المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
24 شباط/2011

الأمثال الفصل 27/1-9/نصائح

لا تهلل ليوم الغد، فهل تعرف ما يلد اليوم؟ دع الأجنبي يمدحك لا فمك، والغريب لا شفتاك. الحجر ثقيل والرمل ثقيل، وتقاعس الأحمق أثقل منهما. الغيظ قاس والغضب غامر، والحسد من يقف في وجهه؟ التوبيخ الذي تعلنه خير من الحب الذي تضمره. جروح المحب أمينة، وقبلات العدو خائنة. النفس الشبعانة تعاف العسل، وللنفس الجائعة كل مر حلو. إنسان شارد من وطنه عصفور شارد من عشه. العطر والبخور يفرحان القلب، ونصيحة الصديق تحلو للنفس.

 

اكثر من 4000 لبناني يتقدمهم سليمان شاركوا في الاحتفال

الفاتيكان رفع تمثال مار مارون في باحة القديس بطرس

البابا صلّى الاستقرار والعيش بسلام في لبنـان

صفير: ليسدّد الله خطى الموارنة أينما حلّوا وارتحلوا

المركزية- رفع الحبر الاعظم قداسة البابا بنيديكتوس السادس عشر الصلاة لأجل الاستقرار والأمان والعيش بسلام بين مختلف الطوائف في لبنان، آملا ان يبسط القديس مارون جناح حمايته على جميع أبناء لبنان حيث ما اقاموا وارتحلوا. دعا قداسة البابا اثر ازاحة الستار عن تمثال مار مارون، في حفل اقيم للمناسبة في باحة القديس بطرس في الفاتيكان، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته وفاء، البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، النواب: سامي الجميل، نديم الجميل، أنطوان زهرا، سيمون أبي رميا، آلان عون، الوزراء في حكومة تصريف الاعمال: فادي عبود، جبران باسل ويوسف سعادة، أعضاء المؤسسة اللبنانية للانتشار والرابطة المارونية وحشد من المؤمنين من أنحاء العالم اضافة الى عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية.

وبارك البابا التمثال ورش المياه المقدسة عليه قبل ان يصافح البطريرك صفير ورئيس الجمهورية وعقيلته وعائلة الراحل انطوان شويري مقدمة التمثال، وغادر بعدها الباحة مباركا الحشود.

قداس: ثم انتقل الجميع الى كنيسة القديس بطرس حيث ترأس البطريرك صفير قداسا احتفاليا، وبعد الانجيل المقدس ألقى عظة بعنوان "لا تخف أيها القطيع الصغير"، شكر فيها الله أنه "أتاح لنا المجيء الى روما"، وشكر البابا لأنه "سمح لنا بوضع تمثال القديس مارون في البازيليك" وبالاحتفال في الذبيحة الالهية في هذه الكنيسة التي لا يحتفل فيها بقداس الا قداسة البابا.

وتوقف البطريرك في عظته عند سيرة القديس مارون، تاريخ تأسيس البطريركية المارونية وانتشار الموارنة، شاكرا لعائلة انطوان شويري التي تبرعت بأكلاف التمثال. وقال:" تحتفل الكنيسة المارونية عادة بعيد أبيها القديس مارون في التاسع من شباط من كل سنة، ويشارك فيه عدد من الموارنة الآتين في معظمهم من لبنان وبلدان الاغتراب.

أضاف:" ان الموارنة لم يخلقوا بطريركية جديدة بل اقاموا بطريركا لكرسي شاغر، وانتشر الموارنة في بعض بلدان الشرق وفي معظم بلدان الغرب ولهم مطارنتهم وكهنتهم الذين تولون رعايتهم الدينية، يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم وايمانهم بالله واخلاصهم لروما ولقداسة الحبر الأعظم المالك سعيدا، نسأل الله بشفاعة هذا القديس أن يحفظ قداسته، وأن يسدد خطى الموارنة اينما حلوا وارتحلوا، الى ما فيه خيرهم".

اده يولم: وأقام رئيس المؤسسة اللبنانية للانتشار الوزير السابق ميشال اده غداء على شرف البطريرك ورئيس الجمهورية حضره عدد كبير من المشاركين في الاحتفال، ومن المتوقع ان يلقي رئيس الجمهورية كلمة في المناسبة.

تجدر الاشارة الى ان طول التمثال اكثر من 5 امتار، نحته فنان ايطالي، ويحمل في يده عصا من البرونز، ومحفور عليه انه اب الطائفة المارونية من جهة ومن الجهة المقابلة كتب عليه انه وضع بمباركة البابا بنديكتوس والبطريرك صفير، وبتمويل من مؤسسة الراحل انطوان شويري. وضع الى جانب آباء ومعلمي الكنيسة في مكان هو الاخير المتبقي على الحائط الخارجي للبازيليك والمميز بموقعه، يستطيع من يدخل ويخرج ان يراه ويتبارك من قداسته.

وحضر الاحتفال 4000 لبناني اتوا من معظم بلدان العالم، للاحتفال بازاحة الستارة تتويجا ليوبيل الـ 1600 على وفاة القديس مارون.

 

اده: بادرة قداسة البابا تمدّ الموارنة بالصلابة للحفاظ على النظام الديموقراطي اللبناني والتنوع

المركزية – اعلن رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده ان "بادرة قداسة الحبر الاعظم التاريخية اليوم، تمد ارادة الموارنة بالمزيد من الصلابة من اجل المحافظة على النظام السياسي الديموقراطي اللبناني الذي يصون التنوع ويحفظه، بديلا من الاحادية وتهميش الآخر ونبذه واضطهاده وحتى استئصاله".

وقال في كلمة له خلال احتفال رفع الستارة عن تمثال القديس مارون في باحة بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان: "فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال سليمان الموقر! نيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق الكلي الطوبى! هذا الاحتفاء التاريخي، في عاصمة الكثلكة في العالم، في حضور الكنيسة المارونية منذ بزوغها قبل الف وستمائة سنة، نرى اليه مسؤولية كبرى يلقيها على عاتقنا قداسة الحبر الاعظم بنديكتوس السادس عشر، في ان ننهض، نحن الموارنة، بكل بذل وتفان، من اجل ان يستديم هذا الحضور، مشعاً ابدا في الآتي من الايام والازمنة.

اننا نعتز ايّما اعتزاز في هذه الشهادة الرسولية اليوم على عراقة الموارنة، طاعنين في ارضهم اللبنانية، مستمرين بتعميرها، حتى عندما كان يتطلب الامر ارواءها بدمائهم".

اضاف: "انه احتفاء رسولي بلبنان ذاته كذلك. لبنان الذي بادر الموارنة الى تأسيسه، والى المحافظة عليه، بيئة مجتمعية انفطرت على التنوع الديني والتعدد الثقافي. وليكونوا المسهمين الاول في صوغه وطنا، ثم دولة حديثة. انهم لم يشاؤوه وطنا مارونيا ولا مسيحيا، ولا دولة للموارنة وللمسيحيين، وان كان ذلك، في حينه، امرا سهل التناول. بل ارادوه وطنا للعيش المشترك بين المسلمين والمسحييين، متأسساً على الاعتراف بالحق في الاختلاف، وعلى احترام الآخر وقبوله باختلافه اي على الحرية والديموقراطية". وقال: "بادرة قداسة الحبر الاعظم التاريخية اليوم، ترسخ في وعي الموارنة ان حضورهم العريق انما ارتكز على اثنين: التجذر والانفتاح. وهم متمسكون بهما اليوم اكثر من اي وقت مضى، لا سيما بعدما تحولت منطقتنا الى بؤرة صراعات اقليمية دولية تضني شعوب هذه المنطقة وتقلق العالم في آن. وهذا خصوصا مع التفشي المنظم لوباء التعصب، ونزعات التطرف والارهاب المتزايدة، الساعية الى الاجهاز على التنوع وفرض الاحادية المستبدة.

بادرة قداسة الحبر الاعظم التاريخية هذه، ترسخ في وعي الموارنة كذلك، ان حضورهم الفاعل، العريق والراهن، ما كان يستوي، وليس له ان يستوي ويستمر مستقبلا، الا في مواجهة نقيضين: الانعزال والذوبان. كلاهما شر قاتل: الانعزال يلغي رسالتنا، والذوبان يقضي على من يحملها.

هذه البادرة اليوم، تمد ارادة الموارنة بالمزيد من الصلابة من اجل المحافظة على النظام السياسي الديموقراطي اللبناني الذي يصون التنوع ويحفظه، بديلا من الاحادية، وتهميش الآخر ونبذه واضطهاده، وحتى استئصاله.

بادرة صاحب القداسة التاريخية، رجاء جديد للبنانيين اجمعين، مسلمين ومسيحيين، بمن فيهم الموارنة الذين لا يسعهم – ولا يحق لهم – ان يتناسوا بأنهم خميرة لبنان، وصليبه في اوقات الشدة، في آن. وان لنا بشخص قداسته وموقعه ورؤيته الاستشرافية، خير ملهم وخير سند. وختم: لست املك الا ان احيي ذكرى المسيحي والماروني الكبير، الصديق العزيز انطوان شويري، وهو الذي كان من ابرز المسهمين الاوائل بإطلاق "المؤسسة المارونية للانتشار" فضلا عن مبادراته وعطاءاته الخلاقة الاخرى من اجل اعلاء شأن الموارنة ولبنان في شتى الميادين الاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها. وها نحن نتحلق اليوم هنا، حول تمثال قديسنا مارون، والذي بادرت الى تشييده عائلة الراحل الكبير، العزيزة روز والعزيزان لانا وبيرا، تخليدا لذكراه وبالروحية ذاتها لذلك التراث العظيم الذي خلّفه لنا المرحوم انطوان.

 

معاريف: السفينتان الايرانيتان تحملان أسلحة لـ"حـزب الله"

المركزية- أعلنت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية عن مصادر اسرائيلية ان السفينتين الايرانيتين اللتين اجتازتا قناة السويس صباح امس في طريقهما الى سوريا، محملتان بوسائل قتالية متقدمة معدة لـ"حزب الله". واشارت الى انه "حسب التقديرات فإن السفينتين تنقلان صواريخ مختلفة المدى وبنادق وذخائر ووسائل للرؤية الليلية". ولفتت الى انه "يبدو ان رحلة السفينتين هي محاولة ايرانية للالتفاف على العقوبات المفروضة على امداد "حزب الله" بالسلاح. وقالت:" انها لا تستبعد ان تكون هذه الرحلة وهي الاولى منذ اثنين وثلاثين عاما، تهدف الى اختبار العلاقة بين طهران والمجلس العسكري الاعلى في مصر".

 

4000 من "حزب الله" يشاركون في الانتفاضات العربية وفي قمع انتفاضة عرب الأحواز المحتلة

باريس – لندن – أبو ظبي – "المحرر العربي"

يشارك حوالى 2500 عنصر ميليشياوي مدرّبين جيداً على حروب الشوارع من "حزب الله" اللبناني في الثورات والانتفاضات المندلعة في العالم العربي منذ نهاية العام الفائت، و"ذلك نيابة عن الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي كانت أصابعها واضحة وطويلة الأظافر في أعناق كل من الأنظمة السنّية القوية في مصر وتونس وليبيا واليمن، كما كانت دامية في أعناق البحرين ذات الغالبية الشيعية ولبنان ذي الحضور الشيعي القوي والفاعل"، حسب مصدر خليجي في دولة الامارات.

وبالاضافة الى ما أعلنه "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" (مجاهدين خلق) على عدد من مواقعه الإلكترونية في أوروبا من ان "حوالى 1500 عنصر من "حزب الله" استُقدِموا من لبنان الى سورية براً ومنها الى مطار طهران بواسطة عدد من الطائرات المدنية الإيرانية والسورية قبل أربعة أيام من اندلاع التظاهرات الشارعية الأخيرة، للمشاركة الى جانب قوات الباسيج الميليشياوية في قمع المتظاهرين، حيث كانت مواقع تجمعاتهم الرئيسة في شارع شهروردي ومحيط جامعة شريف وميدان هفت تير، وحول مبنى التلفزيون الرسمي، وفي شارع عباس أباد" – بالإضافة الى ذلك، فإن ناطقاً بلسان "مجاهدين خلق" في باريس أكّد أن السلطات الايرانية "رَمَت بثقل عصابات "حزب الله" في منطقة الأحواز الاسلامية العربية خصوصاً لأنها تتكلم لغة سكان المنطقة المناوئين باستمرار للثورة الخمينية والمحرّضين دائماً وابدأ للاضطهاد والقمع والتعذيب والإعدامات على أيدي عصابات الحرس الثوري ذي الوجود الكثيف هناك".

قتلى لبنانيون في ايران والبحرين وليبيا

وكشف الناطق الايراني المعارض لـ"المحرر العربي" في العاصمة الفرنسية النقاب عن أن العشرات من عناصر "حزب الله" الذين أصيبوا خلال تظاهرات طهران والأحواز نُقِلوا الى المستشفيات المحلية وأسماء معظمهم موجودة لدى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فيما نُقِلَ الى لبنان عبر سورية عدد من جثث عناصر سقطوا قتلى خلال قمع التظاهرات وقد جرى تشييع جثامينهم في قراهم سراً خلال الأيام القليلة الماضية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية من بيروت الى جانب جثامين عناصر أخرى قتلوا في البحرين وليبيا، حيث توزعت عالبية نحو 2500 عنصر آخر من الحزب الايراني بطلب من نظام خامنئي في طهران، بهدف المشاركة المسلحة الفاعلة التي لا يتقنها جيداً البحرانيون والليبيون العاديون الذين نزلوا الى الشوارع لقلب نظاميهم اللذين وصفهما مرشد الثورة الايرانية علي أكبر خامنئي بـ"النظامين الطاغيين اللذين يجب القضاء عليهما".

"الجبهة" الليبية!!

وذكرت أوساط ديبلوماسية بريطانية في لندن على اتصال مستمر وحميم بالداخل الليبي، ان "الخلايا الشيعية التي زرعها "حزب الله" بطلب من ايران داخل ليبيا وبالقرب من مفاصله الحكومية والعسكرية والأمنية والنفطية خلال السنوات الأخيرة بانتظار صدور الأوامر الى هذه الخلايا للانتفاض وقيادة المعركة الشارعية ضد نظام معمر القذافي المتهم باخفاء الامام الشيعي موسى الصدر ورفيقين له في ليبيا في الثمانينات من القرن الماضي، خرجت خلال الاسبوع الماضي من جحورها لإشعار الحريق في كل مكان، وخصوصاً في بنغازي التي سقطت في أيدي المتظاهرين، فيما أقدمت عناصر من "حزب الله" على إخراج أسلحتها المخبأة لمواجهة الجيش المؤتمر بأوامر النظام، كما أقدمت على فتح السجون في عدد من المحافظات والأقضية التي قام سلاحاً الجوّ والمدفعية الليبيان بقصفها أيام السبت والأحد والاثنين الماضية ما أدى الى مصرع أكثر من 500 مواطن وجرح عدد مضاعف".

وقال مسؤول خليجي في أبو ظبي لـ"المحرر العربي" أمس أن سلطات أمن مملكة البحرين "اعتقلت خلال الأيام الثلاثة الأولى لبدء الانتفاضة الشيعية ضد النظام أكثر من 200 متظاهر بينهم عدد من عناصر "حزب الله" اللبناني يقيمون أصلاً في مناطق شيعية في البحرين وفي شقق مستأجرة في العاصمة المنامة منذ سنوات كخلايا نائمة جاهزة الاستقدام في مثل حالات الراهنة".

.. وفي الكويت والسعودية!

وأكد المسؤول ان عناصر وأخرى من "حزب الله" "موجودة في المناطق الشيعية الكويتية والسعودية وفي دولة الامارات العربية المتحدة، باشرت حسب معلومات أمنية محلية وأجنبية تحركها استعداداً لإشعال تظاهرات مماثلة لما يحدث في اليمن والبحرين، وهو المثلّث الشيعي الخليجي الأكثر عرضة للاشتعال والانفجار على أيدي النظام الايراني كما حدث في وجه علي عبدالله صالح على ايدي الحوثيين اليمنيين الذين تمددوا الى داخل المملكة العربية السعودية وجرى قمعتهم بشدة وإعادتهم من حيث أتوا خلال السنتين الماضيتين ما أصاب نظام محمود أحمدي نجاد بالخيبة والإحباط".

وأحاط المسؤول الخليجي في أبو ظبي النقاب عن "ان مجموعة من عناصر "حزب الله" اللبناني هي التي نسفت أنابيب الغاز المصرية الى الأردن وإسرائيل قبل حوالى أسبوعين، وأن أجهزة الأمن المصرية اعتقلت عدداً من البدو الرحّل في سيناء اعترفوا بذلك، كذلك كانت عناصر أخرى مدعومة من عملاء مصريين وسودانيين وراء فتح أبواب حوالى 40 سجناً في مصر وإطلاق سراح ما لا يقل عن 25 ألف سجين جلّهم ممن ارتكب جرائم مدنية، وهناك الآن عشرات العناصر الذين بدأوا فتح السجون في ليبيا".

 

الرائد عبد المنعم الهوني، العضو السابق في مجلس قيادة الثورة الليبي،

االإمام الصدر قُتل خلال زيارته ليبيا ودُفن في سبها

لندن - غسان شربل/أعرب الرائد عبد المنعم الهوني، العضو السابق في مجلس قيادة الثورة الليبي، عن اعتقاده بأن سقوط نظام العقيد معمر القذافي بات مسألة ايام، لكنه توقع ان يكون الأمر مكلفاً، «لأن هذا الرجل يمكن أن يُقْدِم على كل شيء وأي شيء»، داعياً الى محاكمته «إذا خرج حيّاً من المعركة التي يخوضها ضد إرادة شعبه». وكان الهوني يتحدث الى «الحياة» بعد أيام من استقالته من منصب مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية وانضمامه الى حركة الاحتجاجات التي تشهدها بلاده.

وفي استعراض لبعض المحطات الساخنة في عهد القذافي، أكد الهوني ان الإمام موسى الصدر، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى في لبنان، قُتل خلال زيارته الشهيرة لليبيا في آب (اغسطس) 1978 ودُفن في منطقة سبها في جنوب البلاد. وكشف أن عديله المقدم الطيار نجم الدين اليازجي، الذي كان يتولى قيادة الطائرة الخاصة للقذافي، كُلِّفَ نقل جثة الإمام الصدر الى منطقة سبها، وقُتِلَ بدوره بعد فترة قصيرة من تنفيذ المهمة للمحافظة على سرية الجريمة. وقال ان اسرة اليازجي كانت على علم بالمهمة التي أُوكلت اليه.

يُذكر ان السلطات الليبية كانت زعمت ان الإمام الصدر غادر ليبيا الى إيطاليا بعد لقائه القذافي. وقال الهوني ان حادث السير الذي أدى الى مقتل المسؤول السابق للمخابرات الليبية ابراهيم البشاري كان مدبراً. وذكر ان السلطات اشتبهت في أن يكون البشاري وراء تسريب أسماء الليبيين الذين ضلعوا في تفجير طائرة «يوتا» فوق النيجر، ولأنه كان يملك بالتأكيد معلومات عن تفجير الطائرة فوق لوكربي. وأضاف ان السلطات الليبية وافقت على دفع تعويضات لذوي ضحايا تفجير لوكربي بعدما هددها عبد الباسط المقرحي بكشف كل أسرار العملية اذا لم تقم طرابلس بما يضمن إخراجه من سجنه في إسكتلندا، وهو ما حصل. وقال ان وزير الخارجية السابق منصور الكيخيا وقع في فخ نصبه له النظام الليبي. وأضاف ان الكيخيا استقبل عشية توجهه الى مصر السيد احمد قذاف الدم، الذي أبلغه ان شخصاً سيتصل به لدى وصوله الى مصر لمحاورته وتحقيق مطالبه. وقال ان الكيخيا تلقى اتصالاً بعد وصوله الى القاهرة ودعي الى حوار في منزل السفير الليبي آنذاك إبراهيم البشاري، وهناك تم حقنه بمادة مخدِّرة وتولت سيارة تحمل لوحة ديبلوماسية نقله الى داخل الاراضي الليبية حيث لاقى حتفه. وذكر الهوني، الذي كان الى جانب القذافي في تنفيذ عملية الاستيلاء على السلطة في 1969، ان القذافي يدير البلاد مع أولاده وحفنة لا يزيد عددها على عشرين شخصاً. وأكد أن الزعيم الليبي يعتبر نفسه مكلفاً «مهمة إلهية»، وأنه يكره أي زعيم يمكن ان يثير اهتمام الصحافة والمصوّرين. وتحدث الهوني عن علاقات القذافي بعدد من الزعماء في العالم

 

بيضون: 8 اذار تعتبر أن ميقاتي هـو منفّذ لرغباتها وهنا تكمن مشكلة التأليف  

وصف النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون البيان الصادر عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الذي اعتبر أن المحكمة الدولية لاغية ودعا الى عدم التعاون معها، بالحزبي. وكشف عن استياء لدى عدد كبير من أبناء الطائفة الشيعية من البيانات الصادرة عن المجلس الأعلى التي باتت بيانات حزبية. وقال بيضون: المجلس الشيعي الأعلى بطبيعته لا يستطيع إلا أن يأخذ المواقف الوطنية وليس المواقف الحزبية. وطالب بيضون بضرورة عدم سيطرة الذهنية الحزبية على المجلس، مشدداً على ضرورة أن تكون بياناته متعلقة بالثوابت الوطنية، أما القضايا الحزبية وقضايا الخلاف السياسي فلا يجوز أن يتدخّل فيها. وأضاف: البيان الصادر بالأمس، أمر غير مقبول.

وعما إذا كان هذا البيان كردّ على بيان دار الفتوة، أمل بيضون ألا تسير الأمور على نحو تبادل البيانات بين مجالس الطوائف، رافضاً أن ينزلق لبنان الى فدرالية الطوائف. وقال: قد يكون هناك سياسيون يعملون ليل نهار لجعل لبنان فدراليات طائفية حيث كل طائفة يحكمها ملك او امبراطور وبدل مجلس النواب يصبح هناك لكل طائفة مجلس ملّة. ولكن هذا الأمر ينهي لبنان ويذهب به الى التقسيم. وأضاف: ظاهرة بروز الطوائف على حساب الدولة يجب أن تنتهي. وانتقد تعدّي الطوائف على الدولة التي تعكس وجهة النظر الاساسية للشعب وتجمّعه، مشيراً الى أن الطوائف تحاول أخذ دور الدولة وهذا تعدٍ غير مقبول. من جهة أخرى، ورداً على سؤال حول معضلة تأليف الحكومة، رأى أن المشكلة تكمن في معاملة قوى 8 آذار للرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، حيث تعتبر هذه القوى أن ميقاتي هو منفّذ لرغباتها، وهي لا تتعامل معه على أساس إنه رئيس حكومة ولديه صلاحيات قيادية في الحكومة، علماً أن هذا الأمر ينطبق ايضاً على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وأضاف: الدليل على تصرّف 8 آذار هو إنها تطلب من ميقاتي تشكيل حكومة لها فيها 20 وزيراً أو ما يعادل ثلثي الأعضاء، وهي بالتالي تسعى الى أكثر من الثلثين إذا حُسبت حصّة النائب وليد جنبلاط من ضمن حصّة 8 آذار. وتابع: أية حكومة تنال فيها 8 آذار أكثر من ثلثي اعضائها هي حكومة حزب الله، وبالتالي القرار يكون لـ "حزب الله". ورأى بيضون إنه في حال ذهب ميقاتي في هذا الإتجاه فهو لا يقضي فقط على نفسه سياسياً، إنما يأخذ البلد الى إنهيار. ونصح بيضون الرئيس ميقاتي، ان تكون حصّته وحصّة الرئيس سليمان والمستقلّين اكثر من النصف زائداً واحداً، وبالتالي عليه أن يأتي بوزراء مستقلّين بالمعنى الوطني، أي يضعون مصلحة الوطن قبل مصلحة الطوائف. وهؤلاء – إذا كان عددهم أكثر من النصف زائداً واحداً – يعطون للحكومة الصبغة الوطنية، أما إذا جاءت الحكومة بصيغة "حزب الله" فهذه ستكون وصفة للفشل.

المصدر : اخبار اليوم

 

الأمين: المجلس الشيعي تخلّى عن دوره لصالح الاحزاب

مواقف "أمل" و"حزب الله" هيمنة على المؤسسة الروحية

المركزية- علّق العلامة السيد علي الامين على البيان الذي اصدره المجلس الشيعي الاعلى في شأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الناظرة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فتمنى لو ركز على القضايا التي تجمع بين اللبنانين لناحية بسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها والإبتعاد عن منطق التعصب والهيمنة والإستقواء بالسلاح، مذكراً بأن المحكمة حظيت بموافقة الاطراف كلها في مراحل متعددة. واعتبر ان هذه المؤسسة الروحية (المجلس الشيعي)، تخلّت عن دورها الوطني الجامع لصالح الاحزاب المرتبطة بالخارج.

وقال في حديث الى موقع "المستقبل" الالكتروني: "من يتابع البيانات الصادرة عن المجلس الشيعي الأعلى في الأعوام الأخيرة يرى فيها صدى المواقف الحزبية التي تطلقها قيادات الثنائي الشيعي حركة "أمل" و"حزب الله" وهذا يعكس هيمنة تلك القوى على هذه المؤسسة الروحية التي وجدت لتكون المؤسسة الحاضنة والجامعة لمختلف الآراء داخل الطائفة الشيعية بما يحفظ ويرسخ علاقة الطائفة مع سائر الطوائف اللبنانية في العيش المشترك ضمن مشروع الدولة الواحدة".

اضاف: "المؤسسة الروحية التي أنشأها الإمام موسى الصدر تحوّلت في عهد الثنائي حركة "أمل" و"حزب الله" إلى مؤسسة ثانوية تابعة لهما وخالية من الرأي الآخر، تخلّت عن دورها الوطني الجامع والثقافي والديني المعتدل لصالح القوى الحزبية المرتبطة بالسياسات الخارجية التي لا علاقة لها بمصلحة الطائفة الشيعية في لبنان والمختلفة مع تطلعاتها في قيام دولة المؤسسات والقانون، وعن دورها في ترسيخ العيش المشترك بين الطوائف اللبنانية ولذلك لم نفاجأ بإصدار المجلس الشيعي البيانات الموافقة لتلك القوى الحزبية المهيمنة عليه".

وسأل: "كيف تنحاز في موقفها إلى وجهة نظر دون أخرى بلا حجة ولا دليل؟ وكأنها بذلك تريد تعميق الإنقسام بين اللبنانيين حول قضية بالغة الحساسية".

وأكد ان "الأشد غرابة في الأمر أن تصدر هذه المؤسسة الروحية حكماً ببطلان أحكام محكمة قبل صدورها وقبل معرفة الحيثيات والمستندات والأدلة، خصوصاً ان كل المعنيين في هذه المحكمة قالوا ان الأحكام إذا كانت مسيسة والأدلة ناقصة سنرفضها جميعاً،" وسأل "كيف يصح الحكم بإلغاء محكمة قبل صدور أحكامها وقبل النظر فيها بعد أن وافق عليها الجميع في مراحل عدّة ووافق عليها المجتمع الدولي والرأي العام؟ وكيف لفريق أن يلغي رأي فريق آخر من دون الإعتماد على مستند وبرهان ومن دون الرجوع إلى المؤسسات التي اتفق العقلاء على الإحتكام لها والرجوع إليها؟".

وختم: "كان جديراً في المجلس الشيعي تعزيزاً للوفاق الوطني أن يتجنب الإنحياز لوجهة نظر دون أخرى وأن يركز على القضايا التي تجمع بين اللبنانين في ترسيخ العيش المشترك وقيام دولة المؤسسات والقانون وبسط سلطتها على كامل أراضيها وإشاعة أجواء التسامح والإنفتاح بين كل مكونات الشعب اللبناني والإبتعاد عن منطق التعصب والهيمنة والإستقواء بالسلاح".

 

مصادر غربية: لبنان غير مخوِّل سحب القضاة مضمون القرار الاتهامي قد يبقى سرياً

نهارنت/أكدت مصادر غربية أن الحكومة اللبنانية "لا تمتلك الصلاحية القانونية لسحب القضاة من المحكمة الدولية لان تفويض المحكمة هو من مجلس الأمن والقضاة تمّ تعيينهم من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون". واوضحت المصادر لصحيفة "الحياة" انها "تعود للأمين العام للأمم المتحدة"، مشيرة الى امكانية "القضاة أن يستقيلوا، ولكن ليس هناك أي مؤشر في هذا الاتجاه، والتعاون حتى الآن جيد جداً". وذكرت ان "مسارها لا يمكن أن يتوقف، وفي حال قررت الحكومة اللبنانية وقف التمويل فتتم العودة إلى مجلس الأمن لكون المحكمة هي تحت البند السابع". ورأت المصادر ان "التطورات في لبنان، تجبر المحكمة اليوم على العمل لإيجاد قنوات أخرى في حال لم يدفع لبنان قبل نهاية نيسان المقبل". ونوّهت "أن التمويل هو تحدٍّ رئيسي اليوم للمحكمة، وأن لبنان يموِّل 49 في المئة، وباقي الدول 51 في المئة، فيما الموازنة 65 مليون دولار لهذه السنة".

ومن جهة القرار الاتهامي، اوضحت انه "قد يتأخّر، ولدى قاضي الإجراءات التمهيدية حرية إبقائه سرياً لمدة شهرين أو ثلاثة والإعلان بعدها عن المتهمين". وشرحت المصادر أن "المهلة الطويلة التي سبقت تقديم الإدانات لقاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين هي بسبب جدية هذه الجرائم وكونها مُعَدَّة من أشخاص محترفين". واضافت المصادر للصحيفة أنه "على القاضي اليوم أن يدرس المواد ويتأكد من كل عبارة مذكورة في القرار الاتهامي، الذي ليس الآن إقراراً بالاتهام أو البراءة وينتظر مراجعة القاضي". واشارت الى ان المدة المتوقعة التقريبية لانتهاء المراجعة هي "من 7 إلى عشرة أسابيع من 17 كانون الثاني، وتأخذ المحاكم من هذا النوع عادةً وقتاً أكبر، ولن يكون بالمفاجئ إذا أخذ القاضي وقتاً أكبر للمراجعة".

وشدّدت المصادر على انه "بعد انتهاء القاضي من المراجعة أمامه خياران، أما إخراج المضمون إلى العلن أو إبقاؤه سرياً إلى حين وقت الاعتقالات، وهذا الأمر يعود حصراً للقاضي"، مؤكّدة أن "عدداً محدوداً لا يتعدى عشرة أشخاص داخل المحكمة يعرف مضمون القرار الاتهامي وليس هناك أي مؤشر إلى ما سيقوم به القاضي فرانسين". وتوقعت المصادر "أنه سيؤكد ما تضمنه القرار الاتهامي، وفي حال اختيار إبقائه قيد الكتمان، فهذا يستمر فترة شهرين أو ثلاثة، وبعدها يجب اخراج المضمون إلى العلن". ونفت المصادر أن "يكون هناك من يسمون شهوداً في هذه المرحلة، لأنه ببساطة المحاكمات لم تبدأ، وبالتالي هناك الكثير من الأشخاص الذين تمّ الاستماع لإفاداتهم من المدعي العام، وهو ليس ساذجاً للاعتقاد بأن الجميع يخبره الحقيقة"، موضحة وجود "أدلة قضائية حسية، وأخرى تتعلق بشبكات الاتصال". اما التسريبات التي تمت فـ"سرّبت قبل مذكرة إنشاء المحكمة، ومعظمها من موظفين سابقين".

وفي حال عدم تسليم المتهمين، اوضحت المصادر انه سيتمّ "نشر نص الإدانات في الوسائل الإعلامية للبلد، وترجيح التوجه إلى محاكمات غيابية". و"توقيف الأشخاص في لبنان سيعود للحكومة اللبنانية، ليس لدى المحكمة شرطة خاصة بها"، ولكن "هناك مذكرة تفاهم مع الإنتربول، وبالتالي في حال توقيف الأشخاص فسيتم استحضارهم إلى المحاكمات، وفي حال لم يتم هذا الأمر، فسيكون هناك محاكمات غيابية". كما توقعت أن تبدأ "المحاكمات نهاية العام، إنما هذا ليس أمراً نهائياً".

وذكرت المصادر ان "الاتهامات هي دائماً ترتبط بأشخاص وليس بدول، لأن الجرم هو من مسؤولية الأشخاص". وكشفت المصادر لجهة تمويل المحكمة، أن "الحكومة الكندية ستقدم مليون دولار، فيما تعطي اجتماعات مسؤولين من المحكمة بالفرقاء الدوليين في نيويورك وبروكسل وواشنطن انطباعاً بأن هناك رد فعل على التطورات، وهناك ثقة بإمكانية استكمال نشاط المحكمة". كما اضافت انه سيتوجّه مسؤولون من المحكمة إلى دول الخليج العربي، وستستكمل المحادثات مع الأوروبيين والأميركيين في محاولة إقناعهم "بمضاعفة حصتهم عن الأعوام السابقة". وأشارت المصادر إلى أن بعض الدول "مثل تركيا واليونان التزمت بتقديم مبلغ معين على مدى السنوات المقبلة".

 

مار مارون جمع اللبنانيين في الفاتيكان والبابا صلى لأجلهم

ميقاتي وبري قوّما العقد الحكومية

8 آذار منزعجة من تشدد عون وتعتبره "العقبة

المركزية – الحدث في روما، حيث رُفع الستار عن تمثال القديس مارون في باحة بازيليك القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان ورَفع معه قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر الصلاة من اجل استقرار وامان وسلام لبنان، فتحولت انظار الداخل المعلقة على الوضع الحكومي، نحو الفاتيكان الذي جمع اكثر من 4000 الاف لبناني من كل التوجهات والتلاوين السياسية، تقدمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يكلل زيارته بلقاء مع قداسة البابا الحادية عشرة قبل ظهر غد.

وفيما حجب الحدث الديني الوطني الاهتمام بالوضع الداخلي، لم تسجل ساعات اليوم جديدا على الصعيد المحلي وخصوصا على خط التأليف الحكومي، ما دفع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى زيارة رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة وتشاور معه في سبل تذليل العقبات امام ولادة الحكومة الجديدة.

وعزا مصدر مطلع على تفاصيل الوضع الداخلي اللبناني التأخير في تأليف الحكومة الى مجموعة عوامل خارجية وداخلية يأتي في مقدمها عودة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الى الرياض اليوم بعد عملية جراحية اجراها في الولايات المتحدة الاميركية نهاية العام الفائت تكللت بالنجاح، امضى بعدها فترة النقاهة في المغرب لمدة شهر قبل ان يعود الى المملكة.

- الوقوف على الموقف السوري اثر عودة الملك، وما اذا كان الرئيس بشار الاسد سيزور الرياض للاطمئنان الى صحته وبالتالي اعادة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها قبل ان تنقطع على اثر الاعلان عن رفض سوريا تنفيذ ورقة التفاهم السعودي – السوري ووقف الاتصالات بين الامير عبد العزيز والرئيس الاسد او ان الرئيس السوري سيستمر في موقفه متهماً الرئيس سعد الحريري بتعكير العلاقات بين سوريا والسعودية.

- انتظار قوى 14 آذار عرضا يوائم شروطها والوقوف على نتائج الحركة السياسية التي يقودها بعض اركانها لا سيما الوزير بطرس حرب الذي يستمر في التواصل مع الرئيس المكلف وفق خطة مد اليد على رغم انتقال 14 آذار الى المعارضة الى جانب انتظار مهرجان 14 آذار في ساحة الشهداء لتلمس حجم المشاركة الشعبية وسقف الخطاب السياسي، ومعرفة المنحى الجديد لهذه القوى في المرحلة المقبلة، اضافة الى مستوى المعارضة ومداها لاحقا.

- ترقب صدور اشارات سورية ايجابية مشجعة للتأليف بعدما تبين عبر زوار دمشق ان المسؤولين السوريين لا يستعجلون التأليف وهم غير راغبين في تشكيل حكومة في لبنان، ولذلك يقول المسؤولون السوريون لمن يراجعهم في الملف الحكومي انه شأن لبناني لا دخل لسوريا فيه.

- صدور القرار الظني الذي يبدو ان موعد اعلانه لم يعد قريبا، كما توقعت مصادر دبلوماسية غربية بفعل التطورات في المنطقة والخشية في حال صدوره الآن من ان يترك ردود فعل محلية وخارجية على صعيد المنطقة وسوريا تحديدا بحيث تتحول الى موجة عارمة ضده تحرض الرأي العام بعد وضعه في خانة استهداف المقاومة من ضمن حملة اسقاط الانظمة تحت عنوان التغيير في المنطقة بحجة تكريس الديموقراطية.

الترقب السوري لصدور القرار والسعي للحصول على تطمينات وضمانات بعد التسريبات الاخيرة للشاهد زهير الصديق التي تناول فيها كبار المسؤولين السوريين بالاتهام بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، ومحاولة سوريا الوقوف على رأي الغرب خصوصا واشنطن من موضوع المحكمة، وانتظار الاجوبة الفرنسية على اسئلة طرحها المسؤولون السوريون على باريس مؤخرا تتصل بالمحكمة والاتهامات وسقفها.

8 آذار: وازاء هذه المعطيات، اشارت اوساط في 8 آذار الى ان نظرية الحكومة المعلبة سقطت، ومعها نظرية حكومة حزب الله، فلو كان الامر صحيحا وفق الاوساط لكان الحزب طلب من حليفه عون ان يخفف سقف مطالبه و "يطري الجو" من اجل التأليف، ولما كان عون تمادى في المطالب والشروط ورفع سقف الحملة السياسية لتطاول رئيس الجمهورية شخصيا من دون مواربة بل مباشرة وعبر الاعلام.

واكدت ان مقولة ان الحكومة هي من صنع حزب الله سقطت بدليل ان احدا من الحزب لا يشارك في عملية التأليف ولا يساعد الرئيس المكلف على معالجة العقد التي تواجهه من قبل حلفاء الحزب الا ان اوساط الحزب تفضل ان يشكل الرئيس ميقاتي الحكومة في اسرع وقت قبل احتفالات 14 آذار وصدور القرار الظني وبالتالي فإن الحزب لا يضع شروطا وليست لديه مطالب، وهو وفق اوساطه، غير قادر على اقناع عون بالتخلي عن مطالبه التي يعتبرها الحزب محقة.

وتوازيا، اعتبر زوار فردان ان الرئيس ميقاتي كلما اقترب من الاستحقاق لمس اكثر حجم الصعوبات ووعى ما يواجهه من عقبات ذلك انه غير قادر على تكرار تجربة 2005 عندما قدم نفسه منقذا ومشروع حل فالتطورات في المنطقة لم تساعده اضافة الى انقسام اللبنانيين حيث هو غير راغب في تشكيل حكومة من نصف اللبنانيين لكنه في الوقت نفسه لن يتراجع ولن يشكل حكومته بشروط غيره، وللغاية فإنه يقيم الاوضاع ويعيد حساباته بتأليف حكومته لتحقيق النجاح.

واستغرب هؤلاء كيف ان الرئيس ميقاتي هبّ للدفاع عن حقوق وصلاحيات رئيس الجمهورية وهو الرئيس السني في الوقت الذي تشن قيادات مسيحية الحملات على الرئيس وكأنها لا تريد او لا تعرف ان تحافظ على موقع الرئاسة علما ان واجب كل لبناني ان يدافع عنه ويحافظ عليه لأن من غير الجائز التعامل بمثل هذه الاساليب والطرق مع الموقع الاول في البلاد الذي له كل التقدير والاحترام.

"عقدة" عون: الى ذلك اعربت اوساط في قوى الثامن من 8 آذار عن انزعاجها من تشدد رئيس تكتل التغيير والاصلاح وتصلبه في مواقفه، خصوصا المتعلق منها بتشكيل الحكومة.

وكشفت في هذا السياق ان العقبة الاساس التي تعترض عملية التأليف والولادة الطبيعية للحكومة لا تزال تتمثل بما يعرف بـ "عقدة عون" وتمسكه بغالبية الحقائب المسيحية في التشكيلة الوزارية فهو يريد من الحكومة الثلاثينية 13 حقيبة ويرفض ان يعطي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف نجيب ميقاتي اكثر من ثلاث حقائب وليتوزعاها كما يريدان كما قال عون لأحد الوسطاء.

واكدت الاوساط ان عون يعزف مرتاحا على خط تأليف الحكومة، مستغلا في ذلك الاحوال العربية السيئة من جهة ووقوف سوريا متفرجة حتى الآن مام يجري في لبنان وتحديدا على الخط الحكومي

 

الراعي : يمكن للفاتيكان ان يعين البطريرك الماروني الجديد في حال انقضت مهلة ال 15 يوما المحددة للاساقفة من دون التوصل الى انتخابه

وكالات/دعا راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي لتعديل صلاحيات رئيس الجمهورية لكي يتمكن من حماية البلاد وليكون فوق الجميع، رافضا أن يكون الرئيس رئيس حزب تعطى له حصة ولفت الراعي، في حديث الى برنامج نهاركم سعيد عبر الـ"ال.بي.سي"، الى أن لبنان ليس 8 و14 آذار، معتبرا أن دور الرئيس حماية البلاد من هذه المحاور الاقليمية والدولية وأكد الراعي ان لبنان هو بلد التعددية والديمقراطية والحريات العامة. من جهة ثانية، اوضح الراعي أنه عندما يعلن الفاتيكان قبول استقالة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير ويعلن أن شغور الكرسي،يتولى المطران الاقدم رسامة تهيئة المجمع الانتخابي لانتخاب البطريرك الجديد وأكد الراعي أن الفاتيكان لا يتدخل في انتخاب البطريرك الا في حال انقضت المهلة المحددة للانتخاب

 

فشل وساطة بهيّة الحريري للسماح للرئيس سعد الحريري بزيارة السعوديّة

ذكرت صحيفة الأخبار أن النائب بهيّة الحريري زارت السعوديّة لتتوسّط لمصلحة ابن شقيقها، رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، للسماح له بزيارة السعوديّة بعدما شتم الأمير محمد بن نايف. بحسب المعلومات الواردة للاخبار أن الوساطة فشلت وتبلّغ الحريري أن لا تدوس قدماه المملكة بعد الآن، اللهم إلّا إذا سمح الملك عبد الله بذلك كما ذكرت الأخبار أن زوّار المملكة السعوديّة ينقلون أجواءً سلبيّة جداً عن زعيم تيّار المستقبل. في الوقت عينه، يتحدّث هؤلاء عن حصول شركات آل الحريري على عقد بقيمة مليارات عدّة من الدولارات لبناء شبكة سكك حديد جديدة

 

بقرادوني يدعي على الصديق وعيد والصايغ

يقال نت/قدم الرئيس السابق لـ"حزب الكتائب" كريم بقرادوني شكوى مباشرة أمام قاضي التحقيق الأوّل في بيروت غسان عويدات ضدّ محمد زهير الصديق الصدّيق ومعدّ ومقدّم برنامج "المحكمة" في "صوت لبنان" الكتائبية  الصحافي جورج عيد، والمسؤول بالمال عن الإذاعة، أيّ «الشركة الجديدة للإعلام المرئي والمسموع» ممثّلة برئيس مجلس إدارتها الوزير سليم الصايغ، اتخذ فيها صفة الادعاء الشخصي بجرائم التحريض على ارتكاب جريمة إثارة النعرات، ونشر خبر كاذب، والافتراء الجنائي، والقدح والذمّ.

واعتبر بقرادوني في شكواه أنّ عيد كان على علم مسبق بما سيدلي به الصدّيق بدليل قوله: «بدي اسألك عن سؤال مبارح حكينا فيه تحت الهوا وكان عن موضوع اغتيال الشهيد بيار الجميل»، مجدّداً نفيه لما ادعاه الصدّيق الذي «يعتدي على كرامات وحرمات الأحياء والشهداء».

ووجد بقرادوني أنّ عيد شارك في «دفع الصدّيق إلى أنْ يتهمني بالاسم في عملية تحريض واضحة وصريحة للإساءة إلى سمعتي وكرامتي وشخصي وموقعي السياسي ونضالي في حزب الكتائب الذي استمرّ 48 عاماً، إضافة إلى تعريضي إلى شتّى المخاطر وتحريض محبّي ومحازبي الجميل ضدّي».

وخلص بقرادوني إلى المطالبة بالتحقيق مع الصدّيق وعيد وكلّ من يظهره التحقيق فاعلاً، أو شريكاً، أو متدخّلاً، أو محرّضاً، للحكم عليهم بأشدّ العقوبات، وإلزامهم بأن يسدّدوا له مع المسؤول بالمال، تعويضاً عن العطل والضرر المادي والمعنوي والسياسي، ليرة لبنانية رمزية، وإلزام المسؤول بالمال، بنشر الحكم بالشروط الفنّية الموازية للجرم وتدريكهم الرسوم والنفقات والأتعاب كافة.

 

العلاّمة الأمين: لا يكفي الاعتراف بالخطأ بل المطلوب جردة حساب وآليات لكسر المذهبية

المستقبل - لا يحاذر العلامة السيد علي الأمين في تبيان أخطاء 14 آذار في تعاطيها مع جمهور الشيعة، وهو الذي دفع ثمن مواقفه السياسية في دعمه لمشروع الدولة والعدالة، وفي مناهضته لهيمنة الثنائية الشيعية على الجنوب، وأخذ الجنوبيين رهينة لمشاريع اقليمية تحت عنوان المقاومة.

العلامة الأمين صوت مختلف ومميّز، له جرأة القول في مقارباته، ولذلك لا يلبس القفازات، في حديثنا معه، كان واضحاً وشفافاً في نقده لتجربة 14 آذار مع الجمهور الشيعي. وهو يرى أنه "خلال السنوات الماضية لم نجد المقاربة الحقيقية والجادة من قوى 14 آذار باتجاه الرأي الآخر داخل الطائفة الشيعية وقوى الاعتدال فيها، ولذلك نحن نرى أن قوى 14 آذار لم تنجح في السابق، ليس بمعنى الفشل في مسعاها، بل لأنها لم تكن تسعى أصلاً بهذا الاتجاه إرضاء للثنائي الشيعي ("أمل" و"حزب الله")، الذي تقاسمت معه السلطة على قاعدة المحاصصة بين الطوائف، والوكالة الحصرية في المسؤولية عن كل طائفة للفريق السياسي المهيمن على الطائفة، ولذلك فقد انحصرت خدمات الطائفة الشيعية ومصالحها بالفريق الذي يحتكر تمثيلها في كل المجالات، وهذا كان بتوقيع وإمضاء من قوى 14 آذار التي كانت السلطة بيدها في تلك المرحلة، وهذا من أهم العوامل التي أدت إلى تكريس هيمنة الثنائي على قرار الطائفة الشيعية".

 وشدد على أنه "عندما كانت السلطة بيد 14 آذار لم تعمل لربط المواطن بالدولة، بل كانت تأتي بالمساعدات العربية والدولية وبكل التسهيلات وتقدمها للثنائي شريكها في السلطة، مما جعل الطائفة الشيعية مرتبطة بمن يقدم لها الخدمات والعون المباشر وليس بالدولة التي اقتطعت طائفة بأكملها وبكامل احتياجاتها إلى الثنائي المهيمن عليها، حتى صَّدق المهتمون بالشأن اللبناني والشيعي خصوصاً، أنه لا يوجد من يمثل الطائفة الشيعية في الدولة سوى الثنائي، لا سيما بعد استقالة وزراء الشيعة التابعين لأمل وحزب الله، ورفض سلطة 14 آذار تعيين البديل عنهم وكأن الطائفة الشيعية خلت من الكفاءات!".

ويضيف موضحاً الصورة: "إن الدولة بكل أجهزتها ساعدت على إقناع الناس المهجرين الذين دُمرت ديارهم وقُتل أبناؤهم في عدوان تموز بنظرية الانتصار، وأضافت إلى إنجازات الثنائي حصرية الخدمات والإعمار، فأصبحوا بنظر الناس صنّاع الانتصار ورجال الإعمار والدولة غائبة عن الأبصار".

ويتوقف عند أحداث السابع من أيار 2008 واتفاق الدوحة، فيجدد تأكيده أن "قوى 14 آذار بقيت على عهدها في الوفاء بالمحاصصة، لا ترى ممثلاً للطائفة الشيعية سوى الثنائي المهيمن عليها، والذي يأخذ بأيدي أبنائها إلى خارج مشروع الدولة، وانخرطت مع الثنائي في مشروع جديد للسلطة قام أيضاً على المحاصصة والوكالة الحصرية وإبعاد الرأي الآخر، وأعطت بذلك انطباعاً بأن الذي يسقط الدولة ويخرج عليها هو الذي يشارك في السلطة، وأما الذي يقف معها ويدافع عنها، فليس له من موقع فيها ولا يستحق أن يكون شيئاً مذكوراً!".

ويشدد العلامة الأمين على أن "كل هذه التصرفات وغيرها من قوى 14 آذار، جعلتها بعيدة عن جمهور الرأي الآخر داخل الطائفة الشيعية، ولم تشجعه على الدخول معها والقبول بمشروعها، خصوصاً عندما لم تقم هذه القوى بواجبها تجاه رموزٍ شيعية وقفوا معها في أصعب الظروف دفاعاً عن مشروع الدولة ودفعوا الأثمان في سبيل ذلك".

ويرى أن "مشكلة قوى 14 آذار التي ظهرت من خلال تجربة السنوات الماضية، تكمن في أنها فقدت الآلية الصحيحة لتطبيق المشروع الذي طالبت به جماهيرها وهو مشروع دولة القانون والمؤسسات الحامية للسيادة والاستقلال والحافظة للحريات الدينية والسياسية"، معتبراً أن "هذا المشروع كان يتطلب من قوى 14 آذار الاحتضان والتعاون مع كل أنصار مشروع بناء الدولة الحديثة المدافعين عنها من كل الطوائف اللبنانية، ولكن الذي حصل أن قوى 14 آذار حوّلت ذلك المشروع الهدف إلى مشروع سلطة وقتية، فاستسلمت للواقع الفاسد الذي جاءت لتغييره، وفقدت بذلك الرؤية والمشروع لمواجهة المشاريع الأخرى الهادفة إلى عدم قيام الدولة ولبقاء الوطن ساحة للنفوذ الإقليمي ومدت يدها وأعطت إمكاناتها في السلطة وخارجها إلى الفريق الذي لا يريد قيام الدولة، بل يريد إسقاطها إذا لم يتمكن من ابتلاعها والهيمنة عليها".

ويلفت الأمين إلى أن "قوى 14 آذار لم تستطع خلال وجودها في السلطة أن تثبت أنها النموذج الآخر المختلف عن فريق ما يسمى بالمعارضة المهيمنة على الشارع بقوة السلاح، لا على مستوى الأداء والممارسة ولا على مستوى الاحتضان لأصحابها، على عكس الفريق الآخر من هذه الناحية، حيث كان يتمسك دائماً بأصحابه ويثبتهم، بينما قوى 14 آذار كانت جاهزة للتخلّي عن أصحابها وإقصائهم تحت عنوان التشدد والتعصب وغير ذلك من العناوين، طلباً لرضى الفريق الآخر وتسهيلاً لعملية الوفاق الذي تتطلبه الشراكة في السلطة"، ويستدرك قائلاً "رغم ذلك فإن قوى 14 آذار لم تحصل منهم على ما تريد كما أثبتت الأحداث والوقائع المتعددة، خصوصاً ما حصل أخيراً من الاستشارات النيابية التي كشفت عن خسارة قوى 14 آذار للأكثرية النيابية". أما عن المطلوب من قوى 14 آذار من خلال توصيفه، فيشدد العلامة الأمين على أهمية إجراء "عملية جرد حساب شاملة لمواقع الخطأ والصواب، ولا يكفي الاعتراف بالخطأ بالجملة، لأن ذلك لن يصحح الخطأ ولن يمنع من الوقوع في الأخطاء نفسها مرة أخرى، ويجب عليها العودة لتوضيح الأهداف الأساسية التي كانت من أجلها الانطلاقة، لأن ذلك يساعدها على اختيار واعتماد الآليات الصحيحة لنشر أفكارها وتوسيع قواعدها في مختلف المناطق اللبنانية، ويساهم ذلك في كسر الأسوار المذهبية والحواجز الطائفية وصولاً إلى المشروع الوطني الكبير الذي يتطلع إليه اللبنانيون جميعاً". ويختم الأمين كلامه بقول الشاعر: "ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها  إن السفينة لا تجري على اليبسِ".

 

بدع "حزب الله"

إيلي فواز/لبنان الآن

على اللبنانيين ان يتأملوا جيدا كيف ادخل "حزب الله" وقائده مفردات جديدة ومفاهيم مبتكرة على المعجم السياسي اللبناني لم تفعل سوى شل عمل مؤسسات الدولة وساهمت في عدم استقرار الوضع العام في البلد وهي لم تفرض اصلا الا لهدف حماية سلاحه واستراتيجياته الخاصة المرتبطة باحلاف واحلام لا طاقة على قوى عظمى تحقيقها فكيف بالاحرى لبنان؟

من تلك المفاهيم الغريبة التي تعرف اليها اللبنانيون مثلا كان الثلث المعطل او الثلث الضامن.

ادخلها "حزب الله" بندا على القوى السياسية اللبنانية من خارج الدستور ومن خارج علم السياسية حتى بقوة السلاح. مهمتها شل عمل الحكومة المنبثقة من الاكثرية النيابية ولكن من خلال المشاركة بها ومن دون ان يبدو العمل هذا مستهجنا او غير ديمقراطي. مع ان الثلث المعطل هو تجاوز فاضح لمفهوم الانتخابات النيابية ونتائجها وهو ايضا تعدي على دور مجلس النواب في مراقبة عمل الحكومة. ولكن اي منطق يستطيع ان يحاجج السلاح؟ على كل الاحوال وطبقا للمعايير المزدوجة التي يستخدمها "حزب الله" في عمله السياسي هو يرفض اليوم بعد سيطرته بالقوة على الحكومة اعطاء الثلث الضامن او المعطل لخصومه السياسيين.

ومن المفاهيم الاخرى غير المسبوقة في حياتنا السياسية والتي ابتدعها "حزب الله" ايضا نجد الوزير الملك او الوزير الوديعة المفترض ان يكون قريبًا من رئيس الجمهورية اي وسطي وضمن الكتلة التي انعمت بها عليه احزاب 8 آذار لكن دون ان يكون له حرية القرار او التصرف او التصويت دون الرجوع الى ولي نعمته. "حزب الله" كعادته نكث عهد الدوحة بعدم اسقاط حكومة "الوحدة الوطنية" واسترد وديعته تلك وكشف للعالم مرة جديدة ان السلاح ابقى من كل عهد او اتفاق. 

في السياق نفسه اكتشف اللبنانييون انه ثمة طريقة جديدة في قراءة نتائج الانتخابات واحصاء الاصوات الناخبة تتعدى عدد المقاعد النيابية التي حاز عليها هذا الفريق او ذاك لتصبح بشكل مفاجئ استفتاء يحصي عدد الناس الذين اقترعوا لهذا الفريق او ذاك. فمن استطاع ان يجند اصوات اكثر في اماكن تغيب عنها المنافسة وتكون تنائجها محسومة سلفا يربح في الانتخابات الشعبية ويصبح عندها يملك الشرعية الشعبية التي حسب مروجي تلك البدعة توازي باهميتها الاغلبية داخل المجلس النيابي. طبعا الاختراع هذا اطلقه حسن نصرالله بعد تيقنه ان المعارضة فشلت في الحصول على الاكثرية النيابية وانه لن يتمكن من ان يفي بوعده ترك من انتصر يحكم. فكان ان مرة جديدة انتصر صوت السلاح على صوت الشعب.

بالمحصلة من السهل الاستنتاج ان الحزب يطوع المنطق السياسي وفق حاجاته ومن يعترض على سياساته هو خائن. وضمن هذا المنطق والتوجه نتذكر كيف انتقلت مهمة الحزب من تحرير الارض بعد عام 2000 الى حمايتها خاصة عندما علت اصوات تطالبه تسليم سلاحه للجيش واناطته حصرا الدفاع عن الارض طالما انتفت حاجة التحرير. ولكن قطعا لدابر التأويل وبعيدا عن جدل مزارع شبعا وهويتها سارع الحزب تقديم دفتر شروط تعجيزية فيما خص سلاحه كان عبر عنه في تفاهم مار مخايل مع حليفه البرتقالي اذ ربط تسليمه بانهاء وجود دولة اسرائيل. طبعا لا يألوا "حزب الله" جهدا لشرعنة سلاحه ان كان في النصوص من خلال تثبيته بالبيان الوزاري لحكومة الحريري الابن او في النفوس من خلال اطلاقه شعار "المقاومة والجيش والشعب" وجعله من الاقانيم التي لا تمسي الا خيانة وخدمة للعدو.

جديد "حزب الله" في مجال الابداع ياتي عبر اعلان نصرالله نيته تحرير الجليل وانتقاله بالتالي من استراتيجية دفاعية الى اخرى هجومية. الكل يعلم ان للهجوم متطلبات تكمن في امتلاك المهاجم جيشا نظاميا وعديدًا يستطيع الثبات في مواقع احتلها بالاضافة الى الوية مدرعات ودبابات تمكنه المحافظة على كل شبر يحرره ومرابض مدفعية تساند المهاجمين وطيران يحمي مواقعهما. وهو على حد علمنا غير متوفر لدى "حزب الله".

لكن سرعان ما يتضح مجددا ان هذه المناورة كسابقاتها تخضع لدواع داخلية ولتحصين السلاح ممن تسول نفسه الكلام فيه وعنه خارج اطار التبجيل.

طبعا اعلان حسن نصر الله احتلال الجليل في جزء منه هو لتثبيط عزيمة كثر من اهلنا في الجنوب الذين ارتعدوا من تصريح باراك اعادة احتلاله اراضيهم واستعداد جيشه اجتياح لبنان وفي جزء اخر موجه الى سعد الحريري بالذات المقتنع وجمهور واسع من اللبنانيين ان لا مساومة ممكنة بين دولة قوية وسلاح لا يرضخ للشرعية ولا يأتمر بمؤسسات الدولة لا سيما مجلس الوزراء. فمن يستطيع او يتحمل مسؤولية تفويت فرصة تحرير الجليل؟

على كل الاحوال امام تلك الاهداف النبيلة التي يسعى اليها "حزب الله" ويفرضها علينا ان كان في الدفاع او الهجوم لا يسع اللبنانيون الا التضحية بالمزيد من استقرارهم الذي يسببه السلاح وعدم الترحم على كل الفرص الضائعة التي يستفيد منها اكثر من دولة مجاورة وعدم الاسف على هجرة الشباب الذي يفتش عن لقمة عيشه في بلاد الاغتراب. على اللبنانيين ان لا يهتموا للعقوبات التي تتهدد لبنان واقتصاده وقد تصيب مكامن القوة فيه لا سيما قطاعه المصرفي وسياحته وقد تترك الاف العوائل بلا مدخول.

اليس هو المشهد النافر نفسه رايناه عندما احتل المعارضون وسط بيروت وشلوا العمل فيها وتركوا الاف اللبنانيين بلا عمل واضروا بالاقتصاد القومي او حتى عندما فقدت عائلات كثيرة عملها في الخليج حيث ضبطت خلايا لـ"حزب الله" من دون ان يرف لهم جفن. والسؤال الى متى يبقى حاضرنا ومستقبلنا رهينة السلاح الطائفي والايديولوجي؟ ام ترانا نقول في 14 آذار كفى ولو كره الكارهون وازداد مكر الماكرين؟

 

المحكمة" تكشف عن وثائق مهمة تتعلق بـ "أبو عدس"...وعيد لموقعنا: لو تم استدعائي الى كل محاكم الدنيا لن أساوم على الحرية 

باتريسيا متى/بعد انتقال قافلة التسجيلات من تلفزيون 'الجديد” ووصولها الى اثير اذاعة 'صوت لبنان”، وبعد أن كشف الشاهد الضيف محمد زهير الصديق عن هوية MR-X عبر برنامج المحكمة الذي يبث عبر أثير اذاعة 'صوت لبنان” والذي يقدمه الاعلامي الزميل جورج عيد، من المتوقع "ان يتم الكشف هذا الخميس عن وثائق مهمة تتعلق بأبو عدس وكيفية وصوله الى سوريا والجهات التي سهلت أمر وصوله الى هناك ". هذا و في اتصال معه لفت عيد الى أنه سيتم الكشف عن معلومات تتعلق بمواعيد مرتقبة لصدور القرار الاتهامي الخاص بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كما سيتم الكشف عن عدد الأسماء التي سيطاولها القرار الاتهامي". وكشف الزميل عيد" الى أن ضيف الحلقة في استديوهات الاذاعة سيكون الصحافي في جريدة الأخبار عمر نشابة كما سيتلقى عيد مداخلة هاتفية من صحافي كويتي مطلع سيعلق على الوثائق التي قدمت والتي تتعلق بأبو عدس" .أما بالنسبة للدعوة التي رفعها رئيس حزب الكتائب الأسبق كريم بقرادوني على الاعلامي جورج عيد على خلفية الأسئلة التي طرحها عيد على الشاهد الضيف محمد زهير الصديق في الحلقة الماضية من برنامج المحكمة في تاريخ السابع عشر من الشهر الحالي والتي فتحت ملف "شهود الزور"، أكد عيد لموقع "14 آذار" الإلكتروني "أنه لا يعرف ولم يلتق بقرادوني سابقا مشددا أن لا خلفيات للأسئلة التي طرحها على الشاهد الضيف على اعتبار أنه كإعلامي واجبه ان يطرح الأسئلة وأن يتقصى المعلومات". هذا وأبدى عيد "تمسكه بحق ممارسته لحقه الاعلامي وحريته الاعلامية دون التجريح او التعرض لأي شخص كان مؤكدا أنه لن يساوم ولن يفاوض على هذا الحق قائلا: "لو لم استدعائي أمام كل محاكم الدنيا لن أساوم ولن أفاوض على الحرية... فوحدها محاكم الله تحميني". ولفت "الى أن تلك الدعوة المرفوعة بحقه هي الدعوة الرابعة التي يتلقاها خلال السنتين الأخيرتين لافتا الى أن كل الدعوات السابقة التي رفعت بحقه قد سقطت بانتظار سقوط الدعوة المرفوعة مؤخرا لأننا لم نخطئ يوما بحق أحد واي ضيف، سواء أكان محمد زهير الصديق أو سواه، يقلل من الاحترام بحق البرنامج أو بحق أي شخص يكون في صدد اهانة نفسه قبل أن يتوجه بالاهانة الى البرنامج متحملا مسؤولية توجيهه الاهانة. موقع 14 آذار

 

أهالي المفقودين والمعتقلين يطالبون ميقاتي بتعيين وزير دولة لضحايا الإخفاء القسري 

وجهت لجنة "أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان" و"لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين - سوليد" و"المركز اللبناني لحقوق الإنسان" رسالة إلى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وطالبت فيها "إعتبار قضية المخفيين قسراً في البيان الوزاري أولوية وطنية والتأكيد على ضرورة ايجاد حل يسمح للأهالي الوصول الى حقهم في معرفة مصير أبنائهم"، معتبرة أن "عدم معرفة مصيرهم يشكل معاناة مريرة لعدد لا يستهان به من العائلات اللبنانية وغير اللبنانية، الأمر الذي يضع حاجزاً أساسياً أمام إنهاء ملف الحرب وآثارها العنيفة التي دمرت حياتها".

وأكّدت الرسالة على مسؤولية السلطة الرسمية اللبنانية عن هذا الملف وضرورة العمل الجاد لإغلاق ملف قضية الإخفاء القسري، لافتة إلى أن "الإخفاء القسري هو جريمة متمادية ضد الانسانية لا تنتهي الا بمعرفة مصير ومكان وجود الضحية"، ومشددة على أن "القضية لا يمكن تجزئتها كما كان يحدث دائماً تارة بحسب الجهة المسؤولة عن الخطف وهي خاضعة هنا للأهواء والمصالح السياسية، وتارة بحسب تقسيم زمني كالقول: المختفون ما قبل العام 1990 والمختفون ما بعد هذا العام، فالمختفي قسراً هو إنسان ويجب معرفة مصيره بغض النظر عن أي اعتبار آخر". كما طالبت الرسالة "إعتبار قضية المخفيين قسراً في البيان الوزاري أولوية وطنية والتأكيد على ضرورة إيجاد حل يسمح للأهالي في الوصول إلى حقهم في معرفة مصير أحبائهم والمباشرة فوراً بتشكيل الهيئة الوطنية لضحايا الاخفاء القسري التي سبق أن أعددناها، وجرى نقاش مضمونها مع الحكومة السابقة لكنها لم تبصر النور للأسباب السياسية المعروفة". كما طالبت بتعيين وزير دولة لضحايا الإخفاء القسري تكون مهمته الإشراف ومتابعة عمل الهيئة الوطنية التي نطالب بتشكيلها".

 

مواقف استنكرت حملة عون علــى سليمان وشددت على تحصين الرئاسة وتحييد الرئيس

المركزية – سجلت الساحة السياسية اللبنانية ردود فعل رسمية مستنكرة التصعيد الأخير على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من قبل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون أمس بعد اجتماع تكتلته اضافة الى مواقف متباينة من موضوع تشكيل الحكومة. وأجمعت المواقف على ضرورة تحصين الرئاسة وتحييد الرئيس.

وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال جان اوغاسبيان استنكر الهجمة العنيفة على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعلى موقع رئاسة الجمهورية، خصوصاً أن هذه الهجمة تأتي من فريق يدّعي الحرص على موقع الرئاسة وعلى حقوق المسيحيين في لبنان.

وشدد في حديث اذاعي على ضرورة أن يكون الرئيس سليمان بمنأى عن كل الاتهامات والمهاترات، داعياً الى وجوب الحرص على بقاء موقع رئاسة الجمهورية فوق كل الاعتبارات لما يلعبه من دور اساسي في عملية الوفاق الداخلي في لبنان وهو على مسافة واحدة من كل الأفرقاء.

وعن تشكيل الحكومة أوضح ان الرهان على المتغيرات في المنطقة وتوقع صدور القرار الاتهامي في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عوامل من شأنها استبعاد استحداث وضع جديد في لبنان عبر حكومة اللون الواحد التي يصح وصفها بالعرجاء والتي تأخذ البلاد الى المواجهة والمزيد من الخلافات، معتبراً أن الفوران الحاصل في المنطقة في ظل ما يحدث من تغييرات وتفجيرات يسهم في التريث في تشكيل الحكومة اللبنانية.

وإذ لفت إلى أن" فتح شهية الإستيزار لدى البعض في قوى الثامن من آذار يشكل من دون شك عقبة رئيسية في مسار التشكيل", أشار إلى أنه "في الوقت نفسه يسمح ظاهريا" بطرح الشروط والمطالب العالية السقف لإيهام الناس بأن العقدة الأساسية تكمن في حقيبة " الداخلية" , مؤكدأ أنه" لو كان لدى "حزب الله" قرار أساسي في تشكيل الحكومة, لكانت شكّلت في 48 ساعة. ورأى أنه "لا مصلحة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي في تشكيل حكومة اللون الواحد لذلك يعمل على إيجاد تفاهمات تؤدي إلى مشاركة الجميع".

أضاف: لدى قوى 14أذار النية الصادقة للتعاون ولكن الفريق الاخر لم يبد أي رغبة حقيقية لمد اليد خلافا" لكل أدائه منذ العام 2005 عندما كان ينزل إلى الشارع ويهدد به تحت عنوان المشاركة الجامعة , فيما نرى اليوم أن الإتجاه بإعتماد سياسة الكيدية.

دوفريج: من جهته إعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دو فريج ان" قوى الثامن من اذار آخر من تريد ان يصبح عون رئيساً للجمهورية، "خصوصاً رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله".

ولفت في حديث الى "اخبار المستقبل الى ان "النائب ميشال عون يحلم بكرسي الرئاسة الاولى منذ ان كان قائداً للجيش، مؤكدا" ان "فريق "8 آذار" يوجه الانتقادات إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان لانه رفض احالة ملف شهود الزور على التصويت".

وأشار الى ان "تأليف حكومة في أسرع وقت ممكن يشكل مضيعة للوقت، لأن "الجميع ينتظر ما ستؤول اليه الاحداث في المنطقة إضافة الى موعد صدور القرار الاتهامي في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وإذ جزم بأن "كلام الفريق الآخر على تشكيل حكومة وحدة وطنية في غير محله"، ذكر بأن "الجهة التي اسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري الوطنية, لن تساعد على انجاز حكومة وطنية اخرى"، داعياً الى "قيام حكومة وحدة وطنية بحسب ما نص عليه اتفاق الطائف تكون مهمتها جمع ما تبقى من سلاح بين ايدي المواطنين وبعض الاحزاب".

موسى: بدوره أكد عضو" كتلة التنمية والتحرير" النائب ميشال موسى أنه "ما من محاولات تحجيم مقام رئاسة الجمهورية, فهذا الموقع مصان ومحفوظ ومنصوص عليه في الدستور ومن المفترض أن تبقى صلاحياته كاملة ولو حصل بعض النقاشات حول موضوع الحقائب".

واعتبر أن "التشكيلة الحكومية الجديدة أوشكت على مرحلتها النهائية, على الرغم من كل العقبات التي تواجهها والتي تعتبر طبيعية", مستبعد أن "تأخذ الحكومة الجديدة منحى توزيع الاحجام مع كتلة وسطية تضم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط لتحصل على الثلث الضامن, لأن هيكلتها لا تتجه الى هذا الهدف". وأمل في "الاسراع في تشكيل الحكومة لأن الناس ملوا الانتظار خصوصا أن هناك أزمات متراكمة"، متمنيا "ظهور تباشيرها في الاسبوع المقبل".

تقلا: كذلك قال الوزير السابق يوسف تقلا: "لا يجوز وتحت أي طائل أن تتحوّل رئاسة الجمهورية الى منصّة لإطلاق الهجمات والاتهامات وعرضة لأهداف ودوافع سياسية لهذا الزعيم وذاك أو هذه الجهة السياسية وتلك، خصوصاً في هذه المرحلة المفصلية حيث نشهد التحولات الدراماتيكية في المنطقة وتهاوي الأنظمة وانتصار الشعوب التي ترفض الذلّ والعبودية وتنتفض لكراماتها"، لافتا الى أن الرئيس ميشال سليمان أظهر خلال السنوات الثلاث أخلاقية في الممارسة السياسية وكان ولم يزل الرئيس التوافقي الذي لا يميل لهذا الطرف على حساب ذاك ويمارس صلاحياته وفق الدستور وضمن الأطر القانونية وبكل شفافية مما يطرح التساؤلات عن الأسباب الكامنة وراء التعرّض لمقام الرئاسة، من دون أن ينسى من يتناول رئيس الجمهورية، ان هذا المقام رمز مسيحي ووطني ويجب تعزيزه وتحصينه.

وأبدى تقلا استهجانه "للتأخير الحاصل في تشكيل الحكومة العتيدة في سياق غليان المنطقة وما يجري من تحولات مريبة، مما يستوجب تحصين الساحة الداخلية عبر حكومة وطنية متجانسة لمواجهة التحديات المقبلة لأن لبنان ليس في جزيرة ويتأثر في كل ما يحصل شأنه شأن أي دولة في العالم العربي".

محفوض: بدوره، قال رئيس "حركة التغيير" عضو قوى "14 آذار" ايلي محفوض أنّهم "لن يتمكنوا من تطويع رئيس الجمهورية، لأنّ قلمه لن يوقع على حكومة استفزاز وتحريض".

وأكّد في بيان، أن "التأخير في إطلاق التشكيلة الحكومية لا يؤثر على مؤسسات الدولة لكون حكومة تصريف الأعمال قائمة وفي إمكانها اتخاذ كل ما يلزم من قرارات لتسيير شؤون المواطن وأعمال المؤسسات، الى "عملية لاحتلال الجمهورية اللبنانية يقودها فريق "حزب الله" ويعاونه فيها فريق مسيحي هو فريق ميشال عون".

وتابع: "صحيح أن لعون أحقية بتسمية وزرائه ورفع سقف مطالبه، ولكن من المستهجن رفضه إعطاء الرئيس سليمان الحق في اختيار الوزراء"، منتقدا "الكلام الذي صدر أمس من الرابية بحق رئيس الجمهورية".

ورأى "ان عون أكثر شخصية سياسية قدمت لسوريا خدمات واعطتها صك براءة"، مؤكدا أنّهم "لن يتمكنوا من تطويع رئيس الجمهورية، لذا سيقدمون على الطعن أمام المجلس الدستوري حول قانونية جلسة انتخاب الرئيس سليمان، لكني مطمئن الى أن قلمه لن يوقع على حكومة استفزاز وتحريض. وسيتفاجأ الجميع بموقفه، حيث سيشاهدون موقفا لرجل دولة بامتياز".

مراد: من جهته، رأى رئيس حزب الاتحاد السرياني ابراهيم مراد ان "الهجوم الحاقد على رئيس الجمهورية من قبل النائب عون، اكبر بكثير من خلاف على حصة وزارية وان هذا الهجوم الممنهج حالياً يهدف الى الانقضاض على رئاسة الجمهورية وتغيير النظام اللبناني بأكمله وتحويله الى نظام اسلامي على الطريقة الايرانية".

واعتبر ان "موقع وشخص رئيس الجمهورية اصبح "ملطشة" لأقزام السياسة والنظام الأمني القمعي السابق كوئام وهاب وجوقته وذلك بسبب الهجوم المنظم ممن يدّعي وينتحل صفة القائد المسيحي المشرقي الأوحد على هذا الموقع".وعن تأليف الحكومة، اعلن ان "الاسماء المطروحة لتشكيل الحكومة العتيدة تحرج الرئيس المكلف لأن غالبيتها مفروضة فرضاً عليه وعلى طوائفها وهي لا تمثل القواعد الشعبية بل تمثل فقط مصالح شخصية ومشاريع الهيمنة على مؤسسات الدولة وانجازات ثورة الأرز".

 

أمانة 14 آذار: متمسكون بالمحكمة ونرفض السلاح خارج الدولة

على المجتمعين العربي والدولي اتخاذ التدابير لحماية الشعب الليبي

وطنية - 23/2/2011 - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الأسبوعي، وحضره النائبان دوري شمعون وسيبوه كالباكيان، والنائبان السابقان فارس سعيد والياس عطاالله، والسادة آدي أبي اللمع، الياس أبو عاصي، واجيه نورباتليان، هرار هوفيفيان، يوسف الدويهي، نصير الأسعد، نوفل ضو وراشد فايد.

وعرض المجتمعون "التفاعل الإيجابي للرأي العام اللبناني وارتياحه الى الثوابت السياسية التي أعلنت في احتفال البيال في 14 شباط الماضي"، وتوقفت عند التحضيرات السياسية والشعبية والإعلامية لتجديد انطلاقة انتفاضة الاستقلال في 14 آذار المقبل في ساحة الشهداء".

البيان

وبعد الاجتماع تلا عطاالله البيان الآتي:

"أولا: تدين الأمانة العامة حمام الدم الذي تشهده ليبيا نتيجة للجرائم التي يرتكبها نظام القذافي ضد المواطنين الليبيين العزل المطالبين بالحرية والحقوق السياسية الطبيعية. وتطالب المجتمعين العربي والدولي باتخاذ كل الخطوات والتدابير التي من شأنها حماية الشعب الليبي، وضمان حقوقه الوطنية والإنسانية، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي يتعرض لها منذ أيام واحالة هذه الجرائم على محكمة الجزاء الدولية باعتبارها جرائم ضد الإنسانية.

وإذ تلفت الى أن هذه الجرائم التي يتعرض لها الشعب الليبي وغيره من الشعوب العربية تحصل في ظل حالات الطوارىء المفروضة منذ عقود تطالب بإلغاء حالات الطوارىء تلك وما تتضمنه من احكام عرفية.

ثانيا: تجدد الأمانة العامة تمسكها بالثوابت الوطنية لانتفاضة الاستقلال وبتطلعات اللبنانيين التي عبروا عنها في 14 آذار 2005، وفي المحطات الوطنية والديموقراطية التي تبعتها على مدى السنوات الست الماضية، وإذ تتمسك بالحياة السياسية الديموقراطية المرتكزة على المنطلقات الميثاقية، تؤكد مجددا:

أ- تمسكها بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان في سعيها الى كشف الحقيقة حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وشهداء ثورة الأرز ووضع حد للاغتيالات السياسية في لبنان.

ب- الرفض القاطع للسلاح خارج إطار الدولة اللبنانية واحترام أسس قيام الدولة الحديثة وفي مقدمها السيادة والدستور والقوانين واتفاق الطائف وقرارات الشرعيتين العربية والدولية".

 

غطاس خوري بعد لقائه المطران عوده: متجهون الى المعارضة لتثبيت موقفنا السياسي

وطنية - 23/2/2011 استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده النائب السابق الدكتور غطاس خوري الذي قال بعد الزيارة: "تشرفت بزيارة سيدنا المطران عوده، وتباحثت معه في الشأن الوطني العام وشؤون المنطقة، ووقفت على رأيه في ما يدور من حولنا، وأخذنا توجيهاته، ونتمنى أن يبقى هذا الصرح دائما وعامرا لما فيه خدمة الطائفة الأرثوذكسية والمسيحيين في كل لبنان".

سئل: تباحثتم في ما يدور حولنا، ماذا عن تشكيل الحكومة؟

اجاب: "لا أريد أن أدخل في موضوع تشكيل الحكومة، فهو مسألة تتعلق بالرئيس المكلف، وقد أعلنت قوى 14 آذار أنها لن تشارك إذا لم يكن هناك إجابة عن سؤالين أساسيين: ماذا سيحدث بالمحكمة، وماذا سيحدث بغلبة السلاح؟ وأنا أظن من الجو السائد أن الرئيس المكلف لا يملك أجوبة على هذين السؤالين، وبالتالي لن تشارك 14 آذار. إن الهدف الأساس من تغيير الحكومة في لبنان كان أن يكون هناك سيطرة على القوى التي تدعم العدالة وتدعم الشرعية اللبنانية. ونحن سوف نتجه إلى المعارضة لتثبيت موقفنا السياسي".

سئل: هل أن الرئيس المكلف يغلق الباب على قوى 14 آذار؟

اجاب: "الرئيس المكلف لا يملك قدرة اتخاذ القرار وحيدا، جاء من كتل نيابية هجينة وهذه الكتل النيابية تفرض شروطها.

سئل: هل سيوقع رئيس الجمهورية على مرسوم حكومة من لون واحد؟

اجاب: "اعتمادنا على رئيس الجمهورية أن يحافظ على موقع الرئاسة، وهو أهم من الحكومات، وألا يترك هذا الموقع أسير رغبات وشهوات سلطوية غير مقبولة.

سئل: ماذا عن الحملة التي يقوم بها العماد عون على موقع الرئاسة وصلاحية رئيس الجمهورية؟.

اجاب: "موقع الرئاسة يجب ان يكون بمنأى عن كل هذه التجاذبات، خصوصا للقوى السياسية المسيحية، لأنه إذا ما تمَّ إضعاف هذا الموقع الآن لا يمكن استرداد قوته في المستقبل."

 

نهاية مريعة للقذافي

رندة تقي الدين/الحياة

كارثة القتل والقمع التي يرتكبها الرئيس الليبي إزاء شعبه منذ بدأت انتفاضة شعبية (حان الوقت ان تبدأ) ليست جديدة. فهذا «القائد» الذي حكم بلداً غنياً وعدد سكانه قليل، هدر أموال وثروات بلده وقمع شعبه وغذى الحركات الإرهابية من الغرب الى الشرق. والآن هو يرتكب إجراماً مجنوناً ضد ابناء بلده الذين فضّلوا ان يموتوا على بقاء القذافي.

فالقذافي ارتكب جرائم عدة. فكيف وافق الغرب على مسامحته بعد ان فجّر طائرتين مدنيتين على متنهما مئات الضحايا؟ فقد تمت مسامحته بعد ادانة نظامه في قضية لوكربي وطائرة «يوتا» الفرنسية، بعد ان دفع الأموال لعائلات الضحايا، وبعد ذلك فُتحت له أبواب أوروبا وهرول الأميركيون والبريطانيون إليه للحصول على عقود النفط والغاز. ورئيس الحكومة البريطانية توني بلير كان أول من هرول إليه كي يحصل على عقود النفط للشركات البريطانية، ثم فتحت فرنسا أبوابها واسعة وبسطت الخيم في قصورها التاريخية لهذا القائد الذي ارتكب جرائم بحق الشعبين الفرنسي والأميركي وبحق شعبه وبلده. فطوال 40 سنة حوّل هذا البلد الى مزرعته الخاصة، في حين كان في إمكانه ان يكون لؤلؤة شمال افريقيا لأنه غني بالنفط والغاز وبالمناظر الخلابة والشاطئ الشاسع الجميل وعدد سكانه قليل لا يتجاوز 5 ملايين. فقد حوّل ليبيا الى جماهيرية حيث اللجان الشعبية كانت عبارة عن أداة له لتفكيك اي معارضة من قوات مسلحة. ونشر الفوضى وقمع بواسطة هذه اللجان التي كانت الصوت الواحد له وعمل على نشر الجهل بكتابه الأخضر في المدارس وأينما كان، ولم يستخدم أموال بلده لا لتطوير بنية تحتية متدهورة ولا لرفع مستوى تعليم يستحق بلده ان يحصل عليه. فالقذافي اعتمد تمويل التخريب والإرهاب واحتجاز الرهائن والقيام بمسرحيات جعلت منه أضحوكة العالم بأسره. مسكين الشعب الليبي الذي عاش 40 عاماً تحت حكم هذا القائد، فقد قاده الى ما لا يحتمل، والآن قرر هذا الشعب ان ينتفض ضد رئيس كان من الأفضل ان يمثل في أفلام الرعب. فالقذافي كان بطل مسرحياته في القمم العربية. فلنتذكر كيف ظهر في الجزائر ويده عليها كف لتجنب مصافحة ملك المغرب الراحل الحسن الثاني الذي كان على خلاف معه وكيف دخل عليه مسؤول جزائري كبير ليقنعه بالحضور فاستقبله في فراشه واختبأ تحت غطاء السرير متمارضاً. فكان دائماً مضحكاً للجميع في مسرحياته ولكنه مبكٍ لشعبه الذي يتألم. وعندما كبر في السن بدأ يدفع ابناءه الى الأمام وتركهم يتنافسون على وراثة الحكم كأن ذلك أمر طبيعي. فتارة يعطي دوراً اساسياً للساعدي رئيس اللجنة الأولمبية، الذي قرر يوماً ان مبنى وزارة النفط مناسب للجنة الأولمبية وأفرغ الوزارة بين ليلة وضحاها. حتى ان الخبر وصل الى وزراء «أوبك» وسأل أحد الوزراء زميله الليبي حينها هل ان الخبر صحيح؟ فكان رد الأخير بخجل وحذر «نعم حصل هذا».

من عايش العملية الإرهابية التي تولاها «كارلوس» الإرهابي على منظمة «أوبك» يعرف ان القذافي شارك في التخطيط للعملية. فقد أدلى بذلك وزير النفط الراحل عز الدين مبروك على فراش الموت الى زميله احمد زكي اليماني الذي زاره وسمع منه انه عندما دخل كارلوس على الوزراء كان هو خارج الصالة لأنه كان على علم مسبق بالعملية.

فكرس عهده للإرهاب والقمع. ثم أراد إعطاء إرثه لأبنائه، وتركهم يتنافسون على هذا الإرث. فابنه سيف الإسلام أعطى صورة الشاب الحديث الذي يريد انفتاح بلده وجعله جنة سياحية حتى ظهر أول من امس على شاشة التلفزيون وأظهر للعالم حقيقة نظام والده عندما هدد بالقتل والقمع والتصفية. وابنه الآخر هنيبعل تم ترحيله سراً من فرنسا لأنه تسبب بحادث سير مريع ثم في سويسرا أساء لعاملة اشتكته الى السلطات السويسرية ونتيجة ذلك اعتقل القذافي رجلي أعمال سويسريين كرهينة مقابل ذلك. فأخبار أولاد القذافي مثل أخبار عدي وقصي صدام حسين، اما قصف شعبه بالطائرات وبواسطة المرتزقة فهو على غرار ما قام به صدام حسين عندما رش الأكراد بالغاز. فما نشهده في ليبيا هو انتفاضة شجاعة لشعب طفح كيله من عهد القذافي وأبنائه، وهدر ثرواته ونشر الجهل بكتابه الأخضر وتعليمه الكارثي. فيحق للشعب الليبي مستقبل افضل وحياة كريمة.

وأوروبا والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية كبرى في فتح ابوابهما للقذافي. فالكل هرول لإعادته الى المجتمع الدولي. المهم انه دفع الأموال لعائلات الضحايا وأفرج عن الممرضات البلغاريات، وبعد ذلك نُصبت له الخيم في قصور فرنسا وبريطانيا ولا أحد سأله عما يجري في مستشفياته حيث قتل اطفالاً بسبب تردي الأوضاع الصحية وليس بسبب الممرضات البلغاريات. نرجو ان تكون مسرحية القذافي المريعة انتهت من اجل حياة أفضل للشعب الليبي.

 

خريف الديكتاتور

النهار/"زيّان"      

ماذا ينتاب الديكتاتور حين يستتبُّ له الأمر، ويختصر في شخصه وذاته كل الدولة، وكل السلطات، وكل الأحكام، وكل القرارات، وتصبح الأرواح والمصائر رهن كلمة منه أو إشارة؟

كان شاعر اسبانيا الخالد فيديريكو غارسيا لوركا في طريقه الى مواجهة قاتليه مع بزوغ الفجر، وهو يهمس بهذه الأسئلة في حيرة، كأنه غير مقتنع، غير مصدٍّق ان الديكتاتور سيأمر بقتله بلا تردّد، وبسلاح يعود الى والد حبيبته. ربما أجاب، وفق رفيق لازمه مصادفة ولدقائق قبل أن يختفي الى الأبد، أن ما يحصل لهؤلاء الرجال لا يختلف عن الجنون والحماقة المطلقة، مع شيء من الغطرسة والغرور. على شيء من الاعجاب بالذات حتى الدهشة والانحراف الخطير الى عماء القلب والعقل والبصيرة... وصولاً الى التألُّه، على غرار ما يصيب بعض الديكتاتوريّين الحاليين، ومنهم معمَّر القذافي بصورة خاصة، حين يقول أنا قائد الى الأبد... بعد لأي من الزمن، وعندما دخل الجنرال فرانكو، الذي قُتٍل لوركا في عهده، في مرحلة النزع الأخير مع الموت، سارت صفوف من الشعب الاسباني لوداع زعيم تاريخي لا يزال موضع خلاف في التقدير والتصنيف بالنسبة الى النُخَب والمثقّفين.

ولما اقتربت الأصوات والهتافات من مقر فرانكو فتح عينيه وسأل زوجته: ما هذه الأصوات، مَنْ هؤلاء؟

قالت: هذا شعبك جاء يودٍّعك. قال مستغرباً: الى أين مسافرُ شعبي؟

المرحلة العربيَّة الصاخبة، والقاسية جداً، والتي بدأت خطواتها الارتجالية المدمٍّرة مع البلاغ رقم واحد لانقلاب «الضباط الأحرار» في مصر الملك فاروق فجر 23 تموز 1952، والتي أدخلت العالم العربي في متاهات الأنظمة العسكرية وحكم الرجل الواحد، تبدو الآن مع انتقال شرارة التمرُّد والانتفاض والغضب الى جوار عرش الطاووس معمَّر القذَّافي وحكمه الجائر المستمر بوطأته منذ 42 سنة، وكأنها تتلو فعل الندامة، وتحاول أن تكفٍّر عن ذنوبها التي لا تحصى. وكأن القذافي صدَّق نفسه وصدّق هلوسته، فأعلن أنه مجد ليبيا والشعوب، انه الصخرة. ليست اللحظة لحظة محاكمة «الديكتاتور» في المطلق، أو محاكمة أنظمة صنعتها البلاغات، وسهَّلت لها السيطرة والهيمنة واطلاق مخزونها من الأحقاد والثارات ضد شعوب مغلوبة على أمرها، توهّمت لساعات خاطفة ان الفرج قد لبّى دعاءها مع مجيء ملوك جدد يعتمرون «الكاسكيت» لا التيجان.

إلا أنَّ ذلك لا يعني أن هؤلاء الذين جاروا، وظلموا، وتجبروا، وارتكبوا كل فاحشة، سيفلتون من عقاب التاريخ إن هم أفلَتوا من عقاب العدالة. كما لا يعني أن معمَّر القذافي الذي لا يتردَّد هو وابنه السيَّاف من اللجوء الى كل وسائل الابادة الجماعية المتوافرة لديه ضد شعبه، سيفلت من العقاب. أو انه سيكون الديكتاتور الأخير الذي لن يجد مكاناً على وجه الأرض يأوي اليه.

لقد أطلّ خريف الديكتاتوريّات أخيراً. فتلك المرحلة المظلمة التي بدأت تلملم أطرافها وذيول فشلها وبشاعتها، ستكمل دورة اعتذارها... حتى جلاء هذه الأنظمة وهذه الديكتاتوريات عن صدر الشرق الاوسط والعالم العربي والعالم الثالث. وحيث تكون هذه الشعوب المنتفضة على موعد مع الحريَّة والكرامة والديموقراطية وراحة البال.

 

ميقاتي يرفض أن "يترأس" عون حكومته

النهار/سركيس نعوم   

صار ثابتاً على ما يقول متابعون لعملية تأليف الحكومة الجديدة، غير الناضجة حتى الآن، ان هناك عقبتين حقيقيتين وضخمتين، تحولان وبوضوح دون نجاح الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في انجاز مهمته. الأولى، يمثلها اصرار زعيم "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون على ان يختار بنفسه، أو بالأحرى على أن يسمّي بنفسه، غالبية الوزراء المسيحيين، وتحديداً 12 منهم. وهذا موقف لا يمكن أن يقبله ميقاتي، ولا أي رئيس مكلف آخر سواء من عون أو من غيره من الزعماء، مسيحيين كانوا أم مسلمين. ذلك أنه يمثّل تعدياً على صلاحيات الرئيس المكلّف اثناء تشكيل الحكومة. كما يمثّل تعدياً على صلاحيات رئيس الجمهورية الذي لا تصدر مراسيم تأليفها في غياب توقيعه عليها، والذي فرضت احكام الدستور عليه وعلى الرئيس المكلف التشاور قبل انجاز الصيغة النهائية للحكومة. وهو يمثل ايضاً تعدياً على صلاحيات رئيس الحكومة، بعد مباشرتها العمل في اعقاب مثولها امام مجلس النواب ونيلها ثقته. فـ"المَونة" على اثني عشر وزيراً داخل الحكومة يعني ان "المائن"، وهو هنا العماد ميشال عون، يمتلك الثلث الضامن، او بالأحرى المعطّل، الذي كان احد أهم انجازات اتفاق الدوحة عام 2008. ويعني ايضاً انه يستطيع ان يشلّ الحكومة ساعة يريد، اذا لم يرضخ سائر أعضائها، فضلاً عن رئيسها، ومعه رئيس الجمهورية الى مشيئته وقراراته ومشروعاته. وذلك ممكن بطريقتين أولاهما تعطيل نصاب جلسة مجلس الوزراء او جلساته بالانسحاب منها عندما تقضي مصلحته بذلك. وثانيتهما الاصرار على التصويت على مشروع يريده او يرفضه، في مجلس الوزراء اقتناعاً منه بقدرته وبواسطة الثلث المعطل على تأمين موافقة مجلس الوزراء على مشروعه أو على حجبها عن المشروع الذي لا يرى فيه فائدة له شخصية او سياسية او فئوية. اما التعدي الأبرز على صلاحيات رئيس الحكومة ومجلس الوزراء الذي تمثله مطالب "الجنرال" عون التعجيزية، فيظهر وفي وضوح وباصراره على تولي احد وزراء كتلته (التغيير والإصلاح) وزارة الداخلية، وعلى تولي عضو آخر منها وزارة الدفاع. ويعني ذلك في وضوح تام، انه يخطط لأن يصبح الحاكم المطلق، أو بالأحرى الاول للبنان من خلال الوزارتين السياديتين المذكورتين. ويعني ايضاً، انه بتخطيطه هذا، يحاول ان يحقق أموراً ثلاثة. اولها، ممارسته هو، اي العماد ميشال عون المسيحي الماروني، صلاحيات الحاكم الاول والمطلق للبنان. وبذلك يحقق وإن على نحو غير مباشر، هدفاً عاش معه سنوات طويلة، قبل تبوُّئه رئاسة الحكومة الانتقالية العسكرية عام 1989 وبعد انتقاله منها الى المنفى الفرنسي، واخيراً في اعقاب عودته المظفرة الى لبنان. وهذا الطموح هو الوصول الى رئاسة الجمهورية والتحوّل حاكماً مطلقاً له. وثاني الأمور، الانتقام من رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي "شلَّحه"، وبعد اجتماع الدوحة عام 2008 ثم الاتفاق الذي سمي باسمها، رئاسة الجمهورية، وكان مقتنعاً بأنه سيعود بها له وحده من عاصمة قطر، وبانتقامه هذا يستعيد لنفسه ولطائفته صلاحيات "رئاسية" نزعها "الطائف" ثم "الدوحة" من المسيحيين وتحديداً الموارنة. وبه ايضا يعد نفسه للظفر بقصر بعبدا في الانتخابات الرئاسية المقبلة اي التي يفترض ان تجري عام 2014. اما ثالث الامور، فهو الاعداد من خلال الثلث المعطل او الضامن او الحاكم في الحكومة العتيدة، وتحديداً من خلال وزارتي الداخلية والدفاع، لانتخابات نيابية يفترض ان تجري عام 2013، للمجيء بكتلة نيابية شاملة بتمثيلها المسيحي، وقادرة بتحالفاتها النيابية الاخرى على الامساك بالبلاد وعلى حكمها من مقر الرئاسة في بعبدا بعد نحو سنة.

ما هي العقبة الصعبة او الضخمة الثانية التي لا تزال تحول دون نجاح الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في تأليف الحكومة الجديدة؟

"هي المحكمة الخاصة بلبنان"، التي يسمّيها اللبنانيون المحكمة الدولية. فالرئيس ميقاتي اعلن اكثر من مرة، منذ تكليفه تأليف الحكومة، سواء امام الاعلام اللبناني والعربي والاقليمي والعالمي، او امام سفراء الدول المعنية، من عربية واجنبية وغيرهم من الموفدين الديبلوماسيين، ان لهذه المحكمة شقاً خارجياً لا يستطيع ان يفعل حياله شيئاً. اي باختصار لا يستطيع ان يلغيها اي قرار يتخذه لبنان، وإن على اعلى المستويات المؤسساتية. واعلن ايضاً أن لها شقاً داخلياً، وأكد انه جاهز للعمل على ايجاد حل له عبر قنوات ثلاث تعمل معاً هي الحوار اللبناني – اللبناني، واجماع اللبنانيين والتغطية العربية. طبعاً يقول البعض ان ميقاتي أسر نفسه بهذا الاعلان، فهو من جهة التزم، وإن على نحو غير مباشر، امام المتمسكين بالمحكمة في الداخل والخارج بعدم "الغائها"، أو بالاحرى بعدم فك ارتباط لبنان بها بقرار احادي يصدره مجلس وزراء لا يمثل اجماعاً وطنياً. لكنه من جهة اخرى كان التزم سابقاً وإن من دون أن يعلن ذلك، العمل على انجاز فك الارتباط المذكور، عندما قَبِل أن يكون مرشحاً لرئاسة الحكومة من فريق لبناني يمتلك "غالبية سياسية"، اسقط حكومة الرئيس الحريري لرفضها فك الارتباط هذا، وأيده هو (اي ميقاتي) اقتناعاً منه بأنه سينجز هذه المهمة.

كيف سيتصرف الرئيس المكلف حيال العقبتين المفصلتين اعلاه؟

أولاً، يؤكد متابعو حركته الحكومية أنه لن يقبل، واياً تكن العواقب، ان يتحول عون وجماعته حكاماً للحكومة بل للدولة. ويعربون عن اعتقادهم انه عندما يحين أوان تأليف الحكومة عند القادرين، وهم داخلياً "حزب الله"، وراعيه الاول، وخارجياً سوريا، فان تدخلاً ما معه من قبلهما لا بد ان يقنعه بخفض سقف مطالبه. لكن من دون تعمّد اضعافه أو مس كرامته وشعوره. والعوامل التي تجعلهم مطمئنين لذلك كثيرة. وثانياً، يؤكد المتابعون انفسهم ان ميقاتي حاضر دائما للتوصل الى تسوية في شأن المحكمة Compromise تحظى بقبول اللبنانيين كلهم على انقساماتهم المعروفة. لكنه ليس حاضراً، ولن يكون حاضراً، لاتخاذ موقف يعتبره السنّة عموماً ضدهم او الشيعة عموماً ضدهم او المسيحيين عموماً ضدهم او سوريا ضدها. وهو قد يفاجىء الجميع في حال كهذه بطرح صيغة حكومية على رئيس الجمهورية ترضي رؤيته الوطنية والسياسية كما ترضي الرئيس. فاذا صدرت مراسيمها يذهب الى المجلس كما قلنا قبل يومين في "الموقف". فإما تنال ثقته وتحكم، وإما تسقط فتعيش ولكن كحكومة تصريف أعمال ولمدة طويلة ربما. طبعا يبقى امامه خيار آخر هو الاعتذار. لكن اعتقاد المتابعين انفسهم لحركته الحكومية يعتقدون ان احداً لن يدفعه اليه وتحديداً "القادرون"، لأن البدائل قد تضع البلاد في مواجهة خطرين: الاول، خطر الانهيار الداخلي في ضوء الضغط الخارجي الكبير المنطلق من دوافع سياسية، وإن مستنداً الى "ادلة قانونية". والثاني، خطر انفجار غضب شعبي، وإن فئوياً، على غرار الانفجارات العربية المتتالية. واخطر ما في هذا الانفجار، أنه لن يوصل الى حل، كما حصل في مصر أو تونس، بل سيوصل الى حرب اهلية.

 

ثورات عربية... تقوقع لبناني

عبد الوهاب بدرخان/النهار

الخبر في وكالات الأنباء العالمية. واذا صح فهو مخز ومشين، إذ يقول إن "1500 عنصر من حزب الله اللبناني يشاركون في قمع التظاهرات في ايران" يومي 14 و20 شباط. مصدر الخبر منظمة ايرانية معارضة هي "مجاهدي الشعب"، ولأنه مصدر وحيد يبقى الشك ضروريا والتحقيق من المعلومات واجبا. لكن، استنادا الى تجربة طويلة لوسائل الاعلام مع هذه المنظمة والاخبار التي تبثها، يمكن القول إنها تحاذر الاختراع والتلفيق مخافة ان ينقطع التعامل معها وأن ترمى بياناتها في القمامات. وفي بعض الاحيان كانت هذه المنظمة مصدرا لأخبار ايرانية أكثر أهمية ظهرت لاحقا في صحف طهران. وما يعنينا هنا ان شبانا لبنانيين موجودين في ايران، للتدرب على القتال في اطار المقاومة ضد اسرائيل، فاذا بهم يستخدمون هناك ايضا في الداخل، وفي دور بشع يفترض أنه ليس لهم وضد مواطنين ايرانيين يتظاهرون للمطالبة باصلاح النظام وبحرية التعبير، مستخدمين أكثر الوسائل مدنية وسلمية.

خلال الفترة ذاتها ظهر الامين العام لـ"حزب الله" على الشاشة ليمجد انجاز المعارضين الثوار في مصر بانتصارهم على بطش السلطة وقمعها ثم باسقاطهم النظام نفسه، رغم ان السيد حسن نصر الله لم يهتم كثيرا بالطابع السلمي الحضاري الذي ميز الثورة المصرية. لكن ما الذي يدعو "حزب الله" الى الاعتقاد أن النظام الايراني الذي يدعمه هو بالضرورة أفضل من النظام المصري الذي يحتفل بسقوطه. فكلاهما طالب الشعب ويطالب باسقاطهما. ثم ان القمع هو القمع، سواء ارتكبه الحرس و"الباسيج" او "الامن المركزي" و"البلطجية". وأي "حركة تحرر" تحترم دورها ومكانتها لا يمكن ان تميز بين قمع مقبول – بل تشارك فيه – وقمع آخر مرفوض بالضرورة.

هذا يعيدنا الى الواقع الممض الذي أغرق فيه لبنان، فاذا به أبعد ما يكون، للمرة الاولى في تاريخه المعاصر، عن الروح الجديدة المندفعة في شرايين الوطن العربي. ففي العادة يكون لبنان سباقا، واليوم لا يبدو حتى قادرا على ان يكون ملتحقا بالركب. فالقوى التي تعتبر نفسها طليعية ومتقدمة، بفضل نهج "المقاومة" وفكرها، هي ذاتها التي تشد بلبنان الى التخلف والتراجع. في حين ان القوى المفترض أنها تقليدية رجعية وعملية للخارج تبدو – للمفارقة – هي التي تحاول أن تدفع بالبلد الى مواكبة المحيط العربي في طموح شبابه للحرية والكرامة والديموقراطية. وقد برهن هذا الشباب العربي، بتجاوزه القوالب السياسية التقليدية، أنه معبر عن روح استقلالية أصيلة قادرة حتى على وضع خطوط حمر للتدخلات الاجنبية أكثر مما تستطيعه أعتى الحركات السياسية المسلحة. ولأنه تمكن من اكتساب هذه القوة فقد بدا أيضا متمتعا بالرحابة لاستيعاب الجميع، بأديانهم وطوائفهم وايديولوجياتهم المختلفة.

في مقابل هذه التجربة العظيمة التي يتجه اليها العالم العربي، ولا يهم أن تستغرق وقتا وتتخللها صعوبات، نجد لبنان يتحول الى قواقع بابلية متنافرة تزداد انغلاقا على ذاتها ليتمتع الراغبون الخارجيون في تدخلاتهم وصراعاتهم على أرضه. وفيما نجد المجتمعات العربية تهب للتخلص من "الاحتلالاتت" الداخلية سعيا الى استقلالاتها الحقيقية بالانعتاق من الحكام المستبدين، يمعن لبنان في الرزح تحت "احتلال داخلي" غير مسبوق، ولا بديل لهذا الاحتلال الداخلي سوى "احتلال" آخر "أخوي"... وبين هذين الخيارين المتكافلين المتضامنين، لكن المتنافسين ايضاً، من الطبيعي ان يصعب تركيب أي حكومة، واذا توافرت لها المعادلة الكيميائية الممكنة أخيرا، فان وصفة التعجيز والافشال جاهزة ايضا بفضل عقلية الاحتلالين اللذين قد تلتقي ألاعيبهما وقد تفترق بحسب الظروف.

الامر الجيد في الازمة الراهنة ان أفرقاء 8 و14 آذار يعيدون اكتشاف أنفسهم، ما يربط بينهم وما يميز أو يفرق. عند الـ"14" هناك أمر متعارف عليه، وهو أنهم ملتقون رغم معرفتهم لاختلافاتهم، وحتى من انفصل عنهم لا يستطيع القول إنه فعل ذلك اعجابا وانجذابا الى الطرف الآخر. عند الـ"8" يبدو أن "الانقلاب الدستوري" واشكالات الاستيزار والسند السوري للرئيس المكلف قد أحدثت بلبلة لم تكن في الحسبان، خصوصا ان بعض أركان التحالف يرى من العماد ميشال عون ما يدهش بمقدار ما يقزز. هذه الحكومة الاولى التي تؤلف على خلفية لعبة يعرف لاعبوها المحليون والاقليميون مسبقا أنها قذرة لأنها بنيت أساسا على اقصاء فريق لا يطرح نفسه انه طائفة، وإنما فريق وطني عابر للطوائف ستشكل له التجربة في المعارضة اختبارا شديدا لتماسكه وسيكون عليه أن يبرهن لنفسه وللبنانيين أن ما يقرب بين أطرافه شيء آخر أكبر من السلطة.

مناخ التغيير في العالم العربي لا بد أن يكون ملهما للمعارضة الجديدة، خصوصا انها بنت استراتيجيتها على أسس استقلالية: احترام الدستور بما يعنيه من اعادة الاعتبار للدولة والقانون، والعدالة لئلا تمر جرائم الاغتيال بلا عقاب، وتحريم "سلاح المقاومة" في الداخل... هذه الاستحقاقات تستند جميعا الى طموحات لبنانية داخلية مشروعة، والى قرارات اتخذتها الشرعية الدولية. كيف يمكن للذين يدافعون عن شعار "الجيش والشعب والمقاومة" ان ينسوا أن الجيش يعني الدولة وأن الشعب يعني "كل" الشعب وأن المقاومة تكون أقوى وأكثر مناعة باحترامها الدولة والشعب. وكيف يمكن للذين يحتفلون بانتصار الثورة المصرية ألا يستلهموا انها انتصرت بالوفاق الشعبي أولا وأخيرا.

 

عون يسعى لتقصير ولاية سليمان أو دفعه إلى الاستقالة"

جعجع: متفقون والحريري على أن معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" سقطت 

عماد مرمل (السفير)، الاربعاء 23 شباط 2011

لا يوحي دفتر الشروط الذي يضعه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع للمشاركة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، بأن هناك فرصة حقيقية وموضوعية لدخول قوى 14 آذار هذه الحكومة، وإن يكن يتجنب في الوقت ذاته إقفال باب الحوار، ما دام الرئيس المكلف يتركه مفتوحا.. أقله حتى الآن.

في كل الحالات، يرى جعجع ان تشكيل الحكومة لن يكون قريبا، ليس بسبب شروط 14 آذار، كما يقول، وإنما نتيجة ما يعتبر انها مجموعة من المشاكل الشائكة التي ترخي بثقلها على ميقاتي الذي سيكون بحاجة الى عناية إلهية حتى يتمكن من معالجتها.

أما الاسباب التي يستند اليها جعجع في توقعه صعوبة ولادة الحكومة سريعا، فهي من وجهة نظره كالآتي:

ـ ان الرئيس ميشال سليمان والرئيس ميقاتي يملكان حدا أدنى من العلاقات العربية والدولية ومن الالتزام بالشرعية الدولية، ولا أدري كيف سيستطيعان التوفيق عند تأليف الحكومة بين هذا الحد الادنى وبين مطالب الاكثرية الجديدة، المرتفعة السقف.

ـ ان الخلاف على الحصص داخل الاكثرية الجديدة ليس بسيطا، وسيكون من الصعب على ميقاتي التوفيق بينها بسهولة في ظل الشهية المفتوحة على الحقائب الوزارية.

ـ ان العماد ميشال عون يتصرف على خلفية انه هو الذي اسقط حكومة الرئيس سعد الحريري، أي انه أبو الانقلاب وصانع الانتصار، وبالتالي يجب ان يكون أبا الحكومة الجديدة وعراب تشكيلها، وليس سليمان ولا ميقاتي، وهذا أمر لا أعتقد ان بمقدور الرئيسين احتماله، بدءا من البُعد النفسي للمسألة وصولا الى الحسابات السياسية.

ويقول جعجع ان مشكلة عون ليست فقط مع سليمان وميقاتي، بل تشمل بعض القوى الحليفة له، مشيرا الى ان لديه معلومات تفيد بان خلافا كبيرا وقع قبل أيام قليلة بين عون وحليف في «تكتل التغيير»، بسبب إصرار عون على ان تحظى الاسماء التي ستمثل هذا الطرف في الحكومة بموافقته المسبقة.

ويستغرب جعجع ان يبادر عون لفتح النار، بهذه الحدة والكثافة، على رئيس الجمهورية، معربا عن اعتقاده ان الامر يتجاوز حدود الخلاف على الحقائب الوزراية وما إذا كان يحق للرئيس ان يحظى بحصة ام لا، ليستنتج ان يعون يفكر بالتخلص سياسيا من سليمان، سواء بالسعي الى تقصير ولايته او بدفعه للاستقالة.

ويعتبر جعجع ان عون ليس جديا في طرحه الداعي الى تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، وإذا كان جادا بالفعل فليقنع حلفاءه بذلك، وأنا مستعد للسير في هذا الطرح وأتكفل عندها بتجاوب حلفائي معه.

ويوضح جعجع ان الوزير بطرس حرب ما زال يواصل المفاوضات مع ميقاتي باسم 14 آذار، ونحن ننتظر أجوبة واضحة عن أسئلة مبدئية وجوهرية طرحناها، حتى نحسم في ضوء الاجوبة مسألة مشاركتنا او عدمها، معتبرا ان الحكومة ستكون ناقصة الشرعية إذا غاب عنها فريق 14 آذار الذي يمثل 60 نائبا، وبالتالي فان عدم تمثيلهم في مجلس الوزراء سيترك فراغا سياسيا لن يستطيع الفريق الآخر ان يملأه.

ويشدد جعجع على ان كل مكونات 14 آذار تلتقي، في رسم سقف مشاركتها، عند ضرورة ان يتضمن البيان الوزاري للحكومة الجديدة ما ورد في البيانات الوزارية السابقة من التزام بالمحكمة الدولية، وهذه هي الحدود الدنيا التي لا يمكن ان نقبل بتجاوزها أيا تكن التسويات المقترحة، فهل يستطيع الرئيس المكلف ان يتحمل ذلك؟

ويتابع جعجع ترسيم حدود شروط 14 آذار للمشاركة، مؤكدا ان معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» الواردة في البيان الوزاري السابق لم تعد مقبولة، ونحن نطلب ان يلحظ البيان الجديد وجوب ان يكون قرار السلاح حصريا بالدولة، وهذا الموقف ليس محصورا فقط بمسيحيي 14 آذار الذين كانوا قد تحفظوا عن تلك المعادلة، بل هو موقف الرئيس سعد الحريري الذي لم يعد يقبل بها ايضا، فهل هذا الطرح مقبول من الرئيس ميقاتي؟

وإذ يشير جعجع الى ان سياسة تدوير الزوايا التي يتقنها ميقاتي قد لا تفيد في مقاربة بعض المسائل الحساسة التي تتطلب مواقف واضحة، كالمحكمة والمقاومة، يلفت الانتباه في الوقت ذاته الى ان الباب سيبقى مفتوحا امام الحوار معه في الوقت الحاضر، ما دام لم يعلن عن إقفاله.

ويتوقع جعجع ان يكون المهرجان الشعبي في 14آذار المقبل نقطة تحول كبرى، سواء من حيث الحشد الجماهيري او من حيث الخطاب السياسي، مؤكدا انه سيكون يوم العودة الى الجذور والثوابت، بمعزل عما إذا كانت تقربنا من السلطة أم لا، لاننا تعبنا من المبالغة في السياسة وننشد التماهي مع المبادئ.

ويخلص جعجع الى ان قوى 8 آذار ستكتشف عاجلا أم آجلا انها ارتكبت خطأ استراتيجيا بإقصاء الحريري عن السلطة، من دون ان تربح تكتيكيا، لان ما كان بإمكانها ان تأخذه من الحريري بما يمثله، لن يعود بمقدورها الحصول عليه الآن، بل عليها ان تتوقع منه في المرحلة المقبلة ما لم يكن في الحسبان. 

 

التأليف في إجازة: فتّشوا عن سوريا 

نقولا ناصيف (الأخبار) ، الاربعاء 23 شباط 2011

تأليف الحكومة الجديدة في إجازة، قد تكون طويلة. بين الرئيسين ميشال سليمان وميشال عون لم يعد في الإمكان الاحتكام إلى الرئيس نجيب ميقاتي فقط، وقد أصبح في واجهة النزاع. فتّشوا، إذاً، عن سوريا كي تُخرج الأزمة الحكومية من مأزق مستعص. 

أكثر من وجه يتقلّب عليه إخفاق الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في تأليف حكومته الثانية، وهو يوشك بعد يومين على انقضاء شهر على تكليفه: أول تلك الوجوه، الكلام على استمرار الحوار بينه وبين قوى 14 آذار لتأمين مشاركتها في الحكومة الجديدة، في وقت لا يريد فيه هذا الفريق، قبل ميقاتي وقبل خصومه في قوى 8 آذار، الانضمام إلى حكومة يعرف سلفاً أنه لن يحصل فيها على الثلث +1، ويعرف كذلك أن لا تعهّد يحصل عليه في الملفين الأكثر مدعاة لإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، وهما المحكمة الدولية وسلاح حزب الله. ولأنهما كانا السبب المباشر لإسقاط تلك الحكومة، حريّ ألا يكونا مدخلاً إلى ائتلاف حكومي جديد على غرار ما حدث مع حكومة الحريري عام 2009، وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2008.

لا تريد قوى 14 آذار المشاركة في حكومة يذهب ثلثا وزرائها إلى الغالبية الجديدة، ولا تريد لها سوريا ولا قوى 8 آذار المشاركة هذه.

بذلك، لا يعدو كلّ ما يُقال عن جهود واتصالات وتبادل أفكار ونيّات، بين الرئيس المكلف والأقلية النيابية الجديدة، كونه إهداراً للوقت يهدف إلى استنزاف تكليف ميقاتي ترؤس الحكومة وإرباكه أمام طائفته، وتوقع مزيد من العراقيل في طريقه كي يختبر بدوره الصعوبات التي واجهت السنيورة 44 يوماً والحريري 135 يوماً قبل تأليفهما حكومتيهما. كانت العقبة الرئيسية حينذاك هي نفسها اليوم: شروط الرئيس ميشال عون للمشاركة في حكومة لم يعد في الإمكان إقصاؤه عنها كما في حكومة 2005، ولا إبصارها النور بلا استجابة شروطه تلك كما مع حكومتي 2008 و2009.

ثاني تلك الوجوه، ما يصحّ القول فيه إن الجميع، المعنيين المباشرين بتأليف الحكومة، يفتشون عن سوريا ولا يجدونها. لا أحد ممّن يزور دمشق يسمع منها سوى أنها لن تتدخّل في تفاصيل تأليف الحكومة اللبنانية، مع إبراز تأييدها الرئيس المكلف، وتحيل سائليها على جواب غير شاف: تأليف الحكومة شأن لبناني.

منذ تكليف ميقاتي تأليف الحكومة، في 25 كانون الثاني، ذهب المعاونان السياسيان لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل وللأمين العام لحزب الله حسين الخليل إلى دمشق مرة واحدة فقط، وكانت غداة التكليف، لإطلاع المسؤولين السوريين على تطوراته والبحث معهم في المرحلة التالية. مذ ذاك توقفت في دمشق جهود الموفدين اللذين اعتادا العمل معاً، فتحوّل تحركهما إلى الداخل في اتجاه عون. كان خليل زار وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكثر من مرة، من غير أن يعود برسالة محدّدة تنبئ بدور سوري يزيل العراقيل من طريق التأليف، قبل أن يعلن المعلم أن حكومته تشجع تأليف حكومة وحدة وطنية، ويكتفي بهذا الحدّ.

لم تتحرّك دمشق ولم تحرّك ساكناً، من غير أن يحجب ذلك وجهة نظر صريحة منذ 10 كانون الثاني، عندما أخذت علماً بنعي المبادرة السعودية ـــــ السورية، وهي: إخراج الحريري من رئاسة الحكومة، وقلب الغالبية النيابية، ووضع السلطة الإجرائية بين يدي حلفائها في قوى 8 آذار.

ثالث تلك الوجوه، وأكثرها وطأة، هو المواجهة المكشوفة أكثر من أي وقت مضى بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان وعون على موقع كل منهما في الحكومة الجديدة، كجزء مكمّل لصراع خفيّ على مرجعية السلطة والشعبية. تجاذبٌ لم يشذّا عنه في تقاليد التنافس الماروني ـــــ الماروني المستمر منذ عام 1936 على مرجعية الطائفة وزعامتها وفق معادلة نافرة: رئيس يريد أن يكون زعيم الظلّ، وزعيم يريد أن يصبح رئيس الظلّ.

يصرّ سليمان على ما يرفضه عون، وهو إعطاء رئيس الجمهورية حصة في الحكومة الجديدة. ويرفض عون ما يتمسّك به سليمان وهو وضع حقيبة الداخلية في عداد حصته، على أن يُعهد بها إلى الوزير زياد بارود. كلٌ من الجنرالين يرفع سلاحاً كافياً للحؤول دون إبصار حكومة ميقاتي النور: لا يوقّع رئيس الجمهورية مرسوم تأليف حكومة لا تلحظ حقيبة الداخلية في حصته، ولا يمنح عون حكومة ميقاتي الثقة في مجلس النواب ما لم يُعهد بحقيبة الداخلية إلى التيّار الوطني الحرّ وإلى الوزير جبران باسيل بالذات. يريد رئيس الجمهورية لحصته في الحكومة الجديدة دوراً يوازن فيه بين التمثيل المسيحي المشارك والتمثيل المسيحي المقاطع. ويتشبّث عون بحصر التمثيل المسيحي به وبالتكتل الذي يتزعم، ما دام هو أكبر كتلة مسيحية في البرلمان، معارضاً أي منحى يجعل سليمان وارثاً حتمياً لمسيحيي قوى 14 آذار في حكومة ميقاتي.

في يد كل من الجنرالين سلاح دستوري يمدّد أمد الفراغ الحكومي، ويترك الرئيس المكلف معلقاً على حبل التوصّل إلى تسوية بينهما، ما دام ميقاتي قرّر منذ قَبِلَ بالتكليف عدم الاعتذار عن عدم تأليف الحكومة مهما تكن العقبات التي سيواجهها.

رابع تلك الوجوه، إصرار عون على حصوله، مع حلفائه في تكتل التغيير والإصلاح، على 12 وزيراً من حكومة يريدها من 30 وزيراً. وذلك يعني أنه يضع الثلث +1 في طائفة واحدة، على نحو غير مسبوق وغير مألوف. بيد أن نصاباً كهذا يفترض موافقة مسبقة من حليفين رئيسيين لعون في تكتله النيابي، هما رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية وحزب الطاشناق. من دونهما لا يسعه بلوغ هذا الرقم، ومعهما يولد لأول مرة ثلث +1 مسيحي يمثّل فريقاً سياسياً متجانساً، لا تأثير لرئيس الجمهورية ولا لرئيس الحكومة عليه. ولا يعكس كذلك مغزى ما أوردته المادة 69 عندما جعلت الثلث +1 إحدى الحالات الدستورية لاعتبار الحكومة مستقيلة، من دون أن يتوخّى هذا الامتياز وضعه في يد طائفة.

حصل فرنجية من الرئيس المكلف على ما طلبه، وهو نيابة رئاسة الحكومة وحقيبة الدفاع الوطني للنائب السابق فايز غصن ووزير دولة للنائب سليم كرم. أما حزب الطاشناق، فيسود تباين في الرأي بينه وبين عون: يريد الحزب وزيرين أرمنيين من صفوفه، في حين يفضّل عون وزيراً لحزب الطاشناق وآخر للأقليات في حكومة من 30 وزيراً، علماً بأن حكومة من 24 وزيراً، كما من 30 وزيراً، تلحظ مقعدين فقط أحدهما لأرمني والآخر لممثل الأقليات. في الغالب، منذ حكومات الرئيس رفيق الحريري عام 1992، حُصِر المقعدان في حكومات الـ30 وزيراً بالأرمن دون الأقليات.