المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
21 شباط/2011

مراثي إرميا الفصل 3/24-39/
الرب حظي فأرجوه هكذا قالت نفسي. الرب صالح لمن ينتظره، للنفس التي تشتاقه، خير أن ينتظر الإنسان خلاص الرب بارتياح، وخير له أن يحمل نيره منذ صباه. يجلس وحده ويسكت عندما يضع نيره عليه. ينحني بفمه على التراب آملا أن يجد الرجاء. يعطي خده لمن يلطمه، ويقبل أن يشبع تعييرا. الرب لا يتخلى دائما إلى الأبد. فهو ولو عاقب يحنو بحسب كثرة رأفته. لأنه من كل قلبه لا يذل ولا يعذب بني البشر. إذا انسحق تحت الأرجل جميع أسرى الأرض، أو حرف أحد حقه أمام وجه العلي، أو حكم عليه ظلما، أفما يرى الرب؟ من الذي قال فكان من دون أن يأمر الرب؟ أما من فم العلي يخرج الشر والخير؟ فلماذا يتذمر الأحياء إذا عوقبوا على خطيئة؟

 

هيئة مكافحة الإرهاب توصي الإسرائيليين بالحذر مع قرب إحياء ذكرى مغنية

نهارنت/أوصت هيئة مكافحة الإرهاب المواطنين الإسرائيليين المقيمين في الخارج باتخاذ إجراءات من الحيطة والحذر مع اقتراب ذكرى اغتيال القيادييْن في "حزب الله" عماد مغنية وعباس موسوي. ولفتت الإذاعة إلى أنه "نظراً لتزايد الخوف من تعرض الإسرائيليين واليهود في الخارج لاعتداءات إرهابية فقد نصحت الهيئة بعدم ارتياد المواقع التي غالباً ما يتجمع فيها الإسرائيليون والامتثال لتوجيهات الجهات الأمنية المحلية". وقتل الامين العام الاسبق لـ"حزب الله" عباس الموسوي بقصف لمروحيات اسرائيلية في لبنان في 16 شباط 1992. اما مغنية فقتل في تفجير سيارة في دمشق في 16 شباط 2008.  واتهم حزب الله اسرائيل بالوقوف وراء الهجوم. ومن الدول التي أدرجتها هيئة مكافحة الإرهاب على قائمة المواقع الأشد خطراً بالنسبة للإسرائيليين كل من مصر وتركيا وجورجيا وأرمينيا وفنزويلا وموريتانيا.

 

كاسيزي ينفي تقارير عن طلبه استقالة بلمار: جزء من حملة لإحداث انقسامات مفتعلة  

أصدر رئيس المحكمة الخاصة بلبنان انطونيو كاسيزي بياناً جاء فيه: "اطلع رئيس المحكمة الخاصة بلبنان القاضي أنطونيو كاسيزي، بعين الأسف الشديد على التقرير غير الصحيح الذي يشير إلى أنه حاول إقناع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالأمم المتحدة بضرورة استقالة المدعي العام دانيال بلمار. وينفي الرئيس كاسيزي هذه المزاعم نفيًا قاطعًا، ويرى في هذا التقرير جزءًا من حملة ترمي إلى إحداث انقسامات مُفتعلة داخل المحكمة. ورغم أن قضاة المحكمة الخاصة بلبنان لا يشاطرون دائمًا المدعي العام آراءه القانونية، وهو ما يتجلّى في بعض قراراتهم الأخيرة، إلا أن ذلك أمر عادي في المحاكم القضائية. والرئيس على ثقة كاملة بأن المدعي العام وفريقه يعملون بروح مهنية ويتوقع الرئيس تقديم مزيد من قرارات الاتهام إلى قاضي الإجراءات التمهيدية في الوقت المناسب. ولفت الى إن رئيس المحكمة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليسا من يعيّن المدعي العام، وإنما يُعيَّنه الأمين العام للأمم المتحدة بالتشاور مع الحكومة اللبنانية، بعد عملية انتقاء تنافسية. كما اشار الى إن قاضي الإجراءات التمهيدية هو الوحيد الذي يمكنه الاطلاع على محتوى قرار الاتهام والمواد المؤيّدة له، نظراً إلى سريتهما. ولا علم للرئيس بمحتوى قرار الاتهام".

 

"14 آذار" تنتقل رسمياً إلى المعارضة.. تمسّك بالثوابت والمحكمة وطرح السلاح غير الشرعي 

في استعادة لمشهد 14 شباط 2005، تتحضّر قوى "14 آذار" لإحياء الذكرى السادسة لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الأرز، في احتفال يقام في الرابعة بعد ظهر الاثنين المقبل في "البيال"، وينقل مباشرة على الهواء عبر محطة تلفزيون "المستقبل". وعلمت "المركزية" ان الاحتفال سيؤسس للمرحلة المقبلة، وسيشكل محطة اساسية تحضيرية للتظاهرة الشعبية الضخمة التي ستجري في "14 آذار" المقبل، على ان يكتفي عدد من الشباب هذا العام بتلاوة الفاتحة على الضريح قبل ان يشارك الجميع في مؤتمر البيال، بعدما حرص المشرفون على احياء الذكرى السادسة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري على ان تتم الذكرى في البيال بخطب تركز على المرحلة المقبلة ودور قوى "14 آذار" خلالها.
وفيما تشخص الأنظار الى الكلمة التي سيلقيها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في المناسبة، علمت "المركزية" انها تحمل دلالات كبرى حيث ستشكّل انعطافة سياسية كبرى في مسار العمل السياسي، تنتقل معها قوى "14 آذار" رسمياً الى العمل السياسي المعارض. وستحدد الكلمة السقف السياسي في موضوعي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتمسك بالعدالة ومسألة السلاح غير الشرعي. وسيتحدث في المناسبة الرئيس امين الجميل والرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، وخطيب رابع لم يتم الاتفاق عليه بعد، علماً ان كلمات هؤلاء ستكون على مستوى الحدث.
وكانت عقدت سلسلة اجتماعات، بعيداً من الاعلام، عكف فيها المجتمعون على وضع اللمسات الاخيرة على برنامج الاحتفال والوثيقة التأسيسية بعدما انجزت قوى "14 آذار" مراجعة المرحلة الفائتة. وتؤكد الوثيقة على ثوابت قوى "14 آذار" لجهة التمسك بالمحكمة الدولية وسحب السلاح غير الشرعي، مع مقاربة شاملة للأزمة الراهنة وستطرح خطتها للمرحلة المقبلة. تجدر الاشارة الى أن ذكرى استشهاد الرئيس الحريري ستمتد هذه السنة على مدار شهر كامل، على ان تتوّج بتجمّع جماهيري ضخم في ساحة الشهداء في 14 آذار. وفي المناسبة، قال النائب زياد القادري لـ"المركزية" ان الاحتفال سيشكل ابلغ مشهد عن تعاضد قوى 14 آذار وتماسكها، مشيرا الى ان كلمة الحريري ستستعرض كل المحطات والظروف والاحداث من فترة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية حتى اليوم، وستتناول موضوع المحكمة والحكومة وتجربته في الحكم ومعادلة الـ"سين ـ سين". من جهته، قال النائب خالد زهرمان لـ"المركزية": ان قوى 14 آذار ستعيد الاثنين تمسكها بثوابتها ومواقفها وستشرح لجمهور ثورة الارز مجريات المرحلة السابقة"اذ يجوز ان نكون قد أخطأنا في "التكتيك" لكننا لم نخالف ابدا الثوابت".

  

وفد من المحكمة الدولية في بيروت لتشكيل هيئة الضحايا أو المتضررين

بيروت - «الحياة»/حدّدت غرفة الاستئناف في المحكمة الخاصة بلبنان أمس، الأربعاء المقبل موعداً للجلسة المخصصة لإصدار قرارها في شأن المسائل القانونية التي طرحها قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة دانيال فرانسين، في وقت يزور رئيس وحدة المتضررين أو المشاركين في الإجراءات لدى المحكمة القاضي آلان غروليه بيروت على رأس وفد يضم مسؤولة وحدة التواصل لدى المحكمة أولغا كفران للقاء مسؤولين. والتقت نقيبة المحامين في بيروت أمل حداد أمس، غروليه الذي اوضح أن زيارته «لطلب الدعم من أجل تأليف هيئة الضحايا او المتضررين لتكون جاهزة للمشاركة في إجراءات المحكمة اذا صادق قاضي الإجراءات التمهيدية في الأيام او الأسابيع القليلة المقبلة على القرار الذي رفعه إليه المدعي العام».

وقال: «إذا أقر القرار الاتهامي فستبدأ المحكمة عملها، ويجب ان تتمثل فيها هيئة الضحايا او المتضررين»، معلناً أن برنامج زيارته لبنان يشمل لقاء نقيب المحامين في الشمال، ومسؤولين في وزارة العدل، ومحامين مكلفين العمل على تأليف هيئة الضحايا، وان زيارة النائب العام التمييزي ليست مدرجة ضمن برنامج زيارته الحالية، واكد أن «عمل المحكمة الدولية مستقل عن اي سلطة لبنانية». وردت حداد بأن الزيارة «تندرج في إطار التنسيق بين النقابة والمحكمة لجهة تأمين المحكمة العدالة الدولية وحق الدفاع المقدس المؤتمنين على تحقيقه». ودعت المحامين اللبنانيين الى المشاركة في مكتب الدفاع وهيئة المتضررين، لافتة الى ان النقابة ستشرف على تنسيق تأمين مشاركة المحامين في المكتب والهيئة والمثول امام المحكمة. ولفتت الى أن «هيئة الضحايا لم تتألف بعد، وهي لا تتألف الا بعد صدور القرار الاتهامي، وان القرار الاتهامي يصدر بعد ستة او عشرة اسابيع من تاريخ رفعه من جانب المدعي العام امام قاضي الإجراءات التمهيدية».

 

الكونغرس:لا يخفى على أحد أن جنبلاط ترك الحريري ورمى بدعمه خلف حزب الله بسبب خوفه الجسدي

أوردت صحيفة "الراي" الكويتية أنه في أول جلسة لها بعهدة الأكثرية الجمهورية، شنّ اعضاء لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي ومن الحزبين هجوما حاداً ضد إيران وسوريا، ومن أسموه "مرشح حزب الله" الرئيس المكلف نجيب ميقاتي

وقد قال رئيس اللجنة السابق الديمقراطي هاورد بيرمان: "أحبّ أن أقول كلمات قليلة عن لبنان، حيث مرشح "حزب الله" المختار على وشك أن يصبح رئيساً للوزراء، وهذا مثال مقلق جداً عن كيف تنحرف الديمقراطية عن مسارها عندما لا يحترم حزب ما القواعد الاساسية"، وأضاف: "إن فصيل حزب الله البرلماني ما هو الا واجهة لميليشيا سفّاكة، وأكثر من أي شيء، أدى هذا إلى وضع هذه المجموعة الارهابية في مقعد السائق سياسياً، وإن كنتم لا تصدقوني، اسألوا وليد جنبلاط، الزعيم الدرزي الذي ترك حركة 14 اذار و سعد الحريري، ورمى بدعمه خلف حزب الله، فلا يخفى على أحد أنه  فعل ذلك بسبب خوفه الجسدي من حزب الله".

وتقدّم بيرمان بمشروع قانون تحت اسم "قانون مواجهة ارهاب حزب الله"، يهدف إلى وضع ضوابط كبيرة على المساعدات الاميركية إلى لبنان "في الاوقات التي يكون فيها حزب الله جزءاً من الحكومة اللبنانية"، متهماً "حزب الله" بأنه يمنع لبنان من أن يتحول إلى ديمقراطية تعمل

بدورها، انتقدت رئيسة اللجنة من الحزب الجمهوري اليانا روس ليتنن "غياب استراتيجيات طويلة الامد تجاه لبنان"، وهاجمت ما أسمته "سيطرة إيران وسوريا على القرار اللبناني من خلال "حزب الله"، الذي استولى على قرار الحكومة". ودعت إلى وقف المساعدات الاميركية للجيش اللبناني ما لم يتم التأكد من أن هذه المساعدات "لن تجد طريقها إلى حزب الله". وختمت: نحن نواجه حالة طوارئ في لبنان ومصر يُمكن أن تنتشر في أنحاء الشرق الاوسط

أما المسؤول السابق عن الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي اليوت ابرامز، فقال اثناء الادلاء بشهادته حول الاوضاع في المنطقة، إن "التقرب من سوريا يرسل الرسالة الخاطئة تماماً بأننا لا نهتم بحقوق الانسان والديمقراطية"، وأضاف أن ارسال السفير الاميركي روبرت فورد إلى دمشق "في اللحظة التي كان يستولي فيها حزب الله على الحكومة في لبنان، جعلنا نبدو ضعفاء ومغفلين"، داعياً الى السعي لتحقيق الديمقراطية "لا في تونس ومصر فحسب، بل في إيران وسوريا كذلك". وعن لبنان، قال ابرامز: "إن علاقتنا مع لبنان يجب أن تعتمد على تصرفات الحكومة الجديدة، فهل تحترم حقوق الانسان والحريات المدنية؟ هل تتجاوب مع قراري مجلس الامن 1559 و1701 اللذين يتطلبان نزع اسلحة جميع الميليشيات وضبط الحدود مع سوريا؟ أم أن الحكومة ستسمح لسوريا وإيران بالمزيد من التسليح لحزب الله؟ هل تدعم المحكمة الخاصة بلبنان أم انها ستعمد إلى تخريبها؟". وختم بالقول: أما إذا ما فشل رئيس الحكومة في كل هذه الامتحانات وقرر أن يحكم باسم حزب الله، فآمل ألا نستقبله في واشنطن

 

حسني مبارك يتنحى عن الرئاسة والشعب يهتف "مصر حرة" 

تنحى الرئيس المصري حسني مبارك عن حكم مصر، والشعب أسقط النظام وصرخ "مصر حرة"، وذلك بعد 18 يوماً من المظاهرات المتواصلة وسقوط مئات "الشهداء" الذين ناهز عددهم المائة، عدا الجرحى. ففي بيان مقتضب أصدره نائب الرئيس المصري، عمر سليمان، وقال فيه إن الرئس حسني مبارك يتنحى عن رئاسة الجمهورية ويكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد. وما أن سمعت الحشود في مصر ذلك البيان الرئاسي حتى سادت حالة من الفرح الشديد وباتوا يهتفون "مصر حرة.. مصر حرة"، وسط الزغاريد والرقص والغناء. وكان التلفزيون المصري قد أصدر منذ بعض الوقت خبراً قال فيه إن بياناً هاماً وعاجلاً سيصدر عن رئاسة الجمهورية، فيما كشفت تقارير أن الرئيس المصري، حسني مبارك، وعائلته غادروا القاهرة إلى منتجع شرم الشيخ في شبه جزيرة سيناء المطل على البحر الأحمر، وفقاً لما أكده مصدر مطلع على صلة وثيقة بشخصيات حكومية في دول خليجية لـCNN. وفي الأثناء، انطلقت تظاهرة من ميدان التحرير باتجاه وسط القاهرة، حيث القصر الرئاسي في راس التين، ورفع المتظاهرون شعارات تقول "يسقط النظام" و"يسقط مبارك" و"ابق هناك.. ابق هناك.. لا تتحرك.. نحن قادمون إليك." ويحتشد مئات آلاف المصريين في شوارع العاصمة القاهرة والمدن الكبرى الجمعة، في موجة جديدة من المظاهرات التي تجتاح البلاد، وذلك بعد ساعات من صدور البيان رقم اثنين عن الجيش الذي قال إنه سيضمن التحولات الدستورية والانتقال السلمي للسلطة. وفي الاسكندرية، انطلقت تظاهرة من مسجد القائد إبراهيم، وتوجهوا باتجاه الكورنيش وميدان المنشية. وأظهرت اللقطات على شاشات التلفزة، ومن بينها شاشة تلفزيون "المصرية" الحكومية تجمهر المتظاهرين أمام مقر التلفزيون، مشيرة إلى أن المتظاهرين "يمنعون الموظفين من الالتحاق بعملهم."

 

مبارك يغادر وعائلته القاهرة متوجها إلى شرم الشيخ

نهارنت/غادر الرئيس المصري حسني مبارك بصحبة اسرته كلها القاهرة ، بحسب ما قال الجمعة مصدر مقرب من الحكومة لوكالة فرانس برس. وكشف المتحدث باسم الحزب الوطني الحاكم محمد عبد الله للوكالة عينها أن مبارك موجود "في شرم الشيخ". وأفاد صحفيو ومصورو فرانس برس وشهود عيان أن اكثر من مليون متظاهر نزلوا الى الشوارع في مصر الجمعة للمطالبة برحيل الرئيس المصري. ونزل، وفق هذه المصادر، 500 الف متظاهر الى الشوارع في ميدان التحرير ومنطقة وسط القاهرة بينما كان هناك قرابة 500 الف متظاهر في مدينة الاسكندرية (شمال) اضافة الى عشرات الالاف في السويس والاسماعيلية (على قناة السويس) واسيوط وسوهاج وبني سويف (جنوب) والمنصورة والمحلة وطنطا (دلتا النيل). وتوجه آلاف المتظاهرين بعد الظهر إلى مقر الرئاسة الرسمي وهو قصر الاتحادية في منطقة مصر الجديدة بشرق القاهرة. كما تجمع أكثر من ألفي متظاهر خارج مبنى الاذاعة والتلفزيون، القريب من ميدان التحرير، حيث يحتشد مئات الالاف في اليوم الثامن عشرة لحركة الاحتجاج غير المسبوقة التي تطالب باسقاط الرئيس الذي يحكم البلاد منذ نحو 30 عاما.

 

الجيش المصري يدعم مبارك و"يضمن " تعهداته بالاصلاح

نهارنت/اعلن الجيش المصري قبيل ظهر الجمعة دعمه للرئيس المصري حسني مبارك وخطته لنقل السلطة وللاصلاح السياسي، ولكنه حاول طمأنة المتظاهرين متعهدا ب"ضمان تنفيذ" تعهدات مبارك بالاصلاح. وكان العديد من المتظاهرين طالبوا الجيش المصري بالتدخل من اجل تنفيذ مطلبهم برحيل مبارك فور القاء الاخير خطابه الذي اعلن فيه مساء الخميس تفويض سلطاته لنائبه عمر سليمان مع تأكيده استمراره فيس موقعه. واعلن الجيش في "بيانه الثاني" انه "في اطار ما تقرر من تفويض للسيد نائب رئيس الجمهورية من اختصاصات وايمانا من مسؤولياتنا الوطنية بحفظ واستقرار الوطن وسلامته قرر المجلس الاعلي للقوات المسلحة ضمان تنفيذ" الاصلاحات التي تعهد بها الرئيس المصري.

وعدد البيان الاجراءات والاصلاحات التي سيضمنها وابرزها:

- اجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة فى ضوء ما تقرر من تعديلات دستورية".

-الفصل فى الطعون الانتخابية ومايلى بشأنها من اجراءات" اي في الطعون في انتخابات مجلس الشعب المصري.

- عدم الملاحقة الأمنية للشرفاء الذين رفضوا الفساد وطالبوا بالاصلاح".

- انهاء حالة الطوارىء فور انتهاء الظروف الحالية".

ودعا الجيش المصري الى "انتظام العمل بمرافق الدولة وعودة الحياة الطبيعية حفاظا على مصالح وممتلكات شعبنا العظيم".

و"حذر" بيان المجلس الاعلى للقوات المسلحة من "المساس بأمن وسلامة الوطن والمواطنين".

وفي محاولة لبث الطمأنية خصوصا في نفوس المتظاهرين اكد الجيش "التزامه برعاية مطالب الشعب المشروعة والسعي لتحقيقها من خلال متابعة تنفيذ هذه الاجراءات في التوقيتات المحددة بكل دقة وحزم حتى يتم الانتقال السلمي للسلطة وصولا للمجتمع الديموقراطي الحر الذي يتطلع اليه ابناء الشعب".

وكان مبارك اعلن مساء الخميس تفويض صلاحياته الى نائبه عمر سليمان طبقا للدستور بعد ان طلب من مجلس الشعب ادخال تعديلات على بعض مواد الدستور المتعلقة خصوصا بالانتخابات الرئاسية.

غير ان التفويض الذي رآه المتظاهرون شكليا، لا يمنح نائب الرئيس، طبقا لنص المادة 82 من الدستور، حق تعديل الدستور او حل مجلسي الشعب والشورى او اقالة الحكومة

الى ذلك، انضم ثلاثة عسكريين في الجيش المصري الى المتظاهرين المناوئين للنظام صباح الجمعة في ميدان التحرير وسط القاهرة.

وقال شاهد عيان وهو طالب يدعى عمر جلال لوكالة فرانس برس "لقد انضموا الى الحشد وهم يبتسمون ويرددون شعارات تطالب باسقاط النظام".

ويشهد ميدان التحرير والشوارع المحاذية لمجلس الشعب تظاهرات ضخمة تجدد المطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك..

 

احمدي نجاد يؤكد ان الشرق الاوسط سيتخلص قريبا من الولايات المتحدة واسرائيل

نهارنت/اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في خطاب في الذكرى الثانية والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية الجمعة، ان الشرق الاوسط "سيتخلص قريبا من الولايات المتحدة واسرائيل". وقال احمدي نجاد "قريبا سنرى شرقا اوسطا جديدا بدون الاميركيين وبدون النظام الصهيوني ولا مكان لقوى الاستكبار فيه". واضاف "اقول للشعوب والشباب في الدول العربية والاسلامية وخصوصا المصريين كونوا متيقظين. من حقكم ان تكونوا احرارا وان تختاروا حكومتكم وقادتكم". وتابع احمدي نجاد ان "المستكبرين في نهاية الطريق"، قبل ان يتوجه الى الاميركيين والغربيين قائلا "اذا اردتم ان تثق فيكم الشعوب كفوا عن التدخل في شؤونها وخصوصا في مصر وتونس. ثم خلصوا المنطقة من النظام الصهيوني".  والقى احمدي نجاد خطابه امام حشد هائل في ساحة ازادي في وسط طهران. وردد الحشد هتافات دعم لثورتي مصر وتونس وشعاريهما التقليديين "الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل".

 

اوباما يصعد اللهجة ضد مبارك ويرفض اعلانه

نهارنت/صعد الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الخميس اللهجة ضد نظام حسني مبارك معتبرا ان الاصلاحات التي اعلنها الرئيس المصري "غير كافية" وداعيا القاهرة الى رسم طريق واضح "بدون اي التباس" نحو الديموقراطية. وقال اوباما في بيان اتسم بلهجة حازمة ان "المصريين تلقوا تأكيدا بانه سيكون هناك انتقال للسلطة ولكن من غير الواضح حتى الآن ان هذا الانتقال سيكون فوريا وواضحا وكافيا". وصدر هذا البيان عن البيت الابيض بعد ساعات على اعلان الرئيس المصري نقل صلاحياته الى نائبه عمر سليمان ولكن بدون ان يستقيل كما كان يأمل المصريون الذين يحتجون على سلطته في الشارع منذ 17 يوما. واضاف اوباما في بيانه ان "الكثير من المصريين ما زالوا غير مقتنعين بجدية الحكومة في عملية انتقال حقيقية الى الديموقراطية والحكومة مسؤولة عن التحدث بوضوح الى الشعب المصري والعالم". ورأى الرئيس الاميركي انه "لا بد للحكومة المصرية من ان ترسم طريقا يتمتع بمصداقية وعملية وبدون اي التباس نحو ديموقراطية حقيقية ولم تنتهز بعد هذه الفرصة".

كما دعا السلطات المصرية الى "التحرك لتوضيح التغييرات التي حصلت واعلان العملية التي ستقود الى الديموقراطية وتشكيا حكومة تمثيلية خطوة خطوة وبلغة واضحة وبدون اي لبس".

وفي البيان نفسه الذي لم يرد فيه اسم مبارك اطلاقا وصدر بعد ساعات على خطاب الرئيس المصري اثر اجتماع طارىء لفريق الامن القومي الاميركي، حذر اوباما من لجوء السلطات المصرية الى العنف. وقال "يجب ان تتحلى جميع الاطراف بضبط النفس. يجب تجنب العنف باي ثمن"، مؤكدا انه "من الضروري الا ترد الحكومة على تطلعات شعبها بالقمع او باعمال وحشية". واكد الرئيس الاميركي ان "اصوات المصريين يجب ان تسمع". وجدد اوباما ايضا دعوته الى "احترام الحقوق العالمية للمصريين" وانهاء حالة الطوارىء المطبقة منذ حوالى ثلاثين عاما في البلاد، التي تعطي صلاحيات واسعة لقوات الامن. وردا على رفض مبارك الخضوع "لاملاءات" قوى خارجية، ذكر اوباما انه في نظر الولايات المتحدة يعود للمصريين انفسهم تقرير مستقبلهم. وطرح الرئيس الاميركي افكارا لانتقال السلطة. وقال "نعتبر ان مفاوضات جديرة بالثقة مع المعارضة بمجملها ومع المجتمع المدني المصري، يجب ان ترد على كل الاسئلة المهمة التي تنتظر مصر في المستقبل". واشار اوباما في هذا المجال الى "حماية الحقوق الاساسية لجميع المواطنين ومراجعة الدستور وقوانين اخرى كي يظهر ان التغيير لا عودة عنه ووضع خارطة طريقة واضحة بشكل مشترك نحو انتخابات حرة وعادلة". وجاء هذا الخطاب في ختام يوم شهد انباء متضاربة تحدثت عن احتمال تنحي مبارك عن السلطة.

وبدا اوباما خلال زيارة لولاية ميتشيغن يستبق الاحداث، باعلانه انه "ما هو اكيد هو اننا نشهد مسيرة التاريخ". من جهته، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية ليون بانيتا انه "من المرجح جدا" ان يغار مبارك السلطة مساء الخميس وان يحل محله نائبه. وقال مسؤول في الاستخبارات المركزية بعد ذلك ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان بانيتا تحدث استنادا الى معلومات نشرت في وسائل الاعلام وليس انباء خاصة بالسي آي ايه.

 

رياض سلامة:"اللبناني الكندي" حائز على دعم مصرف لبنان ويلتزم المعايير الدولية

نهارنت/أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، بصفته الحاكم ورئيس الهيئة الخاصة بمكافحة تبييض الأموال، في بيان اليوم "ان البنك اللبناني الكندي يلتزم القوانين اللبنانية والمعايير الدولية والتعاميم الصادرة عن مصرف لبنان والهيئة الخاصة بمكافحة تبييض الأموال. وان هذا المصرف يتمتع بإدارة مهنية عالية وسيولة مرتفعة وهو حائز على دعم مصرف لبنان المطلق، ونود التأكيد للأسواق اللبنانية والمتعاملين مع هذا المصرف، ان عملياتهم معه هي آمنة". وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد اتهمت البنك بالتورط في أعمال شبكة دولية لغسل الأموال وتجارة المخدرات لصالح "حزب الله". من جهته نفى "اللبناني الكندي" تورطه بعمليات مالية مشبوهة، وقال في بيان وزعه مساء الخميس، إن "إدارة المصرف مستعدة، كما هو الحال دائما، للتعاون والتنسيق الكاملين مع السلطات الرقابية المختصة ولن توفر أي جهد لتبيان الحقيقة بعدم تورط المصرف بأي شكل كان، مباشرا أو غير مباشر، بأي اتهام وارد في مختلف التقارير الإخبارية". وأضاف: "ينكر المصرف بصورة قطعية أي علاقة أو تورط له بعمليات مشبوهة. إن المصرف اللبناني - الكندي يعمل في القطاع المصرفي اللبناني بموجب الإجراءات والأنظمة المعمول بها من قبل السلطات المحلية والمصرف المركزي اللبناني، كما أن المصرف يحترم كافة القوانين المرعية الإجراء في لبنان بصورة تامة".

وأشار إلى أن "الجهاز المعلوماتي لمتابعة لوائح الأسماء المشتبه بهم والمطبق في البنك اللبناني - الكندي هو من أحدث الأجهزة المعتمدة دوليا، كما أن المصرف يطبق معايير المراقبة الدقيقة ويلتزم بصورة تامة بكافة لوائح المشتبه بهم سواء كانت صادرة محليا أو من قبل (OFAC) أو من لائحة مكافحة تبييض الأموال في أوروبا".

وتحفظت مصادر مصرفية لبنانية رفيعة المستوى عن التعليق الفوري على بيان وزارة الخزانة الأميركية، وأبدت استغرابها أن يطال هذا الإجراء أحد المصارف العاملة اللبنانية "حيث يمارس البنك المركزي ولجنة الرقابة على المصارف أكثر المعايير الدولية تشددا في مجال الأعمال المصرفية والمالية". واعتبرت المصادر في حديث لصحيفة "الشرق الاوسط" أنه من المعتاد في حال وجود أي اتهام لعميل مصرفي أو مؤسسة ما، فإنه يرد عبر لجنة التحقيق الخاصة التي يرأسها حاكم مصرف لبنان المركزي، وهي الهيئة القانونية المكلفة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في لبنان. وأكدت المصادر أن الهيئة تحقق في كل الشكاوى والشكوك التي ترد إليها، كما تتولى مباشرة متابعة أي حسابات لأفراد أو مجموعات تطرأ عليها تطورات غير عادية أو غير مألوفة في كل البنوك اللبنانية، وتلزم المصارف والمؤسسات المالية الخاضعة لسلطة البنك المركزي بإجراءات مشددة تبعا للقانون رقم 318 الخاص بمكافحة تبييض الأموال الصادر عام 2001، والذي يحدد الإجراءات الرقابية الداخلية ويطال العمليات المالية الخارجية للمصارف والمؤسسات المالية المحلية.

 

السفير الأسباني في لبنان، غافو: على الحكومة الجديدة إحترام إلتزماتها مع المجتمع الدولي لمصلحة اللبنانيين

نهارنت/أعرب السفير الأسباني في لبنان خوان كارلوس غافو عن أمله في أن تكون الحكومة الجديدة ممثلة وموحدة قدر الإمكان. وعليه، شدد بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري على ضرورة أن تكون جميع القوى السياسية في لبنان موحدة في حكومة تستطيع أن تتخذ القرارات الرئيسية. كما أكد على ان تحترم حكومة ميقاتي إلتزاماتها مع المجتمع الدولي، مشيرا الى أن "هذا من أجل مصلحة كافة اللبنانيين". 

 

معاودة الاتصالات بين ميقاتي و14 آذار: مسار التأليف يتقدم والنتائج ستتبلور قريباً

نهارنت/اجتمع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مع وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال بطرس حرب بعد ظهر أمس الخميس، في لقاءٍ شكل مؤشراً لمعاودة الاتصالات بين الرئيس المكلف وقوى 14 آذار. ووصفت أوساط ميقاتي اللقاء بأنه كان ايجابياً وتخللته متابعة لبعض الاقتراحات والأفكار القابلة للبحث، وقالت إن مسار التأليف يتقدم والاتصالات ناشطة على أكثر من صعيد وينتظر أن تتبلور نتائجها في وقت قريب. من جهته، أوضح حرب لصحيفة "النهار" أن لقاءه ورئيس الوزراء المكلف يمثل "استئنافاً للبحث في إمكان الوصول الى صيغة لتشارك قوى 14 آذار على أساسها إنطلاقاً من المبادئ التي التزمناها بحيث لا تشكل حكومة لاعلان وفاة المحكمة الدولية وان تكون مشاركتنا وازنة وفعالة ولا تتحول 14 آذار شاهداً على ما يفرضه الآخرون بل أن تكون لها القدرة على المشاركة الفعالة في أي قرار لمصلحة لبنان والتصدي لأي قرار يتناقض مع مصلحة لبنان".

وأشار الى ان "الاحتمالات لدى 14 آذار ليست مقفلة وهي تلتقي مع رغبة الرئيس ميقاتي ومع ارشادات رئيس الجمهورية وكلاهما يريد حكومة تضم كل الأطراف السياسيين". وقال: "إذا كان ممكناً الوصول الى طرح في هذا الاطار فنحن منفتحون على الحوار بشكل إيجابي، أما اذا تبين أن هذا الطرح ليس جدياً فنحن 14 آذار لا يمكن أن نساوم على المبادئ وعلى دماء شهدائنا". وتحدث عن مشاورات جارية بين قوى 14 آذار "وعندما تكتمل هذه المشاورات سأعود الى التواصل مع الرئيس ميقاتي لابلاغه موقفنا في 14 آذار والمعطيات المحيطة به"، مؤكداً انه لا يمكن تحديد مهلة لأن الأمر مرتبط بالمشاورات الجارية. ولاحظ أن "الوقت لا يبدو داهماً والكلام الذي سمعته من الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي لا يوحي بأن هناك استعجالاً كبيراً". واعتبر وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال جان أوغاسابيان في حديث لـ"صوت لبنان"(100.5) ان حركة حرب- ميقاتي هي "ظاهرية والقرار متخذ بحكومة من لون واحد". ورأى انه "منذ البداية كان لدى فريق 14 اذار نوايا صادقة باتجاه المشاركة في هذه الحكومة العتيدة وكان واضحا ان ما يحصل اليوم في مسألة تشكيل الحكومة وما حصل من استقالة لوزراء المعارضة ليس وليد ساعته بل مخطط له بادق التفاصيل واقصاء 14 اذار هو نتيجة ما خطط له "حزب الله". ولم تستبعد مصادر صحيفة "الحياة" احتمال عودة التواصل بين ميقاتي ورئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل بعد انقطاعه بينهما، وهما كانا تبادلا أخيراً إشارات نحو إحياء الحوار بحثاً عن قواسم مشتركة، خصوصاً أن الأجواء السائدة حالياً، في ضوء اجتماع الرئيس المكلّف مع "رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ومن ثم مع حرب أخذت تتوقع التريث في تأليف الحكومة لأسباب يعزوها البعض الى معطيات عربية ودولية والبعض الآخر الى رغبة ميقاتي في المجيء بحكومة مقبولة يمكن أن يعطيها الرأي العام فرصة حتى لو لم تشارك فيها قوى 14 آذار

 

كرامي لميقاتي: كيف تحضر اجتماع دار الفتوى الذي تضمن التزامات واضحة حيال شهود الزور وسلاح المقاومة؟ 

وكالات/جدد الرئيس عمر كرامي أمام زواره اليوم، التأكيد أن "الهدف من اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى بالأمس، هو الزام الرئيس نجيب ميقاتي بتعهدات ما". واستغرب "كيف يحضر الرئيس ميقاتي هذا الاجتماع الذي تضمن التزامات واضحة حيال شهود الزور والمحكمة وسلاح المقاومة". وتساءل عن "كيفية التحفظ الذي تحدث عنه ميقاتي بعد اصدار هذا البيان". وأكد أن "الوسطية تعني أن لا لون ولا طعم فيما الحكم هيبة وقرار وفي حال عدم وجود الهيبة والقرار تميع الأمور"، موضحا أن أحد أهم أسباب عدم حضوره هذا الاجتماع هو أن "الدعوة جاءت من صاحب السماحة المفتي الذي تثار حوله الكثير من الشبهات والارتكابات لا سيما وأن الكلام الذي قيل في السابق عن هدر للمال وتضييع للحقوق، كما وأن الرئيس فؤاد السنيورة والمفتي قباني لم يفيا بالتعهدات التي قطعاها حول اعادة المال المسلوب وارسال تقرير عما جرى لرؤساء الحكومات السابقين ونحن ننتظر هذا التقرير حتى الساعة".

وقال: "لقد تحدثت مع الرئيس سعد الحريري حول هذا الأمر بعد أن أخبرني الرئيس السنيورة بإعادة المال المسلوب ولم يرسل لي التقرير، وقلت هذا لا يجوز في دار الفتوى ولا يجوز أن يبقى سماحة المفتي ولم أحصل على جواب حتى الساعة، ولم أعرف كيف أعيد المبلغ المسلوب وكم هو حجمه، وهذا ما يؤكد وجود الارتكابات". ولفت الى ان أن معلوماته تشير الى أن "الحكومة أمامها عقبات طويلة وتعقيدات، اضافة الى استحقاقات ستحضر في وقتها، فيما الوضع المعيشي ضاغط على جميع اللبنانيين ومن بيده الأمر يبحث في قضايا ثانوية مع هذا أو يتغدى مع هذا".

 

مصادر فرنسية: القرار الاتهامي في غضون الأيام العشرة المقبلة وقطيعة ميقاتي للمحكمة الدولية ستواجه بشدّة

نهارنت/اكّدت مصادر فرنسية رفيعة أن "الشقيق الأكبر للرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي طه ونجله عزمي أجريا في باريس، بعد التكليف، لقاءات مع عدد من المسؤولين الفرنسيين والأميركيين، بينهم جيفري فيلتمان، لطمأنتهم الى ان الرئيس المكلف يحتاج الى دعمهم وانه غير مرتبط بشروط "حزب الله" وأنه لم يأتِ لتطبيقها". وذكرت المصادر لصحيفة "الحياة" ان اجابة الجانبين الأميركي والفرنسي جاءت على نحو ان "أي قطيعة بين لبنان والمحكمة الدولية ستواجه بموقف متشدد من الدولتين." واوضحت المصادر "أنه في حال بدأت حكومة ميقاتي سحب القضاة اللبنانيين ووقف التمويل والتعاون مع المحكمة، وذلك من دون وضع كل ذلك مسبقاً في البيان الوزاري، ستعود دول أعضاء مجلس الأمن مجدداً الى المجلس لاصدار قرار جديد، لأن قرار المحكمة مدرج تحت الفصل السابع، وحتى لو كان لبنان عضواً في المجلس". وتوقعت المصادر أن يصدر القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في غضون الأيام العشرة المقبلة. ومن جهة اخرى، رأت المصادر ان "الحكومة الفرنسية التي كانت وعدت الرئيس سعد الحريري بتزويد الجيش اللبناني صواريخ، ستعتمد الحذر الآن وستنتظر لترى ماذا سيفعل ميقاتي قبل أخذ القرار، مؤجلة موضوع الصواريخ في هذه المرحلة". كما ان البروتوكول المالي الذي كانت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغارد مددته في الموازنة الفرنسية ويتضمن قروضاً ميسرة للبنان بحوالي 250 مليون يورو مشروطة بتطبيق لبنان إصلاحات كان الحريري طلب المزيد من الوقت لانجازها، فهناك أيضاً تساؤلات عنه وما إذا كان سيمدد، حسب المصادر الفرنسية. وشدّدت المصادر الفرنسية للصحيفة على ان "قطر غير راضية عما جرى لأنه نسف اتفاقية الدوحة، كما ان باريس قرأت ما جرى في لبنان على أن "حزب الله، بدعم من سورية، أيّد مجيء ميقاتي الذي سيكون رهينة ميزان القوى التي جاءت به مهما كانت الاختلافات بين "حزب الله" وسورية، فالحزب لا يريد المحكمة الدولية وسورية لا تريد الحريري". وترى باريس تكليف ميقاتي بالطريقة التي تم فيها انتصاراً لـ"حزب الله" والمعارضة السابقة بدعم وايعاز من سورية، ويشكل قطيعة مع التوازن ويتنافى مع اتفاق الدوحة والحكومة السابقة المنبثقة منه التي تمثل الجميع، وهذا يعني هزيمة شريحة واسعة من اللبنانيين عبر تعيين شخصية سنية فُرضت على الطائفة السنية التي لم تخترها لرئاسة الحكومة". وتوضح المصادر ان "تكليف ميقاتي جاء نتيجة خيار خارجي فُرض على الطائفة السنية ضمن ميزان قوى لمصلحة من يريد قطع كل علاقات لبنان مع المحكمة الدولية، ما يضع الحكومة اللبنانية في مواجهة مع المجتمع الدولي، وانه مهما كان ذكياً وكفؤاً لا يمكنه إلا أن ينتمي الى هذه المعادلة". وتشير المصادر الفرنسية الى ان "ميقاتي سيسعى الى تقديم هذه السياسة بطريقة لبقة من دون أن يقول بصراحة ووضوح في البيان الوزاري ان حكومته ستلغي علاقة لبنان بالمحكمة، إلا انه سيقوم بخطوات تدريجية للوصول الى هذه الأهداف في إطار هذه المعادلة، والأسرة الدولية ستراقب هذه الخطوات". وختمت المصادر بأن ا"لخاسرين في هذه المعادلة هم الحريري والطائفة السنية و14 آذار".

 

الرئيس الجميّل لصوت لبنان : نعوّل على الجهود التي يبذلها فخامة الرئيس ميشال سليمان والتي أفصح عنها خلال لقائه الأخير مع النائب سامي الجميّل و الكتائب تواصل الاتصالات اللازمة مع جميع المعنيين لدرس الاقتراحات الجديدة المطروحة

موقع الكتائب/قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل رداً على سؤال حول الوضع الحكومي في ضوء المستجدات الأخيرة في إتصال مع صوت لبنان اليوم: لقد حاولنا مخلصين إيجاد مخرج للأزمة الحكومية الراهنة، يحقّق قدراً من التوافق ويؤسّس لمرحلة من الاستقرار السياسي بينما المنطقة بأسرها تعيش غلياناً سياسياً دامياً يفوق كل التوقعات. ورغم العقبات التي واجهناها، نعتبر أن في السياسة يجب المحافظة دائماً على بريق أمل وتلقي المبادرات البنّاءة بايجابية. وعلى هذا الصعيد نعوّل على الجهود التي يبذلها فخامة الرئيس ميشال سليمان والتي أفصح عنها خلال لقائه الأخير مع النائب سامي الجميّل؛ كما أتى اللقاء الجامع في دار الفتوى، يوم أمس الخميس، ليؤكد على مبادىء واضحة إلتزم الرئيس المكلف باحترامها. بناء عليه، فإن الكتائب تواصل الاتصالات اللازمة مع جميع المعنيين لدرس الاقتراحات الجديدة المطروحة، تسهيلاً لمهمة الرئيس المكلّف عسى أن نصل الى حل يعيد الثقة بين القيادات والأمل عند اللبنانيين.

 

زهرا: لا حكومة قبل الكشف عن مضمون القرار الاتهامي

موقع الكتائب/اعتبر النائب انطوان زهرا، في حديث الى مجلة الصياد، "ان المحور الاقليمي الراعي لحزب الله ساعد ووجه انقلابا على حكومة الوحدة الوطنية حكومة الائتلاف، كما اراد تسميتها الرئيس سعد الحريري، لانها لم تتصرف بالطواعية الكافية لتحقيق مشروع المحور الايراني - السوري - الحزب الالهي، بمعاداة المجتمع الدولي وقطع علاقة لبنان بالمحكمة ذات الطابع الدولي". ولفت "الى ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يحرص حتى اللحظة على ممارسة دور في المنطقة الرمادية، استنادا الى مقولته بأنه غير منحاز وغير مرتبط بأي شروط مسبقة، وبالتالي لم يقدم اجوبة واضحة على اسئلة قوى 14 آذار التي طرحتها في الاستشارات، من قرارات طاولة الحوار الوطني الى المحكمة الدولية والسلاح غير الشرعي!"

واشار "الى ان القوات اللبنانية تحفظت سابقا على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لمعرفتنا الى اين ستؤدي، كما تحفظنا على تسوية الدوحة لمعرفتنا ان هدفها هو التعطيل وليس تسهيل امور ادارة البلاد". ولم يستبعد زهرا "ان يطول الوقت ولا نؤلف الحكومة الا بعد الكشف عن مضمون القرار الاتهامي"، مشددا "على انه ليس من السهل فرض المواقف والآراء على الشعب اللبناني الذي لديه تجارب سابقة تميزه من كل شعوب المنطقة بتمسكه بالحرية وبالديموقراطية، ورفض الظلم والتسلط".

 

دمشق تذكّر بأن الحكومة الجديدة مهمّتها واضحة في مواجهة الخيارات السياسية و تدعم عون لاسناده الداخلية والعدل

ذكرت صحيفة "الأخبار" ان العقبات أمام تأليف الحكومة لا تزال على حالها، ورغم دخول دمشق على خطّ الاتصالات فإن جديداً إضافياً لم يحصل حتى الساعة، إذ لا تزال مطالب كلّ فريق على ما هي واشارت الصحيفة الى ان "حصيلة الاتصالات التي جرت في صدد تأليف الحكومة مع العاصمة السورية التي شملت العماد ميشال عون ورجل الأعمال طه ميقاتي وقيادتي حركة أمل وحزب الله والنائب سليمان فرنجية، تشير إلى أن دمشق تذكّر الجميع بأن الحكومة الجديدة مهمّتها واضحة في مواجهة الخيارات السياسية في لبنان والمنطقة والعمل على تعزيز المناخات السياسية الجامعة، لكن مع تشديد على أن قوى المعارضة يجب أن تحفظ حصتها مباشرة". وكشفت الصحيفة ان "دمشق بدت أقرب إلى دعم مطالب رئيسية للعماد عون، ولتوزير بعض الشخصيات السنية التي تواجه رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري خارج بيروت". وقد أكّدت مصادر متابعة لاستشارات التأليف أن العقبات لا تزال عند حالها وليس هناك أي تقدّم، ويمكن اختصارها بأربع:

1ــ مطالبة النائب عون بعدد من الحقائب، منها الداخليّة والعدل، إضافة إلى الحقائب التي يشغلها وزراء التكتّل حالياً، ورأي عون هو أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان لا يملك حيثيّة وتمثيلاً شعبياً، وبالتالي فإنه لا يستحق أن ينال حصّة مثلما حصل في الحكومة الماضية. وفي النقاش المتعلّق بأن سليمان لن يوقّع على حكومة لا تمثيل له فيها، فإن الأجوبة التي تُنقل عن عون تتمحور حول أن الدستور يجبر سليمان على التوقيع.

2ــ مطالبة رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط بتوزير النائبين علاء الدين ترو ونعمة طعمة، إضافة إلى حصّة الطائفة الدرزيّة.

3ــ حصة "المعارضة السنيّة"، وبالتحديد موقف رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي إزاء توزير فيصل كرامي، نجل رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي، وشخصيات سنيّة أخرى معروفة بخصومتها لتيار المستقبل، منها الوزير السابق عبد الرحيم مراد أو إحدى الشخصيات الصيداويّة، وخصوصاً أن رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد أبلغ من يعنيهم الأمر رفضه توزير أي صيداوي لم يخض معركة سياسيّة حقيقيّة في المرحلة المقبلة. وذكرت "الأخبار" في هذا السياق أن دمشق تُمارس ضغطاً مزدوجاً، من جهة على ميقاتي بتوزير مراد، ومن جهة ثانية على مراد بأن يقبل عدم توزيره.

ولفتت المصادر إلى أن المشاورات وصلت إلى مكان يوحي بأن التقدم بات بحاجة إلى تدخل جهة يمكنها ضبط إيقاع مطالب الحلفاء، كالقيادة السوريّة. وأكدت مصادر معنية أن حزب الله لم يتدخل حتى اليوم في مشاورات التأليف، وهو قال لميقاتي إنه يدعمه ولا مطالب لديه في شكل الحكومة ولا في التسميات أو توزيع الحقائب، وإنه مستعدّ لبذل كل ما يمكن من أجل تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف.

من ناحية أخرى، أشارت مصادر في قوى المعارضة السابقة إلى أن لقاء فرنجية وميقاتي كان إيجابياً جداً، وقد تم خلاله تخطي ما خلّفه كلام فرنجية على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال الأسبوع الفائت. ولفتت المصادر إلى أن ميقاتي وفرنجية تداولا الحصة الوزارية التي يطلبها الأخير. وبناءً على محادثات الرجلين، بات النائب سليم كرم والنائب السابق فايز غصن المرشحين الأوفر حظاً لدخول مجلس الوزراء. ورأت مصادر في قوى 8 آذار أن لقاء فرنجيّة وميقاتي هو ترجمة لحلحلة الأمور عبر دمشق

 

الأحدب: بيان دار الفتوى فرصة لميقاتي لاقناع الفريق الآخر بالتخلي عن نزعة الهيمنة

موقع بيروت اوبزارفر/ رأى نائب رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب السابق مصباح الأحدب، في تصريح اليوم، "ان اللبنانيين تابعوا باهتمام بالغ اللقاء الذي استضافته دار الفتوى والبيان - الوثيقة الصادر عنه والذي يشكل خارطة طريق لتصويب المسار العام في لبنان، بعدما كادت الأحداث الأخيرة أن تنحرف به إلى مزالق خطرة جراء اصرار "حزب الله" وحلفائه على ممارسة القضم المتمادي للمواقع الدستورية عن طريق الضغوط المتواصلة"، مؤكدا "أن تلك الممارسات أسقطت الحكومة المنصرفة وما زالت ترمي الى تشكيل حكومة أحادية تعزز الانقسام الوطني الخطير الحاصل وتمس بجوهر اتفاق الطائف خصوصا ما يتعلق بصيغة تنظيم المشاركة في السلطة التي توافق عليها اللبنانيون بعد عذابات طويلة".

وقال: "ان مضمون هذا البيان الذي يشدد على عدم المس بالثوابت الدستورية والميثاقية يخاطب بدقة الهواجس المشروعة للشريحة الاكبر من اللبنانيين والتي طالما حاولنا في السنوات والاشهر الاخيرة التحذير الصريح والواضح من عدم الاخذ بها، خصوصا ما يتعلق بتهميش الدستور واستسهال التعدي على صلاحيات الرئاسات ولا سيما رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. كما ان هذا البيان، وان صدر في اطار اسلامي محدد، فهو يشكل قاعدة صلبة لوقفة لبنانية جامعة لمواجهة التهميش الخطير المذكور اعلاه ورأب الصدع الوطني الناتج عنه".

وختم مؤكدا "أن مشاركة الرئيس نجيب ميقاتي في هذا اللقاء وتبنيه البيان الصادر عنه يشكلان خطوة جيدة في اتجاه تصويب مسيرة تأليف الحكومة وفرصة لتوظيف الاجماع الحاصل في هذا اللقاء لاقناع الفريق الآخر بالتخلي عن نزعة الهيمنة والعودة الى حكومة شراكة وطنية حقيقية لا مكان فيها للغلبة والاستئثار واللون الواحد

 

إدارة اوباما أصبحت عالة على أصدقائها - راغدة درغام - الحياة

ارتباك الإدارة الأميركية إزاء زلزال «ثورة الشباب» في مصر في أعقاب مفاجأة «ثورة الياسمين» في تونس فضح افتقادها لنظرة بعيدة المدى

 أتى ذلك بشبه تزامن مع استدراك متأخر للرئيس باراك أوباما وإدارته لانقلاب «حزب الله» على الحكومة اللبنانية – سمّاه أحدهم سيطرة عدائية على السلطة – ما لبث أن دخل طيّات النسيان بسبب ضخامة حدثي تونس ومصر. سبات الأمس ويقظة اليوم المرتبكة تركا إدارة أوباما في مزيد من التخبط والعجز والضعف لدى الأكثرية في المنطقة العربية وربما العالم. ومما زاد من الشماتة بها أن الإدارة بدت حيناً تتخلى عن مبادئ الديموقراطية والحرية التي زعمتها وحيناً آخر بدت سريعة التخلي عن حليفها – كالعادة. حتى اليوم، لم تتمكن إدارة أوباما من حسم أمرها فيما تستدعي خبيراً هنا وتنمّق خبيراً هناك كي تسير على الخط المشدود، متأبطة هدفها الأول، وهو ضمان مسيرة باراك أوباما الانتخابية إلى ولاية ثانية. إنها في مأزق، ومأزقها ليس عائداً حصراً إلى فشلها في ترقب أحداث مصر أو إلى سوء سياساتها نحو ملف لبنان ببعديه السوري والإيراني، وإنما يشمل الوعد الذي قطعه باراك أوباما على نفسه في ما يتعلق بالسلام الإسرائيلي – الفلسطيني واضطر إلى التراجع عنه، عملياً، تحت ضغوط سياسية وانتخابية. إذاً، ما تتطلبه المرحلة هو مراجعة شاملة للسياسة الأميركية نحو مختلف دول الشرق الأوسط – الدول العربية منها وإيران وإسرائيل على السواء، وربما أيضاً تركيا. وما ينبغي على الرئيس الأميركي التمعن فيه في هذه المرحلة هو كيفية مخاطبة الشباب بلغة ترتكز على وسائل خلق فرص العمل وتشجيع الاعتدال والمشاركة في السلطة، وهذا يتطلب انتفاضة أميركية على أنماط التفكير الأميركي التقليدي نحو منطقة الشرق الأوسط، وبالذات نحو العرب. فسمعة الولايات المتحدة لا تشجع على الثقة بها. إدارة أوباما تبدو حالياً وكأنها تستعير أفكاراً أو أدوات من إدارة بوش لأسباب انتخابية أو لتصحيح مناهج خاطئة. لذلك إنها تبعث الرسائل المختلطة. إنها تربك أصدقاءها وصفوف الاعتدال إلى درجة أنها أصبحت تشكل عالة بدلاً من أن تكون شريكاً يمكن الاعتماد عليه.

إدارة أوباما تبدو للآخرين ساذجة وهي تتخبط في تناقضاتها ولذلك عليها أن تصوغ استراتيجية واضحة تعالج وتدير التحديات أمامها هي، وليس تلك التي تعم منطقة الشرق الأوسط فحسب. إنها في حاجة للعودة إلى طاولة رسم السياسات لإعادة تصميم السياسات الأميركية نحو المنطقة بدءاً بمصر وإسرائيل وإيران. فأحداث مصر يمكن أن تشكل فرصة لإدارة أوباما ولإسرائيل و لـ «اللجنة الرباعية» لمعالجة جذرية للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي والعربي – الإسرائيلي كي تتمكن صفوف الاعتدال والشباب العربي من سد الطريق أمام أية محاولات اختطاف أو تخريب لانتفاضة الشباب لخدمة التطرف. إنما يجب الإسراع فوراً إلى تشجيع أو فرض هذه المعالجة في تسوية دائمة. فالرهان على وضوح آني لمن سيمسك زمام الأمور في مصر رهان خطير. الأفضل التموضع بأسرع ما يمكن بما يؤدي إلى استعادة الولايات المتحدة هيبتها وجدارتها بصفتها الدولة العظمى في العالم، وبما يؤدي إلى لعبها دور القيادة الإيجابية بدلاً من أدوار اعتباطية بحيث تلحق بالأحداث هلعاً وتلتحق بالخطوات التي تُرسم لها. والقصد هنا ليس أبداً الدعوة إلى تدخل أميركي مباشر في الانتفاضة الأهلية العفوية في مصر أو غيرها من الدول العربية وإنما هي دعوة للتدقيق في أسباب استمرار الشكوك في الغايات والأهداف الأميركية ومحاولة إزالة بعضها، على الأقل، بإقناع.

سيقال إن الولايات المتحدة ستُلام دوماً مهما فعلت، وإنها ستُسهم في التآمر بغض النظر عما تقوم به وفي كل الأحوال. ربما هذا صحيح لكنه لا ينفي ضرورة تصحيح سياسات وسلوك مسارات مختلفة. هناك اليوم في المنطقة العربية أكثر من رأي حول ما هي السياسة الأميركية نحو المتظاهرين في مصر ونحو الرئيس حسني مبارك. رأي يقول إن إدارة أوباما أسرعت إلى التملص من الأزمة والتخلي عن مبارك، فعززت بذلك سمعتها وصيتها المعهود بأنها غير جديرة بالثقة وإنها تستخدم الأصدقاء ثم تهجرهم بعد استنفادهم – أو أثناء ضعفهم – كالعادة. بعض أصحاب هذا الرأي يعتقد أن الولايات المتحدة تتخلى عن حلفائها بعدما تكون صاغت سياسة بديلة. وفي هذه الحال، تكون السياسة البديلة، في رأي هؤلاء، هي تشجيع الأحزاب الإسلامية على تولي السلطة في أكثر من دولة عربية، عمداً. والسبب؟ السبب أن تطويق إسرائيل بدول عربية ذات أنظمة دينية يبرر لإسرائيل هدفين: أولاً تحقيق هدف تحويل إسرائيل إلى «دولة يهودية» نقية من غير اليهود، بكل ما يتطلبه ذلك من سياسات وإجراءات وإبعاد قسري وما إلى ذلك. وثانياً، إن تطويق إسرائيل بما تعتبره تطرفاً إسلامياً عبر مصر ولبنان والأردن، وربما عبر سورية إذا كان ذلك ضرورياً، هذا التطويق «يحرر» إسرائيل من صنع السلام وضغوطه. بل إنه يبرر لها أية إجراءات هي في حاجة لاتخاذها، إما لتنفيذ حلمها بتحويل الأردن إلى «الوطن البديل» للفلسطينيين أو لعمليات عسكرية عبر الساحة اللبنانية حيث صواريخ «حزب الله» وحيث أرادت إيران أن تكون لها قاعدة عسكرية.

الرأي الآخر يقوم على نظرية استخدام دعم شغف الشباب لترويج التشبث بمبادئ الديموقراطية وحرية التعبير، في الوقت الذي تتحادث فيه الأجهزة العسكرية في البلدين حول وسائل احتواء الانتفاضة. هذه الوسائل قد تشمل الاكتفاء بإعادة تأهيل دور الجيش ليتسلم البلاد مجدداً عقب إجراءات الإصلاح السياسي الذي فرضته ثورة الشباب وأسفر حتى الآن عن الإطاحة بخطة توريث الرئيس المصري الحكم لابنه جمال مبارك وكذلك إجهاض التزام حسني مبارك إعادة ترشيح نفسه للرئاسة. وقد تنطوي الوسائل على الاضطرار لإجراءات أقوى من ضمنها انقلاب عسكري بكل ما يتطلبه من استخدام السلطة العسكرية للإمساك بأمور البلد.

ليس واضحاً حتى الآن إذا كان الجيش سيحسم أمره ليكون جيش النظام أو جيش الدولة. هناك رائحة انقسام في الرأي وتردد بين صفوف الجيش لكنها ليست رائحة انحلال أو انقسام مذهبي أو فقدان القدرة على السيطرة.

الواضح أن رحيل حسني مبارك يتفق عليه الجميع، بما في ذلك مبارك نفسه الذي أعلن رغبته في أن يُنهي ولايته في أيلول (سبتمبر) ليكون راعي العملية الانتقالية إلى مصر أخرى بتعديلات دستورية وبخروج لائق له من السلطة. الخلاف هو على توقيت وكيفية وشروط الرحيل، وللجيش رأي حاسم في ذلك.

ثورة الشباب محقة في الاعتراض على تمسك حسني مبارك بالسلطة وإصراره على التوريث إلى جانب تفشي الفساد في الطبقة المقرّبة من الحكم. الشباب على حق في مطالبتهم بالحرية والديموقراطية ولقمة العيش وفرص العمل والحق بالتظاهر والتعبير عن الرأي، ثم أن ثورة الشباب جاءت عكس ما حاول قادة إيران و «حزب الله» تصويرها بأنها عبارة عن صدى للثورة الإيرانية، فهي لم تحمل شعار «العداء لأميركا» مثلهما، ولم تصنّف نفسها داعية لإسقاط معاهدة السلام مع إسرائيل، بل إن هناك استياء في صفوف المتظاهرين من تصريحات كل من آية الله علي خامنئي والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله والتي حاولت تسييس ثورة الشباب بما لم يكن في بال المتظاهرين.

واضح أن هناك بلبلة وعدم تماسك في صفوف المتظاهرين كما هناك انقسام حول كيفية توديع حسني مبارك. كثيرون يعترفون له بأنه قدّم لمصر الكثير ولولا الانفتاح الاقتصادي والإصلاحات التي أدخلها لما عرّض نفسه لهذه الهشاشة وربما بقي محصّناً برفض الإصلاح، وبالتالي لبقي في السلطة، شأنه شأن أولئك الذين حصّنوا أنفسهم بممانعة الإصلاح لمنع الديموقراطية.

لهذه الأسباب، ليس ضرورياً لثورة شباب مصر أن تصر على ترحيل مبارك كشعار وحيد للثورة، وإنما الأفضل لها أن يكون رحيله جزءاً – وليس هدفاً بحد ذاته – من أهداف الثورة. لذلك، هناك مساحة وافية لصيغ خلاّقة تسمح بمغادرة مبارك السلطة بتدريجية موثّقة بموعد ثابت لرحيله، إنما عملياً قبل نهاية ولايته، وإن كان الموعد النظري موعد استكمال الولاية. هناك حاجة ماسة إلى آلية للعملية الانتقالية تقوم على مشاركة حقيقية وليس رمزية لأقطاب المعارضة – الشباب منهم و «الإخوان المسلمين» والأحزاب الجدية الأخرى.

وبالتأكيد، فالأدوات متوافرة في أيدي حسني مبارك لصيانة مصر من الانزلاق إلى مواجهة عسكرية بين الجيش والشعب، أهمها، أداة الإصغاء. فقد سمع الرئيس المصري من «ميدان التحرير» ومدن أخرى أن شعبه جاهز لتوديعه. فليقرر أن تكون مغادرته السلطة وداعاً له حتى لو انقسم شعب مصر بين مَن يتذكر له إنجازات وبين مَن يتذكر فقط الفساد. فإذا بادر حقاً إلى إطلاق «ورشة» انتقالية جدية يمكن أن يغيّر مسيرة مغادرته السلطة من ترحيل بإذلال إلى توديع ببعض التقدير.

إدارة باراك أوباما لها دور في مثل هذه النهاية، إذا تحلّت بالتفكير الاستراتيجي واستخدمت نفوذها مع القيادات العليا في الجيش المصري والتي لها علاقات معمقة معها. إنما يجب ألاّ تدخل واشنطن في ما قد تكون له نكهة المشاركة في انقلاب عسكري سلمي أو مسلح. وهناك كلام عن احتمال استيعاب المؤسسة العسكرية لثورة الشعب لتبنيها أو مسايرتها، ثم تعود الأمور إلى حكم يضمنه الجيش كأمر واقع إنما بنظام سياسي موسع تشارك فيه كل الأحزاب يلغي الانغلاق السياسي ويفتح صفحة الإصلاح. عندئذ يكون الجيش حسم أمره وبات جيش الدولة وليس جيش النظام. وليته يفعل

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

هناك، على ما يبدو، هجمة شرسة على الإستيزار من قِبَل أركان الأكثرية النيابية الجديدة، هدفها ليس فقط إشباع نهمها في اقتناص أكبر عدد ممكن من المقاعد الوزارية والحقائب "الدسمة"، بل أيضاً تغيير المعادلة السياسية القائمة تمهيداً لانقلابٍ متدرّج على النظام اللبناني برمّته، يبدأ بالإستيلاء على الرئاسة الأولى بعد ان ضمنت الرئاستين الثانية والثالثة، وينتهي بإلحاق لبنان رسمياً بالحلف السوري ـ الإيراني مع كل ما يترتب على هذا الإلحاق من سلبيّات قاتلة، أخطرها تحويله إلى رأس حربة في أي مواجهة مقبلة مع إسرائيل، وفكّ ارتباطه بالمحكمة الدولية.

ان هذا السيناريو تتداوله الأوساط السياسية في لبنان والخارج، وتخشى من تنفيذه مرحلياً على أرض الواقع، سيّما وان الفريق الثاني يفتقر إلى التماسك والخبرة والحنكة السياسية، ولا يملك القدرات العسكرية التي يملكها الفريق الأول.

ولكن ولحسن الحظ، فإن السيناريو المذكور الذي بدأ يدغدغ أحلام الأكثرية النيابية الجديدة، دونه الكثير من العقبات، أولها التركيبة اللبنانية التاريخية التي ترفض هذا النوع من الإنقلابات وسيطرة الحزب الواحد كما هو الحال في البلاد المجاورة ذات الأنظمة الفردية، وثانيها، القوى الإقليمية المناهضة للحلف السوري ـ الإيراني والتي ستسعى إلى تفشيله بكل الوسائل ليس خوفاً على لبنان بل خوفاً على نفسها من وصول حمّى الثورة الإيرانية إلى ديارها. وثالثها، الضغوط الدولية التي قد تصل إلى حَدّ فرض عقوبات على لبنان وعزله ومقاطعته سياسياً واقتصادياً ومالياً... إلخ.

نحن إذاً على مفصلٍ تاريخي سيحدّد مستقبل البلاد لسنوات عديدة مقبلة قد تطول أو تقصر بحسب الظروف، ومسؤولية رئيس الجمهورية حيال ما يحاك الآن ضد لبنان كبيرة وحاسمة باعتباره رأس النظام وحامي الدستور، وهذه المسؤولية تحتّم عليه الوقوف في وجه هذا المخطط الخطير وقطع الطريق عليه عِبرَ خطوتين، الأولى إحالة الملفات الخلافية الساخنة كالمحكمة الدولية والسلاح الميليشيوي إلى هيئة الحوار الوطني، والثانية الإسراع في تشكيل حكومة جديدة محايدة بالإتفاق مع الرئيس المكلّف المحايد بدوره كما يقول، مكوّنة من تكنوقراطٍ بكامل أعضائها كما سبق وطالبنا، تنصرف كلياً إلى معالجة هموم الناس الضاغطة والمتراكمة، وحصرياً التركيز على الملفات الإقتصادية والإجتماعية والإدارية ومكافحة فساد الإدارة، بعيداً من مشاكل السياسة والسياسيين.

الشعب ينتظر موقفاً شجاعاً وغير عادي من رئيس الجمهورية في هذه المرحلة الدقيقة، وإلا فان رياح التغيير الآتية من الجوار ستصل إلينا عاجلاً أم آجلاً وستقلب الطاولة على رؤوس الجميع.

لبَّـيك لبـنان

أبو أرز

 

كلمة الرئيس المصري حسني مبارك 

-اعتز بشبان ميدان التحرير كجيل يدعو للتغيير ويحلم بالمستقبل اقول لكم قبل كل شيء ان دماء شهداءكم لن تضيع هدرا ولن اتهاون في معاقبة المتسببين بها بكل شدة

-اقول لعائلات الضحايا انني تألمت كل الالم لاجلكم ومطالبكم هو التزام لا رجعة فيه وانا عازم على الوفاء بما تعهدت به بكل جدية وصدق وحريص على تنفيذه دون عودة الى الوراء

-مطالبكم مشروعة فالاخطاء واردة في اي نظام ويجب حلها ولا اجد غضاضة في التجاوب مع المطالب لكن كل العيب والحرج ان استمع لاملاءات اجنبية ايا كان مصدرها او مبررها

-اعلنت عدم ترشحي للانتخابات المقبلة مكتفيا بما قدمته من عطاء للوطن في 60 عاما واعلنت تمسكا بالمضي في النهوض بمسؤوليتي بحماية الدستور ومصالح الشعب حتى يتم تسليم السلطة لمن يختاره الشعب في انتخابات حرة ونزيهة ذلك هو القسم الذي اقسمته وساحافظ عليه

-طرحت رؤية للخروج من الازمة بما يحترم الشرعية الدستورية ولا يقوضها وعلى نحو يقرر استقرار المجتمع ويطرح اطارا متفقا عليه للانتقال السلمي للسلطة من خلال حوار مسؤول وبصدق وشفافية

-بدأنا حوارا وطنيا بناءا يضم شباب مصر وكافة القوى السياسية واسفر هذا الحوار عن توافق مبدئي يضع اقدامنا على بداية الطريق الصحيح للخروج من الازمة ويجب مواصلته للوصول الى خريطة طريق واضحة وبجدول زمني محدد تمضي على طريق الانتقال للسلطة من الان وحتى ايلول وهذ الحوار قضى بتشكيل لجنة لتعديل الدستور وتشكيل لجنة متابعة للامور الامنية

-ازاء ما فقدناه من شهداء، اصدر تعليماتي بسرعة لاجراء تحقيقات لاحالة نتائجها الى النائب العام لاتخاذ ما يلزم من اجراءات قانونية رادعة.

-انا مع ما تضمنه تقرير لجنة تعديل الدستور وقد تقدمت بطلب تعديل 6 مواد دستورية اليوم فضلا عن الغاء المادة 179 مع تأكيد التقدم بطلب مواد اخرى قد تصل اليها اللجنة المختصة

-التعديلات تطال شروط الترشيح للرئاسة ومدتها كما تؤكد الاختصاص القضاء للفصل بصحة عضوية البرلمان وشروط تعديل الدستور اما اقتراح المادة 179 فيستهدف تحقيق التوازن بين مخاطر الارهاب واحترام حقوق المواطنين الفردية ما يتيح العمل لوقف قانون الطوارئ فور عودة الهدوء

-التغيير الذي بدأناه لا رجعة عنه ومصر تمر باوقات صعبة لا يصح ان نستمر بها واللحظة الراهنة ليست متعلقة بحسني مبارك بل بمصر وعلينا مواصلة الحوار الذي بدأناه بعيدا عن الخلاف والتناحر لتجاوز الازمة الراهنة

-افنيت عمري دفاعا عن بلدي وشهدت حروبه وعشت ايام الانكسار والتحرير واسعد ايام حياتي يوم حملت علم مصر فوق سيناء ولم اخضع يوما لضغوط او املاءات اجنبية وعملت من اجل استقرار البلاد ونهضتها ولم اسع يوما الى سلطة زائفة والاغلبية الساحقة يعرفون من هو حسني مبارك

-اعي خطورة الموقف الحالي واقتناعا من جانبي ان اللحظة خطيرة تفرض تغليب المصلحة العليا للوطن فقد رأيت تفويض نائب رئيس الجمهورية صلاحيات الرئيس حسب ما يفرضه الدستور 

 

بو منصف: اجتماع دار الفتوى قد يؤدي الى التريث في تشكيل الحكومة الجديدة مع أنه موجه لحزب الله  

باتريسيا متى/بعد اصطدام كل محاولات الوصول الى اتفاق يؤدي الى تشكيل حكومة انقاذ وطني فعلية بحائط مسدود اثر الشروط التعجيزية التي وضعت من قبل فريق الثامن من آذار على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي نبيل بو منصف "أنه لا يمكن تصور الحكومة المقبلة وتوقيت صدورها من دون الوقوف عند تطور مهم طرأ على الساحة المحلية الا وهو اجتماع جميع شخصيات الطائفة السنية في دار الفتوى، الأمر الذي يفرض التريث في الحكم على تشكيل الحكومة المقبلة في ضوء الانعكاسات التي سيأخذها على مستويات عدة ولا سيما منها الأثر الذي سيتركه هذا الاجتماع على مسار الرئيس المكلف في تشكيل حكومته وعلى مستوى ميثاقية هذه الحكومة العتيدة من عدم ميثاقيتها على اعتبار أن طائفة كبيرة في لبنان اعترضت على كل من المسار القائم وعلى الأعراف التي سمتها بالأعراف الجديدة التي فرضت تسمية رئيس للحكومة وتكليفه وستفضي الى تشكيل الحكومة".

بو منصف وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني، لفت الى "أن مثل هذا يدفع الى مزيد من التريث في تشكيل الحكومة خاصة وأن الرئيس المكلف قد حفظ لنفسه هامش عدم الالتزام بمهلة محددة ولو أن التوقعات أشارت الى صدور التشكيلة الحكومية النهائية في نهاية الأسبوع الحالي اضافة الى أمر آخر لا يمكن الغفول عنه والقفز فوقه في منحى التشكيلة الحكومية، الا وهو محطة الرابع عشر من شباط التي تصادف يوم الاثنين المقبل والخطاب الذي سيطلقه الرئيس الحريري والذي يتوقع ويقال بأنه سيتسم بالأهمية الكبرى".

وتابع بو منصف كلامه "متوقعا تريث القائمين على التشكيلة الحكومية لا سيما الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في ظل التطورين الأخيرين ما قد يترك تمهلا اضافيا لاستيعاب هذا التطور الجديد وغربلة أثره على المسار القائم، لتتبلور الأحداث الأسبوع المقبل".

وحول الجهة التي يوجه اليها هذا الاجتماع بشكل أساسي، قال بو منصف: "اذا أخذنا بعين الاعتبار الأصوات التي سبقت انعقاد هذا الاجتماع والوثيقة التي صدرت عنه والتي تضمنت الثوابت التي تجمع عليها الطائفة والتي تنادي بأكثريتها بها، فإن الاجتماع لا ينزع صفة الشرعية عن الرئيس المكلف ميقاتي بمقدار ما سيحاول الزامه بثوابت تجمع عليها غالبية الطائفة السنية فلن يتمكن من تجاهل ما صدر عن هذا الاجتماع مع أنه ليس موجها ضده باعتبار أنه مشارك في الاجتماع انما هو صرخة اعتراض في وجه الأكثرية الجديدة وعامودها الفقري حزب الله ليكون هو وداعميه الاقليميين أي سوريا وايران بشكل حصري المعنيين المباشرين بهذا الاجتماع".

الى ذلك، أشار بو منصف الى "أن طريق الحكومة المقبلة لن تكون مفروشة بالرياحين بمجرد أن تشكيلتها ستبنى على مبدأ اللون الواحد الأمر الذي سيشكل المشكلة الأساسية التي قد تعاني منها تلك الحكومة حتى ولو تمكنت من توظيف اللحظة الخارجية والداخلية المتاحة لتتشكل من لون واحد".

هذا وأتى بو منصف في حديثه على ذكر "بعض الاستحقاقات والصعوبات التي ستواجهها تلك الحكومة، أبرزها المعارضة الشرسة التي غالبا ما تواجه أي لون واحد يبرز في لبنان والتي في هذه الفترة تتمثل بقوى الرابع عشر من آذار ولو أنها لا تمتلك ما يكفي من الأوراق لمنع تشكيل حكومة من لون واحد، اضافة الى مسألة المحكمة الدولية التي لا يمكن وصفها الا بالاستحقاق الأول والأساسي الذي ستواجهه تلك الحكومة على ضوء اقتراب موعد صدور القرار الاتهامي، فهل ستعمد هذه الحكومة الى فك ارتباط لبنان بالمحكمة الدولية؟ و ماذا سينتج عن ذلك من ردود فعل دولية وانعكاسات سلبية جدا على لبنان بدءا بالعزلة وما الى ذلك من آثار سلبية؟".

وتابع بو منصف: "هذا عدا عن كيفية تعاطي حكومة من لون واحد مع الملفات الرئيسية كملف التعيينات، فهل ستأتي بتعيينات من لون واحد أيضا؟؟ فلا يجدر الغفول عن أن هذه الأنماط قد جربت سابقا وكانت لها انعكاسات شديدة السلبية على وحدة البلاد وعلى ميثاقية السلطة والاستقرار في لبنان", وأردف: "على الرغم من أنها أمور قد يكون من المبكر طرحها، ولكنها استحقاقات شديدة الخطورة في مسار ملتبس ومرتبط بتأثيرات خارجية متمثلة بكيفية تموضع سوريا في المرحلة المقبلة في ضوء التطور الكبير في مصر وثورتها وانهيار أنظمة عربية ستكون سوريا معنية بهما وبالطريقة التي ستواجههما بها من خلال الوضع الداخلي في لبنان".

هذا وأبدى بو منصف تخوفه من "أن تعيد هذه الحكومة لبنان الى عهد الوصاية في مرحلة ما قبل العام 2005، معتبرا ان تلك المخاوف مشروعة وحقيقية جدا لأن اللون الواحد غالبا ما كان يتسم في لبنان في مثل هذه الأساليب في الحكم كما حصل في عهد الرئيس الأسبق اميل لحود وجر الويلات الى البلاد مشددا على أنه اذا كانت قوى الثامن من آذار حصرا تبغى فعليا انجاح ميقاتي وعدم عرقلة مهمته وتركه يمضي المرحلة المقبلة التي تتسم أقله بطابع انتقالي وبحد أدنى من الاستقرار، فعليها ان منع استجرار أو استحضار أو اعادة كل ما سبق وحصل في عهد الرئيس اميل لحود وأدى الى الانفجارات الكبيرة التي هزت لبنان لاحقا".

هذا وتطرق في حديثه الى موضوع الانقسامات التي تحصل داخل صفوف قوى الثامن من آذار معتبرا "اياها أمرا طبيعيا في مسار قوى الثامن من آذار والتي ليست انقسامات بقدر ما هي تمايزات طبيعية تعود الى مفكرة كل من أفرقاء هذا الفريق، ولذلك فلن يكون هناك انقسامات بمقدار ما سيكون هناك بعض التمايزات في مطالب داخلية صرفة لهذا الفريق أو ذاك في موضوع الحقائب أو في موضوع طموحات هذا الزعيم أو ذاك لا أكثر ولا أقل".

وتابع بو منصف مشددا على "أن قوى الرابع عشر من آذار ستكون في صدد ارتكاب خطأ كبير ان هي راهنت على أية انقسامات داخل صفوف الثامن من آذار لأن هذا الأخير متماسك أكثر من صف الرابع عشر من آذار بفعل تركيبته المرتبطة بقوى خارجية أكثر مما هي روزنامة محلية والتي ستمنع تلك الانقسامات داخل صفوف الثامن من آذار عدا عن أن القاطرة الرئيسية لقوى الثامن من آذار هي حزب الله الذي يصعب على أية قوة حليفة له مواجهة رغبته، لأنه هو من يملك المشروع الواضح والثابت الذي يبقي فريقه على الحد الأدنى من الصمود والتماسك".

وعن موقع وموقف فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وامكانية توقيعه على مرسوم حكومة من لون واحد، رأى بو منصف في "موقف رئاسة الجمهورية في هذه الظروف موقفا شديد الحرج معتبرا أنه سيواجه استحاقاقات أشد حراجة لدى تسلمه تشكيلة حكومية من لون واحد، لأنه عندها سيتضح ما اذا كان الرئيس ميقاتي سيتمكن من توسيع الحصة التي من المفترض أن ينالها رئيس الجمهورية ضمن هذه التركيبة على أقله لجهة بعض التمايزات عن قوى الثامن من آذار تجاه ما يسمى بالمساحة الوسطية التي كلما كبرت كلما أتاحت لرئيس الجمهورية أن يتظلل بعض الميثاقية لتمرير التوقيع على هذه التركيبة".

وتابع: "اما اذا كان الأمر مبني على ما يطرح في هذه الفترة من قبل أصوات قوى الثامن من آذار، فإن ذلك سيمكن القوى الخصمة لها بالطعن بميثاقية هذه الحكومة".

أما حول امكانية ايجاد حلول أو التقاط أية فرصة لحل يلوح في الأفق، على ضوء ما أبداه منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل بعد زيارته لفخامة رئيس الجمهورية، استبعد بو منصف "الوصول الى اية امكانية لتغيير المسار القائم، بمعنى أن حزب "الكتائب اللبنانية" قد أعلن ذلك منفردا وأثبته من خلال اعلانه عدم مشاركته في الحكومة الا برفقة قوى الرابع عشر من آذار." وأبدى بو منصف "اعتقاده لعدم اتاحة أية فرصة لدخول 14 آذار الى الحكومة ما لم يحصل ما يسمى بالانقلاب الجذري في المسار الذي قام بعد تكليف الرئيس يمقاتي ولا أرى أن هناك فرصة واقعية لحصول مثل هذا الانقلاب".متطرقا في حديثه الى "قدرة قوى الرابع عشر من آذار في تحقيق الأهداف التي فشلت في تحقيقها يوم كانت في الحكومة، قائلا:"سيكون الأمر متفرعا ان حكمنا على قوى الرابع عشر من آذار في هذه الفترة وهي في مركز المعارضة بل يجب انتظار الاستراتيجية الجديدة التي ستتبعها الأمر الذي سيستدعي الانتظار لشهر او أثنين لتكشف هذه المعارضة عن وجهها الجديد، لأن الجميع يدرك أن ثوابت هذا الفريق الأساسية في موضوع السيادة والاستقلال وحصرية سلاح الدولة لن تتغير سواء أكان في الحكم أو في المعارضة ولكن أمور جديدة طرأت قد تملي على 14 آذار المراجعة الذاتية والنقد الذاتي والخروج الى العالم والاطلالة الى الرأي العام بنهج متطور جدا وجديد الى حد ما تضيفه على ثوابتها".

أما حول الأخطاء في المواقف التي لم تفلح قوى الرابع عشر من آذار في اتخاذها وأدت بالتالي الى بلوغها هذه المرحلة، فلفت بو منصف "الى جوانب لا يمكن القاء المسؤولية فيها على قوى الرابع عشر من آذار لأن مسؤوليتها تتعلق بإنقلاب الموازين الخارجية والاقليمية في المدة الأخيرة واصفا اياه بالأمر الذي يفوق قدرة 14 آذار من أن تساءل عنه أو أن تحد منه".

وتابع: "أما الجانب الذي تسأل عنه هذه القوى فيتعلق بأدائها الداخلي أولاً وبادارة المفاوضات التي كانت تدور في المرحلة السابقة ما يطرح العديد من التساؤلات أبرزها، كيف كانت تدار تلك المرحلة؟ وهل كان هناك تنسيق دقيق بين أطرافها؟ وهل كان هناك ما يكفي من الشفافية بين هؤلاء الأطراف؟ وهل كان لديهم الاستشراف الحقيقي لآفاق الانقلابات التي تحصل في المنطقة والتي كانت تستوجب اقامة استراتيجية جديدة سريعة وعملية في ضوء هذا التقويم".

وأضاف بو منصف: "هذا السؤال وهذه الثغرة الكبيرة هي التي وقعت فيها 14 آذار مع اختلال موازين القوى، فلم يكن مطلوبا منها بالتأكيد تغيير ثوابتها انما كان عليها تغيير أسلوب التفاوض الذي بالغت فيه كثيرا في بعض التنازلات من دون أن تحصل في المقابل على شيء، الأمر الذي مكن الخصم من الانقضاض عليها في اللحظة المناسبة، ناهيك عن أمور تفصيلية تتصل بطريقة تعامل قوى 14 آذار مع القضايا الشعبية الأمر الذي يستوجب منها الانتباه اليه كمعارضة لأن الجانب المهمش في الوضع اللبناني هو قضايا الناس معتبرا أنه على هذه القوى الالتفات الى هذا الجانب أسوة بالمراجعة الذاتية التي ستجريها خاصة أنها فريق لا غنى عن وجوده في لبنان مهما كان الموقف منه لأنه سيشكل الرافعة الأخيرة في الدفاع عن الديمقراطية والنظام الديمقراطي في لبنان، ومن دونها لبنان يسير حتما الى نظام آحادي ما يشكل جانب الخطورة اذا لم تدرك 14 آذار المهمة المصيرية الملقاة على عاتقها".

هذا وحذر بو منصف في سياق الحديث "من استقواء قوى الثامن من آذار أكثر وأكثر بأخذ كل مناحي الدولة الى خطها السياسي، وستكمل كل ما بدأته في كل ما يتعلق من تعيينات ادارية وغيرها، بحال أظهرت 14 آذار تباطئا أو تحولا في كونها معارضة"، مشددا على "ضرورة أن تقف 14 آذار الوقفة المناسبة والحكيمة في موقعها المعارض".

هذا وعلق بو منصف على موقف وزير خارجية سوريا وليد المعلم الذي اعتبر فيه أن مشروع تشكيل حكومة وحدة وطنية قد باشر الى نهايته، فوصف هذا "الموقف بالملتبس على اعتبار أنه اذا كانت سوريا تنظر الى اللون الواحد بأنه خط توافقي يضم جميع القوى فهذا يعني أنها تعتبر أن 14 آذار قد انتهت ولم تعد تمثل شيئا الأمر الخطير للغاية، أما اذا كان الموقف لا يزال يضمر شيء ما لمحاولة تعويم الحكومة المقبلة بشيئ يسمى بالتوافقي فليس علينا سوى الانتظار. ولكن لا ريب في أنه موقف مفاجئ في وقت انجاز الحكومة يجري على أسساس اللون الواحد".

وفي السياق نفسه وفيما خص العلاقات الأميريكية السورية أثر التطورات الأخيرة في لبنان، قال بو منصف: "أنا لا أنصح بعد هذه التجربة وما سبقها من تجارب الخوض في أي رهان على مسألة التصادم الدولي وخاصة الأميريكي لأن الدول تقف مع مصالحها في النهاية وتبعا لما تراه أمامها من أمر واقع. ومما لا شك فيه أن أميركا لا تظهر أي تهاون فيما خص المحكمة الدولية ولكن جاء الأمر الواقع ليبرز موقف السفيرة الأميركة في لبنان جينيفير كونيللي التي شددت في تصريح لها على ضرورة انتظار سياسة وأداء وبيان حكومة الرئيس ميقاتي لتقييم الأمور فمن السذاجة في السياسة تعدي أميركا والحكم على موقفها من حكومة ميقاتي".

وردا على سؤال حول تعاطي حكومة ميقاتي في البيان الوزاري مع المسائل الخلافية التي تقدم بها تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار كشرط لمشاركتهم في الحكومة، أشار بو منصف الى "أن الأمر سيكون محرجا لميقاتي ولا أعتقد أنه سيوجد أية نافرة في البيان الوزاري قد تشكل له احراجا اضافيان بل سيكون صياغات لغوية مطاطة وغامضة مشيرا الى أن الأمر لا يتعلق بالبيان الوزاري فقط على اعتبار ان حكومة سعد الحريري تناولت أمورا كبيرة لم ينفذ منها أي شيء". وأردف:" في نهاية المطاف، ما سينفذ هو ما سيمليه ميزان القوى فقط لا أكثر ولا أقل".

وختم بو منصف حديثه متطرقا الى الكلمة التي سيلقيها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في الاحتفال الذي سيقام يوم الأثنين المقبل في البيال بمناسبة الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، فرأى وكمواطن لبناني "أنه من الطبيعي كما يجب على الرئيس الحريري العودة الى المرحلة السابقة أي الى مرحلة رئاسته وحكمه والظروف الملتبسة التي رافقت مرحلة التفاوض في موضوع التسوية مع الفريق الآخر ومع سوريا وبين السياسيين بعضهم البعض وما الى ذلك من عناوين لا تزال حتى الآن موضع التباس واثارة للجدل وللنقاش." كما عليه أن يعوض مرحلة غياب المعلومات التفصيلية من جانب قوى 14 آذار في هذا الموضوع حيث استأثرت قوى 8 آذار بقواها واعلامها في تزويد الرأي العام بوجهة نظر من طرف واحد و عليه باطلالته الجديدة في مرحلة تحول قوى 14 آذار الى المعارضة الايضاح للرأي العام الأمور الأساسية الجوهرية التي أوصلت الى الوضح الحالي لأنه لو لم يصر ولو لم يتمسك بموقفه القاضي بعدم التنازل عن العدالة والمحكمة والحقيقة، ما كان ليدفع ثمن اسقاط حكومته بهذه الطريقة. فمن هنا، عليه ان طرح هذا الأمر للرأي العام وايضاح العناوين العريضة لمظهر قوى الرابع عشر من آذار في موقع المعارضة". المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

هل مات عماد مغنية فعلاً؟  

أكدت مصادر متابعة من داخل الضاحية الجنوبية ان هدف دخول لجنة التحقيق التابعة للمحكمة الدولية الخاصة بإستشهاد الرئيس رفيق الحريري هو ان معلومات حصل عليها المدعي العام القاضي دانيال بيلمار تفيد ان زوج عماد مغنية هي حامل في الشهر الخامس وان الدكتورة ايمان شرارة التي تم الدخول الى عيادتها تتابع حالة زوج مغنية تحديداً في تلك العيادة .

ورأت المصادر انه في حال صحّت المعلومات التي حصل عليها بيلمار فهذا يعني ان مغنية لم يمت، مستبعدة الإحتمال الثاني وهو ان تكون زوج مغنية قد تزوجت من رجل آخر، وذلك بعد تحققه من عدم وجود هذا الإحتمال. وفي متابعة لجان التحقيق لعائلة مغنية تبين ان ابنه البكر الذي كان قد ادلى بخطاب ((مقاوم)) عقب وفاة والده يشاهد يومياً مع مجموعة من ((البادي غارد)) في اماكن مختلفة للسهر في وسط بيروت والجميزة لا يخرج منها قبل مطلع الفجر. كما انه بات يشكل حماية كبيرة لعدد من متاجري المخدرات في مناطق مختلفة من الضاحية الجنوبية. وتؤكد المعلومات ان ما تم بثه على تلفزيون ((الجديد)) بما سمي ((حقيقة ليكس)) هي تسجيلات كان قد حفظها أحد المحققين الذين دخلوا العيادة على الكومبيوتر الخاص به.  المصدر : الشراع

 

100 مليون دولار دعم أولي للثورة وسط معلومات عن اضطرابات في حمص وحلب ودير الزور والحسكة 

اجتماعات أميركية - لبنانية - سورية مكثفة في الكونغرس لإطاحة نظام الأسد

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة/وصل وفدان يمثلان قوى الرابع عشر من اذار في اوروبا وقوى تكتل المعارضة السورية في الخارج الى واشنطن الثلاثاء الماضي لينضما الى اللوبيين السوري واللبناني في الولايات المتحدة واستراليا والبرازيل وكندا في العاصمة الاميركية للبدء بسلسلة من الاجتماعات مع أعضاء الكونغرس الاميركي "من اجل وضع خطة مفصلة وسريعة لاطاحة نظام البعث في سورية" في خضم الانفجارات الشعبية التي انطلقت من تونس ومصر وصولا الى عدد أكبر من الدول العربية والاقليمية وعلى رأسها ايران التي تؤكد معلومات المعارضة فيها وتقارير استخبارية خارجة من طهران انها قد تشهد خلال الاسابيع القليلة المقبلة "انفجار الثورة النهائية ضد نظام خامنئي - نجاد - رجال الدين المتشددين" التي كان هذا النظام تمكن منذ الانتخابات الرئاسية المزورة الأخيرة من الحد من تداعياتها باستخدام العنف والاعتقالات والاعدامات التي طاولت مئات الاحرار من الاصلاحيين.

وكشف أحد قياديي اللوبي اللبناني في واشنطن ل¯ "السياسة" امس النقاب عن ان وفد المعارضة السورية الذي وصل من بروكسل انضم الى قيادات معارضة سورية اخرى في الولايات المتحدة والى وفد قوى "14 اذار" الاوروبي وقيادات في اللوبي اللبناني في دول الغرب حيث باشروا جميعا في الانخراط باجتماعات في مجلس النواب الاميركي مع رؤساء اللجان الخارجية الاساسية من الحزب الجمهوري المعارض لحكومة باراك اوباما, ومع نواب ديمقراطيين اعرب احدهم امام المجتمعين عن "قناعته بأن لا شيء ينقذ لبنان بعد الان سوى سقوط نظام بشار الاسد وحلول نظام اخر مهما كان لونه في مكانه يوقف شحن السلاح الى حزب الله ثم يسعى الى مساعدة اللبنانيين على تجريده من ترسانته الصاروخية".

ونقل القيادي اللبناني عن ممثلي المعارضة السورية اماطتهم اللثام عن ان "الساحة السورية تشهد منذ اسابيع اضطرابات في دمشق ومختلف المناطق وخصوصا في الشمال والشمال الشرقي حيث الكثافتان الكردية والسنية, وان حلب وحمص شهدتا قبل أيام انفجار اربع سيارات مفخخة قرب مواقع امنية وحكومية, فيما شهدت دير الزور والحسكة في الشرق موجة اضطرابات واعتقالات استخدمت فيها قوى الامن الرصاص الحي".

الجيش لم يتجاوب

وقال قيادي اللوبي اللبناني: ان "الضغط الخارجي للوبيين السوري واللبناني على اصدقائهما داخل الكونغرس والادارة الاميركية بما فيها نيابة الرئاسة الاولى (جوزف بايدن) ومستشارية الامن القومي ووزارة الخارجية, بلغ ذروته منذ اندلاع الثورة المصرية قبل خمسة عشر يوما, وان المعارضة السورية الداخلية بدعم من جناحها الخارجي نجحت في مطلع هذا الاسبوع في اطلاق تحركات ملحوظة في بعض المحافظات جوبهت بعمليات قمع من القوات الخاصة التابعة للنظام البعثي, فيما سجلت هذه المعارضة مواقف مشجعة لبعض قطاعات الجيش التي لم تتجاوب مع نظام الاسد لقمع هذه التحركات بالدبابات والمدافع كما حدث في حماه في مطلع الثمانينات".

وقال ناطق بلسان المجتمعين في الكونغرس ل¯ "السياسة" امس: ان "مستقلين في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية في بيروت" بعثوا باشارات واضحة الى هؤلاء المجتمعين يعلنون فيها تأييدهم المطلق للمساهمة بدور فعال في اطاحة نظام الاسد متى طلب منهم ذلك, وان قادة اللجان النيابية الخارجية في الكونغرس الاميركي تبنوا تخصيص مئة مليون دولار كمرحلة اولى لدعم الثورة الداخلية في سورية فيما اخذ قادة نيابيون اخرون على عاتقهم اقناع حليفتهم اسرائيل بالتراجع عن تمسكها بنظام البعث الحالي الذي تعتقد انه يخدم مصالحها في المنطقة منذ اكثر من ربع قرن ويحمي حدودها الشمالية وامن مواطنيها ومستوطناتها".

وكشف القيادي اللبناني النقاب عن أن "متمولين سوريين ولبنانيين كبارا في الولايات المتحدة والمكسيك والبرازيل والارجنتين ابلغوا المجتمعين في الكونغرس استعدادهم لدعم اي ثورة او تحرك في سورية ولبنان ضد الوجودين البعثي السوري والايراني, فيما تلقى المجتمعون ايضا من دول خليجية وعودا حاسمة بتقديم الدعم المطلوب لبلوغ هذه الاهداف".

ونقل القيادي عن احد رؤساء اللجان النيابية الاميركية تأكيده أن الكونغرس بجناحيه (النواب والشيوخ) "باشر حملة ضغط لم يسبق لها مثيل على ادارة اوباما وعليه هو شخصيا للتخلي عن اي خطط للتفاوض مع النظام السوري ووقف ارسال مبعوثين الى دمشق".

 

أوباما وتبييض الصفحة

الياس حرفوش/الحياة

إذا كانت إدارة باراك أوباما ترمي من وراء مواقفها المتأرجحة حيال الانتفاضة المصرية الى كسب ود المتظاهرين في ميدان التحرير والمصفقين لهم في الشوارع العربية وعلى شاشات الفضائيات، فإنها فشلت في تحقيق هذا الهدف بلا منازع. شباب مصر المتظاهرون هم من المؤمنين حقاً بقضية الديموقراطية، والمطالبين بقطع الطريق على الفساد والحكم السيء في بلدهم، لكن الأكيد أن المصفقين لهم وخطباء الفضائيات «الثورية» لا يعيرون بالاً لشعارات الدفاع عن الديموقراطية والحريات، التي تقول إدارة أوباما أنها الشعارات التي تسيّر قراراتها ونصائحها الإصلاحية للحكومة المصرية. فآخر هموم هؤلاء هو الحفاظ على الديموقراطية والحريات، لأنها ستكون أول ضحايا حكمهم في مصر وغيرها، لو أتيح لهم الوصول الى الحكم في هذه البلدان. وأكبر دليل على ذلك هو ما يفعله هؤلاء حيث يحكمون اليوم. وقد يكون مفيداً أن تأخذ إدارة أوباما درساً من الطريقة التي تُحكم بها الدول التي تدافع أنظمتها عن الانتفاضة في مصر، أو الطريقة التي يصل بها حلفاء هذه الأنظمة الى الحكم في العالم العربي، عن طريق الانقلاب على نتائج العمليات الديموقراطية والاستخفاف بها، وهو ما حصل مع تشكيل الحكومة العراقية، وما شهدناه مؤخراً من خلال الانقلاب الذي وصف بـ «الدستوري» على الحكومة اللبنانية، والذي تم من خلال الاستقواء على الدولة وأحزابها ومؤسساتها. من المهم أن تقف إدارة أوباما أمام كل ذلك لتستفيد منه في رسم سياسة أكثر حكمة حيال الأزمة المصرية الحالية.

من السذاجة أن تعتبر الإدارة الأميركية أن موقفها الإيجابي من الانتفاضة القائمة في مصر سيسهم في تلميع صورتها في العالم العربي. ذلك أن المراقبين لما يجري في مصر لا يفصلون نتائجه عن المواجهة القائمة في المنطقة. فإذا كان صحيحاً أن البعد الداخلي لا يزال هو الطاغي الى الآن على الانتفاضة المصرية، فان الصحيح أيضاً أن استثمار التغيير الذي سوف يحصل في قيادة الحكم سيبقى متوقفاً على النتائج التي ستسفر عنها المواجهة القائمة في مصر بين أجهزة الحكم والمعارضين، وهي نتائج لا تزال بالغة الغموض في هذه المرحلة.

من السذاجة أيضاً أن تتعامل الإدارة الأميركية مع انتفاضة الشباب في مصر مثلما تعاملت إدارة جورج بوش الأب مع الانتفاضات التي انقضّت على الأنظمة الدكتاتورية والشيوعية في أوروبا الشرقية في مطلع العقد الأخير من القرن الماضي. بمعنى أن تعتبر أن ما يجري في مصر هو مقدمة لنشوء الحالة الديموقراطية المؤمّلة في المنطقة العربية. فلا البديل الديموقراطي جاهز لتسلم الحكم في بلدان هذه المنطقة، مع وجود البدائل ذات الصفة التوتاليتارية بطابعها الديني، أو الصفة المدنية بلباس عسكري، كما يبدو اتجاه الأمور في مصر، ولا الثقافة الديموقراطية هي الثقافة التي احتضنت دول أوروبا الشرقية.

الى ذلك هناك قدر كبير من الاستخفاف بذكاء وذاكرة الشارع العربي عندما تتصدى إدارة أوباما، بانتقائية مفرطة في الكذب، للدفاع عن حقوق الإنسان في دول عربية، في الوقت الذي تحمي فيه الانتهاكات المفرطة لهذه الحقوق ضد الشعب الفلسطيني، وتعلن عجزها عن حماية متطلبات الشرعية الدولية، وما تفرضه من التزامات على القوة الإسرائيلية التي تحتل الأراضي الفلسطينية. الاستخفاف بالذكاء العربي يصل أيضاً الى عدم ممانعة إدارة أوباما في المحافظة على «حوارها النووي» مع النظام الإيراني، على رغم مآثره المعروفة في قمع معارضيه، منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة الى اليوم، ومحاولتها استمالة أنظمة أخرى عن طريق إعادة السفراء الى عواصمها، مع أن هذه الأنظمة غير معروفة باحترام مبادئ الحريات والحقوق الإنسانية.هذه الازدواجية في سياسة الإدارة الأميركية تثير أسئلة كثيرة حول دوافعها وراء الموقف الذي يزعم حماية انتفاضة الشباب المصري. فشباب مصر لم يكن بحاجة الى دعم واشنطن. بل على العكس يسعى قادته الى التبرؤ من مثل هذا الدعم، لأنهم يعتبرونه عبئاً سياسياً عليهم، لا هدف منه سوى محاولة تبييض صفحة أميركا في الشارع العربي. لكن كل ما يفعله دعم كهذا هو أنه يكشف سياسة إدارة أوباما التي تتراوح بين السذاجة والمراوغة، ويدفع أصدقاء أميركا في المنطقة الى الحذر حيال أهدافها وسياساتها.

 

والهمّ واحد بين دار الفتوى وبكركي

ظن فريق "حزب الله" الحاكم أنه في "مسرحية التكليف والتأليف" يسرح ويمرح في ميدان الطائفة السنية من دون حسيب ورقيب، لكن اجتماع دار الفتوى رسم الخطوط الحمر في وجه من يعمل بقوّة السلاح على "خطف لبنان" قبل أن يخطف قرار طائفة أساسية فيه، ووجه رسالة إلى من يهمه الأمر مفادها "أن قرار الطائفة سيبقى الانحياز إلى لبنان أولاً، وسيبقى لناسها ولأهلها، وليس لمن يبيع ويشتري بكرامة لبنان وشعبه". المهم، أن دار الفتوى أكملت ما كان بدأه اللقاء المسيحي الذي استضافته بكركي مؤخراً في دعوة اللبنانيين إلى "يقظةٍ وطنية في مستوى التحدي المصيري"، واستعادت زمام المبادرة الوطنية في توقيت مفصلي، لم تعد فيه "المهادنة" مع سلاح غير شرعي تجدي نفعاً، تماماً كما أطلق "المطارنة الموارنة" نداءهم الشهير في أيلول من العام 2000، حين لم يعد "السكوت" على تجاوزات "الوصاية السورية" وانتهاكاتها ممكناً. وكي لا نعود بالذاكرة كثيراً إلى الوراء، يكفي أن نُذكر اللبنانيين بتحذير "ضمير لبنان" البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير عشية الانتخابات النيابية الأخيرة من أن احتمال انتقال الغالبية في المجلس النيابي اللبناني من قوى 14 آذار الى قوى 8 آذار سيترك "أخطاراً" ذات "وزن تاريخي" على لبنان، مؤكداً "أننا امام تهديد للكيان اللبناني ولهويتنا العربية، وهذا خطر يجب التنبه له، والواجب يقضي علينا ان نكون واعين لما يدبر لنا من مكائد، ونحبط المساعي الحثيثة التي ستغير، اذا نجحت، وجه بلدنا". إزاء ما يحصل اليوم من محاولات متجددة لـ"خطف" قرار لبنان إلى سوريا وإيران، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، باتت الحقيقة ساطعة كعين الشمس أمام كل اللبنانيين، بأن "ضمير لبنان" لم يكن في موقفه منحازاً إلى "14 آذار" عشية انتخابات 7 حزيران، كما أن دار الفتوى لم تكن بالأمس منحازة إلى الرئيس سعد الحريري ضد الرئيس نجيب ميقاتي عشية تأليف حكومة "اللون الواحد"، بل ان الهم الوطني بين الاثنين واحد، وعنوانه حماية الثوابت الوطنية، بما هي ثوابت إسلامية ـ مسيحية جامعة، من المخاطر التي تتهددها، في زمن تحقيق الغلبة عن طريق قوة السلاح، والاستيلاء على السلطة غصباً عن إرادة الشعب ونتائج الانتخابات النيابية، ومحاولات طمس الحقيقة وإعاقة عمل العدالة في قضية الاغتيالات التي نالت من خيرة قيادات هذا البلد. قد يكون التوقيت متأخراً، إلا أن الظروف واحدة من العام 2000 إلى العام 2011، فالوصاية بعرفها وتعريفها، لا تختلف بتاتاً عما يقوم به "حزب الله" الحاكم اليوم، فما كان مفروضاً بجيش خارجي وإرادة خارجية، هو نفسه اليوم مع تعديل بسيط: جيش داخلي خارج عن السلطة الشرعية، وقوة حزبية لا ارتباط لها بالكيان اللبناني.

 

مجموعة لاءات قاعدة عمل سليمان وميقاتي لاستبعاد حكومة استفزازية خلاف جدي بين عون والرئيس المكلّف قد تحسمه سوريا

فادي عيد/الديار

في معلومات خاصة من أجواء متطابقة بين رئاستي الجمهورية والحكومة، ان رئيس الجمهورية لن يوقّع على مرسوم تشكيل حكومة استفزازية، وان رئيس الحكومة المكلّف لن يشكل حكومة تظهره بمظهر الموظف عند النائب ميشال عون.

وفي التفاصيل ما يلي: حول موقف الرئاسة الأولى.

يعتبر مراقبون موثوقون ان الرئيس سليمان لن يقبل ان يتم تحويله الى «شاهد زور» على عهده، ولن يقبل أن يتحول الى مجرد رئيس يدير الجلسات ولا يمثل الحد الادنى من الموقع المسيحي الاول، في حين أن النائب ميشال عون سوف يدير اللعبة بعد خروج القوات والكتائب الى المعارضة، لذلك يؤكد المراقبون، ان الرئىس لن يتخلى أولاً عن وزارتي الدفاع والداخلية، المرجح أن تبقى في عهدة الوزير زياد بارود، ولن يوقع بالتالي مرسوم تشكيل الحكومة ما لم تكن هاتان الوزارتان تابعتان له، بالاضافة الى وزارة خدماتية يرجح أن تكون الشؤون الاجتماعية التي قد تعهد الى الوزيرة منى عفيش وفاء لدورها مع الرئىس.

وتؤكد المعلومات أن الوزير عدنان السيد حسين غير وارد على الاطلاق اعادة توزيره في حصة الرئىس، او أن يوقع الرئىس مرسوماً يحمل اسمه بأي شكل من الأشكال.

وفي المقابل يتجه الرئىس المكلف الى دعم موقف رئيس الجمهورية في هذا الصدد. وقد علم أن الرئيس نبيه بري تمنى على الرئيس السوري بشار الاسد أن يتدخل ضاغطاً على النائب ميشال عون لتسهيل وتسريع التشكيلة الحكومية، تماماً كما حدث إبان توزيع الحصص بين فريق 8 آذار في حكومة الرئيس سعد الحريري.

وفي السياق نفسه، وضع سليمان وميقاتي مجموعة لاءات قد تكون في حدها الادنى القاعدة المشتركة والثابتة بينهما وهي كالآتي:

أـ لا لحكومة تستفز قوى 14 آذار وشارعها.

ب ـ لا لحكومة تجعل من ميشال عون رئىس ظل للجمهورية.

ج ـ لا لحكومة تضم من شارك في حملات مباشرة وشديدة اللهجة ضد الحريري امثال الوزراء ميشال سماحة ووئام وهاب والنائب السابق ناصر قنديل.

د ـ لا لوزارات امنية لقوى 8 آذار.

هـ ـ لا لوزارة المالية لشربل نحاس، او أي احد يدور في فلك العمادين اميل لحود أو ميشال عون.

و ـ لا للإكثار من الحزبيين على حساب التكنوقراط بل على العكس.

ذ ـ ولا داعي لحكومة تتجاوز الـ24 وزيراً في ظل مقاطعة قوى 14 آذار، على اعتبار أن رفع الانتاجية يقتضي تقليص الاعداد.

وفي حين يدور، بحسب المعلومات نفسها، خلاف جدي وراء الكواليس بين الرئيس المكلف والعماد عون يسعى الطرفان الى توسيط سوريا حل هذا الخلاف والرئىس بشار الاسد شخصياً، فإن النائب وليد جنبلاط يتربص بالتشكيلة المرتقبة ليقطف حصة الاسد ان في الحقائب، او في الاعداد.

بعض الاسماء المؤكدة

عن كتلة العماد عون: جبران باسيل وشربل نحاس وفادي عبود ونبيل نقولا.

عن كتلة وليد جنبلاط: غازي العريضي، وائل ابو فاعور، علاء الدين ترو ونعمه طعمه.

النائب نقولا فتوش لوزارة العدل.

عن الارمن آلان طابوريان القريب من الرئيس اميل لحود.

عن الرئيس المكلف: محمد الصفدي، فيصل كرامي، ليلى الصلح ونجيب ميقاتي.

عن رئيس الجمهورية: منى عفيش، زياد بارود أو ناجي البستاني ووسام بارودي في حال اصرّ عون على توزير صهره.

وختمت المعلومات ان هناك امكانية لإعادة النظر بكل هذه «الطبخة» الوزارية بالأخص اذا استمر رئيس الجمهورية على تردده، والرئيس المكلف على انكفائه الى تأجيل التشكيلة الى ما بعد القرار الظني، والتي قد تلزم الرئىس وتفتح عليه قوى 8 آذار النار في مختلف انواع الاسلحة لدفعه الى الاستقالة.

 

التراجع أمام إسرائيل ألحق الخسائر المتعاقبة بأميركا

انهيار "الدومينو" يطاول عملية السلام

النهار/روزانا بومنصف  

على رغم ان سوريا لم تأخذ جانب حلفائها في لبنان لجهة اعتبار الانقلاب السياسي الذي حصل أخيرا ضربة الى الاميركيين بما أدى الى خسارة الولايات المتحدة موقعا اساسيا لها في لبنان نظرا الى خسارة الفريق الذي دعمته بعد ثورة الارز في 2005، فان متصلين بالعاصمة السورية يتهكمون على واقع اصرار الادارة الاميركية وكبار المسؤولين فيها على التاكيد ان لا صفقة ممكنة على حساب لبنان، في حين ان امرا واقعا جديدا بات على الارض راهناً، فدمشق أفادت مما اعتبرته لحظة ضعف او وهن في ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي اتخذ قرارا بإرسال سفير الى دمشق معارضا بذلك قرار الكونغرس الاميركي، فسارعت الى تنفيذ الخطوات التي قام بها حلفاؤها في لبنان باسقاط الحكومة بالتزامن مع استقبال الرئيس الاميركي رئيس الحكومة سعد الحريري، كما سارعت الى انجاز كل الخطوات المتعلقة لفرض امر واقع استبعادي للرئيس الحريري قبل تسلم اوراق السفير الاميركي الجديد. وتاليا فان الكلام مع واشنطن في حال حصوله حول لبنان ينطلق من امر واقع ميداني مختلف ومكتسبات جديدة. وهذا الامر لا يمكن اعتباره جديداً، من حيث انه الاسلوب نفسه في التعاطي السوري مع الولايات المتحدة مع فارق رئيسي يكمن في واقع ان الادارة الاميركية برئاسة اوباما اظهرت على مستويات متعددة ما سمح للقوى المعادية لها ان تعلن بسهولة تسجيل انتصارات عليها حتى لو ان ليس هناك معارك فعلية جدية على بعض الامور.

وبحسب مصادر سياسية مطلعة، فان ما قصم ظهر هذه الادارة هي المماحكات الاسرائيلية في موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين ووقف الاستيطان في الدرجة الاولى. اذ ان الادارة الاميركية الوحيدة التي اخذت على عاتقها حل الازمة الفلسطينية الاسرائيلية وجعلت هذه المسألة هاجسها الرئيسي منذ دخول اوباما البيت الابيض سقطت فعليا في المنطقة من خلال العجز الذي ابدته حيال اسرائيل مما اضعف هيبتها واضعف موقعها ازاء حلفائها في المنطقة كما اضعف هؤلاء الحلفاء ايضا بدورهم علما انها اخطأت مجددا من حيث اظهار امكان تخليها عن حلفائها بسهولة بالمسارعة الى التخلي عن الرئيس حسني مبارك وان كان تحت وطاة الارتباك والسعي الى "امساك الثور من قرنيه منذ بدء المعركة. لكن ما حصل، اقله بالنسبة الى المراقبين الشرق اوسطيين، ان الولايات المتحدة تخلت بالبراغماتية المعروفة عنها عن حليف تعاون معها لعقود من اجل ان تنقذ ما يمكن انقاذه بالتزامن مع حملة غير مسبوقة في الاعلام الاميركي في الحض على التغيير والتخلص من مبارك. علما ان الوضع المفتوح في مصر على متغيرات بدأت ترجمتها في الساعات الاخيرة لكي تتقدم في اتجاهات معينة من دون اخرى يحب ان يؤدي في مكان ما الى دفع الاميركيين الى توجيه سؤال جوهري الى اسرائيل عما فعلت من اجل ان تحمي السلام الذي اقامته مصر معها وتمنعها عن السير قدما مع الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية المعتدلة، خصوصا في حال قام نظام جديد يدفع البعض من الدول كايران مثلا والمحور الذي تمثله من اجل اطاحة هذا السلام، علما ان انهيار هذا الاخير سيكون شاملا في المنطقة في حال حصوله، على غرار الدومينو. فهذه النظرية اي نظرية الدومينو التي روجت لها الولايات المتحدة بعد سقوط الرئيس صدام حسين في العراق وشعور النظام السوري بالخوف الشديد من ان يكون التالي على القائمة باتت تنطبق في الواقع في اكثر من اتجاه ولو على نحو متأخر بالنسبة الى الدول العربية التي بدأت تتساقط انظمتها بعد سنوات من سقوط النظام العراقي.

فكانت ثورة الارز ضد النظام السوري في لبنان في 2005 ثم احداث تونس ومصر، ودول اخرى على القائمة. في حين ان نظرية الدومينو تصح ايضا بالنسبة الى الولايات المتحدة من حيث فشلها مع اسرائيل ثم في العراق وتاليا في لبنان وتونس ومصر مما يشجــــــع اخصامها على المضي في محاولة تسجيــــل مكاسب ولو على سبيل افتعال معركة للحصول عليها. كما تصــح نظرية الدومينو على سقوط السلام في المنطقة اذا سقط في مصر اولاً وليست المخاوف التي ابدتها اسرائيل على ما يحصل في مصر الا تعبيراً عن نظرة بعيدة مستقبلية للامور والخوف من تطورها على نحو ربما يعيد اسرائيل ووضعها في المنطقة الى زمن نشأتها الاولى.

ولكن قبل التطورات في مصر اعطت الولايات المتحدة الاميركية مؤشرات خطرة عن وضعها التراجعي في المنطقة من خلال ما حصل في العراق والاضطرار الى الخضوع لحكومة ألّفها نوري المالكي بعد منع ايران الاكثرية الفائزة من تشكيل الحكومة. فالسعي الى التزام الرئيس الاميركي بعض الوعود التي قطعها لناخبيه حول الانسحاب من العراق هي التي تفعل فعلها بحيث يظهر ذلك على انه الانتصار الفعلي في حين انه بالنسبة الى المراقبين في المنطقة، يعني تراجعا اميركيا وخضوعا لواقع لم يعد يهم الاميركيين لدرجة كبيرة، لاعتبارات متعددة.