المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
16 شباط/2011

إنجيل القدّيس متّى18/1-5/

في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟ فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم، وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات. فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات. ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني.

 

انتخاب بطريرك ماروني جديد: القرار الأخير للفاتيكان

نهارنت/يكرّم لبنان الرسمي والكنيسة المارونية يوم السبت 5 آذار المقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في 3 مناسبات كنسية الأولى اليوبيل الذهبي لتوليه السدة الأسقفية مع مرور 50 عاماً على سيامته مطراناً (16/7/1961)، واليوبيل الفضي لتبوئه السدة البطريركية مع مرور 25 عاماً على انتخابه بطريركاً (19 نيسان 1986)، ومرور 61 عاماً على سيامته كاهناً (7/5/1950).

وفي هذه المناسبة سيقام قداس حاشد في بكركي دعي اليه رسميون في مقدمهم رئيس الجمهورية. وقد شكلت لجنة أسقفية تضم عدداً من المطارنة والرؤساء العامين للرهبانيات للتحضير لهذا الاحتفال الذي يشارك فيه رؤساء الجامعات الكاثوليكية. وفي المناسبة ثمة تراتيل وأناشيد أعدت للمناسبة، وبينها فيديو كليب صوِر جزء منه في الباحة الخارجية للدير تحت عنوان "عفوك يا سيدنا"، وهو بصوت المرنم مارسيل بدوي وكتابة واخراج جورج الشدياق.

وفي اليوم التالي الأحد 6 منه يترأس البطريرك صفير قداساً احتفالياً في بازيليك سيدة لبنان في حريصا في اختتام اليوبيل الـ1600 عام على وفاة القديس مارون دعي اليه أيضاً رئيس الجمهورية ورسميون، بعد أن يكون البطريرك شارك البابا بينيديكتوس السادس عشر في احتفال ازاحة الستار عن تمثال القديس مارون في باحة القديس بطرس الى جانب 16 من رؤساء الكنائس في العالم، علماً أن المكان الذي سيرفع فيه التمثال هو المكان الأخير المعد لرفع هذه التماثيل في أحدى حنايا الفاتيكان.

والاحتفال سيقام الأربعاء في 23 شباط في حضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان وشخصيات لبنانية وايطالية وحشد من اللبنانيين الذين سيواكبون الحدث.

وفي خط موازٍ لهذه الاحتفالات سرت أخبار عن انتخاب بطريرك جديد خلفاً للبطريرك صفير، بعد اعلان رغبته في الاستقالة، واعلام الكرسي الرسولي قبل نحو سنة بهذه الرغبة. وثمة مَن قال أن انتخاب بطريرك جديد سيحصل بعد اختتام اليوبيل الـ1600 للقديس مارون، المقرر يوم الأحد 6 آذار، الا أن لا شيء مؤكداً، لأن لا جواب فاتيكانياً حتى مساء أمس.

علماً أن التكهنات كثيرة لجهة امكان ابلاغ البطريرك قبول الاستقالة خلال احتفالات الفاتيكان برفع تمثال مار مارون، والدعوة الى انتخاب بطريرك جديد قبل انتخاب 7 مطارنة شغرت مراكزهم أو بعد انتخاب هؤلاء أو عدد منهم. وفي أي حال تبقى الكلمة الأخيرة للفاتيكان.

 

كلينتون تدعم المحكمة الدولية: "حزب الله" يشكّل قوة مناوئة للدولة

نهارنت/اكّدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان "حزب الله" يشكّل قوة مناوئة للدولة في لبنان وهذا يسبب قلقا كبيرا لبنان والشعب اللبناني يستحق ما هو أفضل وأن يحصل على احترام لديمقراطيته. واشارت كلينتون في مقابلة مع قناة "العربية" الى "اننا ندعم استمرار التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والمسؤولين الآخرين، ويجب ان ندعم المحكمة الخاصة بلبنان بقوة". واعتبرت ان "هناك طرق كثيرة يمكن للديمقراطية أن تُصادر عبرها مثل ميليشيات مسلحة موجودة في دول ديمقراطية وهذه الميليشيات لا يجب أن يُسمح بوجودها".

 

آشتون في بيروت الاربعاء للتأكّد من التزام لبنان بالمحكمة الدولية

اكّد مصدر في وزارة الخارجية اللبنانية ان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ستزور لبنان يوم الاربعاء في اطار جولة في الشرق الأوسط الأوسع. ومن المقرر ان تجتمع آشتون مع الرئيس ميشال سليمان، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الوزراء المنتهية ولايته سعد الحريري، رئيس الوزراء المكلف تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزير علي الشامي خلال زيارتها التي ستقوم بها لمدة أربع ساعات. وستركز خلال محادثاتها على الوضع في لبنان والتطورات في المنطقة. كما اشارت صحيفة "النهار" ان آشتون ستؤكّد لميقاتي على اصرار الاتحاد الأوروبي تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن بشأن لبنان واحترام للمحكمة الدولية. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي أوروبي قوله ان آشتون ستطلب من ميقاتي ايضاً عن مشروع البيان الحكومي. يذكر ان آشتون ستتوجّه الى فلسطين واسرائيل اليوم، حيث ستجتمع مع جهات فاعلة رئيسية في عملية السلام في الشرق الأوسط.

 

بان طلب رسميا من ميقاتي التزام قرارات مجلس الامن

بيروت اوبزارفر/كشف مصدر في الأمم المتحدة ل"النهار" أن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلب رسمياً من رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي التزام كل قرارات مجلس الأمن عبر المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز

 

يهودي أميركي زار سوريا سراً

نهارنت/قال نائب الرئيس التنفيذي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الاميركية الرئيسية مالكولم هوينلاين انه زار سوريا سرا في الآونة الاخيرة، في احدث اشارة الى رغبة دمشق في تحسين العلاقات مع الغرب. واضاف ان الرئيس السوري بشار الاسد هو الذي وجه دعوة للزيارة. لكنه نفى ان يكون يعمل مبعوثا لاسرائيل، مشيرا الى انه امضى ساعات مع الاسد ناقشا خلالها مسائل متنوعة.  ولم يدل هوينلاين بتفاصيل عن زيارته، لكنه اعتبر توجيه الاسد الدعوة اليه علامة ايجابية. وحصلت الزيارة قبل الثورة الشعبية التي اطاحت الرئيس المصري حسني مبارك. وهوينلاين موجود في القدس للمشاركة في المؤتمر السنوي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الاميركية الرئيسية.

 

ليبرمان: طهران نجحت حتى اليوم في بسط سيطرتها في لبنان عبر بناء قلاعها مع "حزب الله"

حذر وزير الخارجية الاسرائيلية افيغدور ليبرمان من خطر تعزيز قوة إيران ومكانتها في المنطقة في ظل الاحداث التي تشهدها الدول العربية، مشيراً إلى أن "طهران نجحت حتى اليوم في بسط سيطرتها في لبنان، عبر بناء قلاعها مع "حزب الله"، وفي غزة، حيث تحولت حركة "حماس" إلى فرع آخر لها في المنطقة". ليبرمان وخلال اجتماع عقد لحزبه "إسرائيل بيتنا"، شدد على أن "إيران تشكل التهديد الاكبر في المنطقة"، محذراً من أن "إيران تعزز وجودها ومكانتها في كل مكان لا يوجد فيه استقرار، مثل اليمن وتونس والجزائر".

 

باراك يهدد "حزب الله" بإعادة اجتياح لبنان 

وكالات /هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك "حزب الله"، خلال جولة له عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية برفقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد بيني غانتس، بمعاودة اجتياح لبنان. وقال باراك للجنود الإسرائيليين أن "قيادة "حزب الله" تذكر جيداً الضربات التي تلقتها على رؤوسها عام 2006 لكنها ليست إلى الأبد وأنتم قد تستدعون مرة أخرى للدخول إلى الأراضي اللبنانية". وأردف باراك أنه "يجب أن نكون مستعدين لمواجهة أي امتحان". وقال باراك: "لقد جئت برفقة رئيس الأركان الجديد وهو ضابط قديم جداً، ومواقع المراقبة في الجانب اللبناني تعرفه جيداً". وتابع باراك أن "السر هو بسرعة تغيير الديسك بالانتقال إلى حالة الهجوم في حال حدوث شيء ما ويجب ترجمة كل ما تعلمتموه في التدريبات خلال أجزاء الثانية".

 

إسرائيل تحذر ممثلياتها من عمليات انتقامية لـ "حزب الله"

لبنان الآن/أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية وهيئة مكافحة الإرهاب التابعة لمكتب رئيس الحكومة إنذاراً إلى ممثليات إسرائيل في الخارج، باتخاذ إجراءات من الحيطة والحذر، خشية استهدافها من تنظيمات "ارهابية"، على حد وصفها. وجاء في التحذير ان الاضطرابات الإقليمية الأخيرة قد تدفع الى عناصر من هذه التنظيمات الى تنفيذ مثل هذه العمليات الانتقامية . وشدد التحذير على الخطر المتوقع من قبل "حزب الله" تزامناً مع إحياء ذكرى اغتيال القائدين في الحزب عماد مغنية وعباس الموسوي.

 

بيضون العَصيّ على الاختزال

يوسف بزّي/المستقبل

مفاجأة "البيال" هو المفرد، بلا خانة، العصيّ على الضمّ والاختزال. رجلٌ وحدُه، وبخياره. المستقّل بلا استقالة، المنفرد بلا عزلة. محمد عبد الحميد بيضون ليس طائفة وليس حزباً، بل عقلٌ حرّ، أوسع من حدود الطوائف وأذكى من أحزاب مغلقة. عرفه اللبنانيون طوال سنوات وكأنه جبهة سياسية قائمة بذاتها، يستطيع أن يكون بلغته وبتفكيره أخطر من ائتلاف أحزاب وأقوى من وسيلة إعلامية. متطرّف في رأيه من دون قدرة أحد على اتّهامه بالتطرّف. منشقّ عن أي طاعة من دون قدرة أحد على اتهامه بالخيانة. موالٍ للصواب من دون قدرة أحد على اتّهامه بالتبعية. ووحده هكذا بلا "غطاء" وبلا "دعم" وبلا "سند". قوته هي تلك الشرقطة في عبارته، الآتية من بصيرة سياسية حقّقها في تجربته المكثّفة يسارياً وقومياً وأملياً"، وتوجّها في الميدان البرلماني والوزاري، فعرف خطايا اليمين وخطايا اليسار، وعاشر الميليشيويين كما عاشر رجالات الدولة. فَهِمَ قسوة الوصاية وأدرك أخطاء جيله بحقّ لبنان والهوية الوطنية. من قوّة تلك التجارب، خرج محمد عبد الحميد بيضون بإرادته وعناده واستقلاليته عن تسلّط العرّابين وفسادهم، مغامراً بكل رصيده السياسي من أجل أن يكسب نفسه ويتصالح مع قناعاته. منذ سنوات وحتى اليوم بقي محمد عبد الحميد بيضون بعيداً عن 14 آذار السياسية، مقيماً في تلك النواة الوجدانية التي حفّزت انتفاضة الاستقلال، وكان قراره أن يظلّ في موقعه حتى حين كانت التسويات تفرض وقائعها ولغتها. فكان الرأي العام يرى فيه، في لحظات المهادنة والمداورة، أنه الوحيد الذي لم يرضخ، بل إن جمهور 14 آذار كان أحياناً يؤيده أكثر مما يؤيد قادته! في حين أن خصومه وجمهور خصومه لم يتجرّأوا ولو مرة على الاستخفاف أو التعريض به. أمس كان هو مفاجأة مهرجان "البيال"، مفاجأة تقول إن محمد عبد الحميد بيضون لم يأتِ الى 14 آذار بل أن عودة 14 آذار الى جذورها أكسبتها هذا الرجل المعقل الحصين.

 

الحريري إلى باريس في زيارة خاصة ليومين

وطنية - 15/2/2011 غادر رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، بيروت مساء اليوم، متوجها إلى باريس في زيارة عائلية خاصة تستمر يومين.

 

أوباما يدعو الى اعتبار مصر مثالا ويشيد ب"شجاعة الايرانيين" 

وطنية - 15/2/2011 نبه الرئيس الأميركي باراك أوباما، حلفاءه في الشرق الأوسط، إلى خطر حصول انتفاضات شعبية في بلدانهم على غرار ما جرى في مصر في حال وقفوا في وجه تطلعات شعوبهم. وقال في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: "وجهنا رسالة قوية إلى حلفائنا في المنطقة تقول: فلننظر إلى المثال المصري كمناقض للمثال الإيراني"، وأضاف إن "فحوى الرسالة التي وجهناها إلى الأصدقاء كما إلى الأعداء قبل قيام التظاهرات في مصر هي أن العالم يتغير"، في إشارة إلى خطابه في القاهرة العام 2009. وتابع: "هناك في الشرق الأوسط جيل جديد دينامي يسعى إلى انتهاز فرصته. وإذا كان المرء يحكم أحد هذه البلدان فعليه أن يواكب التغيير لا أن يتخلف عنه". واستغرب أوباما أن يعمد القادة الإيرانيون إلى "الاحتفال بما حصل في مصر، في حين مارسوا في الواقع عكس ما حصل تماما في مصر عبر قمع الناس الذين حاولوا التعبير عن رأيهم سلميا". وأضاف: "آمل أن نستمر في رؤية الشعب الإيراني يتحلى بالشجاعة للتعبير عن عطشه إلى الحرية ورغبته في أن تكون له حكومة أكثر تمثيلا". وفي شأن الوضع في مصر، قال: "لا يزال هناك بالتأكيد عمل كثير للقيام به في مصر، لكن ما رأيناه حتى الآن هو إشارات صحيحة"، مشيرا إلى ما أعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن "احترام المعاهدات مع دول مثل إسرائيل والمعاهدات الدولية" الأخرى.

 

الجميل استقبل السفير الاسباني ووزيرة عراقية سابقة

غافو: نحن في انتظار تشكيل الحكومة والقرارات التي ستتخذها

وطنية - 15/2/2011 استقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا،اليوم، وزيرة شؤون المهجرين العراقية السابقة باسكال ورده وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة.

بعد اللقاء قالت وردة: "انا اعمل مع منظمة حمورابي لحقوق الإنسان، ومسائل حقوق الإنسان، وهدف زيارتي الى لبنان هي محاولة ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط واحترامها من قبل الأنظمة المختلفة، ومن اجل ارساء التعاون المتبادل بين الشخصيات والمنظمات المهتمة بحقوق الإنسان في لبنان والعراق".

السفير الاسباني

كما استقبل الرئيس الجميل السفير الإسباني خوان كارلوس غافو وتم خلال اللقاء بحث تطورات المستجدات السياسية في لبنان. وبعد اللقاء قال السفير غافو:"بحثت مع الرئيس الجميل تطورات الأوضاع السياسية في لبنان، واحياء مناسبة ذكرى 14 شباط بالأمس، وكلمات مختلف الزعماء التي القيت في هذا الحفل. وكررت في لقائي مع الرئيس الجميل موقفنا من تشكيل الحكومة التي يجب أن تمثل مختلف الأطياف السياسية والمجموعات اللبنانية، وان تحترم التزامات لبنان الدولية. وإذا كانت هذه الإحتمالات قد ضاقت في الوقت الحاضر، الا اننا نريد من الحكومة الجديدة العمل على تمثيل كل الشرائح السياسية اللبنانية، ونحن في انتظار تشكيل الحكومة والقرارات التي ستتخذها".

 

سامي الجميل: ما كانوا ليحققوا انقلابهم لولا تنازلاتنا

مع المحكمة حتى النهاية لأنها العمود الفقري في بناء الدولة

نشارك في الحكومة عندما تطرح مبادرة للشراكة الحقيقية

وطنية - 15/2/2011 أكد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل "أهمية لبنان، هذا البلد الذي لجأ اليه كثيرون فهو ملجأ لاقليات كثيرة لجأت اليه لتحمي نفسها من كل انواع الاضطهادات، ولكن لا بد من ان نقول ان الارض هي ملك من لجأوا اليها ومن هي لهم".

وقال في في حديث ل"أخبار المستقبل" لمناسبة الذكرى السنوية السادسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري: "زرعوا دم شهداء منذ 2000 عاما واصبح لبنان كوطن رمزا لجميع الشعوب المضطهدة وللحرية والتعبير عن الرأي واحترام الآخر، وللاسف نحن نخسر هذا الاساس والرمز والطبيعة الاساسية للبنان وهذه الطبيعة التي لولاها لما كنا موجودين".

ورأى ان "كل من يمارس العنف الكلامي والسياسي اليوم ما كان ليستطيع ذلك لو لم يكن لبنان هكذا، ولو لم يكن لبنان كذلك لما قام هؤلاء بانقلاب وأصبح البعض منهم وزراء ونوابا. وطننا دفع غاليا ثمن الحرية ونحن لا يمكن ان نفرط بدماء الشهداء". وأوضح أن "لبنان عاش كباقي الدول ولكن ثقافتنا هي الهروب من المسؤوليات بينما باقي الدول تعلمت من تجارب الماضي. لا نتعلم ان الاستقواء بالخارج لا يوصل الى نتيجة وكذلك اقصاء الآخر, علينا ان نقوم بنقد ذاتي".

وقال: "منذ ثلاثة أعوام نكرر الخطاب نفسه وقد دعونا الى الحفاظ على مكتسبات الناس، ففي 2009 كان باستطاعتنا الحصول على الأكثرية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء وكل مكونات النظام الديموقراطي ولكننا تنازلنا عن هذه كلها وأضعفنا أنفسنا من كل الأسلحة الدستورية، وهم ما كانوا ليحققوا انقلابهم لولا تنازلاتنا".

اضاف: "حصلنا على استقلالنا بسهولة ولكن الحرب لم تعلمنا وكانت تأسيسية وانتهت بتسوية ولم تكن بناءة بل ظرفية، حصلت تحت الضغط السوري ولم تكن على مستوى مؤتمر وطني عام بل كرست انتصارا لفريق على آخر وادت الى اقصاء فرقاء كالدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون والرئيس امين الجميل ونحن، وبالتالي لم تكن حلا للبنان".

وذكر ان "كل الاتفاقات التي حصلت في السابق سقطت ومنها القاهرة والطائف وجنيف والدوحة، وحان الوقت لمؤتمر وطني عام. واليوم نتحدث عن اتفاق لان طاولة الحوار لم تكن اتفاقا ونحن نريد اتفاقا يبني لبنان من قلب العاصمة اللبنانية بيروت"، واعتبر ان "البلد الذي يكون على شفير حرب اهلية تسقط فيه كل المحرمات، وما من أمر محرم الا الدم وكل ما يساعد لبنان على الانتقال الى دولة حقيقية". وأوضح أن "14 آذار ليست حزبا بل وفاء لشهداء سقطوا مع بعضهم في معركة السيادة والاستقلال"، وقال: "ما أطالب به داخل القيادات وخارجها هو وضع مشروع للمستقبل. شئنا ام ابينا هناك من لا يوافقنا الرأي فكيف سنبني وطنا وهو ليس معنا؟"

وشدد على ان "لا تنازل عن المحكمة الدولية لانها تمثل العمود الفقري في بناء الدولة". وقال: "نحن ام الصبي ويجب ان نفكر عنا وعن الآخر. انا اليوم مع 1559 واعتبر ان الولايات المتحدة صديقة للبنان وساعدته، واذا كنا نملك دبابتين فلأنها قدمتهما لنا. نحن مع المحكمة الدولية حتى النهاية لانها تمثل العدالة لشهدائنا، ونحن ضد سلاح "حزب الله" ولكن هذا لا يعني ان ألغي الآخر الذي لا يفكر مثلي". وتابع: "نحن في 14 آذار في مدرسة السيادة وعلينا ان نفكر بحل نهائي للمشكلة لكل اللبنانيين. لا أحد قويا، وأسلحتهم وصواريخهم لا تخيفنا فنحن ابناء مقاومة وأحد لا يمكنه ان يفرض علينا أي أمر. علينا ان نفهم ان اتفاق الطائف حصل وكان جيدا في وقته وادى قسطه الى العلى ولكنه برهن عام 2011 ان هناك مشكلة تحتاج الى الحوار بعمق". ورأى ان "الحفاظ على التعددية يمر بالمشاركة السياسية في الانظمة، ووضع الاقباط في مصر غير مقبول لانهم يتمثلون ب خمسة نواب من 600 نائب فهل هذا طبيعي؟ نحن في المدرسة التعددية نعترف بالآخر وبالحق بالاختلاف". واعتبر أن الرئيس نبيه بري "يتحدث عن إلغاء الطائفية السياسية في كل فترة يود فيها ان يهدد اللبنانيين ويشعر بالأزمة يطرح الموضوع". ولفت الى ان "موضوع قانون الانتخاب يحتاج لنقاش مستفيض وأتمنى ان يفتحوا باب مجلس النواب لنستطيع التشريع".

وعن المشاركة في الحكومة قال: "لم نقفل الباب، وعندما تطرح مبادرة للشراكة الحقيقية عندئذ نشارك". واستبعد "دخول الكتائب في الحكومة من دون سائر فرقاء 14 آذار، ومن يقول ذلك يهين الحزب لما يمثله ويهين شهداءه، وقد سمعته ممن تمنيت لو انهم انتفضوا عندما قالوا عن السين سين، وعن البند السادس في البيان الوزاري الذي كرس سلاح المقاومة. منذ الاساس قلنا ان 14 آذار يجب ألا تقفل الباب امام المشاركة ولكن ليس هناك معيار مشترك". وردا على سؤال عما اذا كان الرئيس ميشال سليمان سيوقع على حكومة من لون واحد، تمنى "ألا يوقع، ولكن هناك ضغوطات كثيرة عليه ولا نعرف ما اذا كان سيوقع". وتمنى الجميل أن "تعقد 14 آذار هذا العام خلوة للتفكير بطريقة تنظيمها واهدافها القريبة والمتوسط والبعيدة الامد"

 

ميقاتي في لقاءات سرية واستبعاد ولادة الحكومة هذا الاسبوع: كلام "البيال" يتضمن اشارات ايجابية

نهارنت/اكّدت صحيفة "النهار ان الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي زار امس الاثنين رئيس الجمهورية ميشال سليمان وتشاور معه في عملية تأليف الحكومة التي كانت ايضاً مدار بحث بين ميقاتي والوزير جبران باسيل موفداً من العماد ميشال عون. وعلمت ان "اللقاء الذي انعقد في منزل ميقاتي في فردان تناول الاسماء والحقائب التي يريدها "تكتل التغيير والاصلاح".

واضافت الصحيفة ان ميقاتي استقبل المعاونين السياسيين لكل من الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، حسين الخليل وعلي حسن خليل.

ونقلت مصادر اطراف شاركوا في هذه الاجتماعات التي انعقدت بعيداً من الاضواء، ان "ولادة الحكومة هذا الاسبوع مستبعدة لان المشاورات تتقدم، لكنها لم تنضج بعد ولا تزال تحتاج الى مزيد من البلورة". من جهة اخرى، ذكرت اوساط ميقاتي انه "في بعض الكلام الذي قيل في "البيال" اشارات ايجابية تنسجم مع نهج ميقاتي واقتناعاته الدائمة بالحوار والاعتدال والبناء على الايجابيات". وتمنت الاوساط ان "يترجم الكلام الايجابي الذي قيل من خلال التجاوب مع الدعوة التي اطلقها رئيس الوزراء المكلّف للمشاركة في حكومة جامعة تعمل على تحقيق ما يتمناه اللبنانيون في كل المجالات". بالاضافة الى ان "تترجم ايضاً بالردّ ايجاباً على يدّ الرئيس ميقاتي الممدودة للجميع لتشكيل حكومة تعطي الشركة الوطنية معناها الحقيقي والعملي".

ورفضت اوساط ميقاتي الردّ على اي انتقاد "لان الرئيس ميقاتي يعتبر ان ما يتمناه اللبنانيون في هذا الظرف الدقيق هو تحقيق العمل الفعلي والابتعاد عن السجالات التي لا طائل منها".

وذكرت صحيفة "السفير" أن "باسيل توجّه الى فردان للقاء الرئيس المكلف مساء أمس، بحضور شقيقه طه، وأكدت أوساط متابعة أن الجو ايجابي بين الجانبين لكن لا شيء نهائيا حتى الآن". واوضحت انه "بدءًا من اليوم سيبدأ الزخم الفعلي لتشكيل الحكومة، وإذا ما نجح الرئيس المكلف بتفكيك كل الألغام التي تعترض طريقه، فقد يكون للبنان حكومته قبل نهاية الأسبوع الحالي، وإذا ما تعثرت الحلول، فستتأخر حتى نهاية الأسبوع المقبل، لاسيما وان الرئيس سليمان سيغادر إلى روما السبت لحضور احتفال كنسي ومن ثم يزور الكويت للمشاركة في احتفال لمناسبة مرور نصف قرن على تأسيس واستقلال الدولة الكويتية".

 

والآن ماذا سيفعل الرئيس المكلّف ؟

علي حماده/أمس كانت رسالة 14 آذار في ذكرى اغتيال رفيق الحريري ورفاقه واضحة: الغالبية الاستقلالية قررت الانتقال الى المعارضة ردا على الانقلاب السياسي الذي حصل بقوة السلاح والترهيب، وردا على تملص نجيب ميقاتي من الاجابة بوضوح على النقاط التي طرحت عليه خلال الاستشارات، ثم في المفاوضات التي ادارها الرئيس امين الجميل نيابة عن الاستقلاليين مجتمعين. والحال ان ميقاتي يتهرب من الإجابات الصريحة والمباشرة، ويحاول ان يشتري الوقت، والمواقف بتوزيع ابتسامات عريضة، وضخ نسبة عالية من الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر في قضايا جوهرية مثل موضوع المحكمة الخاصة بلبنان، وسلاح "حزب الله" المستخدم في الداخل كوسيلة من وسائل ضرب الحياة السياسية وتطويعها لمصلحة الحزب واجندته المحلية والخارجية. وساعة بعد ساعة يكتشف نجيب ميقاتي ان تغطية الوصايتين الداخلية والخارجية له يمكن ان تؤمن له غالبية حسابية في المجلس النيابي ولكنها لا تؤمن له غالبية وطنية فعلية، وخصوصا انه اتى الى المجلس بأصوات آلاف من الذين انتخبوه على قاعدة انه حليف الاستقلاليين وليس على قاعدة انه "رجل بشار الاسد" ولا "رجل حسن نصرالله". هذه حقيقة ينبغي لنجيب ميقاتي ان يعيها جيدا، بمعنى انه في احسن الاحوال سيكون رئيسا لحكومة عرجاء، غير ميثاقية، واستفزازية. وفي أسوأ الأحوال يصير رئيساً لحكومة المطلوبين للعدالة! لا يمكن ميقاتي التحلل من التزامات لبنان بالنسبة الى المحكمة من دون ان يدفع ثمنا غاليا داخليا وخارجيا، ولا سيما ساعة يكون صدر فيها القرار الاتهامي مثقلا باسماء وتفاصيل يصعب دحضها بـ"البروباغندا" على نحو ما يفعل "حزب الله" او الحكم في سوريا. ولا يمكن ميقاتي ان يتعامى عن معضلة السلاح المستخدم في الداخل ضد اللبنانيين والذي يتهدد كل لبناني ولبنانية في كل وقت. وخصوصا انه اكثر العارفين بالمسار الترهيبي الذي ادى الى الاتيان به بالتحايل على المواثيق والاعراف والتوزانات والخيارات الحرة للبنانيين.

ولا يمكن ميقاتي ان يقنع الخارج انه قادر على تدجين "حزب الله" ولو جرى تسليفه في الحكومة عبر امتناع الحزب عن المشاركة المباشرة. فتحكم الحزب ودمشق بالحكومة وبرئيسها لا يحتاج الى ادلة او براهين. وفي المقابل ماذا في استطاعة رئيس الحكومة المكلف ان يقول لفريقه السياسي 8 آذار؟ هل يستطيع ان يعدهم بدفن القرار الاتهامي؟ او بقطع علاقة لبنان بالمحكمة ومواجهة مجلس الامن ومعه نصف اللبنانيين واكثر؟ وهل يستطيع ان يمرر تركيبة وزراية تمثل واجهة لهيمنة "حزب الله" ووصاية سوريا فيحرق فيها اسماء محترمة في المبدأ؟

ان لبنان لن يكون مستقرا للوصايتين طالما ان فيه رجالا ونساء يحملون هذا الحلم الكبير بالاستقلال والحرية، ويرفضون النموذجين التوتاليتاري او الفاشستي اللذين يراد ان يفرضا عليهم فرضا وبالاكراه. ويا ليت بعض اللبنانيين يفتحون عيونهم ليروا ظلامة الشعوب في دول ما يسمى بـ"الممانعة"! فالى أين يا دولة الرئيس المكلف؟

 

الاسد أعطى اشارت واضحة بضرورة تلبية مطالب عون

اشارت صحيفة الديار أن الرئيس السوري بشار الاسد أعطى اشارات واضحة الى كل الاطراف اللبنانية عند استقباله العماد ميشال عون في زيارته الاخيرة إلى سورية للاحتفال في ذكرى مار مارون بان سوريا لا تريد الضغط على العماد عون وهي تعتبره حليفاً استراتيجياً وضرورة تلبية طلباته بشأن الحكومة كما اشارت الصحيفة أنه تم الاتفاق على خطوات سياسية في لبنان يمارسها العماد عون كي تبقى الاكثرية الجديدة قوية

 

صقر: عون نسي شهداء الجيش الذي دافعوا عنه فكيف يتذكر استشهاد الحريري 

سنباشر عملية انتقال سلسة للسلطة من الديكتاتورية إلى التنوّع

موقع 14 آذار/ توجّه عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر "باللوم إلى كل من هاجم النائب ميشال عون ردًا على تساؤله عما حصل في يوم 14 شباط 2005، لأنّ عون الذي خلع جلده ونسي كل تاريخه هو بالفعل لا يذكر أي شيء من مرحلة ما قبل "ورقة التفاهم" مع حزب الله، بحيث أصبح تاريخ توقيع هذه الورقة ذكرى ميلاد العماد عون الجديد"، وسأل صقر في هذا السياق: "كيف يمكن لميشال عون الذي نسي فكرة الشهادة منذ أن نسي شهداء الجيش الذين سقطوا دفاعًا عنه، أن يتذكر استشهاد الرئيس رفيق الحريري؟"، لافتًا في المقابل إلى أنّ "هناك أناسًا استُشهدوا من ست سنوات لا يزال لديهم من نبض الحياة أكثر بكثير من أشخاص يمشون اليوم على أقدامهم ويعمدون إلى مهاجمة الأحرار الأحياء منهم والأموات.. فكم من ميّت مات في حياته وكم من حيّ وإن تحت التراب". صقر، وفي حديث لموقع "لبنان الآن" لفت إلى أنّ الذكرى السنوية السادسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري "رسمت عناوين المرحلة، حيث لا أنصاف حلول ولا رماديات ولا تدوير زوايا في الحلول"، مشددًا في هذا السياق على أنّ "أيّ حلّ على حساب المحكمة الخاصة بلبنان لا بحث به بعد اليوم، وكذلك الأمر لا بحث في أي حل مع سلاح مسلط على صدور اللبنانيين، ولا بحث في أي حل وسط مع السلطة الإنقلابية".

وإذ وضع تشديد الرئيس سعد الحريري على أن "لا وسطية بين الجريمة والعدالة"، في إطار "الرسالة الواضحة إلى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعدم اللعب في موضوع المحكمة الخاصة بلبنان، وأنّ أيّ تنكّر للمحكمة والعدالة يخرق حتمًا إدعاء الوسطية"، أشار صقر في الوقت عينه إلى أن "تشديد الرئيس الحريري على أن لا وسطية بين الدولة واللادولة إنما يشير بوضوح إلى أنّ القبول بترؤس حكومة تمضي في تسويات مفروضة بقوة السلاح الخارج عن الدولة هو أمر كفيل بقطع ونبذ كل صفات الوسطية". وردًا على سؤال، أوضح صقر أن خطاب البيال "أقفل باب المشاركة في الحكومة المزمع تأليفها عند هذه الثوابت الوطنية"، مشددًا في هذا السياق على أنّ "حزب الله ضيّع فرضة تاريخية على نفسه، فهو وبينما كان اللبنانيون متجهين للوصول إلى إجماع حول تقنين سلاحه قام بضربته الإنقلابية فأجهض هذا الإجماع الوطني ووجّهه إلى إجماع 14 آذاري حول رفض قاطع لسلاحه". صقر لفت الإنتباه إلى أنّ "لبنان دخل فعلاً هذه المرة مرحلة جديدة بعدما سقط الترهيب بفكرة الحزب الواحد والحزب الحاكم في العالم العربي وانتقلنا من شرعية الدكتاتورية والأجهزة البوليسية الأمنية والسلاح، إلى شرعية الشارع النابض والثائر على طريق تحرير العالم العربي من سجنه الكبير"، مشيرًا في هذا السياق إلى أنّ "لبنان، كما العالم العربي، يمرّ اليوم بمخاض الفصل الأخير وهي مرحلة تحتاج إلى الصلابة ورص الصفوف بخطة برنامجية سيتم العمل على إيقاعها بهدوء وبخطوات واثقة بعيدًا عن التشنج، بحيث يمكن أن نقول إننا سنباشر عملية انتقال سلسة للسلطة وسنأخذ البلد في هذا الفصل الأخير من ديكتاتورية الحزب الحاكم إلى التنوّع اللبناني المرتبط عضويًا والمتصالح مع الإيقاع الجديد للشارع العربي".

 

العودة الى الجذور ... 14 شباط 2011 

سلمان العنداري/ موقع 14 آذار/"هذه هي جذوري الحقيقية، وعن جذوري لن أتخلّى"... قالها الرئيس سعد الحريري في ذكرى الرابع عشر من شباط، بعد ست سنوات على اغتيال والده الشهيد رفيق الحريري... بدا الرجل صارماً وواضحاً وحاسماً في تحديد خياراته،فقال لا كبيرة بوجه محاولات الغائه وشطبه عن المعادلة السياسية في البلاد.

قرر الرئيس الحريري مخاطبة جمهوره ومصارحته. فاعترف بالاخطاء واقرّ بالتراجعات والتنازلات، شارحاً تفاصيل المرحلة السابقة، وكيف تم الانقلاب على التفاهمات وعلى سياسة اليد الممدودة، وكيف قوبلت هذه السياسة في كل مرة "بالخديعة". كما اكد ان "كل ما نريده هو الحقيقة، لا السلطة. هو العدالة، والحرية، والقانون والدستور والعيش الواحد، والسيادة والاستقلال". بعد ست سنوات من الاغتيال الجبان، احيت قوى الرابع عشر من آذار ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري التي حملت اكثر من معنى على اكثر من مستوى. فمن الناحية الاولى حسمت تلك القوى خياراتها بالانتقال الى المعارضة، ونفضت الغبار عن سياسة ضبابية وتنازلية انتهجتها خلال السنوات الماضية تحت عنوان الوحدة الوطنية والاستقرار ومنع الفتنة. كما اعترفت كل مكونات الحركة الاستقلالية بارتكاب الاخطاء، واعدةً بانتفاضة في الانتفاضة، وباعتماد سياسة واضحة وشفافة لا تقبل الشكّ.

وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال حسن منيمنه اعتبر أن "حكومة اللون الواحد هي قرار اتخذته قوى الثامن من آذار، وبالتالي فان قوى الرابع عشر من آذار بانتقالها الى صفوف المعارضة ستقدم تصوراً واضحاً للمرحلة المقبلة لمواجهة كل الاستحقاقات المستجدة"، مؤكداً أن "ذكرى 14 شباط ستعيد اللبنانيين الى افكار وطروحات الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وستجدد العهد والوعد باستكمال النضال جنباً الى جنب".

بدوره توقّع وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال ابراهيم نجّار ان "تتحقق العدالة في المرحلة المقبلة بالرغم من كل ما يقال وما يشاع حول المحكمة الخاصة بلبنان واتهامها بانها مسيسة واسرائيلية ولا تحتكم الى الموضوعية، الا ان البندقية لا يمكن ان تهزم قلماً، وتاريخ الشعوب وتجاربها خير دليل على ذلك، لان قلم الحقيقة والعدالة اقوى من الرصاص ودويه، وان رصاص القلم سيبقى اقوى من رصاص السلاح مهما حاول البعض تخويف الناس وترويعهم وتهديدهم".

وفي هذا الاطار، اعتبرت السيدة نائلة معوض ان "مسيرة السيادة والاستقلال مستمرة ولن تتوقف بأي شكل من الاشكال. فمنذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنضال مستمر على كل الاصعدة رغم كل الاخطاء التي ارتُكبت والتي وقعت بها قوى الرابع عشر من آذار في اكثر من مرحلة وحقبة سياسية". مشيرةً الى ان "اننا اليوم على بعد مرحلة جديدة لتصحيح هذه الأخطاء والإصرار على بناء دولة مبينة على العدالة والإستقرار لا السلاح غير الشرعي".

وقالت معوض ان "قوى الرابع عشر من آذار كانت السبّاقة في الانتفاض على الظلم والقهر والفساد والوصاية، وكما كنا في السابق، سنكون اليوم في مقدمة الداعين لتوطيد فكرة الدولة المبنية على المؤسسات والقانون واحترام الدستور والمنطق الديمقراطي وحرية التعبير، دولة يحميها السلاح الشرعي والقوى الامنية لا منطق الدويلات والميليشيات والعصابات".

وبالتوازي اعتبر النائب نضال طعمة ان "لقاء البيال شكّل مناسبة اساسية لاعادة استذكار الثوابت التي ارساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مماته كما في استشهاده، والتي كانت بداية لثورة الارز والاستقلال الجديد الذي تجلى في يوم الرابع عشر من آذار 2005 عندما احتشد اللبنانيون من كل المناطق والفئات والطوائف والاحزاب في ساحة الشهداء وقالوا كلمتهم ضد انظمة الظلام الحاكمة وضد منطق الاستبداد والقمع".

وأسف طعمة "لقلة وفاء بعض الاطراف التي لم تكرّم الرئيس رفيق الحريري كما يجب بعد استشهاده، والتي لم تقدر انجازاته وتضحياته في سبيل لبنان ومنعته، فشرّع المقاومة وأمّن لها غطاءاً اقليمياً ودولياً من خلال تفاهم نيسان، فكان المقاوم الاول الذي جال كل دول العالم وعواصم القرار من اجل تحصين تلك القضية الشريفة. الا ان ما لم يكن في الحسبان وقع بالفعل بعد سنوات من الانفجار الذي هزّ منطقة السان جورج عام 2005، عندما انزلق "حزب الله" باللعبة الداخلية، وترك الجبهة الجنوبية موجّهاً سلاحه الى الداخل اللبناني والى صدر كل مواطن يريد العيش بسلام".

ورأى طعمة ان الانتقال الى صفوف المعارضة يعيد النبض الى قوى الرابع عشر من آذار والى شعاراتها الاساسية الصافية، على ان تكون هذه المعارضة بنّاءة وايجابية ولا تنطق الا بالحق والحقيقة بدون اي قفازات، وبدون اي خجل، ولهذا لا عودة الى الوراء، ومعركتنا السياسية سنكملها حتى الرمق الاخير، الى حين الوصول للدولة القوية والعادلة والسيدة والمستقلة".

رفيق الحريري استشهد قبل 6 سنوات، لأنه قال لا، فقتلوه في 14 شباط 2005. اللبنانيون واللبنانيات، قاموا بما لم يكن في الحسبان. نزلوا بمئات الآلاف، مسيحيّين ومسملين ليقولوا بدورهم، لا. وها هو الرئيس سعد الحريري ومعه قادة وجمهور الرابع عشر من آذار يقولون لا صريحة بوجه من حاول قتل القضية وتضييع الاستقلال وانجازاته، واعادة الامور الى الوراء. الى ذلك، يقترب موعد تجديد الوعد في الرابع عشر من آذار 2011، وكما يقول الرئيس سعد الحريري: "نحنا نازلين بـ 14 آذار لنقول لا. لا لتزوير إرادة الناخبين، لا لخيانة روح العيش المشترك، لا لتسليم القرار الوطني، لا للوصاية الداخلية المسلحة، لا لنقل لبنان على محور لايريده اللبنانيون، لا لتغيير نظام حياتنا، حلمنا ما بيموت، لا للفساد، لا للسرقة، لا للخوف، لا والف لا ومليون لا للقهر والظلم والجريمة". موقع 14 آذار

 

حوري: "حزب الله" أساس صورة "8 آذار" والباقي "ديكورات" 

موقع 14 آذار/أكّد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عمار حوري أن "ثورة الأرز هي ثورة بإتجاه الحرية ورفض الرأي الواحد وبإتجاه القهر، والذي شهدناه في مصر وتونس هو في هذا الاتجاه، أما العكس هو حليف طبيعي للمنطق الآخر، منطق القهر والحقد وما شهدناه يوم "القمصان السود". حوري، وفي حديث الى إذاعة "لبنان الحر"، رأى أن "رئيس الجمهورية ميشال سليمان يتعرّض لهجمة غير مسبوقة لا تليق بمن يطلقها"، مشدداً على ضرورة أن "يحظى فخامة الرئيس بإحترام الجميع". وإذ أشار حوري الى أن "فخامة الرئيس والرئيس المكلف يوقّعان على مرسوم تشكيل الحكومة"، قال "لا أعتقد أن فخامة الرئيس سيوقع على مرسوم تشكيل حكومة فيها عيوب ولا الرئيس المكلف سيوافق على هكذا حكومة".

وتابع حوري: "نريد أن نذكّر الجميع أن الذي يشكّل الحكومة هو رئيس الحكومة المكلّف، ولكن أن يخرج نائب من هنا ووزير من هناك ويعلن كيف ستكون الحكومة، فهذا أمر معيب بحقّ الرئيس المكلف"، مضيفاً "إن تكتل "التغيير والاصلاح " لديهم قاموس من التعابير لا نسمح لنفسنا أن نجاريهم في هكذا عبارات وهكذا أساليب، نحن ننتقد في السياسية فيكون الجواب من قبلهم بالشتائم". ورداً على سؤال، لفت حوري الى أنه "حتى الآن لم تتلقَّ 14 آذار أجوبة عن الأسلئة التي طرحتها على الرئيس المكلف"، معتبراً أن "حزب الله" أساس الصورة والباقي هم "ديكورات" على هذه الصورة". وحول مطالبة النائب ميشال عون بحقيبة الداخلية، شدّد حوري على أن "ليس هناك وزارة مكتوبة بإسم أحد أو حكراً على أحد".

ومن جهة ثانية، أكّد حوري أن "ليرة واحدة من المال العام لا تُصرف الا بموجب قوانين، والجهة الأساسية التي تشرّع بالصرف المالي هي المجلس النيابي، واذا كان هناك مسؤولية فالمسؤولية على الجميع". ورداً على الموقف الأخير لرئيس مجلس النواب نبيه بري، رأى حوري أنه "موقف غريب نوعاً ما، واذا كان الرئيس بري تكلّم فإنه لم يتكلم بصفة رئيس مجلس النواب". وعن الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، أشار حوري الى أن "كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في "البيال" ألقت الضوء على العلاقة مع سوريا"، قائلاً "نحن نريد علاقة طيبة مع سوريا، ولكن من أجل ذلك يجب أن تكون هذه العلاقة على أسس ثابتة بعيدة عن التكاذب"، لافتاً الى أن "هذه العلاقة تراجعت عمّا كانت عليه".

 

زهرا: "14 آذار قوة واحدة والتفاوض على المشاركة مشروط بالتزام مبادئها 

موقع 14 آذار/ رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا أن احتفال البيال لمناسبة الذكرى السادسة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري عودة الى الذات والى المبادىء والى الجمهور والتخلص من أعباء المشاركة في السلطة ومرحلة المواقف الرمادية التي يرغم عليها كل من يريد أن يكون في السلطة".

ورأى زهرا في حديث لإذاعة "الشرق" أنه "كان هناك اضطرار للإبتعاد جزئياً عن الجمهور الذي قام بانتفاضة الإستقلال"، مضيفاً أن "المسؤول قد يضطر الى أن يذهب في اتجاه الموقع الوسط للحصول على تسويات تساعد الحكم من خلال الشراكة الوطنية، وهذا ما قام به الرئيس الحريري من خلال إقامة حكومة وحدة وطنية فتحولت الى حكومة تعطيل وطني وابتزاز".

ولفت الى أن "كلمة القوات كان فيها شدة في إعلان الموقف وكلمة الرئيس الجميل أهميتها إعلان موقفه عما تم تداوله في الإعلام خلال المشاورات التي أجراها الرئيس المكلف، فأكد أن 14 آذار قوة واحدة ولا تنازل والتفاوض على المشاركة مشروط بالتزام مبادىء 14 آذار".

وأشار إلى أن "اللافت في كلمة النائب السابق عبد الحميد بيضون القراءة الهادئة والواعية التي كشف فيها أولا مرتكزات الشيعية السياسية من مصادرها الشرعية مع الأئمة الكبار، شارحاً كيف أنه نتيجة للممارسة السياسية ونتيجة التحالفات الإقليمية والمشاريع الخاصة التي لا علاقة لها بالمراجع الشرعية خلفت ازدواجية معايير".

وشدد على أن الأهم في احتفال البيال التوضيح الذي ورد في كلمة الحريري عن الـ" س-س" و"هو موضوع تم الإتجار به"، فأكد أن "المبادرة كانت موجودة بالفعل والفريق الآخر جرب أن يستثمرها ويوظفها وكانت تهدف فقط للحصول على تنازل من قبل 14 آذار".

وحول تشكيل حكومة من لون واحد، قال زهرا: "إن الرئيس المكلف لم يعد بإمكانه أن يستمر بالحديث عما كان يبشر به وروج له منذ اختياره وهو أنه آت كرئيس توافقي وسطي يسعى الى حل المشكلة السياسية واليوم أصبح مضطرا لأن يكون رئيسا مع فريق من اللبنانيين والأمر منوط به من خلال إجابته على أسئلة 14 آذار التي رهنت مشاركتها بالحكومة على أساس الرد عليها".

وتابع: "على الرئيس المكلف الإختيار بين الموقع الوسطي الذي يستدعي إجابات واضحة على أسئلة 14 آذار لإعادة إطلاق مفاوضات تشكيل الحكومة على أسس واضحة، أما الخيار الآخر فهو تشكيل حكومة من لون واحد. والسؤال هل سيرضخ لذلك رئيس الجمهورية والرئيس المكلف؟".

وطمأن زهرا الى "أن الفريق الإنقلابي لن يصل الى المرحلة التي وصلت إليها الوصاية أي الإمساك بالحياة السياسية والمؤسسات"، لافتا الى "أن السلطة عندما تكون مغتصبة تكون أعجز من أن تأخذ لبنان الى المواقع التي يطمحون إليها أي الموقع الإقليمي لمواجهة المجتمع الدولي والخروج عن القانون الدولي وإنهاء عمل المحكمة الدولية".

ورأى أن "عودة حركة الشعب لها قواعد انتفاضة الإستقلال، الوضوح بالطرح السياسي وبالأهداف والمبادىء، وكلها لمصلحة لبنان من حيث التطلع الى بناء الدولة، وهي أيضا فرصة لمنع الإنقلابيين من تحقيق أهدافهم وإعادة تصويب الأهداف الديموقراطية".

 

"النهار": تمسك عون بالداخلية قد يؤجل تشكيل الحكومة وفقاً لرغبة سوريا و"حزب الله" 

نقلت صحيفة "النهار" عن مصادر سياسية مطلعة على اجواء المفاوضات خشيتها من ان يكون تمسك رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون بحقيبة الداخلية سبيلاً الى ارجاء تشكيل الحكومة لضرورات تتعلق بالموقف السوري من تطورات المنطقة، وتريث "حزب الله" في دفع الامور نحو خواتيمها، وان تنازل عون عنها يصبح أمراً حتميا اذا اقتضت مصلحة الطرفين المذكورين إمرار الحكومة بحسب جدول أعمالهما ربطا بصدور القرار الاتهامي.

 

مصادر جنبلاط: مستاء من كلام الحريري ويحضّر بياناً للرد 

نقلت صحيفة "السفير" عن أوساط النائب وليد جنبلاط الذي قالت إنه مستاء من كلام الرئيس سعد الحريري في مهرجان البيال، وانه في صدد تحضير بيان للرد. ولاحظت مصادر "اللواء" أن الكرة رميت بالكامل إلى ملعب "8 آذار"، حيث يواجه فريق سليمان - ميقاتي منفرداً معركة إثبات مواقعه، متكئاً على دعم خجول من النائب وليد جنبلاط، الذي نُقل عنه ليلاً امتعاضاً بالغاً مما ورد في مهرجان "البيال"، لا سيما بعض الفقرات لدى أحد أبرز الخطباء التي اعتبرها تستهدفه مباشرة، وأمكن له ضبط ما قاله حتى لا يتسرب الى الإعلام لكي يتسنى له إعلانه في مؤتمر صحفي يعقده لهذه الغاية.

 

نجل نائب "عوني" يسكر مع حارسه "الدّركي" ويفتعلان المشاكل 

موقع 14 آذار/ ورد بلاغ إلى قوى الأمن الداخلي، يوم أول من أمس، يفيد بوقوع خلاف أمام ملهى ليلي في جزين، بين أ. ح. وهو نجل نائب في المنطقة ودركي مكلف بحماية النائب نفسه من جهة، والشاب ك. ك. ورد في البلاغ أن نجل النائب والدركي كانا في حالة السكر الواضح وأن الدركي أقدم على إطلاق النار من مسدس حربي، ولم يُسجل وقوع إصابات. كما لم يأت البلاغ على ذكر أسباب هذا الخلاف ولا على توقيف أي من المشاركين في الخلاف الذي وقع عند الساعة الرابعة فجراً. بعض الموجودين في المنطقة أبدوا تخوّفاً من عملية إطلاق النار.

 

باسيل لـ"النهار": 14 آذار تحولت معارضة تخريبية

وزارة الداخلية كرة متفجرة بين سليمان وعون... لأسباب كثيرة

النهار/هيام القصيفي     

شكّلت وزارة الداخلية منذ اللحظة الاولى لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي تأليف الحكومة، محور تجاذب سياسي تحول تدريجا عقدة العقد في مسار التأليف المتعثر. وبات هذا الموضوع يتخطى المناورات التي تتم عادة قبل تشكيل اي حكومة، كما في اي توزيع للحصص والحقائب الوزارية، ليتحول كرة نار متفجرة احرقت حتى الان المسودات الاولى للحكومة العتيدة.

صارت الداخلية مجالا للكباش بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الذي تمسك بها منذ اللحظة الاولى للمفاوضات، فيما ارادها سليمان تتمة لما كتبه له اتفاق الدوحة حين اعطاه حصة وازنة بين الاكثرية والمعارضة، ضم اليها وزارة الدفاع اضافة الى ثلاثة وزراء دولة.

لكن الانقلاب الذي حققته قوى 8 آذار وحلفاؤها على الاكثرية باسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وتسمية ميقاتي خلفا له، خلط موازيين القوى، ولم تعد حصة رئيس الجمهورية تبعا لذلك من الضرورات التي ترغب قوى 8 آذار وحلفاؤها في منحها له.

وفي حين يصر عون على الحصول على الداخلية كاحدى الوزارات السيادية التي يريدها من ضمن حصته الوزارية، تخشى مصادر سياسية مطلعة على اجواء المفاوضات ان يكون هذا التمسك سبيلا الى ارجاء تشكيل الحكومة لضرورات تتعلق بالموقف السوري من تطورات المنطقة، وتريث "حزب الله" في دفع الامور نحو خواتيمها، وان تنازل عون عنها يصبح امرا حتميا اذا اقتضت مصلحة الطرفين المذكورين امرار الحكومة بحسب جدول اعمالهما ربطا بصدور القرار الاتهامي. الا ان الوزير جبران باسيل يؤكد لـ"النهار" ان "تكتل التغيير والاصلاح" مصر على الحصول على وزارة الداخلية "كوزارة سيادية"، نافيا ان يكون التمسك بها بهدف العرقلة، فليعطونا وزارة المال كوزارة سيادية، فنتخلى عن الداخلية".

لكنه يتخطى الحديث عن الداخلية ليرد بعنف على المهرجان الخطابي الذي اقيم امس في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري غامزا من قناة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لان "الهجوم الذي شنه الرئيس سعد الحريري على الوسطية، يطول الذين مدوا الجسور معهم لادخالهم الى الحكومة، وبهذا الكلام تحولت المعارضة التي اعلنوها معارضة تخريبية ومشروعا تآمريا على لبنان هم شركاء فيه".

لماذا الداخلية؟

لم تكن وزارات الداخلية منذ الاستقلال وحتى الحرب اللبنانية وخلالها، حكرا على طائفة او على فريق سياسي. ورغم انها كانت في بعض الفترات الحساسة عدة الشغل لرئيس الجمهورية، على قاعدة توليها اقرار قانون الانتخاب ( وتقسيم الدوائر) وتنظيم الانتخابات، والتحكم في بعض مفاصل الحياة السياسية والامنية الداخلية، خضعت للمداورة بين كل الافرقاء والطوائف على مدى الاعوام الماضية. فتولاها رؤساء كالرئيس كميل شمعون وفؤاد شهاب وسليمان فرنجيه، ورؤساء حكومات كرياض الصلح وتقي الدين الصلح ورشيد كرامي وصائب سلام ورشيد الصلح وشفيق الوزان، ورؤساء مجلس نيابي كصبري حمادة، وقادة بارزون كريمون اده وبيار الجميل وكمال جنبلاط وبهيج تقي الدين والامير مجيد ارسلان.

واليوم خلال السجال على توزيع الحصص السيادية على الطوائف، بدا انها محصورة بالطائفة المارونية بعدما حسمت المسودة الاولى وزارة المال لسني والخارجية لشيعي والدفاع لارثوذكسي، فيما بدا ان طرح اعطائها لوزير درزي، لم يكن سوى مناورة سياسية داخل الصف الدرزي.

شكلت وزارة الداخلية احدى الوزارات السيادية الفاعلة نظرا الى ان تركيبتها الداخلية ودورها الامني يتخطيان قدرة اي وزارة اخرى، بما في ذلك وزارة الدفاع التي تعود الامرة الامنية فيها الى قيادة الجيش، فيتقلص دور وزير الدفاع ليكون صوتا سياسيا في الحكومة اكثر منه الآمر الناهي في المؤسسة العسكرية.

تسمح هيكلية الداخلية للوزير بان يختصر في دوره اكثر الملفات حساسية، ولا سيما في المراحل السياسية الخصبة، كما في الانتخابات النيابية قانونا وتنظيما. لكن دوره ايضا يكمن في تفاصيل الحياة السياسية، من خلال التسلسل الاداري الذي يجعل اجهزة قوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة وجهاز امن المطار تابعة له، مع ما يترتب على ذلك من ملفات لها علاقة بضبط الامن والسجون والسير والميكانيك والامن العام وتشعباته، اضافة الى امساكها بالاجهزة الحساسة كالمديرية العامة للاحوال الشخصية وشؤون اللاجئين الفلسطينيين. يضاف الى ذلك تولي وزارة الداخلية العمل البلدي من خلال الاشراف على اعمال المحافظين والقائمقامين والبلديات، بما يجعل من الوزارة دولة مصغرة قائمة بذاتها.

تحولت وزارة الداخلية بعد الطائف والوجود السوري في لبنان اداة اساسية لجهة تطبيق السياسة السورية بواسطة قانون الانتخابات، كما كانت الحال مع وزارة الدفاع بدرجة اولى، وغيرها من الوزارات، لكنها استأثرت بحصة الاسد من الاهتمام بعد صدور مرسوم التجنيس عام 1994.

شكلت الوزارة بعد عام 2005، اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مفصلا اساسيا في المسار الذي ارساه "تيار المستقبل" في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي من خلال الاتيان بالوزير حسن السبع للداخلية في نيسان 2005،، وعاد اليها بعد تشكيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاولى بعد الانتخابات النيابية عام 2006، ثم قدم استقالته منها اثر حوادث 5 شباط عام 2006 في الاشرفية، ليتسلم ادارتها بالوكالة الوزير احمد فتفت، ويعود السبع لاحقا في 23 تشرين الثاني 2006.

يقر المدافعون عن تسلم "تيار المستقبل" حقيبة الداخلية باهمية الوزارة في الفترة الانتقالية بين عهدي الوجود السوري من لبنان ومرحلة الاستقلال الثاني، فالعنصر الاساسي في الوزارة تركز من خلال حرص "تيار المستقبل" على التمسك بها بعدما عاد الى فرع المعلومات العقيد وسام الحسن، الذي كان استقال بعد خروج الرئيس رفيق الحريري من السلطة وعاد الى الفرع اثر تسلم اللواء اشرف ريفي منصب المدير العام لقوى الامن الداخلي، وما دار من سجال حول تحويل الفرع شعبة.

وتميّزت الفترة الممتدة من عام 2005 الى الان، باهمية العلاقة التي ربطت الفرع، وتلقائيا المديرية بلجنة التحقيق الدولية، ثم مع المحكمة، وقد ساهم عمل الفرع في تحقيق خرق اساسي في ملف الاتصالات، وهو الامر الذي كان السبب في اغتيال الضابط وسام عيد بحسب "المستقبل". ولاحقا تطور عمل الفرع وخصوصا بعد الدوحة، الى تركيز جهد خاص على ملف التعامل مع اسرائيل.

ومع استقالة حكومة الحريري عادت وزارة الداخلية لتكون محور السجال بين سليمان وعون، الذي وصف تجربة الداخلية الاخيرة بالفاشلة. ويعتقد بعض المتابعين لهذا الملف ان وراء التمسك بالداخلية جملة ملفات عالقة، منها اعتبار 8 آذار ان الفرصة ستكون سانحة لها للامساك بمفاصل الحياة الاساسية من خلالها، سواء عبر اقرار قانون الانتخاب المقبل، واللامركزية الادارية، والتعيينات الامنية الحساسة، واطاحة رئيس فرع المعلومات، واعادة تشكيل مجلس قيادة قوى الامن الداخلي. ولكن الاهم هو ان فريق 8 آذار يخشى ان تؤول الوزارة الى اي طرف محايد يسهل عمل المحكمة الدولية.

باسيل

حتى مساء امس كانت قوى 8 آذار وحلفاؤها في انتظار ما ستسفر عنه كلمات ذكرى 14 شباط، ليبنى على الشيء مقتضاه في المفاوضات حول الحكومة. وفي رد اولي قال باسيل لـ"النهار" ان "الكلمات تميزت بالاعتراف بالاخطاء والاستمرار بالاخطاء في الوقت نفسه، والعودة الى الجذور لا تكون بعد الخروج من السلطة، بل خلال تولي السلطة. لقد تنكروا لمبادئهم وخانوا الانظمة التي وقفت الى جانبهم، فالنظام المصري كان في طليعة من وقف الى جانبهم، وبالامس حيا الثورة التي اطاحته. والخطأ الاكبر الذي وقعوا فيه هو انهم اعتبروا ان ثورة مصر وتونس امتداد لثورة الارز فيما هي العكس تماما.

واستطرد في الحديث عن استهداف الحريري للوسطية وقال" هذا الكلام يجب ان يسأل عنه الوسطيون الذين حاولوا مد الجسور مع 14 آذار، وتركوا لهم مساحة من الحرية والوقت لينضموا الى الحكومة. ولكن الكلام الذي سمعناه يعني انهم تحولوا معارضة تخريبية لا تعطيلية فقط، وفيها بذور الخيانة الوطنية وامتداد الى الخارج".

وهل الاحتفال سيؤدي الى قطع طريق التفاوض مع 14 آذار حول دخول الحكومة بعدما اعلن الحريري معارضته، اجاب: "نحن اعلنا شروطنا لدخولهم الحكومة، وكلامهم يعني عكس هذه الشروط، ولا مجال لهم للانضمام الى حكومة يطرحون فيها نقيض ما نطرحه في البيان الوزاري. نحن حرصاء على تأليف حكومة لا تفجيرها".  وفي موضوع التفاوض داخل المعسكر الواحد حول التشكيل، لا يبدو "تكتل التغيير والاصلاح" مستعجلا، "فوزارة الداخلية تعنينا، ونحن لم نطالب بها للعرقلة، بل طرحناها لاننا نريد استعادة هيبة الدولة، والداخلية تمثل هذه الهيبة بإقرار الجميع. وليس معقولا انه كلما حدثت ازمة داخلية يتدخل الجيش لحلها على الارض، حيث يفترض ان تتدخل القوى الامنية التابعة لوزارة الداخلية. حتى ازمة السير (كما حصل في فاريا الاسبوع الماضي) لا تحل الا اذا تدخلت قوى الجيش والمجوقل. قوى الامن لا تستطيع معالجة مخالفة حفر بئر او ازمة سير او تظاهرة".

ويقول "للذين يريدون قوى الامن قوية، نقول لهم نحن ايضا نريدها قوية، ولذلك نريد وزارة الداخلية حتى تصبح قوى الامن قوية، لان السلاح في يد الضعيف يؤذي".

والاصرار على تولّي وزارة الداخلية تتعدد اسبابه، نافيا ان يكون الهدف منه تعطيل الحكومة، ويؤكد ان "السبب الرئيسي اننا نريد وزارة سيادية، واذا كانوا يتهموننا بالتعطيل فليعطونا وزارة المال، كحقيبة سيادية، ويحل الموضوع. نحن اقترحنا وزارة الداخلية بعدما قال ميقاتي انه يرغب في وزارة المال".

وهل كان الهدف من الامساك بالداخلية هو قطع الطريق امام تعاملها مع المحكمة الدولية ومطالبها يجيب: "اي امر يتعلق بالمحكمة مسؤولة عنه الحكومة مجتمعة، وليس وزير الداخلية وحده. لماذا لا يطرح السؤال نفسه عن وزارة العدل (صاحبة الصلة الاقوى بالمحكمة) او الدفاع او وزارة الاتصالات او غيرها من الوزارات المسؤولة ايضا عن مطالب المحكمة؟ في اي حال، امام الحكومة الجديدة سلسلة ملفات لها علاقة بالمحكمة الدولية ويفترض ان تبتها سريعا".

ويعدد باسيل سلسلة امور تقنية مرادفة لاهمية وزارة الداخلية، من ملف الاموال البلدية العالقة، وعمل البلديات كسلطة محلية، وعمل المحافظين والقائمقامين، وصولا الى سلسلة ملفات عالقة حتى الان، في ملف التجنيس وقرارات مجلس الشورى غير المنفذة، ومجلس قيادة قوى الامن الداخلي.

 

ما قاله 14 شباط

راشد فايد/النهار    

ما قاله احتفال 14 آذار أمس وبصوت عال هو أن العين يمكنها أن تقاوم المخرز، وأن المدنيين العزل يستطيعون مواجهة السلاح المنقلب على أهله، وأن السباحة ضد التيار ممكنة.

فلقد سجلت ذكرى استشهاد رفيق الحريري السادسة أنها مرت بلحظة ذروة يعيشها فريقا المواجهة السياسية: توج "حزب الله" استكمال دويلته الخاصة بفرض ولايته على الحياة السياسية في الدولة اللبنانية الى حد "تعيين" رئيس الوزراء و"فحص" من يستطيع القيام بأعباء المهمة ومن لا يستطيع، بعدما لوح بعصاه السوداء في وجه من تردد في تأييد من اختار.

في المقابل خرجت قوى 14 آذار من الحكم مصممة على استكمال المواجهة السياسية بعدما استنفدت كل تفاؤلها في إمكان إقناع اصحاب الدويلة برذل عشق الوصاية والالتفات الى الرابطة الوطنية وبناء الدولة.

وكشفت الوقائع أن محاولات حماية المقاومة باحتضان من 14 آذار لم تؤد الى إقناع أصحاب السلاح بجعله جزءا من القرار الوطني لا أداة في يد استراتيجية إقليمية بهوية غير عربية، إذ لم ينفع التحالف الرباعي الانتخابي عام 2005 كما لم تنفع طاولة الحوار، على تكرار انعقادها، وكذلك لم ينفع اتفاق الدوحة وثلثه المعطل.

كانت 14 آذار تتصرف بمنطق الديموقراطية، فيما كان الحزب الحاكم يتصرف بخبث المتحين المتصيد لفرصة الانقضاض على هذه الديموقراطية، ولو كلفه الأمر تجذير المذهبية والمقامرة بمصير طائفة بحالها، فارضا عليها أن تكون حصنه، بعد أن "غمرها" بكل إمكاناته، من المال "الطاهر" الى المؤسسات التربوية والهيئات الاجتماعية والحراسات الأمنية.

كانت 14 آذار تبحث عن الحوار، وتصوغ مشاريع لإعادة بناء الدولة وانعقاد مصالحة وطنية شاملة، بينما كان الحزب يبحث كيفية احتلال بيروت، والتجسس على الناس في يومياتها، والسطو على تحقيقات القضاء الدولي، وزرع الميليشيات المسلحة في الأحياء والقرى حيث يتصيد المتبطلين والعاطلين عن العمل ويهديهم "فانات الأكسبريس" ليكونوا عسساً على الأهالي يعدون عليهم الأنفاس.

كانت 14 آذار تمارس السياسة كأنها في أعرق الديموقراطيات بينما خصمها يتحضر للتملص من التزامه الحوار وللانقضاض على السلم الأهلي بابشع أنماط الميليشيات ومشتهي الهيمنة.

دفعت "ثورة الأرز" الكثير من رصيدها حين اختارت المراهنة على حس وطني بأهمية الدولة الديموقراطية لدى الفريق الآخر. رهان مكلف أشعر جمهورها بهوة تبعده عن مبادئه التي رفعها يوم رفْض الوصاية وتفكيك الدولة، وتقوده الى تسوية على ما لا تُقبل التسوية في شأنه.

ساهم صمت القيادة في تعزيز الشعور بالخيبة، ولم تقصر وسائل إعلام "الحزب القائد" في ضخ الأكاذيب والأوهام لإظهار الرئيس سعد الحريري قابلا بالإملاءات التي تروّج لها.

كان جمهور 14 آذار يقاوم عملية غسل دماغ جماعي يمارسها ببغاءات 8 آذار ووسائل إعلامها، وكانت نقطة ضعفه أن قيادته لا تصارحه بالوقائع، وتعتقد أن الصمت يسهل سعيها الى إخراج لبنان من المراوحة، ويسمح بالوصول الى تحقيق الشراكة الوطنية.

كان الصمت تحت غطاء السين – سين يسهّل على الفريق الآخر إطلاق المزاعم الى حد إشعار اللبنانيين بأن الوصاية عادت إلى لبنان برضى 14 آذار.

أمس، في ذكرى الشهيد الكبير رفيق الحريري، في 14 شباط 2011 عادت الأمور إلى نصابها.

بعد 6 سنوات على 14 آذار 2005 تعود الصورة جلية وأكثر وضوحا: لامساومة على المحكمة الدولية ولا على بناء الدولة ولا على العيش المشترك.

سقط منطق تجريب التسوية، والبحث عن حل تحت سقوف من أحرف الأبجدية: لايبني الدولة إلا أبناؤها ومن دون سلاح سوى سلاح الإرادة والصمود. الدرب الى ذلك طويلة لكنها أكيدة. فجدار الأحكام العرفية وقانون الطوارئ بدأ يتهاوى. قد يتأخر المشهد المصري والتونسي، واللبناني أساسا، في بعض بلدان المشرق العربي لكنها عدوى لا تقاوم.

أبرز الغياب أمس كان منطق المهادنة، كذلك الانفعالات الغبية، وردود الفعل الفارغة من المضمون السياسي، والمقطوعة عن أي عمق ثقافي، والمرتهنة للأحاسيس البدائية كالحقد والانتقام والضغينة والتشنج المرضي. كان أمس يوم إعلان نضوج حركة 14 آذار، وتأكيد نقائها من أدران لحقت بها لحظة إنطلاقتها العفوية، ليس أقلها شأنا الانتهازية السياسية والزبائنية لدى بعض من تقدم مسرح القيادة من دون أن يُدعى. درب 14 آذار طويل. بالأمس سقط جاحد من المسيرة، وبعده سقط متنكّر. صَلب عود "ثورة الأرز". عادت الى الجذور. الانتفاضة في الإنتفاضة لم تعد شعارا. صارت واقعا. التمسك بالجذور ليس صنعة سعد الحريري وحده، هو إرادة لبنانية جامعة، تحديدا حين  تكون المواجهة بالوضوح التي هي عليه اليوم: إرادة الاستقلال والسيادة تواجه حلفاء الوصاية ومروجي تحالف الأقليات ومسوقي الاستراتيجيات المعادية للهوية العربية التي تجمع المنطقة.

 

المعارضة الجديدة تلاقي خروج اللعبة عن قواعدها

حكومة اللون الواحد سباحة عكس التيار في المنطقة

النهار/روزانا بومنصف   

دعا الرئيس التركي عبدالله غول، في اثناء مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الايراني محمود احمدي نجاد في طهران، حكومات دول الشرق الاوسط الى الاستماع الى مطالب شعوبها واخذها في الاعتبار، مع ضرورة ان تجري هذه الدول اصلاحات اساسية سياسية واقتصادية بالتزامن مع قمع النظام الايراني تظاهرة للمعارضين الايرانيين لم تنظم ضد النظام بل تضامنا مع تونس ومصر. هذه المفارقة توقف عندها مراقبون ديبلوماسيون تابعوا في الوقت نفسه حض الرئيس السوري بشار الاسد دول العالم على تغيير سياساتها تجاه المنطقة في اطار شرحه لوزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني مناعة نظامه ضد ما حصل في مصر واعتماده سياسة الانفتاح اخيرا عبر فتح مجالات الانترنت امام الشعب السوري. هذه المؤشرات، تقول المصادر المراقبة، هي التي يجب متابعتها في اطار قيام الحكومة العتيدة في لبنان متى كانت من لون سياسي واحد. فأي من التطورين في ايران او في سوريا لا يعنيان ان أياً منهما سيشهد تغييرا في المدى المنظور على غرار مصر انما يعنيان ان هذه المتغيرات الاقليمية يمكن ان تؤدي الى مترتبات اخرى خصوصا مع انهيار نظم قوانين الطوارئ في دول المنطقة وعدم امكان ضبط الشعوب تحت هذه الذرائع، كما انهما يعنيان ان هذه الدول تتحسب لما يمكن ان يطاولها فتعطي مؤشرات قوة للداخل والخارج عن عدم تأثرها كحكم سوريا على الناشطة السورية طل الملوحي بالسجن خمس سنوات او مواجهة الشرطة الايرانية المعارضين واقفال الطرق الى منازل قادتهم، خصوصا ان الحكم الانتقالي في مصر دحض بعض تطلعات هاتين الدولتين بالتحديد حول التهليل للثورة في مصر على انها ابتعاد مصر عن التزاماتها في السلام، متجاهلين ان لغة ما يسمى انظمة ممانعة سقطت من خطاب الشارع المصري ولغته إن في مواجهة اسرائيل او الامبريالية الدولية وغطرسة الاستكبار وما شابه من تعابير تستخدمها الانظمة العربية لقمع شعوبها واسكاتها. ولذلك تثير هذه المصادر اسئلة عما اذا كان يمكن فرض اتجاهات معاكسة لما يجري في المنطقة في لبنان من خلال اخذه عبر حكومته الى فلك هاتين الدولتين وفق ما ترى هذه المصادر، خصوصا اذا وعى اللبنانيون القدرة على اعادة احداث التغيير وفق ما لمس هؤلاء من قادة قوى 14 اذار ونيتهم في ذلك.

فالحكومة العتيدة افقها الاقليمي مفتوح على واقع متوتر وخائف وعلى افق دولي مراقب بحذر الى جانب واقع تفلت قوى 14 آذار من قيود السلطة وانطلاقها الى افق المعارضة على قاعدة عوامل حددها الرئيس سعد الحريري والاركان الآخرون وفق عنوانين اساسيين هما الى قدرة المعارضة على "حرق" اهل السلطة الجديدة تبعا لملفات ستكون مثقلة:

- التمسك بالمحكمة وعدم التنازل عنها وتحرر الرئيس الحريري بالذات من مسؤوليته في هذا الاطار ازاء "حزب الله" مع قرار اتهامي على الابواب، وفق ما قال هو نفسه في خطاب استعاد روحية 14 اذار 2005.

- بروز سلاح " حزب الله" عامل خلاف اساسياً بحيث بات جزءا من اي معادلة او صيغة يمكن ان تبحث في اي وقت ليس من منطلق الاستراتيجية الدفاعية بل من باب تحرير لبنان من استخدامه الميلشيوي وفقا للقرار 1559. وهذا الموضوع هو اكثر من موضوع خلافي، لكن اللعبة السياسية متى لعبت وفق ما لعب " حزب الله" في الاشهر الماضية تعطي الضوء الاخضر لان تخرج الامور عن القواعد التي قامت عليها الحكومة السابقة الى قواعد اكثر صراحة.

فالمعارضة الجديدة تنطلق من منطلقات قوية في الشكل كما في المضمون. في الشكل الذي هو مناسبة 14 شباط واغتيال الرئيس رفيق الحريري وتحويل المناسبة الى الاحتفال بذكرى "شهداء ثورة الارز" التي كانت بدورها وحياً للشعوب العربية في ثورتها الراهنة. وفي المضمون من حيث مراجعة سياسة مد اليد التي اعتمدت طويلا حرصا على الوحدة وثغر اخرى اعادها الرئيس الحريري الى الضوء إن في شرح زياراته الى سوريا التي تم الاعتراض عليها من فريق 14 اذار او التفاوض الذي اجراه مع "حزب الله" تجنبا لتداعيات القرار الاتهامي. اذ ان هذه المنطلقات لا تطبع الحكومة العتيدة بطابع اللون السياسي الواحد فحسب، بل تنزع عنها مسبقا اي شرعية سياسية شاملة او اي غطاء لها في أي امر يتصل بهذين العاملين مما يمكن ان يكشفها محليا وخارجيا ويعطي بدوره مستمسكا قويا للدول الخارجية ازاء حكومة فئوية في الدرجة الاولى، وازاء قراراتها خصوصا مع قرارين لهما صدى معين لدى المجتمع الدولي، اضافة الى وضع كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي امام مسؤوليات وطنية حرجة. الاول من خلال امكان توقيعه على حكومة تناقض ميثاق العيش المشترك على نحو لا ينهي موقعه التوافقي فحسب بل يطاول التعهدات التي اخذها على عاتقه لدى انتخابه مع كل التبعات التي يمكن ان تواجهه في ما تبقى من عهده، والآخر من خلال تطبيقه لمبدأ الوسطية التي يحمل عنوانها. وفي الحالين فان اللعبة الديموقراطية وممارستها وفق اصولها ستتيح استخدام الاسلحة السياسية التي توفرها من دون تحفظ على الاقل على غرار ما اعتمدته قوى 8 آذار على رغم ان الاخيرة مارست المعارضة في حين انها كانت دوما شريكة في السلطة. والمؤشر لذلك هو مشاركة النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون في المهرجان باعتبار ان اوراقا سقطت على طريق سقوط الالتزامات السابقة.

 

سعد يبقُّ البحصة

"زيّان" /النهار

من أين ندخل في الأسطورة، من اين نشق الطريق الى عالم رفيق الحريري، من اين نبدأ بتلاوة السيرة، وتلاوة الافعال، وتلاوة فعل الايمان الذي جسدته ارادة رجل قصفته الاحقاد عليه وعلى لبنان في ذروة عطائه؟ من العسير والمستحيل اختصار هذا الرجل بكلمات، وبالاحاديث، وبالحكايات، وبالشهادات، وبأقوال الالوف المؤلفة من الذين كان هذا الرفيق يشكل بر الامان ومرجع الايام الصعبة بالنسبة اليهم. من لبنان الذي خلّفته ركاما واطلالا حروب الطوائف والقبائل والشعوب، وحروب الآخرين، وحروب اولئك المنخرطين في احلاف جهنمية معبّأة بالضغائن والدسائس والحسد والغيرة. أم من تلك الأعجوبة المدهشة التي أبدعها ايمان ذلك الرجل المليء بالايمان والعزيمة والصدق والوفاء والاخلاص والنبل والشهامة، والتي استرجعت لبنان بمهارة وتصميم من افواه حيتان الداخل والخارج القريب كما الخارج البعيد، ولتسترد لاحقا الامانة البشرية من المنافي والمغتربات ودنيا التشرد والضياع؟

ام من هاتيك المسيرة التي لا تقل اصرارا عن مسيرة الألف ميل، وحيث اعيدت صياغة الوطن الرسالة في حرمة ميثاق وطني، ودستور الطائف الذي لا يزال جوهره ممنوعا من الصرف، ونظام ديموقراطي برلماني يكاد المشعوذون وكشّاشو السياسة والحمام وباعة الوطنية بالجملة والمفرق، ان يفرغوه من جوهره وكل ما يميزه وكل ما يتميز لبنان به؟

ينتهي الوقت ولا ينتهي الكلام. تنتهي الصفحات ولا نستوفي بعضا مما اعطى هذا العصامي الطافح بالامل والتفاؤل والمسيج بالإرادة التي تفلُّ الحديد وتحل في مرتبة رابع المستحيلات.

ولن افيض هنا، في الذكرى السادسة، بالكلام عن المآثر والعطاءات والمبرات وما تحدثت عنه صحف الدنيا ومنابر العالم عن دفق المحبة والرعاية لصفوف لا تحصى من المتخرجين من ارقى جامعات الاختصاص في العالم، الى صفوف اولئك الذين نغّص الدهر والقدر ايامهم، فجاءتهم البشرى من نبيل لا تدري يده اليسرى بما فعلت يده اليمنى.

وكلما مرت الايام وتقدمت الاعوام، تبلورت اكثر فأكثر قصة رجل فاجأ لبنان والعالم في احلك ظروف مر بها لبنان منذ تكوينه، حين غادر طائرته قاصدا من دون استراحة ساحة البرج التي هجرتها الحياة، وتلك الاسواق التي ميّزت بيروت وتاريخها، ليقول وهو واقف قرب بقايا النورماندي: غدا نبدأ المشوار، وتبدأ الورشة.

و"غدا" بدأ كل شيء، ليكون ما كان، وما هو ماثل لكل ذي بصيرة الآن...

لكن لبنان رفيق الحريري لا يزال اسير الاطماع، والتجاذبات، والاعاصير الداخلية والمستعارة. ومن بيت أبيه وانسبائه يُضرب.

ولا تزال الشهوات السافرة والاحقاد المضمرة تطبخ الازمات، وتعلق الكيديات والضغائن لتفلتها في الساحات وحول القصور والسرايا والاحياء والزواريب.

ولا يزال ضعاف النفوس، وشحاذو المناصب والمكاسب، وصريعو الشهوات والاستئثار والغطرسة يغامرون بكل ما تحقق، ويقامرون بالوحدة والميثاق والدستور، ويفعلون السبعة وذمتها، مستهدفين العملاق المستريح في ضريحه، ومستهدفين بالتلازم معه نجله سعد الامين على الرسالة والنهج والقسم، الرئيس سعد الحريري الذي حمل الراية بوفاء والتزام وصدق وشجاعة، معلناً في احتفال "البيال" لاءات واضحة، وبرنامجا لمعارضة تعود بقوة الى الـ"لا" التي دفع والده الشهيد حياته ثمنها. والى مصارحة شاملة، لم تترك نقطة، او علامة استفهام، او معادلة، او س – س، او زيارة لدمشق، الا ووفّاها حقها من الشرح والتفصيل. وبدقة تناول الموضوع الداخلي بكل تفاصيله، وجزره، ومربعاته، وسلاحه، مؤكدا التمسك بمشروع الدولة الحاضنة للجميع، والنظام، والاستقلال والحريات، والمحكمة والعدالة. ومع "لأ" شاملة وفصيحة جدا، بقّ سعد البحصة، اخيرا، ولم يترك مجالا لالتباس "يعبره" المتربصون الى غايات شتى ومخططات، وتربص، وظلم وطغيان. وبدءا من امس انطلقت مسيرة العودة الى الجذور.

 

عون يقاتل للحصول على الداخلية ليصفي حساباته مع ريفي والحسن

"السياسة" -خاص:فيما لم تفلح كل الجهود والوساطات التي بذلت حتى الساعة مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون لتليين موقفه في ما يتعلق بالشروط التي يضعها أمام الرئيس المكلف نجيب ميقاتي, علمت "السياسة" من مصادر موثوقة أن عون أبلغ الوسطاء الذين زاروه في الساعات الماضية ومن بينهم معاونا رئيس مجلس النواب والأمين العام ل¯"حزب الله" علي حسن خليل وحسين خليل, إصراره على أن تكون حقيبة وزارة الداخلية من حصته, وأن هذا الأمر محسوم بالنسبة إليه, ولن يتنازل عنها مهما اشتدت الضغوطات عليه. وأكد عون للوسطاء أنه الأحق من غيره بالحصول على حقيبة الداخلية, ولن يتنازل عنها هذه المرة مهما كانت المبررات, لأنه يريد أن يقدم تجربة جديدة في عمل هذه الوزارة, تعيد الاعتبار من خلالها إلى عمل المؤسسات الأمنية التابعة لها, خلافاً للوضع الذي كان سائداً في السنوات الماضية.

وقالت مصادر نيابية في تكتل "التغيير والإصلاح" ل¯"السياسة" إن مطالبة عون بوزارة الداخلية ليست موجهة ضد الرئيس ميشال سليمان أو الوزير زياد بارود شخصياً, وإنما تأتي في إطار حقوقه المشروعة كأحد أقوى الأطراف المسيحية على الساحة الداخلية, ومن الطبيعي أن تكون هذه الوزارة في حصته, وهو أبلغ الرئيس المكلف وكل المعنيين بهذا الموضوع, ولن يتراجع أمام كل الضغوطات التي قد تواجهه على هذا الصعيد. لكن في المقابل, حذرت أوساط بارزة في الأكثرية من أن يكون إصرار النائب عون على حقيبة الداخلية عبر أحد المقربين منه, هو سعيه إلى تصفية حسابات قديمة مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وشعبة المعلومات التي يترأسها العقيد وسام الحسن, والعمل على إلغاء هذه الشعبة والمطالبة بمدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي, مدعوم من حلفائه في فريق "8 آذار", في حال شكلت حكومة من لون واحد.

وأضافت ان عون يريد التخلص من شعبة المعلومات التي أوقفت القيادي في "التيار الوطني الحر" العميد المتقاعد فايز كرم بتهمة التعامل مع إسرائيل.

 

دعم اغترابي لتنفيذ القرارات الدولية  

أوباما وكلينتون يحذران ميقاتي من المس بالمحكمة الدولية

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

جدد الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون في بيانين صدرا اول من امس في وقت واحد تقريبا من واشنطن رفض الولايات المتحدة اي "التدخل بعمل المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري وشخصيات لبنانية اخرى او محاولة اثارة التوتر في لبنان", فيما دعت وزيرة الخارجية حكومة نجيب ميقاتي المقبلة (اذا تشكلت) الى "الالتزام بتعهدات لبنان في ما يتعلق بالمحكمة الدولية اذ لن يكون هناك سلام واستقرار في لبنان في نهاية المطاف من دون عدالة".

وقال الرئيس الاميركي لمناسبة الذكرى السادسة لاستشهاد رئيس الوزراء اللبناني السابق في (فبراير) 2005 وعشية صدور القرار الاتهامي لمدعي عام المحكمة الدولية في لاهاي دانيال بلمار ان "انهاء الافلات من العدالة في لبنان هو امر ضروري لبسط الاستقرار على الشعب اللبناني الذي يستحقه وان اي تدخل لعرقلة مسار المحكمة ستنجم عنه ضغوط على المتدخلين من الصعب احتمالها. واضاف اوباما "اننا مازلنا ملتزمين بالتطبيق الكامل لقرارات مجلس الامن الدولي 1559 و1680 و1701 ونحن ندعو جميع اصدقاء لبنان للوقوف الى جانب شعبه الذي يجب ان يكون حرا في اختيار مصيره". كذلك دعت هيلاري كلينتون حكومة نجيب ميقاتي المزمع تشكيلها الى ان "تأخذ المحكمة الدولية طريقها الى كشف القتلة لمنع عائلات لبنانية اخرى من التعرض لمعاناة الحزن على فقدان احبائهما على ايدي المجرمين الجبناء". واكدت ان الولايات المتحدة مستمرة في دعمها الكامل لتطبيق القرارات الدولية 1701 و1680 و1559 "لان هذه القرارات هي شهادات على سيادة لبنان واستقلاله. ومن مقره في ميامي الاميركية وجه رئيس الاتحاد الماروني العالمي الشيخ سامي الخوري الى الكونغرس ومراكز القرار في الادارة الاميركية رسائل تدعو الى معاملة الولايات المتحدة رئيس الحكومة الجديد نجيب ميقاتي والوزراء الذين ينوي تشكيل حكومة »حزب الله« منهم, على انهم حلفاء لحسن نصر الله المدرج هو وجماعته على لائحة الارهاب الاميركية وبعض لوائح الارهاب الدولية الأخرى, وبالتالي منعهم من السفر الى الولايات المتحدة واوروبا وتجميد موجوداتهم وأرصدتهم واقفال مصالحهم اسوة ببعض حلفاء سورية وإيران الذين صدرت بحقهم مثل هذه الاجراءات في السابق, وبينهم وئام وهاب وناصر قنديل وجوزف سماحة وعبدالرحيم مراد وجميل السيد ومصطفى حمدان وعلي الحاج. وقال الخوري في رسائله: كيف يمكن السكوت عن قيام هذا الحزب الارهابي »حزب الله« بتشكيل حكومة جديدة تسيطر على البلاد والعباد وخصوصا على مفاصل الدولة الحيوية مثل قيادة الجيش ووحداته وقوى الامن الداخلي المفترض فيها ان تطبق القرارات الدولية 1559 و1680 و1701 الداعية لتجريد الميليشيات المسلحة اللبنانية والفلسطينية من اسلحتها.

 

قراءة في خطاب نبيه بري الأخير

بقلم/حسان القطب

خطاب نبيه بري الذي ألقاه مؤخراً في الضاحية الجنوبية من بيروت استوقفنا لمراجعته من حيث الشكل وهي مناسبة 6 شباط/فبراير، وتخريج طلاب وطالبات من حركة أمل، وهو توقيت غير معتاد في هذه الفترة من السنة وكذلك الكوفية التي اعتمرها نبيه بري بعد أن حاربها طويلاً خلال حرب المخيمات.. ومن حيث المضمون ورد في نص الخطاب المكتوب بعناية ودقة لكثرة ما احتوى من مواقف إضافةً إلى رسائل وتحذيرات وتلميحات، وكلها تشير إلى التوتر الذي يطبع المرحلة السياسية المقبلة.. من هنا أينا ضرورة مناقشة هذا الخطاب ضمن هذين التوجهين بالتحديد..

من حيث الشكل لا بد من ملاحظة أن حفلات ومهرجانات تخريج الطلاب لدى حركة أمل وحزب الله لا تتناسب في توقيتها مع نهاية سنة دراسية لدى أية جامعة أو حتى ثانوية خاصة أو رسمية في لبنان والجوار، مما يعني أن هذه اللقاءات الجماهيرية التي تقام تحت عناوين تربوية وتثقيفية وتعليمية إنما هي في حقيقة الأمر عملية حشد للشباب والفتيات، لإطلاق مواقف سياسية ولخدمة توجهات معينة.. ولإعطاء الانطباع للرأي العام الداخلي والخارجي أن هذين الفريقين يتكاملان في ممارستهما لجهة الجمع بين العمل السياسي والعسكري والتربوي..لذا نرى الخطاب موجه للمشاهدين عبر الشاشات أكثر منه موجها للحضور..

والمناسبة التي أقيم لذكراها الاحتفال وهي 6 شباط/ فبراير.. قد عرّف عنها بري على الشكل التالي: (إن انتفاضة السادس من شباط مثلت فصلاً وطنياً وانتفاضة صنعت في لبنان، تمكنت من بناء قواعد ارتكاز للمقاومة في العاصمة والضواحي والجبل والبقاع والشمال في مواجهة الاحتلال من جهة، وأمنت أسباب النجاح للوصول إلى اتفاق الطائف ومهدت الطريق لعودة الدولة وأدوارها).. كثير من الشباب اللبناني لا يعرف ما جرى خلالها ولا حتى ماهيتها.. وهي في الأساس كانت انتفاضة مسلحة ضد رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك الرئيس أمين الجميل، وقد جرت برعاية وعناية سورية بالكامل وانقسم على أثرها الجيش اللبناني إلى قوى وشراذم طائفية..

 وقد احتل جرائها نبيه بري ووليد جنبلاط مدينة بيروت بالكامل بعد القضاء على قوى المرابطون البيروتية وغيرها من القوى المحلية، بعد أن ساهمت في إنجاح الانتفاضة، وتم بعدها تقسيم مدينة بيروت عاصمة اللبنانيين والعرب والمقاومة إلى مناطق نفوذ تستبيحها ميليشيات أمل التي يرأسها نبيه بري وميليشيات وليد جنبلاط... ووقعت بين عناصرهما اشتباكات دموية عنيفة كان سكان بيروت وأهلها وأرزاقهم وممتلكاتهم ضحايا لهذه الاشتباكات، وحرب (العلمين) بين بري وجنبلاط كانت خير دليل على عبثية هذا السلاح وعدم جدية فكر المقاومة وممارستها لدى هذين الرجلين..وهذه الحرب بين الزواريب والأزقة مهدت لدخول وعودة القوات السورية إلى مدينة بيروت ومن بعدها لكافة لبنان بعد حرب الإلغاء التي شنها حليف بري وجنبلاط اليوم العماد ميشال عون، وكان الاجتياح السوري لمدينة طرابلس الشمالية، وضرب حركة التوحيد الإسلامي فيها بقسوة وعنف لم يسبق له مثيل....

فالتعريف الذي قدمه بري عن 6 شباط/فبراير، لا يتناسب أبداً مع الوقائع التي مر بها وعاشها سكان مدينة بيروت.. ولن ننسى ذكر حصار مخيم صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة من قبل عناصر بري، خلال هذه المرحلة، وما تعرض له سكان هذه المخيمات من خسائر بشرية وعذابات وعمليات خطف وقتل وتنكيل، بعد أن كان قد سبق لهذه المخيمات أن تعرضت خلال الاحتلال الإسرائيلي لمجازر بشعة على يد إسرائيل وعملائها..أما الكوفية التي تزين بها بري أثناء إلقاء خطابه، فهي ليست للدلالة على عشقه للقضية الفلسطينية وشعبها، ولكن للتلميح أن روح الميليشيات ودورها وممارساتها لا تزال تسكنه، وانه على استعداد لخوض الصراع من جديد.. وتاريخ المناسبة خير دليل على هذه الروحية، وتعريف المناسبة بأنها كانت الأرضية الصالحة التي مهدت الطريق لانجاز اتفاق الطائف، مما يعني أن الصراع الآن الذي يأخذ شكلاً دستوريا بالشكل وليس بالمضمون وما ذكر على لسان وليد جنبلاط في أكثر من مناسبة وأكثر من مسؤول عما يتعرض له من تحذير يؤكد عدم دستورية ما يجري..

أما من حيث المضمون لا بد لنا من الوقوف على العديد من المغالطات أو الوقائع التي تجاوزها بري، ربما لأنه يتحدث مع جمهوره الذي لا يغالطه، ولكن ليس سائر وباقي اللبنانيين..

قال بري: (سبعة وعشرون عاما (على 6 شباط) ولم يتعلموا درس المشاركة وواصلوا احتكار السلطة واحتكار المال العام والاستدانة على المستقبل. سبعة وعشرون عاما انقضت على انتفاضة السادس من شباط التي ولدت من رحم القهر والغبن ووضع الشعب بين مطرقة العدوان وسندان الحرمان)... اللبنانيون يعرفون حالة الترويكا..(القيادات الثلاثة) التي حكمت البلاد إبان عهد الوصاية السورية.. وكان أضعف الثلاثة، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.. وتباهى بري بقدرته إبان تلك المرحلة على تسيير الأمور بالشكل الذي يريد.. وهو صاحب مقولة.( اللي بطلع الحمار على المئذنة بنزلوا).. وكان الرئيس الشهيد الحريري، يحث الخطى لسوريا باستمرار وكذلك الرئيس المرحوم الهراوي لتعديل بعض الأمور أو                  تخفيف مخاطرها.. ونظرة على إدارات الدولة قبل العام 1992، وما بعدها لنرى حجم الوصاية التي فرضت على المواقع والمناصب الرسمية.. في أجهزة الدولة الرسمية ناهيك عن وزارات الخدمات والمؤسسات الأمنية.. (أما الاستدانة على المستقبل).. فنحن لن نسأل بري (من أين لك هذا) فلسان حال اللبنانيين يتحدث، ومجلس الجنوب عنوان وشعار لكل المرحلة التي يهاجمها بري أي منذ العام 1992، وحتى اليوم، وكلنا يذكر تأخر تشكيل الحكومة السابقة بسبب ميزانية مجلس الجنوب.. وحال الأعمار التي ينعم بها لبنان اليوم رغم الحروب الداخلية العبثية والحروب العدوانية التي تعرض خلالها لبنان على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية لأبشع دمار وتخريب..كانت لا شك تتطلب استدانة بالغة الحجم لإعادة الأعمار ولتسديد فواتير الميليشيات المنظمة التي تحكمت بالمال العام عبر مواقع رسمية ومؤسسات.. إذاً لا تفرد ولا حرمان بل جشع وطمع ورغبة بالتفرد نعيشها اليوم ونرى ممارساتها.. والمال العام الذي يتباكى عليه بري، لم يتم استدانة أي مبلغ منه دون موافقته وجميعها كانت عبر مشاريع قوانين صادرة عن مجلس النواب الذي يرأسه منذ 20 عاماً..؟

ويقول بري أيضاً: (أننا في لبنان نعم، اتفقنا على المحكمة الدولية على طاولة الحوار، عندما لم تكن هذه المحكمة الدولية بعد قد أتى برنامجها إلى لبنان عندما لم تجر مخالفات الدستور وإدخالها إلى الأمم المتحدة، ولكن الطريق التي سلكتموها وسلكتها الحكومة غير الميثاقية وغير الدستورية إلى توقيع اتفاق المحكمة ونظام المحكمة وموقع لبنان في المحكمة لم يكن طريقا دستوريا على رغم نصوص الدستور).. للتذكير فقط ربما خانت بري الذاكرة .. فهو لم يتذكر كما لم يذكر سبب استقالة الوزراء الشيعة.. وهكذا كان يقال..الحكومة لا دستورية ولا ميثاقية لأن الوزراء الشيعة استقالوا..ألم يكن حينها حزب الله ونبيه بري يحرضون مذهبياً حين يحدثون عن استقالة وزراء طائفة ومذهب.؟؟؟ ولماذا يعترض اليوم على اجتماع دار الفتوى الذي أصدر مواقف وطنية وليست طائفية ومذهبية..

ثم من أغلق باب المجلس النيابي لما يقارب العامين دون مبرر ودون سبب.. سوى القدرة المسلحة التي يحيط نفسه وفريقه بها لتعطيل المؤسسات.. كل المؤسسات.. ألم يكن سبب الاستقالة من مجلس الوزراء وإغلاق المجلس النيابي هو منع تشكيل المحكمة الدولية وعرقلة عملها..واليوم يسأل نبيه بري عن الدستور..؟؟

ويضيف كذلك: ( جربنا أن نسلك الطريق إلى لبنان المشاركة والى جوهر النظام البرلماني الديمقراطي، فما حصدنا سوى خيبات الأمل، فقد جرى تعطيل كل مسعى إلى تنفيذ أحكام الدستور بتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية)..كيف يمكن أن نصدق أن من يقود حركة أمل منذ العام 1979، وإلى اليوم دون مؤسسات ودون تداول للسلطة داخل مؤسساتها هذا إذا كان هناك مؤسسات.. ويعلن سروره بسقوط مبارك الذي استأثر بالسلطة منذ 30 عاماً في مصر، وهو يستأثر بالسلطة أكثر منه بعامين على رأس حركة أمل أي منذ 32 عاماً.. أين القيادات داخل حركة أمل أين (عاكف حيدر وحسن هاشم ومحمود أبو حمدان ومحمد عبيد ومحمد بيضون ونسيب حطيط وسواهم) ممن فقدوا أو افتقدوا نتيجة سياسات بري الديكتاتورية داخل حركة أمل.. ويتحدث بري، عن الديمقراطية.. وربما المشهد الذي يدير به جلسات مجلس النواب خير دليل على هذا السلوك وهذه الممارسة..أما إلغاء الطائفية السياسية فهي أخر ما يحق له التحدث به.. لأنها عنوان الممارسة الكيدية، في كل المؤسسات.. وهي سبب تعطيل التعيينات منذ 5 سنوات.. وبالتوافق بينه وبين حزب الله...وتحت عنوان الطائفية والمذهبية يتدخل هذين الفريقين في كافة الانتخابات والتعيينات..

من السهل جداً إصدار الاتهامات والمواقف التي لا تستند إلى معطيات حقيقية.. ولكن ليس من الصعب دحضها وتفنيدها، لأننا شعب يملك ذاكرة وقضية...وكان الأجدى أن يكون الخطاب فاتحة حوار ونقاش لمعالجة الشأن الداخلي، وتنفيس الاحتقان، وتصويب الخلل، لا التحريض التخوين..

 

مريم رجوي: تظاهرة أبناء الشعب الإيراني اليوم تعكس إرادتهم لاسقاط الفاشية الدينية الحاكمة في ايران

قالت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية بشأن التظاهرات الشعبية الجريئة اليوم: ان انتفاضة أهالي طهران والكثير من المدن الايرانية اليوم وبهتاف الموت للديكتاتور أظهرت مرة أخرى إرادة الشعب الإيراني لإسقاط الفاشية الدينية الحاكمة في ايران وأن ارادة الشباب والنساء قد حطمت التدابير القمعية لنظام الملالي الحاكم في إيران والكم الهائل لقوات الحرس وميلشيات قوات التعبئة الهمجية. وأضافت السيدة رجوي ان انتفاضة الشعب الايراني شأنها شأن ثورة الشعبين المصري والتونسي ستتواصل حتى اسقاط الديكتاتورية الدينية الحاكمة في ايران وجميع عصاباتها وأجنحتها وتحقيق الديمقراطية والسلطة الشعبية في إيران، داعية المجتمع الدولي الى فرض عقوبات شاملة وقطع العلاقات مع النظام غير الشرعي الحاكم في إيران واتخاذ خطوة عاجلة لإطلاق سراح المعتقلين اليوم. ومنذ الساعات الأولى من بعد ظهر اليوم ورغم الإجراءات القمعية غير المسبوقة، شهدت مختلف أحياء طهران تظاهرات احتجاجية واقتحام القوات القمعية صفوف المواطنين ومواجهات بين المواطنين والقوات القمعية. ان الملالي المجرمين حاولوا يائسين خلال الاسابيع الأخيرة ومن خلال إعدام السجناء السياسيين لاسيما أنصار منظمة مجاهدي خلق الايرانية وعوائل سكان مخيم أشرف (حيث يقيم 3400 من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية) وخلق أجواء من الرعب والخوف حاولوا منع تصاعد الانتفاضات الجماهيرية. وكانت قيادة المقاومة الإيرانية قد دعت يوم 29 كانون الثاني (يناير) 2011 جميع أبناء الشعب الإيراني لاسيما النساء والشباب إلى الانتفاضة خلال الشهر الجاري ضد نظام الملالي الحاكم في إيران.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية – باريس

14 شباط (فبراير) 2011

 

شباب 14 آذار في ذكرى 14 شباط: كنا السباقين في التحركات وسنظل في مسيرة الاستقلال ومواجهة السلاح والدفاع عن الثوابت مهما حاولوا اقصاءنا 

باتريسيا متى/هم من نزل الى ساحة الشهداء ونصب الخيم... هم من رفض مبدأ الظلم والوصاية... وهم من ثاروا عليه واستشهدوا لمقاومته...

هم من نادى بالحرية والسيادة والاستقلال وهم من ألبس كل تلك الكلمات أبهى الحلل ورفعها الى أسمى المراتب...

بتحركاتهم يعود للحرية معنى ويتجدد الوعد والأمل بلبنان السيد الحر والمستقل... وبمقاومتهم الشريفة يتنشق لبنان الحرية بدلا من تنشق رائحة الموت في قلب العاصمة...

انهم وباختصار شباب قوى 14 آذارالعقل المدبر لثورة الأرز ويوم 14 آذار وهم معضلة نظرة الزمان للبنان نظرة افتخار وتفاؤل ونظرة قيمة لا تعرف الندم من الماضي ولا اليأس في الحاضر انما تعرف التخطيط لمستقبل يليق ببلد ضاهى الجنة جمالا واشراقا، للبنان...

وها هي محاولات الاقصاء و السيطرة عادت لتتحكم بلبنان وبشباب لبنان الذي لا يعرف الانضواء الا تحت سقف الحرية والكرامة... وها هم شباب 14 آذار يرفضون من جديد الانضواء الا تحت هذا السقف وتتجدد العزائم والارادات ألف مرة ليتلون لبنان من جديد باللون الأحمر والابيض والأخضر فقط لا غير...

مع رؤساء الخلايا الشبابية في 14 آذار كان لموقعنا حديث، تركز حول رؤية تلك الشباب الى المرحلة التي تفصل لبنان و14 آذار عن القرار الاتهامي وعن أهداف 14 آذار تحدثنا وكان شباب 14 آذار محور وأساس حديثنا... وختاما كانت كلمة للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولسائر شهداء ثورة الأرز وكلمة لكل من تحول عن ثوابت 14 آذار ليصبح خصما سياسيا في وطن ميزته الأساسية وحدة أبنائه في السراء كما الضراء...

عيد:ما نعيشه هو ثمرة ما حققته 14 آذار... ولن نتردد في أن نكون مشاريع شهداء لمواجهة السلاح الداخلي

رئيس خلية القوات اللبنانية شربل عيد اعتبر "أن المرحلة التي يمر بها لبنان في انتظار صدور القرار الاتهامي هي مرحلة تفصل لبنان بين نفق وآخر على اعتبار أنها المرة الأولى التي تتاح فيها للبنانيين فرصة معرفة حقيقة القتلة ومحاكمتهم من خلال احقاق العدالة التي يحاول من خلالها ايقاف لغة القتل والإغتيال ليتحول العمل السياسي الى عمل ديمقراطي وتنافسي بالمعنى الحقيقي على المدى القريب والبعيد لا مكان فيه للغة الدم والتهديد التي كانت تسود في الفترة الأخيرة والتي ستكون احدى أهم انجازات قوى الرابع عشر من آذار".

الى ذلك، وصف عيد هذه المرحلة "بالنسبة لقوى 14 آذار بالمرحلة الصعبة آملا أن يتمتع اللبنانيون بالوعي الكافي والعزيمة الحقيقية على اعتبار أننا لسنا تيار سياسي بل مقاومة بكل ما للكلمة من معنى تخوض معركة استقلال هذا البلد" معتبرا "أن تلك القوى أنجزت الكثير، فهي التي أخرجت الجيش السوري من الأراضي اللبنانية وأحققت تمثيلا دبلوماسيا بين لبنان وسوريا بعد أن كانت تلك الأخيرة لا تعترف بدولة لبنان اضافة الى عودة نبض الحياة السياسية في لبنان وخاصة المسيحية منها من خلال عودة العماد ميشال عون من المنفى وخروج الدكتور سمير جعجع من السجن عدا عن عودة الحرية السياسية في البلد من خلال الإنتخاب والتشكيلات الحكومية الحرة".

وتابع: "ما صنعناه وما نعيشه اليوم هو ثمرة لما حققته ثورة الأرز والأكيد أن هذه الثمرة ستنضح من خلال البت والاقرار بموضوع السلاح الغير الشرعي لأن الطريقة التي وصلت بها الحكومة الحالية ورئيسها برهنت وبشكل واضح أن منطق السلاح هو الناطق والناظم للحياة السياسية في لبنان ولا يمارس الا تعطيل الحياة السياسية والانتخابية".

وفي السياق نفسه، تمنى عيد "من اللبنانيين الوعي التام للمصير والمعارضة عند اللزوم وانتخاب من يجب انتخابه في العام 2013 مشددا على ضرورة ألا يعرف اليأس اليهم طريقا لأنهم يخوضون معركة الاستقلال التي لا يمكن أن تتحقق بمرحلة واحدة انما على مراحل متعددة وها نحن نخوض المرحلة الأخيرة من هذه المعركة".

وعن الأيام المقبلة التي ستعيشها تلك القوى، رأى عيد "أننا سنعيش أيام شبيهة لـ 14 آذار من العام 2005 بظروف ممكن أن تكون أقوى أو أضعف على اعتبار أن التاريخ لا يمكن أن يعيد نفسه وعلى اللبنانيين ان يكونوا على جهوزية تامة وألا يخوضوا الا المعركة التي يدافعون فيها عن كرامتهم".

وعن الأهداف التي لم تستطع قوى 14 آذار تحقيقها حتى الساعة، أشار عيد الى أن "هدف بناء الدولة وحصرية السلاح بيد الشرعية اللبنانية لم يتحقق بعد, اضافة الى هدف ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا التي لا يزال يتدفق من خلالها السلاح حتى الساعة اضافة الى ملف المعتقلين في السجون السورية والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات" واصفا تلك الأهداف بـ"النقاط الأساسية التي يجب أن يتم التركيز عليها وأن تكون من أول المواضيع المطروحة للنقاش بغية تحقيقها".

وحول التحركات الشبابية التي سبقت مواقف القيادات السياسية لدى الإستحقاقات الكبيرة التي واجهت البلد، قال عيد: "عندما نزل شباب 14 آذار الى ساحة الشهداء وبدأوا بنصب الخيم لم يكن القياديين في هذا الجو، فهم من دفع القيادات الى الإنتفاضة والى الثورة على اعتبار أنهم من أقفل الجامعات وواجهوا الأهداف الظالمة فكان لهم الدور الأكبر في العام 2005 وسيكون لهم أي دور شبيه اذا تشابهت الظروف".

وتابع: "الاجتماعات الموسعة على قدم وساق بين مختلف شباب و قوى وقيادات 14 آذار ليكون التنسيق دائم وفي اطار موسع ليتم الاعلان عن وثيقة تشرح المرحلة القادمة مؤكدا أن التحضيرات مستمرة ليوم التجمع الشعبي في نهار 14 آذار من العام الحالي ليشعر كل لبناني وكل شاب لبناني أنه معني بهذا النهار".

هذا ولفت عيد الى أن الشعب اللبناني قد سبق شعب المنطقة بأكمله وهو من أعطاه نيشان دروس في الديمقراطية وأنا على ثقة أن الشعب اللبناني سيتوجه الى ساحة الشهداء لينتفض لكرامته ولاستقلاله وللحياة الديمقراطية الخالية من السلاح ولثبات المحكمة الدولية"...

الى ذلك، توجه عيد بكلمة الى شباب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر الذين باتوا في المقلب الآخر بعد أن كانوا موحدين وقوى 14 آذار في العام 2005، قائلا:"ان لبنان بلد للجميع والشعارات التي نناضل من أجلها هي هموم لطالما اشتركنا فيها مع كل من التيار الوطني الحر والتقدمي الاشتراكي كما أطالبهم كشباب لبنانيين بتبدية مستقبل لبنان على اي موضوع آخر، فهم يعرفون جيدا صدقنا بحيث كان لهم بصمات بيضاء في الـ2005 والثورة لا تزال بحاجة إليهم فأتأمل منهم العودة لنتشابك الأيدي من جديد ولتوحيد الصوت في ساحة الشهداء".

وختم عيد حديثه متوجها الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الأرز، فقال: "نحن مدينين لكم بالاستقلال وبالانتفاضة للكرامة لأنكم من أعطانا الجرأة لنحلم بلبنان الحر والسيد والمستقل ونعدكم بأن ما قدمتموه لن يذهب سدى لأن لا أخلاقنا ولا وطنيتنا تسمح لنا بذلك حتى لو كلفنا الأمر بأن نكون مشاريع شهداء لنواجه السلاح الموجه الى صدور اللبنانيين".

شبلي:"انها مرحلة انتقامية بامتياز... وشباب 14 آذار ومعنوياتهم الأساس لمواجهة المرحلة

من جهة أخرى، رأى رئيس خلية الشباب في" تيار المستقبل" وسام شبلي "أن الوضع في لبنان قد عاد الى المربع الأول في هذه المرحلة اي الى المرحلة التي سبقت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من خلال الاغتيال السياسي الذي يمارس عليه واستعمال الفريق الآخر للمحكمة للانقضاض على السلطة معتبرا أن صدور القرار الاتهامي سيضع النقاط على الحروف".

شبلي الذي وصف هذه المرحلة "بالمرحلة الانتقامية بامتياز لأن الفريق الذي وصل يريد الانتقام من المحكمة الدولية ومن الملفات التي لم يستطع السيطرة عليها من خلال الاتجاه الى حكومة اللون الواحد, أكد على ضرورة اقرار المحكمة الدولية وأهمية العدالة لأنها بمثابة رادع للاغتيالات ولحماية الحياة السياسية في البلد ".

وعن التحركات المستقبلية لشباب 14 آذار واعادة رص صفوف تلك القوى، قال شبلي: "البلد امام منعطف يمارس فيه الفريق الآخر الاكراه والترهيب والخداع بحقنا من خلال التعطيل والسلاح الغير الشرعي ونحن كقوى 14 آذار سنعود ونبدأ من جديد منذ بدء الاغتيال السياسي لسعد الحريري واقصاؤه عن السلطة خاصة ولاعادة لبنان الى صورته المتنوعة الصورة التي يحاول الفريق الثاني الغائها".

أما حول الأهداف التي لم تستطع قوى 14 آذار تحقيقها، قال شبلي: "كقوى 14 آذار لم نستطع الوصول الى استقلال حقيقي في البلد في ظل استمرار تدخل الأيادي الخارجية لأن مشروع 14 آذار أكبر من السلطة بل هو مشروع لبنان والدولة والنظام والحرية والديمقراطية والتداول الطبيعي للسلطة".

وعن تقدم شباب 14 آذار على سياسييهم في بعض المواقف، لفت شبلي الى "ان شباب 14 آذار هم من نصبوا مخيم الحرية وفرضوا التغيير الذي أحدثته 14 آذار وها هم اليوم ينظمون لقاءات يومية في ساحة الشهداء وهم جاهزون لتقديم أية تضحية حفاظا على مستقبل لبنان لأن الشباب اللبناني هو الضمانة للبنان".

وتابع شبلي: "مهما كانت التضحيات والمساعي يبقى الشباب ومعنوياتهم الأساس وهم يعون حساسية المعركة وجاهزون لمعركة نضالية جديدة".

وعن بلوغ بعض الشباب الذي كانوا رأس حربة في قوى 14 آذار الى مراكز نيابية في الحياة السياسية، قال شبلي: "ما هذا الا دليل عافية وهذا ما يؤكد حيوية وديناميكية وفاعلية حركة 14 آذار وشبابها الذين يشاركون في صنع مستقبل لبنان ما يطمئن الشعب لأن النخب هي التي وصلت الى المجلس النيابي".

هذا ودعا شبلي "شباب التيار الوطني الحر والتقدمي الاشتراكي الذين انقلبوا الى المقبل الآخر الى العودة لثوابت حماية لبنان لأن 14 آذار هي مجموعة تحت عناوين معينة بدأت في العام 2005 كمعارضة وها هي الآن تعود الى موقع المعارضة البناءة والمسؤولة".

وتوجه شبلي الى شهداء ثورة الأرز والرئيس الشهيد رفيق الحريري، فقال: "أنتم معنا وترافقوننا في أية خطوة ونحن لن نقبل التفريط بأية نقطة دم لأنكم لم تموتوا صدفة بل اغتلتم أثناء مرحلة لن يقبل الشعب الذي تركتموه العودة اليها والى الظلم والإستهتار الذي سادها".

ريشا: "آن الأوان لتحويل الخطابات الى خطوات فعالة ووضع الأصبع على الجرح"

من جهته لفت رئيس خلية "الكتائب اللبنانية" باتريك ريشا الى "أن المرحلة التي يعيشها لبنان وقوى 14 آذار بإنتظار صدور القرار الاتهامي هي مرحلة متوقعة على اعتبار أن الفريق الثاني لن يقبل بالمحكمة بسبب تورطه بالجرائم التي تتولى المحكمة التحقيق بها -انطلاقا من تصرفاته- أما بالنسبة لنا فان المحكمة خط أحمر لأننا كقوى 14 آذار معنيين بها بشكل مباشر".

وتابع: "اجتمعنا في العام 2005 على مبادئ عامة وثوابت منها المحكمة الدولية والعدالة وبناء الدولة بكامل مؤسساتها ولا نزال نناضل من أجلها كما أنه على الفريق الآخر ادراك ضرورة الحوار والتفاهم وبأن أي بلد لا يمكن أن يقوم من دونهما".

ولفت ريشا الى أن المحكمة ومعرفة الحقيقة بمثابة "فشة الخلق" وهي التي تضع حد لكل الجرائم ومحاولات الإغتيال التي تعرض لها لبنان لأنه ومنذ الإستقلال وحتى الساعة لم تكشف حقيقة أية جريمة واذا عرفت فيفلت القاتل من العقاب".

وأكد ريشا الى "أن شباب قوى 14 آذار سيكمل المسيرة ولن يتوقف ولو لدقيقة لأن ما حصل في العام 2005 من انتفاضات كانت ثمرة مقاومة طلابية في الشارع ضد الوجود السوري في لبنان وهي التي انضم اليها بعض الفرقاء في 14 آذار في العام 2005".

ولكن ومن جهة أخرى اعتبر ريشا أنه "على قوى الرابع عشر من آذار القيام بنقد ذاتي بعد أن اصبحت خارج السلطة خاصة وأن مليون ونصف لبناني حمّلوا تلك القوى الأمانة وأعطوها الثقة". وعن الأهداف التي لم تستطع قوى 14 آذار تحقيقها، أشار ريشا الى "أننا لم نستطع تأمين الاستقرار من خلال عدم قدرتنا على تجنيب البلاد الأحداث الأليمة كحرب تموز وأحداث 7 أيار والتعطيلات التي سادت البلد مع العلم أن الفريق الآخر هو الذي يتحمل كامل المسؤولية لافتا الى أن تصحيح كل ذلك انما يتم من خلال اعادة النظر بالأولويات كتغيير النظام والصيغة اللبنانية ما يمنع استعادة الأزمات كل خمس سنوات".

أما حول المواقف التي بادر شباب 14 آذار إلى اتخاذها والتي سبقت مواقف القيادات، قال ريشا: "أول خيمة نصبت في ساحة الشهداء في العام 2005 نصبت بمبادرات شبابية من دون علم القيادات والأحزاب كذلك كل التحركات كانت بقيادة الشباب، أما اليوم فإن جو الشباب في 14 آذار يتأثر بدرجة كبيرة على اعتبار أنه غير متحزب بأغلبيته والاتفاق هو فقط على الخطوط العريضة من المحكمة الدولية والعدالة والسلاح الغير الشرعي وما عدا ذلك من مواضيع تفصيلية فهو موضع خلاف".

وعن المشاركة الشبابية في 14 آذار التي تحول بعضها الى مشاركة سياسية من خلال وصول بعض شباب تلك القوى الى البرلمان، قال ريشا: "البعض من هؤلاء الشباب فخر والبعض الآخر عليه عتب كالنائب نيلا التويني التي غابت منذ صدورنتائج الانتخابات النيابية ولكن المطلوب اعطاء الدور أكثر بكثير للشباب وعدم حصرهم بمنطق العمر".

هذا ووجه عتبا الى شباب ونواب التيار الوطني الحر والتقدمي الاشتراكي الذين انتقلوا الى المقلب الآخر قائلا :"هناك عتب على من وصل على أثر خطاب سياسي معين نذكر منهم نواب الحزب الاشتراكي ولو أنهم انتقلوا تحت تأثير الالتزام الحزبي الا أننا نقول لهم اشتقنا إليكم وانظروا جيدا الى الثوابت التي لا يمكن تخطيها مؤكدا أنه لدى وصول حزب الله الى السلطة فإنه لن يتذكر احدا ولن يرحم أحدا لا نواب التيار الوطني الحر ولا غيرهم".

وعن مهرجان قوى 14 آذار الشعبي الذي سيقام في 14 آذار المقبل، فشدد ريشا على ضرورة "تحويل الكلام في ذلك المهرجان الى خطوات ويجب وضع الأصبع على الجرح وطرح حلول والاقرار ببعض المشاكل والا فإنه سيكون مختصرا عن الخطوات الرنانة التي لا تنفع ولا تؤدي الى نتائج" لافتا الى أن "الفريق الآخر استطاع ابعادنا عن السلطة واقصائنا بسبب رويتهم في التحركات والعمل المدروس".

وختم ريشا حديثه متوجها الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء 14 آذار بكلمة، فقال: "أتمنى الا يذهب دمهم هدرا وألا يتم التنازل عن المحكمة أو الحقيقة تحت أي ضغط لأن العدالة والمحكمة توأمان لا يمكن فصلهما اضافة الى ضرورة عدم ترك اي سلاح خارج الشرعية اللبنانية لئلا نقتل الشهداء مرة أخرى".

انها وباختصار تطلعات الشباب اللبناني بشكل عام... وتطلعات شباب 14 آذار بشكل خاص...

الشباب الذي لا يخاف الشهادة... انما يرفض السلاح الغير الشرعي والموجه الى صدور اللبنانيين...

الشباب الذي يؤمن بلبنان وطنا سيدا حرا مستقلا...وليس بلبنان التابع والخاضع لارادة وتدخلات خارجية...

الشباب التي لا يعرف الى اليأس طريقا... وليس الشباب الذي يتفيّأ في ظل الخطابات الرنانة التي يطلقها البعض الآخر... انهم باختصار شباب 14 آذار... ومن ينظر إلى أعماق الأمور يدرك جيدا ان هؤلاء الشباب ليسوا الا ابناء الحرية وابناء الأقلام والكلمات الجريئة وأبناء الاعتدال... وليسوا الا أبناء شهداء ثورة الارز... ليسوا الا ابناء لبنان ولبنان فقط... 

موقع 14 آذار 

 

سامي الجميّل/اوافق على جزء مما قاله الرئيس سعد الحريري ولا اوافق على جزء آخر/هناك الكثير من الانظمة والحلول فلنفكر بها، والا فسنبقى في ازمة مفتوحة وعنف سياسي وننجر الى حرب اهلية وسنبقى منقسمين وسنصل الى التقسيم وتجنبا نرفع الصوت

لفت منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في حلقة استثنائية من برنامج interviews عبر أخبار المستقبل في حوار خاص لمناسبة الذكرى السنوية السادسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري االى أهمية لبنان هذا البلد الذي لجأ اليه كثيرون، وقال: ما من هناك اناسا لجأت الى لبنان وهناك شعبا اصيلا اعتنق ثقافات واديانا عدة، واضاف: المؤكد ان لبنان هو ملجأ لاقليات كثيرة لجأت اليه لتحمي نفسها بوجه كل انواع الاضطهادات ولكن لا بد من ان نقول ان الارض هي ملك من لجاوا اليها ومن هي لهم.

اضاف: لقد زرعوا دم شهداء منذ  2000  سنة واصبح لبنان كوطن رمزا لجميع الشعوب المضطهدة وللحرية والتعبير عن الراي واحترام الاخر وللاسف نحن نخسر هذا الاساس والرمز والطبيعة الاساسية للبنان وهذه الطبيعة التي لولاها لما كنا موجودين.

وراى الجميل ان كل من يمارسون العنف الكلامي والسياسي اليوم  ما كانوا ليستطيعوا ذلك لو لم يكن لبنان هكذا، واضاف: لو لم يكن لبنان كذلك لما قام هؤلاء بانقلاب و لا اصبح البعض منهم وزراء ونوابا. وقال: وطننا دفع غاليا ثمن الحرية ونحن لا يمكن ان نفرط بدماء الشهداء، معتبرا انه لو طرحت قيادات لبنان السؤال على نفسها لما وصلنا الى هنا، واضاف: اساس المشكلة هو ان علينا ان نعرف لماذا اخطانا.

واعتبر اننا استنسخنا النظام الفرنسي ونسينا التعددية التي يتكون منها بلدنا حيث لدينا 18 طائفة وكل واحدة لديها هواجسها،  مشيرا الى انه لا يمكننا ان نبني دولة فرنسية في لبنان ولكننا لا نستوعب ان لبنان لا يبنى على الطريقة الفرنسية بل هو وطن تعددي نموذجي.

وتابع يقول: لبنان عاش كباقي الدول ولكن ثقافتنا هي الهروب من المسؤوليات بينما باقي الدول تعلمت من تجارب الماضي وتعلمت الانتقال من مرحلة الى اخرى، وقال: نحن نرى الحائط و"نصطدم به" ولا نتعلم ان الاستقواء بالخارج لا يوصل الى نتيجة وكذلك اقصاء الاخر وكلنا جربنا ذلك وانا كمسيحي ايضا، فعلينا ان نقوم بنقذ ذاتي والكل قام بتجارب ولكن لم يتعلم. واعرب الجميل عن ارتياحه للشعور بالخطأ لانه عندما يعتبر اي مسؤول انه لا يخطئ قد يؤدي ذلك الى جر البلاد الى اماكن بعيدة من الخطاب السياسي، معتبرا ان على المسؤولين ان يظهروا ان هناك شيئا جديدا.

ولفت الى اننا منذ 3 سنوات نكرر الخطاب نفسه وقد دعونا الى الحفاظ على مكتسبات الناس، ففي 2009 كان باستطاعتنا الحصول على الاكثرية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء وكل مكونات النظام الديمقراطي ولكننا تنازلنا عن هذه كلها. اضاف: كان بامكاننا ان نحصل على السلطة ومعنا رئيس مجلس النواب والاكثرية وبيان وزاري يرفض السلاح  ولكن التنازلات التي حصلت بعد 2009 حتى اليوم حرمتنا من كل ذلك، لافتا الى اننا كنا قادرين ان نكون اقوياء لكننا اضعفنا انفسنا من كل الاسلحة الدستورية.

واعتبر ان لبنان قائم ولكنه سيموت لاننا منذ 60 سنة نبنيه على التنازلات التي تكون على مقاعد ومغانم وبامكاننا ان نستعرض كل التاريخ الماضي.

وردا على سؤال لمحاورته: انت سامي بقيت في المنفى في باريس مع والدك وامامك فريق يستطيع الكثير والذي قد يقتلك فكيف تقول سأبقى هنا في هذه الارض؟ أجاب: انا هنا اقول ما اقوله واناضل وما اقوله انهم ما كانوا ليحققوا انقلابهم لولا تنازلاتنا. وقال: انا افضل ان اكون حرا في قلبي ومسجونا في بيتي افضل من ان اكون مسجونا وانا خارج بيتي ومقيد في حريتي. وشدد على ان ما من بلد يبنى من دون تضحيات وقال: تجربتنا شبيهة بذلك فالبلد يجب ان يبنى على صخر.

ورأى الجميل اننا حصلنا على استقلالنا بسهولة ولكن الحرب لم تعلمنا وكانت تاسيسية ولكنها انتهت بتسوية ولم تكن بناءة بل ظرفية، حصلت تحت الضغظ السوري ولم تكن على مستوى مؤتمر وطني عام بل كرست انتصارا لفريق على اخر وادت الى اقصاء فرقاء كالدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون والرئيس امين الجميل ونحن، وبالتالي لم تكن حلا للبنان. وعن قراءته لكلام الرئيس سعد الحريري في البيال قال: اوافق على جزء مما قاله الرئيس سعد الحريري ولا اوافق على جزء آخر، واضاف: نعم المؤتمر يجب ان يحصل للنظر بكل ما قام عليه لبنان لكنني ارفض ان يحصل في الرياض.

وذكر بان كل الاتفاقيات التي حصلت في السابق سقطت ومنها القاهرة، والطائف وجنيف والدوحة وحان الوقت لمؤتمر وطني عام.

وأكد اننا اليوم نتحدث عن اتفاق لان طاولة الحوار لم تكن اتفاقا ونحن نريد اتفاقا يبني لبنان من قلب العاصمة اللبنانية بيروت، داعيا الى اعادة النظر بكل شيء، معتبرا ان البلد الذي يكون على شفير حرب اهلية تسقط فيه كل المحرمات.

 

مسلحون يختطفون مسيحيا من منزله في كركوك

أعلن مصدر في الشرطة العراقية أمس اختطاف مسيحي من منزله في مدينة كركوك مساء أول من أمس. وقال العميد عادل زين العابدين من شرطة كركوك (240 كم شمال بغداد): «إن مسلحين مجهولين خطفوا إياد داود سليمان، مسيحي كلداني (54 عاما) نحو الساعة 23.00 مساء الأحد». وأضاف زين العابدين لوكالة الصحافة الفرنسية أن «المسلحين اختطفوا الضحية من داخل محل بقالة صغير تابع لمنزل سليمان في حي الواسطي»، من دون الإشارة إلى تفاصيل أكثر. وتقطن حي الواسطي غالبية عربية وتركمانية. وقالت زوجة سليمان، شهد حكمت (42 عاما): «إن الخاطفين اتصلوا بنا صباح اليوم (أمس) عبر هاتف جيراننا ليطلبوا فدية قدرها 30 ألف دولار وأجبتهم: إننا عائلة فقيرة لا نملك هذا المبلغ». وتابعت: «أجابوا: عليكم إحضار المال وإلا سيُقتل زوجك». ويعيش نحو 10 آلاف مسيحي في كركوك بعد أن كان عددهم نحو 50 ألفا قبل اجتياح العراق عام 2003. ويتعرض المسيحيون لاعتداءات متكررة تثير الذعر في أوساطهم وتدفع بالكثير منهم إلى التفكير في الفرار من البلاد التي يعيشون فيها منذ أكثر من ألفي عام. كانت أعداد المسيحيين في العراق تتراوح بين 800 ألف ومليون ومائتي ألف نسمة قبل الاجتياح الأميركي ربيع العام 2003 وفقا لمصادر كنسية ومراكز أبحاث متعددة. ولم يبق منهم سوى أقل من نصف مليون نسمة إثر مغادرة مئات الآلاف، كما انتقل بضعة آلاف إلى مناطق آمنة في شمال البلاد مثل سهل نينوى وإقليم كردستان. إلى ذلك، أعلن مصدر أمني عراقي أمس اعتقال 13 شخصا في مدينة بعقوبة (57 كم شمال شرقي بغداد)، بينما سلم 3 مطلوبين أنفسهم للسلطات الأمنية في مناطق مختلفة من محافظة ديالى. وقال اللواء عبد الحسين الشمري لوكالة الأنباء الألمانية: إن القوات الأمنية اعتقلت «13 مطلوبا وفق المادة (4 إرهاب)، فضلا عن ضبط 3 قذائف هاون في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى». وأضاف أن 3 مطلوبين سلموا أنفسهم أمس أيضا إلى السلطات الأمنية في مناطق مختلفة من المحافظة «وبذلك يصبح عدد الذين سلموا أنفسهم منذ أغسطس (آب) العام الماضي 234 مطلوبا ينتمي غالبيتهم لتنظيم القاعدة ولجماعات مسلحة مختلفة.المصدر الشراع

 

الشيعي الحر» يقاطع «البيال» بوجه بيضون

 النهار/أعلن رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن عن تعليق مشاركته الشخصية في احتفال «بيال» عازياً السبب الى «سوء تعاطي ما يسمى قوى الرابع عشر من آذار مع الشيعة المستقلين».  ورفض الحاج حسن «أن يتحدّث أي شخص باسم الشيعة المستقلين من دون مشاورتنا لأننا يوم كنا في الثورة ننتفض على حقبة الاستزلام والالتحاق والفساد كان الكثيرون من هؤلاء يقفون في وجهنا»، في إشارة مبطنة الى رفضه إعطاء كلمة للقيادي السابق في حركة «امل» محمد عبد الحميد بيضون.

 

ماذا تعني موافقة ميقاتي على "الثوابت الإسلامية الوطنية"؟

المستقبل - الثلاثاء 15 شباط 2011 - فادي شامية

ما تزال "مغامرة" الرئيس ميقاتي وفق وصفه هو- مستمرة، وما تزال التحديات التي يواجهها الرئيس المكلف صعبة، وقد جاءت وثيقة "الثوابت الإسلامية الوطنية"، التي تعتبر بيانا صادرا عن مؤتمرٍ؛ ضم جميع ممثلي الشرعية السياسية والدينية للسُّنة، وبما يلزم أي مكلّف بتمثيل الطائفة السنية -لا سيما في موقع السنّة الأول في الدولة- لتزيد التحديات أمام ميقاتي، حيث نجح اللقاء الذي انعقد في دار الفتوى، ظهر الخميس 10/2/2011، في إصدار "وثيقة ثوابت" تاريخية، لم يكن أمام الرئيس نجيب ميقاتي إزاءها سوى أحد خيارين؛ إما عدم الموافقة وبالتالي يصبح معزولاً عن "شارعه"، ومتنكراً لثوابت هذا الشارع (نموذج الرئيس أمين الحافظ عام 1973)، وإما الموافقة - مع بعض التحفظات - بما يحفظ له شرعية تمثيل هذا الشارع، على أساس هذه الثوابت، فاختار ميقاتي الحضور والموافقة!.

والواقع أن موافقة ميقاتي على "الثوابت الإسلامية الوطنية" ليست التحدي الأول الذي يواجهه الرجل في هذه المرحلة، بل يمكن القول إن هذه الوثيقة أسهل التحديات، مع إمكانية أن تشكّل رافعة له أمام التحديات الأصيلة الأخرى التي يواجهها، والتي أهمها:

أولاً: "ملابسات" التكليف والحفاظ على "الشارع" و"الوسطية"

واجه الرئيس المكلف في عملية التكليف ظروفاً، ما تزال تضغط عليه؛ فقد أسقط "حزب الله" الحكومة بطريقة ديمقراطية - ولكن خلافاً لمواثيق قطعها -، ثم لجأ بعد ذلك إلى ترهيب فريق من اللبنانيين بالسلاح، بهدف التأثير على عدد من النواب، ونقلهم سياسياً من فريق لآخر، بحيث تنقلب الأكثرية النيابية إلى أقلية والأقلية النيابية إلى أكثرية، وتكون حصيلة هذا التغيير تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة.

هذه "الملابسات" ليست في صالح الرئيس المكلف، ولاسيما أن "شارعه" لم يتقبّلها، وقد عبّر عن ذلك بـ"يوم الغضب" -المشوب بممارسات غير معهودة عن هذا الشارع بالذات-، ما يعني أن أول تحديات الرئيس المكلف أن يعيد بناء الثقة بينه وبين "شارعه" الغاضب.

وقد أشارت "وثيقة الثوابت الوطنية" بوضوح إلى ملابسات التكليف هذه، عندما نصت حرفياً على "تفاقُم التجاوزات والأطماع باسم طوائف ولمصلحة قوى مهيمنة فيها، تعمل على إخضاع الآخرين لمنطقها السياسي؛ في تجاوزات للدستور أو للنظام العام، فتعتمد تارة الالتفاف عليهما، وتارةً أخرى الغلبة بالسلاح". كما أشارت الوثيقة إلى انتهاك الدستور عبر "الإصرار على الترهيب بالسلاح واستخدامه فعلاً في العمل السياسي للتعطيل أو للسيطرة". فضلاً عن "أسلوب الإسقاط لحكومة الوحدة الوطنية بعد التعهد بعدم الاستقالة، وفي ملابسات التكليف"، ما يعد "خروجاً على مسائل مبدئية، يستحيلُ التسليمُ بها عُرفاً أو ميثاقاً".

لا شك أن هذا الواقع يضغط على الرئيس المكلف الذي حاول في البداية وصف تكليفه تشكيل الحكومة بأنه "تكليف وسطي"، ولأن ذلك لم يكن صحيحاً، بمعنى أنه لم يأت نتيجة تسوية بين فريقين، عاد ميقاتي ليقول: "إن الوسطية تكون بالأفعال"، ما يعني أنه لا يستطيع اليوم أن يقفز عن هذه الوثيقة، إذا أراد الحفاظ على صورته الوسطية من جهة، وعلى علاقته مع "شارعه" من جهة أخرى، هذا مع الأخذ في الاعتبار أن وسطية الرئيس ميقاتي تضررت أصلاً بملابسات التكليف، فضلاً عن التقرير الهام الذي نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، في 26/1/2011، والذي كشفت فيه العلاقة التمويلية بين ميقاتي وإحدى الصحف التي دأبت على شن أقذع الهجمات على الرئيس سعد الحريري و14 آذار "بأساليب غير مسبوقة في عالم الصحافة". (لم يصدر تكذيب عن ميقاتي لمضمون التقرير).

ثانياً: صلاحيات رئاسة الحكومة ومطالب الذين سموه

انطلاقاً من "ملابسات" التكليف، ومن الأسباب التي أسست لإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، فإن صلاحيات الرئاسة الثالثة تواجه ثقل مطالب من سمّى ميقاتي لرئاسة الحكومة، سواء في أسماء المستوزرين، وحقائبهم، والقوى السياسية التي وراءهم، أو في البيان الوزاري، ما يشكّل تحدياً قوياً للرئيس المكّلف.

وللإضاءة على هذا التحدي يجب الرجوع إلى مواقف ميقاتي نفسها؛ إذ لم يفوّت الأخير فرصة في الفترة الماضية، إلا وذكّر فيها بصلاحيات الرئاسة الثالثة، حتى أن 14 آذار كانت تتخذ من مواقفه سنداً لها في مواجهة الضغوط على الرئيس الحريري أثناء تشكيله الحكومة، وقد كان موقفه لافتاً -على سبيل المثال- عندما أعلن في 21/8/2009 أن الشراكة الوطنية لا تتحقق "من خلال استهداف رئاسة الحكومة موقعاً ودوراً وصلاحيات، لأن في ذلك استهدافاً لميثاق العيش المشترك، الذي ارتضيناه، والذي حقق التوازن الوطني الذي يقوم عليه لبنان".

ومن الواضح أن موقع رئاسة الحكومة يتعرّض اليوم لعمليات استهداف كثيرة؛ انطلاقاً من "ملابسات" التكليف نفسه (تبني السيد نصر الله إسقاط الحكومة، وحديثه عن "استدعاء" الرئيس كرامي لتكليفه، ثم "نعيه" خيار كرامي، لصالح ميقاتي)، ثم تولي النائب علي حسن الخليل الرد على مطالب فريق سياسي دون علم أو إذن أو موافقة رئيس الحكومة المكلف (رده على مطالب كتلة "المستقبل")، ثم محاولة فرض شكل محدد للحكومة (بدليل إبلاغ ميقاتي للرئيس الجميل عدم موافقة "حزب الله" على تشكيل حكومة "وحدة وطنية" بشراكة كاملة)، ثم استعجال الرئيس بري التشكيل، وضربه المواعيد لذلك، ثم تحديد النائب سليمان فرنجية لنوعية الوزراء المطلوبين في الحكومة حتى يكونوا قادرين على مواجهة المرحلة، وبعبارة مسيئة لميقاتي وحكومته العتيدة (وزراء "زعران")، إضافة إلى تحديده جدول أعمال أول جلسة للحكومة القادمة (قوله في 3/2/2011: "في الجلسة الأولى سنحيل ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي")، ثم تحديد الوزير السابق وئام وهاب مهلة محددة للرئيس المكلف لـ "تنفيذ المطلوب، وإن لم يفعل، نقول له يعطيك العافية"!

هذا التحدي بالذات - يشكل عقبة كؤوداً أمام نجاح الرئيس المكلف؛ لأن من أسقط حكومة الحريري لن يقبل برئيس حكومة لا ينفذ "له" المطالب التي أُسقط الحريري لأجلها، ولعل في "المطالعة" التي ألقاها نائب الأمين العام لـ "حزب الله" نعيم قاسم في 10/2/2011 الدليل الواضح على ذلك، فقد قال قاسم: "لقد أسقطنا الحكومة بالثلث الضامن وبسرعة قصوى" وتابع: نريد "تدعيم ثلاثي القوة الشعب والجيش والمقاومة، وعدم ربط لبنان بالوصاية الأجنبية، وتأكيد السلم الأهلي، ورفض الإذعان لمؤامرة المحكمة، وإقفال بوابة لبنان بوجه المشروع الإسرائيلي، والانتهاء من مهزلة إلهاء الناس بعيداً عن معالجة قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية... وانطلاقاً من هذه المطالبة عملنا على محاولة تكليف رئيس يستطيع أن يقوم بهذه المهمات، ويؤمن بهذه السياسات، وتم تكليف الرئيس ميقاتي بتوافق 68 نائباً"!. وهذا يعني بعبارات واضحة أن ميقاتي عليه أن يلتزم بالسياسة التي ذكرها قاسم، وإلا سيكون مصيره كمصير سلفه.

ولعل في تنبيه وئام وهاب للرئيس المكلف دلالة إضافية، ذلك أن وهاب المحتَضَن من "حزب الله"، رفض كلام ميقاتي عن الإجماع حول طريقة التعاطي مع المحكمة، قائلاً "غير مقبول حديث البعض عن المحكمة الدولية ودعوتهم إلى ضرورة وجود إجماع وطني حولها... هذا البعض عليه أن يعرف أن ليس في لبنان شيء اسمه إجماع وطني على مسألة ما منذ فترة ما قبل الاستقلال" (10/2/2011).

ثالثاً: السلم الأهلي ومخاطر الفتنتين: الإسلامية والسنية

لا يخفى أن أحد أهم أهداف "مؤتمر دار الفتوى السني" يوم الخميس الماضي، هو منع استبدال الفتنة السنية-الشيعية بفتنة أخطر هي؛ الفتنة السنية- السنية، التي يمكن أن يكون طرفا قطبيها الرئيسين الحريري وميقاتي. هذا الهاجس كان حاضراً بشدة أثناء المداولات التي جرت بعيداً عن الأضواء قبل اجتماع دار الفتوى، لا سيما بعدما جرى في طرابلس.

ولأن أسوأ ما يمكن أن يلحق بالرئيس ميقاتي هو تسببه بفتنة سنية- سنية، فقد أبدى ميقاتي كل الحرص وأعلن أيضاً- أنه والرئيس الحريري سيقفان في وجه هكذا فتنة، لكن عزم ميقاتي على تجنيب السنّة والشمال تحديداً، هذا الأمر لا يتحقق بالكلام، وإنما يفرض على ميقاتي تحدياً آخر، لأنه لا يمكن لميقاتي أن يتنكّر لقضايا حساسة كالمحكمة، ثم يقول إنه يمنع الفتنة!.

على أي حال، فإن الحفاظ على تماسك الشارع السني - كما قال ميقاتي نفسه في دار الفتوى- يعتبر مؤشراً هاماً جداً لنجاحه في مهمته، بعدما نجح المفتي قباني في جمعه والرئيس الحريري في دار الفتوى بأجواء مختلفة عن أجواء لقاءين سابقين اتصفا بالوجوم والتوتر.

رابعاً: التقبل الدولي والعلاقة مع سوريا

من التحديات التي تواجه ميقاتي أيضاً؛ التقبل الدولي لحكومته، إذ يبدو أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي يحرص الرئيس ميقاتي على طمأنتهما، قد ربطا موقفيهما من الحكومة باحترام هذه الحكومة للقرارات الدولية، بما في ذلك المحكمة الدولية، لكن المحكمة بحد ذاتها هي السبب الذي أسقط الحريري وأتى بميقاتي، ما يعني أن على الرئيس المكلف، بعد نيله الثقة، أن يتعاطى مع موقفين متعارضين تماماً؛ موقف 14 آذار المدعوم من المجتمع الدولي ومن المملكة العربية السعودية، وموقف 8 آذار المدعوم من سوريا وإيران، ما يشكل تحدياً إضافياً، ولاسيما أن ميقاتي صديق شخصي للرئيس الأسد، وهو حريص على العلاقة معه، كما أنه حريص على التمتع بثقة من سماه لرئاسة الحكومة، وبالمقابل هو حريص على علاقاته الإقليمية والدولية، وعلى علاقته بـ"شارعه" أيضاً.

خامساً: الثوابت الوطنية الإسلامية

إضافة لهذه التحديات جميعها، فإن هناك ثوابت لم يعد بمقدور ميقاتي أن يتخطاها، بعدما ووافق عليها، ولو أبدى اعتراضاً على بعض السياقات، لأنها نصت على نقاط واضحة، لا سيما الفقرة المتعلقة بالمحكمة التي نصت على الآتي: "إن أي تخلٍ سافر أو مضمر في برنامج عمل الحكومة المنوي تشكيلها عن التزامات لبنان تجاه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، يُشعِر أهالي الشهداء والغالبية من اللبنانيين، بالغلبة والقهر والتشفّي والاستفزاز والتخلي عن حقهم بالعدالة بما يتنافى مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان، وحقوق المواطنة".

وإذا كانت وثيقة الثوابت هذه، قد تبنت موقف الرئيس سعد الحريري و14 آذار من المحكمة ومن القضايا الخلافية، (وقد علق عليها الرئيس عمر كرامي الذي لم يحضر- بالقول: "لقد ألزموا ميقاتي بأمور لا نعرف كيف سيفي بها أو سيخرج منها")، إلا أن ذلك قد يشكّل فرصة للرئيس ميقاتي لإعادة الثقة بينه وبين "شارعه"، وتحصيناً لموقع رئاسة الحكومة -الذي طالما دافع عنه- وهو الآن يشغله كرئيس مكلف، كما أن هذه الثوابت يمكن أن تشكل رافعة للرئيس ميقاتي في مواجهة الضغوط التي تمارس عليه لتوزير أسماء يعتبرها "استفزازية أو مستهلكة"، إذ لو نجح ميقاتي بالاتكاء على هذه الثوابت والحفاظ عليها، لتشكيل حصة وازنة (ثلث+1) له ولرئيس الجمهورية في رئاسة الحكومة، بما يكبح جماح الذين سموه، فإنه يكون أمام فرصة كبيرة للفوز في "مغامرته" التي أقدم عليها.

هل يتحقق هذا التحليل المتفائل بنجاح ميقاتي في مهمته؟ المنطق، والتجربة، والمعرفة بطبيعة الفريق الذي أتى بميقاتي، والمؤشرات الأولية الصادرة عن هذا الفريق تقول: إن نجاح ميقاتي بالتوفيق بين الثوابت التي وافق عليها وبين المهمة التي رُسمت له صعبٌ للغاية، فاللحظة الحالية ليس فيها مجال للمناورة، ويكفي ميقاتي أن يستمع إلى موقف "حزب الله" على لسان عدد من الشخصيات السنية التي تدور في فلك الحزب- ليعلم ماذا ينتظره في لحظات الحسم.

 

كم هي ثروة مبارك؟

طارق الحميد

الجميع يعتقد أن ثروة عائلة الرئيس المتنحي هي 70 مليار دولار كما قالت «الغارديان» البريطانية، حيث ردد بعض من إعلامنا العربي المعلومة دون أن يكلف نفسه عناء السؤال عن مصدر القصة، وخلفياتها، وبالطبع فإن المبلغ غير صحيح، والقصة لها تفاصيل مضحكة حقا.

فعندما نشرت صحيفة «الغارديان» تقريرا عن أن حجم ثروات الرئيس المتنحي وعائلته، وتحديدا قبل التنحي، يبلغ 70 مليار دولار، قامت الدنيا ولم تقعد، وخاف العقلاء وقتها من أن يقولوا إنه أمر لا يصدق، وسرى الخبر مسرى النار بالهشيم، وتناقله بعض إعلامنا على أنه حقائق، ومنه الإعلام المصري، وتغنت به «الجزيرة» القطرية أيما غناء. والذي لا يعلمه الكثيرون هو أن معظم ذلك التقرير الذي نشرته «الغارديان» كان مبنيا على قصة نشرت بصحيفة «الخبر» الجزائرية أواخر عام 2009 على خلفية الخلاف الكروي الذي نشب حينها بين مصر والجزائر.

فأهم مصدر في قصة «الغارديان» عن حجم ثروات أسرة مبارك هو صحيفة «الخبر» الجزائرية التي نشرت المعلومات في تقرير لها أواخر عام 2009 عن ثروات أسرة مبارك، وعندما نشرت «الغارديان» القصة لم تقل إنها صحيفة «الخبر» الجزائرية، بل قالت إنها صحيفة «الخبر» العربية، ولم تشر الصحيفة البريطانية إلى أن التقرير كتب على خلفية حملات إعلامية بين مصر والجزائر، بل قالت إنه نشر العام الماضي، وهو أقدم من ذلك.

والطريف، ولنرى الفارق الذي أقصده، أنه عند البحث على الإنترنت وجدت تعليقا لأحد المدونين في موقع «عراقي فويس»، كتب يقول بتاريخ 24 – 11 - 2009 وتحت اسمه المستعار «سايلنت تيرز1»، وأنقل هنا دون تصرف: «تصاعدت فصولا وفي أشكال متعددة، الأزمة الكروية التي امتدت لتشمل الشؤون كافة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعماليا وفنيا، فضلا عن تدويلها مع تهديد جمال مبارك بنقل القضية إلى محافل دولية شاكيا الجزائر، كما دشن البلدان عبر وسائل إعلامهما مرحلة نبش الماضي ومعه أيضا ما في خزائن الآخر من مليارات في بنوك العالم، وهذا ما فعلته صحيفة (الخبر) الجزائرية في متابعتها لأرصدة آل الرئيس مبارك»!

وعليه، فهذا شخص يكتب تحت اسم مستعار تنبه إلى أن المناوشات بين البلدين قد وصلت إلى التراشق بهذه القصص التي لا ترقى إلى المصداقية، بينما لم يتنبه جل من نقل القصة عن «الغارديان» من إعلامنا إلى ذلك، ومنه الإعلام المصري الذي لا يزال يطالب بالتحقيق حول مبلغ السبعين مليارا، حيث لم يتنبه إلى أن القصة كانت كلها عبارة عن معركة هو نفسه كان طرفا فيها عام 2009، بسبب الأزمة الكروية، فيا لها من كوميديا سوداء بحق! فها هي صحيفة «نيويورك تايمز» تنقل عن مسؤولين أميركيين أن ما يتردد عن ثروة عائلة مبارك مبالغ فيه، وأن ثروة العائلة قد تتراوح بين مليارين و3 مليارات دولار!

والقصة هنا ليست للدفاع عن مبارك، وإنما للدفاع عن عقولنا التي لا يحترمها بعض إعلامنا العربي في ما سميته من قبل بعملية غسيل الأخبار. وبعد هذه الفضيحة يجب أن تكون الثورة القادمة بمنطقتنا في إعلامنا نفسه، لأنه جزء من أزمتنا.

 

آمال ومخاوف الديمقراطية المصرية

عبد الرحمن الراشد

طبعا لا يتجرأ أحد اليوم على رفض الطرح الديمقراطي في العالم العربي، وإلا رُمي بالكفر، ومن الطبيعي أن يكون خيار المصريين اليوم الخيار الديمقراطي كعقد اجتماعي يحتكمون إليه. فمن الجلي أنهم متفقون على هذا المنهج، شبابا وأحزابا وجماعات معارضة - سابقا - وشخصيات وطنية مستقلة ومثقفين وبسطاء، وحتى العسكر أعلنوها صريحة أنهم الحاضن اليوم والضامن غدا؛ لذا نحن أمام أول إجماع شعبي في العالم العربي على الديمقراطية. وهذا يسعد الحال؛ لأن أي صيغة حكم يرتضيها الأغلبية وتضمن استقرار مصر تصب في مصلحة العالم العربي كله.

لكن كما يقال: الطريق إلى جهنم عادة مفروش بالنوايا الحسنة.. وهناك الكثير من النوايا الحسنة في ميدان التحرير الذي دفع فيه الشباب دما لهذا الهدف.. فهل الإجماع كافٍ لتحقيقه؟

في العالم أكثر من 120 دولة ديمقراطية، أقل من نصفها فعلا ديمقراطي. والعالم العربي سمع بالديمقراطية منذ أكثر من 50 عاما وبيعت له ضمن الوعود الكاذبة، لكنه لم يمارسها حتى اليوم. كانت هناك دول تسمت باسم الديمقراطية، مثل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي لم تكن قط جمهورية ولا ديمقراطية ولا شعبية! وبالاسم نفسه تسمت الجزائر وكذلك السودان، وغيرهما، مجرد لافتات مزورة شوهت سمعة الديمقراطية.

هذا التاريخ السيئ للممارسة أضفى الكثير من الشك والحذر منها. وليست المشكلة حصرا بالعرب؛ فدول كأوروبا الشرقية، التي تساقطت أنظمتها الشيوعية في 1989 واختارت النظام الديمقراطي، لا تزال تعاني، حتى بعد 20 عاما، مع أنها في وضع أفضل من الدول العربية بفضل الدعم الهائل الذي منح لها من قبل الدول الغربية. دول مثل بولندا وبلغاريا والمجر والتشيك وسلوفاكيا وغيرها تعثرت وسارت مثل السلحفاة ببطء إلى الأمام وسط اتهامات الفساد والتزوير. وهناك حالات لا تزال في غرف الإنعاش مثل دول يوغوسلافيا المفككة.

العرب عرفوا الديمقراطية الجزئية، في الكويت والمغرب ولبنان والأردن، تزاوجا بين نظامين: أوتوقراطي وديمقراطي. والمؤلم أن الديمقراطي فيه لا يبدو شهيا كما هو الحال في الكويت؛ فقد استخدمت الديمقراطية - وباسم الأغلبية البرلمانية - لمنع الكتب والأعمال السينمائية والغنائية وتكميم بعض الأفواه الثقافية. فكيف تكون ديمقراطية وتتراجع في الحريات عما كانت عليه قبل ذلك؟ هذا السؤال يجب أن يطرحه المصريون على أنفسهم، الذين يستعجلون إصلاح الدستور في 10 أيام. إن كتابة الدستور هي أهم خطوة في الديمقراطية، فعيوب الديمقراطية قد تكون دستورية، بسبب سوء صياغتها يجري اليوم التضييق على الحريات في الكويت تحت قبة البرلمان، وفي لبنان ينتخب الرؤساء محاصصة بناء على طوائفهم الدينية عن طريق الاقتراع.. منتهى التناقض.

ولأن الجميع في مصر متفقون على منهج إدارة الحكم المقبلة، الصيغة الديمقراطية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، فإن مصر ستكون أكثر من معمل التجارب، ستكون القاضي؛ إن نجحت سادت الفكرة وإن فشلت وُئِدت في كل مكان. على المثقفين وخبراء القانون أن يتعرفوا على عثرات الديمقراطية العربية؛ حيث لا توجد حماية للحقوق الأساسية للفرد، ولا توجد ضمانات دستورية للحريات بما فيها التعبير، ولا توجد حماية للأقل حظا مثل النساء والأقليات. لا أعتقد أن شباب ميدان التحرير في القاهرة يريدون غدا ديمقراطية تغلق دور الثقافة وتمنع الكتب وتحجب النساء قسرا باسم حكم الأغلبية؛ لأن الأغلبية قد تتخذ قرارات مجحفة ما دام لا يوجد دستور يحمي الحقوق الأساسية.