المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
20 شباط/2011

إنجيل القدّيس يوحنّا13/13-17/ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ

أَنْتُم تَدْعُونَنِي المُعَلِّمَ والرَّبّ، وحَسَنًا تَقُولُون، لأَني كَذلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قَدْ غَسَلْتُ أَقْدَامَكُم، فَعَلَيْكُم أَنْتُم أَيْضًا أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُم أَقْدَامَ بَعْض. لَقَدْ أَعْطَيْتُكُم مِثَالاً، لِتَفْعَلُوا أَنْتُم أَيْضًا كَمَا فَعَلْتُ أَنَا لَكُم. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، ولا رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا، وعَمِلْتُمْ بِهِ، فَطُوبَى لَكُم!

 

خطف فتاة قبطية في مصر

وكالات/اقتحمت مجموعات مسلمة متدينة منزل اسرة قبطية بعد ظهر أمس الجمعة  واختطف فتاة عمرها 18 عاماً تدعى نسما ثروت وهي ابنة المقاول الذي قام ببناء كنيسة القديسة مريم والقديس ميخائيل في الطالبية، حي الجيزة، القاهرة/ ترك الخاطفون رسائل كتبت على جدار المنزل، تقول  "الإسلام هو الحل" و"الكنيسة لا بد من هدمها." كما كتبوا أسماء أفراد الأسرة الآخرين على الحائط.  

 

رفض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قرارا يدين الهجمات على المسيحيين في الشرق الأوسط

وكالات/في اجتماعهم الأخير في بروكسل الشهر الفائت رفض زراء خارجية الاتحاد الأوروبي مشروع قرار يدين الأعمال الوحشية الأخيرة ضد الأقليات المسيحية في مصر والعراق على الرغم من أن قراراً في هذا الشأن لا لبس فيه كان صدر عن  البرلمان الأوروبي بتاريخ 20 من نفس الشهر ندد بزيادة الهجمات على الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. ايطاليا وفرنسا والمجر وبولندا أيدوا بقوة الجهود الرامية إلى إدانة صريحة لإضطهاد المسيحيين، هذا وستتم مناقشة الموضوع مرة أخرى في مجلس الوزراء الأوروبي غدا

 

بيان المثقفين المصريين لإلغاء المادة 2 من الدستور

السبت 19 شباط (فبراير) 2011/الاشفاف/القاهرة ـ خاص: أصدرت مجموعة من المثقفين المصريين بيانا بعنوان " نحو دولة مدنية" جاء فيه: "انطلاقا من حرصهم على مبادئ الديمقراطية والوحدة الوطنية، يرى المثقفون المصريون الموقعون على هذا البيان باختلاف انتماءاتهم السياسية والدينية ضرورة تعديل المادة الثانية من الدستور المصري التي تنص على الآتي: "الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع". اقترح الموقعون على البيان استلهام الصياغة القديمة لدستور 1923 المصري الذي تنص المادة الثالثة فيه على ما يلي: "المصريون لدى القانون سواء. وهم متساوون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وفيما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الأصل أو اللغة أو الدين." كما تنص المادة الثانية عشرة على أن "حرية الاعتقاد مطلقة". إن الإسلام هو دين الأغلبية في المجتمع المصري وهو أحد أهم روافد الشخصية المصرية الحديثة، كما أن مكانة الديانة المسيحية في صياغة هذه الشخصية ونموها عبر العصور لا خلاف عليها. وأكد البيان ضرورة احترام حرية التعبير الديني، وحرية ممارسة الشعائر الدينية باعتبارها حقا مكفولا للجميع في ظل الدولة المدنية. ورأى البيان أن الدولة يجب أن تظل بمنأى عن التيارات والأهواء الدينية، وأن تلتزم بالدفاع عن حقوق المواطنة، وأن تحث المواطنين جميعا على احترام القانون الوضعي الذي من شأنه أن يعيد للدولة المصرية هيبتها، ومكانتها بين دول العالم. وقال الموقعون إن تطبيق المبدأ العلماني في الدولة المدنية ليس نفيا للدين، أو نفيا لحق المواطن في ممارسة الشعائر، بل هو دعوة صريحة لفصل الدين عن الدولة، ومبادئ التشريع فيها، بما يكفل لكل مواطن حقوقه الأساسية المشروعة: حق التعبير والتفكير والاعتقاد.

وختم البيان بقوله :"ولكي يتحقق التطور المرجو للمجتمع المصري في ظل مبادئ الدولة المدنية، التي تكفل الحريات الثلاث المشار إليها دون تمييز بسبب الأصل أو اللغة أو الدين –ودون تمييز بسبب جنس المواطن أو المواطنة- فإن الموقعين على هذا البيان يهيبون بالقائمين على إعادة صياغة الدستور المصري بتعديل المادة الثانية بما يتوافق مع متطلبات التحديث، والإصلاح التي نادي بها شباب ثورة 25 يناير عملا بمبدأ الدين لله والوطن للجميع".

الموقعون:

مي التلمساني- إبراهيم فرغلي- د.وليد الخشاب- صالح راشد - صفاء الليثي -خالد حافظ- د.أمينة رشيد- منتصر القفاش- د.وليد الحمامصي -يوسف رخا -يسري نصر الله- صادق محمد نعيمي- ناصر فرغلي- د.آمال كمال- د.أحمد خشبة- محمد التهامي- أحمد يوسف- نائل الطوخي- أحمد غريب- سعد القرش- نادر عدلي- عفاف طبالة- دينا حشمت- سيد محمود- محمود عبد الرحيم- ميرال الطحاوي- أحمد يماني -أحمد فاروق- د.صبري حافظ- فتحي سليمان- د.نيفين النصيري- محمد مرسال- إبراهيم المصري- نسرين الزنط - د.دعاء زيادة- ليليان عيسى- أحمد زعلول الشيطي- سهي زكي- حنان حمدي- إيمان الجوهري- د.ماري تيريز عبد المسيح- منتصر حجازي- مهاب نصر- نجاة علي- رضوى فرغلي- مؤمن سمير - ياسر شعبان- سهام بدوي- باسم شرف- هيثم الشواف- هاني مصطفى- احمد عثمان- د.منى برنس- وحيد الطويلة- محمد كشيك- مها المهدي- مفرح كريم- صفاء عبد المنعم -إيناس توكل- أيمن الحارس- حاتم حافظ- عمرو اسعد- نشأت نجيب- رباب كساب- د.رانيا فتحي- أحمد سماحة- غادة عبد المنعم- راوية صادق- منصورة عز الدين- شريف يونس- خالد فهمي- عادل العمري- هالة جلال- مصطفى نور الدين عطية-نشأت نجيب- حنان كمال- محمد البعلي- راجية الحسيني- سمية عامر- أمير العمري- رباب كساب- خالد الخميسي- هالة حلمي نمَّر- مصطفى ذكري- نجلاء فتح الله- خليل كلفت- د. رجائي عطية إبراهيم- تامر عياد- أحمد أبو خنيجر- هالة خليل- عماد إرنست- مصطفى الخولي- عبد الله عصمت عبد الحليم داوستاشي- عزة شعبان- دنيا كمال- حسن وهبة - عصام ستاتي - نرمين خفاجي- صلاح صابر- عبد الله ضيف-عادل سعيد حنا- نادية دويق- أماني خليل- غادة الحلواني—د. هناء فهمي- سامح سامي - لبنى إسماعيل- منى صبري-بشارة شكري- نهى الابياري- د. سيد البحراوي- ناجي مكرم- هايدي عبد اللطيف- نسرين الزيات- على عطا- أشرف إبراهيم- هيثم الشواف- جيهان عمر- أمال عويضة- جيهان عبد العزيز-عزت إبراهيم- د.رشا عبد الله- كرم احمد توفيق- احمد أبو زيد-هالة حليم- محمد نصار- د. رشاد أنطونيوس.
ويمكن التوقيع على الايميل الخاص بالكاتبة مي التلمساني 
mtelmissany@hotmail.com

 

جمال البنا: من مصلحة الإسلام إلغاء المادة الثانية من الدستور

السبت 19 شباط (فبراير) 2011/القاهرة ـ خاص:

قال المفكر الشيخ جمال البنّا إن من مصلحة الإسلام إلغاء المادة الثانية من الدستور المصري، التي تؤكد أن "الإسلام دين الدولة"، و"الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع"، موضحا أن استقصائه التاريخي لتطور الدولة الإسلامية، أكد له أن السياسة لا بد - ولا مناص - من أن تلوث الدين، أو تستغله. فقد عوجلت دولة الخلفاء باحتدام الخلاف بين مجموعات من المسلمين أدت إلى مقتل الخليفة عثمان، وهو يقرأ في مصحفه وزوجته تدافع عنه باليدين حتى أطارت السيوف أناملها، ثم تحارب المسلمون حول هودج عائشة، وهي بحكم أنها زوجة الرسول تعد أمهم جميعا، وصوبت كل السهام لهودجها وتصدت كل الأيدي للدفاع عنها، وأخيرا قاتل نصف المسلمين النصف الآخر في صفين.

وأضاف البنّا :"حدث هذا، وذكرى الرسول ماثلة، وكل الذين تورطوا في هذه المواقف من كبار الصحابة، ثم جاء ما هو أنكى في سنة ٤٠ هجرية عندما حول معاوية بن أبي سفيان الخلافة إلى ملك عضوض، يكون الحاكم فيه أشبه بكلب مسعور يعض على عظمة، ولا يدعها تفلت منه".

وقال إن إصلاح الجماهير إنما يكون بهداية الأديان، أما أن تبنى الدولة مساجد، وتطبع ملايين النسخ من كتب دينية، بل إن ترسل جيوشا لفتح بلاد باسم الدين، فهذا كله لا يفيد في حقيقة الحال. وختم البنّا حديثه للشفاف، قائلا :"دفعني هذا كله لإصدار كتاب "الإسلام دين وأمة، وليس دينا ودولة"، الذي شرحت فيه قضية الإسلام والحكم في ٤٠٠ صفحة، وأنه يستحيل إقامة دولة دينية، وأن التركيز يجب أن يكون على الأمة، وليس على الدولة".

 

طهران: الحرس يطوّق منزل موسوي والمعارضة تتظاهر الأحد

بادية فحص  /الشفاف/السبت 19 شباط (فبراير) 2011

بدت أوساط إصلاحية إيرانية تخوفها من استمرار احتجاز القيادي الإصلاحي مير حسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد في منزلهما الكائن في شارع "باستور" وسط العاصمة طهران، منذ مساء الأحد في 13 شباط عشية التظاهرات التي نظمتها حركة المعارضة الخضراء في 36 مدينة إيرانية، محملة الحكومة الإيرانية مسؤولية تعرضهما لأي مكروه. وأفاد موقع "جرس" المعارض أن قوة من الحرس الثوري ما زالت تضرب طوقا أمنيا مشددا على مداخل الحي الذي يسكنه "موسوي" منذ خمسة أيام، و قامت بطرد حراسه الشخصيين واستبدلتهم برجال مقنعين. وذكر الموقع أن بنات موسوي الثلاثة فقدن جميع وسائل الإتصال بوالديهن بعد ان منعتهن القوة الأمنية المتمركزة أمام المنزل من الدخول إليه وقطعت عنه خطوط الهاتف وشبكة الإنترنت. وحددت حركة المعارضة الخضراء يوم الأحد القادم 20 شباط موعدا لتجديد الإحتجاجات السلمية في الميادين الرئيسية في المدن الإيرانية الكبرى، وغطت شوارع طهران ملصقات إعلانية تحمل شعار "كل الميادين حرية وكل الشوراع ثورة"، في إشارة إلى أن المظاهرة سوف تنطلق من شارع الثورة (إنقلاب) باتجاه ساحة الحرية (آزادي). ويقوم طلاب جامعة طهران وجامعة آزاد بالإعداد لمسيرات يوم الأحد التي تتزامن مع حلول "أسبوع" الطالبين الجامعيين "صانع جاله" و"محمد مختاري" اللذين سقطا شهيدين في مواجهات 14 شباط .

وفي تطور لافت، أفادت المعلومات أن مدنا عربية في إقليمي خوزستان وهرمزكان نظمت تظاهرات احتجاجية بناء على دعوات إصلاحية قامت على إثرها الأجهزة الأمنية باعتقال 6 اساتذة جامعيين في مدينة خلف آباد شرق مدينة الأهواز. يذكر أن الإقليمين يقطنهما أكثر من خمسة ملايين عربي يعانون صنوفا من القهر والتمييز العرقي.

من جهة أخرى، أعلن الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي من خلال موقعه على الفايس بوك، ستعداده مجددا للمثول أمام المحكمة الثورية بشرط أن تكون المحاكمات علنية,وطالب السلطات القضائية الإيرانية بالقليل من الشفافية . على خط المحافظين، دعا رجل الدين المتشدد آية الله أحمد جنتي الأجهزة الأمنية الإيرانية بالتعامل بحزم مع قادة الحركة الإصلاحية وقال في خطبة الجمعة:امنعوا عنهم كل شيء واسجنوهم داخل منازلهم. كما قلل الرئيس محمود أحمدي نجاد من شان الدعم الذي أبدته واشنطن لمطالب الإصلاح في إيران. وقال في خطاب وجهه للشعب الإيراني: إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يرى أبعد من أنفه وأنا أشك أنه يستطيع كتابة اسمه بطريقة صحيحة. إنه يريد السيطرة على العالم في حين ليس بمقدوره حل مسألة بسيطة في بلاده. طهران والمدن الإيرانية الكبرى تتحضر لموجة احتجاجات جديدة سوف تشهد ذروتها يوم الأحد. وفي حين تظهرالحركة الخضراء نيتها في مواصلة الإعتراض وعدم العودة من الشارع على غرار تجربة "ميدان التحرير"، ترتفع أصوات داخل الحرس الثوري معترضة على استعمال العنف في قمع المتظاهرين. كما وتحذر من تكرار سيناريو أحداث حزيران 2009، ما يبشر ببوادر خلاف في صفوف الحرس الثوري، وفقا لمعلومات إصلاحية .

 

سليمان بحث مع الحريري والصفدي والعريضي في معالجة ارتفاع المحروقات والقمح

المركزية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع كل من رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ووزيري الاقتصاد محمد الصفدي والاشغال العامة والنقل غازي العريضي سبل معالجة الاوضاع الناجمة عن ارتفاع اسعار القمح والمحروقات، مشددا على تفعيل عمل مصلحة حماية المستهلك بما يخفف العبء عن كاهل المواطنين.

واستقبل الرئيس سليمان السفير المصري لدى لبنان احمد فؤاد البديوي الذي اطلعه على تطورات الاوضاع في مصر والعلاقات بين البلدين. وزار بعبدا وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال ابراهام دده يان مع وفد من العائلة لشكر الرئيس سليمان على تعزيته بوفاة والدة زوجته.

 

نديم الجميل: عون يحاول اعادة القرار الى سوريا

معارضتنا ستتحول الى مقاومة للحفاظ على الحرية والاستقلال على ميقاتي عدم تشكيل حكومة من لون واحد لانها ستخرب لبنان

وطنية - 19/2/2011 دعا النائب نديم الجميل الى عدم إعطاء كلام محمد زهير الصديق أهمية أكثر مما يستحق، وقال: "تصلنا رسائل تهديد واضحة من اطراف عدة، لكن هذا الامر لن يجعلنا نغير رأينا وثوابتنا وتصرفاتنا "، مشيرا الى انه "اذا اعتقد البعض انهم بالتهديد سيصلون الى اهدافهم، فهذا الامر يعطينا دفعا اكبر ".

واوضح الجميل في حديث الى المؤسسة اللبنانية للارسال ، ان الاغتيالات ممكنة في اي وقت في لبنان خصوصا ان الاستهداف يطال اشخاصا من فريق واحد، فكل من استشهد كان يعارض الوجود السوري وسلاح "حزب الله".

واكد ان "النزول الى ساحة الشهداء في 14 اذار 2011 هو من اجل "نهج وفكرة وحرية" سنبقى نناضل من اجلها، وليس من اجل دعم فكر سياسي فقط" .

ورأى الجميل "ان ما نشهده في الدول العربية من حركة احتجاجات بدأت في لبنان عام 2005 وكانت من اجل الحرية ومن ثم انتشرت في البلدان العربية "، لافتا الى "ان كل التظاهرات التي نراها تناضل من اجل الحرية وليس ضد الولايات المتحدة او لقمة العيش "، وقال: "في لبنان كنا السباقين في طرح كل هذه الشعارات وسننزل في 14 اذار من اجل البلد والعيش بكرامة، نحن لن نستعمل السلاح والقوة لكن اليوم هناك ظرف لاعادة المقاومة السلمية والمدنية".

وشدد الجميل على ان فريق 14 اذار حقق انجازات كبيرة، فما كان النائب ميشال عون ليعود الى لبنان لولا الخروج السوري جراء 14 اذار 2005 والدكتور سمير جعجع لما خرج من السجن لولا 14 اذار 2005 والمحكمة الدولية لما انشئت لولا 14 اذار 2005.

ورفض الخضوع لقوة السلاح والاستبداد الذي تفرضه سوريا و"حزب الله" على الدولة اللبنانية.

واذ اكد "ان قيادات 14 اذار تتحمل جزءا من مسؤولية الوضع الذي وصلنا اليه بسبب التنازلات التي قامت بها "، اشار الى انه "لا يمكن ان ننسى كل الانجازات التي تحققت جراء ثورة الارز". وقال: "كل القيادات في 14 اذار اصبحت تعي ان لا امكانية للتفاوض مع الفريق الاخر لانه يريد اسقاط الدولة والنظام، وسننزل في 14 اذار الى ساحة الشهداء لاعادة تحريك الشارع باتجاه واضح نحو الدولة اللبنانية والحرية في لبنان ".

ورأى الجميل انه عندما حاول الرئيس المكلف نجيب ميقاتي التمايز عن موقف 8 اذار قاموا بتعطيل تشكيل الحكومة، وقال: "ميقاتي لم يتكمن من اعطاء الفريق الاخر الضمانات التي يريدها، ففريق 8 اذار يريد من ميقاتي ان يؤيده في القرارات كافة. "حزب الله" يطلب دفتر شروط من ميقاتي الذي وافق على جزء منه، الا انه لم يتمكن من اعطاء الضمانات الكاملة لتنفيذ مشروع "حزب الله"، وطالما ان ميقاتي لم يقبل بشروط الحزب كافة سيبقى الحزب يطالب عون بتعطيل تشكيل الحكومة ".

واكد انه كان من المفترض انشاء محكمة دولية عام 1982، مشيرا الى انه لو تم التحقيق باغتيال الرئيس بشير الجميل لما حصلت كل الاغتيالات اللاحقة. واوضح ان اغتيال الرئيس الجميل حصل لانهم لا يريدون الاستقرار في لبنان، كما اغتالوا الرئيس رفيق الحريري للسبب نفسه، وكمال جنبلاط اغتيل من اجل احداث فتنة بين المسيحيين والدروز.

وشدد الجميل على انه "اذا سامحنا من قام بهذه الاغتيالات فسنصل الى فلتان امني في البلاد ".

وردا على سؤال عن امكان تشكيل حكومة من لون واحد، اعتبر الجميل انه "إذا شكل الرئيس ميقاتي حكومة من لون واحد كما يريد الفريق الآخر، فهو سيفقد مصداقيته تجاه المجتمع الدولي ككل"، موضحا ان رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل قال اننا وصلنا الى حائط مسدود، لكننا ما زلنا منفتحين الى اقصى حد للنقاش وللوصول الى اتفاق على الامور المبدئية التي لا يمكن المساومة عليها". اضاف: "نريد من ميقاتي موقفا واضحا في ما يتعلق بالمحكمة، لانه في هذا الموضوع لا يمكن ان يكون موقفه رماديا ".

وعن خطاب الامين العام ل"حزب الله" الاخير، اشار الجميل الى ان نصرالله دعا الى نسيان موضوع سلاح "حزب الله"، لكن هذا الكلام خطير وسيؤدي في مكان معين الى تسليح الفريق الاخر، لان نصرالله يقول انه سيستخدم هذا السلاح لفرض رؤيته على الدولة اللبنانية، ما سيستدعي منا ان نتسلح ايضا لنواجهه، ورأى ان نصرالله يبشرنا بدمار جديد للبنان وبحرب اهلية وبديون جديدة"، لافتاً الى" ان حزب الله يعتبر ان اي قرار يعيد للدولة هيبتها وسيطرتها واهليتها هو موجه ضده "، داعيا "حزب الله" الى ان يفهم ان ضمانته تكون بالدولة كما ان ضمانة المسيحيين تكون ايضا بالدولة. وقال: "اذا كان حزب الله فعلا مقاومة لبنانية فمن حق اي لبناني واولهم الجيش ان يقاوم اسرائيل. الا ان السلاح هو لضرب الدولة وخلق نظام ايراني جديد، والبارجتان الايرانيتان المتوجهتان الى البحر المتوسط اتيتان لتنفيذ هذا المخطط ".

وردا على دعوة النائب محمد رعد فريق 14 اذار الى مراجعة حساباته، قال: "فليراجع رعد ما حصل في 7 ايار وحرب تموز 2006 والاخطار التي سببتها للبنان، وليراجع كل الخراب الذي سببه مع حلفائه. نحن اخطأنا وتنازلنا في مكان معين لكن ما قمنا به كان من اجل الدفاع عن لبنان وحرية المواطن لاننا لا نريد ان يصبح الشعب اللبناني كالشعب الايراني والسوري وكالشعب المصري في ظل نظام الرئيس حسني مبارك ".

وعن معادلة 10 10 10، اكد الجميّل ان هذه المعادلة غير واردة وهي مسخرة على الرئيس ميقاتي، سائلا "ما الهدف من الاتيان برئيس حكومة لا يملك اكثرية او فريقا يمون عليه؟" وقال: "اليوم يحاولون فبركة اكثرية وحكومة لا يمكن ان تتركب". واضاف: "عندما شكلنا الحكومة ركزنا على الانفتاح والتقارب والمشاركة لبناء البلد لكن تبين لنا ان الفريق الاخر لا يريد بناء البلد بل تخريبه ".

ورأى ان ما يقوم به النائب ميشال عون مفيد له من اجل فرض نفسه على الساحة لكنه ليس من مصلحة المسيحيين الذين يناضلون من اجل الحرية والسيادة، مشيراً الى ان عون يحاول اعادة القرار الى سوريا وتحويل المرجعيتين السياسية والدينية الى سوريا، وهذا امر خطير وخطأ كبير لمستقبل المسيحيين في لبنان. وقال: "نضالنا منذ ايام يوحنا مارون الى اليوم كان من اجل الحرية والامن، ولقد ضحينا بأمننا في فترة من اجل حريتنا وحاربنا وواجهنا الاحتلال السوري من اجل حريتنا واليوم "حزب الله" آت لفرض رأيه علينا وعلى عون، كما ان العماد عون ينفذ مشروعا ايرانيا وفرض سيطرة "حزب الله" من دون ان يعلم، وهذا الامر سيقضي على الحريات والديموقراطية في البلد".

واكد انه "اذا دخلنا في حكومة يسيطر عليها "حزب الله"، يمكن ان تقرر الخزينة الاميركية ضرب القطاع المصرفي في لبنان، عندها "ماذا سنفعل في هذا القطاع الذي نتغنى به؟"، محذرا من ان حكومة "لحزب الله" ستؤدي الى الغاء لبنان عن العالم.

واعرب الجميل عن اعتقاده بأن عون لا يرى هذا الامر، لانه يعتبر انه يمكنه ان يحصل على حصة 10 وزراء حتى ولو على حساب حرق البلد، مشيرا الى ان ما يقوم به عون هو تقوية حزب الله.

واذ اكد ان من حق عون ان يطالب بـ30 وزيرا، دعا الى الا تكون هذه المطالبة من اجل التعطيل وتمرير الوقت فقط.

وردا على استهداف عون لرئيس الجمهورية، قال الجميل: "هناك استهداف مباشر للرئاسة الاولى ولصلاحيات رئيس الجمهورية، فالعماد عون الذي يطالب بصلاحيات رئيس الجمهورية يرفض اعطاء الرئيس ميشال سليمان حصة وان يكون لديه كلمة في مجلس الوزراء". ورأى انه لا يمكن اسقاط رئيس الجمهورية لكن يمكن الضغط عليه، واضاف: "لكن طالما ان سليمان مقتنع بما يقوم به فلن يتأثر بأحد، وطالما يحمل راية الديموقراطية في لبنان فسنبقى داعمين له."

وتمنى على الرئيس المكلف عدم ترؤس او تشكيل حكومة من لون واحد لانها ستخربه وتخرب لبنان، مستبعدا ان يقوم سليمان وميقاتي بتحمل هكذا مسؤولية.

واوضح انه لا يوجد وقت محدد لتشكيل الحكومة، مشيرا الى ان فريق 8 اذار بحاجة الى تشكيل حكومة بسرعة للتصدي للقرار الاتهامي قبل صدوره. وقال: "اذا اعتقد ميقاتي ان بامكانه التوفيق بين 8 و14 اذار فهو لن ينجح لان الوضع حاسم ويجب اتخاذ موقف".

ورأى ان الرئيس سعد الحريري بحاجة الى ان يكون في موقع المعارضة وقال: "نحن اليوم مع الحريري سنتحول من معارضة الى مقاومة لنقاوم من اجل الحرية والديموقراطية في لبنان وسنعود وننزل في 14 اذار الى ساحة الشهداء من اجل لبنان وحماية نفسنا بنفسنا".

وتعليقا على التظاهرات والاحتجاجات التي تحصل في عدد من الدول العربية، قال الجميل: "هذه تحركات شبابية ونابعة من منطق السياسة والحريات اكثر من الامور المعيشية". واستغرب كيف ان صحف حزب الله وقناة "المنار" تصف من يسقط في مواجهات البحرين ومصر بالشهيد لكنها تعتبر من يسقط في اعتصامات ايران خائن، سائلا: "لماذا يصفون ما حصل في مصر بانه انجاز بينما يعتبرون ما تقوم به المعارضة في ايران خيانة؟". وقال: "ما يبدأ في تونس ينتهي في سوريا وايران، وما تجمعه الجغرافيا لا يفرقه التاريخ ولينتبه كل مسؤول على نظامه".

وختم الجميل: "معارضتنا ستتحول الى مقاومة من أجل الحفاظ على الحرية والاستقلال وانجازات انتفاضة الاستقلال ".

 

شمعون توقع عودة جنبلاط الى صفوف 14 آذار: لقاء دار الإفتاء يلزم ميقاتي أدبيا في مسألة تشكيل الحكومة

رئيس الجمهورية برهن انه وسطي وندعوه الى تبني طروحاتنا

وطنية - 19/2/2011 إعتبر رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون ان "لقوى الرابع عشر من آذار مطلبين مهمين، المحكمة الدولية واحترامها، وموضوع سلاح المقاومة الذي أصبح موجها الى الداخل"، مذكرا بالكلام الأخير للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله "الذي أكد انه يستطيع إحتلال الجليل"، سائلا إياه "ماذا ينتظر؟ ولماذا لم يفعل ذلك حتى الآن"؟ ورأى شمعون في حديث ل"إذاعة صوت لبنان صوت الحرية والكرامة"، ان "التهديدات الإسرائيلية تأتي ضمن قدرة إسرائيل على المواجهة العسكرية برا وجوا، وان الهدف الأساسي للبنان الرسمي هو الإحتكام الى القرارات الدولية، لكن هناك البعض، من خارج لبنان الرسمي، يسعى الى العنتريات".

وأكد "ان قوى 14 آذار لن تشارك في الحكومة إلا إذا كان هناك إحترام للارتباط بالمحكمة الدولية والسلاح".

وعن طاولة الحوار، قال "إنها لا تعتبر مؤسسة دستورية"، داعيا الى "ان يكون الحوار داخل المؤسسات في مجلس النواب ومجلس الوزراء".

واعتبر "ان قوى 14 آذار تخطىء في عملية التفاوض مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، فلا يمكن لأحد أن يساوم على المحكمة الدولية ودماء الشهداء".

ودعا شمعون رئيس الجمهورية "الذي برهن انه وسطي"، الى "تبني طروحات قوى 14 آذار، خصوصا أمام المجتمع الدولي".

وإستبعد "ان يتم تأليف الحكومة قبل سفر رئيس الجمهورية الى روما"، وقال: "بعد العودة من روما حيا وفرج". كما اعتبر "ان الرئيس ميقاتي لا يستطيع تأليف الحكومة"، متوقعا "إعتذاره عن المهمة في القريب العاجل".

وعن دعوة النائب العماد ميشال عون الى تأليف الحكومة بشكل سريع، قال شمعون "إن الجنرال تم إختباره ودفعنا كثيرا ثمن إختباره".

وإذ توقع "ان يعود النائب وليد جنبلاط الى صفوف 14 آذار"، تساءل "كيف يحق لمن أغلق البرلمان لأكثر من سنة ونصف السنة ان يوجه الإتهامات للآخرين"؟

وتمنى "ان لا يتضمن القرار الاتهامي للمحكمة الدولية أي لبناني، لكن من يرد إسمه في قرار فهو مجرم ويجب محاسبته".

وعن مواقف النائب ميشال عون من مسألة تشكيل الحكومة، قال: "ليسحب حزب الله يده من العماد عون فيسقط مثل التينة المستوية، وأنا أسأل عون من يعتبر نفسه ليعطي ويأخذ في الحكومة؟ ولعون حقد على الرئيس ميشال سليمان لأنه يعتبر أن الأخير سحب الرئاسة منه، وهو عاد الى لبنان في إطار صفقة مع سوريا توصله الى سدة الرئاسة الأولى". وسأله "كيف تتفاهم مع حزب الله ليصبح لبنان دولة إسلامية إيرانية"؟

واعتبر شمعون "أن الفريق الآخر يريد اخراج لبنان من الشرعية الدولية وكأنه لا ينظر من حوله ليرى أن الدول العربية مشغولة بحالها ولا تستطيع الالتفات نحونا في حال حصل أي شيء في لبنان". وردا على سؤال، قال: "لا يربطني شيء بالنائب سليمان فرنجية لأنني أقرأ في كتاب فيما هو يقرأ في آخر، ولا سيما أنه تكلم عن الزعران في كلامه الأخير". وشدد على ان علاقته مع قوى 14 آذار "جيدة، ونحن متفقون على الثوابت". وأعلن "أنه حتى الآن لا أحد أفضل من الوزيرة ريا الحسن في إدارة وزارة المالية، وبالتالي إذا كان لديهم أفضل فليعلنوا عنه". ورأى أن "لقاء دار الإفتاء يلزم ميقاتي أدبيا في مسألة تشكيل الحكومة". شمعون دعا إلى "إعادة محاكمة من قتل شقيقه داني"، ورأى "ان إستقالة البطريرك صفير لا تشكل أزمة بل هناك قرار في الفاتيكان يحدد الإستقالة بعد عمر معين"، معتبرا "ان السياسة السيادية التي إتبعها البطريرك صفير ستكون هي نفسها للبطريرك المقبل".

 

موجبات ذكرى 14 آذار تسقط الاعتبارات السياسية والإقليمية

لقاء في البريسـتول ووثيقة سياسية وحشد جماهيري

المركزية- الاعتبارات السياسية والأمنية وحراجة المرحلة التي واكبت الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الفائت وأملت الصيغة الخاصة المختصرة لاحتفال "البيال" قد سقطت كلها بعده، ذلك ان أقطاب المعارضة الجديدة اتخذوا في اجتماعهم مساء أمس الأول قراراً بإضفاء الطابع الشعبي بامتياز على ذكرى 14 آذار وتأمين أوسع حشد جماهيري للمناسبة بحيث تشكل رداً مباشراً على الانقلاب السياسي الذي نفذته قوى 8 آذار وانتهى الى تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة وإقصاء الرئيس سعد الحريري.

وبحسب أوساط اطلعت على مداولات الاجتماع فإن لقاءً موسعاً لقيادات ومسؤولي هذه القوى سيعقد قريباً في البريستول لرسم توجهات المرحلة من خلال خريطة طريق مفصلة لوجهة تعاطي المعارضة الجديدة مع الوضع المستجد، كما يضع الأجندة السياسية لاحتفال 14 اذار ويحدد الخطباء والأطر التنظيمية.

وقالت الأوساط لـ"المركزية" ان لقاء البريستول سيقر الخطوط العريضة للوثيقة السياسية التي تعدها هذه القوى في ضوء موقعها الجديد على الخريطة السياسية استناداً الى التحولات الكبرى على المستويين الداخلي والخارجي.

سعيد: وتحدث منسق الأمانة العامة في قوى 14 اذار الدكتور فارس سعيد لـ"المركزية" عن التحضيرات للمناسبة فقال: "قوى 14 آذار انتقلت الى المعارضة الواضحة بعد احتفال "البيال"، وهي تدعو الى 14 آذار وفقاً لبلورة العناوين السياسية المرتكزة الى السلاح غير الشرعي والمحكمة الدولية ووضع النقاط التي من أجلها ستنزل الى الشارع. والبحث يتم راهناً حول كيفية هذا النزول وأهدافه علماً ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي هو جزء من هذا المشروع ليس المستهدف، فالهدف حماية المحكمة الدولية وجعل لبنان منطقة منزوعة السلاح غير الشرعي بالكامل، وبالتالي كل هذه المواضيع يتم التداول في شأنها بين مكونات 14 آذار وصولاً الى يوم العودة الى الجذور.

وأشار الى أن الموعد النهائي البريستول: لم يحدد بعد، إذ لا يزال في إطار الأفكار المتداولة من ضمن ورشة قائمة لتحديد كل هذه العناوين بعد انتقال 14 آذار الى المقلب المعارض.

وأكد أن على 14 آذار ان تجعل من هذه النقاط والثوابت عناوين مطلبية تتقدم بها امام الرأي العام من أجل ان يكون هذا النهار يوماً للتغيير فإمكان المساكنة بين السلاح والشرعية لم تعد جائزة، بعدما بات السلاح يلغي نتائج الانتخابات النيابية، ويفرض شكل الحكومة ويتدخل في كل مفاصل الدولة وقراراتها، فإذا كان ثمة فريق من اللبنانيين يستفيد من هذا الواقع، فالفريق الآخر اي 14 آذار سيواجهه في شتى الوسائل السلمية والديموقراطية. وإذ أكد أن التجمع سيكون شعبيا في 14 آذار في ساحة الشهداء وسط بيروت، قال: بدأنا ببرنامج مدروس انطلاقاً من احتفال "البيال" حيث حدّدنا العناوين الاساسية لمعارضتنا للوصول الى المهرجان الشعبي في 14 آذار.

 

خوري: لن نمد حبل نجاة لميقاتي

المراوحة في التشكيل لا تخدم الحشد في 14 آذار

المركزية- إعتبر مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري أن "هناك انقساماً عامودياً وحاداً بين الطوائف في البلد، وما وجود المسيحيين في الاصطفافين القائمين إلا نعمة من الله كي لا يكون البلد منقسماً بين ثلاث طوائف"، و"يبدو للمراقب أن هناك مصادرة لدور رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة، واعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية ودوره الوازن في موقع الرئاسة".

وقال في حديث متلفز : "حصل علينا انقلاب بطريقة الغدر والخيانة، فلا يتوقّعن أحد من 14 آذار أن تمدّ الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي بحبل النجاة في حال فشل في تشكيل الحكومة".

وإذ شدّد على أن "العقبات القائمة أمام تشكيل هذه الحكومة لا علاقة لها مطلقاً بـ14 آذار"، لفت الى أنه "لا يوجد أي توافق على البنود الأساسية التي على أساسها تدخل 14 آذار الى الحكومة او لا"، وهذه القوى أخذت قراراً أساسياً بالدخول سوياً الى الحكومة وإلا فلن تدخل أبداً، في حين إن معظم القوى المعنية مباشرة في 8 آذارفي تأليف الحكومة تعرف أن 14 آذار لن تدخل الى الحكومة بهذه التشكيلة".

واوضح "إن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون يقول علناً أنه لا يريد "14 آذار في الحكومة، وبالتالي هذه الأطراف غير راغبة على لاطلاق في دخولنا".

وعن ملف المحكمة الدولية،رأى خوري أن المحكمة لم تكن موضع خلاف بين اللبنانيين، فعلى طاولة الحوار التي أنشأها رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وفي الدوحة وفي الحكومات المتعاقبة، تمّ الاتفاق على هذا البند"، معتبراً أن "أي بيان وزاري لا يأتي على ذكر نصّ المحكمة كما هو وارد سيُعتبر تراجعاً عن المحكمة الدولية وعن مقررات الحوار", متسائلا" : "اذا كان هناك شهود زور في محكمة ما فهل هذا يلغي المحكمة؟ وإذا كانت شهادات الزور موجودة، فهي لها اطار معيّن"، لافتاً الى أنها "ليست المرة الأولى يكون فيها هناك أفراد من طائفة ما يقومون بأعمال ارهابية، فمثلاً "فتح الاسلام" هم سنّة وقاموا بأعمال ارهابية، والطائفة السنّية تبرأت منهم ووقفت مع الجيش والدولة ضدّهم".

وأكد أن "أحداً لا يعرف متى يصدر القرار الظني"، مضيفاً: "نحن نعرف أن ليس من حماية لمواقف 14 آذار، فقد يكون هناك تعاطف دولي على شكل مظلاّت دولية، معتبراً أن "الدول ومواقفها مفيدة ولكنها ليست بديلاً عن القوى الذاتية للقوى اللبنانية".

ورداً على سؤال، قال: "هناك أناس يعتبرون أن السلاح مقدّس وآخرون أن المحكمة الدولية أيضاً مقدّسة، وهذان الأمران لا يمكن جمعهما الا عبر التوافق حولهما من خلال الحوار والانفتاح على الآخر، أما مع هذا الوضع القائم فلن يبقى في البلد أوصار ترابط". وإذ ذكّر أن "رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري قال إنه ليس ضدّ سلاح المقاومة، بل يريد سحب السلاح من أيدي المواطنين"، أعرب عن اعتقاده أن "لو عاد الرئيس الحريري هذه المرة الى الحكومة، لكان هناك امكانية لتشكيل حكومة وفيها معايير مغايرة للتي كانت موجودة"، والرئيس الحريري مقتنع بأنه لا يمكن حلّ معضلة لبنان من دون حلّ مسألة السلاح".

وعن ذكرى 14 آذار، أشار الى أن "المرواحة في تشكيل الحكومة لا يساعد على الحشد في 14 آذار، فالأفضل أن تكون هناك حكومة ونقول إننا نعارضها"، متّوجهاً الى المواطن اللبناني بالقول: "اذا تعتبر أن معضلة السلاح غير موجودة فلا تنزل في ذكرى 14 آذار، أما اذا ما اعتبرت أن السلاح يؤثر على كلّ حياتك فانزل". وأوضح أن 14 أذار في صدد عملية سلمية ديمقراطية لتغيير المعايير في لبنان ولكن طبعاً من دون اراقة أي نقطة دم".

 

نوفل رد على عون: كأن الطائفة لم تلد سواه!

سليمان حافظ على الدولة في احلك الظـروف

المركزية- رد النائب السابق اميل نوفل على الهجوم المستمر لرئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون على موقع رئاسة الجمهورية والرئيس ميشال سليمان، مؤكدا" ان الرئيس سليمان حافظ على الدولة في أحلك الظروف, والعماد عون يريد بسط هيبته على الدولة والحكومة ورئاسة الجمهورية وعلى كل حقائب المسيحيين وكأن الطائفة لم تلد سواه.

وقال في تصريح: "فاجأنا النائب عون في هجومه الدائم والمستمر على رئاسة الجمهورية وعلى الرئيس سليمان الذي حافظ على الدولة والمؤسسات الرسمية في أحلك الظروف التي مرت على الوطن، وما حرب نهر البارد إلا أكبر دليل على ذلك. فالعماد عون يريد بسط هيبته على الدولة والحكومة ورئاسة الجمهورية والسطو على كل الحقائب الوزارية للمسيحيين، وكأن الطائفة لم تلد سواه". وسأل عون: "اليوم على مشارف تشكيل الحكومة الجديدة ماذا فعلت عندما كنت رئيسا للحكومة؟، وما هي انجازاتك الوطنية غير تكملة الحرب الأهلية وقتل أكثر من خمسة آلاف مواطن من المدنيين والعسكريين عندما أعلنت حربي التحرير والالغاء، إضافة إلى هدر الأموال العامة؟". اضاف: "فهذا كله يعرفه الشعب اللبناني عنك يا عماد عون. فكيف تنادي من خلال مؤسساتك الاعلامية بالاصلاح وتاريخك معروف بالفساد والفشل والقتل والتدمير. الشعب يريد منك إقرار قانون من أين لك هذا، عندئذ نعرف من هو المرتشي على حساب الوطن ومن الذي يعمل لمصلحة الوطن وشعبه".

 

موجبات ذكرى 14 آذار تسقط الاعتبارات السياسية والإقليمية

لقاء في البريسـتول ووثيقة سـياســية وحشــد جماهيري

المركزية- الاعتبارات السياسية والأمنية وحراجة المرحلة التي واكبت الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الفائت وأملت الصيغة الخاصة المختصرة لاحتفال "البيال" قد سقطت كلها بعده، ذلك ان أقطاب المعارضة الجديدة اتخذوا في اجتماعهم مساء أمس الأول قراراً بإضفاء الطابع الشعبي بامتياز على ذكرى 14 آذار وتأمين أوسع حشد جماهيري للمناسبة بحيث تشكل رداً مباشراً على الانقلاب السياسي الذي نفذته قوى 8 آذار وانتهى الى تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة وإقصاء الرئيس سعد الحريري.

وبحسب أوساط اطلعت على مداولات الاجتماع فإن لقاءً موسعاً لقيادات ومسؤولي هذه القوى سيعقد قريباً في البريستول لرسم توجهات المرحلة من خلال خريطة طريق مفصلة لوجهة تعاطي المعارضة الجديدة مع الوضع المستجد، كما يضع الأجندة السياسية لاحتفال 14 اذار ويحدد الخطباء والأطر التنظيمية.

وقالت الأوساط لـ"المركزية" ان لقاء البريستول سيقر الخطوط العريضة للوثيقة السياسية التي تعدها هذه القوى في ضوء موقعها الجديد على الخريطة السياسية استناداً الى التحولات الكبرى على المستويين الداخلي والخارجي.

سعيد: وتحدث منسق الأمانة العامة في قوى 14 اذار الدكتور فارس سعيد لـ"المركزية" عن التحضيرات للمناسبة فقال: "قوى 14 آذار انتقلت الى المعارضة الواضحة بعد احتفال "البيال"، وهي تدعو الى 14 آذار وفقاً لبلورة العناوين السياسية المرتكزة الى السلاح غير الشرعي والمحكمة الدولية ووضع النقاط التي من أجلها ستنزل الى الشارع. والبحث يتم راهناً حول كيفية هذا النزول وأهدافه علماً ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي هو جزء من هذا المشروع ليس المستهدف، فالهدف حماية المحكمة الدولية وجعل لبنان منطقة منزوعة السلاح غير الشرعي بالكامل، وبالتالي كل هذه المواضيع يتم التداول في شأنها بين مكونات 14 آذار وصولاً الى يوم العودة الى الجذور.

وأشار الى أن الموعد النهائي البريستول: لم يحدد بعد، إذ لا يزال في إطار الأفكار المتداولة من ضمن ورشة قائمة لتحديد كل هذه العناوين بعد انتقال 14 آذار الى المقلب المعارض.

وأكد أن على 14 آذار ان تجعل من هذه النقاط والثوابت عناوين مطلبية تتقدم بها امام الرأي العام من أجل ان يكون هذا النهار يوماً للتغيير فإمكان المساكنة بين السلاح والشرعية لم تعد جائزة، بعدما بات السلاح يلغي نتائج الانتخابات النيابية، ويفرض شكل الحكومة ويتدخل في كل مفاصل الدولة وقراراتها، فإذا كان ثمة فريق من اللبنانيين يستفيد من هذا الواقع، فالفريق الآخر اي 14 آذار سيواجهه في شتى الوسائل السلمية والديموقراطية.

وإذ أكد أن التجمع سيكون شعبيا في 14 آذار في ساحة الشهداء وسط بيروت، قال: بدأنا ببرنامج مدروس انطلاقاً من احتفال "البيال" حيث حدّدنا العناوين الاساسية لمعارضتنا للوصول الى المهرجان الشعبي في 14 آذار.

 

غياب التشكيل يثير مخاوف استغلال الثغر الامنيـة

عون يتدرج في شروطه وميقاتي ينتظر حل "الداخلية"

المركزية- لا توحي اي من المعطيات المتصلة بالعقد التي تعترض الولادة الحكومية وكذلك الأجواء السياسية العامة، بإمكان اختراق الأزمة في المدى المنظور، او على الأقل في الأسبوع المقبل، بفعل المراوحة التي تحكم واجهة الاتصالات السياسية لتذليل العقبات على خطي الرابية، حيث تقبع عقدة "الداخلية" عند رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، وقوى 14 آذار التي ترهن مشاركتها بجواب من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لن تحصل عليه بحسب ما تؤكد أوساطه، فباستثناء زيارة المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري الى الرئيس المكلف صباح اليوم وحركة ميقاتي في اتجاه الرئيس سليم الحص ظهراً في إطار الواجب البروتوكولي، لم تسجل اي خطوة لافتة في إطار الاتصالات على خط تذليل العقبات الحائلة دون ولادة الحكومة التعتيدة.

أما زيارة خليل فأشارت أوساط الرئيس المكلف الى أنها في إطار التواصل القائم بين القوى السياسية، مشيرة الىأن النائب خليل جار عزيز يقطع الطريق ويزورنا، واستبعدت عبر "المركزية" تشكيل الحكومة في بحر الأسبوع، مؤكدة أن لا جديد في الأفق الحكومي طالما ان الرئيس ميقاتي قال ماعنده في أكثر من مناسبة وهو ينتظر حسم مواقف القوى السياسية، وأشارت الى أن أفق الاتصالات لم يرتبط يوماً بموعد أو مدة ما يوحي بأن أمام الرئيس المكلف ما يكفي من الوقت للعمل.

14 آذا والمراوحة: وعما آلت اليه الاتصالات مع قوى 14 آذار، أشارت الى أن الأمور تدور في حلقة من المراوحة من دون تسجيل اي تقدم غير ان خطوط الاتصال مفتوحة عازية السبب الى عدم تقديم هذه القوى اي طرح جدي "حيث يعودون في طريقة أو أخرى الى بيان رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة بعد الاستشارات كمن يخضع الرئيس ميقاتي للامتحان ومحاولة الحصول على أجوبة لن يحصلوا عليها حكماً، فغرض الرئيس ميقاتي هو المشاركة في الحكومة، وكل شيء آخر يبقى رهن خيارهم. أما التعهدات الخطية فغير واردة إطلاقاً".

وإذ اعتبرت ان لا جديد في ما خص الخلاف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، أوضحت ان من حق العماد عون كما اي فريق سياسي، عرض المطالب التي يستنسبها، تماماً كما هو من حق الرئيس ميقاتي تقرير ما يراه مناسباً بالنسبة الى تشكيل حكومة كلف مهمتها، بالتشاور مع رئيس الجمهورية.

وأبدت الأوساط تحفظها على عبارة "عقدة عون"، مشيرة الى أن للنائب عون مطلبا يعتبره محقاً، الا ان الرئيس المكلف لا يرى "عقدة" في ذلك.

مشاركة جامعة وإلا!: غير ان أوساطاً عليمة في قوى 14 آذار قالت لـ"المركزية" ان المفاوضات التي تخوضها هذه القوى مع الرئيس ميقاتي تهدف الى تثبيت مفاهيم وعناوين لا الى توزيع حصص وهي المفاهيم نفسها التي تقدمت بها خلال الاستشارات النيابية المرتكزة الى مواقف واضحة من حماية المحكمة الدولية ووضع حل للسلاح في لبنان، مؤكدة أن 14 آذار مستمرة، انطلاقاً من هذين العنوانين، في تذكير اللبنانيين بهما كلما دعت الحاجة كما العرب والمجتمع الدولي، ذلك أن لا إمكانية لتحكم سلاح غير شرعي في عملية بناء الدولة في لبنان، وشددت على أن مشاركة 14 آذار في الحكومة أما أن تأتي جامعة شاملة بكل أحزابها ومكوناتها وإلا فلا إمكانية لتفرد اي فريق نيابي أو غير نيابي في داخلها.

صورة قاتمة: وسط هذه الأجواء، نقلت مصادر قريبة من أحد المراجع الوطنية صورة قاتمة للأوضاع وتخوفاً من تحرك على الأرض يستهدف الاستقرار الأمني الذي ينعم به لبنان يأتي امتداداً لما يجري في بعض البلدان العربية وينسحب على الساحة اللبنانية في ظل غياب حكومي شبه كامل يعكسه وجود حكومة عملها يقتصر على تصريف الأعمال غير قادرة على الاجتماع واتخاذ قرارات مهمة مصيرية إذا ما استجد طارئ، ورئيس مكلف تشكيل الحكومة تحول قوى بقدرة قادر دون تمكينه من إتمام مهمته.

ورأت ان الأسباب التي تمنع تشكيل الحكومة الجديدة هي غير تلك المعلومة والمتداولة. وإن ما يُقال عن صعوبات داخلية وإقليمية غير صحيح إطلاقاً. وقدرت عالياً تحسس الفرقاء في قوى الثامن والرابع عشر من آذار دقة المرحلة وخطورتها. كما رأت في هذا السياق جهداً مبذولاً من قبل المسؤولين على اختلاف مواقعهم السياسية الرسمية والشعبية والحزبية.

ونقلت تلميحاً الى قوى إقليمية تمثل قوة ثالثة تسعى الى الخربطة الأمنية على الساحة اللبنانية من أجل تمرير شيء ما تحت شعار معين لتحقيق أهداف طالما أجمع اللبنانيون على رفضها وإبعادها.

تليين المواقف: الى ذلك، أشارت مصادر في قوى الثامن من آذار الى أن عملية تشكيل الحكومة تقف عند دائرة الرابية مقر العماد عون وان لا مشكلة بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وأي من القوى الأخرى المعنية في تشكيل الحكومة.

وأكدت ان اعلان الحكومة بات رهن توافق الرئيس ميقاتي والعماد عون الذي تدرج في شروطه من عدم إعطاء رئيس الجمورية العماد ميشال سليمان اي حقيبة أمنية الى اعطائه وزارة دولة فإلى حقيبة مقبولة. وقالت الأوساط ان الاجتماعات المتلاحقة التي يعقدها الرئيس المكلف مع العماد عون او مع موفديه كالوزير جبران باسيل وغيره توصلت الى تليين مواقف عون المتصلبة، وان ميقاتي ينتظر لإعلان التشكيلة الوزارية موافقة من عون على اسناد حقيبة الداخلية الى مقرب من رئيس الجمهورية وتحديداً الى الوزير زياد بارود.

 

خطة امنية لقمع سرقة الأسلاك الكهربائية

توقيف عصابتين في بنت جبيل وعين إبل

المركزية ـ بدأت القوى الأمنية في إشراف وزير الداخلية زياد بارود والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي وبالتنسيق مع الجيش، بتنفيذ خطة أمنية لقمع ظاهرة سرقة الأسلاك الكهربائية التي تفشت أخيرا في شكل واسع في الجنوب وعكار والبقاع وقمعهم وملاحقة شبكاتها وأتخاذ التدابير القانونية في حق افرادها من خلال القضاء المختص.

وفي هذا الإطار، أبلغ مصدر امني "المركزية" ان وحدة متخصصة في قوى الأمن الداخلي من الفهود تمكنت بعيد منتصف الليل الماضي وفي نطاق مخفر درك رميش ـ بنت جبيل من إلقاء القبض على عصابة لسرقة الأسلاك الكهربائية عن الشبكات العامة في بلدات المنطقة وتضم كلا من موسى حسن رحمة وحسن أحمد نصار بعدما ضبطتهما في الجرم المشهود يقومان بقطع الأسلاك في قضاء بنت جبيل وإنهما من السوابق واشار المصدر الى ان المديرية الإقليمية لقوى الأمن الداخلي في الجنوب أعطت تعليماتها لمخافرها وقطعاتها كافة في المنطقة بالبحث والتحري عن هذه العصابات لإنهاء ذيول هذه الالظاهرة غير الإخلاقة بكل السبل، لافتا الى ان هذه العصابات متخصصة بإتقان في قطع الأسلاك النحاسية بإتقان وعزل التيار عن المنطقة التي تشتهدفها لسرقة أسلاكها مستغلمة الظلام الليلي والضباب الكثيف وإنعدام الرؤية وشدة البرد وسقوط المطر بهدف تنفيذ السرقات لبيع الآسرك النحاسية في السوق السوداء وبأسعار خيالية يفوق سعر الكيلو السعر المتداول به محليا. وأعلن المصدر الى ان الشرطة القضائية قبضت أيضا في بلدة عين إبل الجنوبية على عصابة مماثلة مؤلفة من شخصين قامت بسرقة الأسلاك في بلدات ياطر، كفرا، أحياء بنت جبيل، دير أنطار وميس الجبل وبليدا. وأشار المصدر الى ان العصابتين تابعتان الى العصابات الثلاث التي كان القي القبض على أفرادها واحدة فلسطينية وتضم اربعة افراد في صور وأخرى مؤلفة من شخثين في تول ـ النبطية وثالثة في الزهراني واعترف أعضاؤها بتنفيذهم عمليات بين مغدوشة ـ الزرارية ـ الصرفند، صور، أو الأسود وشرق صيدا والمعمارية وبليدا وميس الجبل. وأكد ان إعتقال أفراد هذه العصابات والعمل على تفكيكها يساهم في إستقرار الوضع الأمني وتعزيزه إجتماعيا في القرى التي تعرضت في شكل واسع للسرقة، الأمر الذي بات معه المواطنون في حيرة وقلق جراء هذا العمل الذي يشكل خطرا على الصحة والسلامة العامة وممتلكات الدولة.

 

فتفت : سلاح حزب الله لم يعد مقاومة انما مليشياوي

وكالات/السبت, 19 شباط 2011 /رأى عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب أحمد فتفت ان هناك امكانية لرئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في ان يؤلف حكومة في القريب العاجل , مشيراً إلى انه يجب الوقوف عند التفاعلات الشعبية في الدول العربية وايران، والى عراقيل 8 آذار وصدور القرار الاتهامي .وأعلن فتفت في حديث الى راديو "كندا الدولي" حيث يجول على الجالية اللبنانية ان سلاح حزب الله سقط كليا لأنه منذ 5 سنوات لم تطلق رصاصة واحدة تجاه اسرائيل في حين ان ملايين الرصاصات اطلقت في شوارع بيروت والمدن والقرى اللبنانية تحت عناوين سياسية. ولفت فتفت إلى ان هذا السلاح لم يعد مقاومة انما مليشياوي سياسي مرفوض رفضا قاطعا وأضاف : اذا ارادوا العودة الى المقاومة فاهلا وسهلا بهم انما في اشراف الجيش اللبناني

 

علوش: الحلّ السحري لأحلام عون إختفاء الطرف الآخر  

وكالات/رأى عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن "الإلغاء المتراكم لدى النائب ميشال عون بمثابة حلم تشفٍّ وانتقام من الناس الذين يمنعون عنه الوصول إلى أحلامه، وهو في حرب إلغائه الجديدة يحاول إزالة اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري من ذاكرة اللبنانيين الذين عاشوا معه عصر بناء الدولة والتحول الحقيقي من الحرب إلى السلم، ومع استشهاده عاشوا انتصار اللقاء في ساحة الحرية والحصول على استقلالهم الثاني من الوصاية". علوش، وفي حديث إلى صحيفة "المستقبل"، لفت إلى أن "أحلام عون لا تجد لها إلا الحل السحري وهو اختفاء الطرف المقابل، مع أن ما فعله بحروبه الإلغائية سابقاً أدى إلى خسائر كبيرة لموقع لبنان واستقلاله، والخوف اليوم أن تؤدي حربه الإلغائية الجديدة ضد الرئيس الحريري إلى خسارة اقتصادية للبنان لا يمكن تعويضها"، مشيراً إلى أن "تركيبة فكر عون لا تفهم قيام المشاريع بالتعاون والاختلاف والديمقراطية، بل بالغلبة والإنتصار وهو ما رأيناه في حروبه كلها كلما دخل معركة لإلغاء الآخرين خرج منها خاسراً بالجملة والمفرق".

 

الأنباء" الكويتية: "حزب الله" قد يجرّ لبنان إلى "حرب مع إسرائيل" تهرباً من المحكمة  

وكالات/قالت مصادر قيادية في 14 آذار، في تصريح لـ"الأنباء الكويتية"، ان "تقاطع كل من أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والعماد ميشال عون والقيادة السورية على ضرورة الاسراع في عملية تشكيل الحكومة يؤكد ان هذه القوى حسمت قرارها في هذا الاتجاه، وما ع‍لى الرئيس المكلف إلا أن يستجيب الى طلبها بتقديم تشكيلته سريعا"، لافتة إلى أن "هذه القوى سحبت من التداول السياسي موضوع فك ارتباط لبنان بالمحكمة الدولية في خطوة هدفها تربيح الرئيس المكلف لا أكثر ولا أقل، انما من دون تعديل في اجندتها السياسية، فوقف التمويل كما طالب عون هو عنصر من عناصر فك ارتباط لبنان بالمحكمة". ورأت المصادر ان "ما لفت في حديث نصرالله الاخير هو تجاهله التام والكامل لما كشفه الرئيس سعد الحريري عن حقيقة الـ"سين ـ سين"، مشيرة إلى أن "مجرد تجاهل نصرالله، كما ان عدم نفيه والقيادة السورية لما أورده الحريري يؤكد ان ما كشفه الأخير يعبر عن حقيقة الـ"سين ـ سين" ويدل على ان الطرف الآخر لا يريد المصالحة ولا المسامحة، لا بل انه متمسك بكل أوراقه من دون التنازل في المقابل عن أي شيء، وهو لم يكتف في ذلك بتضييع فرصة ذهبية على البلد للخروج من أزماته المتمادية، انما خطا خطوات متهورة الى الامام باتجاه تفجير الوضع اللبناني ان بتشكيل حكومة اللون الواحد التي تشكل تحديا لإرادة اللبنانيين وتشرع الباب اللبناني أمام الفوضى وعدم الاستقرار، أو بجر لبنان الى حرب مع اسرائيل تهربا من المحكمة الدولية أو خدمة لأهداف سورية ـ ايرانية".

  

النهار": حسن خليل الذي ورد اسمه في كلام الصديق هو رئيس المخابرات السورية  

ذكرت صحيفة "النهار" أن حديث محمد زهير الصديق عن "السيد X" في اتصاله الأخير مع إذاعة "صوت لبنان" وما اعتبرته وسائل الإعلام أن النائب علي حسن خليل هو السيد المذكور "ولّد استياءً لدى الأخير ولدى رئيس كتلته الرئيس نبيه بري، الذي بادر الى الاتصال بالرئيس امين الجميل معبراً عن انزعاجه وطالباً التوضيح والاعتذار من معاونه السياسي".

وقد أصدرت إذاعة "صوت لبنان" بيانًا أكدت فيه أن ما قاله الصديق أتى في إطار عمل إعلامي "لا تتحمل مسؤولية كلامه ولا تتبنى مضمونه بأي شكل وتؤكد حرصها على كرامات الشخصيات السياسية التي تناولها في حديثه"، كما أوضحت الإذاعة ان "الصديق لم يقل في حديثه إن "مسترX " هو علي حسن خليل، كما ورد في عدد من وسائل الاعلام".

وفي الإطار نفسه، أفادت معلومات "النهار" أن حسن خليل الذي ورد اسمه في التقرير هو "اللواء حسن خليل، رئيس شعبة المخابرات العسكرية السورية والذي خلف اللواء علي دوبا، وقد أحيل الى التقاعد بعد ذلك".

 

اللواء": عون يسعى الى اغتيال سليمان سياسياً  

نقلت صحيفة "اللواء" عن مصادر قولها إن "رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون رفع من سقف حصته الوزارية إلى 12 أو 13 وزيراً لتكتله وعدم القبول بأي حصة أقلّ من ذلك، رافضاً العرض الذي قُدّم إليه وهو القبول بـ 11 حقيبة، مصرّاً في الوقت نفسه على حقيبة الداخلية". وأوردت "اللواء" عن مصادر مطّلعة اعتقادها أن "العماد عون لا يخوض معركة الزعيم المسيحي الأوحد والمستأثر بكل المقاعد المسيحية في الحكومة، بل إنه يسعى فوق ذلك إلى إسقاط رئيس الجمهورية بعد إسقاط رئيس الحكومة، إنطلاقاً من الهجمة غير المسبوقة التي شنّها على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والذي كان سبقه إليها صهره وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي حمّل رئيس الجمهورية مسؤولية فشل الوزير زياد بارود في الداخلية، إضافة إلى تقصيره بمسؤولياته في إدارة اللعبة السياسية، مراهناً على وجود الأكثرية النيابية الى جانبه مع حلفائه، رغم أن هذه الاكثرية لم تصل عددياً الى أكثرية الثلثين الصالحة لاسقاط رئيس الجمهورية بحسب الدستور". الى ذلك، لفتت المصادر نفسها الى أنه "اذا لم يتسنَّ لعون اسقاط الرئيس دستورياً، فهو يسعى الى اسقاطه سياسياً أو بالأحرى اغتياله سياسياً، وتعطيل دوره في ما تبقى من مدة ولايته الرئاسية".

 

سليمان: عون يهاجمني وكأني عدوه.. والداخلية  ضمانة لعدم الإخلال بالتوازن  

نقلت صحيفة "الديار" عن زوّار رئيس الجمهورية ميشال سليمان انزعاجه من "التصلّب" في مواقف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون. وأفاد الزوار أن سليمان قال أمامهم: "العماد عون يهاجمني وكأنني عدوه في السياسة والعقيدة، فلا ضوابط عنده ولا احترام للمقامات، فيما رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري يتحدث عن رئاسة الجمهورية والرئيس باحترام، فكيف للعماد عون أن يقول إنه حريص على الرئاسة والرئاسة ويهاجمني بهذا الشكل؟". وتابع سليمان، وفق ما نقلت "الديار" عن زوّاره: "صحيح أنني أعتبر وزارة الداخلية ضمانة لعدم الاخلال بالتوازنات، ولكن لماذا لم يعترضوا على وزارة الداخلية وعلى الوزير زياد بارود عشية الانتخابات النيابية والبلدية؟ فهل اذا طلبتُ وزارة الداخلية وعودة الوزير بارود يركّب العماد عون معارك وهمية ويرفض ذلك؟"، مضيفاً: "أنا لم أحارب عون لا في جبيل ولا في كسروان، وفادي حواط له حضوره في جبيل، والأجهزة الأمنية لم تتدخل لإسقاط أحد، وفادي مارتينوس ربح مجدداً في كسروان، وإذا أردتُه أن يكون إلى جانبي كوزير دولة ما المشكلة؟"، لافتاً إلى أن "الوزير بارود وزير ناجح ويحظى باحترام البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير والمجتمع المدني". وقال زوار الرئيس نقلاً عنه إنه "متمسّك بوزارة الداخلية والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي يوافقه على ذلك، وهو لا يرضى الا بالحفاظ على التوازنات من خلال زياد بارود، معتبراً أن العماد عون يتصرّف وكأن المنطقة بألف خير فيما الشعب العربي يغلي، أو كأن لا محكمة دولية ولا قرار اتهامي ستؤثر تداعياته على الساحة اللبنانية اذا بقيت هذه الانقسامات، وعون يتصرّف وكأنه يفصّل كل شيء على قياسه".

 

جعجع مشددًا على التواصل بعد القرار الاتهامي: 14آذار لم تبحث في الحقائب.. وجنبلاط معتاد على مظلات كبيرة  

وكالات/أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنّ "الوضع الذي استجدّ غير مقبول"، معتبرًا في في ردّه على سؤال أن النائب وليد جنبلاط "عبّر عن مكنونات نفسه خلال فترة ضياعه". وإذ دافع عن أداء الرئيس المصري السابق حسني مبارك في لبنان، دعا في سياق آخر إلى "انتظار الموقف السعودي الرسمي من لبنان حاسماً أنه سيكون إلى جانب 14 آذار". وفي حديث إلى صحيفة "الأخبار"، تبرّأ جعجع من أحداث "يوم الغضب" الطرابلسي ومن بعض الخطباء أيضاً، معتقداً أن "جمهور ثورة الأرز سيعبّر عن نفسه يوم 14 آذار بالطرق الديمقراطية والسلمية"، ورفض تناول الاستعدادات القائمة لإحياء ذكرى انطلاق انتفاضة الاستقلال وقال بأسلوب الفكاهة: "إذا مش عاجبتكن الحملة الإعلامية نغيّرها لكم".

وأعاد جعجع التأكيد أنه "حتى إشعار آخر، لولا الضغوط المهمة التي حصلت، ما كان ليحصل انتقال الأكثرية النيابية من ضفّة إلى أخرى"، رغم أنه وافق على أن ما حصل "هو بالشكل، عملية ديمقراطية". وحول ما إذا كان هدف فريقه إسقاط الحكومة في ساحة الشهداء ويوم 14 آذار، ردّ بالقول: "لتتألّف قبل أن نسقطها".

وردًا على سؤال حول ما إذا كان هو زعيم الشارع السنّي بعد خروج وليد جنبلاط من 14 آذار، أجاب جعجع: "لم أفكّر يوماً من هذه الزاوية، لا برئاسة جمهورية ولا بكرسي أو وزارة، كل ما أسعى إليه هو تحسين موقع مشروعي السياسي"، ورأى أن فريقه "بحاجة إلى مجموعة قيادات لا إلى زعيم واحد لأن الأمر سيخسر كثيراً". وبشأن الخسائر التي لحقت بـ14 آذار منذ 2005، بخروج العماد ميشال عون ثم وليد جنبلاط ثم الخروج من السلطة، أبرز جعجع مجموعة نتائج لاستطلاع رأي حول سؤال "من هو السياسي الأقرب إلى وجهة نظرك؟"، تظهر أرقامها إلى تعادله مع العماد عون مسيحيًا، أما على المستوى الدرزي، كما يقول، فيؤيد 45% من أبناء الطائفة جنبلاط، وتابع جعجع سائلاً: "من هو برأيكم ثاني أكثر شخصية شعبيةً لدى الدروز؟ سمير جعجع بنسبة 10% رغم كل ما حصل من 1983 حتى اليوم"، لكنه عاد وشدد على أن ذلك "لا يعني أن الدروز سيتخلّون عن زعيمهم".

وفي حديث جعجع عن انتقال الأكثرية إلى الخصم، لم يغَب اسم النائب جنبلاط، فبرأيه أن الأخير "وحده لم يكن قدّها، ومورست الضغوط على كثيرين غيره، كان له تصوّر معيّن"، وسأل: "ما الذي سمح له بتغيير رأيه؟ جنبلاط معتاد عموماً أن يكون تحت مظلات كبيرة، كالاتحاد السوفياتي وجمال عبد الناصر وسوريا، مظلات ذات عصي غليظة، وأعتقد أن مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة وأوروبا نموذج مماثل، فسمح لنفسه بالإفصاح عن مكنونات نفسه، لكن جنبلاط أيقن في 7 أيار أن مظلّة الغرب ديمقراطية، أو كما يقول الأميركيون soft means، أو وسائلهم ناعمة"، واستدرك جعجع باعتباره أنّ ما حصل في العراق وأفغانسان ويوغوسلافيا "استثناءات في السياسة الخارجية الأميركية".

وبشأن تأليف الحكومة، جزم جعجع بأن فريق 14 آذار لم يبحث في مسألة الحقائب، موضحاً بالقول: "إنّ كل الذين يفاوضون الرئيس المكلّف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي، يفاوضون باسم كل 14 آذار"، مشيراً إلى أنه منذ عشرة أيام "الوزير بطرس حرب هو المفاوض الأول بإسم 14 آذار"، ورفض أن يكون هذا التفويض على حساب الرئيس أمين الجميّل الذي بادر منذ تسمية الرئيس نجيب ميقاتي إلى أداء دور المحاور، لكنه قال إن "«حرب يفاوض لسهولة التواصل والاتصال ولم ينتهِ دور أحد".

وعن المفاوضات التي أجراها الرئيس أمين الجميّل، أكد جعجع أنه "ولا لحظة بحث الجميّل إمكان دخول حزب الكتائب وحده إلى الحكومة". وبشأن مدى الثقة بحلفائه، ردّ جعجع سائلاً: "من أي ناحية؟"، ثم استدرك: "في هذا الموضوع نعم، ومنذ 2005 حتى اليوم شو شايفين؟". وإذ وضع كل الخلافات التي حصلت مع الصيفي في خانة الخلاف التنظيمي حيث للكتائبيين وجهة نظر مختلفة حول الأمانة العامة لقوى 14 آذار وغيرها من الأمور الداخلية، لكن بالتأكيد غير السياسية، استطرد جعجع بالقول: «بأسوأ أسوأ أسوأ الأحوال، الوضع التنظيمي لـ14 آذار يتقدّم ولو بشعرتين على تنظيم 8 آذار".

وإذ قال جعجع أن "لا علاقة لنا ولا لحلفائنا" بـ"يوم الغضب"، أجاب ردًا على سؤال حول تصريحات الصحافي محمد سلام: "مع احترامي له، هل تراه في كل اجتماعات 14 آذار وأمانتها العامة؟ هل يجوز أن أقول 8 آذار خلصت وناصر قنديل ووئام وهاب هما وجه المقاومة؟".

وفي مجال آخر لم ينفِ جعجع ما نشرته "ويكيليكس" عن اجتماعه بالسفيرة الأميركية ميشيل سيسون، ونقلها عنه عدم وثوقه بضرورة تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، ودافع جعجع عن موقفه وتمسّك به بالقول: "ليست المسألة عدم ثقة بالدور الذي بإمكان سعد الحريري أن يؤديه في الرئاسة، بل مسألة الأفضل بأي مرحلة، ففي عام 2009 طرحت مرات عدة جدوى تسلم 14 آذار الحكومة برئاسة الحريري أو غيره، وكما تبيّن، ربما كان أكثر ملاءمة ألاّ يكون الحريري في رئاسة الحكومة، وكنا وفّرنا على أنفسنا سنة ونصف السنة"، رافضاً عدّ هذا الأمر نقداً ذاتياً، ووضعه في إطار "شوية تفكير ومراجعة"، مشدداً على عبارة "ربما".

وبشأن العلاقة بسوريا، بادر جعجع إلى القول: "ما لا يعرفه كثيرون أني شجّعت سعد الحريري على زيارة سوريا، وكان لا يزال رئيساً مكلفاً تأليف الحكومة"، فليس في ذلك أي مشكلة لأن السوريين لم يسلّفونا شيئاً ونحن لم نطلب منهم أي شيء"، مؤكدًا أن الاتفاق بينه وبين الحريري أفضى إلى زيارة سوريا "ورأسه مرفوع"، وقال: "طلعنا لنقول إنّ ثمة بلداً اسمه لبنان يجب أن تحترموه وتحترموا اللعبة الموجودة فيه، ووفق هذه الأصول، زار الحريري دمشق حيث عبّر عن مطالب الناس، بدءاً بالمعتقلين في السجون السورية وصولاً إلى سحب السلاح غير الشرعي". لكن، بعد ما جرى منذ 2009 حتى اليوم، أضاف جعجع: "بصراحة، تبيّن لي بلمس اليد أن الإخوان السوريين لا يزالوا تماماً في مكانهم بما يخص اللبنانيين"، رافضاً إعطاء أي طابع سياسي للزيارات الكثيفة والمتلاحقة لرئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن، مشيراً إلى أنها مثل لقاءات العميد عباس إبراهيم مع المسؤولين السوريين "في إطار التنسيق بين الأجهزة المحسوبة على الحكومة". واختصر جعجع علاقة الحريري بسوريا بعبارة واحدة: "لو أن هذه اللقاءات والطلعات والنزلات جاءت كما يتمناها السوريون، لكان الحريري اليوم رئيساً للحكومة".وبشأن الدور السعودي، لم يتردّد جعجع في الإشارة إلى أنّ الوضع الصحي للملك السعودي كان له دور في عدم المتابعة السعودية اليومية، مؤكداً في الوقت عينه أن "المملكة ليست غائبة، خصوصاً من ناحية وزارة الخارجية"، وأشار إلى أن الظن بغياب السعودية عن لبنان يعود إلى عدم صدور قرارات أو مواقف عن المسؤولين السعوديين "لكن أتصور أنه خلال أيام يعود الملك معافى إلى السعودية لتعود الرياض إلى دورها الذي كان من قبل".

وعمّا ذكره الرئيس الحريري بشأن إقرار مبادرة "سين سين" وعقد مؤتمر مصالحة وطنية في الرياض وتدارك تداعيات القرار الاتهامي، أكد جعجع أنه "مهما كان الوضع يجب التواصل بعضنا مع بعض ويجب ألاّ تتخطى الأمور البعد السياسي"، مشدداً على ضرورة التحاور والتواصل بعد صدور القرار الاتهامي "لكن على شرط ألا يلزمنا الفريق الآخر بأي موقف".

 

انتصارات على ورق 

الياس الزغبي

لم يكن في حسبان أهل الانقلاب في لبنان كلّ هذه الصعوبات والمتغيّرات التي يواجهونها اليوم. رسموا خطّتهم على الورق، وبدأوا ينفّذونها بثقة وسهولة: ضغطوا على الحلقة الهزيلة في الحكومة لاسترداد الوزير الوديعة، أسقطوها بالثلث المعطّل، عرضوا العضلات السوداء في بيروت وعاليه، أحرقوا مرشّحهم الأوّل لاغراء ثان يأتي لهم بثلاثة أصوات، بعدما ألحقوا بركبهم سبعة على رؤوس الرماح، وثامنا على الوعد بالتوزير وضمان المنافع.  سهولة التكليف أوهمتهم بسلاسة التأليف، متسلّحين بفائض القوّة وبالنصر "الالهي" الجديد، وبأنّهم أردوا خصومهم بالضربة القاضية. للوهلة الأولى، حاولوا الظهور بمظهر المنتصر المتواضع الذي "يعفو عند المقدرة"، فبادروا الى عرض الثلث المعطّل على المعارضة الجديدة، ثمّ سارعوا الى سحب العرض بسبب تغلّب طبع الغلبة على تطبّع الشراكة، واُصيبوا بشهوة السلطة المطلقة، وأفقدهم الاستيزار وقنص الغنائم والأسلاب حدود المنطق وأُصول التشكيل، وحقيقة الأحجام والأوزان. أوّلهم ذهب في طموحه الى تأليف "حكومة تحرير الجليل"، واغتيال العدالة وتغيير الشرق الأوسط. ثانيهم بحث عن موقع متهالك، فلوّح بالانتقام لثلاثين عاما، كان هو أبرز صنّاعها. ثالثهم توهّم أنّه أدرك اللحظة "التاريخيّة" المناسبة لتحقيق الحلم المفقود، فخرج بسيوف سواه يخبط عشوائيّا لمنازلة كلّ الناس في بيئته، من رئيس الجمهوريّة، الى الكنيسة، الى الأحزاب، الى آخر قلم يكتب وصوت يقول لا للهوس المزمن القاتل. فتح نهم شهيّته على مداه، وأعماه الجوع العتيق عن وجود أحد سواه الى مائدة الحكومة. ولم ينتبه الى أنّ حجمه لم يزد بوصه واحدة. ومع انقشاع غبار الانقلاب، بدا هؤلاء مصابين بالذهول لتهافت أوهامهم أمام:
-  رئيس جمهوريّة عميق الادراك لموقعه وصلاحيّاته، ليس يابسا ليُكسر ولا ليّنا ليُعصر.

-  رئيس مكلّف متمسّك بالوجه الوسطي الذي اختاره لنفسه، ومقيّد بثوابت وثيقة دار الفتوى التي انتسب اليها مختارا.

-  14 آذار متماسكة متجدّدة، واعية، ثابتة، مواجهة، تُعيد ربط ما انقطع، وتؤسّس ولادتها الجديدة في القول والفعل، على ثوابتها الثلاث: نعمان قويّتان للمحكمة والدستور، ولا حاسمة لوظيفة السلاح غير الشرعي.

- حسابات سوريّة جديدة نتيجة الحيويّة العربيّة المتصاعدة، والتي لا تتوقّف عند حدود دول وأنظمة بل تتمدّد في كلّ اتجاه. مع اشارة بسيطة الى اقدام النظام السوري على توزيع هبات ماليّة على آلاف العائلات في الأيّام الأخيرة، وطوابير الساعين الى المنحة لا تنقطع، الى اغراءات أُخرى ووعود بالاصلاح. فهل يُصلح عطّار المال ما أفسده دهر السياسة؟

- انكفاء التهليل لـ"شرق اسلامي ايراني"، مقابل توجّه سفن الانتفاضات العربيّة نحو ما لا تشتهي رياح الممانعين، وبدء اندلاع العاصفة في مخادعهم، على قاعدة ارتداد النيران على مضرمها، أو القاعدة الذهبيّة لالتهام الثورة أبناءها.

-  بدء "حزب الله" حسابا جديدا لميزان المواجهة مع المحكمة الدوليّة، وهل هي أفضل بحكومة ليست كما يشتهي، أو بدون حكومة فلا يتحمّل وزر ما تقوم به، ويبقى في خط الدفاع الخلفي.  Please add my name for your petition addressing the second article in the Egyptian constitution

أمّا الكلام عن السيطرة على الجليل ومطاردة قادة اسرائيل في العالم، فلا يوازيه الاّ الكلام عن اجتياح لبنان وابقاء نصرالله في المخبأ، فالاثنان من طينة واحدة على قاعدة تعجيز الأهداف وتبادل خدمات التطرّف، ولا تغيب الحقيقة عن بال أيّ حصيف!  غايات عليا لا يريد أحد بلوغها، بل توظيفها في بلوغ مصالح دُنيا. هذا ما يحصل في لبنان منذ حرب تمّوز 2006: التهويل بالسلاح للخارج والتفعيل للداخل! هذه هي دائما حال من يلتهم وجبة ثقيلة: يُصاب، على الاقلّ، بعسر الهضم، ولا تُشفيه عقاقير التشكيلات المصطنعة. ويبقى أنّ الجرعة الزائدة التي تناولها الانقلابيوّن في لبنان، تهدّد "الانتصار" الذي توهّموه.

 

بيان صادر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

إذا ما نظرنا إلى الثورة المصرية من الناحية الشكلية، أي لجهة تنظيمها ونوعية شبابها ونظافة شعاراتها وسلوكية جماهيرها وأساليبها السلمية الراقية، نجد انها تشابه إلى حدٍ بعيد ثورة الأرز اللبنانية بالرغم من الفارق الزمني بينهما، وكأن هذه الأخيرة هي التي أوحت إلى الشعب المصري وقبله الشعب التونسي وبقية شعوب المنطقة بالنهوض من سباتها العميق والتخلّص من أنظمتها الدكتاتورية المزمنة.

اما من الناحية العملية، فبينما نحجت ثورة مصر في إسقاط نظامها مع رموزه الفاسدة والعبور إلى مناخ الحرّية والكرامة والديمقراطية بسرعة قياسية... نجد في المقابل ان ثورة الأرز فشلت في تحقيق أيٍ من أهدافها، فالإحتلال السوري عاد مقنّعاً إلى لبنان ورسّخ نفوذه كما في السابق، والدويلات المسلّحة المتحالفة معه زادت تسلحاً وسطوةً على حساب الدولة، لا بل إنتقلت من معارضة الحكم إلى الإستيلاء عليه! هذا مع العِلم ان نسبة المحتشدين في ميدان التحرير لم تتجاوز السبعة بالمئة من مجموع الشعب المصري في حدّها الأقصى وحصلت على كل مطالبها، بينما ثورة الأرز حشدت نصف الشعب اللبناني ولم تحصل على شيء سوى خيبة الأمل وكسر حلم الناس.

السبب الأول في هذا الإخفاق القاتل يعود إلى عدم وضوح الرؤية في تحديد أهداف الثورة، بمعنى ان الشباب اللبناني ركّزوا مطالبهم على جلاء الإحتلال السوري من دون المطالبة بإسقاط رموزه المحليّين وملاحقتهم كما تقضي روح الثورة، وبخاصةٍ أولئك الذين أتوْا به وتواطئوا معه في حُكم البلاد ونهب خيراتها وقمع مواطنيها، ومنحوه تغطية مُريحة للبقاء على أرضنا ثلاثين عاماً متواصلة.

والسبب الثاني يعود إلى السّماح لزعماء السياسة عندنا، ومن بينهم عدد من الرموز المذكورة، بقيادة الثورة وركوب موجتها، وبالتالي تحويلها عن مسارها الصحيح ومن ثم الإلتفاف عليها وإجهاضها في المهد.

وهكذا، وبعد ان كنا السبّاقين إلى الثورة، بتنا نحسد غيرنا على ثورته. ففي مصر بدأت المحاكم تُلاحق رموز النظام السابق وتعتقل الوزراء والمسؤولين الفاسدين وتجمّد أموالهم وتمنعهم من السفر تمهيداً لمساءَلتهم أمام القضاء... وفي لبنان ما زال الزعماء على عروشهم وثرواتهم تتكدّس على حساب الشعب الذي يتوغل أكثر فأكثر في متاهات الفقر والعَوَز واليأس.

في مصر بدأ شباب الثورة يشاركون في الحياة السياسية الجديدة، وفي لبنان اختار شباب الثورة طريق الهجرة قرفاً من الحياة السياسية القديمة والجديدة.

في مصر كما في تونس قضت الثورة على بدعة التوريث، اما في لبنان فالتوريث أصبح القاعدة، لا بل توسّع ليشمل إلى جانب الأولاد، الأحفاد والزوجات والبنات وأزواج البنات.

في مصر أشرقت شمس الحرية والعدالة والأمل على الشعب، وفي لبنان دخل الشعب في نفقٍ مظلم لا أحد يعلم كيف ومتى سيخرج منه!!!

كل هذا لأن شباب مصر قادوا الثورة ضد ثعالب السياسة، بينما في لبنان ثعالب السياسة قادوا الثورة ضد شباب لبنان.

ثورة الأرز رقم ٢ هي الحل الباقي، شرط ان تستهدف هذه المرّة العشيرة السياسية برمّتها.

لبَّـيك لبـنان

أبو أرز

 في 19 شباط ٢٠١١.

 

هل تتبدّل الأكثرية لإنهاء المأزق؟ جعجع لـ"النهار": لا خوف من الفوضى

النهار/بعد تسميته رئيسا مكلفا في 25 كانون الثاني الماضي وانطلاقه بعد ذلك في رحلة تأليف الحكومة الجديدة، بدا الرئيس نجيب ميقاتي أمس في حقلي ألغام توزيع الحقائب على مكونات 8 آذار وتقديم التعهدات لقوى 14 آذار في شأن المحكمة الخاصة بلبنان وسلاح "حزب الله".

وليلا تداولت أوساط نيابية في 14 آذار معلومات مفادها انه  في ضوء الانعطاف الذي تأخذه الاستشارات الحكومية قد يجد الرئيس المكلف نفسه مضطرا الى البحث عند 14 آذار ومعها عن أكثرية جديدة لانجاز التأليف، مع العلم ان الرئيس ميقاتي لم يتلق من 14 آذار أي جواب رقمي عن الحكومة التي تبقى عالقة في نظر الاكثرية السابقة في المبدأين اللذين طرحا أساسا خلال استشارات التأليف أي السلاح والمحكمة.

الحقائب

وفي المعلومات المتوافرة عن عملية التأليف الحكومي، أفادت مصادر سياسية متابعة، أن اللقاء الليلي الذي جمع أول من أمس الرئيس ميقاتي مع الوزير جبران باسيل موفدا من العماد ميشال عون، وبمشاركة المعاونين السياسيين علي حسن خليل وحسين خليل، لم يذلل العقبات الكثيرة التي برزت في شأن المطالب التي اشترط العماد عون تحقيقها ومنها تمسكه بوزارة الداخلية، ضمن عدد معين من الحقائب لا يقل عن 11 وبنوعية محددة.

وذكر ان عرضا قدمه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورفض، كان يقضي بأن تعطى وزارة الخارجية للعماد عون في مقابل اعطاء الرئيس بري وزارة الطاقة والمياه، مع وزارة الدفاع، وابقاء وزارة الداخلية مع رئيس الجمهورية. لكن العماد عون رفض التخلي عن الداخلية كما عن الطاقة. وعرضت في الاجتماع الليلي في فردان بدائل عدة ولم يقبل بها العماد عون الذي بقي مصرا على الداخلية كعقدة غير قابلة للحل، الا في مقابل حصوله على وزارة المال التي قرر الرئيس ميقاتي ان يعهد فيها الى الوزير محمد الصفدي.

وأضافت المصادر المتابعة انه في حصيلة المقترحات التي قدمت، أعطي الرئيس سليمان وزارتين لكنه تمسك بالحصول على ثلاث منها الداخلية. كما ان كل المقترحات التي قدمتها الاكثرية الجديدة، لم تعط الرئيس المكلف ومعه رئيس الجمهورية والنائب وليد جنبلاط مجتمعين، سوى تسعة او عشرة وزراء، بحيث ان مجموع ما كانت تعرضه لفريقها لم يخرج عن العدد 20 او 21 وزيرا.

لذا لاحظت ان الاجتماع لم يؤسس لحلول او لبدائل مقبولة، لكن أبواب الحوار مستمرة بين الرئيس المكلف والفريق الاكثري الجديد. وقد استمرت حركة الموفدين بحثا عن مخرج للمأزق الجديد. فزار المستشار السياسي لرئيس الجمهورية ناظم الخوري الرئيس ميقاتي في فردان، كما زار الرئيس المكلف الرئيس نبيه بري في عين التينة، قبل ان يستقبل مساء الوزير زياد بارود، وقد أحيطت نتائج هذه الحركة بكتمان شديد في أوساط ميقاتي.

ولم تشأ هذه الاوساط التعليق على التجاذبات والسجالات الحاصلة في أكثر من اتجاه، مكتفية بالقول: "ان من حق كل طرف ان يقول ما يريد، وأن يطالب بما يريد، ولكن للرئيس المكلف رؤيته لتشكيل حكومة متجانسة ومنتجة، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وفقا لأحكام الدستور".

سليمان

وعلمت "النهار" من زوار رئيس الجمهورية، أنه في تشاور وتنسيق مستمرين مع الرئيس المكلف في شأن المفاوضات التي يتابعها مع الافرقاء المعنيين، وأنهما معا يواجهان العقبات نفسها. ونقل عنه انه يرفض ان يضع أحد شروطا عليه، أو ان يحدد له صلاحياته، وأن له كلمته التي يقولها، عندما تعرض عليه التشكيلة الحكومية.

وقد استغربت اوساط متابعة لعملية التأليف مواقف بعض نواب "تيار المستقبل" من حيث الغمز من دور الرئيس المكلف واعتبارهم ان الحكومة تشكل في مكان آخر. وقالت: "قد يبدو مفيدا تذكير هؤلاء بالملابسات التي رافقت تشكيل الحكومة السابقة والمدة التي استغرقتها عملية التشكيل وما رافقها من مساومات وتساهل الرئيس المكلف آنذاك الى حد اعلان البعض وزراءه قبل صدور مراسيم الحكومة".

عون

وأبلغت أوساط العماد عون قناة "أورانج تي في" التابعة لـ"التيار الوطني الحر" ان خبر "استبدال حقيبة سيادية بأخرى من اجل حرمان تكتل التغيير والاصلاح الحصول على وزارة الداخلية أمر غير مطروح ومرفوض في الأساس وأن الدستور واضح لجهة دور رئيس الجمهورية فهو يولي الأحكام ولا يتولاها وهذا ما نص عليه الدستور الذي لم يعط رئيس الجمهورية أي حصة في أي اطار تمثيلي لا في البرلمان ولا في الحكومة".

الحريري

في المقابل، مضى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في تأكيد طرح موضوع سلاح "حزب الله" على بساط البحث تحضيراً للمهرجان الجماهيري لقوى 14 آذار الشهر المقبل. فلدى استقباله مساء أمس وفوداً من عائلات بيروتية في "بيت الوسط"، كرر التشديد على "الفصل بين سلاح مقاومة اسرائيل والسلاح الذي يستخدم في الصراع الداخلي". وقال: "اذا جلسنا الى طاولة الحوار فكل الأمور ستكون واضحة من دون أي لبس أو مواربة".

جعجع

وقال رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لـ"النهار" إن عملية تأليف الحكومة بالشكل الذي تحصل فيه "جرصة كبيرة".

وأعرب عن اعتقاده ان الفوضى لا يمكن أن تهدد لبنان حتى لو طالت عملية التأليف كثيراً، ذلك أن "الأدوات المركزية من جيش وقوى أمن وقضاء قائمة بالحد الأدنى. والأفرقاء السياسيون على رغم ما مر بالبلاد منذ ستة أعوام يتصرفون بحد أدنى من المسؤولية. وهذان العاملان يحددان المسار".

"حزب الله"

ورأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "ان شعار المعارضة الجديدة اليوم المحكمة والسلاح، وهؤلاء أخرجوا من السلطة وإن عدتم الى الاعتماد عليهم للمرحلة الجديدة فمعنى ذلك أنكم لم تراجعوا حساباتكم ولم تعيدوا النظر في منهجية التعامل. ما زلنا حتى اللحظة نقول لهم تفضلوا مع شيء من المراجعة لمنهجيتكم، تفضلوا لنتعاون بعضنا مع البعض من أجل إدارة شؤون هذا البلد لما فيه مصلحة لبنان ورفع أيدي الطواغيت والقوى الاستكبارية عن التحكم بشؤون الذات لأن أهدافها صغيرة".

البيان الوزاري

وفي موازاة الجدل الداخلي، برز أمس تحرّك لسفيري الولايات المتحدة الاميركية مورا كونيللي وفرنسا دوني بييتون في اتجاه الرئيس ميقاتي. وصرحت كونيللي بأنه "سوف يحكم على التزام لبنان المستمر لتعهداته الدولية من خلال الاجراءات التي سوف تتخذها الحكومة المقبلة في ما يتعلق بقرارات الامم المتحدة ذات الصلة ابتداء من مضمون البيان الوزاري لهذه الحكومة".وقال بييتون: "إن فرنسا والمجتمع الدولي ينتظران من لبنان أن يواصل احترام كل التزاماته الدولية بما فيها تلك المرتبطة بالمحكمة الخاصة بلبنان".

 

معهد واشنطن: حزب الله يتجسس على مقر المحكمة الدولية في لاهاي والمحققين في لبنان...وشبكة أيمن جمعة تعمل لتبييض اموال الحزب 

موقع 14 آذار/ طارق نجم

نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والمعروف بأنه مقرب لمراكز صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، تقريراً يذكر المزيد من اسماء المؤسسات ورجال الاعمال المتورطين بتبييض أموال لصالح حزب الله، معظمها تأتي مصادره من الاتجار بالمخدرات. كما أشار كاتب التقرير، الدكتور ماثيو ليفيت، الى قيام الحزب بالتجسس على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمحققين الدوليين. ويعتبر ليفيت من المتخصصين في مجال مكافحة الإرهاب المالي وقد عمل لسنوات وزارات العدل، والدفاع، والخزانة، والأمن الوطني في الولايات المتحدة. ويقد شهادات دورية اما الكونغرس الامريكي ومجلس النواب، ويعتبر مستشاراً في العديد من وكالات الامن ومكافحة الأرهاب الامريكية.

شبكة ايمن جمعة: هكذا تم تهريب المخدرات أفغانية وغسل أموال حزب الله عبر المصارف

آخر الاتهامات التي وجهت ضد حزب الله، هو ما نشر بتاريخ 15 شباط 2011، من ادارة مكافحة مكافحة المخدرات DEA والتي قامت بعملية دولية لمكافحة الجريمة كانت تستهدف سبعة من المشتبه بهم والمرتبطين بحركة طالبان. هذه العملية بدأت في صيف 2010، حين تم القيام بتسجيلات صوتية وفيديو محاضر لإجتماعات عقدت في مدن بنين، وغانا، وأوكرانيا ، ورومانيا. هذه الحظوات قادت التحقيقات الامريكية الى مكان آخر.

أما في الشهر الماضي، وضعت وزارة الخزانة الامريكية على القائمة السوداء أحد رجال الأعمال اللبنانيين المدعو أيمن سعيد جمعة والذي اتهم على أنه مهرب للمخدرات وغاسلي لأموال حزب الله، إلى جانب تسعة أشخاص آخرين و19 شركة تتعاون مع مؤسسته. ووفقاً لوزارة الخزينة، فقد كشفت التحقيقات المعمقة والواسعة عن ايمن جمعة أنه قام بغسل ما يقدر بـ200 مليون دولار شهرياً من أكوال بيع الكوكايين في أوروبا والشرق الأوسط من خلال عمليات تهريب من لبنان، وغرب أفريقيا، وبنما، وكولومبيا، وذلك باستخدام بيوت الصرافة والتمويل، وغيرها من المشاريع. بالإضافة إلى ذلك، تمّ وضع عدة مؤسسات لبنانية على اللائحة السوداء بموجب قانون التهريب الأمريكي، بما في ذلك فندق سيزار بارك، وشركة شحن لبنانية، وعدة مؤسسات صيرفة، وأحد الشركات القابضة. وبعد أسبوعين على هذا الإجراءات المتعلقة بنشطات حزب الله في مجال المخدارت، كشفت السلطات الأمريكية عن استهداف أحد المصارف اللبنانية التي تعمل بالتعاون مع حزب الله والأنشطة الإجرامية لشبكة أيمن جمعة.

فبتاريخ 10 شباط، وصفت وزارة الخزانة الامريكية البنك اللبناني الكندي وجميع ملحقاته وفروعه باعتبارها مؤسسة مالية تعمل في مجال تبييض الاموال ويعاقب عليها القانون الامريكي رقم 311. ومن خلال علاقاته بعدد من مدراء المصرف وكذلك روابط عائلية لعدد من افراد شبكته، أستعمل جمعة حسابات البنك اللبناني الكندي لتنفيذ عمليات تبييض واسعة النطاق. كما استخدم البنك اللبناني الكندي علاقات المصرفية في الولايات المتحدة لإرسال تحويلات إلكترونية لوكلاء السيارات المستعملة، واللذين ذكر بعضهم في تحقيقات أخرى ذات الصلة بالمخدرات . وقد استخدمت هذه الأموال لشراء سيارات في الولايات المتحدة تمّ شحنها بعد ذلك إلى غرب أفريقيا لبيعها. في نهاية المطاف، أعيد أرباح هذه شبكة أيمن جمعة كلها الى لبنان. أستناداً إلى هذه المعلومات، أكدت وزارة الخزانة الامريكية ان البنك اللبناني الكندي متواطئ في الاتجار الدولي في المخدرات وغسل الأموال.

البنك اللبناني الكندي هو ثامن أكبر بنك لبناني من حيث الموجودات، والتي تبلغ قيمتها أكثر من 5 مليار دولار حتى العام 2009، مع خمسة وثلاثين فرعاً في لبنان ومكتب تمثيلي في مونتريال. وقد ربطت وزارة الخزانة بين مديري البنك اللبناني الكندي وبين مسؤولي حزب الله خارج لبنان، حيث ذكرت اسماء مثل عبد الله صفي الدين، مدير المجموعة المالية في طهران. كما ارتبط هذا المصرف بحزب الله من خلال أحد المصارف التابعة له وهو مصرف Prime Bank في غامبيا، والتي كشفت وزارة الخزانة أن مملوك جزئياً من قبل حزب الله.

عناصر من حزب الله هم المشتبه بهم باغتيال الحريري... والحزب يردّ بالتجسس على المحكمة

كما أشار التقرير، الى ان حزب الله مهتمّ بشدة بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وذلك لأن اعضاء مبارزين بحزب الله قد تم تسميتهم على أنهم متهمين محتملين، ومن هؤلاء: قاسم سليمان، الحاج سليم، الأخوين حسين ومعين خريس، عبد المجيد غملوش، والأهم هو مصطفى بدرالدين. وهذا الأخير هو صهر عماد مغنية، قائد العمليات الخارجية لحزب الله، والتي تعرف أيضاً بمنظمة الجهاد الاسلامي.

ويمكن تبيان القلق الحاد من جانب حزب الله تجاه القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان من خلال تأكيد الحزب على اعتبارها مشروعاً اميركياً ومبنية على بيانات كاذبة ملفقة من خلال الاتصالات السلكية واللاسلكية التي قام بها جواسيس لإسرائيل في لبنان. كما أثار حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله ما سمي بملف "شهود الزور". وقد بدأ الحزب حملته ضد المحكمة الدولية في أيار 2009 بعد نشر قصة دير شبيجل التي اوردت ان هناك أدلة جديدة تدل على تورط حزب الله باعتباره المشتبهبه الرئيسي بعملية الاغتيال.

كما سمى ذلك التقرير عبد المجيد غملوش باعتباره عنصر من حزب الله تلقى تدريبه في إيران وقد ارتكب خطأ فادح من خلال اتصاله بصديقته من الهاتف المحمول للمجموعة المتورطة باغتيال الحريري. وقد أضاف تقرير لوموند الصادر بتاريخ شباط 2010 معلومات اضافية عن المضوع فسلطت الضوء على حزب الله وطلب محققي المحكمة مقابلة أعضاء من الحزب، مما دفع نصر الله إلى أثارة الرأي العام ضد المحكمة باعتبارها أداة سياسية للولايات المتحدة واسرائيل.

وعلاوة على ذلك، وقبل وقت طويل من اتخاذ هذا الموقف المعادي للمحكمة من قبل حزب الله، قام الحزب بعمليات مراقبة هادئة لمقر المحكمة الدولية في لاهاي. فالدولة الهولندية تعتبر حزب الله جماعة ارهابية، كما أن الاستخبارات الهولندية التي تقوم بإجراء وقائية كل فترة شهرين لحماية المحكمة من أي تهديد محتمل، حيث لحظت هذه المراقبة الدورية التي يقوم بها حزب الله لمقر المحكمة. وقد ألقي القبض على مجموعة لبنانية تلتقط صوراً لمبنى المحكمة من دون اذن وحتى قبل ان يكتمل وتنتقل اليه المحكمة وتتخذه مقراً لها.وفي الوقت نفسه، فإن حزب الله يتابع محققي المحكمة بانتظام ويرصد تحركاتهم في لبنان ويلجأ الى تكتيكات معينة لإخافتهم. حيث تقوم مجموعة من الحزب بجمع معلومات عن موظفي المحكمة منذ دخولهم وحتى مغادرتهم البلاد من خلال مراقبة المطار، وخلق بيئة لا يشعر فيها المحققون بالأمان.

وقد خلص التقرير الأمريكي إلى أن هناك عوامل كثيرة تقوض من صورة حزب الله الذي يحاول الترويج لها باعتباره مدافعاً عن المظلومين، وغير قابل للإفساد، على أن قضية الحريري ستكون من أكثر القضايا التي ستنال من صورة الحزب، بحسب تعبير معهد واشنطن.

 

الحريري والعودة للجذور

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لم أر خطابا واضحا وصريحا لرئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري من قبل مثل خطابه الأخير الأسبوع الماضي، حيث اقترب الحريري أكثر من كل اللبنانيين، وأعلن مواقف واضحة سواء حول محكمة الشهيد رفيق الحريري الدولية، أو قضية السلاح، أو وحدة لبنان. في ذلك الخطاب عاد الحريري للجذور السياسية الحقيقية، أي جذور قضيته، وقضية كل اللبنانيين. ففي خطابه الأخير قال بكل وضوح، وبعيدا عن تذاكي طلاب السلطة في لبنان، أو مريدي سورية، قال الحريري ما نصه: «لقد دخلت إلى الحياة السياسية يوم استشهد والدي في 14 فبراير (شباط)، وانطلقت معكم ومع كل اللبنانيين واللبنانيات في الحياة الوطنية يوم 14 مارس (آذار) 2005. هذه هي جذوري الحقيقية، وعن جذوري لن أتخلى».

وهذا هو الصحيح لجذور سعد الحريري، وتاريخ ميلاده السياسي هو لحظة اغتيال والده، ويوم انطلاقه للدفاع عن حق لبنان الديمقراطية والعدالة، لا لبنان الطائفية والاستقواء بالخارج، ولو نسي سعد الحريري هذه الحقيقة لكانت نهايته السياسية.

لكن ورغم ذلك، فإن الحريري قبل بالجهد السعودي، أو «س - س» لسببين سمعتهما منه مرارا وتكرارا، وهما: ثقته الكاملة في حب الملك عبد الله بن عبد العزيز للبنان، وحرصه على وحدة الصف العربي، والأمر الآخر أن الحريري دائما ما يقول: أنا لا أريد الثأر، بل أنشد العدالة ليخرج لبنان من لعبة الاغتيالات والترهيب. وأهمية خطاب الحريري أنه لم يأت مواربا، بل جاء واضحا كل الوضوح، فمعه الحق تماما حين استهل حديثه عن خلفية مبادرة «س – س» بالقول: «ألزمت نفسي الصمت بشأن الـ(س - س)، لأن من يريدها أن تنجح لا يسرب ولا يتكلم، بل يعمل».

وهذا صحيح، فكل التسريبات كانت إما من دمشق، أو الضاحية، وفي وسائل إعلام معلومة ومعروفة مصادرها، وليس فيها سر، بل كانت تقول: «ويقول المسؤول السوري كذا... ويؤكد ذلك» دون نفي أو تصحيح سوري. ولذا، فقد أجاد الحريري صنعا عندما صارح اللبنانيين جميعا بما كان يدور من أفكار بشكل واضح، وهو تصرف مهم لا يقل أهمية عن تصريح وزير الخارجية السعودي حين أعلن أن بلاده قد رفعت يدها عن الوساطة في لبنان. وذلك ليس هروبا، بل لتكون الصورة واضحة أمام الرأي العام حول من يريد الخير للبنان، ومن يريد تحويله إلى مقاطعة إيرانية. لو لم يعد الحريري إلى «جذوره الحقيقية» وهي لحظة اغتيال والده، ويوم 14 مارس الذي قاد لانسحاب الجيش السوري من لبنان، لكان قد أضاع لبنان كله، وليس زعامة. فالخوف اليوم على لبنان الوطن أكثر من القلق على الزعامة. وهذا ما أوضحه خطاب الحريري. لذا، فإن خطابه الأخير سيكون مهما جدا للبنان، فلا تساهل في العدالة، ولا تنازل للسلاح، ولا تفريط في وحدة لبنان وفق اتفاق الطائف. هذه هي الجذور التي على الجميع، وليس الحريري وحده، أن يتمسكوا بها لمصلحة لبنان الذي لا ينبغي أن يكون تحت إمرة الولي الفقيه، أو تحت وصاية جار، بل تحت مظلة البرلمان، وبين طيات الدستور.

 

فرض على حكومة ميقاتي قبل ولادتها حصاراً عسكرياً وسياسياً وديبلوماسيا 

نصر الله يصعد تهديداته لإسرائيل بهدف التغطية على مشكلته مع المحكمة الدولية

"السياسة" - خاص:  رأى مصدر سياسي لبناني واسع الاطلاع أن الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله حاول في خطابه الأخير تصعيد الموقف إلى أقصى الحدود مع إسرائيل للتغطية على المشكلة الحقيقية التي يواجهها وهي المحكمة الدولية المتوقع أن يصدر عنها شيء ملموس قبل 14 مارس المقبل, واستغل كلام وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن الدخول مجدداً إلى لبنان ليرد التحدي بالتهديد بالدخول إلى إسرائيل, وهو تهديد غير واقعي لأنه لا يمتلك الإمكانات العسكرية لتنفيذه.

أما بالنسبة للتهديد المتجدد بالانتقام لمقتل المسؤول العسكري السابق عماد مغنية فإنه غير ذي معنى لأنه فقد مصداقيته نظراً لتكراره في السنوات السابقة من دون جدية, لأن القرار الفعلي ل¯"حزب الله" هو عدم الرد وعدم إعطاء الذريعة لإسرائيل لشن حرب ساحقة عليه.

والواقع أن نصر الله كرس خطابه للرد على خطباء مهرجان "البيال" بشكل غير مباشر, وبدا أن الجزء الأخير من كلامه, المخصص للحديث عن لبنان, وهو الجزء الأصغر في الخطاب ككل, كان النتيجة المنطقية لكل المقدمات التي تضمنتها في البداية. إذ قدم نصر الله قراءة متفائلة جداً للوضع الإقليمي فحمل ثورة مصر أكثر مما تحتمل بالقول إنها ستغير وجه المنطقة. وفي الواقع أن الجيش المصري أمسك الأمور هناك, ولن يحدث أي تغيير دراماتيكي في السياسة الخارجية المصرية.

وحاذر نصر الله التوسع في موضوع البحرين ودول أخرى حتى لا يتهم من قبل دول الخليج وغيرها بأنه يحرض الشيعة على الأنظمة القائمة وخصوصا في مملكة البحرين, وهذا ما تفعله وسائل الإعلام التابعة له منذ أيام.

وقال المصدر السياسي إن نصر الله أخطأ عندما رد على خطابات مهرجان ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري, على الرغم من أنه تجنب الرد على بيان دار الفتوى وهو بذلك قدم خدمة مجانية لقوى "14 آذار" وساعدها في حشد جمهورها في 14 مارس المقبل كبداية ثورة مضادة للانقلاب الذي حصل على حكومة الرئيس سعد الحريري.

وبنعي نصر الله طاولة الحوار فإنه أكد المؤكد, وهو أن حزبه يرفض في المبدأ أي نقاش على المستوى الوطني حول سلاحه, وفي كل الأحوال فإن تاريخ نصر الله وحلفائه مع طاولة الحوار ليس مشجعاً, إذ سبق ووافقوا على المحكمة الدولية في لحظة ضعفهم, ثم انقلبوا عليها عندما تبدلت موازين القوى.

لقد أضاف نصر الله بإلغاء الحوار ملفا آخر ضده إلى ملف المحكمة الدولية في المواجهة المفتوحة مع المجتمع الدولي, فالمعروف أن هذا المجتمع غض الطرف عن محاولات رئيس الجمهورية ميشال سليمان التوفيقية بشأن مسألة السلاح, بشرط أن يكون موضوعا على طاولة الحوار, وكذلك الأمر بالنسبة لإدراجه في البيان الوزاري (ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة). لذا فإنه من المتوقع أن تعاني حكومة الرئيس نجيب ميقاتي صعوبات جمة في تسويق نفسها دولياً إذا تجاهلت المحكمة في بيانها الوزاري وإذا ذكرت المقاومة. صعوبات قد تصل إلى حدود الحصار الديبلوماسي والسياسي عليها. وبناء عليه, فإن نصر الله, كما يقول المصدر السياسي, بدلاً من تسهيل مهمة الرئيس المكلف والتسريع في تشكيل الحكومة, كما قال, فإنه خنقها قبل ولادتها بفرض الحصار العسكري عليها, من خلال تصعيد الموقف مع إسرائيل, والحصار السياسي من خلال فتح المواجهة العنيفة مع قوى 14 آذار, والحصار الديبلوماسي, من خلال تأزيم الموقف مع المجتمع الدولي. والخلاصة أن نصر الله يبدو مطمئنا حاليا من عدم وقوع حرب إسرائيلية ولكنه يخشى المحكمة ويحاول أن يهمش الخصوم الداخليين الذين ينادون بها ويراهنون عليها, علماً أن "حزب الله" لا يملك الكثير من الخيارات لمواجهة المحكمة سياسياً لأن الفريق المتمسك بها قوي وحاضر جماهيرياً ومصمم على المواجهة, وسيجد الحزب نفسه مضطراً في نهاية المطاف للجوء مجدداً إلى خيارات صعبة, لن تكون بالتأكيد في مصلحته.

 

حلم عون الرئاسي يتجدد ويعطل تشكيل الحكومة 

"حزب الله" أكبر المستفيدين من الفراغ لمنع التعاون مع المحكمة

بيروت - "السياسة":أكد مصدر سياسي واسع الاطلاع ل¯"السياسة" أن الحملة التي يشنها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون على وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود, تستهدف بالدرجة الأولى رئيس الجمهورية ميشال سليمان, بالإضافة إلى كونها تعبيراً عن انزعاج عوني من تصاعد شعبية الوزير نفسه.

وأوضح ان السبب الأهم للهجوم على بارود هو استهداف رئيس الجمهورية نفسه, من ضمن أجندة سياسية وضعها عون منذ زمن طويل, ويعمل على تنفيذها بنداً بنداً:

أولاً: العودة إلى لبنان من فرنسا بعقد صفقة مع النظام السوري والرئيس إميل لحود, بحيث يتناسى موقفه الأصلي منهما, ويتوقف عن انتقادهما, مقابل دعمه في أول انتخابات نيابية خاضها في العام .2005

ثانياً: إضعاف قوى "14 آذار" التي كان يشكل جزءاً منها, والانتقال إلى الضفة الأخرى, والذهاب إلى سورية, لخرق الصف المسيحي (السياسي والروحي) المعروف تاريخياً بالخصومة مع سورية.

ثالثاً: إيجاد حليف لبناني قوي لمساعدته على إنهاء ما يسميه "الحريرية السياسية", وترجمتها الفعلية إضعاف موقع الرئاسة الثالثة والطائفة السنية في الحكم. ولذلك تحالف مع "حزب الله" في العام 2006 متجاهلاً كل تاريخه في رفض السلاح غير الشرعي.

رابعاً: اعتبر عون أنه, بفضل سلاح "حزب الله", انتصر على الممثلين الحقيقيين للطائفة السنية بإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وإقصائه عن الحكم, كذلك إبعاد خصمه ميشال سليمان من الموقع المسيحي الأول في لبنان, أي رئاسة الجمهورية, ولا بد أولاً من إضعافه وتهميش دوره داخل الحكومة, للانقضاض عليه لاحقاً, وإبعاده عن سدة الرئاسة. وبعد سلسلة انتقادات خجولة أحياناً, وقوية في أحيان أخرى, وجد عون مناسبة تشكيل حكومة جديدة فرصة سانحة للهجوم الأقوى.

خامساً: في أدراج عون مشروع قانون للطعن بدستورية انتخاب الرئيس سليمان بحجة أن الدستور لم يعدل قبل انتخابه ليتيح انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية, وهو الاقتراح الذي أصر عليه الرئيس حسين الحسيني يوم جلسة الانتخاب, ورفضه الرئيس نبيه بري. ولكن عون ينتظر الظرف المناسب لتجديد طموحه الرئاسي من خلال التقدم بهكذا مشروع قانون لأنه يتطلب موافقة الحكومة أولاً ومن ثم ثلثي مجلس النواب.

سادساً: يقف "حزب الله" موقف المتفرج على إحراج عون لكل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف نجيب ميقاتي, مع علمه أن عناد الجنرال سيعرقل تشكيل الحكومة. والحزب لا يرى ضيراً في ذلك, وإنما يرى في هذا الهجوم وسيلة ضغط على الاثنين للحصول على موافقتهما لاحقاً على إلغاء تعاون لبنان مع المحكمة الدولية. وفي حال تعذر تشكيل حكومة جديدة, واستمر الفراغ لفترة طويلة, فإن المحكمة لن تجد عندما تبدأ جلساتها سلطة لبنانية تتعاون معها, وهذا ما يريده الحزب بالضبط.

 

بوادر تمرد في "الحرس الثوري": لن نطلق النار على المعارضين للنظام

موجة اعتقالات واسعة تطال العشرات من الأحوازيين العرب بمشاركة عناصر من "حزب الله"

 السياسة/وسط تصاعد الاحتجاجات المناهضة للنظام الايراني في مختلف المناطق, طلب كبار ضباط "الحرس الثوري" من قائدهم محمد علي جعفري ضمانات بألا يطلب منهم فتح النار على المتظاهرين, في حين شنت السلطات حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من أبناء منطقة الأحواز العربية, بمشاركة عناصر من "حزب الله" اللبناني.

وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية الصادرة امس, أن كبار الضباط في "الحرس الثوري" كتبوا رسالة إلى قائدهم تطالب بضمانات بأن لا يُطلب منهم فتح النار على المتظاهرين المناهضين للحكومة.

وشدد الضباط على أن استخدام العنف ضد شعبهم يخالف مبادئ الشريعة الإسلامية للشيعة, وفقاً للصحيفة التي أشارت إلى أن رسالتهم تم تعميمها على نطاق واسع في جميع أنحاء صفوف "الحرس الثوري", الأمر الذي يؤكد وجود انقسام كبير داخل هرم الحكم في الجمهورية الاسلامية بشأن التعامل مع التظاهرات المناهضة للحكومة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرسالة, التي حصلت على نسخة منها, موجهة إلى قائد الحرس الثوري الفريق محمد علي جعفري, ودعته إلى إصدار توجيهات إلى الحرس الثوري وميليشيا الباسيج شبه العسكرية لضبط النفس عند التعامل مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وحضت الرسالة, التي وقع عليها كبار الضباط في قيادة وحدات الحرس الثوري في مدن طهران وأصفهان وقم وتبريز "الفريق جعفري على استخدام سلطته على الباسيج وأمرها بترك هراواتها بمراكزها في المرة المقبلة".

ومما جاء في الرسالة التي تم تمريرها أيضاً إلى الرئيس محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى علي خامنئي, "عاهدنا شعبنا بأننا لن نطلق النار ولن نضرب أخواننا الساعين للتعبير عن الاحتجاج المشروع ضد سياسات وسلوك قائدهم".

وكانت الصحيفة نفسها أوردت أن المعارضة الايرانية تستهدف الحرس الثوري لتجنيد كادر من الجنود الساخطين لتنفيذ خطة أطلقتها أخيراً لشل النظام من داخل صفوفه, مشيرة إلى أن الملياردير أمير شاهنشاهي زعيم حركة الموجة الخضراء المعارضة والقائد السابق في الحرس الثوري الايراني الجنرال رضا ماضي أكدا أن شعور عدم الرضا من التكتيكات المتشددة منتشر بين أوساط الحرس.

في موازاة ذلك, دان المكتب السياسي للمنظمة الإسلامية السُنية الأحوازية بشدة حملة الاعتقالات الأخيرة لعشرات الشباب الأحوازي التي شهدتها الأحواز العاصمة وأحياءها وخاصة أحياء الزوية الكبرى والبروال والزرقان وقرانة وأم الغزلان وحي الشعب في اليومين الماضيين.

وأكدت المنظمة, في بيان تلقت "السياسة" نسخة منه, أمس, أن السلطات الايرانية اعتقلت حتى أمس حوالي 100 شخص بينهم نساء وقصر, وذلك خلال "عمليات مداهمة ليلية لمنازل الآمنين وخطف على يد قوات الحرس الثوري بمساندة عناصر من قوات خاصة (يغان ويجه), ضمت بين قياداتها عناصر من "حزب الله" اللبناني العاملة في الأحواز بشكل شبه دائم مع وجود مكثف لآلاف من قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) بملابس مدنية".

وكشف البيان عن وجود "حصار إعلامي خانق على الأحواز المحتلة تخللها قطع ممنهج لخطوط الهاتف الثابت والنقال وشبكة الإنترنت لمنع وصول الأخبار للعالم", نافياً وجود أي علاقة لموجة الاعتقالات "بما تسمى حركة الإصلاح الإيرانية".

وأضاف "إن تلك التهمة هي غطاء لجرائم النظام العنصرية الطائفية ضد أبناء شعبنا الأعزل, وإن أسباب أعتقالهم هي مجاهرتهم بالانتماء للشعب العربي الأحوازي وتبنيهم للفكر الإسلامي الحنيف", محذرة من أن "المساس بالأسرى الأحوازيين لن يكون بلا ثمن وإن على الإيرانيين ونظامهم أن يصلوا لقناعة بأن سنوات من الإحتلال والقمع والإعدامات ضد الشعب العربي الأحوازي لم ولن تسفر إلا مزيداً من المقاومة والثورة".

 

حزب الله" الإيراني و إهانة الدم المصري

 داود البصري/السياسة

الاحتفال الكرنفالي الأخير لحزب الله الإيراني اللبناني والذي كان مسرحية استعراضية ومهرجاناً بائساً للقوة الترهيبية لأذناب النظام الإيراني حمل سلسلة من الرسائل الإيرانية الملغومة للعالم العربي من خلال عنتريات وبلطجة واحد من أهم أدوات ذلك النظام في الشرق الأوسط , فظهور الإرهابي التابع لخلايا ذلك الحزب وهو المدعو سامي شهاب الهارب من سجن وادي النطرون المصري خلال الأحداث الأخيرة في مصر والفوضى الأمنية التي حدثت خلالها وهيأت الأسباب و العوامل و الظروف الموضوعية لهروب عدد لا يستهان به من الإرهابيين و العاملين في خدمة المشروع التخريبي الإيراني علنا وأمام الملأ وفي مهرجان خطابي للحزب في بيروت هو إهانة واضحة و متعمدة ليس للحكومة المصرية ولا لنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك ولا للحكومات العربية ولا للنظام الأمني العربي إن كان ثمة شيء من ذلك القبيل بل أنه إهانة وسخة وغير مقبولة وجهت للشعب العربي في مصر بكل فئاته و أطيافه و توجهاته و بكل عقائده و أحزابه و رؤاه , فخلايا حزب الله التخريبية التي ألقى رجال الأمن المصري القبض عليها عام 2009 وحاكمتهم محاكم مصرية و تحت ظل القضاء المصري و أصدرت بحقهم أحكامها وفقا لمقتضيات المصلحة و القانون لم تكن نشاطاتها التخريبية والدموية موجهة ضد الرئيس المصري السابق ولا لأركان نظامه بل أنها خلايا كانت موجهة أساسا لإستباحة دماء المصريين ولزرع الرعب و الخوف و التوجس في الشارع المصري ولدعم عمليات الإرهاب الدموي الأسود الذي تخصصت به عصابات و مخابرات الحرس الثوري الإيراني التي تجد في الأوضاع الإقليمية المتدهورة حاليا فرصتها الذهبية للعوم في تيارات الدم و ملفات التخريب المظلمة السوداء و كما يحصل في الساحة العراقية وحيث تقود ملفات الإرهاب بكل فواصله و حواشيه تلك العصابات وكما يحصل في دول الخليج العربي و التي كثيرا ماكتبنا عن الخلايا السرية الإيرانية النائمة أو الناشطة و التي تخطط و تعمل لأيام سوداء قاتمة في دول الخليج العربي كما حصل في السابق ويحصل اليوم في البحرين وماهو مخطط له أن يحصل في عدد آخر من دول الإقليم وفي طليعتها المملكة العربية السعودية و بهدف تمزيق دول مجلس التعاون الخليجي من الداخل و إكتساب راحة ستراتيجية كاملة في بسط السيطرة و الهيمنة الإيرانية على المنطقة لتحويلها لشرق أوسط إيراني كما أعلن النظام الإيراني بصراحة ووضوح قبل أسابيع قليلة من خلال إشارته لما أسماه بالشرق الأوسط الإسلامي و يقصد الإيراني لأن ذلك الشرق كان منذ خمسة عشر قرنا من الزمان مسلما ومن دون الإستعانة بخدمات نظام الملالي الإيراني ? ظهور الإرهابي الإيراني الهارب علنا وبهذه الوقاحة يمثل تحديا حقيقيا للأمن القومي المصري كما يمثل إهانة وطعنة نجلاء لكرامة و مكانة الحكومة اللبنانية التي تقف عاجزة وحائرة و مسلوبة الإرادة أمام عصابة طائفية إرهابية هي من يتحكم بتشكيل الحكومة اللبنانية , وطبعا إختتم العرض الإرهابي الكبير بالخطاب العنتري و العرمرمي و التحريضي الذي أطلقه السيد حسن نصر الله الذي أطلق من سردابه السري في أحد أقبية المخابرات السورية دعوته لتحرير ( الجليل ) أو شمال إسرائيل وهي دعوة تحريضية غير واقعية بالمرة لأنه يعلم بأن حزبه لايستطيع تحقيق ذلك الهدف لأنه بحماقة العام 2006 تمكن من إستدراج إسرائيل لتدمر لبنان و مشاريعه البنيوية و التحتية من أجل أسيرين فقط لا غير , كما إن إسرائيل إحتلت بيروت العام 1982 في إطار عملية عسكرية إسمها ( سلامة الجليل ) أدت لطرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان و اليوم يدعو ساكن السرداب السوري ورجل البلازما الأوحد و الوفي الأمين لسيده الولي الإيراني الفقيه إسرائيل لوجبة غداء دموية ضخمة تلتهم من خلالها كل لبنان وتدمره و تحيله الى لخراب رهيب من أجل سواد عيون أسياده الإيرانيين و من أجل التواري عن الفضيحة الأممية القادمة أي فضيحة المحكمة الدولية ودور حزب خدا الإيراني في الإرهاب في لبنان وفي عمليات الإغتيال التي جرت منذ إستشهاد رفيق الحريري وحتى اليوم , و كثمن واجب الدفع لإنتقام نظام المخابرات السورية من الشعب اللبناني الحر , وبهدف مركزي محوره خلط الأوراق في المنطقة لصالح المشروع التخريبي الإيراني المجنون... كيف سيكون رد الشعب المصري على تلكم الإهانة ? هذا ماننتظره بكل تأكيد.

*كاتب عراقي

 

ما يؤخر ولادة الحكومة فعلاً هو الخلاف بين 8 آذار حول تقاسم الحصص"

ماروني: كلام نصرالله تضمّن جملة افتراءات ومغالطات.. والجميع رأى كيف أدار السلاح وجهته نحو ترهيب اللبنانيين لفرض أجندته

جمال العيط، الجمعة 18 شباط 2011 /لبنان الآن

رأى عضو كتلة "نواب زحلة" النائب إيلي ماروني أنّ "الخطاب الأخير لأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله كان قاطعًا وحاسمًا في التعبير عن ممانعته لانضمام قوى 14 آذار في التشكيلة الحكومية العتيدة"، مشددًا في هذا السياق على أنّ "السيد نصرالله قطع بحدة خطابه آخر خيط رفيع كان من الممكن أن يصل بالمشاورات بين قوى 14 آذار والرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى نتيجة إيجابية".

ماروني، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" لاحظ "في كلام نصرالله جملة افتراءات ومغالطات"، وإذ ذكّر بأنّ "كل أقطاب هيئة الحوار الوطني التي أفشلتها قوى 8 آذار، قدموا تصوراتهم للاستراتيجية الدفاعية، إلا حزب الله"، أكد ماروني "وجوب التوصل إلى استراتيجية دفاع وطني تحصر حمل السلاح ومهام الدفاع على الحدود، وحماية استقلال وسيادة لبنان، بالجيش اللبناني وحده دون منازع"، مشددًا في هذا السياق على "عدم إمكانية الفصل بين موضوع السلاح خارج الشرعية وموضوع الاستراتيجية الدفاعية"، وأضاف: "كفى تضليلاً للرأي العام اللبناني وكفى تحايلاً على الوطن وربطه بقضايا إقليمية ودولية تضع لبنان في حالة تحدي ومواجهة مع العالم برمته".

ماروني الذي لفت إلى أن "قيادات قوى 8 آذار لم تعد تجيد سوى إطلاق الاتهامات الغوغائية المزيفة، من مثل اتهام فريق 14 آذار بأنه فريق أميركي فاشل وخاسر"، شدد في المقابل على كون "تحالف 14 آذار يبني سياساته الداخلية على مصلحة لبنان أولاً وأخيراً وليس تابعاً لأي حلف أو مشروع، أميركي أو غير أميركي"، مؤكدًا في هذا السياق أنّ "قوى 14 آذار لا تراهن إلا على إرادة الشعب اللبناني وتعمل على لبننة الحلول والمشاكل، في حين أنّ القاصي والداني يعلم أنّ قوى 8 آذار هي الطرف المراهن على الدائرة الإقليمية الدكتاتورية المتحكمة ببعض البلدان العربية من سوريا وإيران إلى حماس في غزة"، وأضاف: "هم يريدون لبنان ساحةً مستباحة لتصفية الحسابات السورية - الإيرانية مع أميركا وإسرائيل، ويريدون أن يحولوا الشعب اللبناني إلى كبش محرقة لهذه الحسابات الخارجية، والجميع رأى كيف أنّ السلاح أدار وجهته من العمل المقاوم في الجنوب، باتجاه الداخل لترهيب وتخويف الشعب اللبناني بأكمله، في سبيل فرض أجندته والحصول على مكتسبات سياسية وغير سياسية على حساب الدولة ومؤسساتها الدستورية".

وحول انتقادات أمين عام "حزب الله" لجولات الرئيس سعد الحريري الخارجية، قال ماروني: "كنا نتمنى لو انتقد السيد حسن نصرالله زيارات الرئيس الحريري إلى سوريا، تُرى هل يجرؤ على ذلك؟"، مشددًا في المقابل على كون "الزيارات التي قام بها الرئيس الحريري الى الخارج تأتي بوصفه رئيس حكومة لبنان وهي دائماً تصب في مصلحة لبنان واللبنانيين في شتى الميادين السياسية والمالية والاقتصادية والاستثمارية"، واستغرب ماروني كيف أنّ السيد نصرالله يعمد إلى توجيه "هكذا اتهامات ظالمة لا مبرر لها"، متسائلاً في هذا الإطار: "هل يريد السيد نصرالله أن يقطع لبنان كل علاقاته الدولية والعربية ويبقى فقط دائرًا في فلك ما يسمونه محور الممانعة والمواجهة أي المحور السوري-لإيراني؟".

وفي موضوع المحكمة الخاصة بلبنان، شدد ماروني على أن "لا صحة لما ساقه السيد نصرالله من اتهامات لهذه المحكمة سواءً لجهة اتهامها بالزور والتسييس أو لناحية اعتبارها واجهة للمشروع الأميركي الإسرائيلي"، داعياً إلى "عدم استباق القرار الاتهامي وحيثياته، لكي يتبيّن ما إذا كان سيستند الى شهادات زور، أم إلى أدلة قاطعة وحاسمة ودامغة، وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه".

وعن الإستحقاق الحكومي، أكد ماروني أنّ "الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لم يقدم حتى الساعة أجوبته على التساؤلات والهواجس التي عبرت عنها قوى الرابع عشر من آذار"، إلا أنه أشار في الوقت عينه إلى أنّ "ما يؤخر تشكيل الحكومة فعلاً هو الخلاف الحاصل بين أفرقاء قوى 8 آذار حول تقاسم الحصص"، لافتًا في هذا السياق إلى أنّ "البعض منهم يراهن على تدخل سوري يوقف شهية النائب ميشال عون على التهام أكثرية المقاعد الوزارية في حين أن البعض الآخر يراهن على عامل الوقت ليس إلا لتحقيق مآربه".

 

عدوى الثورات لا تبقي "المحور الممانع" في منأى عنها

ادعاء الانتصارات المبكّرة غير مضمون العواقب

روزانا بومنصف/النهار

يعتبر سياسيون من قوى 8 اذار انه بناء على الانتصار الذي اعتبره الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يصب في خانة المحور الاقليمي الذي ينتمي اليه نتيجة انهيار نظام الرئيس حسني مبارك في مصر، فان ما يحصل في العالم العربي وفي الدول التي تندرج عموما في علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الاميركية هو في مصلحة هذا المحور وصولا الى لبنان الذي اعتبر السيد نصرالله ان المشروع الاميركي قد سقط فيه ايضا. ويستند هؤلاء الى التحركات الجارية في اليمن والبحرين مع احتمالات اندراج الاردن من ضمن اللائحة وصولا حتى الى ليبيا في حين يقول هؤلاء ان ثمة حصانة قوية للانظمة المعادية للولايات المتحدة كما هي الحال مع ايران او تلك التي لا تصنف من ضمن اعدائها ولكن ليس من ضمن حلفائها ايضا كما هي الحال بالنسبة الى سوريا.

وواقع الامر ان الانظار تبقى مشدودة بقوة الى ما يحصل في المنطقة وفقا لمنطق ان اي "فيروس" او اي مرض آخر حين يدخل بيتا ما فانه من الصعب الجزم الا تنتقل العدوى اليه وبأي سرعة تنتقل هذه العدوى لكن كثرا يمكن ان يصابوا بالفيروس نفسه وبنسبة مختلفة. وهذا ما يحصل الآن مماثل للوضع في المنطقة العربية اذ ان اطاحة نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي شجع او ألهم المصريين على التحرك ضد الرئيس حسني مبارك. ونجاح المصريين ايضا اعطى جرعة زائدة من الشجاعة والجرأة لشعوب في المنطقة اكان في البحرين على رغم اتسام الوضع فيها بطابع طائفي مذهبي او اليمن او ليبيا وصولا الى العراق وحتى اعاد احياء شعلة الامل لدى المعارضة الايرانية التي كانت السباقة في اشعال الانتفاض على النظام الايراني بعدما اعتبرته فوزا مزيفا للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بالرئاسة الايرانية. وان ينظر الى ما يجري في المنطقة من دون النظر الى تطورات الوضع الايراني يفيد بالنسبة الى البعض باتباع سياسة النعامة ووضع الرأس في الرمال علما ان اعتقادا واسعا يسود ليس فقط في لبنان انما في العالم ايضا ان النظام الايراني يمكن ان يدفع الى حرب اهلية من اجل الدفاع عن النظام بالاستناد الى دعوته الى تظاهرة موالية للنظام في وجه التظاهرات التي دعت اليها المعارضة الايرانية على نحو يوحي باستدراج المواطنين الى التقاتل في ما بينهم كما حصل حين نزل موالون للرئيس مبارك الى ميدان التحرير في القاهرة. ويعتقد بعض المراقبين الديبلوماسيين ان النجاح المستمر للانتفاضات في دول غير تونس ومصر سيشجع الايرانيين اكثر نحو الاندفاع ضد النظام الايراني على رغم ان المعارضة هناك تتعرض للقمع على غير ما يحدث في الانظمة التي تعتبر صديقة للولايات المتحدة التي تضغط بدورها على الحكومات الحليفة من اجل عدم استخدام العنف والقمع ضد المتظاهرين او المنتفضين لان الشعب الايراني لا يقل حيوية وزخما عن شعوب المنطقة كما ظهر في اكثر من مناسبة ولو ان تضحياته يمكن ان تكون اكبر.

ومع ان النظام السوري لا يبدو في الصورة نفسها التي تتعرض لها دول المنطقة على رغم تشابه الوضع السياسي فيها مع عدد من هذه الدول واختلافها عنها في بعض الامور ايضا، فان المراقبين المعنيين يعتقدون ان النظام السوري يمكن ان يكون اكثر حذرا مما يجري في المنطقة في ضوء عاملين محددين احدهما بحسب هؤلاء يتصل بطبيعة الحكومة التي ستؤلف في مصر ومن ستضم وامكان نجاح الاخوان المسلمين في الحصول على مقاعد كافية للتعبير عن وجودهم ونفوذهم. والآخر هو احتمال نجاح الانتفاضة في البحرين باعتبار ان الوضع في البحرين هو بين اقلية حاكمة من مذهب معين واكثرية طامحة الى تغيير الاوضاع من مذهب آخر. ونجاح هذا المذهب سيعتبر انتصارا لطهران من حيث المكسب للطائفة الشيعية باعتبار ان ايران ستبادر فورا وفق ما هو متوقع ووفق ما ظهرت التغطية الاعلامية لمحطات معينة في لبنان لما يحصل هناك تحديدا تشبها على الارجح باحدى المحطات العربية التي يعتبرها كثر مسؤولة عن تحريك الشارع المصري او المساهمة في تغذية الحساسيات في اتجاه الانتفاضة على النظام المصري الى اعلان أُبُوَّتها على الارجح، ولكن يخشى ان تؤثر المسألة بطريقة ما على سوريا اضافة الى تأثيرها على مد نفوذها مجددا الى لبنان.

ولذلك يعتقد هؤلاء المراقبون انه من المبكر جدا ادعاء انتصارات حيث قد لا تسجل فعلا انتصارات لفريق او طرف اقليمي مثلما يلاحظ كثر في غياب اي كلمة او عبارة عن اسرائيل مثلا في كل الانتفاضة التي حصلت في مصر مثلا. واذا ربح المتظاهرون في البحرين ستفرح ايران لكن النظام الايراني سيحزن ايضا في حال نجح المعارضون الايرانيون في اسقاطه او كما حصل بالنسبة الى اعلان فرحه بسقوط النظام المصري في حين لم يلبث ان اعقب ذلك على الفور تحرك المعارضة الايرانية. كما يعتقد هؤلاء ان المخاض الذي تمر فيه المنطقة قد لا يبقى لبنان في منأى عنه بدءا من تعذر تأليف حكومة 8 اذار وصولا الى احتمال تطييرها ايضا في ضوء ما يحصل على رغم ان لبنان يبدو وكأنه يعيش راهنا في جزيرة معزولة عن تطورات المنطقة في حين انه كان دوما في جوهر مشكلاتها قبل ان يكون في جوهر الحلول.

 

ارتباط المراوحة الحكومية بالقرار الاتهامي

سوريا تتريّث و"حزب الله" لم يحسم خياراته

هيام القصيفي/النهار

تعكس  المراوحة التي يعيشها لبنان التريث في دفع الامور نحو حكومة من مكونات 8 آذار وحلفائها فحسب. وبدا جليا ان ثمة اسئلة دقيقة تطرح عن المغزى الذي من اجله تتباطأ  دمشق في دفع حلفائها المحليين الى  القبول بشروط التأليف، وما هي الاسباب الحقيقية التي ادت الى نشوء الازمة الحالية التي تصل الى حدود المأزق، وهل التأجيل استراتيجي ام تكتي؟

لا ريب في ان العرقلة تتخطى واقع المحاصصة  الوزارية والخلاف على الحقائب السيادية التي شكلت في المسار العادي لتشكيل الحكومات ازمة سياسية، على غرار ما  حدث من مفاوضات بين فريقي 8 و 14 آذار، خلال تشكيل حكومتي الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس سعد الحريري المتتاليتين.

الا ان الخلاف بين حلفاء الصف الواحد، يضيء على جوانب اكثر عمقا للأزمة الراهنة، بعدما اظهر هؤلاء انهم لم ينجحوا حتى الساعة الا في الاتفاق على "اقتلاع الحريرية" السياسية، ليس اكثر، والاتيان بالرئيس المكلف نجيب ميقاتي، تحت سقف شروط لا تزال مبهمة.

وفي تقدير مصادر سياسية متابعة ان دمشق كانت تسير بثبات نحو اسقاط الحكومة الحريرية، بانسجام واضح مع ايران و"حزب الله"، لكن اسقاط هذه الحكومة كان نقطة التقاطع الوحيدة في رؤية الطرفين لما ستؤول اليه الامور لاحقا.

كان ثمة اعتقاد في اللحظة التي اتخذ فيها قرار عزل الحريري، خلال وجوده خارج لبنان، ان اعلان القرار  الاتهامي بعد تسليمه سيكون سريعا،  الامر الذي عجل في استقالة وزراء المعارضة، والضغط في اتجاه قلب التوازنات والاتيان بميقاتي رئيسا مكلفا، برغبة سورية محض. وسقف هذه العجالة كان قطع علاقة لبنان بالمحكمة ووقف كل سبل الاتصال بها.

الا ان ما حدث كان استمهال المحكمة لاعلان القرار الاتهامي، من هنا دخل "حزب الله" في مرحلة  التريث من اتخاذ قرار حاسم، لجهة التعجيل في تشكيل الحكومة او عدمها. ولا يبدو واضحا بالنسبة اليه بعد، ما اذا كان صدور القرار الاتهامي افضل مع حكومة او من دونها. من هنا يفهم انتقال  الامين العام لـ"حزب الله"  في خطابه الاخير الى موضوع المواجهة مع اسرائيل، بحيث طغى الشق الاقليمي على ما عداه، من دون حسم الخيارت الواضحة بالنسبة الى الوضع الداخلي.

في هذا الوقت اعيد فتح قنوات الاتصال بين دمشق وواشنطن، على اكثر من خط. وفي رأي المصادر المراقبة  ان دمشق التي اضطلعت بدور محوري في إسقاط حكومة الحريري، تتمهّل في اعطاء تشكيلة ميقاتي الضوء الاخضر، رغبة منها في صدور القرار الاتهامي  في غياب اي خطوة لبنانية لفك العلاقة مع المحكمة، من اي نوع كانت. وثمة اشارات قوية الى ان دمشق تراهن على قرار لا يأتي على ذكرها (على الاقل في مرحلته الاولى اذا صدر على دفعات)، مما يشجّعها على ابقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع واشنطن ومع الدول الاوروبية، ويمنعها من اتخاذ خطوة تصعيدية بتشكيل حكومة لها طابع استفززي وصدامي.

والمشكلة انه بقدر ما تراهن دمشق على الوقت من اجل فكفكفة العقد الاقليمية والداخلية، يزيد الوقت ايضا حدة المأزق، الذي يتحول شيئا فشيئا عبئا متزايدا عليها وعلى حلفائها. واولهم ميقاتي الذي صار في مواجهة مع الوقت، ومع تزايد الشروط التعجيزية التي تطوقه، وتجعل منه أسير لعبة متعددة الخيط والاتجاه.

من هنا تبدو حجج تقسيم الوزارات كدافع جوهري للعرقلة، واهية، لانه سبق للبنان ان خبر تشكيل حكومات في ظل الغطاء السوري، ولم يكن لمثل هذه الحجج ان عرقلت قيامها، وهو ما يعني ان ثمة دوافع قوية تحمل سوريا، على اخذ الامور بروية اكبر، قبل حسم خياراتها النهائية، التي تنتج عند حسمها حكومة في اقل من ربع ساعة.

والرهان على الوقت يضاعف أكلاف المواجهة الداخلية، اذ ان الحريري الذي استفاد من "وقف الابتزاز" السوري له في شأن علاقتها به ، يستكمل التصعيد التدريجي مع بعض فريقه، في خطوات بدأها منذ زيارته الخارجية. وهو بحديثه عن مؤتمر المصالحة الذي كان احد اهداف "السين سين"، كشف كيف ان   دمشق لم تأت على ذكره ، رغم كل ما سربته عن وقائع  تلك المحادثات وقرب الوصل الى اتفاق، وقالت اوساط رئيس الجمهورية عنه في حينه انه سيوقع في قصر بعبدا، من دون ان تعرف جوهره. ولعبة الوقت التي تراهن عليها دمشق مزدوجة ، قد تكون ايضا في مصلحة الحريري وفريقه في اعادة اطلاق جو سياسي ضاغط يتطور يومياً، وبلهجة مختلفة، وصولا الى اعلان القرار الاتهامي.

 

لماذا يشجع أوباما تغيير الانظمة العربية؟

بقلم سليم نصار/النهار

ذهب الرئيس المصري حسني مبارك وبقي نظامه... وهو نظام معقد صمم على قياس الرئيس بطريقة تعينه على تحقيق أهدافه السياسية.

ويتوقع قادة التظاهرات في مصر أن تبدأ عملية الاصلاح باجراء تعديلات دستورية تساعد الشعب على استرداد حقوقه. وتقضي مهمة اللجنة الدستورية برئاسة طارق البشري، بضرورة تعديل المواد التي أضيفت خصيصاً على امتداد ثلاثين سنة، لحماية النظام السابق وتقييد حرية خصومه. ومع ان عدد المواد المطروحة للالغاء أو التعديل، يزيد على العشر، إلا أن المادة 77 هي التي تشغل اللجنة الدستورية. أي المادة التي تنص على أن تكون مدة الرئاسة 6 سنوات ميلادية، مع السماح باعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدد أخرى. وهذا ما دعا أيمن نور الى وصف النظام الذي شرع لانتخاب مبارك في دورة خامسة بنظام "الملكية المنتخبة". لذلك يطالب الاصلاحيون بضرورة تحديد مدة الرئاسة بأربع سنوات، غير قابلة للتكرار أكثر من مرة واحدة.

واللافت ان الانتقادات شملت اللجنة الدستورية التي اختارها المجلس الاعلى للقوات المسلحة. خصوصاً ان رئيسها طارق البشري بدأ نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي ثم انقلب الى "اخواني" متشدد. ويتبين من مراجعة سير الاعضاء التسعة انهم متعاطفون مع جماعة "الاخوان المسلمين". وقد احتج "حزب الوفد" على هذا الانتقاء الذي حاولت فيه قيادة الجيش استرضاء "الاخوان" وحجب مشاركة الاحزاب الاخرى.

من أجل تطمين المواطنين الى اهدافها، أعلنت حركة "الاخوان المسلمين" امتناعها عن ترشيح ممثل لها الى رئاسة الجمهورية. ويتردد في القاهرة ان هذه الخطوة ترمي الى عدم اثارة مخاوف القوى السياسية الاخرى، وانتظار نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة. ومع ان محمد البرادعي أيد انخراطهم في المسيرة السياسية باعتبارهم لا يشكلون أكثر من عشرين في المئة من اعداد الناخبين... إلا أن تجربة الجزائر أثبتت خطأ هذا الرهان.

وكانت ارقام مراكز الاستقصاء قد أعطت الاسلاميين في الانتخابات الجزائرية سنة 1991، ارقاماً ضعيفة لا تدل على قوتهم الحقيقية. وجاءت المفاجأة لتظهر فوزهم بغالبية تتيح لهم تشكيل حكومة من لون واحد. وتدخل الجيش الجزائري لمنعهم من استلام الحكم. وكان من نتيجة هذا التدخل ان انفجر نزاع دموي بين الاسلاميين والجيش أدى الى سقوط نحو من نصف مليون قتيل وشل القدرات الاقتصادية لمدة تزيد على سبع سنوات.

حكاية "الاخوان المسلمين" في مصر بدأت مع مؤسسها سنة 1928 المرشد الاول للجماعة حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا.

باشر البنا دعوته مع ستة شبان، ثم اتسعت تلك الدعوة لتصبح حزباً شعبياً قوياً ينافس "حزب الوفد" على الزعامة. ولكن هذه الشعبية لم تسمح له بالدخول الى البرلمان، لأن الدولة كانت تعتقل انصاره وتحاصر الدائرة الانتخابية التي يترشح عنها (دائرة الدرب الاحمر) في القاهرة.

في 12 شباط 1949، اطلق مجهول الرصاص على حسن البنا وهو خارج من مبنى "جمعية الشبان المسلمين". وأفاد قبل موته ان السيارة التي أطلق منها الرصاص كانت تحمل الرقم "9979". وتبين للمحقق انها سيارة رسمية يملكها الاميرالاي محمود عبد المجيد، المدير العام للمباحث الجنائية في وزارة الداخلية.

بعد الانقلاب العسكري الذي قام به جمال عبد الناصر والضباط الاحرار ضد الملك فاروق (1952)، جرى التعاون مع رجال الثورة. ولما طالب عبد الناصر بحل الاحزاب القائمة، سارع "الاخوان" الى تأييده. واستمر التعاون الى حين تعرض عبد الناصر الى محاولة اغتيال سنة 1954، على يد أحد أعضاء "الاخوان". وذكر في حينه ان أجهزة المخابرات هي التي افتعلت تلك الحادثة من أجل تقوية شعبية عبد الناصر، واعطائه المبرر لملاحقتهم وزجهم في السجون. وقد بلغت الحملة ضدهم ذروتها باعدام بعض المفكرين الاسلاميين أبرزهم: سيد قطب وعبد القادر عودة.

وبسبب التعذيب في المعتقلات، خرج هؤلاء ليطالبوا باسقاط نظام الحكم بكل الوسائل الممكنة، بما فيها العنف والاغتيال والارهاب. ثم جاءت هزيمة 1967 لتجدد نشاطهم، وتحيي دعوتهم بأن الانتصار على اسرائيل لا يتم إلا من خلالهم. وقد عزز هذه الفكرة تشكيل منظمات مشابهة مثل: "الجهاد" و"التكفير والهجرة" و"الشرقيين" و"الناجين من النار" إلخ.

عندما تولى أنور السادات الحكم سنة 1970، تخيل ان الناصريين واليساريين هم الذين يعرقلون تنفيذ سياسته. وفي حديث مع مجلة "نيويوركر" نشر في كانون الاول 1994، كشف حسني مبارك عن واقعة مذهلة خلاصتها ان أنور السادات ساهم في تأسيس "الجماعة الاسلامية" التي ترأسها الشيخ عمر الرحمن. أي الجماعة التي أشرفت على تدبير عملية اغتياله بواسطة خالد الاسلامبولي. وقد أطلقت ايران اسمه على أكبر شارع في طهران، تكريماً للعمل الذي قام به يوم اغتال بطل "كمب ديفيد"!

الملاحظ حالياً ان الجيش المصري رفع القيود عن الاسلاميين الذين تعرضوا للمطاردة منذ عهد جمال عبد الناصر. وقد نجحوا في انتخابات 2005 عندما فازوا بـ88 نائباً، ولكنهم قاطعوا الانتخابات الاخيرة لأن القادة الجدد آثروا الانخراط في النشاطات الاجتماعية والابتعاد عن الامور السياسية. ولكنهم فوجئوا بزخم تظاهرة المليون، الامر الذي يفسر ترددهم في المشاركة خلال اليومين الاولين. ولكنهم استلهموا الانتفاضة التونسية وقرروا النزول الى الشارع في القاهرة والاسكندرية، وانما بطريقة غير مكشوفة.

يدعي المجلس الأعلى للقوات المسلحة انه في صدد الاعداد لنقل سلطته الى حكومة مدنية تلتزم المبادىء الديموقراطية. وهو يتعهد بالرجوع الى الثكنات بعد انتهاء الفترة الانتقالية المحددة بستة اشهر يصار بعدها الى اجراء انتخابات عامة ورئاسية. ومن المتوقع ان تلغى حال الطوارىء وتحل المؤسسات التمثيلية محل الجيش. ويتخوف "الاخوان المسلمون" من نشوء ظروف امنية داخلية تفرض وصول عمر سليمان الى سدة الحكم.

اظهرت برقيات حصل عليها موقع ويكيليكس ونشرتها صحيفة "افتنبوستن" النروجية، ان واشنطن دفعت ملايين الدولارات الى منظمات مصرية، الامر الذي اثار دهشة الرئيس حسني مبارك. وجاء في البرقية الاولى ان السفارة الاميركية في القاهرة خصصت مبلغ 150 مليون دولار لنشر الديموقراطية.

وفي برقيات ديبلوماسية اخرى جاء ما يثبت ان الولايات المتحدة ساهمت بشكل مباشر في تشجيع القوى المحلية المعارضة للرئيس مبارك. والمستغرب حقا ان ادارة اوباما لا تنفي هذا الاتهام ولكنها تبرره من موقع الدفاع عن مصر لا عن مبارك. وقال احد كبار مستشاري البيت الابيض، ان اوباما لن يؤيد رئيس دولة يتمسك بكرسيه خلافا لارادة شعبه. علما ان اوباما يعتبر مصر حجر الزاوية في الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط، ومحظور عليها ان تخسرها لمصلحة الراديكاليين و"الاخوان المسلمين". ونقل عن اوباما قوله: "اميركا بقيادتي لن تؤيد رئيس دولة يزوّر الانتخابات، ويستعد لتوريث نجله بعد ثلاثين سنة في الحكم. ان مسؤوليتي الادبية تحتم علي ان اقول له: يا صديقي، انتهى مسارك... والآن انصرف!". الى جانب التفسير الايديولوجي، فان اوباما يعرف ان الثورات الديموقراطية في العالم العربي يصعب عليها ان تكون مؤيدة لسياسة بلاده. ولكنه يسعى كي لا تكون مناهضة لسياسته. وعليه يرى انه من المفيد لبلاده بلورة النظام الجديد في مصر بحيث تكون قادرة على مواكبة التغيير.

ومثل هذا الموقف الغامض يقود الى استنتاجين: اما ان اوباما يدفع لاسرائيل ثمن التمديد لولاية ثانية من طريق ارباك العرب... واما انه يغري طهران لاستغلال الفراغ الدولي والاقدام على مغامرة متهورة تستخدمها اسرائيل لتسديد الضربة المؤجلة.

بعض زعماء الدول العربية رفض منطق الرئيس اوباما، لأنه لم يكن عادلا وموضوعيا في رسم معاييره السياسية. والدليل على ذلك ان الانتفاضات الفلسطينية الشعبية في الضفة الغربية وغزة، قوبلت بالصمت يوم كانت اسرائيل تواجهها بالقنابل المحرقة. وقد استند الرئيس كارتر الى هذا المنطق عندما انتصر للمتظاهرين في ايران، وجاءت النتيجة مخالفة لكل توقعاته، لأن سقوط الشاه صديق اميركا اوجد نظام الملالي مكانه. اي النظام الذي يطالب بطرد الولايات المتحدة والنفوذ الغربي من كل منطقة الشرق الاوسط. وعندما اتصل العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز بالرئيس اوباما مطالبا اياه بعدم اهانة الرئيس مبارك، انما كان يطالبه ايضا بعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية، خصوصا اذا كان هذا التدخل سيؤدي الى عكس النتيجة المتوخاة.

ومثل هذا النصح ينطبق على حالات اخرى تحدث في ليبيا واليمن والبحرين، خصوصا ان الحكومة البريطانية قد ايدت تدخل واشنطن، تماما مثلما ايدتها حكومة العمال في حرب العراق.

والمؤسف ان التودد المبكر للأنظمة البديلة في بعض الدول العربية لن يفتح للولايات المتحدة وبريطانيا اذرع الاستقلال والاحتضان، بقدر ما يفتح الفرص لايران كي تطرد اعداءها من كل المنطقة!

(كاتب وصحافي لبناني مفيم في لندن )      

 

 الحكم بالإعدام على أمين البابا بجرم التعامل بعد اعتقاله 3 سنوات عند حزب الله

 الجمعة, 18 فبراير 2011 /يقال نت

حكم اعدام سابع صدر أمس عن المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل بحق الموقوف أمين ابراهيم البابا بعد محاكمته بجرم التعامل مع إسرائيل والاتصال بمخابراتها ودس الدسائس لديها لتوفير وسائل لشن عدوان على لبنان ومعاونتها على فوز قواتها لقاء مبالغ مالية. وكان البابا قد أعلن سابقاً انه أوقف ثلاث سنوات لدى حزب الله بعد صدور "حكم شرعي بحقه" عن الحزب، ثم سلّم في العام الماضي الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني الذي أحاله بدوره الى القضاء العسكري، لينضم أمس الى قافلة المحكومين بالاعدام من أفراد شبكات التجسس التي ألقي القبض على أفراد منها في منتصف العام 2009. وادعى البابا التعامل مع إسرائيل كعميل مزدوج بتوجيهات من "حزب الله"، وقام خلال العام 1997 بعمليات ضد إسرائيل من موقع الدبشة في الجنوب. وفي الجلسة الختامية أمس، ترافع المحامي ناجي ياغي عن البابا فأبدى أسفه لتخلي الحزب عن موكله وتسليمه الى مخابرات الجيش بعد ثلاث سنوات من السجن، فيما قال البابا بكلامه الأخير: "في العام 1996 قمت برمي صواريخ بوجه إسرائيل دون تكليف من أحد وأنا عملت مع الحزب ضد إسرائيل ولم أتعامل مع العدو"، طالباً الرحمة والعدل.

 

اغتيال كاهن ذبحا في تونس والاسلاميون يهاجمون شارعا يضم بيوت دعارة

 الجمعة, 18 فبراير 2011 /يقال نت

شهدت تونس الجمعة اغتيال كاهن بولندي كاثوليكي ذبحا قرب تونس على ايدي "متطرفين فاشيين" حسب السلطات، في حين حاول اسلاميون احراق شارع في وسط تونس يضم بيوت دعارة، ما يكشف عن فوضى امنية في البلاد ومخاوف من تنامي نفوذ الاسلاميين. وهي المرة الاولى التي يتعرض فيها اجنبي للقتل في تونس منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير الماضي. واعلن مصدر مقرب من وزارة الداخلية التونسية الجمعة العثور على جثة كاهن بولندي في الرابعة والثلاثين من العمر في مدرسة خاصة في منطقة منوبة قرب العاصمة تونس تبين انه قتل "ذبحا". واعلنت وزارة الداخلية في بيان ان "مجموعة من الارهابيين الفاشيين الذين لديهم توجهات متطرفة تقف وراء هذه الجريمة، استنادا الى الطريقة التي نفذت فيها عملية الاغتيال" من دون ان يشير ما اذا كان يقصد مجموعات اسلامية. ونقلت وكالة الانباء التونسية انه عثر على الكاهن مارك ريبنسكي "مذبوحا في مرآب مدرسة للراهبات حيث كان يهتم بشؤون المحاسبة. وقد تعرض للعنف قبل ذبحه". وقال المصدر نفسه انه تم ابلاغ عائلة الكاهن اضافة الى السفارة البولندية في تونس بجريمة القتل هذه.

من جهة ثانية هبت رياح اسلامية على العاصمة تونس بعد ظهر الجمعة عندما هاجم عشرات الاسلاميين شارعا يضم بيوت دعارة وحاولوا احراقه.

وقال شرطي تونسي كان في المكان لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه "حاول اسلاميون الدخول الى شارع عبدالله غيش لاحراقه". ويقع احد ابرز بيوت الدعارة في العاصمة التونسية في هذا الشارع الواقع قرب المدينة وهي الوجهة المعروفة لكل رجل تونسي او عربي او اجنبي يريد الاختلاء بامراة. واضاف الشرطي رافضا الكشف عن هويته "ان بعض السكان منعوهم من الدخول الى هذا الشارع الى ان وصل عناصر قوات الامن الذين قطعوا مدخل الشارع ومنعوا المرور فيه. ونجحوا لاحقا في تفريق هؤلاء المتظاهرين".

وفي وقت سابق الجمعة، تظاهر عشرات المتظاهرين الاسلاميين في وسط العاصمة التونسية مطالبين باقفال بيوت الدعارة ومرددين هتافات منها "لا للماخور في بلد مسلم" وكذلك "اغلاق الماخور واجب". وكان ابناء الطائفة اليهودية في تونس عبروا الاسبوع الماضي عن قلقهم امام الحكومة اثر تكرار حصول اعتداءات ذات طابع معاد لليهود امام الكنيس الكبير في تونس.

وقال رئيس المجموعة اليهودية في تونس روجيه بيسموت الجمعة "نحن في حالة ترقب والجريمة هي من فعل سلفيين هم الاكثر تطرفا بين الاسلاميين الذين تلقوا تنشئتهم على ايدي الوهابيين، الا ان تونس ليست ارضا خصبة لتنامي الفكر السلفي". وسعيا لرأب الصدع في المجال الامني منذ سقوط النظام السابق قررت الحكومة الاسبوع الماضي استدعاءالجنود الاحتياط الذين تقاعدوا منذ خمس سنوات للانضمام مجددا الى الجيش. وتعاني تونس من فوضى امنية حيث تكثر حوادث السلب بالسلاح وتتكرر التظاهرات التي يطالب المشاركون فيها بتحسين اوضاعهم المعيشية. وسعيا لتخفيف حدة التوتر الاجتماعي وامام وصول نسبة البطالة الى 14% اعلنت الحكومة سلسلة من الاجراءات الاجتماعية الطارئة تستهدف مساعدة الاشخاص الاكثر فقرا عن طريق تقديم مساعدات مالية اليهم او تزويدهم ببطاقات تتيح لهم تلقي العلاج الطبي مجانا. اخيرا اقرت الحكومة التونسية الانتقالية الجمعة عفوا عاما عن السجناء السياسيين، على ان يصدر مرسوم بهذا الصدد "في الايام القليلة المقبلة"، على ما اعلن المتحدث باسمها الطيب البكوش في ختام اجتماعها. وصرح البكوش للصحافة ان "العفو العام اقر في مجلس الوزراء وسيعلن في مرسوم في الايام المقبلة".

 

طريق السلاح لن تمرّ في "بيت الوسط"

المستقبل - السبت 19 شباط 2011 - http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=454017

يوسف بزّي

ما لن يدركه حزب السلاح أنه كان دائماً في خطبه وأفعاله أفضل محفّز للبنانيين كي يكونوا الى جانب قوى 14 آذار، حتى عندما تكون تلك القوى ليست مع نفسها.

ما لن يدركه حزب السلاح "الحاكم" أن إدارته لتشكيل الحكومة العتيدة، ليست سوى تقويضاً لمعنى "الحكومة"، على نحو يكمل فيه هذا الحزب تخريب الدولة من جهة، وحرق أي فرصة مستقبلية للتعايش بينه وبين الجماعات اللبنانية الأخرى. ليقف بعدها وحده، عارياً، بلا أي حضن وطني يحميه من الملّمات.

ما لن يدركه وكيل الوصاية الإقليمية أنه بالحماقات السياسية اليومية، التي يرتكبها بفعل المكابرة والعناد، انما يذهب سريعاً الى الكارثة. فالذي يفرّط بالكيان والأمن والدولة، وبديهيات العيش المشترك، وأسس الصيغة وروح الميثاق ونصوص الدستور، والأعراف، لن يجد في السلاح سوى معدن ثقيل الحمل.. وسيكون مشهده في المخيلة العامة كمشهد ميليشيوي يتباهى ببندقيته وسط المارة الذين يرمقونه بنظرة الاستياء.

حزب الله على وشك ارتكاب الخطيئة القديمة ذاتها، فكما لم تكن "طريق فلسطين تمر في جونية"، لن تمرّ "طريق السلاح في بيت الوسط". فهكذا طريق، وإن بدت مغرية وتوهمها البعض سهلة، فهي بالتأكيد لا تؤدي إلا الى الهاوية والتهلكة، كما علمتنا التجارب.

ما سيندم عليه حزب الله، بعد فوات الأوان، أن 14 آذار تركت "الثورة" بحثاً عن تسوية، وتركت برنامجها بحثاً عن حوار، وتركت شعاراتها بحثاً عن وفاق، وتركت أغلبيتها بحثاً عن إجماع، وتركت سلطة بحثاً عن دولة جامعة... فما كان منه إلا أن أفشل عمداً فرصة تاريخية للمصارحة والمصالحة، كانت ستجعله ركيزة أساسية في حياة لبنان السياسية لأمد طويل.

هذا الحزب البارع في تضييع الفرص، بارع أيضاً في تمكين 14 آذار من نفسها مجدداً.

لا يسع "الحزب الحاكم"، الشغوف بقطع الأيدي والألسن، بسبب تركيبته الذهنية وعقيدته، سوى مقاتلة السياسة وإعطابها، إن احتقاره مبدأ التفاوض والمساومة والروح التسووية، ومقته الديبلوماسية واستهزاءه بالأصول الديموقراطية واستئناسه المعاركة، وميله الدائم للاستئثار بالصواب، وجنوحه المستمر الى الفرض والاستبداد والتنكيل والتهويل، واستسهاله أسلوب "الاغتيال" السياسي واستخفافه بشركائه في الوطن (وهل يطيق أصلاً مفهوم "الشراكة"؟) ولجوءه الى الأساليب العنفية، الرمزية منها والعيانية، وتوثبه الموتور نحو الحرب في كل حين، غير عابئ بما يترتب على مغامراته من أكلاف لا تطاق.. كل هذا لا بد وأن يدفع اللبنانيين الى وجهة، أقل ما يقال فيها إنها ستكون مناقضة لشروط استمرار هذا الحزب في الحياة السياسية اللبنانية، طالما أنه أثبت "بالدليل الشرعي" استحالة التعايش بين سلاحه والنظام الديموقراطي.

كل ما فعله هذا الحزب سابقاً، وما يقدم عليه راهناً، يرفع منسوب الخصومة الى مصاف العداوة المستفحلة، ويرفع منسوب التوترات الى مستوى الفتنة المميتة، ويرفع منسوب الاختلاف الى سوية القطيعة.

بهذا المعنى بات يشكل "حزب الله" خطراً على الكيان اللبناني، ليس فقط في مسألة الحرب والسلم، ولا في مصير النظام الديموقراطي، ولا في مضمون سيادة الدولة، لكن ايضاً في تهديده الحريات العامة والفردية ونمط العيش اللبناني وخياراته الثقافية ومنظومة قيمه.

لذا، فإن حزب السلاح يجبر اللبنانيين اليوم، ومجدداً على الخروج إلى 14 آذار جديدة لا تعرف المساومة ولا تأمن المفاوضة.

 

هل قفز خامنئي فوق نصرالله في اغتيال الحريري؟

باريس – "المحرر العربي"/بعدما أصبحت أسماء المتورطين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري معروفة، بحسب القرار الاتهامي الذي سيصدر في الأسابيع القليلة المقبلة، فإن الجهات الفرنسية التي تواكب أعمال المحكمة الخاصة بلبنان تعتبر أن ورود اسم رئيس لواء القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على لائحة المتورطين، يعني أن الخط البياني للاتهام يتجه صعوداً الى الولي الفقيه، أي الى آية الله علي خامنئي. وكانت "المحرر العربي" أول من أشار الى "الولي الفقيه" لتحذو حذوها صحف غربية، إذ من المعروف أن قيادة الحرس الثوري لا تتلقى أوامرها إلا من مرشد الجمهورية مباشرة، ومن دون المرور برئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد أو أي مرجع آخر.. وبانتظار الإدانة، باعتبار أن المسألة تبقى في إطار الاتهام في الوقت الحاضر، فإن جهات في "حزب الله" بدأت بالتلميح الى أن الأمين العام للحزب لم يكن على دراية بالموضوع لأن الأوامر وردت من طهران الى الجهات المرتبطة مباشرة بالحرس الثوري داخل الحزب.

 

الجنرال يشنّ "حرب إلغاء" جديدة.. ضد الحريري

المستقبل - السبت 19 شباط 2011 - سيرة حروب الإلغاء التي قام بها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون طويلة، تبدأ عندما كان ضابطاً في الجيش، ومن ثم خلال محاولته البائسة إلغاء قوى سياسية وكذلك إلغاء تاريخ استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليصل إلى الرئيس سعد الحريري.

البعض يُعيد هذه الإلغاءات إلى بداية الثمانينات وتوسطه لدى الشيخ بشير الجميل لتعيينه في موقع عسكري لينقلب لاحقاً على آل الجميل، كأنه في انقلاباته وحروبه الإلغائية يحاول تحقيق أحلام خاصة لا يمكنها أن تستمر من دون إلغاء الآخرين.

طويلة هي سيرة الإلغاء التي مارسها عون بداية مع الانقلاب الرئيسي الأول، يوم زاره النواب المسيحيون خلال الحرب الأهلية للتشاور معه بموضوع الذهاب إلى الطائف، كان نقاشاً طويلاً معهم وافق على إثره عون على مشاركة النواب، وهم بقوا على اتصال به ليكون مطلعاً على كل التفاصيل، عاد النواب من الطائف باتفاق ينقذ لبنان من الحرب، ويسمح ببناء الدولة وإخراج الجيش السوري بعد عامين، انقلب عون على الطائف مما سمح بتمديد الحرب، وتحول لبنان إلى ورقة بيد الوصاية.

المحاولة الثانية كانت من خلال "حرب الإلغاء" على "القوات اللبنانية"، في 14 شباط 1989 وبعدها "حرب التحرير" حينما وجد أن دخوله قصر بعبدا رئيساً للجمهورية بعيد عن الواقع، وبعدها حرب الإلغاء الثانية ضد "القوات" في 31 كانون الثاني 1991، وفي السيرة أيضاً محاولته إلغاء رأس الكنيسة المارونية من خلال تهشيم صورتها وهجوم مناصريه على بكركي وتدميرها وإهانة البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، مع أنه كان قادراً على منع هذا الاعتداء وتوقيف القائمين به، ولكنه ترك الأمور على غاربها ليحقق نموذجه الشمولي على القيادة المسيحية سياسياً ودينياً.

إذاً، بين حرب إلغاء وأخرى، يحاول عون استعادة حروبه الإلغائية نفسها على الآخرين، في كل مرة لا يستطيع فيها تحقيق ما يريده، الإعلام كذلك له دوره في إلغاءات عون، من إقفال صحيفة "الديار" أيام كان رئيساً للحكومة العسكرية والهجوم على مركز "صوت لبنان"، ومنع الصحف التي تحمل اسم رئيس الجمهورية الياس الهراوي، ولذلك لا يمكن استغراب استمراره على منهجه في أوهام محاولته إلغاء الرئيس الشهيد وتاريخه في لبنان ونجله الرئيس سعد الحريري.

هذا الإلغاء المتراكم لدى عون يرى فيه عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش "حلم تشف وانتقام من الناس الذين يمنعون عنه الوصول إلى أحلامه، وهو في حرب إلغائه الجديدة يحاول إزالة اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري من ذاكرة اللبنانيين الذين عاشوا معه عصر بناء الدولة والتحول الحقيقي من الحرب إلى السلم، ومع استشهاده عاشوا انتصار اللقاء في ساحة الحرية والحصول على استقلالهم الثاني من الوصاية".

النموذج الإلغائي ذاته يستمر اليوم مع محاولة عون إزالة تاريخ بداية الاستقلال الثاني للبنانيين في 14 شباط 2005، وبعدها محاولة إلغاء قوى 14 آذار والرئيس سعد الحريري. ويلفت علوش إلى أن "أحلام عون لا تجد لها إلا الحل السحري وهو اختفاء الطرف المقابل، مع أن ما فعله بحروبه الإلغائية سابقاً أدى إلى خسائر كبيرة لموقع لبنان واستقلاله، والخوف اليوم أن تؤدي حربه الإلغائية الجديدة ضد الرئيس الحريري إلى خسارة اقتصادية للبنان لا يمكن تعويضها".

أما سبب هذا الفكر الذي يتمتع به عون، فيرى علوش أن مرده يعود إلى "أن تركيبته لا تفهم قيام المشاريع بالتعاون والاختلاف والديموقراطية، بل بالغلبة والانتصار وهو ما رأيناه في حروبه كلها كلما دخل معركة لإلغاء الآخرين خرج منها خاسراً بالجملة والمفرق".

يروي رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض بعضاً من وقائع عون مع محاولات إلغاء الآخرين، من بداية الثمانينات وصولاً إلى اليوم، لا ينسى كيف أن الجنرال عون ذهب يوم 14 شباط 2005 إلى بيت الرئيس الشهيد في باريس لتقديم التعازي واتهم النظام السوري باغتياله، وكيف عندما عاد إلى لبنان ذهب إلى الضريح في ساحة الشهداء ووضع إكليلاً من الورد هناك قبل أن يقوم بأي زيارة إلى لبنان، ولكنه يذكّر أيضاً بمحاولته إلغاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان عبر إلغاء عدد الوزراء الذين يمثلونه في التشكيلة الحكومية وكذلك نسيانه من هو الشهيد سمير قصير يوم اغتياله، وبعدها قوله عن الشهيد جورج حاوي "هل تريدونه أن يموت بالدشيشة".

ويرى محفوض أن "سياسة عون الإلغائية مستمرة، وقد تسري على اقرب المقربين إليه، وإذا لم يجد استفادة من حزب الله فهو سينقلب عليه بالتأكيد"، ويلفت إلى أن هواية إلغاء الآخرين لدى عون ليست فقط جنوحا إلى السلطة بل هي شهوة وعقدة مزمنة، وبعض هذه الحملات ليس من عندياته بل إن هناك من يطالبه بها وفي الوقت نفسه يحاول تنفيذ أجندة خارجية ضد المسيحيين في لبنان".

ويذكّر محفوض كيف ألغى عون أقرب المقربين إليه من قيادات "التيار الوطني الحر" من "الحكماء الأربعة" إلى الشباب الذين ناضلوا طويلاً وسجنوا طاروا من "التيار" أو تمّت إزاحتهم مع أنهم ذوو خبرة ومناضلون حقيقيون "كرمال عين صهره"، وقال "إذا عدنا إلى الماضي فلا يمكن أن ننسى يوم 11 تشرين الأول 1991 حين أكد للجنود أنه لن يتخلى عنهم، ولكن بعد مرور اقل من 48 ساعة كان يركب ملالة عسكرية ويتجه إلى السفارة الفرنسية طالباً اللجوء السياسي تاركاً خلفه جيشاً يُذبح". ويؤكد محفوض أن عون "سيستمر بمنهجه الإلغائي، وسيأتي يوم لا يجد أحداً يلغيه فيلغي نفسه ويعلن الحرب على الرابية، وأظن أن سعد الحريري لو لبّى طموحات عون لكان دعا الناس إلى المشاركة في 14 شباط". قصة النائب ميشال عون مع الإلغاء طويلة وقد تجد في يوم من الأيام موسوعات خاصة تكتب في التاريخ عنه وعن قدرته التي سبق فيها آخرين في الانقلاب والتبدل بسرعة.

 

ماذا لو أصبح عون رئيساً للجمهورية؟.. مرجع في 8 آذار: يزّجنا في المعتقلات..

بيروت – "المحرر العربي"/لم تعد مشكلة الرئيس نجيب ميقاتي تنحصر في عملية تأليف الحكومة، بل إن هناك مقرّبين منه يعتبرون أن معركة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون ضد رئيس الجمهورية ميشال سليمان لن تتوقف عند إعطائه حصة الأسد – مسيحياً – بل إنه سيواصل تلك المعركة حتى تحقيق حلمه الذهبي: أن يكون سيّد القصر..

ومواقف الجنرال كانت موضع تندر في إحدى سهرات مرجع في 8 آذار/مارس، إذ قال المرجع "الله يساعدنا إذا أصبح الجنرال ميشال عون رئيساً"، ليضيف "بالتأكيد سيزجّنا جميعاً في المعتقلات"، هذا قبل أن يقول بجديّة: حقاً.. مصيبتنا الجنرال". أوساط 8 آذار/مارس تقول إنها تمسك بالرئيس سليمان لألف سبب وسبب "رغم أن لدينا ألف مأخذ ومأخذ عليه"، ولكن "لنتصوّر ماذا يحدث لنا إذا أصبح عون في قصر بعبدا". العوض بسلامتكم...!

 

تهديدات لصبحي الطفيلي لمنع حركة احتجاجية

بيروت – "المحرر العربي"/تلقى الأمين العام الأسبق لـ"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي أكثر من تحذير، بل ومن تهديد، اذا ما حاول إعادة إحياء "ثورة الجياع" التي أطلقها منذ سنوات في وجه الدولة وانتهت بمشهد دموي. وكانت معلومات قد وصلت الى مراجع تحتكر القرار الشيعي، وتمنع أي صوت آخر من الارتفاع، بأن الطفيلي يعدّ لـ"ثورة الجياع – 2"، ولكن هذه المرة ضد "الهيمنة التوتاليتارية" على الطائفة التي طالما شكّلت رافداً أساسياً للأحزاب القومية واليسارية قبل أن تنفذ الخطة الخاصة باختزال الطائفة داخل توجهات أيديولوجية معينة تتناقض، الى حد بعيد، وتراثها التاريخي على الأرض اللبنانية. ولوحظ أن من وجهوا التهديدات يبدون هواجس حقيقية من أي حركة احتجاجية داخل الطائفة، ومن دون أن يبتعدوا عن أدبيات عدد كبير من أعضاء مجلس الشورى الإيراني الذين دعوا الى تعليق مير حسين موسوي ومهدي كروبي على أعواد المشانق بسبب مواقفهم المعترضة على أداء السلطتين السياسية والدينية في البلاد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 رفع ستار الحكومة قبل رفع ستار التمثال؟

"التيار الحر": عمر سليمان ذهب... ليذهب ميشال سليمان..

اتهام حلفاء بـ"تكبير رأس رئيس الجمهورية"

• بورصة الأسماء تتبدّل فماذا في قبّعة الساحر؟

الشريف: الظروف نضجت والاعتذار غير وارد

حرب: لم نطلب دخول الحكومة.. ميقاتي هو الذي طلب

الجسر: المشاركة تعطي مشروعية للانقلاب

بيروت – نبيه البُرجي

"يهدأ روع الجنرال عندما يحصل على تأكيد، أو تعهّد، بأنه سيكون في قصر بعبدا عام 2014، أي بعد نحو ربع قرن من خروجه منها (كرئيس لحكومة انتقالية). لكن مثل هذا التعهد مستحيل في الوقت الحاضر". هذا كلام مرجع بارز في قوى 8 آذار/مارس أمام مقرّبين، كاشفاً عن أن هذه هي العقدة الرئيسية (العقدة الفرويدية) لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون...

وما نقل من كلام يشير الى أن عون حاول أن يسمع من سورية، خلال زيارته الأخيرة لها، أي شيء من هذا القبيل. السوريون يعملون برؤوس باردة، خصوصاً في هذه المرحلة المفصلية والعاصفة التي تمرّ بها المنطقة. لا يستبقون الأمور، ويعتبرون أن ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان تنتهي في أواخر أيار/مايو 2014. لا يزال هناك وقت كثير، وقد تحدث تطورات ليس باستطاعة أحد التكهّن بطبيعتها...

عون لا ينتظر

لكن ما يرشح من أجواء التيار أن عون لا يريد الانتظار حتى انتهاء الولاية الدستورية، وهو يعتبر أن "قريبه" المصري عمر سليمان هو من أتى به. وما دام الرئيس في مصر توارى عن الأنظار، على خطى رئيسه حسني مبارك، فإن على الرئيس اللبناني أن يرحل أيضاً. والأجواء إياها تقول ان عين الجنرال على حليفه رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية الذي تعتبره دمشق أقرب إليها، والى مزاجها...

أكثر من جهة تعتبر أن عون يخوض، عبر الحكومة العتيدة، معركة عام 2014. تمسكه بحقيبة الداخلية يعني انه يستطيع التأثير بالانتخابات النيابية عام 2013 (مع أن هذا قد يأتي بنتائج عكسية تماماً).

وبالطبع، فيما خصوم الجنرال يرون مشكلة الجنرال هي في الجانب "الدونيكشوتي" من شخصيته. انه يحارب طواحين الهواء، فيما يفترض أن يحارب على جبهة أخرى وفي ظروف أخرى..

تكبير رأس الرئيس

لا أحد مستعداً ليعطي الجنرال أي تعهد. الغليان الذي تشهده المنطقة قد يأتي بالعجائب، والحلفاء الذين يطرقون طريق الرابية (حيث مقره) لم ينجحوا حتى الآن في تدوير الزوايا، فالجنرال هو الجنرال الذي قالت المعلومات انه يتّهم حلفاء في قوى 8 آذار/مارس بـ"تكبير رأس رئيس الجمهورية" الذي كان على وشك التخلّي عن حقيبة الداخلية، ولكن هناك من حمله على العودة الى التمسك بها.

لا يسمي عون رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ولا رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، لكنه يعرف أن الاثنين لا يريدان لرئيس "التيار الحر" السيطرة على الحكومة من خلال حقائق رئيسية، في حين تتبدّل بورصة الأسماء والحقائب على نحو دراماتيكي، فبعدما جرى الحديث عن تسليم حقيبة الدفاع الى النائب طلال ارسلان (الذي شغل والده الأمير طلال أرسلان هذه الحقيبة لسنوات وسنوات)، تحولت الحقيبة في اتجاه فرنجية الذي يريدها أن تكون من نصيب نائبه في "تيار المردة" النائب السابق فايز غصن (قضاء الكورة)، الى جانب منصب نائب رئيس الوزراء؛ وهو منصب فخري إذا لم يقترن بحقيبة، والآن، تجري المداولات على أساس إسناد وزارة الدفاع الى أحد ممثلي عون بدلاً من وزارة الداخلية، وعلى أساس أن من يقود الجيش أقوى ممن يقود الشرطة..

جنبلاط في فمه ماء

والسؤال الذي يتردد الآن هو "لمن يعمل الوقت؟".

أوساط جنبلاط تقول أن في فمه ماء كثيراً، لكنه لن يستطيع أن ينتظر طويلاً، إذ أن "دلع الجنرال" زاد أكثر من اللزوم، وعلى الجميع (في الأكثرية الجديدة) أن يساعدوا الرئيس نجيب ميقاتي على الخروج بتشكيلته في أقرب وقت، وهو يتفق مع برّي الذي يتردّد أنه، بدوره، ضاق ذرعاً بعون، معتبراً أنه "يلعب لعبة 14 آذار/مارس"، كما تؤكد مصادره، لتشير الى أن الاتصالات التي يقوم بها رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميّل والوزير بطرس حرب قد تأتي بنتائج (أو بعواقب) دراماتيكية، فالوقت يمر سريعاً، والقرار الاتهامي على الأبواب، وحين يتضمن اسم رئيس لواء القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني (ذكر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن اسمه قاسم سليمان)، فهذا يعني وجود تورط إيراني مباشر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، مع ما لذلك من تداعيات حساسة على مجمل الوضع اللبناني.

الثقل الشعبي للمعارضة

يضاف الى ذلك ان المعارضة الجديدة تعدّ العدّة لإحياء الذكرى السادسة لـ"ثورة الأرز" في 14 آذار/مارس المقبل بالصورة التي تظهر أن الثقل الشعبي للمعارضة لم يتراجع رغم انسحاب ركنين أساسيين من أركانها، الماروني ميشال عون والدرزي وليد جنبلاط..

الآن، بدأ بعضهم في 8 آذار/مارس يعتبر أن تصريحات عدد من قادة 14 آذار/مارس حول الباب المفتوح، رغم المواقف الحاسمة التي صدرت عن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع خلال لقاء مجمع "البيال" يوم الثلاثاء الفائت، إنما هي محاولات لتقطيع الوقت، وبالتالي لتسخين مشكلة الحقائق أكثر فأكثر داخل الأكثرية الجديدة، بانتظار القرار الاتهامي وذكرى 14 آذار/مارس، وحيث بات معلوماً ان "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" يركّزان، وبصورة خاصة، على التعبئة الطرابلسية والشمالية بحيث يؤثر "هدير" المجموعات الوافدة من هناك على أعصاب ميقاتي.

رفع الستار

مصادر برّي تقول انه ينبغي رفع الستار عن التشكيلة قبل رفع الستار عن تمثال القديس مارون في الفاتيكان يوم الثلاثاء المقبل باعتبار أن رئيس الجمهورية سيكون حاضراً أمام بازيلية القديس بطرس في ذلك اليوم قبل أن يتوجه الى الكويت للمشاركة في إحياء العيد الوطني الخمسين وعيد التحرير العشرين.

الأسماء تتبدّل يوماً بعد يوم. البعض يقول ان الأسماء الحقيقية موجودة في داخل "قبعة الساحر"، أي في رأس ميقاتي الذي لا يريد أن تكون حصة السنّة في الحكومة العتيدة، أقلّ منها في حكومة الحريري، وحيث كان السنّة يمسكون بوزارة المالية (ريا الحسن)، والتربية والتعليم العالي (حسن منيمنة)، والاقتصاد (محمد الصفدي) والبيئة (محمد رحال).

ثوابت السنّة

وزارة المال ستؤول الى الصفدي، بحيث يكون 3 من مدينة طرابلس (محمد شطح والحسن والصفدي) قد شغلوها في السنوات الأخيرة، ووزارة التربية والتعليم العالي قد تسند الى الوزير السابق خالد قباني الذي كان يشغلها في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى بعدما شغل منصب وزير العدل في عام 2005 وهو من وقّع مذكرة التفاهم مع لجنة التحقيق الدولية في ذلك العام. وإذ يشغل الآن منصب رئيس مجلس الخدمة المدنية، فقد يعود الى الوزارة، ولو من باب آخر، بعدما تعثّرت محاولات اجتذاب الوزير السابق بهيج طبارة، كما أن الاتصالات انقطعت مع النائب تمام سلام بعد مواقف "البيال"، لتستقر الثوابت على ميقاتي والصفدي والوزيرة السابقة ليلى الصلح، وبعدما ترددت معلومات حول حذف فيصل عمر كرامي من اللائحة.

إسمان أو ثلاثة أو أربعة حول كل حقيبة. في كل الاتجاهات يتحرك الرئيس ميقاتي بشيء من الحرية إلا عندما يتعلق الأمر بعون. هنا يأتي من "ينصح" الرئيس المكلّف، ومن قبيل التندر، بأن يوكل المهمة، وعلى أساس المقاولة بـ"الباطن" للجنرال، ولكن ماذا لو جاء بـ30 وزيراً من "التيار الوطني الحر" وحتى من دون أن يأبه بالحلفاء؟.

عمر سليمان و...سليمان

أما كيف يلتقي الجنرالات، فالأمر لا يزال ضبابياً، حتى أن نائب التيار نبيل نقولا قال (وعلى أساس أن رئيس الجمهورية من الإشارة يفهمُ) "اننا نعرف جميعاً دور عمر سليمان في السياسة اللبنانية، ومن الطبيعي أن يذهب معه من أتى به".

لكن خلدون الشريف، المقرّب من ميقاتي، ما زال على خط التفاؤل بظهور وشيك للحكومة، إذ أعرب عن اعتقاده بـ"أن الظروف المؤاتية لتشكيل الحكومة المقبلة نضجت أكثر فأكثر"، ليشير الى "ان المداولات تجري على قدم وساق بعد وضوح الرؤية لناحية الأطراف التي تريد المشاركة في الحكومة".

وحول موقف قوى 14 آذار/مارس، قال "ما أعرفه ان الرئيس سعد الحريري لا يريد المشاركة بينما باقي الأطراف لا تزال تفاوض حتى الآن، ولكن في المحصلة سيتم تعيين موعد لانتهاء المفاوضات، وليصار بعدها الى الإعلان عن التشكيلة"، معتبراً "ان عدم مراعاة رئيس الجمهورية مسألة غير دستورية".

أضاف انه مقاربةً للموضوع "ليست من باب توزيع الحصص، ولكن انطلاقاً من أن رئيس الجمهورية هو رئيس كل لبنان، والحفاظ على مقامه يشبه الحفاظ على المقامات الرئاسية كلها".

وأكد الشريف "ان الاعتذار غير وارد، وقرار تأليف الحكومة يعود الى الرئيس المكلف بالتشاور مع الرئيس سليمان".

حرب: ميقاتي طلب

وفي كلام يؤكد المؤكد، قال وزير العمل بطرس حرب انه إذا أراد الرئيس المكلّف وقف الحوار مع قوى 14 آذار/مارس "فليس لدى هذه القوى أي مانع لأنها ليست من يطلب دخول الحكومة، بل ان الرئيس ميقاتي هو من طلب منها ذلك"، لافتاً الى أنه "كان لدينا موقف واضح في "البيال". وفي حين أن الرئيس المكلف هو من يجب أن يشكل الحكومة، نرى أن هناك أطرافاً عدة هي من تشكل عبر مطالبها".

ولاحظ "ان المطلوب من قبل البعض ترويض الرئيس المكلّف قبل بدء ولايته، وأن يحكموا عبره كأنهم يقولون له أنت لم تأتِ لتحكم إنما لنحكم من خلالك".

وصرّح عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر بأن مشاركة المعارضة الجديدة في الحكومة "تعطي مشروعية للانقلاب، واصفاً كلام بعض قيادات 14 آذار/مارس عن وجود اتجاه لتقديم استقالات نيابية جماعية وصولاً الى انتخابات مبكرة بأنها "أفكار لدى البعض لم تطرح بعد كسيناريو".

التاريخ 2/18/2011

 

 

 

تلك هي رسالة شباب لبنان، ولن يؤديها غيره

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Seyassah/Julie_Joseph_Abou_Arraj.htm

 

بقلم جولي أبوعراج

في كل مرة يطل فيها أمين عام حزب الله حسن نصرالله وفي جعبته سلة مفاجآت تضع لبنان أمام أعين النسور وتجعل شعبه في مهب عاصفة تُثقل خطاه وتشل عزيمته في إقتحام المجهول وتذليل العَصيّ وتقريب القصيّ.

ها قد أصبح لبنان أسير "المغامرات" لتطبيق أجندات خارجية لا تعرف "لمصالح لبنان "معنى، أجندات جلّ هدفها القضاء على لبنان الهوية والرسالة .

ويبقى السؤال : أين الشعب اللبناني لا سيما شبابه من هرطقات "حزب الله" ومن "حروبه" النفسية ؟ والتي من شأنها أن تعود على وطننا حرباً ممنهجة تقضي على كيانه.

لقد كنا كلبنانيين منارة الحرية والثورات العادلة، نتغنى بحضارتنا وبعشقنا للسلام واليوم أصبحنا مثالاً يحتذى في القعود والركود والقيود...

صحيح أننا لسنا كباقي شعوب الأرض،  لنا ما يميزنا ويجعلنا متمايزين، خصوصاً عن شعوب الجوار الا أن هؤلاء وبثوراتهم الأخيرة _ لا سيما في مصر _ أثبتوا إنفلاتهم وعدم تقيدهم بالأحزاب السياسية والتبعيات الفئوية، وجسدوا صلابة وطنية تخطت حدود الديكتوريات، ضاربة عرض الحائط الخوف من سلاح "الأقليات".

لبنان اليوم في خطر، وخطره قابع في عقر داره ..

مشروع خارجي غريب، غُرز في خاصرة الكيان اللبناني منذ الثمانينات وها هو اليوم يقرر، يهدد، يحكم وينفذ ... والكل صامت وما صمتهم سوى سد أمام الحقيقة والحق .

والعتب كل العتب ليس على ما يسمى "رجال الحكم" من آذاريين وغيرهم ، بل على الشباب اللبناني الذي يعيش الجو المحموم والمسموم، فما يعلم ماذا يعمل وأنّى يتجه، مقيد بمصير رسمه الغير له وهو الذي ينتمي الى حضارة تكاد الحرية فيها المعبود الاوحد .

هذا الشباب يعيش الحيرة دوما، فورائه "قوم حرب" يتخذون من إسرائيل "حجة" ويثيرون الحروب بإسم الحق والحرية، وما هي الا _بالحقيقة_ حروب مشاريع إستيطانية تنحر قلب لبنان تمهيدا لإلغائه .

ومن أمامه فريق "جائر" فيه من الأنا ما يعمي بصر وطنيته ومن التشقق ما قضى على "مليونيته"* ، يمارس السياسة بشعارات لا يؤمن بها ويدعي عقائد لا ينتمي لها مما يجعله أسير التطورات والرادارات.

فما قولكم بوطن شبابه في حيرة من أمره ومن مستقبله؟ إنه لوطن حائر،يعيش بلبلة وشلل ..

وطن يعيش مخاوف حروب المغامرات، والإنقسامات إلى معسكريين يتراشقان السباب والشتائم ويدعي كل منهما انه وحده يناضل ووحده المسؤول عن ضياع لبنان..

بينما الشعب يعيش الفوضى المادية والنفسية والقلق الفكري الذي يكبل الحركة والتقدم .

بات واضحا للجميع، نوايا "حزب الله" ومشروعه الذي هو أبعد من حدود لبنان و"مقاومة" إسرائيل..

هدف الحزب واضح المعالم؛ الغاء الكيان اللبناني وإستبداله بالمشروع الإيراني " الهلال الشيعي" المتصارع مع " القوس السني" والكل بانتظار لمن تعود الدفة.

لا يليق بشباب لبنان ان يقنع، لا يليق بشعب لبنان ان يركع وأن يستبدل صوت الحياة في داخله بأصوات الدعاية الخبيثة الخداعة .

لا يليق لشباب لبنان أن يرى هويته وكيانه تُسحب منه، وهو شاهد بصمته على رقاد وطن أبى إلا أن يكون رسالة في هذا العالم .

فالشباب اللبناني ما وجد في هذا الوطن إلا ليحيا فيه، وما حمل الهوية اللبنانية إلا ليفهم معناها وقيمتها . وقط ما ولد لبنانياً ليتخلى عن وطنه لسواه، يتصرف به على هواه .

إنه من حق الشباب اللبناني أن يعلن إرادته في الحياة . لقد ولت عصور الديكتاتوريات والإديولوجيات، فمن العار أن يركع هذا الشعب في عصر يتوق إلى الحريات والعيش بكرامة.

لقد نجحت شعوب دولتين من المحيط العربي بإسقاط " الديكتاتور " فيها، فما يمنع الشباب اللبناني لا بل الشعب بأكمله من إسقاط ثلة  "الديكتاتورين" المتخفين وراء إسم  الديمقراطية ؟

من الواجب على الشباب ان يخرج من الخوف والحيرة إلى الإنطلاق نحو الحرية الحقيقية وإن لم يكن بد من الحرب فليشهرها سلمياً على رؤوس الحرب وإرغامه على التراجع عن مشاريعهم الإديولوجية والآنية وأن ينتفض على أولئك الذين في أيديهم مقاليد حياته وقد قتلوا وسدوا جميع مقومات مستقبل زاهٍ، زارعين حاضره بالموت والعبودية والجهل ...

رسالة الشباب الحياة، وما حياة في ظل الموت ..

قدر شباب لبنان، هو لبنان الوطن الرسالة والنور ..

شباب لبنان سياجه وحماه ...فإن أخفق في تأدية واجبه وبقي متردداً وحائراً، إن لم نقل خائفاً.. فعلى لبنان السلام .

فألا يستحق لبنان من شبابه وشيبه  .. إنتفاضة من أجل الخبز والعدل والسلام ..؟

 

البطاركة الكاثوليك اختتموا دورتهم السنويـة

دعوة الى عدم زج البلاد في سياسة المحـاور وترسيخ المسيحيين في الأرض كعنصر أساسي

المركزية ـ إختتم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك أعمال دورتهمالسنوية العادية الرابعة والأربعين، موصيا بان الحضور المسيحي يقتضي الترسخ في الارض كعنصر اساسي من هوية الاشخاص والشعوب، داعيا الى تعزيز الحوار المسيحي - الاسلامي وكتابة تاريخ وطني موحد ووضع دليل تعريفي عن مبادىء الاديان وتشجيع الخدمات من قبل المؤسسات الكنسية لتشمل شريحة اوسع من المواطنين ومشددا على ضرورة التعالي على المصالح الخاصة والفئوية وعدم زج البلاد في سياسة المحاور.

وكان المجلس عقد دورته في الصرح البطريركي الماروني في بكركي على مدى خمسة من الرابع عشر من الجاري الى التاسع منه في رئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، ومشاركة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث، البطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، وأصحاب السيادة مطارنة الكنائس الكاثوليكية في لبنان وقدس الرؤساء العامين، ومندوبين عن الرؤساء الأعلين وأعضاء مكتب الرئيسات العامات. وحضر جلسة الافتتاح السفير البابوي المطران غبريال كاتشا.

تناولت الدورة موضوع "الكنائس الكاثوليكية في لبنان: شركة وشهادة، وتوصيات السينودس من أجل الشرق الأوسط"

البطريرك صفير: فقدّم البطريرك صفير المجلس بكلمة استمطر في بدايتها رحمة الله على من نقلهم الربّ الى جواره من أعضاء المجلس، سائلاً ان يجازيهم خير الجزاء على تفانيهم في خدمة الكنيسة والمؤمنين. كما رحّب بالأعضاء الجدد. ثم تحدث عن موضوع الدورة الذي اختاره المجلس انسجاما مع موضوع الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط، التي التأمت في روما خلال شهر تشرين الأوّل 2010 في رئاسة قداسة الحبر العظم البابا بندكتوس السادس عشر، وكانت فرصة مباركة التقى فيها بطاركة الشرق وألاساقفة الكاثوليك مع كرادلة واساقفة رؤساء الدوائر الفاتيكانية وعدد من أساقفة الكنيسة الجامعة إضافة الى ممثلين عن الكنائس الارثوذكسية والجماعات الكنسية، ومندوبين عن الديانات الاخرى. وتشاركوا في التفكير معا حول حاضر المسيحيين في الشرق الاوسط ومستقبلهم. وخرجوا بتوصيات، ينظر المجلس في قسم منها في دورته الحالية، بهدف توطيد الشركة الكنسية، وتعزيز الشهادة المسيحية. وتمنّى في ختام كلمته النجاح لأعمال هذه الدورة.

السفير البابوي: ثم ألقى السفير البابوي كلمة أعرب فيها عن تقديره للبنان الغني بحضارته وتاريخه وميزة شعبه المضياف والمحبّ. ثمّ تطرّق الى أعمال الدورة التي تكمّل أعمال سينودس الشرق الأوسط، متوقّفًا حصوصا عند التوصيتَين الثانية والثالثة المرتبطتين بالكتاب المقدس وكلام الله في حياة الكنيسة ورسالتها. واشار الى اننا لا نستطيع فهم دعوتنا وهويتنا والتزامنا الاّ بالانطلاق من سماع الله الذي يكلمنا بالكلمة الذي صار بشراً وهو حاضر دائماً في التاريخ، ليجعل منه تاريخ خلاص. وذكّر سيادته بان كنيسة الشرق هي كنيسة القديسين والشهداء، وبهذا تساهم في حيوية الكنيسة الجامعة، فضلاً عن المساهمة التي يؤدّيها المسيحيون لمجتمعاتهم في تعزيز الحرية الدينية وحرية الضمير، والحوار مع الاسلام.

بعد ذلك، وجه أعضاء المجلس برقية الى قداسة الحبر الأعظم، جددوا فيها شكرهم لقداسته على انعقاد جمعية سينودس الأساقفة الخاصة بالشرق الأوسط، واعلموه بأعمال دورتهم، والتمسوا بركته الرسولية عليهم وعلى كنائسهم ومؤمنيهم ووطنهم.

ثم استمع الحاضرون الى تقرير الهيئة التنفيذية والأمانة العامة، والى البيان المالي، وتباحثوا في مضمونهما. وباشروا بدرس موضوع الدورة، والاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، واتخذوا قرارات راعوية وادارية، واصدروا البيان الختامي.

أولا: موضوع الدورة: اختار المجلس، من بين التوصيات الصادرة عن جمعية السينودس الخاصة بالشرق الأوسط، عشرين توصية تستدعي التشاور والتعاون لوضع خطة تطبيقية لها وفقا لمرتكزات الجمعية السينودسية وهي ثلاث: الحضور المسيحي والشركة الكنسية والشهادة المسيحية. وقد حاضر فيها أصحاب خبرة واختصاص، من الإكليروس والعلمانيين، راسمين أطرا عملية تسهم في نقلها الى حيز التطبيق.

الحضور المسيحي في بلدان الشرق الاوسط: يندرج حضور المسيحيين في اطار تدبير الخلاص الذي يريد الله تحقيقه مع الناس ومن اجلهم في هذه المنطقة من العالم وفي هذه المرحلة من التاريخ. ينتمي المسيحيون المشرقيون الى كنيسة المسيح الواحدة المتنوّعة التقاليد الليتورجية والروحية والثقافية والتنظيمية، والتي انطلقت من هذا الشرق حاملة انجيل المسيح حتى اقاصي الارض. وهم بالتالي جزء ثمين ومحبوب من شعب الله، كما اكد البابا بندكتوس السادس عشر في عظة افتتاح السينودس. بما ان الحضور المسيحي ينجلي بهويته ورسالته في ضوء كلمة الله وتقليد الكنيسة الحي، تعمق المجلس في التوصيتين 2 و3 المختصتين بكلمة الله وراعوية الكتاب المقدس. يحثّ المؤمنين والمؤمنات على امتلاك الكتاب المقدس وقراءته والتأمل فيه، لكي يغتذوا منه، فيساعدهم على قراءة علامات الازمنة ومواجهة تحديات الحياة اليومية وطبع شؤونهم الزمنية بقيم الانجيل، ويكون بمثابة الروح والاساس لكل خدمة في الكنيسة والمجتمع. ان المجلس، اذ يشكر الله على النشاطات البيبلية المتنوعة القائمة، يثمّن المبادرات التي تقوم بها الرابطة الكتابية في لبنان والشرق الاوسط. وقد باشرت، تطبيقاً لتوصيات السينودس، بانشاء موقع بيبلي على الانترنت تُدخل فيه كتبها ومنشوراتها وابحاث اعضائها ومقالاتهم، وتعمل على وضع تفاسير مبسّطة للكتاب المقدس بالتعاون مع كليات اللاهوت، بالاضافة الى تنظيم دورات كتابية، والقاء دروس بيبلية في مراكز التثقيف الديني، واحياء لقاءات انجيلية، وتقديم برامج كتابية اذاعية وتلفزيونية. وقرر المجلس اعلان سنة بيبلية في لبنان تبدأ بعيد الميلاد سنة 2011 وتنتهي بعيد الميلاد 2012، واسبوعاً بيبلياً سنوياً في الاسبوع الذي يسبق عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس بدءاً من العام 2012.

وكلف الرابطة الكتابية باعداد برامجهما بالتنسيق مع اللجنة الاسقفية اللاهوتية الكتابية، واطلاع المجلس عليها في دورته المقبلة، لأخذ الموافقة.

ركز المجلس على أن الحضور المسيحي يقتضي الترسخ في الارض التي هي عنصر اساسي من هوية الاشخاص والشعوب، ومساحة حرية، كما نقرأ في التوصية 6. اطلع المجلس على دراسة ميدانية عن أوضاع البلدات والقرى في الاقضية الحدودية وفرص التنمية فيها، وعلى ما يقوم في بعض الابرشيات من مبادرات ومشاريع تساعد المسسيحيين في المحافظة على اراضيهم، وتحد من بعض الاسباب التي قد ترغمهم على بيعها. ومهما كانت الحاجة ملحّة والمغريات كبيرة، فان المجلس يذكّر المسيحيين بان حضورهم في مجتمعاتهم يحمّلهم مسؤولية الشهادة للمسيح ولانجيله الخلاصي، ويشكل مساهمة في اغناء حضارة منطقة الشرق الاوسط. ويُذكّرهم بان محافظتهم على الارض هي امانة لهويتهم ورسالتهم وللمجتمع الذي يريده الله مكاناً لمسيرتهم التاريخية. فالارض مرتبطة بالانسان حتى النهاية ويشملها مثله عمل الفداء. ويوصي هذا المجلس بانشاء مؤسسة تهدف الى توفير وسائل التنمية للمسيحيين في الأرياف والمناطق الحدودية.

ارضنا في لبنان هي ارض الوحي البيبلي والحج الديني، على ما جاء في التوصية 8. لقد تقدست هذه الارض بقدوم الرب يسوع الى صور وصيدا ونواحيهما، وبمكوث بولس الرسول لأيام مع جماعة المسيحيين في صور. لبنان غنيّ بالأماكن المقدّسة التي تزيّنها المزارات وبيوت العبادة، والصوامع والأديرة التي خرج منها القدّيسون والقدّيسات، وهي خير مكان يحجّ اليه المؤمنون ليعودوا الى ينابيع خلاصهم. يشجّع المجلس المؤمنين على أن يحجّوا الى هذه الأماكن المباركة، طلبًا للتوبة والتجدّد، ويدعو المنظمّات والجمعيات التي تهتمّ بالحجّ والسياحة الدينية، للمحافظة على طابعه الروحي، ويشجع "جمعية تنمية الحج والسياحة الدينية" على المضي في الخطة التي وضعتها لتعزيز هذا القطاع على المستوى الوطني والشرق اوسطي، من اجل ابراز خصوصية لبنان الدينية وتثبيت الايمان واحياء التقوى الشعبية.

الشركة الكنسية: ان كنيسة المسيح شركة تعاش بالوحدة والتنوع على مثال الشركة الثالوثية. وقد تميّزت كنائسنا في الشرق، منذ نشأتها، بتنوّع التقاليد الليتورجيّة والروحيّة والثقافية والتنظيمية الخاصّة. وبما أنّ الشركة هبةٌ من الله تستدعي جواباً منّا، لا بدّ لكنائسنا الشرقية الكاثوليكية، في منطقة الشرق الاوسط، من تفعيل دينامية الوحدة في التنوّع نظراً لتأثيرها الكبير على حاضرنا ومستقبلنا، وعلى التزامنا وشهادتنا في محيطنا.

وفي حقل الشهادة للمحبة، أولى المجلس اهتماما خاصا بتعليم الكنيسة الاجتماعي وفقا للتوصية 38. فأثنى على خدمة المحبة الاجتماعية المتنوعة التي تقوم بها المؤسسات الكنسية والهيئات واللجان في الأبرشيات والرعايا. وقدر عمل المستشفيات ودور العجزة والايتام والمعوَّقين، ومرشدية السجون، ومراكز مكافحة الادمان على المخدرات واعادة تأهيل المدمنين، وحث على متابعته بروح رسولية وبكوادر متخصصة.

ودعا المجلس الى المزيد من تفعيل خدمة المحبة هذه وفقا لتعليم الكنيسة الاجتماعي، والى التنشئة عليه وتطبيقه في كل المؤسسات. واطلع على ما تقوم به حركة "عدالة ومحبة"، في هذا المضمار، وأثنى على مبادراتها بنشر هذا التعليم باللغة العربية، وشرحه. وأوصى بإدخاله مادة تعليمية في الصفوف الثانوية والجامعات ومراكز التثقيف الديني والمعاهد الاكليريكية.

وسائل الاعلام والتنشئة الدينية: ونظر المجلس اخيرا في التوصية 33 الخاصة بوسائل الاعلام والمؤسسات السمعبصرية التي اولاها السينودس اهمية خاصة لما لها من دور في اعلان الانجيل ونقل الايمان والتنشئة الدينية والتربية على السلام وتوطيد الشركة بين الكنائس والشهادة للمسيح وللقيم المسيحية، وتشكيل ثقافة التواصل وتعزيز التنمية الشاملة في المجتمعات. فأكد ضرورة التثقيف على حسن الاستعمال التقني لوسائل الاعلام، وعلى فن التواصل والشركة. ودعا الى بناء مواقع الكترونية تفتح مساحات للتلاقي، والى السهر على الوقاية من تأثيرات وسائل الاعلام السلبية مثل انتشار البدع والعنف والخلاعة والعدائية الدينية. وشدد المجلس على ضرورة دعم الوسائل الاعلامية الدينية وبخاصة تلفزيون "تلي لوميار" و"نورسات" واذاعة "صوت المحبة" التي تقدم خدمة كبيرة لمسيحيي الشرق الاوسط وسواهم في هذه المنطقة وبلدان الانتشار، من اجل تطويرها المهني والتقني، شاكرا وداعيا الفعاليات ذوي القدرة على مواصلة دعمها المالي. كما نوه بغنى برنامج التنشئة الكتابية الراعوية الذي تقدمه المؤسسات السمعبصرية في كنائسنا، ويعمل فيه اختصاصيون في المجال اللاهوتي والتقني، موصيا مطارنة الابرشيات بانشاء مراكز سمعبصرية في المناطق التي تحتاج اليها، بالتنسيق مع المركز الرئيسي في بيروت.

الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة: واذ اشار المجلس الى ان الهدف الاساسي من جمعية السينودس الخاصة بالشرق الاوسط راعويا، لفت الى انه يحتاج من اجل تطبيقه الى توفير الاستقرار والعدالة والسلام. وأضاف:"إن هذه الاوضاع تمكن المسيحيين وسواهم من العيش الكريم في وطنهم، وهذا حق اساسي من حقوق الانسان. ولقد دعا آباء السينودس في التوصية 9 الى تحمل المسؤولية المشتركة في توفير السلام والعدالة ولاسيما من قبل الحكومات المحلية والاسرة الدولية". ورأى المجلس ان الاوضاع الراهنة في لبنان تستدعي تضافر الجهود للخروج من ازمة تأليف الحكومة التي توتر الاجواء بين المواطنين وتزيد من انقساماتهم ومن التخاطب بلغة التخويف والعنف والوعيد، وتعطل عمل المؤسسات الدستورية والادارات. في نتيجة هذا الواقع، تتفاقم الازمة الاقتصادية والمعيشية، ويعيش المواطنون معاناتهم اليومية، وتتضاءل عندهم فسحة الامل بمستقبل أفضل".

ولفت الى ان "موجة الاحتجاجات الشعبية والتظاهرات والاعتصامات القائمة في المنطقة التي تسقط الحكام وتبدل الانظمة وتدعو الى التغيير، انما تذكر المسؤولين السياسيين انهم مؤتمنون على توفير الخير العام في المجالات الاجتماعية والامنية والاقتصادية والانمائية للمواطنين التي تمكنهم من تحقيق ذواتهم وتأمين العيش بكرامة. فاذا لم يفعلوا، فقدوا مبرر وجودهم وثقة شعوبهم" داعيا المسؤولين السياسيين في لبنان "للتعالي على مصالحهم الخاصة والفئوية، والاقلاع عن زج البلاد في سياسة المحاور الاقليمية والدولية، وعن التمحور في احلاف خارجية تخوض صراع نفوذ على ارضنا وعلى حسابنا، مع الحرص على الانفتاح والتعاون في اطار جامعة الدول العربية ومنظمة الامم المتحدة والشرعية الدولية".

اما الاعتداءات التي وقع ضحيتها المسيحيون في العراق ومصر وسواهما من البلدان، فقد آلمت أعضاء المجلس الذين يعربون عن تضامنهم معهم، ويطالبون حكومات هذه البلدان والمنظمات الإقليمية والدولية بالعمل على أن يتمكن المسيحيون من العيش في أمان ومن مواصلة مساهمتهم في تنمية مجتمعاتهم بحكم المواطنية. كما يطالبون أن يحموا جميع، المواطنين، من التعديات الإرهابية. وبما أن المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط مواطنون أصيلون وأوفياء لأوطانهم ويؤدون كامل واجباتهم تجاهها، فإن هذا المجلس يطالب حكومات هذه البلدان بتمكينهم من التنعم بكل حقوق المواطنة، وبحرية الضمير والعبادة، وبالحرية في مجال التربية والتعليم، وفي استعمال وسائل الاتصال الاجتماعي، كما يطالبون المرجعيات الاسلامية بقول الحقيقة بشأن الاصوليات الدينية والاعتداءات الارهابية على المسيحيين بسبب ايمانهم المسيحي.

شؤون وقرارات راعوية وإدارية: واطلع المجلس على تقارير إدارية بدءا باللجنة الأسقفية للتعليم العالي والجامعي، حول صعوبة التنسيق بين الجامعات ووضع شرعة للتعليم العالي على غرار المدارس الكاثوليكية، بسبب أن لكل جامعة خصوصيتها. ومع ذلك، يطلب المجلس أن يحافظ رؤساء الجامعات على اجتماعاتهم لتنسيق شؤونهم المشتركة، وأن تستمر اللجنة الأسقفية في نشاطها، سعيا الى تحقيق أهدافها وممارسة مهامها.

واستمع الى تقرير العمل الرعوي الجامعي عن السنوات الثلاث الأخيرة، فاثنى على نشاطاته وخدمات المرشدين، وجدد الدعوة الى المثابرة في هذا النشاط الروحي الخير، وشكر الأبرشيات الرهبانيات الرجالية والنسائية على الاستمرار في تأمين مرشدين يتفرغون للعمل الرعوي الجامعي بشكل متواصل.

واطلع المجلس على تقرير رابطة الأخويات في لبنان الذي تناول إنجازات الرابطة على كل من الصعيد الروحي والقانوني والرسولي والتنظيمي والإعلامي، وتواصلها مع هذا المجلس ومع السادة المطارنة. وفيما يثني على نشاط الرابطة ويقدر التزام الأخويات وكهنة الرعايا مرشديها، فإنه يطلب الى المرشدين أن يضاعفوا اهتمامهم بالمنظمات الرسولية وبتأمين التنشئة الروحية واللاهوتية لأعضائها، الكفيلة بتعزيز الروحانية التي تطبع حياتهم ونشاطاتهم.

وكان تقرير عام عن الأعمال الرسولية البابوية في لبنان لخمس سنوات. فأثنى المجلس على المشاريع التي تحققت على الصعيدين المحلي والعالمي، وقدر المشاريع المخطط لها. وجدد التوصية الى الأبرشيات والرهبانيات بجمع صواني اليوم العالمي للرسالات في كل آخر أحد من شهر تشرين الأول، وإرسالها الى المكتب الوطني لهذه الأعمال الرسولية من اجل تحقيق أهدافها، وتوفير مساعدات مالية من "صندوق التضامن العالمي" في الفاتيكان، لنشاطات محلية من خلال طلبات منظمة.

تناول المجلس موضوع الشركة ضمن الكنيسة الواحدة وبين الكنائس الكاثوليكية في لبنان والشرق الاوسط، كما جاء في الارشاد الرسولي " رجاء جديد للبنان"، وفي التوصية 16 بنقاطها الاربع: انشاء لجنة للتعاون بين اساقفة هذه الكنائس في الشرق الاوسط، وتنظيم لقاءات دورية منتظمة في ما بينها، واحياء التضامن المادي بين الابرشيات، وانشاء جمعية كهنوتية للتعاون والتبادل بين الابرشيات والكنائس. انه يوصي بحسن التعاون والتشاور بين مطارنة كل منطقة في المسائل الراعوية المشتركة، واحترام حدود سلطة الولاية، وتطبيق القوانين الكنسية بهذا الشأن. وفي سبيل المحافظة على الشركة بين المؤمنين الشرقيين مع كنائسهم البطريركية وتأمين خدمتهم الرعوية الملائمة، خارج الرقعة البطريركية، يوصي بمتابعة موضوع ولاية البطاركة مع الكرسي الرسولي، عملاً بالتوصيتين 18 و19.

وفي اطار الشركة بين الاساقفة والكهنة والمؤمنين رجالاً ونساءً، تطرق المجلس الى دراسة التوصية 22، المختصة بالسبل لتأمين معيشة لائقة للكهنة، لكي ينصرفوا الى رسالتهم الروحية والراعوية والاجتماعية، ويعمّقوا اتحادهم بالمسيح، ويكونوا شهوداً له وعلامة لحضوره في عيشهم وخدمتهم وحياتهم الروحية. يقدّر المجلس ما قُدّم له من اقتراحات عملية بهذا الشأن، ويثني على المبادرات الجارية في مختلف الابرشيات. ويطلب الى المطارنة، حيث تدعو الحاجة، ان يوفروا الضمان الصحي والمعاش التقاعدي للكهنة في ابرشياتهم.

وتوقف المجلس عند اهمية الحياة المكرسة الرسولية والديرية والنسكية، وعلى موقعها في قلب الكنيسة الشركة والرسالة، وفقاً للتوصية 26. كون الحياة المكرسة مشتلاً ثقافياً واجتماعياً وتربوياً وروحياً، منفتحاً على الجميع، دونما تمييز في العرق والدين والانتماء السياسي والاجتماعي والديني، فانها المكان المميّز لعيش الشركة وتعزيزها واظهارها في شهادة الحياة والعمل. فمن الضرورة ان يتأصل المكرسون والمكرسات في جذور دعوتهم، ويرسخوا علاقتهم بالكتاب المقدس، ينبوع كل قداسة وتكرّس. وتبنى المجلس الاقتراحات العملية المختصة بما تقوم به الكنيسة تجاه الاشخاص المكرسين ونشاطاتهم الرسولية، وبما يقوم به الاشخاص المكرسون تجاه ذواتهم وتجاه الكنيسة، وتختص ايضاً بالتنشئة النوعية للشخص المكرّس التي تذكي فيه النفحة النبوية وتمكّنه من حسن الاجابة على نداء الله وحاجات المجتمع، بكثير من الرجاء والفرح. وأنه يوصي الرهبانيات، الرجالية والنسائية، بتخصيص اديار وبيوت للصلاة والاختلاء الروحي، يؤمّها الشباب التوّاقون الى فسحة روحية، كما يوصي بالتعاون في رسم خطة رسالية تهدف الى تنسيق العمل بين مؤسساتها التعليمية والاستشفائية والاجتماعية في المناطق الجبلية والحدودية.

الحركات الرسولية: وتناول المجلس التوصية 24 الخاصة بالمؤمنين العلمانيين، رجالاً ونساءً، فقدّر التعاون الرسولي الذي يقدّمونه لحياة الكنيسة من خلال مواهبهم وعملهم من أجل البشارة، وتقديس الأمور الزمنية، وتفعيلها مسيحيًا. وتطلّع الى آفاق رسالة العلمانيين في لبنان، بقراءة روحية للواقع الراهن في العالم العربي. وخلص الى دعوة المسيحيين اللبنانيين الى تعميق انفتاحهم على عالمنا العربي كما رسمه الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، والى السعي الى تحقيق الشركة مع المسيحيين في بلدانهم، والانخراط في دينامية التضامن مع إخوانهم من أبناء الديانات الأخرى. يحث المجلس المسيحيين اللبنانيين على عيش ايمانهم بكل مقتضياته، ويدعوهم لتطوير عملهم الرسولي وتحديثه، وفقًا لتوجيهات الكنيسة، انطلاقًا من تغيير الذهنيات الذي هو القاعدة الذهبية لتجديد الأشخاص والحركات والجماعات.

وفي اطار الشركة داخل الكنيسة، نظر المجلس في التوصية 17 الخاصة بدور الحركات الرسولية الجديدة. فاطلّع على ما تقوم به من دور في تعزيز الوحدة والشركة في الكنيسة على مستوى الابرشيات والرعايا اسوة بالحركات والمنظمات المحلية، واثنى على تنسيقها الكامل والوحدة مع السلطة الكنسية، وليتورجيتها وروحانيتها، وعلى نوعية حياتها الروحية والتزامها الراعوي والكنسي، وبخاصة على مستوى راعوية الزواج والعائلة، ونشر " كلمة الحياة" للتأمل فيها وعيشها وتبادل الخبرات حولها.

وتناول المجلس موضوع الشركة مع الكنائس الارثوذكسية والانجيلية، في اطار الحركة المسكونية، تطبيقاً للتوصية 28 بنقاطها الست. فاطّلع من جديد على تعليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي شكلّ نقطة انطلاق جديدة في حياة الكنيسة على هذا المستوى. واستذكر ما جاء في الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" بشأن الحوار مع هذه الكنائس، موصيًا بخاصة بالتربية على الروح والفكر المسكونيَين. انه يشجّع على متابعة الجهود والممارسات المسكونية القائمة، وعلى تطبيق المبادرات الجديدة التي اقترحتها اللجنة الاسقفية للعلاقات المسكونية. وذكّر الكنائس الكاثوليكية بالدور المسكوني المنتظر منها، على اساس كلمة الله في الكتب المقدسة والتراث الآبائي المشترك، وبحكم شركتها مع كنيسة روما، وانتمائها مع الكنائس الارثوذكسية الى التقاليد الشرقية الرسولية.

وبما ان كنيسة الشركة هي كنيسة الحوار في المحبة والحقيقة. أولى المجلس اهتماماً خاصاً بالتوصية 40 حول الحوار الديني. واثنى على المبادرات القائمة التي تطلقها اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي - الاسلامي، وسواها من المؤسسات المماثلة، داعياً الى الافادة من الخبرات الناتجة عنها. انه يوصي بتأمين التنشئة حول مبادى حوار الحياة والثقافة والعيش معاً للاكليريكيين والرهبان والراهبات وطلاب المدارس والجامعات، وبكتابة تاريخ وطني لبناني موحّّد، ووضع دليل تعريفي عن مبادىء الاديان وقيمها الروحية والانسانية، بالتعاون مع المرجعيات المعنية. وتعزيز مستوى الخدمات الاجتماعية من قبل المؤسسات الكنسية لتشمل اوسع شريحة من المواطنين من مختلف الطوائف والمذاهب.

الشهادة المسيحية: بمقدار ما تكون الكنيسة كنيسة الشركة، تكون كذلك كنيسة الشهادة. فالشركة تتجلّى في شهادة "المحبة بالعمل والحق" (1يو3: 18). ان هوية الكنيسة في جوهرها شركة وشهادة، على صورة الكنيسة الناشئة كما يصفها كتاب اعمال الرسل: " كان جماعة المؤمنين قلباً واحداً وروحاً واحداً... وكان كل شيء مشتركاً فيما بينهم" (اعمال 4: 32). فلا شهادة من دون شركة. والشهادة الكبرى هي حياة الشركة.

بما ان الشهادة تقتضي تنشئة عليها باشر المجلس بدراسة التوصية 32 بشأن المدارس والمؤسسات التربوية الكاثوليكية. فشجعها على ان تبقى امينة لرسالتها في تربية الاجيال الصاعدة، وهي مستقبل مجتمعنا، على روح المسيح والقيم الانسانية والخلقية، وعلى ثقافة الانفتاح والعيش معاً. وفيما يعرب عن تقديره للمدارس الكاثوليكية لما تقدّم من مساعدات لطلابها المحتاجين، يشجّع على المضي بالمشروع المقترح لدعم التعليم فيها. ويطالب الدولة من جديد باقرار "البطاقة المدرسية"، خدمة ً للعائلات.

وأولى المجلس اهتماما خاصا بتنشئة البالغين على الايمان الحي في مراكز التثقيف الديني واعداد معلمي التعليم المسيحي، كما جاء في التوصية 30. بعد الاطلاع على واقع المعاهد والمراكز من كل جوانبه، أثنى على الخطة العملية التي اقترحتها اللجنة الاسقفية للتعليم المسيحي ودائرة معاهد ومراكز التثقيف الديني، من اجل حسن تطبيق التوصية وتلبية حاجات المناطق. انه يوصي بان يتاح لاكبر عدد ممكن من المسيحيين ان ينالوا ثقافة دينية ملائمة للشهادة المسيحية المنتظرة منهم، تطال ايضاً التنشئة على الاحتفال بالاسرار والمشاركة الواعية والمثمرة فيها.

ثم توقف المجلس عند التوصية 35 المتعلقة بالاسرة ومراكز الاعداد للزواج والاصغاء والتوجيه. فالاسرة هي الخلية الاساسية للمجتمع، والمدرسة الطبيعية للقيم الانسانية والاخلاقية، والكنيسة المنزلية حيث يُنقل الايمان من جيل الى جيل. يثني المجلس على التصوّر العملي الذي وضعته اللجنة الاسقفية للعائلة والحياة من اجل تطبيق التوصية. يتناول هذا التصوّر مراحل التحضير للزواج، ومراكز الاصغاء لمساعدة الازواج المتعثرين، وراعوية الزيجات المختلطة، وتحديث قوانين الاحوال الشخصية المختصة بحقوق الابوة والامومة وخير الاولاد القاصرين، واعداد " دليل راعوية العائلة "، والحاجة الماسّة الى تهيئة كهنة وازواج ورهبان وراهبات للعمل في راعوية الزواج والعائلة بمتابعة الدروس التي يقدمها فرع الشرق الاوسط لمعهد يوحنا بولس الثاني في جامعة الحكمة - بيروت. ويوصي من جديد بالزامية التحضير للزواج في مراكز خاصة بكل ابرشية او في مراكز مشتركة.

وفي اطار الشهادة المسيحية، على مستوى الشباب تدارس اعضاء المجلس التوصية 36 التي تسمّيهم مستقبل الكنيسة ومرسلين وشهوداً في مجتمعهم وفي بيئتهم الحياتية. فشددوا على الالتزامات التي توصي بها، وهي تكثيف التواصل واللقاء معهم والاصغاء اليهم والاجابة على تساؤلاتهم وحاجاتهم، وتأمين تنشئة روحية ولاهوتية تساعدهم في عملهم، وبناء جسور حوار معهم، وتحفيز ابداعهم ومهاراتهم والافادة منها. يثني المجلس على خبرة الحركات الرسولية في التعاطي والعمل مع الشباب على المستوى الروحي والراعوي، وعلى ما تقوم به اللجنة الاسقفية لرسالة العلمانيين والمجلس الرسولي العلماني في هذا الاطار. واوصى باحياء يوم الشبيبة السنوي في كل الابرشيات والمناطق، بالتعاون مع مختلف الكنائس، ويشجّع الشباب على المشاركة في الأيام العالمية للشبيبة. والى الشبان والشابات نقول إن الكنيسة تحبّكم وتحتاج اليكم وتعتمد على حماسكم والتزامكم وشهادتكم حيثما أنتم. فثقوا وسيروا الى الأمام.

ثم تناول المجلس التوصية 27 الخاصة بالمرأة، متوقفا عند السبل الآيلة الى تعزيز انخراطها ومشاركتها في العمل الراعوي. وتبنى الاقتراحات المقدمة وهي: استعمال صيغة تشمل الرجال والنساء وتنشئة المرأة على ميزات الانوثة وعلى دعوتها ورسالتها في الكنيسة والعائلة والمجتمع، واشراكها في الهيكليات الكنسية والراعوية ومواقع القرار، وانشاء لجنة بين الكنائس لهذه الغاية، بحيث تكون مشاركة المرأة في حياة الكنيسة وهيكلياتها فاعلة، ومنظمة ضمن حدود صلاحياتها وحقل عملها. ويوصي المجلس بتعزيز لجنة المرأة ضمن اللجنة الاسقفية لرسالة العلمانيين.

وفي حقل الشهادة للمحبة، أولى المجلس اهتماما خاصا بتعليم الكنيسة الاجتماعي وفقا للتوصية 38. فأثنى على خدمة المحبة الاجتماعية المتنوعة التي تقوم بها المؤسسات الكنسية والهيئات واللجان في الأبرشيات والرعايا. وقدر عمل المستشفيات ودور العجزة والايتام والمعوَّقين، ومرشدية السجون، ومراكز مكافحة الادمان على المخدرات واعادة تأهيل المدمنين، وحث على متابعته بروح رسولية وبكوادر متخصصة. ودعا المجلس الى المزيد من تفعيل خدمة المحبة هذه وفقا لتعليم الكنيسة الاجتماعي، والى التنشئة عليه وتطبيقه في كل المؤسسات. واطلع على ما تقوم به حركة "عدالة ومحبة"، في هذا المضمار، وأثنى على مبادراتها بنشر هذا التعليم باللغة العربية، وشرحه. وأوصى بإدخاله مادة تعليمية في الصفوف الثانوية والجامعات ومراكز التثقيف الديني والمعاهد الاكليريكية.

وسائل الاعلام والتنشئة الدينية : ونظر المجلس اخيرا في التوصية 33 الخاصة بوسائل الاعلام والمؤسسات السمعبصرية التي اولاها السينودس اهمية خاصة لما لها من دور في اعلان الانجيل ونقل الايمان والتنشئة الدينية والتربية على السلام وتوطيد الشركة بين الكنائس والشهادة للمسيح وللقيم المسيحية، وتشكيل ثقافة التواصل وتعزيز التنمية الشاملة في المجتمعات. فأكد ضرورة التثقيف على حسن الاستعمال التقني لوسائل الاعلام، وعلى فن التواصل والشركة. ودعا الى بناء مواقع الكترونية تفتح مساحات للتلاقي، والى السهر على الوقاية من تأثيرات وسائل الاعلام السلبية مثل انتشار البدع والعنف والخلاعة والعدائية الدينية. وشدد المجلس على ضرورة دعم الوسائل الاعلامية الدينية وبخاصة تلفزيون "تلي لوميار" و"نورسات" واذاعة "صوت المحبة" التي تقدم خدمة كبيرة لمسيحيي الشرق الاوسط وسواهم في هذه المنطقة وبلدان الانتشار، من اجل تطويرها المهني والتقني، شاكرا وداعيا الفعاليات ذوي القدرة على مواصلة دعمها المالي. كما نوه بغنى برنامج التنشئة الكتابية الراعوية الذي تقدمه المؤسسات السمعبصرية في كنائسنا، ويعمل فيه اختصاصيون في المجال اللاهوتي والتقني، موصيا مطارنة الابرشيات بانشاء مراكز سمعبصرية في المناطق التي تحتاج اليها، بالتنسيق مع المركز الرئيسي في بيروت.

الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة: واذ اشار المجلس الى ان الهدف الاساسي من جمعية السينودس الخاصة بالشرق الاوسط راعويا، لفت الى انه يحتاج من اجل تطبيقه الى توفير الاستقرار والعدالة والسلام. وأضاف:"إن هذه الاوضاع تمكن المسيحيين وسواهم من العيش الكريم في وطنهم، وهذا حق اساسي من حقوق الانسان. ولقد دعا آباء السينودس في التوصية 9 الى تحمل المسؤولية المشتركة في توفير السلام والعدالة ولاسيما من قبل الحكومات المحلية والاسرة الدولية". ورأى المجلس ان الاوضاع الراهنة في لبنان تستدعي تضافر الجهود للخروج من ازمة تأليف الحكومة التي توتر الاجواء بين المواطنين وتزيد من انقساماتهم ومن التخاطب بلغة التخويف والعنف والوعيد، وتعطل عمل المؤسسات الدستورية والادارات. بنتيجة هذا الواقع، تتفاقم الازمة الاقتصادية والمعيشية، ويعيش المواطنون معاناتهم اليومية، وتتضاءل عندهم فسحة الامل بمستقبل أفضل".

ولفت الى ان "موجة الاحتجاجات الشعبية والتظاهرات والاعتصامات القائمة في المنطقة التي تسقط الحكام وتبدل الانظمة وتدعو الى التغيير، انما تذكر المسؤولين السياسيين انهم مؤتمنون على توفير الخير العام في المجالات الاجتماعية والامنية والاقتصادية والانمائية للمواطنين التي تمكنهم من تحقيق ذواتهم وتأمين العيش بكرامة. فاذا لم يفعلوا، فقدوا مبرر وجودهم وثقة شعوبهم" داعيا المسؤولين السياسيين في لبنان "للتعالي على مصالحهم الخاصة والفئوية، والاقلاع عن زج البلاد في سياسة المحاور الاقليمية والدولية، وعن التمحور في احلاف خارجية تخوض صراع نفوذ على ارضنا وعلى حسابنا، مع الحرص على الانفتاح والتعاون في اطار جامعة الدول العربية ومنظمة الامم المتحدة والشرعية الدولية".

اما الاعتداءات التي وقع ضحيتها المسيحيون في العراق ومصر وسواهما من البلدان، فقد آلمت أعضاء المجلس الذين يعربون عن تضامنهم معهم، ويطالبون حكومات هذه البلدان والمنظمات الإقليمية والدولية بالعمل على أن يتمكن المسيحيون من العيش في أمان ومن مواصلة مساهمتهم في تنمية مجتمعاتهم بحكم المواطنية. كما يطالبون أن يحموا جميع، المواطنين، من التعديات الإرهابية. وبما أن المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط مواطنون أصيلون وأوفياء لأوطانهم ويؤدون كامل واجباتهم تجاهها، فإن هذا المجلس يطالب حكومات هذه البلدان بتمكينهم من التنعم بكل حقوق المواطنة، وبحرية الضمير والعبادة، وبالحرية في مجال التربية والتعليم، وفي استعمال وسائل الاتصال الاجتماعي، كما يطالبون المرجعيات الاسلامية بقول الحقيقة بشأن الاصوليات الدينية والاعتداءات الارهابية على المسيحيين بسبب ايمانهم المسيحي.

شؤون وقرارات راعوية وإدارية : واطلع المجلس على تقارير إدارية بدءا باللجنة الأسقفية للتعليم العالي والجامعي، حول صعوبة التنسيق بين الجامعات ووضع شرعة للتعليم العالي على غرار المدارس الكاثوليكية، بسبب أن لكل جامعة خصوصيتها. ومع ذلك، يطلب المجلس أن يحافظ رؤساء الجامعات على اجتماعاتهم لتنسيق شؤونهم المشتركة، وأن تستمر اللجنة الأسقفية في نشاطها، سعيا الى تحقيق أهدافها وممارسة مهامها.

واستمع الى تقرير العمل الرعوي الجامعي عن السنوات الثلاث الأخيرة، فاثنى على نشاطاته وخدمات المرشدين، وجدد الدعوة الى المثابرة في هذا النشاط الروحي الخير، وشكر الأبرشيات الرهبانيات الرجالية والنسائية على الاستمرار في تأمين مرشدين يتفرغون للعمل الرعوي الجامعي بشكل متواصل.

واطلع المجلس على تقرير رابطة الأخويات في لبنان الذي تناول إنجازات الرابطة على كل من الصعيد الروحي والقانوني والرسولي والتنظيمي والإعلامي، وتواصلها مع هذا المجلس ومع السادة المطارنة. وفيما يثني على نشاط الرابطة ويقدر التزام الأخويات وكهنة الرعايا مرشديها، فإنه يطلب الى المرشدين أن يضاعفوا اهتمامهم بالمنظمات الرسولية وبتأمين التنشئة الروحية واللاهوتية لأعضائها، الكفيلة بتعزيز الروحانية التي تطبع حياتهم ونشاطاتهم.

وكان تقرير عام عن الأعمال الرسولية البابوية في لبنان لخمس سنوات. فأثنى المجلس على المشاريع التي تحققت على الصعيدين المحلي والعالمي، وقدر المشاريع المخطط لها. وجدد التوصية الى الأبرشيات والرهبانيات بجمع صواني اليوم العالمي للرسالات في كل آخر أحد من شهر تشرين الأول، وإرسالها الى المكتب الوطني لهذه الأعمال الرسولية من اجل تحقيق أهدافها، وتوفير مساعدات مالية من "صندوق التضامن العالمي" في الفاتيكان، لنشاطات محلية من خلال طلبات منظمة.

وقدمت اللجنة الاسقفية اللاهوتية والكتابية تعميما تبناه المجلس بثلاث نقاط:

- منع ممارسة التقسيم على الاشخاص والارواح، من قبل الكهنة أو الشمامسة أو العلمانيين، إلا بموجب إذن خطي من الاسقف المحلي صدر بعد الاول من كانون الثاني 2011، ولكل حالة بمفردها. - إنشاء لجنة مختصة تضم لاهوتيين وأطباء ومعالجين نفسيين ومرشدين اجتماعيين، تساعد الاسقف على التمييز بين المس الشيطاني والارواح الشريرة والحالات المرضية.

- منع التقسيم العلني في وسائل الإعلام كافة.

وأجرى المجلس انتخابات تناولت الوظائف المنتهية مدة ولايتها، فانتخبوا حسب اللائحة التالية: - في الوظائف الشاغرة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان "صاحبي السيادة المطران بولس مطر والمطران سليم غزال، قدس الأب ايلي ماضي، وحضرة الأم العامة دانييلا حروق، أعضاء في لجنة الترشيحات". "قدس الأب العام طنوس نعمه، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية اللاهوتية والكتابية". "حضرة الأم العامة فيليسيتيه ضو، نائبة لرئيس اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة". "قدس الأب العام ايلي ماضي، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام". "حضرة الأب سمير بشاره اليسوعي، مرشدا عاما لرابطة الأخويات في لبنان". "حضرة الأب فادي بو شبل، مرشدا عاما للعمل الرعوي الجامعي". "حضرة الخوري بول كرم، مديرا وطنيا للأعمال الرسولية البابوية".

- في الوظائف الشاغرة في رابطة كاريتاس لبنان السيد هيكل دخيل البدوي نائبا لرئيس الرابطة، الأب كميل حنا ملحم مرشدا عاما للرابطة، الأب بول سعاده ممثلا للكنيسة اللاتينية في مجلس الرابطة، السيد ميشال حبيس ممثلا لكنيسة السريان الكاثوليك في مجلس الرابطة، الدكتور جورج جان عزو ممثلا للكنيسة الكلدانية في مجلس الرابطة، الأب جوزف شربل والأب مخايل عوض ممثلين للرهبانيات الرجالية في مجلس الرابطة، الأخت هدى حداد ممثلة للرهبانيات النسائية في مجلس الرابطة، الدكتور الياس رشيد خليل ممثلا لأبرشية صور المارونية في مجلس الرابطة، الدكتور ناجي صعيبي ممثلا لأبرشية جبيل المارونية في مجلس الرابطة،العميد حنا سليلاتي ممثلا لأبرشية زحلة المارونية في مجلس الرابطة، السيد جوزف حكيم رحمه، ممثلا للأبرشية البطريركية المارونية في منطقة الجبة في مجلس الرابطة، السيد أنطونيو إميل يمين ممثلا للأبرشية البطريركية المارونية في منطقة زغرتا في مجلس الرابطة.

صلاة شكر: يرفع أعضاء هذا المجلس صلاة الشكر لله على انعقاد جمعية سينودس الأساقفة الخاصة بالكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط: شركة وشهادة، وعلى ما صدر عنها من توصيات كانت موضوع هذه الدورة الذي يوجه عمل كنائسنا واللجان المشتركة والمؤسسات والهيكليات التابعة للمجلس. وقد اعتبر قداسة البابا بندكتوس السادس عشر إن هذه الجمعية السينودسية "عنصرة متجددة، ذلك أن العنصرة كحدث أصلي، هي في دينامية مستديمة".

وهكذا، على هدي الروح، تتجدد كنائسنا في هويتها ورسالتها، فتظل في وطننا علامة الرجاء والأداة لتحقيق تدبير الله الخلاصي الشامل في المحبة، ويكون ابناؤها وبناتها في مجتمعاتهم في الشرق وبلدان الانتشار "كالملح في الطعام، والنور في البيت، والخميرة في العجين" (راجع متى 5: 13-15؛13: 33). نسأل الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة لبنان، أن يفيض علينا روحه القدوس ليشدد روابط الشركة في الكنيسة الواحدة وبين الكنائس، بحيث "نكون دائما قلبا واحدا وروحا واحدا" (اعمال 4: 32)، وان يمنحنا "قوة من فوق فنكون شهودا لمحبة المسيح حتى اقاصي الارض" (أعمال 1: 8)