المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
27 شباط/2011

البشارة كما دوّنها متى الفصل 5/38-42/الانتقام

سمعتم أنه قيل: عين بعين وسن بسن. أما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا من يسيء إليكم. من لطمك على خدك الأيمن، فحول له الآخر. ومن أراد أن يخاصمك ليأخذ ثوبك، فاترك له رداءك أيضا. ومن سخرك أن تمشي معه ميلا واحدا، فامش معه ميلين. من طلب منك شيئا فأعطه، ومن أراد أن يستعير منك شيئا فلا ترده خائبا.

 

البابا بنديكتوس يوافق على استقالة البطريرك صفير 

تاريخ الخبر : 26/02/2011 قناة الجديد 

أعلنت أمانة سر البطريركية المارونية، ان صحيفة "اوبسرفاتوري رومانو" الناطقة باسم الكرسي الرسولي نشرت في عددها الصادر اليوم انه بتاريخ 26 شباط 2011، وجّه البابا بندكتوس السادس عشر، كتابا الى البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، يعلن فيه قبول الاستقالة التي كان قد تقدم به صفير، كما ويشيد بمزاياه وفضائله. ومما جاء في نص الكتاب: "لقد اخترتم وقررتم بملء حريتكم تقديم استقالتكم من مهامكم كبطريرك للطائفة المارونية في هذا الظرف الخاص، فاني أقبل الآن قراركم الحر والشهم الذي يعبر عن تواضعكم، واني على ثقة انكم ستواكبون دائما الكنيسة المارونية بالصلاة والحكمة والنصح والتضحيات".

 

قفوا.. بني معروف

نزار أبو غانم/لبنان الآن

السبت 26 شباط 2011

لن أسأل التاريخ، فهو نطق وينطق بمآثر الموحدين الدروز. لن أتهم الجغرافيا بتأطيرهم بل هي جُغرفت على آثار حوافر خيولهم.

لن أمتدح قادتهم، فلولا وقوف شيوخهم وشيبهم وشبابهم للملمات لما كـان القادة، ولولا حكمتهم وتوحدهم وطيب صحائفهم ونصاعة عماماتهم لما ذكرتهم مواقف العز ولما قيل فيهم أرفع المدح ولما استشهد بهم الأعراب والأغراب، ولو لم يكن العقل دينهم والصدق شرعتهم والبذل سمتهم والدم العربي الصرف ما زال يجري صراحا في عروقهم لما استحقوا المجد ولما سطروا تاريخا نفخر به الى يومنا هذا. ويحضرني هنا البيت الاول من قصيدة الشاعر الكبير مارون عبود في مدحهم، ومنه أبدأ:

قالوا الدروز فقلت شعب معرق / العقل دين والوفاء المنطق.

الوفاء فيكم ومنكم سادتي. اليوم، ونحن نمر في ضبابية الموقف السياسي وتداخل المنطق باللامنطق وتضارب أقوال الأمس مع خطاب اليوم، خطاب التموضع الأخير ومَوضَعتكم في اصطفاف جديد دون رأي لكم فيه، أسألكم أن تقفوا وأنتم على مقربة من يوم مجيد حقًا من أيام الوطن، يومٌ شهد زحفكم عام 2005 الى ساحة الحرية، هذا اليوم الذي خرجتم فيه من قوقعتكم الطائفية التي دخلتم اليها عرضا تحت وطأة الحرب القذرة. يوم تجلببتم فيه بجلباب الوطنية الحقة، الملوّن بألوان أطيافها كافة، وتلفعتم بشال الحرية وأقسمتم خلف جبران تويني قسم الوطن العظيم.

 إن مشاركة أبناء الجبل، وأنا أحدهم، في هذا اليوم هي واجب لإحياء ذكرى شهداء أبرار بذلوا دماءهم في سبيل تحرير الوطن وفكّ أسره. نشارك حتى لا يذكر التاريخ أنّ أبناء الجبل تغيبوا عن واجب وطني وعن نصرة قضية عادلة، وهنا أسألكم بني معروف أن تقفوا لوطنكم ولأنفسكم:

- وفاءً لتاريخكم، قفوا لحفظ الدم العربي الوفي الأصيل المحتد، الذي يجري في عروقكم.

- قفوا للعدالة التي هي جزء من عقيدتكم، عدالة فُقدت في وطن كان قد عرف أول معهد لتدريس الحقوق، بعد أن رزح تحت ظلامية التجهيل التي فرضت عليه.

- قفوا لذكرى تاريخ شهدائكم من فخر الدين الى المعلم القائد الشهيد الذي وعى حجم المؤامرة واغتيل يوم قال لا للوصاية ونعم للبنان الوطن.

- قفوا لذكرى شهداء الاستقلال القديم والجديد.

- قفوا لحفظ مستقبل أبنائكم كي ينعموا بالحرية والمعرفة في وطن سيدٍ حر ومستقل.

- قفوا لتأكيد المواطنة لدى كل أحرار لبنان إلى أي طائفة أو دين أو عرق انتموا، المواطنة التي لا يشوبها زلل ولا خلل، بل هي ذوبان الـ"أنا" في وعاء الوطن.

- قفوا للتأكيد بأنكم أصحاب رأي، وللمطالبة بأصواتكم التي وضعت في صندوق الإقتراع وأهدافها.

- قفوا لكي تقولوا لا لأي سلاح غير شرعي، ولتعلنوا صراحة تأييدكم لدولة قادرة وجيش قادر لا يعيش على أطراف ثكناته سلاح غير شرعي مأجور لمن هم خارج البلاد.

- قفوا واكسروا الصمت واكسروا قاعدة "حادت عن ظهري بسيطة" التي تجعل من الأحرار مخطوفين بالضرورة وليس بالرأي.

- قفوا يا سادة قبل أن يضيق المكان عليكم ولا تجدون لكم مكانا للوقوف فيه، فعمليات شراء أراضيكم وأحيائكم وتلال جبالكم استشرت حتى أصبح إستسهال البيع عادة وليس خلافها.

تنادوا أبناء أرض هذا الوطن وملاكها وحماة ثغورها، تنادوا الى ساحة الشهداء يوم الرابع عشر من آذار كي تعيدوا تأكيد رسم ما بهُت لونه من خطوط التاريخ التي تقود الى المستقبل، وما من حاضر دون تاريخ ولا مستقبل دون الحاضر.. عليكم ما لكم ولكم ما تصنعه إرادتكم.

إنّ ساحة الشهداء تعلم وقع أقدام أصحابها.. هي لكم.

وكما بدأت أختم، ببيت آخر من رائعة الشاعر مارون عبود في وصف خصالكم:

تمت مروءتهم فإن ناديتهم /  طاروا إليك عصائبا تتدفق.

 

هلوسات

عماد موسى/لبنان الآن

الجمعة 25 شباط 2011

سمعتُ النائب السابق ووزير التربية والدفاع السابق عبد الرحيم مراد يهاجم الرئيس الليبي متأخراً 30 عاماً على الأقل، ويشهّر بجرائم  زعيم الجماهيرية ضد الإنسانية ويتحدث عن شنق طلاب جامعيين على مرأى من زملائهم، وذلك قبل جنونه الأخير. وكم كان سيادة العقيد طيّباً وديمقراطياً ومحبّاً وإنسانياً عندما كان المال الليبي النظيف يغذي حساب مراد في تشيز منهاتن بنك الواقع في جادة الشانزليزيه. كان يُحسب لحساب مراد حساب قبل أن ينقلب ويستبدل طرابلس الغرب بمرجعية عنجر.

وقرأتُ في صحيفة محترمة حملات قاسية على سيادة العقيد وجنونه وإجرامه فكأنما الزعيم الليبي كان قبيل الثورة الشعبية من روّاد حقوق الإنسان وما أسقط طائرة مدنية ولا قتل معارض ولا سفك دم بريء. قرأتُ مطولات ذم وأجزم أن خمسين مليون دولار تجعل الصحيفة نفسها تعيد النظر في الأحكام المتسرّعة وتصدر عدداً خاصاً للجماهيرية في عهد طويل العهد. خصوصاً إذا وقف العقيد الملهم على قدميه مجدداً. ولاحظتُ، أن أغلبية سياسيي 8 آذار في القطر اللبناني، ومنذ ثورة الياسمين التونسية، يمتدحون بلا هوادة كل الشعوب العربية وخصوصاً الشباب ويستثنون الشعب العربي السوري الشقيق بشبابه وشيبه. "كلهم يعني كلّهم" فلمَ التخصيص؟ وتبيّن لي، من خلال متابعتي لمطولات ملك الملوك الأفارقة المباشرة وعبر الهاتف، أنه من كبار المهلوسين. ويعرِف مفاعيل الـ  Benzexol، و Revotreel وlagaflex،  وtramal، إضافةً إلى tramalgien وغيرها. إن لم يعرف الأب القائد فهنيبعل يزيده معرفة. وهنيبعل من أبناء معمر القذافي الأفذاذ وهو صهر لبنان ومجنون قيادة وسبق أن اعتقل والسيدة حرمه قبل مدة في جنيف بتهمة سوء معاملة خادميهما الخاصّين، هو بشهادة عارفيه من كبار المدمنين لا بل  مرجعية يركن إليها في المخدرات ذات الجودة العالية ويمكنه أن يحاضر لساعات بموضوع "الهلوسة: أسباب ونتائج وتداعيات. وبوجود هنيبعل المتمتع بحصانة ديبلوماسية، والنقيب الركن خميس  والمعتصم  والمحامية عائشة الحائزة رتبة "فريق"وسائر أفراد وأفرقاء الأسرة الليبية الحاكمة فالشعب بأسره يهلوس من دون الحاجة للإستعانة بصديق. لكل ولد من أبناء القذافي مزاج خاص ولكل منهم موقع يؤمن له ثروة لا تنضب تتكدس في بنوك العالم وتكفي لإطعام الشعوب الأفريقية المهددة بالجوع والعطش. وكل أولاد القذافي يهلوسون أمام البيت المتصدّع في باب العزيزية ويملكون شيئاً من سحر الزعيم والرمز والأسطورة. للقذافي بنوه ولكل من الحكام العرب، أبناء عباقرة وأولياء عهد وأصهرة وأشقاء يرثون مقاليد البلاد والعباد ويتولون القيادة وحماية النظام، والتصدي للرجعية بطبيعة الحال. أبناءـ كما الآباء ـ يهجسون بالشعب ويهلوسون بالديمقراطية ويدوسون على رقاب النُخَب والجراذين. ليلاً سمعتُ. صباحاً قرأتُ. ظهراً "انتقعتُ" في السيارة لوحدي أهلوس وأراقب أخوتي المتكالبين مثلي على عشر ليترات بنزين متابعاً  آخر أخبار عقيد ليبيا وجنرالات لبنان

 

رئيس الجمهورية إلى الكويت للمشاركة في الاحتفالات الوطنية

وطنية - 26/2/2011 غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بيروت قبل ظهر اليوم متوجها إلى دولة الكويت تلبية لدعوة أمير الكويت الشيخ صباح الجابر الأحمد الصباح إلى المشاركة في احتفالات الذكرى الخمسين للاستقلال والعشرين للتحرير والخامسة لتسلم الأمير الصباح مقاليد الحكم. تستمر زيارة رئيس الجمهورية للكويت يوما واحدا ويرافقه خلالها وفد رسمي يضم الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: الخارجية والمغتربين علي الشامي، الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي والمهجرين أكرم شهيب، بالإضافة إلى وفد إداري وأمني.

 

صفير يعود غداً

ينهي غبطة البطريرك غداً زيارته للفاتيكان ويعود إلى بيروت

 

"الراي": شهود بلمار في هولندا والقرائن بصمات و "دي.ان.اي"

المركزية- أشارت صحيفة "الراي" الكويتية الى ان المحكمة الخاصة بلبنان من وجهة نظر متابعيها الغربيين، تختلف عن الصورة التي دأب الاعلام اللبناني على رسمها، فلا مؤامرات دولية تحاك داخلها ضد "حزب الله" أو سوريا، حسب الموالين لهما، ولا سرية مطبقة وما ورائيات، حسب المؤيدين للمحكمة من تحالف 14 اذار.

ولفتت الصحيفة الى ان "فقط عشرة اشخاص، بمن فيهم المدعي العام دانيال بلمار والقاضي دانيال فرانسين ورئيس القلم هيرمان فون هيبل، اطلعوا على مضمون القرار الاتهامي.

وأكدت ان الشهود الذين يعوّل عليهم بلمار "قلائل"، اصبح معظمهم في هولندا، حسب المصادر المتابعة لعمل المحكمة. بيد ان القرائن تعتمد ايضا على براهين حسية مثل بصمات وفحوص "دي ان اي". ولفتت الى ان "القرار الظني، حسب المطلعين على سير المحكمة، ينحصر بجريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ولا يتضمن ما تسميه المحكمة "الجرائم المتصلة"، والتي سيصار الى اضافتها الى مجرى العدالة في وقت لاحق.

 

الرياض": التشكيل ينتظر الاتفاق السعودي - السوري

المركزية- أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أن "أحدا في لبنان لم يعد يصدّق بأن التأخير في تشكيل الحكومة مرده الى عقدة وزارة الداخلية"، لافتة الى ان "التأخير يعود في جزء كبير منه الى انتظار المعنيين حصول اتفاق بين سوريا والسعودية على شكل التركيبة الحكومية". وأعلنت أن "المسؤولين اللبنانيين يراهنون على إعادة وصل ما انقطع بين البلدين بعد انتهاء مفاعيل التسوية السعودية- السورية وما تلاها من خروج الرئيس سعد الحريري من السلطة وترجيح بقائه في صفوف المعارضة".

 

ضباط استخبارات سوريون دبروا تصفية الصدر 

ويكلي ستاندارد/ذكر موقع "ويكلي ستاندارد" ان شبهات قوية تحوم حول احتمال ضلوع ضباط استخبارات سوريين ربما دبروا تصفية الامام موسى الصدر، مشيراً الى ان سقوط النظام الليبي وفتح ارشيفه الاستخباراتي قد يجر الويلات على سوريا التي لم يرد نظامها وجود شخصية قيادية في لبنان قد تشكل عليه خطراً.

نقلت شبكة الأخبار التلفزيونية الايرانية "برس تي في" عن موقع "ويكلي ستاندارد" قولها إنه في "خضم الاضطرابات التي تتكشف حاليا في ليبيا، فإن السيد موسى الصدر، ربما يكون لا يزال على قيد الحياة". وكان الصدر اختفى في ظروف غامضة في ليبيا في العام 1978. لكن الافتراض العملي السائد حتى الآن، أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمر بقتله آنذاك. لكن النظام الليبي دأب مرارا على نفي أي مسؤولية له عن اختفاء الصدر، ويزعم ان الزعيم الشيعي غادر إلى إيطاليا. لكن المحللة السياسية اللبنانية رولا تلج، أوضحت أخيرا أن سيف الاسلام القذافي، أخبرها ان الصدر لم يغادر ليبيا مطلقا، لكنها أشارت إلى أن سيف الاسلام لم يصل إلى حد "الاقرار بأن الإمام موسى الصدر لا يزال على قيد الحياة". اضافت: "من خلال تحليلي الخاص وردود فعل الناس ازاء هذا، أعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة". لكن، وبحسب الموقع، ليس من المستغرب "سعي تلج إلى الترويج لإحتمالية ان الصدر لا يزال حيا. فبالنظر إلى كونها من الشخصيات اللبنانية الموالية لسوريا، فإنها ربما تخشى أن يؤدي تطور الأحداث في ليبيا إلى ارتجاجات قوية قد يصل صداها إلى منطقة شرق المتوسط. فإذا سقط القذافي وتم فتح الأرشيف الاستخباري الخاصة بنظام حكمه، فإن ذلك قد يؤدي إلى فتح أبواب المتاعب على سوريا". ووفق "ويكلي ستاندارد"، فكثيرون في لبنان، "يعتقدون ان عملية اختفاء الصدر، أو ربما تصفيته جسديا، تم تدبيرها من جانب ضباط استخبارات سوريين أوكلوا مهمة التنفيذ آنذاك إلى الليبيين، إذ أن النظام في دمشق أراد خلال الاعوام الأولى من الحرب الأهلية اللبنانية أن يتخلص من مركز قوة منافس متمثلا في الامام الصدر". ويمكن النظر إلى كلام تلج، بحسب الموقع، من زاوية كونه بمثابة مناورة محسوبة، "إذ أنه من المؤكد أن آخر شيء تريده سوريا الآن، هو أن تشير اليها اصابع الاتهام في مقتل الصدر، وذلك إذا أخذنا في الاعتبار أن دمشق قد تواجه قريبا اتهامات في قضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري".

 

"يديعوت أحرونوت": سوريا تملك 4 مواقع نووية أخرى

رام الله - من محمد هواش: النهار/نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية امس، تقريرا لـ"معهد البحوث الاميركية" يكشف فيه النقاب عن "وجود 4 مواقع نووية سورية اخرى استنادا الى صور جديدة التقطتها اقمار اصطناعية"، فيما قال رئيس الهيئة الامنية والسياسية في وزارة الدفاع الاسرائيلية الميجر جنرال احتياط عاموس جلعاد "ان سوريا لم تفلح في اعادة بناء برنامجها النووي عقب الغارة الجوية التي استهدفت المنشأة النووية السورية قبل نحو ثلاث سنوات. واشار مع ذلك الى ان دمشق قد تحاول ترميم قدراتها مستقبلا.

وقالت الصحيفة في تقريرها: "في ايلول 2007 قصفت اسرائيل، بحسب مصادر أجنبية، مفاعلا نوويا أقامته سوريا بمساعدة كوريا الشمالية في منطقة الكبر القريبة من الحدود الشرقية الجنوبية مع العراق. والآن يتبين أن المشروع النووي السوري أوسع بكثير". "ونشر المعهد الاميركي للبحوث النووية "إي أس إي إس" الخميس صورا فضائية تكشف عن أربع منشآت اخرى ترتبط بالبرنامج النووي: منشأة كبيرة وفاعلة لتحويل الأورانيوم وثلاث منشآت اخرى مساعدة لتخزين عناصر البرنامج النووي ولاعمال ترتبط بانتاج الوقود النووي.

ووضع التقرير ديفيد اولبرايت، رئيس معهد البحث الذي كان في الماضي رئيس المراقبين الذين فحصوا المنشآت النووية في العراق، الى جانب شريكه في المعهد جوش برنان الخبير في السوق السوداء للعناصر النووية. وفي موازاة ذلك نشر التقرير ايضا في الصحيفة الالمانية "تسو دويتشه تسايتونغ". وتفيد النتائج التي عرضها اولبرايت الخميس ان "الحكم السوري اقام منشأة التحويل في منطقة مرج سلطان لتحويل الأورانيوم المسحوق عناصر أكثر تطورا في عملية تخصيب الأورانيوم". وأوضح انه" كان للمنشأة التي انكشفت الآن في مرج سلطان علاقة بالمفاعل الذي قصف في الكبر". ويقدر واضعو التقرير بأنه عقب قصف المفاعل قامت حكومة سوريا باعمال تغطية لاخفاء الادلة على عمل المنشأة. والتقدير هو أن اعمال طمس الاثار تمت في 2008 ردا على القصف وانطلاقا من التخوف من أن يكتشفها مراقبو الامم المتحدة اذا ما سمحت لهم سوريا بدخول نطاقها". وفي المنشآت الثلاث الاخرى، في مصياف ومرج سلطان والاسكندرية، عثر على محاولات طمس للآثار: سلسلة صور من فترات مختلفة تكشف نشاطا زائدا في هذه المواقع خلال عام 2008 (أي بعد قصف المفاعل) وكذلك بناء مساحات اسفلت، يرجح أنها ترمي الى منع المراقبين من جمع عينات من الأورانيوم من الارض التي في محيط المنشآت". وورد في التقرير الاميركي انه "دون تعاون من الحكومة السورية لا مفر من الاستنتاج انه يحتمل ان تكون دمشق خرقت بشكل فظ اتفاق منع انتشار الأسلحة النووية". وأوردت صحيفة "الوول ستريت جورنال" انه عقب النتائج الجديدة يحتمل أن يزداد الضغط الدولي على سوريا للسماح للمراقبين بتنفيذ تفتيشات في المواقع التي اكتشفت".

 

وفاة أحد قضاة المحكمة الدولية

وكالات/نعت المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان في بيان أصدرته أمس، «ببالغ الحزن والأسى، وفاة رئيس غرفة الدرجة الاولى القاضي بيرت سوارت» الذي رافق عمل المحكمة منذ نشأتها، ولعب دوراً حاسماً في وضع اطرها القانونية. وأضاف البيان أن «رحيل سوارت يعد خسارة كبيرة للمجتمع الدولي القانوني عموماً وللمحكمة خصوصاً»، مشيرة الى أن الفقيد «سيبقى في الذاكرة كأكاديمي وقاضٍ بارز ساهم مساهمة قيمة في مجال العدالة الجنائية الدولية، وسيفتقد زملاؤه حكمته وخبرته وتفانيه». وأعلن البيان أن سوارت توفي اثر صراع طويل مع المرض، وأن رئيس المحكمة القاضي انطونيو كاسيزي وجميع الموظفين يتقدمون من زوجة القاضي سوارت وعائلته واصدقائه بأحر التعازي، وأن البحث يجري حالياً عن قاضٍ بديل للراحل.

 

وهّاب: سليمان مرتبط بمشروع اميركي وميقاتي يتلهى "بفرفكة يديه" 

رأى رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، في تصريح لصحيفة "الأنباء الكويتية" الصادرة اليوم (السبت)، ان "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مرتبط بمشروع سياسي وقد يكون مع الاميركي والنظام المصري السابق وغيره من الانظمة"، مشيرا الى ان "التصرفات التي قام بها منذ وصوله الى رئاسة الجمهورية تظهر ان لديه برنامجا خاصا لا يتفق مع برنامج قوى 8 آذار". وقال ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي "لا يفعل شيئا فهو يتلهى بفرفكة يديه، ويريد ارضاء الجميع وألا يخاصم احدا ويريد 8 و14 و12 و11 آذار، وهذا لا يجوز فالقصة لا تركب هكذا فميقاتي ليست لديه خطة".

 

البابا قبل إستقالة صفير شفويا

نقلت صحيفة "السفير" عن مسؤول كنسي أن  رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري سينقل عندما يزور لبنان، تمنيات الكرسي الرسولي بانتخاب بطريرك ماروني يشغل كرسي انطاكية ويفعّلها ويعيد اليها الوهج والحضور. وأن يكون بطريركاً يقدّر العمل الجماعي والمؤسساتي ويكون منفتحاً على الجميع من ابنائه، فلا ينحاز الى هذا الفريق او ذاك على خلفية سياسية وأوضح مسؤول كنسي آخر حول زيارة ساندري أنه سيزور لبنان للتأكيد على خط الكنيسة الثابت. وهو سيتمنى على المطارنة استلهام الروح القدس ليمّن عليهم ببطريرك تتلاءم شخصيته وتاريخه وأسلوبه مع متطلبات المرحلة. وسيستمع مطولاً الى رأي البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير الذي سيكون له دور مهم في اختيار البطريرك المقبل. وعلينا ألا ننسى أن أكثر من نصف المطارنة رسمهم البطريرك صفير وأسهم بشكل أساس باختيارهم وما بين التحليلين الكنسيين يمكن تلمس بعض الحقائق، تماما كما حال التحليل في مضمون اللقاء الذي جمع امس البطريرك صفير والبابا بنديكتوس السادس عشر. وقد أكد أحد المسؤولين الكنسيين الموارنة في الفاتيكان لـ"السفير" أن موضوع استقالة البطريرك تم التطرق اليه بشكل مفصل. وقد استمع البابا أكثر مما تكلم وكشف أحد المطارنة أن البابا قبِل استقالة البطريرك صفير شفوياً وسيرسل موافقته الخطية في القسم الاول من الشهر المقبل. ولن تكون هناك فترة انتقالية بين قبول الاستقالة وانتخاب بطريرك، فالمجمع سيعتبر في حال انعقاد وسيباشر صلواته ومحاولات الانتخاب وصولا الى نجاح المهمة

ولا يتخوف اي من المسؤولين الكنسيين جدياً من ان تتدخل روما لتعيين بطريرك. فمهما تنامت الرغبات الشخصية والمنافسة، الا انه عند ساعة الحقيقة لا يرغب أي من المطارنة ان يسجل في عهدهم سابقة فرض بطريرك عليهم وأن تدخل روما من بوابة بكركي العريضة لتتدخل في كل مفاصل الكنيسة. ناهيك ان روما نفسها لا تميل ابداً الى مثل هذا الخيار ولن تتدخل الا مضطرة وأشار مسؤول كنسي آخر الى أن "روما ترغب بتعزيز صلاحيات البطريركيات الشرقية وهي تدعوها الى التجذر أكثر في أرضها. وعليها بالتالي أن تجد طرقها بنفسها، على اعتبار انها مدركة وواعية لكل ما يحيط بها من تحديات ومشاكل"، لافتا الى أنه في الفاتيكان كما في كل الدول والمؤسسات الكبرى اكثر من وجهة نظر في ما يتعلق بعدد كثير من القضايا والقضية الشرقية من ضمنها. لذا فإن تعاطي الفاتيكان مع مسيحيي الشرق شديد الحساسية والدقة. وهي تحاول ان ترسم استراتيجيات بعيدة المدى لقضايا معقدة ومتداخلة

هذه القضايا "المعقدة"، لا سيما في ترجمتها اللبنانية، كانت على امتداد هذا الاسبوع محور نقاشات مستفيضة في الفاتيكان. فالايام التاريخية التي عاشها الموارنة في عاصمة الكثلكة جعلتهم يشعرون "بأهمية دورهم وحضورهم وعظمة تاريخهم"، بحسب احد الاساقفة، مشيرا الى أن ذلك يستدعي وقفة ضمير وتأمل لواقع أحوالهم وأسباب خلافاتهم

وعن مدى تأثير انتخاب بطريرك جديد على الأجواء السياسية وعما ردده البعض عن ان البطريرك الجديد سينأى بنفسه عن السياسة، أوضح المطران نفسه أن "البطريرك الحالي والسابق واللاحق لا يتعاطون السياسة. نعم لهم مواقفهم الوطنية الثابتة وهي مواقف الكنيسة. ولكن في النهاية الاسلوب هو الرجل ولكل طريقته في التعبير عن مواقفه وآرائه التي قد تعجب البعض وقد تزعج الآخرين. ونحن في الكنيسة نحب التجديد والتطوير لكننا لا نهوى الانقلاب

 

الأسد غير مُرحّب به في الرياض

إيلاف /لا ترى السعودية على المستوى الشعبي أو بعض الوجوه الرسمية مبرراً لزيارة الرئيس السوري بشار الأسد للعاصمة السعودية الرياض ولقاء العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعقد قمة معه، ذلك أن تلك الأوساط التي التقتها "إيلاف" ترى أن تاريخ الأسد الصغير مع السعودية لا يبيح له لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حتى وإن كان اللقاء من أجل التهنئة بسلامة الوصول بعد الرحلة العلاجية. يأتي هذا الموقف بعد تسريبات تشير إلى نية الرئيس السوري بشار الأسد زيارة المملكة والالتقاء بعاهلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وترى تلك الأوساط أيضاً أن سلسلة المواقف المرتبطة بسياسة الأسد الصغير وعديد الملفات الشائكة في المنطقة، خاصة وأن الرئيس السوري يعتزم زيارة المملكة بعد زيارة الملك البحريني الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الذي تعاني بلاده أعمال شغب واضطرابات ليست دمشق بعيدة عنها، إضافة إلى مواقفه في لبنان وضلوعه في محاربة الوجود السعودي هناك ومحاولة تعطيل كل الجهود الممكنة لاستقرار لبنان، فضلاً عن تصريحات أزلامه هناك ضد العاهل السعودي والأسرة الملكية السعودية بوقاحة متناهية على حد تعبير مسؤول سعودي

وتقول المصادر إن أيام الرئيس الأسد مثله مثل حليفه الزعيم الليبي معمر القذافي باتت معدودة، ولم يعد لديه ما يخفيه بعد وضوح الأوراق السياسية والاستراتيجية التي تكشفت للجميع في المنطقة، حيث لم تعد الخارطة الإقليمية خافية على أحد وهو ما يعني أن إرهاصات الأوضاع الجارية في المنطقة بينت على نحو جلي أن التلويحات بخطر الإرهاب والإخوان المسلمين أصبحت خارج الحسابات. وتتوفر معلومات لدى صاحب القرار السعودي أن القوى العظمى أصبحت على استعداد للتفاهم مع أي قوة شعبية بصرف النظر عن انتمائها، ذلك لأنها في المحصلة النهائية أكثر قدرة على التعامل مع الداخل والخارج من الحكام الحاليين في ما يسمى بالجمهوريات العربية.

حيث كشفت الأحداث الأخيرة في غير بلد عربي أن الشعوب بمختلف أطيافها أدارت ثوراتها بنجاح لم يكلّفها سوى أيام معدودة لتري العالم قدرتها على إدارة دفة التغيير بتوازن محلي ورسائل مباشرة للعالم تحكي واقعا أكثر قدرة وإلماماً بالواقع السياسي الجديد. فيما كشفت الأحداث ذاتها عن تعامل مختلف من قبل تلك القوى العظمى مع طموحات الشعوب ورغبتها في فرض واقع جديد قائم على التركيز نحو التنمية وتطوير الاقتصاد ودعم الحريات بعيداً عمن يمتهنون تصدير الأزمات ودعم بؤر الصراعات

 

هل يكون التغيير والاصلاح بتجاوز الدستور والتطاول على الرئاسة الاولى؟

 زوين: لقاؤنا في 14 آذار لنقول نعم للحرية ولا للسلاح اللاشرعي

وكالات/أكد المنسق العام لتجمع "ملتزمون" نجيب زوين ان "استعمال السلاح اللاشرعي من قبل حزب الله وحلفائه ادى الى "اقالة" حكومة الرئيس سعد الحريري الميثاقية، وضغط السلاح اللاشرعي لحزب الله انتج اكثرية برلمانية جديدة واكثرية غير شرعية انتجت تكليف غير شرعي، وتسعى لتأليف حكومة غير شرعية وغير ميثاقية. هذا في القانون اما في الواقع وفي لحظة إنبعاث الشعوب العربية طلبا للحرية والكرامة، يجد اللبنانيون أنفسهم، بعكس تيار التاريخ، مهددين بحريتهم وكرامتهم وعلى وشك أن يخسروا نظامهم الديومقراطي وأسس دستورهم ودولتهم المدنية، بسبب سيطرة السلاح وأيديولوجيته التوتاليتارية، وبسبب هيمنة النظامين الاحاديين السوري والإيراني على وجهة لبنان وسياساته. ولن تكون الحريات الفردية والعامة وحدها في خطر، لكن أيضا طريقة حياة اللبنانيين وثقافتهم وصيغة عيشهم المشترك وإقتصادهم وعلاقتهم بالعالم الحر وبأشقائهم العرب".

وشدد زوين في مؤتمر صحافي لاطلاق حملة "نعيد الحق لاصحابه" بعنوان "لوين أخدتو صوتي"، في اوتيل لو غبريال – الاشرفية، على ان "وجودنا في ثورة الارز ليس وجودا ظرفيا او عابرا، ولا هو نتيجة لتبعية سياسية او لمصلحة شخصية، بل هو عن قناعة وايمان. فثورة الارز امتداد لتراث من الحرية والتعددية، وتمثل ثقافة السلام والعدالة وقبول الآخر واحترام الذات الانسانية. لان ثورة الارز تعكس فعلا لا قولا التراث الروحي التعددي والمتجذر في التاريخ المبني على المحبة والتسامح".

وأضاف: "اما التغيير والاصلاح اللذان يبشروننا بهما ويدعوننا اليهما ما هما الا دعوة لالغاء الذات... كيف لا وهم يدعوننا الى تغيير جلدنا ومبادئنا وثوبنا للانضمام اليهم، على ما قاله النائب ميشال عون"، سائلا "هل المطلوب ان نتخلى عن تاريخنا ومبادئنا ونتنكر لشهدائنا للدخول الى جنة الحكم؟ لكن من ساواك بنفسه ما ظلمك، الم يتخل النائب ميشال عون عن تاريخه وتراثه وشهدائه ليلتحق بركب النظام السوري وحلفائه في لبنان؟. وهل يكون التغيير والاصلاح بتجاوز الدستور والقوانين، وبسياسة التشفي والكيدية والروح الثأرية وزرع الفتن بين مكونات الوطن الواحد؟ وهل يكون التغيير والاصلاح واستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية بالتطاول على مقام الرئاسة الاولى وتهميش دورها لغايات شخصية؟.

ونبه الى ان "الديموقراطية في خطر،الحريات الفردية والعامة في مهب الريح وملامح حكم احادي، وتوتاليتاري موجه قد بدأت طلائعه".

وأضاف:"ان قرارنا هو مواجهة هذا المخطط الخطير الهادف إلى تغيير هوية ووجه لبنان التعددي، والإنقضاض على مكتسبات إنتفاضة الإستقلال وثورة الارز".

وتوجه الى رئيس الجمهورية "الوحيد المؤتمن على الدستور والوحيد الذي اقسم اليمين للحفاظ على الوطن والهوية والكيان" طالبا منه "عدم المساهمة بضرب مسيرة السلم الاهلي والعيش المشترك وبعدم التوقيع على مراسيم تأليف الحكومة".

ودعا النواب "الذين تخلوا عن قواعدهم وخذلوا ناخبيهم ان يعودوا الى موقعهم الطبيعي، او ان يستقيلوا، قبل فوات الاوان وقبل ان يأتي يوم الحساب". كما دعا "الى اجراء انتخابات مبكرة". وختم زوين:"يا من تواجدتم في ساحات الحرية بملء ارادتكم لا تستسلموا للخديعة ولا تسمحوا للسلاح اللاشرعي، الذي اخاف بعضا من نوابكم، أن يملي عليكم قراراتكم، ولا تجعلوا ضميركم يؤنبكم ان تغيبتم عن ساحتكم. لقاؤنا معا في 14 آذار لنقول نعم مدوية للحرية والكرامة والعدالة... ولا قوية للسلاح اللاشرعي. نعم لدولة مدنية عصرية وحكم يمثل الفئات والاطياف اللبنانية كافة يظلله الدستور وترعاه القوانين".

 

اللواء: عون يسعى إلى إقفال باب الترشح للرئاسة بوجه شخصيات وأولهم فرنجية  

نقلت صحيفة "اللواء" عن مصدر سياسي أن "النائب ميشال عون يرى في عدم مشاركة قوى "14 آذار" في الحكومة فرصة ثمينة يجب استثمارها، ولذلك يطالب بأن تكون حصته جميع الوزراء المسيحيين، ويرفض أن يكون للرئيس ميشال سليمان حصة وزارية بحجة أن الدستور لا ينص على ذلك، كما يرفض إعطاءه أي وزارة سيادية، ولذلك تمسّك عون بأن تكون وزارة الداخلية من حصته هو". وأشار المصدر إلى أن "عون يدرك جيداً أن حصوله على أحد عشر وزيراً وما فوق سواء أكانت الوزارة مؤلفة من 30 وزيراً أم من 24، يعني أنه يملك قرار التحكّم بقرارات الحكومة، كما أن مصير بقاء الحكومة يكون وقتها رهن إرادته، فحصّته إن كانت الثلث زائداً واحداً فهو وقتها يستطيع أن يقيل الحكومة إذا رغب بذلك بإشارة واحدة منه لوزرائه، ولذلك يُصرّ بقية الأطراف وتحديداً الرئيسان سليمان وميقاتي على رفضهما أن تكون حصة عون الثلث زائداً واحداً".

كما رأى أكثر من مصدر أن "الحملات الهجومية التي قام بها ميشال عون واستهدفت شخص ودور رئيس الجمهورية، هدفت إلى إصابة دوره بالصميم ومن ثم تحجيم هذا الدور للرئيس سليمان وذلك لقناعة لدى عون أن هذا الموقع كان من حقه وسُلب منه ومُنح لشخص لا يستحقه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يهدف عون من تسويق شخصه أنه المسيحي الأكثر تمثيلاً، فتح معركة رئاسة الجمهورية، منذ الآن، فهو إن لم يستطع اختصار عهد الرئيس سليمان يكون قد أقفل باب الترشح للرئاسة بوجه شخصيات مارونية أخرى طامحة للموقع الرئاسي الأول وفي مقدمة هؤلاء حليف عون النائب سليمان فرنجية الذي يسير بخطوات ثابتة نحو رئاسة الجمهورية، بعيداً عن نهج الاستفزاز والمناحرة والكيدية وبعيداً عن منطق الغلبة".

 

الجميل: طالما أن لا خلاف على العدالة والحرية فما المانع من تشكيل حكومة وحدة وطنية؟ 

موقع 14 آذار/سأل رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل :"ما المانع من تشكيل حكومة وحدة وطنية طالما ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي كان أعلن عن نواياه بالتمسّك بالعدالة والمحكمة وبسيادة الوطن والاستقلال المنشود؟ وعلى ماذا نختلف إذاً؟ داعياً الى تشكيل حكومة وفاق وطني يكون فيها كل الضمانات للجميع".

من جهة أخرى، كشف الرئيس الجميل عن طرح كتائبي لتطوير هيكلية الحركة تقضي بقيام قيادة مصغرة تتخذ القرارات باجماع وتنبثق عنها منسقية تنفيذية مرتبطة بالقيادة مباشرة تكون بمثابة الاداة التنفيذية للقيادة . واكد الرئيس الجميل في حديث لصوت لبنان (100.3،100.5):" نقول بوضوح ان مشروعنا هو مشروع بناء الدولة العادلة وتحقيق الاستقرار وليس الدخول في حكومة او الحصول على حقائب، وكل ما يهمّنا هو مصلحة البلد والاستقرار فيه، في حين ان الآخرين لديهم برنامج آخر يعطونه الأولوية وهو يتناقض مع نوايا الرئيس المكلف التي اعلنها بنفسه ". لافتاً الى انه "منذ البداية أعطينا فرصة لتشكيل حكومة تضمّ الجميع وقمتُ بالمساعي التي كان يجب القيام بها ولكن تبيّن لي ان لا مجال للوصول الى حل نظراً للتعقيدات والشروط التعجيزية التي يضعها حلفاء الرئيس ميقاتي ،لذا أعلنتُ اننا وصلنا الى باب مسدود".

من جهة أخرى، كشف الرئيس الجميل رداً على سؤال حول الخطوات المقبلة لقوى الرابع عشر من آذار عن طرح كتائبي لتطوير هيكلية الحركة تقضي بقيام قيادة مصغرة تتخذ القرارات باجماع و تنبثق عنها منسقية تنفيذية مرتبطة بالقيادة مباشرة تكون بمثابة الاداة التنفيذية للقيادة .

واوضح :" 14 آذار هي حركة نضالية وطنية حققت العديد من الانجازات على الصعيد الوطني والقضائي والأمني، وهذه الانجازات يجب ان يسجّلها التاريخ"، مؤكداً على ان الكتائب مصرّة على تفعيلها وإعطائها "نفس جديد" خاصة في ظل الظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة". وأضاف "هناك عواصف كثيرة وتداعيات لكل الاحداث التي تحصل ان في لبنان او في المنطقة ككل، وعلى هذا الأساس طلبنا بتطوير هيكلية 14 اذار وتفاهمنا على دراسة هذا الأمر للوصول الى نتائج بأسرع وقت ممكن، وقد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه". وتابع قائلاً "14 اذار هي حركة جامعة تضم العديد من الاحزاب والشخصيات اللبنانية وحتى ممثلين عن المجتمع المدني، وهؤلاء يشكّلون الهيئة العامة في 14 اذار التي شاركت في كل المناسبات، أما المطلوب اليوم فهو ان ينبثق من هذه الهيئة العامة قيادة مصغرة تكون فاعلة ومتضامنة تتخذ كل قراراتها ومبادراتها بالاجماع ليكن الجميع متفاهماً بين بعضه البعض". وشرح ان القيادة هي التي تعلن عن مواقفها على اثر اجتماعاتها وكلما دعت الحاجة، مضيفاً "يجب ان تنبثق عن القيادة منسقية تنفيذية أيضاً تكون مرتبطة مباشرةً بالقيادة وتقوم بالمهمات التي توكلها فيها، على ان تكون هذه المنسقية الاداة التنفيذية للقيادة". وفيما يتعلق بالقرارات والمبادرات، فشدد الرئيس الجميل على وجوب ان تكون كلها بمبادرة من قيادة 14 اذار التي قامت بواجباتها في كل هذه الفترة".

 

 سعيد: اجتماع نواب 14 آذار غداً سيعلن الانتقال للمعارضة.. واجتماع 6 آذار لإعلان وثيقة سياسية

موقع 14 آذار/أكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد أن اجتماع "نواب 14 آذار" الاستثنائي عند السادسة من مساء غد في فندق البريستول هو لإعلان الانتقال إلى المعارضة رسمياً واتخاذ القرار النهائي بعدم المشاركة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وفي حديث إلى صحيفة "السفير"، قال سعيد: "إن اجتماعاً موسّعاً ثانياً ستعقده قوى 14 آذار على مستوى قياداتها في السادس من آذار المقبل في فندق البريستول أيضاً، وسيحضره نواب وشخصيات وكل من يدور في فلك "14 آذار"، لإعلان وثيقة سياسية، وتحديد خارطة الطريق التي ستعتمد انطلاقا من التجمع الجماهيري في 14 آذار".

 

القرار الاتهامي قد يصدر في 7 آذار.. والتحقيق بتسريب التسجيلات في مرحلة متقدمة  

نقلت صحيفة "اللواء" عن مصدر فرنسي رفيع أن "دوائر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مستمرة في تحقيقاتها لكشف ملابسات التسجيلات الصوتية التي جرى تسريبها الى وسيلة تلفزيونية لبنانية (قناة "الجديد")، وتأكّد أنها في عهدة حزب لبناني بارز معني بالتحقيقات في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري". وأوضح المصدر أن "التحقيقات صارت في مرحلة متقدمة وربما نهائية، وقد يُصار إلى إعلان الملابسات والتفاصيل في موازاة اتخاذ الاجراءات اللازمة في حق المتورطين في التسريبات، علماً أنه بات مؤكداً أن هؤلاء موظفون سابقون في المحكمة، وشغل بعضهم وظيفة مترجم ومعرّب". وكشف المصدر أن "قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرنسين على وشك الإنتهاء من تقويم كل مندرجات القرار الاتهامي الذي أحاله إليه قبل اسابيع المدعي العام القاضي دانيال بلمار"، لافتاً إلى أن "لا معطيات واضحة بعد تجزم بأن بلمار (بالإتفاق مع فرنسين) سينشر القرار فور الفراغ من تقويمه، على الرغم من أن المعطيات التي باتت في حوزة دوائر القرار الفرنسي تتوقع توزيع النص، في حال قرر بلمار ذلك، في غضون أسبوعين"، لاسيما أن توقّع البعض توزيعه يوم السابع من آذار. كما كشف أن "القرار يورد، من ضمن لائحة الاتهام، شخصاً غير محدد الجنسية عاش في العراق ويسميه أنه كان الانتحاري الذي اطلق صاعق الـ 1800 كيلوغرام المحمّلة في شاحنة الميتسوبيشي البيضاء اللون، وأن مجنديه أقنعوه وأوهموه، وهو الأصولي، أن هدفه تصفية رئيس الوزراء العراقي السابق آياد علاوي، وأنه لا بد من الاقتصاص منه لانه سهّل الاحتلال الاميركي للعراق وكان احد ركائز تثبيته". ولفت المصدر الفرنسي إلى أن "القرار الاتهامي، كما صار معلوماً، سيتدرج على دفعات وربما الى اثنتين او ثلاث، ومن الممكن أن يتضمن الجزء الأول منه أسماء لبنانيين وسوريين ومن جنسيات أخرى شاركوا أو خططوا أو نفذوا، وربما حرّضوا، وقد يبلغ عدد هؤلاء 24 إسماً كحدّ أقصى، من بينهم 7 الى 9 من جنسية عربية واحدة". واستدرك المصدر أن "كل هذه المعطيات لن تكون يقينية إلا بعد صدور الجزء الاول من القرار الاتهامي، لأن 7 مسؤولين في المحكمة الدولية، على الأكثر، مطلعون على كامل تفاصيل القرار الاتهامي من خلال النسخة التي حوّلها بلمار الى فرنسين".

 

الحجار: لقاء "14 آذار" في ساحة الحرية لتأكيد مواجهة الإنقلاب والمنطق الإستئثاري  

موقع 14 آذار/أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار أن "التنّكر لاجماعات الحوار الوطني، وخصوصاً حول المحكمة والسلاح، إنقلاب سنواجهه بمواقف أكثر صرامة، تمسكاً منا ببقاء القيم التي تأسس عليها لبنان"، لافتاً إلى أن "موضوع المحكمة والسلاح أو إحترام الطائف والدستور كلها مسائل تمّ التوافق عليها بالإجماع في مؤتمر الحوار الوطني، لكن تمّ الإنقلاب عليها، ونحن لا نستطيع أن نرضى بهذا الانقلاب وسنواجهه بمواقف أكثر صرامة".

الحجار، وفي حديث لـ"المستقبل"، رأى أن "استعمال السلاح، لمناسبة وغير مناسبة، لتغيير المعادلات السياسية ومحاولة إلغاء العدالة كلها أمور تهدد الديموقراطية والسلم الأهلي والعيش المشترك واستمرار النظام البرلماني والمؤسسات الدستورية في لبنان، وإذا لم تواجه بحزم لا يعود هناك مبرر لوجود لبنان، ولذلك يجب التمسك بهذه الثوابت".

إلى ذلك، انتقد الحجار الحملة المستمرة لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون على رئيس الجمهورية ميشال سليمان وموقع الرئاسة، واضعاً إياها في خانة "إضعاف الرئيس تمهيداً للانقضاض على هذا الموقع من خلال سلسلة الانقلابات التي يقوم بها الفريق الذي يقوده حزب الله". ولفت إلى أن "عون إنسان تاريخه يشهد عليه، والمنطق الذي يحكم عمله هو المنطق الاستئثاري والإلغائي للآخر، عدا عن ذلك طموحه الدائم للوصول الى سدة الرئاسة، فهو مستعد لتجاوز المحرمات للوصول الى هدفه".

ورأى أن "المنطق الاستئثاري والكيدي مسيطر على الفريق الآخر، الذي يعتبر أن وزارة الداخلية وسيلة للانقضاض على الخصوم، فهو يعتمد على قوة الموقع بدلاً من اعتماده على قوته وطاقاته"، لافتاً إلى أن "موضوع التأخير في تشكيل الحكومة يعود الى تقاطع المصالح بين الأفرقاء المعنيين بالتشكيل سواء في الداخل الذين سمّوا الرئيس المكلف أو في الخارج وهم حلفاء هذا الفريق، ومن الواضح أن التغييرات في المنطقة عامل أساسي يفرض نفسه إضافة الى ترقب صدور القرار الاتهامي، عدا الأسباب المتصلة بالتحضيرات الجارية لإقامة المهرجان في 14 آذار في ساحة الشهداء والتمييع المعتمد للفريق الآخر للرد على مطالب قوى 14 آذار، فكل هذه عوامل مسببة لهذا التأخير في التشكيل".

ورداً على سؤال، أجاب الحجار: "موقف سوريا المعلن عبر وزير خارجيتها وليد المعلم، هو أنها تريد حكومة وحدة وطنية، وترجمة هذا الموقف على الصعيد الداخلي رهن حلفائها في الداخل الذي يريدون في المقابل تشكيل حكومة من لون واحد، فهناك توزيع للأدوار". الحجار كرر الدعوة لكل اللبنانيين إلى المشاركة في يوم 14 آذار في ساحة الحرية "ليؤكدوا مجدداً على روح 14 آذار وعلى رفض المنطق الاستئثاري والكيدي وعدم الخضوع للمنطق الانقلابي". وقال: "سيكون لقوى 14 آذار موقف يوم غد من موضوع المشاركة في الحكومة، كما تعلن برنامج عمل للمرحلة المقبلة تحدد فيه شكل المعارضة والأطر التي ستنتهجها، وستكون معارضة مدنية وبرلمانية شاملة تحت سقف الدستور والقانون، لن نسمح فيها باستمرار الخلل الحاصل وتجاوز الدستور والمؤسسات، ولن نسمح للمنطق الكيدي أن يكون له مكان وسنواجهه بكل الوسائل الديموقراطية المتاحة".

 

دمشق مستاءة من عون وتدعو إلى تسريع تشكيل الحكومة

خاص – بيروت أوبزرفر/كشفت مصادر مطلعة لبيروت أوبزرفر أن النظام السوري مستاء من طريقة تعاطي النائب ميشال عون مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي فيما يخص الإفراط في المطالب والحصص الوزارية مما كان له الأثر السلبي في تأخير تشكيل الحكومة وقالت المصادر أن سوريا ترغب، في هذه الفترة الحساسة سواء على الصعيد اللبناني أو العربي، أن تشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن مع أو بدون مشاركة قوى 14 آذار وذلك لإمساك قبضتها على الساحة السياسية اللبنانية من خلال حكومة أكثريتها من قوى 8 آذار الحليفة لها ومن خلال الرئيس ميقاتي القادم إلى السراي الحكومي بضوء أخضر سوري وأشارت المصادر أن من أولويات الحكومة المقبلة بحسب دفتر الشروط السوري، التعامل بحذر مع ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والعمل على فسخ بروتوكول المحكمة للحد من تداعيات القرار الإتهامي "المزلزل" الذي يؤرق دوائر القرار في سوريا وبعض الجهات اللبنانية

 

مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح: إشكالية السلاح تزعزع الوطن.. وإذا سلّم ميقاتي مفاتيح لبنان لسوريا فالبلد إلى كارثة

لبنان الآن/عبّر مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح عن رفضه اي أحكام مسبقة عن المحكمة الدولية من أي طرف سياسي "فكيف من هيئة دينية"، في تعليقه على البيان الأخير للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى.  وفي حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، قال شطح في سياق آخر: "إن وجود اي تنظيم مسلّح مستقل عن الدولة، ولأي طائفة انتمى وبغض النظر عن نيّاته حتى ولو قدّم ما قدمه في مواجهة العدو، يشكّل كلفة كبيرة وربما خطراً على الدولة وعلى تماسك اللبنانيين وعلى النظام اللبناني، وهذا التنظيم المستقل عن الدولة يؤدي الى خطر حقيقي من الخارج على التراب اللبناني، وهذه إشكالية اساسية تزعزع الوطن". وفي ردّه على سؤال، أجاب شطح: "الساعة لن تعود الى الوراء، ولكن هناك محاولة منذ ست سنوات لإضعاف الحركة التي قامت في 14 آذار 2005، لأن برأيي هذه الحركة التي طالبت بإستقلال القرار في لبنان وبالسيادة والعدالة، تشكل اعاقة لرؤيتهم".  وحول قول وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود إنه بعد أن شاهد "الحقيقة ليكس" رأى أن الرئيس سعد الحريري كان مسيّراً عندما اتّهم سوريا واليوم هو مسيّر بإتهام حزب الله، قال شطح: "أتردد في أن أعلّق على هذا الكلام لأنه كلام لا يستحق الرد، بهكذا كلام هناك تجريح شخصي اولاً، وفي هذا الكلام هناك احكام مسبقة على المحكمة، وبهذا الكلام هم مسيّرون في ما يقولونه". وبشأن تأليف الحكومة، اعتبر شطح ان "الاشكالية التي كانت قائمة من قبل لا يستطيع ان يحسمها الرئيس نجيب ميقاتي لأنه لم يستطع حسمها لا الرئيس ميشال سليمان ولا قطر وتركيا وسوريا والسعودية، وهذه مشكلة لدى الرئيس ميقاتي لا يُحسَد عليها"، وتابع شطح: "الرئيس ميقاتي قال انه لم يأتِ من اجل منصب بل لأنه يريد ان ينقذ المرحلة، ولكن كيف يمكنه ان ينقذ مرحلة بتأليفه حكومة من لون واحد؟ هل سيعطي الرئيس ميقاتي مفاتيح لبنان الى سوريا عبر تشكيل الحكومة؟ فالرئيس ميقاتي عندئذ يأتي لأخذ البلد إلى كارثة، ولكن لا اعتقد ان الرئيس ميقاتي يتجه لذلك، وإذا كان الرئيس ميقاتي يقول إنه وسطي فليبرهن ذلك، فمع ان كلامه يوحي بالوسطية لكنه لا يترجمها بالافعال من خلال عملية تأليف الحكومة".

 

منيمنة: كلام ميقاتي أمس كلام عام لا يردّ على أسئلة 14 آذار

لبنان الآن/أكد وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال حسن منيمنة أن "ما قاله الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي في طرابلس أمس ليس إلا كلامًا عاماً يقال في اي مكان وزمان"، وأضاف: "وهو إذاً لا يرد على اسئلة 14 آذار إليه، فالقضية الأساس لدينا هي وجود محكمة دولية وما إذا كان لبنان سيستمر في التعاون معها للوصول إلى كشف الحقيقة وتحقيق العدالة أم لا، كما أن المسألة تتعلق بسلاح يستخدم في الداخل، لا عن كلام بالمُطلق حول العدالة ومقاومة العدو".وفي حديث إلى محطة "otv"، قال منيمنة: "بالتالي لم يردّ ميقاتي على أسئلتنا ولم يعطِ عليها أجوبة واضحة، بل بالعكس فإن كلامه يخفي مفاجآت نعرفها من الفريق الآخر المُصرّ على وقف التعاون مع المحكمة وعلى استعمال السلاح في الداخل". وحول احتمال صدور التشكيلة الحكومية قريباً مع قرب إعلان 14 آذار عدم مشاركتها، ردّ منمينة: "القصة ليست أبداً مشاركتنا، فهم أخذوا قراراً بإقصائنا منذ البداية، وما يؤخر صدور الحكومة هو التناتش الحاصل بينهم على الحقائب من جهة، ومن جهة ثانية عدم قدرة القوى الاقليمية الداعمة لهم على تحمل حكومة من لون واحد في هذه الفترة التي تمر بها المنطقة". وحول ما يراه من دور سوريا اليوم، أجاب منيمنة: "الكل يعرف دور سوريا في الحيلولة دون وصول الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، ودورها في وقف الـ س.س. ومحاولة إعادة البلاد إلى ما قبل العام 2005، وهذا أمر واقعي لمسه الجميع من سوريا، في حين كنا نأمل في بناء علاقات صحيحة من دولة لدولة مع سوريا، لكن يبدو أن هناك من يريد بقاء الأمور على النهج الخطأ القديم".

 

ميقاتي زار دار الفتوى في طرابلس: متمسك بالصلاحيات الدستورية لرئيس الحكومة المكلف ولن أتنازل عنها

نأمل في تشكيل حكومة تعبر عن تطلعات الشعب اللبناني بمختلف فئاته

الشعار: طرابلس معك وطائفتك معك ونتطلع الى حكومة انقاذ وطني

وطنية- 26/2/2011 زار الرئيس نجيب ميقاتي صباح اليوم دار الفتوى في طرابلس حيث كان في إستقباله مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي ، أعضاء المجلسين الشرعي والاداري ، وعدد كبير من العلماء الذين يمثلون المجلس الاستشاري .

بداية رحب المفتي الشعار بالرئيس ميقاتي، وقال: يسرنا أن نرحب باسمكم بابن طرابلس والشمال وإبن دار الفتوى ، دولة الرئيس ميقاتي . نرحب بكم دولة الرئيس في دارتكم التي هي عرينكم والتي كان لكم فضل كبير في إحياء نشاطاتها، وكان لكم ،ولم يزل، الدعم المستمر للكثير من أعمالها الادارية الخاصة . لسنا هنا في صدد ذكر مناقبكم ولكن أنتم بالتاكيد مدماك اساسي في دار الفتوى سواء في طرابلس والشمال أو في بيروت . دولة الرئيس إنني أكبر فيكم رجولتكم يوم دخلتم الى دار الفتوى في بيروت وسددتم بابا كبيرا للفتنة السنية - السنية ، وأعرف أنكم كنتم تتمنون أن يكون بعض ما جاء في البيان على غير ما ذكر ، ولكنكم ترفعتم عن بعض التعابير من أجل وحدة الطائفة وإقفال باب الفتنة التي كان البعض يراهن عليها كثيرون ممن يتناولون الجزئيات في العمل السياسي. دخلت كبيرا الى دار الفتوى وخرجت كبيرا ومعك تأييد سائر أركان طائفتك .كما أحيي يا دولة الرئيس تبنيكم ما جاء في وثيقة وبيان دار الفتوى ، وأقول بكل صراحة ، نحن قوم لا نخاف منك ولا عليك ، فلقد أوتيت من الحكمة والحنكة ما يجعلك تلين الكثير من الصعاب وكلنا ندرك أن المرحلة حرجة وشرسة.

وختم: طرابلس معك وطائفتك معك والاحرار في كل لبنان معك ، والمؤمل عليك كثير يا دولة الرئيس ، واعظم ما نتطلع إليه في حكومتكم المقبلة ،التي نرى أن تأخيرها ليس عيبا بل ربما ميزة اساسية حتى تمتص الاحتقان القائم ، ما نتطلع إليه هو ان تكون حكومة إنقاذ وطني ، وهذا شان الكبار والحكماء. أملي أن يسدد الله خطاكم ، والا تشغلكم بيروت والحكومة عن طرابلس التي تزداد علاقتها بكم رسوخا يوما بعد يوم .

الرئيس ميقاتي

بدوره شكر الرئيس ميقاتي المفتي الشعار على كلمته وشرح للحضور ظروف ترشحه لرئاسة الحكومة، وقال : إن الوضع الصعب في لبنان والمنطقة هو الذي أعطاني حافزا لحمل كرة النار والترشح لرئاسة الحكومة وقد خطوت هذه الخطوة بعزم وإصرار على العمل مع الجميع في سبيل إنقاذ وطننا.

اضاف ردا على سؤال: إنني متمسك بالصلاحيات الدستورية النصوص عنها في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الحكومة المكلف ولن أتنازل عنها . أما في ما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية فقد أخذت على عاتقي عدم الدخول في اي جدال من أي نوع كان ، ولكنني أقول فقط هل هناك أحد لا يريد الحقيقة والعدالة من دون مواربة أو استثمار سياسي؟ هل يعقل لرئيس وزراء موجود في السلطة ان يقبل الا يتابع قضية إغتيال رئيس وزراء سابق.

اضاف :إننا نعرف حجم التحديات والأخطار الكبرى، وأن الوطن في أزمة، ونعرف أن الناس تتحمّل فوق طاقتها، ومن وحي هذه العناوين الكبرى نسعى اليوم لتشكيل الحكومة كي يتمكن لبنان من تجاوز أخطر أزمة في تاريخه وكلنا أمل أن نتمكّن من تشكيل حكومة تعبر عن تطلعات الشعب اللبناني بمختلف فئاته ونسيجه وأطيافه، ولو تأخرنا قليلا. إنني أدعو كل القوى السياسية من دون استثناء إلى تقديم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى كما أدعو الى حل كل المشكلات بالحوار الذي هو الوسيلة الوحيدة لتوافق اللبنانيين.

تصريح المفتي الشعار

بعد اللقاء أدلى المفتي الشعار بالتصريح الآتي : صاحب الدولة المكرم وابن الشمال وابن دار الفتوى شرفنا بزيارة، وكانت زيارة مباركة تناولنا فيها ما له علاقة بالاوضاع الحاضرة في لبنان وخاصة على صعيد تشكيل الحكومة والثوابت التي اعلنتها دار الفتوى والتي اعلن دولته انه تحمل وتبنى كل ما جاء فيها ، مؤكدا ان الحكومة لن تكون الا لمصلحة لبنان ولن تكون لفريق على حساب آخر. الغاية الاساسية والهدف الاساسي من هذه الحكومة ان تكون حكومة انقاذ تعيد الامور الى نصابها وتعيد لكل فريق حقه ،وتعيد لكل انسان ما له علاقة بحقوقه وبالعدالة التي ينشدها. كرر دولته في اكثر من موضع واكد اليوم أن ثوابت دار الفتوى هي ثوابت وطنية وان حرصه على السلم الاهلي والوحدة الوطنية لا يقل ابدا عن حرصه على حياته الخاصة في ذاته ونفسه واسرته. وشكرنا لدولته هذه الاريحية وهذا الوضوح وحرصنا ان يكون في استقباله اركان الجهاز الديني في طرابلس والشمال جميعا مرحبين، وقد شكرنا لدولته، ونحن على امل ان يحقق الله تعالى الخير وتاليف وتشكيل الحكومة من اجل مصلحة لبنان.

وردا على سؤال قال المفتي الشعار: اعتبر المجتمعون هنا ان دولة الرئيس ميقاتي هو رجل انقاذ وليس طرفا وانه على مسافة واحدة من الجميع وهذه من خصائص الرئيس ميقاتي وبارك الحضور هذا المنهج وهذه المسيرة التي نحرص عليها. وفي الختام قدم المفتي الشعار للرئيس ميقاتي هدية تذكارية.

 

طرابلس استقبلته بالهتافات للمرة الأولى منذ تكليفه

ميقاتي: من منا لا يريد العدالة دون استثمار سياسي؟

 طرابلس – "النهار": في اطلالته الاولى من مسقطه طرابلس التي احيت قبل شهر يوم غضب ضد اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، جاءت كلمة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي امام الوفود المحتشدة لاستقباله لمناسبة زيارته الاولى لطرابلس منذ تكليفه، لتؤكد ضرورة " تقديم مصلحة لبنان واعتماد الحوار وسيلة لتوافق اللبنانيين"، مناشدا هؤلاء "الابتعاد عن الفتنة". وفي رد ضمني على الحريري سأل " من منا لا يريد الحقيقة والعدالة من دون استثمار سياسي؟ ومَن لا يؤمن بالعداء لإسرائيل وتوجيه السلاح فقط في مواجهتها ولا يسلم بضرورة تحرير الأرض؟ ومَن منّا أكبر من لبنان؟

وكان ميقاتي وصل ظهرا الى طرابلس واستقبله امام دارته آلاف المناصرين والمؤيدين وأبناء الشمال الذين رددوا الأناشيد الوطنية والأهازيج متمنين له التوفيق في مهمته . وحمل المستقبلون الاعلام اللبنانية وصورا لميقاتي ولافتات ترحيب باسم ابناء طرابلس والشمال و"جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" التي أسسها ميقاتي وشقيقه طه منذ بداية الثمانينات.

ورفعت على طول الطريق من مدخل طرابلس الى دارة ميقاتي صوره والاعلام اللبنانية ولافتات الترحيب، واحتشد مئات المواطنين في تجمعات عفوية على طول الطريق من البترون والكورة الى القلمون فطرابلس، مرددين عبارات الترحيب والثناء.

وجابت مواكب سيارة شوارع مدينة طرابلس مرددة الأناشيد والاغنيات الوطنية .

والقى ميقاتي والى جانبه الوزير محمد الصفدي والنائب احمد كرامي كلمة توجه فيها الى "أبناء طرابلس الوفية"، وقال: "اليوم نعود إليكم، إلى الجذور التي نستمد منها القوة والعزيمة والإصرار، نستلهم منكم قوة الحق ونعتمد عليكم لننطلق في مسيرة طويلة من أجل أن تستعيد طرابلس موقعها وأن تكون كلمتها مسموعة كما كانت دوماً صمام الأمان للوطن. فطرابلس ليست ملكاً لأحد وليست لخدمة أحد. هي مصنع الرجالات والزعامات الوطنية ومدينة الانفتاح والاعتدال والسماحة".

أضاف: "في أي موقع كنا، نحن ثابتون على المبادئ وهاجسنا الأول وحدة لبنان وعزته وكرامته. اليوم نحمل كرة النار لنطفئ الفتنة ولنعمل من أجل الاستقرار. نحمل الهم الوطني الكبير والخوف على المستقبل. لسنا هواة مناصب ولا أصحاب سلطة أنتم السلطة الحقيقية ونحن معكم لدينا خشية على الوطن.

نعرف حجم التحديات والأخطار، ونعرف أن الوطن في أزمة، وأن الناس تتحمّل فوق طاقتها. لهذه المهمة انتدبنا أنفسنا. ومن وحي هذه العناوين الكبرى نسعى اليوم الى تشكيل الحكومة كي يتمكن لبنان من تجاوز أخطر أزمة في تاريخه، تهدد وجوده ووحدته وكيانه، وكلنا أمل أن نتمكّن من تشكيل حكومة تعبّر عن تطلعات الشعب اللبناني بكل فئاته ونسيجه، ولو تأخرنا قليلا". ودعا ميقاتي "كل القوى السياسية من دون استثناء إلى تقديم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى، وإلى التكاتف حرصاً على لبنان وعلى شعبه الطيب ومستقبل أبنائنا.

كل المشكلات يمكن أن نجد لها الحلول بالجلوس الى الطاولة والحوار، فالحوار هو الوسيلة الوحيدة لتوافق اللبنانيين".

وسأل:"على ماذا نختلف؟ مَن منّا لا يريد الحقيقة والعدالة من دون مواربة أو استثمار سياسي؟ ومَن منّا لا يؤمن بالعداء لإسرائيل وتوجيه السلاح فقط في مواجهتها ولا يسلم بضرورة تحرير الأرض ولا يؤمن الا بالحوار سبيلا لحلّ المشكلات؟ ومَن منّا أكبر من لبنان؟ هذه ثوابت لا يختلف عليها إثنان من المؤمنين الحرصاء على لبنان".

ودعا إلى الحوار والشركة الوطنية تحت سقف المؤسسات الدستورية، وتطبيق الدستور والتزام موجباته مرجعا وحيدا لفض الخلافات".

وأكد ميقاتي تمسكه بدستور الطائف مشيرا الى "اننا لسنا في وارد القبول بأي تعديل عليه اليوم في ظل هذه الأجواء السياسية والانقسام. نحن حرصاء على وحدة لبنان وحريته وسيادته واستقلاله وعروبته وعلاقته مع العالم، وملتزمون قضية الأمة، قضية فلسطين. وها هو العدو الإسرائيلي يقضم الأرض التي بارك الله حولها.

القدس هي عنوان قضية الأمة، هذا إيماننا وهذه اقتناعاتنا التي لا نحيد عنها.

نحن أمّة وليس لدينا هاجس الخوف ولا عقدة نقص. ومن يريد تحويلنا إلى مذهب إنما يسيء إلى هويتنا وامتدادنا الكبير. لقد اختار الله أن نكون أمة وسطاً، فلا تخالفوا شرع الله. نحن أهل اعتدال وتسامح وإيمان وتديّن، ولسنا أهل عصبية وانطواء أو انعزال. أليست هذه ثوابت طرابلس؟".

واذ حيا "الصديقين الحليفين الوزير محمد الصفدي والنائب أحمد كرامي"، دعا الى التعاون لإعلاء شأن المدينة"، وقال:"لن أنتهز هذه المناسبة للرد على أحد، بل ندائي اليكم إياكم والفتنة، فمهما تكن الخلافات ستبقى ظرفية".

 

زوين: لقاؤنا في 14 آذار لنقول نعم للحرية ولا للسلاح اللاشرعي

هل يكون التغيير والاصلاح بتجاوز الدستور والتطاول على الرئاسة الاولى؟

وطنية - 26/2/2011 عقد المنسق العام لتجمع "ملتزمون" نجيب زوين مؤتمرا صحافيا لاطلاق حملة "نعيد الحق لاصحابه" بعنوان "لوين أخدتو صوتي"، في اوتيل لو غبريال - الاشرفية. وقال زوين:"ان استعمال السلاح اللاشرعي من قبل حزب الله وحلفائه ادى الى "اقالة" حكومة الرئيس سعد الحريري الميثاقية، وضغط السلاح اللاشرعي لحزب الله انتج اكثرية برلمانية جديدة واكثرية غير شرعية انتجت تكليف غير شرعي، وتسعى لتأليف حكومة غير شرعية وغير ميثاقية. هذا في القانون اما في الواقع وفي لحظة إنبعاث الشعوب العربية طلبا للحرية والكرامة، يجد اللبنانيون أنفسهم، بعكس تيار التاريخ، مهددين بحريتهم وكرامتهم وعلى وشك أن يخسروا نظامهم الديومقراطي وأسس دستورهم ودولتهم المدنية، بسبب سيطرة السلاح وأيديولوجيته التوتاليتارية، وبسبب هيمنة النظامين الاحاديين السوري والإيراني على وجهة لبنان وسياساته. ولن تكون الحريات الفردية والعامة وحدها في خطر، لكن أيضا طريقة حياة اللبنانيين وثقافتهم وصيغة عيشهم المشترك وإقتصادهم وعلاقتهم بالعالم الحر وبأشقائهم العرب".

وأكد زوين ان "وجودنا في ثورة الارز ليس وجودا ظرفيا او عابرا، ولا هو نتيجة لتبعية سياسية او لمصلحة شخصية، بل هو عن قناعة وايمان. فثورة الارز امتداد لتراث من الحرية والتعددية، وتمثل ثقافة السلام والعدالة وقبول الآخر واحترام الذات الانسانية. لان ثورة الارز تعكس فعلا لا قولا التراث الروحي التعددي والمتجذر في التاريخ المبني على المحبة والتسامح". وأضاف:"اما التغيير والاصلاح اللذان يبشروننا بهما ويدعوننا اليهما ما هما الا دعوة لالغاء الذات... كيف لا وهم يدعوننا الى تغيير جلدنا ومبادئنا وثوبنا للانضمام اليهم، على ما قاله النائب ميشال عون"، سائلا "هل المطلوب ان نتخلى عن تاريخنا ومبادئنا ونتنكر لشهدائنا للدخول الى جنة الحكم؟ لكن من ساواك بنفسه ما ظلمك، الم يتخل النائب ميشال عون عن تاريخه وتراثه وشهدائه ليلتحق بركب النظام السوري وحلفائه في لبنان؟. وهل يكون التغيير والاصلاح بتجاوز الدستور والقوانين، وبسياسة التشفي والكيدية والروح الثأرية وزرع الفتن بين مكونات الوطن الواحد؟ وهل يكون التغيير والاصلاح واستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية بالتطاول على مقام الرئاسة الاولى وتهميش دورها لغايات شخصية؟.

ونبه الى ان "الديموقراطية في خطر،الحريات الفردية والعامة في مهب الريح وملامح حكم احادي، وتوتاليتاري موجه قد بدأت طلائعه".

وأضاف:"ان قرارنا هو مواجهة هذا المخطط الخطير الهادف إلى تغيير هوية ووجه لبنان التعددي، والإنقضاض على مكتسبات إنتفاضة الإستقلال وثورة الارز".

وتوجه الى رئيس الجمهورية "الوحيد المؤتمن على الدستور والوحيد الذي اقسم اليمين للحفاظ على الوطن والهوية والكيان" طالبا منه "عدم المساهمة بضرب مسيرة السلم الاهلي والعيش المشترك وبعدم التوقيع على مراسيم تأليف الحكومة". ودعا النواب "الذين تخلوا عن قواعدهم وخذلوا ناخبيهم ان يعودوا الى موقعهم الطبيعي، او ان يستقيلوا، قبل فوات الاوان وقبل ان يأتي يوم الحساب". كما دعا "الى اجراء انتخابات مبكرة". وختم زوين:"يا من تواجدتم في ساحات الحرية بملء ارادتكم لا تستسلموا للخديعة ولا تسمحوا للسلاح اللاشرعي، الذي اخاف بعضا من نوابكم، أن يملي عليكم قراراتكم، ولا تجعلوا ضميركم يؤنبكم ان تغيبتم عن ساحتكم. لقاؤنا معا في 14 آذار لنقول نعم مدوية للحرية والكرامة والعدالة... ولا قوية للسلاح اللاشرعي. نعم لدولة مدنية عصرية وحكم يمثل الفئات والاطياف اللبنانية كافة يظلله الدستور وترعاه القوانين".

 

قباني استقبل سفير إيران ومساعد مدير المخابرات في الجيش

أبادي: نأمل الاسراع في تشكيل الحكومة ولا نتدخل في ما لا يعنينا

وطنية - 26/2/2011 استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني سفير ايران غضنفر ركن أبادي الذي قال بعد اللقاء:"سررت اليوم بزيارة مفتي الجمهورية وهنأته بمناسبة أسبوع الوحدة الإسلامية والولادة النبوية الشريفة. تحدثنا خلال اللقاء عن آخر التطورات في العالم والمنطقة والبلدان العربية وبخاصة انتفاضة الشعوب مع ضرورة التركيز على حقوق هذه الشعوب ومطالبها ووجوب تلبيتها. وعرضنا آخر التطورات والإنجازات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخصوصا أننا نعيش في أجواء الذكرى الثانية والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران". وعما إذا كانت إيران تساعد الرئيس المكلف لتشكيل حكومة وحدة وطنية، أجاب:"موقفنا واضح، نحن ندعو كل الأطراف إلى الوحدة والحوار ليكون خيرا لهذا البلد، فنحن لا نتدخل في الأمور التي لا تعنينا. أما في ما خص تأليف الحكومة فنأمل في أن تشكل في أسرع وقت لخير هذا البلد. ونؤكد أن إيران مستعدة أن تقدم ما يتوفر لديها من المساعدات، لا سيما في هذه المرحلة بالذات، كما تحدثنا في لقاء مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يجب أن نستمر بما بدأنا به مع الرئيس سعد الحريري وجهوده المشكورة في تنفيذ الاتفاقات ال 26 الموقعة فنبدأ بتنفيذ الاتفاقات التي وقعت سابقا".

العميد الخالد

كما استقبل مفتي الجمهورية مساعد مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد باسم الخالد.

 

ميقاتي غير قادر على حماية مكتسبات الشعب اللبناني ونضاله"

14 آذار: العقبة أمام التشكيل ليست سنّية بل شهية عون المفتوحة

المستقبل - السبت 26 شباط 2011 - شددت مواقف قوى 14 آذار أمس، على ان "قوى 8 آذار لا تريد إشراك قوى 14 آذار في الحكومة"، مؤكدة أن "رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لم يتجاوب معنا ولم يردّ على أسئلتنا". وأشارت الى "اننا لمسنا لمس اليد أن الرئيس ميقاتي غير قادر لظروف معينة أن يكون حامياً لمكتسبات ثورة الأرز ونضال الشعب اللبناني ودماء كل الشهداء الذين سقطوا". ورأت أن "العقبة الأساسية أمام التشكيل ليست عقبة سنّية أو ما يحكى عن الغطاء السنّي، بل هي شهية رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون المفتوحة"، وكررت التأكيد أن "قوى 14 آذار لا يمكن أن تكون شاهد زور على انقلاب سياسي واضح، أوعلى القرارات التي تتخذها الحكومة المقبلة".

منيمنة

لفت وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال حسن منيمنة، في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" إلى أن "قوى 8 آذار لا تريد إشراك قوى 14 آذار في الحكومة، ولو أرادوا عكس ذلك لما كانت حصلت الاستقالات من الحكومة"، مشيراً إلى أن "تكليف رئيس حزب "الكتائب" اللبنانية الرئيس أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع للحوار مع الرئيس المكلف قد وصل إلى طريق مسدود، لأنه لا جواب واضحاً من الرئيس المكلف عن الأسئلة المطروحة حول المحكمة الدولية والسلاح الداخلي وحول حجم المشاركة".

وكشف عن "نية الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة المملكة العربية السعودية لتهنئة الملك السعودي وإعادة إحياء مبادرة السين ـ سين". وقال: "لكن هذا الأمر لم يعد مطروحاً، فالسعوديون كانوا أعلنوا موقفهم بشكل واضح بسحب يدهم من هذا الملف، اضافة الى موقف تيار المستقبل الذي أعلن رئيسه أن لا عودة الى السين سين"، موضحاً أنها "تجربة مؤلمة لأن الطرف الآخر حاول الالتفاف على كل مشروع التوافق".

فتفت

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، ان "موقف قوى 14 آذار أصبح واضحاً بعدم المشاركة، لاننا لن نكون شاهد زور على انقلاب سياسي واضح، وهذا الموقف سيكون مبنياً على أسس وطنية ودستورية"، موضحاً ان "الإجتماع المرتقب لنواب 14 آذار (غداً الأحد) سينبثق عنه وثيقة سياسية ستشكل الأساس للمشاركة وهي بمثابة ثوابت وطنية تنطلق من الدستور والطائف". وقال: "إن قوى 14 آذار تستنتج من المحصلة السياسية لما يجري على الساحة اللبنانية. ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لم يتجاوب معنا ولم يردّ على الأسئلة التي وجهت اليه ولم يقدم أي عرض جدّي، وكأن هناك عملية إقصاء، لذلك هناك موقف سيتخذ من قبلنا".

مجدلاني

رأى عضو الكتلة النائب عاطف مجدلاني، في حديث إلى قناة "أي.أن.بي"، ان "الهدف من الهجوم على موقع الرئاسة الاولى ليس الحصول على وزارة الداخلية، وإنما اخضاع الموقع لمطالب حزب الله، والهيمنة عليه لاحقاً لإضعافه ومن ثم اخراجه، لاعتقاد عون انه ربما يصل بهذه الطريقة الى كرسي الرئاسة الاولى". وقال: "ان قوى 8 آذار ترفض مشاركة قوى 14 آذار في الحكومة الجديدة، ولم نحصل بعد على اجوبة واضحة عن الاسئلة التي وجهناها إلى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن المحكمة الدولية والسلاح غير الشرعي".

وشدد على ان "المملكة العربية السعودية سعت دائماً الى عدم التدخل في الشأن السياسي اللبناني الداخلي، وعملت لتفاهم اللبنانيين مع بعضهم البعض"، آملاً "أن تسهم عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله الى دياره في المساعدة على حلحلة الامور العالقة في لبنان بالتفاهم مع الرئيس بشار الاسد، ولكن من دون العودة الى معادلة س ـ س". وتطرق الى مناسبة الرابع عشر من آذار، قائلاً: "إن ثورة الارز حققت انجازات ولكنها ليست كاملة، وهذه الانجازات في خطر اليوم من خلال عودة الوصاية الى لبنان من جهة، وربطه من جهة أخرى بالمحور الايراني مجدداً، ولكننا كقوى وكجماهير لقوى 14 آذار سنبقى محافظين على الثوابت التي أنشئت 14 آذار من اجلها".

الحوت

استهجن عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عماد الحوت، في حديث الى موقع "النشرة" الالكتروني، "إلقاء البعض عقدة تشكيل الحكومة عند قوى 14 آذار"، مشدداً على أن "العقبة الأساسية أمام التشكيل ليست عقبة سنّية أو ما يحكى عن الغطاء السنّي، بل هي شهية العماد ميشال عون المفتوحة على عدد ونوع الوزارات، والصراع القائم بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في مسعاه لحرمانه من أي دور فاعل في الحكومة المقبلة".

واعتبر أن "الموقف الصادر عن لقاء دار الفتوى كان واضحاً لجهة أن المجتمعين طالبوا بإعادة التوازن الذي فقد بالتكليف عبر التأليف"، مشدداً على أن "الفريق الآخر اتخذ قراره النهائي برفض الشراكة مع فريق 14 آذار".

ولفت إلى أنّ الاتصالات مع رئيس الحكومة المكلف لم تصل إلى نتائج ايجابية، ليس بسبب عيب فيه أو عيب بقوى 14 آذار انما بسبب فريق 8 آذار، وكل اتهام لنا بتعطيل التأليف اتهام غير منصف لأننا كنا واضحين منذ البداية بإعلان موقفنا من المشاركة". وكرر التأكيد أن "قوى 14 آذار لا يمكن أن تكون شاهدة زور على القرارات التي تتخذها الحكومة المقبلة، ولذلك هي تسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية بعيدة عن منطق المحاصصة".

ولم يستبعد "إمكان أن يعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري خلال يومين قرار عدم المشاركة رسمياً بحكومة ميقاتي، خصوصاً في حال بقي الفريق الآخر على تشبثه". ورأى أن "رئيس الجمهوية ميشال سليمان لن يقبل بالتوقيع على تشكيلة حكومية لا تعطيه وميقاتي الثلث الضامن، وبالتالي حداً أدنى من الطمأنينة، وهو لن يرضخ لأي من الضغوط التي قد تدفعه للقيام بعكس ذلك". ورأى أن "الجو الذي نعيشه اليوم شبيه الى حد كبير بمرحلة ما قبل اتفاق الدوحة، وبالتالي نحن بحاجة إلى أن يكون الرئيس سليمان ضمانتنا للمرحلة المقبلة". وأكد أن "جمهور 14 آذار سيكون سيد الموقف وهو من سيحدد الشعار، فالقوى السياسية التي تقوده قامت بمراجعة ذاتية لمواقفها وبالتالي بات الخطاب والرسالة في 14 آذار بيد جمهور ثورة الارز"، متوقعاً "أن تكون الرسالة دعوة لوحدة وطنية حقيقية".

سعادة

أشار عضو كتلة "الكتائب" اللبنانية النائب سامر سعاده، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، إلى أن "المشاركة في الحكومة ليست أخذ كرسي أو أخذ هذه الحقيبة أو تلك، فلو كان الأمر كذلك، لكانت محلولة، لكن 14 آذار لن تشارك لتكون شهود زور في الحكومة". وقال: "لا يمكن ان نقف متفرجين في مجلس الوزراء على تهشيم المبادئ التي استشهد لأجلها الكثيرون والتي خضنا على أساسها دورتين من الإنتخابات النيابية وفزنا بالأكثرية".

وعمّا إذا كان شعارا المحكمة الدولية والسلاح قد استُهلكا والآن قوى 14 آذار بصدد تحضير برنامج كامل متناغم، قال: "المحكمة والسلاح ليسا شعارَين بل قيم لا تتغيّر، حتى ولو تلكأ بعض القيادات في قوى 14 آذار، أو خاضوا سياسة تقليدية بعد ثورة الأرز". اضاف: "القيم لا تتغيّر ويجب أنّ نستمر في النضال من أجلها، فيما التخلي عن القيم حفاظاً على الأمن يؤدي الى سلام تحت الطغيان والإرهاب".

وتابع: "إننا أمام خيارين، إمّا لبنان القيم والحريات أو لبنان التخلّي عن القيم تحت شعار الحفاظ على السلم الأهلي، فعندها نكون في وطن مغاير عن لبنان الذي نريده، من هنا خطورة ما قاله النائب وليد جنبلاط بالأمس لجهة التخلّي عن بعض المبادئ مقابل الحصول على الأمن"، مؤكداً أن "العدالة بالنسبة إلى 14 آذار هي قضية مبدئية حتى ولو كان ثمنها الدمّ، ومن لا يؤيد مبدأ العدالة سيستمر دائماً بالتهديد بالدم والقتل، وعندها تتراجع القيم اللبنانية".

ماروني

شن عضو الكتلة النائب ايلي ماروني، في حديث الى صحيفة "الأنباء" الكويتية، هجوماً على النائب ميشال عون، معتبراً ان "التأخير في تشكيل الحكومة يعود لشهيته المفتوحة حيث يطالب بحصص وزارية أكبر من حجمه". ولفت الى ان "مطالب عون واسعة وليس لها حدود، بالاضافة إلى الأطراف الأخرى التي تضع الفيتو على هذا الاسم وذاك الشخص، فكل ذلك من شأنه أن يؤخر ولادة الحكومة".

ودعا إلى التريث في تشكيل الحكومة "نظراً للأوضاع المتسارعة والتخبط الذي يعيشه عدد من الدول العربية والاقليمية في ضوء المتغيرات في العديد منها". وقال: "فلننتظر بعض الشيء في تشكيل الحكومة لأنه لا يمكن فصل لبنان عن محيطه الاقليمي والعربي وعن المتغيرات الحاصلة والتي تصيب الأنظمة والدول المحيطة بنا".

وعن دور الرئيس ميشال سليمان في التشكيل، قال: "إن رئيس الجمهورية أعلن أثناء تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري أنه لن يوقع على حكومة اللون الواحد، فالرئيس سليمان هو رئيس توافقي ويمثّل الجميع، وعليه أن يلعب دوره في أن يكون الحاكم العادل وأن يفرض التوزيع العادل في الحكومة، وكما عاملنا قوى 8 آذار يوم شكّلنا الحكومة برئاسة الحريري على الرئيس سليمان أن يفرض مع الرئيس المكلف معاملة قوى 14 آذار بنفس الطريقة والأسلوب وبالتالي لا يوقع على حكومة لا تشكل الموزاييك اللبناني".

وشدد على أن "أحزاب وشخصيات قوى 14 آذار تستعد بشكل كبير لهذا اليوم الحدث من خلال حشد جماهيري كبير"، لافتاً إلى أن "قوى 14 آذار تسعى وتعمل من أجل خارطة طريق تحدد مسارها ومسار الأمور حتى تستطيع قيادة اللبنانيين الى شاطئ الأمان". واعتبر أن "القهر والظلم والاستبداد والسيطرة على الشارع بالتهديد والترويع بالسلاح إلى جانب ترويع بعض النواب ونقلهم من ضفة إلى أخرى قد لا يكون مانعاً أمام انتقال الأحداث العربية إلى الساحة اللبنانية".

سعيد

أوضح منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال"، أن "البيان الذي سيصدر عن الإجتماع المرتقب انعقاده لقوى 14 آذار معنيٌ به الرئيس سعد الحريري وجميع نواب 14 آذار، حيث سيتم إعلان موقف موحّد نيابةً عن الجميع في قوى 14 آذار"، مذكراً بأن "الرئيس أمين الجميل هو من قال إن الأمور وصلت الى حائط مسدود، والوزير بطرس حرب إستنتج هذا الأمر، لذلك فإن الموقف الذي سيتخذ هو موقف موحد لكل قوى 14 آذار".

ولفت إلى أن "المفاوضات كانت تجري لتأكيد الثوابت التي تؤمن بها 14 آذار ولم تكن المفاوضات حول مقاعد أو حصص"، معتبراً أن "اللبنانيين لديهم الشرف بإدخال مفهوم جديد للعالم العربي وهو مفهوم العدالة". وأوضح أن "الإجتماع الذي سيعقد قريباً هو من أجل إعلان موقف سياسي بعدم مشاركة 14 آذار في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، أما الاجتماع الثاني (في البريستول) فهو الاجتماع الموسع وهو سيلتئم قبل 14 آذار". وختم: "هدفنا هو حماية مكتسبات ثورة الأرز ونضال الشعب اللبناني ودماء كل الشهداء الذين سقطوا، ونحن لمسنا لمس اليد أن الرئيس ميقاتي غير قادر لظروف معينة أن يكون حامياً لهذه المكتسبات".

ابو عاصي

أعلن الأمين العام لحزب "الوطنيين الأحرار" الياس ابو عاصي، في حديث الى محطة "أم.تي.في"، "أننا نخطئ كلبنانيين عندما نتعاطى مع هذه المرحلة وكأنها تشبه سابقاتها من مراحل تشكيل الحكومات". وقال: "لم يسبق للبنان أن شهد حالة كتلك التي أدّت الى اسقاط الحكومة"، لافتاً الى انه "لم يكن هناك إقرار ورغبة بالاعتراف من بقية مكونات الوطن في حق فئة منهم من المفترض أن تكون متساوية في الحقوق والواجبات مع كل الفئات الأخرى".

أضاف:" لم نشهد في تاريخ لبنان مجموعة تريد، ليس فقط الاعتراف بحقها في امتلاك السلاح، وانّما السير من دون ان تسأل عن شيء، وهذا ما دفعنا الى القول إن ما نشهده هو انقلاب"، لافتاً الى ان" خريطة طريق 14 آذار تتضمن إحباط الانقلاب عبر وقف هذا الزحف والتصدي له شعبياً من خلال المحاسبة".

وختم: " سنكون معارضة بكل ما للكلمة من معنى في الديموقراطية، لانه من دون معارضة لا يمكن الكلام عن تداول السلطة، وهذه المعارضة يجب ان تكون بنّاءة لناحية ان تمارس دورها في الانتقاد والمراقبة سواء في مجلس النواب او خارجه، وأن تمتلك برنامج عمل يمكنها من الامساك في زمام الامور عندما يحين الوقت".

 

جنبلاط يشكو حلفاءه الجدد : لماذا لا تقدرون تضحيتي؟ 

تسريب مدروس وملتبس حول شاهد ملك من حزب الله

البلد /علي الأمين/لم تستطع الاكثرية المستجدة، إثر انضمام النائب وليد جنبلاط والرئيس المكلف نجيب ميقاتي وحلفائه الطرابلسيين اليها، كما النائب نقولا فتوش، أن تخلص الى تشكيلة حكومية جديدة. فالرشاقة والحرفة التي اظهرها حزب الله وسورية في عملية التكليف لم تظهرا في مسار التأليف الذي باتت دونه صعوبات اقلها، او ادناها، التنافس على الحقائب والصراع على النسب التمثيلية داخل الحكومة. فما تؤكده مصادر سياسية موثوقة في قوى 8 اذار، وما تعلنه قوى 14 اذار، هو أنّ التباطؤ على طريق التأليف يعود الى تراجع الاندفاعة السورية، وتراجع حماستها ايضا لتأليف حكومة تفتتح عهدها بمواجهات داخلية وتشكيك خارجي عربي ودولي، في ظل تحولات سياسية زاحفة نحو اكثر من بلد عربي. وهي – التحولات فرضت نفسها بقوة على جدول الاعمال السوري في لبنان.

واللبنانيون، كما المتربصون دوليا بحزب الله، يدركون ان مشروع حكومة الاكثرية هو صناعة مدموغة باسم الرئيس السوري بشار الاسد والسيد حسن نصرالله. وهي تسعى إلى صناعة معادلة سياسية جديدة بدت غير قابلة للتطبيق "السلس". فبعد مرور شهر على التكليف، اظهرت الوقائع السياسية خلاف ذلك. فما الذي تغير وحال دون انجاز التشكيلة العتيدة؟

اولا: اظهر التغيير في معادلة الاكثرية، بالاقتناع او بالقوة، انه يلقي على اصحابه الفعليين تبعات تتجاوز في اثقالها ما كان عليه الحال في ظل رئاسة الحريري. فالثابت ان المعادلة الجديدة لم تأت بانصار جدد ولم تزعزع موقع الرئيس الحريري داخل الطائفة السنية ولم تستدرج تسليما سعوديا، وقبولا، وبالتالي تنسيقا يعين الرئيس المكلف على عوائد الزمن الآتي.

ثانيا: فرض ايقاع التحولات العربية على صعيد تغيير النظم السياسية ايقاعا جديدا لدى النظام السوري، وحتى الايراني، وهو ما جعل دمشق، التي عمدت الى التخفيف من شدة بعض الاجراءات القمعية الداخلية بعد ثورة مصر، الى الحد من سياسة التنابذ مع النظام العربي والمباشرة بفتح نوافذ مع الانظمة الشقيقة في محاولة لاستيعاب ما يجري والحد من تداعياته. لذا تراجعت حدة الخصام لحساب التعاون. وبالتالي تطمح سورية الى انجاز تفاهم مع السعودية، لكن هذه المرة "سين سين" اقليمية لا لبنانية، وبجدول اعمال جديد.

ثالثا: بادر المجتمع الدولي، ومن بينه المتربصين بحزب الله وبسورية، الى اظهار تمسكه المشفوع بتحذيرات حيال القرارات الدولية، خصوصا التزامات لبنان بالمحكمة الخاصة باغتيال الرئيس الحريري، ما دفع دمشق إلى التمحيص بأيّ خطوة قد تستدرجها الى مواجهة مع المجتمع الدولي، لا تستطيع التحكم بنتائجها وسط المفاجآت التي يختزنها الشارع العربي عموما والشعب السوري احد مكوناته. اذ بدا ان التحولات في العالم العربي، اظهرت قدرة تكيف لدى الادارة الاميركية معها تتجاوز قدرة الانظمة المعتدلة او الممانعة.

رابعا: وان لم تكشف مواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة جديدا حين أشار الى انقطاع علاقته بالقيادة السعودية، الا ان اعلانه ذلك انطوى على رسالة علنية الى حلفائه الجدد( ايران وسورية) الذين لم يقدروا تضحياته على هذا الصعيد، خصوصا انه لم يحظ محليا بعد بـ"شرف" الانتماء الكامل الى حلف 8 اذار ولا يزال يحسب في مشروع الحكومة الجديدة من ضمن حصة الذين "اسلموا ولم يؤمنوا بعد". ما يشير الى ان الموازين الداخلية لم تعد مهمة في المواجهة الغامضة.

خامسا: اذا كان حزب الله يفضل الاسراع في تشكيل الحكومة، رغم ما تقدم، فلأنه يستعجل البت بنزع الشرعية اللبنانية عن المحكمة، التي يصفها بـ"المؤامرة الاميركية والاسرائيلية". وقد عمدت بعض اوساطه وصحف قريبة منه الى تسريب معلومات تشير الى "شاهد ملك" في جريمة اغتيال الحريري بات اليوم في عهدة القاضي دانيال بلمار والمحكمة، وسمته الصحيفة المذكورة بـ"أحد عناصر مجموعة الحاج سليم المتهمة بالمشاركة في الاغتيال".

هذه المعلومات، التي صدرت من جهات قريبة من حزب الله وليس من جهات معادية له، قد تنطوي على محاولة متدرجة تمهد لتقويض مصداقية هذا الشاهد في الوقت المناسب، من دون تقليل نقاط الاستفهام حول اسباب هذا التسريب المدروس. في وقت تشير بعض الاوساط الى وجود اتجاه لدى بعض قيادات حزب الله المؤثرة لاعادة فتح الخطوط مع الرئيس الحريري، في ظل عدم اهتزاز الدعم السعودي له. إزاء هذه المؤشرات، يمكن توقع ان تسعى القيادة السورية لاستدراج مشاركة قوى 14 اذار في الحكومة. ولن يتوانى الرئيس الاسد، خلال زيارته الرياض الاسبوع المقبل، عن محاولة الاستعانة بالملك عبدالله لتأمين شروط قيام حكومة تحكم بسلاسة. والمهمّ اليوم أنّ الانظمة العربية ما عادت رابحة مما يجرى في العالم العربي. و"رياح التغيير" التي يهلّل لها الإعلام القريب من دمشق سيجعل في أعلى سلم أولويات الرئيس الأسد أن يتساند مع الملك عبد الله لمواجهة الرياح، بدلا من التدافش.

 

تمايز كتائبي وملاحظات على آلية العمل

البحث في إطار جبهوي لمستقبل 14 آذار

 حزب الكتائب يريد جبهة واضحة المعالم والمشروع. 

بيار عطاالله: النهار

عشية مهرجان البيال الأخير، سرّب ناشطون في الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن مهمتها انتهت أو شارفت نهايتها، بعدما أدت واجباتها، وأصبح لزاماً التفتيش عن أطر جديدة تنظم العلاقة بين مكونات تحالف الأكثرية السابقة، وتناقش سبل مواجهة المرحلة الجديدة التي يفترض ان تنتقل فيها هذه القوى الى عنوان المعارضة بعدما خاضت تجربة حكم قاسية طيلة السنوات الخمس الأخيرة، اذ فرض عليها أن تتساكن في حكومات وحدة وطنية عجيبة مع القوى المناهضة لها، ما أدى في نهاية المطاف الى خسارة مشروع حكومات الوحدة وخسارة 14 آذار للأكثرية.تكثر الأسئلة عن مستقبل 14 آذار وخريطة الطريق التي ستعتمدها ومسار أمورها، وباستثناء عنوانَيْ تأييد عمل المحكمة الدولية وتأكيد دورها في احقاق العدالة، إضافة الى التصدي لمعالجة موضوع سلاح "حزب الله" والتنظيمات الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات الفلسطينية وداخلها، تبدو صورة مستقبل 14 آذار غامضة، الأمر الذي تعتبره غالبية ناشطي هذه القوى خللاً لا يجوز التمادي فيه. أضف الى ذلك ان الاعلان المسبق عن "تصفية اعمال الامانة العامة لقوى 14 آذار "ليس الاطار الصحيح الذي يراه قسم لا يستهان به من الناشطين في صفوف هذه القوى، وخصوصاً لدى حزب الكتائب الذي خرج من أطر التنسيق التي اعتمدتها الأمانة العامة وامتنع عن ارسال مندوبيه الى اجتماعاتها تدريجاً، ليتطور الأمر لاحقاً الى انسحاب نهائي من صفوف الأمانة العامة في الأشرفية ولتقتصر مشاركة الكتائب في 14 آذار على لقاءات يعقدها رئيس الكتائب مع الرئيس سعد الحريري، وتالياً مع أركان 14 آذار الآخرين من كل الاتجاهات والطوائف.

لم يوفر الكتائب الأمانة العامة لـ14 آذار من الانتقادات، ورغم العلاقة بين الرئيس الجميل والمنسق العام للأمانة العامة النائب السابق فارس سعيد، لم يتوقف سيل الانتقادات الكتائبية لمسار عمل الامانة العامة في الأشرفية، سراً وعلناً، وعبر وسائل الاعلام. وقال الحزب في آلية عمل الأمانة العامة لـ14 آذار أكثر بكثير مما كان قاله مناصرو قوى 8 آذار. لكن الأمور عادت لتصطلح منذ بدأ "الانقلاب الذي نفذته قوى 8 آذار على حكومة الحريري"، حيث عاد المسؤولون في مصلحة طلاب الكتائب الى طاولة اجتماعات طلاب 14 آذار وشاركوا في الاعتصامات والتظاهرات الرمزية التي جرى تنظيمها، كما عادوا الى قيادة 14 آذار عبر تولي الجميل ادارة المفاوضات مع الوزير بطرس حرب، انطلاقاً من جملة اسباب ليس اقلها الصداقة التي تجمع بين الجميل والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، واقترابهما معاً من نهج الوسطية والاعتدال الذي يلقى صدى في نفوس الكتائبيين.

لكن كل هذه التحركات، على أهميتها، لا تشكل في رأي قياديين كتائبيين بديلاً من إعادة النظر في آلية عمل قوى 14 آذار وطريقة مقاربتها للأمور برمتها. ولا يزال بعض الذين شاركوا سابقاً في اجتماعات الأمانة العامة يذكر كيف كانت البيانات السياسية تصل"معلبة" الى الاجتماعات من دار المختارة وغيرها وتحتاج الى الاعلان فقط من منبر الامانة العامة دون الأخذ برأي الأطراف المشاركين في الاجتماعات إلا من باب "العلم والخبر". وهذه الملاحظة، إضافة الى جملة ذكريات أخرى عن العورات التي كانت تعتري الأطر العامة للتنسيق بين مكونات فريق 14 آذار، يشدّد كتائبيون مخضرمون من مناصري العمل المشترك والتحالفي في اطار 14 آذار أنها اصبحت من الماضي، وان ما جرى منذ بدء "الانقلاب" على حكومة الحريري يؤكد ان كل الملاحظات التي كان الحزب يطرحها كانت كلام حق ولم تكن من باب الافتراء أو المس بأي فريق.

وبناءعلى ما تقدّم، ترى أوساط معنية في الكتائب ان استمرار تحالف 14 آذار تنظيمياً ومؤسساتياً أصبح يحتاج الى أطر فاعلة تتجاوز كل ما عرفته خلال السنوات الخمس الأخيرة، الى اطار جبهوي واضح المعالم يحدد آلية العمل والاجتماعات والمشاركين في هذه الجبهة، سواء على مستوى التيارات والاحزاب والتنظيمات أو على مستوى الشخصيات المستقلة، ويتم البحث جدياً في أروقة 14 آذار في تراتبية هذه الجبهة المفترضة وأمانتها العامة ومن سيتولاها وكيفية تشكل مكوناتها، على أن تحدد في شكل واضح معالم هذه الجبهة السياسية ودستور عملها أو برنامجها السياسي الذي يقال إنه اصبح موضوع نقاش شبه يومي بين القيادات الأساسية في 14 آذار والتي تعقد اجتماعات بعيداً من الاعلام تناقش فيها هذه المسائل.

وفي بعض أوساط الكتائب أيضاً ان التعامل مع المرحلة الجديدة يحتاج الى آلية فاعلة للنهوض بأعباء المعارضة، ما لم تؤلف حكومة وحدة وطنية تتحقق فيها مشاركة 14 آذار، أما المراهنة على استمرار العمل بالآليات السابقة فلن يؤدي سوى الى مزيد من الخيبات.

 

 مـوارنـة وجـيـش ونـظـام

سجعان القزي

مجلة المسيرة في 27 شباط 2011

أنذكرُ؟ أتذكرون ذاك الدورَ الرائد والطليعي لموارنة لبنان؟ إن تذكَّرناه فلـنُـحْـيه، وإن نسيناه فلنصنـعْـه. في ما مضى، عواملُ متعدِّدة صنعت الدورَ السياسيَّ الأولَ للموارنةِ في لبنان، وأبرزها:

أولاً: شعَر الموارنةُ أن جبلَ لبنان هو ملاذُهم، وأن تضاريسَه الجغرافيةَ تشكل بحدِّ ذاتها استراتيجيةً دفاعيةً تحميهم. فأنشأوا فيه بُناهم التحتية ومؤسساتهم الروحية، وجعلوه قاعدةَ وجودِهم ومَـقـرَّ بطريركيتهم ومنطلَق إشعاعِهم. هكذا ابتدع الموارنةُ اللبنانيون معادلةً تكاملية بين التعلُّقِ بالأرض والإيمانِ بالدين، حتى بات الفصلُ بين جبل لبنان والموارنة انتهاكاً لخصوصيتهم وتعدياً على أمنهم وحريتهم ودينهم. ولو لم يتمسك الموارنة بهذه المعادلةِ منذ أواسط القرن السادس، لما نجحوا في تأسيس دولة لبنان الكبير في أوائل القرن العشرين.

ثانياً: تخطّى الموارنةُ النزاعَ مع الفتوحات الإسلامية، فحافظوا، رغم اضطهادهم، على انتمائِهم المشرقي الآرامي السرياني اللبناني. وإذ واصلوا خِدمةَ محيطِهم العربي والتجذُّرَ في الشرق، أقاموا علاقاتٍ لاهوتيةً وسياسية وأمنية بالغرب. وبعيداً عن المزايدات، وفّرت العلاقةُ بالغربِ المسيحيِّ حمايةً كِيانية للموارنة عبر تاريخهم القديم والحديث. وبالمناسبة، إن مسيحيّي الغرب هم على دينِ الشرق وليس مسيحيو الشرق من هم على دين الغرب. وما الفاتيكان سوى المقرِّ التاريخي البديل عن أورشليم، المقرِّ التاريخي الأصيل.

ثالثاً: اعتمد الموارنةُ نمطَ حياةٍ ارتكز على النقاوةِ الروحية وسياسةِ الإنجاب والانتشارِ الداخلي والعلم. النقاوةُ جعلتهم مثالاً وقدوة، الإنجاب وفّر لهم الأرجحيةَ العددية، الانتشاُرُ وسّع انتماءهم إلى كل لبنان، والعلم أهّـلَهم ليكونوا روَّادَ النهضةِ اللبنانية والعربية.

رابعاًً: نَـقَـل الموارنة إلى لبنان مفهومَ "الدولة ـ الأمة" بدل "الأمة الدولة". فالأولى رسَت على القانونِ وحقوقِ الإنسان وحقِّ الشعوب بتقرير مصيرها؛ والثانيةُ على الفتوحاتِ العسكرية ونُكرانِ الآخر ونَـبْـذِ المساواة بين المواطنين. وبَدت الدولة اللبنانية سنةَ 1920، التي رعى الفرنسيون والموارنة تنظيمَها، أوّلَ نَموذجٍ شرقيٍّ وعربي وآسيوي لدولة القانون. هذا يعني أن الميثاق الوطني الذي "أُقِـرَّ" سنةَ 1943، اصطفاه الموارنةُ لدى إنشاءِ دولة لبنان التي وحَّدت ديمقراطياً وتدريجاً حوالي عشرين طائفة مسيحية وإسلامية ويهودية. وحده هذا الإنجاز التاريخي والإنساني والاجتماعي، يكفي لأن يعترف باقي اللبنانيين للموارنة بدورٍ وطني خاص ورائد بِغضِّ النظر عن جداول العدد. فلو لم يُنشِئ الموارنة الدولةَ اللبنانية المستقلة، لما كان يوجد اليوم "مسلمون لبنانيون"، إذ كانت الدولة العربية الكبرى ضمَّتهم إليها وأعطتهم جنسيتها.

خامساً: التزمَ الموارنةُ مبدأ الصمود والصبر، والتموضعَ في مسيرةِ التاريخ لا في حركية "الواقع الآني". ساعدتهم هذه الاستراتيجية، المستقاةُ من روح الإنجيل، على تجاوز الصعوباتِ المرحلية والإيمان بالقيامة الوطنية أيضاً. وقد سعى الشعب الماروني المقاوِم دوماً إلى عدم التورّط، بالمقابل، بمغامراتٍ عسكرية انتحارية ضد أي قوة احتلال من زمن البيزنطيين والخلفاء الراشدين حتى العثمانيين. لكن ذلك لم يَردع الموارنةَ عن الاقتتال في ما بينهم على السلطة، وأي سلطة؟!

اليوم سقط مفهوم المـحَمـيَّـة الجغرافية الطبيعية، وضعُـفَت حماية الغرب لأقليات الشرق، وتغيّر نمط حياة الموارنة. بات صعباً على المارونية السياسية أن تحيا من دون مارونيةٍ أخلاقية، وصار قادةٌ موارنةٌ يريدون الهيمنةَ على الموارنةِ وسائر المسيحيين تعويضاً عن عجزِهم عن السيطرةِ على البلاد، فوقعوا في تجربةِ الغرورِ والشخْصَنة والنرجسيّـة والخِداع والعَجرفة والعنجهية والتفرّد والجهل وانفِصامِ الشخصية، فسيطرَ النَـزَقُ على قراراتِ بعضهم والـنَـزوةُ على خِياراتهم.

لم نضع، كموارنة، استراتيجيةَ حمايةٍ ذاتية. راهـنَّـا على الدولة فخَذلَتنا. ولما حاولنا استلحاقَ الأمر وانتظَمْنا في مقاومةٍ عسكرية دفاعاً عن حياتنا ومنعاً لإبادتنا، اُتهمنا زوراً بالتقسيم، ونحن صانِعوا الوحدة اللبنانية. خَجِلنا من تهمةِ الزور، أُحْرجنا، احْـمَرَّت خُدودُنا، وسلَّمنا سلاحَنا علَّ دولةً تقوم وتحمي الجميع، فقامت. قامت دولةٌ تضطهد المسيحيين وتَـقمع شبابهم وتَسجن قادتهم وتنفيهم. لو كان السلاح لا يزال معنا، أو لو كانت الدولةُ قويةً، أكان يجرؤ أحدٌ على رفعِ رأسِه وصوته وإصبعه بوجهنا؟

أظن أن الوقتَ حان لأن يُفكر الموارنةُ بشجاعة بمستقبلهم في لبنان والشرق: كيان 1920 غَرِق تحت موجِ العَدد، وصيغةُ 1943 سقطت تحت سيوفِ الأصولـيّـات بعد أن نزَفت تحت بنودِ اتفاق الطائف. حين كانت لدينا دولةٌ لم يعترف المسلمون بالوطن، وحين اعترفوا بالوطن وَجدنا الدولةَ تودِّع الموارنة. حين كان لدينا دستورٌ عَلماني متوازن يَسمح لللبنانيين أن يحكموا أنفسهَم من دون وصاية، بَحثنا عن وصاية، وحين طاب لنا طَعمُ الاستقلال وَجدنا دستوراً مُـمَـذْهَباً مُختلاً يستدعي وجودَ وصيٍّ ما.

الموارنة اليوم مُهدَّدون بقِلة العدد، بأنانيةِ سياسيِّيهم، بشَحِّ الموارِد المالية، بتَرنُّحِ دورِهم في الدولة، بانحسارِ انتشارِهم في لبنان، بضعفِ الدور الاجتماعي للكنيسة، بالأصوليةِ الإسلامية على أنواعها، بمشروعِ ولاية الفقيه، باختلافِ أنماط الحياة بين المكوّنات المجتمعية، بالتوطين الفِلسطيني، بوجود إسرائيل، بالهيمنة السورية، وبامتداد الثورات التائهة. ويشعُر الموارنةُ أن عليهم أن يختاروا بين ذِمـيّـةٍ داخلية أو وصايةٍ عربية أو حماية دولية، فيما المشروع المسيحي التاريخي هو نقيضُ الحالاتِ الثلاث. إنه يرتكز على وجودٍ مسيحي حر، في مجتمع تعدّدي، متكاملٍ وفي دولة مستقلة. فلا وجودُنا حرّ، ولا التعددية تكاملية ولا الدولة مستقلة.

لا نفضِّل إنشاءَ أمنٍ ذاتي. وليس لدينا ثقةٌ بقدرةِ المؤسساتِ العسكريةِ الشرعية على حمايتنا. إننا نثق بالجيش، لكن نراه لا يملك حريةَ التدخّلِ لوضع حدٍّ لفتنة داخلية. وذلك بحكم صيغتِه، وبفعل جدليةِ التناقضِ في السلطة السياسية الآمرة، وبسبب ملابسات إعادة تكوينه في التسعينات. هذا الشعور ليس تحليلاً أو هاجساً خيالياً، بل هو مبني على تجاربَ امتدت طَوال ستين عاماً: منذ سنة 1952 حتى 7 أيار 2008 مروراً بسنوات 1958 و 1973 و 1975، مع التوقّف عند حربِ الجبل وسقوطِ بيروت الغربية سنةَ 1984.

لو كان جيشُ بلادي قادراً على الحسم، لما أتت القوّات الأميركية سنةَ 1958 والسوريةُ سنةَ 1976 والدوليةُ سنتي 1978 و 2006 والمتعددةُ الجنسيات سنة 1982. لو كان جيش بلادي قادراً على الحسم، لما تفاقمت الحربُ بين اللبنانيين أنفسهم، وبين اللبنانيين والفلسطينيين، ولما فاضت دماء. خلافاً لواقع اليوم، كان جيشُ بلادي في السبعينات أقوى من كل الأطراف مجتمِعين. ولو تَوفَّر له القرارُ السياسي آنذاك لتمكَّن الجيش، ربما، من وأدِ الحرب ـ المؤامرة في مهدِها. لكن الانقسامَ الطائفي في الحكمِ وتدخّلَ قوى خارجية مثل سوريا والسعودية وغيرهِما، كما حصل في أيار سنة 1973، وإسرائيل في خريف سنة 1983، منعا الجيش اللبناني من الحسم.

قيادة الجيش بريئة من هذا الضعف. تشعُر، مثلنا، بالقهر والغبن. لا الوطنيةُ تَنقُصها ولا الشجاعة ولا الإرادة. لكن ضعفَ السلطة السياسية هو الذي يَجني على الجيش. إنها أزمةُ نظام لا أزمةُ جيش. والاستثناء الذي حصل في معركة مخيم نهر البارد سنة 2007، يؤكد هذا الواقع. فما كان الجيش ليخوضَ تلك المعركةَ البطولية ويحسمَها، بما تيسَّر له من سلاح، إلا لأن السلطةَ السياسية كانت موافِقةً والقيادةُ السُنية مقتنعة بالأمر.

هذا الواقع يجب أن يدفعَ بقيادةِ الجيش إلى رفع شكوى للقيادةِ السياسية مَفادها: أننا كمؤسسة عسكرية لا نقبل بأن نبنيَ جيشاً لا يحمي الناس، ولا نقبل التشكيكَ بدورنا ولا بتعطيله. نريد صيغةَ حكمٍ تؤمِّن للجيشِ قدرةَ التدخل. لا نقبل بعد اليوم ألّا نلبيَ حاجة المواطن إلى السلام. لا نقبل أن نخـيِّب أمل المواطن بنا. الشعب يحب جيشه لكنه تلوّع من "حياديته السلبية" إبّـان المحنِ السابقة. لذا، نرفض، كقيادة، استمرارَ أزمةِ المعاناة في الجيش وأزمةِ الثقة بينه وبين الشعب. نريد أن نكون عند حسن ظن الشعب. فنحن جيشُ شعبٍ ودولة، لا جيش طوائف وأحزاب ومناطق.

إن كنا كموارنةٍ نطرح هذه الإشكالية، فلإننا، مع سائر المسيحيين، مُهدَّدون أكثر من غيرنا بوجودنا وأمننا وحريتنا ودورنا الوطني، ولأننا عُـزَّلُ إلا من الإيمان والشجاعة والعزم على البقاء هنا.

لن نَهابُ الدعوةَ إلى تغييرِ هيكلية النظام المركزي للاتجاه نحو حالة دستورية أخرى تؤمِّن للمسيحيين ولسائرِ اللبنانيين مستقبلاً تَحدّه الحريةُ والأمن والاستقرار، لا الحروب والفتن والاضطراب الدائم. نريد أن نبقى هنا نُرى بالعين المجرَّدة ـ بكل المعاني ـ لا بالمِجْهر.

الموارنةُ اليوم، وهم يُحدِّقون بحاضرةِ الفاتيكان، حيث رُفع الستارُ عن تمثالِ شفيعهم مار مارون، يَرَون لبنانَ "صَفْدة" فارغةً من لؤلؤتها، وشجرةً من دون ثمارها، ووطناً من دون رسالته، ودولةً من دون هيبتها، وشرعيةً من دون قرارها، وقادةً من دون وِحدتهم، ومجتمعاً من دون رُقـيِّـه، وأجيالاً من دون آفاق. لكنهم مصممون على مواجهة هذه المرحلة مهما كبرت الصعاب. نحن لسنا أتباعَ من قال: بإيمانكم تنقلون البندقية من كتف إلى كتف، بل أتباعُ من قال: بإيمانكم تنقلون الجبال. سننقل الجبال إلا جبلَ لبنان.

 

لماذا قطعت الرياض علاقتها بجنبلاط ؟

راجح الخوري /النهار

ليس المهم في حديث النائب وليد جنبلاط أنه كشف عن انقطاع العلاقة بينه وبين المملكة العربية السعودية، بل المهم هو سبر الاغوار السياسية في أسباب انقطاع هذه العلاقة. وهذا أمر يتجاوز موضوع الاستشارات وتشكيل الحكومات والانقلابات السياسية الاخيرة في لبنان، الى جوهر، أو بالاحرى، عمق الحقائق في مسألة معادلة "س. س" أي الجهود السعودية – السورية، التي بُذلت على المستوى الشخصي بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس بشار الاسد لحل الازمة اللبنانية المتفاقمة.

كان جنبلاط صريحا في حديثه الى برنامج "كلام الناس" والزميل مارسيل غانم، عندما كشف انه اتصل برئيس الاستخبارات العامة في المملكة العربية السعودية الامير مقرن بن عبد العزيز، عشية الاستشارات النيابية، وأبلغه نيته التصويت لمصلحة الرئيس نجيب ميقاتي، وأن الامير مقرن رد بأنه سينقل هذه الرسالة الى خادم الحرمين الشريفين، ثم عاد واتصل بالوزير غازي العريضي، وأبلغه ان العلاقة بين الملك عبد الله وجنبلاط قد انقطعت.

هذه القصة وقد جاءت حرفيا على لسان جنبلاط تكشف أمرين مهمين جدا، يتصلان بالتطورات الحاسمة التي حصلت على المستوى المتصل أولا بمعادلة "س. س" وثانيا بمستوى التغيير الحكومي في لبنان.

أولا: كان خادم الحرمين الشريفين يعرف ويتابع من مشفاه في أميركا، تفاصيل ما يجري في لبنان، سواء في ما يتصل بالجهود المشتركة مع الرئيس السوري، وسواء بما يجري من تحركات وتبدلات وضغوط صريحة تمارس على قوى نيابية في لبنان وفي مقدمها كتلة "اللقاء الديموقراطي" بهدف تغيير الاكثرية النيابية.

صحيح ان جنبلاط كثير الاستدارات السياسية وأنه يجريها عادة بسرعة تثير المفاجأة في الكثيرين وتثير "الغبار" ايضا.

ولكن استدارته لجهة التصويت للرئيس ميقاتي ورد فعل الملك عبد الله الحازم حيالها، كشف أمرا مهما جدا، وهو أن اعلان وزير الخارجية الامير سعود الفيصل عن رفع يد المملكة عن مبادرة "س. س" انما جاء نتيجة اقتناع الملك عبد الله بأن ما يجري في لبنان دفع حكومة الرئيس سعد الحريري الى الاستقالة وتغيير موازين القوى النيابية، لم يكن ليجري لو لم يلق تشجيعا من سوريا، بما يتناقض مع روح ومقاصد الحوار على مستوى القمة بين "س. س".

لقد قيل في بيروت على ألسن سياسيي 8 آذار ووسائلهم الاعلامية، إن سعد الحريري رفض الحل، وهو الذي ذهب الى أميركا وحرّض الاميركيين على إفشال هذا الحل الذي كان مدار بحث "س. س"، وأن العلاقة بينه وبين الرياض صارت تتجه الى السلبية والبرودة.

ولكن كلام جنبلاط يكشف الغطاء وإن بطريقة غير مباشرة، عن ان كل هذا إنما هو من بنات أفكار أهل 8 آذار، وأن توقف "س. س" ورفع اليد السعودية عنها، لم يكن نتيجة ممارسات سعد الحريري بل نتيجة الممارسات ضد سعد الحريري وبهدف إفشاله وإفشال تسوية "س. س" وبسكوت دمشق عن هذا إن لم يكن بتشجيع منها. ولهذا يجيء الكشف عن قطع علاقة الملك بجنبلاط بمثابة جزئية صغيرة وطبيعية بعد قطع علاقة السعودية بـ"س. س" وما جرى من تبديل المواقف في بيروت.

ثانيا: من خلال كل هذا يتبين أن سعد الحريري تجاوز فعلا صبر أيوب في الصمت والاحتمال، خلال الحملات المنظمة عليه، والتي وصلت الى حد اتهامه بالسعي الى التملص من مستلزمات مبادرة "س. س"، والتي لم تتوان عن اتهامه بأنه ذهب الى الاميركيين ليثيرهم ضد المبادرة المذكورة وحتى ضد خادم الحرمين الشريفين (وتصوروا!).

ومن خلال كل هذا يتبين انه كان حريصا أشد الحرص وأمينا الى أقصى الدرجات على الاحتفاظ سرا بكل تفاصيل ما يجري على سكة "س. س" وحتى أقرب المقربين منه لم يكن على علم بهذه التفاصيل.

على هذه القاعدة يثبت الآن ان سعد الحريري لم يتكلم حتى بعدما أنجز الانقلاب عليه عبر الضغوط والتهديدات الصريحة التي تناقض فعلا المقاصد المعترضة في "س. س" وحتى بعد رفع السعودية يدها. وحتى أنه حرص قبل مهرجان "البيال" على موافقة الرياض على أن يقوم بكشف تفاصيل "مشروع ورقة التفاهم" التي لا تشكل اتفاقا نهائيا كما يقال، بل منطلقا للعمل والاتفاق في المؤتمر العربي المقترح الذي أراد خادم الحرمين الشريفين عقده في الرياض بهدف انجاز مشروع المصالحة الوطنية والسلام في لبنان بالتعاون مع الرئيس الاسد، يستند في جوهره النهائي الى اتفاق الطائف، ويعالج القضايا الاساسية المختلف عليها ومنها موضوع المحكمة الدولية ومسار الحكم والعلاقات بين اللبنانيين.

حديث جنبلاط ساعد فعلا في رفع الغطاء عن كل هذه الحقائق، لمجرد قوله ان الملك قطع العلاقة معه لانه اختار تسمية ميقاتي. فالملك لا يعادي جنبلاط "ابن أخيه" كما قال جنبلاط لو لم يكن موقف الاخير بمثابة القسم الظاهر  من جبل الجليد داخل "س. س" الذي دفع الملك الى رفع يده.

هذه واحدة. أما الثانية فهي ان جنبلاط يعرف قبل غيره انه لم يشوش عليه أحد في السعودية، على الاقل لأن السعودية ليست مكانا صالحا للتشويش وهي التي ترصد وخصوصا في لبنان أدق التفاصيل  وكذلك عند المتدخلين في شؤونه. كما ان جنبلاط يعرف ان قطع العلاقة ليس جدارا انهار ولا يمكن بناؤه من جديد، ولو بعد حين.

 

هل تنتظر عملية التشكيل صدور القرار الاتهامي ؟

حكومة وحدة وطنية تنبثق من مؤتمر للمصالحة والمسامحة

اميل خوري/النهار

يتجاذب المهتمين والمعنيين بتشكيل الحكومة رأيان، رأي يقول بتأجيل تشكيلها الى ما بعد صدور القرار الاتهامي، وآخر يفضل تشكيلها قبل صدوره.

الداعون الى التأجيل يقولون انه بات معلوما ان قوى 14 آذار لن تشارك في اي حكومة اذا لم يتضمن بيانها الوزاري موقفا واضحا من المحكمة الخاصة بلبنان ومن وجود سلاح "حزب الله" في الداخل اللبناني وليس على الحدود مع اسرائيل. لكن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين عن قوى 8 و14 آذار يصبح ممكنا بعد ان يتم التوصل الى حل عقدة المحكمة وعقدة السلاح. وهذا الحل قد تأتي به العودة الى تسوية "السين – سين" التي تدعو الى عقد مؤتمر مصالحة ومسامحة في الرياض او في اي مكان آخر، تطوى فيه صفحة الماضي بكل مآسيه وفواجعه وتفتح صفحة جديدة على الوئام المرسخ للوحدة الوطنية والعيش المشترك. وعندها لا تعود المحكمة عقدة الخلاف المستحكم بين 8 و14 آذار ولا عقدة الخلاف على السلاح. اذ انه لا يمكن عقد هذا المؤتمر الا بعد الاطلاع على مضمون القرار الاتهامي وليس على ما سرب ويسرب منه. حتى ان سوريا نفسها المعنية بالموضوع قد لا تساعد على تشكيل الحكومة سواء قبل صدور هذا القرار او بعد صدوره الا عندما تكون قد دخلت في تسوية حول مضمونه، وانها قد تظل ممسكة بعقدة تشكيل الحكومة حتى وان بلغ الامر حد دخول لبنان ازمة وزارية مفتوحة على ازمة حكم اذا لم يتم التوصل الى هذه التسوية.

واذا تم التوصل الى تسوية حول المحكمة الخاصة بلبنان في ضوء مضمون القرار الاتهامي، فلا يعود سلاح "حزب الله" يشكل عقدة يستعصي حلها اذ يمكن التوصل الى تعهد ملزم بعدم استخدام هذا السلاح في الداخل لأي سبب من الاسباب، او التوصل الى تحديد الاماكن التي يجب ان يكون فيها لمواجهة عدوان اسرائيلي، او تكون الاجواء السياسية في المنطقة باتت ملائمة والفرصة سانحة للعودة الى طاولة المفاوضات مع اسرئيل ولا سيما بينها وبين سوريا ولبنان اذا ظلت عقدة الاستيطان تحول دون العودة اليها مع السلطة الفلسطينية.

وحكومة الوحدة الوطنية التي يصير في الامكان تشكيلها بعد صدور القرار الاتهامي والتوصل الى تسوية لما يتضمنه في مؤتمر مصالحة ومسامحة هي الحكومة التي تعمر طويلا وقد تبقى الى حين حلول موعد اجراء الانتخابات النيابية سنة 2013، وهي الحكومة التي تستطيع ان تهتم بأولويات الناس وحاجاتهم وان تملأ المراكز الشاغرة في مؤسسات الدولة الادارية والديبلوماسية والامنية والعسكرية حتى بالمحاصصة ولكن بتقديم اصحاب الكفايات والجدارة على اي اعتبار آخر.

اما اذا تشكلت الحكومة قبل صدور القرار الاتهامي وقوى 14 آذار لا تشارك فيها فان هذه القوى تعتبرها عندئذ حكومة اللون الواحد حتى وان كانت مطعمة بتكنوقراطيين، لان الغالبية الحزبية في حكومة كهذه، هي التي تقرر وليس التكنوقراطيين. ومثل هذه الحكومة ستواجهها قوى 14 آذار بمعارضة شرسة يكون لها اسبابها ومسبباتها وجمهورها اذ يكفي ان تكون من لون واحد حتى تثير نقمة الجمهور وغضبه خصوصا اذا مارست سياسة الانتقام والكيدية في المناقلات والتشكيلات والتعيينات، ويصير التعبير عن هذا الغضب ليس بتظاهرات واعتصامات فحسب، بل بالدعوة الى اضراب عام مفتوح بعد التحضير له تحضيرا جيدا وتجييش النفوس المحتقنة حتى اذا تجنبت الحكومة ممارسة هذه السياسة في المرحلة الاولى، فإن صدور القرار الاتهامي وما يتضمنه من اتهامات مستندة الى ادلة ومستمسكات لا يرقى اليها شك سيكون كافيا لمواجهة الحكومة اذا لم تقم بالتزاماتها حيال المحكمة وتتعاون معها والا تعرض لبنان لعقوبات اقتصادية لا يقوى على تحمل نتائجها. وسيكون مضمون هذا القرار كافيا ايضا لزعزعة الاستقرار وتحريك الشارع اذا لم يتقدم موضوع العدالة على اي موضوع آخر. وهذا يطرح على حكومة اللون الواحد او حكومة لا تتمثل فيها قوى 14 آذار بصورة مباشرة او غير مباشرة عند مناقشة بيانها الوزاري سؤالا عن موقفها من المحكمة ومن سلاح "حزب الله"، وكيف ستتصرف حيال القرار الاتهامي اذا صدر بعد تشكيلها. افلا يكون موقفها الملتبس او الواضح خلافا لموقف قوى 14 آذار سببا لحجب الثقة عنها ربما بستين صوتا هو عدد اصوات نواب قوى 14 آذار والمتحالفين معها ويكون كافيا لاضعافها وشلّ قدرتها على العمل لا بل تكون اول حكومة في تاريخ لبنان حجبت عنها المعارضة الثقة بهذا الحجم من الاصوات. ومن جهة اخرى، فانه يكون لحكومة اللون الواحد بيان وزاري تواجهه معارضة قوى 14 آذار ببيان آخر هو بيان دار الفتوى الصريح والواضح الذي يتناول موضوعين مهمين واساسيين هما: موضوع المحكمة وموضوع سلاح "حزب الله".

هل في استطاعة حكومة اللون الواحد ان تتوصل الى تسوية بما فيها "السين – سين" لموضوع المحكمة ولسلاح "حزب الله" ام ان هذه التسوية تحتاج بعد التوصل اليه لحكومة وحدة وطنية قادرة على التزام تنفيذها؟ الواقع ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يواجه احد خيارين: اما ان يشكل حكومة قبل صدور القرار الاتهامي فتنفجر من الداخل اذا كانت حكومة وحدة وطنية في حال لم يكن موقفها واحدا منه، وان لا تسوية تتم بانعقاد مؤتمر مصالحة ومسامحة قبل صدوره، او ان يشكل حكومة اللون الواحد فيسقطها الشارع عند صدور القرار، وتعود لعبة شد الحبال بين من يريد حكومة تطير المحكمة ومن يريد محكمة تطير الحكومة...

 

الحكومة تفقد زخمها أمام تأخير تأليفها والمطالب المضخّمة

دمشق تحاذر حتى الآن تحديد اتجاهات واضحة

روزانا بومنصف/النهار

تقول مصادر على اتصال مع العاصمة السورية ومسؤولين فيها، ان دمشق تحاول ألا تحدد موقفا سلبيا او ايجابيا من موضوع تأليف الحكومة في لبنان من اجل الا يحسب عليها انها اوحت بهذا التوجه او لم توح به، من دون ان يعني ذلك ان المتصلين بها لا يقعون في احراج محاولة استكشاف ما الذي تريده العاصمة السورية فعلا مع احتمال وقوع او حصول تبعات لاي قرار يأخذه اي متصل على عاتقه في حال فهم خطأً المؤشرات او الايحاءات السورية. فهي تحاول ألا تكون في واجهة ما  يحصل في لبنان من دون ان يعني ذلك عدم استفادتها لاحقا من واقع ان عجز اللبنانيين عن تأليف الحكومة سيدفعها الى التدخل تحت وطأة طلبات اللجوء اليها للمساعدة في الضغط عليها اما من اللبنانيين انفسهم او ربما من الخارج في حال كان هناك الحاح على تأليف الحكومة في لبنان علما ان الامور ليست عند هذه النقطة حتى الآن ولا يعتقد ان احدا من الخارج سيطلب من سوريا ذلك علماً ان المسؤولين اللبنانيين قد يفعلون ذلك بذريعة حملها على التدخل لدى حلفائها من اجل تليين طلباتهم او تخفيفها من اجل اتاحة خروج الحكومة العتيدة الى العلن.

وبحسب هذه المصادر فان التجربة مع السوريين تجعل من غير المحبذ لديهم التصويب على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان باعتبار رئيس الجمهورية هو الرمز الذي لم يستسغ السوريون حين كانوا في لبنان اثارة حملات ضده وتعريضه للاهانة لانهم كانوا يأخذون دوما في الاعتبار احتمال فتح الباب في هذه الحال الى تعريض الرئاسة السورية الى حملات مماثلة. ولذلك كانوا يحافظون على خط لم يستهينوا به حتى بوجود رؤساء للجمهورية في لبنان لم يكونوا الى جانبهم بمن في ذلك الرئيس امين الجميل في آخر عهده وسائر الرؤساء الآخرين باعتبار ان رئاسة الجمهورية كانت دوما الى جانب قيادة الجيش بمثابة الخطوط الحمر التي لن تسمح لاحد بتجاوزها من دون ان يعني ذلك انها لا تسمح بان تصل الامور ضد رئاسة الجمهورية الى الحافة من دون ان تسمح بالنيل من الموقع. ويلعب رئيس التيار العوني هذه اللعبة حاليا علما ان هذه المصادر تردّ ما يقوم به الى طموحاته المضخمة التي يسعى الآخرون الى ركوب موجتها والاستفادة منها لحساباتهم السياسية الخاصة أكان ما يتعلق منها بالحملة على رئيس الجمهورية او السعي الى حصر التمثيل المسيحي بكتلته او بشخصه فضلا عن اعلانه اهدافا شخصية لا يوافقه عليه شركاء له في الحكومة وفق ما اعلن الحزب الاشتراكي على الاقل ووافقه "حزب الله" في احد المواقف لمسؤوليه اقتناعا من هؤلاء ان ما يسعى اليه العماد عون ربما يؤدي الى نتائج عكسية تخدم قوى 14 اذار اكثر مما تؤذيها، تماما كما يعتقد البعض من ان اداء عون مع "حزب الله" هو الذي يقوي الافرقاء المسيحيين الخصوم للعماد عون اكثر من اي امر آخر. فضلا عن عدم اخفاء هذه المصادر ان ما  يرمي به الجنرال خصومه قد ينال من وزرائه في الحكومة او من حلفائه الاقربين خصوصا ان وزارة الطاقة مثلا التي عادت حقيبتها لصهره جبران باسيل في حكومة تصريف الاعمال كانت دوما ومنذ الطائف من حصة هؤلاء الحلفاء ما خلا توزير الراحل جورج افرام فيها لمدة قصيرة قبل دفعه الى الاستقالة. وهذه الوزارة وحدها تكفي لعدم النوم على حرير وجود مظلة فوق رأس احد علما ان احدا لا يمكنه السكوت على مسؤولية اي موظف او مدير في اي امر خاطئ وقد قدم وزير الاشغال العامة غازي العريضي في الحكومة السابقة نموذجا عن القدرة على المحاسبة او ابعاد من اعتبره مسؤولا عن خطأ او خرق ما من دون اثارة الضجيج الذي يثيره رئيس التيار العوني على سبيل المثال.

وتلتقي هذه المصادر مع متصلين اخرين بالعاصمة السورية يرون ان العوائق امام تأليف الحكومة تتصل اكثر بعدم رغبة دمشق في دفع الامور قسرا مع بعض الدول التي لم يُرِحْها استبعاد الرئيس سعد الحريري بمن في ذلك قطر وتركيا اللتين ادركتا ان اسقاط التسوية في لبنان جرى على يد "حزب الله" قبيل مغادرة وزيري خارجيتهما لبنان في آخر مراحل التوسط الذي قاما به في لبنان. ودفع الامور قسرا مع المملكة العربية السعودية ايضا مع تغير الظروف في الدول العربية يجعل الامور تكتسب طابع المغامرة غير المحسوبة النتائج في ظل عدم توافر اي غطاء اقليمي او دولي للحكومة وبغطاء محلي مجتزأ ايضا.

وهذان العاملان، اي تأخر تأليف الحكومة الى جانب المطالب المرتفعة للعماد عون، غطيا على اخطاء كثيرة تراها هذه المصادر لدى قوى 14 اذار التي اظهرت ارتباكا في التعبير عن رغبتها في المشاركة او عدم المشاركة في الحكومة في تناقض واضح وكلي عما كانت اعتبرته خطيئة كبيرة عبر الموافقة على اعطاء الثلث المعطل لـ"حزب الله" في الحكومتين السابقتين في طلبها الحصول على الثلث المعطل شرطاً للمشاركة في الحكومة.

ومع ان هذه العناصر لا تنفي واقع استمرار الاتصالات وراء الكواليس وبعيدا من الاعلام من اجل السعي الى اخراج الحكومة الى النور باقرب وقت ممكن بمساعدة من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي سعى الى استبدال الخيار الاولي للحكومة التي ارادها "حزب الله"، فان المصادر تقر بان الحكومة ايا كان الوقت الذي ستظهر فيه فقدت الزخم التي اريد لها ان تقدمه الى اللبنانيين او الصدمة الايجابية وستكون الامور اصعب بالنسبة اليها في اقناع الآخرين بأدائها. 

 

 المد الأزرق تمكن من الخاصرة الجنبلاطية الرخوة: طريق المختارة إلى إقليم الخروب.. تمر من وسط بيروت  

كلير شكر/ السفير

أمام معمل سبلين للترابة في إقليم الخروب، حلم كمال جنبلاط، احتشد الجمهور الأزرق، ليصرخ اعتراضاً بوجه زعيم الجبل على السير بالخيار «الميقاتي». مشهد يفيض تعبيراً عن تفسّخ يصيب العلاقة بين الرأس والأطراف. سقطت ورقة التين، عن هوة راحت تتسع يوماً بعد يوم. اختار «الإقليميون» الموقع السياسي ـ الجغرافي المذكور، لرمزيته، لقول «لا» مزدوجة: لا لخلع جنبلاط رداءه «الآذاري»، ولا لخروج سعد الحريري من السرايا الحكومية... الخطوة التي حصلت بضربة «جنبلاطية» قاضية.

ما قبل المدّ «الأزرق» إلى الاقليم، الامتداد السنيّ للجبل الدرزي المسيحي، غير ما بعده.

في زمن «الأحادية الجنبلاطية» كان «زعيم المختارة» الآمر الناهي المتحكّم بمصير تلك البقعة انتخابياً. يراعي بعض الخصوصيات المحلية، لكن «الأمر لي» في النهاية. قبله «المعلم» كمال جنبلاط كان ينتظر صناديق الإقليم، قبل أن يقول كلمته من مجرى الاستحقاق. في زمن «التوأمة» الجنبلاطية - الحريرية، كان التواصل بين «مركز الجاذبية» و«الطرف» الجنوبي للجبل في أوجه، والعلاقة «سمن على عسل»، وإن اختزنت بعض الحساسيات لكنها بقيت تحت سيطرة «البيك»... ومراعاة «أبو بهاء» لحساسية جنبلاط الانتخابية، تحديدا في الإقليم.

انقلاب الثاني من آب العام 2008، كشف «العورة» الجنبلاطية في الإقليم: «تيار المستقبل» هو خزّان الصوت السنيّ، والحنفية صارت بمتناول يده، قادر على تسييل أصواتها في المجرى الذي يناسبه. نيابية 2009 وبلدية 2010، قطعت الشكّ باليقين، وفرضت الهيبة «الزرقاء» على الخاصرة الرخوة.

انقلاب من فوق، لم يوفّر الانقلاب من تحت: المعالجات «الجنبلاطية» الموضعية في قرى الجبل، التي ارتكزت إلى «دواء» التواصل المباشر، ومحاولات الإقناع الفردية والجماعية بأحقيّة التموضع السياسي الجديد واعتباراته.. لم تنسحب على «الإقليم»... خاصة أن سعد الحريري كان يوما بعد يوم يذهب بجمهوره خطوة الى الأمام باتجاه دمشق.. وخطوتان إلى الوراء! في الإقليم «الخيار الأزرق» خط أحمر. لا تنفع معه «الكليشيهات» الجنبلاطية. ولا تعنيه هواجس «الأقليات»، وإن كان أقلية ضمن أقلية. ولا تهزّه المخاوف الجغرافية. معركته مصيرية، وزعامته على المحك.

«سيبة» الشوف الثلاثية، بدروزها ومسيحييها وسنّتها، المتكافئة الأحجام نسبياً، تستحضر نفسها دوماً في ذهن وليد جنبلاط . صار للعبة الانتخابية قواعد جديدة ومغايرة: الرقعة السنية «حريرية» بامتياز قادرة على «الإقفال» على نفسها إذا ما التحمت مع «الجماعة الإسلامية»، فتنتج «بلوكاً» انتخابياً، لا يقدّر ثمنه في عصر الاستحقاقات. الموزاييك المسيحي خارج عن سيطرة أي فريق من القوى المسيحية، يتمايل مع الهواء وفقاً للظروف وخطاباتها. بالنتيجة فإن التقاء المجموعتين، خطر يتنامى تحت أنظار المختارة.

وحده «الخزان» الدرزي في «جيب» المختارة. القواعد الجنبلاطية، قد تكدّس ملاحظاتها وعتبها على توجهات القيادة، لكنها لن تكون يوماً في «أحضان» أحد الى الحضن الجنبلاطي الدافئ والحامي والأدرى بالمصلحة العليا للطائفة. أطياف ألوان غير «تقدميّة»، قد تنوّع المشهد، لكنها لن تزاحم على زعامة الجبل الجنوبي.

وعليه، فإن ارتفاع جدار برلين بين المختارة و«بقايا» قوى الرابع عشر من آذار، بجناحيها المسيحي والسنيّ، يسمح لهذا التحالف بأن يشكل تهديداً جدياً لأحادية القرار الذي يمثله «البيك». وقد يقود إلى سيناريوهات «انقلابية» ترسم على وقع الاسئلة الوجودية: ماذا لو نجح «المستقبل» في استقطاب الجمهور «الصقوريّ» لدى المسيحيين؟ ماذا لو كسر الحلقة الجنبلاطية المطوّقة للجبل؟ ماذا لو تحوّلت الخاصرة الرخوة إلى «حبل مشنقة»؟

لكن الشوف لا يختزل مناطق التماس الاشتراكية - الحريرية، إذ «يتواجه» الفريقان في العاصمة، في دائرتها الثالثة التي حفظت لغازي العريضي لوحته الزرقاء (مرشحة للطيران في العام 2013 اذا استمر الخلاف الاشتراكي ـ المستقبلي)، والبقاع الغربي الذي كرّس المسيحي انطوان سعد نائباً «جنبلاطياً»، للدورة الثانية على التوالي، وهو مقعد مرشح للطيران كما المقعد الدرزي اذا نجح الحريري في اعاة استنفار الجو السني في الانتخابات المقبلة مع بقاء نصف المسيحيين الى جانب خياراته.

وإذا كان «البيك» كتب بيديه نعي «اللقاء الديموقراطي» ليعيد إحياء «جبهة النضال الوطني»، فهو يعرف جيداً أن تمايز نوابه لا سيما المسيحيين منهم، عن مسار «القائد» والتمسك بـ«الخيار الحريري»، قد يحسّن وضعهم الانتخابي في مناطقهم، ويرفع من أسهمهم لدى ناخبيهم، ما يترك له في العام 2013، فرصة كي لا يُطبق عليه، إذا ما قرر «تمديد إقامة» هؤلاء على «اللوائح الجنبلاطية».

الامتعاض من تماهي المختارة مع حارة حريك في «الخيارات الحكومية»، لم يعد سرّاً، وما كان يقال في الخفاء، صار حديث الناس في العلن... ولسان حال الجدران في المنطقة، التي احتضنت كتابات من «العيار الثقيل»، تجسّد حالة «الغضب» التي أصابت أهالي المنطقة، بعدما بلغ «تسونامي» الاعتراض الموقّع بأقدام «زرقاء»، تخوم الجبل، لا بل عتبة المنزل الجنبلاطي. لم توفّر السهام، الزعيم الجنبلاطي، ولا نوابه «الجدد».

علاء الدين ترو «شريك» محمد الحجار في تمثيل المنطقة نيابياً، أبى مغادرة «السفينة الجنبلاطية»، ليكون «ملكياً أكثر من الملك»، وفق خصومه الجدد. وقع صوته «الميقاتي» أحدث دويا كبيرا. في تقدير بعض المواكبين، «لو ساير ترو المزاج الشعبي، لكان خفف من وطأة النقمة عليه وعلى البيك».

اشتراكيته، تتقدّم على كل الاعتبارات، كما يشرح بنفسه... «صحيح أني اقدم ترشيحي عن منطقة الاقليم كون النظام طائفياً، إلا أني أحمل بطاقة حزبية، وألتزم بتوجهاته، لا بقرارات مجلس المفتين».

«المدّ الأزرق» للإقليم لا يخيف الجنبلاطيين ولا يربك مستقبلهم، «نحن أيضاً لنا جمهورنا في المنطقة. كنا نخوض دوماً الانتخابات، ونحقق النجاحات».

طوال «اليوم الأسود» لم تهدأ الاتصالات بين المختارة والإقليم، وإن بالواسطة. التواصل شمل البلديات والمخاتير والفاعليات، لتهدئة النفوس ولمنع التفلّت وانتقال الخلافات إلى الشارع»... فضلا عن مراعاة محظور قطع الطريق الساحلي الجنوبي.

الأسوار التي سيّجها «الإقليميون» حول «رقعهتم» الجيو- السياسية، عطّلت مهام النقاط الحدودية بين الزعامتين الدرزية والسنية. «البيك» يعود إلى «جنّة» السلطة، فيما «حليفه القديم» ينتقل إلى مقاعد المعارضة. مشوار السنوات الأربع، حول «الضريح»، انتهى إلى «مواجهة» محتومة تحت قبّة البرلمان، بين أهل السلطة ومعارضيها.

ولكن هذه «النقلة»، قد لا تترك للطلاق منفذاً، يسمح له بتخريب العلاقة، المتوارثة من الأب إلى الابن. ما يجمع بين الرجلين، أعمق من مطب التركيبة الحكومية. يميل المتفائلون من المحسوبين على «وريث الحريرية»، إلى ترك فسحة للاعتبارات الجنبلاطية. التفهّم له مكانته لدى الفريق الحريري، الضغوط التي ينكرها رئيس «جبهة النضال الوطني» تدفع بـ«المستقبليين»، إلى التقليص من الكيلومترات الفاصلة بين مقريّ حليفي الأمس، كي لا تكون «العودة» بعيدة في الزمن والجغرافيا.

إلى هناك سيعود جنبلاط. يجزم المتابعون، لأن «دارة سعد الحريري هي الممر الإلزامي لترتيب العلاقة بين المختارة وعمقها الجنوبي، و«البيك» لن يسمح بالتواصل أن يلامس حدود القطيعة... أو الطلاق، لأنه يدرك تبعاته وارتداداته».

أطفئت نيران الدوليب، ولكن أعلام «الغضب الأزرق» لم تنكّس. الحناجر رفعت الصوت وصار بمقدورها البوح بمكنوناتها. يدرك «البيك» أن استدارته الكاملة باتجاه «الأغلبية النيابية» الجديدة، التي «أنتجها» في «مصنعه»، لم تُهضم لدى جزء من جمهوره، كما لدى «الجمهور الحليف». التموضع الأخير كان ثقيلاً على صدورهم. أصداؤها عبرت «الحدود» وتسللت إلى من يوضبّون أغراضهم في السرايا الحكومية. هناك من «التقدميين» و«الجنبلاطيين»، من حمل هاتفه وطلب مسؤولين من «تيار المستقبل» ليبلغهم، تضامنه مع «الشيخ سعد»، ووقوفهم إلى جانبه، على الرغم من موقف «زعيمهم».

جنبلاط الذي سعى، بيديه، إلى «إطفاء» حالة التململ التي أصابت قواعده جرّاء انقلاب الثاني من آب، سيأخذ نفَساً طويلاً، قبل أن يستحضر العلاجات لترتيب البيت «الإقليمي». طلّاته التفقّدية لقرى المنطقة، قد ترحّل إلى حين تبرد النفوس والألسن، كما يقول بعض المتابعين، قبل أن يعيد «حياكة القطب» التي تفلّتت نتيجة طلاقه مع قوى الرابع عشر من آذار.

عشية التمديد للرئيس اميل لحود، توجّه وليد جنبلاط إلى «صديقه» رفيق الحريري بالقول: أنا سأرفض التمديد، أما أنت فلا تحملها، وامض في خيار اميل لحود.

يستعيد «مستقبليون» هذه الواقعة، من باب اسقاطها على المحطة الحكومية، ولكن بعد قلب الأدوار... وكما تفهّم يومها «البيك»، «الشيخ»... قد يتفهّم نجل الشهيد، صديق والده. لكنه، ايضاً قد لا يتفهم. فالابن أثبت في كل المراحل، أنه ليس الاب.

 

القذافي و كريم بقرادوني والموساد

فاروق عيتاني

القذافي والموساد علمان أشهر من نار على علم كما يقال.امّا كريم بقرادوني ،فلمن لم يسمع به من الاخوة الليبيين،هو لبناني من اصل ارمني ووزير سابق ومدعي معرفة الصغيرة والكبيرة... كريم هذا كانت له علاقة ،هو لا ينكرها، مع متابع او منسق الامور الاسرائيلية مع لبنان، يولي يبراني. مع بدايات ازمة لوكربي واغلاق المجال الجوي الليبي ،شكل القذافي لجنة لمتابعة الموضوع ،على ما اذكر، كانت برئاسة عبد السلام جلود.المهم انه ثمة من قال ان الاسرائيليين باستطاعتهم حل هذا الموضوع .ولفتح قناة اتصال معهم فإنّ فلان ،كريم بقرادوني اللبناني المعروف ،يعرض خدماته . كنتُ حينها مقيما في ليبيا بمكتب لتنظيم لبناني معروف يدعى المرابطون،وكان المكتب محسوبا على القيادة القومية  العقيد صالح الدروقي الذي اعرفه من بيروت.الا انه كانت لي معرفة بعقيد اخرفي الامن الخارجي ،وهي معرفة عميقة وقديمة تعود الى زمن 1971 يوم خدمته ببيروت برتبة ملازم في المخابرات .كان الجامع بيننا من ايامها  إنتقاد القذافي والتنكيت و التبكيت على حركاته والترافق في السهر ببيروت ليلا باعتبار اعمارنا متقاربة ونتبادل نفس التطلعات الثورية حينها.

كان العقيد في الامن الخارجي يعرف علاقتي بابراهيم قليلات وبغيره. لسبب مفهوم عندي اراد العقيد فلان ان يسرّب خبر الاستعانة بكريم بقردوني لفتح خط مع الاسرائيلين الى الخارج ،ووجد فيّ فرصة لتسريب الخبر من خلالي بالايحاء ودون الطلب المباشر.فهمت عليه وفهم عليّ كالعادة.ففي مساء كل يوم كان يصطحبني الى فندق المهاري حيث تم استضافة العميل بقرادوني للالتقاء به  بوصفه  مكلفا رسميا  المتابعة معه.

امضى بقرادوني اربعة ايام بطرابلس ينقله صاحبي العقيد صباحا الى مقر اللجنة ويعود به للفندق بعد الظهر ويرافقه في التجوال بطرابلس مساء.

قدمني العقيد الى بقرادوني بوصفي نسيب له وهززت رأسي مرحبا مع ابتسامة، طبعا لم اتلفظ بلفظة واحدة امام بقردوني طيلة التجوالات الليلية الثلاث معه

والا لإكتشف فورا انني لبناني. كان بقرادوني يتحدث امام العقيد باستمرار مستعيدا ما حصل معه في اللجنة وما قالوا له وبما اخبرهم.وكان يتنقل من قصص الى قصص في عالم المخابرات ،وصديقي العقيد الليبي يصطنع الاهتمام والاعجاب وادعاء معرفته بما كان يدور في اللجنة.

في اليوم الرابع حضر محاسب من الامن الخارجي برفقة صديقي العقيد وقدموا لبقرادوني مبلغ خمسين الف دولار وايصالا باستلام المبلغ  وقّع عليه بقرادونبي باعتبار هذا إجرا محاسبي روتيني.وقمنا بايصاله الى المرفأ بسيارة صديقي التويوتا الكروسيدا،كان صديقي يقود وبقرادوني في المقعد الامامي يواصل ثرثرته وانا صامت في المقعد الخلفي.

توجهت الباخرة الى مالطة ومنها إتصل بقرادوني بصديقة يوبراني لوافيه في ايطاليا بعيدا عن اعين اللبتانيينليوافيه هناك، ومنها يتابع بقرادوني الى باريس فيمضي اياما عدة ليعود بعدها الى بيروت بعد ان يحصل على رد صديقه الاسرائيلي. وهذا ما تم. وقبض بقرادوني بقية اجره على فتح الاتصال والبالغ 200000دولار امركي. القذاقي وكريم بقردوني و الموساد الاسرائيلي من اليوم الاول ومن الليلة الاولى كان صديقي في الامن الخارجي يقفلُ بي عائدا الى حيث اقيم بسيارته .وفي كل ليلية اطلب الية ايصالي البريد للتحدث مع اهلي . كان ينتظرني في الخارج بسيارته.هو كان يعلم انني انقل بالتشفير ( الحكي الملغز)  ما يحصل مع بقرادوني الى ابراهيم قليلات ، وانا اعلم انه يعلم واعود الى سيارته بعد الاتصال وابادره بالقول والله العيال(اولادي ) يسلمون عليك.

مرعت سنوات وعدتُ الى بيروت والتزمت بيتي واعتبرت موضوع بقرادوني من المواضيع القديمة التي عفا عليها الزمن. الى جاء يوم كان الايرانييون يبحثون علن مخطوفيهم الدبلوماسيين في لبنان خلال الاجتياح الاسرائيلي لبيروت1982 ويصررون على انهم عند الاسرائيلين.

ما فاجأنيحينها، ان المدعو بقرادوني التقى بالبعثة الايرانية، وتناقلت الصحف قوله ان الايرانيين المفقودين قد صُفّوا في لبنان و دفنوا قرب الطريق في المعاملتين .. الخ. مما تنبهت الى ان بقرادوني يحاول ان يرفع التهمة عن الاسرائيليين ويلصقها بالبنانيين، وهذا معناه انه الى سنة 2004 لا يزال يتصل بهم.

ما صحصحني اليوم  للكلام عن الموضوع  ،ليس القذافي ، بل ما حصل في لبنان هذه الايام .فقد أدّعى المذكور الجاسوس بقرادوني على الصحافي اللبناني جورج عيد على خلفية اجراء الاخير مقابلة له مع شخص يدعى محمد زهير الصديق متداول اسمه في موضوع اغتيال الحريري،  يتهم فيه بقرادوننيبشيىء ما. .احتجت جمعية صحافيين بلا  عنف على دعوى بقرادوني على زميلهم ورأت فيها محاولة لتدجين الصحافة اللبنانية بعد الانقلاب الاخير على "قوى"اسم من غير مسمى 14 اذار.

انتصارا لمفاهيم 14 اذار السيادية ، قررتُ نشر ما عرفته عن كريم بقرادوني والتقدم بذلك كإخبار لدى الجهات القضائية اللبنانيية ( أعلم انها لن تهتم بالموضوع). وعندي شاهدي على هذا الكلام قبل عشرين سنة ،الا وهو ابراهيم قليلات ابو شاكر. وعندما يستتب الوضع في ليبيا سوف اذكر اسم ذاك العقيد في الامن الخارجي ، وسيتكلم هو اكثر من ذلك وفي مواضيع يعرفها كثيرة. فنعيما على حزب الله النسخة المدنية من العميل فايز كرم ، كريم بقرادوني.

 

القذافي وعلاقته بالقوى اللبنانية: أسرار امتدت ثلاثة عقود

ابرهيم بيرم /النهار

قبل اقل من عامين تحدث بيان وزع في بيروت عن قيام وفد من نحو 30 شخصية لبنانية بينهم اصحاب مهن حرة ورؤساء بلديات وشخصيات في طرابلس الغرب، وقابلوا الزعيم الليبي معمر القذافي، وتداولوا واياه في قضايا تتصل بالوضعين اللبناني والعربي عموما. وربما كان هذا الوفد آخر وفد لبناني يقابل الرجل، اذ بعده لم تأت المعلومات على اي انباء عن لقاءات بينه وشخصيات او وفود لبنانية. ووفق المعلومات فإن زيارة هذا الوفد اتت، من ضمن توجهات للنظام الليبي، الذي يهتز منذ مدة مؤذناً بالسقوط الوشيك، تقضي بالعمل وفق اي السبل وهي محاولة للعودة مجدداً الى الساحة اللبنانية، في محاولة مكشوفة لاستعادة الحضور الليبي في كل هذه البقعة التي كانت في مرحلة من المراحل واحدة من "الرئات" الاساسية التي كان يتنفس منها وعبرها، ويمارس فيها ومن خلالها طموحاته واوهامه السياسية وغير السياسية.

ليس خافياً ان علاقة القذافي ونظامه، وما انطوى عليه من مشاريع متعددة وما ابتكره من تطلعات وافكار عابرة للأقطار والساحات العربية، بالساحة اللبنانية على وجه التحديد راوحت ما بين مدّ وجزر، واقدام واحجام، ولكن المفصل الاساس والعلامة الفارقة في رحلة هذا الرجل الملتبس والمغامر، عبر هذه الساحة كانت مسألة اختفاء الامام السيد موسى الصدر، ابان رحلة كان يقوم بها هذا القائد المميز لطرابلس الغرب في اواخر آب العام 1978، وقبل هذا التاريخ وبعده بقي ظل القذافي ممتداً على الساحة اللبنانية وله مع العديد من اشخاصها ورموز بعض قواها السياسية خزان اخبار واسرار.

ربما كان ابرز الكاتمين لها والعارفين بخفاياها الامين العام السابق للحزب الشيوعي والقائد المخضرم جورج حاوي الذي قضى غيلة في مطلع عام 2006، طاويا صدره على هذه الاسرار كونه واحدا من قلة نادرة ومن الشخصيات اللبنانية والعربية ظل القذافي يقبل بالتواصل معها، وهو المعروف بأنه من "العيوفيين" الذين لا تطول صحبتهم لاحد، التي ولا تمتد ثقته بأحد، اذ ما يلبث ان ينقلب عليه وفق كل الذين يقيض لهم ان يقاربوه. من الصعوبة بمكان ايجاد جردة حساب عميقة لعلاقة القذافي بالساحة اللبنانية، لاعتبارين اثنين:

الاول: لطول هذه العلاقة الممتدة الى اكثر من ثلاثة عقود.

الثاني: لتشعب هذه العلاقة وتعقدها ومراوحتها ما بين الدعم المادي البلاحدود، الى تصدير الافكار والاسرار، الى اصدار الصحف ودور النشر، ومراكز البحوث والدراسات، مرورا بالمشاريع الاقتصادية والعمرانية، وصولاً الى حد انشاء الاطر السياسية (كان يكره تسمية الاحزاب)، وما يندرج تحتها من لجان ثورية ومؤتمرات ذات طابع قومي.

ورغم ذلك، فلا بد من الاشارة استهلالاً الى ان جذور هذه العلاقة تضرب الى مطالع عقد السبعينات في القرن الماضي. في ذلك الزمن الغابر، كانت الساحة اللبنانية تحتضن كما هو معلوم قوة اساسية ناهضة وواعدة هي "الحركة الوطنية" اللبنانية بتلاوينها اليسارية والقومية والبين بين، وهي تضع نصب اعينها، لا سيما بعدما تضخمت وانتجت من نفسها قوة متعاظمة، القبض على مقاليد تغيير المعادلات والموازنات الداخلية اللبنانية لمصلحة برنامج تغييري، والى جانبها كانت هناك الفصائل الفلسطينية المنتقلة آنذاك لتوها الى هذه الساحة بعدما نجح النظام الاردني في طردها من بلاده بعدما ألحق بها ضربة عسكرية موجعة.

ولأن القذافي كان عهدذاك في ذروة تألقه الثوري، كوريث للناصرية التي رحل رمزها الابرز جمال عبد الناصر، وقد رحل لتوه تحت وطأة نكسة عام 1967، تاركاً تياراً شعبياً عربياً ممتداً وعريضاً ملكوماً، يبحث عن مثال آخر، توجهت انظار الحركة الوطنية والفصائل الفلسطينية الى القذافي الشاب، الممتلئ وعودا وثورية وحماسة لا تهدأ، وجعلته بالتالي معقد آمالها ومربط احلامها.

وفي المقابل بدا واضحا ان القذافي الذي كان يعيش، حتى يومذاك، على مجد احتضان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتسميته اياه بالامين على القومية العربية، والذي خال انه الوريث الشرعي للزعامة الناصرية، وجد ضالته في الساحة اللبنانية والقوى والتيارات اللبنانية والفلسطينية الموجودة فيها على حد سواء.

ووفق معلومات وذكريات بعض من قدر لهم ان يعاصروا عن كثب تطورات تلك المرحلة، وخفايا تلك العلاقة، فإن القذافي اتخذ لنفسه نخبة سياسية لبنانية جعلها بمثابة مجلس مستشارين مقربين منه، يرفدونه بالافكار والرؤى والمشاريع الهادفة جميعها الى جعله قطب المرحلة في العالم العربي، الذي شعر بأنه بات بلا اب روحي له بعد غياب عبد الناصر.

واللافت ان تلك المجموعة التي اتخذها الزعيم الليبي يومذاك  دائرة مستشاريته الضيقة والموثوقة كانت تضم شخصيات تنتمي الى كل التيارات السياسية الصاعدة في تلك الحقبة، اذ كان فيها الشيوعي والناصري والقومي السوري والتقدمي الاشتراكي، وحتى من كان يعتنق فكر حزب البعث.

واللافت ان هذه النخبة السياسية الفكرية نجحت في تأمين جسر علاقة متينة بين القذافي والساحة السياسية والاعلامية اللبنانية، وذلك من خلال تلميع صورة الزعيم الليبي  في الوسط السياسي والاعلامي والفكري والثقافي اللبناني، وتقديمه في صورة القائد الثوري صاحب الرؤية الذي يتخطى كونه رئيس دولة عربية محدودة السكان.

ولا بد من ان كثيرين ما زالوا يذكرون كيف ان الراحل جورج حاوي اطلق على القذافي ونظامه مصطلح "المثابة الثورية".

وفي المقابل صارت العاصمة الليبية مقصد عشرات الوفود والشخصيات اللبنانية، اما الباحثة هناك عن دور وموقع وتمويل لمشروع ما سياسي او اعلامي او ثقافي، وإما للمشاركة في مؤتمرات ومناسبات ومهرجانات متنوعة الاهتمامات كانت تنظمها دوائر القرار في النظام الليبي. والغاية القصوى المضمرة لهذا النشاط المحموم، ايجاد جسور تواصل بين اوسع الشرائح اللبنانية و"المركز" الليبي.

وهكذا وغداة اندلاع الحرب الاهلية في لبنان العام 1975، كانت ليبيا القذافي حاضرة بقوة في الوسط السياسي والاعلامي والثقافي من خلال:

1 - قوى وتيارات سياسية ترتبط مباشرة بالقيادة الليبية وتعمل وفقاً لتوجهاتها ورؤاها، وغالبيتها من القوى والتيارات والمجموعات الناصرية الهوى والتوجه.

وتذكر ادبيات تلك المرحلة بان الاحصاءات سجلت في نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي، اسماء نحو 18 تنظيماً وحزباً وتياراً يدعون النسب الى الناصرية وفكرها، ولكن لكل منها قيادتها الخاصة وقاعدتها الجماهيرية واطارها التنظيمي والعسكري وقواعدها المختلفة.

ومن المفارقات التي تذكر ان كل هذه القوى والمجموعات كانت توالي القذافي وتجعل منه رمزها وقائدها وتتلقى منه الدعم والرفد المالي والسياسي، ولقد بذلت لاحقاً محاولات لجمع هذه القوى تحت لواء واحد، ولكنها لم تنجح. فيما حاولت القيادة الليبية في  تلك المرحلة ايجاد مظلات عامة تعمل تحتها هذه القوى، مثل "رابطة الطلبة العرب الناصريين الوحدويين" و"التنظيم الناصري العربي" و"المؤتمر العام للأحزاب الناصرية"، ولكن الواضح ان هذه الاتحادات الناصرية لم تعمر طويلاً.

2 - دعم وتمويل اصدار صحف يومية واسبوعية شهرية خصوصاً في بيروت، التي كانت يومذاك عاصمة الصحافة العربية الحرة.

3 - انشاء دور نشر مثل دار "المسيرة".

4 - انشاء مراكز بحوث ودراسات وابرزها "معهد الانماء العربي" الذي كان مركزه الاساس في طرابلس الغرب، لكن مقره في بيروت (في محلة بئر حسن) كان الافعل والانشط، اذ عكف على اصدار اكثر من 250 كتابا وموسوعة، اضافة الى مجلة دراسات شهرية (تحولت لاحقاً  فصلية)، اضافة الى تنظيم ندوات ومؤتمرات علمية وثقافية وفكرية...

واللافت ان هذا المعهد جمع خيرة المثقفين والكتاب والصحافيين اللبنانيين، الذين كانوا يعملون كباحثين متفرغين او متعاقدين او متعاملين. وكانت رواتبهم هي الاعلى، الى درجة ان البعض عدّ هذا المركز وكأنه مركز انشئ خصيصاً لربط مثقفي لبنان والنخبة الفكرية والعلمية والجامعية فيه، بنظام القذافي، وهو اسلوب اتبعته معظم الانظمة التي كانت لها تطلعات

5 - دعم وتمويل مشاريع عمرانية وصحية وتربوية في المدن والبلدات والقرى التي سيطرت عليها، احزاب وقوى "الحركة الوطنية" من العام 1975 وحتى العام 1982.

واللافت انه في تلك المرحلة كان نظام القذافي يتعاطى مع كل القوى الوطنية واليسارية والقومية الموجودة في لبنان، ولم يفكر في انشاء اطر واحزاب خاصة به، مع انه كان يدعم قوى وشخصيات اكثر من سواها تحت عنوان انها قريبة منه في شكل مباشر، او تعتبر امتداداً له، خصوصاً الاحزاب ذات التوجه الناصري.

وليست جديدة الاشارة الى ان التنافس كان في تلك الحقبة على اشده بين النظامين العراقي والليبي على الساحة اللبنانية، وعلى اكتساب ود قواها واحزابها الوطنية، وان سوريا كانت تفيد من الحضور الليبي الذي كانت تعتبره رصيداً لها وداعماً لتوجهاتها للحد من تنامي نفوذ النظام العراقي.

وظلت الصورة على هذه الحال حتى اختفاء الامام الصدر ابان زيارته ليبيا في العام 1978، اذ صار القذافي ونظامه عدواً لشريحة من اللبنانيين الذين اتهموه مباشرة بجريمة اخفاء الامام الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.

ومذذاك فتحت حركة "امل" حربا لا هوادة فيها على النظام الليبي وامتداداته ورموزه في لبنان. ومن ذلك الحين اضطر النظام الليبي الى ان يسلك سلوكاً مغايراً على الساحة اللبنانية، لا سيما بعدما شعر بأنه بات طرفاً في هذه الساحة، وان القوى التي ظن انها ستكون الى جانبه وتدافع عن وجوده في لبنان بدأت تعيد حساباتها، لا سيما بعدما رفعت حركة "امل"  وتيرة استهدافاتها وهجماتها على الديبلوماسيين الليبيين وعلى كل القوى والفصائل التي كانت تدور مباشرة في فلك النظام الليبي.

وازداد وضع النظام الليبي على الساحة اللبنانية صعوبة وحراجة بعد انسحاب قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان في صيف عام 1982، في اعقاب الغزو الاسرائيلي الواسع النطاق للأراضي اللبنانية في ذلك التاريخ، وفي اعقاب سيطرة حركة "امل" على الوضع في بيروت الغربية في أعقاب ما صار يعرف في القاموس السياسي اللبناني بـ"انتفاضة السادس من شباط" العام 1984، واضطرار طرابلس الغرب الى سحب كل بعثتها الديبلوماسية من لبنان، بعد ذلك التاريخ، ولا سيما بعد اقتحام السفارة الليبية في منطقة بئر حسن.

وعموماً بعد اختفاء الامام الصدر في ليبيا، وبعدما بات نظام القذافي مستهدفاً من جانب حركة "امل"، وبعد تغير الاوضاع جذرياً في الساحة اللبنانية في أعقاب اجتياح العام 1982، وما تلا ذلك من تقلص لدور الحركة الوطنية، وضمور حضور اغلب احزابها، وانفراط عقدها الجامع (اللجنة التنفيذية والمجلس السياسي للحركة الوطنية)، وفقدانها ذراعها العسكرية المتمثلة بقوات الفصائل الفلسطينية، وصعود نجم حركة "امل" وضعف عصب التيار القومي، بدا واضحاُ ان نظام القذافي بدأ يسلك مسلكاً مختلفاً وينفذ اداء مغايراً على الساحة اللبنانية، تمثل بالآتي:

- وقف ضخ الاموال والمساعدات والمخصصات المالية لاحزاب وقوى معينة.

- قطع العلاقة مع قوى واحزاب كانت حتى الامس القريب تعمل وفق توجيهاته. بل ان القذافي ساهم في احداث انشقاقات في داخل هذه القوى، ولا سيما القوى الناصرية.

- وقف انشطة كل المؤسسات والمعاهد والمرافق التي كان نظام القذافي انشأها على الساحة اللبنانية، ومن بينها معهد الانماء العربي.

- وقف زيارات الوفود اللبنانية الى ليبيا والتي كانت تتم في شكل شبه يومي.

- انصرام حبل العلاقة بين القذافي والمجموعة اللبنانية التي كانت بالنسبة إليه بمثابة حلقة استشارية.

- ولم يسجل اي دور مميز في دعم ما يقدمه القذافي لجبهة "المقاومة الوطنية اللبنانية" للاحتلال الاسرائيلي، وهي الجبهة التي بدأتها احزاب يسارية وقومية غداة الاجتياح الاسرائيلي للأراضي اللبنانية. وبدا جلياً لكل الذين حافظوا على شكل علاقة وتماس مع النظام الليبي، ان رموز هذا النظام  بدأوا يتحدثون في شكل سلبي عن حلفائهم السابقين في لبنان، وعلى ادراجهم في خانة "الخونة" و"الغدارين" و"الخائفين"من غضبة حركة "امل" والشيعة عموماً.

- شرع النظام الليبي في اتباع نهج معين في العلاقة مع الساحة اللبنانية كما مع بقية الساحات العربية قوامه انشاء اطار سياسي معين مركزه في طرابلس الغرب، على ان تكون له خيوط علاقة من نوع ما مع الساحة اللبنانية وسواها.

وتعددت هذه الاطر ضمن "المؤتمر الشعبي العربي"، الى "اللجان الثورية العربية"، الى "المثابة الثورية العربية"، واخيرا وليس آخرا الى "الملتقى الثوري العربي الديموقراطي". وتكفل هذه الاطر بالقيام بأنشطة ومؤتمرات معينة ومناسبات معينة تارة في بيروت وطوراً في صنعاء وسواها.

- قطع العلاقة بين طرابلس الغرب، وفصائل فلسطينية بعينها، كانت في وقت من الاوقات محسوبة بالكامل على النظام الليبي، مثل "الجبهة الشعبية – القيادة العامة" بزعامة احمد جبريل، والابقاء على علاقة مميزة مع "فتح – المجلس الثوري" بزعامة الراحل صبري البنا "ابو نضال" الذي كان قبيل اغتياله في بغداد في اواخر عقد التسعينات، طريد كل العواصم العربية.

وحتى بداية الحصار الاميركي – الغربي على ليبيا في التسعينات من القرن الماضي، والذي دفع القذافي الى الانكفاء الى الداخل كلياً، كان الحضور الليبي في الساحة اللبنانية في اضعف حالاته، ان لم يكن معدماً، فلا تمثيل ديبلوماسياً، ولا نشاط معيناً يميز حضوره، بعدما كان مالئ الدنيا وشاغل الناس، وهو الذي ظن في يوم من الايام انه يقبض على زمام الساحة اللبنانية حتى انه تجرأ في حقبة السبعينات ودعا مسيحيي لبنان الى "الاسلمة" بالكامل.

واللافت انه، بعدما نجح نظام القذافي في انهاء قضية "لوكربي" والحصار الغربي والدولي على بلاده، سعى الى فتح الابواب مجدداً على الساحة اللبنانية من خلال امرين اثنين:

الاول عرض عبر اكثر من طريق ايجاد تسوية لقضية الامام الصدر، تارة عبر تحميل مسؤولية قتل هذا القائد المميز، لـ"ابو نضال" الذي كان قتل في بغداد، وتارة اخرى عبر عرض دفع مبلغ ضخم من المال.

الثاني: العمل على فتح قنوات اتصال غير مرئية بواسطة بعض الموفدين الذين كانوا يصلون سراً عبر سفارته في دمشق، مع عدد من الشخصيات والقوى اللبنانية، ولا سيما تلك المحسوبة على المعارضة السابقة.

ولكن الواضح انه، فيما اخفق اخفاقاً تاماً في المسألة الاولى، لم ينجح في تحقيق اختراق واسع في المسألة الثانية.