المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار 18
شباط/2011

المزامير الفصل 145/14-21/الرب هو القدير

الرب يسند كل العاثرين، ويقوم كل المنحنين. تنظر إليك عيون الجميع، وأنت ترزقهم طعامهم في حينه. تفتح يدك فتشبع كل حي ما يرضيه. الرب عادل في كل طرقه، ورحيم في جميع أعماله. الرب قريب من جميع الذين يدعونه، من جميع الذين يدعونه بالحق، الرب يعمل ما يرضي الذين يخافونه، ويسمع استغاثتهم ويخلصهم. الرب يسهر على جميع محبيه ويدمر جميع الأشرار. بالتهليل للرب ينطق فمي، وكل بشر يبارك اسمه القدوس إلى الأبد.

 

هدايا من اللحم الحي

بقلم/محمد سلام

المواقف التي أطلقها قادة 14 آذار في البيال نجحت في تظهير حقيقة الفشل الذي عانت منه قيادة ثورة الأرز وهي تمسك بالسلطة، لكنها فشلت في تظهير حقيقة التهديدات التي تواجه مسيرة الاستقلال، كما فشلت في تحديد خطة مواجهة هذه التحديات فيما قوى ثورة الأرز خارج السلطة.

نجح الدكتور سمير جعجع في تظهير وقفة الصمود "للأقوياء في نفوسهم لا بسلاحهم" ولكنه لم يقارب، بواقعية مجردة تعريف العدو، ولم يقارب بواقعية مجردة تناقض مواجهة المهاتما غادي –القوي في نفسه- لاحتلال بريطانيا للهند قياسا إلى ما تتطلبه مواجهة لبنان للاحتلال الفارسي المسلح.

غاندي أسقط الإمبراطورية البريطانية في الهند لأنه تسلح بقيم الإمبراطورية البريطانية التي كانت تحتفظ بها لبلادها. أراد الحرية، والسيادة، والديمقراطية، فسقطت بريطانيا في الهند لأن قيمها الوطنية فرضت عليها السقوط.

وعلى الرغم من ذلك الانتصار، بكثير من الدماء الهندية ومن دون سلاح، لم يفز غاندي بهند واحدة. تقسمت أرضه ... لكن بريطانيا خرجت منها، وضمتها إلى "الكومونولث"، أي الاحتلال الاقتصادي.

السؤال هو: هل يمكن إسقاط الاحتلال الفارسي للبنان بقيم الامبراطورية الفارسية التي يتصدرها ... إخضاع كل الناس لمشيئة ورغبة ورأي وقرار ... الولي الفقيه الفارسي؟

بقية قادة 14 آذا تحدثوا عن سلاح "مقاومة" ولم يجرؤ أحد منهم على البوح بحقيقة تختلج صدره وهي: لا وجود لأي مقاومة في لبنان. التنظيم المسلح الموجود هو فيلق احتلال فارسي تابع للولي الفقيه. هذا ليس زعما أطلقه، بل قاله السيد حسن نصر الله بلسانه: "أنا جندي في ولاية الفقيه"

وعلى الرغم من ذلك تتحدث قوى 14 آذار عن "مقاومة" و "سلاح".

لا يوجد مقاومة في لبنان. هذا التعريف يدركه جميع قادة قوى 14 آذار. لكن إدراكه من دون إعلانه لا يقود ثورة، وإدراكه حتى مع إعلانه، ولكن من دون مواجهته لا يقود أيضا ثورة ... إلى النصر.

14 آذار مطالبه بإعلان الحقيقة لجمهور ثورة الأرز. ومطالبة أيضا بإعلان المضمون الفارغ لشعار المراهنة على الدولة لتحمي شعبها، مع الاعتراف بأن الدولة غير موجودة، ومع الاعتراف بأن قوى 14 آذار فشلت حتى عندما كاkت تمسك بالسلطة، فما هو مخططها كي تنتصر، أو أقله كي تصمد، وهي خارج السلطة؟

 

أما مسألة الرهان على الجيش لحماية الشعب، فهذا ساقطة بالتجربة والبرهان، وما المراهنة على الساقط إلا طريق إلى ... السقوط.

لم يكن الجيش يوما محل إجماع وطني، ولم ينجح يوما في حماية مواطنيه من أي خطر مع الاحتفاظ بإجماع وطني على تقدير هذا النجاح.

 تمكن فؤاد شهاب في الحرب الأهلية الأولى في العام 1958 من "تحييد الجيش" عن النزاع، فلم يتحول الجيش إلى واقع إجماع وطني، بل أبقاه خارج انتقاد إحدى أو بعض شرائح الوطن.

لكن الرئيس شهاب حول الجيش إلى "جيش الشهابية" عبر تدخل المخابرات في السياسة، فتحول الجيش عدوا لكل من عادى الشهابية.

العماد ميشال سليمان حاول تحييد الجيش عن اعتداءات أيار العام 2008. ووجه رسائل إلى ضباطه بهذا المعنى. لكن تورط ضباط حزب السلاح أدى إلى إسقاط التحييد، كما أدى إلى استقالة الضباط السنة. فسقط الحياد، ولحسن الحظ اعترض الضباط السنة عبر تقديم استقالاتهم فقط، وإلا لكان الجيش قد ... تفسّخ.

الرئيس أمين الجميل كان الأقرب إلى واقعية المواجهة في كلمته بالبيال إذ قال: "إذا نجحت المساعي ننجوا معاً، أما إذا عاندوا وأخطأوا الحِساب، ومَضَوْا في انقلابِهم الزاحف، فسيجِدونَ في وجههم معارَضةً زاحفةْ، معارضةً مفتوحةْ، معارضةً مقاوِمة، لن نودِّعَ الديمقراطيةَ في لبنان فيما هي تَدخلُ الدولَ العربيةَ الشقيقة، هذا وعدٌ، هذا عَقدٌ، هذا عهدُ ثورةِ الأرز، للأرزِ،  للشهداءِ، للشعبِ، وللبنان".

"إذا عاندوا وأخطأوا الحساب" قال الرئيس الجميل، مع أنه يعلم أنهم سيعاندون وسينفذون حسابهم من دون خطأ لإخضاعنا وإذلالنا. هم لا يخطئون، من وجهة نظرهم، هم الصواب الآلهي المطلق، لذلك سيعاندون وينفذّون.

أما المواجهة بمعارضة "زاحفة، ومفتوحة ومقاومة" فهو وعد واقعي، بل الوعد الواقعي الوحيد في مهرجان البيال، بمشروع لمواجهة المشروع الفارسي.

فهل ستتبنى 14 آذار، في 14 آذار المقبل، توجه الرئيس الجميل للمواجهة أم ستبقى خائفة، خانعة، تكذب على نفسها؟

14 آذار كررت في 14 شباط العام 2011 جريمة التحالف الرباعي، لكنها هذه المرة لم تستهدف الشيعة الأحرار، بل تخلّت عن الدروز الأحرار.

لماذا لم يكن بين خطباء البيال صوت درزي يعبّر عن موقف الطائفة الكريمة؟

أم هل قررنا أن نهدي الدروز للسيد حسن نصر الله كما أهديناه الشيعة الأحرار في التحالف الرباعي قبل ست سنوات؟؟؟

الخطأ الذي ارتكب بتغييب الدروز عن خطباء 14 شباط في البيال يجب تصحيحه في 14 آذار المقبل، قبل أن ندمن أهداء بعضنا البعض لعدونا المشترك.

17 شباط/2011

 

الطريق الذي تريده الأحزاب اللبنانية الوطنية

وصف الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة احمد جبريل وضع تيار 14 آذار الحالي بالمزر للغاية ، معتبرا ان هذا التيار يعيش أسوأ أوضاعه في ظل التطورات الاخيرة التي حصلت وقال جبريل في حديث لصحيفة "الوطن السورية"، : اعتقد ان سعد الحريري بعد الذكرى السنوية لمقتل والده سيذهب إلى خارج لبنان ويقول لفؤاد السنيورة، وغيره من فريق 14 آذار عليكم أن تتدبروا أمركم" واضاف جبريل ان فريق 14 آذار خائف من أن يأتي وزير داخلية جديد، وبالتالي فقدان القاعدة الأمنية التي عمل على أساسها الحريري خلال الخمس سنوات ماضية في ليلة وضحاها، كما انه خائف من أن يطرح العماد ميشيل عون ما لديه من وثائق تكشف الفساد المالي والسرقات منذ عهد رفيق الحريري وحتى الآن، ومن طرح ملف شهود الزور باعتبار أن لديهم قيادات في 14 آذار متورطة في هذا الموضوع واكد جبريل ان وضع هذا الفريق يرثى له، داعيا القوى والأحزاب الوطنية في لبنان الى أن تضع أرجلها على الأرض وتتمسك بنهجها،معتبرا ان ميقاتي أو غيره لن يسير إلا وفق الطريق الذي تريده هذه الأحزاب اللبنانية الوطنية

 

المخابرات السورية زودت سامي شهاب بجواز مزور للمرور من الخرطوم إلى دمشق

"السياسة" - خاص:  كشفت مصادر سورية شديدة الخصوصية ل¯"السياسة", أمس, أن المخابرات السورية في السفارة السورية بالقاهرة قدمت التسهيلات اللوجستية إلى رئيس خلية "حزب الله" محمد يوسف منصور المعروف باسم سامي شهاب الذي كان معتقلاً في مصر, للخروج من مصر بعد أن نجح في الهروب من سجن وادي النطرون, حيث كان يقضي عقوبة السجن لمدة 15 عاماً, بتهمة محاولة المساس بالأمن المصري والتخطيط للقيام بعمليات إرهابية على الأراضي المصرية. وأضافت المصادر أن مستشار الأمين العام لحزب الله حسين خليل كان قد توجه الأسبوع الماضي بإيعاز من السيد حسن نصر الله إلى رئيس مخابرات أمن الدولة السوري اللواء علي مملوك لمساعدة سامي شهاب للخروج من مصر عن طريق تزويده بجواز سفر سوري وأوراق ثبوتية أخرى تسهل له الخروج من مصر, مشيرة إلى أن اللواء مملوك رفع الموضوع الى القيادة السورية التي وافقت فوراً على طلب المساعدة, مذكراً بأن أفراد الخلية التي كان شهاب يقودها لم تقم بأي ما من شأنه المساس بالأمن المصري وعليه لا مانع من تقديم كل مساعدة ممكنة لهم. في أعقاب ذلك, أوعز مملوك لرئيس محطة المخابرات في السفارة السورية بالقاهرة بإعداد جواز سفر سوري يشار فيه إلى أنه "بدل ضائع" وإعداد بعض الوثائق التي تؤكد هوية حامل الجواز لكي يستطيع سامي شهاب الخروج بها من مصر على الفور عن طريق البر الى السودان, حيث تمكن بمساعدة محطة "حزب الله" السرية في الخرطوم, التي تعتبر ثاني أكبر محطة للحزب بعد محطته في طهران, بالخروج عن طريق مطار الخرطوم إلى سورية ومن هناك إلى لبنان. وبعد ظهر أمس, ظهر محمد يوسف منصور في احتفال أقامه "حزب الله" في ذكرى "قادته الشهداء" في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وبدأ الاحتفال بتلاوة آيات قرآنية, قبل ان يبدأ عريف الاحتفال كلامه بالاشادة بسقوط نظام حسني مبارك, ثم قال "نرحب بالاسير المحرر الاخ المناضل سامي شهاب", الذي اعتلى المنبر وسط تصفيق مئات الحاضرين المحتشدين في مجمع سيد الشهداء, الذين هتفوا له ولوحوا بالاعلام اللبنانية والمصرية والتونسية.

 

نتنياهو لنصرالله: لدينا جيش قوي يحمينا من الاعداء

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "الامين العام لحزب الله حسن نصرالله هدد اليوم (امس) باحتلال الجليل، لكنه لن يتمكن من ذلك". وخاطب نصر الله  قائلاً: "ان كل من يختبئ في ملجأ تحت الارض فليبق فيه". ونقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية  أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الاميركية " إنه لا يجوز أن يشكك أحد في قدرة اسرائيل على الدفاع عن نفسها". وأضاف ان "لدينا جيشاً قوياً وشعباً موحداً واننا نتطلع الى السلام مع جميع جيراننا، إلا ان الجيش الإسرائيلي على أتم الاستعداد لحماية اسرائيل من جميع الاعداء".أ ش

 

حزب الله يحتفي بشهاب.. ونصر الله يتوعد باجتياح شمال إسرائيل

نتنياهو يدعوه للبقاء في الخندق الذي يختبئ فيه

بيروت: يوسف دياب تل أبيب: «الشرق الأوسط»

اتسم خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في مهرجان أقيم في الضاحية الجنوبية في بيروت أمس إحياءً لذكرى «قادة الحزب الشهداء» بالتحذير والتهديد.

وشوهد في الحفل قائد ما يعرف بـ «خلية حزب الله في مصر» محمد يوسف منصور، المعروف بسامي شهاب الذي كان يقضي حكما بالسجن في مصر بعد إدانته بتهمة محاولة القيام بعمل عسكري وزعزعة أمن الدولة المصرية، واستطاع الفرار من السجن أثناء «الثورة على النظام في مصر». ولم يعرف كيف وصل إلى لبنان, وحظي أمس باحتفاء كبير في احتفال حزب الله أمس. وهدد نصر الله باستهداف «القادة والجنرالات» الإسرائيليين انتقاما للقيادي في الحزب عماد مغنية، مؤكدا في الوقت نفسه أنه قد يطلب من مقاتلي الحزب «السيطرة على الجليل» في حال الحرب مع إسرائيل. وتحدث عن «نقاش جدي في إسرائيل» حول ما إذا كانت «المقاومة تستطيع أن تحتل شمال فلسطين وأن تسيطر على منطقة الجليل».

مواضيع ذات صلة

نصر الله يحذر من التعاون مع محكمة الحريري ويدعو إلى الاستعداد للسيطرة على الجليل.. ونتنياهو يستخف بالتهديدات 

واستخف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتهديدات نصر الله، باحتلال الجليل وتحداه أن يحاول ويحتل الجليل. وقال: إن «من يختبئ في خندق تحت الأرض عليه البقاء تحت الأرض». واتهم نصر الله فريق رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من دون أن يسميه بأنه «جزء من المنظومة الأميركية». وقال «ما حصل في مصر تاريخي وكبير جدا»، مشيرا إلى «تغييرات وتحولات كبرى» ستحدث في المنطقة. واعتبر أن «الانعكاس الأهم سيكون على إسرائيل» و«الخاسر الأكبر من التحولات والتطورات في المنطقة هما أميركا وإسرائيل والمنظومة الأميركية» ورد على تجديد الحريري حملته على سلاح حزب الله بالقول إن «الإصرار على خوض هذه المعركة أو تحويلها إلى واحد من عنوانين أو ثلاثة للمعارضة الجديدة هو إصرار على خوض معركة خاسرة خائبة لا نتيجة منها».

 

اسرائيل: زيارة باراك وبني للحدود الشمالية تأتي في إطار طلب التهدئة على الحدود

نهارنت/ذكرت القناة الأولى الاسرائيلية أنّ زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك ورئيس أركان الجيش الجديد بني غانتس إلى الحدود الشمالية مع لبنان تأتي في إطار طلب التهدئة على الحدود. واوضح مراسل المحطة للشؤون العسكرية إنّ باراك اراد أن يقول من خلال الزيارة أنّ لديه وبني غانتس مشاغل جيدة، وهناك انسجام وهناك تعاون وهم يعملون سوياً.

وشرح المراسل الاسرائيلي ان "زيارة كهذه في الشمال للوزير ولقائد أركان جديد وبعد أقل من 24 ساعة على تسلمه مهامه من المفترض أن تنقل الرسالة الواضحة جداً والحادة الى "حزب الله"، أي نحن هنا ولا تلعبوا بأعصابنا، فنحن معنيون بالحفاظ على الهدوء". ويعتقد المراسل أن "باراك أراد أيضاً أن يظهر نوعاً من الأبوة على رئيس الأركان الجديد، فبني غانتس كان قائد لواء وقائد فيلق سابقاً، لكن في النهاية هذه هي الجبهة الأساسية للجيش الإسرائيلي والتي تأتي منها التهديدات الآن اي جبهة "حزب الله" وسوريا".

 

واشنطن تراقب المصارف التي يختبىء خلفها "حزب الله"

نهارنت/اكّد مسؤولين اميركيين انه رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري "لطالما عمل على حماية القطاع المصرفي اللبناني من اي حشرية غربية ومحاولات فرض عقوبات".

وذكر المسؤول لصحيفة "الراي" الكويتية بأن الحريري كان يبرر قراره بالقول للاميركيين، بأن "ازدهار لبنان يعتمد على قطاعه المصرفي الذي نجا من محاولات العبث به طوال سني الحرب الاهلية اللبنانية". واوضحت الصحيفة ان الولايات المتحدة "تعمل اليوم بموجب قرار صادر عن مجلس الامن قدمت واشنطن الغالي والنفيس من اجل اصداره، بما فيه التخلي عن مشروع الدرع الصاروخية في دول اوروبا الشرقية من اجل كسب تأييد روسيا والمضي مع الصين في امور عديدة". من جهة اخرى، نقلت الصحيفة عن العاملين في مكتب مراقبة الودائع الخارجية في الوزارة اشارتهم الى ان هدفهم هو "تجفيف كل مصادر الاموال التي ترتبط بايران، و"حزب الله" ان في لبنان او في سوريا". كما اكّد العاملون في المكتب على ان "الولايات المتحدة تراقب المزيد من المصارف اللبنانية التي يختبئ خلفها "حزب الله" وايران، المحظّر التعامل المالي معها دوليا، كذلك وضع المكتب لبنانيين وسوريين وايرانيين تحت المراقبة لفرض العقوبات عليهم عالميا". واشارت "الراي" الى انه "رحل حامي القطاع المصرفي اللبناني من عقوبات غربية في الماضي، وحامي "حزب الله" وفضائيته "المنار" من لائحة المؤسسات الارهابية التي يضعها الاتحاد الاوروبي". ورأت الصحيفة ان "اللبنانيين والسوريين من حلفاء طهران قد لاحظوا، او لم يلاحظوا، ان الولايات المتحدة لم تتوان للحظة في تطبيق القرار الرقم 1929، والصادر في 9 تموز 2010، والقاضي بتطبيق عقوبات اقتصادية، "ذات اسنان" بحسب التعبير الاميركي، على كل الحوالات المالية المرتبطة بايران". وذكرت ان ""اسنان" القرار 1929 هي التي طالت البنك اللبناني الكندي وفرضت عليه عقوبات". كما ان "مهندس العقوبات على ايران وكيل وزير الخزانة ستيوارت ليفي، يعتقد ان "حزب الله" واتباعه عمدوا الى ادخال الاموال التي عملوا على تبييضها الى النظام المصرفي العالمي عن طريق هذا البنك".

 

كاسيزي: المحكمة مستقلة بمعزل عن أي ضغط أو تدخل أو اعتبار سياسي

نهارنت/أعلن رئيس المحكمة الخاصة بلبنان انطونيو كاسيزي الاربعاء ان المحكمة المكلفة محاكمة منفذي اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري "تعتزم بشكل مطلق الحياد والاستقلال" عن اي تدخل. وأصدرت غرفة الاستئناف في المحكمة الخاصة بلبنان الاربعاء قرارا من 152 صفحة حول القانون الذي يفترض ان تطبقه المحكمة اثناء المحاكمة المقبلة لمنفذين محتملين لعملية الاغتيال التي اودت بحياة الحريري و22 شخصا اخرين في 14 شباط 2005 في بيروت. وقال كاسيزي في جلسة عامة في لايندشندام "اثبتنا من خلال هذا القرار التمهيدي ان محكمتنا تعتزم بشكل مطلق الحياد والاستقلال بمعزل عن اي ضغط او تدخل او اعتبار سياسي". وأضاف ان "غاية المحكمة الوحيدة هي تحقيق العدالة باكثر السبل نزاهة وكذلك بالسرعة اللازمة خدمة لمصلحة المدعى عليهم والمجتمع اللبناني بوجه عام". وكان قاضي الاجراءات التمهيدية البلجيكي دانيال فرانسن المكلف تثبيت القرار الاتهامي الذي تسلمه من المدعي دانيال بلمار في 17 كانون الثاني ، طلب من القضاة تقديم الملاحظات بشان تفسير المحكمة لاحكام النظام الاساسي وبشان المفهوم الذي يجب الاخذ به في ما خص الارهاب.

ويأمل القاضي البلجيكي في معرفة ما اذا كانت المحكمة الخاصة بلبنان ستستند الى قانون العقوبات اللبناني الذي تعتمد عليه المحكمة في نظامها الاساسي، او على القانون الدولي، او على الاثنين معا لتعريف مفاهيم جرائم الارهاب والتامر والقتل المتعمد مع سابق الاصرار والترصد ومحاولة الاغتيال التي تشكل العناصر التاسيسية للقرار الاتهامي.

وكان مكتب المدعي ومكتب الدفاع اعربا عن مواقفهما في جلسة عقدت في السابع من شباط. وأوضح كاسيزي "ان المحكمة ملزمة بتطبيق القانون اللبناني على الجريمة الارهابية لان المادة 2 من نظامها الاساسي تنص على ذلك"، مضيفا "ولا يجوز لنا في هذا الصدد الاخذ باي تعريف دولي للارهاب سواء ورد هذا التعريف في معاهدات دولية ملزمة للبنان ام في اي قاعدة عرفية في قواعد القانون الدولي". والوقت المتوقع اصلا لدراسة القرار الاتهامي كان محددا بستة الى عشرة اسابيع على الاقل. وقالت المحكمة في بيانها الاربعاء ان هذا الجدول الزمني يبقى على حاله دون تغيير ولو دامت العملية اكثر من عشرة اسابيع بالنظر الى تعقيداتها.

 

إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني ينتقد لقاء مشايخ سنّة بأمر من "حزب الله"

المستقبل - الخميس 17 شباط 2011 -

أكد إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني أن اللقاء الذي عقد في فندق "غاليريا" والذي حضره مشايخ السنة المدعومون من حزب الله، لم يكتب له النجاح وسقط قبل أن ينطلق لأنه بات معروفا للجميع بلسان من يتحدثون وبأمر من يأتمرون ! وقال العيلاني في تصريح: ان السؤال المطروح اليوم، من الذي موّل وغطى هذا اللقاء؟ ولمصلحة من انعقاده؟ واستغرب كيف أنهم انتقدوا بيان دار الفتوى الأخير بعدما كان ممثلهم الذي رشحه حزب الله إلى رئاسة الحكومة قد وافق عليه. وقال: أما في موضوع السنّة ودورهم في الحياة السياسية في لبنان وتكريم العلماء، ليسمحوا لنا، بعدما تم إبعادهم عن موقع القرار في المعارضة اللبنانية علما أن قيادة المعارضة لا تضم أي عضو سني، وهذا بحد ذاته يعبّر عن الطريقة التي يتم التعاطي معهم فيها. وعن دعوتهم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني الى الإستقالة، قال الشيخ العيلاني: عليهم أولاً أن يتحرروا من الوصاية التي تمارس عليهم كي لا ينطبق عليهم المثل الذي يقول: طبيب يداوي الناس وهو عليل .أن العلماء أوعى من أن يصدقوا أن ما تقومون به ليس اصطفافا سياسيا أو تكتيكا يراد من خلاله مصالح خاصة. ونطمئنكم ان أهل السنة في لبنان لم ولن يكونوا جزءا من المؤامرة التي تهدف إلى القضاء على المقاومة في لبنان لأنهم هم المقاومة ومنهم انطلقت وكفانا تلط خلفها.

وتابع: يخطئ حزب الله إذا كان يخطط لوضع يده على دار الفتوى كما وضع يده على الحكومة. ونقول له، إن مصلحة المقاومة بضبط مواقف مشايخه السنة ورفع الغطاء عن هذا التحرك الذي سيكون له ارتدادات سلبية عند أهل السنة . وكان الشيخ العيلاني وجه كلمة لمناسبة ذكرى تحرير صيدا من رجس الإحتلال الصهيوني، فحيّا كل المقاومين الذين شاركوا في عملية التحرير. وقال: نحيي خصوصا إخواننا في قوات الفجر، الجناح المقاوم للجماعة الإسلامية، المقاومين الحقيقيين الذين تربّوا في المساجد، وليس أولئك الذين يتلطون اليوم خلف المقاومة وهم أبعد ما يكونون عن المفهوم الحقيقي للمقاومة وهم أصلا ليس لهم تاريخ في العمل المقاوم بل هم من الطارئين عليه. وأضاف: لن نسمح لضعاف النفوس باستغلال المقاومة لمصالحهم الخاصة ونقول لهم، ان تقربكم من حزب الله لن يمنحكم شرف الإنضمام إلى المقاومة.

 

محمد عبد الحميد بيضون 14 آذار تريد مخاطبة الشيعة بطريقة مختلفة وحزب الله يستبق الأمور بهدف إخضاع البلد

المستقبل - الخميس 17 شباط 2011 -  أشار النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، الى أن "المعارضة تسير على درب الاستباقية، وأن "حزب الله" يعتمد هذه السياسة من أجل إخضاع البلد"، موضحا أن مشاركته في "البيال" ليست رسالة موجهة ضد رئيس مجلس النواب نبيه بري، بل انها "ترجمة لقرار في 14 آذار يهدف الى مخاطبة الطائفة الشيعية بطريقة مختلفة عن تلك التي يسمعونها دائما". واكد في حديث الى موقع "الكتائب" أمس، أن "14 آذار تقوم بتنظيم أوضاعها ورؤيتها السياسية من جديد بعد الانقلاب الذي تعرضت له، وهي اليوم حالة شعبية لها جمهورها الواسع، الذي ينتظر منها العديد من المتغيرات الايجابية على الساحة السياسية، وهذه القوى ستطرح برنامجا جديدا خلال احتفالها المقبل بتأسيس ثورة 14آذار، بغية إعادة نبض ثورة الأرز الى جمهورها". وأوضح أن "الرئيس سعد الحريري اتصل بي وبالتوافق مع الحلفاء، وطلب مني إلقاء كلمة في احتفال "البيال"، لأنهم كقوى 14 آذار يريدون وجهة نظر شيعية مستقلة"، لافتا الى أن "قرار انضمامه الى قيادات 14 آذار مرتبط بما ستؤول إليه الأوضاع السياسية، خصوصا وأن قوى 14 آذار قد تقوم على ركائز معارضة، لا سيما وأنها كانت في الماضي نصف معارضة، أما اليوم فهي ستخاطب جمهورها بطريقة مغايرة، وستكون قوى معارضة بكل معنى الكلمة".

وأوضح أن "ترشيحي من 14 آذار بعد سنوات لمنصب رئاسة مجلس النواب ضد نبيه بري شرف كبير لا أدعيه، وأن التركيز اليوم لدى قوى 14 آذار هو على الخروج من الكبوة وشوائب المرحلة الماضية، لأن لبنان بحاجة الى الكثير، وما يزال الوقت مبكرا للتحدث في موضوع الترشح الى الرئاسة الثانية، وأن الضرورة تقتضي اليوم أن تستكمل الثورة، لأن الطريقة التي تم فيها تعيين (الرئيس المكلف تشكيل الحكومة) نجيب ميقاتي قد تعيدنا الى التفكير في مرحلة النظام الأمني، حيث يبدو أنهم يريدون عودة هذا النظام"، معربا عن اعتقاده بأن "قوى 14 آذار ستكون صلبة في مواقفها، وأن لا عودة الى الماضي الأليم، وهم أخذوا قرارهم ويتجهون بالتأكيد صوب المعارضة ، وهذا الأمر برز في خطابات الجميع خلال احتفال "البيال".

ونبه على أن "الفريق الآخر يريد أن يلغي فريق 14 آذار بكل مكوناته، وأنا كسياسي شيعي معارض لكل ما يجري على الساحة الشيعية، وأن الكل يعرف أن الطائفة الشيعية كان ولاؤها دائما للبنان، لكن اليوم لا يتكلمون إلا بلغة السلاح والتهديد، ونحن لا نقبل هذه اللغة ونعارض الأسلوب"، مذكرا بأن "تجربة نبيه بري في الحكم التي لم تعط إلا المحسوبيات، وكانت تجربة بعيدة عن رؤية الإمام موسى الصدر، لذا أؤكد أن المعارضة الشيعية تكبر اليوم، ولها جمهورها، ولكنها لا تظهر كغيرها، لذلك آمل أن تتوحد وتتكاتف".

ولفت الى أن قوله في احتفال "البيال" ان لا شرعية لأي حكومة في ظل معادلة سيطرة السلاح على الحياة السياسة، "يستند الى اتفاق الطائف، الذي أكد عدم حصول أي انقلاب في الدولة اللبنانية، كما أن هنالك فقرة في هذا الدستور تؤكد أن لا شرعية لأي انقلاب، ولكننا رأينا تغييرا في مواقف (رئيس جبهة "النضال الوطني") النائب وليد جنبلاط، والكل يعلم بأنه تعرض للتهديد"، متسائلا "لماذا يمتنع رئيس الجمهورية عن الكلام وعن الذي يحصل؟".

وقال: "في ظل ما يجري اليوم أصبح الاحتكام الى السلاح هو المرجعية وليس الدستور اللبناني، والرئيس سعد الحريري سار معهم في السياسة الى الأخير، لكن في المقابل أتى الرئيس ميقاتي من أجل أن يغطي محاولة سيطرة فريق على فريق آخر، ويكرس انتصار فريق على آخر، ويؤكد سياسة الغالب والمغلوب، لذا أرى أن حكومة ميقاتي لن تعيش، بسبب الضغوط التي يتلقاها من الفريق الآخر".

ووصف اعتبار فريق 8 آذار أن المحكمة الدولية تشكل مؤامرة على الطائفة الشيعية بـ"البروباغندا السياسية، لأنه اعتبر بعد العام 2010 أن هذه المحكمة هي ضد "حزب الله"، وأن هناك مؤامرة على الطائفة الشيعية، في حين كان عليهم أن ينتظروا صدور القرار الاتهامي قبل أن يصدروا الاتهامات، حيث لا مؤامرة على الشيعة، لأن المحكمة الدولية ستعاقب من ارتكب الجريمة، أي أنها ستعاقب الأفراد وليس الجماعات، وعندها لا يوجد أي تأثير سلبي على الطائفة، وهنا لا مجال لاتهام الطائفة الشيعية ككل".

وأكد أن "حزب الله" يقول انهم سيشوهون سمعته، لذلك علينا أن ننتظر القرار، ولكن للأسف هم يسيرون على درب الاستباقية في الأمور بهدف إخضاع البلد"، مشيرا الى أنني "لا أستبعد حصول 7 أيار ثان في حال استمروا في السير على درب الاستباقية، ولدي تخوف من عودة النظام الأمني، وأن ميقاتي قد يخضع لموازين القوى، وبالتالي قد يستقيل من تكليفه برئاسة الحكومة".

وأوضح ان مطالبة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بكل الحصة المسيحية في الحكومة العتيدة، "تؤكد ما أشرت إليه في كلمتي، عن تخوفي من أن يصبح كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة مجرد باش كاتب، ويخضعان للتهديد والوعيد"، مستغربا "كيف سيأتي ميقاتي بالكفاءات وهناك محسوبيات؟".

ونفى وجود أي علاقته له مع الرئيس بري، معتبرا أن "الظروف لا تسمح بتبادل الزيارات مع (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد حسن نصرالله، علما أن نصر الله قابل للنقاش في السياسة". وتمنى أن "تطل قوى 14 آذار برؤية جديدة، وأن تقف من جديد كقوى محصنة، وأن يتم فتح أبواب مجلس النواب أمام التشريع والعمل في سبيل خدمة الشعب، خصوصا وأن الطريقة التي يقوم بها نبيه بري حيال المجلس النيابي وإقفاله توحي وكأن هذا المجلس من أملاكه الخاصة".

 

حرب يدعو نواب 8 آذار إلى الاستقالة والذهاب الى انتخابات مبكرة 

أكّد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب أن "فكرة الاستقالة الجماعية لنواب قوى 14 آذار مطروحة ان كانت تُسقط المجلس النيابي"، داعياً نواب 8 آذار الى "الاستقالة والذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة ومن ينتصر فليحكم". حرب، وفي حديث الى إذاعة "صوت لبنان" 93.3، اعتبر أن "المشكلة ليست عند فريق 14 آذار بل عند الفريق الآخر الذي رشّح الرئيس نجيب ميقاتي أسيراً له وبهدف تشكيل حكومته"، الاّ أنه أكّد أن "الباب مفتوح والبحث ما زال قائماً في كيفية التوفيق بين مبادئ قوى 14 آذار ورؤية ميقاتي للمشاركة في الحكومة ليتم بعدها الدخول في تفاصيل الحقائب والأحجام على ألا تكون مشاركتهم كمشاركة شهود الزور الذين لا يستطيعون أن يغيّروا شيئاً". الى ذلك، رفض حرب الغوص في "تفاصيل المحادثات مع ميقاتي"، مشدداً على "ضرورة ابقائها بعيداً عن الإعلام".

 

إذا كان يريد حقًا دعم حريات المنطقة فليدعمها في إيران كما القاهرة"

علوش: كلام نصرالله "لف ودوران" على موضوع السلاح.. وتعمية على الوقائع التي تؤكد أنه المسيطر الفعلي على حكومة ميقاتي

رأى عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أنّ "أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله يعمد مجددًا إلى تمنين اللبنانيين بما قامت به المقاومة طيلة السنوات الماضية، وذلك بغية ضمان استمرار الوضع الداخلي على ما هو عليه إلى أبد الآبدين تحت شعار أنّ حزب الله هو الذي يؤمن الاستقرار في لبنان بمواجهة التهديدات الإسرائيلية". علوش، وفي حديث لموقع “NOW Lebanon” وصف كلام نصرالله بأنه كناية عن "لف ودوران على الموضوع الأساس المتمثل بوجوب إيجاد السبل الآيلة إلى وضع سلاح "حزب الله" تحت قيادة السلطة الشرعية اللبنانية وسحبه من دائرة القرار الإقليمي"، مشددًا في هذا المجال على أنّ "الواقع اللبناني مكشوف بسبب سلاح حزب الله الذراع الأطول للنظام الإيراني في المنطقة، في وقت يعيش هذا النظام حالة صراع مع المجتمع الدولي برمته".

وإذ لفت إلى أنّه "يبدو واضحًا أنّ نصرالله لا يريد استمرار هيئة الحوار الوطني التي أنشئت أصلاً لبحث ملف وحيد وهو سلاح حزب الله"، أكد علوش أنّ "اللبنانيين لن يقبلوا باعتبار الحزب أنّ البحث في ملف سلاحه إنتهى"، مشيرًا إلى أنّه "وعلى الرغم من إقرار السيد نصرالله بأنّ مسألة سلاح حزب الله هي مسألة خلافية بين اللبنانيين، لكنّ نصرالله رأى في الوقت نفسه وجوب أن لا يغيّر ذلك في المعادلة الداخلية القائمة في البلد تحت ضغط هذا السلاح، وهو يعمل بالتالي على التعمية على حقائق الأمور لصدّ أي إمكانية لإعادة طرح قضية السلاح الخارج عن الشرعية على طاولة الحوار الوطني". وفي موضوع تأليف الحكومة، إستخف علوش "بمحاولة نصرالله التملّص من واقع سيطرته على الحكومة اللبنانية من خلال قوله: لو أنّ حزب الله يشكل هذه الحكومة لكان أنجزها في غضون يومين"، ولفت علوش في المقابل إلى أنّ "الوقائع كفيلة بتأكيد أنّ حزب الله هو الذي ابتدع عملية تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة العتيدة، ولكن السيد نصرالله يحاول التعمية على هذه الوقائع من خلال إستخدام "شمّاعة" المشاورات والتنوع لتغطية حقيقة أنّ حزب الله هو المسيطر الفعلي على حكومة ميقاتي". وردًا على سؤال، رأى علوش في كلام السيد نصرالله حول ما يحصل من تغيير في العالم العربي "نوعًا من النفاق، إذ إنّ الشعارات التي رفعها المتظاهرون في مصر هي نفسها التي يرفعها المتظاهرون في طهران"، لافتاً في هذا السياق الى أنه "إذا كان نصرالله يريد حقًا أن يدعم الحريات في المنطقة فليقم بدعمها في إيران قبل أن يتحدث عن الحريات في القاهرة".

 

بارود: لإبعاد موقع الرئاسة عن التجاذبات ولضرورة تعزيزه دستورياً

لبنان الآن/أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود إنجاز الكتاب المتعلّق باللامركزية الادارية "وفق ما نص عليه اتفاق الطائف"، وقال في مؤتمر صحافي: "لن أتحدث عن تشكيل الحكومة في ظل الضجة فلقد اخترت الصمت والإقلال من الكلام، لأن الموضوع يحتاج إلى هدوء ومتابعة من المعنيين به وعلى رأسهم الرئيس المكلّف، لكن هذا الصمت لا يعني توقف عمل وزارة الداخلية إذ إن تحديات تصريف الأعمال تصبح أصعب وأكبر، لذلك إستمرّينا في السعي إلى تأمين أمن الناس ومصالحهم". هذا ووصف بارود الوضع الحالي بأنه "تداول سلطة، وهو أمر طبيعي ويتعلّق بقوى سياسية اختارت أن تتنافس على السلطة"، معتبراً أن "تصريف الاعمال أثّر على مصالح الناس وأمنهم، لأن الانتاجية تصبح أقل والإمكانات لا تشبه إمكانات حكومة منطلقة حديثاً"، مشيراً في سياق آخر إلى "حصول عدد من حوادث السرقة"، لكنه لفت إلى أن "وقف هذه الظاهرة يحتاج الى قرار سياسي وإلى الضرب بيد من حديد". وإذ أكد أن "الوضع لا يزال مقبولاً"، أمِل بارود تشكيل الحكومة "كائناً من كان وزير الداخلية"، معلناً أن "جردة حساب" لوزارته سيجريها لاحقاً ستوضح ما حصل في عهده في الوزارة، وأضاف: "مع أنني لا أحب كلمة انجازات، لكن ما تحقق في وزارة الداخلية قارب 90 في المئة ممّا وعدنا به، وما لم يتحقق كان يحتاج الى مرسوم أو قرار من مجلس الوزراء أو مجلس النواب". وعن الهجوم على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، رأى بارود أن "موقع رئيس الجمهورية يجب أن يكون بعيداً عن التجاذبات، والمطلوب هو تعزيز السلطات الدستورية، ورئاسة الجمهورية هي على رأس المؤسسات الدستورية فلا بد من تعزيز هذا الموقع"، مشدداً على "ضرورة ان يكون الموضوع في اطاره المؤسساتي خصوصاً أن القوى السياسية لها مشروعها وتتمثل بما تراه مناسبا، ولكن هذا يحصل من دون ان يصار الى التصعيد". وعما إذا كان سيقبل تسميته وزيراً للداخلية من غير حصة رئيس الجمهورية، أجاب بارود: "كنت على أفضل العلاقات مع كل القوى تأمينًا لما كان مطلوبا منّي من مهمات، وخصوصا في ظل الانتخابات النيابية والبلدية وما بينهما من استحقاقات، وكل ادائي كان لفتح ابواب الوزارة امام الجميع، لكن انفتاحي لا يعني ألا أكون وفيًّا لمن اختارني لأكون وزيرا قبل سنتين، فالرئيس سليمان الذي أعطاني ثقته سأعطيه وفائي بمعزل عن المناصب".

 

حرب بعد لقائه الجميل: نرفض أن يبقى لبنان دولة ضمن دولة مسلحة... والجميل: يدنا ممدودة وجاهزون لكل الإحتملات

نهارنت/أكد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب أن التشاور الحاصل اليوم هو لكيفية مواجهة الحملة على موقع رئيس الجمهورية والحكومة.

وعليه، شدد على أن "ذلك يحفظ التوازن ضمن النظام السياسي اللبناني، والتعاطي بشكل إيجابي مع الطروحات التي تتلاقاها قوى 14 آذار من رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي".

ورأى حرب بعد لقائه رئيس حزب الكتائب أمين الجميل أن التشاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمرا طبيعيا جدا". ولفت الى أنهم كقوى 14 آذار في حال تشاور مستمر، كاشفا عن إجتماعات تعقد بينهم بعيدة عن الإعلام وستبقىهكذا". وأوضح حرب أن "الهدف من إجتماعات قوى الرابع عشر من آذار هو أن يبقى موقفها موحدا في موضوع الحكومة"، مجددة تمسكها بالمبادئ التي قامت عليها. وأضاف:" إذا أرادت 14 آذار الدخول في الحكومة أو بقيت خارجها، تبقى على أساس تمسكها بهذه المبادئ"، مفسرا أنه "إذا كان هناك من يعرض على 14 آذار الدخول والمشاركة في الحكومة، يجب أن يأخذ في عين الإعتبار أن 14 آذار تدخل في ثيابها وليس في ثياب غيرها، وتدخل على أساس المبادئ التي تؤمن بها".

كما رفض حرب "تخلي 14 آذار عن مبادىء ناضلت من أجلها ي تدخل الى الحكم وتحتل مقاعد وزارية". لافتا الى أن "الإتصالات مستمرة وهناك إجتماعات تعقد وسيظهر موقف 14 آذار بالنسبة الى التشكيلة الحكومية بصورة نهائية". الى ذلك، تطرق حرب خلال لقئة الجميل الى مسألة كيفية التعاطي مع التطورات والطروحات والمواقف السياسية المتشنجة، متوقفا عند "صلاحيات النظام الدستوري القائم في لبنان،لا سيما صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات رئيس الحكومة المكلف".

ورأى حرب أن هناك مواقف برزت تعتبر أن صلاحية التشكيل لا تعود لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة بل للقوى السياسية، معتبرا أن هكذا مواقف مخالف لأحكام الدستور.

وحول إنتقاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأربعاء لمهرجان البيال، رأى حرب أن مواقف البيال أكدت تمسك 14 آذار بمبادىء ثورة الأرز، رافضا "القبول في أن يكون هناك دولة ضمن أخرى مسلحة خارج إطار الشرعية".

وأردف:"لا يمكن أن نقبل بأن يقتل الناس وقادة لبنان دون أن يصار الى محاكمتهم وإنزال العقاب بمن ارتكب الجرم دون التدخل في شأن العدالة".

وإذ شدد على ضرورة التمسك بالعدالة أكد حرب أنه "على هذا الأساس يدنا ممدودة"، وعلى هذه الأسس يدنا ممدودة، مشيرا الى "أن كل عرض يتعارض مع هذه الأسس لا يمكن أن يكون موضع قبول أو بحث ايجابي". وعن موقف رئيس تكتل التغيير ولاإصلاح ميشال عون حول أن رئيس الجمهورية "تخنها" ، رأى حرب أن "سليمان يمارس صلاحياته وغيره من يتخن"، معتبرا أن "هناك نشوة بأن هناك إنتصارا حققه عون، وحقيقة لا اعرف أين هو هذا الإنتصار وعلى ما هو يستند". وسأل:"هل حصلت انتخابات جديدة وحصل خلالها عون على أكثرية، أم أن إنتقال جنبلاط مع خمسة نواب الى الضفة الأخرى، وتغيير نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي موقعهما السياسي هو انتصار لميشال عون". وتابع:"نحن بحثنا في ما بيننا بأن يقدم نواب 14 آذار استقالتهم من مجلس النواب، ووجدنا بأن هذا الأمر لن يحل القضية، لأن المجلس سيبقى ويمكن أن تجرى إنتخابات فرعية"، داعيا "كل من يدعي أن هناك انتصارا سياسيا كبيرا الى أن يقدم هو ونوابه استقالاتهم، ونحن نلاقيه باستقالة جماعية لنواب 14 آذار، ونجري إنتخابات ونحتكم الى رأي الناس لنرى من هو المنتصر".

وفسر:"هذا ما يحدد من يحكم البلاد، وننتهي من عملية الصراع على السلطة المبني على إنتصارات وهمية لا علاقة لها برأي الناس ولا بتوجهاتهم السياسية" مشددا على أن "هكذا تسير الأمور في الأنظمة الديموقراطية وليس بالإدعاء والفرض والتباهي".

وفي السياق عينه، اعترف حرب أن "هناك أخطاءا ارتكبت من قبل قوى الرابع عشر من آذار تم الإعلان عنها من البيال وكانت بمثابة نقد سياسي"، مؤكدا أن أدائهم ليس كاملا.

وخلص حرب آملا أن يتمكنوا في المرحلة المقبلة من الإستفادة من تجربهم ، كي تكون الممارسة في المرحلة المقبلة لما فيه خير لبنان. من جهته، أكد الجميل أن يد الكتائب ممدودة للحوار، لافتا الى أنهم جاهزون لكل الإحتمالات. كما شدد الجميل أنهم "في تواصل وتشاورمع حلفائنا" لافتا الى أن "الإتصالات مستمرة كي يغلب العقل والضمير بهدف وضع لبنان على السكة". وأضاف:" هناك عقلاء يدخلون على الخط من أعلى المستويات بدءا برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، معتبرا أنهما حربصان على إيجاد مخرج للأزمة.

وإذ رأى أن لا حلول نهائية في السياسة، أكد الجميل أنهم جاهزون لكل حوار بما يخدم الثوابت الوطنية التي يقوم عليها لبنان موضحا أنهم على موقفهم الذي يأمل أن يكون لمصلحة لبنان. وأردف:" نحن وبالرغم من الطريقة التي تم فيها تكليف الرئيس الجديد أبقينا يدنا ممدودة ،وستبقى كذلك إذا ما شعرنا أن هناك نوايا حسنة في هذا الإتجاه".

وحول إذا كان يؤيد موقف بطرس حرب بإجراء إنتخابات نيابية جديدة قال الجميل:"إذا كانوا يريدون إستفتاء للناس فنحن مستعدون لهذا الإستفتاء، فمعظم اللبنانيين هم مع إحقاق الحق، ويعتبرون أن العدل هو أساس الملك".

وفسر أنه لا مجال للتضحية بالعدالة وبالحقيقة، لافتا الى أن كل اللبنانيين يريدون السيادة والإستقرار وبسط الدولة سيادتها على أرضها.

وتابع:"من حق المواطن أن ينعم بالإستقرار الذي تحققه السلطة الشرعية اللبنانية، وإذا كان هناك من اعتراض فلنعد الى الناس وليحددوا هم خياراتهم".

وختم الجميل أملا أن تقوم كل الأطراف بمراجعة ذاتية، معتبرا أن "أول من لديه مصلحة للقيام بالمراجعة هو حزب الله بعد كل المغامرات التي دفع البلد في إتجاهها". 

 

سعادة وكونيللي ومفوّض الأونروا في بعبدا

سليمان: نيات مبيّتة بالعدوان في تهديد باراك

المركزية- رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في تهديد وزير دفاع العدو ايهود باراك بدخول قواته مجدداً إلى لبنان نيّات مبيّتة بالعدوان وما يمثل ذلك من خرق للقوانين الدولية وللقرار 1701 تحديداً الذي يلتزمه لبنان وتستمر إسرائيل بخرقه يومياً. وأشار الرئيس سليمان إلى أن مثل هذا الكلام لا يصب إلا في إطار رفع المعنويات وفي سياق دعم رئيس الأركان الجديد، لأنه يعلم علم اليقين أن الدخول إلى لبنان لم يعد نزهة وله في أمثولة عدوان العام 2006 وتداعياتها على الداخل الإسرائيلي من الدروس والعبر التي تجعله يحسب بدقة أي مغامرة جديدة ينوي الإقدام عليها. وأوضح انه إذا كان الوزير باراك يراهن على إمكان أن تشكل التجاذبات حيال الاستحقاق الحكومي الراهن ثغرة يمكنه النفاذ من خلالها لتنفيذ عدوانه فليكن معلوماً أن ذلك سيكون مثابة حماقة سترتد عليه لأن اللبنانيين بجيشهم وشعبهم ومقاومتهم جاهزون للتصدي لأي عدوان يستهدف لبنان وأمنه واستقراره.

ولفت في هذا السياق إلى أهمية التضامن الداخلي وتمتين الوحدة الوطنية والتعالي عن المصالح والحسابات والأنانيات الشخصية الرخيصة والضيقة، وتذليل العقبات والعمل من هذا المنطلق على تشكيل الحكومة كي تكون جاهزة لمواجهة التحديات وتسيير عجلة الدولة في الداخل على كل المستويات.

سعادة: وفي نشاطه عرض الرئيس سليمان مع وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال يوسف سعادة للتطورات السياسية الراهنة على الساحة الداخلية.

السفيرة الأميركية: واستقبل السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيللي وتناول معها العلاقات الثنائية بين البلدين إضافة إلى تطورات الأوضاع في الداخل وفي المنطقة.

المفوض العام للأونروا: وزار بعبدا المفوض العام للأونروا في لبنان فيليبو غراندي الذي اطلع الرئيس سليمان على عمل المنظمة للمرحلة المقبلة على صعيد مساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتحسين أوضاعهم المعيشية والحياتية. رئيس المجلس الدستوري: واطلع رئيس الجمهورية من رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان على عمل المجلس.

 

الحريري التقى السفير الروسي ووفد "البنك الدولي"

المركزية- عرض رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ظهر اليوم في بيت الوسط، مع السفير الروسي الكسندر زاسبيكين للتطورات والعلاقات الثنائية بين البلدين، في حضور المستشار جورج شعبان. كما التقى وفد المدراء التنفيذيين للبنك الدولي، في حضور وزيرة المال ريا الحسن والمستشار مازن حنا. وجرى عرض للتطورات الاقتصادية التي يشهدها لبنان بالإضافة إلى أهداف الجولة التي يقوم بها الوفد الى لبنان والمنطقة. ووضع الرئيس الحريري الوفد في صورة الأوضاع الاقتصادية والتحديات التي تواجهها البلاد في هذا الصدد، كما تمّ البحث في شؤون القطاعات التي تحتاج إلى مساعدة ومساندة من البنك الدولي، خصوصا قطاعات الطاقة والتربية والزراعة. وكان الرئيس الحريري عاد صباح اليوم الى بيروت، آتيا من باريس على متن طائرة خاصة.

 

"القوات ردت على السيد: من باع نفسه للشيطان يتّهم غيـره بما ارتكبه وفبركه بنفسه

المركزية- ردت الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية على الكلام الأخير للواء جميل السيد مؤكدة أن من باع نفسه للشيطان يتهم غيره بما ارتكبه وفبركه وأنتجه هو بنفسه وهي سياسة قديمة شبّ عليها السيد وأسياده منذ عقود. صدر عن الدائرة الإعلامية في القوات البيان الآتي:

من جديد يخرج جميل السيّد على اللبنانيين مُحاضراً بالمصداقية والاخلاق والوطنية وهو منها كلها براء. امّا آخر اخلاقياته فهي إدعاؤه ان "استشهاد رئيس المحكمة الدولية انطونيو كاسيزي بالأحكام الصادرة بحق د.جعجع هي الدليل على صدقية الأجهزة الأمنية اللبنانية، وان ما تقدم ينبغي ان يُعطي درساً لسعد الحريري بأنه من المعيب ان يتباهى بوجوده قرب جعجع".

اولاً) إنه من الطبيعي ان تستشهد المحكمة الدولية ببعض الأحكام القضائية اللبنانية سواء تلك الصادرة في حق جعجع او غيره، وذلك إنطلاقاً من كون النظام الأساسي للمحكمة يعتمد في بعض جوانبه على اصول المحاكمات الجزائية اللبنانية. وهي معنية حصراً بهذا الجانب النظري من عمل القضاء اللبناني، ولا تنظر في مشروعية ومصداقية الملفات والتحقيقات التي صدرت هذه الأحكام على اساسها، كما انها لا تبحث في الحيثيات السياسية المرافقة لإعتقال جعجع والتي ليست خافية على احدٍ من اللبنانيين. اما اذا ارا اللواء السيد تقييماً فعليا لمضمون هذه الاحكام فما عليه الا الرجوع الى التقارير الدولية العديدة التي صدرت في تلك المرحلة عن مرجعيات قانونية وجمعيات مجتمع مدني، واهمها مطالعة المحكمة العليا في استراليا في آذار 1999، وتقرير منظمة العفو الدولية بعنوان" سمـير جعجع وجـرجس الخـوري: تعـذيب ومحـاكمة جائرة" الذي صدر في شهر تشرين الثاني 2004.

ثانياً) إن محاولة ضرب وتفرقة القوى السيادية في لبنان سياسة قديمة شبّ عليها اللواء السيد واسياده منذ عقود، وللمفارقة فإن إغتيال المفتي حسن خالد في العام 1989 حصل بُعيد مواقفه المؤيدة ضمناً لحرب التحرير ولتقاربه مع الأطراف المسيحية، وإغتيال الرئيس رفيق الحريري جاء بدوره بعد تقاربه من الشريك المسيحي في قرنة شهوان.

ثالثاً) إن التبجّح في مصداقية الأجهزة الأمنية التابعة للواء السيّد، اقلّ ما يُقال فيه أنه ينمّ عن استغباء لعقول اللبنانيين والصحافيين وكل المظلومين الذين اغتالهم واضطهدهم ولاحقهم اللواء السيّد على مدى سنواتٍ طويلة. ويكفي في هذا الإطار تذكيره في جريمة إغتيال فوزي الراسي في السجن الذي كان يشرف عليه هو بالذات واغتيال رمزي عيراني بعد ان رصدته دورية للامن العام لعدة ايام، حين كان السيد مديراً عاماً للامن العام، وإضطهاد شبان التيار السيادي في 7 آب 2001، وإقفال الـ "ام تي في" في ايلول 2002 بأحكامٍ قضائية فبركها وربيبه اميل لحوّد، وغيرها. ولعّل قمّة هذه المصداقية تتُرجم بعبارة الرئيس نبيه برّي الذي قال بأنه "لا يسمح لجميل السيّد في دخول مكتبه قبل تفتيشه".

رابعاً) أمّا بالنسبة لملف سيدة النجاة، فليس بمستغربٍ على من باع نفسه للشيطان ان تبلغ به الوقاحة حدّ إتهاّم الغير بما ارتكبه وفبركه وانتجه هو بنفسه، وللتاريخ نورد بعض الوقائع ونترك للرأي العام اللبناني ان يستنتج هوية المجرم الحقيقي، ومنها ان الرأي العام المسيحي، المعني المباشر بجريمة سيدة النجاة، رفض رفضاً مُطلقاً سيناريو إتهام القوات الذي روجّت له اجهزة اللواء السيد لحظة وقوع الجريمة، فالعماد عون حمّل سوريا المسؤولية الأمنية عن حصول الإنفجار ورفض كل ذوو الضحايا والمصابين التقدّم بأي شكوى في حق القوات اللبنانية على الرغم من كل الترغيب والترهيب الذي مارسه اللواء السيد في حقهم. وهل من تفسيرٍ لحل حزب القوات قبل صدور أي أحكامٍ قضائية سوى أن جميل السيد واسياده ارادوا التعجيل في القضاء على القوات غير آبهين أصلاً لا بتحقيقاتٍ ولا بقضاء... وفي الختام، نُحيل اللواء السيّد الى النائب سليمان فرنجية الذي اتهمه عبر برنامج كلام الناس بتاريخ 13/11/2008 بفبركة ملفات قضائية في حق حنا شليطا تتعلّق بحادثة إهدن... فشهد شاهدٌ من أهله...

 

حوري: كلام نصر الله استكمال لإستعراض القمصان السود ومعارضتنا قائمة سواء شاركنا أم لا

المركزية- إعتبر عضو "كتلة المستقبل" النائب عمار حوري أن الكلام الأخير للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله يأتي استكمالا" لما بدأه فريق "8 آذار" عند نزول ذوي "القمصان السود" الى الشارع، مستغربا رفض نصر الله لتمسية "حكومة حزب الله". ولفت في حديث خلال برنامج" نهاركم سعيد" عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال الى أن "الفريق الآخر يريد تسريع تشكيل حكومة اللون الواحد، ونحن طرحنا ثوابتنا وعلى أساسها نتكلم"، والرئيس" المكلف نجيب ميقاتي لا يحسد على موقفه فهو مرتبط بثوابت دار الافتاء من جهة وبانقلاب الفريق الآخر من جهة ثانية". وإذ جدد تأكيده "انتقال قوى "14 آذار" الى المعارضة"، أشار الى "أن هذه المعارضة تهدف الى الوقوف في وجه الانقلاب الذي حصل، وبالتالي هي قائمة سواء شاركت "14 آذار" في الحكومة أم لم تفعل"، موضحا "أن المعارضة داخل الحكم لن تكون تعطيلية كالتي مارسها الفريق الآخر". وقال: "العديد من الظروف التي حصلت مكنتنا من ممارسة قناعاتنا، وتحررنا من مرحلة سابقة كنا مضطرين للبس القفازات فيها والمجاملة، إلاّ أن الهجوم لم يكن يوما على المقاومة بل على السلاح الموجه الى الداخل". أضاف: "الرئيس سعد الحريري زعيم سياسي في نظام برلماني ديمقراطي، وفي اللحظة التي تسميه فيها الأغلبية فإنه سيعود رئيساً للحكومة"، مذكرا بـ"أن الأكثرية تشكلها الانتخابات لا الانقلابات". وتابع: "قد يقول بعضكم أننا أخطأنا، لكننا لم نستخدم السلاح يوماً ولم ننسحب من حكومة ولم نعطل حواراً ولم نقفل برلماناً ولم نزوّر إرادة شعبية". من جهة أخرى، انتقد حوري كلام رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون على رئيس الجمهورية ميشال سليمان مؤكدا" أن الرئيس سليمان يتعرض لحملة ظالمة.

 

أبعاد ثلاثة لتصويب عون على وزير الداخلية:استهداف سليمان والانتخابات وشعبية بـارود

المركزية – توقفت اوساط سياسية متابعة بكثير من الاستغراب والدهشة عند الحملة التي يشنها رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون على وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود ليس لشيء، الا لانتمائه الى فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، المستهدف الاساسي من زعيم التيار الوطني الحر منذ وصول سليمان الى سدة الرئاسة الأولى. واعتبرت ان العماد عون اقترف اكبر "خطيئة" بالتصويب على الوزير بارود الذي يكاد يكون من بين انجح الوزراء من الذين تولوا حقيبة الداخلية منذ عقود باعتراف اللبنانيين جميعا معارضة وموالاة واقرار المؤسسات الدولية وآخرها مؤسسة الرئيس جيمي كارتر التي اشرفت على الانتخابات النيابية الاخيرة وصنفت الوزير بارود من بين افضل وزراء الداخلية في 83 دولة. وذكرت الاوساط بالانجازات اللامعة للوزير بارود سواء على المستوى الاداري او في وضع حلول وضوابط لمشكلات السير او حتى في توفير مروحيات لمكافحة الحرائق بالاشتراك مع القطاع الخاص في مبادرة لم يشهد لها لبنان مثيلا. واكدت ان نجاحه في اكثر من امتحان ورفض انجراره وراء اي طرف سياسي واقحام وزارته (الداخلية) في الزواريب السياسية اضافة الى تشبثه في موقعه الحيادي والتزام خط رئيس الجمهورية الوفاقي التوافقي قد يكون السبب الرئيس في حملة الاستهداف التي تنتفي اهدافها عند عتبة استطلاعات الرأي التي يتصدر الوزير بارود قائمتها ولا سيما لجهة رغبة اللبنانيين في عودته الى الحكومة حيث حل اولا في خيارهم على اختلاف توزعهم المناطقي والطائفي. وربطت الاوساط بين الحملة بأبعادها السياسية والحكومية وبين الانتخابات النيابية المقبلة في العام 2013 خصوصا ان وزير الداخلية العتيد هو من سيشرف على قانون الانتخابات وربما عليها اضافة الى الثقل الشعبي المتصاعد الذي يتمتع به الوزير بارود في مناطق كسروان وجبل لبنان وغيرها وما له من تأثير سلبي في رأي البعض على شعبية صاحب الحملة.

 

مجدلاني استغرب هجوم عون على سليمان: لطالما نادى بزيـــادة صلاحيات الرئاسة

المركزية- أوضح عضو كتلة المستقبل النيابية النائب عاطف مجدلاني أنّ "العماد عون هو الناطق الرسمي بإسم حزب الله في ما يتعلّق بتأليف الحكومة"، مستغربا "ما أدلى به عون، الذي لطالما نادى بتعديل اتفاق الطائف لجهة إعطاء رئيس الجمهورية صلاحياته، واذ به يهاجم الرئيس سليمان أمس ويساهم بإضعاف مقام الرئاسة الجمهورية". واعتبر في حديث لـ "المركزية"، أنّ "السبب يعود لمصالح عون الشخصية والفردية وأمله في أن يكون رئيسا يوما ما، بعيدا عن مصلحة الوطن ولبنان والطائفة التي يدّعي أنّه يمثلها".

وعن مشاركة "14 آذار" في الحكومة الجديدة، استخلص "من كلام عون نيته في إقصاء قوى "14 آذار" عن الحكومة الجديدة"، مؤكدا انتظار هذه القوى "لأجوبة واضحة، صريحة وعلنية عن الأسئلة التي قدمتها للرئيس نجيب ميقاتي خلال الاستشارات النيابية". وختم: "أين الوسطية التي يمارسها الرئيس ميقاتي عندما يتعهد بحماية المقاومة من دون التعهد بشيء للفريق الآخر؟".

 

رزق: رئيس الجمهورية سيد التشكيل وفوق كل الحصص

المركزية- علّق الوزير والنائب السابق المحامي ادمون رزق على "انتقاد العماد عون رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ما يخص تحديد حصتّه في الحكومة الجديدة"، معتبراً القول أنّ هذا الوزير هو من حصة رئيس الجمهورية أو ملك له هو انتقاص من موقع الرئاسة، التي هي فوق كل شيء". وقال لـ"المركزية": "رئيس الجمهورية ليس أمام أمر واقع من أحد، بل هو سيد تشكيل الحكومة، ويجب ان يُعمل بذلك". وعن صلاحيات رئيس الجمهورية أوضح من خلال المادة التي تنص على أنّ للرئيس جميع الصلاحيات اللازمة لممارسة مهامه المحددة في المادة 49 من الدستور، فضلا عن القيام بسائر التصرفات المبينة حتى المادة 63 منه"، وتابع :"انّه الرئيس الوحيد للدولة، رمز وحدتها ومؤتمن على دستورها واستقلالها وسلامة أراضيها وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تخضع لسلطة مجلس الوزراء"، مشددا على أنّ "أي سلاح أو مسلح لا يكون تحت قيادة الرئيس وسلطة مجلس الوزراء هو غير شرعي في شكل مطلق، فموقع الرئيس فوق الحصص وأكبر منها، وهو صاحب القرار النهائي في تأليف أي حكومة، وما من قوة تلزمه توقيع اقتراح تشكيلة وزارية غير مقتنع فيها ولا يرى فيها ضمانا اكيدا لمصلحة البلاد العليا، فمهمته ليست المصادقة على توقيع من يقترح التشكيلة انّما هو في النتيجة من يتحمل مسؤولية التشكيلة ولا يدين بشيء لأحد غير الشعب".

وقال: "تنص المادة 27 من الدستور المعدلة العام 1947 على أن عضو مجلس النواب يمثل الأمة جمعاء ولا يجوز أن تربط وكالته بقيد أو شرط من قبل ناخبيه"، سائلا: " فهل يجوز ربط الرئاسة بشروط من قبل اي كان؟".

وأشار الى "ان توقيع الرئيس ملك له، ولا قيد عليه سوى ضميره، ولا مراجعة له الا لديه"، لافتا الى أنه "في توقيع مرسومي تعيين رئيس الحكومة وتسمية الوزراء لا شريك لرئيس الدولة ولا بديل منه". وردا على سؤال ماذا سيحصل اذا لم يوقع الرئيس؟، قال:" الفقرة 10 من المادة 53 من الدستور أعطت الرئيس حق توجيه رسائل الى مجلس النواب، الغاية منها تمكينه من الاحتكام الى الشعب عبر المؤسسة التي من المفترض ان تمثله، عند مواجهة صعوبات في الاضطلاع بمسؤولياته، وله ان يطلب انعقاد مجلس النواب ليخاطب الامة ويصارحها ويدعوها الى موقف"، أضاف:" رئيس الجمهورية في النتيجة في شرعيته ومشروعه، بصدقه ونزاهته، بإيمانه وثقته، بحكمته وشجاعته، هو الأقوى والأعلى والأسمى وهو المسؤول عن احترام الدستور وعن مقدمته كلمة كلمة وعن المواد الـ 95 مادة مادة". وكان رزق حاضر أمس عن وثيقة الوفاق الوطني: "عهد وعقد" في قاعة المؤتمرات في بيت المحامي، العدلية، بدعوة من لجنة الثقافة والتراث في النقابة.

 

فتفت الى كندا

المركزية ـ غادر النائب أحمد فتفت بيروت قبل ظهر اليوم متوجهاً الى كندا، في إطار اللقاءات السياسية التي تواكب الذكرى السادسة لإغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. وستشمل هذه الزيارة إحتفالات شعبية في كل من مونتريال واوتاوا، إضافة إلى لقاءات مع الإعلام الكندي وعدد من المسؤولين الكنديين ومع الجالية الإغترابية اللبنانية هناك.

 

"التشكيلة" بين عقد الداخل ورفض التدخل الســوري

سليمان يرفض الانجرار الى الردّ على عـــــون

اتصالات ميقاتي و14 آذار تحدث خرقــاً جديـــاً

المركزية- رسمت المواجهة السياسية والإعلامية المتصاعدة على نحو ملحوظ في اليومين الأخيرين بين رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من جهة وقوى المعارضة الجديدة على خلفية المواقف الأخيرة من جهة ثانية، وهجوم العماد عون المفتوح، من دون اي ضوابط، على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، سقوفاً تفاوضية متشددة باتت تثير الشكوك في إمكان إكمال حلقات الولادة الحكومية المتعثرة أصلاً بفعل دوامة العقد والشروط المتصلة بالحقائب، ولا سيما منها عقدة حقيبة "الداخلية" التي فجرت الخلاف الى العلن بين رئيس "التغيير والإصلاح" والرئيس سليمان الذي يلتزم التحفظ الشديد في تعاطيه مع هذا المناخ. وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطلعة على أجواء الرئيس سليمان انه ليس على استعداد لخوض اي مواجهات لا في وسائل الإعلام ولا في مواقع أخرى مع العماد عون. وإذ أبدت أسفها العميق لحجم ونوعية الخطاب الذي ميّز مقابلة العماد عون ليل أمس، عبرت المصادر عن إصرارها على عدم الدخول في بازار الخلافات السياسية، ذلك ان رئيس الجمهورية لن يُستدرج الى مثل هذا الحوار أو الوصول الى هذا المستوى من التعاطي مع اي قطب سياسي، محملة المسؤولية للطرف الآخر، لأن الرأي العام يدرك الكثير من الحقائق التي لا تتصل بالشعارات والمبادئ التي تحدث عنها العماد عون.

موقف الحلفاء: وفي سياق متصل، استغربت أوساط في قوى 14 آذار حملة عون المفاجئة على الرئيس سليمان مشيرة الى أن مثل هذه الحملة تتكرر على أبواب تأليف الحكومات وان استهداف الوزير زياد بارود ليس سوى منفذ للنيل من رئيس الجمهورية. وتساءلت عن موقف سوريا وحلفاء عون ولا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اضافة الى النائب وليد جنبلاط وقد التزموا الصمت حيال ما يحصل.

التريث: أما على صعيد الاتصالات الجارية على قدم وساق من أجل بلورة مخرج للعقد التي تحول دون التشكيل فاعتبرت مصادر مطلعة على مضمون الاتصالات ان الرئيس المكلف يتريّث الى حدود بعيدة في تقديم اي تشكيلة الى الرئيس سليمان، ذلك ان مسلسل العقد التي تزايدت في شكل كثيف وتحديداً مع النائب عون وما بين الرئيس سليمان والعماد عون يستوجب التريّث في تشكيل الحكومة بناءً لنصيحة تقول بأن الحاجة ماسّة في هذه الظروف الى انتظار القرار الظني وخصوصاً ان الأجواء توحي بعد قرار غرفة الاستئناف في المحكمة أمس بقرب صدور هذا القرار في مهلة لا تتعدى منتصف آذار المقبل. وإزاء هذا الواقع فإن من الأفضل للرئيس المكلف ان يشكل الحكومة بعد هذا الموعد بحيث لا تصطدم بحائط القرار الظني.

وفي سياق متصل، كشفت معلومات مستقاة من أوساط ترصد أعمال المحكمة ان النقاش الذي دار في غرفة الاستئناف في المحكمة أمس ستكون له تداعيات عدّة، ويبدو ان رئيس المحكمة انطونيو كاسيزي وقاضي الإجرارات التمهيدية دانيال فرانسين وضعا جانباً كل ما يتصل بالأدلة التي قدمها المدعي العام القاضي دانيال بلمار في متن القرار الظني وكأن الأمر بالنسبة اليها محسوم، وأن البحث الذي تم أمس في غرفة الاستئناف يوحي بأن التركيز يجري على توصيف الجريمة الإرهابية، وهو توصيف ربطه كاسيزي بوظيفة "محكمتنا" لئلا تقتصر على محاكمة الإرهابيين بل تشمل ترسيخ مفهوم الارهاب في الأذهان ومفاده ان عنصر المساءلة ضروري والنزاعات. الى ذلك، قالت مصادر مطلعة على تفسير قانون العقوبات اللبناني، وفي ضوء المعاهدات الدولية والإقليمية التي التزم بها لبنان ومنها قانون المحكمة الدولية، ان مفهوم الإرهاب الجديد لم يعد يستند الى نوعية الأسلحة التي استخدمت في الجريمة، او الوسائل، بل ان الهدف من الجريمة هو الذي يحدد حجم انسجامها مع مفهوم الإرهاب وهو أمر أضاف جريمة اغتيال (الوزير السابق) بيار أمين الجميل الى لائحة الجرائم المشمولة تحت وصاية المحكمة الدولية.

خرق ملحوظ: وعلى خط التواصل السياسي، علمت "المركزية" ان جولات المشاورات والاتصالات بين الوزير بطرس حرب والرئيس المكلف نجيب ميقاتي قد حققت خرقاً في مكانٍ ما في الجدار السميك الذي كان يفصل العلاقة بين الرئيس المكلف وقوى 14 آذار. وان الوزير حرب نقل قبل ظهر اليوم الى الرئيس أمين الجميل حصيلة هذه الاتصالات وسط تكتم شديد حول مضمونها وما حققته حتى الآن.

الى ذلك، علمت "المركزية" ان شخصيات لبنانية زارت دمشق أخيراً والتقت المسؤولين وعادت بانطباع أن لا تأليف حكومياً راهناً بعدما سمعوا من المسؤولين السوريين كلاماً غير مطمئن وغير صريح لجهة عدم التدخل في حلحلة العقد الحكومية.

الجميل وحرب: وفي سجل التطورات اليوم لقاء التشاور في الصيفي بين رئيس الكتائب الريس أمين الجميل والوزير حرب الذي تناول المواقف التي تعتبر ان صلاحية تشكيل الحكومة لا تعود لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة بل هي للقوى السياسية. وأجمع الجميل وحرب على اعتبار ذلك مخالفة لأحكام الدستور كونه يهدد موقع رئيس الجمهورية بفقدان كل الصلاحيات التي يتمتع بها ويؤدي الى انهيار النظام السياسي القائم.

وأكد حرب ان التشاور الحاصل اليوم هو حول كيفية مواجهة الحملة على موقع رئيس الجمهورية والحكومة بما يحفظ التوازن القائم ضمن النظام اللبناني.

سليمان: وتوازياً، سجل موقف بارز لرئيس الجمهورية من تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهودا باراك بدخول قواته مجدداً الى لبنان فرأى فيه نيات مبيتة بالعدوان، معتبراً ان باراك يعلم ان الدخول الى لبنان لم يعد نزهة وله في أمثولة عدوان العام 2006 وتداعياتها على الداخل الاسرائيلي من الدروس والعبر التي تجعله يحسب بدقة اي مغامرة جديدة ينوي الإقدام عليها.

وأكد ان باراك، واذا كان يراهن على إمكان ان تشكل التجاذبات حيال الاستحقاق الحكومي الراهن ثغرة يمكنه النفاذ من خلالها لتنفيذ عدوانه، فليكن معلوماً ان ذلك سيكون مثابة حماقة سترتد عليه، لافتاً الى أهمية التضامن الداخلي والتعالي عن المصالح والحسابات والانانيات الشخصية الرخيصة والضيقة وتذليل العقبات والعمل من هذا المنطلق على تشكيل الحكومة لتكون جاهزة لمواجهة التحديات وتسيير عجلة الدولة.

وفد البنك الدولي: من جهته، أكد الرئيس ميقاتي امام وفد موسع من البنك الدولي جال على عدد من المسؤولين اللبنانيين اليوم ان البحث جار حالياً لتأليف حكومة تشكل فريق عمل يضع اولويات العمل الحكومي تمهيداً لمناقشتها وادراجها في البيان الوزاري، واتخاذ القرارات المناسبة في شانها وتنفيذها، مشيراً الى ان عمل الحكومة في المرحلة المقبلة سيتمحور حول معالجة الملفات الاجتماعية وحماية القطاع المصرفي وتعزيز علاقة لبنان بالمؤسسات الدولية.

 

ويكيليكس" عن جعجع: ميقاتي رئيساً للحكومة بدلاً من الحريري والرئيس قائداً ضعيفاً

نهارنت/ذكرت وثيقة من وثائق "ويكيليكس" السرية عن الدبلوماسية الاميركية وجّهتها القائمة بالأعمال الأميركية ميشيل سيسون بتاريخ 15 نيسان 2009 عن التحديّات الداخلية التي تواجه قيادات 14 آذار المسيحية في تشكيلها للوائح الانتخابية. واوضحت الوثيقة انه بعد أيام من المفاوضات مع الحلفاء من مسيحيي 14 آذار، ميشال المر وأمين الجميل حول انتخابات المتن، أعلن المرشّح نسيب لحود في 17 نيسان 2009 انسحابه من السباق الانتخابي لعدم استجابة حلفائه لمطالبه لخوض الانتخابات. ونقلت سيسون في الوثيقة ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان لم ينجح بإقناع الرئيس السابق اميل لحود من تغيير رأيه. واشارت الوثيقة الى ان قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع، اكّد لسيسون اقتراب 14 آذار من تشكيل اللوائح الانتخابية النهائية لانتخابات 7 حزيران النيابية. كما رأى جعجع، بحسب "ويكيليكس"، ان الخلافات بين حزبه وحزب الكتائب اللبنانية قد تمّ تخطّيها، ولكن على حساب "القوات اللبنانية".

واضاف جعجع ان "حظوظ 14 آذار كبيرة في أقضية البترون، الكورة، والمتن، فيما تواجه تحديات كبيرة في كسروان وزحلة وبعبدا".

وعن "حزب الله"، اكّد جعجع إلى أن "الحزب يحسن التصرف في معقله في بعلبك، غير أنه خرق السيادة المصرية من خلال بعثه بعناصر تابعة له إلى هناك بطريقة غير مشروعة". معتبراً انه "ولو كان ذلك بهدف مساعدة الفلسطينيين، فهو تصرف خاطئ، والتهديدات المصرية باعتقال الأمين العام للحزب حسن نصر الله ونائبه الشيخ نعيم قاسم بمثابة إعلان حرب ستنتج ردة فعل من الحزب". وذكرت "ويكيليكس" عن الحكومة المقبلة، ان "جعجع ذكر ان 14 آذار لا تزال حائرة حول ما إذا كان يجدر بقاء الرئيس نبيه بري في منصبه كرئيس مجلس نواب، أو ما إذا كان يجدر تسليم مهام رئاسة الحكومة إلى سعد الحريري، مقترحاً أن تشترط 14 آذار إعادة انتخاب برّي، وإقناع 8 آذار بالتخلّي عن الثلث المعطّل من خلال تعيين رئاسة الوزراء لنجيب ميقاتي المستقل". وأضاف جعجع "علينا ألا نصر على بقاء برّي في رئاسة مجلس النواب أو على الحريري كرئيس مجلس وزراء".

وقال جعجع إن على قيادات 14 آذار البحث للنظر في ما إذا كان الحريري هو الخيار الأفضل لترؤس الحكومة، مفترضاً أن التكتّل قد يستطيع الحصول على تنازلات من 8 آذار متعلقة بعدم وجود ثلث معطل، مقابل التخلّي عن الحريري وتسمية شخصية مستقلة متوافق عليها كنجيب ميقاتي. فيما السفارة الأميركية ردّدت في تعليق لها أن "تردّد جعجع في دعم سعد الحريري لرئاسة الوزراء ليس جديدا، ففي أيار 2008، مارس ضغوطا قوية لإبقاء السنيورة رئيسا للحكومة بدلا من سعد الحريري". ولم يبد جعجع أي قلق حول إعادة تمركز الجيش السوري على الحدود اللبنانية ـ السورية واعتبرها تعزيزات لمساعدة الجيش اللبناني في مكافحة تهريب المخدرات وتعليقاً على تصريحات سليمان حول توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية، قال جعجع إن سليمان ليس بقائد، حسبما نقلت عنه سيسون، وإن اقتراحاته لن تؤدي لشيء وأن سليمان لن يستطيع تأمين أكثرية الثلثين في مجلس النواب الضرورية لأي تعديل دستوري.

 

توضيح من البطريركية المارونية حول احتفالي آذار

وطنية - 17/2/2011 - صدر عن امانة سر البطريركية المارونية توضيح في شأن "احتفالين مهمين سيجريان في الخامس والسادس من شهر آذار 2011"، جاء فيه:

اولا: يقام حفل تكريمي لصاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى في مناسبة يوبيله البطريركي الفضي ويوبيله الاسقفي الذهبي وذلك يوم السبت 5 آذار 2011 الساعة الحادية عشرة قبل الظهر في الكرسي البطريركي في بكركي حيث يقيم السيد البطريرك قداس شكر حبريا

ولما كان لهذا الاحتفال طابع رسمي في حضور فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وكبار المسؤولين تتم الدعوة بواسطة بطاقة صادرة عن مطارنة الكنيسة المارونية.

ففيما نعتذر من الذين سوف لا يدعون نطلب من المدعوين الحضور مع بطاقة الدعوة وهذا لا يمنع الجميع من تهنئة السيد البطريرك في المناسبة في الايام اللاحقة يوم الاحتفال.

ثانيا:ان الاحتفال الثاني سيختتم يوبيل 1600 سنة على وفاة مار مارون وذلك بقداس حبري سيحتفل به السيد البطريرك يوم الاحد في 6 آذار 2011 الساعة العاشرة قبل الظهر في بازيليك سيدة لبنان في حريصا.ان هذا الاحتفال سيكون في آن رسميا وشعبيا فلا حاجة الى توجيه دعوات خاصة خطية ويمكن للجميع المشاركة فيه.

فنأمل ان هذين الاحتفالين سيساعداننا على تكريم ابينا القديس مارون والاقتداء بسيرته كما على تكريم رأس كنيستنا وابينا، طالبين له المزيد من العمر بالصحة والعافية.

 

قوى الأمن توقف أخطر مطلوب في لبنان بتوجيه من بارود

نهارنت/حصلت مداهمة في منطقة بريتال البقاعية وتمّ توقيف المدعو عباس أبو منذر طليس والدته راوند بقوة من الدرك الاقليمي وهو أخطر مطلوب في لبنان.

وذكر اللواء اشرف ريفي ان المداهمة حصلت بموجب بتوجيه من وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود. يذكر أنّ الموقوف مطلوب بأكثر من 350 مذكرة توقيف وإلقاء قبض وخلاصات أحكام بجرم سرقة وسلب وسلب سيارات ونشل وقتل ومخدرات. واكّد ريفي أنّ "الأمور أصبحت تحت السيطرة"، مشيراً الى أن "البلاد تمرّ في مرحلة ارباك سياسي تشهد معها القطاعات كافة بلبلة حيث يعتبر المجرمون ان الامور سائبة والامن غائب، فتكثر سرقات السيارات وعمليات سلب المنازل والمحال التجارية، وعلى القوى الامنية ان تكون جاهزة دائما لاعداد خطط مضادة لاعادة الامساك بالارض". وطمأن ريفي المواطنين بالقول "نحن فعلا وبعد ايام عدة من تنفيذ هذه الخطة تمكنا من اعادة الامور الى نصابها واعادة الارقام الجنائية الى معدلاتها الطبيعية".

 

سليمان وبارود هنأا ريفي

المركزية- تلقى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي بعد ظهر اليوم، إتصالين هاتفيين من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومعالي وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود، هنآه بالإنجاز الذي قامت به قوى الأمن الداخلي، وتمثّل بتوقيف أحد أخطر المطلوبين للقضاء في إحدى البلدات البقاعية، كما أثنيا على دورها في مجال مكافحة الجرائم. بدوره وجّه اللواء ريفي التهنئة الى قيادة وضباط وعناصر منطقة البقاع في وحدة الدرك الإقليمي، والى القطعات العملانية كافة على النتائج التي تحقّقت من خلال الخطة التي وضعت لملاحقة المجرمين والخارجين على القانون.

 

 

تباً للجيوبوليتيك!

عـمـاد مـوسـى

يبالغ بعض الزعماء اللبنانيين، في امتداح الثورات الشعبية عندما تسقط الأنظمة لا قبل سقوطها.من "هنا" و"هناك" يتسابقون في التنظير للثورة والثوار وذلك بعد وقوع الثور أو البقرة... ليطبّقوا عليها أو عليه المثل الدارج: "وقعت البقرة وكثر سلاّخوها". قبل أعوام جاهروا بالعداء للديكتاتور صدام حسين القمعي لكن غداة سقوط تمثاله في ساحة الفردوس لا قبل ذلك التاريخ.  صبوا غضبهم على زين العابدين بن علي بعيد سقوطه وهروبه لا في خلال 24 عاماً أمضاها في سدة الرئاسة التونسية مثالاً للديكتاتور المتفاني في خدمة شعبه والقضايا العادلة.

وأمس بالتحديد، وقبل أن تأفل صورة الرجل ويغادر أرض مصر اكتشفوا أن حسني مبارك ديكتاتور وتباروا في هجوه وانتقاد مسار حكمه وتفوّق إستاذ الجغرافيا السياسية المعلّم وليد جنبلاط، على سائر السياسيين في استذكار مآثر جمال عبد الناصر وامتداح "الشعب المكافح الذي صبر على الظلم والألم، صبر على القهر والتعذيب، صبر على كل الممارسات السيئة كالاعتقال السياسي وسجن أصحاب الرأي، صبر على كل المخالفات والفساد".

مضيفاً في مونولوغه لصحيفته الأنباء: "لقد كسر ( الشعب) الاغلال، وإنطلق نحو الحرية بعد سنوات طويلة من الطغيان التي مارسها النظام الراحل وهو لن يسامح هذا النظام الذي تميز بالقهر والاستبداد"، لافتاً الى انها "إرادة الحياة التي لا تموت".

كأني بأبي تيمور يتقمّص شخصية أبي القاسم الشابي، ملقياً قصيدته العصماء في حضرة التاريخ والجغرافياً والشعوب الثائرة.

لكن الأقرب إلى التصديق أن وليد بك يمارس مجدداً سياسة القفز من مركب إلى بر. ومن شاطئ إلى مركب. فراكب الموجات إعتاد القفز من المراكب قبل الغرق. والتعلق بالقاطرات ولعب أدوار النضال.  يلعب أدواره بصدق حيناً. وفي أحيان تفضحه عيناه وصوته المتهدج خوفاً من تبعات الجغرافيا والمرايا العاكسة. واليوم يفرح لما يُفرِح سورية لا أكثر ولا أقل. ويستاء إن أُسيء إليها. قبل أسبوع إستبد به الفرح فأفرغ خمسة مماشط رصاص في الهواء أطلقها في ساحة قصر المختارة تحيّة للشعب المصري. وقال للسفير  انها "فرحة كبرى لا تقاس". فرحة بسقوط حسني مبارك. قبل عامين، ونيّف، وتحديدا في أكتوبر 2008، كان وليد جالساً كالتلميذ النجيب في حضرة الرئيس حسني مبارك. وقتها لم يكن "الريّس" لا فاسداً ولا مفسداً ولا ديكتاتوراً ولا متعسفاً.  فتخيلوا، أن الشعب السوري أو الشعب الإيراني تحرّك في تلك الفترة... وأسقط النظامين تباعاً. فكم ممشطاً كان سيفرغ إستاذ الجغرافيا السياسية في ساحة المختارة؟ خمسة؟ عشرة؟ عشرين؟ وأي مكبوتات كان سيطلق من صدره؟ وعلى أي مقياس كانت ستُقاس فرحته؟ كان ليجنّ فرحاً. موجبات الجغرافيا السياسية اليوم تجعل جنبلاط يضيق ذرعاً بحلفاء الأمس وطروحات العدالة. الجغرافيا السياسية تحوّل صوته المرتبك إلى صدى لأدبيات الآخرين وطروحاتهم الإيديولوجية.

الجغرافيا السياسية تحتم عليه الإنقلاب على نفسه وقناعاته الأساسية. الجغرافيا السياسية تدفعه إلى الوقوف في صف المتهمين لا في صفوف الشهداء. الجغرافيا السياسية، بالنسخة الجديدة حدودها عيتات والقماطية ونيو شويفات وباتر. حدودها الخوف من سلاح "حزب الله". حدودها حدود القبول مجدداً بالوصاية السورية الضامنة للإستقرار  والحامية للدروز (كما يرى جنبلاط لا الجنبلاطيون).حدودها فكر شمولي وشعارات تعزز الإنقسام لا الوحدة. حدودها منطق تخويني متنامٍ وقبول بغلبة منطق السلاح. تعبيراً عن فرح عميم، أطلق وليد بك النار ابتهاجاً. وقبل ثلاثة عقود أطلق النار حزناً على مغادرة عرفات لبنان. ثم أطلق لسانه عليه مع بزوغ نجم أبي موسى. إن فحصت جيداً الأسباب والدوافع لهذه الفرحة القصوى تصل إلى اعتبارات الجيوبوليتيك. تبّا للجيوبوليتيك!

 

العودة إلى الجذور... إلى الشباب 

عبد الوهاب بدرخان (النهار)،

لم يكن هناك افضل من العودة الى روح "ثورة الأرز" كتفاعل حقيقي ومباشر مع "ثورة 25 يناير" المصرية، فشباب هذه اختزن الكثير من شباب تلك، مثلما استفاد من تجربة تونس، فالثورات تتآزر وتتبادل، وكل منها تجتهد وتذهب ابعد. "ثورة الارز" بدأت بجموع المعارضين واسقطت حكومة وكادت تسقط النظام، اذا افترضنا انه يتمثل برئيس الجمهورية، الذي كان بدوره ممثلا لنظام الوصاية، لكنها بالتأكيد عجلت بانسحاب جيش الوصاية وبتفكيك منظومتها الامنية التي كانت قائمة على اضطهاد اللبنانيين واحتقارهم وانتهاك حرياتهم.

عودة، اذاً، الى المعارضة كموقع افضل لـ"العودة الى الجذور". ذاك ان "حركة 8 آذار" وجدت اصلا لاجهاض "ثورة الارز"، وكانت هذه مهمتها الرئيسية، تماما كما يفعل الآن، وكما يتوقع ان يفعل اعوان الانظمة المرشحة للسقوط لضرب الاحتجاجات التي باتت مصدر قلق وخوف لها. انهم يبثون الفرقة في صفوف الشعب، ويعبثون بوحدته الوطنية، من اجل ان يبقوا في السلطة. ولماذا يبقون؟ لمواصلة السياسات السقيمة والمسمومة ذاتها، وهي السياسات التي جربوها وجربوها، والآن يدّعون انهم مستعدون لاصلاحها، لكنهم تسلطوا وتجبروا اساسا بفعل الانقسامات التي ذبحوا بها جسد الشعب ووعيه والعلاقات بين افراده.

وما الانقلاب السياسي الاخير في لبنان سوى مؤشر خطير ومباشر الى ان نظام الوصاية يعود، وانه يعود هذه المرة بصيغة جديدة، اكثر خطورة على علاقات اللبنانيين في ما بينهم، لانه بات يحمل في ثناياه تدخلا ايرانيا سافرا. قبل 14 آذار 2005 كان معروفا ان سياسيين اثنين لا يستطيعان ان يختليا الا بموافقة سورية، وان حزبين او ثلاثة لا يستطيعون ان يقيموا حوارا الا بأمر من دمشق، او من مندوبها السامي، واذا حصل توافق فعلى قاعدة ما يؤمرون به وما يملى عليهم وما يلقنونه مسبقا، واذا اختلفوا فلأنهم لقنوا لهذه الغاية.... هذه لعبة معروفة ومكشوفة، وكان حتى لاعبيها يعترفون سرا بانهم يقومون بالادوار المرسومة لهم.

عندما اغتيل رفيق الحريري كان الجميع يعرف انه اقترب من الخروج من هذه اللعبة وقواعدها. لكنه كان زرع ما زرع، فاذا بازاحته عن المشهد تنفتح على مشهد لبناني آخر لم يخطر في بال. تماما كما يقال الآن عما حصل في تونس ثم في مصر، اي انه لم يكن متصورا ولا مخططا ولا محسوبا. وما الذي كان رفيق الحريري في صدده ودفع دمه ثمنا له قبل ان يراه؟ كان في صدد اعادة الروح الى الوحدة الوطنية. ولا شك ان الذين خرجوا الى الشارع لم يكونوا يعرفون انه اغتيل لاجل ذلك ولم تكن بينهم كلمة سر، ولعل بعضهم لم يكن يحب اسم "ثورة الارز" وكان يفضل عليه اسم "ثورة الاستقلال"، بل لعل بعضهم لم يكن رفيق الحريري يعني له اكثر من كونه سياسيا بين هؤلاء السياسيين وكونه محسوبا على سوريا في نهاية المطاف واغضب كثيرين بسبب "سوريته"... لكنهم خرجوا الى الشارع لانهم ادركوا ان الجريمة شكلت فاصلا بين عهدين، وانها غدت جسر العبور لاستعادة الاستقلال، وبالتالي فلا عودة لعهد الوصاية. من هنا ان "8 آذار" كانت رأس جسر مبكرا لضرب التيار الاستقلالي، ولاستعادة حكم الوصاية ولو من دون سوريا، بل لاستبدال وصاية ايرانية من خلال "حزب الله" وسلاحه بالوصاية السورية المباشرة، بل وصولا الى استخدام السلاح ضد ابناء الوطن بحجة وجود مؤامرة على المقاومة، والسعي حتى قبل ظهور احتمال اتهام عناصر من "حزب الله" الى عرقلة خطوات انشاء المحكمة الدولية واعاقة التحقيق في الجريمة، وصولا ايضا الى تعطيل مؤتمر للمصالحة الوطنية في اطار مبادرة الـ"س – س" تحديدا لان هذه المصالحة كانت ستعني بالنسبة الى سوريا ان عودة وصايتها لن تكون متاحة على النحو الذي ترومه، وبالنسبة الى ايران ان استعادة لبنان غطاءه العربي تخالف ادعاءها امتداد نفوذها، وبالنسبة الى "حزب الله" انه لن يستطيع الاستمرار في وضع سلاحه في معادلة الحياة السياسية في لبنان وحدهما الوصايتان السورية والايرانية تستطيعان حماية "سلاح المقاومة"، لا الوحدة الوطنية ولا الدولة ولا الجيش ولا الشعب، لانه بات موجودا الآن، بل منذ تحرير الجنوب عام 2000، في خدمة هاتين الوصايتين، ما يعني تلقائيا ونظرا للوقائع انه بات خطرا على الدولة والجيش والشعب، واستطرادا على الوحدة الوطنية، فيما تراجع خطره على اسرائيل بعد القرار 1701. لم تعد اسرائيل تتوقع من "حزب الله" سوى ان يتمادى في استخدام السلاح في الداخل. اكثر من ذلك انها تتوقع منه ان يشعل فتنة في لبنان لتتأكد بانه غرق في المستنقع الذي صنعه بنفسه، طالما انه يتطلع الآن الى ادارة الحكم من خلال الحكومة المرتقبة.

تميزت الذكرى السادسة لجريمة الاغتيال باعتراف جميع الاطراف في "حركة 14 آذار" بانها اخطأت وقدمت تنازلات سعيا الى تفعيل الوفاق وتعزيز الاستقرار، ولعلها كانت سترتكب الخطأ الاكبر لو قبلت، حتى مع الثلث المعطل، المشاركة في الحكومة. لكن "فريق 8 آذار" يراهن على ان "فريق 14" لا يعرف كيف يمارس المعارضة، فهي ليست شغلته، ولا من طبيعته، خصوصا اذا كان سيعتمد فقط على موقف وطني مهما كانت قوته ومصداقيته. لذلك فمن شأن المعارضة الجديدة ان تفاجئ الموالاة الجديدة بان لديها خطة عملية بشأن الاهداف الثلاثة التي اعلنها الرئيس سعد الحريري في خطابه (التزام الدستور، التزام العدالة من خلال المحكمة الدولية، والتزام حماية اللبنانية من غلبة السلاح).

وما دام الامر يتعلق بـ"العودة الى الجذور"، اي الى روح 14 آذار 2005، فلا بد ان يعني اولا استنهاض الشباب الذي كان جذوة تلك الثورة وقوتها. فالامر يتعلق بمستقبله بمقدار ما يتعلق ايضا بمستقبل وطنه ودولته. ينبغي الا ننسى ان اهم ما اثبتته "ثورة الارز" انها كانت ملهمة للشباب ولا تزال قادرة على اجتذابه، شرط ان يعطى له شأن تطويرها ليكمل خوضها على طريقته، وبأدواته.

 

بين حماوة إقليمية متجوّلة ومحاذير لبنانية

هل لدى سوريا رؤيتان لتأليف الحكومة ؟

النهار/روزانا بومنصف     

يحظى تأليف الحكومة العتيدة بفرصة نادرة من حيث عدم متابعتها لبنانيا او دوليا بالحاح مما يخفف وطأة مطالب الضغط المحلي او الاقليمي من اجل الاسراع في التأليف اللهم إلاّ ضغط الايحاء بالعجز عن التوفيق بين الفريق الواحد، علما ان كثرا يرون انه قد يكون مستغربا رؤية حكومة قريبا في لبنان في ظل ما تشهده المنطقة من غليان باعتبار ان الوضع السياسي فيه كان تتوقف الحياة فيه لاسباب اقليمية اقل اهمية، وتاليا فانه قد يكون طبيعيا حصول تأخير في التأليف مع تصدّر الانباء عن تنقل الانتفاضات مجددا بين ايران واليمن وصولا الى ليبيا والبحرين واجهة المتابعة السياسية بما فيها المتابعة اللبنانية للاوضاع في شكل عام.

وتتناقض الاراء في موضوع المدة التي يستغرقها موضوع تأليف الحكومة بين اتجاه يرى رغبة سورية في الاسراع في ولادتها في الايام القليلة المقبلة وربما اوائل الاسبوع المقبل على ابعد تقدير نظرا الى اعتبار اساسي هو ان ذلك سيكون افضل لسوريا وللبنان في الظروف المتقلبة التي تشهدها المنطقة وقبيل صدور القرار الاتهامي المرتقب عن المحكمة الخاصة بلبنان في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري فضلا عن ضرورة الاستفادة من المخاوف اللبنانية من الصخب الاقليمي الجاري من اجل تمرير الحكومة وفق المعايير التي تناسبها مع حلفائها من دون ان تلقى ضجة كبيرة للانشغال الاقليمي والدولي بتطورات اكثر اهمية من لبنان. وبين الاسباب ايضا - وفق اصحاب هذه المعطيات - ان سوريا يتنازعها اتجاهان: احدهما يرغب في اعطاء انطباع بأن سوريا غير متأثرة فعلا بما يحدث في المنطقة وانها لا تشعر بالارباك على ما قد يفسر المراقبون في المنطقة وخارجها بعض تصرفات، او الاداء الرسمي في دمشق علما ان هناك بعض المؤشرات التي تدعو الى ذلك على غرار اطلالة الرئيس السوري بشار الاسد على جمهور سوري في ذكرى المولد النبوي علما أن إطلالاته نادرة في مناسبات دينية، في رسالة قرأها كثر على انها للايحاء ان القيادة السورية قريبة من الشعب ولا تخشى ثورته على غرار ما تشهده الدول العربية الاخرى او حتى حليفته ايران علما ان هذا الاداء يعبر عن الحرارة الاقليمية التي يشعر النظام السوري بتصاعدها في المنطقة من دون ضوابط او قيود، اذ ان  كل ثورة او انتفاضة تتشجع باخرى سبقتها مستفيدة من فرصة انفلات وخوف لدى الانظمة الديكتاتورية قد لا تتكرر وعلى نحو يشبه كرة ثلج عملاقة تنتقل من بلد الى اخر جارفة كل شيء في طريقها. وتاليا فان تأليف الحكومة في لبنان ينبغي ان يواكب هذا الارباك بحسم تأليف الحكومة من لون سياسي واحد. ومع ان الانظار الاقليمية والدولية لا تتجه الى سوريا في اطار ما يجري، الا ان العالم يقف مشدوها وغير مصدق امام توالي الانتفاضات وتسارع وتيرتها على نحو مفاجئ.

اما الاتجاه الاخر فيرى ان سوريا مربكة في الوقت الراهن ولا تعرف حقيقة ما ان كان يجب ان تعبر عن ليونة او عن تشدد في موضوع الحكومة نظرا الى الضغوط الظاهرة على الحكومة ان وفق المؤشر الذي عبر عنه تصنيف احد البنوك اللبنانية من جانب وزارة الخزانة الاميركية او لجهة الضغوط في موضوع ضرورة التزام الحكومة القرارات الدولية وفي مقدمها موضوع المحكمة الخاصة بلبنان او حتى بموضوع الوزراء في الحكومة الذين سيكونون موضع رقابة شديدة حول هويتهم السياسية والحزبية وشخوصهم، من الخارج وفق ما ابلغ المعنيون في لبنان. ويعتقد اصحاب هذا الرأي ان سوريا تماطل في دفع حلفائها في لبنان الى التخفيف من طلباتهم نتيجة الحرارة الاقليمية من جهة وعدم اتضاح الرؤية بما يُخشى معه ان تدفع الحكومة سريعا ثمن تطورات في المنطقة او ايضا بسبب من رغبتها في حض الدول المهتمة برؤية حكومة وفاق وطني في لبنان، على ما يعلن الاوروبيون مثلا الى فتح حوار معها من اجل التدخل لدى الرئيس نجيب ميقاتي وحلفائها من اجل فتح حوار حول تأليف حكومة وحدة وطنية فتظهر نفسها انها تتدخل بطلب من الخارج لمصلحة اعادة لمّ شمل الافرقاء السياسيين في لبنان. واصحاب هذا الرأي يعتبرون ان سوريا حاولت ان توحي في مواقف معلنة لبعض مسؤوليها، هي بمثابة رسائل للخارج في شكل اساسي، تحبيذها تأليف حكومة وحدة وطنية وعدم تدخلها في تأليف الحكومة في لبنان لادراكها كم ان صوت المعارضة في المنطقة مسموع اكثر من اي وقت مضى ولان الافرقاء السياسيين الذين انتقلوا الى صف المعارضة لديهم اتصالاتهم الواسعة وكلمة مسموعة ايضا لدى عواصم عدة. وقد كان للكلمة التي القاها الرئيس سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الجاري والتي اطلق منها انتقال قوى 14 آذار الى المعارضة صدى ايجابيا جدا في تقويم عدد من الديبلوماسيين الذين وجدوا في مضمونها تعبيرا صادقا ومقنعا جدا ايضا بما اثار قلقا حقيقيا لدى قوى 8 آذار التي ستتشكل منها الحكومة من وهن مسبق قد يصيبها نتيجة المعارضة لها على ما عبر بعض المنضوين من ضمن هذه الاخيرة. 

 

 14 آذار إلى "البريستول" مجدداً و"حزب الله" أضاع فرصتين

إيلي الحاج/النهار

"إذاً، كانت مبادرة "السين - سين" تقضي بعقد مؤتمر مصالحة ومسامحة لا يستثني أي فريق من اللبنانيين برعاية عربية في الرياض، ولم تكن على الإطلاق تنازلاً من سعد الحريري عن المحكمة الدولية كما صوّرها بعض الساسة ونجوم الإعلام الذين "اختفوا" بعد احتفال "البيال". هل يُعقل أن يكشف الحريري سراً بهذين الحجم والأهمية ولا يلقى أي رد فعل من الرئيس نبيه بري صاحب النظرية والرهان الكبيرين على "السين - سين"؟ ألم يرَ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه (أمس) في كشف حقيقة هذه المبادرة التي تعنيه جدا ما يستحق التعليق؟". القيادي في 14 آذار الذي أبدى هذا الاستغراب اضاف: "ارتكبوا خطأ جسيما. فمبادرة "السين - سين" لن تتكرر وسيأتي يوم يقولون فيه ويقول أنصارهم لماذا فوّتنا فرصة نادرة كهذه للخروج عبر مؤتمر المصالحة والمسامحة من صراع قد يستمر عشرات السنوات؟ مؤتمر الرياض لو تحقق لكان سيخلص لبنان أيضاً من الخلاف الجذري على موضوع السلاح تحت عنوان "إعلاء الدولة وإنهاء الجزر الأمنية". السلاح سيصبح ثقلاً كبيراً على "حزب الله" ولن يفيده.

الغريب أكثر أن هذه الفرصة الثانية لاحت بعدما فوّتوا على أنفسهم فرصة أولى عندما عرض الرئيس الحريري على السيد نصرالله اعتبار مَن سيتهمهم قرار المدعي العام الدولي دانيال بلمار باغتيال الرئيس رفيق الحريري "عناصر غير منضبطة" في حال كانوا من "حزب الله". بدل التجاوب والقبول بهذا المخرج بادر نصرالله إلى كشف الاقتراح ورفضه، مغلقاً على حزبه أبواب الخروج من هذه القضية بأقل الخسائر". ما هي الخطوات الآتية التي ستقدمون عليها بعد "البيال"؟ يلفت القيادي بدءاً إلى أن "نهج مصارحة شعب 14 آذار بالحقائق سيستمر ولا عودة عنه، ومعه نهج كسر الممنوعات. لم نعد خائفين من السلاح غير الشرعي المصوّب إلينا. الترجمة العملية للكلمات التي ألقيت في الاحتفال ولا سيما لكلمة الرئيس الحريري هي أننا، إذا تكررت عملية 7 أيار ضدنا في بيروت وغيرها، فلن نذهب إلى الدوحة بل إلى المقاومة المدنية الشاملة. وسنصوغ خطاباً نشرح من خلاله أن الرخاء لن يتحقق بوجود السلاح غير الشرعي، ولا الاستقرار. أيها اللبنانيون لا تحلموا بلبنان هادئ وآمن وسويسرا الشرق في ظل سلاح "حزب الله". هذا الموضوع وطني وليس طائفياً على الإطلاق. ولربما كان من أكبر أخطاء قوى 14 آذار إهمال اللبنانيين الشيعة الذين يفكرون مثلنا، بل إهمال جميع المواطنين غير المنتمين إلى أحزاب أيضاً. هذه مسألة يجب البحث فيها جدياً وسنجد لها صيغة لنظل على اتصال وتفاعل مع كل الناس. الخطوات الآتية سياسياً؟ سنعقد اجتماعاً موسعاً في الأيام الآتية لقيادات قوى 14 آذار، ثم مؤتمراً في "البريستول" يضع برنامجا وطنياً وخطة عمل وصولاً إلى يوم 14 آذار الذي سيكون كبيراً".

 

المحكمة الدولية توسع مفهوم الارهاب وكاسيزي يعتزم "الحياد والاستقلال" 

وكالات/قررت غرفة الاستئناف في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان توسيع مفهوم الارهاب الوارد في القانون اللبناني وأقرت الشك لصالح المتهم ومبدأ جمع الجرائم، وذلك في جلسة تقنية ثانية عقدتها لاصدار قرارها بشأن المسائل القانونية التي طرحها قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين في الجلسة الاولى للغرفة التي عقدت في 7 شباط.

وأصدرت الغرفة قرارا تمهيديا يقع في 152 صفحة بشأن القانون الذي يفترض أن تطبقه المحكمة أثناء المحاكمة المقبلة لمنفذين محتملين لعملية الاغتيال التي أودت بحياة الرئيس الشهيد و22 شخصا آخرين في 14 شباط 2005.

وتوصلت المحكمة إلى هذا القرار بعد الاستماع إلى الملاحظات الشفوية التي أدلى بها كل من المدعي العام دانيال بلمار ومكتب الدفاع في جلسة 7 شباط، وبعد الاطلاع على مذكرتيهما الخطيتين وموجز حججهما. الى ذلك، تلقت غرفة الاستئناف مذكرتين من نوع مذكرة صديق للمحكمة (وهي آراء قانونية) من أستاذين جامعيين وأخذتهما في الاعتبار.

من جهته، أعلن رئيس المحكمة الخاصة بلبنان انطونيو كاسيزي أن المحكمة المكلفة محاكمة منفذي اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري "تعتزم بشكل مطلق الحياد والاستقلال" عن أي تدخل. وقال كاسيزي في جلسة عامة في لايندشندام: "اثبتنا من خلال هذا القرار التمهيدي أن محكمتنا تعتزم بشكل مطلق الحياد والاستقلال بمعزل عن أي ضغط أو تدخل أو اعتبار سياسي"، مشددا على أن "غاية المحكمة الوحيدة تحقيق العدالة بأكثر السبل نزاهة وكذلك بالسرعة اللازمة خدمة لمصلحة المدعى عليهم والمجتمع اللبناني بوجه عام".

وكان قاضي الاجراءات التمهيدية المكلف تثبيت القرار الاتهامي الذي تسلمه من المدعي دانيال بلمار في 17 كانون الثاني الماضي طلب من القضاة تقديم الملاحظات بشأن تفسير المحكمة لأحكام النظام الاساسي وبشأن المفهوم الذي يجب الاخذ به في ما خص "الارهاب".

ويأمل فرانسين في معرفة ما إذا كانت المحكمة الخاصة بلبنان ستستند الى قانون العقوبات اللبناني الذي تعتمد عليه المحكمة في نظامها الاساسي، أو على القانون الدولي، أو على الاثنين معا لتعريف مفاهيم جرائم الارهاب والتآمر والقتل المتعمد مع سابق الاصرار والترصد ومحاولة الاغتيال التي تشكل العناصر التأسيسية للقرار الاتهامي.

في هذا السياق، أوضح كاسيزي "أن المحكمة ملزمة بتطبيق القانون اللبناني على الجريمة الارهابية لان المادة 2 من نظامها الاساسي تنص على ذلك"، وقال: "لا يجوز لنا في هذا الصدد الاخذ بأي تعريف دولي للارهاب سواء ورد هذا التعريف في معاهدات دولية ملزمة للبنان أم في أي قاعدة عرفية في قواعد القانون الدولي".

يذكر أن الوقت المتوقع أصلا لدراسة القرار الاتهامي كان محددا بستة الى عشرة أسابيع على الاقل، في حين أشارت المحكمة في بيان، الى أن هذا الجدول الزمني يبقى على حاله من دون تغيير ولو دامت العملية أكثر من عشرة أسابيع بالنظر الى تعقيداتها.

ومن أبرز بنود قرار غرفة الاستئناف:

1 - تفسير النظام الأساسي

تشير غرفة الاستئناف إلى أن المحكمة الخاصة بلبنان، خلافا لسائر المحاكم الدولية، تقتصر على تطبيق قواعد القانون الموضوعي اللبناني في شأن تعريف الجرائم. إلا أنها تضيف أن المحكمة ستطبق القانون اللبناني كما تفسره وتطبقه المحاكم اللبنانية "ما لم يتبين أن هذا التفسير أو التطبيق غير معقول، أو أنه يمكن أن يؤدي إلى ظلم مبين، أو أنه لا يتوافق مع المبادئ والقواعد الدولية الملزمة للبنان".

2 - تعريف مفهوم الإرهاب

تؤكد غرفة الاستئناف أن المحكمة ستطبق القانون اللبناني في ما يتعلق بجريمة الإرهاب، القائمة على الأركان التالية:

أ - فعل مرتكب عن قصد لنشر الذعر، سواء أكان يشكل جريمة بحسب الأحكام الأخرى من قانون العقوبات أم لا.

ب - استعمال وسائل "من شأنها أن تحدث خطرا عاما" كالأدوات المتفجرة والمواد الملتهبة والمنتجات السامة أو المحرقة والعوامل الوبائية أو المكروبية.

وأفادت غرفة الاستئناف في تحليلها المفصل بأن المحاكم اللبنانية تعتمد بصورة عامة مقاربة ضيقة النطاق في ما يخص الركن الثاني (ب)، وذلك بحصر جرائم الإرهاب في تلك الجرائم المرتكبة بالوسائل المعددة في قانون العقوبات، والتي لا تشمل الاعتداءات المرتكبة بالرشاشات على سبيل المثال.

وخلصت إلى أن قانون العقوبات اللبناني ذاته يدل على أن تعداده لوسائل الجريمة الإرهابية إنما هو على سبيل المثال لا الحصر، وبالتالي يمكن للمحكمة أن تفسر أحكام قانون العقوبات ذات الصلة تفسيرا أوسع نطاقا.

3 - الجرائم والمسؤولية الجنائية

رأت غرفة الاستئناف أن القانون اللبناني ينطبق على جريمتي القتل والمؤامرة. وترد في النظام الأساسي للمحكمة إشارتان إلى أشكال المسؤولية الجنائية، وذلك في المادة 2 التي تركز على قانون العقوبات اللبناني، وفي المادة 3 التي تبين أشكال المسؤولية وفقا للقانون الجنائي الدولي.

كما نظرت في احتمال وجود تنازع بين هذين القانونين، وخلصت إلى استنتاج مفاده أن القانون اللبناني يتوافق مع القانون الدولي في معظم الأحوال في هذا الصدد.

وتفيد غرفة الاستئناف بوجوب تطبيق القانون اللبناني عندما لا يوجد تنازع بين هذا القانون والقانون الدولي، وبوجوب تطبيق النظام القانوني الذي يتبين أنه يحفظ حقوق المتهمين أكثر من غيره عندما يوجد تنازع بين هذين القانونين.

4 - اجتماع الجرائم والادعاء بأكثر من وصف جرمي للفعل الواحد.

تركز هذه المسألة على ما يلي:

أ - ما إذا كان من الممكن أن يؤدي السلوك الواحد (مثلا زرع قنبلة) الذي يسلكه فرد ما إلى اتهامه بتهم مختلفة (القتل والإرهاب مثلا)؟

ب - ما إذا كان من الجائز الادعاء بأكثر من وصف جرمي للفعل الواحد (القتل والإرهاب) أو التخيير بينها (القتل أو الإرهاب) ؟ وتلفت غرفة الاستئناف النظر إلى أن القانون اللبناني يجيز اجتماع الجرائم المعنوي، وتقضي بالتالي بوجوب الأخذ بذلك في المحكمة. وتذكر غرفة الاستئناف المدعي العام بضرورة الحرص على إطلاع المتهمين على التهم الموجهة إليهم بأوضح طريقة ممكنة. ولن يسمح بالادعاء بأكثر من وصف جرمي للفعل الواحد إلا عندما تختلف الجرائم المنسوبة إلى المتهمين اختلافا حقيقيا بحكم طبيعتها.

 

قانون الصمت..

المستقبل - علي نون

لا يملك أهل الانقلاب إلا التهويل باستكماله من أجل إكمال مواجهة القوى السيادية والاستقلالية.. لا يملكون إلا الفعل الأول المحرِّك لانقلابهم. فعل الفرض والإكراه وتغييب المنطق الذي حكم قولهم وبيانهم وشعارهم على مدى السنوات الماضيات.

إنه الانقلاب المزدوج. أولاً في وجه شرعية دستورية أتت من خلال الانتخاب الشعبي المباشر وأنتجت أكثرية نيابية تمظهرت في السلطة التنفيذية، فتمت مصادرتها بواسطة بند وحيد، لا ثاني ولا ثالث له، هو القوة المسلحة والبطش العاري المهدِّد لكل السوية الطبيعية للأفراد والجماعات والأقوام والسلطات الموجودة والقائمة، وثانياً في وجه تراث من مطالعات ومطولات الانقلابيين أنفسهم عن المشاركة والديموقراطية التوافقية(!).. وما شابه من نتاج ثقافة كانت ولا تزال بنت لحظتها، وليست بنت مبادئ ومناهج سياسية أصلية وأصيلة!.

ولم يكن سابقاً، ولن يكون راهناً ولا مستقبلاً، مكان لنقاش أو جدال أو محاججة منطقية، بل دائماً كان ذلك السقف مكسوراً ومشلّعاً بحكم الاختلال القائم في الميزان: السلاح في وجه الصوت. والتهديد في وجه الاقناع. وزمّور الخطر في وجه النشيد الوطني. والفأس في وجه القلم. والتهمة في وجه الشعار. والتزوير في وجه الحقيقة.. والعَلَم الأصفر في وجه العَلَم الوطني. والقمصان السوداء في وجه أردية أسياد القانون والدستور والشرعية!.

ولا بأس راهناً، من التصريح قبل التلميح بأن عدة استكمال الانقلاب تتطلب فرض قانون الصمت! تحت طائلة مواجهة الحكي ورفض الإذعان والاستسلام، بالطريقة المألوفة: إشاعة مناخات الرعب والتهديد والإرهاب و"التذكير" بالمرحلة السابقة حيث كان صوت الرصاص والقنابل أقوى من الأصوات الصادحة بالحرية والسيادة، والمصبوبة في صناديق الاقتراع!

لا يفاجئ إسماع أحد ذلك الموّال، فهو الأساس الذي قامت وتقوم عليه كل الثقافة الممانعة في بلدنا منذ أن تأكد أصحابها من أن كل "الوسائل" والطرق الأخرى، السلمية أو المدنية، أو الفكرية، أو كل حراك آتٍ من ممارسة ديموقراطية حتى لو كانت مشوّهة، ان كل ذلك لن يؤدي بهم الى مبتغاهم المزدوج: القبض على السلطة الشرعية ثم محاولة كسر العدالة ومنطقها ومؤسساتها المرتبطة بالشرعية المحلية والدولية سواء بسواء!.

لا يفاجئ أحداً ذلك المسار. لكن على أصحابه أن ينتبهوا جيداً الى أصل "القصة اللبنانية" من أولها حيث للمرة الألف بعد الألف، يستحيل هزّ جزء من أسس البنيان من دون المخاطرة بتهبيط كل ذلك البنيان فوق رؤوس كل ساكنيه!

ثم بعد ذلك، فلينتبه أهل الانقلاب الى أن عالم اليوم لا مكان فيه لذلك الأداء القسري وغير الطبيعي، الموجز والسريع.. إسألوا شعوب الدول التي تتغنّون بثوراتها هذه الأيام.. إسألوا الشعب الإيراني!؟

 

شمعون يدعو في ندوة لـ"الأحرار" الى معارضة تعيد الثقة لشعب ثورة الأرز

المستقبل - الخميس 17 شباط 2011 - أكد مفوض منطقة المتن في حزب "الوطنيين الأحرار" كميل شمعون، أن الحزب و"الإتحاد السرياني" لا يخجلان من أنهما يفكران مذهبيا وطائفيا ومناطقيا، "لأن هذا هو النظام المعمول به في لبنان"، مشددا على "ضرورة تشكيل معارضة قوية، تعيد لنا ثقة شعب ثورة الأرز". وقال خلال مشاركته في ندوة نظمتها مفوضية المتن الشمالي في الحزب، في حضور رئيس حزب "الاتحاد" السرياني إبراهيم مراد، ومسؤولي منطقة المتن في الحزبين أمس: "اننا لا نخجل بأننا نعمل على صعيد مناطقي، لأن كل من يلغي فكرة الحدود الجغرافية وينطلق بالسياسة تصنف سياسته في خانة الشمولية، التي نحن بعيدون كل البعد عنها، لأن دفنا هو انماء مناطقنا في الدرجة الأولى". وأوضح أن نقاط التلاقي كثيرة مع حزب "الإتحاد السرياني"، وأن "هذا الأمر يجعلنا في خندق واحد، من أجل رفع راية مجتمعنا الوطني والمسيحي". وأكد "ضرورة تشكيل معارضة متماسكة، تضم أشخاصا مناضلين عقائديين، من أجل بناء الوطن وإعادة هيبة الدولة، خصوصا بعد الأخطاء الكثيرة التي ارتكبناها".

 

وهل مصر إسرائيل؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

قرأت خطاب حسن نصر الله قراءة متمعنة، ولم أر فيه ما رآه البعض من أنه يهدد ويتوعد، بل على العكس، كان قلقا وهو يعدد فوائد ثورة الخميني، ويطعن بالأنظمة العربية الأخرى التي يصفها بالعمالة. خطاب طائفي مقيت متلحف بالنظام الإيراني، فالرجل لم يقل حتى كلمة عن ما يحدث في إيران اليوم من مظاهرات، بل هو يعدد مزايا نظام الولي الفقيه، ويريد أن يقول إن المشهد في المنطقة الآن يكتمل لسيطرة إيرانية. وهذه أحلام، بل ظهر أن نصر الله يحاول طمأنة الفلسطينيين، والسوريين، وغيرهم على الوضع في إيران، فخطابه لا يعدو أن يكون أكثر من دعوة لحلفاء إيران على ضرورة الثبات، فهو يريد أن يقول إن النظام في إيران لم يهتز!

لكن من الأمور المهمة في خطاب نصر الله أمس هو أن الولي الفقيه اللبناني كان يحاول تشتيت الأنظار عن الاحتفالية الكبيرة التي أقامها حزب الله لسجينه الهارب من مصر، حيث استقبل سامي شهاب بطريقة تشبه كثيرا مشهد استقبال سمير القنطار يوم عاد من إسرائيل. ظهر سامي شهاب على المسرح وحيى جموع الحاضرين من أتباع حزب الله، وكأنه البطل العائد من مهمة وطنية من قلب إسرائيل، وليس مصر العروبة، في مشهد يجعل المرء يتساءل: وهل باتت مصر مثل إسرائيل؟ فإذا كان شهاب بريئا كما يقول الحزب، الذي يبارك زعيمه ثورة مصر وتونس، ويقول إنها ثورة عربية كريمة، فكيف يتم الاحتفال بشهاب بذلك الشكل؟ أم أن حزب الله يريد القول لأتباعه بأنه قادر على إنقاذ عملائه من أي أرض عربية، وذلك من أجل تقوية الروح المعنوية لعملائه الآخرين في الدول العربية الأخرى؟

حزب الله بالطبع، وفي محاولة تذاكٍ واضحة، يحاول إيهام الرأي العام العربي، والمصري، بأن شتيمة النظام المتنحي تعني أنه نصير للثورة المصرية، بينما يحق له ولحزبه أن يعبث بأمن مصر كيفما شاء، هكذا بكل بساطة! إلا أن السؤال الملح، وقد طرحناه مرارا وتكرارا، هو: كيف خرج سامي شهاب من أرض مصر ووصل إلى لبنان؟، وليس: كيف هرب من السجن؟ فالهروب من السجن قد يكون أمرا طبيعيا، حيث استغل الفوضى التي حدثت في مصر يوم انهيار الأمن.. الفوضى التي هاجمنا البعض يوم سميناها بهذا الاسم، لكن الهروب من أرض مصر كلها والوصول إلى لبنان، حيث لا حدود مباشرة بين البلدين، فهذا هو الأمر المحير، والذي يجب أن يشغل المصريين جميعا، بكل أطيافهم، بل والعرب، فمهاجمة وانتقاد النظام المتنحي في مصر شيء، واختراق أرض مصر كلها، أمر آخر.

ولذا فإن على المصريين اليوم، وهم في غمرة ترتيب أوراقهم، أن يطرحوا السؤال الكبير: كيف اخترق حزب الله أمن مصر؟ عليهم فعل ذلك لكي لا تتحول أرض الكنانة مسرحا للعملاء من كل حدب وصوب، وألا يحدث على أرضهم ما حدث ويحدث في لبنان.

 

خطة إيرانية ـ سورية لدعم «الإخوان» في مصر

هدى الحسيني/الشرق الأوسط

السباق على أشده في إيران، بين الخطط التي وضعها النظام الإيراني لإقامة تحالف إقليمي برئاسته، وقدرة المعارضة الإيرانية بكل أطيافها على نسف كل الخطط وكشف النظام الإيراني.

قبل الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك، رحبت دولتان علنا وبشكل رسمي بما يجري في «ميدان التحرير»: إيران حيث إن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي اعتبر هو والرئيس محمود أحمدي نجاد أن ما يجري في مصر تتمة للثورة الإسلامية الإيرانية، وسورية التي قال رئيسها بشار الأسد بعد سقوط مبارك مباشرة : انتهت مصر كامب ديفيد، (وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال الاثنين الماضي إن قرار القيادة العسكرية المصرية احترام معاهدات مصر الدولية والإقليمية قرار مصري). هذا بالإضافة إلى الموقف التركي.

من يراقب التفكير الإيراني يدرك إصرار إيران على تطبيق خططها التوسعية حتى لو اضطرها ذلك إلى استعمال العنف مع شعبها، والتغيير الذي وقع في مصر يزيدها اقتناعا بأنها على وشك النجاح، خصوصا بعدما كانت هي وسورية أول من وضعتا خطة للتنسيق في ما بينهما تتعلق بمصر «ما بعد مبارك»، وكان ذلك في كانون الثاني (يناير) من عام 2010. وبدأت الدولتان اتخاذ الخطوات الأولى للتأثير على انتخاب خليفة مبارك بعدما توصلتا إلى قناعة بأنه سيتنحى عن الحكم بسبب اعتلال صحته.

مع بدء المظاهرات المصرية في «ميدان التحرير»، قيمت سورية أن نظامها مستقر، وأن نظام مبارك متجه إلى السقوط، وأن دولة عربية ستليه، وبالتالي عليها وإيران استغلال الفرص لتقوية التحالف الراديكالي.

لذلك، أعد مسؤولون كبار في وزارة الخارجية السورية تقريرا قدموه إلى أعلى المراجع، عن مصر وأوضاع دول عربية أخرى، واقترحوا الإسراع بتطبيق الاتفاق مع إيران الذي هدفه شد مصر إلى محورهما المناهض للولايات المتحدة الأميركية، وضرورة أن يناقش كبار مسؤولي البلدين الأوضاع في الدول العربية الأخرى.

أكد التقرير أن لا خطر على الاستقرار في سورية، ونصح باتخاذ عدة احتياطات سرية، لأن اتخاذ احتياطات علنية سيفسر عن أن النظام قلق، وسيدفع المعارضة في سورية إلى استفزاز النظام، من هنا جاء السماح باستعمال الـ«فيسبوك» والـ«يوتيوب»، لأن الإنترنت غير منتشر في سورية.

اعتبر واضعو التقرير أن ما حدث في تونس لا سابقة له في التاريخ العربي الحديث، المعتاد على الانقلابات العسكرية أو التدخل الخارجي لتغيير الأنظمة، إنما لفتوا إلى احتمال أن تتكرر حالات انهيار الأنظمة العربية «خصوصا في مصر». واستعان واضعو التقرير بمعلومات استخباراتية إيرانية عن تآكل قدرات الردع لدى النظام المصري في مواجهة شباب مثقف يعاني الفقر والبطالة وتدني مستوى المعيشة والنظام السياسي وفساد النظام، وبالتالي من المستحيل أن يقدر النظام المصري على تحييد العصيان الشعبي، لأنه لا يملك الحلول للمشاكل الاقتصادية المتأصلة في مصر، والنظام يتخوف من اللجوء إلى العنف في مواجهة المظاهرات، بسبب الفضائيات العربية وبالذات فضائية «الجزيرة». تضمن التقرير إشارة إلى أن دراسة يجري إعدادها لمعرفة سياسة هذه الفضائية تجاه سورية، ومحاولة التوصل إلى اتفاق معها كما فعلت إيران خلال المظاهرات التي سارت بعد الإعلان عن فوز أحمدي نجاد.

محللو الخارجية السورية توصلوا إلى أن النظام الإيراني غير قلق من أحداث مصر، فهو نجح في إيجاد قوة ردع كبيرة ضد المعارضة الإيرانية خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، وأن الذين عانوا من المعارضين على أيدي النظام لن يفكروا في تحديه مرة أخرى. ثم إن إيران، إثر المظاهرات التي تلت انتخاب أحمدي نجاد، درست طريقة عمل المعارضة، وهي قادرة بالتالي على محاصرة كل المنظمات المعارضة ومنع المظاهرات.

وعن انعكاسات الثورة التونسية والمصرية، التي حسب التقرير صارت واقعا، رأى أنها تأكيد إضافي على ضعف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في المنطقة، وأن ما جرى يزعزع صورة الغرب الذي دعم هذه الأنظمة، لكنه لم يقف معها عندما تعرضت لأزمة، ورأى أن هذا تطور مهم وعلى سورية انطلاقا من هذه الانعكاسات أن تقيم موقعها في العالم العربي والمنطقة، إلى جانب الانتصارات التي حققتها أخيرا في لبنان.

ورأى المحللون السوريون واضعو التقرير، أنه على الرغم من أن الإسلاميين لم يكونوا وراء ما جرى في تونس ومصر، فإن الحركات الإسلامية ستسيطر على هاتين الدولتين وتقربهما أكثر من إيران وسورية، وبناء عليه، فإن على سورية وإيران الإسراع في تطبيق ما اتفقتا عليه سابقا في ما يتعلق بـ«اليوم ما بعد مبارك»، وقبل كل شيء تطبيق بنود الاتفاق الداعية إلى إقامة علاقات دائمة مع الإخوان المسلمين لإيجاد استراتيجية معهم من أجل السيطرة على النظام.

وكانت إيران صاحبة تلك الفكرة، وشرحها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في 25 شباط (فبراير) 2010، عندما زار دمشق، مشددا على ضرورة التدخل الإيراني - السوري في مصر التي تتهيأ لانتخاب رئيس بدل مبارك، قائلا إن هذه فرصة نادرة للتأثير على مصر وشدها إلى المعسكر الراديكالي، وشدد يومها على عدم تضييع الوقت، خوفا من أن يتم انتخاب جمال مبارك في حال غياب أي عوامل داخلية تعرقل هذا الانتخاب.

واستقر الرأي الإيراني على الاستنجاد بالإخوان المسلمين لإثارة القلاقل الداخلية في مصر قبل وبعد الانتخابات الرئاسية. وحسب مصدر موثوق ومطلع على تلك الخطة الإيرانية - السورية، فإن الفكرة الإيرانية بإشراك الإخوان المسلمين في الخطة سببت خلافا ما بين طهران ودمشق المعروفة بعدائها لـ«الإخوان» ومخططاتهم. وكان الاقتراح الإيراني أن تعقد لقاءات بين الإخوان المسلمين فرع مصر والإيرانيين فوق الأراضي السورية. ثم نجح الإيرانيون في كسب موافقة القيادة السورية عندما أكدوا أن هذه الاجتماعات لن تعقد في سورية، بل فوق الأراضي المصرية.

وافق السوريون يومها وبدأ تطبيق الخطة، وتكاثرت الاجتماعات الأمنية بين الدولتين لمتابعة الوضع الصحي لمبارك وضعف النفوذ المصري في أفريقيا والمنطقة العربية.

وشجعت إيران سورية على أن المرشح المحتمل لخلافة مبارك، الذي يتمتع بمكانة ونفوذ في المنطقة، يجب أن تحتضنه دمشق كي تكون لها، لاحقا، اليد العليا في العلاقة المصرية - السورية، من أجل دعم مصالح الكتلة الراديكالية.

تجدر الملاحظة إلى أن الإيرانيين، أثنوا على محمد البرادعي ورأوا ضرورة إيجاد وسيلة لإيصاله إلى رئاسة الجمهورية، فهو كان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحائزا على جائزة «نوبل» للسلام ثم إن لديه العديد من العلاقات مع الدول الغربية.

في مصر، سقط نظام مبارك وتسلم الجيش مسؤولية الحماية بانتظار بروز هيكلية سياسية جديدة. الكل يقدر فرح المصريين، لكن لم تقع ثورة كاملة في مصر، بل نصف ثورة، وهذا يعني أن مستقبل البلاد محط أنظار الكثير من اللاعبين الإقليميين والدوليين.

إيران منذ سنة استعدت لهذه اللحظة، والدول العربية إذا كان بإمكانها رؤية المستقبل القريب لمصر بوضوح، تستطيع أن تغير مساره لمصلحة مصر أولا، ومصلحة المستقبل ثانيا.

 

لبنان في مواجهة حزب الغدر الإيراني

 أحمد الجارالله/السياسة

ان يتحرر سعد الحريري من أعباء الحكم في لبنان قبل ان يصل هذا البلد الى بر الأمان وكف اليد الحاملة للسلاح عن التحكم بمصير أبنائه, فذلك خيار وطني بامتياز, وان يعلن في ذكرى استشهاد والده انتقاله الى المعارضة فهو بذلك يخرج من زنزانة تحمل تبعات الحكومة المشلولة بفعل مصادرة القرار, لان دويلة أقوى من الدولة تفرض قرار الاقلية على الاكثرية حتى أثناء مشاركتها في حكومة وحدة وطنية, وهي لن تسمح لا للحريري ولا لغيره من الوطنيين ان يمارسوا دورهم السياسي الحقيقي الملتزم الدستور والقوانين اللبنانية, ولن تسمح عصابات تدعي أنها تمارس المقاومة ضد اسرائيل من شوارع وأحياء بيروت ان يسحب منها مصدر قوتها, ولن تسمح للبنان ان يعيش بعيدا من أجواء الاغتيالات السياسية والارهاب وفرض الارادة على الآخر.

ان تتحول قوى"14 آذار" معارضة لمرحلة ما, يعني عودة الروح الى تيار الحرية والسيادة الحقيقية والاستقلال غير المقنع بسطوة السلاح ولصوص السطو على الدولة الذين يريدون خطفها وجعلها على شاكلة نظام أسيادهم في طهران حيث تقمع الحركة الاصلاحية بأبشع أساليب البطش والارهاب, فيما يخرج قادة عصابات ال¯"باسيج" ليعلنوا دعمهم وتأييدهم لثورة الشباب والديمقراطية في مصر, بينما هم يمنعون شبابهم حتى من التعبير الرمزي عن رأيهم, ويواجهونهم بالرصاص والهراوات والاعتقالات.

الانجاز الحقيقي الذي تحقق, هو بدء ثورة أرز جديدة لبنانية خالصة تنهي عصر الهيمنة وربما تدق المسمار الاخير في نعش المشروع الايراني كله في المنطقة, خصوصا وإن قبضة القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ستضرب بقوة كل الابواب المقفلة على مؤامرات تحاك خلفها ضد لبنان, وستزيل الغشاوة عن عيون اللبنانيين حتى يروا بالعين المجردة من هم الذين عملوا طوال العشرين سنة الماضية على تفتيت الجهود الوطنية الصادقة لبناء الدولة, ونقل لبنان من زمن الحروب والفوضى الى عصر التنمية واعادة إعمار ما هدمته عصابات حروب الأزقة.

نعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي أرقى معايير العدالة والحياد, وجميعنا نتفق مع سعد الحريري على ذلك, وليس كما يحاول "حزب الله" وأذنابه تصويرها, ولأن تكون مصدرا للمساومة او الابتزاز,و حتى اذا تنازل سعد الحريري عن دم والده لن يتنازل اللبنانيون عن حقهم في محاسبة الذين ارتكبوا الجرائم الارهابية بحق أهاليهم وأحبائهم و وطنهم, ولن يرضوا ان تبقى زمرة مأجورة أداة مفاوضات ارهابية تستخدمها ايران وقت ما تشاء في مواجهة الامم المتحدة والمجتمع الدولي ككل, ويدفع اللبنانيون الثمن من دمهم ولحمهم وأرزاقهم.

اليوم يبدأ لبنان عهدا جديدا, عهد الديمقراطية العارية في مواجهة القوة الارهابية العاتية العمياء, وهو عهد الوحدة الوطنية العابرة لكل الطوائف والمتعالية على الحسابات المذهبية في مواجهة غدر "حزب الله" الذي يوغل في دم الابرياء والعزل من السياسيين الرافضين لمشاريعه المشبوهة, بدءا من رفيق الحريري ومرورا بجبران تويني ووصولا الى برج أبي حيدر, وأخيرا التهديد بأصحاب القمصان السوداء, تلك الغربان, التي انتشرت في صبيحة يوم بيروتي لتروع الآمنين وتفرض ارادتها.

اليوم تكتب المعارضة الجديدة فعلا مستقبل لبنان, مستندة الى براءة مطلقة من أي تسويات قد تعقد على حساب الشعب, وتسمح بالابقاء على عصابات مسلحة خارجة على الدولة تتحكم بمصير الناس, بل ان "14 اذار" اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه في الماضي لأنها ستكون صانعة الثورة السلمية التي ستعري "حزب السلاح" وأزلامه من عنجهية التهديد والسلاح, وهي من سيصنع غد لبنان المشرق الذي طال انتظاره.

 

الرئيس السابق يسجل مذكراته صوتياً  

مسؤول سعودي: مبارك مستسلم

شرم الشيخ - رويترز: قال مسؤول سعودي, أمس, ان الرئيس المصري السابق حسني مبارك استسلم لمرضه ويريد أن يموت في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر الذي يقيم به منذ تخليه عن سلطاته الجمعة الماضي. وأكد المسؤول, الذي رفض الكشف عن هويته, لوكالة "رويترز", أن المملكة عرضت استضافة مبارك لكنه كان مصراً على أن يموت في مصر.

وأضاف "إنه لم يمت لكنه ليس في حالة طيبة على الاطلاق ويرفض المغادرة. لقد استسلم ويريد أن يموت في شرم" الشيخ. من جهتها, كشفت مصادر مقربة من مبارك أنه رفض عروضاً باستضافته من 4 رؤساء عرب, عقب تنحيه, وأكد لمن حوله أنه "لن يموت إلا على أرض مصر". ونقلت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة, عن المصادر قولها ان مبارك يعيش مع ابنه علاء في شرم الشيخ, وتعرض لوعكة صحية صباح الأحد الماضي, ولاتزال حالته تزداد سوءاً, مشيرة إلى أن مبارك يعتزم مواصلة كتابة مذكراته, لكنه أرجأ الفكرة حتى لا يتعرض لإرهاق مجدداً. وأضافت ان هذه المذكرات ستحمل الكثير من المفاجآت خصوصاً بشأن السنوات الخمس الأخيرة من حكمه, لافتة إلى أن الرئيس السابق كان قد بدأ تسجيل مذكراته صوتياً فى الفترة الأخيرة لكنه لم يكملها. وقال مصدر طبي بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة, إن مبارك كان يعاني من مرض سرطان البنكرياس, وليس الحويصلة المرارية كما كان معلناً. وأوضح المصدر أن الأطباء الألمان الذين أجروا الجراحة كانوا يتابعون مع المركز الطبي العالمي, وكان من المفترض أن يتم إجراء هذه العملية في المركز إلا أن الطبيب الألماني رفض ذلك بعد زيارته للمركز, وطلب أن تكون في ألمانيا وهو ما حدث فعلاً. كما كشف المصدر عن أن سوزان مبارك كانت تعاني من مرض سرطان الدم, وسبق أن أجرت عدداً من العمليات بالخارج وداخل المركز من دون إعلان ذلك.

 

 مواصفات البطريرك

بقلم الخوري اسكندر الهاشم/النهار     

لا تحسد البطريركية المارونية على موقعها الصعب، ولا يحسد البطريرك على حكم الموارنة وقياداتهم، واللحظة التاريخية حرجة ومعقدة، والشعب صعب المراس، والمنطقة على بركان، والسياسة الدولية في مأزق خطر. لبنان القابع على مفترق طرق، تولد الازمات فيه وتتشعب سنة بعد سنة لتصبح التشعبات هي الازمة بعينها، فمن صراع مسيحي مسلم داخلي الى صراع في قلب الاسلام وفي قلب المسيحية، الى انشقاق داخلي بين توجهين ومسارين لا يمكن مقاربتهما، إلا من خلال صراع دولي واقليمي يدور علناً وفي الخفاء وينعكس سلباً على واقع الوطن الصغير.

1 – البطريرك القائد

في زمن توسعت فيه الديموقراطية لتشمل نواحي الحياة، اصبح من الصعب على البطريرك ان يواجه هذه العاصفة الهوجاء التي دمرت أسساً متعددة كانت لحقب طويلة مدماكاً ظاهراً في بناء لبنة العائلة والقرية والمجتمع. هذه الحرية المتفلتة من كل قيد ورسن والتي اصبحت مأزقاً جديداً يضاف الى المآزق السياسية والاقتصادية والدينية. هذه الحرية التي مزقت جهاز المناعة عند العائلة والتي ادخلت اليها قسراً كل جديد في الارض بدون استئذان عبر التلفاز والانترنت والاقمار. بحيث لم يعد سهلاً غربلتها والتمسك بالجيد منها ونبذ الرديء. هذه الحرية التي هي لب صناعة الانسان وجوهر كرامته اضحت كما هي اليوم حرية محرجة، اخرجت الجميع من عباءة المقدس واحترام القيم لتضعهم كأسنان المشط سواسية. هذا الامر المستجد لا احد يدرك نتائجه وما فيها من سلبيات وايجابيات، لكننا نعرف أمراً واحداً ان السلطة لم تعد كما كانت، لقد فقدت زهوها وطلتها ومجدها وهذا في المطلق أمر حسن وجيد، لأن أحداً لم يولد عبداً للآخر، ولكن النظام الكوني وروح الانتظام يتطلبان تراتبية وهرمية ولا يمكن تجاوزها بدون ان يترتب على ذلك خلل عضوي في مسار الجماعة والمجتمع.

2 – هل البطريرك شيخ طاعن في السن

ليس البطريرك حكماً طاعناً في السن، أشيب الرأس يحمل عصا الرعاية، محدودب الظهر يمشي وئيداً هرماً لا يحسن تسلق القمم والنزول الى الاعماق والابحار في زمن الصراعات. لم يعد البطريرك وحيداً أباً دهرياً على صورة آدم وهارون وابرهيم وموسى في زمن العمل الجماعي المبرمج والمدروس والمنظم بحيث تتحول البطريركية فيه خلية نحل تطل على العالم الذي اصبح اليوم قرية كونية صغيرة تتعرف بسهولة الى عدد ابنائها المقيمين والمغتربين المؤمنين والملحدين، الاغنياء والفقراء، الأقوياء والضعفاء، الجهال والعقال، وتعرف كيف تحرك طاقاتهم وتدخل واقعهم لتستنهض الهمم وتحرك المشاعر وتبلسم الجراح وتقف مع المرضى والمعوقين والفقراء. لم يعد البطريرك مدبراً وحيداً لطائفته، وسلطاناً لا يقاوم على عرش الكنيسة، بل راعياً تسانده اجواق من الرعاة الساهرين على قطعاتهم يصحون مع انبلاج الفجر للصلاة ثم بدء العمل.

3 – البطريرك منهض للدين والدنيا

لا يمكن لبطريرك ان يبقى غريباً عن نقاشات عصره وثروة زمانه الفكرية والفلسفية والاخلاقية فهو بطريرك سيد مجبول بالحكمة والقامة والنعمة روحي وانساني لا يهمه الجاه بقدر ما تهمه الثقافة ولا يهمه المال بقدر ما يهمه العطاء، ومن منبره الطالع من ألفي سنة يجب أن يسمع العالم كلمة تهز مضامينها قلبه وعقله، والا يتصرف على هواه بل ينطلق من اقتناعات سامية وراسخة، بأنه مرسل ورسول ومبشر وراع ومعلم يهب نفسه للحقيقة وصون الحق والعدل ويسعى الى حمل التاريخ على كتفيه ليسير وسط العالم عمود نار يهز بحضوره الاقربين والابعدين فلا مسايرة ولا مكابرة ولا سبات عميق، بل مسكون بالله وخدمة شعبه لا ينام ومن حوله اطفال يبكون من الجوع ورجال أذلتهم الحاجة، هو المطالب بحقوقهم والراعي لمصالحهم لا يحابي الوجوه ولا يخضع لتهديد ولا ينام على ضيم قطيعه، طليعي في كل شيء، حساس الى حدود القداسة، أب حافظ لعائلته ومعلم يتكلم بصوت معلمه الالهي، بطريرك يسهم في نقاش عالمي ومحلي يطال مناحي الحياة كلها الدينية والسياسية والاخلاقية والاقتصادية، بطريرك مستشاروه لا يصفقون ولا يقبل منهم التصفيق، معاونوه يسهرون على خدمة سيدهم وصون كرامته والسهر على قول الحقيقة، سفراء الى أبنائهم والى الآخرين، ميزتهم الوحيدة التواضع والأناة والحلم وليس عبادة المال والسلطة والتسلط.

4 – بطريرك لبنان وانطاكية وسائر المشرق

نحن في قلب المشرق، ومن أبنائه الخلص ولو جار الزمان علينا وتنكر لنا إخوة فيه، نبقى على الدوام طليعة المدافعين عن حق الانسان وحريته نقف في الطليعة مدافعين عن قضايا الانسان وكرامته واسهاماتنا لا تنطلق من اننا أقلية وفئة صغيرة، بل تنطلق من قناعة راسخة اننا من أبناء هذا البيت ومن صناع تاريخه. مجالنا الحيوي يتعدى كيان لبنان الى انطاكية وكل امكنة الشرق مواعيدنا مع الاقليات والاكثرية لنقاشات هادئة تنطلق من هاجسنا على مصير الانسان ومصير الحضارة.

5 – بطريرك الفقراء والعمال والمزارعين

حاجتنا الى الفقراء والعمال والمزارعين أكبر بكثير من حاجتنا الى الاغنياء والمترفين والساهرين للصبح، لأن هؤلاء هم الخمير في العجين يحملون الله على وجوههم وفي أيديهم، هؤلاء هم أبناؤنا واخوتنا تماما كما هم أغنياؤنا. لا يمكن للكنيسة ان تتنكر لفقرائها وبسطائها وعمالها، انهم الاقرب الى قلبها لأنهم الاكثر حاجة الى رعايتها والاهتمام بشؤونهم. هذا هو النبل وهذه هي الكرامة الكهنوتية، نحن نخرج من رحم الفقراء، ثم نتعالى عليهم، نحن نخرج من بيوت العمال والفلاحين والفقراء وهم وحدهم يمدون الكنيسة بالدعوات النقية والتقية، ثم ننسلخ عنهم ونعقد الصلح مع الاغنياء والتجار والرؤساء وننسى أننا منهم خرجنا وان لهم علينا حقا في صون كرامتهم والسهر على مصالحهم.

6 – بطريرك الاعمار والاصلاح ونهضة الريف

لا قيامة للبنان والموارنة بدون قيامة الريف. ففي هذا الريف نشأت الكنيسة ونشأ الموارنة، وفي هذا الريف الصلب والصعب واجه الانسان مصيره وفي هذا الريف كان خزان الرجال يزرعون الارض بدفء أيديهم ويخرجون الريف من الصمت لتطلع من أيديهم حكايات الجمال والخصب والصلاة فلا مستقبل بدون قرانا نعيد الحياة اليها، وعلى البطريرك ان يكون سندا للريف يحسن فن الزراعة والعمارة يدرك محاسن الجمال وروعة الارض وبهاءها يستنهض الهمم لعودة اعمار هذه القرى واصلاح تربتها وبساتينها التي أصبحت بورا وعليه أن يعيد الى شعبه ثقافة التواضع والاكتفاء الذاتي، ثقافة احترام الفلاح والعامل عبر اصلاحات وطنية تحترم حق هؤلاء. لم يعد عندنا مزارع او عامل وطني. من واجب الكنيسة وعلى رأسها بطريركها ايلاء الريف أهمية قصوى والضغط على أصحاب القرار لتشجيع الاستثمارات وتحسين وسائل الاتصال وحض مؤسساتنا التربوية والصحية والاقتصادية على اعتبار الريف ارضا منكوبة من الواجب تأهيلها وايلاؤها ما تستحق من رعاية واهتمام.

7 – بطريرك الحرية والشجاعة

في ضجيج الايام وصخب الظروف، تبقى الرجال هي الاساس في وصل ما انقطع ووضع أسس القيادة والريادة، المسيحية تؤمن بالشخصانية وهذه هي فلسفتها المفضلة، القيادة لا تنفصل عن الشخص ولو كان العمل جماعيا يبقى القائد هو المحرك والموجه والملهم. يقول احدهم "قائد بطل على جيش وعل خير من جيش بطل وقائده وعل". فالقيادة تمرس واختبار في الممانعة والقائد يسير بشعبه بصلابة الايمان وصلابة الحقيقة لا يهادن ولا يجادل ولا يماحك، لأنه مفتون بسلام شعبه وحرية أمته، وخير خرافه، يسلك امامهم مسلك العظيم الوفي، الصالح، المحب، الصبور، الصامت على جراحه الشخصية من أجل وحدة أبنائه يحمل في صدره وقلبه وضميره وجع شعبه بحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم لا يؤثر فيه اطراء او تبجيل او تمجيد، ينعش الامل في قلوب أبنائه ولا يمكنه ان يظهر ضعفه ومخاوفه امام شعبه لئلا تنهار عزائمه، عليه المضي في التفاؤل حتى في أحرج الاوقات وأدق الظروف، لانه يعرف ان الله هو من يقود التاريخ ويطبع محطاته الكبرى، وان الله لا يمكن أن يسمح بموت البريء وظلم المظلوم وسرقة اليتيم والارملة او هدم حضارة الحرية. على البطريرك ان يكون أولا وأخيرا رجلا في كل الظروف والمفارق والاوقات.