المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
13 شباط/2011

مراثي إرميا الفصل 5/01-22/طلب الرحمة

أذكر يا رب ما أصابنا تطلع وانظر عارنا تحولت أرضنا إلى الغرباء وبيوتنا إلى الأجانب. صرنا يتامى لا أب لنا، وأمهاتنا أرامل. بالمال نشرب ماءنا وندفع ثمن حطبنا. بالنير على أعناقنا نساق. نتعب ولا نعطى راحة. إلى مصر مددنا اليد، وإلى أشور لنشبع خبزا. آباؤنا خطئوا وزالوا ونحن نحمل آثامهم. عبيد تسلطوا علينا، ولا أحد ينقذنا منهم. بأرواحنا نكتسب خبزنا، لأن السيف في البرية. جلدنا محترق كالتنور من شدة حرارة الريح. يغتصبون النساء في صهيون، والعذارى في مدن يهوذا. بأيديهم يشنقون الرؤساء ولا يحترمون وجوه الشيوخ.

أرهقوا الشبان بالطحن، والصبيان رزحوا تحت الخشب. إنصرف الشيوخ عن باب المدينة، والشبان عن أغانيهم. إنقطع السرور من قلوبنا وانقلب رقصنا مناحة. سقط التاج عن رأسنا ويل لنا لأننا خطئنا. لذلك اغتمت قلوبنا وأظلمت منا العيون. وها جبل صهيون مقفر والثعالب تتجول فيه. أنت يا رب باق وعرشك ثابت مدى الأجيال. لماذا تنسانا على الدوام وتخذلنا طول الأيام. أعدنا إليك فنعود، وجدد أيامنا كالقديم. وإلا تكون نبذتنا نبذا وغضبت علينا كل الغضب.

 

أفكار أولية في الكونغرس تربط المساعدات للبنان بنفوذ "حزب الله" الحكومي
نهارنت/لفتت صحيفة "السفير" الى أن هناك بوادر لفرض حالة ضغط في الكونغرس على الإدارة الأميركية للتأثير على سياستها حيال الازمة اللبنانية في مرحلة من النزاع السياسي المتوقع هذا العام. وأوضحت الصحيفة أن ما يجري حاليا في أروقة الكونغرس هو محاولة جدية من مجموعات ضغط لبنانية، لا سيما مؤسسة نهضة لبنان، لاقرار قانون في مجلس النواب تحت عنوان "قانون "حزب الله" لمكافحة الإرهاب لعام 2011". وفي مقدمة النص، الذي لم يصبح اقتراح قانون بعد، يشرح أرفع نائب ديموقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب هاورد بيرمان انه "جهد للتأكد ان اموال دافعي الضرائب الاميركيين لا تستفيد منها منظمة "حزب الله" الإرهابية". وأضافت الصحيفة: "ربما يطرح اقتراح القانون عند إعلان حكومة نجيب ميقاتي او بعد صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية، وعندها يمكن الإسراع فيه او ربطه بميزانية لجنة المخصصات المالية في مجلس النواب، هذه الأمور تتطور مع الأحداث كما حصل في القانون الذي أقر بعد الانتخابات التشريعية في قطاع غزة". ويضع موجز اقتراح القانون "متطلبات صارمة" لتوفير المساعدات الاميركية الى لبنان خلال "مراحل حين يكون "حزب الله" جزءا من الحكومة اللبنانية". ولكن تؤكد المقدمة ايضا، ان مشروع القانون "لا يهدف الى انهاء المساعدة الاجنبية الى لبنان". الهدف من القانون هو الاشارة الى الحلفاء الاميركيين في لبنان اننا سنواصل دعمهم فيما نعترض بقوة على "حزب الله". وتضع عناوين رئيسية للسياسة الاميركية في لبنان وهي "تشجيع سيادة لبنان واستقلاله"، "الاعتراض على تلك المنظمات والافراد والبلدان التي تمارس او تدعم الارهاب وتستخدم لبنان كقاعدة لتحريض أي نوع من الهجمات ضد الولايات المتحدة والغرب ودولة اسرائيل" و"تشجيع حكم القانون والديموقراطية ووقف الارهاب والتحريض والحكم الجيد في لبنان"، ويحث مشروع القانون "اعضاء المجتمع الدولي على تجنب الاتصال مع والامتناع عن دعم منظمة "حزب الله" الارهابية حتى تنبذ العنف وتنزع سلاحها".

ومن الداعمين الرئيسيين لهذا القانون، اضافة الى بيرمان، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائبة الجمهورية إليانا روس لهيتينن، وقد ينضم المزيد من النواب للائحة مع مرور الوقت. الدعم من نائبين ديموقراطي وجمهوري يكفي لاقتراح مشروع القانون على التصويت في لجنة الشؤون الخارجية تمهيدا لاقراره في الجلسة العامة لمجلس النواب.

لكن تبقى الخطوة الثانية إقرار مجلس الشيوخ لنسخته الخاصة عن القانون، ويتبعه مرحلة ثانية من التوفيق بين نسختي مجلس النواب والشيوخ، قبل إرسال القانون الى البيت الابيض ليوقعه الرئيس باراك اوباما. ما يعني ان إقرار القانون ودخوله حيز التنفيذ قد يتطلب بين ستة أشهر وسنة واحدة، بحسب سرعة المعنيين بإقراره وربما حتى بحسب تسارع التطورات في بيروت. ويسعى موجز اقتراح القانون الى "الحد" من برنامج المساعدات الاميركية الى "حكومة لبنانية تتأثر بـ"حزب الله" وربطها ببعض المعايير، وهي ان تتأكد الادارة الاميركية ان "لا وزارة او جهاز في الحكومة اللبنانية يحصل على مساعدات اجنبية اميركية وهو تحت السيطرة الفعلية لـ"حزب الله"، حتى يتوقف "حزب الله" عن دعم الارهاب ونبذ العنف ونزع السلاح، والتوقف عن استخدام أرض لبنان كقاعدة لشن هجمات على دولة اسرائيل".

البند الاول من الشرط الثاني هو ان تظهر الحكومة اللبنانية "تقدما ممكنا اثباته" نحو "تفكيك كل البنية التحتية الارهابية والعسكرية لـ"حزب الله" وجلب كل المطلوبين الإرهابيين التابعين لـ"حزب الله" للعدالة وانهاء كل واردات "حزب الله" المتعلقة بالمعدات العسكرية وتدمير مصانع الاسلحة غير المصرح بها، والتعاون الكامل مع "اليونيفيل".

اما البند الثاني فهو "ضمان الديموقراطية وحكم القانون والقضاء المستقل وتبني اصلاحات أخرى مثل ضمان الشفافية والحكم الخاضع للمساءلة"، والبند الثالث والاخير هو "ضمان الشفافية المالية والمساءلة لكل الوزارات والعمليات الحكومية". كما يعطي موجز اقتراح القانون اوباما "التنازل الضروري للسلطة لدعم مبادرات الامن القومي الاميركي في لبنان، اضافة الى حلفائنا في لبنان، مع ابقاء الأموال الاميركية خارج أيدي "حزب الله".

 

السعودية رحّبت "بالانتقال السلمي" للسلطة في مصر

رحّبت السعودية بـ"الانتقال السلمي" للسلطة في مصر، معربةً عن أملها في "إعادة السلم والاستقرار الى البلاد تمهيدا لقيام حكومة وطنية". فقد نقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول قوله إن "حكومة المملكة العربية السعودية ترحب بالانتقال السلمي للسلطة في جمهورية مصر العربية الشقيقة، وتعبر عن املها في ان تكلل جهود القوات المسلحة المصرية في اعادة السلم والاستقرار والطمأنينة". وأضاف المصدر أن "الرياض تأمل بعد عودة الاستقرار، قيام حكومة وطنية تحقق آمال وتطلعات الشعب المصري الشقيق نحو الامن والاستقرار والازدهار الاقتصادي، واستمرار جمهورية مصر العربية الشقيقة في القيام بدورها التاريخي على الساحات العربية والإسلامية والدولية".(أ.ف.ب.)

 

سماحة: اجتماع دار الفتوى لقاء فتنة والمفتي موظف والوزارات الأمنية لن تكون بيد سليمان

اعتبر الوزير السابق ميشال سماحة ان الاجتماع الذي عقد أخيراً في دار الفتوى هو اجتماع فتنة , مشيراً إلى ان مفتي الجمهورية هو موظف , سائلاً : ما علاقة الطائفة بالسياسة؟

وأعلن سماحة في حديث إلى برنامج "نهاركم سعيد" ان الاسابيع المقبلة ستثبت مدى تورط بعض السياسيين والقضاة والامنيين اللبنانيين اضافة الى مسؤولين في الأمم المتحدة وقضاة في المحكمة الدولية في ملف الشهود الزور وأخذ المحكمة لأن تكون أداة سياسية في وجه لبنان والمقاومة. وأكد سماحة ان الرئيس السوري بشار الأسد لم يتدخل مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بأي شأن تفصيلي له علاقة بلبنان ورأى سماحة ان لا امكانية لمشاركة 14 آذار بالحكومة , مشيراً الى وجود مسعى غربي بمشاركة عربية لاقناع فريق 14 آذار بالمشاركة لعدم خسارة كل شيء لأن عدم مشاركتهم بالنسبة لهذه الدول يعني خسارة كل شيء  وكشف سماحة انه لن تكون الوزارات الأمنية في الحكومة المقبلة بيد رئيس الجمهورية ميشال سليمان , مشدداً على أنه لا يقبل أن يكون رئيس الجمهورية رئيس فريق في لبنان

 

دار الفتوى يرد على سماحة: لا نريد منه ان يعلمنا كيف تكون الوطنية وبناء الوطن

رد المدير العام للعلاقات العامة والاعلام في دار الفتوى الشيخ خلدون عريمط على كلام الوزير السابق ميشال سماحة الذي اعتبر فيه ان الاجتماع الذي عقد في دار الفتوى أخيراً هو اجتماع فتنة , متمنياً على سماحة ان يستعمل عبارات وألفاظ تليق بموقعه كمفكر وصاحب رأي ووزير سابق

وأوضح عريمط في مداخلة عبر برنامج "نهاركم سعيد" ان مفتي الجمهورية منتخب من الهيئة الاسلامية العليا التي تجتمع برئاسة رئيس الحكومة ، كما ان المرسوم الاشتراعي رقم 18 الذي أقره مجلس النواب ينص على ان المفتي هو الرئيس الديني للمسلمين ويتمتع بأعلى الامتيازات التي يتمتع بها رؤساء الطوائف في لبنان

وأكد عريمط ان الثوابت التي أعلنتها دار الفتوى ثوابت وطنية , مضيفاً : لا نريد من سماحة ان يعلمنا كيف تكون الوطنية وبناء الوطن لأنه يعلم ان المسلمين هم يعلّمون الناس كيف تكون الوطنية والعروبة وبناء الوطن

 

جنبلاط مستاء من بيان دار الفتوى: ستنتصر الاقليات الوطنية العربية المقاومة

نهارنت/تجنب النائب وليد جنبلاط الحديث عن الوضع الحكومي، إلا انه لمح الى استيائه من اجتماع دار الفتوى والبيان الصادر عنه. وقال في اتصال مع صحيفة "السفير": "برغم كل الاصطفاف المذهبي والرجعي، وبرغم حجم الضغط السياسي الكبير، ستنتصر الاقليات الوطنية العربية المقاومة، وهي في أوج الصعاب والضغوط تبقى صامدة، ولذلك تحية الى الضابط العربي المناضل التاريخي وليد سكرية والى ضابط التحرير الشعبي المناضل علاء الدين ترو، ومما لا شك فيه ان العميد سكرية في دار الفتوى كان متميزا كعادته كما كان متميزا مع القوى الوطنية والتقدمية في معارك الجبل والشحار في مواجهة الانعزال واسرائيل والحلف الاطلسي". وكان بيان دار الفتوى قد شدد على "ضرورة إلتقاء اللبنانيين على مختلف مذاهبهم على إقامة دولة ترعى العلاقات بين مكونات البلاد الطائفية من خلال نظام ديمقراطي يضمن التنوع داخل الوحدة". وأكد البيان على أهمية حماية النظام العام على أساس وثيقة الوفاق الوطني، رافضا الخروج عما صدر بوثيقة الوفاق الوطني، حرصاً للإستقرار. ورأى في "اسلوب الاسقاط لحكومة الوحدة الوطنية بعد تعهد عدم الاستقالة وفي ملابسات التكليف، خروجاً على مسائل مبدئية يستحيل التسليم بها عرفاً او ميثاقاً ". وفي سياق مختلف، لفتت "السفير" الى أن الحدث المصري أدخل فرحة كبرى الى قلب جنبلاط، جعلته يبادر الى اطلاق النار ابتهاجا ويفرغ خمسة "مماشط" رصاص في الهواء من ساحة قصر المختارة "تحية للشعب المصري الذي اطاح الطاغية". وقال للصحيفة: فرحة كبرى لا تقاس.

 

نذ 18 يوما و"الشعب يريد اسقاط النظام"...فسقط النظام الحاكم منذ 30 عاما...فهلل حزب الله في لبنان وأطلقت الضاحية رصاصها إبتهالاً

خلاف مستشر بين جميع مكونات 8 أذار...ولا حكومة في الوقت القريب

"الهرم الرابع" تنحى عن أرض النيل...فرقص ميدان التحرير لتغفو مصر ليلتها الاولى بين أحضان الجيش.

موقع الكتائب/منذ 18 يوما و"الشعب يريد اسقاط النظام"...فسقط النظام الحاكم منذ 30 عاما...لم يتغيّر الشعب بل مبارك، ليُكتب لوطن الكنانة تاريخ جديد...

قبل حوالى الساعتين من اعلان اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية تنحي الرئيس المصري حسني مبارك وتكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة ادارة شؤون البلاد، أعلن عن مغادرة مبارك قصر الرئاسة وتوجهه الى شرم الشيخ.

ومساء اعلن المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية ان "لا بديل عن الشرعية التي يرتضيها الشعب، شاكرا مبارك على ما قدمه وعلى موقفه الوطني في تفضيل المصلحة العليا للوطن"

وفور اعلان خبر التنحي، تحوّل المشهد في شوارع مصر من احتجاجي الى احتفالي ، وتحددت في المقابل المواقف الدولية والمحلية.

" اعظم يوم في حياتي" هو التعليق الاول للمعارض المصري محمد البرادعي الذي اكدّ "الاعداد لانتخابات حرّة ونزيهة ولفترة انتقالية تشهد تقاسم السلطة بين الجيش والشعب." بدوره اعتبر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان "الثورة البيضاء حدثٌ جديد في تاريخ مصر، وأمامنا وقت قصير للتوافق للمرحلة المقبلة."

مسؤولة الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون رحبت بخطوة مبارك "الذي استمع الى صوت الشعب وفتح الطريق امام اصلاحات سريعة وعميقة"، فيما تشابهت تعليقات "الاخوان المسلمون" في مصر وايران وحركة حماس من حيث التهليل "لانتصار الثورة"، في وقت عبرّت اسرائيل عن املها في استمرار السلام مع مصر.

اما اول المواقف اللبنانية فصدرت من قبل حزب الله الذي تقدم من الشعب المصري "بأسمى آيات التهنئة والتبريك للنصر التاريخي المجيد الذي حققته ثورته الرائدة"، معتبرا ان "إرادة الشعب وعزمه وثباته مفتاح القدرة على صنع المعجزات".

من ناحيتها، هنأت حركة امل الشعب المصري بانتصاره، مرحبة بعودة مصر الى ساحة الجهاد القومي لتأخذ موقعها الطبيعي ودورها الريادي في قضايا الامة لا سيما قضية فلسطين المركزية

ويبقى التساؤل سيد الموقف: كيف سيتصرف الجيش المصري؟ من هو "الريّس" المقبل لوطن الاهرام؟ هل يسقط "كامب – دايفيد"؟ هل تفتح  مصر معبرها لرفع الحصار عن غزة؟

....من التالي بعد تونس ومصر؟

لا "مغلي" قريبا في السراي الحكومي...وارتباك في فريق ال8

في لبنان ، التأليف الحكومي الذي وصفه رئيس المجلس النيابي منذ ايام قليلة ماضية بأنه "يسير كما تسير المياه نزولا دون مطبات تعيق"، متوقعا ان يصبّ نهاية الاسبوع في "حوض" الولادة، ضربته موجات من التغييرات "المناخية" المتتالية، بعضها محلية المصدر وأخرى اقليمية، فجمدّته حيث هو...وربما بخرّته!

الولادة، أكانت طبيعية ام قيصرية، وأيا يكن لون المولود، لن تتمّ  بالتأكيد قبل الاربعاء المقبل، علما ان بوصلة الاحداث تشير الى استبعاد ولادة قريبة لأسباب عديدة، لعلّ أبرزها الخلاف داخل فريق 8 آذار حول المقاعد والاسماء الوزارية، اضافة الى الارتباك في صفوفهم والذي تضاعف بعد اجتماع دار الفتوى وموافقة الرئيس ميقاتي على بيانه، حفاظا منه على مسيرة الوفاق الذي وعد بتحقيقها منذ لحظة تكليفه...من جهة اخرى، وفيما عادت الامور في لبنان الى خطّ الانطلاق ، وصلت الامور في مصر الى خط النهاية، الامر الذي سيؤثر حتما على سيلان مياه التأليف الحكومي في لبنان...وما بين لبنان ومصر، تبقى لاهاي محط الانظار مع اقتراب موعد صدور القرار الظنيّ.

اذاً، لا "مغلي" للمولود الجديد قبل الاربعاء، على الأقلّ...فاذ يدخل الاسبوع الحالي في عطلة ال weekend ، يبدأ الاسبوع المقبل بعطلتين رسميتين، الاولى الاثنين في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، حيث تجتمع قوى 14 آذار في البيال احياء للذكرى، والثانية في اليوم التالي في عيد المولد النبوي الشريف.

سليمان : مع مشاركة مختلف شرائح المجتمع في السلطة

ولعلّ ابرز الموجات المناخية التي تؤثر في مياه التأليف منذ استقالة وزراء  8 آذار من حكومة الحريري وتكليف ميقاتي، تأتي من القصر الجمهوري وتقضي بضرورة المحافظة على الوفاق الوطني والمشاركة، وقد لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان امام زواره الى  ان اعتماد الديموقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتداول السلطة كفيلة بحصول المواطن العربي على حقه من ثروات العرب وامكاناتهم، مشددا على اهمية مشاركة مختلف شرائح المجتمع في السلطة، مشيراً الى تواصل المشاورات لإصدار مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة بالاتفاق مع رئيس الحكومة.

الرئيس الجميّل: نعوّل على جهود رئيس الجمهورية

وفي هذا السياق اكدّ رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميّل اننا "نعوّل على الجهود التي يبذلها فخامة الرئيس ميشال سليمان والتي أفصح عنها خلال لقائه الأخير مع النائب سامي الجميّل".واشار الى ان" الكتائب تواصل الاتصالات اللازمة مع جميع المعنيين لدرس الاقتراحات الجديدة المطروحة، تسهيلاً لمهمة الرئيس المكلّف عسى أن نصل الى حل يعيد الثقة بين القيادات والأمل عند اللبنانيين."

وفي الاطار نفسه، برز البيان الذي اصدره وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود  والذي اعتبر فيه أن دور رئيس الجمهورية في تشكيل الحكومات هو دور دستوري وميثاقي، لافتا الى انه "يشكل ضمانة وازنة لجميع الاطراف ولا يمكن لاي طرف أن ينظر الى هذا الدور تشكيكاً أو منحة".

معلومات كرامي...

وبالعودة الى حال الارتباك والتضعضع التي ضربت فريق 8 آذار بعد كسر دار الفتوى السنية   الجدار بين الرئيسين ميقاتي والحريري، برز موقف الرئيس عمر كرامي الذي جدد التأكيد على أن الهدف من الاجتماع الإسلامي الموسّع بالأمس هو "الزام الرئيس نجيب ميقاتي بتعهدات ما"، مستغرباً "كيف يحضر الرئيس ميقاتي هذا الاجتماع الذي تضمن التزامات واضحة حيال شهود الزور والمحكمة وسلاح المقاومة"، وتساءل عن "كيفية التحفظ الذي تحدث عنه ميقاتي بعد اصدار هذا البيان".

ولفت الى أن معلوماته تشير إلى أن "الحكومة أمامها عقبات طويلة وتعقيدات، إضافة الى استحقاقات ستحضر في وقتها.."

أزمة الحسن – باسيل...ام ازمة البنزين؟

وفيما تراوح الازمة الحكومية مكانها، يضغط الوضع المعيشي على اللبنانيين، سيما بعدما اوقفت شركات المشتقات النفطية صباحا تسليم المحروقات الى المحطات، فتهافت المواطنون على بعضها ما أدى الى نفاذ مخزونها. وقد أعلن رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط في لبنان APIC مارون شماس في ه بعد اجتماع استثنائي للتجمع ان "الشركات ستعاود تسليم المحروقات اليوم كالمعتاد

واذ تشهد الازمة تفاقما خصوصا وان الاختناق في زحمات السير اصبح عادة لدى المواطنين، تستمرّمناوشات  "الحسن-باسيل"، وقد رأت وزيرة المالية ريا الحسن ان خطوة الوزير باسيل القاضية بعدم إصدار جدول اسعار المحروقات لهذا الاسبوع هي بمثابة ضغط يمارس على رئيس الجمهورية.

فرد الوزير بتوقيع الجدول مثار الجدل كتدبير مؤقت، بحسب قوله ,وقد ابقى فيه على سعر البنزين 95 و 98 اوكتان العائد للأسبوع الماضي دون اضافة مبلغ 100 ليرة لبنانية على صفيحة الـ 98 اوكتان و 200 ليرة لبنانية على صفيحة الـ 95 اوكتان.

 

ميقاتي يعتمد "الديبلوماسية الصامتة": أطمح لحكومة قوية تشكل ورشة عمل لا تهدأ

نهارنت/تعود المفاوضات بين الرئيس المكلف وفريق 14 آذار في وتيرة خجولة، مع تبدل الطرف المفاوض مباشرة من حزب الكتائب لوزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب. وبينما لا يعول الطرفان كثيرا على هذه المفاوضات المستجدة، فإنهما يضعانها في خانة المساعي الأخيرة لاستنزاف كل الجهود الممكنة التي قد تسمح بقيام حكومة وحدة وطنية والتي بات شبه محسوم أن شكلها على أساس 24 وزيراً، وان الاسبوع المقبل هو الاسبوع الحاسم في ما خص ولادتها. وإذ انصرف ميقاتي في الساعات الأربع والعشرين الماضية الى اجراء اتصالات على خطي قوى 8 آذار وقوى 14 آذار، اكد لـ"النهار" انه يطمح الى "حكومة قوية تشكل انطلاقة استثنائية وورشة عمل لا تهدأ وان ذلك يستوجب وزراء أكفياء وبارعين في ما تقتضيه الحقائب التي ستسند اليهم". ونقلت الصحيفة عن اوساطه ان عمله امس وفي الايام المقبلة سيعتمد "الديبلوماسية الصامتة" من اجل بلوغ النتيجة المتوخاة. وعليه فإن ولادة الحكومة لن تكون هذا الاسبوع الذي ينتهي غداً، مما يرحّل الامر الى الاسبوع المقبل. ولفتت الى ان خيار تشكيلة من 24 وزيراً لا يزال سارياً حتى الآن. وشددت على انه "مرتاح ومتفائل بالتوصل الى نتيجة مشجعة". وفي هذا الاطار نقلت صحيفة "الشرق الاوسط" عن أوساط ميقاتي أن "الأمور تتجه لتكون الحكومة من 24 وزيرا وتضم أشخاصا يريحون الشارع اللبناني أكثريتهم من التكنوقراط مع بعض السياسيين". إذن، من المتوقع أن تكون الساعات الثماني والأربعين المقبلة حاسمة حول مسألة مشاركة 14 آذار في الحكومة حيث من المقرر ان يلتقي ميقاتي ممثلين عن تلك القوى وربما الرئيس أمين الجميل والوزير بطرس حرب الذي قال لصحيفة "السفير": اننا نحاور كفريق واحد وعلى قاعدة اننا ندخل معا أو لا ندخل معا، ونحن منفتحون على البحث، واذا كان هناك اقتراح جدي فهذا سيكون موضع اهتمام وإيجابية، أما اذا كان المطلوب ان نكون "كمالة" عدد وان مشاركتنا ستكون بلا فعالية فهذا لا نقبله ابدا.

وأشار الى فرصة 48 ساعة أخذتها 14 آذار لمزيد من المشاورات، من دون أن يستبعد عقد لقاء على مستوى قيادي قريبا. ونقل عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان قوله "ان رئيس الجمهورية هو الذي يوقع المراسيم في نهاية المطاف"، مشيرا الى ان المؤشرات حول تأليف الحكومة "طيبة وإيجابية وكل التسهيلات والامكانات موضوعة بتصرف الرئيس ميقاتي". وكان قد استرعى الانتباه ما قاله سليمان امس الجمعة امام وفد من جمعية الصحافيين الكويتيين من انه "حصل تداول سلطة في شكل ديموقراطي، فلقد حصلت استشارات نيابية ثم على اثرها تكليف الرئيس ميقاتي ". وجاء هذا الموقف غداة البيان الصادر عن اجتماع دار الفتوى والذي رأى في "اسلوب الاسقاط لحكومة الوحدة الوطنية بعد تعهد عدم الاستقالة وفي ملابسات التكليف، خروجاً على مسائل مبدئية يستحيل التسليم بها عرفاً او ميثاقاً ". وتعتبر قوى "14 آذار" ان تكليف ميقاتي الذي حصل على دعم نواب حزب الله وحلفائه، جاء عبر "ترهيب النواب" و"الاستقواء بسلاحه".

 

رفع وتيرة الاتصالات لتقسيم الحصص والحقائب الوزارية

نهارنت/رفع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وتيرة اتصالاته في الساعات الأربع والعشرين الماضية، في محاولة لتظهير الصيغة الحكومية الجديدة. وشملت مشاورات ميقاتي، أمس الجمعة، رئيس مجلس النواب نبيه بري والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل وقيادة "التيار الوطني الحر" وممثلين عن 14 آذار والنائب تمام سلام. وكشفت أوساط ميقاتي لصحيفة "الشرق الاوسط" أن "ملامح الصورة الحكومية لم تكتمل بعد لجهة تقسيم الحصص الوزارية، وأنها قد تصبح جاهزة في أي لحظة"، مشيرة إلى أنه "ستكون هناك حصة وزارية وازنة للرئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس وميقاتي". ورأت اوساط ميقاتي ان الاتصالات الجارية مع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لا تنطوي على تعقيدات وانما هناك مطالب ولكل انسان الحق في تقدير الحصة التي يريدها، لكن رئيس الوزراء المكلّف هو الذي "يدوزن" التشكيلة الحكومية بالتشاور مع رئيس الجمهورية.

وفيما لم تستبعد أوساط ميقاتي إمكان عقد لقاء قريب بينه وبين العماد عون، أفادت صحيفة "السفير" ان طه ميقاتي، شقيق رئيس الحكومة المكلف، تناول، امس الجمعة، طعام الغداء مع الوزير جبران باسيل، وتباحثا مطولا في موضوع توزيع الحقائب في الحكومة الجديدة.

وفي مفارقة، أفادت صحيفة "الحياة" أن ميقاتي يجري حالياً مفاوضات ماراثونية ومفتوحة مع التكتل، سواء مع عون مباشرة، أو من خلال باسيل، وهو يستعين بحلفائه طالباً منهم التدخل من أجل "تنعيم" مواقفه انطلاقاً من أنه يحترم رأيه لكنه غير ملزم بجميع مطالبه. من جهته لفت النائب سلام الذي بعد اجتماع دار الفتوى أن "هناك مزيد من المرونة وأخذ وعطاء ومرونة متبادلة". ونقل عن ميقاتي ارتياحه الى الاجواء التي سادت اجتماع دار الفتوى و"تفاؤله بسير الأمور نحو الأفضل". وأكد لـ"السفير" أن من المبكر الحديث عن قرار المشاركة أو عدم المشاركة في الحكومة، وقال "حتى الآن لم تستقر المشاورات على شيء نهائي".

ولفتت الصحيفة عينها الى بعض التحفظات التي برزت من بعض الفرقاء أبرزهم النائب طلال ارسلان الذي قال لـ"السفير" ان التعاطي الذي يتم مع الدروز ليس مقبولا، كما لا نقبل ان يكون هناك لبنانيون فئة اولى ولبنانيون فئة ثانية، وان تكون هناك وزارات سيادية محرمة على الدروز والكاثوليك والارمن والعلويين، فهذا تصنيف مهين وتفريق مذهبي وطائفي لا بل هو تفريق عنصري، ونحن نرفض تكريس هذا المنطق. أضاف: نحن نرفض احتكار الوزارات السيادية، ومن جهتي أنا لست مرشحا بهذا الموضوع ولذلك أنا أطالب بحقيبة سيادية للنائب وليد جنبلاط هي حقيبة الداخلية. الى ذلك، أكدت جهات بارزة في قوى 8 آذار لـ"النهار" أن التشكيلة الحكومية التي يعدها الرئيس ميقاتي كانت شبه منتهية في الساعات الأخيرة، لكنه أعاد النظر فيها بعد اللقاء الأخير الذي جمعه والوزير حرب، من حيث امكان اشراك قوى 14 آذار في الحكومة وكان هذا الأمر محل ترحيب لدى الرئيس سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري اللذين شجعا ميقاتي على فتح قنوات الحوار مرة جديدة مع قوى 14 آذار. وأشارت الى انه يجب أن تظهر نتائج الاتصالات مع قوى 14 آذار الاثنين أو الثلثاء المقبلين، وإلا فان التشكيلة السابقة تصير واردة. وهذا ما كان موضع تشاور هاتفي أمس بين الرؤساء سليمان وبري وميقاتي. وذكرت انه اذا لم تنضم قوى 14 آذار الى الحكومة المقبلة، عندئذ تؤول "حصة الأسد" في المقاعد المسيحية الى عون. وكانت "وكالة الأنباء المركزية" قد نقلت عن مصدر في قوى 8 آذار "ان القيادة السورية تحاول اعادة تزخيم دور الأحزاب المحسوبة عليها عقائدياً كالقومي والبعث.

 

مفاوضات ماراثونية مفتوحة مع عون وميقاتي يستعين بالحلفاء

نهارنت/أشارت بعض المعلومات الصحافية إلى أن العقدة التي تؤخر التشكيل الحكومي تكمن عند مطالب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون. ولكن اوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي رأت ان الاتصالات الجارية مع عون لا تنطوي على تعقيدات وانما هناك مطالب ولكل انسان الحق في تقدير الحصة التي يريدها، لكن رئيس الوزراء المكلّف هو الذي "يدوزن" التشكيلة الحكومية بالتشاور مع رئيس الجمهورية. وفيما لم تستبعد أوساط ميقاتي إمكان عقد لقاء قريب بينه وبين رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون، أفادت صحيفة "السفير" ان طه ميقاتي، شقيق رئيس الحكومة المكلف، تناول، امس الجمعة، طعام الغداء مع الوزير جبران باسيل، وتباحثا مطولا في موضوع توزيع الحقائب في الحكومة الجديدة.  وفي مفارقة، أفادت صحيفة "الحياة" أن ميقاتي يجري حالياً مفاوضات ماراثونية ومفتوحة مع التكتل، سواء مع عون مباشرة، أو من خلال باسيل، وهو يستعين بحلفائه طالباً منهم التدخل من أجل "تنعيم" مواقفه انطلاقاً من أنه يحترم رأيه لكنه غير ملزم بجميع مطالبه. وأكدت مصادر "الحياة" ان قرار ميقاتي الانفتاح مجدداً على قوى 14 آذار يمكن ان يساعد على تحسين شروطه في المفاوضات مع عون الذي يصر على أن يتمثل بـ 8 وزراء كحد أدنى في حال ضمت الحكومة 30 وزيراً، من دون أن يسلّم حتى الساعة بإشراك وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية. ولفتت المصادر نفسها الى أن ميقاتي يرغب في أن تكون حصة عون في الحكومة وازنة لئلا يقال انه اجتاح التمثيل المسيحي وأحكم سيطرته عليها.

وقالت ان هناك صعوبة في تمثيل "تكتل التغيير" بحقيبة سيادية، باعتبار ان الحقائب السيادية موزعة على رئيسي الجمهورية (الداخلية) والمجلس النيابي نبيه بري (الخارجية) والرئيس المكلف بشخص الوزير محمد الصفدي (المال) إضافة الى إسناد الدفاع الى النائب السابق فايز غصن من حصة زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية.

وتفيد معلومات "الحياة" بان "حزب الله" الحليف الأول لعون لا يزال يلتزم الصمت ويفضل عدم الدخول كطرف، على الأقل في العلن، في الجهود الرامية للتخفيف من مطالبه، لكنه يتواصل معه على الدوام للوصول الى قواسم مشتركة لتضييق رقعة الاختلاف بما يسمح للمفاوضات بأن تنتهي الى نتائج ملموسة تسرّع في ولادة الحكومة.

وقال أمين سر التكتل إبراهيم كنعان لـ"الشرق الاوسط" إن "ما يطالب به العماد عون بالحصول على الحصة المسيحية في الحكومة كاملة حق طبيعي لأكبر تكتل نيابي مسيحي، وبالتالي ليس شرطا تعجيزيا أو اعتداء على حق أحد، خاصة في ظل رفض الفريق المسيحي الآخر المشاركة وقيام حكومة من لون واحد".

وأضاف كنعان لـ"الشرق الأوسط": "على كل تكتل أن يتمثل بحسب حجمه النيابي، وإعطاء الرئيسين سليمان وميقاتي الثلث المعطل غير مطروح لأنهما لا يمتلكان كتلا نيابية تسمح لهما بذلك. عندما كنا بصدد حكومة وحدة وطنية وجب إعطاء رئيس الجمهورية حصة ليكون هناك توازن ويلعب دوره كحكم توافقي، أما الآن وبما أننا بصدد حكومة من لون واحد فالتوازن الذي كان قائما لم يعد مطلوبا، علما بأن الثلث المعطل كان ضمانة للأقلية في حكومة تجمعها بالأكثرية، اليوم نحن في حكومة أكثرية فلا مكان للثلث المعطل".

وعن سبب تأخر التشكيلة الحكومية في ظل ما يحكى عن خلافات في الصف الواحد قال كنعان "بالكاد مضى أسبوعان على التكليف، وهذا يدحض كل ما حاول الفريق الآخر تسويقه عن أن الأمور معلبة، وأن الحكومة حكومة حزب الله وإيران. ما يحصل من مداولات طبيعي جدا، ولم نصل لحد الخلاف مع أي من الفرقاء حلفائنا ولا حتى مع الرئيس سليمان. في بعض الأحيان قد تتضارب المطالب، لكن ليس لدرجة الوقوع في مأزق".ودعا كنعان من "يطالب بإعطاء حصة لرئيس الجمهورية بالتوجه إلى المجلس النيابي لإقرار صلاحياته التي قد تكون أنفع له بمائة مرة من حصة وزارية". إلا أن مصادر أخرى تعتقد بأن لتريث ميقاتي أسبابه الموجبة التي تتجاوز عون الى رغبة سوريا في ضوء ما يتردد من أن دمشق تستمهل التأليف لأنها ليست في وارد الدخول في احتكاك مع المجتمع الدولي، إضافة الى رغبة القيادة السورية في لملمة التداعيات المترتبة على عملية إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، وهذا ما عبّر عنه أخيراً وزير الخارجية السوري وليد المعلم بقوله ان الجهود مستمرة لتأليف حكومة وحدة وطنية في لبنان. ولا تستبعد المصادر نفسها ان يكون لقيادة "حزب الله" رأي في تريث ميقاتي لجهة عدم الإسراع في تأليف الحكومة لاعتبارات تعود الى حساباته، إضافة الى معاودة التواصل بين ميقاتي وقيادات في 14 آذار، ما يوفر له ذريعة لتبرير تمهله في المشاورات.

 

 الثعالب والعناقيد

الياس الزغبي

كتلك القرعاء التي تتباهى بشعر جارتها. أو كتلك المحاضرة في العفاف تحت قلم سعيد تقي الدين. هكذا هي فرقة الممانعة التي تعزف ألحان التعظيم لثورة مصر، من طهران الى الضاحية وغزّة، بينما يقف العضو الرابع في الفرقة مرتبكا خجولا على أبواب دمشق، يتحسّس ما اذا كان رأسه لا يزال في مكانه. الممانعون يهلّلون للشباب المصري الذي دقّ أبواب الحرّية "بكلّ يد مضرّجة"، وفي الوقت نفسه يقمعون الأحرار في ساحات طهران ويحاصرون القادة في منازلهم ويصلتون الاعدام على المعارضين، ويفرضون  "ديمقراطيّة مسلّحة" في لبنان، وحياة سياسيّة بدائيّة في غزّة، ونموذجا وراثيّا في سوريّا.  وما كان أغنى الرئيس ميشال سليمان عن تقديم غطاء مجّاني للانقلاب في لبنان بقوله: "حصل تداول سلطة بشكل ديمقراطي"، الاّ اذا كانت الديمقراطيّة ترتدي أحيانا بزّات سوداء موحّدة وتنتشر بالسلاح المستور في أحياء بيروت ومداخل عاليه.

والواضح أنّ الممانعين أطلقوا العنان لتخيّلاتهم، وظنّوا لوهلة أنّ انتفاضة مصر وتونس وما يليهما، ليست سوى طبعة متأخّرة لثورة الخميني، وأنّ التاريخ أنتج خاتمة الثورات وتوقّف، وما يجري الآن مجرّد هزّات ارتداديّة للزلزال الكوني الأعظم في ايران قبل 32 عاما. كثيرون وضعوا نهايات للتاريخ، ومنهم هؤلاء الممانعون الجدد الذين توقّف بهم الزمن قبل ثلث قرن، فقرأوا ثورة مصر في كتابهم، ونظروا اليها بعيون جامدة، وها هم بدأوا يحصدون خيبة سريعة كلّما تكشّفت لهم كلّ يوم حقائق ووقائع عن أنّ أشرعة مصر لا تسير كما تشتهي رياحهم، وكما تنسج أحلامهم نحو "الشرق الاسلامي الايراني". والحراك المصري نحو الحرّية والديمقراطيّة مرشّح لنقل عدواه الى أنظمة الممانعة، وليس العكس. ولم يشهد التاريخ اعادة احياء تجربة سابقة، فكيف اذا كانت هذه التجربة ماثلة بنتائجها الكارثيّة لدى الممانعين، على مبدأي الحرّيّة والديمقراطيّة. حين ينجلي الغبار عن أرض الكنانة، سيتّضح كم كان تهليل الممانعين ورقصهم خارج الزمن الجديد الذي كتبه شباب مصر، وخارج الريادة المصريّة للنهضة العربيّة، مرّة بعد مرّة، في شراكة الرسالة الحضاريّة مع لبنان، تماما كما شاركت بيروت والقاهرة في صناعة نهضة القرن الـ 19.

وأبسط ما يجب أن يدركه راقصو الضاحية أنّ الشباب المصري لم يستلهم ثورته من "مجد" 7 أيّار، ولا من "ثقافة" القمصان السود، بل من هتاف الحرّيّة والحقّ في ميادين ثورة الأرز، ومن الحيويّة المقموعة للثورة الخضراء في ايران. هل نحن أمام شرق أوسط جديد؟ نعم، ولكنّه بالتأكيد ليس "الإيراني"، وبالتأكيد ليس النموذج الذي قدّمه "حزب الله" في محاولة الاستيلاء على السلطة بقوّة السلاح، وبالتأكيد أكثر ليس النموذج الوراثي والأقلّوي السوري.والمضحك أن يتوهّم "الممانعون" مصادرة ثورة مصر وما قبلها وبعدها، كتلك "الثعالب" التي تحدّث عنها الشاعر السوري الحلبي قبل أكثر من ألف عام، "فقد بشمن، وما تفنى العناقيد". نواطير مصر غير نائمة هذه المرّة، وعناقيد ثورتها أمانة لدى جيلها الجديد.

واليوم، كما في الأمس، الثعالب مُتخمة، لكنّ العناقيد باقية. ومن يظنّ أنّ في استطاعته التهام التغيير العربي وهضمه، يُمكن تذكيره بخبريّة الواوي الذي بلع منجل الحصّاد.

البقيّة معروفة. والباقي في حياتكم.

 

ولي، لصوص، ودكنجية

محمد سلام،

المشروع الفارسي الذي ينفذ في المنطقة لا يهدف إلى إسقاط أنظمة، ولا إلى إسقاط دول، ولا إلى إحداث تغييرات سياسية. المشروع الفارسي الذي يمتطي بمهارة فائقة أجندة أميركية غربية غبية يهدف فقط إلى إشعال حرائق مبعثرة، إحداث فوضى ممسوكة، في الدول العربية الرئيسية، سواء في شمال أفريقيا (المغرب العربي) أو في الشرق الأوسط. المشروع الفارسي يستثمر في عدم الاستقرار فينتج إنهماكا للدول العربية الرئيسية في أوضاعها الداخلية كي لا يكون بإمكانها ممارسة دور خارج حدودها، ما يمنع تصديها للوجود الفارسي في "دول الانتشار". الدول العربية الرئيسية التي يستهدفها المشروع بعدم الاستقرار هي المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، دولة الكويت، اليمن، مصر، المملكة الأردنية، الجزائر، المملكة المغربية. أما "دول الانتشار" التي يريد المشروع الفارسي الحفاظ على استقرار فيالقه واستمرار نموها فيها فهي: لبنان وسوريا أساسا، إضافة إلى ليبيا وأمبراطورية قطر والسودان "الشمالي" الذي نصحوا رئيسه المطلوب للعدالة الدولية عمر البشير بقبول نتيجة الاستفتاء الانفصالي، كي يبقى "شطرهم" الشمالي مستقرا. 

فلسطين قصة في ذاتها. "غزتهم" التي تديرها "حماس" الفارسية من دمشق، يريدونها مستقرة، وضفة السلطة يريدونها مضطربة.   يضطرب الشرق العربي، فينتعش الانتشار الفارسي. هذه هي خلاصة المشروع.
تونس، صدفة أميركية تزامنت مع المشروع الفارسي. أرادت واشنطن أن تتخلص من ديكتاتورية بن علي لتنشر ديمقراطيتها المزعومة من دون أن تضحي بلصوص الأعمال التونسيين الذين تحالفهم. فكان لها ما أرادت، والشعب العربي الغبي ... هتف وأيّد.  مصر إستوعبت الصدمة، وتصرفت بما يناقض المشروع الفارسي، والهدف الأميركي. أرادت أميركا أن تتخلص من الرئيس حسني مبارك ... والنظام المصري. مصر أبقت مبارك، حتى يحين موعد انتهاء ولايته الدستورية، أو حتى تقرر مصر –لا غيرها- تنحيه. ولن يغادر قصر الرئاسة، إلا متى أرادت مصر ذلك، ولن يغادر إلا إلى حيث تريد مصر ذلك. مصر حافظت على نظامها، بل عززته. ملأت منصب نائب الرئيس الشاغر منذ قرابة 30 عاما، وحلّت المكتب السياسي للحزب الحاكم، فأسقطت الوراثة، ومنعت سفر "لصوص الأعمال" وجمدت أرصدتهم، باستثناء قرابة 13 شخصا منهم هربوا إلى ... لبنان.
لصوص الأعمال هؤلاء ليسوا رجال أعمال. ولكن من هم لصوص الأعمال؟ أفضل وصف لهم كان قد أطلقه الرئيس اللبناني الراحل الياس الهراوي، من دون أن يسميهم طبعا. قال الهرواي في مؤتمره الصحافي الشهير بالمقر المؤقت في "البوريفاج" أنهم "يرضعون من درة البقرة ولا يطعمونها. ويرضعون ويرضعون حتى يمتصوا دم البقرة فتموت"، ثم يرضعون من غيرها. هؤلاء هم لصوص الأعمال. رجال الأعمال، واقعا، هم على نقيض لصوص الأعمال. إذا استثمروا في بقرة أطعموها، استولدوها، اعتنوا بفلوها، رعوها حتى تتحول قطيعا، ثم صنّعوا حليبها ... وسوقوه. رجال الأعمال استراتيجيون، وهم شرط أساسي لاستقرار دائرة العمل في أي مجتمع حر، وشرط أساسي لتحقيق التنمية.
لصوص الأعمال هم آفة تصيب المجتمعات، وقد بدأ انهيارهم في مصر، وستصل ترددات ذلك الانهيار إلى ... لبنان عندما تطالب مصر باسترداد لصوصها من عهدة مضيفيهم في لبنان. فهل المضيفون اللبنانيون هم أيضا لصوص أعمال؟

 ركبت إيران موجة أميركا في مصر، فأهدى مرشد إيران المصريين "يوما مجيدا" باللغة العربية، مع أنه –كما غيره من المسؤولين الفرس- يرفض التحدث بالعربية حتى في إجابته عن سؤال صحافي يطرح عليه باللغة العربية. فقط غضنفرهم الركن يتحدث العربية ... في لبنان. "اليوم المجيد" الفارسي كان له وقعه على الشعب المصري. الأخوان المسلمون، وبعد سماع السيد الخامنئي يرطن بالعربية، استفاقوا على انتمائهم المصري، وكان ردهم عليه واضحا ... حتى بالممارسة. دخلوا في مفاوضات مع السلطة متخلّين عن شرطهم الأساسي الذي كانوا قد لخصوه بمعادلة "لا تفاوض إلا بعد رحيل" مبارك. "جمعة الرحيل" التي بحّت حناجر فضائيات الاستقرار الفارسي الناطق بالعربية بالتبشير لها ... رحلت هي، وبقي النظام المصري صامدا.ميدان التحرير أخرج من خارطة القاهرة. الأعمال عادت، والبلد بدأ يستعيد حركته ... والحشود باقية حتى الاحتفال بعيد ... شم النسيم.
في المقابل. ألفا حاج كان قد أرسلهم فيلق فارس من لبنان إلى السعودية قضى نصفهم على الحدود اليمنية. الأسلحة التي استخدموها كانت قد شحنت إلى القرى اليمنية الحدودية مع المملكة عبر مضيق باب المندب الذي يسيطر الحرس الثوري الفارسي على مدخله ... ولكن، بقي النظام السعودي صامدا. السحوبات النقدية من المصارف الصيداوية ما بين 25-30 كانون الثاني الماضي، رحّلت إلى مصر. السلاح رحّل من سودان البشير... وسامي شهاب المزوّر فر من سجنه المصري.

 تلقى أبو الهول لطمة على أنفه. لكنه لم يسقط. المهرجان الذي نظمه حزب فارس في لبنان مع شراذم ما يسمى بالقوى "الوطنية" وكلمة السيد حسن نصر الله، ولا سيما توجهه إلى الجيش المصري بالتحريض مجددا وتبرعه بوضع إمكانات ما يسمى مقاومة بتصرف الشعب المصري، كلها عناصر أضاءت على حقيقة أن ساحة تصدير عدم الاستقرار إلى العرب هي لبنان ... إضافة إلى السودان. وفي لبنان، تستمر مسيرات الشموع والدموع ... كما يستمر الحديث عن "مقاومة" ... وسلاح في المدن.

"الحاج" ميشال عون يلاقي مار مارون في ... سوريا. ورئيس حكومة المرشد يبحث عن تشكيلة يحكم عبرها حزب فارس، ويبقى هو رئيسها. ولكن، إذا كان حزب فارس هو الأقدر عسكريا، فلماذا يريد "شركاء" في الحكم؟ لأنه يريد أن يأخذ بقية اللبنانيين رهائن معه، ولأنه لا يريد أن يتورط بحكم لبنان مباشرة، فلبنان دولة تعيش على الاستيراد، وإذا حكمها هو وحده، فستخضع كلها لعقوبات معه، فكيف يطعم "شعبه"؟

يريد حزب فارس "شركاء" كي يطعم شعبه من لحمهم. ويريد "شركاء" كي يمسح بهم أقذاره، ويريد "شركاء" كي يخدموه فيما يتفرغ هو لتصدير عدم الاستقرار إلى الدول العربية، كما فعل مع السعودية ... ومصر، والأردن، والكويت، ودولة الإمارات ... ألخ.. وقوى 14 آذار "تبحث": هل نشارك في حكومة المرشد أم لا نشارك. بئس القوى. تبحث، وتبحث، وتبحث، ولم تدرك بعد أن لبنان تحوّل، بفضل حزب إيران، إلى مصدّر لسلعة عدم الاستقرار إلى الدول العربية. بئس القوى. تترك لصوص الأعمال يستضيفون لصوص الأعمال، وتترك الساحات خالية لحزب فارس يصدّر منها عدم استقرار إلى الدول العربية ... وتبحث في هل تشارك، أو لا تشارك في حكومة المرشد.

والرئيس السوري بشار الأسد يرسل مع رئيس المجلس السوري-السوري (نعم السوري-السوري) وصفة لمشاركة قوى 14 آذار في حكومة المرشد، وهذه القوى ... تبحث وتبحث.

بئس القوى. ألقت 300 ألف لبناني شيعي ليبرالي بين أنياب الضبع الفارسي الذي تحالفت معه إنتخابيا رباعيا في العام 2005 في ما يصل إلى مستوى جريمة موصوفة، وما زالت تبحث، وتبحث، ولا يخطر ببالها، أدبيا على الأقل، ضرورة الاعتذار، بل الاعتذار زحفا، من سيد المناضلين حبيب صادق، وأعضاء المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، والعمائم اللبنانية الشيعية الطاهرة التي ألقت بها في العام 2005 بين أنياب الضبع الفارسي.

 بئس القوى. تبحث في المشاركة في حكومة المرشد التي ما أن تبدأ الحكم حتى تعمد إلى الطعن بدستورية انتخاب الرئيس ميشال سليمان مستفيدة من "الفخ" الذي تعمد رئيس مجلس النواب نبيه بري نصبه عندما رفض طلب النائبين بطرس حرب ونائلة معوض تعديل الدستور "لمرة واحدة فقط" لانتخاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية.

الرئيس ميشال سليمان انتخب رئيسا للجمهورية وهو ما زال قائدا للجيش في مخالفة دستورية واضحة تعامت عنها "بصيرة" قوى 14 آذار التي يبدو أنها لا تحسن سوى ... البحث، ثم البحث ... فالبحث. إذا حكم المرشد سنفقد رئيس جمهوريتنا، تماما كما فقدنا رئيس حكومتنا عندما اعتنقنا دستور أمبراطورية قطر في الدوحة .... وستبقى قوى 14 آذار البائسة تبحث ... ربما في تأليف حكومة منفى.

المشروع الفارسي متواصل: مصنع تصدير عدم الاستقرار إلى الدول العربية هو لبنان ... والسودان، وقوى 14 آذار تبحث، وتبحث، وتبحث ... وتبحث.

لبنان يصدّر عدم الاستقرار الفارسي إلى الدول العربية، وقوى تزعم بأنها وطنية تجتمع تحت مظلة الفقيه، من بينها حزب شيوعي مزعوم لا يحترم رئيسة أو أمينه العام ذكرى 226 كادرا وسطيا شيوعيا شيعيا ألقى حزب فارس جثثهم تحت التراب كي يكون هو "المقاومة الوحيدة".

أي نوع من المخلوقات هو قائد هذا الحزب الشيوعي الذي لا يرف له جفن وهو يجلس تحت مظلة حزب فارس الذي قتل رفاقه، ومنهم سهيل طويلة الذي قتله عماد مغنية شخصيا بإطلاق النار عليه في شقته السكنية في مبنى السفارة الإيرانية في بيروت؟

 من الشيوعي الشيعي إلى الشرعي السني. عقدت القيادات السنية أول اجتماع جامع لها منذ العام 1987 في دار الفتوى للدلالة إلى المصاب الجلل الذي ابتلي به المجتمع اللبناني نتيجة تسلط حزب فارس المسلح على بقية الطوائف، وأولها الطائفة الشيعية الكريمة، وصولا إلى التسلط على الطائفة السنية تحت وقع السلاح.

وحذّر الاجتماع في بيان من "أي تخل سافر أو مضمر في برنامج عمل الحكومة المنوي تشكيلها عن التزامات لبنان تجاه المحكمة الدولية" كما لفت إلى محاذير "الإصرار على الترهيب بالسلاح واستخدامه فعلا في العمل السياسي للتعطيل أو للسيطرة".  الاجتماع، الذي شارك فيه الرئيس نجيب ميقاتي، حذر أيضا من عواقب "الإصرار على تعطيل العدالة، وعلى التنكر لدماء الشهداء". "وبناء عليه، نطالب الرئيس المكلف بالتبصّر في مواقفه استنادا إلى هذه الثوابت الوطنية وعدم الخروج عليها".

"لقد جاء هذا التذكير بالثوابت لأننا نعتبر أنفسنا معنيين بتجنيب وطننا وعيشنا المشترك وجماعتنا المزيد من الانقسامات ووجوه التفرق والاختلال. إننا نحذّر من كل هذا العبث والتلاعب بمصائر الوطن والدولة والمجتمع الذي لا يقبله اللبنانيون الحريصون على السلم الأهلي، وعلى التوافق الوطني، ولا نظن الرئيس المكلًف يقبله،" بهذه الفقرة ختم البيان مداولات الاجتماع السني الجامع، بما يعني أنه آخر الكلام، وما بعده لن يكون كما قبله ... إذا استمر ما تم التحذير منه. هي فعلا الصرخة الأخيرة التي تصدر عن الطائفة السنية الغاضبة ... والهادئة ... حتى الآن. هي فعلا الصرخة الأخيرة التي تصدر عن حكماء الطائفة اللبنانية السنية. بعدها، إذا استمر التسلط والتحدي وإلحاق الغبن وتهديد الوطن والتطاول على العدالة، فقد يردد بعض اللبنانيين السنة من الواقعيين بيتا نسب للشاعر العربي الكبير المتنبي قال فيه: "حتى رجعت وأقلامي قوائل لي    المجد للسيف، ليس المجد للقلم".

 اللبنانيون السنة قدّموا، عبر حكمائهم، مظلوميتهم وشكواهم من التسلط. وأرفقوه بتحذيرهم.

ما بعد التحذير، إذا استمر التسلط، لن يصدر عن حكماء السنة. سيصدر عمن يؤمن صراحة بأن مشكلة البلد هي واحدة لا يوجد غيرها: سلاح ميليشيا إيران يتجاوز كل الطوائف، بدءا بالطائفة الشيعية الكريمة. ما بعد التحذير، إذا استمر التطاول، سيصدر عمن يقول بصدق، جهارا نهارا، إنه لا وجود لما يسمى "مقاومة"، بل هي مجرد سلاح غريب يستخدم ضد البلد، إذلال البلد، لإخضاع شعبه. ما بعد التحذير الحكيم، إذا استمر الاعتداء، سيصدر عمن يؤمن صراحه بأن لا وجود لما يسمى زعما سلاحا فلسطينيا خارج المخيمات، بل هي قواعد سورية صافية يستخدم فيها لحم فلسطينيي سوريا. فهل سيرتدع المعتدي-المتسلط؟ أم هل ستبقى 14 آذار تبحث في جنس الملائكة فيما يسعى الولي لإبادة جنسها أو أجناسها، وإخضاع ما يتبقى من عبيد، ولصوص ... ودكنجية على شاكلة الفلوريست (بائع الزهور) في رأس بيروت الذي يعتب على الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأنه قُتل في 14 شباط، فأفسد عليه وعلى أمثاله موسم ورود عيد فالنتاين. ما بعد تحذير الحكماء، إذا استمر الاعتداء، سيكون الكلام متاحا فقط لمن يقول: "لا نعبد الله طمعا بجنته، فهذه عبادة لصوص.

لا نعبد الله خوفا من ناره، فهذه عبادة عبيد. نعبد الله لأننا نؤمن به، فهذه عبادة أحرار."

 

ثورة لا تفرح "النظم الثورية"

علي حماده/النهار

مع تنحي الرئيس حسني مبارك عن الرئاسة بدأت مرحلة جديدة ليس على صعيد مصر وحدها بل على صعيد المنطقة بأسرها. فالثورة الشبابية التي ما لبثت كل القوى الحية في البلاد ان انضمت اليها حتى صارت ثورة عارمة اخذت في دربها بنية النظام بأسره، ففرضت معادلة جديدة على القوى الضامنة للامن القومي اي الجيش، بحيث ما عاد ممكنا ان يبقى على ولائه للرئيس السابق حسني مبارك في ظل قرار واضح وصريح بعدم الاصطدام بالشعب وفقا لمسار تاريخي انتهجه الجيش منذ ولادته وما شذّ عنه يوما. فلم يحصل ان اطلق الجيش النار على الشعب. لقد كانت الشعارات التي امتلأت بها ساحات المدن المصرية ومدونات الشباب شعارات مدنية مطلبية اجتماعية تتعلق بالحقوق السياسية المدنية والانسانية للمواطنين. ولم نر اي حراك مطلبي جدي لشعارات ايديولوجية او ثورية بما يلامس السياسة الخارجية، وهذا بالتحديد هو العنصر اللافت. فقد قامت ثورة ضد الديكتاتوية والمافيوية الحاكمة والفساد والقمع المخابراتي. وكان الاسلام الثوري غائبا تماماً كغياب العروبة الثورية المنبثقة من خطاب ستينيات القرن الماضي. وكانت معضلة التوريث عنصراً مستقطباً للاعتراض الشعبي بحيث انها شكلت منذ بضع سنوات محركا اساسيا من محركات المجتمع المدني الاعتراضي. ومما تقدم يمكن القول ان ثورة مصر انهت النموذج الايراني للثورات حيث الانسان في خدمة الايديولوجيا. وانهت النموذج البعثي في ما تبقى منه حيث الانسان في خدمة الانظمة. وشكّلت نموذجاً عربياً سوف ينعكس شئنا ام ابينا على كل الرقعة العربية. فالثورة حصلت في اكبر دولة عربية، وسنية. والعنصر الاسلامي السياسي لم يكن محركها ولا حاول ان يتصدرها، ولا حتى ان يركب موجة تحولت الى مدّ هائل ذابت فيه الخصوصيات والاجندات الخاصة.

بعد ثورة مصر 2011 لن يعود العالم العربي كما كان. ولن تعود الانظمة العربية او حتى الاسلامية قادرة على الاستمرار طويلا في حكم الشعوب بقوة الخوف والترهيب تحت شعارات ثورية او "قومجية" انتهت صلاحيتها في عقول الناس وقلوبهم. ومن هنا علينا ان نراقب بلداناً عربية واسلامية من الخليج الى المحيط "معتدلة" و"غير معتدلة" على حد سواء. فترددات ثورة مصر سوف تسمع بعيداً بعيداً ولزمن طويل بعد ان تعود وتهدأ في مصر نفسها. لقد ثبت ان المجتمع المدني عندما يكسر حاجز الخوف بإمكانه ان يقلب المعادلات ويفرض التغيير. وما احوج الشعوب العربية الى التغيير الحاسم لأوضاعها المأسوية. سقط حسني مبارك في مصر فارتفع منسوب القلق في أروقة الأنظمة من طهران الى نواكشوط! فمن التالي؟

 

انقسام أميركي حول التعاطي مع «اخوان» مصر. وميقاتي

(خاص - «الراي»)  واشنطن من حسين عبد الحسين|

فيما يصر اعضاء لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، على ضرورة مقاطعة «الاخوان المسلمين» في مصر، واتخاذ موقف صارم من «حكومة حزب الله ورئيسها نجيب ميقاتي»، تسعى وزارة الخارجية، في محاولة اخيرة، الى اعطاء الاثنين فرصة، ليصار بعد ذلك الى «تقييم تصرفاتهما في الحكم، والتعاطي معهما على اساسه».

المواجهة بين الكونغرس والوزارة، جاءت اثناء جلسة الاستماع الثانية التي عقدتها اللجنة بحضور وكيل وزيرة الخارجية جايمس ستاينبرغ، وما كادت الجلسة تبدأ حتى وردت انباء عن قيام وزارة الخزانة بفرض عقوبات على «البنك اللبناني الكندي» بحجة ارتباطه بعمليات تبييض اموال يديرها المدعو ايمن جمعة، المرتبط بدوره بـ «حزب الله».

وراء كواليس قاعة اللجنة، وقبل بدء الجلسة، حصلت دردشة. رئيسة اللجنة اليانا روس ليتنن، وهي من الحزب الجمهوري، قرأت افادة ستاينبرغ واعتبرتها «ضعيفة»، خصوصا في ما يتعلق بـ «حزب الله وميقاتي». روس ليتنن ترغب في رؤية المزيد من الصرامة الاميركية، وترغب في التجميد الكامل للمساعدات الاميركية الى لبنان وحتى العلاقات بين الدولتين، اذ «ما زال حزب الله وايران وسورية يسيطرون على السلطة في بيروت». تقرأ روس ليتنن بيان وزارة الخزانة، وتسأل عن امكانية «ارتباط البنك بمسؤولين لبنانيين آخرين قد يدخلون حكومة» ميقاتي. ثم تنفرد بالحديث مع مساعديها.

يقول احد مساعدي روس ليتنن ان «رئيسة اللجنة حانقة على وزارة الخارجية»، وانها تردد «ليت الخارجية يتصرفون مثل الخزانة». تعترض روس ليتنن على ما تسميه «غياب الاستراتيجية الاميركية في التعاطي مع الاحداث في مصر ولبنان».

تشير روس ليتنن في اثناء الجلسة الى ان المشكلة في مصر ان علاقة واشنطن مع القاهرة «مرتبطة بشخص واحد فقط»، في حين ان البديل هو «الاخوان المسلمين». نبذة عما ستؤول عليه الاحوال في مصر في حال تسلم الاخوان الحكم، حسب روس ليتنن، ممكن الاطلاع عليها في لبنان «حيث تحكم مجموعة تتدعي الاسلام، وتضرب اصول الديموقراطية، وترهب خصومها السياسيين».جلس خلف ستاينبرغ عدد من الايرانيين الناشطين مع «مجاهدين خلق»، وقد ارتدوا قمصاناً صفراء كتب عليها «احموا مخيم اشراف»، الذي يؤي عدد كبير من اعضاء المنظمة وعائلاتهم في العراق. اشارت روس ليتنن الى الناشطين المنتشرين في القاعة وحيتهم، قالت انها تأمل بانهيار «الديكتاتورية» في ايران.

اعضاء اللجنة الحاضرين في الجلسة من اصحاب الوزن، مثل الديموقراطيين هاورد بيرمان وغاري اكرمان، يشاركان روس ليتنن مخاوفها من «الاخوان المسلمين». بيرمان يريد رؤية ديموقراطية في مصر، ولكنه ليس متحمسا لسيطرة الاخوان على الحكم. يتوجه اكرمان الى ستاينبرغ، ويسأله، «ماذا يحصل في حال رفضت حكومة ميقاتي التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان»؟ يريد اكرمان ان يسمع اخبارا على نسق العقوبات التي تم فرضها على «البنك اللبناني الكندي»، اي عقوبات ومقاطعات ديبلوماسية بحق لبنان تحت حكم ميقاتي.

يجيب ستاينبرغ ان موقف الحكومة الاميركية من حكومة ميقاتي سيكون مبنيا على «افعال» هذه الاخيرة حصرا، فان قامت بالالتزام بتعهدات لبنان الدولية مثل القرارات 1559 و1701 ودعم المحكمة الدولية، فان العلاقة بين واشنطن ولبنان ستبقى على حالها كما هي الآن. لكن ستاينبرغ لا يجيب عن الامكانية الثانية، اي في حال قامت حكومة ميقاتي بالغاء البروتوكول الخاص بالتعاون مع المحكمة. يحاول اكرمان تقديم افكار لمعاقبة الحكومة اللبنانية في حال تخليها عن التزامات لبنان الدولية. يقترح انه في حال اوقفت بيروت تمويلها لـ 49 في المئة من اجمالي موازنة عمل المحكمة، توقف واشنطن كل الاموال المخصصة للمساعدات المدنية والعسكرية الى لبنان، وتستخدم هذه الاموال لتسديد حصة لبنان الى المحكمة.

تتكاثر اسئلة اعضاء الكونغرس، ولا يجيب ستاينبرغ بأكثر من العموميات. تصل الانباء الى الحاضرين في الجلسة من القاعة المجاورة، حيث يدلي مدير «وكالة الاستخبارات المركزية» ليون بانيتا بافادة امام احدى اللجان، ويقول فيها ان الرئيس المصري حسني مبارك «سيتنحى هذا المساء».

يقوم احد اعضاء الكونغرس من مقعده، ويهمس في آذان احد مساعديه ممن يجلسون خلفه: «مبارك بقي 30 عاما في السلطة، وهو سيأخذ 30 عاما اخرى ليغادرها، والاستاذ هنا (ستاينبرغ) لم يلاحظ ان امر حكومة لبنان يأتي من ديكتاتور آخر يجلس في دمشق، وكأننا في صف جامعي للعلوم السياسية، لا كأننا قوة عظمى».

 

لبنان أمام أسبوع «الخيارات الصعبة»

الراي/ بيروت - من وسام أبو حرفوش يتجه لبنان نحو اسبوع حاسم في تظهير المرحلة الجديدة من الصراع و«قواعده» السياسية والأهلية بعد نحو شهر من «المناورات الخشنة» التي افضت الى قلب المعادلة السياسية باقصاء زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري عن السلطة والمجيء بالنائب نجيب ميقاتي رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة بقوة نفوذ «حزب الله» وسورية.

فالأسبوع الطالع سيشهد محطتين بالغتي الاهمية في تحديد المسار السياسي اللبناني ومصيره القريب، الاولى، تتجلى في الانتقال الحاسم لتحالف «14 اذار» الى المعارضة، وهو ما سيعلن في مهرجان احياء الذكرى السادسة لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري بعد غد الاثنين، والثانية، تتمثل في الولادة المرتقبة للحكومة وسط الاسبوع عينه.

وكشفت مصادر بارزة في «14 اذار» لـ «الراي» ان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري سيعلن في خطاب بالغ الوضوح في ذكرى اغتيال والده انتقاله مع حلفائه الى صفوف المعارضة وفق برنامج سياسي من دون «قفازات»، ويتم عبره وضع حد لمسلسل التنازلات، الذي كان ارهق «14 مارس» وفوت عليها الكثير من الفرص لتثبيت اقتناعاتها في ادارة البلاد. هذا المناخ الذي يرافق تحضيرات «14 اذار» لاحياء ذكرى اغتيال «كل شهداء ثورة الارز»، حسب بطاقة الدعوة للمهرجان الذي يقام في «البيال»، يجعل من معاودة فتح قنوات الاتصال بين اطراف من «المعارضة الجديدة» والرئيس ميقاتي لمناقشة امكان مشاركة «14 اذار» في الحكومة مجرد «بالونات اختبار» متبادلة، في اطار «تبادل كرة» المسؤولية عن ذهاب البلاد الى حكومة «أحادية».

وكان اللقاء السياسي ـ الديني لـ «أهل السنّة» الذي انعقد في دار الفتوى اول من امس بمشاركة الحريري وميقاتي، شكل ما يشبه «فرصة إضافية» لإمكان فتح الابواب الموصدة بين طرفي الصراع للإتيان بحكومة «لمّ شمل»، على النحو الذي من شأنه «ردم الهوة» في الداخل والاستجابة لـ «نصائح» اقليمية تطايرت اخيراً من أنقرة والدوحة وحتى من دمشق.

غير ان المسار الذي بدأ بإسقاط حكومة الحريري وقلب المعادلة السياسية وتكليف ميقاتي يوحي بأن حظوظ الجمع بين طرفي الصراع في حكومة واحدة منعدمة، خصوصاً ان البلاد مقبلة على الاستحقاق الأخطر، المتمثل بالقرار الاتهامي في جريمة اغتيال الحريري، والمرتقب صدوره في اي وقت، الامر الذي يحتم على حكومة ميقاتي تلقف تداعياته المباشرة والبعيدة المدى. ومع مضي ميقاتي قدماً في النظر في شروط القوى السياسية و«حصصها» في الحكومة، يستمر تحت المعاينة، خصوصاً في ضوء وثيقة الثوابت «السنية» التي وافق عليها، وكان الاكثر اثارة فيها تأكيدها التمسك بالمحكمة الدولية، الاستحقاق الذي «يتربص» بالرئيس المكلف والبيان الوزاري لحكومته.

وقالت مصادر في الاكثرية الحالية (8 اذار) لـ «الراي» انه لن يصار الى إحراج ميقاتي عبر الإصرار على تضمين البيان الوزاري ما يشتم منه موقفاً مناهضاً للمحكمة الدولية، لكن هذا الامر لا يمنع من طرح قضية المحكمة على مجلس الوزراء الذي سيكون مطالباً بالتصويت على سحب القضاة اللبنانيين، رغم الموقف المبدئي الذي يمكن ان يتخذه رئيس الحكومة لاعتبارات مفهومة. وكانت بيروت انهمكت امس بـ «تقصي» تداعيات «القمة السنية» الدينية ـ السياسية على ملف تشكيل الحكومة بعدما بات ميقاتي امام «اختبار» طريقة ترجمة أفكار البيان الذي لم يعترض عليه الى ممارسة سواء في «برنامج عمل الحكومة» (بيانها الوزاري) او المراحل التي ستجتازها الحكومة وتالياً مدى قدرته على التوفيق بين التزامه بمضمون الوثيقة (رغم تحفظه عن «القراءة السياسية» التي تضمّنها) وبين متطلبات تشكيل حكومة تتحكّم بها «الأكـثرية الجديدة» بمنطقها و«اجندتها» السياسية التي تتناقض مع «الثوابت» التي صدرت عن الاجتماع ولا سيما في موضوعيْ المحكمة الدولية و«سلاح الغلبة».

ورأت دوائر مراقبة في بيان «الثوابت» الصادر عن الاجتماع السني مجموعة دلالات أبرزها:

* انه تحوّل محطة مفصلية «ما بعدها غير ما قبلها»، لا سيما لجهة انه طوى صفحة القطيعة بين الرئيس المكلف ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وانه محض ميقاتي دعماً شاملاً من القيادات السياسية والروحية للطائفة السنية التي لم تعزله بل محضته «اعترافاً» به كرئيس مكلف بعد «الطعن» السياسي الذي حصل بشرعية تكليفه «القسري» الذي جاء بحسب ما كانت هذه القيادات عبّرت «بقوة السلاح والترهيب».

* ان الوثيقة التي صدرت يمكن ان تفيد ميقاتي كـ «تغطية» تتيح له تعزيز موقعه التفاوضي تجاه سورية وحلفائها في إطار تشكيل الحكومة و«معركة الحصص» التي تعوق الولادة الحكومية.

* ان القمة الاولى من نوعها منذ العام 1983 شكلت مكسباً للرئيس سعد الحريري وحتى لمجمل أدبيات قوى 14 اذار وثوابتها التي تبنّتها الوثيقة، وقد استفاد منها ميقاتي لمعادة الاتصالات مع هذه القوى في محاولة جديدة لتشكيل حكومة جامعة تجنّبه كأس «اللون الواحد».

* ان موافقة ميقاتي على البيان، تُعتبر، بحسب ما نُقل عن قريبين من «تيار المستقبل» (بقيادة الحريري) «تحصيناً استباقياً» لموقع رئاسة الحكومة بما يملي على شاغلها الجديد التزام ثوابت الطائفة او تحمل تبعة الخروج عليها والاخلال بها.

ورغم هذه القراءات، فان «الخط البياني» لكيفية ترجمة ما عبّر عنه «خميس الثوابت» يبقي محكه الاساسي السلوك حيال المحكمة الدولية، حيث لفت ما نُقل عن ديبلوماسي غربي من ان ميقاتي وافق على التكليف على اساس معادلة تقضي بإنتاج مظلة عربية تغطّي أي تعديلات على المحكمة الدولية يريدها «حزب الله»، لجهة البروتوكول الموقّع مع الامم المتحدة والتمويل اللبناني وسحب القضاة، موضحاً «ان ميقاتي ارسل الى اكثر من جهة عربية واقليمية ودولية رسائل واضحة مفادها ان المعادلة التي انشأت المحكمة تتغيّر بإجماع العواصم المعنية وبغطاء عربي حاضن لاي تعديلات وتبلغ بوضوح الى كل الافرقاء في لبنان».

على ان ميقاتي عبّر امام زواره بعد ساعات على «القمة السنية» عن ان «موضوع المحكمة يجب على الحكومة مجتمعة أن تتخذ الموقف منه»، متداركاً: «أنا متمسك بالعدالة والحقيقة، ومسألة آثار المحكمة على الداخل يجب ان يكون عليها إجماع لبناني، وعلى الدوائر القيام بما عليها في حال تم طلب أي أمر أو طلب تسليم أي شخص من قبل السلطات اللبنانية».

وعن عزم الحكومة الجديدة فك الارتباط مع المحكمة، أجاب: «مَن قال إن هناك فكّ ارتباط الآن، يجب ان ننتظر القرار الاتهامي».

واوضح في ما خص تشكيل الحكومة أنه يأمل في ان يحصل التشكيل «في أقرب وقت»، مشيراً في شأن معاودة الاتصالات مع فريق «14 اذار» عبر الوزير بطرس حرب.

اضاف: «انا لا أسعى لحكومة وحدة وطنية، انما ما اعمل عليه هو تأليف حكومة جمع الشمل بين كل اللبنانيين».

وجاء موقف الرئيس المكلف على وقع معلومات عن اتصالات دخلت على خطها دمشق تتناول الملف الحكومي، وشملت الى زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون (التقى الرئيس بشار الاسد يوم الاربعاء) شقيق الرئيس المكلف رجل الأعمال طه ميقاتي وقيادتي حركة أمل وحزب الله والنائب سليمان فرنجية.

وكانت المعلومات المتوافرة عن لقاء ميقاتي ـ حرب اشارت الى ان خلفيته استئناف البحث في إمكان الوصول الى صيغة لتشارك قوى 14 اذار على أساسها في الحكومة إنطلاقاً من المبادئ التي تلتزمها «بحيث لا تشكل حكومة لاعلان وفاة المحكمة الدولية وان تكون مشاركتنا وازنة وفعالة ولا تتحول 14 اذار شاهداً على ما يفرضه الآخرون بل أن تكون لها القدرة على المشاركة الفعالة في أي قرار لمصلحة لبنان والتصدي لأي قرار يتناقض مع مصلحة لبنان»، علية ما قال الوزير حرب، مشيراً الى ان «الاحتمالات لدى 14 اذار ليست مقفلة وهي تلتقي مع رغبة الرئيس ميقاتي ومع ارشادات رئيس الجمهورية ميشال سليمان وكلاهما يريد حكومة تضم كل الأطراف السياسيين».

وتحدث عن مشاورات جارية بين قوى 14 اذار «وعندما تكتمل هذه المشاورات سأعود الى التواصل مع الرئيس ميقاتي لابلاغه موقفنا في 14 مارس والمعطيات المحيطة به».

على انه وفي موازاة محاولات «تدليك» المفاوضات بين ميقاتي و14 اذار، فقد بدت العقد «على تعقيداتها» بالنسبة الى «هجمة الاستيزار» وصراع الأحجام بين مكونات «الأكثرية الجديدة» ضمن الحكومة. وفي هذا الاطار، تبقى مشكلة تمسّك العماد عون بعدد من الحقائب، منها الداخليّة والعدل، إضافة إلى الحقائب التي يشغلها وزراء التكتّل حالياً، مع رغبته في «نصف مقاعد الحكومة» (اي كل المقاعد المسيحية لتكتله الذي يضم ايضاً النائب سليمان فرنجة وحزب الطاشناق) معتبراً ان لا مبررات لتمثيل رئيس الجمهورية بحصة «باعتبار ألا تمثيل شعبياً له».

 

 نجيب ميقاتي مفروضا إقليمياعلى لبنان

ايلاف/غسان المفلح

 7:15:00 2011 الجمعة 11 فبراير 2

بداية لا بد أن نوضح أنه ليس لدينا موقف سلبي من الرجل بالعكس، هو أثبت دوما أنه رجل أعمال ناجح، وذو مصداقية أو على الأقل هذا انطباعي عن نجيب ميقاتي الذي كلف من قبل المعارضة اللبنانية ومعها الرئيس ميشال سليمان بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بدلا من الحكومة المقالة بزعامة الشيخ سعد الحريري، وقد حقق الأكثرية النيابية من خلال الاستشارات التي أجريت. كما لا بد لنا من التنويه أن التصرفات التي صدرت عن بعض أنصار قوى الرابع عشر من آذار في الشارع غير مقبولة، وتذكر بتصرفات بعض أنصار المعارضة من قطع للشوارع وإشعال نار وهتافات ذات بعد مذهبي. لقد سُرب نبأ منذ أن طرح اسم نجيب ميقاتي ليخلف الشيخ سعد الحريري أن نجيب ميقاتي قد أعطى موقفا واضحا ضد المحكمة الدولية الخاصة باغتيال شهداء لبنان للنظام السياسي في دمشق. كما سرب الإعلام نبأ خوف انصار سعد الحريري وقوى الرابع عشر من آذار على المحكمة من الضياع في حال استلم نجيب مقياتي مقاليد حكومة الأكثرية فيها تمثل المحور الجديد لبنانيا الإيراني السعودي السوري. بينما بارك ساركوزي وحكومته لميقاتي، جاء موقف الولايات المتحدة على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون متحفظا قليلا وانتظاريا، انتظار ما سيروا من مدى لحضور حزب الله في هذه الحكومة ودوره!! على أساس أن أمريكا تنتظر ولا تعرف ما ستؤول إليه أمور تشكيل الحكومة المرتقبة، سنصدق ذلك.

ما الذي حدث؟ بعد اتفاق الدوحة المشؤوم، والذي اتى على إثر اجتياح حزب الله لبيروت ايار 2008 غيرت بعض قوى الرابع عشر من آذار موقفها وعلى رأسهم السيد وليد جنبلاط الذي خاف جديا من اجتياح حزب الله للجبل، وبعدما تأكد تخلي العالم عن قوى الرابع عشر من آذار آنذاك، وأعلن انسحابه من قوى الرابع عشر من آذار مؤيدا المقاومة وسورية وداعيا لإيقاف المحكمة الدولية. استقال وزراء حزب الله ومؤيديه وسقطت حكومة الحريري، ليطرح الحزب مرشحا جديدا هو نجيب ميقاتي، الذي نال 68 من اصوات النواب مقابل 60 صوتا لسعد الحريري، وبالتالي تم تكليفه بتشكيل الحكومة المرتقبة لبنانيا. ولازال الرجل يجري مشاوراته مع الكتل والنواب من أجل هذا الغرض.

من الواضح أن ما جاء من تصريحات نارية على لسان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل والذي أعلن فيها فشل مبادرة(س-س) السعودية السورية، كما أعلن رفع يد السعودية عن لبنان، صحيح أعقبت هذا التصريح، تصريحات وتلمحيات سعودية توحي بعكس ذلك، لكن على ما يبدو أنه حتى داخل القيادة السعودية هنالك اتجاهات للتعاطي مع الموضوع اللبناني.

هذا الاتجاه منذ زمن يعمل من أجل إزالة أي أثر للاغتيالات في لبنان، ومن أجل عودة الدفء للعلاقات السعودية السورية.

فميقاتي رجل انهاء المراحل وبداية لمراحل جديدة، فهو على ما يبدو كان رجل حكومة انهى ذيول خروج الجيش السوري من لبنان15 /4 /2005 حيث تم تكليفه آنذاك من قبل الرئيس إميل لحود بعد اعتذار الرئيس عمر كرامي، والانتقال من نظام الوصاية الأمني السوري اللبناني إلى نظام آخر، عاد للوصاية مرة أخرى، وها هو اليوم نجيب ميقاتي يعود لتشكيل حكومة جديدة مهمتها إعادة نظام الوصاية الجديد على لبنان، لكن هذه المرة بتقاسم سوري سعودي إيراني ولنقل توافق، وبترحيب دولي أقل من المرة الماضية، أعتقد أن ما يحدث الآن، ربما يكون أحد السيناريوهات لاخراج سعد الحريري وتياره من اللعبة إلى حين إيجاد مخرج دولي للمحكمة الدولية، وهذا يبعد الحرج عن سعد الحريري وعن بقية قوى الرابع عشر من آذار، والآن الحكومة اللبنانية تمثل المعارضة وحزب الله وإن نفضوا يد لبنان من المحكمة عندها لن يكون هنالك حرجا.

 أما موقف بقية قوى الرابع عشر من آذار فقد اختصره عضو كتلة حزب الكتائب اللبنانية النائب ايلي ماروني الى أن "هناك أقوال كثيرة عن حسن النّية والثلث الضامن، وعن التشاور حول كل الأمور، لكن في المقابل لم يأتِ ميقاتي على ذكر المحكمة الدولية، التي هي أساس النزاع والإشكال الذي أدى الى إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، وبالتالي تبقى العبرة في التنفيذ، وفي الإستشارات النيابية لتشكيل الحكومة حيث سيطلع ميقاتي على توجهاته وبرنامج عمله. أما نحن فسنسأله حتماً عن المحكمة الدولية والإلتزام بها".

كنت قد كتبت مقالا سابقا عن تغير الدور الإيراني في لبنان، ودرجة حضوره التي تحولت من حضور عبر وسيط كسورية وحزب الله إلى حضور عبر نفسه، فهو بات يشعر أنه من القوة بحيث لم يعد بحاجة إلى وسطاء، وأن لسان حاله يقول نحن من صنعنا حزب الله، ولهذا سمح المرشد العام للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي باصدار فتوى شرعية ضد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. نعم الدور الإيراني تغير، والرؤية السعودية له تغيرت، ولكن الآن على ما يبدو يجري تسويق الرؤية الجديدة وفق سيناريوهات متعددة، والأكثر وضوحا يبدو أن الأمر متبادل بين الطرفين. أما النظام السوري فحصته في لبنان مضمونة دوما، تزداد تنقص لكنها مضمونة ومتحركة وقادرة على تعطيل أي حل للأزمة اللبنانية لا يناسبه.

فماذا سيكون موقف نجيب ميقاتي من كل هذا لننتظر بيان الحكومة هذا إذا تم تشكيلها، ولكن اقترح على قوى الرابع عشر من آذار ألا تشارك في هذه الحكومة مطلقا ومهما كانت الضغوط التي ستتعرض لها، حرصا على ما تبقى من صوت لبناني- لبناني.

 

سمير فرنجية: على ميقاتي أن يسلّم الامانة التي أخذها أو أن يعلّق تشكيل الحكومة 

وكالات/لفت عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية الى أن "البيان الذي صدر بالأمس عن اجتماع دار الفتوى أعاد التأكيد على التمسك بالدولة، وذّكر بالطائف، واعترض على السلاح". وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، رأى فرنجية أن "الشبه بين بيان مجلس المطارنة الموارنة الذي صدر عام 2000، وبيان الأمس، كبير، اذ إن البيانين أتيا بلحظة مصيرية تمر بها البلاد"، متمنياً على "حزب الله أن يسمع هذا النداء". ودعا فرنجية "الرئيس نجيب ميقاتي الى أن يتحمل المسؤولية فإما يسلّم الأمانة التي أخذها، أو أن يعلّق تشكيل الحكومة، لأنه هو من يتحمل المسؤولية بالكارثة التي ستحل على البلد".

 

قوى "14 آذار" عبّرت عن تضامنها مع الشعب المصري ورحّبت ببيان اجتماع دار الفتوى 

وكالات/قدت قوى "14 آذار" اجتماعاً مصغراً في بيت الوسط، عرضت خلاله التحضيرات لإحياء ذكرى جميع شهداء ثورة الأرز يوم الإثنين المقبل في البيال بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005. وقد أعربت قوى "14 آذار" عن ترحيبها وتضامنها مع بيان الثوابت الوطنية الذي صدر عن المجلس الإسلامي الشرعي ومجلس المفتين والنواب المسلمين أمس، مؤكدة أن هذا البيان التاريخي يتلاقى مع الثوابت التي يجتمع حولها اللبنانيون دفاعاً عن النظام الديمقراطي وإتفاق الطائف والمحكمة الدولية واستقلال لبنان وسيادة الدولة. كما عرض المجتمعون للتطورات الأخيرة في جمهورية مصر العربية، فعبّروا عن تضامنهم مع الشعب المصري الشقيق وعن ثقتهم بالجيش المصري لضمان الإنتقال الهادئ والسلمي للسلطة بما يحفظ إستقرار مصر الذي يمثل ركناً من أركان إستقرار العالم العربي.

 

رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب يدعو إدارة أوباما إلى وقف كل الدعم لحكومة ميقاتي 

أكرمان: "حزب الله" وسورية وإيران وراء الاغتيالات في لبنان

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

 نصح مكتب مكافحة الارهاب العبري امس في تل ابيب الاسرائيليين في الداخل والخارج بتحاشي السفر الى عشرات الدول لمناسبة ذكرى اغتيال عماد مغنية القائد العسكري الابرز في "حزب الله" العام 2008 في دمشق. وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان مكتب مكافحة الارهاب وجه امس تحذيراً الى المسافرين الاسرائيليين من والى الدولة العبرية بتوخي الحذر الشديد من امكانية اقدام مجموعات من "حزب الله" اللبناني على الانتقام لاغتيال عماد مغنية وعباس الموسوي الامين العام السابق للحزب في استهداف سيارته مع افراد عائلته في جنوب لبنان.

وقال المكتب ان حكومة بنيامين نتانياهو التي تلقت اخيراً تهديدات متزايدة بهجمات ارهابية في الخارج, دعت الاسرائيليين الى تحاشي السفر الى عدد كبير من الدول بينها مصر وتركيا واذربيجان وجورجيا وارمينيا وساحل العاج وموريتانيا وفنزويلا.

وفي سياق متصل, دعا السيناتور الاميركي غاري اكرمان رئيس لجنة العلاقات الخارجية للشرق الاوسط وجنوب آسيا في مجلس النواب بالكونغرس الادارة الاميركية الى الانخراط في مرحلة مختلفة للتعامل مع حكومة لبنان الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي المدعومة من "حزب الله" وايران وسورية, واتخاذ الموقف الاميركي المناسب من القرارات التي قد تتخذها ضد المجتمع الدولي سواء بالنسبة لمحاولة الهروب من المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري او بالنسبة لتكريس ترسانات الاسلحة التقليدية والصاروخية في ايدي هذا الحزب الملطخة بالدماء التي من شأن استخدامها لتفجير الشرق الاوسط بأكمله.

وقال اكرمان في شهادة تلاها امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس بعنوان "التطورات الحديثة في مصر ولبنان.. كيفية تطبيق السياسة الاميركية مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط - القسم 2" ان سقوط الحكومة الديمقراطية في لبنان برئاسة سعد الحريري تحت ضغوط "حزب الله" وحلفاء سورية واستخباراتها وتهديداتهم بالسلاح والاغتيالات ونشر الفوضى في البلاد كما حدث في السابع من مايو 2008 عندما اجتاحت عصابات الحزب الايراني ومعها عصابات حليفها نبيه بري والاحزاب والتيارات التابعة لسورية مناطق بيروت السنية والجبل الدرزي.. ان هذا السقوط لمثل هذا النظام الديمقراطي النادر في هذه المنطقة من العالم تحت رحى التهديد بالسلاح الايراني - السوري, كان سبقته عمليات اغتيال واسعة منذ العام 2004 لقادة اعلاميين ووزراء ونواب لبنانيين على ايدي "حزب الله" والنظامين السوري والايراني بينهم رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري.

وقال اكرمان في شهادته امام الكونغرس التي ارسلت نسخة منها الى "السياسة" ان حزب الله دأب منذ سنوات على تهديم النظام الديمقراطي الاستقلالي الحر الذي جاءت به "ثورة الارز" العام 2005 بعد طرد الاحتلال السوري من لبنان, الا انه قام بعمليات قضم زاحفة لمرافق الدولة بالقوة والرشوة والوعيد والغش والخداع, بحيث حول لبنان الى قنبلة موقوتة قد تنفجر في الداخل او على الحدود مع اسرائيل في اي وقت تصدر فيه الاوامر من طهران الى حسن نصر الله وعصاباته في محاولة لحماية البرنامج النووي الايراني.

وذكر اكرمان الذي كان زار بيروت العام الماضي واعرب عن دعم دولته للجيش اللبناني والحكم الديمقراطي فيه, ان الشعب اللبناني اليوم هو رهينة بشكل دراماتيكي على غرار دول أوروبا الشرقية خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة.. واللبنانيون راهنا يتمتعون بقلوب حرة الا ان حكومتهم الجديدة التي يهيمن عليها شبح "حزب الله" والنظام السوري تكبل ايديهم وتجعلهم اسرى القمع والتسلط.

ودعا اكرمان الى استمرار الادارة الاميركية في دعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وفي العمل على تطبيق كامل بنود القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن وخصوصاً القرارات 1559 (نزع السلاح) و1701 (نزول القوات الدولية جنوب الليطاني مع الجيش اللبناني) و1575 تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري وشخصيات لبنانية اخرى.

وقال اكرمان ان على ادارة باراك اوباما ان تؤمن استمرار اندفاع الديمقراطية في لبنان عبر مراقبتها تصرفات الحكومة الجديدة التي يحاول ملالي ايران وديكتاتور دمشق السيطرة عليها, وحتى يتسنى لنا ذلك, لا يبدو أمامنا سوى حل واحد هو وقف كامل وحاسم للدعم الاميركي والاوروبي للبنان بكل أوجهه, لأن لدينا خيارات عاجلة في الشرق الاوسط ليس من بينها قيام "حزب الله" وطهران ودمشق اخذ لبنان رهينة وواجهة لمؤامراتهم وجرائمهم.

 

شكراً يا سيادة الرئيس دعهم في غيهم يعمهون

 أحمد الجارالله/السياسة/شكراً يا سيادة الرئيس فأنت, وحتى اللحظة الأخيرة في سدة المسؤولية, وضعت مصر نصب عينيك, ولم تخن قسماً أقسمته أو وعداً قطعته, فحين قلت إنك ستلبي مطالب الشباب المشروعة قبل ان تلوثها أيدي لصوص الثورات وسارقي براءة الفتية, نفذت ما وعدت ولم تترك مصر نهباً للفوضى بل وضعتها أمانة في يد من نذروا انفسهم أمام الله وأمامك لحماية الوطن. شكراً يا سيادة الرئيس الذي وقفت في وجه العاصفة كالطود وأوصلت مصر إلى بر الأمان. آن أوان الاستراحة الآن, ولك الحق في ان تستريح من كل هذا العناء, ليرى العالم اجمع ماذا سيفعل  الذين سطوا على ثورة الشباب التي كنت أول من أيدها. نعم يا سيادة الرئيس اترك مصر وغادرها فالشياطين خطفوا ثورة شباب 25 يناير ولم تعد كما كانت بريئة صافية كما أرادها أصحابها الذين يريدون المساهمة في مستقبل مصر الذي أسست له طوال 30 عاما. لست انت اول رئيس يقسو عليه شعبه ويتنكر لإنجازاته, فقبلك كان الملك فاروق الذي أُخرج من الحكم ليتولى مكانه 11 ملكا اسموا انفسهم "مجلس قيادة الثورة" وتحولت ثورتهم الى فساد نخر كل مفاصل الدولة حتى كاد يهدمها.

وفي التاريخ الكثير من الامثلة بدءا من المهاتما غاندي الذي قاد الهند الى الحرية والاستقلال, لكن التطرف الاعمى اغتاله, وقبله ابراهام لنكولن الذي قتلته العنصرية البيضاء حين رفع قيود العبودية عن السود, وبينهم الملك فيصل وشاه ايران وجون كنيدي, الاول قتلته ثورة الحقد والتخلف في العراق والثاني نفته ثورة الشياطين المتخفية بزي الملالي, والثالث غدرت به رصاصات مؤامرة الفساد الاميركي.

نعم يا سيادة الرئيس اتركهم في غيهم يعمهون لانهم استثمروا دم الابرياء وصوت الشباب وحماستهم في السعي الى الانقلاب على مصر, وليس على حسني مبارك فقط, فكلما أعطيتهم طلبوا المزيد كأنهم النار لا تشبع, ولا يريدون ان يسمعوا كلمة العقل في حرصك على دفع أذى التآمر الخارجي, العربي والاجنبي, عن مصر. هؤلاء الذين زينوا للناس الباطل حقا وكتموا صوت الشباب ليتكلموا هم بلسان الخارج لن يقبلوا أبدا أن يروا الحقائق, فدعهم لمصيرهم حتى يكتشف شعبك كم كان بعض المرتبطين بأجندات خارجية قساة عليه. دعه يكتشف بنفسه ان ما لحسني مبارك في التاريخ اكثر مما عليه, وليس كل ما تطرزه ايدي المؤامرة من تشويه وتضليل هو الحقيقة.

شيطان... نعم شيطان كل من يتهمك زورا وبهتانا انك مددت يدك وسرقت, وانك لم تؤد امانتك بإخلاص ووطنية. مهما اشاعت عنك تلك المجموعات المضللة لن تستطيع ان تخفي شمس الحق بغربال التجني. شيطان كل من لا يعترف بما بذلته طوال حياتك من اجل مصر كي تصل بها الى بر الامان, وكم كنت امينا اثناء ممارستك الحكم, وكم كنت منزها وستبقى عن كل الادران التي يحاول الحاقدون على ارض الكنانة إلصاقها بك فكل الدول والانظمة ترتكب أخطاء فمن يعمل يخطئ وهذا لن يعيب عهدك.

اترك مصر في ذمة الله والتاريخ حتى لا تتغلب كثرة الجهل على قلة الشجاعة والحكمة, فهؤلاء لن يتورعوا عن ارتكاب المجازر من اجل السيطرة على السلطة وتخريب مصر, وانت الذي اديت الامانة لن تساعدهم على ذلك بحكمتك المعهودة وشجاعتك العسكرية وتفانيك بحب بلدك, لذلك اتركها لتفوت عليهم الفرصة.

يا سيادة الرئيس يشهد العرب, انك لم تكن امينا فقط على امن مصر, بل كنت امينا على امن العالم العربي برمته, ومنعت عنه الكثير من الويلات, وهم لا يتنكرون لمن خدم قضايا امته و وطنه بكل هذا النقاء, ولذلك يا سيادة الرئيس دعهم وسترى ماذا سيحل بهم حين تخرج ثعابين المصالح المرتبطة بالخارج تعيث فسادا, عندها سيبكون عهدك كما بكوا عهد الملك فاروق, وكما تبكي ايران الآن الشاه, وهاهو العراق أكثر الأمثلة وضوحا على الندم لما اقترفته ايدي الغدر بالملك فيصل. يا من حافظت على الامانة وأديت قسطك الى العلا لن يظلمك التاريخ لذلك اتركهم... اتركهم... اتركهم.

 

عفاريت الإعلام السوري البايخ

 داود البصري/السياسة

لإعلام الأنظمة الشمولية والفاشية ذات النهج الإستخباري أساليب تسقيطية معروفة ومكشوفة وتسويق الأكاذيب على كونها حقائق والإستعانة بالبؤساء والروايات البايخة والسخيفة لتصديق طروحاتها المتهاوية ضد خصومها من الكتاب الأحرار ومحاولة إصدار أحكام الإعدام المعنوية على أولئك الخصوم , والإعلام السوري هو واحد من أعتى وأغبى ألأنظمة الإعلامية في العالم المعاصر , فهذا الإعلام التافه السقيم الذي ما زال يعيش على فتات موائد الحرب الباردة, وعلى مرحلة الشعارات المستهلكة التي إنتهت صلاحيتها, لا يخجل مثلا من الضحك على ذقون الناس بنشر الأكاذيب وتأليه الحكام, ولا يجد حرجا في إستعمال مختلف الوسائل البائسة للدفاع عن النفس في قضايا خاسرة ومحسومة سلفا عبر الخوض والسباحة في مستنقعات الأكاذيب النتنة واللجوء للدجل الصريح, والمثير للسخرية في التعامل مع الخصوم , ولي الشرف بأن أكون أنا شخصيا موضعا لهجوم شخصي وموجه من ذلك الإعلام وذيوله, وان تكون كتاباتي التي ألهبت سياط كلماتها ظهور الفاشيين ومؤخراتهم وعقولهم الفارغة إلا من الحقد موضعا للشتم والتشويه وتحريف الحقائق والقفز على الوقائع من أجل تشويهي شخصيا, والتشويش على أخلاقياتي ومواقفي الشخصية والقومية , فهذا الأعلام الإستخباري الذي لايتقن سوى لغة الإلغاء والتصفية والتعذيب الشامل والقتل المجاني, لم يناقش أفكاري وطروحاتي ورؤيتي لواقع النظام السوري وإنتصاري لأحرار الشام, الذين يعدون العدة ليوم الخلاص الكبير المقبل والذين سيؤكدون كل التأكيد على عزيمة أبطال سورية وأحرارها من الشباب في القصاص من القتلة والجلادين واللصوص, وناهبي الشعب ومستغليه من عصابات  نظام المخابرات المشبوه, المرتبط جينيا وتنظيميا وفكريا بعصابات الولي الإيراني الفقيه ومخططاته التخريبية في العالم العربي.

لقد تعرض لشخصي المتواضع موقع إعلامي سوري تابع لجهاز المخابرات السورية إسمه "صدى سورية" في مقال تافه ردا على كتاباتي المناهضة للنظام الفاشي والمنتصرة لحرية الشعب السوري, وقد حفل ذلك المقال السقيم بإتهامات وأكاذيب أثارت ضحكي وسخريتي من بؤس نظام إستخباري لا يمتلك سوى الأكاذيب والتفاهات البايخة للرد على خصومه ويفتقر للغة الحقائق التي يعرفها جيدا, ولكنه يحرفها عن عمد, لأن ذلك هومهمته بالضبط.

لقد جاء ذلك المقال المنشور في الموقع المذكور في السابع من فبراير الجاري ليحمل كلمات بايخة وحاقدة ومريضة تتهمني بإتهامات شخصية وخيانية بعيدة كل البعد عن شخصيتي وأسلوبي, خصوصا وإن تاريخي معروف, وتحركاتي تتم علانية, وفي ضوء الشمس, ولا أخشى أي أرنب أوفأر من بقايا فئران الفاشية البعثية أو وريثتها الطائفية, والحمدلله إنني لا أمتلك شيئا في الحياة سوى عائلتي الصغيرة وسوى رأيي الخاص, والذي هو فوق شجاعة الشجعان.

 لقد إتهمني ذلك المقال التضليلي بإتهامات سقيمة سابقة منشورة على مواقع الإنترنت كتبها عدد من الملفقين لم أرد عليها لأنها تفاهات سقيمة لا تستحق الرد, فلو أن كل كلب عوى ألقمته حجرا لأصبح الضخر مثقالا بمليار! لقد كرر ذلك المنشور أو التوجيه الإستخباري كذبة كوني كنت مترجما لقوات الإحتلال الأميركية وكوني كنت جلادا في معسكرات التعذيب التابعة لها! وهي أكاذيب موثقة لا تحتاج جهدا للرد عليها, ولكن بؤس كتبة نظام المخابرات الأميين ينضح بالجهل والتفاهة, حينما ينسبون تلك الإتهامات لمقال نشره أحد الكتاب المعروفين كما يقولون. تصوروا من هو ذلك الكاتب الجهبذ ? إنه كما أشار كاتب ذلك التقرير الكاتب الألمعي يدعى "عفريت عنتر كفاز "! بربكم هل يوجد في دنيا العروبة أوبين كتاب العرب والعجم والبربر, ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر كاتب بهذا الإسم الكارتوني ? وهل أن أهل المخابرات السورية وهم خبراء في ترتيب الملفات وإعدادها وتزويقها لا يمتلكون من وثائق تدينني سوى ذلك العفريت التابع لأحد فروع المخابرات السورية, ولربما يكون فرع "القوة الجوية" بإعتبار أن العفاريت هي من ضمن أسلحة الدفاع الجوي للوصول الى حالة التوازن الستراتيجي التي يبتغيها نظام دمشق. وما هذا الربط العجيب في التآمر والتخابر بين شخصي المتواضع وشخص رئيس التحرير الأستاذ أحمد الجار الله الذي تعرض في هذا المقال أيضا لهجوم سقيم من كاتبه ? وأقولها لله وللحقيقة والتاريخ بأن أستاذنا أبو مشعل لم يفرض علي يوما أي موضوع أكتبه أو أتناوله كما أن كتاباتي في "السياسة" تخضع لرأيي وإجتهادي الشخصي, ووفقا لمساحات الحرية اللامتناهية والمسؤولة التي توفرها "السياسة" لكتابها من دون ضغوط ولا إملاءات ولا أوامر بأي شكل من الأشكال, وهو أسلوب إعلامي راق وحضاري وإنساني لا يمكن أن يصل الى مستواه بقايا البعث الفاشي أوتفكير أهل المخابرات الجهلاء بنفوسهم الإجرامية المريضة, والحاقدة على البشر , والسابحة في بحور الدم والأشلاء , لن توقف تلك الهجمات الإعلامية السقيمة والبايخة سيل مداد أقلامنا الذي سنلهب به ظهور الجلادين حتى تشييعهم لمزابل التاريخ التي ستحتضن بقاياهم لا محالة , ولن أضطر للدفاع عن نفسي إتقاء لتلك الهجمات المريضة لإيماني المطلق بأن الله يدافع عن الذين آمنوا بقيم الحق والخير والإنسانية ونصرة المظلوم , والعار كل العار لبقايا أنظمة الفاشية والموت والدمار المتاجرة بدماء الشعوب والسارقة لأحلامها ومستقبلها , وسيكون يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم , أما عفاريت نظام المخابرات فستهرب لجحورها المظلمة لأن أنوار الحقيقة أسطع واطهر من أن تواجهها تلك الجراثيم الطفيلية , ولاعزاء للفاشيين والمجرمين والجماهير الحرة تستعد ليوم تشييعهم لمزبلة التاريخ حيث مكانهم الطبيعي , فالفاشية تزحف بعيدا نحو قبورها , وقدرنا أن نواجه هجمات القتلة والمجرمين , وقد كان حقا علينا نصر المؤمنين , وستحاسب جماهير الشام الحرة كل البايخين والمجرمين , ويبقى إعلام البعث السوري التافه يعبر عن صورة سقيمة آن أوان رحيلها.

* كاتب عراقي                                

 

 الرئيس حسني مبارك في سطور

- اسمه الكامل محمد حسني السيد مبارك ومشهور باسم حسني مبارك.

- ولد في الرابع من مايو 1928 في كفر المصيلحة في محافظة المنوفية بمنطقة الدلتا.

- عقب انتهائه من تعليمه الثانوي التحق بالكلية العسكرية في مصر فحصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية العام .1948

- حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية العام 1950 من كلية سلاح الطيران.

- تدرج في السلم الوظيفي سريعا فعين العام 1964 قائدا لإحدى القواعد الجوية غرب القاهرة ليكون بذلك أصغر طيار يقود قاعدة جوية.

- ترأس الوفد العسكري المصري إلى الاتحاد السوفياتي السابق العام ,1964 حيث درس في "أكاديمية فرونز" العسكرية.

- في العام 1967 عُين مديرا للكلية الحربية, ثم رئيسا لأركان حرب القوات الجوية المصرية, وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه قائدا للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع العام .1972

- قاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر العام 1973 حيث رقي بعدها لمنصب فريق جوي.

- انتقل العام 1975 من الحياة العسكرية إلى معترك السياسة, عندما اختاره الرئيس أنور السادات نائبا لرئيس الجمهورية, ثم عُين نائبا لرئيس "الحزب الوطني الديمقراطي" الحاكم العام .1978

- انتخب زعيما لـ"الحزب الوطني الديمقراطي" ورئيسا لجمهورية مصر العربية عقب اغتيال أنور السادات في أكتوبر العام .1981

- أعيد انتخابه في استفتاء على الرئاسة في أعوام 1987 و1993 و.1999

- كما أعيد انتخابه لفترة ولاية جديدة العام 2005 في أول انتخابات رئاسية تعددية تشهدها مصر عقب إجراء تعديل دستوري, لتكون فترة حكمه بذلك واحدة من أطول فترات الحكم في المنطقة العربية.

- تعرض مبارك في فترة رئاسته الطويلة لمصر لمحاولة اغتيال نجا منها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا العام .1995

- حصل مبارك على جائزة رجل السلام العام 1983 وشخصية العام في 1994 وجائزة الأمم المتحدة للسكان .1994

- مبارك متزوج من سوزان صالح ثابت المشهورة بسوزان مبارك وله ولدان, هما علاء مبارك وجمال مبارك.

 

 علوش لـ"السياسة": على ميقاتي التزام الثوابت أو التنحي

بيروت - "السياسة":  رأى عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش, أن المجتمعين في دار الفتوى وضعوا الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أمام الثوابت الوطنية الواضحة المتمثلة بالمحكمة وبالتوازن الوطني وكان من ضمنهم كتلة "المستقبل" والرئيسان سعد الحريري وفؤاد السنيورة للتأكيد على أن القضية ليست من يكون في الحكم, وأن الاعتراض كان على الطريقة التي تم اختياره فيها, لأنها لم تكن ديمقراطية, وإن غلفت بطابع دستوري. وقال علوش ل¯"السياسة": "الكرة الآن في ملعب الرئيس ميقاتي, فإما أن يلتزم هذه الثوابت ويقوم بتشكيل الحكومة على أساسها, وإما أن يعتذر. لكن على الأرجح فإنه سيصطدم بحلفائه ولن يسمح له بالتجاوب مع مطالب دار الفتوى, لأن الظروف التي أدت إلى تكليفه تشكيل الحكومة واضحة". وفي ما يتعلق بعدم قدرة ميقاتي الالتزام ببيان دار الفتوى, لفت علوش إلى أن البنود واضحة, وإذا لم يكن قادراً على الالتزام بها فعليه أن يعلن ذلك بصراحة ويتنحى.

 

بيان القيادات السنية فرمل الاندفاعة ووضع خارطة طريق للرئيس المكلف  

دمشق و"حزب الله": ميقاتي ارتكب خطأ "جسيماً" بمشاركته في اجتماع دار الفتوى

بيروت - "السياسة" والوكالات:  إذا كان اللقاء السني الموسع الذي عقد في دار الفتوى, أول من امس, قد منح الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تفويضاً في مهمته لتشكيل الحكومة, إلا أنه في الوقت نفسه, وضعه في وضع محرج للغاية قد لا يكون الخروج منه سهلاً, خاصة في موافقة ميقاتي على البيان الذي خرج به هذا اللقاء, والذي يعبر بصورة واضحة عن موقف تيار "المستقبل" ورئيسه سعد الحريري وقوى "14 آذار", حيال المحكمة والسلاح غير الشرعي.

ورغم تأكيد الرئيس المكلف أن موقفه يتعارض مع القراءة السياسية لبيان دار الفتوى, إلا أن أوساطاً مراقبة أشارت إلى أن ميقاتي لن يستطيع التنصل من مضمون بيان الغالبية السنية التي رفضت انقلاب "حزب الله", لأن الرئيس المكلف يدرك جيداً أنه لا يمكن أن يستمر في الحكم إذا لم يحظ بالغطاء المطلوب من قيادات الطائفة السنية, الروحيين والسياسيين, وهذا ما يجعل الأنظار مركزة على أدائه في المرحلة المقبلة, وتحديداً في ما يتعلق بملفي المحكمة والسلاح غير الشرعي, على اعتبار أن هذا البيان جاء بمثابة خارطة طريق سيكون من الصعوبة بمكان على الرئيس المكلف تجاوزها إذا أراد أن يستمر في موقعه كرئيس للحكومة.

ووفقاً للمعلومات المتوافرة ل¯"السياسة" فإن حضور ميقاتي اجتماع دار الفتوى لقي انتقادات حادة من بعض قوى "8 آذار", سيما "حزب الله", الذي رأى أن ميقاتي تسرع كثيراً في حضور هذا الاجتماع الذي خرج ببيان هو نسخة مصورة عن بيانات "14 آذار" التي كانت تحمل على سلاح "حزب الله" وتصفه بالسلاح الميليشياوي.

وعلمت "السياسة" في هذا الإطار أن المسؤولين عن الملف اللبناني في دوائر القرار السوري رأوا في مشاركة ميقاتي إلى جانب الحريري والقيادات السنية المعارضة لسورية خطأ جسيماً ما كان على الرئيس المكلف ارتكابه في هذا التوقيت بالذات, وفي ظل الحملة الشرسة التي يقودها رئيس تيار "المستقبل" وحلفاؤه ضد دمشق واتهامها بإقصائه عن رئاسة الحكومة اللبنانية.

وجاء بيان دار الفتوى وما يمكن ان يفرز من معطيات جديدة على مستوى العلاقة بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وابناء البيت السني ليعيد خلط الاوراق ويعزز وجهة النظر القائلة بأن اللحظة الاقليمية الراهنة لا تساعد على انضاج الطبخة الحكومية, خصوصا ان ثمة من يراهن على تقلبات سريعة في المنطقة تتزامن مع صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري تستوجب تجميد التشكيل في المرحلة الراهنة في انتظار تبلور المزيد من المعطيات التي من شأنها الاضاءة على المرحلة المقبلة بحيث تأتي الحكومة على مستوى مواجهة التحديات. وبناء على ذلك, تراجع الحديث عن مواعيد تشكيل الحكومة الجديدة وانخفض مستوى التوقعات باحتمال تشكيلها نهاية الأسبوع الجاري او مطلع الأسبوع المقبل بعدما تراكمت الملفات المحلية والإقليمية والدولية التي عكست ركودا على الساحة الداخلية اللبنانية وغابت اللقاءات المعلنة لتحل محلها جولات خلف الكواليس في العديد من المقرات الرسمية والحزبية وعبر الوسطاء والموفدين.

 

لن يطمئن لنا بال حتى كشف الحقيقة 

المفتي قباني: أين كانت أعين الأجهزة الأمنية عند اغتيال الحريري

السياسة/ استذكر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني, خلال إلقائه خطبة الجمعة في مسجد بهاء الدين الحريري في مدينة صيدا, أمس, "ابن صيدا البار الرئيس الشهيد رفيق الحريري", قائلاً "ألا شُلَّت الأيدي التي قتلته وخططت لاغتياله ورفاقه الشهداء, فلقد عرفناه حقًا وحقيقة رجل الصدق والإيمان والإحسان, ولم يحمل في قلبه حقداً ولا حسداً ولم تغيره السياسة والمناصب ولا السلطة ولا الجاه". وأضاف قباني متحدثاً عن الرئيس رفيق الحريري: "لم يترفع على أحد ولم يسخر من أحد, بل كانت غايته ان ينهض بوطنه وأمته, فعمل على نشر العمران في البلاد وإنشاء المؤسسات, وكان همه الشباب والشابات ففتح لهم الجامعات وفتح لهم أبواب الخارج, فيما كان البعض يكيدون له ويحفرون له في الظلام ويتمنون له الموت, لكنه تحمل كثيراً وكان أكبر من الكيد الذي أحاط به ولذلك قتلوه".

وتابع مشدداً: "أعلنا للملأ وأعلن كل لبنان منذ 14 فبراير 2005 بأننا لن نسكت عن هذه الجريمة التاريخية, ولن يطمئن لنا بال حتى تكشف حقيقة هذه الجريمة ونحن باقون على ذلك", سائلاً "أين كانت أعين الأجهزة الأمنية آنذاك من أرض الجريمة? لقد كان المسؤولون في ذلك الوقت مجهودين بتمثيلية زيت الزيتون والاستدعاء للمخافر, وربما كانت كل تلك الأمور لصرف الانظار عن تحضير ارض الجريمة". وشدد قباني على وجوب أن "لا نغفل عن العدو الاسرائيلي وما يحيك لنا من مؤامرات", مضيفاً "يصور العدو الاسرائيلي أن المسلمين هم فقط أعداؤه ليوقع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين, فيما هو في الواقع يحتل أرض المسيحيين والمسلمين في فلسطين".

وختم قباني بالقول: "لبنان لا يقوم إلا بوحدة أبنائه وبالتفاهم وبالتوازن والتعاون, لكي يبقى اللبنانيون في وفاق ووئام بينهم, وهو الأمر الذي يحقق بلداً للجميع ويحقق الدولة القادرة والعادلة لكل المواطنين", مؤكدًا أن "اللبنانيين بحاجة الى المزيد من ثقافة الكلمة الطيبة والمحبة, وأن دار الفتوى في الجمهورية اللبنانيية هي الحاضن لكل اللبنانيين".

 

علوش لموقعنا: اجتماع دار الفتوى يشير بأصابع الاتهام مباشرة الى قوى الثامن من آذار...وكان لا بد من عقده لوضع الرئيس المكلف تحت مسؤولياته!   

باتريسيا متى /موقع 14 آذار

علق عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش على الاجتماع الذي عقد في دار الفتوى والذي جمع مختلف أطياف الطائفة السنية في لبنان بمختلف توجهاتهم السياسية والذي أصدر بيانا شدد فيه على البنود التي لطالما دعت اليها قوى الرابع عشر من آذار انطلاقا من عدم تشريع السلاح في الداخل وصولا الى عدم فك ارتباط لبنان بالمحكمة الدولية، معتبرا" أن هذا الاجتماع هو من الاجتماعات النادرة التي تجمع الفاعليات السنية في لبنان خاصة وأن مثل هذا الاجتماع لا يعقد الا في الأمور الشديدة الأهمية".

علوش وفي حديث خاص لموقع" 14 آذار" الالكتروني، أشار الى "أن البيان الذي صدر بعد انتهاء الاجتماع والذي نوقش أثنائه انما هو بيان وطني جامع على مستوى المسؤولية الوطنية، خاصة بعد ما واجهه البلد على مدى السنوات الماضية من تعطيل للقوى وتغيير قواعد التوافق اللبناني والانقلاب عليها واستعمالها بشكل عنيف في كثير من الأحيان اضافة الى الطريقة التي تم استدعاء فيها رئيس الوزراء المكلف معتبرا أن كل هذه الأمور تخل بالتوازن الوطني وتؤدي الى مزيد من التشنج".

وأردف علوش:" من هنا، كان على دار الفتوى وومجموعة الشخصيات التي شاركت في الاجتماع من تصوير هذا الواقع ووضع الرئيس المكلف تحت مسؤولياته".

وعن مشاركة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بهذا الاجتماع، وصف علوش هذه المشاركة بالمهمة على اعتبار أن الرئيس المكلف يعلم بأنه ليس بامكانه غض النظر عن هذا الاجتماع والقفز فوقه وكأن شيئا لم يكن، ومن هنا أتى الرئيس المكلف ليحظى بهذه التغطية وقد يستعمل هذه الورقة لمواجهة حلفائه المستجدين لكثرة طلباتهم ولارادتهم الجامحة لتغيير قواعد المعارضة ".

وعما اذا كانت هذه المشاركة قد تشكل نوع من استفزاز لحلفائه (ميقاتي)، قال علوش:" لا أعتقد بأن المشاركة قد تشكل استفزازا لأن هناك نوع من التفهم على اعتبار أن الرئيس ميقاتي لا يمكن أن يقوم بما يقوم به بدون تغطية الا أن الخوف يكمن في أن يستعمل ميقاتي هذا الاجتماع لتغطية المواقف التي سيتخذها في المستقبل".

أما حول التحفظ الذي بادر الى اجلائه اعلام قوى الثامن من آذار حول هذا الاجتماع والبيان وحول مشاركة الرئيس ميقاتي، قال علوش:" نحن لا ننتظر غير ذلك لأن قوى الثامن من آذار تقوم بخرق واضح للعرف اللبناني من خلال القوة واستعمال العنف وهم يعلمون جيدا أن ما غير قواعد اللعبة هو استعمال سلاح حزب الله بهدف الضغط على كل مكونات الشعب اللبناني ومن ضمنها النواب الذين انقلبوا من مكان الى آخر".

وأضاف:" اضافة الى أنهم يعلمون جيدا أن البيان يغمز من قناة فريقهم ويشير بأصابع الاتهام مباشرة الى تصرفاتهم".

هذا وتطرق علوش في حديثه الى موقف الرئيس ميقاتي الذي أبدى فيه انفتاحه على بعض مواقف حزب الله، معتبرا "أن الكلمات لا تكفي للتعبير عن الانفتاح بل الأفعال هي التي تبرهن ذلك، والواقع هو أن الرئيس ميقاتي قد قبل بهذا التكليف على الرغم من معرفته بقواعد اللعبة التي تريد أن تفرضها قوى 8 آذار على المجتمع اللبناني وعلى الرغم من معرفته بأن الانقلاب في الأكثرية النيابية أتى بعد عدة سنوات من الارهاب التي مارسته قوى 8 آذار على الطرف الآخر".

وتابع:"اما أن يقف الرئيس ميقاتي وقفة واضحة على اعتبار أنه يقول بأنه وسطي انما مع الحق، وفي هذه الحالة موقع الحق واضح ومكان تحقيق العدالة واضح اذ لا يمكن في هذا المجال أن يكون وسطيا بغض النظر عن الكلمات التي يستعملها".

وحول ما اذا كان هذا الاجتماع سيؤثر على مسار تشكيل الحكومة، أشار علوش الى" أن هذا يعتمد على مدى قدرة ميقاتي تجاوز مطالب من كلفوه برئاسة الحكومة، لذلك فأنا أعتقد أن القضية ترتبط بعوامل عدة من ضمنها الالتزامات التي قدمها اقليميا ومحليا"

وختم علوش حديثه متطرقا الى الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري معتبرا "أنه لكل سنة وضع خاص وطعم خاص تختلف به عن السنوات التي سبقتها، سبقتها فكل سنة كان ذات عنوان أساسي ولكن بغض النظر عن العناوين والكلمات تبقى روحية الاستشهاد هي المهيمنة على الذكرى اضافة الى أن قوى الرابع عشر من آذارعلى مفترق طرق ويستوجب عليها اتخاذ قرارات مصيرية لتكمل مواجهتها المستمرة لمنع محاولة اعادة عقارب الساعة الى ما قبل العام 2005 " .

 

لأنّ اللبنانيين لا يعرفون أي نظام يطبَّق في البلاد

هل تشكَّل الحكومة على أساس الطائف أم الدوحة؟

النهار/اميل خوري/هل يمكن دولة أن تسير عجلتها بلا نظام؟ وهل يمكن تشكيل حكومة وفقاً للأمزجة السياسية والظروف من دون اعتماد أسس متفق عليها بين الزعماء على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم؟ في الماضي كانت عجلة الدولة تسير والحكومات تشكل على أساس ميثاق غير مكتوب عرف بـ"ميثاق 43"، وعندما تغيرت الظروف انتهى العمل بهذا الميثاق وحلّ مكانه اتفاق الطائف الذي أصبح دستوراً جديداً للبنان. لكن هذا الاتفاق الذي طبّق بعضه في زمن الوصاية السورية على لبنان لم يكن تطبيقه دقيقاً وكاملاً. وما لم يطبق منه ظل من دون تطبيق حتى الآن، فجاء تطبيقه المنقوص يرضي طرفاً لبنانياً ولا يرضي طرفاً آخر، وما يرضي طرفاً ظل من دون تطبيق ولا سيما ما يتعلق باللامركزية الادارية الواسعة.

ثم كان اتفاق الدوحة وهو اتفاق موقت تم التوصل اليه للخروج من أزمات حادة كان يتخبط فيها لبنان وعجز عن معالجتها لوحده، ولم يعرف الى متى سيظل العمل بهذا الاتفاق ودستور الطائف شبه معلّق، اذ لا يجوز ان تشكل الحكومات في لبنان ولا يعرف أحد على أساس اي اتفاق يتم تشكيلها، هل على أساس اتفاق الطائف ام على أساس اتفاق الدوحة؟

لقد فرض على الرئيس سعد الحريري ان يشكل حكومته على أساس اتفاق الدوحة لتكون حكومة "وحدة وطنية" مؤلفة من 30 وزيراً توزعوا على أساس 16 وزيراً للغالبية وكانت هذه الغالبية لقوى 14 آذار و11 للمعارضة وكانت تمثلها قوى 8 آذار وثلاثة وزراء لرئيس الجمهورية، وتعهد الاطراف كافة بموجب هذا الاتفاق عدم الاستقالة او اعاقة عمل الحكومة. لكن وزراء المعارضة أي وزراء 8 آذار بدأوا باعاقة عملها ثم أقدموا على الاستقالة خلافاً لما نصّ عليه الاتفاق وتسببوا باستقالة الحكومة برمتها، ليس استناداً الى اتفاق الدوحة الذي يمنع ذلك انما استناداً الى دستور الطائف الذي اعتبر شبه معلّق بصورة موقتة ريثما تسمح الظروف السياسية بالعودة اليه.

والسؤال المطروح الآن هو: على أي أساس يتم تشكيل حكومة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، هل على أساس دستور الطائف، أم على أساس اتفاق الدوحة؟ فاذا كان على اساس دستور الطائف فان هذا الدستور لا يعطي رؤساء الاحزاب والكتل حق تسمية الوزراء والحقائب بل حق اقتراح أسماء وحقائب على الرئيس المكلف الذي يتباحث في شأنها مع رئيس الجمهورية، فإما يوافقان عليها أو على بعضها او يرفضانها جزئياً أو كلياً. وما نشهده في عملية التأليف حتى الآن مختلف جداً ويتعارض وصلاحيات رئيس الحكومة المكلف وصلاحيات رئيس الجمهورية أيضاً، إذ ينبري رؤساء احزاب وكتل الى تحديد حصصهم في الوزارة وتسمية الوزراء والحقائب تحت طائلة التهديد بعدم المشاركة في الحكومة لتبقى الازمة الوزارية عندئذ مفتوحة على كل الاحتمالات. وينسى هؤلاء ما كان يجري في الماضي عند تشكيل الحكومات ولا يتذكرون ان العميد الراحل ريمون اده أصر على أن تسند اليه وزارة الدفاع في مستهل عهد الرئيس سليمان فرنجية، لكن الرئيس صائب سلام وكان حليفاً وصديقاً للعميد تمنى عليه اختيار حقيبة اخرى لأن بينه وبين الجيش وتحديداً ما كان يعرف بـ"المكتب الثاني" خصومة يخشى أن تترجم تصفية حساب مع ضباطه. لذلك لم يوافق الرئيس فرنجية ولا الرئيس سلام على اسناد وزارة الدفاع الى العميد اده، فاعتذر حيال هذا الرفض عن عدم المشاركة في الحكومة، واسندت هذه الوزارة الى رجل مستقل وغير سياسي هو ادوار صوما، ولم يمنع ذلك العميد اده من منح حكومة سلام الثقة مقدراً الظروف التي حالت دون استجابة طلبه. وها ان من يصرون اليوم على ان تسند اليهم وزارة الداخلية ووزارة العدل ووزارة الدفاع ووزارة الاتصالات تحت طائلة التهديد بعرقلة عملية التأليف ليس لادخال تحسينات واصلاحات على هذه الوزارات إنما للانتقام السياسي، والكيدية عند اجراء حركة تعيينات ومناقلات ولاتخاذ اجراءات تعرقل سير المحكمة الخاصة بلبنان.

أما اذا كان تشكيل الحكومة يتم على أساس اتفاق الدوحة فينبغي العودة اليه وذلك باعتماد ما نص عليه بالنسبة الى توزيع الوزراء والحقائب والحصص مع تعديلات إذا لزم الأمر، شرط الاتفاق عليها لئلا تكون سبباً لخلافات جديدة تعرقل عملية التأليف.

لذلك ينبغي أن يعرف اللبنانيون على اي أساس يتم تشكيل الحكومة العتيدة، فإذا كان على أساس اتفاق الطائف، فليس في هذا الاتفاق ما ينص على المحاصصة في توزيع المقاعد الوزارية والحقائب على الاحزاب والكتل الاساسية، وليس في هذا التوزيع حصة لرئيس الجمهورية، وكأن الوزراء الآخرين ليسوا من حصته، بل ان الحكومة بجميع اعضائها هي حكومة مقبولة من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف وإلا فإنه لا يصدر مرسوماً بها. فاعطاء حصة لرئيس الجمهورية في الحكومة يجعله طرفاً وهو ما حصل عند التصويت في مجلس الوزراء على بعض المواضيع المهمة واتهم بالانحياز، في حين ان دستور الطائف حرص على ابقاء رئيس الجمهورية خارج التجاذبات، وهذا كان من أسباب حرمانه حق التصويت، وان اعطاءه حصة وزارية بموجب اتفاق الدوحة، يعيد اليه هذا الحق ويجعله عند التصويت طرفاً حتى ولو كان استمد موقفه من مصلحة لبنان.

تبقى إذاً معرفة على أي أساس يتم تشكيل الحكومة، فإذا كان على أساس دستور الطائف شيء وإذا كان على أساس اتفاق الدوحة فشيء آخر لأن لكل منهما آلية مختلفة.

أما ان يكون تشكيلها على أساس ان جزءاً من عملية التشكيل يتم استناداً الى اتفاق الطائف، وجزءاً آخر على أساس اتفاق الدوحة، فهذا غير مقبول، لأنه ينبغي معرفة ما اذا كان للحكومة او للوزراء حق الاستقالة بموجب دستور الطائف، ام انه لا يحق لهم ذلك بموجب اتفاق الدوحة، فلا يتهم من يستقيل بأنه خالف هذا الاتفاق، او تعتبر الاستقالة من حق الوزير ومن حق الحكومة بموجب دستور الطائف. لقد آن الأوان لمعرفة أي نظام تسير عليه الدولة اللبنانية ويتم تشكيل الحكومات فيها، لا أن يبقى اختيار النظام مزاجياً واستنسابياً او كما يفرضه الطرف القوي على الطرف الضعيف.

 

لن اكتب لا عن تأليف حكومة المدينة الفاضلة، ولا عن نموذج الديموقراطية السورية، بل عن امر اعتبره اكثر اهمية:

بيار عطالله/ذهبت لمشاهدة فيلم "رصاصة طايشة" نهاية الاسبوع الفائت نزولاً عند الحاح زوجتي، التي تاثرت بالترويج للفيلم اعلانيا وعبر شاشات التلفزيون.  في الاجمال، احب السينما اللبنانية منذ ان كان والدي يأخذني الى سينما روكسي في وسط بيروت لحضور فيلم "بياع الخواتم" او "بنت الحارس" ولا ازال اذكر ملصق الفيلم الاخير جيدا. وارتاح لغالبية الافلام اللبنانية لكنني لا ارتاح لتلك الافلام التي تتطاول على تاريخ المسيحيين اللبنانيين ومقاومتهم وشهدائهم، وهذا ما ذهب اليه فيلم جورج الهاشم موضوع مقالتنا "رصاصة طايشة".

ذهبنا لمشاهدة اداء الممثلة نادين لبكي العفوي وطبعاً جمالها العربي وانا وزوجتي من انصارها، وربما كان ذلك هو الشيء الوحيد الجميل في الفيلم. لكن ما لم يعجبني وما هو غير مقبول، ذلك الخطاب السياسي العدائي لمسار المسيحيين اللبنانيين والذي يتجلى في كل مشاهد الفيلم ومنذ لحظته الاولى في التقديم المكتوب عندما يتحدث عن "سقوط اخر المخيمات الفلسطينية في ضاحية بيروت الشرقية عام 1976"، وينتهي الى كيل سلسلة من الاتهامات للمسيحيين ليس اقلها اتهامهم بارتكاب المجازر وتحميلهم مسؤولية الحرب وموبقاتها واندلاعها وكل ما جرى فيها.

يريد مخرج الفيلم وصاحب توليفته جورج الهاشم تقديم فكرة معينة وقراءته الخاصة للاحداث اللبنانية خلال "حرب السنتين" وهو حر في ما فعل، ومن حقنا ان نعرب عن استنكارنا لفكرة الفيلم التي يسعى الى تقديمها، وخصوصاً عند الحديث عن معارك تل الزعتر وجسر الباشا وتحريرها من التنظيمات الفلطسينية انذاك.

ويقفز الهاشم الى خلاصاته السياسية ويريد تلقيمها لجمهور المشاهدين دون ان يضع الاطار العام لهذه الاحداث علماً انه يخاطب مشاهدين شباب وشابات لم تتسنى لغالبيتهم الاطلاع على ما جرى في تلك الاحداث وهذا يحول احداث "تحرير" مخيمي او معسكري جسر الباشا وتل الزعتر الى مواجهة بين قاتل مسيحي لبناني وضحية فلسطينية، علماً ان المسيحيين انما كانوا يدافعون عن بيوتهم وارضهم وكرامتهم كي لا يكون مصيرهم مثل مسيحيي العراق وفلسطين ومصر. وكتبة سيناريو الفيلم لم يكلفوا انفسهم عناء الاشارة الى ما كانت تقوم به التنظيمات الفلسطينية المسلحة في تل الزعتر وجسر الباشا من انتهاكات للسيادة الوطنية واعتداءات على الاحياء الامنة وعمليات خطف وتنكيل وينسى ايضا" المعسكرات الفلسطينية المسلحة التي لا تزال موجودة في الناعمة وقوسايا وغيرها.

ينسى كتبة الفيلم ما فعلته التنظيمات الفلسطينية المسلحة واعوانها وحلفائها في الدامور والجية والقاع وراس بعلبك وبيت ملات وتل عباس والعيشية والقبيات وعندقت وشكا واللائحة طويلة جدا جداًً. لقد عانى المسيحيون اللبنانيون الكثير من تشويه صورتهم بواسطة الاعلام الغربي والصهيونية العالمية وتحملوا الكثير من الاذى وتم وصمهم بالفاشية  وبعملاء الغرب والاستعمار واسرائيل احياناً كثيرة، وها هي اللعبة تتكرر اليوم بواسطة "رصاصة طايشة" ولئيمة.