لمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
08 شباط/2011

الأمثال 21/27-31/قوة الرب

ذبيحة الشرير يمقتها الرب، فكيف إذا قدمها بكبرياء. شاهد الزور لا بد أن يبيد، والصادق في كلامه يسمعه الناس. الشرير يعتز بما هو فيه، ومن يسلك مستقيما يتبين طريقه.

ما من حكمة ولا فهم ولا مشورة، تنفع ضد مشيئة الرب. الفرس تهيأ ليوم القتال، أما النصر فمن الرب.

 

صفيــر بحث مع زواره فـي التــطورات

الحريري: العزل لم يؤد يوما الى بناء الأوطان

المركزية- استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير النائب بهية الحريري التي أشارت الى ان "الزيارة كان يجب القيام بها قبل اليوم لاستئذان صاحب الغبطة، قبل ان نتمنى عليه الدعوة الاحد المقبل للصلاة من أجل سلامة واستقرار لبنان، والدعوة كانت طلباً وتمنياً واليوم أقرنتها بالزيارة، ونأمل ان يسمع الله من الناس المؤمنين بهذا البلد".

* ماذا سمعت من صاحب الغبطة؟

- نشعر بالاطمئنان والسكينة عند زيارة صاحب الغبطة وهو انسان حمى لفترة في اصعب الظروف، الوحدة الوطنية والسلم الاهلي، وقلت انه قديس الوحدة الوطنية والسلم الاهلي.

* هل تخافون على لبنان في ظل ما يحصل اليوم؟

- أنا خائفة على لبنان ولا اريد أن أخاف على الوحدة الوطنية لانه يبقى في هذا الوطن حكماء وعقلاء يقومون بدورهم ولكن القلق هو على لبنان.

وعن طبيعة ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري قالت: "هذا اليوم ليس احتفالا بل استعادة ذكرى، مؤكدة أن العزل لم يؤد يوما الى بناء الأوطان، ولا الخوف يحمي الجماعة مهما قل عددها أو كثر".

* أين هم السياسيون في لبنان من هذه الذكرى؟

- عليّ القيام بواجباتي ومسؤوليتي ومن أول لحظة بعد اغتيال الرئيس حتى اليوم نحرص ونقلق ونهتم للحفاظ على الوحدة الوطنية والاستقرار وسندافع عن هذا الاستقرار ولنا ثقة كبيرة جدا برئيس الجمهورية الذي لا يضحي لأي سبب من الاسباب بالمسّ بما يسمى بالوحدة الوطنية.

* هل تتوقعون ولادة قريبة للحكومة؟

- ليس هذا ما أتابعه وليس هذا همي، أريد ان أقول أن قلبي على البلد وكثيرون مثلي قلبهم على البلد وهذه ساعة للحق والمسؤولية نأمل أن نقوم بها كلنا.

وعن موعد صدور القرار الاتهامي أعلنت "ألا معلومات عن موعد صدوره".

تقي الدين: وكان البطريرك صفير التقى قبل ذلك رئيس تجمع الوفاق الوطني بلال تقي الدين الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بزيارة صاحب الغبطة والنيافة حيث قدمت له التهانئ لمناسبة عيد القديس مارون أب الطائفة المارونية، مع التمني له بطول العمر. وعرضت مع صاحب الغبطة للأزمة المعيشية الذي يعاني منها اللبنانيون وقضية تشكيل الحكومة، وانتهز هذه الفرصة لأناشد رئيس البلاد العماد ميشال سليمان التجاوب مع اقتراح وزيرة المال لتخفيض سعر صفيحة البنزين خمسة آلاف ليرة، وعلى الرغم من أن هذا الاقتراح جاء متأخرا، إلا انه يخفف على المواطنين بعضا من العبء الاقتصادي الذي يعانون منه. كما أناشد الرئيس ميقاتي الإسراع في تشكيل الحكومة لأن هناك أزمة معيشية ضاغطة على المواطنين وكل إدارات الدولة معطلة منذ أشهر عدّة إضافة إلى أن هناك مراكز كثيرة شاغرة ويجب إجراء تعيينات إدارية في أسرع وقت ممكن. كما نطالب رئيس الحكومة بضرورة إشراك العنصر الشاب في هذه الحكومة وبأن تكون كل الطوائف ممثلة بما فيها الأقليات وبإعطاء بيروت حقها في التمثيل العادل والصحيح".

 

سليمان عرض للاوضاع مع العريضي وقباني والتقى وفدا برلمانيا اوروبيا

المركزية – تناول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع زواره سلسلة ملفات سياسية وانمائية وعرض مع وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اكرم شهيب للأوضاع الراهنة والمراحل التي بلغتها الوزارة في شأن انجاز عودة المهجرين تمهيداً لإقفال هذا الملف.

وزار القصر الجمهوري وفد برلماني بريطاني وأوروبي مشترك اطلع الرئيس سليمان على الهدف من الزيارة وهو درس سبل دعم الحكومة اللبنانية في إعادة اعمار مخيم نهر البارد، وأكد الوفد حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وبانتظار ذلك إعطاء التسهيلات اللازمة لتأمين ظروف معيشية أفضل في المخيمات التي يقيم فيها الفلسطينيون.

وتناول رئيس الجمهورية مع رئيس لجنة الأشغال النيابية محمد قباني التطورات الراهنة وعمل اللجنة في هذه الفترة.

ومن زوار بعبدا رئيس أساقفة بعلبك للموارنة المطران سمعان عطاالله الذي عرض مع الرئيس سليمان لعدد من القضايا الإنمائية التي تخصّ منطقة البقاع الشمالي.

 

"الأنباء" الكويتية: 14 آذار أنجزت وثيقة "البيال"

المركزية - ذكرت صحيفة "الأنباء" الكويتية أن "قوى 14 آذار أنجزت وثيقة سياسية سيُصار إلى إعلانها في الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الحالي خلال لقاء جامع سيعقـد في مجمع البيال". ولفتت الصحيفة إلى أن "هذه الوثيقة تتضمن مقاربة للأزمة الراهنة من ثلاثة منطلقات: الأول إعادة التأكيد على ثوابتها وخياراتها وتجديد تعهدها بمواصلة انتفاضتها حتى تحقيق كل اهدافها، والثاني: اعلانها للاسباب الموجبة التي رجحت رفضها المشاركة في الحكومة الميقاتية". اما المنطلق الثالث، فيتمثل في وضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة وفي طليعتها استعادة مشهد 14 آذار 2005 في كل أبعاده الوطنية والشعبية وبشعاراته الأساسية، مضافاً إليها شعار إنهاء السلاح على جميع الاراضي اللبنانية.

كما تتعهد الوثيقة بمضي 14 آذار في الدفاع عن لبنان في وجه مشروع انقلابي يرمي الى تحويله الى قاعدة ايرانية على شاطئ المتوسط، والالتزام بالمحكمة الدولية المحققة للعدالة التي هي مع الحرية والقانون، الضمانة الاساسية لعدم ارتداد لبنان الى زمن الميليشيات ومنطق القوة الغاشمة والاغتيال السياسي، إلى جانب التمسك بالعيش المشترك وبالتنوع في الوحدة رافضين استيراد نماذج فاشلة تنتمي الى اصوليات مغلقة واستبدادية".

 

يديعوت": اسرائيل تجمد خطة الانسحاب من شمال الغجر

المركزية - نسبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية الى مسؤول اسرائيلي تأكيده ان اسرائيل جمدت خطة الانسحاب من قرية الغجر اللبنانية " نتيجة اسقاط الحكومة اللبنانية والتوترات على خلفية اعداد تقرير الامم المتحدة في شان اغتيال الرئيس رفيق الحريري". واضاف المسؤول: "لن نعطي حزب الله منحا مجانية". وكان من المقرر وفقاً للقرار الذي اتخذه مجلس الوزراء الامني الاسرائيلي المصغر في شهر تشرين الثاني العام الماضي، سحب القوات الاسرائيلية في غضون أسابيع قليلة من شمال قرية الغجر.

 

سلام زار الحريـري: الاجواء ليست مسهلة

لا يمكن النهوض على حساب آخرين في البلد

المركزية- عرض رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بعد ظهر اليوم في بيت الوسط مع النائب تمام سلام لآخر االتطورات السياسية في البلاد. وبعد الاجتماع قال سلام:"يأتي لقائي مع الرئيس الحريري اليوم في اطار التواصل لبحث الوضع العام والتطورات خصوصا ما يتعلق بالمرحلة المرتبطة بتأليف الحكومة، وما سينتج على أثر ذلك من مرحلة جديدة. لا شك ان الامور ربما ملتبسة في بعض الجوانب وغير واضحة في جوانب اخرى، والجميع يتابع ذلك. وكنت من أول الطريق مع تسهيل مهمّة الرئيس المكلف فيما كنت أتمسك به من خيار أولي حيال حكومة التكنوقراط لهذه المرحلة. ولكن يبدو ان هناك بعض العقبات ومن أبرزها مع الاسف المواقف التي تصدر من وقت الى اخر من بعض القوى السياسية التي تعتبر نفسها انها انتصرت او غلبت على قوى او فئة اخرى. وطبعا حتى هذه اللحظة لم ألمس من الرئيس المكلف أي موقف او رأي مستعد لتقبل هذا المنطق لأننا في لبنان لا يمكن لنا ان ننهض لمواجهة استحقاقاتنا على خلفية انهزام او كسر او حشر فريق على حساب افرقاء اخرين في البلد. فاذا كانت لدينا كلنا رغبة ونية صادقة لتوفير افضل الظروف لتمرير هذه المرحلة بأقل ضرر ممكن ولمحاولة الابقاء على الحد الادنى مما ننشده جميعا من وحدة وطنية فذلك يتطلب التواضع من الافرقاء والتفهم واستيعاب خطورة هذه المرحلة.

أضاف:" الامور ليست سهلة والاجواء ليست مسهلة بالشكل الذي نتمناه لكن هذا يتطلب مني انا شخصيا من خلال موقعي التوافقي والوسطي والاعتدالي والمستقل ان اوفر ما يمكن توفيره من عناصر تقارب والفة بين القيادات والقوى السياسية وخصوصا بين القيادات السياسية في وسط طائفتنا ومجتمعنا وأهلنا، والرئيس الحريري اليوم هو ابرز مسؤول وابرز مرجعية سياسية في هذه الطائفة وفي هذا الوسط وبالتالي التواصل والتشاور معه في امورنا امر ضروري، وانا احرص عليه واستمر به لنصل ان شاء الله الى ما يرضي ضميرنا وبلدنا ومواطنينا وشعبنا في هذه المرحلة الصعبة التي يتمنى فيها الشعب ان يعطى فرصة من الامن والاستقرار لمواجهة الاستحقاقات.

 

مجدلاني: 8 آذار تملك مفتاح التركيبة الحكومة

نأمل من ميقاتي ردا ايجابيا على مطالبنــــا

المركزية- أكد عضو كتلة المستقبل النيابية النائب عاطف مجدلاني أن "نتائج المشاورات التي تقوم بها "14 آذار" حول مشاركتها في الحكومة الجديدة أو عدمها غير واضحة بعد"، مشددا على أنّ "هذه القوى تنتظر الأجوبة الواضحة والصريحة والعلنية على الأسئلة التي وجهتها الى الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، ولا تزال في طور التفاوض حول هذا الموضوع".

وقال في حديث لـ"المركزية "نأمل من الرئيس ميقاتي ردا ايجابيا على مطالبنا، لأن كلّ الأسئلة التي طرحناها تنبع من صميم النقاط الأساسية التي أجمع عليها اللبنانيون حول طاولة الحوار في المجلس النيابي في آذار 2006". وعن انعكاسات عودة الرئيس سعد الحريري على المشاورات، لفت الى أن "لا انعكاس معينا جراء عودة الرئيس الحريري الى لبنان، حيث أنّه كلّف وكل قوى "14 آذار" الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع للتفاوض مع الرئيس ميقاتي للوصول الى المطالب المرجوة". وردّا على سؤال أكد أن "القوة الأساسية أي "8 آذار" التي كانت وراء إقالة الحكومة وترشيح الرئيس المكلّف، تمتلك مفتاح التركيبة الحكومية ويعود لها قرار التأليف عندما تقرّر الاعلان عن ذلك".

 

ادّه: ميقاتي لن يحكم اذا رفض شارع "14 آذار" الحكومة والشرارة ستطال الدول التي تعاني ديموغرافيا

المركزية- اكد رئيس حزب "السلام اللبناني" روجيه اده أنّه "ليس في تنظيم "14 اذار" ولا هو قريب من "8 آذار" أو معني بمركز نيابي أو وزاري"، مشيرا الى أنّ "أمام رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي خيارين:

الاول، تأليف حكومة وحدة وطنية يكون ثلثها الضامن لرئيس الدولة والرئيس المكلف، ويتقاسم الثلثين الاخرين كلّ من "14 اذار" و "8 اذار" بالتساوي"، أما الثاني وربما الافضل، فهو تأليف "حكومة كفاءات" من خارج المجلس تكون بمنتهى الانسجام وتلتزم "التضامن الوزاري "وفق الاصول الديموقراطية العريقة وتكون في الواقع محيّدة عن صراع المحكمة والسلاح الواجب تركه لهيئة الحوار". واعتبر في حديث متلفز، أن "خيار سليمان وميقاتي وسطي وفاقي"، داعياً الى "توأمة العلاقة بينهما واحالة ملفي المحكمة الدولية وسلاح "حزب الله" الى طاولة الحوار، لانهما يؤديان الى حرب اهلية والى ضرب الاستقرار". وشدد على أن "على الرئيس ميقاتي استغلال الوقت، خصوصاً وان هناك مشاعر متأججة في الشارع السني ويجب تبريدها وتهدئة الامور"، لافتا الى أنّه لن يتمكن من الحكم اذا كانت الحكومة التي سيشكلها غير مقبولة من شارع "14 آذار".

وأضاف: "امام الرئيس ميقاتي وفخامة رئيس الجمهورية خيارين: الاول تأليف حكومة وحدة وطنية يكون ثلثها الضامن لرئيس الدولة والرئيس المكلف ويتقاسم الثلثين الاخرين كلّ من "14 اذار" و "8 اذار" بالتساوي، أما الثاني وربما الافضل، فهو تأليف "حكومة كفاءات" من خارج المجلس تكون بمنتهى الانسجام وتلتزم "التضامن الوزاري "وفق الاصول الديموقراطية العريقة وتكون بالواقع محيّدة عن صراع المحكمة والسلاح الذي يجب تركه لهيئة الحوار".

وعن تفجير انبوب الغاز في العريش، قال: "ربما تكون لحركة "حماس" واسرائيل مصلحة في توسيع قطاع غزة الى العريش من خلال تفجير الانبوب الذي يمد اسرائيل والاردن بالغاز وأحداث أخرى في رفح"، لكنه لفت الى ان "محاولة اغتيال نائب الرئيس المصري عمر سليمان هي بأهمية تفجير انبوب الغاز خصوصاً وانه مرشح لان يحل محل الرئيس مبارك ولو لفترة انتقالية". ورأى ان "هذين الحادثين يعطيان جدية كبيرة لكلام الرئيس مبارك بأنه مستعد لترك الحكم لكنه يخشى الفوضى."

واكد ان "من مصلحة الرئيس مبارك ان يفعل ما فعله الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول عند اندلاع احداث ايار الفرنسية عام 1968 بحيث يعمد الى حل مجلس الشعب فوراً ويدعو الى تنظيم انتخابات نيابية جديدة على اساس مشروع قانون يسمح بحرية الترشيح وبحيث تكون هذه الانتخابات المدخل للانتخابات الرئاسية ولانتاج مشروع دستوري ديموقراطي يطالب به العالم والشعب المصري على حد سواء"، معتبرا أن "من الصعب على الاخوان المسلمين حكم مصر، الا اذا جاؤوا بآلية ديموقراطية كما حصل في تركيا بعد العام 1981". وأكد ان "مصر لا تزال من اهم الدول الاستراتيجية في هذه المنطقة، على المتوسط وعلى باب افريقيا والشرق الاوسط"، داعيا الى "تفادي اي فراغ في السلطة في مصر والى وجوب الدخول في حوار مع الرئيس مبارك لانه الوحيد الذي يتمتع بالصلاحيات الدستورية اللازمة لتحقيق الاصلاحات والتعديلات الدستورية". وفيما لم يستبعد رئيس حزب السلام ان تتسع الشرارة لتطال دولاً اخرى في المنطقة رأى ان "كل البلدان التي تعاني من مشكلة ديموغرافية غير مدروسة ولم تضبط نموها الديموغرافي لن تتمكن الا ان تواجه تياراً جارفاً لانظمتها"، معربا عن تفاؤله "بمستقبل مصر على الصعيد الاقتصادي خصوصا اذا ما بدأت آلية التغيير فيها الان".

 

شطح: يدفعون بميقاتي الى وضع غير متوازن

نقيم المعطيات في ضوء تصريحاته

المركزية- إعتبر مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح ان البعض يدفع بالرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى وضع غير متوازن، مشدداً على ان "14 آذار" جسم واحد يناقش من منطلق واحد وأهداف واحدة. وأوضح في حديث إذاعي "أننا الأن في مرحلة تقييم وإعادة تقييم نظرا" للمعطيات التي تتقدم في النقاش مع الرئيس ميقاتي وبعد التصريحات التي أدلى بها داعيا" الى ولادة حكومة حيادية متوازنة". وقال: "الايام المقبلة قد تكون للتقييم من قبل جميع الافرقاء بما فيها الرئيس سعد الحريري والحلفاء، ومن قبل الرئيس ميقاتي الذي يتواصل مع جميع الفرقاء، وعلى عاتقه تقع مهمة تشكيل حكومة متوازنة". وعن مشاركة "14 آذار" في الحكومة، لفت الى ان "الاجابة عن هذا الأمر الآن يكون في مثابة تنبؤ"، مشددا" على أن"البعض يدفع بالرئيس ميقاتي الى وضع غير متوازن، وهذا أمر يدركه ميقاتي لأنه بغض النظر عن الاشكالية التي تأتت عن طريقة تكليفه، هو في نهاية الامر من يقرر كيفية تشكيل الحكومة". وإذ شدد على إمكانية ايجاد توازن في الحكومة، اشار الى ان "هذا التوازن قد يأتي عن طريق المشاركة في الحكومة من دون ان يكون في هذه المشاركة تعطيل متبادل لمصالح الناس، وهناك امكان أيضا لايجاد توازن عن طريق تحييد الحكومة بحيث يتم تشكيلها من اشخاص وسطيين ينكبون على أمور البلد غير الخلافية،" وختم: "لا تواصل خلف الاضواء بين الرئيس ميقاتي واي فريق من "14 آذار" وتحديداً الرئيس فؤاد السنيورة.

 

ماروني: "الكتائب" لن يدخل الحكومة بمعزل عن حلفائه

جواب ميقاتي خطوتنا الاولى نحو المشاركة

المركزية- أوضح عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب ايلي ماروني ان المحكمة الدولية خط احمر، مشيراً الى ان "الكتائب" لن يشارك في الحكومة خارج اطار حلفائه. ولفت في حديث إذاعي الى ان "هناك اجتماعات دائمة بين الرئيس امين الجميل والرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات" اللبنانية سمير جعجع". وقال: "الكتائب" اكدت وتؤكد دائماً انها حريصة على حلفائها وأنها في قلب ثورة الارز. المحكمة الدولية خط احمر بالنسبة لحزب "الكتائب" لأننا في الأساس لا نريد ان ننسى الشهيدين بيار الجميل وانطوان غانم وسائر الشهداء". اضاف: "نحن نقلنا مجموعة اسئلة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي منها العلاقات اللبنانية السورية وترسيم الحدود وغيرها من المشاكل العالقة وأهمها سلاح "حزب الله". اذا كان لدى ميقاتي اجوبة عن كل تلك المواضيع فنكون كقوى "14 آذار" قد خطونا الخطوة الاولى نحو مشاركتنا في الحكومة". وإذ اكد ان "الكتائب" لن يشارك في الحكومة خارج اطار حلفائه، تخوف من ان "تكون الخطوة الانقلابية الثانية للمعارضة نحو رئاسة الجمهورية، مشيراً الى ان "الفريق الآخر يتمنى السيطرة على البلد في أكمله".

 

عون في المهرجان التضامني مع الشعب المصري: لبنــان نجح في الحركة التغييرية من دون عنف

المركزية- نظّمت القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية مهرجانا تضامنيا مع الشعب المصري في حديقة بلدية الغبيري تحت عنوان مهرجان الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية دعما لعروبة مصر وتعزيزا لنهج المقاومة تحدث فيه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، فاعتبر أن "لبنان نجح في إنجاز الحركة التغييرية من دون عنف وتغلّب على ما كان يخطط له من فتنة مذهبية، وهو على وشك بدء مسيرته الإصلاحية"، متمنياً على المصريين أن "يبدأوا في أسرع وقت ممكن مسيرة الإصلاح".

وقال "نلتقي اليوم لنتضامن مع الشعب المصري الشقيق الذي يعاني الظلم ويثور على الطغيان والفساد، واننا اذ نحييه في ثورته نتمنى له تحقيق ما يصبو اليه وما يطمح له"، لافتا الى ان "علاقة الأنظمة هي علاقة المصالح، أما علاقة الشعوب فهي المشاركة في القيم الإنسانية المطلقة".

وتابع: "لا يفاجئنا التعاطف والتضامن الشعبي الآتي من الشرق والغرب مع ثورة شعب مصر، لقد بدأت هذه الثورة تأخذ أشكالا مختلفة في الدول العربية التي ادعت الإعتدال على حساب شعوبها في ما يتعلق بالقضية الفلسطنية، وما هدف هذه الثورة الاّ إقامة الحكم العادل الذي يؤمن عدالة توزيع ثرواتها بدلا من تبذير أموالها واحتقار تاريخها".

وحذر ممن "يحاول احتواء هذه الثورة بحلول مبتورة لإستمرار الوضع الراهن"، وقال: "هؤلاء الغيارى الذين أمعنوا منذ عقود بنهب الشعوب وتعطيل خياراتها الوطنية عبر حماية حكام فاسدين". أضاف: "نشير بإكبار إلى تخطي الشعب المصري آثار الأحداث المؤلمة التي حاولت إقاع الفتنة بين أبنائه المسيحيين والمسلمين".

وتوجه الى الشعب المصري قائلا: "يا أبناء مصر، لقد نجحنا في لبنان في إنجاز حركتنا التغييرية من دون عنف وتغلبنا على ما كان يخطط لنا من فتنة مذهبية بفضل وعينا وتجربتنا السابقة ونحن على وشك بدء مسيريتنا الإصلاحية"، متمنيا أن "يبدأوا في أسرع وقت ممكن مسيرة الإصلاح في بلدكم فأنتوا رجال كان لهم اليد الطولى في النهضة العربية عندما احتضنوا النهضويين وحموهم فلا يمكن إلا أن تكونوا رواد التغيير والإصلاح في تأمين مستقبل مصر، وحماية تاريخها".

مراد: من جهته رأى رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد ان"الحكم الظالم في مصر دنس تاريخها"، لافتاً الى ان "القيادة المستبدة القاهرة غيرت وجهتها القومية عبر معاهدة "كامب ديفيد" وحولتها من دولة رائدة الى دولة تابعة".

واعتبر ان "التظاهرات العفوية والثورة المجيدة المحقّة التي تحصل فاجأت الجميع"، لافتاً الى ان "اي تغيير يجب ان تتواكب فيه قواعد السياسة مع قواعد الاقتصاد وان تعود القاهرة الى دورها القيادي الممانع وان يدرك العرب ان لمصر عليهم حقا في الثروة النفطية ".

حدادة: واعتبر أمين عام "الحزب الشيوعي اللبناني" خالد حدادة، ان استقالة الحكومة شكلت انعطافة تاريخية حمت لبنان من الفتنة التي كانت تحضر له تحت اسم المحكمة الدولية، مشيراً إلى أن المطلوب اليوم حكومة من اجل التغيير الديمقراطي والا سيكون الشعب اللبناني جاهزا لتخطي كل الاحزاب للوصول الى التغيير.

رأى أن تحركات الشباب في العالم العربي، تندرج بتضخم معدلات الفقر والجوع والهجرة وغياب الديمقراطية والحرية والرأي الآخر.

لفت إلى هذا التأزم يؤشر الى نتيجة واحدة مرتبطة بأزمة النيو ليبرالي المتوحش ما يدل على عدم عفوية هذه الثورات.

سعد: بدوره رأى رئيس "التنظيم الشعبي الناصري النائب الأسبق اسامة سعد ان "انظمة الاعتلال التي تريدها اميركا ستسقط بفضل الشعب"، لافتاً الى ان " لبنان هو ارض المقاومة التي صمدت في وجه اسرائيل وحيث انطلقت شرارتها الاولى". ودعا الشباب اللبناني "الى الانضمام الى مسيرة الضغط من اجل الاصلاح السياسي وانهاء الطائفية ودعم الانتاج والحد من البطالة"، وحث الحكومة العتيدة على "فك الارتباطات الخارجية والتبعية الاميركية والمباشرة بالاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية تحصينا له في وجه الضغوط الداخلية والخارجية". ولفت الى ان "مصر العروبة والعبور ثار شعبها لاسقاط النظام، نظام التصالح والتواطؤ على المقاومة حول العالم"، معتبراً ان الثورة هي لـ"اسقاط القمع والفساد وسيطرة المال على السياسة والاعلام". واعتبر سعد ان "الثورة ستسمر حتى رحيل الرئيس المصري محمد حسني مبارك واركان حكمه السياسيين والمدنيين".

ومن المتوقع ان يلقي الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة في المناسبة.

 

طورسركيسيان اسف لكلام الان عون المنتقص من دور الرئاسة

المركزية – اسف النائب سيرج طورسركيسيان للكلام الصادر عن زميله النائب الان عون الذي يمس بسلطات وموقع رئاسة الجمهورية وقال في تصريح في المجلي النيابي: نحن نعرف انه على زميلنا الان عون والفريق الذي ينتمي اليه ان يعززوا دور الرئاسة، لا ان ينتقصوا من دورها، ويصوبوا عليها فالرئاسة الاولى على الصعيد اللبناني او غيره هي الرئاسة الاولى المسيحية وعلى كل مسيحي ان يعزز دور هذه الرئاسة، من هنا فقد اسفت لهذا البيان ولم أكن انتظر ان يكون من شخص كالزميل الان عون. هناك امر اضافي اعجب له، اذا كان احد الاشخاص من فريقهم كان مرشحا لرئاسة الجمهورية سواء اكان الان عون او غيره، هل كان يسمح باتخاذ هذه الخطوة، حتى البيان مرفوض بهذه الخطوات، فهذا المقعد الرئاسي علينا ان نحافظ عليه، ويجب علينا ان نعزز الصلاحيات، وعلينا نحن كنواب ان نرى هذه الحكومة اذا كانت ستبصر النور على رغم الخلافات العديدة الموجودة داخلها ضمن الفريق الواحد، اعتقد انه من اولويات هذه الحكومة تعزيز دور الرئاسة الاولى ونحن كنواب علينا ان نعزز دور هذه الرئاسة عبر تعديل هذه القوانين والدساتير وتفعيل ايضا وسيط الجمهورية لإعطاء دور اكثر لرئيس الجمهورية، ومن هنا من هذا المنبر نصر على دور فاعل لرئيس الجمهورية في الحكومة التي ستتشكل وان يكون لديه اكثر من خمسة مقاعد، لأننا مؤمنون به وبوسطيته.

 

جنبلاط لـ"الانباء": ليس من يملك صلاحيّة إعطاء الدروس للمصريين

المركزية- أعلن رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط ان ليس هناك من يملك صلاحيّة إعطاء الدروس والعظات للشعب المصري المناضل. أدلى جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي جاء فيه: "من باب الحرص والاهتمام والمتابعة بالحدث المصري الذي يحتّل كل الاهتمامات لما لمصر من موقع هام ومتقّدم في العالم العربي والاسلامي، ولما لدورها من إنعكاسات كبرى على مستوى المنطقة برمّتها ولما لهذه الثورة الشعبية العفوية من ميزات وهي تعبر عن حضارة ورقي لشعب كادح وفقير يسعى لفك أسره من القيد في سابقة لا مثيل لها في التاريخ، فليس هناك من يملك صلاحيّة إعطاء الدروس والعظات للشعب المصري المناضل الذي يبحث عن الحرية ويتوق لها ويطالب بحقوق مشروعة كحرية الرأي والتظاهر والاعلام والديمقراطيّة والعيش الكريم والعدالة الاجتماعيّة وتداول السلطة سلميّاً. فلقد أصبحت واضحة جداً حالة الهلع والخوف والمفاجأة التي إنتابت العديد من الدوائر الغربية لمجرد إمكانيّة فقدان صديق وحليف أساسي في الشرق العربي قام بأدوار هامة على صعيد قمع الحريّات وسجن الآلاف من أصحاب الرأي وتعذيبهم وحماية إسرائيل ونهب الثروات التي بدأت أرقامها بالظهور تباعاً وهي خير دليل على ذلك وذلك خلافاً لكل الادعاءات الغربيّة حول تراثه الديمقراطي وحقوق الانسان.

فالمستشرقة كلينتون يكاد يصيبها الاعياء والذهول من التطورات المتلاحقة، بحيث إضطرت إدارتها المربكة لنفي تصريح مبعوثها الخاص الى مصر. أما الملاك الحديدي في ألمانيا فهي تعطينا دروساً في كيفيّة الانتقال التدريجي الى الديمقراطيّة حرصاً منها على عدم الاسراع في إجراء الانتخابات الرئاسيّة. أما مستعمر البلاد العربيّة القديم الجديد، المحافظ البريطاني، الذي يوّزع العظات حول بناء الديمقراطيّة لمئات السنين، فكان من الأفضل له الاهتمام في شؤون بلاده الداخليّة التي تفشل بشكل ذريع في إدارة التنوع الثقافي بينما كل الدول النامية تتمتّع بتنوع واسع ومن بينها الهند التي تعتبر من أعرق الديمقراطيّات وسعت بشدّة للتحرر من نير الاستعمار وحافظت على تنوعها. ولقد تبيّن أنه لا فرق بين هذا المحافظ وزميله العمّالي طوني بلير السيء الذكر من حرب العراق الى الرباعيّة الدوليّة.

وأي محاولة لسبر أغوار الموقف الفرنسي تخلص الى نتيجة واضحة أن الفرنسيين، في اليمين واليسار، لا يزالون تحت صدمة فقدان صديقهم العزيز والوفي زين العابدين بن علي. وحده رئيس الوزراء الايطالي لم يُكلف نفسه عناء التفتيش عن عبارات مغلفة لتمويه موقفه معلناً بوضوح دعمه لمبارك ومبتعداً عن أساليب الوعظ الديمقراطي التي قام بها أقرانه من كبار مسؤولي الغرب.

ومن يتابع هذه التصريحات والمواقف السياسية الغربية ويدقّق فيها يرى أن حالة "البلطجة" السياسية لا تقتصر على بعض الرعاع الذين روّعوا الشوارع المصرية، بل تمتد الى حالة من "البلطجة" الفكريّة التي هي سلوك من يحتلون أعلى المراتب في عواصم القرار وتمتد من روما الى لندن وبرلين وسواهما وتريد السيطرة على الرأي العام الدولي وتسطو على حركة الشارع المصري وتطلعاته المشروعة.

ومضحكة هي الأنباء المتلاحقة عن تغييرات في وجوه الحزب الحاكم، وهو حزب وهمي لا وجود له إلا من خلال مقدّرات السلطة التي إستولى عليها وسيطر على كل عناصرها ومكوّناتها طوال ثلاثة عقود. فما الذي سيتغيّر اليوم بعد أن طالب الشعب المصري بكلمة واحدة برحيل النظام بكل رموزه، وليس بترميم جزئي للوجوه دون تبديل حقيقي للسياسات والمواقف والمواقع. فبدل التلهي بالاستقالات والخطوات الشكليّة، يجب إعتقال كل هذه الطبقة الحاكمة الفاسدة قبل أن تتمكن من تهريب أموالها الى الخارج.

من باب النصح من صديق للشعب المصري، فإن دخول القوى المعارضة في المفاوضات فرادى مع أحد رموز النظام قد يخلق فجوة وهوة كبيرة في وحدة الصف. وكم كان من الأفضل لو يستطيع الجيش المصري الذي سطّر بطولات تاريخية ولم يقف مرة في مواجهة شعبه أن يتولى عملية إزالة رواسب النظام ورعاية عملية التغيير بعيداً عن أزقة المخابرات وأدواتها ورموزها الظالمة والفاسدة والتي تتصدر الشاشات اليوم، وتوحي بأنها تشكل عامل ثقة وضمانة هي أبعد ما تكون عنها.

 

منيمنة: فرصة أخيرة لميقاتي لبلورة موقفه

8 آذار لا تريدنا في الحكومة

المركزية- إعتبر وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال حسن منيمنة "ان قوى الثامن من آذار لا تريد قوى الرابع عشر من آذار معها في الحكومة لأنها تريد ان تتصرف في شؤون البلد وقضاياه على مزاجها وإرادتها في شكل كامل". ولفت في حديث إذاعي "الى ان فريق 8 إذار يريد الإستفراد في البلد وأخذه الى حيث يريد من دون مشاركة أي طرف آخر".

وقال:" نطلب من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي كلاما واضحا لأن لا أحد يشارك في الحكومة ان لم تكن هناك أسس للمشاركة وحتى الآن، لم نحصل على الموقف الواضح، ولا على حجم التمثيل الذي سيعطى ل 14 أذار التي لن تشارك في أي ثمن إلاّ ضمن أسس حددتها"، معربا عن إعتقاده "بأن قوى الرابع عشر من آذار لن تتلقى إجابات واضحة".

وختم: "الرئيس ميقاتي سيعطى فرصة اخيرة هذا الأسبوع لبلورة موقفه من مطالبنا وعلى ضوء ذلك سنحدد موقفا واضحا وموحدا".

 

فتفت: الموقف من المشاركة بعد جواب ميقاتي وذاهبون الى تحرك شعبي في 14 آذار

المركزية-أكد عضو كتلة "المستتقبل" النائب أحمد فتفت "ان لا رغبة لدى الفريق الآخر في مشاركة حقيقية" مشيراً في هذا السياق إلى حديث النائب سليمان فرنجية عن "حكومة زعران".

وأوضح في مداخلة خلال برنامج "نهاركم سعيد" عبر"المؤسسة اللبنانية للارسال"، ان "اي جواب لن يعطى للرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن المشاركة في الحكومة، قبل الحصول منه على إجابات حقيقية وواقعية عن الأسئلة التي طرحتها كتلة المستقبل عليه". وقال: "هناك الكثير من الأمور في حاجة الى توضيح كعلاقة الرئيس ميقاتي بموضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، مضيفاً ان "الفريق الآخر يحاول تجاوز أمور سيواجهها مع المجتمع الدولي بسبب كيديته". وأشار إلى ان رئيس حزب الكتائب أمين الجميل يقوم في المشاورات باسم كل قوى الرابع عشر من آذار"، لافتاً إلى وجود تنسيق بين الرئيس الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من جهة، والرئيس سعد الحريري من جهة أخرى".

وعن ذكرى إستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط قال إنها "مرتبطة بموضوع الحكومة، إذ ان البعض يحاول تمرير اليوم كي لا تتعرض الحكومة إلى ضغط شعبي فور تأليفها"، و"في 14 آذار ذاهبون إلى تحرك شعبي".

 

 

حركة الرئيس المكلف تدخل دائرة "المشاورات السرية"

عودة الحريـــري تبلور المشـــهد داخل 14 آذار

لقاء الأسد – عون يلجم سقف المطالب والشـــروط

 

المركزية- محطتان بارزتان خرقتا المشهد اللبناني اليوم الجلسة العلنية لغرفة الاستئناف في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمناقشة مسائل قانونية أولية تتعلق بمفهوم الإرهاب وعودة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الى بيروت التي من شأنها بلورة جزء من الموقف الذي قد تتخذه قوى 14 آذار إزاء المشاركة في الحكومة او عدمها.

وبين المحطتين كلام لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بعد الظهر يحدد فيه بعضاً من التوجهات المرتبطة بالوضع الحكومي في مناسبة اعتبرها المراقبون السياسيون استحدثت لإطلاق كلام ارتأى السيد نصرالله توجيهه في هذا التوقيت بالذات والخروج عن الصمت، وذلك في مهرجان شعبي تنظمه القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية اللبنانية في حديقة بلدية الغبيري لنصرة الشعب المصري ضد نظام كامب ديفيد.

بعيداً من الأضواء: في غضون ذلك، قالت أوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لـ"المركزية" انه بدأ منذ صباح اليوم سلسلة اتصالات واجتماعات بعيدة من الأضواء تهدف الى استشراف آفاق المرحلة واستيضاح مفاصل المستجدات الإقليمية وإمكان ارتباطها بالوضع اللبناني.

واشارت الى أن حصيلة اللقاءات العلنية التي أجراها حتى الآن لم تفض بعد الى وضع، ولو صيغة أولية للتشكيلة الحكومية، معتبرة أن سلسلة الأسماء ولوائح المطالب التي تلقاها من مختلف الأطراف ما زالت في مطبخ خاص يجري تقويمها في انتظار المزيد من الاتصالات.

وفي هذا الإطار كشفت المعلومات عن مسعى متجدد مع نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس وسط عرض يقضي بإسناد نيابة رئاسة الحكومة اليه اضافة الى حقيبة قد تكون وزارة الدفاع، علماً أن فارس كان قد رفض هذا العرض في وقت سابق. غير أن أصدقاء مشتركين استأنفوا الاتصالات من أجل عودة فارس الى بيروت.

الافادة من الطاقات: من جهتها، أكدت أوساط مطلعة على حركة المشاورات لـ"المركزية" ان الرئيس ميقاتي يجري اتصالات بعيدة من الأضواء بعدد من الشخصيات اللبنانية الموجودة في الخارج من ذوي الطاقات والكفاءات المشهود لها في قطاعات العمل متمنياً عليها وضع خبراتها في خدمة لبنان من خلال المشاركة في حكومته العتيدة.

وتوقعت الأوساط، في ضوء حديث الرئيس المكلف الأخير لصحيفة "الحياة" ولا سيما لجهة التعاطي مع المرحلة المقبلة ووجوب معالجة تداعيات المحكمة لا إلغائها واحترام مقررات طاولة الحوار مع التشديد على ان أي تغيير يحتاج الى إجماع لبناني، أن يرسو الخيار الحكومي على حكومة تكنوقراط مطعمة بوجوه سياسية وسطية قد تكون قريبة من الطرفين غير انها تحتفظ بصبغتها المستقلة، بحيث تأتي التشكيلة متميّزة كمّاً ونوعاً، تخرج عن المألوف لجهة الاسماء وتوزيع الحقائب خصوصاً وان الرئيس ميقاتي يعتمد سياسة الشخص المناسب في المكان المناسب، والانفتاح على كل الخيارات في الحقائب السيادية وغير السيادية.

وأشارت الى ان الرئيس المكلف ما زال يتلقى رسائل دعم وتأييد من الخارج الذي يبقى على تواصل معه مواكبة لمقتضيات المرحلة.

عودة الحريري: الى ذلك، سرعت عودة الرئيس سعد الحريري زخم الاتصالات على مستوى قيادات 14 آذار حيث يستقبل الحريري مساء اليوم الرئيس امين الجميل قبل ان تجتمع في الساعات المقبلة على مستوى الهيئة القيادية الرباعية التي تضم الى الرئيس الحريري، والرئيس الجميل، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس فؤاد السنيورة، لإجراء قراءة نهائية لما آلت اليه المبادرة التي قادها الرئيس الجميل باسم قوى 14 آذار التي فوّضته الاستمرار بها مع الرئيس المكلف والنتائج التي أفضت اليها الاتصالات حتى الساعة، اضافة الى التحضير لذكرى 14 شباط ومناقشة السقف السياسي للوثيقة السياسية المرتقبة.

ولوحظ إثر عودة الحريري الى بيروت حركة موفدين بين مكونات 14 آذار حيث زار النائبان هادي حبيش وأحمد فتفت بعد ظهر اليوم النائب سامي الجميل وكان تشاور في المستجدات.

لقاء الأسد – عون: من جهة ثانية تعول مصادر مراقبة على زيارة رئيسي تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى براد لمناسبة عيد مار مارون، ليس للزيارة في طابعها الروحي وابعادها المارونية وانما للقاء المتوقع بين الرئيس السوري بشار الاسد والعماد عون في موعد وصفته لـ"المركزية" بالجد مهم لما قد يتطرق اليه من ملفات وخصوصاً في الشق المتعلق بالتركيبة الحكومية وحصة التيار، متوقعة ان ينخفض في ضوء هذا اللقاء سقف المطالب "العونية" باعتبار ان الأسد يأخذ في الاعتبار الوضع الإقليمي وتداعياته المحتملة على دول أخرى في المنطقة.

القوات: في غضون ذلك، أكدت مصادر في القوات اللبنانية لـ"المركزية" ان الرئيس الجميل والدكتور سمير جعجع حملا الى الرئيس ميقاتي باسم كل قوى 14 آذار طروحات جدّية. ورفضت الاتهامات بممارسة لعبة تضييع الوقت، مشيرة الى انه حتى هذه اللحظة لم يتلقيا اي عرض جدي وفعلي من الرئيس المكلف رداً على طروحاتهما، لافتة الى أن قوى 14 آذار ما زالت تنتظر منه عرضاً جدياً.

واستبعدت المصادر ان يقدم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على توقيع مراسيم اي حكومة من لون واحد، انطلاقاً مما أعلنه مراراً وتكراراً انه لن يوقع إلا على حكومة وفاق وطني.

الحراك الدبلوماسي: على صعيد آخر دعت مراجع دبلوماسية الى رصد الحركة الدبلوماسية الناشطة في لبنان التي يقوم بها سفراء دول الاتحاد الأوروبي في ضوء معلومات تتحدث عن ان بعضاً منهم دخل على خط المعالجات مع الرئيس المكلف لتذليل العقبات، إلا أن مصادر الرئيس ميقاتي نفت الأمر وقالت بان هذه اللقاءات ادت الى استشراف المرحلة المقبلة وقراءة الملفات الدولية والإقليمية المؤثرة في الداخل اللبناني ومدى انعكاساتها على موضوع التركيبة الحكومية.

ولذلك قالت المصادر بأن الاجتماعات مع السفراء تخللها تقويم للاستحقاقات المقبلة على لبنان والمنطقة ووجوب التنبه الى ارتداداتها السلبية والايجابية وأخذها في عين الاعتبار في الحكومة الجديدة.

المحكمة: من جهة ثانية، عكست الجلسة التقنية للمحكمة الدولية اتجاهاً جدياً وثابتاً في العمل أكده رئيسها انطونيو كاسيزي الذي اعتبر ان تقدم العملية بثبات وسرعة هو من مصلحة كل لبنان والمجتمع الدولي برمته، فيما أوضح مدعي عام المحكمة القاضي دانيال بلمار ان العناصر المكونة لمفهوم العمل الإرهابي واردة في القانون اللبناني ولا ثغرات فيها للجوء الى القانون الدولي مؤكداً عدم التطرق الى أسماء او اتهامات وردت في القرار الاتهامي السري وقال: قليلة هي الجهات التي أطلعت عليه.

 

المسيحي المؤمن أو المنفى

بقلم/محمد سلام

 قوى 14 آذار، التي فشلت على مدى ست سنوات في قيادة ثورة الأرز إلى الانتصار أو حتى إلى الانكسار، تواجه مأزق اتخاذ موقف "موحد" من حكومة "المرشد" برئاسة السيد نجيب ميقاتي. بعضها، أي بعض هذه القوى، يقول لن نشارك كي لا نعطي شرعية لسابقة دمج المعارضة في الحكومة. وبعضها يقول لن نشارك كي لا نثبّت سابقة الثلث المعطّل فتتحول عرفا، والعرف يأخذ طريقه ليتحول نصا ... دستوريا. وبعضها، أي بعض القوى ال 14 آذارية المسيحية، يقترح مشاركة على قاعدة نقيض تركيبة الحكومة المستقيلة، بحيث تحصل قوى 14 آذار على الثلث المعطل، الذي كان معسكر السلاح غير الشرعي قد حصل عليه. هذا البعض، الذي يعبّر عنه بوضوح موقف الشيخ سامي الجميّل، يبرّّّر مطالبته بالمشاركة التعطيليه بأمرين:

-1- ينطلق بالمطالبة بالمشاركة من تجربة فاشلة قاطع فيها المسيحيون انتخابات العام 1992، ففاز عنهم  "ممثلون" بعضهم حصل على قرابة 45 صوتا في دوائر عدد ناخبيها يتجاوز ال 40 ألفا. فزوّرت الإرادة المسيحية بما أساء إلى المسيحيين ودورهم اللبناني السيادي كما أنعكس سلبا على وجودهم.

-2- ينطلق بالمطالبة من حرص معلن على حماية "التعيينات" في القطاع العام، التي إذا تركت لرغبة حزب السلاح الإيراني وأتباعه في دمشق، لتحكّمت بمستقبل البلد أقله لعشر سنوات.

أتفهّم وجاهة المنطلقين، ولكن، أعتقد بأن المبررات التي اعتُمدت لا تتناسب مع الواقع، بل تناقض الواقع، للأسباب التالية:

-أ- عندما قاطع المسيحيون الانتخابات في العام 1992، وتم "انتخاب" بدلاء منهم بعشرات الأصوات، كان البلد قابعا تحت احتلال ينفذه 30 ألف جندي من جيش الأسد، وعدد مماثل من مخابرات الأسد. لذلك، استفاد المحتَل من المقاطعة المسيحية ليعين بدلاء ... وصولا إلى تعيين محافظين بمسمى رئيس الجمهورية اللبنانية.

الآن لا يوجد 30 ألف جندي أسدي يمارسون احتلال لبنان. طبعا عناصر مخابرات الأسد تملأ البلد، ولكن عناصر مخابرات السلطة الغريبة، بل حتى عناصر مخابرات أي سلطة، لا تستطيع ممارسة القهر العلني إن لم تكن مدعومة بجيش معلن وغير مقنع.

عناصر مخابرات الأسد، سواء في حزب البعث بقيادة أحد المتنازعين شكر أو قانصو، أو في حزب أسعد الحردان، تملأ البلد حتما. ورئيس المجلس الأعلى السوري-السوري، وليس السوري –اللبناني أو بالعكس، نقل إلى من يعنيه استلام المنقول من الخارج تشكيلة أسدية لمشاركة قوى 14 آذار في حكومة المرشد برئاسة السيد الميقاتي. هذه حقائق الحياة السياسية التي نعيشها اليوم.

السؤال هو: لماذا يجب أن تتبنى قوى 14 آذار -أو بعضها- الوصفة الأسدية للمشاركة في حكومة المرشد؟

السؤال الاستنتاجي انطلاقا من السؤال الأول: لماذا يريد الأسد أن تشارك قوى 14 آذار في حكومة المرشد، إذا كان يستطيع أن يستغني عن مشاركتها وأن يعين بدلاء منها، أو إذا كان يستطيع إدارة البلد من دونها؟

البصيرة، وليس البصر فقط، تفترض الإلحاح في طرح السؤالين على قوى 14 آذار، أو على بعضها، قبل التسرُع في بلع "الطعم" الأسدي والمشاركة في حكومة المرشد تحت أي ذريعة.

-ب- هل إذا انطلقت 14 آذار في مشاركتها بحكومة المرشد من قاعدة الشيخ سامي الجميل (الحكومة المستقيلة معكوسة) تستطيع أن تتحكم بالتعيينات، أو على الأقل تستطيع المحافظة على الموجود؟

بتقديري، إن مجرد القبول بمبدأ المشاركة سيفتح باب التناتش مع قوى 8 آذار، بدءا بقوى 8 آذار المسيحية، وتحديدا تيار ميشال عون على قاعدة من يحصل على أي حقيبة، هذا إذا لم يذهب الصراع باتجاه حسم حصة 14 آذار، كي يتحول لاحقا إلى صراع ضمن قوى 14 آذار نفسها على الحصص التمثيلية ... والحقائب أيضا.

وهل إذا شاركت قوى 14 آذار في حكومة المرشد على قاعدة نقيض الحكومة المستقيلة، تحمي الدستور، أم هي تساهم –بانعدام بصيرة- في تدميره الممنهج عبر تثبيت سابقة حصة التعطيل، وتحويلها إلى عرف؟

 

ولكن، ماذا تفعل قوى 14 آذار؟ هل تقاطع وتعارض من الخارج ما يعني إفلات الحبل على غاربه لقوى الظلام كي تعيث الخراب في البلد مع عدم المقدرة على تعطيل مسارها حتى في المجلس النيابي؟؟؟

الجواب: كلا، بل حتما كلا. ما هي الصيغة التي يمكن أن تمكَن قوى 14 آذار من احترام أدبياتها السياسية، وإسقاط التعطيل، ورفض مشاركة المعارضة في الحكومة، وحماية البلد؟ هذا هو السؤال. ماذا إذا  قررت قوى 14 آذار التنازل عن كامل حصتها الوزارية -وتحديدا الحصة التي اقترحتها الصيغة الأسدية- لصالح فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، على أن  يتولى هو شخصيا اختيار وزرائه من خارج المجلس النيابي، ومن دون ودائع.

هكذا، تضمن قوى 14 آذار عدم التفريط بالمسار الحكومي لجهة التعيينات وغيرها، وتضمن احترامها لأدبياتها في رفض بدعة الاحتلال السوري المعبر عنها بدمج المعارضة في الحكومة، وتضمن عدم تحويل سابقة الحصة التعطيلية إلى عرف ... فدستور.

الرئيس ميشال سليمان، الذي لا أدعي شرف الارتقاء إلى مستوى صداقته، يختصره تعريف "المسيحي المؤمن" أو Good Christian باللغة الإنكليزية.

وفي عرفي وقناعتي، المسيحي المؤمن يؤتمن على الثوابت الوطنية كما على مقدسات الأديان الأخرى ... وحتى على القيم الشخصية للبشر كالأعراض وغيرها.

فلم لا "تستثمر" قوى 14 آذار كلها في فخامة الرئيس ميشال سليمان؟ فتحترم نفسها، وقيمها وتصون البلد في آن؟

عندما أقول إن فخامته "مسيحي مؤمن" فإن ذلك يعكس القيمة الحقيقية للرجل، أقله من وجهة نظر مواطن لبناني مسلم سني.

أتعلمون، على سبيل المقارنة، أن فخامة "الرئيس" السابق إميل لحود لم يكن مسيحيا ممارسا، ولم يكن، على سبيل المثال، يعرف مواعيد المناسبات الدينية المسيحية؟

أتعلمون أنه كان يسأل ضباطه متى يبدأ الصوم، ومتى عيد الفصح؟ لا أعرف ما إذا كان يسأل عن موعد حلول عيد مار مارون، ولكني لا أذكر أنه شارك دائما في الاحتفال الكنسي بالذكرى. لذلك، كان الرئيس لحود خطيرا. ولأنه مسيحي مؤمن، فالرئيس سليمان قيمة إنسانية، وطنية يمكن الوثوق بها، والركون إليها فالرجل  ... مسيحي جدا.

لذلك تحوًل القصر الجمهوري في عهد قائد الحرس سابقا إلى وكالة أمنية من خارج النص الدستوري والقانوني، ولذلك عاد قصر بعبدا في عهد المسيحي المؤمن قصرا للجمهورية اللبنانية، لا مقرا لقيادة حرس محافظ لبنان. لذلك، على قوى 14 آذار أن تستثمر في رئيس الجمهورية اللبنانية، حفاظا على الجمهورية، وحفاظا على الوجود المسيحي، وهو أثمن أهداف كل اللبنانيين أولا ... بدءا باللبنانيين المسلمين. لذلك على قوى 14 آذار أن تحافظ على وحدتها بالبقاء خارج الحكم، وبممارسة المعارضة المباشرة، أقله كي تمسح عن وجهها الخيبة التي أسقطت ثورة الأرز فيها على مدى ست سنوات من القيادة الفاشلة بامتياز ... ومن "داخل" السلطة.

لذلك على قوى 14 آذار أن تستظل سنديانة قديس لبنان، غبطة البطريرك نصر الله بطرس صفير، وتستثمر في الرئيس المسيحي المؤمن كي ... يبقى لبنان.

لذلك على قوى 14 آذار أن تعتذر، نعم تعتذر، من كل اللبنانيين أولا، بدءا ب 300 ألف لبناني شيعي ألقتهم بين أنياب الضباع الفارسية يوم ارتكبت بغباء متعمّد جريمة الحلف الرباعي سيء الصيت. لذلك على قوى 14 آذار أن تعتذر من اللبنانيين المسيحيين لأنها أرتكبت خطيئة إجهاض جنين مسيحي، بما يتناقض مع تعاليم الكنيسة والمسجد، يوم ارتكبت جريمة الحلف الرباعي. لذلك يجب على قوى 14 آذار أن تبتعد عن دنس ممارسة السلطة كي تطهَر نفسها بمياه بحر المعارضة الصادقة من ذنب إساءة أمانة القضية. إذا شاركت قوى 14 آذار في حكومة المرشد، ستجد نفسها قريبا تسعى لتأليف حكومة في المنفى.

 

مصر تتهم سفارات بمحاولة تمرير أسلحة إلى البلاد داخل الحقائب الدبلوماسية 

إتهمت وزارة الخارجية المصرية دبلوماسيين أجانب من دون أن تسميهم بمحاولة تمرير أسلحة إلى البلاد التي تشهد حركة إحتجاج غير مسبوقة منذ وصول الرئيس المصري حسني مبارك الى السلطة قبل حوالى ثلاثين عاماً. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في بيان إنه "تُلاحظ مؤخراً قيام عدد من السفارات الأجنبية  في القاهرة بمحاولة تمرير بعض الأسلحة ومعدات الاتصالات من خلال الحقائب الدبلوماسية إعتماداً على مبدأ الحصانة الممنوح لتلك الحقائب وذلك من دون الحصول على التصاريح اللازمة لذلك من السلطات المصرية"، منبّهاً إلى أن "السلطات المعنية تحتفظ بالحق في مصادرة أية أسلحة أو معدات فنية قد يحتاج عملها في مصر إلى تصريح". ولم توجه الوزارة أي اتهام رسمي لاية سفارة كما إنها لم توضح نوعية الأسلحة المعنية.(أ.ف.ب.)

 

وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط: مصر ترفض الإملاءات الخارجية 

أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أنَّ "مصر ترفض الإملاءات الخارجية"، مشدّداً على "أهمية توقف المسؤولين الأجانب عن الظهور وكأنهم يفرضون على مصر منهجاً محدداً".

وأوضح الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي أنَّ "أبو الغيط، تلقّى عدة إتصالات من نظرائه في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية وكندا واستراليا للتعرف على مجريات الأحداث في مصر". وأكد أبو الغيط لمحادثيه أنَّ "الشعب المصري بأكمله لا يقبل إملاءات خارجية"، لافتاً إلى أنَّ "ترديد مصطلحات مثل "مرحلة انتقالية فورية"، انما يعكس عدم فهم للوضع والدستور المصري"، مطالباً نظراءه الأجانب بـ"التعرف جيداً على الوضع بكل مكوناته قبل إصدار مواقف أو تصريحات غير مدروسة بشكل جيد". وأعلن أبو الغيط أن "الوضع في سبيله لأن يتطور إلى الأفضل، خصوصاً في ضوء وجود قنوات حوار عالية المستوى بين الدولة والقوى السياسية والشعبية المطالبة بالاصلاحات السياسية". كما اكد الوزير المصري لنظرائه أنَّ "السلطات المصرية تسعى وبحسب الإمكانيات المتاحة على الأرض الى استعادة الهدوء تدريجياً والسيطرة على أي أعمال عنف قد تحدث ضد اي اجانب"، مشدداً على أنَّ "مصر ملتزمة بحماية مراسلي الإعلام الدولي المتواجدين على الارض". (أ.ف.ب.)

 

مسؤول إسرائيلي سابق يكشف أنَّ إسرائيل وسوريا كانتا على وشك اتفاق سلام عام 2008

كشف مسؤول اسرائيلي سابق أنَّ إتصالات حثيثة شهدها عام 2008 بين سوريا واسرائيل، وكان الطرفان على وشك إستئناف مفاوضات السلام بينهما. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن هذا المسؤول قوله إنَّ دمشق ألمحت الى استعدادها للتراجع عن بعض ما يشمله شرطها للمفاوضات بإعلان اسرائيل عن انسحابها من جميع اراضي الجولان السوري المحتل. وبحسب هذا المسؤول  فان رئيس الحكومة، انذاك، ايهود اولمرت منح فرصة لاتصالات مكثفة بين الطرفين، لكن الحرب على غزة وتنفيذ عملية الرصاص المصبوب حال دون  انتقال المحادثات الى مفاوضات مباشرة. ورأى هذا المسؤول أنه لو كانت هذه المفاوضات قد بدأت فعلاً، لكانت إسرائيل وسوريا قد توصلتا الى اتفاق في غضون شهر أو شهرين.

 

نيابة أمن الدولة تحقق في اتهام العادلي بالتورط في تفجير القديسين 

القاهرة - وكالات : 7/2/2011 /  تقدم ممدوح رمزى المحامى ببلاغ للنائب العام يتهم فيه اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية المقال، بالتورط في تفجير كنيسة القديسين الذي راح ضحيته 24 قتيلاً وما يزيد عن 90 مصاباً ليلة رأس السنة، حسبما ذكرت تقارير أجنبية.

أحال النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، البلاغ رقم 1450 لسنة 2011 عرائض النائب العام، البلاغ إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق فيه، وسماع أقوال مقدمه ممدوح رمزى.

كشف البلاغ، نقلاً عن دبلوماسى بريطاني عن سبب إصرار إنجلترا على المطالبة برحيل الرئيس المصري ونظامه، خصوصاً أجهزة وزارة الداخلية التى كان يديرها الوزير حبيب العدلى، والسبب هو أن المخابرات البريطانية تأكدت، ومن المستندات الرسمية المصرية الصوتية والورقية، أن وزير الداخلية المصري المقال حبيب العادلى، كان قد شكل منذ ست سنوات جهازاً خاصاً يديره 22 ضابطاً، إضافة لعدد من بعض أفراد الجماعات الإسلامية التى قضت سنوات فى سجون الداخلية، وعدد من تجار المخدرات وفرق الشركات الأمنية، وأعداد من المسجلين خطراً من أصحاب السوابق، الذين قُسموا إلى مجموعات حسب المناطق الجغرافية والانتماء السياسى، وهذا الجهاز قادر على أن يكون جهاز تخريب شامل فى جميع أنحاء مصر فى حال تعرض النظام لأى اهتزاز.

كما كشفت المخابرات البريطانية أن الرائد فتحى عبد الواحد المقرب من الوزير السابق حبيب العدلى، بدأ منذ يوم 11 ديسمبر الماضى بتحضير المدعو أحمد محمد خالد، الذى قضى أحد عشر عاماً فى سجون الداخلية المصرية، ليقوم بالاتصال بمجموعة متطرفة مصرية، لدفعها إلى ضرب كنيسة القديسين فى الإسكندرية، وبالفعل قام أحمد خالد بالاتصال بمجموعة متطرفة فى مصر اسمها (جند الله)، وأبلغها أنه يملك معدات حصل عليها من غزة يمكن أن تفجر الكنيسة لـ(تأديب الأقباط)، فأعجب محمد عبد الهادى (قائد جند الله) بالفكرة، وجنّد لها عنصراً اسمه عبد الرحمن أحمد على، قيل له إنك ستضع السيارة وهى ستنفجر لوحدها فيما بعد، لكن الرائد فتحى عبد الواحد كان هو بنفسه من فجر السيارة عن بعد، بواسطة جهاز لاسلكى، وقبل أن ينزل الضحية عبد الرحمن أحمد على من السيارة، وكانت الجريمة المروعة التى هزت مصر والعالم ليلة رأس السنة الماضية.

تم توجه الرائد نفسه فوراً إلى المدعو أحمد خالد، وطلب منه استدعاء رئيس جماعة (جند الله)، محمد عبد الهادى، إلى أحد الشقق فى الإسكندرية، لمناقشته بالنتائج، وفور لقاء الاثنين فى شقة فى شارع الشهيد عبد المنعم رياض بالإسكندرية، بادر الرائد فتحى إلى اعتقال الاثنين ونقلهما فوراً إلى القاهرة بواسطة سيارة إسعاف حديثة جداً، واستطاع الوصول خلال ساعتين ونصف الساعة إلى مبنى خاص فى منطقة الجيزة بالقاهرة تابع للداخلية المصرية، حيث حجز الاثنين إلى أن حدثت الانتفاضة يوم، الجمعة الماضى، وبعد أن تمكنا من الهرب لجآ إلى السفارة البريطانية فى القاهرة حفاظاً على سلامتهما.

 

قضاة المحكمة الدولية سيعلنون قرارهم بشأن مداولاتهم في 16 شباط 

نشر موقع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بياناً قال فيه "ان الجلسة التي عقدتها غرفة الاستئناف للنظر في المسائل المتعلّقة بتفسير القانون الواجب التطبيق أمام المحكمة الخاصة بلبنان انتهت، وسيجتمع القضاة في غرفة المذاكرة ومن المتوقّع أن يعلنوا قرارهم في جلسة علنية تُعقد يوم الأربعاء بتاريخ 16 شباط 2011".

 

الجميّل: نحن أمام مأزق وباب مسدود.. وحكومة أحاديّة فيها إلغاء لدور رئيسي الجمهوريّة والحكومة

أكد رئيس حزب "الكتائب اللبنانيّة" الرئيس أمين الجميّل أنّه "منذ نشوء الأزمة الوزارية الراهنة كنّا قد أخذنا على عاتقنا اعتماد سياسة اليد الممدودة في اتجاه الجميع، وإعطاء فرصة للرئيس المكلّف لتشكيل حكومة شراكة وطنية". وأضاف: "في كلّ المساعي التي قمنا بها توخّينا أخذ هواجس جميع الأفرقاء وتوفير الشروط التي تؤمّن المشاركة في القرارات التي يُفترض أن تتخذها الحكومة المقبلة".

الجميّل، وفي مؤتمر صحافي، قال: "لقد كنا أوّل من سعى لفتح فجوة في الجدار المسدود عبر إجراء مشاورات بالتنسيق مع حلفائنا مرتكزين على الإنفتاح والإعتدال اللذين عبّر عنهما الرئيس نجيب ميقاتي لدى تكليفه تشكيل الحكومة". وتابع: "يدنا لا تزال ممدودة إذا كانت هناك نيّة في معاودة الإتصالات، والسؤال هنا موجّه إلى فريق 8 آذار الذي كان له منطقه في الديمقراطية التوافقية وكان يعتقد ان هذه القرارات يجب ان تؤخذ بالتوافق".

ورأى الجميّل "أننا أمام مأزق وباب مسدود، وعلى كل واحد أن يتحمّل مسؤوليته ولا نعرف إذا كان هذا الأمر يخدم مصلحة البلد ومصلحة هذا الفريق بالذات الذي يدفع البلد في هذا المنحى ولكن عليه أن يتحمّل مسؤوليّة تداعياته"، مشدّداً على أنّه "في السياسة لا يمكن أن نقول أنّ الأبواب "مسكرة" (مغلقة)، ولكن في هذه اللحظة بعد كل الإتصالات التي تمّت بالتفاهم والتواصل الدائم مع قوى 14 آذار لم نستطع التوصّل إلى حلٍ يُحقّق المصلحة الوطنية والوفاق الحقيقي كما نحن ننظر إليه".

وإذ أعرب عن أسفه في الوصول "إلى هذه النتيجة بعد كل هذه النوايا الطيّبة التي أبديناها وقبولنا بالأغلبيّة الجديدة بكل موضوعيّة ونيّة طيّبة"، حذّر الجميّل "من السير في هذا المسار وأن تتشكل حكومة أحادية الطرف، الحكومة التي تفرض رأيها على الجميع". وقال: "لقد رأينا ما يحصل من حولنا ونحن بغنى عن أن نعيش هذا النوع من الأجواء حيث الحكومة أحاديّة، خصوصاً أننا نعرف ما هو رأي شريحة كبيرة من اللبنانيين وما هي وجهة نظرهم وتوجّهاتهم والذي عبّروا عنه خلال الانتخابات، وهذا المسار لن يخدم مصلحة البلد".

واعتبر الجميّل أنّ "حزب الله" هو الطرف الأفعل الذي يتحكّم بمفاصل اللعبة وله التأثير الأوّل على مجرى الأمور"، شاكراً في الوقت عينه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقال: "أنا شاركته في الرأي عندما قال إنّه يريد شراكة حقيقية ويبقى أن نتفق على معنى الشراكة"، ولفت إلى أنّ "ما يُعرض من قبل المعارضة لا يخدم على الإطلاق ولا يُحقق مبدأ الشراكة كما نفهمها نحن وليس كما يفهمها الرئيس بري". وتمنّى لو أنّ "الرئيس بري يتقيّد بما اتُفق عليه في الدوحة، فهناك على الأقل بندين نسأل بري عن تنفيذهما وهما عدم استعمال السلاح في الداخل، وقد استعمل أكثر من مرّة، والبند الآخر التزام من الجميع عدم الإستقالة من الحكومة، فنسأله كيف يفهم انسحاب وزراء المعارضة في ذلك الوقت بينما اتفاق الدوحة يمنع ذلك، ونتمنى على بري أن يجيب هو على هذا السؤال وألا يحوّله إلينا".

وعمّا يُحكى عن اجتماع سيُعقد مساء اليوم مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ورئيس كتلة "المستقبل النيابيّة" الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذيّة في "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، قال الجميّل: "نحن كنا على تواصل دائم (مع الحريري والسنيورة وجعجع) وعلى اتصال واسع مع كل الأطراف، ولا يقتصر التواصل على هؤلاء الأقطاب ولا لزوم للقاء ليلي فنحن على تواصل دائم مع الجميع". وبالنسبة لموقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان من حكومة أحادية، أجاب الجميّل: "نحن التقينا فخامة الرئيس مرّات عدة خلال الفترة الماضية وأبلغناه أنه حرصاً على صلاحياته ودوره يجب أن يتولّى هو خلال الفترة المقبلة السعي إلى حكومة وفق التقاليد الأخيرة تجمع كل الأطراف ليحفظ دوره، لأنّ حكومة أحاديّة الجانب تعطّل دور رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لأن طبخ كل القرارات في المطابخ الحزبيّة ووضعها أمام الحكومة من دون أي إمكانيّة للإعتراض عليها أو دراستها أو التصويت عليها يكون فيه إلغاء لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة".

 

توتر بين ميقاتي وفرنجية ومشاورات صعبة مع عون

موقع تيار المستقبل/ذكرت صحيفة "الأخبار" الصادرة اليوم (الاثنين) أن توتراً يسود العلاقة بين فردان وبنشعي أيضاً، إثر الإطلالة التلفزيونيّة لزعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجية عبر برنامج "كلام الناس"، إذ رأى مقرّبون من ميقاتي أنّ "فرنجية تطرّق إلى قضايا كان يفترض به تجنّبها"، مؤكدين أن "العلاقة سترمّم، فلا شيء يصعب إصلاحه إذا عرف كل طرف ما له وما عليه". وذكرت "السفير" الصادرة اليوم (الاثنين) أن الاتصالات المكثّفة التي ساهم فيها أكثر من طرف، بعيدا عن الأضواء قد أفضت إلى معالجة عدد كبير من مطالب النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية، وإلى اقتناع الرجلين بتسهيل مهمة الرئيس المكلف. وأوضحت مصادر "الحياة" ان الرئيس نجيب ميقاتي يصر على عدم إشراك وزراء، خصوصاً من السنّة، يمكن ان يشكّلوا تحدياً أو استفزازاً لـ "تيار المستقبل"، مشيرة الى ان إصرار عون على ان يتمثل بحقيبة سيادية (الداخلية) لا يلقى تجاوباً من بعض حلفائه، إضافة الى ان لدى معظم الأطراف رغبة في ان تكون من نصيب أحد الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية.

 

لبنان رهينة الحزب الحاكم 

موقع تيار المستقبل/القواسم المشتركة بين الحركات الثورية المتنقلة بين العواصم العربية ليست محدودة بالعوامل الظاهرة اقتصادية كانت او اجتماعية، بل يربط بينها ايضا هدف الاطاحة بالاحزاب الحاكمة. هذا السيل المتسرب من ساحة عربية الى اخرى ينذر بأنه سيجرف كل حزب يهيمن بالقوة على رأي المواطنين. في الحالة اللبنانية لا توجد مبررات كثيرة تنفي الاعتقاد بأن حزب الله المهيمن على القرار المحلي بقوة السلاح يمثّل صورة الحزب الحاكم سواء في مصر او في تونس او غيرهما، فالممارسة تكاد تكون متطابقة من حيث الفوقية التي يتعامل بها الحزب مع سائر المكونات في المجتمع اللبناني. من الدروس المستفادة مما يجري حاليا في المنطقة ان كثيرا من الانظمة بادرت لتصلح ما افسدته خلال سنوات سطوتها على الحكم، ولأن الامر بهذه الخطورة اتخذت الانظمة الخائفة على مصيرها سلسلة خطوات تقيها وإن لفترة شرّ التحرك الشعبي، وتمد في عمرها ما أمكن. فهل يستفيد الحزب الحاكم (حزب الله) ويجري تغييرا ما في سياساته إزاء اللبنانيين؟ ربما ستدرك قيادة الحزب ان الثورة الشعبية اللبنانية على ممارستها آتية وإن تأخرت، وهي ان لم تستوعب شيئا من الدرسين التونسي والمصري واصرت على الذهاب بعيدا في احلام يقظة ينادي بها "المرشد"، فستجد نفسها وسط حشد مليوني يجبرها على التراجع واعادة حساباتها، ولعل في مشهد ساحة الحرية يوم 14 آذار 2005 ذكرى تنفع المستكبرين. 

 

ميقاتي لم يكن راغباً بالتكليف وقد يعتذر إذا استمرّت الضغوط عليه

الشفاف/نقلت اوساط رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي عدم تفاؤله بإمكان تجاوز العقبات التي بدأت تنتصب في وجه تشكيلته الحكومية. وأشار مقربون من ميقاتي أنه في الايام الاولى التي اعقبت تكليفه كان متفائلا بسبب الوعود التي أعطيت له بتسهيل مهمته، إلا أن هذه الوعود بدأت بالتلاشي نتيجة الاجندات التي بدأت قوى 8 آذار بفرضها عليه، عبر وسائل الإعلام، وفي الاجتماعات المغلقة بينه وبين قيادات 8 آذار، وخصوصا من النائب ميشال عون. وقال المقربون ان اجتماع عون - ميقاتي الاخير كان عاصفا على الطريقة الميقاتية، بحيث لم يبد الرئيس المكلف اي استجابة للشروط العونية. في الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم حزب الله وئام وهاب ان امام الرئيس المكلف مهلة شهرين، وفي حال لم ينجح في تشكيل الحكومة عليه أن يعتذر عن التشكيل، في حين طالبه الوزير سليمان فرنجية بتشكيل حكومة من الوزراء "القبضايات الزعران" ، وطالبه آخر بإدراج بند شهود الزور وفك إرتباط لبنان بالمحكمة الدولية :اول بند على جدول أعمال الحكومة التي لم تتشكل بعد.!.....

مصادر لبنانية واكبت عملية تكليف الرئيس ميقاتي اعتبرت ان الرئيس المكلف قد يعتذر عن تشكيل الحكومة، إذا ما استمرت الضغوط عليه، من جانب الفريق الذي سمّاه. خصوصا أن ميقاتي لم يكن في وارد قبول التكليف حتى قبل عشرة أيام من تكليفه، حين فاتحه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بشأن تسميته لتشكيل الحكومة المقبلة، فرفض معتبرا أن لا دور سياسيا له في هذه المرحلة.

وتذكّر المصادر ان قوى 8 آذار، إثر رفض ميقاتي الأوّلي، اتجهت نحو الرئيس عمر كرامي وبدأت العمل على تسويق تكليفه. إلا أن المفاجأة كانت في موقف اللقاء الديمقراطي السابق، الذي عاد رئيسه وليد جنبلاط من زيارة لدمشق، حاملا موافقة القيادة السورية على إعادة تسمية الحريري. وهذا ما صرّح به جنبلاط عقب عودته من سوريا. ولكن مفاجأة ثانية أتت من حيث لم يتوقع جنبلاط ولا دمشق، من جانب حزب الله الذي أبلغ القيادة السورية رفضه عودة الحريري الى رئاسة الوزراء مهما كانت النتائج. وأعقب التبليغ الحزب الالهي لدمشق، عشاء أمني في منزل جنبلاط، تم إبلاغه فيه صراحة، أن 7 أيار سيكون نزهة في حال تمت إعادة تسمية الحريري ليشكل الحكومة، الامر الذي دفع بكل من وليد جنبلاط، وسوريا لإعادة درس الموقف، وهنا تشير المعلومات ان دمشق أبدت خشيتها من إنفلات زمام الامور في لبنان، واتفقت مع جنبلاط على تسمية ميقاتي، حيث تم استدعاؤه الى دمشق والزامه بقبول التكليف، الامر الذي حصل بعد إتصال جنبلاط بميقاتي، حيث أبلغه فيه دعمه لترشيحه إنقاذا للسلم الاهلي في البلاد.

وتضيف المصادر أن ميقاتي الذي كان رافضا لتجرع كأس التكليف بالشكل الذي حصل فيه، ليس مستعجلا لحرق أصابعه في تشكيلة حكومية ، لا تعبر عن وسطيته التي ما انفك يصرح بالتزامه بها منذ إعلان تكليفه. وهذا فضلا عن النصائح العربية والغربية والاقليمية التي بلغت مسامعه من ان لا مصلحة له في خلق إشتباك مع زعيم السنة في لبنان الرئيس سعد الحريري، الامر الذي زاد من تعقيدات مهمة ميقاتي.

والى ما سبق يشير المقربون من الرئيس المكلف الى انه لم يغب عن باله حجم الاضرار التي ستلحق بمصالحه وبمصالح عائلته والاستثمارات التي لديهم داخل وخارج لبنان، في حال أقدم ميقاتي على تنفيذ أجندة قوى 8 آذار، لجهة وضع لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي، خصوصا في شأن المحكمة الدولية. ويدرك الرئيس المكلف ان عواقب هذا الامر ستكون كارثية عليه وعلى ثروة العائلة، في حال قرر مجلس الامن وضع رئيس حكومة لبنان ووزرائه تحت البند السابع نتيجة رفضهم تنفيذ قرارات دولية صادرة عن مجلس الامن.

إنطلاقا من جميع هذه المعطيات لا يبدو ان مهمة الرئيس المكلف ستتكلل بالنجاح. والاحتمالات الارجح حسب ما يشير مراقبون في بيروت ان يتجه ميقاتي الى كسب مزيد من الوقت لتليين مواقف قوى 8 آذار. وفي حال الفشل قد يتجه الى الاعتذار عن تشكيل الحكومة، مما يعيد الاوضاع في البلاد الى المربع الاول الذي سبق تكليفه.

 

فجرها كاسيزي

يقال نت/طرح رئيس محكمة لبنان أنطونيو كاسيزي في " الجلسة التقنية"، التي انعقدت بعد ظهر اليوم، اكثر المواضيع الإشكالية في محكمة لبنان وتتصل بمسؤولية الرئيس عن مرؤوسيه وطلب كاسيزي في أسئلة مهمة ، لا يقصد بها احد محدد، عما يجب فعله بجنرال تغاضى عن جريمة إرهابية عرف بأمر وقوعها  وبعد وقوعها تغاضى عن الإبلاغ عن مرتكبيها؟

 

سيّدي... الرئيس

 كتبها فارس خشّان/يقال نت

يمر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بواحدة من أدق مراحل حياته السياسية، على الإطلاق، لأنه في ضوء ما سيُسفر عنها سوف "تُبتر" ولايته الدستورية أو تستمر!

ويحاول الرئيس سليمان، منذ مدة قصيرة، أن "يلتف" على الهجوم المنظم الذي يستهدف ولايته الرئاسية، مسترشداً بالدعوة الحكيمة إلى وجوب "الانحناء أمام العاصفة".

ويدرك رئيس الجمهورية أن "التفاهم" الأخير المبرم بين "حزب الله" من جهة أولى وبين العماد ميشال عون من جهة ثانية،  يقوم على معادلة بجناحين:

الجناح الأول: يقضي بإطاحة الرئيس سعد الحريري كخطوة ضرورية للإطاحة بالمحكمة الخاصة بلبنان.

الجناح الثاني: يقضي بإطاحة الرئيس سليمان، مع حلول السنة الثالثة من ولايته الرئاسية وإحلال العماد ميشال عون في القصر الجمهوري، مكانه.

وجدير ذكره أن العماد عون، سعى مع انتهاء ولاية الرئيس السابق أميل لحود، وفي ظل عدم تمتعه وحلفائه يومها، بالأغلبية المطلقة في المجلس النيابي، أن يمرر حلاً وسطياً، يرمي إلى تسليم الرئاسة، إلى "رئيس انتقالي"بولاية ثلاث سنوات. وقد وافق على الطرح ، في حينه، الوزير السابق ميشال إده، فيما رفضه العماد ميشال سليمان، وكان قائدا للجيش ومرشح 14 آذار "التسووي" لرئاسة الجمهورية.

وتحفل الكواليس السياسية اللبنانية بسيناريوهات "إنهاء" ولاية سليمان بعد أشهر قليلة، وثمة من يتحدث عن سيناريوهات شبيهة بتلك التي جعلت الأكثرية تنتقل من ضفة سياسية إلى ضفة أخرى، من أجل نقل الرئاسة من ميشال سليمان إلى ميشال عون!

ووسط هذه الصورة، التي لا يكتنفها أدنى شك، تنطلق عملية وضع الخطة "الإنهائية"  موضع التنفيذ، وقوامها إضعاف الرئيس سليمان على مستويات عدة ، منها:

أولاً:  تجييش "معامل الإنتاج" لإغراق الصالونات اللبنانية، بشائعات عن "فساد" في الحاشية الرئاسية. وما الشائعات التي جرى "تسويقها رسميا" عن نية سليمان توزير أحد صهريه ، سوى "عيّنة" بسيطة من "الموجة" الرائجة حاليا في أروقة "داعمي" عون.

ثانياً: انتزاع عوامل القوة التنفيذية من يد رئيس الجمهورية، بحيث يتم التعاطي معه، على قاعدة "العاجز"، فيُنهي سنته الرئاسية الحالية، أضعف بكثير مما أنهى الرئيس السابق أميل لحود، ولايته الرئاسية الممددة. ويتم ذلك، من خلال تقليص وجوده في الحكومة،في مقابل إلقاء عبء القرارات "غير الأخلاقية " وغير الإجماعية، على عاتقه، لأنه سيكون رئيساً للجلسات الحكومية المقررة، من دون التفات إلى رأيه، طالما أنه لا يتحكم بمعادلة التصويت.

ثالثاً: الضغط عليه في المرحلة الحالية، من أجل إسقاط "حصانته" في شارع 14 آذار عموما ولدى الأطراف السياسيين الأقوياء في هذا الشارع خصوصا، من خلال "إقناعه" بأن "خلاصه" من "بتر" ولايته الرئاسية إنما يمر، بتكريس الانقلاب الحاصل دستوريا، الذي ساهم سليمان به، يوم قرر، قبل تمكن النائب وليد جنبلاط من استكمال استدارته وقبل "إخراج" اسم نجيب ميقاتي من  قبعة "رثاء" الرئيس عمر كرامي، إرجاء الاستشارات الرئاسية التي كانت ستُبقي الأكثرية النيابية أكثرية سياسية مقررة!

رابعاً: إبعاد الرئيس سليمان عن حلفائه "الدائمين" الذين يشكلون بوسطيتهم صلة وصل مع "وجدان" الرابع عشر من آذار، كما هي حال نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الحالي الياس المر، وإغراقه بوسطيين يشكلون صلة وصل مع طموحات قوى الثامن من آذار، كما هي عليه وضعية الوزير السابق ناجي بستاني.

ومن يدقق بوضعية رئيس الجمهورية السياسية الحالية، يدرك أنه يسير بخطى وطيدة إلى "بؤرة الرمال المتحركة" ويلبي بسرعة الدعوة إلى المائدة المسمومة!

وفي سياق ما يسميه حتى أقرب المقربين إليه بمحاولة شراء الوقت، بدأ رئيس الجمهورية يسقط القواعد التي رسخته "توافقياً" و" وسطياً".

وتتجلى هذه المسيرة الجديدة، بدعوته المتكررة إلى الإسراع بتشكيل حكومة "أكثرية"، بعدما كان منذ وصوله إلى القصر الجمهوري- حين كانت الأكثرية لمصلحة 14 آذار- يعلن أنه لا يوقع على مرسوم تشكيل حكومة، لا تكون حكومة وحدة وطنية.

بطبيعة الحال، لا يتحدث الرئيس سليمان، عن حكومة أكثرية بهذه الفجاجة، بل يتحدث عن تشكيل حكومة وفق "قواعد الديمقراطية"، أي الأكثرية تحكم لتعارض الأقلية.

كما أن رئيس الجمهورية تأثّر سلبا بما ورد على لسان الوزير الياس المر، في إفادته للجنة التحقيق الدولية المسربة أجزاء منها، وبالتالي خطا خطوات أساسية نحو مقاطعة فئة مسيحية موالية له، مائة في المائة. ورئيس الجمهورية يتحضر لتغطية قرارات غير شعبية على الإطلاق، ومن بينها تحصين سلاح حزب الله الذي ازداد "دنسه" بسبب تجديد التهديد به لتغيير معادلات داخلية. كيف يواجه رئيس الجمهورية؟ المسألة تحتاج إلى مصارحة. الرئيس سليمان أمام تحدي إدراك جملة حقائق من بينها اثنتان جوهريتان:

أولاً: ضرورة مراعاة وجدان جمهور 14 آذار، الذي، إن استكان للحظة أو صدم للوهلة، فإنه عائد حتما إلى المواجهة لمصلحة تطلعاته وأحلامه.

هذه المراعاة لا تكون بوقوف سليمان إلى جانب تطلعات هذه الشريحة الواسعة من اللبنانيين، بل بوقوف سليمان، في تشكيل الحكومة الحالية إلى جانب مبادئه، فلا يوقّع إلا على حكومة تراعي الوحدة الوطنية والديمقراطية التوافقية، حتى ولو كان المدخل إلى ذلك اعتذار الرئيس ميقاتي، ليعود، إن رفض الرئيس سعد الحريري ترؤس حكومة "التعطيل" و"حماية السلاح غير الشرعي"، إلى رئاسة الحكومة، بالتوافق وليس بمعركة يديرها له "حزب الله".

ثانياً: إبقاء الرئيس سليمان تواصله مع "داعميه" على الساحة المسيحية وفي مقدمهم الياس المر، لأن كلام المر، في التحقيق لم يكن معداً للإعلام بل كان حصرياً للتحقيق، حيث إعلان ضعف القائد العسكري، في ظل نظام أمني مشتبه بتورطه بواحدة من أفظع جرائم السلم الأهلي، هو "خدمة" وليس إهانة! وتجدر الإشارة إلى أن تسريب الإفادات المسجلة لم يكن يهدف إلا إلى تفرقة "الحلفاء" من أجل التمكن من ضربهم ، واحداً واحداً، على اعتبار أن هناك استحالة لضربهم، إن كانوا رزمة واحدة. الأيام المقبلة تحدد وجهة الرئيس سليمان! رجاء كثيرين أن تكون في اتجاه ترك بصمات خالدة في لوحة التاريخ!

 

ديكتاتورية الفرعون وديكتاتورية الولي الفقيه.. مصر لخامنئي: لا تتدخل...!

بيروت – "المحرر العربي"/اتهمت هيئات شبابية إيران بأنها، بمواقفها، إنما تسعى الى تخريب انتفاضة الشعب المصري... وخلال مناقشة للخطاب الأخير لمرشد الجمهورية آية الله خامنئي، ظهرت آراء حادة ضد "التدخل الايراني"، ومن بين هذه الآراء "اننا لا نريد أن نبدّل ديكتاتورية الفرعون بديكتاتورية الولي الفقيه"، حتى أن أحد ممثلي حركة "الإخوان المسلمين" لم يتردد في القول ان خامنئي قدّم أكبر خدمة للنظام من خلال تصريحاته... أضاف: ليكن معلوماً أن التنويع السياسي في مصر هو ركيزة أساسية من ركائز المجتمع، ومن دون أن يفكر أحدنا بإقامة جمهورية إسلامية لا على الطراز الإيراني ولا على الطراز الآخر"، ليقول أنّ مسؤول العلاقات الخارجية في الجماعة بعث ببرقية الى المرجعية الإيرانية تمنّى فيها على هذه المرجعية ترك مصر وشأنها لأن إظهار الدعم بتلك الطريقة الانتقائية والفجّة إنما ينعكس بصورة سلبية للغاية على مسار الانتفاضة.

 

14 آذار/مارس: 14 وزيراً.. الحكومة غداة الذكرى السادسة للاغتيال..

*الحريري يجمع نجوم المعارضة الجديدة: ما رأيكم؟

*بيان وزاري "انسيابي" حول الملفات الساخنة

*عون: الجمل من ثقب الإبرة... والكتائب لن ينتحر

*"حزب الله" يتوسط لحل مشكلة... الداخلية

بيروت – نبيه البرجي

حكومة قبل 14 شباط/فبراير أم بعده؟ رئيس المجلس النيابي نبيه برّي قال خلال أسبوع إذا لم تحدث مفاجأة. وأصحاب الأعصاب الباردة في قوى 8 آذار/مارس يقولون بإعلان التشكيلة، ولو بعد ساعة، من إحياء الذكرى السادسة لاغتيال رئيس الحكومة السابقة رفيق الحريري... وهؤلاء يقولون ان المعارضة الجديدة تراهن على صدور مراسيم التشكيل قبل يوم السبت المقبل لكي تصب جام غضبها عليها، وهذا ما يحتاج الى بعض "الذكاء التكتيكي"، أي إبقاء الوضع مبهماً بحيث تمرّ الذكرى بصورة روتينية، ومن دون أي هزات دراماتيكية..

القرار الظني

لكنهم في 14 آذار/مارس يقولون انهم متنبّهون جيداً لذلك. وعلى هذا الأساس، فإن المهرجان الكبير سيكون في الذكرى السادسة لاندلاع "ثورة الأرز"، مع التوقف عند هذه الإشارة الرمزية، إذ ان الموعد هذا العام هو يوم الإثنين، أي انه مماثل لليوم الذي حدث فيه الاغتيال. وحينذاك يكون القرار الظني قد خرج من مكتب قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين، باعتبار أن المدعي العام دانيال بيلمار سلّمه في 17 كانون الثاني/يناير، وأمام فرانسين ما بين الستة والعشرة أسابيع للتدقيق فيه وإعلان موقفه منه، أي ان الموعد الأقصى لخروجه الى النور هو 22 آذار/مارس المقبل. والمرجح ألا ينتظر القاضي البلجيكي حتى الأسبوع العاشر، فيما 14 آذار/مارس يقع في الأسبوع الثامن، وهو موعد منطقي لإخراج القرار الظني الى الملأ... يضاف الى ذلك، ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تكون قد وضعت بيانها الوزاري، وحصلت على الثقة، وهو ما يجعل أي معركة سياسية ذات معنى، خصوصاً وأن محتوى القرار سيخلق حالة تعبوية، على المستويين السياسي والسيكولوجي، كما أن البيان الوزاري يمكن أن يستخدم مادة للاعتراض، حتى وإن قال انه سيعتمد "لغة انسيابية" بالنسبة الى الملفات الساخنة، لا سيما ملفي المحكمة الدولية والسلاح.

من يزحزح لاهاي؟

غير أن ميقاتي كان شديد الوضوح، فأحد لا يستطيع زحزحة محكمة لاهاي التي أنشئت بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1757، وعلى أساس الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، كما أن أحداً لا يستطيع الحيلولة دون خروج القرار من مكتب فرانسين، حتى ولو أكدت مصادر ديبلوماسية وثيقة الاطلاع ان هناك جهات داخلية وخارجية تحاول تسويق فكرة الإرجاء، من خلال طلب معلومات اضافية، وهو أمر عسير للغاية لأن الذين يواكبون عمل المحكمة يؤكدون أن بيلمار صاغ قراره بصورة مُحكمة للغاية لا تسمح للشك أو للتشكيك بالتسلل من أي من النقاط، أو تسويق فكرة الكشف الجزئي عن القرار وترك الأسماء الى المحكمة التي ستباشر عملها في شهر حجّة المسوّقين، فهي ان القرار يمكن أن يعرّض سلامة البلاد للخطر. لكن هذا كان قبل أن تمسك المعارضة (السابقة) بالسلطة، وحيث باتت هي من يتحكم بآلية التعامل مع أي طلب يتقدم به رئيس المحكمة انطونيو كاسيزي، أو ربما مجلس الأمن، بالقبض على عناصر وردت أسماؤهم في لائحة الاتهام..

الأضواء في القاهرة

لكن ميقاتي يتصرف على أساس أن لبنان تجاوز، بصورة أو بأخرى، أصداء القرار الظني، إلا إذا كانت "الأدلة القاطعة" لن تتوقف عند عناصر "حزب الله" الذين تم تداول أسمائهم، فماذا لو ذهبت الأدلة يميناً ويساراً، وماذا لو ذهبت صعوداً، وصولاً الى الأعلى وربما من هو أعلى من الأعلى؟. الآن؟، الأضواء الدولية خافتة على الخشبة اللبنانية. كل الأضواء مركزة على ميدان التحرير في القاهرة، والمحلّلون اللبنانيون يعتقدون ان الوضع في مصر سيطول ويطول، بحيث ان الأحداث اللبنانية مهما كبرت لن يكون لها أي وقع خارجي...

هذا هو الرهان على ولادة الحكومة بصورة هادئة، من دون اللجوء الى أي عملية قيصرية، فميقاتي أصبح في أجواء رفض قوى 14 آذار/مارس المشاركة في الحكومة، وبعدما غلبت على المناقشات داخل حزب "الكتائب" فكرة "عدم الانتحار"، وأيضاً بعدما ظهر من المداولات ان إقدام رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون على تضخيم شروطه التي وصفها مرجع بارز في الأكثرية الجديدة بأنها أشبه ما تكون بمحاولة إدخال الجمل في ثقب الإبرة، يرمي بالدرجة الأولى الى إغلاق الباب أمام حزب "الكتائب"، كما أمام "القوات اللبنانية"، وصولاً الى الوزير بطرس حرب الذي هزم صهره الوزير جبران باسيل في المعركة الانتخابية في قضاء البترون في حزيران/يونيو 2009.

فضيحة الخال

وبالمناسبة، أشارت المعلومات الى أن عون الذي اعتمد أسلوب عدم ترشيح نائب لمنصب وزاري، حاول الخروج عن هذه القاعدة بتوزير ابن شقيقته النائب آلان عن، وهو ما أحدث صخباً داخل الهيئات القيادية للـ"التيار" التي اعتبرت ان مثل هذه الخطوة تشكل فضيحة عندما يتم توزير الصهر وابن الأخت، فيما "التيار" يزخر بأصحاب الكفاءات و"التضحيات" الذين طالما انتظروا طويلاً للوصول الى الحقيقة (والحقبة) الذهبية.. وتؤكد المعلومات ان الاتصالات بين حارة حريك، حيث مقر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله والرابية، حيث مقرّ عون، قد نشطت من أجل تبريد "الرأس الساخن دوماً"، أي عون، خصوصاً في ما يتعلق بمطالبته بحقيبة الداخلية الشديدة الحساسية، فالحزب لا يريد أن يفتح معركة مجانية مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يريد أن تبقى هذه الحقيبة في يد الوزير زياد بارود، وهذا ما يعوّض نسبياً عن "الصلاحيات الضائعة" للرئيس، ومع اعتبار أن هناك من يصف الداخلية بأنها "جمهورية بذاتها" بالنظر لتشعب صلاحياتها التي تتراوح بين الأمن العام، والأمن الداخلي، وإعطاء أرقام السيارات..

غيتس ووزارة الدفاع

هذا دون أن يعني إطلاق يد رئيس الجمهورية في الوزارات التي يتسلمها، فداخل الأكثرية الجديدة حديث عن "تشدد" مع إبداء الارتياح لإبعاد الياس المر عن وزارة الدفاع، حتى ان أحد نواب "حزب الله" لم يتردد في القول "كما لو أنك تبعد روبرت غيتس، أي وزير الدفاع الأميركي، عن هذه الوزارة"، مع أن العقود المبرمة مع البنتاغون تقتصر على تقديم مساعدات هي أقرب الى الفتات اذا ما قورنت بالمساعدات التي تقدم الى بلدان أخرى بما فيها اسرائيل. والمرجح أن يتسلم الحقيبة الأرثوذكسي يعقوب الصراف، على أن يعيّن نائب الكورة السابق فايز غصن نائباً لرئيس الحكومة، وهو المقرب من رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، من دون أن يعني ذلك فقدان الأمل في محاولة أخيرة لإقتناع نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس بالعودة الى منصبه، وإن كان يخشى البعض، وفي هذا الوقت بالذات، أن يفاجأ اللبنانيون بحكومة "أصحاب المليارات".

تمام سلام

وقت الجد بدأ. قوى 14 آذار/مارس في صفوف المعارضة، وإن كان هناك داخل 8 آذار/مارس من لا يزال "يبشّر" بمفاجآت، من نوع استقطاب النائب تمام سلام، بضوء أخضر سعودي، وذلك لتأمين تغطية سنية كبيرة لحكومة عليها أن تواجه "التسونامي الحريري"، الحكومة لن تنتظر أكثر من أسبوع. إلا إذا... الكل يأخذ بالاعتبار أحداث المنطقة وانعكاساتها لبنانياً. داخل ذاك الضباب الإقليمي تتشكّل الحكومة، الظروف مثالية للأكثرية الجديدة!. الحريري عاد، وحديث عن أنه سيجمع نجوم 14 آذار/مارس ليستطلع آراءهم إن بالنسبة الى التشكيل الحكومي أو بالنسبة الى سبل التعاطي مع المرحلة المقبلة، مع أرجحية أن يتم رفض المشاركة في الحكومة العتيدة، وإن كان هناك من يرى رد الصاع صاعين، أي القبول بالمشاركة على أساس الثلث المعطل، وبذلك تشل حكومة ميقاتي كما شل الفريق الآخر حكومة الحريري الذي تشير أوساط بيت الوسط على أنه بعيد جداً عن التعامل مع الموضوع من هذه "الزوايا الصغيرة"، على أن يرص الصفوف لحملة "بونابرتية" على الحكومة.. على كلٍّ، عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري اختزل الشروط للمشاركة "المحكمة – السلاح – 14 وزيراً"، بعدما كان وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة قد طلب 13 وزيراً، أي ان قوى 14 آذار/مارس تريد، في حكومة ثلاثينية، أقل من النصف بواحد فقط. وكان لافتاً قول حوري "ان الفريق الآخر يحاول الاستعجال ليقطع الطريق على 14 آذار/مارس للمشاركة. وهذا الحلم قد يتحقق أو لا يتحقق"، ليضيف ان المشاورات لا تزال مستمرة مع ميقاتي "الذي نعوّل على كلامه".

 

عشرات العناصر من "حماس" والحزب الليبانو – إيراني والقناصين تسلّلت الى مصر وشاركت بالنار!

بيروت – القاهرة – باريس – واشنطن – "المحرر العربي"

جدّدت مرجعيات دينية وسياسية محلية واغترابية لبنانية دعواتها قوى "ثورة الأرز" للنزول الى الشوارع "واحتلالها والإقامة فيها حتى يسحب نجيب ميقاتي ترشّحه لتشكيل الحكومة السورية – الإيرانية الجديدة، تماماً كما فعلت قوى 8 آذار باحتلالها الساحات العامة في قلب العاصمة قبل أعوام وكما يفعل المصريون الآن من خلال ثورتهم ضد النظام القائم، وحتى يجري سحب سلاح "حزب الله" منه بالكامل". وقال مرجع روحي مسيحي في باريس أمس أن "الكنيسة المارونية في لبنان تشجّع أبناء ثورة الأرز المليونية للنزول الى الشوارع والطرقات والساحات واحتلالها والاقامة فيها حتى يقوم رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقيادة الجيش اللبناني والأمم المتحدة بتطبيق كامل القرار الدولي 1559 الداعي لتجريد "حزب الله" من سلاحه مع المنظمات الفلسطينية داخل وخارج المخيمات، حتى ولو أدى ذلك الى شلل الدولة التي اعتادت مثل هذه الحالات السلبية، من أجل اخراج البلد من الهيمنة السورية – الايرانية مرة واحدة والى الأبد".

تسلّل الى مصر

وكشف المرجع الروحي الماروني النقاب من باريس لـ"المحرر العربي" عن "معلومات موثوقة من مسؤولين أمنيين أوروبيين تتحدث عن تسلّل عشرات العناصر من حركة "حماس" الفلسطينية و"حزب الله" الإيراني – اللبناني من الحدود الفلسطينية المصرية في غزة والحدود الليبية الى القاهرة والمدن الاخرى مثل الإسكندرية والسويس والإسماعيلية، بينها عدد من القنّاصين شاركوا في قتل متظاهرين ضد حسني مبارك ومن المتظاهرين معه في محاولات بدأت منذ منتصف الأسبوع الماضي لتفجير حرب أهلية تمكّن الجيش المصري الثلاثاء والأربعاء الماضي من التنبّه لها والتدخل الحاسم لوقف أعمال القنص والقتل على الحواجز".

شهاب في بيروت عبر الخرطوم

وأكدت الملعومات صحة ما سرّبته قيادات في "حزب الله" في بيروت حول فرار أعضاء "خلية الحزب" من أحد السجون المصرية ووصولهم الى بيروت عبر غزة والأردن وسورية، فيما وصل رئيس الخلية... شهاب الى مطار بيروت عبر مطار الخرطوم السوداني، وأن عدداً من أفراد هذه الخلية بقي في مصر لتنظيم استقبال الجماعات الأخرى من "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"حزب الله" وتوزيعهم على المناطق والمدن والمواقع الحساسة تمهيداً لتنفيذ المخطط الإيراني الذي ساهم كثيراً في تفجير الشارع المصري في الخامس والعشرين من الشهر الماضي بواسطة عملائه في مصر ومجموعات من "الحرس الثوري" دخلت البلاد عبر ليبيا واليمن والصومال والسودان منذ تشرين الأول(اكتوبر) من العام الفائت..

دعوة المثقفين!!

ودعت فئات واسعة من المحامين والأطباء والمهندسين والصحافيين الذين قادوا "ثورة الأرز" عام 2005 بشكل فاعل من خلف الستار، "أبناء الثورة الأم في العالم العربي" (قبل تونس ومصر وما سيليهما) الى عدم انتظار قادة في 14 آذار لتقرير مسألة النزول الى الشارع في ذكرى اغتيال رفيق الحريري"، واصفة بعض هؤلاء القادة بـ"التردّد والخوف كما حدث لجنبلاط وميقاتي وميشال عون، من سيطرة "حزب الله" وسلاحه على الشارعين البيروتي والدرزي"، مميطة اللثام عن أن "هذه الفئات المثقفة الوطنية الداعمة للدولة بلا تحفظ تعمل الآن الى اختيار قيادات جديدة لـ"ثورة الأرز" تحل محل قيادات في 14 آذار ليس في قاموسها عبارات تردد أو خوف أو تراجع أو تنازل، وهي كلها صفات أوصلت "ثورة الأرز" الى ما هي عليه الآن من ضعف ووهن وانتزعت منها مكاسبها الدستورية الشرعية الحقة التي حققتها عبر الانتخابات الديمقراطية البرلمانية والبلدية والاختيارية والنقابية والطالبية رغم الهزائم التي منيت بها قوى سورية وإيران في لبنان طوال السنوات الست الماضية".

وقالت مجموعة من المحامين البارزين في اجتماع في سد البوشرية الخميس الماضي لـ"المحرر العربي": "ان دعوتنا أهلنا للنزول الى الشوارع والمدن والطرقات الدولية والساحات العامة لا تعني ليوم واحد أو يومين فقط كما درجت العادة، أو لاقتصار التجمعات بعد ذلك على المنطقة المحيطة بضريح رفيق الحريري فقط، بل في شكل مستمر حتى تحقيق شرطين أساسيين لا رجوع عنهما أولهما خروج نجيب ميقاتي من المعادلة الحكومية التي دخلها بالحيلة والغش والخداع على يد "حزب الله"، وثانيهما، لا خروج من الشوارع قبل تجريد "حزب الله" من سلاحه، مع الأخذ في الاعتبار أن دور الجيش اللبناني في الوضع الجديد لن يختلف عن وضعه الحيادي السابق الذي رافق الاعتصام في قلب العاصمة قرب السراي الحكومي طوال نيف وسنة ضد حكومة فؤاد السنيورة، كما لن يتخطّى هذا الدور دور الجيش المصري، الذي يبلغ تعداده أكثر من مليون جندي، في الحياد بين طرفي النزاع الخاص في المدن المصرية حالياً".

.. ودعوات اغترابية

وفي واشنطن صدر عن رئيس "التجمع الأميركي الشرق أوسطي للحرية والديمقراطية" الدكتور أنيس كرم البيان التالي الذي أرسل الى "المحرر العربي" في لندن: "ما يجري اليوم في بعض دول العالم من تحركات شعبية واحتجاجات صارخة ضد بعض الأنظمة وحكامها أمر طبيعي قياساً لمسار هذه الأنظمة. وما يجري خصوصاً في بعض دول المنطقة، بدءاً من السودان وصولاً الى تونس واليمن في مصر يجيء اعتراضاً على نهج تسلطي قمعي للحريات العامة، نظاماً ينتهك الديمقراطية بطريقة مقيتة.

وهذه الأنظمة التي اهتزت، أو تهتز اليوم تحت ضغط الشارع هي نموذج لحاكم مستبد لم يراعِ أبسط حقوق الانسان. ان شرعة الأمم المتحدة تضمن حق الانسان العيش بكرامة وتفرض تأمين مستلزمات العيش الحر الكريم.

انما ما جرى ويجري في هذه البلدان لا بد وأن تسري مفاعيله أيضاً على بعض الأنظمة التي ما زالت تعاند هذا التطور الطبيعي للشعوب. وما سورية إلا المثل الصارخ على هذا الواقع، فالنظام السوري حافل بانتهاك حقوق الانسان والأمثلة لا تعد ولا تحصى. فمن السجون السورية التي تعج بالسجناء السوريين السياسيين لا لسبب إلا لأن رأيهم مغاير لرأي الحاكم، أما ما يتعلق بالمجازر والتصفيات فحدّث ولا حرج، وذكرى مجزرة حماه لم تزل حية في الذاكرة. أما المثل الحي والصارخ أبداً فهو مصير مئات اللبنانيين المغيبين في أقبية السجون السورية والذين ترفض السلطة الحاكمة حتى الاعتراف بوجودهم وترفض كل مسعى من قبل الهيئات الدولية للكشف على السجون لتبيان مصيرهم.

أما في لبنان فالأمر معكوس تماماً، إذ ان فائض الحريات الذي يؤمنه النظام اللبناني التعددي، واستغلال فائض الديمقراطية من قبل فئة تلتزم أجندة خارجية أوصل البلد الى واقع مرير. فبحجّة الدفاع عن الوطن وتحت ستار المقاومة لإسرائيل وبظل الاحتلال السوري الذي كان جاثماً على صدر الوطن تسلح "حزب الله"، هذا الحزب المرتبط عضوياً ودينياً وفقهياً بإيران، والذي يعتبر أمينه العام نفسه جندياً عند وليّ الفقيه، استطاع بقوة هذا السلاح السيطرة على الحكم. فبدعم مباشر من النظام السوري، وبتغطية من النائب ميشال عون وفريقه، ارتكب "حزب الله" المجازر، ليس أقلها ما حدث في السابع من أيار الشهير، وأرعب النواب وفي طليعتهم السيد وليد جنبلاط، مما وفر له أكثرية نيابية مزورة. فبالتهديد والوعيد أزاح قوى 14 آذار من الحكم وأتى بنجيب ميقاتي لينفّذ له مخططه التسلطي، ان هذه الحكومة التي يسعى الى تاليفها نجيب مياقتي ستكون من أولى مهماتها التصادم مع المحكمة الخاصة بلبنان وصولاً الى عدم التعاون وسحب اعتراف الحكومة اللبنانية بهذه المحكمة.

ان "حزب الله"، الذي يمثل الامتداد الفكري والديني لولي الفقيه، والذراع العسكري للنظام الإيراني، يشكل خطراً مباشراً على النظام التعددي وتهديداً للديمقراطية والحريات في لبنان.

لذا إننا نطالب الرئيس ميشال سليمان، المؤتمن على الحريات والمؤسسات الدستورية في لبنان، ونطالب الحكومة الجديدة التي ستشكل بضرورة جمع السلاح من كل الميليشيات والمنظمات والأفراد. إننا نرفض وجود السلاح خارج المؤسسات الشرعية فللقوى المسلحة وحدها الحق بامتلاك السلاح، ويعود لها وحدها وفي طليعتها الجيش اللبناني حماية المواطنين والدفاع عنهم تجاه أي خطر داخلي أو خارجي، وهكذا فقط نستطيع أن نحافظ على وطننا العزيز موئلاً للحريات والديمقراطية".

 

النائب سامي الجميل: مبادرة "الكتائب" سحبت من المعارضة حجة أنهم عرضوا "الثلث المعطل" ونحن قاطعنا 

رأى عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل أنَّ "كل المفاوضات الماضية حول "السين ـ سين" وغيرها، كانت سبباً أساسياً للوصول إلى ما وصلنا إليه الآن"، مؤكداً أنَّ "هناك أموراً غير قابلة للتفاوض والمساومة وبالأخص موضوعي السلاح والمحكمة"، وموضحاً أنَّ "مجرد القبول بالمفاوضة على المحكمة أوصلنا إلى هذه المرحلة".

الجميل، وفي حديث لقناة "mtv"، قال: "لقد تم نسف كل المعايير الدستورية منذ إتفاق الدوحة، ولكن طالما أنَّ الأمور تمشي في الوقت الحالي بهذه الطريقة إذاً فليطبقوا المعايير التي طالبوا هم بها على أنفسهم وليعطونا نحن الذين بتنا أقلية نيابية اليوم "الثلث المعطل"، كما طالبوا عندما كانوا أقلية نيابية بهذا الأمر. وكل ما نطلبه أن يعطونا "الثلث المعطل" وأن يأخذوا الحقائب الوزارية التي كان يتولاها ممثلونا في الحكومة السابقة ويعطونا الحقائب الوزارية التي كانت مع ممثليهم". ونبّه الجميل إلى أنَّ "تشكيل حكومة أحادية ذاهبة بإتجاه مناهضة القرارت الدولية وتعيينات فردية وأخذ البلاد في إتجاه واحد هو أمر غير مقبول"، مشيراً من جهة ثانية إلى أنَّ "هناك أكثر من 700 منصب شاغر في الدولة اليوم، وإذا جاءت حكومة أحادية وإتخذت قرارات ملء كل هذه الشواغر بأشخاص يدينون بالولاء لسياساتها، فهذا يعني أنَّ الدولة إنقلبت من مكان إلى مكان آخر لمدة عشر سنوات على الأقل". ولفت الجميّل إلى أنه "لو لم يتّخذ حزب "الكتائب" المبادرة الحالية للتفاوض مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لكانت قوى "14 آذار" ذاهبة حتماً باتجاه مقاطعة المشاركة في الحكم ولكنا أعطينا حجّة للمعارضة وفرصة ليقولوا إنهم عرضوا علينا "الثلث المعطل" ونحن رفضنا، ولكن عبر مشاركة "الكتائب" في جهود تشكيل الحكومة حمّلناهم مسؤولية الإقصاء عبر مبادرتنا، وإذا الأكثرية الحالية أرادت أن تشكل حكومة احادية يجب أن تأخذ هي هذا القرار عبر رفضها لشروط انضمامنا إلى الحكومة".

وختم الجميل بالتأكيد أنه "ليس مرشحاً لتولي اي حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة".

 

سمير فرنجية: التحركات الشعبية العربية تذكرنا بساحة الحرية 2005 وميقاتي غير مقتنع بوسطيته وسيدفع اكلافا لاحقة 
٦ شباط ٢٠١١ /موقع 14 آذار/رأى عضو قوى "14 آذار" النائب السابق سمير فرنجية في حديث خاص الى موقع المستقبل الالكتروني ينشر غدا (الاثنين) ان الصورة في ميدان التحريري بالقاهرة مستمدة من مشهد التحوّل التاريخي الذي كان في ساحة الشهداء يوم 14 آذار عام 2005، مؤكدا ان سوريا تعيش وضعا صعبا جداً بدليل الكلام عن الاصلاحات وزيادة الرواتب بما يدل على الخوف الحاصل الذي يعتري السلطة هناك. وقال "الشعوب العربية تخوض معركة ديموقراطية "وهذا تحول تاريخي سينعكس على الفريق الاخر في لبنان الذي يحكي بالممانعة وما حصل في مصر مرشح ان يحصل في ايران وفي سوريا". داخليا، شدد فرنجية على ان قوى "14 آذار" لن تشارك في الحكومة المقبلة، اعتبر ان الاغلبية المستحدثة تعيش ازمة داخل صفوفهاً، موضحا ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يعلم ان القبول بتكليفه خطوة غير شعبية، وقال: "هذه من ضمن الاكلاف التي يدفعها ميقاتي مقابل وصوله الى الرئاسة الثالثة، وهذا سيكون اقل من التكاليف التي سيتكبدها لاحقا". وتطرق فرنجية الى يوم الغضب، فأكد ان هذا اليوم كسر عند الناس حاجر الخوف الذي لم يعد موجوداً في معسكر واحد، اضاف: "الخوف تعمم".

وفي ما يلي نص الحوار :

سئل: كيف تصفون ما جرى من احداث منذ استقالة وزراء المعارضة واقصاء الرئيس سعد الحربري حتى اليوم؟

اجاب: "ما جرى هو نوع من الانقلاب اولاً على كل الاتفاقات التي جرت من طاولة الحوار الى اتفاق الدوحة. ما يعني ان استقالة الفريق الآخر غير شرعية. انقلاب الوزير الوديعة الموجود في حصة رئيس الجمهورية (عدنان السيد حسين) هو انقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري. فريق "8 آذار" مارس سلسلة من الانقلابات وعندما اعتبر ان هذا الانقلاب السياسي غير كافٍ لإحداث التغيير المطلوب قام بنوع من الانقلاب الميليشياوي". وقال: "القرار الاتهامي هو السبب في التحول الحاصل في الموقف السوري وموقف "حزب الله"".

سئل: لكن هل تعتقدون ان هذه هي الطريقة الامثل لمقاربة "حزب الحاكم" (حزب الله) للمحكمة؟

اجاب فرنجية: "هذه ليست طريقة لمواجهة القرار الاتهامي. الطريقة هي ان يتصرف "حزب الله" مثل سوريا، اي ان يسمي مكتب محاماة للدفاع عن نفسه ويقود معركته في هذا الاطار.

سئل: الى اي مدى سيؤثر هذا الانقلاب على عمل المحكمة؟

اجاب: "هذا الانقلاب لن يؤثر على سير المحكمة والطلب تحت الضغط من لبنان بأن يسحب التزامه من المحكمة لن يعطل عملها. بالتالي هناك معركة تخاض قد تعبّر عن ازمة الفريق الذي يخوضها لكن من دون اي افق، فيما يتعلق على الاقل بالمسألة الاساسية التي تسببت بهذه المعركة وهو القرار الاتهامي. بالتالي نحن نشهد هو نوع من الهروب الى الامام".

فرنجية قال: "خلال فترة طويلة من اتفاق الدوحة الى اليوم، كان موقف "14 آذار" استيعابياً وموقف الباحث عن حل معقول للأزمة المستمرة، وربما بهذا المناخ ارتكبت اخطاءاً لناحية تقديم تنازلات للفريق الآخر لناحية طمأنته وإشراكه في البحث عن القرار".

سئل: لكن الى اي حد اثرت هذه التنازلات على "14 آذار"؟

اجاب فرنجية: "هذه التنازلات اثرت على "14 آذار" ووضع جمهورها، كما ان الفريق الآخر تصرف بسلبية، لكن انقلاب الفريق الآخر ليس من موقع قوة بل يعبر عن ازمة وليس عن ارتياح وقوة".

اضاف: "ان قوى "14 آذار" في الحكومة السابقة كانت تتحمل مسؤولية الحكم لكن الفريق الآخر عطّل قدرتها. فهو كان موجوداً في الحكومة يعطل سيرها وفي الوقت عينه كان في المعارضة. وبالتالي الوضع على الرئيس سعد الحريري وقوى 14 آذار كان صعباً جداً. فقوى "14 آذار" كان عليها ان تتحمل مسؤولية سلطة لا تستطيع ان تمارسها. والفريق الآخر موجود في السلطة من دون ان يتحمل مسؤولية وهو ينظم صفوف المعارضة".

سئل: ما هو المبرر لسكوت "14 آذار" على هذا الوضع؟

اجاب فرنجية: "النية كانت استيعاب المعارضة. كان هناك تهديد دائم منذ 7 أيار وشعور "14 آذار" القوي باتجاه البلد أدى الى هذا التصرف الانفتاحي".

سئل: لكن بما ان المعارضة كانت مستفيدة من هذا الوضع لماذا أقدمت على ضربه؟

قال فرنجية: "برأيي ان رد الفعل الذي اعلنته سوريا و"حزب الله" بعد اعلان نهاية الوساطة السعودية ـ السورية هو انفعالي لأنهم فقدوا هذا الغطاء الشرعي الوحيد الذي كانت تؤمنه "14 آذار" وتحديداً الرئيس الحريري. واليوم يشكلون حكومة مكشوفة من دون غطاء داخلي وخارجي".

حكومة "8 آذارية" .. ووسطية ميقاتي

سئل: ماذا لو تشكلت حكومة من لون واحد اي من "8 آذار"؟

اجاب فرنجية: "هذه حكومة انتقالية، ومن بعد صدور القرار الاتهامي ستصبح في خبر كان لأنها غير قادرة على الموافقة على القرار، كما ان الاعتراض عليه يضع لبنان خارج الشرعية الدولية والرئيس نجيب ميقاتي يحاول كسب الوقت وتأخير تشكيل الحكومة".

سئل: ميقاتي قال انه لن يأخذ اي قرار بشأن المحكمة اذا لم يكن عليه اجماع؟

اجاب: "كان هناك اجماع وطني على طاولة الحوار في العام 2006، والاجماع الذي يتحدث عنه ميقاتي انوجد في السابق ولم يحترمه الفريق الآخر، لكن ما الذي تغير اليوم ليفتش ميقاتي عن اجماع جديد؟".

سئل: هل تثقون بوسطية الرئيس المكلف؟

اجاب: "نجيب ميقاتي غير مقتنع بوسطيته ونحن ايضاً كذلك، الرئيس ميقاتي دخل ووافق على ان يكون رئيس للحكومة لأن "حزب الله" وسوريا فشلوا بالاتيان بالرئيس عمر كرامي وبالتالي تعيين ميقاتي قد يكون خدمة لسوريا. وهو يعلم ان الدخول في هذا الظرف الى حكومة عنوانها الغاء المحكمة يعتبر بمثابة احراق نفسه".

فرنجية رأى ان "ميقاتي لا ينقصه الذكاء ووجوده بهذا الموقع اليوم انتحار. وبتقديري ان ميقاتي ليس مستعجلا لتشكيل الحكومة فهو يتمنى تشكيل الحكومة من بعد القرار الاتهامي لأنه سيكون رئيس مكلف وليس رئيس يمارس سلطة. حلفاء ميقاتي كانوا بورطة وهو قدم خدمة لهذا النظام بحكم صداقته معه".

سئل: ما هو الهدف من "يوم الغضب" الذي شهدنا احداثه سابقا؟

اجاب فرنجية: "يوم الغضب لم يكن الهدف منه الضغط على نجيب ميقاتي، بل للقول إنه في لعبة التهديد بالشارع التي يمارسها "حزب الله"، في المقابل هناك اشخاص قادرون على النزول الى الشارع".

اضاف: "هذا اليوم كسر حاجر الخوف عند الناس كما ان الخوف لم يعد موجوداً في معسكر واحد. بعد هذا النهار "الخوف تعمم"، اي انه اعاد التوازن نسبياً". تابع: "بتقديري عندما اختار الرئيس ميقاتي ان يكون رئيس حكومة كان يعلم تماماً ان الخطوة غير شعبية. هذه من ضمن الاكلاف التي يدفعها، وهذه الكلفة اخف من التكالبف المقبلة".

تشكيل الحكومة

سئل: هل ستشارك "14 آذار" في الحكومة؟

اجاب فرنجية: "نحن غير معنيين بالمشاركة".

سئل: ما تعليقكم عن المعلومات بشأن خلافات في صفوف "8 آذار" لناحية توزيع الحصص؟ والبعض يتحدث عن تعنت ميشال عون لناحية تمسكه بتوزير صهره جبران باسيل وشربل نحاس؟

اجاب: "في كل الحراك قراءة ميشال عون السياسية محكومة باعتبار واحد هو ان عون من العام 1989 حتى اليوم يحلم بالجلوس على كرسي الرئاسة، وعون يعلم كلفة هذا الانقلاب وتأثيره على شعبيته في الوسط المسيحي".

وقال: "عون يريد ان يجرّب ما اذا كان يقدر ان يأخذ حصة تمكنه في اي لحظة ان يقول للرئيس ميشال سليمان إن الوقت حان لتتنحى. المعركة ليست قصة حصة بل قصة رئاسة الجمهورية. ومشكلة عون الاساسية ليست مع ميقاتي بل مع سليمان".

اضاف: "المشكلة عند الفريق الآخر ان عون مستعجل لتشكيل الحكومة. ان كل اهتمام "8 آذار" هو القرار الاتهامي ما عدا ميشال عون الذي لديه اهتمام آخر اسمه رئاسة الجمهورية وعون يعتبر ان هذا الظرف مناسب للوصول الى الرئاسة".

تابع فرنجية: "عون يعتبر ان من دون وجود رئيس حكومة داعم لرئيس الجمهورية، اصبح سليمان ضعيف. واذا تمكن ان يأخذ حصة مهمة بالوزارة وان يمنع سليمان من ان يكون لديه حصة، فإنه قادر بمرحلة لاحقة ان يفرض على سليمان الاستقالة".

سئل: هذا يعني ان اولويات عون تختلف عن حلفائه؟

اجاب: "اولوية ميقاتي كسب الوقت، واولوية "حزب الله" وسوريا هي المحكمة اما اولوية عون فهي رئاسة الجمهورية، وفي هذا الظرف فان الحكومة ليست مرشحة للاستمرار".

سئل: ما تأثير انتفاضة الشعوب العربية على الوضع في لبنان؟

وقال: "الوضع في العالم العربي، ينتقل الى بعد آخر ويتبين لاول مرة ان هناك شعوباً عربية اخذت المثال اللبناتي في "14 آذار" من العام 2005 وكسرت حاجز الخوف المهيمن عليها".

اضاف: "الشعوب العربية تخوض معركة عنوانها ليس عقائدياً بل له علاقة بالديموقراطية والعدالة الاجتماعية وهذا تحول تاريخي سينعكس على الفريق الاخر في لبنان الذي يحكي بالممانعة وما حصل في مصر مرشح ان يحصل في ايران".

ورأى "اننا على عتبة تاريخية في العالم العربي والحكومة (8آذار) تنتمي الى مرحلة سابقة مرحلة الهجمة الايرانية على المنطقة".

سئل: ما اوجه الشبه بين احداث العالم العربي وبين انتفاضة "14 آذار"؟

اجاب: "صورة شبابنا في ساحة الشهداء رأيناها في ميدان التحرير في مصر وهذا مكسب هائل ونقول إن عصر الايديوليجيات ومشروع ايران اي الشرق الاوسط الاسلامي والمشرع الاسرائيلي اي الشرق الاوسط الديموقراطي اصبح من الماضي. هناك ظاهرة جديدة ولا تتلاقى في لبنان الا مع شعب "14 آذار" وستعمم.

سئل: ما تاثير الوضع في مصر على سوريا؟ اجاب: "سوريا في وضع جداً صعب ومن وراء الكلام عن الاصلاحات وعن زيادة المعاشاث اشارات تدل على الخوف الحاصل".

 

مصادر: جيش مصر مخترق بـ"تنظيمات راديكالية" قد تنفّذ "إنقلاباً" في حال الصدام مع الشعب!

"الشفاف"- خاص /حذّرت مصادر ديبلوماسية عربية من النتائج الخطيرة التي يمكن أن تترتّب على أي إحتكاك بين الجيش المصري والشعب. وقالت هذه المصادر أن حصول صدامٍ بين الجيش والمتظاهرين يمكن أن يدفع ضباطاً "راديكاليين"، من ذوي الرتب المتوسطة، للقيام بانقلاب عسكري والإستيلاء على السلطة في مصر. وسيكون لمثل هذا "الإنقلاب"، لو حصل، نتائج على "معاهدة السلام مع إسرائيل" وعلى العلاقات مع الولايات المتحدة! أضافت المصادر أنه ليس سرّاً أن قيادات الجيش فاسدة بحكم الإمتيازات الإقتصادية التي أضفاها النظام عليها، وبعضها يملك "بيزنس" مدنية خارج الجيش. وبالمقابل، فهنالك "تنظيمات" سرّية لضباط "راديكاليين" داخل الجيش المصري. وبعض هؤلاء الضباط معادون لـ"معاهدة السلام مع إسرائيل". كما أنهم يعتبرون أن أميركا متواطئة مع الرئيس مبارك. وإذا ما تحرّك هؤلاء، فإن تحرّكهم سيؤدّي إلى حالة فوضى في المنطقة، وهذا ما يخيف الإدارة الأميركية في المأزق السياسي الراهن. وانتهت المصادر إلى أن الوضع الحالي ينذر بمشكلة خطيرة. فقيادة القوات المسلحة لا تبدو قادرة على الإطاحة بالرئيس مبارك بسبب علاقات "الفساد" التي تربطها به. وبالمقابل، فالوقت ضاغط، وسيتوجّب على القيادة العسكرية أن تحسم بسرعة ما إذا كانت ستفضّل التضحية بمبارك أو الصدام مع الشعب. ودعت المصادر الجيش المصري للإنحياز للشعب لأن الخيار الآخر سيكون "كارثياً" على الجيش المصري نفسه!

 

لا يا "غيفارا" لن نلدغ من الجحر مرتين

أحمد الجارالله/السياسة

قبل أيام حذر سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في تصريح له من مؤامرة تستهدف زعزعة العالم العربي كله وإثارة القلاقل فيه, والامير نايف النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء, وزير الداخلية السعودي, رجل عاصر أحداث المنطقة منذ ما قبل الثورة المصرية في عام 1952, وصاحب ثقافة عالية بكل ما يتعلق بالامن الوطني السعودي والامن القومي العربي, وهو لا يتحدث من فراغ, ويعرف ما تحيكه بعض الدوائر الدولية للمنطقة.

وقبل يومين توعدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون العالم العربي بعاصفة هوجاء من الاضطرابات والفوضى لن يكون احد محميا منها, في إعلان يأتي بعد سلسلة من المواقف اتخذتها ادارة البيت الابيض تؤلب فيها الشعب المصري على شرعيته الدستورية, وتحفز بعض الدوائر في الدول العربية على اثارة الفوضى في بلدانها.

معالم المؤامرة التي حذر منها الامير نايف شاهدنا فصولها تتتالى في تونس ومن ثم في مصر وتتجه الى عواصم عربية اخرى حسب التصريحات الاميركية, ما يفرض على المراقب السؤال لماذا في هذا الوقت بالذات? ومن المستفيد مما يجري ومن كلام أوباما وكلينتون عما ينتظر المنطقة?

لا شك ان فشل السياسة الاميركية في العراق عزز التدخل الايراني ووضع بلاد الرافدين تحت احتلال فارسي مقنع, ومدد اذرع اخطبوط الملالي الى العديد من الدول العربية, بدءا من لبنان حيث "حزب الله" يفرض قراره بقوة السلاح على الجميع ما جعل اقلية تتحكم بمصير الاكثرية, وهو ما لم تشهده اي ديمقراطية في العالم, وصولا الى غزة حيث "حماس" ألعوبة بيد الملالي تهادن اسرائيل او تطلق عليها بضعة صواريخ حين يأمر الحرس الثوري من طهران التي عملت ايضا على زعزعة الاستقرار الامني في اليمن ومحاولة ايذاء دولة خليجية هي المملكة العربية السعودية.

إن ما فعلته واشنطن في العراق, وإغراقه في بحر من الدم والارهاب, سواء بعلمها او من دون علمها جلب على المنطقة الويلات بعد ان صدرت الى ذلك البلد  ثقافة لا تنسجم مع خصوصيته وخصوصية العرب عموما, وهي بسياستها تلك في لبنان وغزة والان في مصر والمغرب, تجلب على نفسها الكثير من المتاعب, وكأنها لم تتعلم من الدروس السابقة التي ساعدت فيها على تعزيز الارهاب ذاك الغول الذي نهش فيها قبل اي دولة اخرى.

ربما لا تدرك الولايات المتحدة الاميركية انها بسياستها المتقلبة, والخاضعة لأمزجة ومصالح كبار الموظفين في البيت الابيض والبنتاغون وبعض اللوبيات السياسية لا تخدم إلا تل أبيب, وستكون واشنطن التي تعتمر هذه الايام قبعة تشي غيفارا وترفع شعار ماوتسي تونغ وكأنها هوشي منه القرن العشرين, الخاسر الاكبر على المدى الستراتيجي مما تمارسه في المنطقة, لان الشعوب العربية تدرك تماما ماذا تريد من حكامها, وتعرف اكثر ان السياسة الاميركية الحالية لا تصب في مصلحتهم, وإنما في مصلحة اسرائيل التي فشلت الادارات الاميركية المتعاقبة في حل القضية الاساس التي تنكبت عبء حلها, وقاتلت من اجل احتكار قرار هذا الحل, وهي القضية الفلسطينية, والمثير للسخرية ان الادارة الحالية لم تفشل فقط في تسهيل إقامة الدولة الفلسطينية على اساس حل الدولتين, بل هي فشلت حتى في وقف الاستيطان الاسرائيلي موقتا من اجل الاستمرار في المفاوضات.

تدرك الشعوب العربية قبل حكوماتها ان بلدانها بحاجة الى نفضة اصلاحية داخلية, وليس نفضة تخريب وفوضى, وهي ليست بحاجة الى وصفات اميركية او ايرانية جاهزة, بل انها ترفض كل هذه الكرنفالات التي لا تهدف الا الى اسقاط العرب سياسيا امام العالم الذي بدأ يتفهم الحقوق العربية وطبيعة الصراع العربي - الاسرائيلي ويرى الفشل الاميركي في معالجة هذا الملف منذ 63 عاما.

والآن, على باراك اوباما ووزيرة خارجيته ان يلتفتا الى اصلاح الولايات المتحدة حيث يعيش 47.8 مليون اميركي تحت خط الفقر فيما الملايين منهم بلا منازل, بالاضافة الى معدل البطالة المرتفع, وعليهما ان يتخليا هما وملالي طهران عن تقديم وصفات الفوضى والتخريب للعالم العربي عموما والشعب المصري خصوصا الذي رد ومن ميدان التحرير ب¯ "لا" كبيرة جدا للتدخلين الاميركي والايراني بشؤونه الداخلية, لأنه حين طالب بالاصلاح لبت قيادته مطالبه, بل إن ال¯ "لا" المصرية هذه ستسمعها الولايات المتحدة وايران من كل الشعوب العربية التي لها خصوصياتها وهو ما لا تفهمه لا واشنطن وطهران. فيا أوباما ويا هيلاري... شكرا... شكرا... لقد تعلمنا الدرس ولن نلدغ من الجحر مرتين.

 

 

مصدر في محكمة الحريري لـ"الحقيقة": بلمار يخبىء مفاجأة من العيار الثقيل لحزب الله والنظام السوريعماد مغنية اغتيل بقناصة وليس بسيارة مفخخة، وعلى سوريا وحزب الله أن يقدما إجابات تفسر انفجار سيارتين مفخختين عند اغتياله ، وكيف وصلتا من عنابر السيارات المصادرة في إدارة الجمارك العامة !؟

لاهاي ـ الحقيقة (خاص من المحامي جورج ابراهيم سارة): كشف مصدر عالي المستوى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لـ "الحقيقة" أن المدعي العام في المحكمة دانيل بلمار بخبىء لحزب الله والنظام السوري ما أسماه بـ "مفاجأة من العيار الثقيل" تتعلق بمصير كوادر وعناصر حزب الله الذين سيجري اتهامهم باغتيال رفيق الحريري ، وسيتعين على حزب الله والنظام السوري تقديم إجابات واضحة ومقنعة عليها لتبرئة ذمتيهما من التورط في الجريمة مباشرة أو مداورة.    وبحسب المصدر الذي تحدث مع " الحقيقة" بالبريد الإلكتروني المشفر ليلة أمس ، فإن "المفاجأة" لا تتعلق بالقرائن المتصلة بالاتصالات الهاتفية ، وإنما بـ "سر مقتل و / أو اختفاء الحلقة الأساسية من منفذي عملية الاغتيال و الشخصيات الأخرى التي قدمت خدمات لوجستية للعملية ، وعلى رأسها القائد العسكري للحزب عماد مغنية ، والمستشار المالي لرفيق الحريري ، المدعو ابراهيم شرارة ، و المدعو عبد المجيد غملوش ، وآخرون قتلوا خلال مواجهات 7 أيار / مايو 2008 حين شن حزب الله هجوما على مواقع تيار المستقبل في بيروت وبعض المجموعات الأمنية التابعة للنائب وليد جنبلاط في منطقة الشوف بجبل لبنان".

بلمار : أدلة ظرفية تشبه طبيخ القرباطوقال المصدر إن هؤلاء جميعا " قتلوا و / أو اختفوا في ظروف غامضة مثيرة للريبة ، بمن فيهم عماد مغنية نفسه الذي ينطوي وضوح مقتله على غموض كبير". وزعم المصدر أن بلمار بدأ بصياغة هذه الأسئلة بعد الإفادتين اللتين تقدم بهما المعارض السوري نزار نيوف للمحكمة في شباط / فبراير و أيار / مايو من العام الماضي ، حيث قدم أدلة قاطعة على أن مغنية اغتيل ببندقية قناصة من بناء مجاور كانت تكمن فيه مجموعة من عناصر الاستخبارات السورية ، ولم يقتل بسيارة مفخخة كما زعمت السلطات السورية وحزب الله . وما يؤكد ذلك أن قناة المنار التابعة لحزب الله بثت العام الماضي قيلما وثائقيا عن اغتيال مغنية ، لكنها عمدت إلى طمس وإخفاء  ملامح أحد المباني المجاورة لمسرح الجريمة "!؟ وأضاف المصدر " إن نيوف قدم أدلة مقنعة وصلبة للمحكمة ، استنادا إلى تحقيق خاص أجراه بنفسه ، تؤكد أن مغنية اغتيل بقناصة من قبل عناصر من المخابرات السورية ، بينما استخدمت السيارتان المفخختان ، وليس سيارة واحدة كما قيل ، للتعمية والتمويه . كما قدم نيوف أدلة على أن السيارتين جرى تفخيخمها في مقر تابع للمخابرات السورية . وقدم نيوف لمكتب المدعي العام أدلة ومعلومات تؤكد أن السيارتين مصادرتان من قبل الجمارك السورية ، وقد حصلت عليهما المخابرات السورية من رئيس الضابطة الجمركية الأسبق العميد حسن مخلوف دون أن يعرف هذا الأخير المآل النهائي لاستخدامهما ، فقد كان يعتقد أنهما ستستخدمان كسيارتين خاصتين من قبل أحد ضباط المخابرات وأفراد أسرته بعد تسجيلهما رسميا". وأضاف المصدر القول "إن المخابرات السورية لجأت إلى إحضار سيارتين مصادرتين بالنظر لإمكانية إخفاء الأدلة المتعلقة بهما ، حيث لا تمتلك السيارات المصادرة من قبل الجمارك سجلات رسمية في الدوائر الرسمية كما هو معروف . أما نيوف فقد تمكن من الحصول على أدلة وأوراق ثبوتية من الجمارك السورية تتعلق بواقعة مصادرة السيارتين ( محضر الضبط) و أرقام الشاسيه والمحركين الخاصين بالسيارتين ، وأدلة أخرى تثبت أن هذه الأرقام هي نفسها التي حملتها شاسيه ومحركا السيارتين اللتين جرى تفخيخهما للتغطية على اقتناص مغنية".  

    المصدر نفسه زعم أن نيوف "سلم بلمار معطيات وقرائن تتعلق باختفاء ابراهيم شرارة ، أحد مساعدي رفيق الحريري ، ولجوئه إلى دمشق بعد اغتيال الحريري ، حيث جرت تصفيته هناك ، أو نقله إلى إيران . والأرجح أنه قتل". وقال المصدر " إن اتهامات بلمار تستند بالدرجة الأولى على فكرة تقول إن سوريا وحزب الله عمدا إلى تصفية المتهمين حين تمكنا في العام 2007 من معرفة المسار الذي يسير فيه التحقيق . ولهذا سنفاجأ بأن الحلقة الأساسية من المتهمين أصبحت منذ أكثر من عامين في العالم الآخر . أما الباقون فلا يشكلون سوى حلقات ثانوية قدمت خدمات لوجستية لعملية الاغتيال دون أن تعرف أساسا ما الذي تقوم به وما الغرض منه".

نيوف : مغنية اغتيل بقناصة    

"الحقيقة" اتصلت بزميلنا السابق نزار نيوف للتعقيب على ما قاله المصدر في المحكمة ، فأكد أن " مصدركم يخلط بين واقعتين وقضيتين . الواقعة الأولى هي ما يتعلق بأمر اغتيال المغدور مغنية ، ومصير ابراهيم شرارة . وهذا ما لا يمكنني التعقيب عليه في الوقت الراهن لأسباب قانونية . أما القضية الأخرى فهي أن بلمار ، وكما يبدو من حديث المصدر ، ربط بشكل أوتوماتيكي بين واقعة وخفايا اغتيال مغنية من جهة ، وبين علاقته المفترضة باغتيال الحريري من جهة أخرى" ، موضحا بالقول " أنا غير مسؤول عن هذا الربط الأتوماتيكي ، وهي مسؤولية بلمار  الذي سيعتمد ـ كما قال صراحة ـ على الأدلة الظرفية  Circumstantial Evidence ، وهي طريقة  تشبه تماما طبيخ القرباط( الغجر) في أدبنا الشعبي . ما أنا مسؤول عنه هو المعلومات المتعلقة باغتيال مغنية. فهذا أصبح مؤكدا بالنسبة لي على نحو مطلق . فهو اغتيل بقناصة ، وأن المخابرات السورية متورطة تماما في اغتياله ، ولدى المحكمة الآن ما يثبت أقوالي بهذا الخصوص وبخصوص السيارتين المستخدمتين في التفجير بهدف التمويه ، بغض النظر عن طبيعة هذه الأدلة وكيف تمكنت من الحصول عليها . أما ما يتعلق بنظرية بلمار ومكتبه ، كما أوحى بها المصدر ، فأنا لا أومن بها . وأعتبرها مجرد خرافة سخيفة . فنصر الله من المستحيل أن يتورط في اغتيال مغنية حتى لو ملك العالم . وهذا ما قلته حرفيا لمساعد بلمار القاضي الكندي جون كومو  John Comeauحين سألني رأيي في الموضوع ، وحديثي مسجل بالصوت والصورة". ولفت الإنتباه إلى أن حزب الله حصل بطريقة ما على إفادتي ، ربما بالطريقة نفسها التي حصل من خلالها على أشرطة التحقيق التي بثتها قناة New TV ( الجديد) اللبنانية !؟ ولذلك حاول حزب الله ، أو أوساط مقربة منه ، التشهير بي من خلال صحيفة "الأخبار" التي نشرت الصيف الماضي تقريرا وصفت فيه علاقتي بالمحكمة بـ "الغامضة" ، رغم أن الصحيفة اعترفت في التقرير نفسه ـ نقلا عما أسمته مصدرا رفيعا في المحكمة ـ بأن "نيوف قدم للجنة التحقيق ( في عهد براميرتس) وللمحكمة معلومات قيمة ساعدتهما على إجلاء الكثير من المسائل".     تبقى الإشارة ، أخيرا ، إلى أن المحكمة ستعقد يوم غد الإثنين 7 شباط / فبراير ، جلسة يطغى عليها " الفقه القانوني" لمناقشة القرار الاتهامي الذي  أعده المدعي العام في المحكمة دانيال بلمار . وستتناول الجلسة مدى انسجام القرار مع معايير القانون اللبناني والقوانين الدولية ذات الصلة ، لاسيما لجهة ما يتصل بالقرائن والأدلة التي جمعها المدعي العام ، وتعريف الأعمال الإرهابية والتآمر الجنائي وعناصر الجريمة وأنواع المسؤولية الجنائية ، وقواعد الإجراءات والإثبات...إلخ.  وكان قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة ، دانيال فرانسين ، وجه في 21 من الشهر الماضي سبعة أسئلة إلى بلمار و رئيس مكتب الدفاع في المحكمة فرانسوا رو تتعلق بالقضايا المشار إليها ، ويتعين عليهما مناقشة أجوبتهما وجاهيا . وبعدها سيقرر فرانسين ما إذا كان سيقبل القرار الإتهامي أو يرده أو يطلب تعديل بعضه.  روابط ذات صلة :ـ وثائق وتقارير خاصة بـ "الحقيقة" حول المحكمة ، وأخرى من مصادر إعلامية.ـ تقارير " الحقيقة"حول إعدام العميل العميد محمود سليمان بأمر من بشار الأسد ، وتقارير أخرى.

ـ تحقيق مصور لـ"الحقيقة" حول استخدام سيارتين مفخختين للتغطية على اغتيال مغنية.

 

على ذمة موقع الحقيقة وذمة الموقع كثير واسعة؟؟
أوساط أكاديمية إسرائيلية تتحدث عن شبكة تجسس في لبنان يديرها صحفي أميركي في صحيفة "ديلي ستار" ضد حزب الله !؟

"شبكة مايكل يونغ " تجري مسوحات حول كل ما يتعلق بحزب الله وترسله إلى تل أبيب عبر بيري روبين مدير مركز "غلوريا" في إسرائيل ، والمخابرات العسكرية اللبنانية قررت اعتقاله أكثر من مرة ، لكن واشنطن حالت دون ذلك!؟ تل أبيب ، الحقيقة ( خاص من ليا أبراموفيتش): تتحدث دوائر أمنية وإعلامية إسرائيلية في حلقات خاصة عن خشيتها من أن تكون حملة الاعتقالات القادمة في لبنان موجهة ضد ما تدعوه "شبكة مايكل يونغ" المتخصصة بقضايا حزب الله . وبحسب هذه الأوساط ، فإن المخابرات اللبنانية كانت قررت أكثر من مرة  اعتقال "زعيم الشبكة" الكاتب والصحفي مايكل يونغ ، محرر صفحة الرأي في يومية "ديلي ستار" اليمينية اللبنانية  التي يملكها و يرأس تحريرها " الشيعي المنشق" جميل مروة. إلا أن مداخلات ديبلوماسية أميركية مع الحكومة اللبنانية منعت ذلك ، بالنظر لأنه مواطن أميركي ( من جهة الأب) ، ولكونه خاضعا لـ"حماية " السفارة الأميركية في لبنان ، ولأنه صحفي معروف في الدول الغربية بوصفه متخصصا بشؤون حزب الله ، وهو ما يمكن أن يجرّ غضب الدول الغربية ومنظماتها الحقوقية ضد الحكومة اللبنانية .

   مع ذلك ، فإن الأوساط الإسرائيلية المشار إليها تخشى أن تعمد حكومة لبنانية جديدة يقودها حزب الله  ( برئاسة نجيب ميقاتي) إلى القيام بما خشيت و / أو امتنعت الحكومات اللبنانية الحريرية السابقة عن القيام به ، لاسيما الحكومات الموالية للغرب التي جاءت بعد اغتيال الحريري.    وتصف هذه الأوساط  مايكل يونغ بأنه "الخبير الغربي الأكثر ذكاء في شؤون حزب الله من بين الصحفيين الغربيين المقيمين في لبنان ، بمن فيهم روبرت فيسك نفسه الذي يعيش في بيروت منذ ثلاثة عقود. وهو ، إلى ذلك ، يتمتع بميزات تفاضلية عن غيره توفرها له جنسيته اللبنانية التي حصل عليها من جهة والدته ، وعلاقته الوثيقة بالمجتمع الشيعي من خلال الصحفي جميل مروة  الذي وفر له علاقات واسعة النطاق ، عموديا وأفقيا ، مع مختلف أوساط المجتمع الشيعي اللبناني ، بما في ذلك عدد من قيادات حزب الله نفسه". وتزعم هذه الأوساط بأن يونغ " قدم لإسرائيل خدمات أمنية وبحثية لا تقدر بثمن حول حزب الله خلال السنوات العشر الأخيرة ، وحول الأنشطة الأمنية والعسكرية السورية ما قبل انسحاب الجيش السوري في العام 2005".

شبكة مايكل يونغ!؟ وطبقا لما قاله لنا باحث إسرائيلي مقرب من إدارة مركز هرتزليا للأبحاث الأمنية ، فإن " أنشطة يونغ في لبنان شملت مسوحات حتى للأوساط الإعلامية والثقافية ، بما فيها تلك التي تزور لبنان " . وضرب المصدر مثلا على ذلك بتقرير أرسله يونغ مؤخرا إلى إسرائيل حول لقاءات خاصة قام بها الأكاديمي والمفكر الأميركي من أصل يهودي نورمان فينكلستاين خلال زيارته لبنان أواسط الشهر الماضي ، واجتماعه مع مسؤولين في حزب الله بعيدا عن أعين الإعلام!؟   من الصعب تصديق كل ما يقوله الإسرائيليون حول هذه القضايا ، لكن حين يقدم لك باحث في مركز "غلوريا" الإسرائيلي تأكيدات بأن مدير مركزه ، البروفيسور بيري روبن Barry Rubin، هو "ضابط الاتصال بين مايكل يونغ والاستخبارات الإسرائيلية" ، لا يمكنك إلا أن تفكر في الأمر مليا!

أكثر من ذلك ، إن هذا الباحث لا يتردد في تقديم "أدلة وقرائن" ، بالزمان والمكان ، على ما يسميها لقاءات منتظمة بين روبن ومايكل يونغ وضباط إسرائيلينن في قبرص وواشنطن ، بل وحتى بيروت نفسها.  ويزعم هذا الباحث أن أنشطة يونغ في لبنان لم تقتصر على مجال تخصصه ( تقارير وأبحاث سياسية وسوسيولجية خاصة عن حزب الله) ، بل امتدت لتشمل في مراحل معينة تقارير " أمنية ـ دفاعية " بالمعنى التقليدي للكلمة . ويضرب مثلا على ذلك بالقول إن يونغ " كان يقدم تقارير لمشغليه الإسرائيليين كل ساعة أو ساعتين عن سير المعارك في بيروت خلال الاجتياح الذي نفذه حزب الله لمعاقل "تيار المستقبل" في أيار/ مايو 2008 . و خلال حرب تموز / يوليو 2006 ، حول مكتبه في صحيفة ديلي ستار إلى غرفة عمليات لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية . وخلال الأزمة المالية الخانقة التي عاشتها الصحيفة مطلع العام 2009 نتيجة ديونها المتراكمة ، كان أحد مفاتيح إنقاذها مايكل يونغ نفسه . فبعد أن توقفت في النصف الثاني من كانون الثاني / يناير من العام نفسه عن الصدور نتيجة ديونها ، عادت فجأة بسحر ساحر إلى الصدور في الأسبوع الأخير من الشهر التالي شباط / فبراير ، وهو ما فاجأ المتابعين وقرءاها على السواء. إلا أن حل هذا اللغز وحده مايكل يونغ من يعرفه ، وربما شخص آخر يعمل في في واشطن مقرب من نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني ومن السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة"!؟

هل قصد الباحث الإشارة إلى البروفيسور كنعان مكية ، المنحدر من جنوب لبنان أيضا مثل جميل مروة ، ومرشد جورج بوش لغزو العراق!؟ أم أنه كان يعني بإشارته تلك العقيد احتياط في المخابرات العسكرية الإسرائيلية إيغال كرمون Yigal Carmon ، رئيس  معهد ميمري الأميركي ـ الإسرائيلي  لمراقبة وسائل الإعلام في العالمين العربي والإسلامي !؟     المصدر رفض الإدلاء بأية معلومات . إلا أن مصدرا آخر كشف لـ "الحقيقة" عن مجموعة معطيات موثقة يمكن أن تلقي الضوء على ذلك . وبحسب هذا المصدر ، فإن "مجموعة إستشارية سرية لإدارة الأزمات " شكلتها الولايات المتحدة وإسرائيل خلال حرب تموز / يوليو 2006 تألفت من كنعان مكية ، جميل مروة ، إيغال كامرون ، عبد الرحمن الراشد ( مدير قناة "العربية") ، البرفيسور فؤاد عجمي ، وآخرين ، مهمتها تقديم النصائح للمخابرات العسكرية الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي خلال الحرب وبعد القضاء على حزب الله واعتقال أعضائه ومحاكمتهم كإرهابيين ( كما كان مخططا له). وحين فشلت الحرب في تحقيق أهدافها ، قام هؤلاء ، بدعم أميركي ـ إسرائيلي ، وكنوع من " جائزة ترضية" ، بتأسيس "الجامعة الأميركية في العراق" ( مدينة السليمانية) ، عقب الحرب مباشرة ، والتي باشرت عملها مطلع العام 2007 . ولذلك سنرى ، حين نتصفح الصفحة الخاصة بـ "هيئة أمناء الجامعة" على موقعها الرسمي ، أسماء جميل مروة وكنعان مكية  وفؤاد عجمي وعبد الرحمن الراشد على الصفحة بوصفهم أعضاء مؤسسين في هيئة الأمناء!!!؟ وطبقا للمصدر نفسه ، فإن رئيس الوزراء اللبناني المنصرف سعد الحريري هو أحد ممولي الجامعة ، إلى جانب لبنانيين آخرين مقربين من "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب ، وربما رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي أيضا!؟  

 هل يقدم هذا الأمر تفسيرا ما لعلاقة مايكل يونغ ، من حيث هو أحد المحررين الأساسيين لصحيفة " ديلي ستار" وأحد المقربين جدا من جميل مروة ، بالاستخبارات الإسرائيلية ، كما تؤكد ثلاثة مصادر أكاديمية وإعلامية إسرائيلية !؟      بالنسبة لمن لا يستطيع " أفقه الضيق" إسعافه في العثور على هذا التفسير، نكشف له سرا ينشر للمرة الأولى ، لا يتعلق فقط بعلاقة جميل مروة نفسه بدوائر الاستخبارات الإسرائيلية منذ سبعينيات القرن الماضي ، بل وبحقيقة أنه هو المؤسس الفعلي والأول لمعهد ميمري المشار إليه . والواقع كانت هذه المعلومة بمثابة "صدمة معلوماتية" لنا. فطبقا للمصدر ، أسس جميل مروة  المعهد في واشنطن نهاية السبعينيات بدعم من الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية ، حيث كان يقدم للجهتين خدمات استشارية تخص الإعلام العربي. وظل على رأس المعهد حتى العام 1987 حين قرر إعادة إصدار صحيفة "الحياة" بدعم  سعودي  وربما أميركي أيضا. وهو ما أدى إلى توقف المعهد . وفي العام 1998 ، حين أنهى العقيد إيغال كرمون  عمله الرسمي كضابط استخبارات وكمستشار للشؤون العربية في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لشؤون الضفة الغربية في حكومتي إسحاق شامير وإسحاق رابين ، وكمستشار أمني للوفد الإسرائيلي المفاوض مع سوريا في مدريد وبعدها ، بادر إلى الاتصال بجميل مروة عبر منسق الأنشطة الإسرائبلية السابق في لبنان أوري لوبراني الذي قدمهما إلى بعضهما البعض " كزملاء سلاح قدامي لم يلتقيا من قبل" . وبالتعاون مع جميل مروة ، أعاد إيغال كمرون  افتتاح معهد ميمري مجددا في المكان نفسه ( واشنطن)، وتحت الاسم نفسه ، ليضم إلى دائرة شركائه لاحقا عثمان العمير و صحيفته الإلكترونية الأوسع انتشارا في العالم العربي ـ "إيلاف". وكان هذا الموقع الأخير يشير إلى شراكته مع "ميمري" حتى الأمس القريب ، إلا أنه عمد إلى حذفه قبل فترة حين لفت انتباه الكثرين إلى هذه "الشراكة" المثيرة ودفعهم إلى التساؤل عن العلاقة بين إيغال كرمون وعثمان العمير!؟     لعل الأكثر لفتا للانتباه هنا هو أن إدارة الجامعة الأميركية في العراق  وضعت على صفحة التعريف الخاصة بجميل مروة إشارة إلى أنه "كان مديرا لمعهد ميمري نهاية السبعينيات الماضية ومديرا لمشروع اللغة العربية في المعهد خلال الثمانينيات"! ومن المؤكد أن الجامعة ارتكبت "خطأ" في نشرها هذه المعلومة ، ليس لأنها خطأ بحد ذاتها ، ولكن لأن جميل مروة طالما حرص على إبقاء جزء من سيرته الذاتية والمهنية في الظل ، وتحديدا علاقته بإيغال كرمون!    تبقى الإشارة إلى أن الإسرائيليين هنا يطلقون على هذه المجموعة اسم " شبكة كرمون" أو " شبكة ميمري" ، وأحيانا اسم " كتيبة  أحفاد لوبراني" من باب التندر ، وبعضهم يسميها "مجموعة دانيال بايبس" وثيق الصلة بالمجموعة هو أيضا، وكلها تعني شيئا واحدا!

(*) ـ ساهم في هذا التحقيق مكتب التحرير المركزي في"الحقيقة".

 

*ويكيليكس": سليمان رسم لأميركا صورة مخيفة لجماعة "الإخوان"

 

كشفت برقيات ديبلوماسية اميركية سربها موقع "ويكيليكس" ان النائب الجديد للرئيس المصري اللواء عمر سليمان سعى دوما إلى رسم صورة مخيفة لجماعة "الإخوان المسلمين" المعارضة خلال اتصالاته مع المسؤولين الأميركيين. وتثير هذه التسريبات الشكوك في دوره كوسيط أمين في الأزمة السياسية الحالية في مصر.

وتضمنت برقيات للسفارة الأميركية سربها موقع "ويكيليكس" واطلعت عليها "رويترز" حصريا من بين 250 ألف وثيقة ديبلوماسية، أن سليمان المدير السابق للمخابرات المصرية العامة اتهم "الاخوان" بتفريخ المتطرفين المسلحين وحذر في 2008 من انه اذا قدمت إيران الدعم للجماعة المحظورة فستصير "عدونا".

 ولن يثير ما يبديه سليمان سرا من ازدراء لـ"الإخوان" دهشة المصريين الذين اعتادوا موقف حكم مبارك المناوىء للإسلاميين. غير ان كشف هذه البرقيات قد يثير الشكوك فيما يسعى سليمان إلى جذب الجماعة المحظورة منذ زمن طويل إلى الحوار في شأن الإصلاح.

والمؤشر الواضح من البرقيات المسربة يتمثل في ان المسؤولين الأميركيين كانوا متشككين في جهود سليمان لتصوير "الإخوان المسلمين" على أنهم "وحوش".

وفي برقية مؤرخة 15 شباط 2006 يقول السفير الأميركي في القاهرة آنذاك فرنسيس ريتشاردوني ان سليمان "أكد ان الاخوان المسلمين فرخوا 11 منظمة اسلامية متطرفة اهمها جماعة الجهاد المصرية والجماعة الاسلامية".

وجاء في برقية من 2006 ان سليمان أبلغ مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي روبرت مولر  الذي كان يزور القاهرة في شباط 2006، ان الجماعة "ليست منظمة دينية ولا منظمة اجتماعية ولا حزبا سياسيا وانما هي خليط من كل ذلك". واضافت البرقية : "الخطر الرئيسي من وجهة نظر سليمان هو استغلال الجماعة الدين في التأثير على الناس وحشدهم". ووصف النجاح الأخير لـ"الإخوان المسلمين" في الانتخابات النيابية عام 2005 بأنه مؤسف، معتبراً أنه "على رغم أن الجماعة غير شرعية رسميا الا ان القوانين المصرية القائمة لا تكفي لكبح الإخوان المسلمين".

وكتب ريتشاردوني في برقية مؤرخة 29 تشرين الثاني 2005 الى مولر قبل زيارته لمصر ان المسؤولين المصريين "لديهم تاريخ طويل من تهديدنا بوحش الاخوان المسلمين... ربما حاول نظراؤك (المصريون) الإشارة إلى أن اصرار الرئيس (جورج بوش آنذاك) على ديموقراطية اكبر في مصر هو السبب وراء النجاح الذي حققه الاخوان المسلمون في الانتخابات. يمكنك أن ترد على ذلك بالقول إنه على العكس فإن صعود الإخوان المسلمين يشير إلى الحاجة الى مزيد من الديموقراطية والشفافية في الحكومة. صور التخويف والتزوير التي ظهرت من الانتخابات الأخيرة تصب في مصلحة المتطرفين الذين نعارضهم نحن والحكومة المصرية. الطريقة المثلى للتصدي للسياسات الاسلامية الضيقة الافق هي انفتاح النظام".

 

(رويترز)

 

 

أكد من الدوحة ان افادة الحريري "صدمته"

بري: المحكمة الدولية امتداد للقرار 1559

ووضع 14 آذار الشروط على ميقاتي أمر غير وارد

 

كان متوقعاً الا يتجاهل رئيس مجلس النواب نبيه بري الكلام الذي قاله عنه الرئيس سعد الحريري في تسجيلات "الحقيقة ليكس" التي بثتها محطة "نيو تي في" ولاسيما في ظل انعدام الثقة بين الرجلين والتي تراجع منسوبها أكثر بعد اخفاق مبادرة "س. س" وما أعقبها وصولاً الى تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة بعد النجاح التي حققته قوى "8 آذار" في "الانقلاب الابيض" الذي مكنها من السيطرة على الاكثرية النيابية.

وأثناء توجه بري قبل ظهر أمس الى الدوحة للمشاركة في اعمال المؤتمر الـ17 للاتحاد البرلماني العربي فاتحه الوفد الاعلامي المرافق في الطائرة برزمة من الاسئلة عن مسار تأليف الحكومة ومواضيع أخرى.

ورداً على سؤال لـ"النهار" قال بري: "سنواصل دعمنا للرئيس ميقاتي ونحن من جهتنا نؤكد اننا لن نحشره في أي مطلب في البيان الوزاري وسنستمر بالوقوف الى جانبه ولن نعرقل المهمة التي يعمل من أجلها".

ورأى أن الطريقة الهادئة التي يعمل بها ميقاتي تسير على الشكل الصحيح ولن تستغرق ولادة الحكومة "أكثر من اسبوع" وان مسألة تأليفها غير مرتبطة بـ14 شباط أو ما بعده "لانها غير مرتبطة بموعد أو يوم محدد".

وأعرب عن اعتقاده ان ولادة هذه الحكومة "ستكون أسرع ولادة وهي تسير في انتظام، واعتباراً من يوم غد (اليوم) ستبدأ عملية البحث والتنقيب في الاسماء وتوزيع الحقائب وان الأمور تسير في ايجابية من جميع الاطراف".

وإذ قصد بـ"جميع الاطراف" أفرقاء المعارضة السابقة ميز رئيس المجلس بين قوى 14 آذار. وبعث الى الرئيس أمين الجميّل بـ"تحية خاصة" معتبراً ان ما يطرحه رئيس حزب الكتائب "قابل للبحث والقبول". ورفض في الوقت نفسه "وضع مواقف مسبقة ومبدئية على الرئيس ميقاتي من دون الأخذ في الاعتبار المواقف المبدئية ايضاً للآخرين (8 آذار)". وقال "ان هؤلاء (14 آذار) اذا استمروا في وضع هذه الشروط فإنهم يعرقلون مهمة ميقاتي وتشكيل الحكومة. ومن غير الوارد القبول بوضع شروط حيال المحكمة الدولية الامر الذي لن نفعله نحن".

أما في شأن استماعه الى تسجيلات لافادة الرئيس سعد الحريري فيوضح بري انه وصل الى خلاصة "وهي انه عرف الآن لماذا لا يريد بعض كبار المسؤولين احالة التحقيق في ملف شهود الزور على المجلس العدلي لأنهم في اختصار لا يريدون الملاحقة القضائية، ولو تمت التحقيقات في صورة طبيعية لأصبح في الامكان وضع هؤلاء تحت احكام المتورطين".

ويقول بري انه شعر بـ"صدمة" من الرئيس الحريري وهو يتحدث في تسجيلاته الاخيرة "عندما لم يرو الحقائق الكاملة عن اعتذار والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن تكليف الحكومة آنذاك بعد تعثر طويل وعدم تمكنه من تشكيلها".

ويقول بري انه لو استعاد التاريخ ورجع الى الوراء لكرر الموقف نفسه و"أنا من موقعي كرئيس لمجلس النواب الحريص على عمل المؤسسات وانتظام عمل الدولة أردد انني لو وجدت اليوم ان الرئيس ميقاتي حاول أكثر من مرة تأليف الحكومة ولم يتمكن فإنني سأجدد الموقف نفسه الذي اتخذته في أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأقول لميقاتي استقل من هذه المهمة".

ويسأل "ما هو عمل رئيس المجلس اذاً؟ أليس هو تحريك عمل مؤسسات الدولة والسهر عليها ولكن يا للأسف فقد أعطى الرئيس سعد الحريري هذه المسألة معنى آخر وبدا كأنه يحاول أو يوهم أن موقفي آنذاك جاء برغبة أو بايعاز سوري. ولمح في هذا الايحاء الى ان سوريا هي قاتلة والده والآن أفهم كيف تدبرت أعمال الفبركة ومن كان يفبرك".

ورداً على سؤال عما اذا كان الرئيس سعد الحريري قد صدمه بكلامه. قال: "سجلوا شهادتي هذه ونحن بين الارض والسماء انه صدمني بنياته المضمرة وجوابي له ان الوطن لا يعيش على الحقد والبغضاء حتى لو استشهد والده أو عائلته لا سمح الله".

ويضيف: "صحيح انني حليف استراتيجي لسوريا لمصلحة لبنان وهذا الامر ليس وليد اليوم بل يعود الى اقتناعات وطنية وقومية لديّ منذ أعوام بعيدة، وهذا هو موقفي وسيبقى على هذا المنوال لذلك كان من المنطقي أن أحاول استمالة الرئيس رفيق الحريري الى دمشق وليس العكس حسب التفسير الذي قدمه نجله".

وتوجه الى الحريري الابن قائلاً: "عليك أن تتذكر وتعرف ان والدك الشهيد رحمه الله كان في موقع المطيع والمدلل عند القيادة السورية وتلقى رعاية خاصة أكثر من التي تلقيناها جميعاً أنا والسيد حسن نصرالله والاستاذ وليد جنبلاط".

وفي اطار رده على ما ورد في التسجيلات لجهة قول الحريري ان بري دعا الى عقد جلسة للمجلس بعد اسبوع واحد على استشهاد والده.

سأل بري: "ما هي الجريمة التي اقترفتها في هذه الدعوة. ان هؤلاء يفسرون الامور على طريقة ان الارنب يأكل الثلج لأن جلده أبيض. وجاء تعليقه (الحريري) على هذه النقطة على قاعدة ان الجلسة تساعد على نسيان قضية استشهاد رفيق الحريري. سامحهم الله".

وأضاف انه "جرى امرار القرار 1559 من دون المرور بالمؤسسات اللبنانية وذكر الحريري في معرض كلامه ان والده عرف من الفرنسيين انه كان على علم بهذا القرار عندما ردد عبارة "ربما" ثم اتبعها بـ"نعم".

ويضيف بري "من هنا نعرف هذا الكم من المؤامرات التي يتعرض لها لبنان وان عمل المحكمة الدولية اليوم هو امتداد لـ1559".

ولدى وصوله الى مطار الدوحة كان في استقبال بري نظيره القطري رئيس مجلس الشورى محمد بن مبارك الخليفي.

ويرافق رئيس المجلس النواب ميشال موسى وآغوب بقرادونيان ونقولا فتوش ووفد اداري من المجلس.

وأقام رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مساء عشاء على شرف الرئيس بري والوفد المرافق وعقد معه خلوة تناولت آخر المستجدات على الساحة العربية. وقد هنأه الرئيس بري بمناسبة عقد قران نجله.

النهار

الدوحة – من رضوان عقيل      

 

 

التغيير مطلب عربي شامل  

 

تذكرنا "التظاهرات" التي اتجهت قبل يومين صوب السفارة المصرية للتضامن مع متظاهري ميدان التحرير، وادانة الرئيس حسني مبارك وضرب دمية ترمز اليه، بـ"تظاهرة السكاكين والبلطات" التي اخرجتها الوصاية السورية للرد على مواقف البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير وتخويف اللبنانيين بالشارع. ففي جوهر تظاهرات السفارة المصرية رسالة الى الداخل السوري اكثر مما هي رسالة تضامنية مع الانتفاضة الشبابية المصرية التي كانت ولا تزال حتى هذه اللحظة حركة مطلبية داخلية. وهي محقة وعظيمة لأنها في اقل من عشرة ايام انتزعت مكاسب سياسية طال انتظارها ثلاثين عاما، ويجدر البناء عليها لمزيد من تحرير الحياة السياسية المصرية وصولا الى ديموقراطية قابلة للحياة. وفي مطلق الاحوال الثابت ألا مجال للعودة الى ما قبل 25 كانون الثاني بوجود الرئيس مبارك او بغيابه.

بالعودة الى تظاهرات بيروت على رغم انحدارها الخطابي، يلاحظ انها تلاقي الخطاب الرسمي في دمشق وخطبة السيد علي خامنئي الاخيرة بالعربية، بمحاولة حرف عناوين الانتفاضة في مصر وقبلها في تونس عن الحراك المطلبي الحقيقي. فالحراك عنوانه داخلي بامتياز. والعنوان الداخلي المطروح في مصر مطروح ايضا في كل مكان يرزح تحت نير الاستبداد والديكتاتورية.

لم يكن الخيار في مصر بين مبارك وعبد الناصر، بل بين مبارك والحريات والديموقراطية والشفافية والحكم الرشيد والمحاسبة. ولم يكن الخيار في اي وقت بين حكم الحزب الوطني الحاكم او حكم شبيه بحكم حزب البعث في سوريا. لم يفكر ملايين المتظاهرين في مصر لحظة واحدة بالنظام الايراني كنموذج يحتذى به او مرجعية تتبع. سطحية الشعارات المرفوعة في بعض بيروت وبعض إعلام بيروت العامل تدل على انها لاراحة ديكتاتوريات اخرى اكثر من التضامن مع متظاهري ميدان التحرير في القاهرة.

ان المطلب الاساس المرفوع في شوارع مصر هو التغيير. ولعل مطلب التغيير مطلب عربي شامل من الخليج الى المحيط، ولا فرق هنا بين هذا وذاك، ولا بين ممانعة واعتدال. التغيير حاجة عربية لكي يصبح للشعب في كل مكان صوت يسمع، ورأي يُستشار، وقرار يتبع.

لقد سقط جدار برلين قبل اكثر من عقدين، وتغيرت اوروبا واميركا اللاتينية ومعظم آسيا. ولكن رياح التغيير مرت من دون ان تصيب عالمنا العربي الذي تحول مع هجمات 11 ايلول 2001 خط تماس عريضاً لصراعات كبرى بين الشرق والغرب. وبقيت الشعوب قابعة تحت نير الديكتاتوريات، حتى اذا ما ضربت احداها (العراق) من الخارج ولأسباب ما اخذت الشعوب في الحسبان، تحولت البلاد الى ساحات حروب اهلية لا نهاية لها.

هذا ليس واقع مصر ولن يكون، فالحراك السياسي قائم، والحوار بين اطياف اللعبة السياسية بدأ، والعودة الى الوراء مستحيلة.

المهم ان يفي الحكم في مصر بالتزاماته الاصلاحية في صورة جدية وعاجلة وبحراسة المؤسسة العسكرية التي يسجل لها على نقيض مؤسسات عسكرية في بلدان عربية اخرى، انها لم تحرق احياء ومدنا للحفاظ على النظام. وما لم يفِ الحكم الانتقالي بالالتزمات فالشارع سيعود ليكون موضع الاحتكام.

والمطلوب الآن ان تلفح رياح التغيير كل العالم العربي.

http://www.annahar.com/content.php?priority=14&table=makalat&type=makalat&day=Mon

علي حماده     

ali.hamade@annahar.com.lb     

 

 

 

 

 

 

هل يواجه سليمان ما واجهه سركيس مع دمشق

لا خروج من الأزمة الوزارية إلاّ بحكومة من غير السياسيين

 

 

عندما انتخب الياس سركيس رئيساً للجمهورية في شتوره لتعذر الوصول الى مجلس النواب المحاصر من القوى الفلسطينية، كان خياره الاول تشكيل حكومة اتحاد وطني من أقطاب السياسة تضم الأطراف كافة وبالتحديد "الجبهة اللبنانية" التي كانت شبيهة بقوى 14 آذار، اليوم و"الحركة الوطنية" التي كانت شبيهة ايضاً بقوى 8 آذار اليوم وكان الرئيس يعتبر ان لبنان لا يعاد بناؤه في غياب احدى مكوناته. فكما ان الرئيس فؤاد شهاب لم يقبل باستبعاد حزب الكتائب عن الحكم في العام 1958 فإنه لم يكن في الوارد استبعاد "الحركة الوطنية" عن التشكيلة الحكومية يومذاك. لكن سوريا لم تكن متحمسة على الاطلاق لهذا الاختيار، فقرر سركيس ايفاد فؤاد بطرس الى دمشق ليرى ما اذا كان في الامكان تذليل العقبات التي تحول دون تشكيل حكومة اتحاد وطني، وفي معرض حديثه مع الرئيس الراحل حافظ الأسد نقل اليه بطرس عن الرئيس سركيس قوله: لقد انتخبت لأني لست رجل حرب وتعهدت بالحل السياسي. فرد الرئيس الأسد عارضاً وجهة نظره المشككة في نية "الحركة الوطنية" في الوصول الى حل سياسي، مؤكداً انه يدعم توجهات الرئيس سركيس، ويعلم ان اي تحرك لسوريا لا ينسجم مع موقفه غير مريح لكليهما. ولم يتوصل لقاء بطرس الأول مع الرئيس السوري الى حل عقدة التأليف بعد مرور أكثر من شهرين على تسلم الرئيس سركيس لسلطاته الدستورية فكان لا بد من زيارة ثانية لدمشق في محاولة أخيرة لاقناعها بحكومة "اتحاد وطني"، حتى اذا تعذر الامر فبحكومة غير سياسية لا تتمثل فيها "الجبهة اللبنانية" ولا "الحركة الوطنية"، لأن سركيس لا يستطيع ان يستبعد فئة لبنانية لمصلحة فئة أخرى، فهو رئيس كل اللبنانيين، ولكنه في الوقت نفسه لا قدرة له على تجاهل سوريا وفرض رأيه عليها وهي الموجودة في لبنان سياسياً وعسكرياً، وهي غير متحمسة ايضاً لفكرة تشكيل حكومة لا سياسية يغيب عنها من لا تريد غيابهم. وعندما تطرق فؤاد بطرس في معرض تعداد أسماء المرشحين لدخول حكومة وفاق وطني الى رئيس "الحركة الوطنية"، كمال جنبلاط رد الرئيس الأسد على الفور "انه لم يعد يمثل شيئاً الا اذا اردتم ان تفتحوا له باب العودة الى المسرح بالواسطة، كل يوم يراجعوننا في شأنه ولكننا رفضنا استقباله ونصرّ على هذا الرفض، وان كل من يحسب على جنبلاط ينطبق عليه الحكم الذي على جنبلاط سواء عقائدياً أو درزياً، فهو لا يفهم الا لغة القوة ومسؤول عن كل ما حصل في لبنان، ومهما فعلتم له لن يرضى وهو ليس مهتماً بأن يكون وزيراً يريد الحكم كل الحكم ولن تنفع فيه المسكنات، وان هذا الرجل عرّض لبنان وسوريا والمنطقة كلها للخطر ولا أفهم كيف تسعون الى مراعاته". أجاب بطرس الرئيس الأسد: "يبدو انكم تريدون ان تقضوا على جنبلاط كزعيم حزب وكزعيم درزي نهائياً". رد الأسد بالقول: "لا نقضي عليه جسدياً بل سياسياً أي على زعامته. سيصبح مواطناً اسوة بأي مواطن سواه، فاذا لم تقتنعوا فستنشب ثورة عندكم مرة أخرى وتقضي عليكم نهائياً". وختم بالقول: "مم تخافون، آن الأوان لكي تحكموا. انتم تريدون ان تقفوا في الوسط هذا مستحيل لأنه ليس هناك من وسط. ثمة اناس معكم واناس ضدكم وضدنا. لذا لا يمكنكم ان تعاملوا الفريقين على قدم المساواة، خصوصاً اننا موجودون ومستعدون لمساندتكم" (مذكرات فؤاد بطرس).

وكان لقاء الوزير بطرس مع عبد الحليم خدام وزير الخارجية يومذاك اكثر تشدداً في موقفه من جنبلاط اذ قال: "انكم تعالجون الموضوع بروح شهابية وعلى قاعدة التوازن بين بيار الجميل وكمال جنبلاط وهذه الذهنية باتت قديمة ولا تصح اليوم. جنبلاط كان وراء كل شيء وانهزم ولم يعد شيئاً في السياسة اللبنانية. لقد اتهم حافظ الاسد بأنه ينفذ مخططاً اسرائيلياً ويساعد اسرائيل وحرض العالم ضد سوريا فكيف يمكننا ان نغفر له". واضاف: "لا يجوز ان تأتوا بمعارضين الى داخل الحكومة لأنهم سيعرقلون الحكم ويخرجونكم عبر استقالتهم اذا اقدموا عليها".

وبعدما لمس الوزير بطرس ان لا إمكان للتفاهم مع المسؤولين السوريين على حكومة من السياسيين لاصرارهم على رفض تمثيل جنبلاط، حاول تمرير فكرة تشكيل حكومة من غير السياسيين تضم تكنوقراط فقط، فكان الرد ان مثل هذه الحكومة لا تقوي الوضع.

عاد الوزير بطرس من دمشق من دون ان يكون واهماً حيال امكان التوصل الى تفاهم راسخ بين لبنان وسوريا اذ انه كان يعرف تاريخ العلاقات بين البلدين ونظرة السوريين الى لبنان وان التوفيق بينهما ليس من المسائل السهلة، وعندما نقل الى الرئيس سركيس نتائج زيارته لدمشق بدا الاستياء كبيراً على وجهه ولم يجد ما يقوله سوى "فهمت" ستكون الحكومة غير سياسية وأخذ على الفور ورقة كتب عليها اسماء الوزراء الثمانية الذين سيؤلفون الحكومة الاولى في عهده وهم: سليم الحص، فريد روفايل، ميشال ضوميط، أمين البزري، صلاح سلمان، اسعد رزق، ابرهيم شعيتو، فؤاد بطرس من غير ان يكون للسوريين رأي في أي من اعضائها "لأننا قررنا التنسيق مع سوريا ولكن مع المحافظة بالكامل على حرية قرارنا وحقوقنا واستقلالنا ولم نكن نريد أن نتجاهلهم أو أن نتحداهم انما التأكيد اننا اسياد أمرنا ولا نسير الا وفق اقتناعاتنا وما يمليه علينا ضميرنا وواجبنا". كما جاء في مذكرات بطرس.

هل يمكن القول بعد سرد هذه الوقائع "ما اشبه اليوم بالبارحة"؟ فيصبح مطلوباً من الرئيس ميشال سليمان ومن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي استشارة المسؤولين السوريين عوض اضاعة الوقت على استشارة سياسيين لبنانيين يأخذون بتوجيهات دمشق لمعرفة حقيقة موقفهم من شكل الحكومة العتيدة، هل هم مع حكومة وحدة وطنية كما كانوا يطالبون بها عندما كان حلفاؤهم في 8 آذار اقلية وبات لديهم "فيتو" على أقطاب في 14 آذار ولم يعودوا مع حكومة كهذه بعدما تحولت هذه الاقلية أكثرية ويفضلون حكومة من لون واحد؟

هل باتوا مع تطبيق النظام الديموقراطي في لبنان الذي تحكم بموجبه الأكثرية والاقلية تعارض ولم يعودوا مع ما سمي "الديموقراطية التوافقية"؟ وهل هم مع الاحتكام الى الدستور والمؤسسات بعدما اصبحت 14 آذار أقلية ولم يعد ثمة حاجة لمواجهتها في الشارع؟ وهل باتوا مع حكومة اكثرية منسجمة لا ثلث معطل فيها كما كانوا يصرون قبلاً على ذلك للعرقلة والآن باتوا حريصين على حسن سير العمل؟ هل يوافقون على حكومة من غير السياسيين أي تكنوقراط لأنها تكون اكثر انسجاماً وتجانساً من حكومة سياسيين حتى ولو كان أعضاؤها من لون واحد ومستعدون لتأمين الثقة لها كمخرج من الأزمة الوزارية التي يصعب الخروج منها بحكومة "وحدة وطنية" تتمثل فيها قوى 8 و14 آذار لأن تأليفها يواجه تعقيدات اختيار الأسماء والحقائب، عدا انها لن تكون حكومة منسجمة صالحة للعمل والانتاج، وان حكومة من اكثرية اللون الواحد سوف تزيد الاحتقان في الشارع وهو محتقن اصلاً بابعاد الرئيس الحريري عن السرايا بصورة فجّة وفظّة؟

الجواب عن هذه الاسئلة هو في دمشق وليس في بيروت بعدما استطاعت ان تعود سياسياً الي لبنان عبر حلفائها في 8 آذار، وبات واضحاً للجميع في الداخل والخارج ان "فتش عن سوريا كلما حصل شيء مهم في لبنان".

 لقد عنون فؤاد بطرس الفصل الأول من مذكراته: "سركيس رئيساً مع وقف التنفيذ"، ثم اعطى عنواناً آخر للقسم السادس منها: "ادارة الأزمة" بعد ان اجاب على سؤال للوزير السابق ميشال اده: ماذا يريد السوريون من لبنان؟

"كل شيء... وبالباقي ايضاً!".

هل يتكرر القول: ما اشبه اليوم بالبارحة؟!!!

 

اميل خوري     

emile.khoury@annahar.com.lb     

 

 

 

الأكثرية الجديدة ستفرض على الحكومة فك الارتباط

استبعـــــاد أي حــــــوار ناجــــــع حــــــول المحكمـــة

 

 

ينقل متصلون بـ"حزب الله" ان أولويته الداخلية لا تزال وقف عمل المحكمة الخاصة بلبنان وانه لم يبدل اولوياته في التوجه الذي قاد الى استبعاد الرئيس سعد الحريري عن رئاسة الحكومة، بحيث طغى هذا الاستبعاد او بات بديلا من اسقاط المحكمة. وتاليا فان التوجه الحكومي الفوري بعد تأليف الحكومة هو لاتخاذ موقف منها. كما ينقل هؤلاء ان الصمت الذي يعتمده الحزب ازاء المحكمة في الوقت الراهن ومنذ اسقاط الحكومة برئاسة سعد الحريري يتصل في شكل خاص بحماية الاستشارات التي يقوم بها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، من اجل عدم احراجه امام طائفته في الدرجة الاولى ومن اجل ان يشعر انه حر في التعبير عن ارائه فلا يثير ردود فعل مسبقة ضده.

وبحسب مصادر سياسية مطلعة، فان قراءة الموقف المعلن المكرر للرئيس ميقاتي عن عدم تقديم اي التزام لقوى الرابع عشر من آذار في شأن المحكمة لعدم تعهده باي شيء في المقابل للاكثرية الجديدة تفيد ان رئيس الحكومة العتيدة لن يمكنه مقاومة ما يسمى اتجاه الاكثرية في مجلس الوزراء، ان لم يكن كل الحكومة في حال كانت من لون واحد على ما رجح حتى الساعات الاخيرة الماضية، حيث تبين ان احتمال المشاركة بات اضعف من قبل في ضوء  كل المواقف لافرقاء قوى 8 آذار الذين كان اخرهم متحدثون باسم " حزب الله". اذ ان الدعوة الظاهرية الى المشاركة هي تحت عنوان الانضواء تحت عناوينهم السياسية وادانة الاعوام الخمسة الماضية، لكن عدم قدرة الرئيس ميقاتي على مواجهة ذلك ستتم  تحت لافتة  اعتماد الديموقراطية  علما ان ذلك سيعتمد حتى لو شاركت قوى 14 آذار تحت المنطق نفسه  لان الاكثرية باتت لدى قوى 8 آذار، وهي ستستخدمها على عكس مراعاة قوى 14 آذار لذلك حين كانت اكثرية في الحكومة السابقة. ولذلك فان المرجح ان يجري بت هذا الموضوع  خصوصا اذا اعتمدت قوى 8 آذار مع الرئيس ميقاتي الاسلوب نفسه الذي حاولت ان تفرضه على الرئيس سعد الحريري لجهة محاولة تحديد جدول اعمال مجلس الوزراء الذي يعود لرئيس الحكومة وحده وضعه بالتنسيق مع رئيس الجمهورية. ويثير مراقبون تساؤلات حقيقية حول ما يقصده الرئيس ميقاتي لجهة اجراء حوار من اجل وقف تداعيات القرار الاتهامي الذي سيصدر عن المحكمة، في وقت رفضت قوى 8 آذار مدعومة من سوريا التجاوب في شان المساعي التي قامت بها المملكة العربية السعودية مع سوريا على هذا الصعيد. اذ ان " حزب الله" كان يلوح للحريري بثمن هو الابقاء عليه رئيسا للحكومة في مقابل اتخاذ اجراءات تطعن مسبقا بالقرار الاتهامي. وهو اقام مع سوريا لائحة للمقايضة  بدأت بمذكرات التوقيف السورية ضد شخصيات لبنانية قريبة من الرئيس سعد الحريري وصولا الى ابتكار موضوع "شهود الزور" وطلب احالته الى المجلس العدلي. وهذان الموضوعان سيجدان طريقهما الى طاولة الحكومة المقبلة جنبا الى جنب مع السعي الى وقف المشاركة اللبنانية في تمويل المحكمة والعمل على فك الارتباط او التعاون بين لبنان والمحكمة الذي يمكن ان يتخذ عبر الاكثرية الجديدة في مجلس النواب، كاسلوب للرد على الاكثرية التي تجاوب معها مجلس الامن من اجل انشاء المحكمة.

وترجح المصادر نفسها ان تجد هذه العناصر طريقها الى التنفيذ فورا من دون انتظار ان يطلق الرئيس ميقاتي حوارا حولها لان عناصر وقف تداعيات القرار الاتهامي قدمها الرئيس سعد الحريري ولم يتم التجاوب معها، مما يثير تساؤلات جدية عن اسباب موافقة فريق الحريري على المساهمة في وقف تداعيات المحكمة بالنسبة الى الحزب وربما بالنسبة الى سوريا  ايضا في حين قد يغدو مضمون القرار الاتهامي ورقة قوية في يده  في حال سيكون هناك حوار حول الموضوع. فالرئيس الحريري وفق ما تقول هذه المصادر لم يتهم يوما "حزب الله" لا علنا ولا ضمنا وفق ما جاء في الشريط الذي بثته احدى محطات التلفزة عن جلسة التحقيق معه، لا بل قدم عرضا لامين العام لـ"حزب الله"  السيد حسن نصرالله حول استيعاب مسبق لتداعيات القرار الاتهامي بناء على تسريبات صحافية ليس الا ورفضها السيد نصرالله مطالبا الحريري بالمزيد  وصولا الى استبعاده عن رئاسة الحكومة بانقلاب دستوري في الشكل.  لذلك فهو اصبح في حل من اي التزام مسبق في هذا الاطار وتاليا لا يعتقد ان اي حوار سيكون ناجعا في الفترة المقبلة علما ان المصادر نفسها تعتقد ان الحزب وسوريا سيسعيان الى المقايضة اللاحقة بعد محاولة السير قدما في قضية "شهود الزور" بغض النظر عن الوسائل التي ستتبع للوصول الى ذلك عبر تسييس القضاء اللبناني او توظيفه لهذه  الغاية والاثمان التي قد تترتب على ذلك.

روزانا بومنصف     

rosana.boumounsef@annahar.com.lb     

 

 

 

الحل الأميركي المتاح في لبنان:  سلام سوري - إسرائيلي

بقلم نيكولاس نوي – بيروت

 

بعد ستّة أعوام بالتمام والكمال تقريباً من اندلاع ثورة الأرز التي أدّت إلى انسحاب سريع للقوات السورية من لبنان، يبدو أن حلم الولايات المتحدة بأن بإمكانها استعمال هذا البلد الهش منصّة لبناء شرق أوسط جديد – ذي نزعة موالية للولايات المتحدة بصورة مؤكّدة – قد انهار.

يمكن القول بأنه انهار في تمام الساعة 11:58 من ظهر يوم الثلثاء [25 كانون الثاني] عندما دخل نائب مسيحي في البرلمان اللبناني يدعى نقولا فتوش من البقاع القصر الرئاسي وصوّت ضد رئيس الوزراء سعد الحريري. والأخير هو نجل رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق الذي يشكّل اغتياله في شباط 2005 أساساً للقرار الظنّي المتوقَّع صدوره قريباً عن المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشأتها الأمم المتحدة.

على الرغم من أن رئيس الوزراء الجديد، نجيب ميقاتي، لم يكن بحاجة إلى دعم فتوش لهزم سعد الحريري – فقد منحته أصوات التنظيم الشيعي القتالي "حزب الله" وأكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب برئاسة الجنرال ميشال عون إلى جانب بعض المسلمين السنّة والدروز، التفوّق العددي – إلا أنه كانت لتصويت فتوش أهمية خاصة. فهو لم يكن حليفاً لسعد الحريري وحسب، بل إن السفيرة الأميركية مورا كونيلي كانت قد زارته قبل بضعة أيام فقط في دارته وحظيت الزيارة بتغطية إعلامية واسعة.

يطرح قيام شخصية غير ذات شأن كبير معروفة بمساوماتها السياسية بصدّ المحاولة التي بذلتها قوّة عظمى للاحتفاظ بصوتها لمصلحة الرجل الذي تدعمه هذه القوّة، علامة استفهام حول سوء الأداء الشديد الذي أظهرته سياسة "الماكسيمالية" التي انتهجتها واشنطن – أي ممارسة ضغوط متقطّعة على حلفائها فيما ترفض التفاوض بجدّية مع خصومها – في لبنان والشرق الأوسط في شكل عام. تحتاج إدارة أوباما إلى مقاربة مختلفة كلياً للتعامل مع لبنان "الجديد".

لكن لسوء الحظ، سيكون هذا التغيير أصعب بكثير الآن مما كان عليه قبل ستة أعوام عندما كان "حزب الله" في مأزق سياسياً، إذ كان يفتقر إلى الدعم خارج قاعدته الشيعية وإلى الضمانات التي يؤمّنها له وجود القوات السورية في البلاد.

في نيسان 2005، ذهب "حزب الله" إلى حد إرسال أحد السياسيين التابعين له، طراد حماده، للاجتماع بالمسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية من أجل التوصّل إلى تسوية موقّتة. وقد غادر واشنطن صفر اليدين: كانت إدارة بوش تعتقد أن التأثير الأميركي يتنامى في لبنان وأنه يمكن حشر "حزب الله" في الزاوية للموافقة على نزع سلاحه قبل إجراء أي مفاوضات فعلية.

بدلاً من تقويض الدعم السياسي لـ"حزب الله" عبر توسيع التحالفات مع الشخصيات الموالية للولايات المتحدة في لبنان ومعالجة المخاوف التي يعبّر عنها عدد كبير من اللبنانيين – من أن إسرائيل لا تزال تحتل أراضي لبنانية في الجنوب، ومن وجود لبنانيين في السجون الإسرائيلية، ومن أن البلاد بحاجة إلى دفاع وطني أقوى – اكتفت إدارة بوش بمجموعة ضيّقة من الحلفاء المحليين وطبّقت استراتيجيا "إما معنا وإما ضدنا" التي هدفت إلى إلغاء "حزب الله".

وفي أقل من عام، أسفرت هذه السياسة، ويا للأسف، عن اجتياح إسرائيلي فاشل أدّى إلى مقتل وإصابة آلاف المواطنين اللبنانيين، ومنح "حزب الله" شعبية غير مسبوقة في المنطقة.

حالياً، استعادت سوريا الجزء الأكبر من سيطرتها في البلاد – هذه المرّة من دون الكلفة المترتّبة عن نشر جنود – وتقع مجدداً في صميم السياسة الإقليمية. ويجمع الكل على أن قدرات "حزب الله" العسكرية تعزّزت كثيراً، ويبدو أن هناك اعتقاداً خطراً لدى عدد كبير من قادته بأنّ بإمكانهم الفوز حكماً في مواجهة "نهائية" مع إسرائيل. كما أن الحزب أبقى بدهاء على تحالفاته السياسية – وبينها تحالف مع حوالى نصف المسيحيين في البلاد – لا بل وسّعها، مما منحه القدرة على تغيير الحكومة بوسائل دستورية.

ولعل أكثر ما يثير الإحباط هو أن "حزب الله" نجح إلى حد كبير في تقويض شرعية المحكمة التابعة للأمم المتحدة في العالمَين العربي والإسلامي. وحظي في مجهوده هذا بمساعدة أميركية غير مقصودة. فكما ورد في تقرير صدر حديثاً عن "مجموعة الأزمات الدولية"، أدّت الطريقة التي أنشئ بها التحقيق، "بضغط من قوّتين غربيتين تملكان أهدافاً استراتيجية واضحة"، أي الولايات المتحدة وفرنسا، إلى "تلويث" العملية.

إذاً ما الذي تستطيع الولايات المتحدة فعله لوقف الزخم الجديد الذي اكتسبه "حزب الله"؟ خياراتها محدودة. فنظراً إلى التغيير الحكومي، قد يحاول الكونغرس قطع المساعدات عن لبنان والجيش اللبناني. وعلى الأرجح أن إدارة أوباما سوف تُجدّد دعمها للمحكمة الدولية وتمارس ضغوطاً دعماً لأي قرار ظنّي يدين شخصيات من "حزب الله". بيد أن أياً من الخطوتين لن تمارس تأثيراً كبيراً على حسابات الحزب أو رغباته الأساسية.

سوف يستمرّ "حزب الله" في تعزيز قوّته العسكرية، ويقترب أكثر فأكثر مما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بـ"الخط الأحمر" من الإمكانات والقدرات التي من شأنها أن تدفع بإسرائيل إلى شن هجوم "استباقي" واسع النطاق. وكما في عام 2006، من شأن هذه الخطوة أن تكون مدمِّرة للبنان، ولإسرائيل على الأرجح، وللمصالح الأميركية في المنطقة بكل تأكيد، لا سيما أن "حزب الله" سوف يصمد في الغالب، لا بل قد يكتسب أتباعاً جدداً في أوساط الأشخاص الذين يتضرّرون من الهجمات الإسرائيلية على البنى التحتية والمناطق المدنية اللبنانية.

لكن لا يزال المجال متاحاً أمام واشنطن لاستنباط بديل معقول وغير عنيف، من خلال الدفع باتّجاه الإنعاش الفوري لمحادثات السلام بين سوريا وإسرائيل. قبل أحد عشر عاماً، تداعى اتفاق سلام بين البلدين كان من شأنه أن يتضمّن نزع سلاح "حزب الله"، والسبب الأساسي هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، إيهود باراك، وجد أنه من الصعوبة بمكان على الصعيد السياسي تسليم سوريا بضع مئات من الأمتار المتبقّية حول الزاوية الشمالية الشرقية لبحيرة طبريا عند حدود مرتفعات الجولان.

على الرغم من أن التوصّل إلى اتفاق جديد حول الجولان لن يؤدّي إلى انتهاء "حزب الله" في المدى المباشر، إلا أنه من شأنه أن يحدّ من قدرة التنظيم على استخدام العنف ورغبته في ذلك، إذ إنه سيكون على سوريا أن تتعهّد إغلاق الطرقات التي تُستعمَل الآن في تهريب الأسلحة الإيرانية (والسورية) إلى لبنان. وعندئذٍ سيجد "حزب الله" المستضعف عسكرياً والذي فقد الدعم السوري أو لا يحظى بالكثير من الدعم السياسي في الداخل لمواصلة مهمّته من أجل تحرير القدس – سيجد إذاً صعوبة كبيرة في تهديد حدود إسرائيل الشمالية.

لا شك في أن بعض الإسرائيليين يدركون منافع مثل هذا الاتفاق.

قال إيلان مزراحي، وهو نائب سابق لرئيس "الموساد" ومستشار الأمن القومي في إدارة رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، في مقابلة معه منذ فترة قصيرة إنه أوصى في أول يوم عمل له بأن يعقد أولمرت اتفاقاً مع سوريا لأن من شأنه "تغيير الوضع الأمني في الشرق الأوسط". وأضاف أنه لا يزال على رأيه هذا.

ولدى سؤاله إذا كان الانسحاب يولّد تهديداً لإسرائيل في الجولان، أجاب مزراحي "لا يعتقد رئيس الأركان عندنا ذلك. ولا رئيس الاستخبارات العسكرية... يقول خيرة الجنرالات الإسرائيليين إن بإمكاننا التفاوض على المسألة، وأنا أصدّقهم".

هل سيكون الضغط على إسرائيل كي تنسحب بالكامل من الجولان مسألة صعبة سياسياً بالنسبة إلى الرئيس أوباما؟ بالتأكيد، تماماً كما أن الانسحاب صعب سياسياً على رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لكن نظراً إلى البدائل بالنسبة إلى لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة، فإن كل ما هو دون ذلك لن يعدو كونه مجرّد رفع سواتر موقّتة لتأخير كارثة إقليمية تلوح في الأفق.

 

"نيويورك تايمز"

ترجمة ن. ن.

النهار

(رئيس تحرير موقع Mideastwire.com ومحرّر كتاب

 Voice of Hezbollah: The Statements of Sayyed Hassan Nasrallah (صوت "حزب الله":

تصريحات السيد حسن نصرالله