المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار 23
شباط/2011

إنجيل القدّيس متّى 5/13-16/ أَنْتُم مِلْحُ الأَرض

أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ؟ إِنَّهُ لا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيء، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ في الخَارِجِ وتَدُوسَهُ النَّاس. أَنْتُم نُورُ العَالَم. لا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى جَبَل. ولا يُوْقَدُ سِرَاجٌ ويُوضَعُ تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلى المَنَارَة، فَيُضِيءُ لِكُلِّ مَنْ في البَيْت. هكَذَا فَلْيُضِئْ نُورُكُم أَمَامَ النَّاس، لِيَرَوا أَعْمَالَكُمُ ٱلصَّالِحَة، ويُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذي في السَّمَاوات.

 

4000 من "حزب الله" يشاركون في الانتفاضات العربية وفي قمع انتفاضة عرب الأحواز المحتلة

باريس – لندن – أبو ظبي – "المحرر العربي"

يشارك حوالى 2500 عنصر ميليشياوي مدرّبين جيداً على حروب الشوارع من "حزب الله" اللبناني في الثورات والانتفاضات المندلعة في العالم العربي منذ نهاية العام الفائت، و"ذلك نيابة عن الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي كانت أصابعها واضحة وطويلة الأظافر في أعناق كل من الأنظمة السنّية القوية في مصر وتونس وليبيا واليمن، كما كانت دامية في أعناق البحرين ذات الغالبية الشيعية ولبنان ذي الحضور الشيعي القوي والفاعل"، حسب مصدر خليجي في دولة الامارات.

وبالاضافة الى ما أعلنه "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" (مجاهدين خلق) على عدد من مواقعه الإلكترونية في أوروبا من ان "حوالى 1500 عنصر من "حزب الله" استُقدِموا من لبنان الى سورية براً ومنها الى مطار طهران بواسطة عدد من الطائرات المدنية الإيرانية والسورية قبل أربعة أيام من اندلاع التظاهرات الشارعية الأخيرة، للمشاركة الى جانب قوات الباسيج الميليشياوية في قمع المتظاهرين، حيث كانت مواقع تجمعاتهم الرئيسة في شارع شهروردي ومحيط جامعة شريف وميدان هفت تير، وحول مبنى التلفزيون الرسمي، وفي شارع عباس أباد" – بالإضافة الى ذلك، فإن ناطقاً بلسان "مجاهدين خلق" في باريس أكّد أن السلطات الايرانية "رَمَت بثقل عصابات "حزب الله" في منطقة الأحواز الاسلامية العربية خصوصاً لأنها تتكلم لغة سكان المنطقة المناوئين باستمرار للثورة الخمينية والمحرّضين دائماً وابدأ للاضطهاد والقمع والتعذيب والإعدامات على أيدي عصابات الحرس الثوري ذي الوجود الكثيف هناك".

قتلى لبنانيون في ايران والبحرين وليبيا

وكشف الناطق الايراني المعارض لـ"المحرر العربي" في العاصمة الفرنسية النقاب عن أن العشرات من عناصر "حزب الله" الذين أصيبوا خلال تظاهرات طهران والأحواز نُقِلوا الى المستشفيات المحلية وأسماء معظمهم موجودة لدى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فيما نُقِلَ الى لبنان عبر سورية عدد من جثث عناصر سقطوا قتلى خلال قمع التظاهرات وقد جرى تشييع جثامينهم في قراهم سراً خلال الأيام القليلة الماضية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية من بيروت الى جانب جثامين عناصر أخرى قتلوا في البحرين وليبيا، حيث توزعت عالبية نحو 2500 عنصر آخر من الحزب الايراني بطلب من نظام خامنئي في طهران، بهدف المشاركة المسلحة الفاعلة التي لا يتقنها جيداً البحرانيون والليبيون العاديون الذين نزلوا الى الشوارع لقلب نظاميهم اللذين وصفهما مرشد الثورة الايرانية علي أكبر خامنئي بـ"النظامين الطاغيين اللذين يجب القضاء عليهما".

"الجبهة" الليبية!!

وذكرت أوساط ديبلوماسية بريطانية في لندن على اتصال مستمر وحميم بالداخل الليبي، ان "الخلايا الشيعية التي زرعها "حزب الله" بطلب من ايران داخل ليبيا وبالقرب من مفاصله الحكومية والعسكرية والأمنية والنفطية خلال السنوات الأخيرة بانتظار صدور الأوامر الى هذه الخلايا للانتفاض وقيادة المعركة الشارعية ضد نظام معمر القذافي المتهم باخفاء الامام الشيعي موسى الصدر ورفيقين له في ليبيا في الثمانينات من القرن الماضي، خرجت خلال الاسبوع الماضي من جحورها لإشعار الحريق في كل مكان، وخصوصاً في بنغازي التي سقطت في أيدي المتظاهرين، فيما أقدمت عناصر من "حزب الله" على إخراج أسلحتها المخبأة لمواجهة الجيش المؤتمر بأوامر النظام، كما أقدمت على فتح السجون في عدد من المحافظات والأقضية التي قام سلاحاً الجوّ والمدفعية الليبيان بقصفها أيام السبت والأحد والاثنين الماضية ما أدى الى مصرع أكثر من 500 مواطن وجرح عدد مضاعف".

وقال مسؤول خليجي في أبو ظبي لـ"المحرر العربي" أمس أن سلطات أمن مملكة البحرين "اعتقلت خلال الأيام الثلاثة الأولى لبدء الانتفاضة الشيعية ضد النظام أكثر من 200 متظاهر بينهم عدد من عناصر "حزب الله" اللبناني يقيمون أصلاً في مناطق شيعية في البحرين وفي شقق مستأجرة في العاصمة المنامة منذ سنوات كخلايا نائمة جاهزة الاستقدام في مثل حالات الراهنة".

وفي الكويت والسعودية!

وأكد المسؤول ان عناصر وأخرى من "حزب الله" "موجودة في المناطق الشيعية الكويتية والسعودية وفي دولة الامارات العربية المتحدة، باشرت حسب معلومات أمنية محلية وأجنبية تحركها استعداداً لإشعال تظاهرات مماثلة لما يحدث في اليمن والبحرين، وهو المثلّث الشيعي الخليجي الأكثر عرضة للاشتعال والانفجار على أيدي النظام الايراني كما حدث في وجه علي عبدالله صالح على ايدي الحوثيين اليمنيين الذين تمددوا الى داخل المملكة العربية السعودية وجرى قمعتهم بشدة وإعادتهم من حيث أتوا خلال السنتين الماضيتين ما أصاب نظام محمود أحمدي نجاد بالخيبة والإحباط".

وأحاط المسؤول الخليجي في أبو ظبي النقاب عن "ان مجموعة من عناصر "حزب الله" اللبناني هي التي نسفت أنابيب الغاز المصرية الى الأردن وإسرائيل قبل حوالى أسبوعين، وأن أجهزة الأمن المصرية اعتقلت عدداً من البدو الرحّل في سيناء اعترفوا بذلك، كذلك كانت عناصر أخرى مدعومة من عملاء مصريين وسودانيين وراء فتح أبواب حوالى 40 سجناً في مصر وإطلاق سراح ما لا يقل عن 25 ألف سجين جلّهم ممن ارتكب جرائم مدنية، وهناك الآن عشرات العناصر الذين بدأوا فتح السجون في ليبيا".

 

سليمان عرض مع 4 وزراء للاوضاع العامة وعمل وزاراتهم :اهمية اتباع الحوار والابتعاد عن العنف في معالجة المشكلات المطروحة

رئيس الجمهورية وعقيلته الى روما بعد الظهر على رأس وفد رسمي واداري للمشاركة في احتفال وضع تمثال القديس مارون في ساحة الفاتيكان

وطنية - 22/2/2011 رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "اهمية اتباع الحوار والابتعاد عن استعمال العنف في معالجة المشكلات المطروحة امام المسؤولين في اي بلد لان اسلوب المواجهة بالعنف والقمع يزيد الامور تعقيدا"، مشيرا الى " ضرورة احترام حرية التعبير السلمي عن الرأي والمطالب لان ذلك هو الطريق الصحيح لاجراء الاصلاحات المنشودة في اي بلد".

وزراء

وكان الرئيس سليمان عرض مع كل من وزراء الدولة والداخلية والمال والزراعة في حكومة تصريف الاعمال عدنان القصار، زياد بارود، ريا حفار وحسين الحاج حسن للاوضاع العامة وعمل وزارة كل منهم في هذه المرحلة.

زيارة روما

الى ذلك صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الاتي:" يغادر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والسيدة الاولى وفاء سليمان بيروت بعد ظهر اليوم الى روما على رأس وفد رسمي واداري لحضور الاحتفال الذي يرئسه قداسة الحبر الاعظم البابا بينيديكتوس السادس عشر بوضع تمثال القديس مارون في ساحة الفاتيكان.

وسيكون للرئيس سليمان لقاء مع قداسة البابا قبل ظهر الخميس المقبل".

 

اسرائيل: على الدول العظمى التعامل الصارم مع السفينتيــن الايرانيتين

المركزية- حثت إسرائيل الدول العظمى على "التعامل الصارم مع قضية مرور السفينتين الحربيتين الإيرانيتين عبر قناة السويس في طريقهما إلى سوريا". واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية ان "التواجد العسكري الإيراني غير المسبوق في البحر المتوسط يشكل استفزازاً يلزم المجتمع الدولي بالرد الحازم". واوضحت مراجع اسرائيلية مسؤولة "ان اسرائيل تتابع عن كثب مسار هاتين السفينتين، وتعرف بالضبط مكان وجودهما وانها على اتصال وثيق مع جهات أميركية مسؤولة وتتبادل معها تقديرات للموقف.

 

وزير إسرائيلي: الصمت إزاء ثورات المنطقة

المركزية- أعلن وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينتس، أن الحكومة الإسرائيلية قررت إلتزام الصمت إزاء الثورات التى تجتاح المنطقة العربية، قائلا "نحن نتابع بقلق وحذر هذه التطورات"، معربا عن اعتقاده أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ينتهج مسارا يقود باتجاه ضبط النفس وأن تكون ردود الفعل الإسرائيلية غير مثيرة للجدل.

من جهتها، أشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية، إلى أن وزير المالية أوضح أنه يتوجب على إسرائيل ألا تدخل نفسها في حالة هستيرية، وعليها أن تتابع الأحداث الجارية وتستعد لأي سيناريو محتمل.

 

يوم الموارنة في روما تكريم ديني وعالمي للبنــان

لقاءات لبنانية تدفع الاوضاع المتعثرة الى الامـــام

صفير: ضروري مشاركة الجميع في الحكومة الجديدة

المركزية – يشكل يوم الموارنة الذي يحييه الكرسي الفاتيكاني في عاصمة الكثلكة – روما غدا لمناسبة رفع تمثال مار مارون الى جانب القديسين في ساحة القديس بطرس في السدة الفاتيكانية اكثر من محطة دينية نظرا للمشاركة اللبنانية والعالمية في هذا التكريم للبنان وقديسيه. ويفترض ان تشكل المناسبة ايضا فرصة للقاء لبناني يدفع بالاوضاع المتعثرة في الداخل الى الامام خصوصا على المستوى الحكومة نظرا لضخامة الحدث ولكثافة المشاركة اللبنانية فيه والتي ستكون من كافة الفئات والتيارات السياسية والدينية.

والى جانب الخلوة او اللقاء الذي سيجمع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير سيكون لرئيس الجمهورية اكثر من لقاء مع الوزراء والنواب وممثلي الكتل والتيارات التي بدأت تصل أما تغادر الى روما من لبنان والدول العربية وبلدان الانتشار.

وفي وقت غادر فيه الرئيس سليمان ترافقه عقيلته السيدة وفاء بيروت بعد ظهر اليوم على رأس وفد رسمي واداري والذي سيلتقي قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر قبل ظهر بعد غد الخميس، غادر بيروت قبل ظهر اليوم وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال يوسف سعاده ممثلا تيار المردة، والنواب انطوان زهرا ممثلا" رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، نديم الجميل وسامي الجميل يمثلان حزب الكتائب، ألان عون وسيمون أبي رميا عن تكتل التغيير والاصلاح على ان ينضم إليهما غداً النائب إبراهيم كنعان والوزراء فادي عبود وجبران باسيل ورئيس المؤسسة المارونية للإنتشار الوزير السابق ميشال إده إضافة" إلى عدد من الشخصيات السياسية. وغادر بعد الظهر وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال طارق متري ورئيس الرابطة المارونية جوزيف طربيه. وكانت وصلت الى روما الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم طائرة تابعة لطيران الشرق الاوسط على متنها عدد كبير من اللبنانيين الذين اتوا خصيصا للمشاركة في الإحتفال. صفير: وكان البطريرك صفير الموجود في روما منذ اول من امس شدد في حديث صحفي على ضرورة مشاركة الجميع في الحكومة الجديدة، وقال: المطلوب ان تضم ممثلين عن جميع الفئات، وتحاول ان تراعي الوضع في البلاد، بحيث لا يكون هناك اضطرابات. وعن امكان اعطاء الثلث الضامن لفريق 14 آذار اذا اراد المشاركة في الحكومة، اكد ان القاعدة هي ان يحكم فريق ويعارض آخر وجرت العادة في الايام الاخيرة ان يشارك جميع اللبنانيين، وقال: لا نجزم اذا كان يجب معاملة 14 آذار بالمثل واعطائها الثلث الضامن، هم يعرفون كيف يتعاطون مع الواقع. وعن موقفه من استمرار المحكمة الدولية، لفت الى انه لم يقل باستمرار المحكمة او عدمها وانما من الضروري محاسبة المجرم على جريمته. وعن استقالته والمطلوب من البطريرك الجديد، اكد "ان ليس لي ان املي عليه ما يجب ان يقوم به، عندما ينتخب بطريركا يعرف ما عليه ان يفعل".

وعما اذا كان البطريرك الجديد سيحافظ على الخط الوطني نفسه، اكد ان الامر رهن الظروف التي يمر بها.

 

الحجار: لا وسطية بين العدالة والسلاح وبيان الشيعي الاعلى سياسي بامتيــاز

المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار أن "لا احد يستطيع أن يكون وسطيا في موضوع الحقيقة والعدالة، وفي العلاقات الدولية والسلاح ، فلا وجود للوسطية في امور مماثلة، وهي في هذه الحال تعني الهروب". وقال، في حديث إذاعي: "لا يمكن لشخص أن يكون وسطياً من جهة، ويؤلف حكومة اللون الواحد من جهة أخرى". ولاحظ "غيابا" للتدخل الخارجي في الظاهر، أي التدخل الاقليمي من سوريا وايران تجاه حزب الله"، مشيراً إلى ان "هناك عقدة داخلية متمثلة في شهية رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون المفتوحة للحصول على حقائب وزارية، مصحوبة بمنطق إلغائي، لكل الفرقاء والاستئثار بكل الحصص". وسأل: "هل سيقبل الرئيس ميشال سليمان، من موقعه الوفاقي، التوقيع على مراسيم تأليف حكومة من لون واحد؟ في حين أننا نريد المشاركة في الحكومة على قاعدة بت موضوعي المحكمة والسلاح الذي يوجه الى الداخل. ووصف البيان الصادر عن المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى بأنه "بيان سياسي بامتياز، يعكس الموقف المتشنج الذي يتخذه "حزب الله". المنطق الاستباقي الذي تبناه "حزب الله" في موضوع المحكمة رأيناه في البيان". وختم: "الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في موقف لا يحسد عليه ، إذ انه إلتزم ببيان دار الفتوى وبالأمس صدر بيان المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ، ولا أعرف كيف سيوفق بينهما".

 

سعيد: المفاوضات لم تلامس رغبتنا في المشاركة

ميقاتي يستمع الى العناويــن ولا يستطيع تبنيها

المركزية- أكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد أن "المفاوضات لم تلامس في أي لحظة رغبة "14 آذار" في المشاركة بل هي تؤكد على الثوابت والعناوين السياسية التي وضعتها 14 آذار خلال الاستشارات النيابية"، معتبرا أنّ "الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يستمع الى العناوين السياسية ولا يستطيع تبنيها، وفريق 8 آذار لا يستمع إليها ولا يريد تبنيها". وأوضح في حديث صحافي، أن "المفاوضات لم تلامس في أي لحظة رغبة "14 آذار" في المشاركة بل هي تؤكد على الثوابت والعناوين السياسية التي وضعتها 14 آذار خلال الاستشارات النيابية، في إطار نقاش مع الرئيس ميقاتي لإعطاء تطمينات حول حماية المحكمة الدولية وإيجاد حل للسلاح غير الشرعي". وأكد ان "المشاركة التي يقصدونها لها علاقة بتحديد العناوين السياسية، وإذا لم تكن هناك عناوين سياسية فلا مشاركة. ويبدو أن العناوين السياسية يستمع إليها الرئيس ميقاتي ولا يستطيع تبنيها، وفريق 8 آذار لا يستمع إليها ولا يريد تبنيها"، تابع: "كان هناك رأيان منذ البداية في 14 آذار. وجهة نظر أنا منها بوصف ما جرى بالانقلاب وبعدم إعطاء مجال لأيّ شرعية للانقلابيين، ووجهة نظر أخرى تؤكد أنّ الرئيس ميقاتي نجح في اختراق ما على المستوى الشعبي، وبالتالي يتمتع بصدقية، وإذا كان هناك تكوين سلطة فلماذا لا نفكر في إنشاء معارضة من خارج السلطة، إضافة إلى معارضة من داخلها. وهذا النقاش حصل، ليس من باب الانتهازية بل من باب محاولة دراسة ما يحصل. وأعتقد أن هذا النقاش وصل إلى حائط مسدود كما عبّر عن ذلك الرئيس أمين الجميل قبل نحو 10 أيام، لأنّ كل المواضيع والعناوين السياسية التي طرحتها 14 آذار منذ الاستشارات النيابية، غير قابلة للتنفيذ من الفريق الآخر".

وأضاف "ما جرى في هندسة هذه الحكومة هو انه عندما أسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري، تبنى الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله إسقاطها، وفي إطلالة إعلامية قال إنّه الردّ الأوّلي على صدور القرار الاتهامي، وبأنّه سيأتي بحكومة تأخذ على عاتقها حماية المقاومة من الاعتداء الذي افترض أنه يأتي من المحكمة الدولية. في هذا الوقت لم يكن أحد يتوقع أن الأحداث في العالم العربي ستطيح بأنظمة قديمة، وسيشهد العالم العربي تغيراً كبيراً. وهذا أدّى إلى تريّث من الجانب السوري ومن "حزب الله"، ما أعطى ضوءاً أخضر إلى الرئيس ميقاتي وإلى العماد عون لأخذ وقتهما كاملاً في المفاوضات والمباحثات".

 

الشيخ القرضاوي يصدر فتوى بقتل القذافي 

أصدر رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي فتوى بقتل العقيد معمر القذافي، وأهاب بالعسكريين الليبيين عدم إطاعة أوامره بإطلاق النار على المتظاهرين. وقال: "وأنا هنا افتي، من يستطيع من الجيش الليبي ان يطلق رصاصة على القذافي ان يقتله ويريح الناس من شره". القرضاوي، وفي مقابلة مباشرة على قناة "الجزيرة" الفضائية، دعا الشعب الليبي الى ان "يثبت ويصبر في وجه الظلم". واستنكر صمت العالم على ما يجري في ليبيا، وقال: "لقد قتل المئات في ساعات قلائل والعالم ساكت، لو حدث هذا في اسرائيل واوروبا لكان العالم قام ولم يقعد". (أ. ف. ب.)

 

القرار الإتهامي خلال أسبوعين وسيتضمن من ١٤ إلى ٢٥ إسماً ليسوا من جنسية واحدة

خاص – بيروت أوبزرفر/كشفت مصادر مطلعة على أروقة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أن الإعلان عن فحوى القرار الإتهامي في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بات وشيكاً وقد يكون خلال أسبوعين على الأرجح، مشيرةً إلى أنه سيصدر على دفعات وحول ورود أسماء، أفادت المصادر أن هناك ما يراوح بين 15 و24 إسماً سيأتي القرار على ذكرهم بين متهم ومشارك، مضيفةً أن هذه الأسماء لن تكون من جنسية واحدة

 

سليمان الى الفاتيكان... ولادة الحكومة لن تحصل هذا الأسبوع

نهارنت/رأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أهمية إتباع الحوار والابتعاد عن استعمال العنف في معالجة المشكلات المطروحة أمام المسؤولين في أي بلد لأن اسلوب المواجهة بالعنف والقمع يزيد الامور تعقيداً مشيراً الى ضرورة إحترام حرية التعبير السلمي عن الرأي والمطالب لأن ذلك هو الطريق الصحيح لإجراء الاصلاحات المنشودة في أي بلد.

ويتوجه سليمان بعد ظهراليوم الثلاثاء الى روما للمشاركة في الاحتفال الذي يقام غداً في الفاتيكان لرفع الستار عن تمثال القديس مارون في باحة بازيليك القديس بطرس. وسيشكل هذا الاحتفال "يوماً مارونياً" لبنانياً في الفاتيكان إذ سيشارك فيه الرئيس سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ووفود لبنانية عدة وممثلون لتكتلات وأحزاب سياسية، الى وفود من الاغتراب اللبناني. وسيكون للرئيس سليمان لقاء مع قداسة البابا قبل ظهر الخميس المقبل". ويعود مساء الخميس الى بيروت ومن ثم يغادرها يوم السبت الى الكويت بدعوة من اميرها الشيخ جابر الاحمد الصباح، ويعود مساء اليوم نفسه مما يعني ان لا حكومة هذا الاسبوع. ولفتت صحيفة "اللواء" الى أن هناك فرصة جديدة للرئيس المكلف لمواصلة مشاوراته غير المقطوعة مع مختلف الفرقاء والقوى، خصوصاً وان الابواب ليست مقفلة امام احتمال تحقيق الخرق المطلوب في الجدار - العقدة المتمثل بحقيبة الداخلية. وعكس زوار الرئيس انطباعاً مماثلاً من حيث التأكيد أن العقد لا تزال على حالها وان ثمة مراوحة في الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة، لكنهم أكدوا أن الأبواب ليست مقفلة، وإن تكن ولادة الحكومة لن تحصل هذا الأسبوع. هذا ونقل أحد زوار رئيس الجمهورية عنه تأكيده أنه "لم يتم حتى الساعة الاتفاق على شكل الحكومة وأن أي بحث جدي لم يتطرق للأسماء"، لافتا لصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن "لا تباشير بحكومة قريبة في ظل أكثر من عائق يضعه أكثر من فريق بوجه الرئيس المكلف". وقال زوار الرئيس:"مسؤولية التعطيل لا يتحملها فريق واحد، بل أكثر من طرف، ولا حراك إيجابيا يمهد لخروج الحكومة للنور قريبا".

 

المجلس الشيعي يعتبر المحكمة الدولية لاغية: نرفض التعاون معها

نهارنت/اكّد المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لاغية ورفض التعاون معها، وذكر ان "معادلة الجيش والشعب والمقاومة اثبتت قدرتها على حماية لبنان".

وكان المجلس الاسلامي الشيعي اجتمع امس الاثنين برئاسة الشيخ عبدالامير قبلان، واصدر بيان اشار فيه إلى ان "الإسراع في تشكيل حكومة وطنية يؤكد بيانها الوزاري الثوابت الوطنية في التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة بما يحفظ منعة لبنان واستقراره وسيادته، وتكون أولويات الناس المعيشية والاجتماعية في صلب تحركها". وشدّد المجلس على ان "المحكمة الدولية الفاقدة للشرعية الدستورية والوطنية تحولت إلى أداة لتصفية الحسابات السياسية بدل كشف الحقيقة، فما ظهر من تسريبات حول القرار الظني المعروف سلفاً، والوقائع المثبتة في ملف شهود الزور يؤكد أن المحكمة مسيّسة، وتستهدف لبنان ومقاومته". واوضح أن المحكمة لاغيه بالنسبة إلى المجلس. واعتبر المجلس ان "تصاعد التهديدات الإسرائيلية بالعدوان على لبنان واستمرار الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية يكشفان أن بلدنا لا يزال في دائرة الاستهداف الصهيوني، وهذا يتطلب ان يتمسك اللبنانيون بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي أثبتت قدرتها على حماية لبنان".

ورحب المجلس بحراك الشارع العربي "الذي يعكس حاجة الشعوب إلى التغيير والإصلاح والتصحيح ويكشف عن توقها للتعبير عن رأيها بحرية في سبيل استعادة كرامتها وعزّتها ونيل حقوقها المشروعة في أوطانها". وهنأ الشعبين المصري والتونسي بنجاح ثورتهما، آملاً أن "يتمكن هذان الشعبان من إنتاج نظامهما السياسي الذي يعكس مواقفهما العربية والوطنية، ويتمنى لمصر أن تعود إلى موقعها الطبيعي في الصراع العربي – الصهيوني". ودان المجلس "بشدة أعمال القمع والإعدامات الجماعية التي يرتكبها النظام الليبي بحق شعبه بعد ارتكابه جريمة العصر باختطاف الإمام السيد موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والإعلامي عباس بدر الدين". وجدّد المجلس المطالبة بتحرير الإمام الصدر وأخويه ومعاقبة النظام الليبي على جريمته. كما استنكر "التعرض للمتظاهرين في البحرين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة في تطوير نظامهم السياسي بما يحقق العدالة والمساواة". واكّد المجلس ان "قرار الفيتو الأميركي في مجلس الامن استمراراً للنهج الأميركي في الانحياز الفاضح إلى جانب الكيان الصهيوني بما يعطيه الضوء الأخضر في الاستمرار في تهويد فلسطين ومقدساتها وقمع شعبها وتشريده".

وناشد "العرب والمسلمين الانتصار لفلسطين لتكون قضيتهم المركزية الأولى في الدعم والنصرة". وندّد بأعمال القرصنة الإعلامية والتشويش على بعض الفضائيات العربية وخصوصاً اللبنانية منها و"التي تدعم تحرك الشعوب العربية ضد الظلم والطغيان".

 

ليبرمان يزور ميقاتي وجنبلاط: علاقاتنا مع الحكومة مرتبطة بالتزامها بالمحكمة

نهارت/شدد عضو الكونغرس الاميركي جوزيف ليبرمان ان الخارجية الاميركية تعتبر "حزب الله" منظمة ارهابية، وقال: نحن متأثرون بهذا التصنيف واي دور لـ"حزب الله" في الحكومة سيكون له تأثير. وإذ اكد ليبرمان بعد لقائه وزميله في الكونغرس جون ماكين، رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ان الادارة الاميركية تدعم المحكمة الدولية، أشار الى ان "علاقات واشنطن مع الحكومة المقبلة مرتبطة بعلاقات هذه الحكومة والتزماتها بالمحكمة". بدوره ابدى ماكين ارتياحه للمسار الديمقراطي الذي تشهده البلاد، معلنا "اننا نريد ان تكون للشعب حكومة تمثيلية وسنرى كيف ستتعامل مع المحكمة الدولية". كما استقبل رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط قبل ظهر اليوم في منزله في كليمنصو، عضوي الكونغرس على راس وفد ترافقه السفيرة الاميركية مورا كونيللي، في حضور الوزيرين غازي العريضي ووائل ابو فاعور والنائبين علاء الدين ترو وايلي عون ونائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية دريد ياغي وامين السر العام في الحزب المقدم شريف فياض، وجرى البحث في تطورات الوضع في المنطقة ولم يدل عضوالوفد الاميركي بأي تصريح.

 

 شيمون بيريز: سيتم اسقاط أحمدي نجاد وحسن نصر الله بيد شعبيهما

بيروت اوزارفر/رأى الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز أن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ربما يمتلك قنابل ولكنه لا يحمل اي رسالة لشعبه وللعالم وسيتم اسقاطه واسقاط امين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله بيد شعبيهما". كلام بيريز جاء خلال لقائه الجالية اليهودية في اسبانيا، وهو كان قد توجه الاثنين الى مدريد في الذكرى الخامسة والعشرين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وحيث سيبحث "الاحداث الماسوية" في الشرق الاوسط كما اعلن بيان الرئاسة الاسرائيلية. واضاف البيان "ان الرئيس سيبحث مع مضيفيه الاحداث المأسوية التي وقعت مؤخرا في الشرق الاوسط والتهديد النووي الذي تمثله ايران ومحاولاتها لتعزيز المنظمات الارهابية مثل حزب الله او حماس والهيمنة على الشرق الاوسط".

ولفت بيريز في حديثه أمام الجالية الى أن الرئيس الليبي معمر القذافي كان قد قال قبل اسبوعين ان الشرق الاوسط قد يكون بدون اسرائيل قريبا ولكن صورة الاوضاع حاليا تشير الى ان ليبيا قد تكون بدون القذافي

 

جنبلاط استقبل عضوي الكونغرس الاميركي جون ماكين وجوزيف ليبرمان

بيروت اوزارفر/بحث رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، مع عضوي الكونغرس الاميركي جون ماكين وجوزيف ليبرمان على رأس وفد ترافقه السفيرة الاميركية دونا كونيللي، في حضور الوزيرين غازي العريضي ووائل ابو فاعور والنائبين علاء الدين ترو وايلي عون ونائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية دريد ياغي وامين السر العام في الحزب المقدم شريف فياض، في تطورات الوضع في المنطقة. وغادر الوفد الاميركي من دون تصريح

 

كرم ينفى خلال إعادة إستجوابه كل ما نسب إليه و يتكلم عن خلاف شخصي مع وسام الحسن

بيروت اوزارفر/نفى العميد المتقاعد فايز كرم خلال استجوابه اليوم من قبل المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل ما نسب اليه من تعامل مع "العدو الاسرائيلي" وعملائه، باتصاله مع احد جواسيسه وهو على بينة من امره، واقدامه على التواصل والاجتماع مع احد عملاء الموساد الضابط رافي، رافضا علمه بصفته تلك، واعطائه معلومات ولو لمرة واحدة يكون كافيا لتحقق عناصر الجرم وقبوله مبالغ مالية تؤكد متابعته التواصل واعطاء المعلومات وعلى حيازة اسلحة حربية دون ترخيص مع ذخائرها".

كما نفى العميد كرم ان "يكون قد اعطى معلومات عن "التيار الوطني الحر" او كوادره، ومسؤولين في "حزب الله". واشار الى أنه "التقى دبلوماسي بريطاني مسؤول عن التنسيق في العراق، وبحاجة الى ضباط متقاعدين وصحافي في فرنسا بهدف صحافي"، واختلف معه بالرأي". وأوضح كرم خلال استجوابه انه "يملك عدة خطوط خلوية ودولية وان احداها المشبوهة يعود الى احد المسؤولين في شركته في فرنسا ويدعى جو حداد واخر لضابط مخابرات سوري يدعى عدنان بلولي وكانت تربطهما صداقة شخصية"، متحدثا عن خلاف شخصي بينه وبين رئيس فرع المعلومات وسام الحسن". ولفت الى أنه "طلبت منه كتابة معلومات تتعلق باشخاص وقياديين خارج اطار التحقيقات"، مشددا على ان "هناك تجن عليه بصورة شخصية وادانته ادانة سياسية للتيار الوطني

 

النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: 8 اذار تعتبر أن ميقاتي هـو منفّذ لرغباتها وهنا تكمن مشكلة التأليف  

موقع 14 آذار/وصف النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون البيان الصادر عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الذي اعتبر أن المحكمة الدولية لاغية ودعا الى عدم التعاون معها، بالحزبي. وكشف عن استياء لدى عدد كبير من أبناء الطائفة الشيعية من البيانات الصادرة عن المجلس الأعلى التي باتت بيانات حزبية.

وقال بيضون: المجلس الشيعي الأعلى بطبيعته لا يستطيع إلا أن يأخذ المواقف الوطنية وليس المواقف الحزبية. وطالب بيضون بضرورة عدم سيطرة الذهنية الحزبية على المجلس، مشدداً على ضرورة أن تكون بياناته متعلقة بالثوابت الوطنية، أما القضايا الحزبية وقضايا الخلاف السياسي فلا يجوز أن يتدخّل فيها. وأضاف: البيان الصادر بالأمس، أمر غير مقبول.

وعما إذا كان هذا البيان كردّ على بيان دار الفتوة، أمل بيضون ألا تسير الأمور على نحو تبادل البيانات بين مجالس الطوائف، رافضاً أن ينزلق لبنان الى فدرالية الطوائف. وقال: قد يكون هناك سياسيون يعملون ليل نهار لجعل لبنان فدراليات طائفية حيث كل طائفة يحكمها ملك او امبراطور وبدل مجلس النواب يصبح هناك لكل طائفة مجلس ملّة. ولكن هذا الأمر ينهي لبنان ويذهب به الى التقسيم. وأضاف: ظاهرة بروز الطوائف على حساب الدولة يجب أن تنتهي. وانتقد تعدّي الطوائف على الدولة التي تعكس وجهة النظر الاساسية للشعب وتجمّعه، مشيراً الى أن الطوائف تحاول أخذ دور الدولة وهذا تعدٍ غير مقبول. من جهة أخرى، ورداً على سؤال حول معضلة تأليف الحكومة، رأى أن المشكلة تكمن في معاملة قوى 8 آذار للرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، حيث تعتبر هذه القوى أن ميقاتي هو منفّذ لرغباتها، وهي لا تتعامل معه على أساس إنه رئيس حكومة ولديه صلاحيات قيادية في الحكومة، علماً أن هذا الأمر ينطبق ايضاً على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وأضاف: الدليل على تصرّف 8 آذار هو إنها تطلب من ميقاتي تشكيل حكومة لها فيها 20 وزيراً أو ما يعادل ثلثي الأعضاء، وهي بالتالي تسعى الى أكثر من الثلثين إذا حُسبت حصّة النائب وليد جنبلاط من ضمن حصّة 8 آذار. وتابع: أية حكومة تنال فيها 8 آذار أكثر من ثلثي اعضائها هي حكومة حزب الله، وبالتالي القرار يكون لـ "حزب الله". ورأى بيضون إنه في حال ذهب ميقاتي في هذا الإتجاه فهو لا يقضي فقط على نفسه سياسياً، إنما يأخذ البلد الى إنهيار. ونصح بيضون الرئيس ميقاتي، ان تكون حصّته وحصّة الرئيس سليمان والمستقلّين اكثر من النصف زائداً واحداً، وبالتالي عليه أن يأتي بوزراء مستقلّين بالمعنى الوطني، أي يضعون مصلحة الوطن قبل مصلحة الطوائف. وهؤلاء – إذا كان عددهم أكثر من النصف زائداً واحداً – يعطون للحكومة الصبغة الوطنية، أما إذا جاءت الحكومة بصيغة "حزب الله" فهذه ستكون وصفة للفشل.

المصدر : اخبار اليوم

 

لست في وارد الإعتذار.. ويجب الأخذ بالإعتبار تطلعات من سمّوني

وكالات/أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي أنه "ليس في وارد الإعتذار عن التأليف ليس تمسكاً بالسلطة بل نتيجة قناعة لديه بأن إستمراره في مهامه ضروري للمحافظة على الإستقرار وعلى وحدة لبنان ودور مؤسساته الدستورية". ميقاتي، وفي دردشة مع الصحافيين، أوضح أن "الحكومة التي يطمح إلى تشكيلها مؤلفة من كفاءات وتشكل فريق عمل متجانساً"، معتبراً في المقابل أنه يجب الأخذ في الإعتبار تطلعات النواب الذين سمونه لتشكيل حكومة يطغى عليها الطابع السياسي. وعمّا إذا كان التفاوض مع فريق الرابع عشر من آذار قد توقف، أكد ميقاتي أنه "طالما أن مراسيم تشكيل الحكومة لم تصدر بعد فإن باب التفاوض مفتوح". وإذ شدد على أنه "لا يمكن لأي حكومة في لبنان أن تكون من لون واحد ومن طرف واحد، ولا تمثل كل القوى السياسية لأن التنوع هو ميزة النظام اللبناني"، أكد ميقاتي "تمسكه بالصلاحيات المنصوص عنها في الدستور واتفاق الطائف لاسيما لجهة صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ودور مجلس الوزراء مجتمعاً".

 

صفير من روما: المجرم يجب أن يحاسب على جريمته وليس لي أن أملي على البطريرك الجديد ما يجب أن يقوم به  

وكالات/شدد البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير على ضرورة مشاركة جميع اللبنانيين في الحكومة الجديدة وقال للـMTV من روما: "المطلوب ممثلين عن كل الفئات وأن تحاول مراعاة الوضع في البلاد بحث لا يكون هناك اضطرابات". وعن إمكان إعطاء الثلث الضامن لفريق "14 آذار" إذا ما أراد المشاركة في الحكومة قال صفير: "القاعدة هي ان يحكم فريق ويعارض فريق آخر وجرت العادة في الأيام الأخيرة أن يشارك جميع اللبنانيين. نحن لا نجزم إذا كان يجب معاملة فريق "14 آذار" بالمثل وإعطائه الثلث الضامن فهم يعرفون كيف يتعاطون مع الواقع". وعن موقفه من استمرار المحكمة الدولية قال: "أنا لم أقل باستمرار المحكمة او عدم استمرارها، إنما قلت ان المجرم يجب أن يحاسب على جريمته".

وعن استقالته وما المطلوب من البطريرك الجديد الذي سيأتي من بعده قال صفير: "ليس لي أن أملي عليه ما يجب أن يقوم به أو يعمل به. عندما ينتخب بطريركاً يعرف ما عليه واجب".

وعن سؤال إذا ما كان البطريرك الجديد سيحافظ على الخط الوطني نفسه قال صفير: "الأمر رهن بالظروف التي يمر بها".

 

عرس الدم" يعصف بالقذافي  

أسعد حيدر/موقع 14 آذار/"عرس الدم"، مستمر في ليبيا. الشعب الليبي دفع وسيدفع ثمن حريته الكثير من التضحيات. قد يضطر هذا الشعب للحصول على حريته الى ان "يغرق السيف في الدم". نظام معمر القذافي فريد من نوعه، الشعارات الثورية أكثر من أن تُحصى والممارسات الثورية أقل من أن تُذكر أو يتذكّرها أحد. "الربيع" المعطر "بالياسمين"، الذي هبّ من مصر، لا يمكن إلا أن يعصف "بالجماهيرية العظمى". ليست هي المرة الأولى التي ينتفض فيها الليبيون. قاموا بذلك مرات عدة. تكفي مجزرة سجن بنغازي عام 1996 التي سقط خلالها بين 1200 و1600 سجين سياسي برصاص السجانين، لتأكيد توق الليبيين للحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية.

لم يتأخر الشعب الليبي بالثورة، كان يجب أن تنضج الظروف والأسباب التي تحفز الناس العاديين على الصمود والتصدي والتضحية. تماماً كما حصل في تونس ومصر ويحصل في اليمن والجزائر والبحرين.

تعدّدت الأسباب بتعدّد الأهداف. من الواضح جداً ان الظروف المحلية في كل دولة تفرض المخارج المختلفة. سرعة الحسم في مصر وتونس شعبياً، تعود إلى اختلاف النظم والوسائل والمجتمعات. لا يمكن وضع مقاييس واحدة لأشكال مختلفة من الانتفاضات والثورات. لكن يمكن من خلال تسلسل "الثورات" و"الانتفاضات"، وضع أطر عامة تشكل مدخلاً حقيقياً لقراءة المستقبل. من ذلك:

* جرى طوال العقود الأربعة الأخيرة وبنسب متفاوتة، سوء في توزيع الدخل الوطني والقومي على مختلف الطبقات والجهات. لا توجد تنمية متوازنة تأخذ في الاعتبار العدالة في الحقوق والواجبات. الخلل فاضح ومؤلم بين الجهات أو المحافظات أو الأقاليم. أحياناً تتداخل الولاءات مع الانتماءات. كل ذلك ولُد أحقاداً لا يمكن وأدها طويلاً. لذا كان يجب أن تنفجر هذه الأحقاد، بعدما شكلت "خطوط زلازل" داخل كل دولة على حدة.

* تم تهميش شرائح اجتماعية واسعة عن القرار ليس السياسي فقط وإنما الاقتصادي في زمن لم تعد توجد فيه أسرار والتواصل فيه بين أعمق هذه المجتمعات والعالم مفتوح على أربع رياح الأرض.

* نظام "الرشوات الاجتماعية" ونظام "الاقتصاد الريعي" نجحا في امتصاص الرفض الشعبي للخلل التنموي وفي صياغة ولاءات استخدمت بقوة وكثافة في الشارع لضرب أي حركة معارضة أو تذمر. لكنهما لم ينجحا مطلقاً في بناء إلتفاف شعبي حقيقي فكيف بالوحدة الشعبية. شراء الشعوب مثل شراء ذمم الأفراد، تبقى مفاعيله مؤقتة.

*تحويل قضية فلسطين إلى "ملف" يتم الاستقواء فيه في وجه الآخرين لم يعد كافياً لتشكيل "حصانة" ضد رياح المطالب الشعبية. ربما كان القذافي "عميد" الممانعين والمتصدين باسم فلسطين. لكن تراجعه عن كل شعاراته أثبت ان تحويله قضية فلسطين، ملفاً للاستقواء به في فترات معينة لم يصنع له شعبية في الداخل الليبي ولا أبقى له نصيراً على امتداد الوطن العربي، رغم كل الأموال التي صرفها ووزعها.

*ان الجيوش العربية التي صنعت إلى حد كبير في دول عربية مختلفة الانقلابات والثورة، جرى تهميشها، إما لأن وجودها قوية مربك بعد تحول الأنظمة إلى الأمن تحت مسميات مختلفة للمحافظة على نفسها وإما لأن تحرير فلسطين لم يعد في أفضل الأوصاف "ملحاً". لذلك عندما هبّت "عاصفة الربيع"، لم تعصف بالجيوش. لا بل جرت المطالبة الشعبية أو على الأقل القبول الشعبي بدور لها في حماية الشعوب من أجهزة الأمن المختلفة الأسماء. من الغريب بعد أربعة عقود أو أكثر أن تعود المؤسسة العسكرية العربية إلى لعب دور مقبول من الشعوب. السؤال هل تقبل هذه الجيوش بأن تلعب دور الضامن للتغيير أم انها ستحاول مرة أخرى الاستئثار بالسلطة لتخلق ردّة فعل شعبية لاحقاً لأنه لم يعد ممكناً تدجين الشباب الذي ثار فقط من أجل الحرية والعدالة والديموقراطية، دون أي ارتباطات ايديولوجية.

*ان "الفزاعة" التي أخاف بها القذافي وغيره الشعوب العربية والعالم وهي الاخوان المسلمين أو خطر الإسلاميين وقيام جمهوريات إسلامية، لم يعد حجة له بل عليه، القذافي الذي "مزّق" اذاننا بشعاره "طز بأميركا" لم يجد ما يقوله سوى ان الأميركيين يفضلونه على الإسلاميين. لن يأخذ الإسلاميون السلطة لأنهم لم يصنعوا "عاصفة الربيع"، لقد لحقوا بها. هذا ثابت في مصر وتونس وليبيا. إذا استطاع "الإسلاميون" وتحديداً الاخوان المسلمين استيعاب الدروس الماضية والتجارب القائمة يستطيعون أن يكونوا "محركاً شرعياً" في التغيير، أما محاولة "قنص" الثورة ومن ثم الأنظمة فإنّ النتيجة لن تكون سوى مزيد من المواجهات. ما يعزز ذلك ان المجتمع المدني أفرز شرائح واسعة من الشباب القومي وهؤلاء قادرون على تعزيز مواقعهم وأدوارهم بمزيد من التنظيم وبناء الأحزاب. مجرد أن يهدد "سيف الإسلام" بالحرب الأهلية والتقسيم، وهو ليس له موقع سوى طموحه لوراثة والده، يعني ان التغيير قادم في ليبيا ولو كانت كلفته باهظة جداً، مجرد أن ينتهي نظام القذافي يعني ان "عاصفة الربيع" واعدة.

المصدر : المستقبل

 

السيد" حرّر الجليل: الخطاب "الشمولي"، "طقوسه" وجمهوره!

علي حيدر 

يتقن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فن تعبئة جمهوره وشحنه بجرعات زائدة من الروح المعنوية. وتشكل "إطلالاته" من حين إلى آخر إستكمالا لبرنامج التعبئة الجماهيرية الذي تعتمده مؤسسات حزب الله الدعائية في ترويج وتعميم أيدولوجياتها ومبادئها. وتعتبر "خطابات الأمين العام" جزءا أول وأساسيا في بناء وتدعيم ما بات يعرف بـ"مجتمع المقاومة".

وجمهور نصر الله يتقن بدوره فن الإصغاء ويتبنى ما يصدر عن "القائد" دون أدنى مراجعة أو نقد أو تفكير. وهو رهن إشارته، وعلى أتم الجهوزية والإستعداد لتلبية أوامره بكل الأحوال.

وعليه فالخطاب الأخير الذي أعلن فيه نصر الله إحتمال "تحرير الجليل" ألهب حماسة جمهوره، وعزز في قلبه الشعور الفائض بالقوة، وطار به فوق حدود المتعارف عليه من شعارات المقاومة والمواجهة والتصدي، ليعبر الحدود الجغرافية هذه المرة، باتجاه فلسطين المحتلة، متجاوزا قضية تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي أصبحت تفصيلاً عابراً بعد الخطاب، مفتتحا بذلك عهدا جديدا من الوعود والأحلام.

وتنتشر على الفور، بعد كل خطاب لنصر الله، نشوة الشعور بالنصر على أعداء حقيقيين ووهميين قبل تحقيقه! وتعم المناطق الشيعية إحتفالات رمزية يتخللها أحيانا إطلاق أعيرة نارية في الهواء احتفاء بالهجوم الكلامي الجريء الذي يشنه نصرالله عبر الشاشة!

ولمعرفة ما سوف يدلي به القائد من جديد أو فريد و الإستماع إلى خطابه "طقوس" ومناخات خاصة عادةً ما يبدأ التحضير لها قبل بث الخطاب بساعات! فلا حديث متناقل بين الناس سوى عن موعد اللقاء المرتقب، وما يمكن أن يكشف عنه نصر الله من مفاجآت، أو ما سوف يفضحه من مؤامرات. فتستحيل الأجساد والعقول والقلوب كلها أذنا واحدة تصغي إليه- فلكل حرف ينطق به مغزى ودلالات- أو عيناً واحدة تحفظ حركاته وسكناته وتراهن على إشاراته.

يقول أحدهم: "إذا دخل لص منطقة شيعية أثناء خطاب "نصر الله"، بمقدوره أن يسرق على مهله. فلا أحد سيتنبه له لانشغالهم بالخطاب. حيث تتعطل الحياة وتفرغ الشوارع وتحبس الأنفاس، فلا حسيس ولا أنيس ولا صوت يرتفع في الأجواء سوى صوت "القائد". وأينما وليت وجهك لا ترى سوى "شاشات" تبث "الخطاب" في المحال التجارية الصغيرة والكبيرة وفي الساحات العامة، وحتى على جوانب الطرقات أحيانا. كما ويتبادل البعض الدعوات إلى المكان الذي سيستمعون فيه إلى الخطاب، إذ تفضل الغالبية الإستماع إليه بطريقة جماعية. و تؤمن المقاهي والمطاعم المنتشرة في المناطق الشيعية لزبائنها فرصة الإستماع للخطاب عبر شاشات كبيرة وتضيف في هذه الليلة مبلغا رمزيا على الطلبات. كما يتسمّر أفراد الأسر الشيعية صغيرهم وكبيرهم أمام الشاشة بلا حراك حتى تنتهي آخر كلمة من الخطاب. بعدها تبدأ جولة جديدة من "الطقوس".

بعد الخطاب تخرج النساء إلى الشرفة يتولّين عملية التعبير عن الإفتتان والإعجاب بكلام "السيد" بالزغاريد. أما الصغار فيطلقون العنان لحناجرهم بالهتاف: "لبيك يا نصر الله"، على طريقة الكبار! الشوارع تعود وتمتلئ فجأة بالسيارات التي ترسل أبواقها احتفاءً، وترتفع الأسهم النارية في الفضاء، وتمتد الإحتفالية "العفوية المنظمة" لساعات.

على أن اليوم التالي للخطاب لا يقل أهمية عن قبله. وهو يوم التقييم وردة الفعل وقراءة الأصداء. فلا تغيب كلمات الخطاب عن أي جلسة بين إثنين. فكلام "السيد" يكون الحاضر الأكبر في "الصُبحيات" النسائية والجلسات الرجالية. ويسيطر جوّه على كلام الباعة والعمال والموظفين والمعلمين والطلاب دون استثناء. كل يردد الكلام نفسه، ويتوقف عند النقطة ذاتها، ويهلل للموضوع عينه. كأن الجميع كانوا في مكان واحد ويملكون عقلا واحدا يستوعب في اتجاه واحد! فتتطابق الآراء وتتناسق الأفكار! فلا رأي مختلفا ولا رؤية مغايرة. الكل يقرأ في كتاب واحد هو كتاب "القائد".

على أن خطاب "السيد" الأخير أخذ بعدا مختلفا لدى "الكائن الشيعي" الذي تحول بفعل الكلام الناري الجديد إلى "كائن أسطوري" يستطيع أن يقلب معادلات التاريخ والجغرافيا برمشة عين، وحقنه بشحنة كبيرة من المعنويات والإنفعالات أحدثت لديه شعورا بالتفوق على غيره من الكائنات، وترفّعا عن شؤون السياسة الداخلية وشجونها! فعين القائد، كما أعينهم، على فلسطين التي باعها "العرب الجبناء" بالخطابة والفرار، وسوف تُستعاد بالمقاومة والسلاح! ولا غرو إذا قالوا إن إسرائيل بدأت تحسب لخطاب السيد "التدميري" ألف حساب بعد أن أربكها التهديد الصريح والوعيد الفصيح! فلقد أثبت الصراع العربي الإسرائيلي، على مدى عقود، أن إسرائيل كانت دوما هي التي تهدد والعرب لا عمل لهم سوى الدفاع، ثم الإنهزام، فاللجوء إلى القرارات الدولية. لكن "السيد" هذه المرة، في خطابه، قَلَبَ السحر على الساحر! فهو الذي يهدد بالإختراق ويلوح بالتحرير، ولا تهمه الجيوش ولا القرارت الدولية!

اليوم تتحضر مناطق الجنوب للدخول في مرحلة جديدة محتملة من الحرب مع إسرائيل تحمل عنوان "معادلة الجليل"! لكن الروح المعنوية الكبيرة التي استمدها الجنوبيون من خطاب "السيد" لا تلغي وجود مخاوف متعاظمة من إمكانية نشوب هكذا حرب. وعلى طريقة "بتروح السكرة وبتجي الفكرة"، بدأ سكان الجنوب يفكرون جديا إلى أين سوف يشدون الرحال هذه المرة، مع وجود إشكالية كبرى وواقع آخر بانتظارهم. فبيروت، حسب اعتقادهم، لن تستقبلهم. كذلك مناطق إقليم الخروب والشمال. كما أنهم لا يحبذون فكرة اللجوء إلى المناطق الدرزية في الجبل. وعليه فلا يوجد أمامهم سوى "المناطق العونية"! لكن هذه المناطق، هل بإمكانها أن تستوعب الجميع؟

 

الاسد يدعو واشنطن لاعادة النظر بدورها والتحرك بشكل "جاد وممنهج" من اجل السلام

نهارنت/اكد الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء خلال استقباله وفدا من الكونغرس الاميركي على اهمية ان تقوم الولايات المتحدة باعادة النظر بدورها من اجل تحقيق السلام والتحرك "بشكل جاد وممنهج" للتوصل الى سلام عادل وشامل.وذكرت وكالة الانباء الرسمية ان الاسد اكد خلال استقباله وفد الكونغرس الاميركي برئاسة السناتور ريتشارد شيلبي على "اهمية قيام الولايات المتحدة باعادة النظر بدورها بخصوص تحقيق السلام في المنطقة". ودعا الاسد الولايات المتحدة الى "التحرك بشكل جاد وممنهج يساعد في التوصل الى سلام شامل عادل يعيد الحقوق الى اصحابها". واعيد اطلاق مفاوضات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين في ايلول الماضي لكنها سرعان ما توقفت مع انتهاء مفاعيل قرار اسرائيلي بتجميد الاستيطان جزئيا في الضفة الغربية. كما تناول اللقاء بين الاسد والوفد الاميركي "التطورات التي تشهدها المنطقة العربية واثر هذه التطورات في المنطقة والعالم". وشرح الاسد، بحسب الوكالة، لاعضاء الكونغرس "الخلفية التاريخية لهذه الاحداث" مؤكدا على اهمية "قراءتها ضمن السياق التاريخي للمنطقة وليس بشكل منعزل والتوصل الى فهم اعمق لارادة الشعوب". وشدد الاسد على ان "رسم السياسات لا يمكن ان يتم بمعزل عن الشعوب". وتقوم ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بمحاولة للتقارب من سوريا التي تعتبرها لاعبا اساسيا لاحلال السلام والاستقرار في المنطقة على امل الحصول على مساعدة الاسد في عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين كما تسعى الى فك الارتباط بين سوريا وايران. وقد عين اوباما في 29 كانون الاول الفائت السفير روبرت فورد ليسد بذلك شغورا على رأس السفارة الاميركية في دمشق استمر منذ 2005 منتهزا عطلة الكونغرس للالتفاف على عرقلة الجمهوريين الرافضين لهذه الخطوة والتي من شأنها دفع الحوار الصعب بين دمشق وواشنطن.

 

 مسؤول إشتراكي يؤكد ما ورد عن إمكانية عودة جنبلاط إلى ١٤ آذار ويقول أن الأخير سيكشف المستور

خاص – بيروت أوبزرفر/ تعقيباً على ما ورد على لسان نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق أنطوان أندراوس عن إمكانية عودة رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط إلى كنف 14 آذار في أي وقت، كشف مسؤول رفيع المستوى في الحزب التقدمي الإشتراكي لبيروت أوبزرفر أن ما ورد على لسان أندراوس في حديث لصحيفة الشرق الأوسط، هو صحيح بنسبة كبيرة جداً وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن إسمه أن وليد جنبلاط لم يحد طوعاً عن خط 14 آذار بل حاول من خلال إنشقاقه السياسي "القسري" عن هذه القوى تحييد الطائفة الدرزية عن أي صراع داخلي درزي، فهو يعتبر ( أي جنبلاط) أن الجبل محشور بين مطرقة أرسلان ووهاب (حلفاء سوريا في لبنان) وسندان أصحاب القمصان السود، وقد فهم رسالة حزب الله التهديدية في غزوة 7 أيار وفك رموزها وأكد المسؤول أن جنبلاط سيكشف كل الأسرار والأحداث التي رافقت تغيير وجهته السياسية، وذلك بعد سقوط النظامين الإيراني والسوري ومن ورائهما حزب الله، عندها سيعرف العالم بأسره أن جنبلاط هو من صلب 14 آذار، لكن وكما يقال : مجبر أخاك لا بطل كما سأل المسؤول الإشتراكي: لماذا لم يكثف جماعة 14 آذار وبيت الوسط خاصة هجومهم على وليد جنبلاط كونه المسبب الرئيسي في قلب المعادلة السياسية؟ وفسر ذلك بأن الجميع يعلم حقيقة التهديدات التي عايشها وهم على إطلاع على الدوافع التي وضعته في المقلب الآخر

 

غازي يوسف ردا على بيان الشيعي الاعلى لـ "الشرق الأوسط":هذا الموقف لا يعكس رأي أبناء الطائفة الشيعية

رد عضو كتلة المستقبل النائب غازي يوسف على بيان المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى،واعتبر أن «موقف المجلس (الإسلامي الشيعي الأعلى) لا يعكس رأي كل أبناء الطائفة الشيعية في لبنان»، ورأى، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «هذا الكلام يأخذ الطائفة الشيعية إلى مكان يفترض ألا يؤخذ إليه». وقال يوسف: «موقفنا واضح من المحكمة الدولية التي هي مؤسسة قضائية لتحقيق العدالة التي لا يمكن بلوغها إلا عبرها، ونحن طلبنا العدالة من خلال المحكمة الدولية بعدما تيقنَّا من استحالة معرفة من اغتال الرئيس رفيق الحريري وسائر الشهداء بواسطة القضاء اللبناني»، مؤكدا أن «البيان سياسي 100% وينطلق من خلفية سياسية معروفة، ولا يستند إلى أي أساس قانوني أو حقوقي، ولا يعكس رأي نسبة كبيرة من الشيعة في لبنان الذين يعتقدون اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه الشهداء موجها ضد الاستقرار ودفع البلد نحو الفوضى، من هنا فإن الكلام عن أن المحكمة مسيسة وتستهدف لبنان والمقاومة والاستقرار هو الكلام السياسي»، جازما بأن «الأكثرية الشيعية في لبنان غير مقتنعة بما يروج ضد المحكمة، لكن البعض منهم مأخوذ رهن بيانات كهذه ومواقف تصدر من هنا وهناك لتخويفهم من المحكمة، في حين أن المحكمة بالنسبة لنا باتت الوسيلة الوحيدة للوصول إلى العدالة وتثبيت الاستقرار». وردا على سؤال عما إذا كان يعتبر هذا البيان بمثابة رد على بيان دار الفتوى الذي صدر قبل أسبوعين، أوضح يوسف أنه «بتوقيته ومضمونه قد يفسر كذلك، لكن أفضل ألا يوضع في هذا الإطار، فأنا من مدرسة (المرجع الشيعي الراحل) السيد محمد حسين فضل الله الذي لم يفرق يوما بين المسلمين، خصوصا بين السنة والشيعة، ويجب ألا ندخل من خلال هذا البيان لفتح هوة بين المسلمين

 

البطريرك الذي لا ينكسر

هيام القصيفي/النهار

إده : حارس المستقبل

فرنجيه: الشراكة المسيحية الإسلامية

سعيد: نَحَت الاستقلال بالإبرة

كرم: وحيداً وقف ضد الوصاية

عبد الملك: النداء لتحقيق الثوابت

الدويهي : تمسَّك بجوهر الطائف

سعد: وداعة وصلابة

ربطت البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بـ"النهار" علاقة مميزة من الود والاحترام مدى اعوام حبريته التي بدأت العام 1986، وتعززت، قبل "قرنة شهوان" وبعدها، مع جبران تويني الذي لقبه بـ"بطريرك لبنان والعرب"، مؤكدا العام 2000 ان صفير "ليس صندوق بريد لاحد انما هو يتحدث باسم جميع اللبنانيين".

واليوم تحاول "النهار" ان تفي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق، بعضا من حقه، وهو يستعد لترك سدة البطريركية بعد 25 عاما من النضال والكفاح في اصعب مراحل تاريخ لبنان والطائفة لنفتقد الصوت الحق الذي ظل صارخا في برية الحرب والانقسامات، مناديا بالحرية والسيادة والاستقلال وبخروج الاسرائيليين والسوريين من لبنان. شهادات من قلب البيت، على ألسنة اركان الحلقة الاقرب لصفير، ممن عملوا معه على جملة ملفات وقضايا حساسة: رئيس "المؤسسة المارونية للانتشار" الوزير السابق ميشال اده، النائبان السابقان سمير فرنجيه وفارس سعيد، وعضوا "لقاء قرنة شهوان" السفير سيمون كرم وسمير عبد الملك، والمسؤول عن الابحاث والاحصاء في "المؤسسة المارونية للانتشار" يوسف شهيد الدويهي، وكاتب سيرة صفير الزميل انطوان سعد. يتحدثون بعيدا من الممالأة، عن بطريرك قدم استقالته برفعة وصمت مدوّ، مانحا موقع بكركي مجدا يكاد يوازي ما منحه اياه مؤسس الطائفة المارونية البطريرك يوحنا مارون، بعدما ارسى عهدا جديدا لبكركي المشرقية لن يقدر اي خليفة له على تخطيه. وبحسب ما يقول كرم: "ان طراوة أسلوب الاستقالة لن يغطي دوي الحدث، وتواضع الإخراج لن يحجب الفراغ".

صفير ولبنان الكبير

طبعت مسيرة صفير محطات رئيسية، داخل لبنان وخارجه ابان رحلاته الراعوية والاغترابية، ويجمع المتحدثون على ان دوره فيها تفوق على الدور الذي اداه البطريرك الراحل الياس الحويك عندما ارسى دولة لبنان الكبير، على قول سعيد، لانه نحت استقلال لبنان الحقيقي في الصخر بالابرة، ولم يعمل لمصلحة فريق ماروني او مسيحي الا من خلال نظرته الى لبنان ككل، لانه اعتبر ان لا خلاص للمسيحيين الا بخلاص لبنان".

ويقول عبد الملك "منذ مفاوضات الصلح في باريس بعد الحرب العالمية الاولى، لم تقبل الكنيسة المارونية باقامة وطن قومي مسيحي، انما فضّلت الانفتاح والتواصل مع بقية الشركاء المسلمين في الوطن".

اعاد صفير تثبيت عمل الحويك في الكيان اللبناني مدى اعوام حبريته ولكن في ظروف اكثر صعوبة وقسوة، بحسب الدويهي، "لان صفير واجه مشكلات اكثر حدة داخل الطائفة والبلاد ومن الخارج لحظة كان وطن الحويك يشرف على الانهيار. دافع عن الطائف حين رأى ان ليس امام لبنان سوى هذا الخيار ودفع ثمن ذلك معنويا. كذلك تعرض للحملة نفسها بعد العام 2000 عندما اطلق النداء الاول لمجلس المطارنة الموارنة، وغطى احدى اهم التجارب السياسية التي عاشها لبنان عندما أعُلِن لقاء قرنة شهوان".

فرنجيه: همّه المناصفة والاعتدال

كان لفرنجيه دور فاعل في صوغ اتفاق الطائف ورافق صفير في رعايته له. يصفه بانه "يتميز بصلابة فريدة في مواقفه، الا ان صلابته لا تجعله يفوت اي فرصة ممكنة للحوار لانقاذ للبنان. لذلك ايد الطائف، وحمل منذ اللحظة الاولى همّ العلاقة المسيحية - الاسلامية التي اعتبرها اساسا وضمانا للجميع. اما الاولوية المطلقة عنده فكانت النتيجة الفورية للطائف، اي انهاء شتى انواع الحروب. وهو كان حريصا على المناصفة اكثر من الصلاحيات وتمسك بها حتى النهاية، لانها بالنسبة اليه كانت تؤمن الحضور والمشاركة في كل النظام. وادى دورا في دفع السعودية الى التمسك بالاتفاق حتى انجازه عندما اصطدمت مفاوضات الطائف برفض سوري كاد ان يطيحها".

يستعيد فرنجيه مراحل الاعتراض على دور صفير، "نتيجة لصلابته وايمانه بفكرة الاعتدال قبل ان تصبح فكرة معمقة. ففي التسعينيات اعترضوا عليه لانه اخذ مسافة عن العماد ميشال عون، وبعد العام 2000 بسبب موقفه من سوريا، وبعد العام 2005 بسبب موقفه القيادي في الطائفة المارونية".

ومسيرة الاعتدال التي بنى عليها صفير موقفه في الطائف اكدتها اخيرا بحسب فرنجيه "احداث العالم العربي التي اظهرت ان حماية المسيحيين تكون عبر تجديد العالم العربي وبالعلاقة والشراكة المسيحية الاسلامية وليست بالانغلاق او الضمانات انما، وهذه مهمة سيبقى اسمه مرتبطا بها".

كرم: دعم تأطير المعارضة

تعرض صفير لهجوم حاد من داخل المجتمع المسيحي لموافقته على الطائف، ومن سوريا التي وقف في وجهها فروّجت في تلك الحقبة لمقولة عزله والتهديد عبر حلفائها بان "العشب سينبت على ادراج بكركي".

ويقول كرم "إبان النصف الأول من التسعينيات عندما استكملت الوصاية وسائل الضربة القاضية مستهدفة إلغاء الدولة بعد سقوط الاستقلال، وقف البطريرك وحده في وجهها، بعدما تنكرت القوى العربية والدولية التي ضمنت اتفاق الطائف لتعهداتها والتزاماتها، وسلمت لسلطة الوصاية بالسيطرة المفتوحة، كما سلمت لها باستخدام القمع السياسي والأمني لتحقيق هدفها. قلة كانت تتردد الى بكركي تلك الأيام المظلمة، وكان الإعلام ممنوعا من بث عظات البطريرك والتهديدات تطاول الأحبار والقريبين، فيما الضربات الأمنية تتوالى على المواطنين ليس بسبب رأيهم بل لمجرد انتمائهم. وقف البطريرك بجانب الناس ودافع عنهم وشد من عزيمتهم رافعا شعار "لا تخافوا". وادى كذلك دورا محوريا في جمع المعارضة اللبنانية وتأطيرها، وفي التعبير عن موقفها وحماية موقعها".

تدرجت مواقف صفير في دفاعه عن القضايا الحقة، واسس لجملة مواقف بنى عليها علاقته مع المجموعات اللبنانية. يقول كرم "وفر للمقاومة المقاتلة أمام اعتداء 1996 الإسرائيلي إجماعا لبنانيا بعدما زاره زعيمها في لحظة فاصلة، لكنها لم تبادله هذا الموقف بعد زوال الاحتلال، فظلت متمسكة بالوصاية حتى آخر لحظة، قبل أن تتحول الى استخدام سلاحها في الداخل مستثيرة خوف مواطنيها ورفضهم.

ودعم صفير تجربة الرئيس رفيق الحريري في الإعمار تحت الوصاية حاملا عنه عبء مناهضتها، ولدى زوالها بعد مأساة الاستشهاد وتفجر انتفاضة الاستقلال، بادله بعض أركانها بطعنة "الاتفاق الرباعي" مقوضين الى حد كبير إنجاز "ثورة الأرز"، ثم لم يتحالفوا معه عندما كان لبنان أمام استحقاق انتخاب أول رئيس بعدما تحقق الاستقلال الثاني.

واستنهض الرأي العام لمصلحة "التيار الوطني الحر" في إنتخابات 2005 وسلم لرئيسه بالزعامة، قبل أن يعود تدريجا الى الامساك بالمسؤولية السياسية وصولا الى التحذير من فوز تحالف 8 آذار في انتخابات 2009 من شأنه تهديد كيان لبنان، نتيجة "لتخلي عون عن خطه التاريخي".

سعيد: من النداء الاول الى مصالحة الجبل

انتجت اعوام المقاطعة والحروب الداخلية والنفوذ السوري المتزايد بين 1990 و2005 جنوحا سوريا نحو احكام القبضة على لبنان، الامر الذي دفع صفير الى خرق الجمود اللبناني باطلاق الشرارة الأولى لزمن الاستقلال، عبر النداء الاول لمجلس المطارنة. وهو بحسب سعيد "اعطى سوريا الفرصة بعدما انسحبت اسرائيل لتعديل سلوكها في لبنان والانسحاب منه ولما لم يتحقق ذلك، اصدر النداء الاول".

عشية النداء كان سعيد وفرنجيه في زيارة للصرح، وفوجئا بطلب صفير منهما الاستماع الى نص يرغب قراءته لهما. لم يدرك النائبان السابقان ماهية النص، لكنه كلما كان يمعن في القراءة كانا يدركان انهما امام نص كتبه صفير نفسه باسلوبه المعهود، ليكتشفا انهما امام النداء الاول يسمعانه من صفير شفويا، للمرة الاولى قبل اذاعته في اليوم التالي.

كان فرح صفير بالنداء بحسب سعيد كبيرا وهمه الاساسي كان ترجمة النداء عبر شراكة اسلامية، الامر الذي انطلق جديا عندما لم يصدر بيان دار الفتوى كما روج له آنذاك، وفيه "ان من يطالب بخروج سوريا من لبنان انما يخدم اسرائيل". يستعيد سعيد واقعة توجه الرئيس عمر كرامي بعد ايام من صدور النداء الى بكركي وتناوله الغداء فيها مع فرنجيه والنائبة نايلة معوض، ومن ثم زيارة الرئيس نبيه بري لبكركي وتطويق السوريين لنتائج تلك الزيارة لاحقا بعدما صيغت ورقة من بنود عدة كشف منها اعادة الاعتبار للطائف، واعادة الانتشار السوري ومن ثم اطلاق 48 معتقلا لدى سوريا ليبلغ عدد المفرج عنهم عمليا 52. اما البندان اللذان لم يعلنا فهما تحسين ظروف سجن رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وتأمين حماية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. اما الرئيس رفيق الحريري فيروي سعيد انه "قال لنا انتم مجانين. بشار الاسد ليس حافظ الاسد، هو انتخب حديثا وانتم استقبلتموه بالنداء. لا تتكلوا عليّ كي اكون حليفا، سلموا على البطريرك وانا ساهنئه في عيد الميلاد". في المقابل كان جنبلاط بدأ يقترب من خط بكركي بعدما طالب باعادة تموضع الجيش السوري. في هذه الظروف كانت قرنة شهوان بدأت مسيرتها ثم انطلق عمل "المنبر الديموقراطي"، اطارا مدنيا يلاقي القرنة ويفك العزلة الاسلامية عن النداء وبكركي. في هذه الاجواء انطلق البحث في زيارة صفير للجبل وتحقيق مصالحة يقول فرنجيه عنها ان جنبلاط "في لحظة صفائه التاريخية تلك الايام اراد منها طي صفحة 1860 وليس حرب عام 1983 وتهجير الجبل فحسب". حققت زيارة الجبل مفاعيلها بكسر العزلة سواء بلقاء المختارة او بالخطاب الذي القاه جنبلاط وعظة صفير، والاستقبال التاريخي الذي اعد له، على رغم محاولات العرقلة التي ترجمتها لاحقا حادثة الكحالة وما تبعها من توقيفات.

عبد الملك: "قرنة شهوان" والعلامة الفارقة

ادت الكنيسة دورا محوريا سواء في مصالحة الجبل او في المسار السياسي الذي رافق نداء مجلس المطارنة. يقول عبد الملك مختصرا دور صفير في تلك المرحلة: "ادركت الكنيسة المارونية مع صفير الخطورة الوجودية وكانت السباقة في مستويات ثلاثة: في مراجعة الحرب واستخلاص العبر والدروس منها، مع "السينودوس من أجل لبنان" الذي بدأ أعماله فور انتهاء القتال. وجاءت زيارة قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني للبنان في ايار 1997 واعلان "الارشاد الرسولي" ليتوجا هذه المراجعة. وفي معركة الاستقلال بعد 20 أيلول 2000، وفي وضع تصور للمستقبل اللبناني جرى تحديده في المجمع البطريركي الماروني".

نتج من النداء الاول تأسيس "لقاء قرنة شهوان" الذي شكّل بحسب عبد الملك "علامة فارقة في تاريخنا السياسي الحديث، لأنه جمع تجارب وخبرات وحساسيات متنوعة، قرر اصحابها استخلاص العبر، وفتح صفحة جديدة قائمة على ثوابت الكنيسة الوطنية. تميز هذا اللقاء بإدارة حكيمة من المطران يوسف بشارة، وبرعاية كاملة من صفير الذي استضافه في 30 نيسان 2001 لاعلان وثيقته التأسيسية من صرح بكركي". في اعتبار عبد الملك ان "اللقاء ادار التنوع بين المسيحيين، وفي ما بينهم وبين شركائهم المسلمين، على قاعدة ثوابت الكنيسة الوطنية. فكانت تجربة رائدة في حياتنا الوطنية، ساهمت في توسيع مساحات التلاقي بين ابناء الوطن كافة، وهيأت الاجواء لاستكمال المصالحة الوطنية الشاملة، وتلاقي معظم مكوناته في أكبر انتفاضة شعبية في تاريخنا الحديث، انتفاضة الاستقلال، التي حصلت بعد اغتيال الرئيس السابق لمجلس الوزراء رفيق الحريري في 14 شباط 2005، والتي عبّر، معظم الشعب اللبناني على اثرها، وفي شكل حضاري عن توحده حول ثوابته الوطنية. وكان من أهم نتائجها إقرار انشاء المحكمة الدولية لمعاقبة مرتكبي الاغتيالات في حق خيرة قادتنا، وحتى لا يبقى الاغتيال السياسي وسيلة لاسقاط حق الاختلاف في الرأي، وصولا الى خروج الجيش السوري من لبنان واستعادة السيادة الوطنية، وعودة الأمل في استكمال تطبيق وثيقة الوفاق الوطني وخاصة متابعة بناء الدولة المدنية الحديثة".

الدويهي: صفير ينسحب من المشهد المسيحي

انتخب صفير بطريركا العام 1986، "عندما كانت بيروت الشرقية تخرج من آثار سقوط الاتفاق الثلاثي، وتعبث الحروب والفوضى على انواعها بالمناطق اللبنانية كافة. واجه بداية الفراغ الرئاسي، ثم مخاض ولادة اتفاق الطائف، ليعايش لاحقا الحرب الداخلية المدمرة التي تواجه فيها العماد ميشال عون و"القوات اللبنانية" بقيادة الدكتور سمير جعجع. فعمل ما في وسعه لإنقاذ ما يمكن انقاذه"، بحسب ما يقول الدويهي. لكن المفارقة ان المشهد الذي تكوّن العام 1988 بين صفير وعون وجعجع، غادره عون الى باريس وجعجع الى السجن وبقي صفير وحيدا يدافع عن الطائف ولبنان وعنهما. اما اليوم فيستقيل صفير وينسحب من المشهد الذي يبقى فيه عون وجعجع مع كل ما بينهما". اهمية صفير بحسب الدويهي انه "خالف مسيرته الكهنوتية وخدمته نائبا بطريركيا، وقد يكون اختير بطريركا لهذا "البروفيل". الا ان تراكم انجازاته، فاجأ الذين انتخبوه وقلب كل الرهانات عليه، فصار معجزة هذه الطائفة".

 في السياسة، تمسك صفير كما يقول الدويهي باتفاق الطائف، مبادئ مرتكزة على التزام مواثيق الجامعة العربية وميثاق الامم المتحدة والقرارات الدولية واتفاق الهدنة وجمع السلاح. ولم يجتزئ منها ما يلائم طبقة سياسية، دون اخرى، الغاء الطائفية السياسية مثلا. واعطى نكهة للحياة السياسية التي كانت معدومة بعدما رضخ السياسيون لتعديل الدستور ثلاث مرات، للتمديد للرئيس الياس الهراوي ولانتخاب الرئيس اميل لحود والتمديد له، مع العلم انه طُلب منه مرتين تسمية رئيس للجمهورية ابان الفراغين الرئاسيين ولم يؤخذ برأيه. ووقف وحده في وجه التغطية الاقليمية والدولية لدور سوريا في لبنان، بخلاف ما اتهم به بانه ينفذ مفكرة غربية، وكان الاضاءة الفريدة في المشهد السياسي حين كان اركان الطائف (السوري) يتقاتلون على الوزارات والمشاريع والحصص، ولا سيما بعد المقاطعة المسيحية للانتخابات النيابية العام 1992 وخروج المسيحيين من الدولة".

هموم كثيرة رافقت صفير في مسيرته وطروحات عدة لا يمكن احدا ان يتخطاها بعد اليوم بحسب الدويهي "الطائف والمحكمة الدولية والعلاقة مع سوريا وسلاح حزب الله". اما همه الاكبر فهو الهجرة على انواعها. وهذا ملف يتابعه بالتفاصيل ويشغل باله ويشكل كما الوضع الديموغرافي هاجسا يوميا كان السبب الرئيسي في تكثيف رحلاته الخارجية ليبقى على اتصال دقيق بابناء طائفته واللبنانيين في بلاد الاغتراب".

سعد: رجل استراتيجيا وتكتيك

يقول كاتب سيرة البطريرك السادس والسبعين الزميل انطوان سعد الذي قرأ مدونات صفير ويومياته "ان البطريرك هو الرجل الذي كبرت معه بكركي. فهو صاحب وداعة وصلابة متميزتين. شجاع عندما يتعلق الامر به، لكنه يأخذ الامر بروية كبرى عندما يتعلق بمصائر الناس".

كتب صفير يومياته بتجرد تام منذ اللحظة الاولى. "كتبها للتاريخ وقائع وبتجرد كامل، انطلاقا من واجباته لانه تعاطى السياسة واجبا عليه هو المؤتمن على لبنان، من دون ان يتدخل فيها او يضفي عليها موقفه الشخصي او العاطفي".

يصف سعد صفير بانه رجل استراتيجيا وتكتيك "امتلك لديه من اليوم الاول لحبريته رؤية واضحة الى ان استعادة لبنان حريته واستقلاله لا يمكن ان تتم من دون وحدة وطنية تنزع الطابع الطائفي عن معارضة النفوذ السوري. وهو رجل تكتيكي، اتخذ خطوات منسجمة مع هذا الطرح. فعارض توجه "القوات اللبنانية" نحو الفيديرالية عندما اعتبرها المسلمون تقسيما. ورفض الاعتراف بشرعية حكومة العماد ميشال عون لأن ذلك يكرس ابتعاد المسيحيين عن المسلمين. ولم ينجر في خطاب طائفي يدافع فيه عن المسيحيين عندما بدأ مشروع تهميش المسيحيين العام 1992".

تعرض صفير لحملات ظالمة من معظم الافرقاء وبالاخص المسيحيين. يقول سعد "ليس البطريرك من ينحاز الى فئة دون اخرى، انما الآخرون يقتربون من ثوابته او يبتعدون بحسب مصالحهم. هكذا حصل في تحديد نصاب جلسة الانتخاب الرئاسية، واقرار قانون الانتخاب العام 2000، وفي محاولة امرار "عهد الطفل في الاسلام" وفي التوازنات الادارية والسيادة اللبنانية وحصرية السلاح في يد الشرعية اللبنانية. اما القيادات المسيحية فنظرت الى صفير على انه عامل يساهم في تحقيق استراتيجيتها، اكثر مما سلمت بدوره الوطني والروحي الجامع. هكذا حصل عندما رفضت قيادات مسيحية في قوى 8 آذار، حققت الغالبية المسيحية في الانتخابات، اقتراحا لعقد مؤتمر مسيحي في بكركي، ومن ثم رفضت قيادات مسيحية في قوى 14 آذار مؤتمرا مماثلا لتوقيع الشرعة المسيحية، عندما تراجع موقع 8 آذار المسيحية شعبيا".

الاستقالة والمستقبل

لا شك في ان استقالة صفير قسمت مجددا المسيحيين بين مؤيد ومعارض. الا ان التاريخ كما قال السفير البابوي سابقا بابلو بوانتي "سينصف البطريرك صفير، و قد بدأ ينصفه".

يقول سعيد ان "احدا لا يستطيع ان يعدل حرفا واحدا مما رسمه صفير. قد يتغير الاسلوب ولكن ليس الجوهر في سياسة عمرها مئات الاعوام. يكفي ان احدا من البطاركة لم يزر سوريا، وتاليا ان ما حققه صفير لن يقدر احد على تجاوزه او تخطيه".

يرى فرنجيه بدوره ان الفاتيكان لم يفهم تماما في الحقبة الاخيرة دور صفير خصوصا مع السفيرين البابويين الاخيرين والانغماس الاوروبي للبابا بينيديكتوس السادس عشر.

ويوافق الدويهي فرنجيه بالقول ان "الفاتيكان لم يتفهم حديثا خصوصية دور صفير، قياسا على الخيبات التي عاشها المسيحيون في العالم العربي. فبكركي مع صفير صنعت مجد المسيحيين على المتوسط وشكلت نموذجا لقيادة دور رائد. ومن شارك في اعمال المجمع الشرقي لمسيحيّي الشرق يدرك التفاوت بين النظرتين الى واقع المسيحيين في لبنان والعالم العربي".

ويأسف كرم لان "البطريرك يترك السدة فيما الأخطار تحدق بلبنان نتيجة لعودة الأطماع، وفيما عواصف التغيير المفتوح على كل الاحتمالات تهز مرتكزات الدول العربية. ولطالما آلم البطريرك أن الطاقم السياسي لم يكن على قدر ما أنجز اللبنانيون في جهد رائد، ها هو يتكرر في طول العالم العربي وعرضه، طلبا للحرية والديموقراطية والعيش الكريم. ولكن على رغم التعب وثقل السنين يبقى أن ثقة البطريرك بمستقبل لبنان لا يضاهيها إلا إيمانه بكنيسته ومسيحه".

ويرى عبد الملك ان "الدور التاريخي للبطريرك صفير السياسي وضع من سيخلفه على الكرسي البطريركي امام تحديات كبيرة للمحافظة على الدور الذي اداه وعلى انجازاته العملاقة".

ويقول سعد: "عندما ارتأى صفير تلبية تمنيات الفاتيكان بالاستقالة كان يعبر عن تجرد تام وعن التزام كنسي، مع العلم انه كان في استطاعته ان يحذو حذو البطريرك الراحل مكسيموس الخامس حكيم عندما طلب منه الفاتيكان الاستقالة ولم يفعل وتوفي العام 2000 بطريركا. هو اليوم يشعر انه سلم الامانة الى الكنيسة الجامعة ليعود كاهنا يوجه روحيا وأخلاقيا".

 

اليقظة ؟

علي حماده/النهار

 العدد الاخير من مجلة "الايكونوميست" البريطانية تصدرت غلافه عبارة "اليقظة" مقرونة بقبضة تخرج منها مشاهد الجماهير التي خرجت الى الشوارع في مصر واسقطت نظام الرئيس حسني مبارك. وهي اسقطت عمليا نظام ثورة يوليو 1952 لكون مبارك كان وراثا شرعيا للنظام العسكري الذي قام عام 1952  على انقاض الملكية التي جرى الباسها كل مساوىء الدنيا، وهي بالتأكيد لم تكن اسوأ من الدكتاتورية العسكرية التي اعقبتها. و إذا كان ثمة من يحن الى مرحلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فإن الحقائق التاريخية المثبتة تؤكد ان عبد الناصر كان دكتاتورا وجمع من السلطات و السطوة اكثر مما جمع الملك فاروق وارث محمد علي! وتشير الحقائق ايضا على ان عبد الناصر ايقظ مشاعر عربية وحدوية من ناحية، و من ناحية اخرى اتسم عهده بحروب عربية – عربية (اليمن – الاردن) و بهزيمة 1967. و ما تغلب على نتائجها إلا بالاعتماد على عاطفية المصريين و الشعارات التي أدخلها عقول ملايين العرب من المحيط الى الخليج .

ومرحلة يوليو 1952 امتدت الى 2011 بإنتقال التحالفات من الاتحاد السوفياتي الى الولايات المتحدة، و انتقال مصر من اقتصاد اشتراكي موجه ومتخلف الى اقتصاد رأسمالي متوحش ومولد للفوارق الاجتماعية. هذا المثال ينطبق على العديد من الديكتاتوريات العسكرية في المشرق العربي، وان يكن بعض آخرها القائم يرفع شعارات من مرحلة الانقلابات والحروب بـ"الميكروفونات" ويغرق  منظومة الغرب التي يعلن عداءها لها بخدمات من كل نوع، و اهمها في الامن الاستخباري و بيع الوهم بأن الاستقرار لا بد ان تحرسه انظمة عسكرية تحول دون انتشار الاسلام السياسي. ولن نتحدث عن الملكيات والمشيخات التي لنا عودة اليها في مقال آخر نظرا الى تداخل عامل الثروات الفلكية بواقعها الاجتماعي – السياسي.

وبالعودة الى "اليقظة"، ثمة شعور بأن الشعوب العربية استيقظت. فعندما اشعل محمد البوعزيزي النار بنفسه ربما ما كان يعلم انه سيشعل مع جسده ثورات في العالم العربي، هذا العالم العربي الذي قيل في شعوبه انها كانت مخدرة ومستكينة وتتنفس خوفا وتقتات ذلا. واذ بالبوعزيزي يشعل النارفي الهشيم، بدءا من تونس وصولا الى مصر قلب العالم العربي وملهمته. فثورة تونس كانت الشرارة و الرسالة بأن حاجز الخوف يمكن كسره متى كان هناك تصميم. وثورة مصر كانت من حيث ضخامتها، وحداثتها وتنوعها وعمقها الثقافي التاريخي الثورة التي الهمت وستلهم كل الثورات العربية الآتية. فبعد مصر لن يعود العالم العربي كما كان. من اليمن الى البحرين الى المغرب الى الجزائر والآن وبالتحديد في ليبيا التي تختبر نوعا آخر من الثورات الفائقة الدموية، وتؤشر لنمط يمكن ان يتكرر في بلدان اخرى. فسياسة الارض المحروقة التي ينتهجها العقيد القذافي هي لصيقة الدكتاتوريات العسكرية العشائرية التي اكتسبت "شرعيتها" بالدم. وهو اليوم يختتم عهده بحمام من الدم لن ينجو هو منه مهما اتسمت المواقف الدولية والعربية بالخجل المقيت. فنهاية القذافي محتومة كيفما اتفق الامر. ولعل العنجهية التي خرج بها نجله سيف الاسلام في الرسالة الموجهة الى الليبييين أول من أمس تدلنا على النمط الذي يتربى عليه الابناء، ولا سيما أبناء الجزارين! يولدون على امل ان يرثوا شعوبا باسرها، ولا يتوانون عن اهدار دماء ابناء بلدهم متى احسوا ان "اللعبة" التي بين ايديهم تكاد تنزع  منهم.

في مطلق الاحوال ان الشعوب العربية مارد استفاق وخرج من قمقمه ولن يعود اليه قبل ان يقلب صفحة من صفحات تاريخ العرب. وقد يكون أهم ما في "اليقظة" العربية الجديدة انها حطمت اسطورة ان الانظمة الديكتاتورية الجائرة والدموية والفاسدة هي الحاجز الامثل امام الاسلام السياسي العنيف. فهل كان جورج دبليو بوش على حق حين دعا الى نشر الديموقراطية كرداً على الارهاب، وقابلته الانظمة هنا بورقة الاستقرار والامن؟ لا يزال الوقت مبكرا للحكم على أحداث تتزاحم وبالكاد نقوى على اللحاق بها. وفي الانتظار، استعدوا ايها الطغاة العرب في كل مكان، فدوركم آت لا محال .

 

ديبلوماسي إيراني في ميلانو يستقيل وينضم إلى المعارضة

باريس - رويترز: أعلنت حركة "الموجة الخضراء" الايرانية المعارضة في فرنسا, أمس, ان ديبلوماسيا ايرانيا استقال من قنصلية بلاده في مدينة ميلانو الايطالية لينضم الى الحركة.

وأوضحت الحركة التي تشكلت في مارس 2010 أن "أحمد مالكي وجميع أفراد أسرته وصلوا الى فرنسا حيث سيطلبون اللجوء السياسي", مشيرة إلى أن مالكي (49 عاماً) هو أحد أبناء اخوة الزعيم الإصلاحي المعارض مهدي كروبي. وأضاف البيان "بعد اعلانه استقالته من منصبه ووقوفه بصراحة في صف مواطنيه أظهر السيد مالكي للشعب الايراني والرأي العام العالمي أن الشعب الايراني ليس بمفرده في نضاله". وقالت متحدثة باسم الحركة, التي يقودها رجل الاعمال الايراني الذي يعيش في المنفى امير جاهنشاهي, أن مالكي يشغل منصبه بقنصلية ميلانو منذ مايو 2009 وعمل في وزارة الخارجية لمدة 24 عاماً, مشيرة إلى أن عدداً من الديبلوماسيين في سفارات أخرى ومسؤولين مرتبطين بالسياسة الخارجية يتعاونون مع الحركة سراً. وينضم مالكي الى اخرين من بينهم قنصل ايراني سابق في النرويج وضابط بالقوات الجوية وضابط كبير من الحرس الجمهوري انشقوا وانضموا الى عضوية حركة "الموجة الخضراء".

 

أندراوس: الكرة في ملعب ميقاتي  

حوري لـ"السياسة": عون يريد إسقاط سليمان والدستور والطائف

بيروت - "السياسة": وصف عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عمار حوري المرحلة الراهنة بالدقيقة والحساسة, وقال: "هناك الكثير من التعقيدات التي لا تبشر بالارتياح في وقت قريب". وفي ما يتعلق بتأليف الحكومة أكد حوري لـ"السياسة": "أننا لسنا من هواة سلطة للسلطة, ولسنا من هواة دخول الحكومات. لقد تقدمنا بمذكرة واضحة وعلى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الإجابة عليها, وبالتالي فإن عدم تلقينا إجابات واضحة يجعلنا نصر على عدم المشاركة في الحكومة. وفي حال تلقينا إجابات واضحة عليها, نبحث في موضوع المشاركة على الأسس والمبادئ التي تصب في خدمة لبنان".وفي موضوع عرقلة تشكيل الحكومة واتهام رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بذلك, رأى حوري أن لدى عون مشروعاً أبعد بكثير من تشكيل الحكومة والمشاركة فيها فهو يريد إسقاط رئيس الجمهورية ميشال سليمان وإسقاط الدستور اللبناني واتفاق الطائف الذي أزاحه من قصر بعبدا. ولذلك فهو يريد أن يصفي حساباته مع كل اللبنانيين. وفي سياق متصل, قال نائب رئيس تيار "المستقبل" أنطوان أندراوس ل¯"السياسة": إن الكرة في ملعب الرئيس ميقاتي, وهو من كان مفترضاً به القيام بالضغوط على أركان "8 آذار" للقبول بشروطه إذا كان يخشى من حكومة اللون الواحد في هكذا ظروف. وكان عليه بعد لقاء دار الفتوى أن يبادر إلى مشروع إنقاذي لا لبس فيه لأن مشاركتنا في الحكومة لها شروطها, أما حلفاء ميقاتي فلا يريدون إعطاءنا الثلث المعطل ولا يريدون أن يلتزموا في موضوع المحكمة والسلاح".

وأضاف أندراوس: بالأمس وصلتنا بعض الإجابات من عدد من نواب "حزب الله". وكان السيد حسن نصر الله قبلها قال: "روحوا بلطوا البحر", وهو يريد أن يحرر الجليل. وتساءل: كيف يسمح الرئيس المكلف لميشال عون أن يرفع سقف مطالبه بإلغاء رئاسة الجمهورية, تماماً كما كان يفعل الرئيس إميل لحود الذي ألغى كل المؤسسات الدستورية, وهل هذه الشروط مسموحة للمشاركة في الحكومة.

 

لاريجاني والعفاف الإيراني

 أحمد الجارالله/السياسة

النظام الإيراني طبيب يداوي الناس وهو عليل, منذ يونيو العام 2009 وهذا النظام في حالة كر وفر بين المعارضة الإصلاحية وآلة القمع التي يعتمدها للفتك بالمعترضين على الانتخابات الرئاسية التي أزكمت رائحة تزويرها أنوف العالم اجمع, ومع ذلك يهرب قادته من الاعتراف بالثورة السلمية, التي تشهدها شوارع طهران ومشهد وشيراز وغيرها من المدن, إلى تحريض الشعوب العربية على حكوماتها, وإسداء النصح الى الحكام العرب.

لم يستح نظام طهران وقادته لذلك يفعل ما يشاء, ويبلغ الفاشيون فيه اعلى درجات الفصاحة حين يتحدثون عن حقوق الشعوب في حرية التعبير والمطالبة بالديمقراطية, بينما حرية شعبهم ليس لها أي وجود, ولا تعنيهم معاناة الغالبية من الايرانيين ما دامت طغمة قليلة تستأثر بالسلطة والثروة وتحرم الشعب من أبسط الحقوق.

فات رئيس مجلس الشورى الايراني أن نظامه أولى بالنصائح التي اسداها الى الحكام العرب لأن نار الاحتجاج تعسُّ في ثوبه, وبيته أصبح من كثرة رشق الاعتراضات والاحتجاجات الشعبية بلا زجاج وبات كل حجر يرشق عليه يصيب فيه مقتلا, وفات ايضا السيد علي لاريجاني ان غالبية الدول العربية لم تفرض الاقامة الجبرية على أي معارض كما هي الحال مع رئيس الجمهورية السابق محمد خاتمي ومهدي كروبي ومير حسين موسوي, بل انها استمعت الى اصوات شعوبها وبعضها بدأ حوارات حقيقية من اجل استكمال الاصلاح, فيما مجلسه هو مشكوك بشرعيته, ويصم آذانه عن سماع صوت الشيخ مهدي كروبي ومطالبته بإجراء محاكمة علنية له لتبيان الحقائق وكشف المستور.

المعارضون في الدول العربية, يا سيد لاريجاني, يقولون كلمتهم ويمضون الى منازلهم غير خائفين من زوار فجر او "باسيج" ومن حرس ثوري وميليشيات ثورية تقتحم غرف نومهم, ولا تمنع عنهم حكوماتهم حقهم في الحياة, فهل قوات القمع الايراني في ميادين "ازادي" و"انقلاب" و"ولي عصر" تقدم للمتظاهرين والمعتقلين الكافيار و"الكنتاكي فرايد تشيكن" و ال¯ "جيلو كباب" او المن والسلوى فيما تدوس بساطير "الباسدران" الثقيلة الاجساد الشابة لتجبرهم على التمتع برفاهية القمع والتعذيب وهتك الحرمات, والصدم بالسيارات والدراجات النارية في الشوارع والقتل بكل دم بارد? أليس الايرانيون المسروقة اصواتهم في انتخابات العام 2009 يتعرضون لأبشع انواع التعذيب والقمع التي لا تراعى فيها انسانيتهم ولا القيم الاسلامية التي يتستر النظام خلفها, فيما يطالب بعض النواب بتعليق المشانق للمعارضين وسحلهم في الشوارع? فمن الأولى حينذاك بالنصيحة? ومن الأولى بتلبية الدعوة إلى وقف التعامل مع شعبه بوحشية: نظام ملالي طهران أم الحكومات العربية?! نتمنى أن يسمع لاريجاني صوته ويرى صورته في المرآة ويبدأ بنفسه!

 

في السادسة والسبعين  

عــمـاد مـوسـى/لبنان الآن

يفقد الرجل في السادسة والسبعين من عمره الكثير من الرغبات. يفقد الرغبة في السهر. يفقد متعة ممارسة الرياضات القاسية فيتحوّل إلى البولينغ والتبصير. يفقد متعة الطعام الدسم وينظّر للأكل الصحي المطهو على البخار. يفقد نضارة وجهه، وتتعدد خطوط الطول والعرض في جبينه وحول عينيه.يفقد مساحة واسعة من شعره، ويضطر أن يتحايل على ما تبقى للإيحاء بشباب ما. يفقد شيئاً من ذاكرته. يفقد الكثير من حيويته. يفقد نظر النسر. وسمع الخلد. وحيوية الحصان. وبسمة الهوى والشباب. يفقد حبّ التملّك والظهور والإستئثار وتبوّؤ المناصب. يفقد النفس الطويل بالكاد يستطيع نفخ شمعة إن أخذ نفساً عميقاً وأطلق مكبوتات رئتيه في نفخة طويلة ومدروسة. يفقد ما تقدمه الحياة من مغريات.

هذا كله لا ينطبق على جنرال الغضب الدائم. فقبل أيام إحتفل العماد ميشال عون بعيد ميلاده السادس والسبعين. تلقى التهاني من كل حدب وصوب. من الأحبة والمناصرين ومن الحلفاء على مضض. بصراحة لم يهتم كثيراً لعدد أعوامه الماضية على الرغم من "تاريخيتها". إهتم فقط بالسنوات الست الآتية.

وبخلاف من هم بمثل سنه، أي في النصف الثاني من العقد الثامن، لم يفقد العماد ميشال عون شيئاً من حيويته ورغباته السياسية وأمنياته المستحيلة وليس أقلّها الوصول إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية بأي ثمن، وبأي تحالفات وبأي طروحات وفي أي توقيت. الخطوة الأولى أعلنها حرباً سياسية على رئيس الجمهورية لإسقاطه بأي طريقة معلناً خصومة مستغربة.

فتحت ستار حصرية التمثيل المسيحي في حكومة اللون الواحد، أو تطبيقاً لمبدأ النسبية في حكومة اللونين، يسعى العماد ميشال عون مجدداً أن يقبض على مفاصل أساسية بالحكم والفوز بوزارات دسمة وحرمان الرئيس منها. السيطرة على الحكومة مقدمة للفوز بالرئاسة. كلّ مرة تصل اللقمة إلى فمه ويأكلها سواه بسبب سوء تقديره لنفسه أو بسبب جشعه أو بسبب حظه العاثر أو بسبب حساباته العشوائية، ميدانياً وسياسياً. في العام 1988 تولى رئاسة حكومة إنتقالية، لكن هوس السلطة جعله يخسر نصف لبنان الذي تولى حكمه، بتحويل النصف إلى ربعين، بفعل حربين لا يشنهما ضابط عاقل ولا سياسي مبتدئ. في سنتين أصبح مشروع الرئيس صوتاً بلا فاعلية يصل إلى الجمهور في عشاءات ولقاءات ومهرجانات وقداديس وتتمة القصة يعلمها القاصي وشقيقه الداني. في العام 2005 عاد ، مقتنعاً أنه المحرر لا دم شهداء 14 شباط. عاد وفي ذهنه أنه المرجعية وعلى الآخرين أن يستشيروه. عاد وفي قناعته أنه المرشح الوحيد والأوحد لرئاسة الجمهورية. وفي انتقاله من ضفة إلى ضفة. ربح "حزب الله" وخسر مرة جديدة الرهان على الرئاسة. لكنه لم يخسر الحلم. في عيده السادس والسبعين تتجدد الرغبات وتتجدد الفرص أمام الجنرال الغاضب لاقتناص سلة من الحقائب: إحدى عشرة حقيبة، إثنتا عشرة وزارة. داخلية، دفاع، طاقة، إتصالات، عدل... في عيده السادس والسبعين، يستنفر كأسد على غزالة خرقاء. يجاهر بجشعه المزمن. بلوثة الإستئثار. لا مكان اليوم للشراكة. لكل حقبة معاييرها. ولكل زمن جنرالاته. فمتى سيأتي زمن الجنرال؟ بات طعم الإنتظار مرًّا بعكس طعم الكاتو. وفي كل الأحوال "هابي بورث داي مون جنرال". المصدر : موقع لبنان الآن

 

ميقاتي يسعى منفرداً حتى الآن إلى إزالة العقبات

مبالغات داخلية تتجاهل انعكاس الانتفاضات

النهار/روزانا بومنصف 

يكشف متصلون بالرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي ان مسألة تأليف الحكومة لا تتقدم وان احدا من الفريق او الافرقاء الذين دعموه لرئاسة الحكومة لا يساعده وكذلك الحال بالنسبة الى الدول الاقليمية الداعمة اقله حتى الان. فالرئيس ميقاتي يحاول وحده ان يزيل العقبات امام تأليف حكومة تبدو معالمهما حتى الان محاطة بمجموعة عقد ابرزها ان من دعمه يتعاطى معه على انه ليس رئيس الحكومة الفعلي في ظل مسعى لان تنحصر حصته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومع النائب وليد جنبلاط بأقل من الثلث المعطل بما يعني انه على طرف الحكومة وليس في جوهرها. ويتحدث كثر عن كون "حزب الله" وحليفه المسيحي كمقررين فعليين في الحكومة وليس رئيس الحكومة المكلف. يضاف الى ذلك المشكلة التي يواجهها الرئيس ميقاتي مع المجتمع الدولي والتي كان مؤشرها حتى الان اصرار المعتمدين الديبلوماسيين الغربيين في لبنان على التزام لبنان القرارات الدولية خصوصا بما يتصل بالمحكمة الخاصة بلبنان وربط طبيعة التعاون مع الحكومة بمن تضمه الحكومة وببيانها الوزاري الى جانب ادائها. هذا فضلا عن نموذج عملي ترجمته زيارة  الوفد الهولندي الذي استطلع من التقاه من المسؤولين اسباب عدم نزع سلاح "حزب الله" واصرار هذا الاخيرعلى الغاء المحكمة. اضف الى ذلك ما بدأ يلوح في الافق من مؤشرات يمكن ان تنال من القطاع المصرفي مع ما اصدرته الخزانة الاميركية في حق المصرف اللبناني الكندي. وهو مؤشر جدي بالغ الاهمية والخطورة على حد سواء ولا يبدو ان قوى 8 آذار تعطيه حقه من الاهمية بدليل اصرارها على الحصول على حقائب وزارية ستتعرض للقطيعة فور تسلم هذه القوى لها.

ولا تقتصر غرابة الوضع في لبنان على انه في ظل تطورات خطيرة في المنطقة تنقل الدول العربية من طابعها التسلطي وحكومة اللون الواحد في حين يتجه لبنان اليها، انما ايضاً على ان الكلام عن وضع اليد على وزارة الداخلية من جانب قوى 8 آذار لاسباب كيدية او انتخابية لاحقا بعد سنتين وهو كلام يبدو بدوره غير واقعي في رأي مصادر سياسية متابعة. فما يحصل هو ان قوى 8 آذار تحاول ان تؤلف حكومة تنقل لبنان الى اطار اقليمي جديد على قاعدة ما يعلنه مسؤولون في "حزب الله" في حين ان المنطقة في غليان ينعكس مباشرة على الطابع الذي يتسم به هذا الاطار الاقليمي. ولم يعد السؤال بالنسبة الى متابعين سياسيين كثر هل سيلحق هذا الغليان او الزلزال بهذا النظام العربي او ذاك بل متى يلحق به. اضف الى هذا الاستحقاق الذي يتم تجاهله في معطيات تأليف الحكومة استحقاق آخر يتمثل في ما يمكن ان يتضمنه القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومدى تأثيره على الحكومة العتيدة او مدى صمود هذه الاخيرة امام ما يمكن ان يحمله، بغض النظر عن اعتبار "حزب الله" المحكمة لاغية ام لا. ويبرز في هذا الاطار اكثر ما يبرز اصرار السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين على التوضيح في كل مناسبة وبعد اي لقاء يجريه مع اي مسؤول لبناني حرص بلاده على المحكمة ومعرفة ما ستصدره والحقيقة في جريمة اغتيال الحريري على نحو لا يلقى ردودا من اي مسؤول في قوى 8 آذار، على غرار ما كان سيحصل لو ان السفيرة الاميركية في لبنان اكدت كما يؤكد السفير الروسي وبالوتيرة نفسها اصرار بلادها على المحكمة وما سيصدر عنها وضرورة ان تكمل عملها. وهو ما يفيد بان اي قرار بوقف التعاون مع المحكمة تتخذه الحكومة العتيدة لن يجد آذانا صاغية لدى المجتمع الدولي بدءا من روسيا قبل الولايات المتحدة والدول الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن. وتولي روسيا ايصال هذه الرسائل يربك مهمات الحكومة التي يعلن رئيسها المكلف انه "متمسك بالقرارات الدولية ومبدأ قيام العدالة".

وفي ظل ما يحصل في المنطقة يسود اعتقاد ان "حزب الله" كان سيستفيد من الانتفاضات في الدول العربية من اجل اعلان انتفاضة مماثلة ضد الحكومة لو ان حكومة الرئيس سعد الحريري لا تزال قائمة. لكن هذه الورقة باتت ملكا لفريق 14 آذار الذي كان سباقا في الانتفاضات السلمية في العالم العربي ويمكن ان يستفيد من الاجواء الاقليمية والدولية من اجل تكرار مشهد 14 آذار 2005 من اجل رفض التسليم بالعودة الى الوراء او رفض ان يستخدم "حزب الله" سلاحه في الداخل من اجل تغيير المعادلات السياسية والتوازنات، خصوصا اذا تبين ان مضاعفات القرار الاتهامي قد تعزز موقف الجهات التي تعتبر ان استخدام السلاح في الداخل لم يحصل للمرة الاولى في 7 ايار 2008 بل في 2005.

ازاء كل هذه المعطيات يبدو تأليف الحكومة والايحاء بأنها ستصمد امام كل هذه الاستحقاقات من اجل التحضير للانتخابات النيابية المقبلة طموحا مبالغا فيه وفق ما ترى المصادر المتابعة المعنية، خصوصا ان حكومة الرئيس الحريري كان حُسب لها ان تستمر حتى الانتخابات المقبلة ثم اطاحتها متغيرات فهمت انها تهب في مصلحة القوى الاقليمية المخاصمة للحريري. واكثر من يدرك ذلك هو الحليف الاقليمي الداعم لقوى 8 آذار في تقويم حساب الخطوات في ظل الرياح التي تهب والتي ربما تنتظر خطوة ما لتسرع هبوبها في اتجاهات معينة او لا باعتبار ان الامور قد لا تكون مأمونة العواقب. 

 

لبنان أيضا تحت حكم الطوارئ

النهار/راشد فايد  

ما الذي يربط بين مكافحة الارهاب وحماية النظام وسلاح المقاومة المنقلب الى الداخل وعليه؟ ليس السؤال من ضمن برنامج "من سيربح المليون" الشهير، بل هو سؤال لمن يريد ان يربح الوطن ويقيم الدولة. والجواب ان ما يجمع بين الثلاثة هو ما ينتج من التلويح بأي منها، اي تطبيق قانون الطوارئ في بعض الدول، وفرض الاحكام العرفية في دول اخرى، ولو من دون نصوص، كما في لبنان. والحال ان اختلاف التسمية لم ينتج اختلافات في التطبيق، فـ"المنهاج" واحد: قمع الحريات، ودوس القوانين، والتصفيات الجسدية، والمحاكم الصورية، والاعتقالات التعسفية وزرع العسس. وفي المقابل، ادعاء صاحب الأحكام تمثيل طموحات الجماهير، وتحويل المحيطين به، من اقرباء وأنسباء ومريدين، الى قبيلة النظام التي في يدها السلطة، ولها المال العام، تنعم على من تشاء وتحرم من تشاء، ترعى الانتهازيين والنفعيين، وتصبح هي المرجعية في القيم والقوانين والاخلاق.

يعيش بعض الدول العربية في حالة طوارئ منذ اجيال: في سوريا منذ 1963، وفي مصر منذ 1981، وفي السودان منذ 1989، وفي الجزائر منذ 1992.

أدى سريان حكم "الطوارئ" المديد الى جعله حالة عادية في الدول التي لجأت أنظمتها إليه، برغم أن التسمية تشير إلى أنه استثناء يقر العمل به لمواجهة حالة طارئة أو وضع مفاجئ يصعب التعامل معه بالإجراءات العادية، وينتهي بانتهائها. إلا أن الدول، وبالأحرى الأنظمة التي طبقته سواء تحسبا لعدم استقرار سياسي مزعوم أو لتثبيت نظام سياسي جديد، إنقلابي طبعا وليس بالتداول الديموقراطي، استمرأته ووجدت فيه الحماية والضمان لاستمرارها، وهو ما جرى في سوريا والجزائر والسودان وموريتانيا ومصر. وفي الأخيرة كان التصدي لخطر الارهاب وتهديد الاستقرار بعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات في تشرين الأول 1981 هو ما دعا الحكومة المصرية إلى إعلان حالة الطوارئ.

لكن "الارهاب" كحجة هو احد اوجه "الحداثة" لدى أنظمة الطوارئ، ولا سيما في دول الطوق العربي. فالحجة الأصلية كانت، ولما تزل لدى البعض، العداء لاسرائيل، وانتظار اختيار مكان وزمان المواجهة معها، وهما الغطاء الواقي من المطالبات بالحرية والاصلاح السياسي والتطوير الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والعيش الكريم.

تجتهد الانظمة العربية في جعل حالة الطوارئ، أو الاحكام العرفية، من طبيعة الحياة اليومية لشعوبها، فتجرى الانتخابات النيابية والبلدية والرئاسية (ذات المرشح المنفرد) وكأن الناخبين أحرار فعلا، على رغم الضغوط العلنية والسرية، متجاهلة أنها تعاملهم كأدوات مسيرة بيدها لا دور لها في التفكير في مستقبل المجتمع.

ما علاقة كل ذلك بلبنان، وتحديدا بالسلاح المنقلب على الداخل اللبناني، ولا سيما بالوضوح الذي يمارس به دوره بعد حرب تموز2006 ؟

لا يتطلب التوضيح أكثر من النظر في الأدبيات والممارسة السياسية التي يعتمدها الحزب الحاكم وحلفاؤه في مخاطبة الرأي العام اللبناني، خصوصا منه جمهوره: بدل "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" حلت عبارة "حماية المقاومة"، وكل عمل سياسي يتعارض وتعزيز قبضة الحزب على القرار السياسي اللبناني هو "استهداف للمقاومة". وكما كل نقاش سلمي في رفع قانون الطوارئ أو الاحكام العرفية مرفوض من جانب الأنظمة الحاكمة، فإن نقاشا جديا على طاولة الحوار في استراتيجية دفاعية تشمل سلاح الحزب أمر مرفوض أيضا من جهته.

وكما أن كل نقاش في مصير سجناء الحرية وحق التعبير والتصفيات الجسدية للمعتقلين لدى أنظمة الطوارئ يحرك اتهامات بالعمالة لاسرائيل والصهيونية والمخابرات الأميركية، فإن الحديث المشابه عن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ودور المحكمة الدولية في كشف المجرمين يلقى العزف على الوتر السياسي نفسه،فتصدح عبارات نفق الفتنة الاميركية – الاسرائيلية وصولا الى التخويف بفتنة سنية – شيعية من دون أن تنتهي عند اتهامات الخيانة والعمالة.

وكما تحرك أنظمة الطوارئ عسسها مع مطلع الفجر لترهب مواطنيها وتعتدي عليهم وتعتقل منهم من تعتقل، يتحرك العسس الاسود عند الفجر ليلوّح باستخدام القوة في وجه خصومه لينذر من يراوده حسن الظن في أنه يملك حرية قراره، مستندا الى تجربة سابقة له اسمها 7 أيار 2008، عرض فيها عضلاته ونيران أسلحته في وجوه المدنيين وأجسادهم.

ما يتميز به حكم الطوارئ في لبنان هو أنه ليس سلاح الدولة بل هو في يد نظام يتجاوزها، ويحل محلها، وحتى يعتلي صهوة سلطتها ويستهتر بقوانينها ويشتت مرجعيتها ويتصرف من موقع الوصي على أرضها وأهلها،وإذا ارتضى يوما فيء قانونها فتبريره أن ذلك من الايمان وليس من التزام المواطنية. فازدواج الجنسية ممنوع لديه فيما ازدواج سلطة الدولة مرفوض لدى غالبية اللبنانيين، وذلك لب الصراع.

 

عبور السفن قناة السويس عرض إيراني للقوة

النهار/رندى حيدر     

عكست الصحف الإسرائيلية أمس القلق الإسرائيلي المبالغ فيه من عبور سفينتين حربيتين إيرانيتين قناة السويس، في ما بدا كأنه اختبار إسرائيلي أول لانعكاسات الثورة في مصر على السياسة المصرية الخارجية. واعتبر عدد من المعلقين الامر استفزازا إيرانيا يتعين على إسرائيل ألا تنساق وراءه، خصوصا أن القانون الدولي يسمح للسفينتين بعبور القناة. ورأى المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن تزامن عبور السفن الإيرانية قرب الشواطئ الإسرائيلية مع التهديدات الأخيرة التي وجهها (الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن) نصر الله الى إسرائيل لم تكن مجرد مصادفة، وإنما هي جزء من عرض قوة إيراني في المنطقة في ظل "استهتار ولا مبالاة الدول الغربية ولا سيما منها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي".

اما المعلق دان مرغليت في صحيفة "إسرائيل اليوم" فرأى ان السفينتين الإيرانيتين المتوجهتين الى مرافئ سوريا هما دليل على حجم العلاقات الوثيقة التي تربط إيران وسوريا وكتب:

"إن تزامن زيارة السفينتين الحربيتين الإيرانيتين لمرفأ اللاذقية مع الخطاب الهجومي لحسن نصر الله ليس مجرد استفزاز واضح وتهديد من طهران لإسرائيل، وإنما هو أيضاً مؤشر للعلاقات الوطيدة التي تربط سوريا بإيران.  لقد كانت إسرائيل على علم بالأسطول الإيراني المتوجه عبر قناة السويس في اتجاه شمال غرب سوريا، ولم تكن ترغب في إعطاء الأمر أهمية كان يسعى اليها الإيرانيون. فبينما كان النظام يقمع "الحركة الخضراء" والمعارضة الداخلية بيد من حديد، سعى نظام آيات الله الى تحويل الانتباه نحو الساحة الدولية، وساهمت تصريحات وزير الخارجية ليبرمان في تحقيق هذا الهدف.

لا تشكل زيارة السفن الإيرانية خطراً على إسرائيل، ولا على الأنظمة العربية المعتدلة. لا بل على العكس، فثمة مؤشرات تدل على أنه في ظل الثورة المصرية وفقدان ثقة الأنظمة المعتدلة بالولايات المتحدة، هناك انقسام واضح في العالم العربي بين من يدعو الى القفز في اللحظة الأخيرة على السفينة الإيرانية، ومن يُغدق حبه على إسرائيل. لكن عدم وجود أهمية فعلية لزيارة السفن الإيرانية لا يعني تقليل الأهداف الاستراتيجية البعيدة المدى لنظام آيات الله الذي يسعى الى تحويل إيران قوة عظمى اقليمية، كما علينا عدم تقليل أهمية ما يجري بالنسبة الى سوريا. من المعروف في العالم أن مثل هذه الزيارات لموانئ صديقة هي دليل على التعاون العميق في المجالين العسكري والسياسي. وعموماً تعجّل مثل هذه الزيارات في نشوء التحالفات، أو يكون هدفها الاعلان عنها. وفي بعض الأحيان تكون لهذه الزيارات أهمية بالغة. فقد أدى فرار سفينتين حربيتين ألمانيتين خلال الحرب العالمية الأولى من الأسطول البريطاني الى مرفأ تركي، الى انضمام تركيا الى الحرب مع برلين. وخلال أربع سنوات تغير وجه الشرق الأوسط، وطُردت تركيا من فلسطين. علينا ان نتذكر هذا جيداً في هذه الفترة التي يمر بها الشرق الأوسط".

 

لبنان مقبرة أسانج

خالد نافع /بيروت اوبزرفر

يتساءل المراقبون عن سبب أفول نجم صاحب تسريبات "ويكيليكس" وسط هذه الفورة الكونية للإعلام الإلكتروني، بعدما تمكن في الأشهر السابقة من تزعم هذه الموجة لكن سرعان ما خسرها لصالح العملاقين "فايسبوك" و "تويتر" بالإضافة إلى دور لا بأس به لشبكة اليوتيوب على الانترنت صحيح أن "ويكيليكس" هو موقع يكشف عن وثائق سرية أميركية وبالتالي يختلف بعض الشيء عن المواقع الإجتماعية التي لها قدرة على تناقل الأحداث، لكن وللأمانة فإن رجل "ويكي" هو من أطلق شرارة هذه العاصفة وأمام هذا الواقع لا يسعنا إلا أن نسأل عن سبب تراجع أسانج إلى هذه المرتبة الثانوية وريادة كل من فايسبوك و تويتر الذين أصبحا كابوس كل قادة ورؤساء العالم وخاصة في المحور العربي وصولاً إلى إيران الشبكات الإجتماعية والمواقع التي تسمح بتحميل مقاطع فيديو ليست إلا إمتداد لآلات الطباعة التي طالما قرأنا عنها وشاهدناها في الأفلام التي كان يلجأ إليها دعاة الحرية في القرن الماضي لكن مع دخول الإنترنت أصبح الأمر أكثر إثارةً خاصة عندما يتمكن المناضلون من رصد تجاوب الشعوب وسرعة إنتشار دعواتهم و تناقل أحداثهم بينما كان دعاة الحرية ينتظرون دماث ليلهم ليتخذوه غطاء يستر لقاءاتهم وتجمعاتهم لكن لماذا ترك أسانج القافلة بعدما كان من روادها ؟ لماذا إستطاع ذكيربرغ و معه من معه أن يغرد بعيداً؟ الفرق و بكل بساطة أن جوليان أسانج لم يستطع مجارات موضوعية هدفه وتحول من بطل عالمي إلى بائع وثائق وأكبر دليل على هذا الكلام هو واقع تسريبات ويكيليكس المنشورة في لبنان وتبادل نشر الوثائق بين منابر إعلام القوى السياسية المعادية للمحور الأميركي - الأوروبي - المعتدل أكان عبر صحيفة الأخبار أو قناة أو.تي.في، مقابل مبالغ طائلة مصدرها ليس بمجهول ولا يكتفي أسانج بهذا القدر، بل يضرب بعرض الحائط ما تبقى له من رصيده الشخصي ليطلق شهادات ثورجية بحق مؤسسات صحفية حصل منها على أموال طائلة

 

استجواب فايز كرم للرد اليوم على مذكرة تطلب إبطال التحقيق الأولي معه

بيروت أوبزارفر/يمثُل اليوم، أمام المحكمة العسكرية في لبنان القيادي في «التيار الوطني الحر» العميد المتقاعد فايز كرم الذي يحاكم بجرم التعامل مع اسرائيل والموقوف في هذه القضية منذ 11 آب (اغسطس) الماضي. وتأتي الجلسة الثانية من محاكمة كرم في ضوء طلب النيابة العامة العسكرية بعد ابداء رأيها في مذكرة تقدم بها كرم بواسطة وكيليه المحاميين رشاد سلامة وساندريلا مرهج أمام المحكمة العسكرية ويطلبان فيها إبطال التحقيقات الاولية مع موكلهما. وتطلب النيابة العامة من المحكمة رد المذكرة «لعدم قانونيتها» والسير بالمحاكمة.

ومن المقرر ان تبت المحكمة العسكرية خلال الجلسة اليوم بالمذكرة، اذ ان مباشرة استجواب كرم مرتبطة بقرارها المرجح ان ترد فيه بدورها طلب الدفاع.

وفي هذه الحال فإن امام وكيلي كرم طرق مراجعة اخرى من خلال اللجوء الى محكمة التمييز العسكرية لاستئناف قرار رد المذكرة، وبالتالي فإن استجواب كرم سيُرجأ الى جلسة لاحقة

 

"المارونية للانتشار" تستنكر الحملة على "الداخلية"

المستقبل - الثلاثاء 22 شباط 2011 - استنكرت "المؤسسة المارونية للانتشار"، الحملة على وزارة الداخلية والبلديات"، مؤكدة ان "الوزارة بذلت جهوداً لتسهيل عملية تسجيل وقائع اللبنانيين في الخارج مستلهمة خطاب القسم الذي أكّد حق المتحدرين من اصل لبناني في استعادة الجنسية".

واوضحت في بيان امس، "لما كان البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق، قد أنشأ المؤسسة المارونية للانتشار عام 2008 لمساعدة المغترب اللبناني على تسجيل وقوعاته الشخصية واستعادة الجنسية اللبنانية ولما كانت وزارة الداخلية والبلديات المرجعية المسؤولة عن طلبات التسجيل وتنفيذها في المحطات النهائية على سجلات الأحوال الشخصية. ولما كانت وزارة الداخلية والبلديات قد تعرّضت، وما تزال، الى حملة اعلامية شرسة تطعن بانجازات وزيرها زياد بارود وتشكك بالنجاحات التي حققها في ميادين عدة. يهمّ المؤسسة المارونية للانتشار، وفي اطار الأحوال الشخصية، ومن باب تثبيت الحق لأصحابه وتصويب التحريف وإزالة الالتباس، أن تسلّط الضوء على وقائع وإنجازات مهمّة عاينتها وشهدت عليها من خلال تعاطيها مع الوزارة في الحقبة الممتدّة من شهر آب 2008 وحتى تاريخه:

ـ أولاً: أنجزت الوزارة وبالتعاون مع المؤسسة المارونية للانتشار مكننة ما يقارب مئتي ألف اسم للمجنسين بموجب المرسوم 5247 عام 1994 مما يسهّل درس الملفات واتخاذ القرار بسحب الجنسية من غير مستحقيها.

ـ ثانياً: نفذت الوزارة ما يقارب أربعة آلاف ونيّف من طلبات اختيار الجنسية اللبنانية التي سبق وقدمت من اللبنانيين المهاجرين قبل عام 1958 ولقد تم ّتسجيل أصحابها في سجلات الأحوال الشخصية.

ـ ثالثاً: أنجزت الوزارة بالتنسيق مع المؤسسة (بموجب هبات خاصة)، تصوير السجلات العائدة للأعوام 1860-1913-1921-1924 وقامت بتوثيقها الكترونياً للتمكّن من استثمارها لاحقاً لإثبات الأصل اللبناني.

ـ رابعاً: بذلت الوزارة جهوداً جبّارة بتسهيل وتسريع عملية تسجيل وقائع اللبنانيين في الخارج مستلهمة خطاب القسم الرئاسي الذي أكد على حق المتحدّرين من أصل لبناني باستعادة الجنسية اللبنانية".

وختمت بالقول: "الشهادة للحق واجب أخلاقي وديني والشهادة للحق في المجال العام واجب وطني ومدني اذ أن ارتداده يتعدّى الأشخاص والأفراد ويطاول المؤسسات الرسمية والمصلحة الوطنية".

 

الكتائب": أي تراجع عن إلتزامات لبنان الدولية سيدفع البلاد باتجاه المجهول 

لبنان الآن/إعتبر حزب "الكتائب اللبنانية" أنّ "التطورات الخطيرة والمصيرية التي تجري في الشرق الأوسط  تشكّل تعبيراً غاضباً عن حالة القهر التي عانت منها الشعوب لعقود من الزمن"، متمنياً أن "تشكل مدخلاً لصحوة عامة تقود الى التطور والحداثة والديموقراطية والحرية"، معتبراً أن "هذا التعبير الجماهيري الصاخب يجب أن يمثل عبرة لكل الأنظمة الأحادية لإعادة النظر في ممارساتها التي لا بد أن تدفع شعوبها للثورة والتحرّر". "الكتائب"، وفي بيان تلا الإجتماع الدوري لمكتبه السياسي، دعا "الجهات التي تحاول إدخال لبنان في مغامرة "الأحادية" في الحكم  الى ضرورة الاتعاظ مما يجري من حولنا والتنبه الى خطورة الواقع السياسي الذي تدفع باتجاهه بضغط السلاح غير الشرعي"، معتبراً أنّ "قيادات الرابع عشر من آذار أعطت فرصة لتحقيق الحد الأدنى من التوافق على قواسم وطنية مشتركة على الرغم من المظاهر الميدانية والتصريحات المتشنّجة وطرحت حلولاً للوصول الى صيغة تسمح بمشاركة الجميع في الحكومة على القاعدة التي كانت سائدة في السابق"، مؤكدة أن هذه الخطوات ليست "لأغراض ذاتية أنانيّة وإنّما رغبة منها في خدمة الوطن والاستقرار فيه لا سيّما على عتبة مرحلة يواجه فيها لبنان إستحقاقات داهمة داخلية وخارجية". هذا وشدّد المكتب السياسي على "ضرورة أن يتخذ المسؤولون موقفاً واضحاً لجهة تمسك لبنان بالتزامه المواثيق الدولية أكان بالنسبة الى المحكمة الدولية والقرارات الدولية الأخرى"، محذراً من أن "أي تراجع عنها سيدفع لبنان باتجاه الفراغ والمجهول مع ما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على الوحدة الوطنية وعلاقات لبنان الدولية".

 

جبهة وطنية..؟

المستقبل - الثلاثاء 22 شباط 2011 - علي نون

قال الوزير محمد فنيش بشفافية، ومن دون أي مواربة، أن "أي مشاركة مع الغالبية (الجديدة) في الحكومة يجب أن تأتي وفقاً لسقفها السياسي. وليس وفقاً لما نسمعه من سقف يعادي المقاومة ويفرض عليها الإملاءات السياسية"! أي أن الوزير الواضح، يؤكد ما تقوله 14 آذار منذ اللحظة الأولى، من أن انقلاباً تاماً قد حصل في البلد، وليس انتقالاً سلساً للسلطة، وأن هذا الانقلاب لا يعني إلا اسمه وصفته: إقصاء الآخرين وإجبارهم على ما يكرهون وعلى ضرورة إلغاء أنفسهم بأنفسهم.

وما يخبرنا به الوزير فنيش راهناً، هو أمر آخر مناقض تماماً لروح الجمهورية التي قامت على تسوية أسقطت لاءات كل فريق وأعلت نقيضها.. وباحث عن عقد قران بين القول والفعل: هناك حزب حاكم وعلى الآخرين الانصياع لبرنامجه ونقطة على السطر! تشاركون في "الجبهة الوطنية"، عفواً في الحكومة.. لكن وفق سياستنا. وهي السياسة ذاتها التي يلعب الجنرال أبو صفّيرة دور وزير إعلامها ومنظّرها ورائد لحظتها!

.. السياسة التي تبنى على أساس وضع لبنان وأهله اليوم في مواجهة مع الشرعية الدولية وقراراتها. وعلى أساس مشروع لا يتورع عن إظهار وجهه الديني والعسكري في مجتمع متعدد ومدني. ولا يتورع عن وضع سلاحه في خانة المقدسات واستخدامه كلما رأى أو افترض مسّاً بتلك المقدسات.. ولا يتورع عن طلب الإذعان له في بيئة ليست بيئته وفي دولة يحفظ دستورها حرية الأفراد والجماعات في العبادة والسياسة والأحزاب والإعلام والفن والثقافة والعلم، بل في كل شأن متفرع من معطى الحرية ومفهومها.

.. غير أنه قبل ذلك الضنى، هناك في التفاصيل إصرار على التحوير، وإصرار على فتح مشكلة: هناك خلط مقصود ومهين بداية بين مشاريع خارجية وإرادة داخلية. وتُبنى على ذلك الخلط أحكام جائرة وفظّة وخطيرة، تربط المشروع الأميركي "المتراجع" في المنطقة بمشروع 14 آذار "المتراجع في لبنان"! علماً أن نجيب ميقاتي على حد علمنا، كان جزءاً من ذلك المشروع المحلي "المتراجع" عندما فاز بالانتخابات النيابية في العام 2009!هذه أولى.

الثانية في ذلك الشطط المصرّ على الشرّ هو ربط الموقف من السلاح بالموقف من المقاومة، علماً أن كلام الرئيس سعد الحريري وكل قادة 14 آذار، من دون استثناء، هو ذاته اليوم كما كان بالأمس وقبل الأمس: المقاومة قضية حوارية تخضع للنقاش على طاولة الحوار تحت سقف التسليم بها والبحث في كيفية تأطيرها بشكل نظامي دولتي ومؤسساتي. أما السلاح الآخر، الداشر والمنفلت عبر الدكاكين المستحدثة والمنتشر بين البيوت والأحياء في القرى والمدن في طول لبنان وعرضه، كما السلاح الفلسطيني خارج المخيمات (وداخلها) فما هي وظيفته؟! وما هي مهامه العظيمة؟!

ما يقوله الوزير فنيش و"حزب الله" والممانعون عموماً، هو الآتي: سلاح الفتن وضرب النظام وتهميش المؤسسات العسكرية والأمنية الرسمية والشرعية هو لحماية السلاح المقاوم! ولا يهم إن كان يواجه المدنيين العُزّل، كما لا يهم السؤال عن معنى تلك المقاومة إن كانت تريد استبدال الإجماع (لحمايتها) بذلك السلاح.. شكراً. 

 

دي فريج لـ "المستقبل": حكومة شعارها مطالب 8 آذار ستُفقد ميقاتي صدقيّته

المستقبل - الثلاثاء 22 شباط 2011 - حاورته: صفاء قره محمد

شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دي فريج على انه "إذا أراد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أن يكون رئيساً لحكومة شعارها مطالب 8 آذار، فعندها سيفقد صدقيّة الموالاة والمعارضة في آن واحد"، مؤكداً أن "الكلام عن أن التأليف قبل 14 آذار 2011 أو بعده غير دقيق". وأعلن في حوار مع "المستقبل"، أن "معارضة 14 آذار ستكون بنّاءة، وليست شبهية بمعارضة الوزيرين شربل نحاس وجبران باسيل في حكومة الرئيس سعد الحريري"، وتمنى "أن تُمثّل الأقليات في الحكومة بوزير يحظى برضى المرجعيات الدينية ويكون خير ممثل لهواجس الأقليات".وهنا نص الحوار:

[أين أصبح تشكيل الحكومة؟

تحدثت الصحف عن هذا الموضوع بشكل مستفيض، ولا أملك معلومات أكثر مما كُتب. إلا أنه من الواضح أن تشكيل الحكومة ليس بالسهولة التي نعتقدها، وهذا يعود إلى الظروف المحيطة بالعالم العربي، والتغييرات الجذرية في حكومات هذه البلدان، بالإضافة إلى وضوح دور سوريا الذي تجلّى بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية ومن ثم ترشيح الرئيس ميقاتي عبر حلفائها في لبنان.

ربما من أسباب التأخير تريّث سوريا بانتظار وضوح الصورة في المنطقة، ولا يمكننا عند الحديث عن العرقلة نسيان المعرقل الداخلي والذي يتجلى برئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون وصراعه على الوزارات.

[المشهد السياسي اليوم يشبه المقولة التالية: "لا سقف سياسياً يعلو فوق مطالب قوى 8 آذار"، أين أصبحت وسطية رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس ميقاتي الآن؟

بداية، لا يمكننا أن نضع الرئيس سليمان مع الرئيس ميقاتي في الخندق ذاته، لأن لرئيس الجمهورية الكلمة الفصل في النهاية عبر توقيعه على البيان الوزاري للحكومة أو رفضه. أما بالنسبة إلى الرئيس ميقاتي فبإمكانه أن يكون وسطياً عند رفضه لهذا الكلام، أما إذا أراد السير بهذه المقولة فعليه أن ينزع عنه صفة الوسطية.

[ هل تتوقع تأليف الحكومة في المدى المنظور؟

لا يحق لنا اعتبار أن حكومة الرئيس ميقاتي تأخرت، لأن هنالك العديد من الحكومات استغرقت شهوراً في التأليف، فحكومة الرئيس سعد الحريري استغرقت وقتاً لأنها كانت حكومة وفاق وطني، أما بالنسبة إلى حكومة الرئيس ميقاتي والتي ستتألف من لون واحد، فإن من أسباب تأخيرها السقف العالي لقوى 8 آذار، والذي يتجلى بالخلاف على قالب الجبنة بين بعضهم البعض. وهنا إذا أراد الرئيس ميقاتي أن يكون رئيساً لحكومة شعارها مطالب 8 آذار فعندها سيفقد صدقيّة الموالاة والمعارضة في آن واحد.

[ أوردت إحدى الصحف أن التأليف سيتم قبل 14 آذار، ما رأيك؟

الكلام عن أن التأليف قبل 14 آذار 2011 أو بعده غير دقيق، تأليف الحكومة مرتبط بسببين رئيسيين، الأول التطورات في القارة الإفريقية والمنطقة، والثاني صدور القرار الإتهامي في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

[أصبح واضحاً حتى الساعة، عدم مشاركة قوى 14 آذار في الحكومة والإتجاه إلى المعارضة، ما هو شكل المعارضة الجديدة؟

ـ المعارضة الجدية "بنّاءة" ولن تكون شبهية بمعارضة الوزيرين شربل نحاس وجبران باسيل في حكومة الرئيس سعد الحريري، والتي كانت تعترض لتعترض بنبرة عالية وبالتهديد والوعيد من دون تقديم بدائل. معارضة 14 آذار ستكون معارضة على القرارات غير الجيدة للمواطن اللبناني، وستقدم بدائل وستثني على القرارات الجيدة، لن تعارض لتعارض فحسب.

[كيف سيتعامل الرئيس ميقاتي مع 8 آذار في الحكومة؟

هذا هو السؤال المطروح، كيف سيتعامل مع فريق يعارضه في القناعات الإقتصادية الخاصة به، فالرئيس ميقاتي يتوافق مع الرئيس الشهيد في السياسات الإقتصادية التي ترفضها قوى 8 آذار.

[إذا فشل الرئيس ميقاتي بالتأليف، ما هي الحلول؟

العودة إلى استشارات نيابية جديدة.

[ما رأيك بطرح تمثيل الأقليات في الحكومة الجديدة؟

بشكل رسمي أشكر الرئيس ميقاتي على هذه الخطوة على الرغم من الخلافات السياسية التي أتمنى أن تكون مؤقتة. وأطلب من الرئيس المكلف في هذا الإطار أن يكون الوزير تكنوقراطياً.

[هل من أسماء مطروحة؟

هنالك العديد من الأسماء إلا أن هناك إسماً عليه علامات استفهام كبيرة، لذلك أتمنى أن يحظى الوزير برضى المرجعيات الدينية ويلبّي هواجس الأقليات.

[كيف تقرأ الوضع العربي اليوم؟

ما يحصل الآن خير دليل على ثورة 14 آذار 2005، هذه الثورة الشعبية التي نراها اليوم بنزول الشعب العربي لتلبية مطالبه ورغباته، إلا أن هذه التحركات ذات الطابع الشعبي لربما تخفي في طياتها "محركاً ما"، وهذا يظهر بتشجيع بعضهم على مثل هذه التظاهرات، فهل هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي وعدنا به بوش؟

  

هل يقرأ ميقاتي والحلفاء

في كتاب واحد؟

المستقبل - الثلاثاء 22 شباط 2011 - عبد السلام موسى

يحاول رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي بـ"رماديته"، أن يرسم خارطة طريق إلى "مرحلة أنتقالية"، لكن حلفاءه المستعدون لـ"تحرير الجليل" على أهبة الإستعداد لـ"تحريره" من "رماديته"، فـ"إما أبيض أو أسود"، والواضح من مواقفهم التي تشي بـ"مرحلة إنتقامية" أن لا "أبيض" في حساباتهم، بل "أسود" كلون معاطفهم. فقد بات الرأي العام المحلي والعربي والدولي في حيرة من أمره، إزاء ممارسة ميقاتي "وسطية" سرعان ما تذوب كـ"الملح" في بحر "تطرف" حلفائه الجدد. الحرص الذي أبداه ميقاتي بالأمس على أن "تكون الحكومة العتيدة بداية حل الأزمة السياسية التي يشهدها لبنان"، يأتي، بحسب مصادر سياسية واسعة الإطلاع، مناقضاً لحرص حلفائه على أن تكون حكومته محطة لمزيد من التعقيد. فأي عاقل في لبنان يدرك أن أي حل للأزمة لا يكون أحادياً، كما أن بدايته لا تكون بحكومة من "لون واحد" يجاهر أقطابها من فريق "8 آذار"، من "جنرال الرابية" إلى قيادات "الحزب الحاكم"، بأن مشاركة الآخرين فيها، إما تتم تحت سقفهم السياسي أو لا تتم.

بهذا المعنى، فإن مصادر قيادية في "14 آذار" تضع كلام ميقاتي عن "بداية حل"، أمام وفد لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الهولندي، في إطار "الإيحاء للمجتمع الدولي بأنه وسطي فعلاً"، لكنها تستغرب كيف أن ميقاتي الذي لا شك في أنه يقرأ مواقف حلفائه المناقضة لمواقفه، لا يجرؤ على الرد عليها، من أجل طمأنة المواطنين الذين يشعرون بـ"القلق" حيال ما تُضمره من "نوايا مبيتّة"، وهو بذلك يظهر بموقع من "يغطي" هذه المواقف، بحيث لا يُفهم من كلامه عن "بداية الحل"، سوى أنه يقرّ بأن الحل هو كما يراه أقطاب فريق "8 آذار"، بمعنى تكريس نتائج الانقلاب الذي تم تحت ضغط سلاح "حزب الله". ولا تقف الأمور عند هذا الحد، ذلك أن ميقاتي شدد أمام الوفد الهولندي على "احترام القرارات الدولية، ومبدأ قيام العدالة".

لا نقاش في احترام ميقاتي لمبدأ قيام العدالة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا يفعل ميقاتي مع حلفائه الذين لا يريدون للعدالة أن تقوم في قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري وسائر شهداء "ثورة الأرز"؟ وكيف يتصرف مع حلفائه الذين يُنظّرون يومياً لسبل إعاقة الحكومة المنوي تشكيلها لعمل المحكمة الخاصة بلبنان التي ستأتي بالعدالة؟

القصة ليست قصة إحترام "مبدأ قيام العدالة"، بل قصة إحترام مسار قيام العدالة من خلال المحكمة الدولية. من هنا، لا ينفع كلام ميقاتي المبدئي عن العدالة، لأن هناك مساراً تنفيذياً لهذه العدالة لا بد من الالتزام به.

بنظر مصادر قيادية في "14 آذار"، يحاول ميقاتي من خلال "فذلكات لفظية" أن يرضي حلفاءه من جهة، وأن يكسب وقتاً مع المجتمع الدولي من جهة ثانية، في محاولة لإخفاء عجزه الفعلي عن تأليف الحكومة، ذلك أنه واقع بين حدين، الأول الشروط التي جعلته رئيساً مكلفاً للحكومة، والثاني متطلبات العلاقة بالمجتمع الدولي.

وعلى هذا الأساس، فإن محاولات ميقاتي للتوفيق بين شروط حلفائه في الداخل، وبين مطالب المجتمع الدولي في الخارج، محكومة بالفشل حتماً، لأن لا مجال للتوفيق بين شروط تتحدى الشرعية الدولية وقراراتها، وبين مطالب احترامها والالتزام بما نصّت عليه، لا سيما في موضوع المحكمة الخاصة بلبنان.

 

الحريات السياسية والإعلامية في لبنان مستهدفة تحت شعار حماية المقاومة.

حسان القطب

http://www.center-lcrc.com/index.php?s=8&id=2774

مشهد الانتفاض العربي المضرج بالدماء، والممتد من المحيط إلى الخليج دون استثناء، إلى جانب الانتفاضة المباركة للشعب الإيراني، ضد سياسات الظلم والقهر والتجويع وكبت الحريات ولجم الأصوات وكمّ الأفواه، لم يتعلم منه حزب الله والمجموعات التابعة له شيء مطلقاً إلى الآن، ولا زال هذا الفريق يتعاطى مع الواقع اللبناني المركب والمعقد، بفوقية وعنجهية تستند إلى قدرة ميليشياته وسلاحها على الانتشار والتهديد، والعمل على إطلاق ألسن مجموعاته الإعلامية في وجه كل من يعترض أو يعبر عن وجهة نظره أو عن موقفه وقناعاته..

سواء من موقعه كمواطن أو بصفته مسؤول.. على سبيل المثال مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان أعلن عن موقفه من موقعه المسؤول فقال.(«نحن أهل السنة والجماعة حريصون على أهلنا ووطنيتنا ولبنانيتنا وعروبتنا وعلى مقاومتنا وعلى كل الحقوق الوطنية، ونحذر من أن التمادي في سياسة التجاهل الأنفة الذكر ستؤدي إلى خراب لبنان وخراب البصرة.

 إن طائفتنا تتكلم باسمنا وليست بحاجة إلى مجنون أو معتوه ليتكلم باسمها...

طائفتنا لها أم وأب ومرجعية تتكلم باسمها فلماذا الإصرار على زجنا في أتون الصراعات؟»...فأطلقت بوجهه حملات إعلامية، وسياسية معروفة التوجه، لأن المطلوب هو أن نخاف جميعاً من أن نتكلم ومن أن نعلن مواقفنا السياسية أو أن نعبر عن رأينا، وحتى من أن نحتفل بمناسباتنا الدينية والوطنية..بحرية وبكرامة وعزة..

والأبواق التي انبرت لتهاجم وتستنكر هذا الكلام وهذا التصريح، هي نفسها التي اندفعت لتهاجم سماحة مفتي الجمهورية والبيان الصادر عن دار الفتوى بحضور السياسيين والمفتين والمجلس الشرعي الأعلى، الذي حدد مضمونه ثوابت وطنية ولبنانية لا يرقى إليها الجدال وهي بالتأكيد ليست طائفية، لذا جاء التهجم على صاحب السماحة والحاضرين خارج إطار مضمون البيان الوثيقة..كما جاء التهجم الحالي ليستهدف مفتي صيدا وأقضيتها في سياق بعيد عن مضمون كلمته وأهدافها..

وهذا الفريق عينه الذي طالب مفتي الجمهورية والمجلس الشرعي الأعلى بعدم التدخل في الشؤون السياسية تجاهل البيان الذي أطلقه المجلس الشيعي الأعلى توجهات أكثر من نصف اللبنانيين حين دعا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى "الإسراع في تشكيل حكومة وطنية يؤكد بيانها الوزاري على الثوابت الوطنية في التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة بما يحفظ منعة لبنان واستقراره وسيادته، واعتبر أنّ "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الفاقدة للشرعية الدستورية والوطنية تحولت إلى أداة لتصفية الحسابات السياسية بدل كشف الحقيقة، فما ظهر من تسريبات حول القرار الظني المعروف سلفاً، والوقائع المثبتة في ملف "شهور الزور"، يؤكد أنَّ المحكمة مسيسة، وتستهدف لبنان ومقاومته".

وإذ أكد أنَّ "المحكمة لاغية بالنسبة إليه"، دعا المجلس إلى "رفض أي تعاون معها لما تشكله من تجاوز للدولة والدستور والشعب").

نحن نرى أن من حق المجلس الشيعي الأعلى أن يتخذ القرار السياسي أو الموقف الذي يريده ولكنه لن يكون ملزماً لنا نحن الشريحة الواسعة من اللبنانيين..لأن من حقنا أن نعرف من يقتلنا ومن يستهدفنا ومن يعرقل شؤون حياتنا، ومن يحاول وضع يده على لبنان الكيان والوطن والشعب وعلى المقاومة وتاريخها..؟؟ فالتناقض في خطاب وممارسات هذا الفريق متعددة وفاضحة في آن معاً تماماً كما نرى في غياب التعاطي مع بيان المجلس الشيعي الأعلى.. فوزير حزب الله محمد فنيش يقول: ("ما الذي تغير ليرفض البعض معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي وافقوا عليها سابقاً في البيان الوزاري "، مشدداً على "أننا نملك المرونة في السياسة لكن للمرونة حدوداً).. التساؤل في مكانه ما الذي تغير..؟؟ ألم يلحظ الوزير فنيش، أن سلاح حزب الله الذي استعمل في السابع من أيار/مايو، من عام 2008، في شوارع بيروت.. وفي أزقة بيروت خلال شهر رمضان المبارك الفائت في وجه جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية..؟؟ والانتشار باللباس الأسود الذي برز في شوارع بيروت قبل بدء الاستشارات الملزمة لتكليف رئيس وزراء عقب استقالة الحكومة..؟؟ وحلفاؤه الذين يهددون الداخل اللبناني بسلاح حزب الله كل يوم..؟؟ والحوادث الفردية كثيرة وأكثر من أن تعد وتحصى..؟؟أليست هذه الممارسات كافية ليدرك الجميع أو على الأقل أن نصل إلى قناعة مشتركة أن هذا السلاح المنتشر دون رعاية أو عناية أو ضبط، قد خرج عن السيطرة أو عن الأهداف الأساسية التي من اجلها تم إنشاء المقاومة..؟؟

رغم ان التحرير وجهته واحدة والدفاع عن لبنان طريقه محدد وواضح..وبالتأكيد على خطوط المواجهة الجنوبية وليس في الداخل..؟؟ في الحقيقة هذا كله كافٍ ليكون مدعاةً للتغيير..!!ولكنه نسي أن يسأل نفسه وحزبه ما الذي تغير حتى أعلن حزب الله، ونبيه بري، والمجلس الشيعي الأعلى، رفضهم المحكمة الدولية، وهم كانوا قد وافقوا عليها.. على طاولة الحوار..؟؟ أم أن المطلوب أن لا نعرف من ارتكب الجرائم وهدد وحدة الوطن والسلم الأهلي والعيش المشترك..؟؟ وبما أن للمرونة حدوداً كما يقول الوزير فنيش، واستكمالاً للممارسات الديكتاتورية والتوجهات الفوقية التي تسعى لمنع العمل السياسي، وإلغاء حرية التعبير، انبرى الناطق الرسمي باسم حزب الله وئام وهاب ليطالب بإحالة من يهاجم سلاح حزب الله بالإحالة على القضاء...؟؟

من الواضح أن لبنان يواجه مرحلة صعبة وخطيرة للغاية والتجاذب والتراشق السياسي عبر البيانات المتناقضة التي تحمل طابعاً أو عنواناً دينياً، تفاقم من الانقسام الداخلي العامودي بين شرائح المواطنين اللبنانيين ومكونات الكيان اللبناني.. واستغراق البعض في جمع جمهوره وحشده في مناسبات دينية وتعبئته بالمواقف السياسية المستندة إلى تعاليم دينية يزيد من حدة الخلاف والشقاق..كما أن اندفاع بعض المكونات اللبنانية إلى تأييد مظاهرة هنا أو هناك..كما ورد في بيان المجلس الشيعي الأعلى حين أيد مظاهرات البحرين وتجاهل انتفاضة طهران..وبارك ما يجري في ليبيا، ولم يلحظ ما تعانيه الأقليات الإيرانية والمواطنين الأكراد في سوريا..حين قال في بيانه.. (واستنكر المجلس "التعرض للمتظاهرين في البحرين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة في تطوير نظامهم السياسي بما يحقق العدالة والمساواة"، مؤكدا "أهمية الاستجابة إلى مطالب الشعب بما يصون وحدته وحريته")...ماذا عن الحقوق المشروعة لتلك الأقليات أيضاً..لماذا تم تجاهلها في هذا البيان، وإذا كانت ثورة الشعب الليبي والبحريني مشروعة فكذلك فإن ثورة الشعب الإيراني مشروعةً أيضا..؟؟

خلاصة ما تقدم مما ورد في تصريحات قادة حزب الله والمكونات التابعة له، فإنها في مجملها تهيئ، لسلسلة إجراءات تستهدف الحريات العامة، إلى حرية التعبير والإعلام والتصريح، وإلى ترهيب أصحاب المواقع الرسمية من دينية وغير دينية، لحثها على الصمت تحت طائلة التشهير، والاستهداف بأقسى العبارات غير المسؤولة وغير الموضوعية، إضافةً على استعمال المنطق الأحب على قلوب هؤلاء وهو منطق التخوين وفتح ملفات الحرب الأهلية.. وهذا ما يؤكد أن هؤلاء القوم لم يتعلموا ولم يستفيدوا مما جرى ويجري في الدول العربية ودولة إيران من انتفاضات ضد الأنظمة المسلحة بالمخابرات والميليشيات والجيوش، حين هبت الشعوب تهتف مطالبة بالحرية والديمقراطية وانتصرت..وقادة الظلم والتهديد في لبنان لن يكونوا استثناء وسلاحهم لن يحميهم من غضبة الشعب التواق للحرية والديمقراطية والعدالة مهما استصدروا من بيانات وتصريحات..

حسان القطب

 

حرب وقع قرارا لتنظيم عمل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

دائرة العمال السوريين تصدر الإجازات بعد استكمال اجراءات قانونية

وطنية - 22/2/2011 - وقع وزير العمل بطرس حرب ظهر اليوم القرار المتعلق بتنظيم عمل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان، وأحاله إلى مجلس شورى الدولة للمصادقة عليه. وجاء في القرار:

"بناء على المرسوم رقم 2839 تاريخ 9 تشرين الثاني 2009، بناء على القانون رقم 129 تاريخ 24 آب 2010 (تعديل المادة 59 من قانون العمل)، بناء على المرسوم رقم 15488 تاريخ 17 تشرين الأول 2005 (إحداث دائرة رعاية العمال السوريين)، وبعد استطلاع رأي مجلس شورى الدولة، وبغية تنظيم عمل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان، وتبسيط إجراءات حصولهم على إجازات عمل، بناء على اقتراح المدير العام بالإنابة، يقرر ما يأتي:

المادة الأولى: يخضع لهذا القرار اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في لبنان، والمسجلون لدى مديرية الشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات.

المادة الثانية: تكلف دائرة رعاية العمال السوريين بشؤون العاملين من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتتولى المهام التالية: أ- تنظيم ومتابعة شؤون عمل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان. ب- تجميع، توثيق، تحديث وتحليل المعلومات والبيانات المتعلقة بعمل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان. ج- القيام بالإجراءات الخاصة بطلبات الحصول على إجازات عمل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان، وإصدار هذه الإجازات وتجديدها. د- تسوية ومعالجة الخلافات والشكاوى التي يتقدم بها اللاجئون الفلسطينيون فيما يتعلق بوضعهم القانوني وحصولهم على إجازات عمل. ه- التنسيق والتعاون مع الدوائر الأخرى بوزارة العمل، في الأمور ذات العلاقة، وتنظيم آلية إحالة إلى الدوائر الأخرى، كلما كان ذلك ضروريا، بما في ذلك دائرة التفتيش والوقاية والسلامة. و- المتابعة والمراجعة الدورية للأنظمة والآليات المعمول بها، للتأكد من سرعة وفعالية إجراءات إصدار وتجديد إجازات العمل للمستفيدين من هذا القرار.

المادة الثالثة: يقسم أصحاب المهن، لغايات تطبيق هذا القرار، إلى المجموعات التالية: أ- المجموعة الأولى: أصحاب العمل. ب- المجموعة الثانية: ممثلو ومدراء الشركات الأجنبية. ج- المجموعة الثالثة: الحرفيون والعاملون لحسابهم الخاص. د- المجموعة الرابعة: الأجراء.

المادة الرابعة: على كل لاجئ فلسطيني، ممن ينطبق عليهم هذا القرار، يرغب في العمل في لبنان أن يتقدم بطلب بهذا الشأن مباشرة إلى وزارة العمل، أو إحدى دوائرها في المحافظات، للحصول على إجازة عمل، مرفقا بالمستندات التالية: أ- للأجراء: 1- إستدعاء موقع من صاحب العلاقة يوضح فيه المهنة التي يرغب في تعاطيها. 2- صورة عن بطاقة هوية لاجئ الصادرة عن مديرية الشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات. 3- صورتان شمسيتان للاجئ الفلسطيني. ب‌- للحرفيين والعاملين لحسابهم الخاص: 1- إستدعاء موقع من صاحب العلاقة يوضح فيه المهنة التي يرغب في تعاطيها. 2- صورة عن بطاقة الهوية الصادرة عن مديرية الشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات. 3- صورتان شمسيتان للاجئ الفلسطيني.

ج- ممثل أو مدير شركة أجنبية: 1- صورة عن بطاقة هوية لاجئ الصادرة عن مديرية الشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات.. 2- كتاب تمثيل صادر عن الشركة المعنية في الخارج، مصدق من السفارة اللبنانية في الدولة التي يوجد فيها مركز الشركة الرئيسي، ومن وزارة الخارجية اللبنانية، متَرجم إلى اللغة العربية. يتضمن الكتاب بندا ينص على أنه في حال تعيين وكيل تجاري حصري للشركة في لبنان يجب أن يكون لبنانيا. 3- صورة عن مستندات الشركة الصادر عنها كتاب التمثيل مصدق حسب الأصول. 4- إفاة من وزارة الإقتصاد والتجارة بالنسبة لفروع الشركات الأجنبية تثبت تسجيل الفرع وتعيين مدير له. 5- نسخة عن السجل العدلي من السلطات المختصة في لبنان لا يعود تاريخه إلى أكثر من شهر. د- أصحاب العمل: 1- إستدعاء موقع من صاحب العلاقة، أو وكيله الرسمي، يحدد فيه نوع عمل الشركة أو المؤسسة التي ينوي إنشاؤها، حجمها ومكانها. 2- صورة عن بطاقة هوية لاجئ الصادرة عن مديرية الشؤون السياسية واللاجئين. 3- تعهد بتسجيل الشركة أو المؤسسة في السجل التجاري، وفي الإدارات الأخرى المختصة، خلال مهلة أقصاها ستة أشهر من تاريخ منحه إجازة العمل، على أن تكون بنود السجل التجاري أو الترخيص متطابقة مع شروط إجازة العمل، خاصة لجهة نوع العمل. 4- نسخة عن السجل العدلي من السلطات المختصة في لبنان، لا يعود تاريخه إلى أكثر من شهر.

المادة الخامسة: تتم مراجعة وتدقيق الطلبات المقدمة من قبل الدائرة المختصة، التابعة لوزارة العمل، والتي تقوم بإصدار إجازات العمل ذات العلاقة، بعد استكمال الإجراءات القانونية والحصول على الموافقات المطلوبة. تحدد إجازات العمل الخاصة باللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان، بالإضافة إلى البيانات الأخرى، المهنة التي يمارسها حامل الإجازة.

المادة السادسة: الموافقات المطلوبة: تصدر إجازات العمل الخاصة بالعاملين من اللاجئين الفلسطينيين العاملين في لبنان بناء على: أ- موافقة وزير العمل، بعد موافقة المدير العام ورئيس مصلحة القوى العملة، ورئيس الدائرة المعنية في وزارة العمل بالنسبة للمجموعتين الأولى والثانية. ب- موافقة المدير العام ورئيس الدائرة المعنية، التابعة لوزارة العمل، بالنسبة للفئتين الثالثة والرابعة.

المادة السابعة: صلاحية إجازة العمل: تعتبر إجازات العمل الخاصة باللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان صالحة لمدة ثلاث سنوات من تاريخ إصدارها.

المادة الثامنة: تجديد إجازات العمل: تقدم طلبات تجديد إجازات العمل وفقا لهذا القرار إلى وزارة العمل بواسطة شركة ليبان بوست، أو أي شركة تعتمدها وزارة العمل، مرفقة بصور عن المستندات المبينة في المادة الرابعة، ويتم تجديدها بعد الحصول على الموافقات المبينة في المادة السادسة، من هذا القرار.

المادة التاسعة: يبلغ هذا القرار حيث تدعو الحاجة، ويلغى كل نص يتعارض مع مضمونه".