ان سوريا ادت مهمة ثمينة في الحسابات الاميركية سواء في لبنان او العراق او فلسطين ،واما انها في صدد تأدية مهمة تعول عليها واشنطن لتحريك بعض الامور العالقة في منطقة الشرق الاوسط.

واضافت: قد تكون المهمة التي ادتها سوريا تتعلق بالدور الذي اضطلع به الرئيس بشار الاسد لمنع حزب الله من القيام باي عمل عسكري في لبنان في اطار حملته الشرسة ضد المحكمة الدولية وقوى الاكثرية او بالتسهيلات التي قدمها في بغداد وادت الى تشكيل حكومة عراقية. واشارت الى ان المهمة الثمينة التي يمكن ان تؤديها سوريا في المستقبل ربما تتعلق بواحد من ثلاثة ملفات اساسية:

-قطع جسر الاسلحة الممتد من طهران الى بيروت مرورا بالاراضي السورية.

-فك الارتباط الاستراتيجي القائم بين دمشق وطهران.

-اقفال مكاتب حركتي حماس والجهاد الاسلامي في العاصمة السورية .

وثمة امر اخر يتمثل في امكان العودة الى المفاوضات غير المباشرة المتوقفة مع اسرائيل منذ حرب غزة الاخيرة.

علي وابادي: وتعليقا على الخطوة الاميركية، اعتبر السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي اليوم ان تعيين سفير أميركي في دمشق كان يجب ان يكون منذ فترة غير قصيرة املا ان يندرج ضمن تصويب السياسة الاميركية تجاه المنطقة ككل، ومراجعة علاقتها بالمنطقة بعيدا عن الانحياز والاستقواء بالمواقف التي يجب ان تكون قد قرأتها الولايات المتحدة من منظور مصالحها.

اما في شأن مصير التسوية ومدى جهوزيتها، فاشار علي الى ان الاتفاق السعودي- السوري مرهون بجهد الفرقاء اللبنانيين وتعاونهم وحوارهم في ما بينهم ، فيما أكد السفير الايراني غضنفر ركن آبادي أن إيران كانت ولا تزال ترحب بالمسعى السوري- السعودي لحل الازمة اللبنانية، معربا عن أمله في أن يصل هذا المسعى الى نتيجة في القريب العاجل.

التغيير الحكومي: وفي سياق متصل، توقعت اوساط سياسية قريبة من دمشق ان تنسحب مندرجات التسوية السورية -السعودية على الوضع الحكومي بعد صدور القرار الظني ، فتقتضي تغييرا حكوميا في التركيبة الحالية ، بحيث يرأس الرئيس سعد الحريري حكومة وفق معايير جديدة يرجح تطعيمها بالتكنوقراط ليتسنى لها الانصراف الى معالجة الشأنين الاجتماعي والاقتصادي في ظل تراكم الملفات المعيشية بعيدا عن اي تأثير سياسي.

وسط هذه الاجواء، كشف مصدر بارز في المعارضة لـ"المركزية" عن ان كل ما كتب وقيل عن وصول التسوية الى مراحلها الاخيرة وان الرئيس الحريري وافق الا ان الطرف الاخر لم يلتزم ولم يقدم على اي خطوات ايجابية، لا اساس له من الصحة وهو مجرد كلام لا يمت الى الحقيقة بصلة .

رفع القرار: وتوازيا، توقع مصدر وزاري مطلع ان يشهد النصف الاول من شهر كانون الثاني محطات بارزة وتطورات ذات صلة بالمحكمة الخاصة بلبنان وتحديدا بين 6 و15 منه حيث يرجح ان يرفع المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار قراره الظني الى رئيس المحكمة القاضي دانيال فرانسين من دون الكشف عن مضمونه والاكتفاء بالاعلان عن الخطوة على ان يشرع رئيس المحكمة في دراسته.

واشار المصدر الى ان حركة محلية وخارجية ستواكب الخطوة لمواجهة تداعياتها وانه تم وضع سيناريوهات عدة قد يصار الى اعتماد احدها في هذا الاطار،لافتا الى ان الاتصالات الداخلية ستتكثف لملاقاة المسعى السعودي- السوري، الذي يقتضي تحريك الجمود السائد على مستوى الحكومة واعادة احياء هيئة الحوار الوطني. واعتبر ان مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الاخيرة التي كانت موضع ترحيب وثناء على المستويين الداخلي والخارجي حتمتها معطيات المرحلة وهي جاءت وقائية لملاقاة الاستحقاقات المقبلة والتداعيات المرتقبة على المسرح اللبناني .

ايجابية بري: من جهتها، شددت اوساط قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري على وجود معطيات ايجابية تراهن عليها بقوة، الا انها تحتاج الى تعاضد اللبنانيين وبعض الدفع الداخلي بغض النظر عن المحاولات الاميركية لجعل دول المنطقة انظمة وشعوبا حمائم في وجود صقر واحد يريده، هو الصقر الاسرائيلي الذي يعيث فسادا ليس فقط في الارض بل في البحر حيث ينتهك ثروتنا النفطية في ظل غياب الحكومة عن دورها وغياب السياسات الرشيدة والمعالجات الجذرية فيما يدفع المواطن 36 الف ليرة ثمن صفيحة البنزين. ولفتت الى ان الحرمان يولد الانفجار، داعية الى رصد تحرك الاتحاد العمالي العام منتصف الشهر المقبل ومحذرة من تداعيات الحركة الشعبية.

 

"الخليج" الاماراتية: الحريري لن يتنازل "الوطن" السورية: ثلاثة وحسب يعرفون ما يجري علــــى خط الـ س . س

المركزية - تتابع الصحف العربية عن كثب الأزمة الحالية في لبنان خصوصا ما يتعلق منها بالمحكمة الدولية والقرار الظني المرتقب، وملف الشهود الزور، ذلك في ضوء المساعي السورية - السعودية.

وفي هذا السياق، أكدت صحيفة "الوطن" السورية نقلا عن مراقبين للوضع اللبناني أن أياً من فريقي 14 آذار والمعارضة لا يملك الحقيقة كاملة عن الجهود المبذولة، وأضافت أن ثلاثة فقط يدركون حقيقة ما يجري وهم الرئيس السوري بشار الأسد والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

"الوطن" السورية: وكتبت صحيفة "الوطن" السورية تحت عنوان: "معطيات متضاربة عن المساعي العربية...لبنان يستقبل 2011 بأزمة سياسية متناسلة! مشيرةً الى ان "لبنان يطوي غداً آخر أوراق روزنامة العام 2010، على العناوين السياسية نفسها التي بدأها قبل 364 يوماً. فالخلاف على حاله في ملف المحكمة الدولية ومتفرعاتها، أي القرار الاتهامي المرتقب صدوره عن المدعي العام في المحكمة الدولية القاضي دانيال بيلمار، وآخر مواعيده المضروبة لبنانياً منتصف كانون الثاني، وشهود الزور، وهي المسألة التي زادت في قسمة فريقي الأزمة وعلّقت اجتماعات الحكومة بفعل استمرار رفض قوى الرابع عشر من آذار بتها إيجاباً أو سلباً. ويمضي اللبنانيون آخر أيام السنة الآفلة وسط كم هائل من المعلومات والمعطيات الصحفية والسياسية أغرقوا بها، عن مآل الأفكار العربية المتداولة والمساعي السورية السعودية الجارية لإيجاد مخرج لأزمة المحكمة الدولية ومتفرعاتها".

وتضيف الصحيفة على حد قولها انه "بدا واضحاً أن فريقي الأزمة منقسمان بين متفائل تعبّر عنه قوى المعارضة السابقة ومتشائم تعبّر عنه قوى الرابع عشر من آذار"، ونقلت عن مراقبين قولهم إن هذا يعد "دليلا على أن أياً من الفريقين لا يملك الحقيقة كاملة عن الجهود المبذولة، ليؤكدوا تاليا أن 3 فقط يدركون حقيقة ما يجري وهم الرئيس السوري بشار الأسد والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

البعث: بدورها، أشارت صحيفة "البعث" السورية الى ان "القوى الوطنية اللبنانية أجمعت على أهمية المساعي السورية السعودية في مواجهة مخططات الفتنة ووضع حد لها، ولفتت إلى أن ما تنعم به الساحة اللبنانية من هدوء واستقرار هو بفضل مفاعيل هذه المساعي، كما جددت القوى الوطنية موقفها من المحكمة الدولية وكل ما يصدر عنها"، وأضافت الصحيفة أن "القوى والفعاليات اللبنانية دانت تصريحات جون بولتون سفير واشنطن في الأمم المتحدة، مؤكدة أنه ينم عن تدخل في الشؤون اللبنانية وعمل المحكمة الدولية".

وتحت عنوان "خريطة طريق متفاهم عليها بين الـ"س- س" توصّل للحل"، نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن أوساط قريبة من دمشق حديثها عن "خريطة طريق" متفاهم عليها بين سوريا والسعودية توصل الى الحل وتخرّج الأزمة من خطر الفتنة، وعن برنامج زمني وسياسي معد وفق التسلسل التالي:

- حصل اتصال مهم ومطوّل بين الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد بناء على مبادرة من العاهل السعودي، واستؤنف البحث من النقطة التي كان توقف عندها قبل سفر الأخير الى الولايات المتحدة للعلاج.

- اثر هذا الاتصال، رغب الملك عبدالله في لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري الذي توجه على عجل الى نيويورك لإطلاعه على ما تم التوصل اليه ويحتاج الى ترجمات لبنانية.

- يعود الحريري الى بيروت وتكون عودته إيذانا بانطلاق قطار الاجراءات والمواقف اللبنانية المواكبة للاتصالات السورية - السعودية. ولعل أهمها موقف الحريري نفسه من موضوع المحكمة الدولية والقرار الظني الذي سيؤسس لموقف رسمي صادر عن الحكومة اللبنانية لاحقا.

- يقوم الأمير عبد العزيز بن عبدالله بزيارتين الى بيروت حيث يجري لقاءات سياسية رفيعة المستوى لإنضاج التسوية وتدعيمها، والى دمشق حيث يتم وضع اللمسات الأخيرة على التسوية بعد أخذ الملاحظات اللبنانية في الاعتبار.

- من المقدمات، حصول تفاهم على موضوع شهود الزور للبت به بطريقة ما تراعي موقف الطرفين، يلي ذلك استئناف جلسات مجلس الوزراء وسقوط تلقائي لمذكرات التوقيف السورية.

- لقاء بـين الحريري وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله للاتفاق على الآليات التنفيذية والترجمة اللبنانية لأفكار الحل السعودي- السوري.

- اعادة النظر بالاتفاقية الموقعة بين لبنان والمحكمة الدولية وفق آلية دستورية لبنانية، واستطرادا سحب القضاة اللبنانيين ووقف التمويل اللبناني للمحكمة.

- زيارة الحريري الى دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد، زيارة تضع حدا لانقطاع دام شهورا وتعطي اشارة البدء لتشكيل حكومة جديدة.

- حكومة جديدة برئاسة الحريري تكون أقرب الى حكومات حقبة "ما بعد الطائف وما قبل العام 2005" وتكون معها انطلاقة فعلية وشاملة للعلاقات السورية - اللبنانية.

- التسوية تحت مظلة سورية - سعودية مشتركة والتنفيذ لبناني تحت اشراف ورعاية دمشق.

- التسوية تتجاوز مسألة محاصرة ومعالجة تداعيات القرار الظني الى إعادة ترتيب الوضع اللبناني تحت سقف اتفاق الطائف من دون اغفال اتفاق الدوحة الذي استحدث أعرافا وموازين جديدة في الحكم.

الى ذلك، عنونت الصحيفة عينها في صفحاتها "مكاسب حزب الله في معركته ضد المحكمة الدولية"، وقالت "في ختام العام 2010 وبعد حملة مركزة ضد المحكمة الدولية استمرت أكثر من سبعة أشهر، تقول مصادر قريبة من حزب الله في معرض تقييمها لنتائج هذه الحملة والمواجهة التي ما تزال مفتوحة، أن حزب الله حقق مكاسب وانجازات أولها تجسّد في المسعى السعودي ـ السوري الذي راهن عليه الحريري رهانا قويا".

وتضيف الصحيفة "أما ثانية تلك النتائج، التي يعتبر الحزب أنه حصل عليها، فتتمثل في سلوك بعض العواصم الغربية ولا سيما باريس تجاهه، فهي حاولت أولا اقناعه بالقبول بالقرار الاتهامي على أن تبقى هي تتعامل معه كأنه غير متهم، ثم عرضت عليه بطريقة غير مباشرة عرضا فحواه أن الأمر كله سيتمحور حول اتهام لا يطول سوى ثلاثة أشخاص وسيقال لاحقا أنهم اما مفصولون من الحزب منذ زمن أو هم مختفون أو قضوا".

"الانباء" الكويتية: وتوضح صحيفة "الأنباء" الكويتية أن "المكسب الأبرز الذي يدرجه الحزب في لائحة مكاسبه السريعة، يتمثّل في عجز المحكمة عن إصدار القرار الاتهامي في المواعيد المحددة لذلك سابقا لاعتبارات عدة أبرزها أن المدعي العام دانيال بلمار لا يملك قرارا متكاملا لا يرقى اليه الشك، وأن المعنيين بالمحكمة باتوا يخشون التداعيات الممكنة في لبنان والمنطقة إذا ما صدر القرار، اضافة الى صعوبة تنفيذ مندرجات هذا القرار وما يمكن ان ينجم عن ذلك في حينه، وخصوصا أن ثمة مراجع قضائية وأمنية لبنانية أبلغت من يعنيهم الامر سلفا بانها لن تدخل هذا المدخل".

"الخليج" الاماراتية: بدورها، نقلت صحيفة "الخليج" الاماراتية عن أوساط تيار "المستقبل" نفيها أن "يكون الحريري في وارد القبول بأي تسوية في شأن المحكمة الدولية أو عقد صفقة في ملف الشهود الزور، وشككت في التسريبات الإعلامية القائلة أن المساعي السورية - السعودية وصلت إلى خواتيمها السعيدة ".

وكشفت مصادر "المستقبل" أن "التواصل السوري - السعودي مستمر والمحادثات بين الطرفين مفتوحة، لكن التسوية لم تنجز بعد ودونها ضمانات وتفاهمات داخلية والتزامات من قوى المعارضة، معتبرة أن الإيحاء بأن التسوية باتت جاهزة لا يعكس واقع الحال وما يضخ في الإعلام مجرد قنابل دخان"، لافتة إلى أن "الأسد نجح بالتفاهم مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في تمديد موعد صدور القرار الاتهامي".

وأكدت أن "لا معطيات جدية تثبت ما يثار عن تسويات ومشاريع تسويات، خصوصاً أن ما يشاع يتناول جانباً واحداً هو إذعان الحريري لمطلب رفض المحكمة والقرار الاتهامي، ولا يتناول أي أمور أخرى". وشددت على أن "الكلام عن التسوية والتنازل غير واقعي وغير موجود، وينم عن مبالغات، خصوصا أن أي تفاوض لا يحصل على مبدأ التنازل عن المحكمة".

 

مظلوم قدّم رسالة البابا ليوم الســـلام العالمي الراعي: الحرية الدينية في خطر والثقافة تتراجع

المركزية- أعلن رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام المطران بشارة الراعي أنّ "الحرية الدينيّة تتعرض لمخاطر عدّة كالتعصب الديني والأصولية وتسييس الدين والعلمانيّة واستغلال التعدديّة الدينيّة والثقافيّة والعولمة بنكران الحرية الدينية وهذا يشكل تراجعاً كبيراً في الثقافة البشريّة". من جهته لفت رئيس اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" المطران سمير مظلوم الى أنّ البابا اعتبر في رسالته الى أنّ "الحرية الدينية شأنها شأن أي حرية لا تتحقق فعلياً إلا في إطار جماعي، فهي "إنجاز سياسي وقانوني حضاري" وضمانة للعدالة وهذه لا تمنحها الدولة بل تقر بها وتحترمها".

عقد المطران مظلوم، ظهر اليوم مؤتمراً صحافياً في المركز الكاثوليكي للإعلام قدّم في خلاله رسالة البابا بنديكتوس السادس عشر لليوم العالمي الرابع والأربعين للسلام 2011، بعنوان: "الحرية الدينية درب إلى السلام".شارك فيه: رئيس اللجنة المطران الراعي ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبده ابو كسم. كما حضره أعضاء اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" الأب باسم الراعي والدكتور فادي جرجس وعدد كبير من المهتمين والإعلاميين ورجال الدين المسلمين.

بداية رحب المطران الراعي بالحضور وقال: "في يوم ميلاد يسوع المسيح مجد الله ظهر على الأرض وأعطيت للشعوب عطية السلام وزرع الرجاء في القلوب فأصبح السلام عطية من الله للبشر ليبنى هذا السلام في العائلات والمجتمعات والدول".

وتابع: "اختار البابا بولس السادس اليوم الأول من كل سنة يوماً عالمياً للسلام، من أجل التفكير في مفهوم السلام والإلتزام به والصلاة من أجل إحلاله ودأب البابوات على أحياء هذا اليوم في العالم"، لافتا الى أنّ "الحرية الدينيّة دعوة لكل إنسان وحق جوهري من عمق طبيعته وهي مفتاح السلام وطريقه، لكن يعترضها مخاطر عديدة، كالتعصب الديني والأصولية وتسييس الدين والعلمانيّة واستغلال التعدديّة الدينيّة والثقافيّة والعولمة بنكران الحرية الدينية وهذا يشكل تراجعاً كبيراً في الثقافة البشريّة".

بدوره قدم المطران مظلوم شرحاً مفصلاً عن رسالة البابا، مشيرا الى أنّ "البابا ينطلق من واقع الاضطهاد الجديد الذي يأخذ شكلا عنفيا ظاهرا تقوم به الأصولية الدينية، وآخر خفيا تقوم به العلمانية وهذا الواقع يشكّل في نظره ضرباً للسلام إذ فيه مسّ بمكوّن أساسي في بناء السلام هو كرامة الشخص البشري مصدر الحرية الدينية التي تنبثق منها جميع الحقوق".

ولفت مظلوم الى أنّ "قداسته اعتبر أنّ الحرية الدينية شأنها شأن أي حرية لا تتحقق فعلياً إلا في إطار جماعي، فهي "إنجاز سياسي وقانوني حضاري" وضمانة للعدالة وهذه لا تمنحها الدولة بل تقر بها وتحترمها وخلاف ذلك تكون العدالة عرضة للتشويه والوقوع "تحت سيطرة "التوتاليتاريات السياسية والأيديولوجية التي تعظّم السلطة العامة، فيما تشهد في المقابل انتقاصاً من حرية الضمير والفكر والدين.إن الحريّة الدينية والحال هذه هي شرط لتشريع القواعد الاجتماعية والقانونية من الناحية الأدبية وأساس دولة القانون. كما أنّها قوة تواصلية بما أنّها مصدر للخير والحق، فهي تثبت احترام الآخر وتبني الحوار من أجل وعي أكبر للخير والحق وتكريس للحقوق. وفي ذلك نفي لمنطق العداوة"، مؤكدا على "أهمية تربية المرء على أنّ يرى في الآخر أخاً وأختاً وتربيته على الحوار".

لهذه المناسبة تتشرف اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" بدعوتكم للمشاركة بالقداس الذي سيقام يوم الأحد الواقع في 2 كانون الثاني 2011، في كنيسة مار الياس- انطلياس الساعة 15،12، حيث يحتفل المطران سمير مظلوم بالذبيحة الإلهية.

 

اعتقال العديد من أفراد عائلات "مجاهدي خلق"

السياسة/أعلنت "أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" أن "القوات القمعية" التابعة للنظام الإيراني, اعتقلت حبيب سنجري صهر عضو منظمة "مجاهدي خلق" علي صارمي, الذي أعدمته طهران قبل أيام, وأنها اعتقلت كذلك 5 من أفراد عائلته. وذكرت أمانة المجلس الوطني في بيان تلقت "السياسة" نسخة منه, أمس, أنه "إثر الإعدام الإجرامي للمجاهد علي صارمي, تجمع أفراد عائلته وآخرون من أفراد عوائل السجناء السياسيين أمام سجن "إيفين" الرهيب في طهران لاستلام جثمانه, لكن السلطات تنصلت من أية إجابة لأفراد العوائل, مؤكدة أنه لابد لهم من مراجعة سجن "كهريزك" في مدينة كَرَج غرب طهران, فاقتحمت عناصر النظام القمعية, بوحشية صفوف أفراد العوائل المحتجين, واعتقلت عددا منهم".

ودعت المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن الدولي والاتحاد الاوربي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكذلك المفوضة العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان ومقرري الأمم المتحدة للاعتقالات العشوائية والتعذيب والإعدام وجميع الهيئات والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان, إلى "إدانة إعدام صارمي واتخاذ خطوة عاجلة لإطلاق سراح السجناء السياسيين في إيران, خاصة المعتقلين من أفراد عوائلهم".

 

بعض التفاؤل ولكن...ماذا يبقى من شعار إسقاط المحكمة؟

نيويورك - راغدة درغام/الحياة

جديد المواقف السورية من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يستحق التدقيق. وفحوى ما أبلغته القيادة السورية عبر القنوات الخلفية، يكاد لا يختلف عن المواقف المسربة إلى العلن. خلاصة هذه المواقف كما نقلته صحيفة «السفير» أولاً، أن الرئيس بشار الأسد ابلغ الجانب السعودي خلال المفاوضات حول «صيغة» التسوية بشأن لبنان، انه إذا أردتم أن يبقى لبنان قوياً، يجب أن يُرفض القرار الاتهامي ويجب أن نعمل سوياً على منع صدوره. وثانياً، أن الأسد اعتبر النجاح في مواجهة القرار الظني الاتهامي وتداعيات المحكمة الدولية على الوضع في لبنان إنجاراً يوازي في النوع والأهمية حدث اسقاط اتفاق 17 أيار (مايو) الذي وقعه لبنان عام 1983 مع إسرائيل في عهد الرئيس السابق أمين الجميل ونجحت دمشق في إسقاطه. وثالثاً، أن المسعى السعودي – السوري وصل إلى نتائج شبه نهائية ولكن حصل تأخير في الإعلان عنها بسبب مرض الملك عبدالله واضطراره إلى الانتقال إلى نيويورك للمعالجة يتطلب من سعد الحريري – الأمين على إرث رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي أٌنشئت المحكمة الدولية الخاصة لمقاضاة الضالعين في اغتياله قبل حوالى 6 سنوات – أن يوافق على رفض أي قرار ظني يصدر عن المحكمة الخاصة وأن يعمل على عدم صدوره، وإلا فإنه سيصنف في خانة العملاء لأن الحرب على القرار الظني للمحكمة الدولية هي بمثابة إسقاط العمالة لمصلحة إسرائيل، كما أوضحت دمشق في مواقفها الأخيرة. وهذا جديد خطير.

انه جديد خطير لأن تشبيه اتفاق 17 أيار بالمحكمة الدولية هدفه إلصاق تهمة «التعامل مع العدو والتعامل مع إسرائيل بالذين يتمسكون بالمحكمة الدولية وبالعدالة. وصدر مثل هذا الموقف عن «حزب الله» الذي يَخوِّن كل من يدافع أو يتعاون مع المحكمة التي انشأها مجلس الأمن الدولي تلبية لطلب من الحكومة اللبنانية آنذاك.

«حزب الله» طبع كلمة إسرائيل على المحكمة مفترضاً إنها ستدين عناصر من الحزب وهذا كان لتسويق الادعاء بأن هدف المحكمة الدولية هو القضاء على «المقاومة» هذا كان موقف حزب مسلح ولم يكن موقف دولة إلى أن أتى موقف سورية الجديد. دمشق لم تورط نفسها في حرب مباشرة على المحكمة الدولية كما فعل «حزب الله» أو كما فعل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي قبل أسبوعين عندما قال إن أي قرار يصدر عن المحكمة يعتبر لاغياً وباطلاً.

فالقيادة السورية تجنبت التصريح المباشر بمثل هذا الموقف الجديد لأنه خطير عليها أيضاً لذلك اختارت سبيل التسريب المصرح به دون طبع اسم مسؤول سوري على هذه المواقف. لكن هذا لا ينفي خطورة فحوى الموقف السوري ودلالاته العميقة فالرسالة واضحة وعنوانها الأول هو سعد الحريري شخصياً. فبعدما تم استدراجه، أو ربما أوقع نفسه، عبر حديثه الشهير إلى «الشرق الأوسط» حين تحدث عن شهود زور وأعطى صك تبرئه سياسية لسورية من اغتيال أبيه، بات من وجهة نظر السياسة المتبعة في دمشق تلك «الهدية» التي لا تكف عن العطاء. لذلك، هو مطالب بالمزيد من الخضوع وتنفيذ إجراءات محددة كتبت له في دمشق بالتنسيق مع «حزب الله» ومع طهران في لعبة توزيع الأدوار. أولها، تبرئة مماثلة لـ «حزب الله» من دور في اغتيال رفيق الحريري و 22 من رفاقه وخلاصتها، تحطيم المحكمة الدولية على يديّ ابن الضحية وتدمير الدولة اللبنانية على الساحة الدولية. هكذا يتم صيد عصفورين بحجر واحد مع العلم أن المعادلة المعروضة اليوم هي الحكومة مقابل المحكمة في ما يسمى بصفقة «التسوية» المعروضة من قبل سورية و»حزب الله»، ويقال إن ما يحدث بين سورية وإيران و «حزب الله» هو تفاهم على الأسس المهمة مع السماح بمساحة للمناورة لكل من اللاعبين الثلاثة. وهناك من يعتقد أن في هذه النظرة الكثير من المبالغة وأن كلاً من اللاعبَين المتلازمَين – الجمهورية الإسلامية في إيران و»حزب الله» في لبنان – ينسق ويلعب أوراقه وعينه على دمشق.

فسورية تبقى دولة عربية وقد تقع تحت ضغوط أو إغراءات عربية لا تناسب إيران وحليفها «حزب الله». ولذلك تبقى دوماً تحت المجهر. أما السبب الآخر الفائق الأهمية هو العلاقة السورية مع الولايات المتحدة الأميركية والتي تريدها دمشق قوية وتوليها أولوية.

قراءة دمشق لمواقف إدارة باراك أوباما نحو كل من إيران ولبنان جعلتها تستنتج أن أمام دمشق نافذة مشرعة للعب أوراقها بتجددية في علاقاتها مع لبنان وعبره، مع لاعبين كبار مثل المملكة العربية السعودية.

المباحثات السعودية – السورية في الشأن اللبناني مستمرة، إنما الغموض يكتنف فحواها وعناصر «التسوية» التي أفترض أنها اقتربت من الاختمار.

احد المصادر يقول إن هدف المباحثات هو الوصول إلى اتفاق للبنان جديد حيث لا تكون الحلول موقتة أو عابرة وحيث يكون الاستقرار مضموناً.

لكن هذا المصدر يعتقد أيضاً أن سورية تماطل وتشتري الوقت وتتبنى مبدأ «خذ وطالب» ولن تعطي شيئاً للطرف السعودي لا في ما يخص المحكمة ولا في ما يخص الحكومة. بكلام آخر، سورية تريد تعطيل المحكمة والحكومة معاً ولن يجدي كل ما يعطيه سعد الحريري لأن عطاءه سيأتي بـ «مكافآت» موقتة وعابرة تبقي مسألة الاستقرار في جيب سورية و»حزب الله» وإيران ويبقيه هو رهينة.

إذن من اين يأتي الكلام عن اتفاق وشيك سعودي – سوري في صفقة تسوية. ومن اين يأتي هذا التفاؤل باتفاق سعودي – سوري يتعدى الحلول العابرة ويضمن الاستقرار في لبنان؟

لعل تسويق الصفقة السعودية – السورية والتظاهر بأن هناك آفاقاً مفتوحة على اتفاق هو اختراع لكل من سورية و»حزب الله» لإقناع الناس بأن المحكمة انتهت وأن سعد الحريري سينفذ ما يمليه الطرف السعودي عليه. لعل دمشق تستفيد على جبهات عدة من الإفراط في رفع التوقعات من «التسوية» السعودية – السورية سيما ان الطرف السعودي لا يتحدى هذا الإفراط.

المهم في حال نجاح المباحثات السعودية – السورية في الشأن اللبناني إلا تأتي النتيجة بوعود عابرة أو بحكومة موقتة. فمن الضرورة البالغة أن يطلب سعد الحريري ضمانات حول تفعيل الحكومة واستمرارها وأن يطلب كذلك بكامل الوضوح والشفافية وسبل المحاسبة في حال تراجع طرف من الأطراف عن عناصر التسوية المنشودة. فالوعود ليست كافية وما يجدر بسعد الحريري أن يقوم به هو إعادة التفكير بمن هو في حاجة إلى ماذا، في هذا المنعطف، بدءاً بلبنان ومستقبل الدولة، ومروراً به شخصياً وبـ «حزب الله» وبإيران وبسورية ما بعد إيضاح رسائلها الأخيرة.

دمشق تعرف أن من المستحيل إلغاء المحكمة الدولية ما لم يصدر قرار عن مجلس الأمن الدولي بإلغائها وتعرف أن أقصى ما يمكن لها تحقيقه هو إبعاد لبنان عن المحكمة الدولية من خلال إجراءات تريد لسعد الحريري اتخاذها مثل وقف التمويل وسحب القضاة وحجب التعاون القضائي عن المحكمة. إنما حتى في هذا، تبقى المحكمة سيفاً فوق الرؤوس، ودمشق تعرف ذلك. فماذا تريد دمشق حقاً ومِمن وهي المعروفة بالحنكة السياسية؟ إنها تتصرف بمنتهى الثقة وبنبرة الانتصار، لكن شيئاً ما يزعجها ويقلقها، ومن المهم فهمه واستيعابه كي يكون في الإمكان التفاوض معها بدلاً من تنفيذ أوامرها. لن تتوقف دمشق عن المضي بالمواقف الجديدة التي هي مواقف دولة تضغط على جارها وتتهمه بالعمالة لمصلحة إسرائيل إذا تجرأ على التمسك بالعدالة والمحاكمة. لن تتوقف لأن قراءتها للساحة الدولية، وبالذات للمواقف الأميركية، توصلها إلى الاستنتاج بأن الوضع الراهن يمكنها من التشدد. فإدارة أوباما تبدو لدمشق ولكثير غيرها مهتمة بسورية أولاً أو بإيران أولاً وليس أبداً بلبنان أولاً. وبما أن عنوان علاقاتها مع كل من طهران ودمشق هو «التهدئة»، تفسر هاتان العاصمتان عنوان «التهدئة» بأنه دعوة إليهما لإبرام «تسوية» تناسبهما مقابل استقرار موقت في لبنان. وكلاهما يصعد لأنه لا يخشى أية إجراءات من إدارة اوباما. ولكن دمشق اكثر اهتماماً وحرصاً على علاقاتها مع واشنطن مما هي طهران. وهذا يلون مواقفها. لذلك، على واشنطن إيضاح مواقفها مع دمشق وبصورة جلية. فقنوات التواصل والاتصال مفتوحة دوماً بين واشنطن ودمشق. وقد حان للرئيس الأميركي أن يبحث مع طاقمه في سيناريوات أحداث لبنان مطلع عام 2011، بدلاً من ترك موضوع لبنان جانباً باستثناء إطلالة هنا وهناك لمسؤول في وزارة الخارجية.

اللبنانيون بأكثريتهم، يتمنون التهدئة والتسوية ولا يريدون الحروب بالوكالة على ارضهم وعلى حسابهم. إنما ما لا يريد معظمهم أيضاً هو أن تُبرَم الصفقات اليوم بما يعيد إلى لبنان ظلام الأمس من اغتيالات سياسية ومن إخضاع ومن القفز فوق العدالة وتكرار التسلط لأن الإفلات من العقاب مضمون دوماً.

 

شارل أيوب لـ «الراي»: حاولوا إغرائي بالشهرة والمال وربما أرادوا الحصول على معلومات عن سورية و«حزب الله»

بيروت ـ من محمد بركات/الراي

في مكتب قريب من مبنى الصحيفة اللبنانية في منطقة الحازمية (شرق بيروت)، يستقبل رئيس تحرير جريدة «الديار» شارل أيوب الصحافيين الكثيرين الوافدين إليه لاستصراحه عن الشبكة العاملة في مصر لحساب الاستخبارات الاسرائيلية والتي تبيّن اخيراً انها حاولت تجنيده.

أجهزة الأمن المصرية، المنكبّة حالياً على تتبُّع كل خيوط هذه القضية التي هزّت وتردّد صداها في لبنان وسورية، حصلت على اعترافات من المصري الموقوف لانتمائه الى الشبكة طارق عبد الرازق حسين حسن قال فيها انّه حاول تجنيد أيوب في «الموساد». وبعد أيام من الاعترافات، اتصل جهاز أمني مصريّ رسميّ بايوب، على ما قال في حديث الى «الراي»، وطلب إفادته، فوافق على الإدلاء بها.

أيوب كشف أنّ الذي اتصل به قدّم نفسه على انّه «الدكتور كمال» (طارق عبد الرازق حسين حسن)، قائلا انه يحضّر فيلما وثائقيا عن الشرق الأوسط، ويريد منه «عشر دقائق يقول فيها ما يريده حول أيّ موضوع يختاره».

أجهزة الأمن اللبنانية فتحت تحقيقا موازيا في لبنان، للتاكد مما إذا كان الرقم الذي استُخدم للاتصال بأيوب تم استعماله ايضا للاتصال بشخصيات لبنانية أخرى، والتحقيق مستمر بعدما سلّم أيوب الرقم وكل المعلومات التي في حوزته للأجهزة اللبنانية.

محاولة تجنيد أيوب استمرّت من ديسمبر 2009 حتى سبتمبر 2010 بعدما رفض السفر إلى الصين وتايلند وجنوب أفريقيا لتصوير المقابلة المزعومة، علما ان «الدكتور كمال» رفض ملاقاته في باريس أو لندن أو بيروت. اما الإغراءات فاقتصرت على «بطاقة مصرفية للتبضع وتكاليف السفر فقط».

ومعلوم ان القرار الاتهامي الذي صدر بحقّ حسين في اطار القضية التي باتت تُعرف إعلامياً باسم جاسوس «الفخ الهندي»، اكد ان الموقوف المصري «اتفق مع المتهميْن الاسرائيلييْن (الهاربيْن) ولمصلحة المخابرات الاسرائيلية، على إمدادها بتقارير ومعلومات عن بعض السوريين واللبنانيين، لانتقاء مَن يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الاسرائيلية، وبنقل تكليفات لأحد عملائها في سورية».

أيوب، الضابط السابق في الجيش اللبناني والمعروف بعدائه لاسرائيل وقربه من سورية و«حزب الله»، تلقّى اتصالات تهنئه بالسلامة من مسؤولين سوريين واخرين في «حزب الله»، وفي ما يأتي وقائع الحوار الذي أجرته «الراي» معه:

• كيف حاولوا تجنيدك؟ وهل هناك محاولات سابقة؟

لم تحصل معي محاولات سابقة، ما حصل أن رجلا اتصل بي وعرّف بنفسه على أنّه الدكتور كمال من مصر، يعمل في شركة لإنتاج الأفلام، وطلب منّي المشاركة في فيلم وثائقي عبر مقابلة لا تتجاوز عشر دقائق، على أن يوّزع الفيلم في العالم كله. وراح يغريني بالقول إنني من أهم الشخصيات في العالم العربي، وأنني سأكون مشهورا جدا بعد عرض الفيلم. لذلك عرض علي السفر الى هونغ كونغ، ومنها الى جزيرة ماكاو حيث سيتم التصوير. وقال لي ان فتاة وشابا سيكونان في انتظاري في المطار حاملين لوحة تحمل اسم شارل ايوب، وسيهتمان بايصالي الى الفندق، حيث تنتظرني بطاقة ائتمان توضع في تصرفي لأشتري كل ما أشتهيه مجانا ولأقوم بالـ «shopping».

قلت لهم أن لا حاجة الى بطاقة الإئتمان، فأصروا على أنها ستكون في تصرفي للتسوّق والسياحة لمدة خمسة ايام. درست الموضوع من جوانبه كافة، وكنت محتارا ومترددا في السفر الى الصين. من جهة اعتبرتها رحلة جميلة، ومن جهة أخرى كانت ستحتم عليّ الغياب عن عملي لعشرة ايام، لأنّ السفر يحتاج الى أكثر من 24 ساعة.

في هذا الوقت، ورغم أنّني لم أكن قد حسمت أمر السفر، أرسلوا شخصا لبنانيا لا اعرفه جاء في سيارة اجرة الى مبنى الجريدة وأخذ صورا ونسخة من جواز سفري. اشترطت عندها أن يسافر شخص معي فوافقوا.

لا أعرف ما الذي ألهمني، لكنني سرعان ما ابلغت الدكتور رفضي، وبعد اسبوع عاد واتصل عارضا علي السفر الى تايلند، وتكررت الإغراءات، قال انّ تايلند اقرب، وانها لا تبعد أكثر من سبع ساعات من دبي، فرفضت مرة ثانية، ثمّ عرض علي السفر الى جنوب افريقيا وقال انها تضم اكبر الاستوديوات، فقلت له: «ما بك تأخذني الى ابعد البلدان». وهنا بدأت الريبة والشك تدبان في نفسي، وبدأت أشكّ في انّ الامر غير طبيعي.

• لم يخطر في بالك ان الامر فيه «رائحة» اسرائيلية؟

أبدا. قلت له انّني مستعد للسفر الى فرنسا، لانني اسافر باستمرار الى باريس، كما اسافر لزيارة بناتي في لندن، وعرضت عليهم التصوير إمّا في باريس واما في لندن واما في مطلق الاحوال ببيروت، حيث استوديوات مهمة. فقال لي الدكتور ان مؤسسته لا تملك استوديوات في بيروت او باريس او روما، بل فقط في تايلند والصين وجنوب افريقيا، مكررا أن الفيلم سيكون مهما جدا.

• ماذا كان يفترض أن يتناول الفيلم؟

الشرق الاوسط. حاولت الاستيضاح منه أكثر، وسألته ما الموضوع المطلوب منّي التحدث عنه، فطلب مني أن أحدد الموضوع الذي اريد التطرق اليه لعشر دقائق.

• ألم يعرضوا بدلا ماديا غير بطاقة الائتمان؟

كلا، فقط بطاقة لصرف المال.

• ثم نسيت القصة ولم تتذكرها إلى أن سمعت عنها في التلفزيون؟

نسيتها وغابت عن بالي كليا، وحين كشفت نيابة امن الدولة المصرية العميل وأعلنت الشبكة الاسرائيلية المصرية، وردني اتصال من القاهرة أبلغني أنني كنت المقصود.

• وأصبح التبليغ رسميّا؟

نعم اصبح رسميا، طلب الأمن المصري الحصول على إفادتي وعلى غيرها من المعلومات، وأبلغتهم استعدادي لاعطاء افادتي وكل شيء.

• قيل عن محاولة تجنيدك ان الاسرائيليين كانوا يريدون ضمّك الى صفوفهم باعتبارك قريبا من سورية و«حزب الله»، لكنّهم لم يقولوا اي شيء عن هذا الموضوع عندما حاولوا الاتصال بك، أليس كذلك؟

أبدا، كان الموضوع محصورا بان الفيلم يتكلم عن الشرق الاوسط. «نقّي واختار»، قالوا لي عن الموضوع الذي أرغب في الحديث عنه.

المعروف أنه بعد جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورد اسمك من ضمن الذين تولت اللجنة الدولية التحقيق معهم. صحيح انك شخصية معروفة في البلد ولكن ليس كل رؤساء تحرير الصحف وردت اسماؤهم في سياق اغتيال الحريري وفي موضوع شبكات العملاء، ما تفسيرك للموضوع؟

ورد اسمي في شهادة مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري لأنّني كنت جمعت مسؤول الملف اللبناني في الاستخبارات السورية اللواء رستم غزالة بالحريري وتناولنا الغداء معا قبل عشرين يوما من اغتياله. كانت علاقتي قوية بالرئيس الحريري والاستخبارات السورية، على هذا الاساس تمّ استدعائي وخضعت للتحقيق لمدة عام ونصف العام، لكن لم يشتبه بي أحد.

• ما تفسيرك لمحاولة الاسرائيليين تجنيدك؟

لا أعرف. حاليا، بعد معرفتي الخبر، تخطر في بالي فرضيات كثيرة. هم يعرفون انّ عمري 56 عاما، وانّ لي تاريخا عقيديا ضد اسرائيل. هل كانوا يريدون اخذ معلومات منّي عن سورية والاستخبارات السورية و«حزب الله» وجريمة اغتيال الحريري ثم تصفيتي مثلا؟ هل كانوا يريدون تجنيدي؟ ماذا كنت سأفعل اذا طلبوا تجنيدي ورددت عليهم بعدم القبول؟ الى من كنت سألجأ في الصين؟ وإذا قبلت واستقللت اول طائرة الى لبنان هل سيقبلون بعودتي؟ فرضيات كثيرة تخطر لي، ولكن لا اعرف شيئا عن الموضوع.

• هل صرت تشعر بعدها بخطر امني؟

كلا لا اشعر بأي خطر.

• وهل تكلمت جهات رسمية، من سورية و«حزب الله»، معك؟

الجميع اتصلوا بي، وتضامن مسؤولون وقياديون معي وسلّموا علي وهنأوني بالسلامة.

• ولكن لم تحاول القوى الأمنية معرفة المزيد عن الارقام؟

الارقام اعطيتها لاجهزة الامن اللبنانية مجددا، وهم يبحثون حاليا عما إذا كان هذا الرقم قد استُخدم للاتصال بأرقام تعود الى لبنانيين او سوريين.

• هل هناك تحقيق لبناني مواز للتحقيق الحالي الذي يجري في مصر؟

هناك اجهزة امنية في لبنان تعمل وتحقق، وهم يحاولون مطابقة رقم الهاتف وتواريخ الاتصالات ويفتشون ليعرفوا عدد المرات التي عبر فيها هذا الشخص (الدكتور الذي حاول تجنيده) على الامن العام باسمه او بجوازات سفر مزورة. هناك تحقيق لست مطلعا عليه.

• هل ترى ان للتحقيق اللبناني صلة بالخبر الذي نشر عن اقتراب موعد توقيف شخصية لبنانية بارزة؟

ـ لا ادري، لا اعرف شيئا عن توقيف شخصيات، سمعت الخبر ولكن ليس لدي علم بهوية الشخصيات التي قد يتم توقيفها.

 

تعيين السفير الأميركي عنوان لاستمرار سياسة الانفتاح

لبنان في صلب الالتزامات بين واشنطن ودمشق

روزانا بومنصف 

في الزيارات التي قام بها بعض المسؤولين الاميركيين الكبار لدمشق خلال ما يقارب السنتين من ولاية الرئيس باراك اوباما، كان موضوع ارسال سفير اميركي الى العاصمة السورية نقطة الثقل في مطالبة الرئيس السوري بشار الاسد كلا من الموفدين الأميركيين جورج ميتشل ووليم بيرنز ودان شابيرو وجيفري فيلتمان كخطوة لا بد منها من اجل التعاون بين البلدين. ومع تجاوز اوباما مصادقة مجلس الشيوخ على هذا التعيين وتعيينه السفير روبرت فورد بمرسوم فان ما بات يتطلع اليه المراقبون هو معرفة ماذا قدمت سوريا الى الادارة الاميركية في المقابل او ماذا ستقدم بعدما لبت الادارة الاميركية مطلبا حيويا من المطالب السورية التي تشكل محاور اساسية في الانفتاح المتجدد بين واشنطن ودمشق. اذ ان امورا مماثلة لا يمكن ان يجريها الرئيس الاميركي متجاوزا السلطة التشريعية ما لم يكن لديه الاسباب الوجيهة او المبررات التي تبرر ذلك. وينبغي تاليا انتظار رد فعل الكونغرس الاميركي في الايام المقبلة من اجل التثبت من ذلك. فاذا كان رد فعل مبدئيا وغير قوي فان ذلك يعني ان الرئيس الاميركي لم يتخذ هذه الخطوة من دون اي تنسيق مع الكونغرس، اما اذا كان رد الفعل قويا بحملات على اوباما فان الامر يعني اتخاذه القرار منفردا. لكن يعتقد ان الرئيس الاميركي لا يمكن ان يقدم على خطوة مماثلة الا بعد التشاور مع مراكز القوى في الكونغرس اي رئيسي الغالبية والاقلية واللاعبين الرئيسيين في لجنتي الشؤون الخارجية والدفاع بحيث يطلع هؤلاء على هذه المبررات او على الصفقة التي توجب عليه التزام تعيين سفير في دمشق متجاوزا الكونغرس. فهذه خطوة كبيرة ولن يقوم بها اوباما كما لو أنه يهربها او يتحدى بها مجلس الشيوخ. وفي حال لم يحصل التشاور مع اطلاع هؤلاء على الاتصالات والالتزامات التي يتوقعها فان رد الفعل سيكون مختلفا علما أن الديموقراطيين الذين ينتمي اليهم اوباما لم يحبذوا اصلا المصادقة على ارسال سفير الى دمشق.

 وما يعزز الكلام على شروط او مقابل لهذه الخطوة هو ما نقله مراسل "النهار" في واشنطن هشام ملحم عن مصدر اميركي مسؤول من تفسيره هذه الخطوة بان الولايات المتحدة نفذت التزامها " ونتوقع ان ينفذ السوريون التزامهم تجاهنا والكرة الان في ملعبهم ". مما يعني ان على السوريين القيام بتنفيذ ما يتعين عليهم وخصوصا ان مهلة تعيين السفير الاميركي في دمشق بمرسوم من الرئيس الاميركي هي موقتة ولن تتعدى السنة مع احتمال عدم التجديد له في حال أخل السوريون بالتزاماتهم. وتقول مصادر ديبلوماسية متابعة ان التواصل بين واشنطن ودمشق مستمر ولم يتوقف في اطار سياسة الانفتاح التي اعتمدها الرئيس الاميركي ولو تضمنت مدا وجزرا تحت هذا السقف مع العلم ان هناك جملة مواضيع موضوعة على الطاولة بين العاصمتين الاميركية والسورية يرد لبنان من ضمن ضرورة التزام سوريا سيادته واستقلاله من بين هذه المواضيع.

وتاليا يبدو بديهيا في هذا السياق التساؤل اذا كان المقابل الذي تتوقعه الادارة الاميركية من سوريا يتصل في جزء منه بلبنان بحيث تؤكد دمشق التزامها الحازم المحافظة على الاستقرار الداخلي في انتظار صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري علما ان اكثر من عاصمة مؤثرة سبق ان ابلغت دمشق وجود مصلحة مباشرة لسوريا في عدم السماح لحلفائها بالذهاب الى زعزعة الاستقرار في لبنان لئلا يعرض ذلك سوريا نفسها للخطر في موازاة تأكيد عدم امكان المساس بالمحكمة. حتى ان بعض المعلومات أفاد ان هذا الموقف لم يصل الى الرئيس السوري عبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارة الاسد لباريس اخيرا فحسب بل ايضا عبر المسؤولين القطريين وكذلك عبر المسؤولين الاتراك والروس، مع ما للطرفين الاخيرين على وجه التحديد من تأثير لدى سوريا. وتاليا من غير الواضح اذا كان هذا الامر وحده يصلح ان يشكل مقابلا للخطوة الاميركية. لكن المراقبين يولون تطلع الادارة الاميركية نحو اهداف اخرى أهمية كبرى، اذ ان الهدف او الهم الاساسي لدى اوباما مع بدء النصف الثاني من ولايته الرئاسية، لا يزال يتمحور حول حل في موضوع أزمة الشرق الاوسط والسلام في المنطقة وامتلاك القدرة على تحريك المفاوضات بين اسرائيل والدول العربية ومن بينها سوريا على رغم ان الخيار الاولي للادارة كان تحريك المفاوضات على المسار الفلسطيني. وليس أكيدا ان الادارة عدلت نحو الموازنة بين المسارين السوري والفلسطيني مع تعذر التقدم مع اسرائيل على المسار الفلسطيني. 

 

مجدلاني لـ "المستقبل": السلم الأهلي والمحكمة خطان أحمران

المستقبل - الجمعة 31 كانون الأول 2010 -

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني امس أن "هناك مناخاً عربياً وإقليمياً، وربما دولياً لترسيخ الاستقرار الداخلي في البلاد، وهناك خطين أحمرين يقضيان بعدم المساس بالسلم الأهلي وكذلك المحكمة الدولية"، منوّها بـ "المواقف الأخيرة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان التي تعبّر عن حرصه على الدستور والوفاق الوطني". وتمنى "أن يغيّر الفريق الآخر نهجه التعطيلي بعد ما سمعناه عن تعزيز المقاومة"، مؤكداً "دعم الجهد العربي ولا سيما السوري ـ السعودي ودعم جهود الرئيس سعد الحريري من أجل حماية الاستقرار في البلد". وأعرب عن أسفه لـ "حالة الجمود المؤلمة الناتجة عن تمسك الطرف الآخر بأسلوب فرض رأيه على الآخرين".

وقال مجدلاني في حديث خاص إلى "المستقبل": "إن كلام فخامة رئيس الجمهورية الأخير ينم عن رجل مسؤول، وهو المسؤول الأول عن السلطة وكلامه يجسد الدستور ويلتزم به، ومهما صدر من أصوات لا أحد يستطيع النيل منه، فهو رئيس وفاقي وحريص على صلاحيات الرئيس والدستور والوفاق الوطني، ومن صلاحياته عندما يترأس أي جلسة لمجلس الوزراء أن يطرح أي موضوع على التصويت، وهو متمسك بالوفاق والدستور ونحن معه في ذلك، وهناك محاولات لجذبه نحو فريق 8 آذار ولكنه صامد ووفيّ ومخلص للدستور وحارس للوحدة الوطنية". وعن الوضع السياسي العام، رأى أنه "في حالة انتظار وجمود مؤلم ومؤسف في الوقت نفسه، لأن الفريق الآخر لا يريد أن يكون جزءاً من الحل الذي نريده لبنانياً بمساندة وغطاء عربيين، ولكن مسؤوليتنا تقضي بالتفتيش عن حل لمشكلات اللبنانيين، ولكن مع الأسف، الفريق الآخر يريد فرض رأيه على الآخرين، لذلك يتحمل مسؤولية ليس في شل العمل الحكومي فحسب، وإنما في تعطيل الحوار الوطني، فقد قاطعوا طاولة الحوار وفرضوا ما يسمى ببند شهود الزور، ويتمسكون بالتصويت الذي يعزز الشرخ". وأمل منهم "تغيير النهج بعد ما سمعناه من المسؤول الايراني في دمشق لأن المقاومة لا يمكنها أن تكون قوية وقادرة إذا كان الشعب مقهوراً وجائعاً"، معتبراً أن "تحسين وضع المواطن المعيشي يعزّز صمود الشعب اللبناني، وبالتالي تعزّز المقاومة، لذلك نتمنى أن يكون التوجيه قد أتى بتغيير النهج لجهة تعزيز الوحدة الوطنية".

واوضح ان لا معلومات واضحة لديه حول مسار السين ـ سين، لكنه اعرب عن اعتقاده ان "هذا المسعى العربي مشكور لأنه يسعى الى حماية الأمن والاستقرار"، مشيراً الى ان "زيارة الرئيس الحريري للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز هي من أجل الإطمئنان الى صحته بعد العملية الجراحية التي أجراها، كما أن الرئيس الحريري وبحكم علاقاته الدولية وزياراته الخارجية يسعى الى الحل، ونحن نأمل خيراً من كل مسعى يقوم به".

اضاف: "نحن في مرحلة انتظار القرار الاتهامي والتحضير لسبل التعاطي مع هذا القرار، ولا نزال في الموقع نفسه والموقف القائل بأن هذا القرار يجب أن يكون مدعّماً بأدلة ثبوتية دامغة، ونحن مصرّون على الحقيقة والعدالة وليس الانتقام، وإنما تثبيت الحريات ومناخ السلم الأهلي والقول للجميع بأن الاختلاف في الرأي يجب أن يبقى ضمن المؤسسات الدستورية وضمن اللعبة الديموقراطية ونظامنا البرلماني". ولفت الى ان "هناك مناخاً عربياً واقليمياً، وربما دولياً، لترسيخ الاستقرار ومنع المس به، وواضح أن هناك خطين أحمرين يقضيان بعدم المساس بالسلم الأهلي وكذلك المحكمة الدولية". حاوره: اكرم حمدان

 

في التسوية.. وأفلاطون!

المستقبل - الجمعة 31 كانون الأول 2010 - علي نون

ما من لبناني عزيز إلا ويتمنى أن تصل المشاورات والمحادثات الجارية في شأن الأزمة الراهنة الى نتيجة إيجابية ملآنة وحرزانة وطنّانة، وأن تركنها في الإجمال، في خانة الماضي مع مخلّفات العام الآيل الى الأفول نهائياً. وما من لبناني كريم، سوي العقل، مجرّب ومخضرم وطبيعي، ومن أهل الستر والسترة، إلا ويتمنى أن تصدق التوقعات الحاكيات عن قرب التوصل الى تسوية فعلية تُبعد تلك الكأس، وتقمع كوالح الاحتراب ومفرداته وآلياته وتفاصيله، وتحفظ في المقابل سيرورة الحياة من دون تدخلات فظّة تكسرها وتهشمها.

تسوية ثقيلة الوزن لا تشلّعها أي ريح صفراء آتية من داخل أو من خارج. من طامح موهوم ذي مشروع خرابي خرافي تزويري كيدي مريض، أو من طامع بمَدَيات أبعد من حدوده، يجعلها بديلاً من كل مستحيل عنده أو من كل ما لا يرغب في اعتماده ضمن جغرافيته، أو ساحة يعرض فيها وعليها ما لديه ويأخذ في المقابل ما تطلبه أو تتمناه يداه.

تسوية تليق باسمها. تشبه واقع الحياة من أساسها وأصلها وفصلها. وبديهيات البشر والقانون الأول لاجتماعهم الوطني أو الأسري أو القائم بينهما في كل شأن ومسار ومستوى و"طبيعة".. تسوية مصبوبة من فولاذ لا يبعج ولا يطعج، ومن إسمنت لا يتفتت تحت أي مناخ حار أو بارد، ولا يتكسّر تحت وطأة أي مطرقة رعناء يحملها موهوم أرعن، أو "خلاصي" يرى في مشروعه خزانة ملآنة بالردود الناجزة التامة على كل تحديات "الأمّة" ومشاكلها وأمراضها وهو بالكاد يعرف كيف يتدبّر أحوال بعض الشوارع والأحياء في فنائه الأمامي والخلفي وفي محيطه المباشر.

تسوية تنتقم للبنان واللبنانيين من سنوات النفي الى سهول القتل ومرابع الفرقة والشرذمة والخذلان والاندحار، والانكسار والتشظّي والانشطار. ومن سنوات الاستئناس بخطاب الإلغاء والعدم والقسر والزجر والسحل والنحر والرمي في البحر، واستساغة الإقامة بين المقابر وفي معامل تفريخ الأرامل وتفريغ الضمائر، وكشف عري النفوس والهمم الرخيصة والمريضة بانتهازيتها، والمنتعشة بأنانيتها، والسكرانة بنفي إنسانيتها، والهائمة بعتمتها، والمأزومة من ضوء الشمس وشعاع الورد وحقول الياسمين.

تسوية تليق بالفضائل وأحكام العدل. تُعيد الاعتبار الى القانون وتسيّده على رذائل التعدي والافتراء والتجنّي. وتجعله ركناً حصيناً يرد الضيم عن الضحية ويحمي الضعيف والبائس من الجور والطغيان وصلافة الاستبداد وهدر الكرامات، ويستبدل بمظلّته الضابّة للجميع تحتها، رغبات الثأر وصيحات الانتقام..تسوية تُعيد الاعتبار للدولة وأدواتها ومؤسساتها، وتحفظ في نظامها حقوق أبناء الرعية أينما كانوا. تدثّر بردائها، البردان من صقيع الطغيان العددي، والخشيان من تبخيس عديده، والقلق على فرادته وخصوصياته ومصيره.. تسوية لا تستبطن الإذعان أو الانصياع، أو توليفة هزيمة ليس من بعدها بقاء ولا رأس يُرفع بنقاء. تسوية تعطي الحق لأهله، وتطفئ جمرات الصدور بمائها الآتي من نبع واحد لا ينضب معينه اسمه العدالة أولاً وأخيراً.. تسوية أفلاطونية مفترضة لكنها تبدو بعيدة بُعد أيام أفلاطون عن أيامنا!! والسلام!